رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

هل ستحاسب أمريكا وأوروبا دواعشهم؟!

نحن نعرف أن أمريكا هي الدولة الأولى التي رفعت شعار ( محاربة الإرهاب ) في العالم وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ م ، ومع أن العالم وخاصة الإسلامي منه وقف مع أمريكا وساندها بعد تلك الأحداث لأنها كانت إرهابية بالفعل إلا أن أمريكا ومنذ تلك السنة وحتى الآن وهي تحاصر وتحارب معظم الأنشطة الإسلامية في العالم باعتبار أنها تساعد على التطرف والإرهاب ، كما أنها في الوقت نفسه حاربت كثيرا من المناهج الإسلامية في الدول العربية بنفس الحجج الواهية ، ولم تكتف بهذا كله فقد قامت طائراتها بدون طيار بقتل من تصنفهم ب ( الإرهابيين ) مع أنه ثبت لها أن غالبية قتلاها لاعلاقة لهم بالإرهاب لامن قريب ولا من بعيد. كل ذلك فعلته أمريكا بحجة محاربة الإرهاب وكان من المتوقع منها أن تكون عادلة في تلك الحرب فتحارب ما تسميه إرهابا في كل مكان لكنها لم تكن كذلك على الإطلاق !!! وقد اتضحت هذه المفارقة في أماكن متعددة ولكنها زادت عن كل ماهو متوقع عندما لم تكتف أمريكا بالصمت عن كل الإرهاب الذي يمارسه الصهاينة في غزة بل شاركت فيه وبقوة حيث سكتت عن آلاف من رعايا شاركوا في قتل الفلسطينيين وفوق ذلك كله سارعت إلى إرسال الأسلحة إلى الصهاينة أثناء الحرب ليزداد إجرامهم إجراما وهي بهذا الفعل الإجرامي تؤكد أنها تدعم أسوأ أنواع الإرهاب في العالم !! أتوقع أن العرب والمسلمين على حد سواء يعرفون حجم الجرائم التي يمارسها الصهاينة منذ حوالي شهر في غزة ، وأتوقع أن الأمريكان يعرفون ذلك فهم مثل غيرهم يشاهدون وبشكل مباشر ما يشاهدوه ملايين الناس ولكنهم يمارسون الوقوف مع الارهاب الصهيوني رغم ذلك كله ماديا ومعنويا ، ولكنهم في هذه الحرب القذرة زادوا كثيرا فأغمضوا أعينهم عن مواطنيهم الذين شاركوا في قتل الأبرياء الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ . الذي نعرفه أن أمريكا خاصة والغرب عامة يعدون من يذهب للقتال في دولة أخرى ( إرهابيا ) مهما كانت المبررات ، ولهذا اعتبروا المقاتلين المسلمين في أفغانستان والشيشان وسوريا والعراق إرهابيين ، ولم يكتفوا بهذا التصنيف فقط بل شاركوا في حربه بشكل مباشر وغير مباشر !! وكان بالإمكان فهم هذا الموقف الأمريكي لو أن موقفهم من إرهاب مواطنيهم جاء منسجما مع موقفهم من إرهاب بقية مواطني غيرهم !!لو أن الأمريكان طلبوا شهادة الدكتور النرويجي ( فريدرك جيلبرت ) الذي رأى حجم الجرائم التي ارتكبها الجيش الصهيوني لسمعوا منه ما تقشعر منه الأبدان !! قال الدكتور: إن الصهاينة يتعمدون قتل الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحرب ، ويؤكد أنه لم ير في المستشفى الذي تطوع للعمل فيه غير اثنين فقط ممن شاركوا في القتال !! بينما المئات كانوا من الأطفال والنساء ، كما أكد الدكتور جيلبرت أن الصهاينة يقومون بتدمير ممنهج للأحياء السكنية في غزة مما يعد جرائم ضد الإنسانية !! ولو أن الأمريكان استمعوا إلى شهادة موظفي الأونروا وهم يتبعون الأمم المتحدة لعرفوا منهم حجم الإجرام الذي يمارسه الصهاينة في قتل الأطفال والعوائل الذين لجؤوا إلى مدارس الاونروا ظنا منهم أن الصهاينة يحترمون مؤسسات الأمم المتحدة !! ، قال هؤلاء : إن قتل الأطفال النائمين عار على العالم ، واتهموا إسرائيل بالانتهاك الخطير للقانون الدولي خاصة بعد قصف مدرسة في غزة مخصصة لإيواء الأسر الفلسطينية ، أما الأمين العام للأمم المتحدة فقد وصف الهجوم على المدرسة بأنه شائن ولا مبرر له وطالب بالمساءلة القانونية لمرتكبي هذه الجريمة !! ، وهؤلاء الذين أشرت إليهم ليسوا من حماس ( الإرهابية !!! ) ولا من الفلسطينيين ولا من العرب وبالتالي لا يمكن الشك في شهادتهم ، ولكن أمريكا التي ترفع صوتها عاليا بمحاربة الإرهاب ليست مستعدة على الإطلاق في سماع أي شيئ ضد الإرهاب الصهيوني ولا - حاليا - ضد إرهاب مواطنيها وإجرامهم !! يقاتل مع الجيش الإسرائيلي حاليا حوالي ستة آلاف إرهابي منهم الفان من أمريكا والبقية من عدد من دول أوروبا ، وقد شارك هؤلاء في كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في غزة ، وإذا كان الأمريكان والأوروبيون يعدون أن ما تفعله ( داعش ) أو ( القاعدة ) إرهابا فإن ما يفعله جنودهم في غزة يزيد كثيرا عما يفعله أولئك في أمكنة أخرى !! مطلوب من الأمريكان - إن كانوا عادلين - أن يحاكموا مواطنيهم الذين أجرموا في حق الأبرياء في غزة ، ومطلوب منهم - أيضا - أن يلاحقوا الجمعيات الخيرية التي ساهمت في دعمهم ، وأيضا ملاحقة المناهج الدراسية التي كونت تلك العقلية القذرة لديهم !! أعرف أن أمريكا لن تفعل ذلك ، وأعرف أنها وضعت مقياسا للإرهاب لا ينطبق إلا على المسلمين فقط !! ولهذا بودي أن يتوقف الأمريكان عن طرح ذلك السؤال الغبي الذي رددوه مرارا في موضع تعجبهم من كراهية المسلمين لهم : لماذا يكرهوننا ؟! وبودي - أيضا - أن يتخذ الأوروبيون موقفا حازما من إرهابييهم الذين فاقوا إجرام الآخرين . المجاهدون في غزة سينتصرون إن شاء الله رغم كل الجراحات التي أصابتهم ورغم كل الخيانات التي تعرضوا لها خاصة من ذوي القربى ، فقلوب المسلمين معهم ، وأيضا قلوب كل ( الإنسانيين ) في العالم ، وها نحن نرى المظاهرات التي تناصرهم في كثير من دول العالم ، كما رأينا أن عددا من دول العالم قطعت علاقتها مع الصهاينة !! كنا نتمنى أن يفعل ذلك دول عربية لها علاقات مع الصهاينة لكنها لم تفعل !! الأمل في الموقف المنتظر من مبادرة قطر وتركيا ، والأمل - أيضا - أن تتغير بعض المواقف مما يجري في غزة إلى الأفضل ؛ فإما أن يتوقف دعم الصهاينة سواء في الإعلام أم في غيره ، أو تصحو بعض الضمائر فنرى دعما حقيقيا للمجاهدين الذين يدافعون عن أرضهم ومواطنيهم ، هذا الدعم ينبغي أن لا يتوقف لا أثناء الحرب ولا بعد توقفها . أما أمريكا أو الموقف الدولي فلا أحد يعول عليه خاصة بعد أن أصبح لأمريكا وغيرها إرهابيون وفي الجيش الصهيوني ..

2073

| 05 أغسطس 2014

العيد والآمال الكبيرة!!!

لابد للنفس البشرية من البحث عن أوقات للراحة والهدوء والفرح لكي تغسل عن أنفسها هموم المعاناة والتعب والنصب ، وبدون ذلك يستحيل على الانسان العيش بصورة طبيعية تمكنه من القيام بواجباته بشكل معقول ومقبول ، ومن أجل ذلك رأينا أن لكل أمة أياما تفرح فيها ؛ وهذه الأيام إما أن تكون نابعة من منطلق ديني، أو اجتماعي، أو سياسي ؛ فهناك أعياد بمناسبة مولد نبي ،أو نجاته من عدو ،أو مولد رجل يظن فيه قومه الصلاح ، كما أن هناك أعيادا بمناسبة الانتصار في معركة أو تحرير بلد من مستعمر ، وأيضا هناك أيام للاحتفال بالأم ، أو الشجرة أو غيرها من المناسبات التي يرى البعض أهميتها فيخصص لها يوم ويطلق عليه عيد ، والهدف من ذلك كله البحث عن مناسبات للفرح وإسعاد النفس والأقارب أو المجتمع بأسره .أما المسلمون فلهم عيدان : عيد الفطر وعيد الأضحى ، ومن الملاحظ أن هذين العيدين يأتيان بعد مناسبتين دينيتين ، بل دعني أقل : بعد أداء ركنين من أركان الاسلام ، فعيد الفطر يأتى بعد صوم شهر رمضان أما عيد الأضحى فهو بعد أداء مناسك الحج ، فكأن الله سبحانه أراد لنا أن نفرح لأننا تمكنا من أداء تلك الشعائر المهمة في حياتنا فنحن نفرح من أجل ذلك وأيضا ينبغي أن نعمل على إدخال الفرح على نفوس الآخرين سواء أكانوا من الأقارب أم من غيرهم لأن هذه المناسبة وسيلة لإدخال السعادة على كل بيت وعلى كل إنسان ، ومن أجل ذلك شرعت زكاة الفطر ،والزكاة بشكل عام ،وكذلك الصدقات المتنوعة ، وكل ذلك من أجل تحقيق أهداف الفرح والسرور على المجتمع في هذه الأيام المباركة .ومادام الفرح هدفا فلا بد من البحث عن الوسائل التي تبعد الفرقة والبغضاء بين الناس وتحل الفرح والتقارب بدلا عنها، وهذه الوسائل يجب أن يكتب لها صفة الاستمرار والديمومة لكي يبقى المجتمع متلاحما وقويا وتبقى المحبة والتعاون هي السائدة بين أتباعه .إن مساعدة المحتاجين وخاصة الأيتام والأطفال والنساء أو منكوبي الحروب - كما في غزة - أمر في غاية الأهمية ؛ فالمجتمع المسلم لا يقبل أن يكون فقيرا أو محتاجا بين أفراده - خاصة في هذه المناسبة - ولهذا شرع الزكاة، وأعتقد أن القادرين في بلادنا لو أخرجوا زكاة أموالهم واستطاعوا إيصالها لمستحقيها لما بقى فقير واحد في بلادنا!! بل وفي بلاد المسلمين عامة،! فالفقر والمهانة من أشد عوامل تدمير المجتمعات وإحداث شروخ فيها، فهو - أي الفقر - والكفر قرينان كما في القول المنسوب للإمام علي رضي الله عنه. غزة تتعرض هذه الأيام لحرب همجية إرهابية استشهد فيها المئات من أبنائها ، وخلفت أيتاما وأرامل كثر، كما أن هذه الحرب خلفت دمارا هائلا جعل آلاف الغزاويين لا يجدون مكانا يلجؤون إليه ، وهذا يفرض على المسلمين واجبات كثيرة تجاه إخوانه في غزة !! وإذا كان الأمريكان وغيرهم قد تداعوا لنصرة المجرمين الصهاينة فإن الواجب الإسلامي والإنساني يفرض على المسلمين عامة الوقوف بحزم الى جانب أهلهم وإخوانهم في غزة ، وإذا كان العدو قد حرمهم متعة الصوم فإن على القادرين من المسلمين أن لايحرموهم متعة العيد خاصة أولئك الأيتام الذين فقدوا أسرهم وفقدوا مأواهم . وإذا كان سمو أمير قطر السابق قد فعل الكثير من أجل غزة بعد الاعتداء الهمجي عليها سابقا فإن سمو الأمير تميم مدعو للعمل في غزة مثل أبيه، وبطبيعة الحال فإن الواجب يشمل كل الحكام العرب والمسلمين لأن العدو واحد ولا بد من مقاومته بكل الطرق . والعيد - أيضا - فرصة للتقارب بين جميع فئات المجتمع ، وهذا التقارب يستدعي الابتعاد عن العصبيات المقيتة، وكذلك التفاخر الأجوف بالمنطقة أو القبيلة أو اللون، ومنه أيضا الابتعاد عن رمي البعض للبعض الآخر بتهم باطلة تفرق ولا تجمع : فهذا علماني وذلك ليبرالي أو إخواني أو متطرف ، إلى غير ذلك من الصفات التي تفرق أبناء المجتمع الواحد إلى طوائف وأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان في الوقت الذي نحتاج فيه الى وحدة الكلمة والصف لاسيما ونحن نرى ما يحيط بنا من أزمات هنا وهناك عصفت بالأخضر واليابس ونحن - في دول الخليج - لسنا بعيدين عنها، ووحدة الكلمة وتقارب القلوب هي السبيل لرد كيد الأعداء وإفشال مساعيهم وحقدهم التي تهدف إلى تفتيت وحدتنا وخليجنا.العيد فرصة كبيرة لتناسي الأحقاد والضغائن ، سواء على مستوى الأقارب أو الأصدقاء ، أو على مستوى طوائف المجتمع مهما كانت درجة الاختلاف بينها ؛ فهذه الطوائف تعيش في بلد واحد يجمعها حبه والحفاظ عليه، والاختلاف يضعفها جميعا كما يضعف وطنها في الوقت نفسه والعدو هو المستفيد في نهاية المطاف ، والدولة هي أيضا مدعوة للتقارب مع مواطنيها؛ وليس هناك أفضل من العدل بين الجميع لتحقيق ذلك التقارب المطلوب، وبالعدل وحده تحيا الأمم وتقوى ويشتد عودها . وفي العيد يجتمع الناس للسلام وللتهنئة وللتواصل بين بعضهم بعضا - وربما لكل بلد عاداته الخاصة به - ولكن المؤكد أن الاجتماع بين الناس هو من أهم مرتكزات الأعياد، وسؤالي : لماذا لا يستفاد من هذه المناسبة فنحولها الى حوار بين سائر أطياف المجتمع نهدف فيه إلى فهم بعضنا بعضا بصورة صحيحة !! فمثلا: يقال : إن فلانا من الناس علماني يكره الإسلام ، وتنتشر هذه الصفة عنه ، فإذا حاورته رأيت منه شيئا مغايرا عما قيل عنه، وبالمثل عمن يوصف بالمتشدد أو المتطرف، وهكذا ما يفهمه البعض عن عموم الشيعة ، أو ما يفهمه عموم الشيعة عن السنة، ففي العيد تجتمع كل تلك الفئات مع بعضها البعض وفي مناسبة جميلة وبعد أداء عبادة عظيمة فلماذا لا نستفيد منها في تقريب القلوب وزيادة التلاحم الوطني ونحن أشد ما نكون في حاجة إليه ؟! العيد فرح وسرور ، ولكن الفرح له معان متنوعة وكثيرة فلنحاول أن نفعل منها كل ما نقدر عليه ، فافرحوا أيها الأعزاء ودائما أنتم وبلادنا الإسلامية ومن تحبون بخير وعافية .

694

| 29 يوليو 2014

الانتخابات التركية بين القضية السورية والفلسطينية !!!!

في العاشر من أغسطس القادم ستبدأ أول انتخابات رئاسية تركية يقرر فيها الشعب التركي من سيكون رئيسا للبلاد، وهذه الانتخابات تعد الأولى من نوعها في تركيا حيث كان نظام الترشيح الرئاسي السابق يخول البرلمان التركي ترشيح الرئيس أما هذه المرة فإن الشعب هو من سيقوم بذلك.المرشحون للرئاسة ثلاثة أشخاص هم: السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الحالي، والسيد أكمل الدين إحسان أوغلو الذي كان يرأس منظمة المؤتمر الإسلامي، والسيد صلاح الدين دمير طاش وهو كردي يرأس حزب السلام والديمقراطية الكردي، وأعتقد أن المنافسة الحقيقية ستكون بين السيدين: أردوغان وأوغلو، أما السيد صلاح الدين فلا أعتقد أنه سيكون منافسا قويا للاثنين. السيد أوغلو معروف باتجاهه المعتدل، ومعروف أيضا أنه ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي لمدة ثماني سنوات ولكنه كان فاشلا في عمله إذ لم يعرف عنه أنه اتخذ مواقف قوية ضد الصهاينة ولم يفعل الشيء نفسه مع معظم قضايا المسلمين الذين تعرضوا فيها للظلم والاضطهاد !! واللافت للنظر أن عتاة العلمانيين في تركيا هم الذين رشحوه للرئاسة - حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومي - ويبدو أن الأحزاب غير الدينية أصبحت تقر بأهمية ودور الدين في الشارع التركي مما جعلها ترشح السيد أوغلو باعتبار عمله السابق في منظمة المؤتمر الإسلامي لعله يحقق لهم ما يطمعون في تحقيقه لو تمكن من الفوز بالرئاسة بعد أن يئسوا من السيد أردوغان، وبعد أن فشلوا أيضا في كل الانتخابات السابقة وعلى كل المستويات!! وأيضا فإن السيد أوغلو حصل على تأييد ودعم بعض دول الخليج التي حاربت أردوغان بسبب مواقفه المؤيدة لحماس والمناهضة للسيسي فهي ترى أن السيد أوغلو قد يحقق لها ماعجزت عن تحقيقه من خلال السيد أردوغان!!الأحداث التي تجري على الساحة العربية كانت حاضرة في الدعاية الانتخابية لكلا المرشحين وأهمها ما يجري في غزة وفي سوريا!! فالسيد أوغلو أعلن صراحة أنه سيعيد العلاقات مع إسرائيل بصورة جيدة كما أنه لن ينحاز إلى الغزاويين، أما في المسألة السورية فهو ضد الاستمرار في استقبال اللاجئين السوريين كما أنه يرى إبعاد اللاجئين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة!! ولكي يرضي من رشحوه فقد زار قبر أتاتورك وأعلن أن الدين يجب أن يبتعد عن السياسة!! في الجانب الآخر نجد أن السيد أردوغان لا يزال مصرا على مواقفه السابقة من الصهاينة ؛ فهو يتهمهم بالإجرام فيما يقومون به هذه الأيام من قتل للفلسطينيين، كما وصفهم بأنهم إرهابيون، وقال عن إسرائيل: (إنها دولة تهدد السلام في العالم والشرق الأوسط)، كما أنه اتهم الحكومة المصرية بأنها تعمل ضد حماس وأنها غير شرعية أصلا!! وفي الوقت نفسه مازال على موقفه مما يجري في سوريا. وانتقد تصريحات أوغلو بشدة حول قفل الأبواب أمام اللاجئين السوريين والحياد في موضوع فلسطين فقال: (أن الشعب التركي لا يمكن أن يغمض عينيه عما يجري في سوريا وغزة ومصر). ولم يتوقف أردوغان عند هذا الحد عما يجري في غزة فهناك مبادرة كان يعمل عليها مع الحكومة القطرية، ومع أن الحكومة المصرية حاولت الالتفاف على هذه المبادرة حيث أعلنت عن مبادرة هزيلة لم تستشر فيها أحدا من الغزاويين واكتفت بالتنسيق مع بعض المسؤولين الصهاينة إلا أنه لم يتوقف - ولعله لا يتوقف - فقد تلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية قطر الدكتور خالد العطية بخصوص آخر المستجدات في غزة وكذلك سبل إنهاء العدوان الصهيوني على الفلسطينيين ولعل هذه الاتصالات تنجح في لجم الصهاينة وتحقيق العدالة للفلسطينيين. شيء آخر يعمل عليه أعداء اردوغان وأعداء السوريين في الوقت نفسه ولعلهم حسبوه دعما للسيد أوغلو الذي وضعوا عليه آمالهم!! فهناك من يعمل حاليا على إيجاد أزمة كبيرة بين اللاجئين السوريين وبين الأتراك وبدعم خارجي كبير!! والهدف من إيجاد هذه الأزمة إحداث حالة تصادم عنيف بين الطرفين ليتم بعد ذلك إحراج اردوغان وإظهار أن منافسه أوغلو على حق في مطالبته بالحد من هجرة السوريين!! هذا المخطط يشارك فيه مجموعة من السوريين المندسين بين اللاجئين ومن هنا وجب على عموم السوريين وعقلائهم ومشايخهم أخذ الحذر من هذا المخطط والمبادرة إلى توعية اللاجئين بخطورة الانجرار وراء أي دعوة للعنف ؛ فالأتراك لهم فضل كبير عليهم، ويجب أن يقابلوا الفضل بأفضل منه، وعلى الطرفين تجاوز الأخطاء، ومعرفة ما يحاك لهم من دسائس ومؤامرات خبيثة والعمل على تجاوزها وإلا فإن هناك أزمة كبيرة قد يتعرض لها السوريون في تركيا!! في زمن الذل والعبودية نفرح عندما نجد من يقاوم طغاة الصهاينة ومن هنا فإننا نسعد بمواقف السيد أردوغان ونسعد أكثر كلما رأيناه يفعل أكثر وأكثر من أجل فلسطين والمقاومة الفلسطينية.

856

| 22 يوليو 2014

أحداث غزة بين الصهاينة والمتصهينين!!

ليست هي المرة الأولى التي يتقاتل فيها الغزاويون والصهاينة، وليست هي المرة الأولى التي يتقاتل فيها العرب مع الصهاينة، فقد جرت معارك عدة بينهم ابتداء من الاحتلال الصهيوني لأجزاء من فلسطين سنة ١٩٤٨م وإلى الآن، ومن المؤكد أن هذه الحرب لن تتوقف إلى أن يخرج الصهاينة من فلسطين التي احتلوها ظلما وعدوانا، ولكن الذي يختلف في حرب الغزاويين مع الصهاينة في الحرب القائمة هذه الأيام أنه للمرة الأولى في تاريخ هذه الحروب نجد أن بعض العرب يقف إلى جانب الصهاينة ويشجعهم على قتل الغزاويين!! هذا النوع القبيح من العرب هم أكثر تصهينا من الصهاينة أنفسهم، وهم أشد خطرا على العرب وبلادهم من الصهاينة، وعندما تقرأ مايكتبون تشعر بفداحة الأمر، وتستغرب من حجم البلاهة والحقد التي يحملها هؤلاء على أهل غزة، كما تصاب بالدهشة من درجة عبوديتهم للصهاينة واستساغتهم لجرائمهم وإرهابهم الذي يمارسوه على الغزاويين!! ولو كان هؤلاء يعقلون لعرفوا أن الصهاينة يخططون للتمكن منهم ولو استطاعوا لفعلوا بهم كما يفعلون بأهل غزة الآن أو أسوأ من ذلك بكثير ولكنهم قوم لا يعقلون. حرب الصهاينة مع غزة لن يتوقف إلا إذا توقفت المقاومة تماما، فالمقاومة وحدها هي التي تزعج الصهاينة، وهي التي تذكرهم دائما أن وجودهم على أرض فلسطين لن يدوم إلى الأبد، والمقاومة وحدها هي التي تقول لهم: إن الأمن الذي ينشدونه لا يمكن أن يتوفر لهم في هذه البلاد وأن عليهم أن يبحثوا عنه في مكان آخر كما أن عليهم أن يعودوا من حيث أتوا!! هذه المعاني هي التي تقلق الصهاينة وأجيالهم، ولهذا فهم مستعدون لعمل كل شيء من أجل إزالة هذه الأفكار من عقول الفلسطينيين أولا ثم من عقول العرب ثانيا لكي يخلوا لهم الجو ويعيشوا آمنين، ولهذا عملوا الكثير من أجل تحقيق أهدافهم، واستعانوا بأصدقائهم - خاصة أمريكا - من أجل تحقيق هدفهم كما استعانوا ببعض العرب من هنا أو هناك ليؤدوا دورا في تمكين الصهاينة من أرض فلسطين، ونجحوا في ذلك إلى حد ما، فرأينا من الحكام من يغض الطرف عن جرائمهم ورأينا من الإعلاميين العرب من يدعوا صراحة إلى قتل الغزاويين، وإلى عدم فتح معبر رفح لجرحاهم كي يموتوا سريعا، ومضى بعض المتصهينين إلى تبرير جرائم الصهاينة وتحميل حماس مسؤولية ما يحدث في غزة، فكانت تبريراتهم متطابقة تماما مع تبريرات الصهاينة وكأنهم كانوا يتحدثون بنفس اللسان وبنفس المنطق الأعوج. أكثر من متصهين ادعى أن حماس هي التي تتحرش بإسرائيل وأنه لولا هذا التحرش لما حدثت الحرب!! وتناسى هؤلاء الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، كما تناسوا أصل المشكلة وتبعاتها!! وكأنهم يطلبون من الضحية الاستمرار على السكوت والصبر رغم الاستنزاف اليومي الذي يلاقيه من عدوه!! فإن ضاق ذرعا بما يعانيه وعبر عن تبرمه ولو بأبسط الأشياء أصبح هو المتهم وأما الفاعل الرئيس فهو البريء المستفز!! حركة حماس لم تعترف بخطف المستعمرين الثلاثة ولا بقتلهم، والصهاينة لم يجدوا دليلا عليهم وإلا لقالوه، ولكنهم أدركوا أن الوضع العربي الهش فرصة قد لا تتكرر، فعزموا على حرب أهل غزة، وليس من الضروري البحث عن مبرر مقنع، فهم أهل القوة، وأمريكا وبعض حكام العرب معهم، فلماذا يضيعون هذه الفرصة الذهبية عليهم؟ الإعلام المصري كان هو الأسوأ على الإطلاق!! ويبدوا أن هؤلاء المرتزقة شعروا أن الوضع يساعدهم على تقيئ سمهم وتفاهاتهم فقالوا عن الغزاويين مالم يقله مالك في الخمر!! وتناسى هؤلاء الأعداد الكبيرة من الجنود المصريين الذين قتلهم الصهاينة ظلما وعدوانا وهم أسرى لديهم، وكان الأجدر بهؤلاء المرتزقة المطالبة بتحميل الصهاينة دم أولئك الجنود الشرفاء بدلا من التصفيق لهم وهم يقتلون المسلمين في غزة، ولو تمكنوا في المستقبل لفعلوا الشيء نفسه في القاهرة أو غيرها وتاريخهم الأسود يشهد على ذلك، وهؤلاء لايحترمون أي اتفاقية أو عهود، فكم من اتفاقية نقضوها مع مصر ومع الحكومة الفلسطينية فهل مثل هؤلاء يوثق بهم؟! الإعلام العربي عموما لم يكن في مستوى الحدث!! بل إن معظمه لم يكن محايدا على الإطلاق ؛ كما أن الجامعة العربية هي الأخرى كانت كما نعهدها!! وقلت مرارا إن هذه الجامعة ماتت منذ زمن طويل فلم تعد تعبر عن العرب ولا عن قضاياهم بل أصبحت عبئا على الشعوب العربية!! الأزهر هو الآخر أصبح حاله مثل حال الجامعة العربية فلم يصدر بيان استنكار إلا بعد ثلاثة أيام وكأن المسألة بحاجة إلى كل هذه المدة لمعرفة مايجب فعله!! طبعا منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي كلها كانت على نفس الوتيرة ؛ (لاحس ولا خبر)، ولو أن تلك المنظمات قامت بدورها المفروض عليها لاستطاعت تجييش العالم الإسلامي كله ضد الصهاينة لكنهم لم يفعلوا!! إسرائيل ماضية في جرائمها ولن تتوقف عنها على الإطلاق إلا إذا عاد العرب إلى رشدهم وأدركوا فداحة الخطب وأن الاستكانة إلى الصهاينة لن تفيدهم في شيء، وأمريكا هي الأخرى لن تتوقف عن مساعدة الصهاينة لأنهم يحققون لها مصالحها، أما الفلسطينيون - إجمالا - فلن يتوقفوا عن المقاومة لأنهم يقتلون كل يوم وتصادر حرياتهم وتهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم، وعلى العرب أن يختاروا الطريق الأصلح لهم. أما صهاينة العرب فقد أثبتوا أنهم من حثالة البشر، وسيدركون كم هم تافهون، وكيف أن هذه الأجيال ستلعنهم الأجيال القادمة.

1232

| 15 يوليو 2014

الخليفتان : البغدادي وبشار متى يتصافحان ؟!!

في يوم الجمعة الماضي كشف ( الخليفة المنتظر!! ) اللثام عن وجهه، وتحدث في أول خطبة جمعة له في مسجد الموصل الكبير عن برنامجه في إدارة الحكم، وكما قال فإن برنامجه يخالف برامج الحكام الآخرين فهو يقوم أولا وأخيرا على الجهاد، فكأنه يقول لأتباعه : كلوا من كسب أيديكم!! وما دام الخليفة الجديد كما قال الناطق باسمه يكفر كل مخالفيه وذكر منهم: الإخوان المسلمين والسروريين والديمقراطيين والصوفية والشيعة، وكل من لم يبايع الدولة الإسلامية - وربما آخرين - هذا فضلا عن اليهود والأمريكان فإن أتباعه الكرام سيجدون غنائم كثيرة جدا فكل شيئ متاح أمامهم، وأتوقع بناء على فقههم أن مال المخالف وأهله مباح لهم وربما نرى عودة لأسواق الجواري والعبيد بعدما رأينا عودة الجزية على النصارى مقابل حمايتهم!! وطبعا حمايتهم هنا من جنود الدولة لأنه لا أحد يفكر في غزوهم غير دولة الخلافة الموقرة!!إذن الجهاد هو الفعل الذي يجب أن يقوم به أتباع الدولة ولكن الخليفة لم يقل في كلمته التي حاول فيها تقليد كلمة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - عندما بويع خليفة للمسلمين - مع الفارق بين الاثنين في الفعل - أين سيجاهد أتباعه ومن هم الفئات المستهدفة في ذلك الجهاد؟!!الواقع يقول : إن هذا ( الخليفة!! ) فرض نفسه على الآخرين بالقوة، وأنه عمل من أجل ذلك طويلا - مثل السيسي في مصر -، والواقع أيضا يقول أنه خرج على إمامه (الظواهري) ثم طالبه بمبايعته، وربما سيطبق عليه ماقاله الناطق باسمه مخاطبا جميع المسلمين : ( وننبه المسلمين جميعا إنه بإعلان الخليفة صار واجبا على جميع المسلمين مبايعة الخليفة إبراهيم، وأنه صار إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان ) ثم قال : ( ومن أراد شق الصف فافلقوا رأسه بالرصاص وأخرجوا ما فيه كائنا من كان ولا كرامة )!! وللمعلومية فإن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لم يفعل ذلك مع الخوارج وهم قاتلوه طويلا فعندما سئل : أكفار هم؟ قال : من الكفر فروا، هم إخواننا بغوا علينا!! ولم يطلب من أتباعه فلق رؤوسهم أو قطع حناجرهم بالسكاكين!!، والواقع يقول أيضا : أن علماء المسلمين في العراق بينوا زيف هذه الدولة وخطرها على ثورة السنة في العراق، ومن هؤلاء الشيخ رافع الرفاعي مفتي العراق الذي قال : ( أما داعش فهي تسيء للثورة وتضفي عليها طابع الإرهاب وتهيئ لقصف الثوار )، وأكد المفتي أن هذه الدولة هي صنيعة المالكي وايران بهدف إجهاض الثورة!! كما أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أعلن في بيان له بطلان إعلان الخلافة الإسلامية، وبالمثل أكد عدد من علماء المسلمين بطلان خلافة البغدادي وحذرت من التعامل معها باعتبارها فرقة من الخوارج وأن هدفها قتال المجاهدين.وإذا ابتعدنا عن الجانب الشرعي من دولة البغدادي فإن الجانب الأخطر في تاريخ البغدادي وتاريخ دولته أن هذا التاريخ كله يصب في اتجاه مقاومة حركات الثوار سواء في العراق أم في سوريا على حد سواء إذ لم يعرف هذا التيار إلا باستهداف المجاهدين والدلائل على ذلك متعددة. فمن ذلك أن تيار البغدادي بقي في العراق فترة طويلة يدعي قتال المالكي ولم يفكر مرة واحدة الاتجاه نحو سوريا ومقاومة الأسد وحماية السنة منه!! فلما رأى أولئك القادة ثورة الشعب السوري وبداية نجاحاتها واقتراب كثير من دول العالم لمساعدة الثوار سارعوا بترك مواقعهم في العراق متجهين إلى سوريا فما الجديد الذي دفعهم الى ذلك الصنيع المفاجئ؟!! ومن المعروف أن تدخلهم منح الأسد طوق النجاة وجعله يرفع شعار محاربة الإرهاب كما جعل كثيرا ممن كانوا ينوون مساعدة الثوار التوقف عن مساعدتهم كي لاتصل تلك المساعدات لاتباع البغدادي أو سواه بحب ادعاءاتهم!! وهذا كما نعلم أضعف المقاومة الحقة كثيرا وجعل قادة الجيش الحر يعلنون صراحة أنهم قد يتوقفون عن المقاومة إذا لم يأتهم إمدادات كافية!! ومن المعروف أيضا أن كل جهاد البغدادي وأتباعه كان موجها ضد الثوار ومن يقف معهم ولم يقاتلوا جيش الأسد مطلقا، وهذا ماجعل بعض قادة جيش الأسد يثني على مواقفهم ويؤكد أنهم قتلوا من الثوار أضعاف ما قتله جيش الأسد منهم!! الظواهري - والمفترض أنه قائدهم - أمرهم بالخروج من الشام والاتجاه إلى دمشق فرفضوا ذلك بل وخلعوا بيعته، والسؤال : مالذي جعلهم يتركون معظم الشام ويعودون فورا إلى العراق؟ ليس هناك من إجابة إلا أن التعليمات جاءتهم للاتجاه هناك لإفساد الثورة العراقية على غرار ما فعلوا في العراق!! نفذ البغدادي الأوامر ورأينا الآثار السلبية الكبيرة على ثورة العراقيين خاصة بعد إعلان تلك الدولة البائسة!! اتجه العالم للحديث عن هذه الدولة وإرهابها وأهمية مقاومتها!! وليس بعيدا أن تسمح أمريكا لإيران بالتدخل العسكري المباشر في العراق وقد تساعدها بالسلاح وسواه، ولأن المالكي هو من سيقاوم الإرهاب فسيحظى بالدعم القوي أيضا!! ولأن خلافة البغدادي تهدد دول الخليج فإن هذه الدول مدعوة لحماية شعبها، ومن هذه الحماية المساهمة في محاربة إرهاب الدولة!! وهكذا نجد أن دولة البغدادي أعطت كل الذرائع لإجهاض الثورة العراقية وعودة القوة للمالكي وإيران للتحكم في مصير السنة في العراق ومن وسائل التمكين لدولة البغدادي تسهيل حصولهم على المال والسلاح وبكميات كبيرة ليسهل عليهم شراء ذمم البعض وكذلك إغراء البعض الآخر بالمال للانضمام لهم خاصة في أجواء الفقر والجوع والتشريد الذي يقع على السنة - غالبا - للشعبين السوري والعراقي.دولة البغدادي أدت بنجاح ما طلب منها فعله : فقد كانت حملا ثقيلا على الثوار في العراق وسوريا، كما أنها قامت نيابة عن الأسد في قتال الثوار وهو ما تحاول فعله في العراق حاليا!! بشار الأسد يعيش هذه الأيام أحلى أيامه بفضل البغدادي ودولته، وهاهو بدأ يحقق بعض الانتصارات هنا وهناك، كما ويتحدث عن أن الحسم بدأ يقترب منه كثيرا!! وفي الجانب الآخر فقد استطاعت دولة البغدادي إعطاء طابع الإرهاب للمقاومين في سوريا وأيضا في العراق وهذا حتما يسعد الأسد كما المالكي وإيران أيضا! البغدادي والأسد متفقان تماما على الأهداف ولكن تختلف الوسائل بينهما فكل يعمل بطريقة خاصة للوصول إلى الهدف المنشود!! ولا أود إغفال الدور المتخاذل لكثير من الدول العربية التي سكتت عما يجري في سوريا حتى وصل الحال إلى ما وصل إليه الآن : ضعف كبير للمقاومة وتهديد لأمن بعض الدول المحيطة بسوريا وعليهم الآن فعل ما يجب عليهم فعله قبل استفحال الأمر أكثر مما هو عليه حاليا!! البغدادي وبشار يعملان يدا واحدة ولا أستبعد أن تتصافح تلك الأيادي بعد نجاح أهدافهما!!.

827

| 08 يوليو 2014

سوريا والعراق: جرح الطائفية والإرهاب !!

لست مع السيد علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية في قوله: إن ما يجري في العراق هو حرب على الإرهاب وليس حربا بين السنة والشيعة!! وهذا القول هو الذي يردده المالكي ومن يدورون في فلكه، سواء أكانوا من السياسيين أم من رجال الدين، فهؤلاء جميعا لا يريدون الاعتراف بأن حكمهم الطائفي الظالم هو الذي أفرز ثورة شعبية للمطالبة بحقوقها المهدرة، كما أفرز في الوقت نفسه فرصة جيدة للإرهابيين وأوجد لهم حاضنة اجتماعية وجدت فيهم طوق النجاة لها من حكم هو أسوأ بالنسبة لهم من حكم المالكي وعصابته!!وفي سوريا نجد الصورة تتكرر؛ فالحاكم النصيري الأول في دمشق وصل إلى السلطة بمساعدة المواطنين السنة، لكنه انقلب عليهم وسامهم سوء العذاب، ثم جاء ابنه ليكمل مسيرة والده، وعندما طالبت مجموعة صغيرة من أهالي درعا ببعض الإصلاحات عاملتهم السلطات بعنف شديد وأسمعوهم كلاما لا يقوله إلا أخس السفهاء، ولهذا السبب بدأت الثورة في الانتشار، ومضت سبعة أشهر كاملة لم يدخل سوريا أي مقاتل من خارجها وكان بإمكان الأسد إصلاح الأمور مع مواطنيه، لكنه رفض كل المحاولات التي تمت من أجل هذا الغرض وحول الثورة إلى لغة طائفية مستبدة!! النهج الطائفي في العراق وسوريا هو الذي أشعل نار الطائفية في المنطقة كلها، بل وفي العالم الإسلامي كله، وهذه النار من النوع الذي يصعب إطفاؤه في وقت قريب!! كما أن النهج الطائفي نفسه هو الذي جعل المقاتلين يتجهون إلى العراق والشام من كل مكان ومن الطائفتين معا، وهو الذي جر بعض الحركات الإرهابية إلى تلك الأماكن فزادت النار اشتعالا وزادت الفرقة كثيرا بين السنة والشيعة!!سكتت معظم الدول العربية طويلا عما جرى في الشام، كما سكت العالم كله كذلك، وشاركت إيران في هذا السكوت، وكان بإمكان الجميع فعل الكثير، لكن المصالح المتضاربة جعلت كل دولة تتخذ الموقف الذي يصب في مصلحتها دون النظر إلى مصلحة الشعب السوري الحقيقية، وهذا السكوت هو الذي أدى إلى ما يجري في العراق هذه الأيام!! ولأن العراق غير الشام عند الكثيرين فقد تغيرت المواقف كثيرا، فرأينا الأحداث تتلاحق، والزيارات لا تكاد تتوقف، والتصريحات لا تكاد تتوقف، ولكن هل يكفي كل ذلك؟!!الذين يتحدثون عن أن ما يجري في العراق هو حرب بين الدولة وبين مجموعة إرهابية غير صادقين، والذين ينكرون وجود إرهاب في العراق غير صادقين أيضا!! الدولة الإسلامية في العراق والشام (هكذا تسمي نفسها) يستحيل عليها بمفردها أن تحقق كل تلك الانتصارات على جيش المالكي، ويستحيل علينا أن نصدق من يقول - حتى الدولة نفسها - أنها وراء كل تلك الانتصارات وإلا فأين ذهب جيش المالكي الذي أنفق عليه المليارات ولماذا ذاب بتلك السرعة؟! كثير من علماء العراق بالإضافة إلى المفتي وعدد من زعماء العشائر أكدوا أن الشعب العراقي الثائر على الطائفية هو وراء كل تلك الانتصارات، بالإضافة إلى الدولة الإسلامية التي ساندتهم وكانت تتعاون معهم. بعد كل ما تحقق للثوار في العراق انطلق القوم إليها من كل حدب وصوب ؛ فالأمريكان لا يريدون فقد مكاسبهم التي أنفقوا من أجلها المليارات، والإيرانيون يعدون العراق أهم من سوريا بكثير فبادروا بالإعلان عن استعدادهم لتلبية مطالب المالكي فيما يحقق أمن العراق!! ومع هذا لم ينتظروا مطالبه فأرسلوا بعض قادتهم هناك، أما روسيا فعبرت عن عدم قدرتها على السكوت عن الإرهاب الذي يجري في العراق!! وفي المملكة العربية السعودية عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني برئاسة خادم الحرمين الشريفين وتم استنفار معظم القوات المسلحة، وهذا يؤكد أن لدى المملكة معلومات عن سوء الوضع في العراق وأنه ربما يؤثر على السعودية، خاصة في ظل وجود (داعش) فيها. الأكراد أخذوا كركوك حتى لا تقع في أيدي الإرهابيين، لكنهم لن يعيدوها لحكومة العراق، خاصة بعد الأحداث الأخيرة، والبرزاني - كما قال - سيحمل السلاح دفاعا عن كركوك!! المالكي كان طائفيا قبل الأزمة الأخيرة وبعدها!! طالب العراقيين بالوقوف في وجه الإرهابيين ومثله فعل بعض علمائه!! والإرهابيون هنا ليسوا (داعش) ولكنهم كل العراقيين الذين ثاروا على سوء حكمه!! وحماية المقدسات هي سبب مهم في هذه الدعوة - تماما مثل ما قيل عن سوريا -!! وتدفق على العراق مقاتلون من الهند وباكستان، هذا فضلا عن شيعة العرب، وانقلب الحال من مطالب إصلاحية إلى حرب طائفية!! وفي الجانب الآخر انطلقت دعوات لمقاتلة (الرافضة) الذين يرون في قتل السنة تقربا إلى الله، كما يرون أن السنة أحق بالقتل من كل خلق الله أجمعين!! وأيضا تدافع إلى العراق أُناس للوقوف إلى جانب إخوانهم السنة ضد الرافضة!! وفي خضم هذه الأحداث نسي العراقيون كيف كانوا يتعايشون مع بعض على أحسن حال، وكيف كان يزوج بعضهم بعضا، وكيف كان عمر يجلس إلى جانب صديقه حيدر!! وانطلق هذا النسيان فوصل إلى البحرين أرض التسامح والمحبة، كانت مثل العراق وأصبحت مثله للأسف!! يتعايش البحريني مع اليهودي والنصراني والبوذي وقد يصعب على السني التعايش مع الشيعي والعكس صحيح أيضا!! والسعودية ليست بعيدة عن هذه الحالة البائسة، فالأحداث التي تجري خارجها تنعكس عليها، دون شك! هذا فضلا عن الأحداث المؤسفة التي نراها في بعض الدول الإسلامية بين السنة والشيعة.الطائفية في العراق ستجعله يتقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم للأكراد - وهذا واقع عمليا - وقسم للسنة وثالث للشيعة، والحديث عن التقسيم يتداوله كثير من العراقيين ويرونه أفضل من وضعهم الحالي!! ومع هذا الواقع المرير يتحدث البعض عن الإرهاب ولا يرى الطائفية القبيحة التي أوجدته. الإرهاب - كما أراه - يتخلق من رحم الظلم والاستبداد والقهر!! الشعوب لا تستطيع تحمل المعاناة طويلا، وإذا كانت سبل المطالبة بالعيش الكريم مغلقة، فالبديل عند البعض هو الإرهاب.ما كان الإرهاب سيصل إلى العراق أو الشام لولا الظلم والقهر، وما كان سيتمدد ويتمكن لولا سكوت العرب والأمريكان والإيرانيين عن معالجة ما حدث في العراق والشام لحظة وقوعه!! والإرهاب لن يقف في هذين البلدين، لكنه سينتقل إلى غيرهما ما لم يتم تحقيق مطالب الشعوب العادلة وعدم وصف المطالبين بحقوقهم بالإرهابيين!!الفرص أمام الإصلاح تتضاءل، فكلما زاد سيل الدماء كلما تمسك كل فريق برأيه، والحل العسكري أثبت فشله، فلابد من حل سياسي عادل ينقذ العراق، كما ينقذ غيرها من الدول الأخرى التي تخشى من الإرهاب.

507

| 01 يوليو 2014

أكذوبة الحرب على الإرهاب !!!

بعد أحداث أمريكا عام ٢٠٠١ م برزت ظاهرة الحرب على الإرهاب التي تزعمها آنذاك الرئيس الأمريكي بوش الابن والتي غلفها في البداية بطابع ديني صليبي عندما صرح بأن حربه على ما سماه (الإرهاب) ستكون حربا صليبية!! ولعل أحدهم أوعز إليه بأنه ارتكب حماقة كبيرة في إعلان ما ينوي فعله فحاول تبرير قوله ولكن الواقع بعد ذلك أثبت أنه كان يعني ما قال.بوش الابن استدعى تاريخ الحروب الصليبية التي دعا إليها البابا إربان الثاني حيث أمر المسيحيين بالتوجه إلى بيت المقدس لاسترداد القدس من أيدي المسلمين، وهكذا بدأت الحرب التي استمرت مائتي عام والتي انتهت بطرد الصليبيين من بلاد المسلمين.وفعلا بدأ بوش ينفذ حربا صليبية قذرة ضد المسلمين، بعضها كان معلنا وبعضها الآخر كان يُخطط له في الخفاء وقد كشفت الأحداث بعد ذلك بعض ما كان مخبئا ومازالت الأيام حبلى بالأحداث فالحرب التي بدأت لم تنته بعد فمازال الكثير مما يودون فعله هذا إذا سمحت لهم الظروف بفعلها. احتلال أفغانستان ثم العراق كان بداية تلك الحرب المعلنة، ولم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي السبب فيها وإن كانت مبررا للتسريع فيها، وقد قيل الكثير عن هذه الأحداث مما لا يتسع هذا المقال للحديث عنها. محاربة الإرهاب - كما قيل آنذاك - كانت هي السبب وراء تلك الحروب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأرواح البريئة ومازالت أرواح المسلمين تحصد حتى الآن وكل ذلك يتم تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وللأسف فإن بعض المسلمين يشارك في هذه الحرب بوعي أحيانا وبغباء في أحيان أخرى!! المجتمع الدولي ومنذ ٢٠٠١ م وحتى الآن لم يضع تعريفا محددا للإرهاب رغم الاجتماعات الكثيرة التي عقدت من أجل محاربة الإرهاب، والهدف أن الدول الكبرى تريد تفصيله بحسب المقاسات التي تريدها ؛ فما هو إرهاب اليوم قد لا يكون إرهابا غدا، فالبعض يستخدم (الإرهاب) لمحاربة خصومه السياسيين، أو المطالبين بالإصلاحات السياسية أو الاقتصادية، فهؤلاء إرهابيون يجب محاربتهم وسجنهم واضطهادهم، ولأنهم (إرهابيون) فلا يجوز لأحد الدفاع عنهم، والدول الكبرى - خاصة أمريكا - تحدد مواقفها من هذه القضايا حسب مصالحها ؛ فالمتظاهرون في أوكرانيا ضد الروس محقون في مطالبهم أما المتظاهرون في بعض الدول العربية ولنفس الأسباب فهي أما أن تصمت على قمعهم أو تساعد عليه، أما ما تفعله إسرائيل من قتل وسجن وتشريد ضد الفلسطينيين فهي محقة فيه بل وتجب مساعدتها عليه!! من جانب آخر فإن مصطلح (الإرهاب) جُعل هلاميا كي يسهل استخدامه في محاربة الإسلام ومعاداة أهله؛ فبعض الدول تخشى من الاتهام بالعنصرية إذا كشفت صراحة عن عدائها للإسلام والمسلمين فلجأت - كاذبة - إلى الادعاء بأنها تحارب التطرف الإسلامي، وقد تكرر هذا الكلام على لسان قادة أمريكا وبعض قادة أوروبا، وأيضا يردده بعض المسؤولين العرب دون التمييز بين ما هو تطرف حقيقي أو تطرف مصطنع.إن المتتبع لأحاديث الغرب عن (الإرهاب) أو ما يسمونه (تطرفا) أحيانا يجد أن هذه الاتهامات محصورة على المسلمين وحدهم دون سائر خلق الله مع أن الإحصاءات التي صدرت عن الغربيين أنفسهم تؤكد أن الغالبية العظمى ممن يمارس الإرهاب هم من الغرب ومن أمريكا، لكن هؤلاء في عرفهم ليسوا إرهابيين!! والشواهد كثيرة جدا ومنها ما يحصل حاليا من قتل آلاف المسلمين في ميانمار وسيريلانكا وإفريقيا الوسطى وغيرها، فهذه المذابح على بشاعتها لم تصنف إنها عمل إرهابي، ولم تتحرك الأمم المتحدة لإيقافها ومحاكمة مرتكبيها!! وأيضا فرنسا عندما قتلت آلاف المسلمين في مالي لم يقل أحد أنها تقوم بعمل إرهابي بل صفق لها الكثيرون لأنها كانت تحارب المتطرفين الإسلاميين، بل إن بعض الدول العربية قدمت لها مساعدات مالية من أجل ذبح المتطرفين! وعندما قام جيش مالي بعد ذلك بذبح المسلمين لم يتهم بالعنصرية أو ممارسة الإرهاب والسبب أن القتلى من المسلمين!! من المؤكد أنهم كذبوا علينا عندما أقنعوا بعضنا بأنهم يحاربون الإرهاب وهم إنما كانوا يحاربون الإسلام والمسلمين، وفي مقال جميل كتبه معالي الشيخ صالح الحصين - رحمه الله - ونشر بعد وفاته أورد كثيرا من النصوص التي تؤكد ما ذهب إليه وهو: أن الحرب المزعومة على الإرهاب إنما حرب إيديولوجية على الإسلام، ومن النصوص التي أوردها قول وزير خارجية أميركا الأسبق (هنري كيسنجر): (إن الإسلام العربي هو العدو الجديد)، وكذلك قول وزير الدفاع في عهد بوش الابن (ديك تشيني): (الإسلام هو العدو البديل)، وأيضا فإن لجنة الحادي عشر من سبتمبر أكدت أن مصطلح الإرهاب مصطلح مضلل وأوصت بإعادة تسميته ليحوي تأكيدا إيديولوجيا أكبر ضد الإسلام. ونقل الشيخ الحصين في مقاله نصوصا تؤكد أن الحرب على الإسلام هي الهدف النهائي من كل ما يقال إنه حرب على الإرهاب.المجتمع الدولي عامة وأمريكا على وجه الخصوص - وهي أكثر دولة تتحدث عن الإرهاب – لا يعني لهم الإرهاب شيئا إلا إذا مس مصالح دول بعينها أو مصالحهم بشكل خاص، فمثلا: قتل بشار الأسد عشرات الآلاف من السوريين مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا كما هجر الملايين ومع هذا لم يقل المجتمع الدولي إنه قام بعمل إرهابي، كما أن أمريكا لم تتخذ أي إجراء ضده بل إنها ضغطت على كل الدول التي كانت تنوي تقديم المساعدات العسكرية للثوار لمنعهم من ذلك، فعلت كل ذلك من أجل إسرائيل، وأيضا كي لا يصل الإسلاميون إلى السلطة، وفي العراق مارست الدور نفسه فسكتت عن إرهاب المالكي لأنه صنيعتها، وهكذا نجد الشيء نفسه يتكرر في كل بلد يقتل فيه المسلمون، فلا أمريكا تصف القتلة بالإرهابيين ولا أوروبا تستنكر ما يحدث لهم وبالتالي لا أحد يتدخل لحمايتهم. الغرب والأمريكان مثلهم ومنذ فترة طويلة جعلوا من الإسلام عدوا لهم - خاصة الذي أطلقوا عليه الإسلام السياسي - وقرروا محاربته بكل طاقتهم ولكن بصورة لطيفة تجعل الآخرين يتقبلون فكرة محاربته، كما تجعل شعوبهم - أيضا - تقتنع بما يقومون به؛ فعندما يصفون المسلمين بالتطرف وأن أعمالهم تلحق الأذى بأمريكا والغرب عندها تقتنع غالبية شعوبهم بجدوى حرب أولئك المتطرفين حتى وإن كانوا في أقصى الأرض، أما قادتهم فلا يعنيهم إلا تحقيق أهدافهم في محاربة الإسلام الذي قرروا اتخاذه عدوا لهم!! ومن هنا لا نستغرب كيلهم بمكيالين في موقفهم من الإرهاب ومن يقوم به!! الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي كله وفي دول الخليج بشكل خاص لقيت من الأمريكان حربا شعواء، فاتهموا الجمعيات والقائمين عليها بأنها تدعم الإرهاب، ولفقوا لبعضهم تهما كاذبة ليجدوا مبررا للضغط على دولهم لإغلاقها، كانوا يعرفون أنهم يمارسون أسوأ أنواع الكذب ولكنهم كانوا يهدفون إلى تجفيف منابع الخير والدعوة إلى الإسلام فقالوا كذبا: إنهم يريدون تجفيف منابع الإرهاب!! أما جمعياتهم التي تنفق المليارات على تنصير المسلمين وبأبخس الطرق فهي تسرح وتمرح في معظم أنحاء العالم ولم يصفها أحد منهم أنها تقوم بعمل إرهابي أو تدعم الإرهاب!! وهكذا نجد الشيء نفسه لكل الجمعيات الأخرى التي تتبع كل الأديان والملل الأخرى تتحرك بحرية تامة وتتلقى الدعم الذي تريده وبحرية تامة.أعتقد أن الأمريكان ومن يدور في فلكهم يعرفون تماما أن قهر الشعوب والاستيلاء على مقدراتها وكبت حرياتها هو الذي يقود إلى الإرهاب، كما أن الاستعمار - على غرار ما تفعله إسرائيل - هو الذي يجعل الشعوب تقام مستعمرها بكل الوسائل التي تملكها، لكنهم لا يريدون الإقرار بذلك لأنه لا يحقق مصالحهم في استغلال مقدرات الدول الإسلامية، وإذا كنت أعتقد أنهم يمارسون عملا إرهابيا ضد عالمنا العربي - خاصة - والإسلامي - عامة - فإنني أعتقد أن الساكت عن مقاومة ما يفعلون يمارس إرهابا بحق بلاده أسوأ من إرهابهم. خدعونا طويلا بحديثهم عن الإرهاب والتطرف الذي يمارسه المسلمون وحدهم من دور سائر البشر، وكذبوا علينا كثيرا، صدقهم البعض وكذبهم البعض الآخر، وجاء الوقت لنقول لهم: كفى كذبا وخداعا، نعم بعض المسلمين يقومون بعمل إرهابي، والمسلمون هم أول من ينكره ويتصدى له، وحتى ما حصل في أمريكا في ٢٠٠١ م بادر المسلمون إلى إنكاره وشجب فاعليه ولكن الإرهاب ليس منتجا إسلاميا حتى يوصم به المسلمون وحدهم به، واتخاذه ذريعة لاستغلال بلادهم ومحاربة دينهم يجب أن يتوقف، ولن يوقفه إلا وعي الشعوب العربية والإسلامية بهذه المخططات واتحادها جميعا من أجل وقفها.

1770

| 24 يونيو 2014

السكوت عن فساد المالكي وتمزيق العراق!!

لست أدري كيف سيكون الوضع في العراق عندما يُنشر هذا المقال، فالأحداث هناك تبدو متسارعة ومن الصعوبة التكهن بما ستؤول إليه، غير أن المرجح عندي أنها ستكون كارثية إلا أن يتدارك الله العراقيين برحمته. بدأت أحداث العراق بسقوط الموصل (ثالث أكبر مدن العراق)، وقيل وقتها: إن دولة الإسلام في العراق والشام هي من تولت إسقاطها!! ثم توالت الأخبار عن هروب جماعي للجيش العراقي، تاركين أسلحتهم، الخفيف منها والثقيل، غنائم لجيش الدولة الإسلامية!! وتسارع تقدم (الثوار)، فقتلوا وأسروا وفتحوا المعتقلات التي كانت تضم آلاف السجناء والسجينات من أبناء السنة وأطلقوهم، وتقدموا نحو بغداد بغية استردادها من المالكي، وتواترت الأخبار عن سقوط معسكر التاجي وهو مفتاح مدينة بغداد كما ذكرت قناة الـ(abc)، وهناك أخبار أخرى كثيرة ومتتالية حول الوضع في العراق عامة وفي بغداد على وجه الخصوص، وستستمر كذلك مادامت الأحداث قائمة فيها. هذه الأحداث تستدعي أسئلة كثيرة: هل حقيقة أن دولة الإسلام هي وراء تلك الأحداث أم أنها جزء منها؟ ثم ما هي الأسباب الحقيقية وراء انهيار الجيش العراقي بتلك الطريقة المزرية التي جعلت طاغية العراق (المالكي) يتبرأ من جيشه ويدعو لتكوين ميليشيات للدفاع عن العراق؟! ولم يكتف بتلك الدعوة المزرية لكنه - وبطريقة أسوأ - طالب سادته الأمريكان بتقديم العون العاجل له للقضاء على الإرهابيين - حسب زعمه!! في ظني أن الذين قاموا بهذه الثورة هم سنة العراق الذين أذاقهم المالكي الويل والظلم والاضطهاد والتهميش طيلة فترة حكمه، ولا أشك أن عناصر من دولة الإسلام كانت مشاركة بشكل فعال في هذه الحرب، لكنهم كانوا تحت قيادة الثوار، لكن المالكي ومن معه وكذلك الإعلام الذي يناصره لم يتحدثوا عن الثوار الذين هم أساس الثورة، لكنهم قصروا حديثهم عن دولة الإسلام لكي يقولوا: إن الحرب هي بين داعش الإرهابية وبين العراقيين!! وهذا يعطيهم الحق في طلب النصرة من الخارج باعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية وستطال الجميع!!المالكي ومنذ حكمه للعراق وهو يمارس الإرهاب ضد السنة، كما يمارس عليهم حربا طائفية بغيضة؛ ولم يكتف بهذا كله، لكنه بدأ يقصف مدنهم بالبراميل المتفجرة على غرار ما يقوم به مثيله طاغية الشام بشار الأسد، وقد قلت مرارا: إن هذه الطائفية والتمييز والقتل والملاحقة ستجعل كل عراقي سنيا (داعشيا)، فالإنسان لا يمكنه تحمل الظلم والاستبداد زمنا طويلا مهما كانت النتائج، ولكن المالكي أعماه غروره ووقوف إيران وأمريكا إلى جانبه، فلم يتوقف عن استبداده، فوصلت الأمور في العراق إلى ما وصلت إليه حاليا.تحرك الثوار نحو بغداد جعل إيران تخرج عن طورها، فالسيد حسن روحاني أكد للمالكي أن بلده لن تسمح بزعزعة الاستقرار في العراق!! وأكدت بعض الصحف الأمريكية أن إيران أرسلت فرقا من الحرس الثوري إلى بغداد بحجة حمايتها!!، والرئيس الأمريكي هو الآخر عقد مؤتمرا صحفيا في البيت الأبيض قال فيه: إن داعش لا تشكل خطرا على العراق وحده، بل قد تهدد مصالح الأمريكيين في نهاية المطاف!! وأكد أنه لن يرسل قوات برية، لكنه بحاجة إلى بعض الوقت لتحديد كيفية التعامل مع الوضع في العراق!! الشيء الذي اعترف به الرئيس الأمريكي أن قادة العراق يمارسون تمييزا طائفيا في العراق وطالبهم بتركه هذا إذا أرادوه أن يتدخل في العراق!!المالكي لم يبتعد عن طائفيته المقيتة، بل أوغل فيها كثيرا وربما ظن أنها هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذه؛ وأحسبه طالب المرجعيات الدينية بإصدار فتاوى تلزم طائفته كلهم بالقتال إلى جانبه، وسارعت المرجعية بفعل ذلك، كما فعل الشيء نفسه عدد من علماء الشيعة، فمنهم من طالب بقتل السنة، ومنهم من أفتى بوجوب القتال على كل فرد، رجلا كان أم امرأة، وهكذا توالت الفتاوى الطائفية التي تفرق العراقيين ولأجيال قادمة!! ولست أدري أين كانت تلك المرجعية وأولئك العلماء عندما احتل الأمريكان بلادهم، إذ لم نسمع لهم صوتا وربما كان بعضهم سعيدا بذلك الاحتلال ومستفيدا منه!! وقد كان من الأفضل لهؤلاء العلماء أن يأخذوا بنصيحة الشيخ علي الأمين الذي قال لهم: (إن إصدار الفتاوى بالتعبئة العسكرية يساهم في تأجيج النزاعات وتلقي عليها الصبغة الطائفية والمذهبية، وأن دور المرجعية الدينية الدعوة لعدم سفك الدماء والعمل على جمع كلمة المسلمين).الواضح أن المالكي سيبقى على مواقفه السابقة رغم فشله طيلة سنوات حكمه، والراجح حتى الآن أن إيران - وهي اللاعب الأساسي في العراق حاليا - ستبقى إلى جانبه وبكل قوة، فالعراق أهم بكثير عندها من سوريا ولا أظنها ستثنيه عن طغيانه وظلمه، ويبقى دور الأمريكان ثم بعض العرب الذين قد تستغلهم أمريكا لدفع تكاليف حربها الجديدة - وإن كانت بشكل مختلف - فهؤلاء كان يجب عليهم ألا يصمتوا عن جرائم المالكي تجاه السنة وهم يعرفون ذلك جيدا، كما يعرفون آثاره أيضا، أما وقد صمتوا أو آزروه سابقا، فيجب عليهم تدارك أخطائهم وبأقصى سرعة!! فالأمريكان اعترفوا صراحة بأنهم فشلوا في تحقيق الديمقراطية في العراق!! والذي أجزم به أنهم لم يريدوا أصلا تحقيق الديمقراطية لا في العراق ولا في غيرها من الدول العربية، ولكن عليهم إصلاح ما أفسدوه قبل فوات الأوان، وإذا كانوا يظنون أن طائراتهم ستحل المشكلة فهم مخطئون وتجربتهم في أفغانستان مازالت واضحة للعيان!! وأجزم أنهم يعرفون الطريق الصحيح لتحقيق الديمقراطية لكل العراقيين وكذلك إبعاد المتطرفين عن العراق وسوريا وغيرها!! وبدون ذلك سيصدق على الأمريكان ما قالته صحيفة الإندبندنت عليهم في مقالها: (العراق نهاية الحلم الأمريكي)، أما الدول التي قد تساعد المالكي على طغيانه بحجة أنه يقاتل الإرهابيين فهم مخطئون أيضا، لأنهم يعرفون أن ثوار العراق هم من يقاتل المالكي بشكل رئيسي وهم قادرون على لجمه وإعادته للصواب ومن ثم تحقيق العدالة لكل العراقيين على تنوع مذاهبهم وبغير ذلك سيزداد الإرهاب وقد ينتشر في أماكن كثيرة. أما هيئة علماء العراق وكذلك مفتي العراق ومجموعة من علماء السنة فقد أحسنوا صنعا عندما طالبوا الثوار بتجنب الإساءة لكل العراقيين ومقدساتهم وكذلك الحفاظ على أمنهم وسلامتهم وعدم التعرض لممتلكاتهم، وكم كنت أتمنى أن يفعل علماء الشيعة الشيء نفسه بدلا من التحريض على قتل السنة، بل كم كنت أتمنى أنهم وقفوا ضد طغيان المالكي حفاظا على وحدة العراق وتماسكه، لاسيَّما وهم يعرفون مخاطر الحروب المذهبية، لاسيَّما إذا كانت بين أبناء الوطن الواحد، وعلى أي حال مازالت الفرصة سانحة أمامهم لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتدارك أخطاء صمتهم في السابق. العراق مقبلة على أخطار جسيمة؛ فالتمزق الداخلي والخطر الخارجي قد يسهمان في تمزقها وتفتيتها وهناك من يعمل من أجل ذلك، وما لم يتدارك العراقيون بلادهم، فلن يفعل لهم الآخرون شيئا، أما العرب فعليهم إدراك أن مصير العراق سيؤثر عليهم، طال الزمن أم قصر، ومن هنا عليهم أن يحسنوا التعامل مع تلك الأحداث دون الانسياق إلى فكرة محاربة الإرهاب التي يعرفون أنها ليست دقيقة على الإطلاق.

872

| 17 يونيو 2014

العرب.. والقابلية للاستعباد !!

الحديث عن هذا الموضوع لا يكفيه مقال واحد؛ ولا حتى مجموعة مقالات، والخلاف حوله يطول؛ فمن قائل: إن العرب بعد دخولهم الإسلام أصبحوا عصيين على الاستعباد وهناك شواهد كثيرة على هذا القول، وهناك من يقول: إن العرب جُبلوا على العبودية في جاهليتهم وبعد إسلامهم، وأيضا هناك من يورد شواهد على هذا القول، وكما قلت: فإن مناقشة كل تلك الأقوال أمر يطول ولا يتسع له هذا المقال، ولكن واقع العرب -قديمه وحديثه- يؤكد أن فيهم من يستلذ العبودية وإن كان تاريخهم الحديث يدلل على أن كثيرا من قادتهم هم من ساهم بشكل فعال في فرض العبودية عليهم خاصة للغرب تارة وللأمريكان تارة أخرى وللروس تارة ثالثة.ساد العرب - بعد إسلامهم - على معظم أرجاء العالم، وانتشرت ثقافتهم في معظم أصقاع المعمورة، وتقبلتها معظم شعوب العالم آنذاك لأنها كانت تمثل قمة الحضارة البشرية، كما أقبل الغربيون على تعلم لغة العرب وثقافتهم، ودرسوا علومهم وطوروا بها بلادهم وفي شتى الفنون والعلوم. ودارت الأيام، وانشغل كبار القوم وقادة البلاد باللهو والفجور، فاستطاع عدوهم النيل منهم، لكنه لم يتمكن منهم إلا بمساعدة بعض ضعاف النفوس من المسلمين، وهنا بدأت ظاهرة العبودية للمستعمر تبرز في المجتمع الإسلامي شيئا فشيئا، وزادت هذه الظاهرة بروزا مع توسع الاحتلال في العصر الحديث للبلاد العربية، ثم رأيناها تتوسع أكثر بعد خروج المستعمر حيث حمل راية العبودية بعض الحكام والمثقفين والتجار، بحيث أصبح بعض المستعمرين يحكمون عن بعد، ثم برزت أمريكا بعد ذلك وحملت لواء الاستعباد بجدارة، ووجدت ترحيبا كبيرا ومن قطاعات متعددة من الشعوب ومن بعض حكامهم أيضا، ولا تزال تمارس هذا الدور، وما زال محبو الاستعباد يصفقون لها!!!دولة قطر أقامت عدة منتديات تحت عنوان: (أمريكا والعالم الإسلامي)، وكان آخرها الذي عقد مابين ٩ - ١١ من هذا الشهر، وتهدف هذه المؤتمرات بحسب القائمين عليها إلى (دعم الحوار السنوي وتعزيز فرص التعاون بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وإبراز الوجه المشرق للإسلام والمسلمين، وتحسين الصورة المشوهة في الغرب، وتأسيس علاقة إيجابية بين العالم الإسلامي وبين الحكومات والشعوب)، ويأتي السؤال هنا: هل يجهل قادة أمريكا وصانعو القرار فيها الوضع الحقيقي للإسلام والمسلمين أم أنهم يعرفونه جيدا ولذلك يقفون في وجه أي تقدم حقيقي للمسلمين كما يقفون في الوقت نفسه ضد الإسلام الوسطي كما جاء به الإسلام؟! وهل حروبهم الظاهرة أحيانا والخفية أحيانا أخرى على المسلمين سببها جهلهم بالإسلام أم رغبتهم في عدم بروزه مرة أخرى خوفا من عودة الإمبراطورية الإسلامية كما يقولون؟! إن حرب الأمريكان على العراق لم تكن من أجل سلاحه النووي فهم كانوا يعرفون أن هذا السلاح غير موجود أصلا، ولو أنه كان موجودا لسلمه صدام لهم دون حرب كما فعل شبيهه بشار الأسد لكنهم شنوا تلك الحرب كيدا للإسلام وأهله ولا مجال للحديث المفصل عن هذا الموضوع، ومما يؤكد ذلك أنهم أنشأوا سفارتهم في العراق فكانت أكبر سفاراتهم في العالم!! إنها ليست سفارة بل مدينة صغيرة كلفت أكثر من مليار دولار وينفقون عليها سنويا مثل هذا المبلغ، ومن يفعل ذلك فلن يغادر العراق أبداً مهما قيل غير ذلك!! وفي احتلالهم للعراق برزت العبودية العربية في أسوأ صورها من داخل العراق ومن خارجه أيضا، وكما هو معروف فإن روائح العبودية وعفنها لا يزال يزكم الأنوف هناك!!مجموعة ليست قليلة من مدعي الثقافة في عالمنا العربي يمثلون تلك العبودية بامتياز، فهم لم يكتفوا بعبوديتهم بل يقاتلون من نشرها في مجتمعاتهم!! الحوار مع أمريكا ومع الغرب والشرق أمر في غاية الأهمية، ولكن هذا الحوار ينبغي أن يكون مع الشعوب وباستمرار أيضا، لأن تلك الشعوب لا تعرف كثيرا عن الإسلام، بل إن قادتها وإعلامها يقدمون لها الإسلام في صورة مشوهة كاذبة وقد رأينا نماذج كثيرة من هذا النوع وفي أكثر من بلد غربي، وللحقيقة فإن أمريكا من أقلها تشويها للإسلام في أجهزة إعلامها لكنها الأكثر حرصا على كبت أي تطلع للمسلمين للاستقلال عن عبوديتها وطاعتها، وتنفيذ أجندتها!!الشعب الأمريكي من الشعوب الطيبة وهو شعب قابل للحوار والتفاهم بل والتعاطف مع القضايا الإسلامية في كثير من الأحوال خاصة إذا عرف الحقيقة بدون غبش أو زيف، ولهذا فإن توجيه الاهتمام له هو الذي سيؤتي بثمار جيدة وحبذا لو يدرك القائمون على الحوار الذي تشرف عليه قطر أو الحوارات الأخرى التي تهتم بها دول أخرى خاصة المملكة العربية السعودية هذه الناحية ليتم التركيز عليها بدلا من محاورة المسؤولين الحكوميين ومن في حكمهم، وليت الحوارات تتم في أجواء صحية بعيدة عن المجاملات التي تضر بأهداف أي حوار جاد كي تتحقق الفوائد المتوخاة من تلك الحوارات.. وما دمنا نتحاور مع أمريكا فليت المتحاورين يستطيعون إقناعها بأن لا تتهم عمل المسلمين الخيري بالإرهاب وأيضا تبتعد عن اتهام دعاتهم وجمعياتهم بالإرهاب، كما تترك المسلمين يبنون بلادهم كما يشاؤون فهم أعرف بأنفسهم منها..

2810

| 10 يونيو 2014

عبد العزيز الخميس بين: السعودية وقطر !!

*** الأستاذ عبد العزيز الخميس صحفي سعودي مارس الصحافة سنوات كثيرة؛ فعمل في (الشرق الأوسط)، ثم عمل رئيسا لمجلة المجلة، أبعد بعد ذلك عن رئاسة تحريرها لمخالفات ارتكبها - حسب نظم مالكي الجريدة - فكان نصيبه الإبعاد عنها!!*** ولأن مجلة المجلة محسوبة على السعودية فقد انقلب السيد عبدالعزيز الخميس على دولته فأصبح مابين عشية أو ضحاها معارضاً سياسيا يكتب ضد بلده منتقدا ومطالبا بالإصلاح ومتصلا بهذا أو بذاك لتنسيق المواقف وتهيئة الوسائل الموصلة للأهداف!! السيد الخميس وفي رسالة وجهها للسيد عبدالعزيز قاسم يرد فيها على اتهامه له وكذلك اتهام السيد عبدالرحمن الأنصاري له بالعمالة للأجنبي وبأنه - أيضا- متناقض سياسيا، قال مدافعا عن نفسه، وكان مما قاله: (التابعون للأجنبي ليسوا في لندن بل هم في شوارع الرياض ومكاتبها، وهم الذين يفرطون في مصالح شعوبهم ويوافقون سياسات واستراتيجيات الأجنبي، ولم نر يوما مثقفا ينتقدهم في علن بل يسن سكاكينه على المهاجرين)!! فالرجل - كما جاء في رده - ليس ضد وطنه ولكنه ضد من يصنع سياسة وطنه!! والغريب في الأمر سرعة تحوله غير المبرر من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وهذا النوع من التصرف غالبا ما يقوم به الأطفال، وفي بلدنا مثل ينطبق على حالة السيد الخميس والتي هي تنطبق أيضا على حالة الأطفال عندما يختلفون مع قرنائهم وهذا المثل هو: (عطوني وإلا بخرّب عليكم)!! *** عاد السيد عبد العزيز الخميس إلى الصحافة رئيسا لجريدة (العرب) التي تصدر في لندن، ومعروف تاريخ هذه الجريدة ومن ينفق عليها ولماذا!! وإذا تجاوزنا هذه النقطة على اعتبار أن من ينفق على وسيلة إعلامية يكون بمقدوره التحكم في سياستها فإن تجاوزات الخميس المتكررة أساءت له كثيرا، كما أنها في الوقت نفسه أساءت لجريدته ومصداقيتها، وهذا كله سيسيء إلى من ينفق عليها وقد يدفعه للتوقف عن الإنفاق، وهنا ستغلق الجريدة - كما أعتقد - وهنا - مرة أخرى - قد ينقلب الخميس ويصبح معارضا سياسيا ولكن هذه المرة على غير وطنه! *** كتب الخميس مرارا عن (قطر)، ومن حقه ومن حق غيره أن يكتب عن قطر أو غيرها كما يريد، ولكن الخلق الإسلامي وكذلك ميثاق الشرف الإعلامي، وأيضا المصداقية التي تحدد موقع الكاتب ومكانته عند قرائه كل ذلك يستلزم منه صدقا فيما يكتبه، لكن السيد الخميس تجاوز ذلك كله إلى الكذب والافتراء والتلفيق، ويعجب المتابع من هذا الأسلوب الغريب الذي انتهجه الخميس والذي لا يصب في صالحه مطلقا حتى عند من ينفق على جريدته! والأعجب من ذلك والأسوأ منه على الإطلاق أن الرجل يفخر بما يفعل بشكل غير مسبوق!! *** نعرف جميعا أن هناك خلافا بين بعض دول الخليج، لكننا نعرف - أيضا - أن دول الخليج تحاول لملمة هذا الخلاف لأنها جميعها تدرك أنه ليس في مصلحتها بقاؤه، ونعرف أن المملكة العربية السعودية - وهي كبرى هذه الدول - تعمل جاهدة على لم الشمل، وكان آخر تلك الجهود دعوة خادم الحرمين قبل أيام وبمناسبة مرور ثلاثة وثلاثين عاما على قيام مجلس التعاون الخليجي إلى التحول من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد في كيان واحد، وقد سبق أن دعا خادم الحرمين إلى الاتحاد عام ٢٠١١م ثم جدد هذه الدعوة قبل أيام وهذا يؤكد حرصه الشديد على وحدة دول الخليج واستقرارها، بل إن مجلس الوزراء السعودي ناقش هذه القضية وقال عنها: (إن الاتحاد من شأنه أن يحقق الخير ويدفع الشر ويسهم في المزيد من التلاحم والتعاون والتنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم).هذه الدعوة المباركة كان يجب أن يتبناها كل المخلصين في دول الخليج، ومن أبجديات هذا التبني العمل على تقريب وجهات النظر، سواء بين الدول الخليجية ذاتها أو بين مكوناتها الداخلية المختلفة فيما بينها على غرار ماهو موجود في البحرين، ولكن الذي فعله السيد الخميس هو العكس تماما مما كان يجب أن يفعله!! لم يذكر الحقائق، وإنما ذكر نقيضها متعمدا، وهذا الفعل لايصب في مصلحة دول الخليج ولا شعوبها ولا في مصلحته هو شخصيا!!*** وإلى القارئ الكريم بعض النماذج الكاذبة التي تعمد الخميس ذكرها في جريدته (العرب)، وكانت محل سخرية القراء. ++ نشرت جريدة الخميس (العرب) أن المملكة العربية السعودية أوقفت خلية تجسسية تعمل لصالح قطر وتركيا!! (طبعا يعرف القارئ لماذا وضع تركيا إلى جانب قطر!! السعودية وعلى لسان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية نفت هذا الخبر، وطالبت الجريدة باحترام مبادئ ومواثيق العمل الإعلامي والابتعاد عن الأخبار الملفقة. +++ ونشرت جريدته - أيضا - حديثا منسوبا للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قوله: إن قطر قدمت تنازلات في موضوع الخلاف مع بعض دول الخليج، وكان ذلك أثناء اجتماع وزراء خارجية دول الخليج في ١٧/ أبريل / ٢٠١٤ م!! وزارة الخارجية السعودية وعلى لسان المتحدث باسمها نفت هذا الخبر تماما، وزادت على ذلك بأنها تحتفظ بحقها في الرد واتخاذ الإجراءات النظامية حيال تلك الأكاذيب. +++ ومن أكاذيب جريدته أيضا قولها: إن قطر نفت الشيخ القرضاوي إلى تونس!! وقد كذّب وزير خارجية تونس هذا الخبر في ١١/أبريل ٢٠١٤ *** عندما قيل عن الخميس وجريدته بأنهما كاذبان كنت أتوقع من الخميس أن يطأطئ رأسه خجلا، وأن يبادر إلى الاعتذار وأيضا يصحح منهجه الرديء، لكنه فاجأ الجميع - كما أعتقد - بأنه في غاية الفرح والسرور لكون السعودية كذبته تحديدا دون سواه مع أن غيره كذب مثله، وقد عدَ هذا التكذيب وساما على صدره!! ذكّرني موقفه هذا بذاك الرجل المصري المغمور الذي كان ينتقد الدكتور طه حسين باستمرار ولما قيل له في ذلك قال: أتمنى أن يشتمني الدكتور لكي أكون مشهورا!! وربما نسي هذا وأمثاله أن هذه الشهرة لا تعود عليه بخير. *** وأخيرا: إن كان السيد الخميس حريصا على دولته فهذا منهجها واضح وقد أشرت إليه، وإن كان حريصا على مَن يُعطيه المال وينفق على جريدته فأيضا من مصلحته عدم توسيع شقة الخلاف بين دول الخليج، فهناك قوى يعرفونها تستعد لابتلاعهم، ولن تتوقف عن ذلك مهما فعلوا إلا أن يكونوا متحدين أقوياء، وهذا كله يجب أن يدفعه للاتزان والعمل على تقريب وجهات النظر، وهذا دور الإعلام الجاد ودور الإعلامي المخلص. *** هناك بعض الخلافات الداخلية في بعض دول الخليج وأبرزها ما نراه في البحرين وهو خلاف طال وما كان له أن يستمر كل هذه المدة، وهذا الخلاف له تأثير سلبي كبير على الداخل البحريني، وإذا كنا نتحدث عن اتحاد خليجي فيجب أن تتكاتف كل دول الخليج وأهمها السعودية للضغط والتدخل من أجل إنهائه، وعلينا أن نتكاتف جميعا من أجل خليج قوي موحد يعتمد على أبنائه...

5420

| 05 يونيو 2014

حفتر وشركاه.. ماذا يريدون من ليبيا ؟!

خليفة حفتر.. لواء متقاعد من الجيش الليبي، بدأ حياته مع القذافي منذ ثورته على الملك إدريس السنوسي، ثم أصبح تابعا للقذافي ينفذ له كل جرائمه، وكان أشهرها جريمة احتلال تشاد التي نفذها حفتر استجابة لأمر سيده القذافي، ولكن القذافي تخلى عنه عندما أسره التشاديون في معركة وادي الدوم سنة ١٩٨٧م.. ولكن أمريكا التي كانت عدوا للقذافي آنذاك، ساهمت في الإفراج عنه مع بقية الأسرى الليبيين الذين أسروا معه لعلها تستفيد منهم مستقبلا ونقلتهم جميعا إلى أمريكا، وخصصت لحفتر سكنا في ولاية فرجينيا، ومنحته الجنسية الأمريكية، ومنذ ذلك اليوم وهي ترعاه رعاية خاصة كي يحقق لها ما تريد وفي الوقت المناسب !! جريدة الجارديان البريطانية أكدت أن حفتر كان يتعاون مع الــ cia ومنذ إقامته في أمريكا التي استمرت لمدة عشرين عاما تقريبا، كما ذكرت - أيضا - أن وكالة المخابرات الأمريكية دربت حفتر ومجموعته على أساليب القتال وكذلك على أساليب التخريب كي تستخدمه في الإطاحة بالعقيد القذافي عندما تحين الفرصة لذلك، (الواضح أنها لم تعطه دروسا في الذكاء)، ولكن الشعب الليبي هو من أطاح بالقذافي وفقد الآلاف من أبنائه في سبيل ذلك، ولم يكن لحفتر أي نصيب من تلك المشاركة بصورة فعلية، وبعد ذلك كله، وبعد زوال القذافي، وجد حفتر نفسه في الصفوف الخلفية، ولأنه كان يطمع بغير ذلك، ولأن آخرين رأوا أنه قد يحقق مآربهم في ليبيا فقد ساعدوه ودفعوا به ليظهر مدعيا أنه يريد إنقاذ الثورة ومحاربة الإرهاب الذي انتشر في ليبيا!! كل المؤشرات تؤكد أن حفتر ما كان ليجرؤ على إعلان تمرده على الحكومة الليبية المنتخبة من الليبيين لولا الدعم المالي واللوجستي الذي وصله فعلا أو الذي وُعد به في حال ثبوت تمرده فترة كافية!! فجريدة الجارديان البريطانية نقلت عن مسؤول أمريكي قوله: إن أمريكا لا تقف مع حفتر حاليا لكنه إذا أثبت جدارته في الانتصار على الإسلاميين فلن نستطيع تجاهله!! (الراجح أن أمريكا لها ثأر مستمر مع الإسلاميين في كل أنحاء الدنيا)، والغريب في أمريكا أنها عجزت عن تربية مواطنها (حفتر) على أصول الديمقراطية التي تدعيها رغم أنه أقام فيها عقدين من الزمن، ومنحته جنسيتها لكنها - ولست أدري ما السبب - عجزت عن منحه الثقافة الأمريكية التي تحترم الديمقراطية بكل قيمها مما جعل الرجل يحتفظ بثقافة الاستبداد والجهل التي رضعها من سيده الأول (القذافي)!! وكان من واجب أمريكا الديمقراطية أن تعاقبه على ثورته تلك لأنها جاءت ضد حكومة منتخبة من الشعب، لأن فعله يتعارض مع الديمقراطية!! والسؤال: هل كانت أمريكا ستسمح له بممارسة نفس الفعل لو أنه قام به في أمريكا؟! وإذا كنا نعرف أنها لن تسمح له بذلك فلماذا تشجعه على ممارسة فعل مشين في دولة أخرى ؟ والأسوأ من هذا كله؛ لماذا تشجع دولا أخرى على تمويله بالمال والسلاح لقتل الأبرياء والاستيلاء على السلطة بقوة السلاح؟!! حفتر يريد الاستيلاء على الحكم بالقوة، وربما رغب في تطبيق تجربة جيرانه، فأعلن أنه إنما خرج استجابة لمطالب الشعب (مسكينة هي الشعوب كل شيء يؤخذ باسمها ولا تعطى منه شيئا غير القتل والسجن والتجويع!!)، كما ادعى أنه يريد إنقاذ ليبيا من الإرهابيين الذين يقتلون الشعب والشرطة والجيش!! (هذا الادعاء مارسته إيطاليا عندما احتلت ليبيا.. فعندما قاومها البطل عمر المختار ثم استطاعت أسره- أعلنت الخبر في جريدة: بريد برقة الليبية، وجاء فيه: تم القبض على زعيم العصاة عمر المختار في برقة والهدف توطيد السلم في البلاد!!)، ثم سار على نهج إيطاليا كل دعاة الثورة المزيفون، فكل هذا النوع من الثوار يريد تحقيق الأمن والسلم والحياة الكريمة للشعب المسكين!! ولكن: ماذا يريد حفتر من تمرده على حكومة ليبيا المنتخبة من الشعب الذي ادعى أنه يريد إنقاذه؟! يقول حفتر: إنه سيترشح لرئاسة ليبيا وأنه سيعيد الاستقرار للبلاد!! وإذا كان الأمر كذلك وأن عمله من أجل الشعب فلماذا لا يترشح للانتخابات مع غيره، فإذا كان الشعب يحبه فسينتخبه وعندها يستطيع تحقيق طموحاته في الإصلاح!! ولكن.. ولأنه يعرف أنه يستحيل عليه الفوز- لأن الليبيين يشكون في ولائه لوطنه- كما يعرفون ارتباطه مع المخابرات الأمريكية، وأيضا يعرفون أهداف من يدفع له الأموال، فلهذا كله وجد أنه لا يستطيع الوصول إلى الحكم إلا على دماء الليبيين وبالقوة !! هذا إذا استطاع !! وبالتالي لم يجد أمامه إلا استخدام القوة وكل الوسائل الأخرى التي قد تساعده في الوصول إلى أهدافه.. يروي العقيد سالم الورفلي أن حفتر قال له: إنه مستعد للتحالف مع إسرائيل للقضاء على الإسلاميين!! ولأنه مستعد لفعل أي شيء لكي ينال السلطة.. وإنه وعلى لسان المتحدث باسمه قال: إنه - ومن باب العشم - يود من الجيش المصري أن يساعده في مهمته!! (يعني أنه يريد من جيش دولة أخرى التدخل في بلده والمساعدة في قتل شعبه كل ذلك ليصبح رئيسا).. وأستغرب من عسكري مثله كيف يجهل أن هذا الطلب يعد خيانة عظمى في كل دول العالم بما فيها بلده أمريكا وأيضا ليبيا وكيف يقبل فعل ذلك؟ والغريب أيضا كيف لم يتنبه الذين وافقوه على الخروج على دولتهم المنتخبة على هذا العمل المستنكر الذي يريد منه فقط الوصول إلى السلطة مهما كانت الوسائل؟! أحمد قذاف الدم وهو ابن عم القذافي والمشارك له في معظم جرائمه، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الليبيين، سارع إلى تأييد حفتر، وقال: إنه يعيد صناعة التاريخ، كما أنه يستعيد كرامة الجيش، وأن هناك دولا تدعم ثورة حفتر!! والواضح أن تأييد قذاف الدم المقيم في مصر له دلالات كبيرة على طبيعة تمرد حفتر ومؤيديه!! حفتر يريد السلطة رغم أنف الليبيين، ولأن هناك دولا أخرى تريد إجهاض طموح الشعب الليبي في اختيار من يحكمه، كما تريد في الوقت نفسه أن تحقق مصالحها من خلال شخص تدعمه للوصول إلى السلطة فقد وجدت فيه بغيتها!! هو سيستفيد ولكنه سيفيد من دعموه في الوقت نفسه!! أما الشعب الليبي وهو الأهم فهذا ليس له قيمة في حساباتهم جميعا!! ويبقى السؤال الأهم: هل سيسمح الليبيون للسيد حفتر أن يحقق أهدافه وأهداف الدول التي تساعده على حساب حياتهم وأمنهم واستقرارهم؟! هل يدرك الليبيون أن بلدهم قد تتمزق، وأن الحرب الداخلية بينهم قد تحصد عشرات الآلاف من أرواحهم؟ وهل يدركون أن هناك من يطمع في ثرواتهم سواء من الداخل أو الخارج، وأن هؤلاء سيحققون مآربهم لو استطاع حفتر تحقيق أمانيه؟ الليبيون وحدهم هم القادرون على وقف هذه المهزلة، فالاستخفاف برغباتهم وإرادتهم بل وحياتهم أيضا ليس أمرا هينا، ولهم أن يتخذوا القرار الذي يحقق أمنهم فعلا....

1418

| 27 مايو 2014

ديمقراطية العرب من الفائز فيها.. الحكام أم الشعوب؟!!!

لا أريد الحديث عن الديمقراطية بوصفها نمطا من أنماط الحكم السائد في العالم حاليا، فقد تحدثت عنها في كتاب مطبوع، ولكن مقالي سيتناول الحديث عن ديمقراطية العرب وكذلك ديمقراطية بعض حكامهم، ولعل الانتخابات (الديمقراطية!!) التي تجري حاليا في مصر وسوريا والعراق تلقي ضوءا كبيرا على طبيعة تلك الديمقراطية التي سأخصص لها مقالي هذا.في مصر جرت انتخابات شهد لها القوم (داخليا وخارجيا) بالنزاهة، وفاز فيها الدكتور (مرسي)، ولأن قوى داخلية وخارجية لم تكن راضية عن منهجه، فقد تحالفت على إسقاطه - شخصيا لم أكن راضيا عن أدائه وقد كتبت ذلك وهو على سدة الحكم - وقد استطاعت تلك القوى تحقيق غايتها، وادعت أن حكومة مرسي لم تكن ديمقراطية، لأنها تناست فئة من الشعب، وضربوا عرضا بكل القواعد الديمقراطية التي تعارف عليها الديمقراطيون كافة، والمؤكد أنهم إنما قالوا ذلك لأن الديمقراطية لم تأت بهم أو بمن يريدون. دعاة الثورة في مصر لم يكونوا أفضل حالا ممن ثاروا عليه؛ انتشر القتل والسجن، كما تم تقييد الحريات بشكل كبير، كما أن الوضع الاقتصادي ازداد سوءا، وبدأت مصر تعاني من بعض الأعمال الإرهابية، وفي ظل هذه الأوضاع المتردية جاءت الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وبدعوى أن الديمقراطية تتطلب هذه الانتخابات - ولست أدري عن أي نوع من الديمقراطية يتحدثون؟!! - كما لست أدري كيف ستتم هذه الانتخابات ومن سيثق بنتائجها في ظل الأوضاع الداخلية المتردية؟! المهم أن هذه الانتخابات ستتم، والمهم - أيضا - عند الفائز أن يصمت الشعب تماما عما سيفعل حتى وإن كانت ديمقراطيته الموعودة ستأتي بعد ربع قرن!! خاصة أن الدولة تتعرض لحرب إرهابية وهذا يتطلب من الشعب الصبر والتضحية مهما حدث لهم!!والسؤال: من المستفيد من هذا النوع من الديمقراطية.. الشعب أم الحاكم؟!وفي العراق انتخابات، وفيها ديمقراطية - كما يقول المالكي، والمالكي، كما هو معروف، حكم فترتين متتاليتين، وكانت من أسوأ الفترات في تاريخ العراق الحديث، ورغم أن المالكي كان هو الحاكم الأوحد، لأن كل السلطات كانت بيده إلا أنه كان فاشلا وعنصريا بامتياز، كما كان تابعا للخارج بامتياز!! هذا الرجل يريد أن يحكم العراق لفترة ثالثة، ولأنه يدرك حجم الجرائم التي ارتكبها، ولأنه يخشى من العقاب، فقد بذل - وما زال يبذل - كل شيء، حتى العمالة المفضوحة للخارج، كي يفوز في الانتخابات التي يدعي أنها ستكون ديمقراطية بامتياز!!فزاعة محاربة الإرهاب كانت من ضمن برنامج المالكي، وهذه الفزاعة استخدمها كلّ مدعي الديمقراطية، ومع أن معظم العراقيين وغيرهم يعرفون أن المالكي لا يحارب الإرهاب، بل يحميه أحيانا، ويعرفون أيضا أنه يحارب أتباع المذهب السني ويقتل أتباعه، إلا أنه ولكي يحمي نفسه ويحقق مصالحه الشخصية، لجأ إلى الانتخابات بالرغم مما يجري من أحداث دامية تصبح معها الانتخابات شبه مستحيلة، إلا أنه أصر عليها حماية لنفسه وتحقيقا لمصالح من يحميه وكذلك المستفيدين من وجوده!!والسؤال مرة ثانية: من المستفيد من هذه الانتخابات، الشعب العراقي أم الحاكم فقط؟!!وثالث هذه المهازل الانتخابية مهزلة الانتخابات في سوريا، فبشار الأسد الذي حكم والده عشرات السنين، وقتل من السوريين عشرات الآلاف، ثم جاء حاكما بعيدا عن الديمقراطية، جاء هذه الأيام ليتحدث عن الديمقراطية وعن الانتخابات، لأنه يعرف أنه سيفوز في مهزلة الانتخابات، ويتوقع أن فوزه سيبعد حبل المشنقة عن رقبته، وقد يبعد عنه شبح الإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية بتهمة قتل عشرات الآلاف من السوريين!!بشار الأسد - الباحث عن الديمقراطية - هدم مدنا على رؤوس ساكنيها، وقتل الآلاف بالأسلحة الكيماوية، وشرد الملايين من السوريين، ومع هذا فهو يتحدث عن انتخابات ديمقراطية نزيهة يصل فيها إلى الحكم ليدعي أن الشعب لا يزال متعلقا به وأن كل دعاوى الثوار كاذبة!! ولست أدري هل بلغ به الغباء إلى درجة أن يعتقد أن أحدا سيصدقه؟!الأسد لا يبحث عن الديمقراطية ولا يهمه الشعب السوري كله، وإنما كل ما يريد أن يبقى حاكما مهما كان الثمن!! أصبح تابعا ذليلا للخارج، وقدم لإسرائيل وأمريكا كل ما تريدان كي تصمتا على جرائمه، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير!! ومع أن بشار الأسد تبنى (داعش) إلا أنه يدعي محاربتها ومحاربة الإرهاب!! إنه مثل سابقيه يمتطي فزاعة محاربة الإرهاب كي يحظى بعطف الغرب والأمريكان والإسرائيليين، وقد تحقق له شيء من ذلك كما قلت. أعتقد أن المرشحين الثلاثة سيفوزون في الانتخابات الديمقراطية!! فالتنازلات التي قدموها، سواء لإسرائيل أو الأمريكان أو غيرهم تؤهلهم لذلك، ولكنهم سينجحون بطرق ديمقراطية وسيقمعون شعوبهم أو يقتلونهم، وبطرق ديمقراطية أيضا.يقال: إن الإعلان عن الذمة المالية للحاكم من أولويات الديمقراطيات الحديثة، فهل سيعلن هؤلاء عن ذممهم المالية أم أنهم فوق الشبهات، وأن الشعوب تثق بهم ولا تريد أن تحرجهم؟!! ولكن: هل سيجرؤ أحد من أبناء الشعوب الديمقراطية أن يطلب منهم ذلك؟!!مجموعة من الحكام الذين يتحدثون عن الديمقراطية أحيانا يقولون إن شعوبهم ليست مؤهلة للديمقراطية ولهذا يجب أن تُحكم بالدكتاتورية!! والغالبية العظمى من الليبراليين العرب الذين صدّعوا رؤوسنا بالمطالبة بالديمقراطية هم أول من يرفضها ويحاربها إذا لم تأت بهم حكاما!! هم يريدون ديمقراطية تأتي على مقاساتهم وإلا فلا!! والضحية هي الشعوب التي تصدق هؤلاء أو تصدق أكاذيبهم.الديمقراطية العربية مجهزة على مقاسات الحكام؛ يستخدمونها متى شاءوا وينبذونها متى شاءوا أيضا، أما الشعوب فعليها أن تستمتع بالحديث عنها، وستبقى كذلك حتى تتضح لها تلك اللعبة وتتخذ مواقف تصب في صالحها.

880

| 20 مايو 2014

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4200

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1842

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1761

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1611

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1422

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

903

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

657

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

618

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

549

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
المقاومة برصاص القلم

ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...

495

| 03 ديسمبر 2025

أخبار محلية