رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في مقالي الأخير هنا في الشرق بهذا العنوان، قلت إن جيل الشباب "مفتري"، ولا يعرف أنه ولد ونشأ والدوحة مكتملة النمو، وموعودة بتحولات بنيوية هيكلية ضخمة، ومن "يأكلها والعة"، أي يجد الشيء جاهزا، لا يعرف حجم الجهد الذي بُذِل لإنجاز كل ما يعتبره جيل الشباب "عاديا"، لأنهم فتحوا أعينهم على الدنيا، ووجدوا العتبة قزاز والسلم نايلو في نايلو، ولم يشتروا الأثاث المنزلي مثلنا من سوق النجمة، والملابس بالكيلو من سوق الخميس — والجمعة.ولست معنيا اليوم بتذكير الشباب بـ "كنا فين وبقينا فين"، من حيث التوسع العمراني الأفقي والرأسي، بل بأن حقائق يعتبرونها عادية هي في واقع الأمر "فوق العادة"، فحتى مطلع الألفية الثالثة كان مستشفى حمد العام، مثلا، ساحة للهواش والصراخ لأن المرضى لم يجدوا "مواعيد قريبة" لمقابلة الأطباء، ورغم أن المستشفى ظل دائما يحتضن كفاءات طبية عالية، إلا أن قدرته الاستيعابية كانت محدودة نسبيا، واليوم فإن هذا المستشفى واحد من أفضل ثلاث مستشفيات، ومختبراته هي الأفضل على الإطلاق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (به أكثر من 2000 سرير اليوم)ثم يا مفتري، هل كنت تحلم بتلقي تعليما "أمريكانيا" مصفى، وانت عايش عند أمك وأبوك؟ المدينة التعليمية في نظركم "عادي"؟!! اكشفوا على نظركم لأنه لا يوجد مكان في العالم فيه كلستر cluster (مجمع) جامعات ذات شنة ورنة كتلك الموجودة في المدينة التعليمية. هل تعلم أن جامعة تكساس في المدينة التعليمية تحتل المرتبة 355 بين جامعات العالم، علما بأن بالولايات المتحدة وحدها بها 4352 جامعة معترف بها، إلى جانب المئات من الجامعات الكتبلاص، التي تعطي الشهادات لكل قادر على دفع "المعلوم"، وأن عدد الجامعات في العالم يزيد على 26500.. طيب وجامعة قطر التي بدأت مسيرتها من مبنى مخصص لمدرسة ثانوية عام 1979، (نفس العام الذي قدمتُ فيه الى قطر ويقول السودانيون عن الشخص الذي يتوافق قدومه مع حدوث أمر طيب إنه "قَدَم خير")، ولم تكن تستوعب أكثر من مائة طالب، صارت اليوم واحدة من أفضل عشر جامعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي من بين 480 جامعة، وتحتضن اليوم نحو 8990 طالبا، يقوم على تدريسهم 949 محاضرا وهذه من أعلى نسب "أستاذ — للطالب". عالمياهل تذكرون مطار الدوحة القديم؟ كسوداني أذكره جيدا، فعند قيام كل رحلة جوية منه الى الخرطوم، كانت الشرطة تمنع المودعين السودانيين من دخول صالة المغادرين، لسبب بديهي، وهو أن عشرة زولات كانوا يرافقون كل مسافر، وسيم سيم في المستشفى، فمن يتقاسم غرفة مستشفى مع مريض سوداني، "يتصنع" الشفاء حتى يغادر المستشفى وينعم بالنوم في بيته، لأن المريض السوداني يستقبل خمسة زوار كل خمس دقائق.ومؤخرا صرت أسافر عبر مطار حمد الدولي، ويوصلني ولدي إلى البوابة الخارجية في المطار، ثم يقول لي: باي، وهو داخل السيارة، ليس لسوء أدب فيه، بل لأنه يعرف أنه لا مجال لمواويل الوداع المطولة، في مطار يفرغ المسافر فيه من إجراءات سفره خلال ربع ساعة، إذا كان مسافرا بخط طيران "ابن ناس"سكايتراكس اختارت مطار حمد الدولي كأفضل مطار... وين؟ في الشرق الأوسط؟ آسيا؟ أوروبا؟ لا بل في العالم. سامعين يا عالم؟ أفضل مطار في الكون، والخطوط الجوية القطرية وبشهادة سكايتراكس شركة طيران خمس نجوم بمعايير الجودة في الخدمات المقدمة للمسافرين، دعك من أن لديها رحلات منتظمة الى كل مدينة في العالم بها مطار محترم، وخذ في الاعتبار أن مافيا الطيران الأمريكية فشلت في منافستها، وتريد من الأخرق المخرف دونالد ترامب أن يحد من نشاطها في المطارات الأمريكية، ووزارة الداخلية القطرية أثبتت أنها "قد" التطور، فصارت البوابات الالكترونية تتعرف حتى على الجوازات، وليس فقط البطاقات الشخصية، والوزارة "على بعضها" وبجميع إداراتها صارت الأكثر "عصرية" في المنطقة، وحتى شرطة المرور التي يتمنى كل سائق ألا يرصدوا له مخالفة، قد يكمشوك ولكن إجراءات الكمش والتحقيق والتسوية بطريقة أو أخرى، لا تستغرق سوى دقائق (ما لم تكن قد سببت أذى جسيما لنفسك أو لغيرك)، فقد صار التعامل مع كل أقسام الوزارة يتم بطقطقة بعض الأزرار في الهاتف أو الكمبيوتر، وخلال ثوان يطرش لك مطراش 2 الخدمة المطلوبة.اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال.
706
| 11 مايو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فعلاً لا يملأ عين ابن آدم إلا التراب - تراب القبر. أقول هذه العبارة، لمن يشكون من الزحمة المرورية في الدوحة، بسبب أشغال الطرق والجسور والأنفاق وقطار المترو، ولمن يهربون من الدوحة في غير الإجازات الصيفية، إلى دول مجاورة بحجة "تغيير هوا"، مع أن الهوا في دول الجوار "سيم سيم دوحة".قبل أعوام قليلة، سعيت للحصول على البطاقة الإلكترونية للدخول والخروج من المطار، وأدخل الموظف القطري المسؤول بياناتي في الكمبيوتر، ثم سألني: لك كم في قطر؟ فقلت له: قبل ميلادك بحوالي خمس أو وسبع سنوات، فنظر إليَّ وعلى وجهه ابتسامة تشوبها الدهشة، فسألته عن عمره، فقال كذا وعشرين سنة، فقلت له "أنا أقدم منك في قطر فعلا بست سنوات."عندما أتيت إلى قطر عام 1979، كانت الزوجة التي يقول لها زوجها إنه وجد مسكنا جميلا في منطقة السد، تصيح: وديني بيت أبوي، ذلك أن معظم البيوت مكتملة البناء لم تكن مأهولة، وبين كل مجموعة من البيوت، كانت هناك أرض فضاء بها حفريات تدل على "نية" البناء، ولو قررت اجتياز السد ليلا متجها إلى مدينة خليفة بسيارتك، كنت ستجد نفسك تهمهم بآية الكرسي حتى لو لم تكن مسلما، لأنك ستعبر بأرض خلاء، يغلفها ظلام سميك كالضباب.في أواخر السبعينيات كانت "الدفنة" مجرد مشروع، والكورنيش كومة من الصخور تفتقر إلى إسمنت يلم شتاتها، وكان مسرح قطر الوطني أصلا مبنى وزارة الإعلام، وأثناء تشييده صار مائلا مثل برج بيزا، واستغرق علاج الميلان بضعة أعوام، وحتى أواخر الثمانينيات، كنا نلتقط الصور أمام عمارة العبيدلي في شارع الشيخ سحيم بن حمد، بوصفها ناطحة السحاب الوحيدة في الدوحة.وعند افتتاح محلات العالم الجديد، عمت الفرحة في أوساط الدوحويين، وياما كشخت ببنطلونات وقمصان وساعة كاسيو بلاستيكية تعيش الواحدة منها ستة أشهر كاملة، وبعدها مفيش مشكلة، تشتري واحدة أخرى بستين ريالا، ثم جاءت محلات الشاهين، فاعتبرت طفرة في التجارة والتسوق، أما عند افتتاح المول عند دوار النادي الأهلي، فقد عرفنا أنواعا من الآيس كريم لم نكن قد سمعنا بها، ودار سينما صغيرة جعلتنا ننظر إلى سينما الخليج العتيقة بازدراء.وجيل الشباب المفتري الذي يطنطن بسبب ازدحام الشوارع، ويجد على بعد كل 500 متر فندقا أو مطعما يبيع طعاما يحمل أسماء مكسيكية وإيطالية وصينية، يستفزنا نحن الذين كان قمة الترف عندنا أن نشتري شاورما، أو شاي كرك أو فطائر الجبن، من مطاعم في الشوارع الخلفية في "السد"، ويستفزنا وهو يعبر عن حيرته عن "في أي المولات سأجد جيفنشي وليوناردو دافنشي وما أدري "وش ريتشي".أنا الذي شهدت الدوحة تتحول من مدينة صغيرة إلى متروبوليس (تعني المدينة الضخمة التي تكون مركزا للنشاط الثقافي والاقتصادي ونقطة عبور إلى مناطق إقليمية ودولية أخرى)، صرت غريبا فيها، وتوحشني أحياء الرميلة والجسرة ووادي السيل، وأم غويلينا واسلطة القديمة بنكهاتها التاريخية، ولكنني سعيد بأنني شهدت نقلات - أي نقلات الله يهدينا وإياك - طفرات بالزانة من سنة لأخرى.يا مفترين أنتم الذين تسابقون الريح في الطريق السريع، من دخان إلى المطارين القديم والجديد، لا تعرفون شيئا اسمه دوار مدماك، الذي ياما سبب الدوار لسائقي السيارات: تأتيه من أي اتجاه فتجد نفسك مرغما على الوقوف قبالته ما بين 17 و23 دقيقة، وكان لي شرف نسف هذا الدوار، عندما هددت بلدية الدوحة، بأنني سأنشر إشاعة بأن لتنظيم القاعدة خلية في ذلك الدوار، لينسفه الأمريكان، فما كان من البلدية إلا أن دعتني لحفل جرف وتدمير الدوار، وتحويله إلى واحد من أكثر المعابر سلاسة على ثلاثة مستوياتأما الدوار المجنون، فقد لعب دورا كبيرا في تطفيش النساء من قيادة السيارات، لأن اجتيازه كان يقوم على التخمين ثم التوكل: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.نحن صبرنا ونلنا، وأنتم - بالمصري "أكلتوها والعة"، واصبروا كمان 3 سنوات وستحمدون الله أنكم كنتم شهودا على عصر جديد.
683
| 08 مايو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وصلني من عدد من الأصدقاء والأقارب، عبر واتساب، كليب فيديو يحوي صورا لسيدة سوداء، تشتعل النيران في جسدها، ويحاول بعض المارة إنقاذها، وكان الكلام المصاحب للصورة، يقول إن تلك السيدة، تقدمت بطلب إلى السلطات البلجيكية، لنيل رخصة لإقامة محل تجاري في وسط مدينة لكسمبورج، وعندما رفضت السلطات الطلب، وقفت في شارع رئيسي وأشعلت النار في ملابسها. أما التعليق المصاحب للصورة المتداولة أيضا عبر الانترنت على نطاق واسع، باللغة العربية، فيقول: انظروا كيف يستميت الناس دفاعا عن حقوقهم، بينما نحن نعيش في ذل وهوان، وندعو بالخير لمن أذاقونا الذل والهوان.لم أتأثر بمشهد المرأة والنيران تلتهم ملابسها ولحمها، لأنه كان من السهل عليَّ إدراك أن الصورة مفبركة ومركبة (هل انتبهت إلى أن "واتساب" على وزن "اغتياب" وأن فيها بعض عناصر الوسوسة، ولهذا صارت ناقلا للنميمة والأخبار المفبركة؟)؟ ودعوني أشرح لكم لماذا أنا مقتنع بأن اللقطات تلك مفبركة: منذ متى صارت لكسمبورج بلجيكية؟ ومن ثم، لماذا لم تفكر تلك السيدة في الانتحار في بلجيكا، حيث تم حرمانها من الرخصة التجارية؟ ثم هب أنها كانت صورة حقيقية لتلك المرأة: ما الذي يحملني على التعاطف مع إنسان أخرق يتصرف بطفولية بلهاء، ويعتقد أن حركة الكون ستتوقف إذا انتحر في مكان عام؟ وهل انتحارها حرقا سيكفل لها الحصول على الرخصة؟ وهل السلطات البلجيكية او اللكسمبورجية ملزمة بمنح رخصة تجارية لكل من يطلبها؟دعك — عزيزي القارئ — من كل هذا، ولنتوقف عند التعليق المصاحب لتلك الصور والذي يتضمن إشادة وإعجابا بإشعال تلك المرأة النار في جسمها: "كيف يستميت الناس دفاعا عن حقوقهم"!! هل الحصول على رخصة بفتح محل تجاري في موقع معين، "حق" يجب أن تكفله الحكومات والقوانين؟ ثم لماذا الإشادة بالاستماتة (وهي كلمة مشتقة من الموت)؟ في أبو ظبي ظللت محروما من رخصة قيادة السيارة لشهور عديدة، لأن رجال المرور كانوا يتفننون في اكتشاف أخطاء في طريقتي في سوق السيارة، رغم أنني كنت وقتها أحسب نفسي مؤهلا حتى لقيادة دبابة! هل كان الإجراء الصحيح أن أقف عند النافورة العملاقة في كورنيش أبو ظبي، وأشعل النار في جسمي أو أقفز إلى مياه الخليج، كي أحصل على تلك الرخصة، التي كنت مقتنعا بأنني أستحقها منذ الاختبار الأول؟بيننا كثيرون يعتبرون القاتل بطلا، والقتيل بطلا، وهكذا فإن تلك المرأة التي شرعت في الانتحار في شارع مزدحم (بافتراض أن المحاولة والصور التي شاهدتها لها كانت حقيقية) صارت رمزا للاستماتة في الدفاع عن الحقوق! يذكرني ذلك بحماقات يرتكبها الأطفال لتسجيل "مواقف"، أي من باب الاحتجاج، أذكر أنني رفضت الطعام أكثر من مرة في طفولتي وصباي، كوسيلة لـ"معاقبة" أمي أو أبي لأن طلباتي قوبلت بالرفض، وأذكر أن أمي كانت تحاول المرة بعد الأخرى إقناعي بتناول الطعام فازداد عنادا، فتنصرف عني، ثم يقرص الجوع أمعائي حتى أتلوى من الألم، وأعيش على أمل ان أمي ستكرر محاولة اقناعي بتناول الطعام، ولكن هيهات.كان ذلك زمان كان الناس يأكلون فيه كل ما يوضع أمامهم لعدم وجود ثلاجات، ولم تكن "كرامتي" تسمح لي باستجداء أمي لتعد لي طعاما بديلا لذاك الذي رفضته، فاضطر الى المناورة والمداورة حتى أحصل (سراً) على بضع تمرات أو خبز حاف جاف، أسكت به العقارب التي تنهش بطني، وقد توقف عيالي في سن مبكرة، عن ممارسات تلك التكتيكات، لأنه لو رفض الواحد منهم وجبة من باب الاحتجاج على أمر ما، فإنني لم أكن أكتفي بسياسة "التجاهل" كما كانت تفعل أمي، بل أبلغه بأنه محروم من الوجبة التالية أيضا، وممنوع من الاقتراب من الثلاجة.
1415
| 27 أبريل 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إليك اليوم مجموعة من الحكايات، مفادها أن الحذر لا يمنع القدر (ولا يعني ذلك أن عليك أن تتهور وتفعل ما يحلو لك دون حساب العواقب)، ونبدأ بولاية نيويورك حيث سقط رجل سكران طينة بسيارته في حفرة غير عميقة، على جانب الطريق (عن غير قصد طبعا)، وخرج الرجل من السيارة دون أن يصاب بأذٍ من أي نوع، وزحف خارج الحفرة لطلب العون لسحب سيارته من الحفرة، وفور وصوله إلى طرف الشارع صدمته سيارة مسرعة فسقط في الحفرة ميتا.في بلدة أبتوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، عاد رجل في الـ 47 إلى بيته من العمل مرهقا، وشرع في خلع بنطلونه، والتف البنطلون حول أسفل ساقيه فانحنى لنزعه بيديه ولكنه تعثر، واصطدم بنافذة غرفة النوم، فتهشم زجاجها وسقط الرجل خارجا على رأسه، وتوفي في الحال، وفي مدينة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، كانت سوزي ستيفنز، أشهر خبيرة في شؤون حركة المرور، في طريقها الى قاعة أحد الفنادق، لتقديم محاضرة حول سلامة المشاة وراكبي الدراجات، وأثناء اجتيازها الشارع لدخول الفندق، صدمتها دراجة نارية، وألقت بها أمام حافلة ركاب قضت عليها تماما.خلال احتفالات الكريسماس العام الماضي، قررت محطة تلفزيون في ولاية كلورادو الأمريكية، تنبيه الجمهور إلى مخاطر الحرائق، التي تنشب عن إيقاد شجرة الكريسماس المزودة بمصابيح كهربائية صغيرة، واستخدام الشموع، وبدأ الفريق في تقديم لقطات تشرح كيفية تفادي الحرائق، وبدأت عملية الشرح في متجر لبيع الشموع، وببنما كان المذيع ينطق بالعبارات الختامية في تقريره، وهو سعيد بأنه أبان مخاطر الحرائق، شب حريق في المتجر وزحف إلى أربعة متاجر أخرى ودمرها تماما .وأحكي لكم تجربة شخصية كنت فيها شاهد عيان، فخلال عملي في صحيفة إنجليزية خليجية في مطلع الثمانينيات، تم تكليفي وزميلة أمريكية بتغطية تخريج دفعة من رجال الإطفاء، الذين تم تدريبهم على استخدام الهليكوبترات، لإطفاء الحرائق وإنقاذ ضحاياها، وفي ميدان واسع التف حوله الآلاف كانت هناك غرفة بنيت لغرض تقديم عرض "التخريج"، وتم إشعال النار في تلك الغرفة، وتحركت هليكوبتر صوب الغرفة، ونزل منها ثلاثة جنود ممسكين بحبال متينة، وفجأة سقطوا الواحد تلو الآخر في وسط الغرفة المحترقة من ارتفاع شاهق، ولقوا حتفهم، وأصيبت زميلتي الأمريكية بحالة من الهستيريا، وصارت "تهوهو": هئ هئ هئ، وجسمها يرتعد، ولم أكن في وضع يمكنني من مساعدتها والتخفيف عنها، لأنني أيضا كنت على وشك الانهيار من هول المأساة.تذكرت أمر السيدة السودانية التي أوصاني زوجها بأن "اخلِّي بالي منها" خلال رحلة جوية إلى لندن، وكنت أعلم أنني سأطير زهاء عشر ساعات إلى أن أصل إلى لندن، فأصبت "كالعادة" كلما سافرت جوا، باضطراب هضمي جعلني في حالة حركة دائمة في ممر الطائرة!! وعندما أرادت الطائرة الهبوط في مطار فرانكفورت لبعض الوقت، بدأت ترتج وترتعد وتميل يمنة ويسرة، وهي تناطح الغيوم المكفهرة، وكنت أردد الشهادتين بصوت مسموع، عندما أحسست بيد تمسك بكُم قميصي، وحسبته بادئ الأمر ملك الموت، فكادت أمعائي أن تهبط في حذائي، ونظرت إلى اليد متوسلا أن تمهلني قليلا، فلم أكن وقتها قد تزوجت، وكان أهلي بحاجة إليّ، وفوجئت بأنها يد السيدة التي من المفترض أن "أخلِّي بالي منها"، فصحت فيها في غضب: فكيني وللا أصيح وألِم عليكِ الجيران؟ أنا ناقصك؟ سيبيني وركزي على الشهادتين والمعوذتين! وبعد أن نزلت الطائرة في لندن توسلت إلى تلك السيدة أن "تسترني" ولا تفضح جبني أمام زوجها الذي كانت تربطني به صداقة قوية. ونختتم الجولة بحكاية من الولايات المتحدة التي نذرت نفسها لتعليم شعوب العالم القيم الإنسانية والأخلاقية، ونقرأ حكاية كاثرين سميت من ولاية أوكلاهوما التي باعت بنتها البالغة من العمر سبعة أشهر إلى جارتها نظير ...... حاول التخمين: 15 ألف دولار؟ مائة ألف دولار؟ مليون دولار؟ لا هذي ولا تلك، بل نظير أن تعطيها الجارة كلبا من فصيلة تشيواهوا... كلب في حوزة بنت كلب!
18072
| 24 أبريل 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء في صحف الأسبوع الماضي، أن رجلا قتل زوجته لأنها عصت أوامره، وكان الأمر السامي، يقضي بأن ترتدي قميص نوم أحمر اللون، قبل أن تنضم إليه في الفراش، ولكن الزوجة رفضت، لأن ذلك القميص كان متسخا، ومن الواضح أن الزوج القاتل "ثور"، أو ثقافته "ثَورية" بفتح الثاء، لأن الثيران وحدها فيما يقال، هي التي تستثار باللون الأحمر، وربما شاهد الكثير من أفلام مصارعة الثيران، ورأى كيف أن الثور يندفع نحو المصارع عندما يلوح له بقطعة قماش حمراء، فارتبط هذا اللون في ذهنه بالفحولة والهيجان، والحقيقة أن الثيران تعاني من عمى الألوان، وتهجم على المصارع حتى لو كان يحمل قطعة قماش خضراء أو صفراء. وعندما رفضت الزوجة ارتداء القميص الأحمر تصرف الزوج كثور أصيل، وانهال عليها ضربا بالعصا على رأسها حتى فارقت الحياة.وهناك من قتل زوجته لأنها "تأخرت" في إعداد كوب الشاي، وثالت طلق أم العيال لأنها لم تطبخ له الطعام الذي طلبه للغداء، وهناك ملايين الرجال في الشرق والغرب الذين يضربون ويطلقون زوجاتهم لأتفه الأسباب، (ومن باب إنصاف الرجال لابد أن نستنكر طلب بعض النساء للخلع، لأسباب تافهة، مثل الأستاذة الجامعية التي استعرت من أن زوجها الطبيب الاختصاصي — ياي — يتكلم معها باللغة العربية، بينما هي بلبل في الإنجليزية، وأخرى رفعت دعوى خلع، وقالت إنها مستعدة لترد لزوجها كل ما تكبده من نفقات زواج، لتنفك منه لأنه جعلها مصدر شماتة أبله ظاظا شخصيا، بشراء سندويتشات شاورما من محل بائس في الشارع المقابل لمسكنهم، مما جعله وجعلها أضحوكة بين الجيران الراقين).وتجالس فئة الرجال العنتريين في المقاهي والأسواق، وتسمع منها استنكارا للتدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق، في حين أنها تجعل من واشنطن مثلاً أعلى لها في الشؤون الزوجية، باللجوء إلى الضربات الرادعة "الاستباقية" والعنف المفرط، وحتى الذين لا يمارسون العنف الجسدي ضد زوجاتهم، قد يمارسون ضدهن عنفا معنويا مهينا وفظا، وأكاد أجزم أنه ما من قارئ إلا وسمع شخصا يعرفه ينادي زوجته بكلمات وعبارات مثل: يا كلبة، يا حيوانة، يا خبلة، يا هبلة، يا بنت الكلب، يا جزمة يا برطوش. الحق علي أنا اللي تزوجت حمارة (وهل يتزوج الحمارة إلا حمار؟). اسكتي الله ياخدك ويريحني منك!وقد تأتي الزوجة بخاطر كسير وتقول للزوج في أدب ورجاء: باقي أسبوع على العيد. ممكن تشتري لي فستان جديد؟ فيصيح عنتر زمانه: إن شاء الله الفستان الجديد يصير كفنك.. في بيت أهلك كنتم أربع بنات تتشاركون فستانا واحدا، والحين تريدين فستان جديد للعيد يا بنت الشحات! بعض الرجال يعتقد أن ما فيها "شيء" أن يهين زوجته أمام الآخرين، بل قد تجد في الأسواق رجلا يصرخ في وجه زوجته بالأوامر ويكيل لها الشتائم (كي يعرف الناس أنه رجل وعنده كلمة، وحدث العكس في أحد مولات دبي، حيث صفعت امرأة زوجها أمام المئات "كف"، فصفعها بثلاث طلقات).وبالمقابل جاء في تقرير صحفي نشر مؤخرا، أن نحو نصف الرجال المتزوجين في إحدى الدول العربية قالوا إنهم يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم، وبما أننا جميعا متفقون على أن المرأة أقل ميلا للعنف، فليس من الشطط الاستنتاج بأن الرجال الذين يتلقون الضرب من زوجاتهم يكونون قد عملوا "عملة" غير مشرفة، أو ضعيفو الشخصيات، ومع هذا، فإن الذي يضرب زوجة أو زوجا باليد أو باللسان لأتفه الأسباب، أيضا ضعيف الشخصية، بل إن الميالين للعنف (حتى ضد الكلاب) مرضى بحاجة إلى معالجة نفسانية، وهناك من يحولون كل جدل إلى مشاجرة، ويعتقدون أن الشجار يحفظ لهم كرامتهم، في حين أن الشجار تفريط في الكرامة واحترام النفس.
7855
| 13 أبريل 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما من شخص يستخدم الكمبيوتر، إلا واستفاد من برمجيات شركة مايكروسوفت، التي أسسها بيل غيتس، بعد أن ترك الدراسة في جامعة هارفارد العريقة، ثم جاء ستيف جوبس مسلحا بالشهادة الثانوية، وقاد شركة أبل إلى نجاحات مذهلة، بمخترعات أشهرها الآيبود وكمبيوترات ماك والآيباد والآيفون.والشاهد هو أن الشهادة الجامعية، ليست بالضرورة جواز المرور والنجاح في الحياة العملية، بدليل أن هناك كثيرين من ذوي السجلات التي ستبقى في ذاكرة البشرية على مر القرون، لم يدخلوا الجامعات.ومن منا لا يذكر ونستون تشرشل أشهر رؤساء الحكومات في بريطانيا، الذي تنقَّل بين أربع مدارس ثانوية، ثم هجرها والتحق بالمدرسة العسكرية، وشارك في حروب كثيرة كمقاتل وكمراسل حربي، وتشرشل هو رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ العالم، الذي يفوز بجائزة نوبل في الأدب، وكان الرجل يتأتئ (تمتام) في الكلام وتغلب على تلك الإعاقة بالمران وقوة الإرادة وهو فوق الثلاثين. وليس معنى كلامي هذا أن كل من يرفض الدراسة، سينجح بالضرورة في مجال من مجالات الحياة، بل معناه أن عدم حيازة الشهادات المدرسية أو الجامعية، لا يقف عائقا أمام نجاح ذوي العزم والعزيمة، وذوي الاستعداد الفطري للتفوق في ميادين معينة.إيرنست هيمنغواي أشهر روائيي القرن العشرين، والحائز على جائزة نوبل للأدب، دخل المدرسة الثانوية في مسقط رأسه بولاية إلينوي الأمريكية، وسرعان ما هجر المدرسة بعد أن اشتعلت الحرب العالمية الأولى، حيث عمل خلالها سائق سيارة إسعاف، متنقلا عبر الجبهات الأوربية، وكتب رائعته "وداعا للسلاح"، ودون "حتى شهادة إكمال الثانوية" كتب ست روايات تعتبر من كلاسيكيات الأدب الأمريكي.والشاهد هو أن الشهادات لا تصنع الإنسان، وأن العصامية والاجتهاد والمثابرة و"التلطش" في مدرسة الحياة تجعل الكثيرين يتفوقون على حاملي الألقاب العلمية الكبيرة، فأشهر رئيسين في الولايات المتحدة وهما جورج واشنطن وأبراهام لنكلن، لم يكونا حاصلين حتى على "دبلوم"، وبالمقابل كان جورج دبليو بوش يحمل شهادة من أشهر جامعتين في العالم (هارفارد وييل)، وأثبت أن الإنسان المتعلم قد يرتد إلى الأمية، فقد كانت قراراته حمقاء، وأهدر تريليونات الدولارات في حروب خاسرة، لأنه كان قاصر الفكر وقصير النظر، وعن أمثاله نقول في السودان إن "القلم لا يزيل بلم"، فقد جعل أمريكا أكثر دولة منبوذة في العالم، ويدفع الأمريكان اليوم فاتورة الخسائر التي كبدها بوش أبو شهادات، لخزينة بلادهم ركودا اقتصاديا وبطالة وجريمة، ثم أوصل حزبه ترامب إلى الحكم ليترمبق (على وزن يطربق) الدنيا على رؤوسنا.وهل كان الطبري والفارابي والخوارزمي وابن سينا واليعقوبي يحملون الشهادة الإعدادية؟ هل كان فارس معركة القادسية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، خريج كلية القادة والأركان في يثرب؟ هل كان ابن الخطاب رضوان الله عليه يحمل ماجستير العلوم الإدارية من جامعة قريش؟ إلا لدى بعض جهات العمل التي تشترط لكل وظيفة "شهادة" ما، وكثيرون منا التقوا بأشخاص يحملون مؤهلات عالية بينما قدراتهم المهنية أكثر من متواضعة، فالتعويل و"الرك" ليس على الشهادات، بل في التعلم المستمر، فأي شهادة أكاديمية ليست أكثر من مجرد مفتاح لبوابة "المعرفة".
2118
| 10 أبريل 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من بين الحكايات العديدة التي تصلني من القراء والأصدقاء، عبر البريد الالكتروني — ومؤخرا، واتساب — استوقفتني حكاية مجموعة من الضفادع حديثة الولادة، قررت تنظيم مسابقة للصعود الى عمارة متعددة الطبقات قفزا على جدارها الخارجي، وكما هو متوقع فقد تجمّع عدد كبير من المتفرجين حول الضفادع الصغيرة، وعلت صرخات التهكم: سيتهاوون جميعا من أول قفزة.. انظر الى تلك الضفدعة الهزيلة التي أعتقد انها لم تكمل سبعة اشهر في بطن أمها.. إنها لا تكاد تقوى على الوقوف فكيف تستطيع ان تقفر حتى لربع متر.. ضفادع عندها سوء تغذية.. شوفوا عضلات سُمكها مليمتر ما شاء الله..ثم صرخ منظم السباق مطالبا الجميع بالهدوء استعدادا لبدء السباق، ولكن ضحكات التهكم ارتفعت مجددا: بلا سباق بلا بطيخ.. رشوا هذه الضفادع التعيسة ببعض الماء كيلا تتشقق جلودها، أرسلوها إلى فرنسا ليغذُّوها جيدا ثم يصنعوا منها شوربة مقرفة. ولكن رغم صيحات الاستهجان، أُطلقت اشارة بدء السباق من مسدس، فسقط نصف الضفادع المتسابقة على أقفيتها، بمجرد سماع "بووووم"، وسارت البقية قفزا نحو العمارة، ومع أول قفزة الى أعلى تساقطت العشرات، وتعالت الضحكات والتعليقات الساخرة: ضعوا لها بعض الذباب عند حافة الطابق الأول كحافز!! لو وقفت مليون ضفدعة فوق بعضها البعض لما نجحت في الوصول الى أعلى العمارة!!ولكن بضع ضفادع واصلت القفز، وعند الطابق الثاني كانت جميع الضفادع، ما عدا واحدة، في غرف الإنعاش، او داخل سيارات الاسعاف. بعضها أصيب بكسور مركبة، وبعضها اصيب بشد عضلي، وبعضها أصيب بهستيريا واضطرابات نفسية. وبينما واصل الضفدع العنيد صعوده الى بقية طبقات العمارة، واصل المتفرجون الهتاف: انس الموضوع يا بطل... ارجع الى البالوعة يا روح أمك.. فاكر نفسك باتمان (الرجل الوطواط)، وللا سبايدر مان (الرجل العنكبوت)! احترم نفسك وشوف لك دور مع الضفدع كامل في "افتح يا سمسم".لكن الضفدع واصل الصعود بقفزات منتظمة، وإن كان الإعياء باديا عليه، وأطل بعض ذوي المروءة من سكان العمارة من نوافذ شققهم وصاحوا في الضفدع: ما فعلته يكفي فلا ترهق نفسك أكثر من هذا، وادخل عندنا نعطيك بعض الماء وحماماتنا بها صراصير تجنن وتهبل. كل ذلك والضفدع لا يحفل بالمتصايحين من باب الإشفاق او التهكم، ووسط دهشة الحضور الغفير، وصل الضفدع الى أعلى العمارة.. فاندفع الصحفيون نحوه يسألونه عن سر قوته وسر نجاحه في الصعود على جدران بناية شاهقة، بينما كائنات أقوى منه بنية بآلاف المرات، تعجز عن الصعود الى طابقها العلوي مشيا على السلم (الدرج)، لكن الضفدع لم يجب على اسئلة الصحفيين، وغادر البناية، فتحدثت وسائل الاعلام لعدة أيام عن الضفدع الذي حقق إنجازا بـ "أساليب ملتوية"، بدليل أنه رفض أن يتحدث عن الكيفية التي نجح بها في صعود العمارة قفزا، وهناك من اتهمه بالغرور.ما لم يكن يعرفه جمهور المتفرجين والصحفيين، هو أن الضفدع الفائز كان "أطرش".. لا يسمع!! وإذا أردت ان تنجح فكن مثله، لكن لا تكن غبيا وتثقب أذنك بآلة حادة حتى تفقد القدرة على السمع، بل "طنش" الكلام المحبط الذي تسمعه كلما عزمت على أمر، فهناك من يقول لك "وقد يكون أبوك أو أمك" إنك لست من أهل التعليم الجامعي، او لا تملك القدرة على الدخول في مشروع تجاري. وقد تلجأ إلى من تحسبهم كتابا كبارا لتعرض عليهم إنتاجك فيقولون لك "دع الكتابة لأهلها وأحسن لك تفتح محل شاورما"! وهناك من قد ينصحك بعدم التفكير في الزواج تفاديا لوجع الرأس والقلب!ولكن "إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ .. فإن فساد الرأي ان تترددا".
1561
| 30 مارس 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ترأس البروفسور مالكوم هوبر من جامعة سندرلاند البريطانية، فريق بحث لتقصي مدى ومضار تسرب المواد الكيميائية إلى البشر، وكان من بين مجموعة المتطوعين للدراسة الذين تم اختيارهم من 17 بلدا أوربيا، تسعة وثلاثون من أعضاء البرلمان الأوربي، وأثبت الفريق أن نحو 85 % من المتطوعين يحملون في دمائهم كيماويات ضارة بالصحة، رغم انهم يعملون في ظاهر الأمور في بيئات خالية من تلك الكيمياويات، ولكن الباحثين اثبتوا أن معظم الناس الذين يمتلكون ما يسمى مستلزمات العصر، من اجهزة كهربائية وأثاث وثير، معرضون للتلوث بمواد مسرطنة، أو مسببة لأمراض شديدة الخطورة، فالمرتبة (الحشية) التي تنام عليها، والكنبة التي تجلس عليها، والتلفزيون الذي تشاهده، والكمبيوتر الذي تستخدمه وأنت تحس بأنك عنتر زمانك؛ كل هذه الاشياء تشحن جسمك بكيماويات "تجيب خبرك"، أي تقضي عليك حتما..وبات من الثابت علميا أن التلفزيون مصدر لمواد ضارة بصحة الإنسان لأنها تتغلغل في الدم، وتخيل حالنا ونحن نجلس أمام شاشات تنفث فينا السموم العضوية، ثم، وكأننا مش ناقصين، تطل علينا جواهر ورزان ونانسي عجرم "بالمناسبة فقد وصلتني صور لعجرم هذه قد تؤكد زعم بعض الأطباء بأنهم يستطيعون أن يصنعوا الشربات من الفسيخ، ففي بعض الصور التي التقطت لها قبل أن تصبح مغنواتية، كانت في وسامة شعبولا، ثم حدثت انتفاضة في عظام وجهها وفكها فتحركت الى مواقع استراتيجية، حتى صارت تشبه هدى سلطان، وانتقلت من تلك المرحلة إلى أن اصبحت تشبه عدة نساء مختلفات، ومن ذلك الكوكتيل تحولت إلى فتاة البلاستيك الحلوة التي تصفعنا بها بعض الفضائيات ليل نهار".. أما الكمبيوترات والسيارات فتحتوي على مادة "ديكا بي دي إي" مانعة الاشتعال التي قد تؤدي الى تلف الأعصاب والدماغ، ونحن مهووسون بالسيارات وأعصابنا أصلا تالفة وفالتة، يعني مصيبتنا مزدوجة.. واكتشف فريق البحث ايضا ان معظم المبيدات الحشرية، خاصة تلك المستخدمة في مكافحة البعوض، تحتوي على مادة دي دي تي التي تم حظرها في السبعينيات، بعد ثبوت انها مسببة للسرطان، وهناك الفثاليتات التي توجد في البلاستيك بما في ذلك لعب الأطفال ومواد تغليف الأطعمة الجاهزة (وتذكروا أن أفضل الطعام هو الذي يتم إعداده في البيت!).وسأقول كلاما سيجعل الكثيرين من قراء هذه الزاوية يحذرون تلك المواد الكيماوية: كثير منها يسبب فقدان الخصوبة عند الرجال، والبرهان القاطع على صحة استنتاجات فريق جامعة سندرلاند هو أن مجتمعاتنا ما كانت تعرف الكثير من السرطانات وأمراض القلب والكبد والرئة والعقم قبل ان "نتمدن"، ثم انتشرت وبائيا بعد أن صرنا نتكالب على اقتناء ما يسمى بمنتجات العصر، ويعرف ذواقة الطعام — مثلا — ان الأكل المطبوخ على الفحم العادي ألذ طعما ومذاقا من ذاك المطبوخ بالكهرباء او الغاز!ومن يفقد خصوبته سيضطر الى الاستعانة بخدمات "كاقويا"، وهو الفأر الذي استنسخه علماء يابانيون وكوريون، من بويضات أنثوية بحتة أي دون الاستعانة بذكر، وهي خطوة يرجون أن تمهد لإلغاء دور الذكر (الرجل) في عملية الحمل والإنجاب، يعني العلم الحديث يريد أن يجعل منا نحن الرجال مجرد كومبارس يقوم بالأعمال الشاقة لكسب الرزق، ولا دور لنا في تخصيب البويضات الأنثوية!! وستكون النتيجة ظهور جيل من المواليد يعانون من خلل جيني مريع، لأن بعض الجينات لا تنشط إلا إذا كان مصدرها الأب (والعكس صحيح)، وبدون توازن جيني سينتج العلم الحديث بشرا ناقصي التكوين، مما يؤكد أن ما يحسبه البعض تمام العلم، هو في الواقع نقصان العقل..
1002
| 27 مارس 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); صرت كلما وقفت أمام مرآة، أنتبه إلى أن ما أراه على سطحها لا يسر خاطري أو يشرح صدري، ولأن المرايا تسبب الإحباط، فإنني أنصحك بالتوقف عن النظر فيها، لأنها لا تجامل وتصفعك بالحقائق في وجهك، هذا بالطبع ما لم تكن من النوع الذي يمارس خداع النفس ويطالع المرآة ويحسب أن صورته المعكوسة عليها هي صورة "يوسف".من آيات العولمة أن التعلق بالمرايا والهوس بالمظهر والوسامة والأناقة والقيافة لم تعد وقفا على النساء، ولا بأس بالطبع في أن يحرص الرجل على أن يكون حسن المظهر، وفي وسامة وحلاوة أبي الجعافر، ولكن أن يبلغ الأمر حد التزوير، فيرتدي رجل تجاوز الستين بنطلون جينز من النوع الذي يتعذر خلعه دون استخدام كريم أو دهان، ثم يترك صدره مفتوحا ليرى الناس السلسلة التي تتدلى منه، ويرتدي قميصا من قمصان شعبان عبد الرحيم فهذه ردة إلى "الطفولية".وتزوير المظهر بغرض إخفاء العمر الحقيقي، لا يكون فقط بصبغ الشعر أو ارتداء الملابس الشبابية بل يكون أيضا في اختيار نوع السيارة واختيار بلدان معينة لقضاء الإجازات، وأنا دقة قديمة، ولو أهداني أحدهم سيارة قيمتها نصف مليون دولار، صفراء اللون، لعرضتها للبيع، حتى قبل أن أسجلها باسمي لأشتري بدلا منها سيارة بخمسين ألف ريال ذات لون كالح، ثم هاجرت ببقية المبلغ إلى كندا!! وهناك العواجيز الذين يعشقون العجرمية وأخواتها، اللواتي يغطين قصور مواهبهن الفنية بتقصير الملابسوالمصيبة هي أنه كلما تمسك الشخص الشائب بمظاهر الشباب، انفضح أمره، والشخص الذي يرتدي المزركش والمبرقع والمرقط بعد أن تجاوز الستين أو الخمسين، يصبح كما جورج دبليو بوش وهو يرتدي الغترة والعقال. وعندي وصفة مضمونة للمحافظة على الشباب، وهي أنه لو كان عمرك فوق الستين، فعليك تفادي الجلوس مع أبناء جيلك وبالتحديد تلك النوعية التي لا تكف عن الشكوى من سوء الهضم، وآلام المفاصل والانزلاق الغضروفي، فمجالسة هؤلاء تسبب الإحباط، خاصة وأنهم يقرنون الشكوى بالتحسر على أيام زمان، وبما أنني شاهد على ذلك العصر، فإنني أقول لجيل الشباب أن مزاعم الكبار بأن أيام زمان كانت أحلى من أيام "الآن"، كلام فارغ!! ما الحلو في أن يعيش الإنسان في بيت تحتل الأغنام ربع مساحته؟ ما الحلو في أن تكون وجبة الإفطار رغيفا مغموسا في الشاي؟ (قال لي صديق سعودي إن عواجيز منطقته يسمون الخبز التوست "شفاط الشاي" لأن نصف كوب الشاي يختفي عند غمس الخبزة فيه)، ما حلاوة خلع الضرس دون بنج بواسطة الحلاق أو الحداد؟ إذا أردت أن تحافظ على شبابك الداخلي، لا تحسب عمرك بطريقة الجمع والطرح: أنا مولود في عام كذا وبالتالي فعمري كذا وكذا! ومن باب الاحتياط توقف عن الاحتفال بـ"عيد" ميلادك وأنت شاب، فعندما تقوم بتزوير عمرك لاحقا قد يكون بعض من حضر احتفالك بعيد ميلادك العشرين حاضرا، ويقول لك: كيف يكون عمرك 42 سنة وأنت احتفلت بعيد ميلادك العشرين قبل ثلاثين سنة؟ بلاش تضحك على نفسك، وفكر في كيفية التواؤم والتأقلم مع السنوات التي قد تعيشها. وتعامل مع الكبر والشيخوخة، على أنهما "مكسب" فغيرك مات دون أن يبلغ السن التي بلغتها، فكن حامدا شاكرا ولا تلجأ إلى التزوير لإخفاء نعمة طول العمر.وأهم من كل ذلك (والكلام موجه إلى الرجال) لا تثق بالمرآة ولا بالمرأة، فالمرآة لا تعرف "الستر" وتكشف الحفر والمطبات الموجودة أسفل عينيك وعلى خديك، ولا تثق بالمرأة لأن عينها أخطر من عيون المرايا، وتستطيع أن تعرف عمرك مهما تفننت في تزوير شكلك الخارجي، فإذا قلت لها إن عمرك 38 سنة وقالت لك: ما شاء الله.. اللي يشوفك ما يعطيك أكثر من 25 سنة، فتأكد أنها تقصد أن عدد سنوات عمرك الحقيقة، يكون بتبادل المواقع بين الخمسة والاثنين أي 52!!
1628
| 23 مارس 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); معظمنا صار مدخناً من باب الفنكهة والمنظرة، لأن التدخين كان مرتبطاً في الخيال الشعبي بـ "التفكير" و"الإبداع"، وكنا نرى صور الشعراء والمشاهير عموماً وهم ينفثون الدخان، وشخصياً كان أكثر ما ملأني حماساً لممارسة التدخين، أن أخرجه من فتحتي الأنف، وياما دمعت عيناي وسالت برابيري وأنا أتدرب على إخراج الدخان عبر الأنف، وواصلت المران والتدرب إلى أن اكتشفت أنني صرت "محترفاً" أي مدمن للتبغ، وكانت بداياتي مع تبغ القمشة الذي يزرع في شمال السودان النوبي، وهو من أسلحة الدمار الشامل للرئة والجهاز الهضمي والمسالك البولية، فرائحته كريهة ولاسعة، لأن النبتة – فيما أعتقد – من فصيلة الشطة، ثم ظهر نوع من السجائر باسم أبو نخلة وكانت العلبة بثلاثة قروش، وكان تدخين أبو نخلة يمثل طفرة حضارية" وطبقية بالنسبة لنا الذين كنا نلف السجائر المحشوة بالقمشة الركيكة بأيدينا. وإلى يومنا هذا وتدخين السجائر مرتبط بالرجولة والفحولة، وقبل أن يتم حظر إعلانات السجائر، كان الصنف المسمى مارلبرا (وهكذا يُكتب ويُنطق اسم هذا النوع من التبغ وليس مارليبورو)، يظهر في الصحف وعلى الشاشات، مقرونا براعي بقر ( كاوبوي) ذي لياقة بدنية عالية !! ومن ثم كان هناك استنكار تدخين النساء، ليس من منطلق أنه ضار بالصحة ولكن بمنطق أن التدخين نشاط ذكوري، وهكذا صار التدخين عند بعض النساء ضرباً من التمرد على التقاليد ولفت نظر الرجال إلى "أننا لسنا أقل منكم"! كل السفسطة والفذلكة أعلاه، تداعت إلى ذهني بعد أن قرأت ملخص ما أوردته دورية نيتشر مديسين وترجمتها "طب الطبيعة"، حول أن النيكوتين، وهو المادة المسببة للإدمان في التبغ، يؤدي إلى معالجة بعض الاضطرابات النفسية، والشلل الرعاش "متلازمة باركنسون"، وخرف/ عته الشيخوخة (الزهايمر)، حيث يقوم النيكوتين بتنشيط بعض خلايا المخ فتطلق بدورها مادة الدوبامين التي تجعل الإنسان يحس بالاسترخاء، واسترخاء في استرخاء يكون الإدمان، ويرى الدكتور دان ماكقيهي من جامعة شيكاغو الأمريكية والدكتور توني جورج من جامعة ييل الأمريكية، أن الكثير من الناس يمارسون التدخين لأنه يخفف من معاناتهم من اضطرابات نفسية، وقد أثبتت مسوحات أجرتها فرق طبية أن نصف من يعانون من الاكتئاب وثلاثة أرباع من يعانون من الفصام (سكيتزوفرانيا) يدخنون لأنهم ربطوا ولو عن غير وعي وإدراك، بين التدخين وتخفيف أعراض الأمراض التي يعانون منها.ولكن لا تحسب أن ذلك يمثل "رخصة" للتدخين! خصوصا وأن عدو المدخنين الأول، د. حجر البنعلي، وزير الصحة الأسبق، صار قليل الظهور. لا يا بعد عمري: ما زال التدخين سبباً أساسياً لسرطان الرئة والبلعوم واللثة، والعجز الجنسي عند الرجال، وتشوه الأجنة عند الحوامل، وحتى لو كنت تعاني من العلل النفسية والعضوية التي يعالجها النيكوتين، فلا يعني ذلك أن تواصل أو تستأنف أو تبدأ التدخين، فالنيكوتين موجود مغلفاً وتستطيع أن تشتريه من الصيدلية على شكل لصقات أو علكة.
882
| 20 مارس 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تلقى أبناء جيلي تعليمهم، في عصر كان فيه شعار المدرسين وأولياء الأمور هو "العلم يرفعهم، والضرب ينفعهم"، واؤكد في هذا الصدد أن الضرب الذي أصابني في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، لم ينفعني في شيء، بل جعلني شديد النفور من مادة الرياضيات، وكانت على أيامنا اسمها "الحساب"، وارتبط اسمها في عقولنا بالمحاسبة والعقاب، وكان جدول الضرب هو الاختراع الذي أعطى المدرسين ذريعة لضربنا كما الإبل الشاردة، وفي مرحلة لاحقة كانت تهجئة الكلمات الإنجليزية هي الذريعة لتعريضنا للضرب، وهكذا كرهنا الاستعمار والاستكبار.ثم عملت مدرساً، وضبطت نفسي أكثر من مرة وأنا أمد يدي على طلابي بالضرب، وكان ذلك في تقديري من باب التأثر بالأساليب التعليمية التي نشأت في ظلها، وربما كان "فشة خلق"، والأخذ بـ"الثار"، بمنطق ألا لا يجهلن أحد علينا " فنجهل فوق جهل الجاهلينا"، ولكن يشهد الله، أنه لم يحدث قط أن عاقبت طالباً لأنه لم يستوعب دروسه، أو لأنه متبلد الذهن، أو يخطئ في الإجابة على الأسئلة، فقد كنت أعاقب فقط على سوء السلوك، وقد توقفت نهائياً عن اللجوء للعقاب البدني، بعد أن اكتشفت أن مصادقة الطلاب أجدى وأنفع لأعصاب الطرفين، من أن تقوم العلاقة على الخوف من جانب الطالب، والتسلط العدواني من جهة المعلم.وللمدرسين أساليب كثيرة لمعاقبة الطلاب، ولكن تلك المُدرّسة الزيمبابوية التي تناقلت الصحف قبل حين قصير من الدهر، طريقتها في عقاب التلاميذ، تستحق "براءة الاختراع"، ومن المؤكد أن طريقتها أكثر قبولاً من طريقة مُدرسة عربية مسلمة من شمال إفريقيا، قالت الصحف قبل نحو شهرين، إنها ألقت بتلميذ صغير عبر نافذة الطابق الثاني من المدرسة، بعد أن ضبطته متلبسا بجريمة الحديث مع جاره في حجرة الدراسة، وزميلتها "المربية" التي كوت أيدي عدد من التلاميذ بالنار.المدرسة الزيمبابوية، ويخيل إليّ أنها من فصيلة رئيس بلادها روبرت موغابي، الذي يستأجر البلطجية لمعاقبة خصومه، والذي يتمتع بملامح "تقطع الخميرة"، تناسب أفعاله الشريرة. هذه المدرسة، كما اتضح عقب التحقيق معها، كانت تعاقب تلاميذها بالجملة، فأخف عقوبة هي 100 جلدة، ولكنها كانت حنونة ورقيقة في معظم الأحيان، وتعطي التلاميذ خيار الخضوع لتلك العقوبة أو "رضع اللبن"، (وبالمناسبة فإن ما يخرج من ضرع أنثى الكائنات الثديية، لبن وليس حليبا، والقرآن الكريم يتحدث في كثير من الآيات عن اللبن وأنهار اللبن).نعم قالت وكالات الأنباء إنها كانت تسقط عقوبة الجلد لمن يرضع من ثديها، وقال معظم التلاميذ إنهم كانوا - بداهة - يفضلون الرضاعة من المعلمة الفريزيان، على تلقي الضربات المائة، وتخيل أن ابنتك عادت من المدرسة ووضعت أمامها طعام الغداء فقالت: شكراً ما أقدر آكل... تغديت حليب طازج في المدرسة، وبعد سين وجيم تعرف أنها رضعت من ثدي المعلمة!! كيف تتصرف؟ تكتب إلى وزارة التربية لتقول لها إن البنت فُطمت قبل سبع أو عشر سنوات؟ تقول إن ابنتك لا تتعاطى إلا اللبن المبستر؟ وتخيل مشهد غرفة دراسة تجلس في مقدمتها معلمة وهي تحمل تلميذاً في العاشرة يرضع من ثديها؟ من الواضح أن تلك البقرة كانت تستمتع بإرضاع التلاميذ، وإلا لما تركتهم يختارون بين 100 جلدة والرضاعة! فما من عاقل يقبل بذلك العدد المهول من الضربات.الشاهد في تلك الحكاية هو أن كثيرين في الدول النامية يختارون "التدريس" (وهي مهنة طاردة ومحبطة)، وهم يفتقرون إلى أخلاق المهنة، وفي الدول العربية قد لا يتعرض التلاميذ للعقاب الجسماني، ولكنهم يتعرضون للجلد الممعن في القسوة بألسنة بعض المدرسين: تعال يا حمار.. أسكت يا ثور.. أجلس يا بغل!
1894
| 16 مارس 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من واظب على قراءة الصحف في السنوات الأخيرة، سيخرج بانطباع بأن البلاد صارت خالية من الأمراض، فلا التهابات ولا زوائد دودية، ولا بطون تنفتق، ولا فقرات ظهر تتلخلخ، بل قد تحسب أن الناس قد انصرفوا عن التناسل والتكاثر، لأن جُلّ ما يتعلق بالرجال والنساء من الناحية الطبية، صار يتصل بجمال الأنف والأذن والحنجرة والقوام، وليس بالحمل والولادة. فمع التكاثر الأميبي للعيادات الخاصة، صار التنافس بينها على تدبيس البطون، أو إخضاعها لما يسمى في التعامل مع الكمبيوتر "كط آند بيست"، بِقَص جزء من البطن، حتى يصبح الجزء المتبقي منها سريع الامتلاء، فيكفّ صاحب البطن المقصوصة عن الرمرمة، وابتدع الجراحون مؤخرا تقنية حشو البطن بالبوتوكس، وكان مبلغ علمي أنها تستخدم فقط في حشو النتوءات التي تظهر على الوجه، بسبب عوامل التعرية والتصحر الحتمي مع التقدم في العمر، ورأيت كذا ممثلة راحت عليها، بفعل الزمن، ثم صارت تنام كما الذئب بإغلاق عين واحدة، ليس خوفا من التحرش، ولكن لأن البوتوكس شد الجفنين فاستعصيا على الانغلاق.وقبلها بسنوات انتقل السيليكون من أيدي السباكين إلى أيدي جراحي التجميل، لأن لبعض النساء ولع بالحصول على نهود كاملة التدوير، في رفض لسنة الحياة، التي تجعل جميع عضلات الجسم ترتخي بمرور الزمن، فيثقب الجراح صدر طالبة ذلك الإجراء بـ"الدريل" الطبي، ثم يحشوه بالسيليكون، فتحصل على صدر وثّاب مزيف، وحدث كثيرا أن انفجرت كتلة السيليكون المحشوة في الصدور وتسببت في خضوع العديد من النساء لجراحات كبيرة، وهو ما يمكن أن نسميه إصلاح العطار لما أفسده العطار.ومن غرائب الأحداث، أن حشية السيليكون تلك أنقذت امرأة من الموت، فقد استاء أمريكي من أن زوجته طبيبة الأسنان طلبت الطلاق، فحمل مسدسه وتوجه إلى العيادة وأطلق النار عليها، وكانت هناك وقتها فقط موظفة الاستقبال، فأعطاها طلقة ثم خرج وهو واثق من أنه لا يوجد شاهد على جريمته، وعندما وصل مرضى آخرون إلى العيادة، وجدوا الطبيبة ميتة، وموظفة الاستقبال مثقوبة الصدر ولكن في كامل وعيها، واتضح أن صدرها كان محشوا بالسيليكون، وجاءت الرصاصة على الحشية واستقرت فيها دون أن تنفذ للقلب أو الرئة.سيدة بريطانية سافرت إلى البرازيل قبل شهور، للفوز بحشية السيليكون التي تعزز الصدور، لأن تكاليف تلك العملية هناك أقل من نصف تكلفتها في أي بلد أوروبي، وفازت بصدر "محشي"، وبعد فترة النقاهة، ذهبت إلى حمام ساونا، وجلست وسط سرب من النساء وهي تقول في سرها: يا أرض انهدي ما عليك قدي، وفجأة دوى في الحمام "بوووووم" وبما أنها كانت لابسة من غير هدوم، فقد تناثرت فتافيت السيليكون في كل الاتجاهات، لأنه مادة تتبربر بالبرودة وتتحرحر بالحرورة (كما قال الممثل المصري الراحل سعيد صالح).وبما أنني أنتمي إلى جيل متخلف وغير مواكب للحضارة (وحسن الحضارة مجلوب بتطرية / وفي البداوة حسن غير مجلوب)، فقد لا يكون من حقي أن أعاير النساء لكون جمال بعضهن فالصو (تايوان .. بيني وبينكم، فالصين الكبيرة نفسها صارت فالصو في معظم منتجاتها في أسواقنا)، ولكن تصعقني كهرباء ستاتيكية كلما قرأت لافتة في صالون رجالي تتحدث عن البديكير، وتلميع الوجه بعصير الجرجير، وجعل البشرة لامعة كالسيراميك، بعد دهنها بصبار من المكسيك.والله يا شباب ماني حاقد أو حاسد، لأنني من جيل عصر ما قبل النيفيا، ولكنني أريد لكم أن تترفقوا بأجسامكم، التي خلقها الله في أحسن تقويم، وتذكروا مايكل جاكسون الذي أشبع وجهه قطعا ولصقا، فصار أنفه كمنقار البومة، وتذكر قوله تعالي "ثم رددناه أسفل سافلين"، فلا ترتد إلى الأسفل في الدنيا، عسى أن يغفر لك ربك عبثك بالهيئة التي خلقك عليها، فتتفادى الوقوع إلى أسفل سقر، التي لا تبقي ولا تذر.
1282
| 09 مارس 2017
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3960
| 04 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2163
| 04 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
2046
| 05 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1317
| 04 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
1269
| 10 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1047
| 09 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
1011
| 04 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
984
| 05 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
972
| 05 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
894
| 11 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
879
| 06 نوفمبر 2025
الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...
834
| 07 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل