رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كما أن الصيام يعني تكامل العبادة فهو يعني أيضا تكامل الآداب الحميدة التى يتحلى بها المسلم في تعامله مع نفسه وتعامله مع الآخرين، في إخلاصه العبادة لربه.. وفي اكتسابه حسن الخلق من تعاليم دينه الحنيف، وقد تمثلت الأجيال السابقة بهذه المعاني السامية أجمل تمثل.ولأن الحياة كانت بسيطة ولم تعرف تعقيدات الحياة العصرية، فقد كان من السهل تفشي السمو بالنفس الى آفاق الفضيلة، لترتع في مرابع الخير والهدى، متفيئة بظلال الشريعة الغراء، وبهديها الأبلج.لقد كانت العـلاقات الاجتماعية قوية ومتينة بين الناس، فإذا جاء الشهر الكريم زادها قـوة ومتانة. أليس المسلمون كالجسد الواحـد كما قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.. إذا اشتكى منه عضـو تداعى له سـائر الجسد بالسهر والحمى)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.ويبلغ هذا التواد وهذا التراحم الى حد شعور الصائم بأنه مسؤول عن جيرانه كمسؤوليته عن أهل بيته، ولم يكن غياب رب الأسرة لأي سبب، بالأمر الخطير، لأنه يعرف أن أسرته ستكون محـل عناية الجيران حتى عودته، أما الأسر التى لا عائل لها فإن جيرانها يتولون رعايتها وقضاء احتياجاتها الرمضانية دونما حرج.وقد بلغت تلك العلاقات الاجتماعية من القوة والمتانة إلى حد معرفة الجميع بما يستجد على حياة الفرد، وما يطرأ على أحواله من تغيرات، وما من مريض يمرض أو مسافر يسافر أو عائد يعود، إلا ويعلم به جميع سكان الحي أو القرية للتو واللحظة، وكأن الجميع يعيشون في أسرة واحدة صهرهم الإيمان في بوتقته، وغذاهم من رحيق أُلفته ومحبته. تنفيذاً للقول/النصيحة (كونوا عباد الله إخوانا) فكان الواحـد منهم نعم الأخ لأخيه.. حتى من يزغ الشيطان قلوبهم، وينحرفون عن جادة السلوك السوي، فسيجدون من كبار القوم من يردعهم عن هذا الخطأ ويعيدهم الى حظيرة الـولاء للمثل والقيم الإسـلامية النبيلة، مصـداقا لقوله تعـالى: "فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانا".وإذا عرف أحد بأنه فظ غليظ القلب على من يحتك بهم أو يتعامل معهم، فإنه يتحول في رمضان بتأثير الأجواء الروحانية التى يعيشها الجميع.. إلى شخص أقل فظاظة وغلظة، وهو وإن لم يتخل عن طباعه التى جبل عليها، إلاّ أنه مضطر لمجاراة الآخرين في حسن سلوكهم، فهو لن يسمع ممن قد يقع في قبضة فظاظته وغلظة قلبه.. إلا عبارة (إني صائم) وبذلك يرتدع عن تماديه في الخطأ، ويحاسب نفسه على ما يسيء للآخرين من تصرفاته.ولم تكن موائد الفطور سوى مظهر من مظاهر قوة ومتانة العلاقات الاجتماعية، وهــذه الموائد لم تكن مما يقدمه الأغنياء للفقراء كما قد يتبادر الى الأذهان، ولكنها موائد مشتركة بين سكان الحي الواحد، عندما يجلب كل فرد شيئاً من طعام الإفطار المعد لعائلته، فيجتمع الرجال في مثل هذه الموائد المشتركة لتناول الفطور تجمعهم روح التصافي والمحبة، وتوطد علاقتهـم معاني الخير والإيمان، وكانت هذه الموائد الجماعية تقام في الساحات العامة القريبة من المساجد، حتى إذا ما تناول الجميع فطورهم توجهوا إلى المسجد لأداء فريضة صلاة المغرب، ولم يكن من عادة الصغار أن يجلسوا مع الكبار على المائدة نفسها، كما لم يكن من عادة أولئك الصغار.. الكلام عندما يتكلم الكبار، فهم في حالة إصغاء يصاحبها انتباه تام للتحرك والاستجابة السريعة لأي طلب قد يوجه لهم من قبل أحد الكبار، ومع ذلك لم تكن القسوة أو التجهم أو الشدة من علامات العلاقة بين الآباء والأبناء، أو بين الكبار والصغار بصفة عامة، فلا تخلو مثل هذه اللقاءات من تعليق لطيف، أو مديح يثلج الصدر، يعلنه أحد الكبار ليتوج به هام أحد الصغار إذا أتقن عملاً ما، أو أقدم على صنيع حسن، وبمثل هذا يتباهى الصبي بين أقرانه، ويتباهى به أهله بين معارفهم.فإن كانت العلاقات الاجتماعية قوية ومتينة في الماضي، فهي في رمضان تصبح أكثر قوة ومتانة، بفضل الله ثم بفضل هذا الشهر الكريم، وما فيه من الخير العميم.khlilf@hotmail.com
3224
| 14 أغسطس 2011
مع قدوم الشهر الكريم.. تكثر المسلسلات الرمضانية، وتتبارى الفضائيات في تقديم أعمالها التجارية التي تتفاوت في مستواها، ولكنها تتفق في أمر واحد وهو تضييع أوقات الصائمين، وشغلهم عما هو أهم من المشاهدات التلفزيونية، ومهما بلغت أهمية بعض هذه المسلسلات فإنها حتما لن ترقى إلى أهمية العبادة المفروضة، وما يصاحبها من أعمال الخير المختلفة بما فيها البعد عن الفحشاء والمنكر ومعصية الله ورسوله، وإذا كانت بعض هذه المسلسلات تعالج بعض القضايا المهمة في حياتنا العامة فإنها رغم قلتها يجب ألا تلهينا عما هو أهم منها من امور العبادات والطاعات وهي كثيرة ولله الحمد.ومع الأحداث الجسيمة التي يمر بها عالمنا العربي، فإن حمى المسلسلات التلفزيونية لم تتراجع حرارتها، وقد بدأ الاعلان عن بعضها في وقت مبكر، وكأن هذا العالم العربي لا تنقصه إلا هذه المسلسلات، والتي هي في معظمها لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تبعث على الحسرة لدى الشعوب المنكوبة بحكامها، والتي تعيش مآسيها المدمرة، وتعاني صداماتها المريرة كل يوم، دون أن تجد من يواسيها أو يقف إلى جانبها من الشعوب العربية الأخرى، شعوب عربية تتلقى بصدورها العارية رصاص الحكام، وشعوب عربية أخرى تنشغل بمشاهدة المسلسلات التلفزيونية، لتزيد من تضخم جيوب المتاجرين بهموم شعوبهم من المنتجين الذين استمرأوا الربح بأسهل الطرق.ومن المؤسف أن يقترن رمضان الكريم بجلاله وقدره بأمرين أحدهما أسوأ من الآخر، هما الإسراف في الأكل والإسراف في مشاهدة المسلسلات التلفزيونية المسماة رمضانية وهي لا علاقة لها برمضان لا في مضمونها ولا في أهدافها، وكل ما في الأمر أنها تعرض في هذا الشهر الكريم، فاكتسبت صفة الانتساب إليه دون وجه حق، ومع ذلك فإنها يعاد عرضها بعد الشهر الكريم، بمعنى أن من يحرص على مشاهدة المهم منها وفاتته مشاهدتها، فإن بإمكانه ذلك فيما بعد، ليتفرغ في رمضان للصيام وموجباته وما يتبعه من أعمال الخير.ويبدو أن المسلسلات التلفزيونية شر لابد منه في رمضان بعد أن ضاق المواطن العربي بهمومه اليومية، ولم يجد مفرا منها سوى الهرب إلى إدمان مشاهدة هذه المسلسلات وغيرها، مما يشغله ولو إلى حين عن إدمان همومه اليومية المعتادة، وهو هروب له سلبياته خاصة عندما تشغله العادات عن العبادات، وهذا أمر مخجل بحق الإنسان ذاته، ومن حوله من أفراد أسرته، خاصة رب الأسرة الذي سيجد من يحذو حذوه من أفراد أسرته، وعلينا ألا ننسى قيمة الوقت، وأهمية استثماره فيما يعود على الإنسان بالفائدة في دنياه وآخرته، وكما يضر الإسراف في مشاهدة هذه المسلسلات الإنسان بتضييع وقته، فإن الإسراف في الأكلات الرمضانية يضر الانسان بتضييع صحته، ولعل هذا الإسراف في الأكلات الرمضانية المليئة بالدهون والسكريات، تفشي الأمراض الناتجة عن زيادة الوزن، ولا ننسى أن هذا الإسراف هو أحد أسباب ظاهرة الغلاء التي تسفر عن وجهها مع بداية الشهر الكريم، مع أن الغلاء موجود في الأصل، لكنه يزداد شراسة في الشهر الكريم، حين يقبل الناس على تكديس المواد الاستهلاكية، وتحفل موائدهم في الإفطار بما يفوق طاقتهم على الأكل، وكذلك طيلة الوقت الممتد ما بين الإفطار والسحور، وهو إسراف مذموم، وكذلك فإن شراهة التسوق وتخزين المواد الاستهلاكية أمر غير مبرر، فالأسواق مفتوحة قبل وأثناء وبعد رمضان، بحيث تنتفي الحاجة لشراء كميات من الأطعمة تزيد عن الحاجة الاستهلاكية للأسرة.كلنا نعرف أن رمضان مقترن بالعبادات والطاعات وأعمال الخير والتقرب إلى الله بالدعاء والصدقات وقراءة القرآن والابتعاد عن فواحش القول والعمل، فهل كلنا نطبق ما نعرف خلال الشهر الكريم، وماذا تفيد المعرفة إذا لم تتحول إلى فعل يستفيد منه الإنسان، ويفيد غيره. وكل رمضان وأنتم ومن تحبون بألف خير. خليلkhlilf@hitmail.com
383
| 31 يوليو 2011
يتكرر الحديث عن دور المثقف العربي في ظل الثورات العربية، ويفرض هذا الموضوع نفسه بحدة أمام الخيبات الكبيرة التي تركتها مواقف بعض المثقفين العرب حيال الأحداث والتحولات السياسية التي تشهدها الساحة العربية، نتيجة هذه الثورات التي بدأت تجتاح عالمنا العربي لتقلب الكثير من الموازين، وتكتسح الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة، خاصة فيما يتعلق بالشباب العربي الذي كان يتهم بالسلبية والهامشية وعدم المبالاة، فإذا هو يقود ثورات التغيير الشامل، ويطيح بأنظمة شمولية ترسخت جذورها في التربة العربية لدرجة بدت للجميع انها غير قابلة للتغيير، وقد جاءت مواقف بعض المثقفين العرب في الاتجاه المعاكس، وكما هو معروف فإن بعض المثقفين شجب الحركات الشبابية ووقف ضدها، ولما انجلت الأمور واتضحت جدواها وشرعيتها عدل عن موقفه، وعاد للتأييد بعد الرفض، والمساندة بعد الشجب، لكن بعد أن سجل موقفا أسقطه من حسابات الأمجاد التي كان يعيشها ويتمتع بمزاياها، حتى وإن لم تكن تلك الأمجاد بدعم من الأنظمة الحاكمة، وهو موقف لا يمكن أن يغتفر في نظر بعض الدارسين، بينما نظر بعضهم الآخر لهذه الحالة التي يعيشها المثقف العربي على أنها لا تخرج عن السياق العام الذي ينتظم الحياة العربية بصفة عامة، وبالتالي فالمثقف هو جزء من هذا الحياة، عليه أن يعيشها بعد أن فقد القيادة التقليدية التي كان يتمتع بها في الماضي، وقد انتقلت هذه القيادة إلى وسائل المعرفة الإلكترونية، ولم يعد المثقف العربي هو مصدر المعرفة كما كان دوره التقليدي يحتم عليه. لكن المطلوب من المثقف العربي بعد أن فقد سلطته التقليدية، ليس الانكفاء على الذات، والبكاء على أطلال امجاده الغابرة، بل المشاركة الفعلية في حركة التغيير في المجتمع العربي بالأدوات الجديدة التي يفرضها واقع الحال، فلم تعد الأساليب التقليدية ذات جدوى أمام تيار الثورة المعلوماتية التي من رحمها خرجت الثورات الشعبية على أيدي شباب اليوم، بعد أن فجروا طاقات كامنة كانت مجهولة أو تم تجاهلها بقصد أو دون قصد، رغم ما تكتنزه من قدرات هائلة على التغيير. ولعل التجربة السابقة التي وظف فيها بعض أولئك المثقفين أقلامهم لخدمة السلطة، تعطيهم وتعطي غيرهم دروسا عملية في أن النظام، أي نظام، هو في حقيقته قابل للتغيير، وبالتالي فليس من مهمة المثقف أن يرتهن بذلك النظام حتى لا يسقط هو الآخر مع سقوط النظام، والأولى به ان يرتهن بالقضايا الوطنية والإنسانية التي تبقي على صورته نقية أمام الجميع، وبمواقفه الثابتة التي لا تتغير إلا لأسباب موضوعية بحته وليس لأسباب مصلحية مرتبطة بالسلطة ومبررة لأخطائها، بهذه المواقف الثابتة يظل المثقف قادرا على التأثير ليس في الحراك الثقافي فقط ولكن في الاجتماعي والسياسي أيضا. وأعود هنا للإشارة إلى وجوب اعتماد المثقف العربي في دوره الجديد على وسائل جديدة أيضا مستفيدا من الوسائل المعرفية الجديدة، وأدوات التواصل الاجتماعي التي توفرها شبكة المعلومات العالمية، وهي وسائل وأدوات أثبتت فاعليتها في التأثير على المتلقي الذي أصبح شغله الشاغل التعاطي مع الإنترنت والتواصل مع غيره في أي مكان من العالم، ودون حواجز مهما كان نوعها أو مصدرها، وربما حظي موقع ما على الإنترنت باهتمام الجمهور أكثر مما تحظى به أكثر الصحف انتشارا، وهذا يدعو للتفكير فيما يمكن ان يحققه أي موقع على الإنترنت من إنجاز تعجز عن تحقيقه إحدى الوسائل التقليدية، مهما بلغت طاقة العاملين فيها أو عددهم. المثقف العربي لا بد ان يدرك أن الثقافة لم تعد مقتصرة عليه، ولكنها أصبحت مشاعة، ولا يمكنه إلا أن يشارك فيها بعد أن فقد ميزة الاحتكار لها، هذا إذا اراد أن يكون له دور فاعل في الواقع العربي الراهن، ليسهم بوعي ومسئولية في صناعة هذا الواقع، متخذا من ماضية وحاضره وسيلة لاستشراف مستقبل أفضل لشعوب أرادت الحياة فاستجاب لها القدر. khlilf@hotmail.com
409
| 25 يوليو 2011
ثمة ظواهر سلبية تسربت إلى حياتنا الثقافية دون أن نلتفت إليها ونبحث عن أسبابها وأهدافها والظروف التي ساعدت على إشاعتها في الوسط الثقافي، وهو بطبيعة الحال ليس وسطا ملائكيا، ولكن يفترض توافر الحد الأدنى من الالتزام الأخلاقي حين التعاطي مع الشأن الثقافي، فالثقافة تسمو بعقل المثقف إلى درجة يصبح معها قادرا على تقدير الأمور، والنظر إليها بتوازن يستبعد هيجان العاطفة، ويتحاشى الانزلاق في وحل الإساءة للغير لمجرد الاختلاف في الرأي، وهو اختلاف في قضايا قابلة للاختلاف، فلم يكن الشأن الثقافي محل إجماع في يوم من الأيام.. وتتذكر أياما كان يسودها الود والبساطة والتفاهم وتبادل الرأي بمنتهى الحرية، واحترام الرأي الآخر مهما كان البون شاسعا بين ما تقول وما يقول غيرك.. تلك أخلاق فقدناها أو كدنا نفقدها، في زحمة الهوس بالأنا، والتمحور حولها بشكل يشكل خطرا عليها وعلى الآخرين. هل جربت يوما أن تقول رأيك في وضع ثقافي معين، دون أن تمس شخصا بعينه، ولا شأنا بذاته، وإنما تبنيت رأيا ثقافيا بناء على قناعتك الذاتية، وثقافتك المكتسبة؟ فماذا ستكون النتيجة؟ مع التسليم بأن ما تراه صحيحا ربما لا يكون كذلك في حقيقة الأمر؟ ستجد نفسك محاصرا بأصناف من الشتائم المقذعة المفتقرة لأبسط قواعد الحوار، بل والموغلة في البذاءة التي تترفع حتى الكلاب عن الولوغ في مستنقعها الآسن، وستكون مستهدفا لمن يخالفك الرأي، لماذا؟ لأن رأيك لم يعجب فلانا من الناس، فاستعدى عليك أمة محمد لردعك عن موقفك.. سهام تأتيك من كل اتجاه، ونعوت تنهال عليك من كل حدب وصوب، فتنظر إلى كل هذا وتنحاز إلى الذين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.. إما إذا طرحت تلك الأسئلة الصعبة عن الأسباب والأهداف، فستجد أن الجهل وضيق الأفق والرغبة الشديدة في إقصاء كل الآراء من أجل رأي واحد، وغياب الممارسة المسئولة لحرية الرأي، والانغلاق المذهبي الأرعن.. في مقدمة تلك الأسباب، أما الأهداف فهي معروفة، وفي مقدمتها تكميم الأفواه، والسيطرة على الجو الثقافي، وفرض أحادية التفكير، وسد باب الرأي الحر، والاستئثار بالاهتمام من قبل الجميع. وسواء كانت هذه أهدافا أو نتائج لتلك الأسباب فالأمر سيان، لأن المحصلة النهائية هي ثقافة مشوهة عاجزة عن استيعاب المختلف.. ثقافة عرجاء غير قادرة على الوقوف في وجه التحديات، والتصدي للعراقيل والاحباطات، بل وتسهم في تمهيد الطريق لنمو الطفيليات السرطانية الضارة في واحة الثقافة التي يفترض أن تكون مزهرة بالخير والحب والجمال.. وساعدت على هذا الانحراف الثقافي منتديات على الشبكة العنكبوتية.. نذر أصحابها أنفسهم لكل ما هو قبيح وسيئ، ولكل ما هو ضد فطرة الإنسان الخيرة، وأخلاقه النبيلة، وسمو غاياته، وذلك السلوك وجه آخر من وجوه الجهل الذي يعشش في نفوس ضعاف النفوس.. حين التعامل مع منجزات العصر الإلكترونية، بعقلية ترسف في أغلال الاعتقاد بأنك إن لم تكن معي فأنت ضدي.. وهي عقيدة فاسدة جلبت المتاعب على أصحابها عبر سلسلة من الأحداث المعروفة لدى الكثيرين. هل أنت مستعد للدخول في جدال عقيم وعلى هذا المستوى من التفكير؟ إن فعلت فلن تختلف في شيء عن تلك الكائنات شبه البشرية، لذلك عليك أن تمضي في سبيلك مدافعا عن رأيك وفكرك وقناعاتك.. وأنت تستمع إلى قول العقل وهو يحثك: دع القافلة تسير، دون أن تحتاج لذكر مقدمة هذا المثل. khlilf@hotmail.com
639
| 19 يوليو 2011
الحماسة لأي أمر لا غبار عليها، وللناس ألوان من التعبير عن حبهم، ومستوى حماستهم حيال هذا الحب، وعلى سبيل المثال في بلدان كثيرة تحدث المعارك في نهاية مبارة لكرة القدم يستعمل فيها كسلاح كل ما هو بمتناول الأيدي، كل ذلك لأن أحد الفريقين فاز على خصمه، وفي المعارك الإعلامية تستخدم كل ما تضمنته قواميس اللغة من كلمات تعبر عن احتقان تفجره المواقف التي لا تعالج بحكمة، بل تتحول إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اية لحظة، بسبب التعصب.. حتى في الحوارات الشخصية بين اثنين أو أكثر، عندما تغيب السيطرة على المواقف ويتحول الحوار عن هدفه، ليمسي وسيلة للتراشق بالكلمات الصعبة، وما يعقبها من عداوات. ما يوحي به كل ذلك هو الخلل الذي يحكم علاقتنا بكثير من الأمور، والإسراف في إبداء العواطف السلبية والإيجابية دون توازن أو إدراك لما تتركه هذه المواقف المتشنجة من آثار خطيرة، لخضوعها لانحراف المزاج ووقوعها في دائرة التعصب في زمن يحارب فيه التعصب بعد أن ظهر للعيان ما يؤدي إليه هذا التعصب من مشاكل ومشاحنات بين أفراد المجتمع الواحد، بل والأسرة الواحدة، حين يبلغ ذروة العداء في غياب الحوار الهادئ الرزين، الذي يُحترم فيه الإنسان مهما تباينت وجهات النظر ومهما بلغت حدة الخلاف، وغياب ثقافة الحوار يقود أفراد المجتمع إلى صدامات لا تحمد عقباها في كل الحالات، لتكون النتيجة وبالا على المجتمع وأفراده. ليست المسألة هنا مقتصرة على كلام يتفوه به أحدهم في لحظة حماسة وانفعال، لكن المسألة لها دلالاتها السلبية التي تتجاوز الفردي إلى العام، فالعاطفة عندما تهدر لمجرد التعصب لهذا السبب أو ذاك.. فهذا معناه ان الإنسان لا قيمة له، وان هذا الإنسان الذي كرمه الله بين جميع مخلوقاته، ومنحه العقل الذي يميز بين الخطأ والصواب وبين الباطل والحق.. هذا الإنسان تجاهل هذه القيمة الإلهية التي منحت له، لينحدر إلى مستويات من التفكير أو عدم التفكير لا أحد يرضاها لا لنفسه ولا لغيره، لتصل الأمور إلى حدها الأقصى من الغضب، وسقوط العقل في هوة الغضب مثل سقوط كرة الثلج وهي تزداد حجما كلما زادت سرعتها نحو الهاوية. هذا الموقف ترجمة صريحة لمجتمع أو لفئة تعزل نفسها عن السياق العام للوعي الذي يحكم أي تصرف، لأنها تعيش في أوهام التعصب الذي لن يجدي نفعا في استعادة مجد مضى أو أضواء انحسرت فأدى غيابها إلى غياب الوعي بما هي عليه الحال من فهم عميق لهموم هي أكبر بكثير من الهم الشخصي مهما بلغت حدته والحماسة له. لا أحد يصادر عواطف أحد حتما، وحرية الرأي تكفل للجميع التعبير عن عواطفهم، لكن في حدود ما هو سائد في المجتمع مما لا يتنافى مع تعاليم الدين ولا يقود إلى التناحر وانشقاق الصف، وهذا نوع من الفتنة التي لا يجوز لأحد أن يوقظها، تحاشيا لنتائجها ودرءا لأخطارها واتقاء لغضب الله. الحوار بمعناه العام يشترط التسامح، وترويض النفس الأمارة بالسوء وتعويدها على قبول الرأي الآخر مهما بلغت حدة الخلاف معه، هذا هو الفهم العام للحوار، وهو فهم يغيب عن بعض المتحمسين الذين تبلغ بهم الحماسة حدا لا يتصوره ولا يقبله عاقل، عندما تتحول هذه الحماسة إلى تجاوز الخطوط الحمراء التي يفرضها العقل على السلوك الإنساني في المجتمعات المتحضرة، بعد ان مر الإنسان عبر تاريخه الطويل بتجارب يفترض أنها روضته ليعش حياته كما يجب أن تعاش. التعصب للموقف كفيل بأن يخلق من التوتر والقلق ما يحيل الحياة إلى جحيم لا تستقيم معها الحياة الهادئة السعيدة، لأنها ترمي بأصحابها في هاوية العزلة الذاتية، عندما يتجنبهم حتى أقرب الناس ، فالتعصب لا يقود إلا إلى الهاوية. khlilf@hotmail.com
902
| 11 يوليو 2011
الأدباء العرب المعاصرون حققوا نجاحا ملحوظا في تحقيق عالمية الأدب العربي، ومن عواصم عربية معروفة انطلقت قافلة العالمية للمنتج الأدبي المعاصر، وتوج ذلك بنوبل نجيب محفوظ، وهناك حالة لابد من الإشارة إليها، فمن الكويت انطلق مهرجان الشعر لعواصم عربية وإسلامية وعالمية، من خلال جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، لتقدم للعالم نماذج مشرفة من الشعر العربي قديمه وجديده، وضمن دورات الجائزة صدرت مجموعة من الكتب النقدية والدرسات البحثية والدواوين الشعرية، تشكل رافدا كبيرا للحراك الثقافي العربي، كما يشكل عقد بعض دورات الجائزة وملتقياتها في عواصم عالمية حضورا لافتا للثقافة العربية يشهده المثقفون الاجانب، ليسهم بدور إيجابي في التعريف بالثقافة العربية عموما والشعر العربي خصوصا، ويقف وراء كل هذه الجهود شاعر أصيل المنهج، مجنح الكلمة، رشيق العبارة، دفعه حب الشعر ليس لإصدار أكثر من ديوان، بل لتبني هذا المشروع الشعري الضخم وهو مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وإنشاء مكتبة للشعر العربي تعد الأولى في عالمنا العربي، ولا ننسى الإصدارات المصاحبة لمهرجانات وملتقيات الجائزة التي تشكل تنوعا ثريا في المكتبة العربية، ومصدرا مهما لدارسي الشعر العربي في عصور وأقطار كثيرة، وهذه جهود لا يمكن إلا الإعجاب بها وتقديرها. ازاء كل هذه الجهود لم يكن غريبا أن يحظى الشاعر عبدالعزيز البابطين بالتكريم من مؤسسات عالمية ذات اهتمام بالشعر العالمي، وقد قام السيد فلاديمير توسي حاكم مدينة فيرونا الإيطالية بمنحه باعتباره رئيس مجلس أمناء جائزة عبدالعزيز بابطين للإبداع الشعري ميدالية الشرف الذهبية للمدينة، مقترنة بالمواطنة الشرفية لها، تقديرا لدوره في خدمة الثقافة والشعر، واحتفاء بإسهامه المميز في تعزيز الحوار بين الحضارات، وتم ذلك في احتفال كبير أقامته حاكمية مدينة فيرونا في شهر يونيه الماضي بحضور نخبة من شعراء العالم، وفي التاريخ نفسه أعلن الأديب العالمي جورجيو باسكوا رئيس الأكاديمية العالمية للشعر، المنبثقة من منظمة اليونسكو أن مجلس الأكاديمية المؤلف من خمسين من كبار شعراء العالم بينهم ثلاثة من الحاصلين على جائزة نوبل، أعلن قرار مجلس الأكاديمية ومقرها مدينة فيرونا، باختيار الشاعر عبدالعزيز البابطين رئيسا شرفيا للأكاديمية خلفا للشاعر العالمي الكبير ليوبولد سنغور، ويأتي هذا التكريم تقديرا للجهود وللاسهامات الكبيرة للشاعر البابطين في خدمة الشعر والثقافة، وفضلا عن ذلك أعلن رئيس الأكاديمية أنها منحت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري مقعدا دائما في الهيئة الإدارية العليا للأكاديمية مما يعطيها الحق في تسمية ممثل لها في هذه الهيئة، كما اعلن السيد باسكوا اعتبار المؤسسة عضوا في لجنة تحكيم الجائزة الدولية السنوية التي تحمل اسم الشاعر كاتوللو، وهي لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء. هذا التكريم الشخصي للبابطين يعتبر أيضا تكريما للمؤسسة ومنهجها ومجلس أمنائها، بل هو تكريم للشعر العربي ممثلا في واحد من مبدعيه وعشاقه والعاملين على دعمه في زمن أصبح فيه الشعر المتميز عملة نادرة، كما أصبح السعي لنشره عالميا عملية لا يقدم عليها إلا أولو العزم من الشعراء، في زمن بدأت فيه الجهود حثيثة من جهات معلومة ومجهولة لتذويب الثقافات القومية، لتنصهر في بوتقة العولمة، التي تهيمن عليها ثقافات دول دون غيرها، دون ان تتاح لمعظم ثقافات العالم المشاركة في إنتاج هذه العولمة بعد ان تم تأطيرها في نطاق القطب الواحد، وهو أمر يستثير همم الحريصين على ثقافاتهم، والشعر هو أبرز وجوه هذه الثقافات، وما أحوج أدبنا العربي عموما وشعرنا العربي خصوصا للجهود الرامية لحمايته من العبث، والعمل على ازدهاره وانتشاره وتألقه. وبمثل هذه الجهود تتحقق عالمية الأدب. khlilf@hotmail.com
1745
| 06 يوليو 2011
تظل الصحافة وعاء الثقافة الذي ينقلها إلى هواتها ومحبيها ومتابعي اخبارها، كما تحتضن المواهب الشابة التي قد يكون لها شأنها اللافت في المستقبل، كما أنها النافذة التي يطل من خلالها المبدعون على قرائهم، وفي حالات كثيرة كانت للصحافة الفضل في إبراز بعض الكتاب في مجالات كثيرة، وقديما كانت الثقافة هي المسيطرة على الصحافة يوم كانت إدارتها بأيدي الأدباء المبدعين شعرا ونثرا، لكن رسالة الصحافة لم تعد مقتصرة على الثقافة والإبداع، بل شملت: السياسة والاقتصاد والصناعة وشئون المرأة والحياة العامة، بعد طغيان الخبر والصورة على العمل الصحفي، مما يستوجب متابعة الأخبار وقت وزمان حدوثها، وهي مهمة أسهمت في أدائها أيضا وسائط معرفية أخرى ورقية وإلكترونية، وبشكل واسع. لكن الثقافة والأدب تحديدا، لم تختف من الصحف، وظل الاهتمام بها مستمرا لكن بنسبة ضئيلة من حجم العمل الصحفي ككل، وهو يتراوح في أحسن الحالات بين صفحة أو صفحتين يوميا، وملحق أسبوعي يحمل مادة أدبية أكثر عمقا وشمولية، مع احتمال تقلص هذه المساحة في صحف كثيرة، عندما يتسرب إليها الإعلان ليستحوذ على جزء لا يستهان به من المساحة المخصصة للثقافة والأدب، والصراع ما زال مستمرا بين مسئولي الأقسام الثقافية والأقسام الإعلانية، في معظم الصحف إن لم نقل كلها، وهذا التوتر في العلاقة بين الجانبين يمكن حسمه من خلال القيادات الصحفية التي تقرر إلى أي جانب تنحاز!. لكن بعض هذه القيادات لا علاقة لها بالثقافة والأدب، وبالتالي لا يعنيها إن ألغيت الصفحة الثقافية نتيجة ورود إعلان ضاقت به الصفحات الأخرى ليستقر مطمئنا في صفحات الثقافة والأدب، وهذه هي الفجوة التي أشرنا إليها في عنوان هذا المقال، أي بين المحرر الثقافي والقيادة الصحفية، وإذا اتسعت هذه الفجوة بين الطرفين، لا بد أن تكون ضحية ذلك الثقافة والأدب، في معظم الأحيان، وهو أمر كثيرا ما يحرج المحرر الثقافي الذي يفاجأ بتحييد مادته، لأن القيادة الصحفية، تعتبر الثقافة والأدب من سقط المتاع، وربما لا تعرف من أسماء المثقفين والمبدعين وإنتاجهم شروى نقير، وقديما قيل فاقد الشيء لا يعطيه.. ولردم هذه الفجوة بين جهل القيادة الصحفية بشئون الثقافة والأدب، وبين طموحات محرري الثقافة والأدب، لا بد من ترك المسألة برمتها للقسم الثقافي، دون تدخل من القيادة الصحفية في تحديد ما ينشر ومالا ينشر، باعتبار أن القيادة الصحفية لها مهماتها الأكبر من منع نشر أخبار وصور الأديب الفلاني أو الشاعر العلاني، وإذا كانت هذه القيادات الصحفية تتدخل تدخلا سافرا في عمل رؤساء الأقسام الثقافية وغيرها، فلماذا قامت بتعيين رؤساء لهذه الأقسام ما دامت النية مبيتة لتجريدهم من صلاحية العمل والنشر وفي الأطر العامة لسياسة الصحيفة، ثم الإصرار على التدخل في عملهم دون مبرر، مع أن اختيارهم في الغالب يتم على أساس الثقة فيهم لأداء أعمالهم على الوجه المطلوب مهنيا. لكي تنجح أقسام الثقافة والأدب في الصحف، لابد ان تمنح الثقة لإداء عملها كما تراه هي لا كما تراه القيادات الصحفية، التي تتوزع اهتماماتها بين جميع الأقسام، ولدرجة التدخل في عمل هذه الأقسام، فالقيادة الصحفية ليست ضليعة ولا متخصصة.. في الاقتصاد أو الصناعة، أو الثقافة والأدب أو حتى السياسة وغيرها من أقسام التحرير، وهي في هذه الحالة ملزمة بأن تمنح رؤساء هذه الأقسام فرصة العمل دون وصاية عليها، ومن يقصر أو يخطئ يتم التعامل مع ذلك بشكل يضمن عدم تكرار التقصير أو الخطأ، ومن منظور مهني، بدلاً من أن تشغل هذه القيادة الصحفية وقتها في متابعة هذا القسم أو ذاك متابعة دقيقة تلغي دور رئيس القسم نفسه.. عليها دعم العمل التحريري ككل والاعتماد على الكوادر المتميزة القادرة على العطاء بكفاءة عالية، إذا ابتعدت عنها قبضة القيادة الصحفية، وتدخلاتها غير المبررة. Khlilf@hotmail.com
418
| 26 يونيو 2011
أصبحت المجاملة مع الأسف الشديد إحدى الممارسات التي التصقت بسلوكنا الاجتماعي والثقافي لدرجة غيبت الوعي بأخطارها، وتجاهلت إدراك ما قد ينجم عنها من إرباك للمفاهيم، وخلل للموازين، وفوضى في فرز الغث من السمين. على المستويين الاجتماعي والثقافي غالبا ما تؤدي المجاملة إلى وضع الأمور في غير نصابها، وربما أساءت لمن نجاملهم من حيث أردنا الإحسان إليهم، وأول أوجه هذه الإساءة أننا أعطيناهم أكبر من حجمهم، على حساب غيرهم، وهو تصرف يوهمهم بأنهم فعلا بهذا الحجم الذي نصوره لهم، ونحن هنا لا نكون إلا كمن "استسمن ذا ورم"، وهو أمر لا ينسجم مع طبيعة السلوك البشري السوي، ومحصلته النهائية التشكيك في الأحكام، وعدم الثقة بالنتائج، وربما تكون له دوافعه التي تعمي أصحابها عن رؤية الحقيقة، وتدفعهم إلى التخبط في سلوكيات مجهولة العواقب، ومسارات ملغمة قد تؤدي إلى السقوط المدوي. وغالباً ما تنحصر أسباب المجاملة في أمرين، الأول: اتقاءً لخطر ما، مع انه لن يصيب المرء إلا ما كتبه الله عليه، وفي هذه الحالة تصبح المجاملة نفاقاً. والثاني: رجاءً لمنفعة غير بريئة، لأن المنفعة البريئة لها أساليبها التي لا تعرف المراوغة، ولها طرقها التي لا تعرف المحاباة، وفي هذه الحالة تكون المجاملة كذباً، والنفاق والكذب طريقهما مسدود، مهما بذلت المحاولات لاقتحامه من قبل المنافقين والكذابين، وفي الحالتين يأتي ذلك على حساب الآخرين الذي يتأثرون بظواهر الأمور، ثم يكتشفون أنهم وقعوا في مصيدة الخداع، عندما ـ يدركون بالتجربة ـ الحقيقة العارية من كل زيف أو تلميع. قد تسمع مديحاً لفلان من الناس، وتعجب به دون أن تدري ما يحمله ذلك المديح من عناصر المجاملة التي تفسد حقيقته، وتقبل عليه كما تقبل على وجبة دسمة ولذيذة، فإذا أنت أثناء تناولها تدرك أن تلك العناصر الدخيلة قد أفسدتها، فتعافها نفسك، وتأسف على إقبالك عليها، وما تحملته من الوقت والجهد في سبيل ذلك، وإذا فلان الذي أعجبت به شخصية كرتونية لا غير، على الأقل في المجال الذي ظننت أنه بارع فيه، وهو فاقد لمقومات البراعة.. هذا على المستوى الاجتماعي. أما على المستوى الثقافي أيضا فيظهر بعض أصحاب المواهب المتواضعة جداً ممن لا يملكون استعداداً طبيعياً ولا مكتسبا للحضور الإبداعي المميز، ومع ذلك يوجد من يصور لهم أنهم تجاوزوا مرحلة البداية، وحققوا ما لم يحققه غيرهم، مع أن المواهب الناشئة كالورود الندية التي لابد أن تأخذ وقتها للتفتح وتفوح رائحتها الزكية، هذا هو شأن الموهوبين الذين يمكن أن تنضج تجاربهم مع الزمن دون نفاق أو كذب. وأصحاب المواهب الأصيلة لا يرضون أن تكون بينهم وبين الإبداع واسطة، من قريب أو منافق أو كذاب، بل يشقّون طريقهم بثقة وثبات للوصول إلى مستوى متقدم في المجال الإبداعي الذي تختاره مواهبهم وتمليه قدراتهم الإبداعية، لأن المجاملات في هذه الحالة تدمر الطموح، وتقتل الموهبة، وعندما تتحقق الشهرة دون عناء، فهي شهرة زائفة ومؤقتة، غذتها المجاملات بدماء النفاق أو الكذب، مع أن التشجيع مطلوب، لكن البون شاسع بين التشجيع والمجاملة بما تنطوي عليه من محاولات الإقحام في المواقف الصعبة.. لخوداج لم يكتمل نموها، ولم تتخلق ملامحها.. أليس في ذلك إرباك لموازين النقد السليم؟ وإساءة للذائقة الفنية لدى المتلقي؟ وعبث بمقاييس السلوك القويم؟ أيها المجاملون.. ارفعوا وصايتكم وكفوا شركم عن أصحاب المواهب الجديدة، ودعوها تنمو وتزهر وتثمر، وليكن التشجيع دون مجاملة، وأصحاب المواهب الأصيلة هم الذين سيثبتون وجودهم، أما أصحاب المواهب الهزيلة فسوف يتساقطون من شجرة الإبداع، كما تتساقط الأوراق الضعيفة من الأغصان العالية.
473
| 20 يونيو 2011
لم أجد مصطلحاً تم تعويمه على أيدي المثقفين، مثل مصطلح الحداثة الذي أصبح كالكرة (الشراب) عندما كان يتقاذفها أطفال الحارة في سالف الأيام، وأقول في سالف الأيام لأن أطفال اليوم في شغل شاغل عنها بالبلاك بيري والآيفون والآيباد، وحتى الذين لديهم ميول رياضية.. انصرفوا لمتابعة أخبار برشلونة وريال مدريد والمنتخب الإنجليزي والمنتخبات العالمية الأخرى، وغابت الكرة (الشراب) مع غياب حاراتنا القديمة، التي حلت محلها العمارات الشاهقة والشوارع الفسيحة و(المولات) المزدحمة، وكلها من مظاهر الحداثة أيضا، والتي ما عرفت يوماً عبثاً بها كما عرفته على أيدي المثقفين العرب، على يد منظـِّر مهووس بكل النظريات النقدية في الغرب، أو مبدع يستعبده التغريب والطلسمة، وفي يقينه أن الحداثة هي أن يقدم ما لا يفهم، بعد أن يرحل إلى جزر غامضة بعيدة غير مأهولة، أو يحلق في سماوات وهمية هلامية غير مرئية، وعليك أنت أيها المتلقي، أن (تعصر مخك) وأن تبذل جهدك لتبحر إلى هذه الجزر، أو تحلق إلى تلك السماوات، وإن ضاقت بك الحيلة، ولم تفهم ما لا يُفهَم، فأنت غير حداثي(جاهل) تحتاج إلى دروس عن الحداثة كما يفهمها العابثون بالذائقة الفنية للمتلقي. عليك أن تقبل شعراً كسيحاً تحطمت ضلوعه، وغاب إيقاعه واختفت موسيقاه، وتلاشى إيحاؤه، وخوى مضمونه وشكله من كل علامات الشعر، وإلا فأنت غير حداثي. عليك أن تقبل قصة ليس فيها من شروط القصة ما يبيح لها مشروعية الانتماء لهذا الفن الجميل.. لا حدث.. لا شخصية.. لا فكرة واضحة.. لا معنى واضح أو مستتر.. مجرد كلمات، ليست خاطرة فتصنفها في باب الخواطر، وليست مقاله فتدرجها في (خانة) المقالات، وإلا فأنت غير حداثي!! بالمجمل عليك أن تقبل ما لا يقبل، وإلا فأنت غير حداثي!! نحن هنا لا نتحدث عن تجسير العلاقة بين فنون الكتابة، ولا عن تداخل الألوان الأدبية، ولا حتى عما قد يعتري النص الإبداعي من غموض يتيح للمتلقي إعادة قراءته، ولكننا نتحدث عن نوع هجين من الكتابة، لا يكفي أنه لا ينتمي لأي لون أدبي معروف، بل يوغل في تهميش المتلقي، وكأنه مستوحى من عالم آخر غريب، وموجه إلى عالم آخر أكثر غرابة. الحداثة ليست خروجاً على المألوف وهروباً من معضلاته، وليست عبثاً بالواقع وابتعاداً عن همومه، وليست استجداء لما يطرح من أفكار ونظريات في الغرب أو الشرق.. ولكنها حقل ألغام لا يجتازه إلا من تسلحوا بالوعي الكامل لمسؤولية الإبداع، وتحصنوا بعبقرية الإدراك لمواطن الخطر، وحملوا راية التجديد ليجتازوا بها المحاذير والمعوقات بأمان وثقة، دون اعتراف بالتابوهات المجحفة في حق الإنسان ووعيه وحريته وكرامته، والقوالب الجاهزة لتقييده، ونحر كرامته، وتغليل من الإغلال إنسانيته، وتحييد عقله. الحداثة سلوك قبل أن تكون نظرية، وإبداع قبل أن تكون خواءً ثقافياً، ومسؤولية واعية قبل أن تكون عبثاً متمادياً في تحدي كل ما هو جميل ورائع من مشاعر الإنسان وسلوكه، هذا السلوك الذي يعني مواكبة تطور الحياة، والإسهام في هذا التطور بطريقة أو بأخرى، كل حسب طاقته وقدرته على العطاء، وموقعه في ميدان البناء التنموي، حتى وإن غاب التصنيف الأيديولوجي فلن يغيب السلوك الإنساني. وكل ذلك لا يمنع من التجريب، باعتباره نافذة الإبداع للتطور، وهناك تجارب إبداعية ناجحة في الشعر والقصة والمسرح والفنون التشكيلية، وسبب نجاحها أنها لم تتجاهل وعي الإنسان وثقافته، بل فجرت فيه مكامن جديدة للوعي برسالة الفن في الحياة، وقدرته على التفاعل مع مستجداتها، وما انشغل أصحاب هذه التجارب بأن يقال عنهم: "حداثيون"، ولكنهم انشغلوا بالإبداع المتميز بكل مقاييس التميز. khlilf@hotmail.com
378
| 12 يونيو 2011
ربما لا يعبر تعريف (الصحفي المجتهد) عما يكتنزه هذا المسمى من معان شتى، تبدأ بالحرص على مواصلة تطوير الذات، ولا تنتهي بتحقيق (الخبطات) الصحفية المتميزة، لأن أفق الاجتهاد يظل مفتوحا أمام الصحفي المجتهد إلى ما لا نهاية له، من جودة الأداء والمبادرة والتميز والتفوق فيه، لذلك يمكن القول إن الصحفي المجتهد يكاد يكون عملة نادرة بين حشود الصحفيين الذين يملأون ساحة الصحافة، بعد أن وجدوا في هذه المهنة ما يتناسب مع ميولهم أو يشبع رغباتهم أو يلبي حاجتهم للوظيفة، خاصة بعد أن تيسرت سبل المعرفة والاتصالات، فلم تعد الصحافة مهنة البحث عن المتاعب إلا لدى قلة من الصحفيين منهم (الصحفي المجتهد) الذي لا يكاد يستقر له قرار في بحثه الدائم عن الجديد، ومتابعته المستمرة للأحداث، لينفرد بالمادة الصحفية التي قد يصعب على غيره الوصول إليها، فهو رفيق الترحال الذي يستهين بالمتاعب، ليقدم لقارئه ما هو جديد ومفيد، وهو في ترحاله كذلك الذي عناه ابن زريق البغدادي في قصيدته المشهورة التي مطلعها: لا تَعذَليه فَإِن العذل يولعه قَد قَلت حقا ولَكن ليس يسمعه وذلك عندما قال: يكفيه من لَوعة التَشتيت أَن له من النوى كل يوم ما يروعه ما آب من سفر إِلا وأزعجه رأي إِلى سفر بالعزم يزمعه كَأنما هو في حل ومرتحل موكل بِفضاء الله يذرعه وبينما يعكف بعص الصحفيين على تدبيج كتاباتهم من وراء مكاتبهم، نرى (الصحفي المجتهد) لا يكاد يلتقط انفاسه وهو في عمله الميداني.. في الأجواء المتقلبة، والأحداث الساخنة، والظروف الصعبة، بعيدا عن ترف المكاتب المخملية وراحة الأجواء المكيفة، وإغراءات بيع الذمم، فهو الذي نذر نفسه لمهنته، وأخلص لها، متسلحا بعزيمة صادقة، ومرجعية ثرية من التحصيل العلمي والتأهيل المهني، والتجارب التي لا تخذل صاحبها، بعد أن تتراكم لديه الخبرات، وتتسع أمامه دائرة المصادر التي يطمئن إلى مصداقتها، وليس شرطا أن يكون الصحفي الناجح من خريجي كليات أو أقسام الصحافة، بل ان أشهر الصحفيين في العالم لم يكن تأهيلهم الأكاديمي صحفيا، بل وبعضهم لم يتأهل أكاديميا، ولكنه تأهل مهنيا، والاجتهاد هو الذي أوصله إلى النجاح، وأهله للشهرة، لتنفتح أمامه أبواب الانجازات الصحفية المتميزة، والمؤثرة على المجتمع والوطن والخارج. والذين ينظرون للصحافة على أنها وسيلة للترف والشهرة، أو مصدر للثراء السريع، أو وجاهة و(فشخرة) هم أبعد الصحفيين عن النجاح المهني، بينما الصحفي المجتهد هو الأقرب إلى النجاح، على ألا ينسى أنه يعمل ضمن مجموعة كبيرة يعتمد عليها اتمام العمل ونجاحه، فالعمل بروح الفريق الواحد هو الذي يمهد له طريق النجاح، بمعنى ألا يتكئ على جهد غيره، لكنه يضيف إليه بما يملكه من إمكانيات مهنية عالية قادرة على أن تحقق له النجاح. اجتهاد على المستوى الفردي، وتعاون على المستوى الجماعي، وانسجام مع زملاء المهنة، كل هذه المعطيات، تشكل ركائز أساسية ليس لنجاح الصحفي فقط، بل ولنجاح الصحافة التي ينتمي إليها أيضا. فلا غرابة إذن أن يكون الصحفي المجتهد عملة نادرة، مطلوبة من المؤسسات الصحفية الشهيرة. khlilf@hotmail.com
1102
| 05 يونيو 2011
تشكل القيادات الصحفية العمود الفقري لأي مؤسسة صحفية، وعلى هذه القيادات تقع مسؤولية نجاح المطبوعة الصحفية أو فشلها، وهو نجاح لا يتحقق فقط من خلال تطور تقنيات الطباعة، أو تزايد عدد النسخ المطبوعة من المجلة أو الجريدة، أو تكاثر الأرباح، وكلها علامات تشير إلى النجاح، لكن الأساس في كل ذلك هو التركيز على التنمية البشرية، بخلق كوادر قادرة على تسيير دفة العمل الصحفي على أفضل ما يكون الأداء، ويشمل ذلك كل الأقسام الفنية والإدارية والتحريرية، ولعل الجانب التحريري هو الأساس، بينما تعمل الأقسام الأخرى كأقسام مساندة، تهيئ الظروف المناسبة لأداء العمل التحريري بانسيابية ونجاح، فالعمل الصحفي لا يقبل أي تأخير أو تعطيل أو ارتباك نتيجة أي تقصير إداري أو فني. على المستوى المهني التحريري، يفترض أن يكون العاملون في التحرير من ذوي الكفاءة العالية والخبرات الطويلة المتجددة، مع فسح المجال للكفاءات الشابة لتاخذ فرصتها من خلال الاستفادة من ذوي التأهيل العلمي والخبرة العملية، على أن يلاقي العاملون في التحرير "محررين في المركز الرئيس، أو مراسلين في الداخل والخارج" من فرص التشجيع ما يحثهم على تطوير الأداء، والحصول على ما يسمى الخبطات الصحفية التي تلفت نظر القارئ، وتدفعه للارتباط بهذه المطبوعة أو تلك، كما أن التشجيع أيضا يعني توفير الأجواء المريحة للعمل، من حيث رفع مستوى الرواتب، ومنح الامتيازات المادية والأدبية لمن يحقق أي عمل صحفي متميز، وعدم احتكار السلطة وارتباطها بالقيادات التي تهمش من سواها، إذ لابد من المشاركة والتشاور واختيار المحرر المناسب للعمل المناسب، وإذا كانت كل المهن تحتاج إلى العمل بروح الفريق الواحد، فإن الصحافة هي أكثر هذه المهن حاجة إلى هذه الروح الجماعية، التي يصبح فيها الفرد أكثر انسجاما مع الجماعة، والتصاقا بالمهنة، وإخلاصا لها، وفي المطبوعة الصحفية الناجحة لا يمكن تهميش محرر من أجل محرر آخر.. لا يمكن محاباة واحد على حساب الآخر، فالمقياس هو الكفاءة، والقدرة على أداء المهمة الموكلة لأي محرر. ثمة قيادات صحفية يزعجها نجاح أحد العاملين معها، خوفا من المزاحمة على المنصب، وهو خوف يعني عدم الثقة بالنفس، ويتجاهل أن نجاح المطبوعة الصحفية سيحسب في النهاية لهذه القيادة الصحفية وليس لفرد آخر، لأنه دليل على حسن اختيارها، وثقتها بمن يعمل معها، وسيظل المحرر الناجح مكسبا حقيقيا لا يمكن التفريط فيه من قبل مجلته او جريدته، لأن نجاحه سيفتح أمامه فرص العمل في أي مطبوعة حريصة على تحقيق المزيد من النجاح. هذا على صعيد الممارسة المهنية، لكن ثمة جانبا آخر تعتمد عليه المطبوعة الصحفية سواء كانت مجلة أو جريدة، هذا الجانب يتمثل في الكتاب، كتاب صفحات الرأي والزوايا اليومية أو الاسبوعية، وهؤلاء أيضا يسهمون في جذب القارئ الذي يفضي إلى زيادة عدد القراء وما يعقبه من زيادة حجم التوزيع المؤدي حتما إلى زيادة حجم الإعلان، لأن المعلن يحرص على نشر إعلانه في أكثر الصحف توزيعا، والاعلان هو المصدر الأساس لدخل المطبوعة الصحفية، فاختيار الكتاب لا يقل أهمية عن اختيار المحررين، وكما يمكن تشجيع الكفاءات الجديدة من المحررين والمراسلين، يمكن أيضا احتضان الكفاءات الجديدة والمواهب الشابة من الكتاب، الذين يكتبون ما يؤكد كفاءتهم وقدرتهم على الطرح والتحليل، بما يعنيه ذلك من عمق الفكرة وسلاسة الأسلوب وسلامة اللغة، ومعظم الكتاب الكبار بدأوا الصعود من أول درجات سلم الكتابة. ومهما تحدثنا عن مسؤوليات القيادات الصحفية، فلن نوفيها حقها، لأنها مسؤوليات تتعدد بتعدد جوانب العمل الصحفي، بما يمثله من تنوع في الأداء، وتعدد في الاهتمامات، استجابة لما يتطلع إليه القارئ من طموح في أن تكون صحافته ناطقة باسمه، ومجسدة لآماله، في الحياة الحرة الكريمة. khlilf@hotmail.com
342
| 29 مايو 2011
في الأسبوع الماضي نشرت جريدة الجزيرة السعودية خبرا من القاهرة يقول: إن نجمة داود إسلامية، ولا علاقة لها بالصهيونية اعتمادا على رسالة دكتوراه في علوم الآثار، حيث (أشارت الرسالة التي أعدها عبدالرحيم ريحان مدير البحوث والدراسات بوزارة الآثار المصرية.. إلى أنه بالرغم من ظهور النجمة السداسية في حضارات مختلفة قبل الإسلام في الآثار المصرية القديمة والديانة الهندوسية والزرادشتية، لكن دلالاتها في الحضارة الإسلامية ارتبطت بمعان روحية عالية ودلالات خاصة، وأوضحت الدراسة أن نجمة داود هي أحد الزخارف الإسلامية التي وجدت على عمائر إسلامية منها قلعة الجندي في راس سدر في سيناء، التي أنشاها صلاح الدين الأيوبي، حيث وجدت هذه النجمة على مدخل القلعة، كما وجدت النجمة على طبق من الخزف ذي بريق معدني ينتمي إلى العصر الفاطمي، مشيرا إلى أنه تم الكشف عنها بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية في منطقة راس راية في طور سيناء، وأوضح ريحان أنه لا أثر للنجمة السداسية في أسفار العهد القديم، مشيرا إلى أنها لم تصبح رمزا لليهود بشكل ملموس، إلا في القرن الـ 19 ما دعا الحكومة الفرنسية لإصدار قرار عام 1942 يلزم اليهود بعدم الظهور في الأماكن العامة دون نجمة داود). فما هو أثر هذا الاكتشاف على العلاقات العربية الإسرائيلية؟ وهل سيكون وسيلة لتمرير بعض المواقف الإسرائيلية على المستوى الاقتصادي وخاصة الترويج للبضائع الإسرائيلية التي تحمل نجمة داود باعتبار هذه النجمة ذات أصل إسلامي؟ وهل سيتغير نفور الشعوب العربية الرافضة للتعامل مع كل ما يحمل هذه النجمة؟ أم أن الخبر سيمر دون أن يلقى أي اهتمام من قبل الجانب العربي والإسلامي حكومات وشعوبا؟ إسرائيل التي سرقت وطنا لا يشغلها أن يقال عنها أنها سرقت شعارا، والمواقف الإسرائيلية لا تعتمد على هذا الشعار بصرف النظر عن أصله وانتمائه، بل أن مواقفها الاستراتيجية ذات سياسة قسرية اعتمادا على نظرية الغاية تبرر الوسيلة، والغاية الإسرائيلية هي السيطرة على العرب من البحر إلى البحر أي من الفرات إلى النيل.. مهما كانت الوسيلة.. عن طريق الاحتلال، أو عن طريق الاقتصاد، أو عن طريق المشاريع السياسة الملغمة بنوايا وأطماع معلنة أو خفية، وهي لن تغير سياستها لهذا السبب أو ذاك.. ولن يدعوها هذا الاكتشاف إلا إلى الإمعان في تزييف حقائق التاريخ، ولم يسلم من هذا التزييف التراث الفلسطيني برمته، فهذه الدولة التي وجدت من العدم، لا تتردد في ان تنسب لنفسها من الحضارة ما هو من إنجازات الأمم الأخرى، في سبيل تأصيل وجودها المزيف بكامله. ما تحققه إسرائيل ليس ناتجا عن قوتها بل هو ناتج عن ضعف العرب وتشتتهم وتفرقهم وتجزؤ أوطانهم، وخلافاتهم التي ما تنتهي في مكان حتى تبدأ في مكان آخر من عالمنا العربي، وقد وجدت إسرائيل في التمزق العربي فرصتها الذهبية للمضي في غطرستها وتعسفها وعبثها بكل القيم والمواثيق والاتفاقيات الدولية، وكأن العرب لم يتعلموا من دروس النكبة والنكسة والهزائم المتوالية، بل أن دولا كثيرة تدافع عن الحق العربي في فلسطين، أكثر مما يدافع العرب أنفسهم عن هذا الحق، وفي إسرائيل ذاتها جماعات ترفع شعار السلام مع العرب، لأنها تدرك عدم شرعية الوجود الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، وتخشى على نفسها أكثر من خشيتها على هذا الكيان الذي يجسد كل معاني العنصرية والطغيان والحقد الأعمى ضد كل ما هو عربي أو إسلامي. لتكن نجمة داود إسلامية أو غير إسلامية، فليست هذه هي المشكلة، فإسرائيل وتحت أي شعار لن تتوانى عن الإمعان في استهتارها وعنجهيتها، إن لم يتفق العرب على كبح جماحها، وتقزيمها لتعرف حجمها الحقيقي الذي يتضخم كلما تضاءلت المواقف العربية الصارمة حيالها. khlilf@hotmail.com
7739
| 22 مايو 2011
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3669
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2187
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2085
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1290
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
936
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
936
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
897
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
867
| 02 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
750
| 06 نوفمبر 2025
تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...
705
| 04 نوفمبر 2025
لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...
681
| 05 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية