رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الإمام الحسين سيد وابن سيد

للإمام الحسين - رضي الله عنه - مكانة عظيمة في نفوس المسلمين جميعا، وقد استمد هذه المكانة من مكانته الكبيرة عند رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم، كما استمدها من ملحمة الجهاد التي خاضها ضد الظلم والقهر والاستبداد، والتي قدم فيها ومن أجلها حياته وحياة عدد من أفراد أسرته - رضي الله عنهم أجمعين، وقدم فيها - أيضا - نموذجا فريدا في الإصرار والثبات على المواقف والمبادئ العظيمة مهما كانت التضحيات ومهما كانت الأثمان. الإمام الحسين - عليه السلام - تربى في منزل جده - رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا النوع من التربية لا يتكرر، وكان أثيرا لديه، وقصصه معه كثيرة روتها كتب الأحاديث وكتب التاريخ على حد سواء، ويكفي أن نعرف أن رسولنا الكريم قال عنه وعن أخيه الحسن - رضي الله عنهما: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، وقال الشيء نفسه عن أمهما فاطمة الزهراء - رضي الله عنها، فهي أيضا سيدة نساء العالمين، أما والدهما الإمام علي رضي الله عنه فمحاسنه ومآثره لا يستوعبها مقال مثل هذا المقال. في هذه البيئة الفريدة من نوعها ولد ونشأ الإمام الحسين ولهذا كان عطاؤه كبيرا يتناسب مع مكانته وعظمته، رضي الله عنه. قتل الإمام الحسين في العاشر من شهر المحرم، وفي معركة تحدث عنها المؤرخون طويلاً، ففيها من المآسي والأحزان والمواقف والعبر الشيء الكثير الذي لو تأمله المسلمون جميعاً بعين الخبير الفاحص المعتبر لتغيرت حالهم كثيرا ولأصبحت لهم المكانة الكبيرة التي خرج الإمام الحسين من أجل تحقيقها لهم جميعاً. المنابر الحسينية تنشط بصورة كبيرة في شهر المحرم، متحدثة عن الإمام الحسين وبطرق متعددة، والناس في هذه الأيام يقبلون على السماع وبنفوس مهيأة لتقبل المواعظ والنصائح، وكنت واحدا ممن يحضر بعضها، ولهذا فإن على الخطباء أن يكونوا على مستوى هذه المناسبة العظيمة، وأن يعملوا على نقل المستمعين من حالة مترهلة في كل شيء إلى حالة مغايرة تحقق الأهداف المتوخاة من دراسة تاريخ الإمام الحسين ومنهجه العملي في الحياة. عالمنا العربي والإسلامي يعيش حالة فصل رهيب بين تاريخه وبين واقعه، فالناظر إلى واقع المسلمين اليوم يجد أن هناك غزوا ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا عليها يراد منه أن تكون رهينة في يد أعدائها، كما تعيش أمتنا واقعا يهدد وجودها وكيانها الإسلامي الأصيل، فهناك غزو إعلامي وتعليمي لجعلها تنحرف عن منهجها الأصيل إلى مناهج بديلة لا تتفق مع توجهاتها وآمالها. إن حديثنا عن منهج الإمام الحسين الذي خرج مضحيا بحياته من أجل تغيير الظلم وإحقاق الحق في أمة جده محمد، صلى الله عليه وسلم، يدفعنا جميعا أن نعيد النظر في الأفكار الخاطئة التي نحملها، كما علينا إبعاد الضغائن والأحقاد التي قد يحملها بعضنا للبعض الآخر، وأن نعمل على توحيد جهودنا ضد أعداء الأمة المسلمة وليس إلى إضعاف بعضنا بعضا، فهذا ليس من منهج الإمام الحسين في شيء. وهذه الأيام التي نجعل فيها الإمام الحسين أمام أنظارنا دائما علينا محاكمة واقعنا على ضوء هدي القرآن وهدي رسولنا الكريم، فما وافقهما أخذناه وما خالفهما تركناه، فالحديث عن الإمام الحسين دون الأخذ بمنهجه، قولا وعملا، لا يكفي، بل ليست له قيمة تذكر، ففي هذه الأيام نرى أمامنا عدوا صهيونيا يعمل على هدم الأقصى وإخراج المسلمين منه ليستبدلهم بحثالة الصهاينة، والسائر على درب الحسين الجهادي لا يمكنه السكوت على هذا الواقع المؤلم الذي يهين ويذل أمة الإسلام كلها. هناك حياة تتصف بالكرامة والحرية يجب أن يستمتع بها كل مسلم ولكن هذا النوع من الحياة لا يتيسر للكثيرين من أبناء الإسلام ولأسباب كثيرة، وهذه الأيام تشكل فرصة مواتية للحديث عنها، وربط حياة وجهاد الإمام الحسين بها، فقد سخر الإمام بكل المخاطر من أجل تعميق فكرة الحرية بمعناها الشامل، وأوجد منهجا ربانيا دائما يستلهمه منه السائرون على دربه وعلى منهجه العظيم. الإمام الحسين لم يضحِ بحياته من أجل طائفة معينة، بل ضحى بها من أجل كل المسلمين، وكل المسلمين يعرفون مكانته وعلو قدره وتضحياته الجليلة، فهو إمام وقدوة لهم جميعا، فلنعمل جميعا من أجل وحدة المسلمين وعزتهم وكرامتهم، لأننا إن عملنا ذلك كنا أتباعا للإمام، قولا وعملا، ومن السائرين على منهجه حقا وصدقا، فهل ندرك ذلك؟!

1558

| 28 أكتوبر 2014

إنهم يعشقون العبودية!!

قال نجيب محفوظ: (ليس عجيباً أن فرعون ادعى الإلوهية إنما العجيب أن شعب مصر صدقوه) وقد يكون من الأعجب أن بعض الناس يستعذبون العبودية ويدافعون عنها ولا يرون لهم وجودا إلا فيها، وقد حكى لنا التاريخ صورا متعددة من ألوان العبودية وكيف أن بعض الحكام استعبدوا شعوبهم في ظل دعاية إعلامية ضخمة كان يقودها غالبا رجال الدين ومن على شاكلتهم، مقتنعين بما يفعلونه تارة ومستفيدين منه تارة أخرى. ومما حكاه القرآن الكريم وفسره التاريخ ما يمكن تسميته بـ (الحالة الفرعونية)، فكثير من فراعنة مصر دعوا الناس لعبادتهم، ومن هؤلاء رمسيس الثاني الذي استعبد بني إسرائيل، وكان يقول - كما ورد في القرآن - (أنا ربكم الأعلى)، وقد قاتل موسى عليه السلام عندما دعاه لترك ما هو عليه وعبادة الله وحده لكنه رفض ذلك كما رفضه كهنته والمقربون إليه، والغريب في الأمر - كما قال نجيب محفوظ - أن الكثيرين كانوا يعبدونه كما يعبدون غيره بقناعة وحب شديدين!! وقد نقل التاريخ قصة رواها سنوحي طبيب الفرعون (أمفسيس) وملخصها: أن هذا الفرعون كان طاغية مستبدا وفي ذات مرة طلب من الوجيه إخناتون أن يعطيه كل ما يملكه حتى زوجاته وقبل إخناتون لكنه طلب من الفرعون أن يبقي له داره وشيئا من المال يستعين به!! فغضب الفرعون من طلبه وأمر بقطع يديه ورجليه ورميه ليموت في الشارع ليكون عبرة لغيره!! قال سنوحي: عالجت الرجل وتمكنت من إنقاذ حياته وكنت ألاحظ أنه كان يتمنى الانتقام من الفرعون ولو على يد غيره!! ومات الفرعون بعد ذلك وحضر سنوحي مراسم الدفن وكان الكهنة يلقون الخطب في تمجيد الفرعون وحبه لمصر وللمصريين وكانوا يثنون على عدله ورحمته بشعبه!! يقول سنوحي: سمعت الحاضرين يجهشون بالبكاء وسمعت أحدهم يبكي أكثر منهم بكثير فالتفت لأرى من هو ففوجئت أنه إخناتون ذلك المعوق الذي جاء مشدودا على ظهر حمار ولما رآني مأخوذا بما أراه منه قال بصوت مرتفع: لقد كان أمفسيس على حق فيما فعله بي لأنني لم أستجب إلى أوامر الإله وهذا هو جزاء كل من يعصي الإله الذي خلقه وأحبه وأي سعادة أعظم للمرء من أن ينال جزاء أعماله الذي يستحق على يد الإله لا على يد غيره!! لقد أراد أن يقول لنا الطبيب سنوحي إن أكاذيب الكهنة ورجال الدين وتزويرهم للواقع هي التي تؤثر على عامة الناس وتجعلهم يستعذبون العبودية ويمارسونها بحب كبير، وهذا هو الدور الذي تقوم به الصحافة حاليا بمؤازرة رجال دين ومثقفين وتجار وغيرهم. لقد انتقلت فكرة العبودية للحاكم من الفرس والهنود والصينيين إلى العرب، فقد كانت تلك الشعوب تقدس حكامها ولا تسمح مناقشته في أي أمر يريده وإلا تعرض للموت والهلاك، وكان رجال الدين - خاصة - يحذرون من من سطوة الحاكم باعتباره إلها أو جزءا من الإله، وقد حرص حكام الدولتين الأموية والعباسية على تكريس تلك المفاهيم بين شعوبهم ووجدوا من يعطيها الغطاء الديني والسياسي، وقد تجاهل هؤلاء قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم)، كما تجاهلوا الحرية التي أعطاها الله سبحانه للبشر جميعا حتى في الحرية الدينية، قال تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، ولهذا فالقبول بأي نوع من أنواع العبودية لا يتفق مع أبسط قواعد الإسلام ويتنافى مع كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية التي كفلها له الدين - كل الأديان - وكذلك القوانين البشرية. الأوروبيون في القرن الخامس عشر عرفوا مبدأ العبودية للحاكم ؛ فظهر عندهم ما سمي بـ (الحق الإلهي) الذي رعاه الكهنة ودافعوا عنه بقوة، وقد اعتمد عليه بعض ملوك أوروبا في استعباد شعوبهم، ومن هؤلاء الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا، والملك تشارلز الأول ملك بريطانيا، فقد كان لهما سلطة مطلقة ولم يكن للشعب أي حق في مناقشتهما في أي شيء!! ولكن هذه العبودية انتهت بعد الثورة الفرنسية كما انتهت معها سلطة رجال الدين الذين كانوا يمهدون للحكام ويسوغون لهم كل أنواع الظلم والاستبداد ويلبسونه لباس الدين والتقوى. ذهب رجال الدين في أوروبا وذهبت معهم أكاذيبهم لكن الإعلام الهابط وفي كل أنحاء العالم حل محلهم وقام بمهنة الكذب والتدليس وصنع شخصيات مقدسة لا تقبل النقد ولا المناقشة، وحاولوا إقناع الشعوب أن تلك الشخصيات هي هبة من الله لهم، وأن عليهم شكر الله على تلك النعم والقبول بها والرضى وبكل فرح وسرور، ونجح الإعلام مرة وأخفق مرة أخرى لكن العبيد هنا أو هناك أثبتوا أنهم حاضرون وبقوة وأنهم سعداء بتلك العبودية التي تملأ جوانحهم وقلوبهم. الواضح أن المجتمعات التي تقبل العبودية هي مجتمعات لا حياة فيها، وأنها عاجزة عن بناء أي لون من ألوان الحضارة، كما أنها عاجزة عن الدفاع عن نفسها أو غيرها، وهذا الواقع ليس مستغربا على المستعبدين فهؤلاء ليس لهم قدرة على العمل والإنتاج العلمي والعملي وإنما كل ما يمكنهم القيام به هو خدمة أسيادهم وتنفيذ مطالبهم والتسبيح بحمدهم!! إن أسوأ أنواع الاستعباد هو ذلك النوع المغلف بالدين ؛ فالمستعبد في هذه الحالة يتلذذ بعبوديته، ويتقرب إلى ربه بفعلها، وينقلها إلى أولاده وأحفاده! والأسوأ من ذلك أن هذا النوع من العبيد هو الذي يسهم في خلق معبوده ويمده بطاقة القوة والبقاء وممارسة سلوكه الاستبدادي ضد شعبه. رأينا حكاما يمتطون ظهور ورؤوس شعوبهم وسط تصفيق هذا الشعب وفرحه، ورأينا شعوبا تقبل أيدي وأرجل حكامهم وربما ركبهم في بعض الأحيان، وأيضا كانوا سعداء بهذا العمل!! وهناك أنماط متعددة من هذا النوع من العبودية يظهر في بعض الدول وبمباركة من الحكام وكهنتهم وإعلامهم. العبيد لم ينفعوا أنفسهم ولن ينفعوا حكامهم قطعا ولهذا فمن مصلحة المجتمعات الحية أن تنفي خبثها وأن تحافظ على أصالتها كي تكتب لها الحياة الحقة ولكي تعيش إنسانيتها كما أراد الله لها أن تعيش، أما العبيد فهم في مزبلة التاريخ وسيبقون فيها حتى تعود لهم إنسانيتهم.

19372

| 21 أكتوبر 2014

مراقبة الإعلام بين الفشل والنجاح !!

تتحدث معظم دول العالم عن أهمية الحريات الإعلامية وتتباهى بإتاحة تلك الحريات لمواطنيها ، وتردد دائما : أن الصحافة هي السلطة الرابعة في الدولة !! هذه الأقوال وما يشبهها ربما نسمعها أحيانا من الدول التي تصنف على أنها من الأسوأ عالميا في مستوى الحريات وبكل أنواعها ، فالكل يريد تلميع وجهه وإن بالكلام الكاذب ولكن بعض الوجوه يستحيل تلميعها لأن كل الملمعات لا تقوى على تبييضها .وبصورة عامة فإن بعض دولنا العربية تعد من بين أسوأ دول العالم في مجال حرية الصحافة ، وبطبيعة الحال فهناك دول أكثر سوءا منها ومن بينها : كوريا الشمالية وفيتنام وإيران وغيرها ، ولا يعني هذا أن الدول الأوروبية أو أمريكا تتيح مجالا خصبا للحريات الإعلامية فهي الأخرى كابتة للحريات وإن بشكل أقل بكثير من غيرها - هذا في داخل بلدانها - ولكنها تحاربها بضراوة خارج حدودها خاصة أمريكا التي مارست دورا مشينا في حربها على الإعلام خاصة أثناء حربها على العراق وأفغانستان .مصر - هي الأخرى - وفي عهدها الجديد مارست قمعا إعلاميا كبيرا ؛ فقد تم قتل وسجن عددا من الصحفيين كما تم إغلاق الصحف والقنوات المعارضة للتوجه الجديد للدولة وما زال الأمر كما هو عليه حتى الآن .أما في البحرين - وقد كان بودي تخصيص مقال خاص عن الحريات الإعلامية فيها ولعلي أفعل ذلك لاحقا - فقد لاحظت في الآونة الأخيرة تضييقا مبالغا فيه على الحريات الإعلامية وتسييسا لها داخليا في بعض الحالات وهذا خطأ فيما أعتقد. وكان في ظني أن تتسع هذه الحريات خاصة وأن المسؤولة عنها السيدة سميرة رجب هي إعلامية في الأساس وكنت أقرأ لها وأسر بما تكتب وهي بهذه الصفات تدرك أهمية الحريات في رفع مستوى الأداء الإعلامي وتصحيح مسار العمل في أجهزة الدولة ، ولكن الذي تنشره بعض صحف البحرين لا يبشر بخير كثير في هذا المجال؛ فقد نشرت بعض الصحف أن هناك اتجاها للتضييق على مايكتب في التويتر وكذلك مراقبة المغردين ، وهذه المراقبة لها تبعاتها كما هو متوقع ، وقرأت أيضا أن السيد عيسى الشايقي رئيس تحرير جريدة الأيام ينتظر محاكمة بسبب رفع السيدة سميرة دعوى ضدة تتهمه فيها بالقذف والسب ، وقد كان من الأفضل إنهاء هذه المسألة وديا وهذا لمصلحتهما معا. وفي هذا السياق فقد قرأت قبل فترة حديثا للسيدة سميرة في جريدة العرب التي تصدر في لندن أكدت فيه على أهمية دور الإعلام في دعم الوحدة الوحدة الوطنية والخصوصية المحلية ، كما أكدت كذلك على أهمية البعد عن البث الطائفي وازدراء الأديان !! وكلامها جيد لاشك في ذلك ولكن تطبيقه عمليا لا يزال ضعيفا وأحيانا نرى عكس ذلك ؛ فقد قرأت بعض المقالات التي تحرض على الطائفية ومثلها أحيانا بعض البرامج التلفزيونية وهذا يشكل خطورة على أمن ووحدة البحرين وكان الأمل أن توقف السيدة سميرة رجب هذه الأشياء مادامت تدرك خطورتها وسوء عواقبها .التضييق على الإعلام أو على بعض المواقع الإلكترونية لن يفيد الدولة التي تفعله هذا إذا لم يتسبب في الإساءة إليها عالميا وحقوقيا بشكل خاص ؛ فالمواطن قادر على اختراق الحواجز ، والمنع قد يدفعله لفعل شيء ماكان سيفعله لولا حكاية المنع هذه !! سيبحث عن الممنوع بوسائل شتى حتى يعثر عليه ؛ فكل ممنوع مرغوب كما يقال ، والأفضل من ذلك أن ترفع القيود عن الإعلام وفي الوقت نفسه من حق كل من تضرر من شخص أن يرفع دعوى قضائية ضده وينتظر القضاء ليحكم له أو عليه ، هذا هو الصحيح وهذا هو الذي سيقنع المواطن بأن حرية الإعلام مكفولة وبشكل صحيح .ليس هناك حريات مطلقة في أي بلد في العالم وليس مطلوبا أن يحصل هذا بل إن خطره أكبر من نفعه ، والاستبداد ليس هو الحل البديل ، فالاستبداد مرفوض وهو طريق التمرد والرفض والإرهاب !! أعطوا الناس حرياتهم وأعطوهم حقوقهم وساووا بينهم في الحقوق والواجبات فإن فعلتم ذلك ستختفي السلبيات ، والمخطئ بعد هذا كله يعد منحرفا ويجب معاقبته ، وهذا النوع سيكون نادرا دون شك . صرامة الرقابة لن تحقق ماتريده الدول منها لأن الفشل سيكون حليفها ، ويتحقق النجاح بالحرية والعدالة والمسؤولية.

1318

| 14 أكتوبر 2014

التشرذم العربي هل يصلحه الحج والعيد؟!!

نعرف أن الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، ولا يتم إيمان المسلم إلا إذا حج مادام قادرا على ذلك مع زوال كل الأسباب التي تحول بينه وبين الحج. ونعرف أيضاً أن عيد الفطر يأتي بعد أداء فريضة الصيام التي هي ركن من أركان الإسلام، كما أن عيد الأضحى يأتي بعد أداء فريضة الحج وهي أيضا من أركان الإسلام الخمسة، ونفهم بداهة أن المسلمين يحتفلون بهاتين المناسبتين شكرا لله الذي وفقهم لأداء هذين الركنين ويسألونه الرضى والقبول. إن الإسلام في مجمله ركز على حسن العمل، فكل العبادات لا تكفي ما لم يؤد المسلم حقها بصورة عملية على أرض الواقع، فالحج يفرض على المسلم أداء نوع من العبادات العملية في أماكن محددة وأوقات محددة ولكن كل ذلك لا يكفي وحده؛ فأهداف الحج كثيرة ومن أهمها وأكثرها نفعا للمسلمين وللإسلام هو السعي لتوحيد المسلمين وجمع كلمتهم، ليكونوا خير أمة أخرجت للناس كما أراد الله لهم أن يكونوا؛ ولتعود لهم عزتهم وكرامتهم، وليحققوا إرادة الله لهم وهي نفع البشر جميعا وتحقيق الأمن والأمان لهم. في الحج تتمثل وحدة المسلمين بصورة عملية، فكلهم يلبسون اللباس نفسه، ويؤدون نفس العبادات في ذات الأمكنة، وربما تلهج ألسنتهم بنفس الأدعية ولربهم الواحد الأحد. ويأتي العيد ليؤكد على أهمية تلاحم المسلمين وأهمية وحدتهم؛ فهم - وفي كل بلادهم - يجتمعون بعضهم مع البعض الآخر، ويتفقد غنيهم فقيرهم، وكبيرهم صغيرهم، ويتزاورون فيما بينهم بغض النظر عن اختلاف المذاهب والأديان، ويتبادل حكامهم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة، وكل ذلك يقرب فيما بينهم، وهذا من أهم معاني العيد كما أنه من أهم معاني الحج في الوقت نفسه. هذه الوحدة التي نراها في أيام الحج كما نراها في أيام العيد لابد من العمل على تحقيقها في واقع المسلمين طيلة أيام السنة بل طيلة الدهر لأنها من أسس دينهم وعقيدتهم لاسيَّما في أوقات الضعف والتفرق كما هو عليه الحال في أيامنا هذه. إن الناظر في وضع البلاد العربية يرى بوضوح مدى الضعف الذي تمر به، فلا تكاد تجد دولة عربية تخلو من مشاكل داخلية تكاد تعصف بها، فمن ليبيا إلى مصر وسوريا والعراق واليمن والصومال ولبنان حيث نرى اقتتالا داخليا رهيبا وأعمالا إرهابية وتدخلا خارجيا أدى إلى إضعاف تلك الدول كلها وجعلها معرضة لكل أنواع المخاطر، ودول الخليج هي الأخرى لا تخلو من مشاكل داخلية وتهديدات خارجية مع تفاوت فيما بينها في حجم هذه المشاكل وطبيعتها!! وهنا لابد من التأكيد على الحالة البحرينية لأنها في رأيي هي الأكثر خطورة لأنها تعتمد على الطابع المذهبي وهو الأخطر عادة، وقد كتبت عن هذا الموضوع أكثر من مرة وأوضحت أن العدالة بين جميع مكونات الشعب هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في البحرين فالسني والشيعي هم مواطنون لا فرق بينهما، وما يتمتع به السني في البحرين يجب أن يتمتع به الشيعي سواء بسواء وهنا يحدث الاستقرار للجميع وتمضي الدولة في تقدمها من كل الوجوه. الحالة اليمنية بدأت تأخذ طابعا مذهبيا بشعا وغريبا على اليمن، وبدأ أمنها يختل وبصورة سريعة والقادم أسوأ بكثير إن لم يتم تدارك الأمر وقبل استفحاله، ومسؤولية دول الخليج هنا أكثر من غيرها لأن الحوثيين إذا تمكنوا من اليمن فإنهم سيشكلون خطرا حقيقيا على الخليج خاصة على المملكة العربية السعودية. إن حالة دولنا العربية - التي أشرت إليها - أغرت أعداءها باستغلال ثرواتها بأبخس الأثمان، كما أن بعض هؤلاء الأعداء يريدون تركيعها لتكون مطية للصهاينة يعملون من أجل الدفاع عنهم سواء أكان هذا الدفاع بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأسوأ ذلك إضعاف روح المقاومة والجهاد ضد الصهاينة وأيضا الصمت على جرائمهم التي يرتكبونها ضد الفلسطينيين. الحج والعيد فرصة حقيقية لكي يفكر قادة المسلمين وعلماؤهم وأثرياؤهم في وضع خطوات عملية قابلة للتطبيق تقرب المسلمين بعضهم من البعض الآخر، وتزيل الاختلافات التي بينهم، وتجعلهم يستخدمون ثروات بلادهم وعقول أبنائهم فيما يقويهم ويجعلهم قادرين على حماية أنفسهم وتحقيق الأمن والرخاء لشعوبهم. وفي ظني أن هذا ممكن التحقيق ولكنه لن يتحقق إلا إذا تجرد الحكام من الأطماع الشخصية وأحلوا مكانها مصالح بلادهم وشعوبهم وآمنوا أن شعوبهم هم سندهم الحقيقي وليس العدو الخارجي الذي يظنونه قريبا منهم ولكنه يلفظهم إذا أدوا مهمتهم ويبحث عن سواهم والشواهد التي رأيناها كثيرة. وإلى جانب الحكام يجب أن يقف المثقفون ورجال الإعلام وسواهم. لست في حاجة إلى التذكير بأن تحقيق شكل من أشكال الوحدة بين المسلمين ليس مستحيلا، فقد كانوا موحدين وفي دولة واحدة ولمئات السنين وعندما أدرك الغرب خطورة هذه الوحدة عليه ومن واقع تجارب كثيرة عمل على تفتيتها ونجح بعد محاولات متعددة حيث استطاع إسقاط الخلافة العثمانية، ومن ثم احتلال مجموعة من بلاد المسلمين، وتفتيت مجموعة أخرى، وكلنا سمع ما تردده بعض الدوائر الغربية والأمريكية عن وجود نوايا لتمزيق دول أخرى وكأن التمزيق السابق لم يرو ظمأهم ولم يحقق أهدافهم الاستعمارية الخبيثة فسعوا إلى زيادة ذلك التمزيق ليزيد ضعفهم ضعفا. وإذا كنا ندرك صعوبة الوحدة بين دول العرب أو حتى مجرد التفكير فيها حاليا لأن أمامنا تجارب مؤلمة في هذا الاتجاه وآخرها ما حدث بين دول الخليج فإننا نأمل أن تتصالح كل دولة مع شعبها - أولا - ثم إيجاد نوع من التعاون بين دول العرب من جهة وبينها وبين الدول الإسلامية من جهة أخرى - ثانيا - لأن ذلك يصب في مصلحتهم جميعا وربما هو الذي يحميهم من أعدائهم الذين يتربصون بهم.

528

| 07 أكتوبر 2014

سقوط صنعاء هل يعيد دولة العبيديين؟

كان سقوط صنعاء في أيدي الحوثيين أمرا متوقعا، فكل تسلسل الأحداث التي سبقت السقوط كان يؤشر على ذلك وبكل وضوح، وقد نبهت إلى ذلك مرارا، خاصة بعد أن احتل الحوثيون مدينة دماج وأجبروا الدولة على تهجير كل سكانها وتفريقهم في شتى مدن اليمن وكل ذنب هؤلاء أنهم كانوا سلفيين لا يتفقون مع الحوثيين في معتقداتهم كما كانوا في الوقت نفسه يحذرون من مذهبهم العقدي وطموحاتهم السياسية، وزاد الأمر وضوحا بعد احتلال عمران ومن ثم محاصرة صنعاء لمدة طويلة، وطوال تلك الفترة لم تتخذ الحكومة اليمنية أي إجراءات حقيقية لمنع الحوثيين من احتلال صنعاء حتى تم لهم ما أرادوا وبطريقة دراماتيكية طرحت عشرات الأسئلة حول الظروف التي مكنتهم من احتلال عاصمة اليمن بكل يسر وسهولة، وقد قيل الكثير حول ذلك وكان من أشهر ما قيل: إن هناك تدخلا محليا ودوليا إلى جانب الحوثيين وهو الذي مكنهم من احتلال صنعاء وبسط نفوذهم عليها وعلى كل مفاصل الدولة المهمة.سقطت صنعاء ولم نسمع لسقوطها دويا، ولا حتى عبارات الاستنكار المعتادة، ولم يتحدث الإعلام العربي عن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون قبل وبعد السقوط، لقد ارتكب هؤلاء جرائم مروعة في حق مخالفيهم، فقد فجروا دور تحفيظ القرآن الكريم ومراكز الحديث الشريف، كما هدموا مساجد مخالفيهم في العقيدة وفرضوا على بعض المساجد أئمة ممن يتفقون معهم في المعتقد.أما الإعلام بكل أنواعه فقد استولوا عليه بالقوة، كما لاحقوا الإعلاميين المخالفين لهم، أما قتل مخالفيهم وملاحقتهم وسرقة منازلهم فحدث عن ذلك ولا حرج، لقد فعلوا ذلك قبل وبعد توقيعهم على الاتفاقية الأمنية، وفوق ذلك كله فقد سرقوا كمية كبيرة من أسلحة الجيش ونقلوها إلى مخازنهم في عمران استعدادا للحرب القادمة التي يخططون لها.حرص الحوثيون على تقديم أنفسهم على أنهم يعملون على خدمة الشعب اليمني والمطالبة بحقوقه، كما أنهم حرصوا، في الوقت نفسه، على تقديم أنفسهم للرأي العام الأمريكي خاصة، والعربي عامة، على أنهم سيحاربون الإرهاب في اليمن، خاصة القاعدة والإخوان المسلمين في اليمن، وهذا نوع من الاستجداء الرخيص لمن كانوا يصفونهم بأبشع الصفات ويدعون عليهم بالموت في بعض الأحيان.احتفل الحوثيون بانتصارهم في صنعاء بصورة كبيرة تدل على استخفافهم بكل اليمنيين، واحتفل معهم لهذا الانتصار - وإن بطرق متنوعة - الإيرانيون الذين كانوا فرحين لهذا الانتصار، لأنهم اعتبروه انتصارا لهم، وقد عبر عن تلك الفرحة عدد من الإيرانيين، منهم السيد علي رضا رازكاني النائب في مجلس الشورى الإيراني الذي قال: إن عاصمة عربية رابعة دخلت تحت الهيمنة الإيرانية وهي صنعاء، أما السيد محمد صادق الحسيني الإعلامي الإيراني المعروف، فقد كان أكثر فرحا من سابقه، حيث أكد أن عبد الملك الحوثي أصبح زعيم اليمن وسيد الجزيرة العربية بلا منازع.وأكد أن إيران وبعد سقوط صنعاء في أيدي الحوثيين أصبحت سيدة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط كذلك، وقال: إن إيران هي من باتت قادرة على صنع خريطة المنطقة الجديدة التي لا مكان للسعودية فيها.الفرح بانتصار الحوثيين رأيناه عند البعض في بعض دول الخليج وبيروت وكأن هذا الانتصار أعاد لكل هؤلاء الأمل في بسط نفوذهم على العرب، كما كان الحال عليه في عهد الدولة العبيدية ذات التوجه الشيعي الإسماعيلي والتي حكمت المغرب العربي وشمال إفريقيا ومصر والشام والحجاز ولمدة ٢٨٨ عاما، فقد بدا لبعض هؤلاء أن الوقت قد أصبح ملائما لهم وأن الأوضاع السياسية في المنطقة العربية تصب في صالحهم ولهذا فإن عليهم اغتنام هذه الفرصة التي سنحت لهم وبأسرع وقت ممكن. احتلال صنعاء ومحاولة فرض الحوثيين مذهبهم العقدي بالقوة وبالقتل أحيانا سيفجر حربا مذهبية رهيبة في المنطقة العربية وفي دول الخليج على وجه الخصوص، كما أنه في الوقت نفسه سيضاعف من الإرهاب في اليمن، وقد رأينا كيف أن القاعدة أعلنت أنها ستتولى محاربة الحوثيين، وأعتقد أن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون والتي أعتقد أنهم سيرتكبونها مستقبلا ستدفع أعدادا كبيرة من اليمنيين إلى الالتحاق بالقاعدة دفاعا عن معتقداتهم وعن أنفسهم أيضا، وسيجد هؤلاء حاضنة شعبية لهم بين اليمنيين، وهذا النوع من الحروب قد لا يتوقف في اليمن، بل ربما يطال دول الجوار، وهذا ما أرجحه. الحوثيون يحاولون إقناع الآخرين ومنهم اليمنيون، أنهم لا يريدون حكم اليمن وأنهم وقعوا على كل الاتفاقيات التي تجعل الدولة هي التي تحكم اليمن فعلا، وأنهم إنما يبحثون عن المشاركة الفعلية في إدارة شؤون البلاد، مثل غيرهم من القوى اليمنية الأخرى، والواقع الفعلي يقول عكس ذلك تماما، فهم ما زالوا يتحكمون في كل مفاصل الدولة وسيحاولون الاستمرار في التحكم في كل شؤون اليمن وربما يتخذون من نموذج حزب الله في لبنان، فهذا النموذج يحقق لهم التحكم في اليمن وبسط سيطرتهم عليه وبدون خسائر تذكر.سقوط العاصمة العربية الرابعة في أيدي الإيرانيين فتح شهيتهم للتمدد في عالمنا العربي وفي الخليج على غرار دولة العبيديين، وقد عبر عن هذه الرغبة أكثر من مسؤول إيراني وغير إيراني أحيانا، وإذا كان لكل دولة الحق في السعي لتحقيق مصالحها، فإن لإيران الحق مثل غيرها من الدول في السعي لتحقيق مصالحها وإن كانت على حساب العرب ومصالحهم، واللوم هنا يقع على العرب عامة وعلى دول الخليج خاصة الذين لم يعملوا من أجل تحقيق مصالحهم وإنما انشغلوا في صراعات تافهة لم تحقق لهم إلا الخسران.قطعا كان بإمكانهم كسب الوضع في اليمن وفي سوريا والعراق أيضا، لكنهم فرطوا في ذلك كثيرا، مما جعل الأمر سهلا لإيران كي تكسب تلك المواقع المهمة لصالحها.ما كنت يوما ضد إيران، باعتبارها دولة مسلمة ووقفت كثيرا إلى جانبها المقاوم للصهاينة وأيضا مساعدة المقاومين، وقد قلت أكثر من مرة إنني مع إيران في حقها في امتلاك السلاح النووي بكل أنواعه مادامت إسرائيل تملك هذا السلاح، ولكن ذلك كله لا يجعلني أقف معها عندما أسمع أنها تنوي الامتداد إلى محيطنا العربي أو الخليجي، ولا أستطيع الصمت عما أراه من استخدام الطائفية البغيضة في اليمن ورغم أنوف الآخرين، لأنني أعلم مخاطر ذلك على الخليج كله. دول الخليج مدعوة للوقوف بحزم إزاء ما يجري في اليمن وإن كان الوقت قد تأخر كثيرا ولكن لا يزال بإمكانها تحقيق بعض المكاسب، وإذا كانت دول الخليج تحارب الإرهاب في العراق وسوريا، فإن انتشار الإرهاب في اليمن سيكون أكثر خطرا عليها من الإرهاب هناك.

1453

| 30 سبتمبر 2014

الحرب الأمريكية والفصائل المعتدلة !!

بعد سكون وصمت طويلين خرجت أمريكا لتبشر عالمنا العربي بأنها ستقود حلفا عالميا لمحاربة إرهاب داعش في العراق!! كما أعلنت في الوقت نفسه أنها ستقف إلى جانب الفصائل السورية المعتدلة لكي تمكنها من مقاتلة داعش في سوريا وكذلك مقاتلة جيش الأسد، ولكنها أكدت أن حربها وحلفاءها مع داعش قد تطول عدة سنوات!!صنّفت أمريكا وغيرها (داعش) أنها منظمة إرهابية - ونتفق معها في هذه التصنيف - كما أكد وزير خارجيتها (جون كيري) أن داعش تمارس أعمالا لا تتفق مع الإسلام، وأيضا نتفق مع جون على ما قاله، وقد قلته قبله ومرارا، ولكن هناك قضايا يصعب علينا فهمها وتحتاج من الرئيس أوباما ووزير خارجيته إلى توضيحها ليس لي وحدي بل لكل المسلمين في العالم فهم مثلي في أمس الحاجة لفهم بعض المصطلحات الأمريكية الغامضة!!أولا: مصطلح الإرهاب أخذ زخما عالميا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد اتكأ عليه الأمريكان لتبرير احتلالهم لأفغانستان والعراق، ولأنهم يحاربون الإرهاب - كما يدعون - فليس هناك مايمنعهم من قتل أكثر من مليون مسلم وجرح وتشريد أضعاف هذا العدد، ومنذ أحداث عام ٢٠٠١م - وقد قيل عن هذه الأحداث ما قيل - حاول الكثيرون وفي اجتماعات كثيرة جعل الأمريكان يحددون بدقة معنى مصطلح الإرهاب لكنهم عجزوا عن ذلك!! فالأمريكان رفضوا مرارا طرح معنى دقيق للإرهاب لتبقى لديهم القدرة على تكييف المعنى وإنزاله على الواقع كما يريدون، ولهذا رأينا أن هناك تناقضات كثيرة يستحيل فهما في هذا الاتجاه ؛ فداعش إرهابية لأنها قتلت مئات الأبرياء وبدأت تتمدد هنا وهناك على حساب الآخرين، ولكن هناك كثيرون فعلوا أسوأ مما فعلته داعش ولم نر أن أمريكا تحركت لقتالهم أو حتى وصفهم بالإرهابيين!! ومن هؤلاء: بشار الأسد الذي قتل أكثر من مائتي ألف وشرد بضعة ملايين، ومنهم مجموعة من الميليشيات الشيعية في العراق منها: عصائب الحق وفيلق بدر وغيرها، وأيضا الحوثيون في اليمن، وحكومة بورما التي قتلت الآلاف وغيرها من الدول والجماعات فكل هؤلاء لا تنطبق عليهم مواصفات أمريكا للإرهاب والإرهابيين ويبدو أن السبب هو أن القتلى هم من المسلمين السنة!!ثانيا: قرر الأمريكان ومن تحالف معهم على مساعدة ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا!! ومرة أخرى من هي المعارضة المعتدلة؟ وما هي مواصفات الاعتدال التي تجعلنا نعرف ببساطة أن هذه جماعة معتدلة وأن غيرها لا تنطبق عليه مواصفات الاعتدال؟!هذا الغموض - وهو مقصود دون شك - يصب في مصلحة أمريكا تماما وذلك مثل مصلحتها في جعل مصطلح الإرهاب غامضا!! الجميع سوف يتساءل: من هي الجماعات المعتدلة حاليا في سوريا وما هي ميولهم السياسية وما هي علاقتهم بأمريكا ومتى بدأت؟!! طبعا لا أحد سيجد إجابة واضحة على هذا السؤال لأن أمريكا وحدها هي من تعرف الإجابة وهي من تحدد معنى الاعتدال، ولكن هناك بعض تسريبات من داخل سوريا تقول: إن هناك حوالي إثني عشر جماعة يمكن لأمريكا اعتبارها معتدلة منها: حركة حزم وجبهة ثوار سوريا وصقور جبل الزاوية وجماعات أخرى شبيهة في توجهاتها بالجماعات التي أشرت إليها. وقيل إن هناك علاقات بين هذه الجماعات وبين أمريكا بشكل أو بآخر!! إذن فأمريكا ستتعاون مع جماعات معتدلة داخل سوريا ولكن ماذا ستفعل هذه الجماعات بحسب الرؤية الأمريكية؟ قيل: إن عليها أن تحارب داعش في سوريا!! وقيل: إن أمريكا ستعطي سلاحا - ذو مواصفات خاصة - لهؤلاء المعتدلين كي يقاوموا نظام الأسد!! والواضح من مواصفات ذلك السلاح أنه لا يراد منه القضاء على نظام الأسد بل إطالة الحرب لهذه سنوات كما ذكر الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه!! الواضح لي أن أمريكا ضخمت وبصورة هائلة قوة داعش ؛ فماذا تملك داعش من العدد والعدة مقارنة بأمريكا وحدها؟! فكيف بأربعين دولة مجتمعة وقد يزيد هذا العدد مستقبلا!! وهل ستصمد داعش عدة سنوات أمام هذه القوى كما قال القادة الأمريكان؟! ثم لماذا تشددت أمريكا ضد داعش العراق وتساهلت كثيرا أمامهم في سوريا ومعروف أنهم قد ينسحبون في أي لحظة إلى الداخل السوري ثم يعودون متى ما رأوا الفرصة سانحة إلى العراق!!الأمريكان يعرفون قبل غيرهم أن داعش لا تشكل خطرا عليهم فماذا بقدرتها فعله تجاههم وهي لا تملك من مقومات القوة شيئا يعتد به؟! إن الذي أرجحه أن أمريكا بحاجة إلى المال فوجدت في هذه الحرب وفي إطالتها فرصة سانحة لتحقيق تلك الحاجة، هذا بالإضافة إلى أن أمريكا ومنذ سنوات طويلة وهي تحارب وبوسائل متعددة الإسلام السني المعتدل، وهذه الحرب هي التي تسببت وبصورة كبيرة إلى نشوء مسلمين غلاة متطرفين، والصورة الأوضح تبدو في سوريا، فلم تظهر أي جماعة متطرفة إلا بعد مدة طويلة من بداية الثورة وبعد أن صمتت أمريكا طويلا على جرائم الأسد بل ولم تسمح آنذاك بتسليح الثوار السوريين المعتدلين وكان فعلها من أهم أسباب نشوء التطرف في سوريا ومثلها العراق مع بعض الفوارق.مجموعة كبيرة من علماء العراق وسوريا ومن مثقفيهم رفضوا التدخل الأمريكي ومن معهم في العراق أو في سوريا وأكدوا أن هذا التدخل سيزيد التطرف في كلا البلدين، كما أكدوا أن كل ما سيفعله الحلف هو قتل قلة من داعش وكثرة كثيرة من الأبرياء على غرار ما يحدث في أفغانستان والعراق واليمن وهذا هو الذي يوجد الغلاة والمتطرفين. إن من مصلحة الفصائل السورية أن توحد جهودها ضد هدفها الذي قامت من أجله كي لا تترك فرصة لمن يتدخل في شؤونها، وعليها الابتعاد عن الغلو والغلاة، أما أمريكا واتحادها فعليهم معرفة أن عدم عدالتهم ستبقي الغلو مستمرا في المنطقة وإذا كان لأمريكا مصالح خاصة فعليها أن تحققها بغير إراقة دماء المسلمين سواء في العراق أم في سوريا.

1241

| 23 سبتمبر 2014

مَن تحارب أمريكا؟ الإرهاب أم الإسلام؟

هوس الحرب على الإرهاب بدأ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م، ومع أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قيل فيها الكثير ومن ذلك أن هذه الأحداث صناعة أمريكية بحتة، إلا أن تعاطف العالم مع قتلى تلك الأحداث كان كبيرا، مما مكن للرئيس الأمريكي آنذاك (بوش الابن) أن يحشد العالم حوله بدعوى محاربة الإرهاب. ومنذ بداية تلك الحرب أعلن (بوش) أنه سيخوض حربا صليبية، ومعروف عند المسلمين كما هو عند النصارى إيحاءات تلك الحرب التي دعا إليها البابا اربان الثاني للقضاء على الإسلام واسترجاع بيت المقدس من أيدي المسلمين، وهذه الحرب استمرت حوالي مائتي عام وقتل فيها مئات الآلاف من الطرفين، ومع أن (بوش) حاول تعديل سقطته إلا أن أفعاله التي تلت تلك التصريحات أثبتت أنه كان يعني ما يقول.مجموعة من الأمريكان وغيرهم أكدوا ما قاله (بوش)، ففوكوياما فسّر الحرب على الإرهاب بأنها حرب على العقيدة الإسلامية الأصولية التي ترفض العلمانية، أما برنارد لويس صاحب نظرية تقسيم البلاد العربية فقد قال: إن الحرب على الإرهاب هي في الحقيقة حرب بين الإسلام والغرب، ثم قال: إنها حرب بين الأديان، أما الكاتب الصحفي الأمريكي اليهودي توماس فريدمان فلم يذهب بعيدا ولكنه جعل الحرب في حقيقتها حرب على المدارس الإسلامية ورأى أنه يجب تغيير المناهج لكي يقبل الطلاب المسلمون السياسة الأمريكية بنفس القدر الذي يقبلون فيه الشطائر الأمريكية.الحرب الأولى انتهت باحتلال أفغانستان والعراق، وهذا الاحتلال خلّف عشرات الآلاف من القتلى وأكثر منهم من الجرحى والمعوقين، كما أنه دمر البلدين اقتصاديا ومعنويا، والأسوأ من هذا أنه تسبب في إحداث تفرقة عنصرية ومذهبية ما كانت موجودة قبل تلك الحرب وما زالت آثارها المدمرة موجودة حتى الآن. وخرجت أمريكا شكليا من البلدين ولكن نفوذها لا يزال كبيرا فيهما، ويكفي أن نعرف أن سفارة أمريكا في العراق هي أكبر سفارة لها في العالم، ولا أظن أنها ستترك هذين البلدين بعد أن أنفقت مليارات الدولارات وتكبدت خسائر بشرية كبيرة، فلابد لها أن تحقق مكاسب تفوق ما خسرته كثيرا، لاسيَّما ونحن نعرف أنها لم تقم بذلك العمل من أجل سواد عيون العرب أو المستضعفين العرب. يبدو أن الرئيس (أوباما) يرغب في إكمال ما بدأه سلفه (بوش) فلم يجد مطية مناسبة يمتطيها إلا الإرهاب، وللأسف فإن بعض الحكام امتطوا الإرهاب لكي يرهبوا شعوبهم، فكل معارض مهما كان نوع معارضته فهو في عرفهم إرهابي، وإذا أُطلق عليه ذلك الوصف فهذا يعني أن على الجميع أن يصمتوا وأن يتركوه لمصيره مهما كان ذلك المصير. وجد (أوباما) في دولة الخلافة المعروفة اختصارا بـ(داعش) فرصته الجيدة، فالكل يرى أن هذه الدولة تمارس الإرهاب وهي تقوم بأفعال شنيعة لا تمت للإسلام بصلة، ولا يمكن لأي محايد الدفاع عنها، وإرهابها ليس ضد النصارى أو الفرق الأخرى ولكنه وبالقدر نفسه ضد المسلمين السنة والسلفيين منهم أيضا، ولذلك قدمت داعش نفسها على طبق من ذهب لأوباما كي ينفذ مخططه على الأرض العربية. ولكن هناك أسئلة ملحة في سياق هذه الحرب طرحها البعض وهناك أسئلة أخرى سيطرحها آخرون، فالسؤال عن الأسباب الحقيقية عن الدعوة لها وعن جدواها وكذلك عن المستفيد منها ومن الخاسر الأكبر من قيامها، كل تلك الأسئلة وغيرها أمر مطلوب ومشروع، خاصة من العرب، لأنها ستقع فوق أرضهم وهم من سيتحمل آثارها ربما لمئات السنين القادمة، والسؤال الأهم هو: هل داعش من القوة بحيث تستحق حشدا عالميا ضدها؟ حوالي أربعون دولة تقودها أمريكا تتحدى ضد ميليشيات لا يزيد عددهم في أحسن الأحوال على ثلاثين ألفا.ومع الفارق الهائل بين الحشد الأمريكي وبين داعش فإن الرئيس الأمريكي قال: إن حربه ضد داعش قد تستغرق سنوات، وهذا يعني أن المنطقة العربية ستبقى تعيش صراعا داخليا لعدة سنوات قادمة سينهكها كثيرا وأعتقد أنه سيمزقها داخليا، وإذا كان الأمر كذلك فما هي مصلحة العرب من تلك الحرب؟، ثم ألا يستطيع العرب - أو بعضهم - القضاء على داعش؟ أين الجيوش العربية وأين الأموال الهائلة التي صرفت على تسليحها وثم ما هي فائدتها إذا كانت لا تستطيع حماية دولها من عصابات لا تملك إلا القليل القليل مما تملكه تلك الدول وجيوشها؟، وثم لماذا دائما أمريكا هي المتصدرة في الدفاع عن العرب حتى من ميليشيات لا تشكل أهمية أمام القوة العربية - أو هكذا يجب أن يكون؟!! قصة أن داعش تهدد الأمن الأمريكي قصة يصعب تصديقها، خاصة في ظل ما يقال عن دوافع وأسباب نشأتها وعلاقة أمريكا بكل ذلك شيء آخر لافت للنظر في موضوع داعش وهو تمددها السريع واللافت للنظر في كثير من جوانبه، فالجيش العراقي انهزم سريعا أمام مسلحي داعش في الموصل، تاركا أسلحته غنيمة سهلة لهم، وأيضا انهزم جيش البشمركة مع اشتهاره بالقوة والتدريب الجيدين، والسؤال: ألم تكن أمريكا تراقب ما يحدث في العراق؟ ولماذا سمحت لداعش بالاستيلاء على مساحات كبيرة جدا دون أن تفعل شيئا؟. أسئلة أخرى أراها تستحق الطرح، منها أن وزراء الاتحاد الأوروبي قرروا في اجتماعهم السابق تسليح الأكراد فقط، فلماذا الاقتصار على الأكراد، وهل هم وحدهم الذين سيقاتلون تنظيم داعش؟! السنة معنيون أيضا بقتال داعش فلماذا لم يسلحوا أيضا؟ أليست هذه رسالة سلبية للسنة في العراق وفي سوريا أيضا؟! أم أن عدم تسليح السنة مقصود لأغراض أخرى؟! أعتقد أن تسليح الأكراد وحدهم قد يسيء لهم أيضا، فمن السهل هنا اتهامهم بالعمالة لأمريكا وتجييش الطوائف العراقية الأخرى ضدهم، فهل هذا مقصود أيضا؟ ثم لماذا تجاهل أوباما دواعش سوريا؟ أليسوا نسيجا واحدا وطائفة واحدة ودولة واحدة؟ فهل المقصود تحقيق مصالح يهودية ومنها إضعاف سوريا وإنهاكها عسكريا لتصبح لقمة سائغة لليهود متى ما أرادوا؟ ثم ما دامت هذه حرب على الإرهاب كما قال أوباما، فلماذا صمت عن إرهاب الصهاينة وقد قتلوا آلاف الفلسطينيين ودمروا مدنهم واستخدموا الأسلحة المحرمة دوليا؟ بل ولماذا وقف إلى جانبهم وقدم لهم الأسلحة التي استخدموها لقتل الفلسطينيين؟ هل هو من يحدد مواصفات الإرهاب وبحسب المقاسات التي يريدها؟ وهل يصدق السيد أوباما أن العرب سيصدقون أنه فعلا يحارب الإرهاب كما يدعي؟ كلنا نقف مع من يحارب الإرهاب، وكلنا يرى ممارسات داعش الإرهابية التي تخالف تعاليم الإسلام وسماحته، وكلنا نتمنى أن تتوقف هذه الممارسات، ولكننا في الوقت نفسه لا نتفق مع الوسائل التي تتبعها أمريكا في حربها على الإرهاب، لأنها تحارب إرهابا خاصا يخدم مصالحها هي لا مصالح العرب، حربها على الإرهاب موجهة أساسا ضد السنة وضد الإسلام بشكل عام وهذه الحرب ستضعف العرب وستفرقهم شيعا وأحزابا يضرب بعضهم رقاب بعض باسم الطائفية والحزبية والمذهبية وغيرها من وسائل التفرقة الأخرى.الحرب على الإرهاب تستوجب قبل ذلك تحقيق العدالة بين جميع طوائف الشعب، وتأمين المتطلبات الأساسية للشعوب، ومنحهم الحريات العامة كي يعبروا عن حاجاتهم دون خوف أو وجل، وبدون ذلك تبقى الحرب على الإرهاب مجرد أمنيات صعبة المنال.

4670

| 16 سبتمبر 2014

في انتظار عودة السفراء

قبل حوالي ثلاثة وثلاثين عاما أعلنت دول الخليج عن إنشاء ما أطلقت عليه، مجلس التعاون الخليجي، وتحدثت صحافة الخليج آنذاك عن الآمال الكبيرة التي تنتظر دول الخليج في القريب العاجل، كما تحدثت عن المستقبل الجميل الذي ينتظر شعب الخليج، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.صدقنا آنذاك هذه الوعود، فدول الخليج تمتلك من المقومات ما يجعلها تحقق كل ما وعدت به وأكثر، ومضت السنة تلو الأخرى، ومضى اجتماع تلو آخر في هذا البلد أو ذاك ولم ير الخليجيون مما وُعدوا به شيئا، وبدأت الآمال تخبو شيئا فشيئا، حتى بدا أن معظم الخليجيين ما عادوا يكترثون لتلك الاجتماعات التي يعقدها زعماؤهم، فهم يسمعون جعجعة ولا يرون طحنا.ثلاثة وثلاثون عاما مضت لم يتحقق فيها للخليجيين شيء يُذكر، كلّ شيء على حاله، والوعود هي ذات الوعود، ولكنها بقيت وعودا تتلوها بيانات باهتة ما عاد يشعر بها أحد. ومع سوء الحال الخليجي ومع ضعف التعاون، إلا أن الأمر ازداد سوءا بعد الربيع العربي، حيث تفرق القوم ما بين مؤيد لذلك الربيع أو معارض له، ثم فوجئ الخليجيون ذات يوم فإذا بثلاث دول خليجية تسحب سفراءها من قطر لأسباب لم تُذكر بدقة، وإنما حاول كل خليجي أن يستنبط ما يراه سببا يبرر عملية سحب السفراء من دول أمضت ثلث قرن وهي تتحدث عن أهمية وجود وحدة خليجية بين دولها، فإذا بهذه الوحدة تنقلب إلى تفرق ما كان له أن يحدث مهما كانت الأسباب. دول الخليج تعيش حاليا أوضاعا استثنائية، فهناك أعداء يحيطون بها من كل جانب، عصابات الإرهاب التي تهددها، والحوثيون ومن معهم، كما أن الأوضاع في العراق وسوريا ومصر وليبيا كلها تؤثر على استقرار دول الخليج ووحدته، ولا يمكن هنا إغفال الدسائس الصهيونية والأمريكية، فهؤلاء يعملون كل شيء لابتزاز دولنا ولهم في هذا الباب وسائل كثيرة، فإذا أضفنا لهذا كله الخلافات الداخلية المزعجة في بعض دول الخليج أدركنا أن أي خلاف بين دول الخليج قد يضع كل هذه الدول في دائرة الخطر الذي قد يصعب عليها تجاوزه. الخليجيون كلهم يتطلعون إلى إنهاء الخلافات بين دولهم، فالشعب الخليجي يشكل وحدة واحدة، وهو مترابط بشكل كبير نعرفه جميعا، ولهذا كانت ردة فعله سلبية على قرار سحب السفراء، كما أن ردة فعله إيجابية على تصريحات وزيري خارجية عمان والبحرين تجاه ذات الموضوع.وزراء الخارجية اجتمعوا في جدة قبل أيام من أجل موضوع لمّ الشمل بين قطر والدول الثلاث التي سحبت سفراءها من قطر، وكالعادة لم يكن بيان الوزراء واضحا يحدد بدقة طبيعة قرارهم، ولكن تصريح السيد وزير خارجية عمان أعطى انطباعا بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، فقد أكد أن الأزمة أصبحت جزءا من الماضي وأنها حُلت داخل البيت الخليجي، وقال أيضا: إن الدول الثلاث ستعيد سفراءها إلى الدوحة.لكن الوزير لم يقل متى ولا ماذا تم في ذلك الاجتماع. وفي السياق نفسه جاءت تطمينات النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة، الشيخ خالد الحمد الصباح، فقد ذكر أن عودة السفراء قد تكون في أي وقت، وأن هناك معايير وضعت لتجاوز ما علق من شوائب وفي أقرب وقت.معالي الوزير أيضا لم يحدد متى يأتي ذلك الوقت ولماذا لا ينفذ في الحال، كما لم يتحدث عن طبيعة (الشوائب) ولا كيف ستزول. وبغض النظر عن كل ما ذكره الطرفان - الدول الثلاث وقطر - عن طبيعة الخلاف وأسبابه، فإن ما نفهمه أن من واجب كل دولة ألا تسيء لأي دولة أخرى بشكل مباشر.أما علاقات كل دولة مع الدول الأخرى فهذا من اختصاص كل دولة ومن شؤون سيادتها وهذا يفرض - أيضا - ألا تضع أي دولة للأخرى خريطة تحدد فيها كيف تتعامل هذه الدولة أو تلك مع بقية دول العالم، فهذا من شؤون السيادة والذي تحدده مصالح كل دولة على حدة.دول الخليج لا تحتمل مزيدا من الخلافات، فالكل بحاجة إلى الآخر، والظروف التي تمر بها دولنا تحتاج إلى مزيد من التماسك والوحدة وتنسيق المواقف، وإلا فالعدو متربص بالجميع، وإذا كانت هذه الدول قد أهدرت ثلاثة وثلاثين عاما لم تتمكن خلالها من صنع وحدة حقيقية تقبلها شعوب المنطقة وتصب في صالحها، فلا أعتقد أنه من مصلحتها إضاعة مزيد من الوقت في إحداث شروخ إضافية، فالمصلحة الخليجية تقتضي المبادرة إلى لملمة الخلافات وإصلاح الأوضاع الداخلية ومن ثم التفرغ للمشاكل الخارجية وما أكثرها.عودة السفراء يجب ألا تتأخر ولكن ليس المهم في رأيي عودتهم، فهذه العودة رمزية لا أكثر، فكل دولة تستطيع العيش بسلام دون سفراء الدول الأخرى، ولكننا نريدها عودة تزيل الخلافات بين الحكام وأيضا تحقق مصلحة شعب الخليج التي كان يحلم بها قبل ثلث قرن ولم ير منها شيئا غير الوعود.نريد تحقيق حرية الحركة دون جوازات ولا بطاقات هوية على الطريقة التي نراها اليوم والتي لم تحقق شيئا إضافيا عما كان موجودا من قبل، ونريد حرية في العمل في أي دولة وبنفس المزايا التي تعطى لمواطني ذلك البلد، وأيضا حرية التجارة والتملك، وباختصار نريد دول الخليج وكأنها دولة واحدة لا غير، هذا هو التغيير الحقيقي الذي يقوي العلاقة بين دول الخليج وشعوبها وبغير ذلك قد يمضي ثلث القرن الثاني في اجتماعات لا طائل منها، فهل يتحقق لشعوب الخليج ذلك؟ هذا ما ننتظره وهذا ما سيفرحنا حقا.

1062

| 09 سبتمبر 2014

انتصرت غزة.. هُزمت غزة ثم ماذا؟!!

وضعت الحرب أوزارها في غزة وانطلق القوم يتحدثون عن هذه الحرب وآثارها ونتائجها ؛ فمن قائل: إن غزة انتصرت في هذه الحرب ومن قائل: إن الصهاينة هم المنتصرون، ولكل فريق مبرراته التي يسوقها للاستدلال على صحة ما يقول.الذين يضعون الصهاينة في خانة المنتصرين هم الصهاينة أنفسهم وأيضا مجموعة من المتصهينين العرب الذين لا يختلفون عن الصهاينة في شيء بل ربما كان بعضهم أكثر حرصا على هزيمة المقاومة من الصهاينة أنفسهم!! وهؤلاء يستدلون على ما ذهبوا إليه بحجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية في غزة وكذلك بأعداد الشهداء الذين زادوا عن الألفين وكذلك أعداد الجرحى الذين تجاوزت أعدادهم العشرة آلاف جريح.الطرف الذي يؤكد انتصار الغزاويين هم الفلسطينيون جميعا بالإضافة إلى العرب جميعا - عدى المتصهينين منهم وهم قلة -، وانضم إلى هؤلاء جمع من الصهاينة وهذا هو الجزء المهم في هذه المعادلة إذ لا يمكن التشكيك في هؤلاء على غرار ما يحاول فعله متصهينو العرب الذين يشككون في كل من يقول إن المقاومة هي التي انتصرت ويرمونه بكل أصناف التهم.الغزاويون دافعوا عن أنفسهم أمام احتلال غادر لم يترك وسيلة من وسائل الدمار إلا واستخدمها في تلك المعركة بمن فيها الأسلحة المحرمة دوليا والتي قيل إنها تشكل حوالي ست قنابل نووية!! وهذه المقاومة مقاومة واجبة لأنها دفاع عن النفس مهما كانت التضحيات التي ستقدم من أجل ذلك.بعد هذه المقدمة السريعة أتساءل: من المنتصر في تلك المعركة: المقاومة أم الصهاينة؟ وهنا لابد من محاولة تعريف معنى الانتصار في المعارك كي تتضح الصورة أكثر، وهنا لا بد من الاستعانة ببعض الشواهد التاريخية المشابهة للحالة الغزاوية، ومنها ما حدث للجزائريين إبان الاحتلال الفرنسي، فالمعروف أن الجزائر تعرف ب بلد المليون شهيد، ومعروف أيضا أنه لحقها دمار كبير بسبب الاحتلال الطويل، أما المحتل الفرنسي فقد حوالي خمسين ألف مقاتل فقط، ومع هذا الفارق الكبير بين ما خسرته كل دولة فإن العالم كله يعرف أن الجزائر هي التي انتصرت في تلك الحرب، ومثلها فيتنام التي قاومت أمريكا وخسرت حوالي خمسة ملايين من مواطنيها بالإضافة إلى دمار كبير في بنيتها التحتية بينما لم يخسر الأمريكان سوى ستين ألفا من جنودها ومع هذا الفارق الهائل إلا أن هناك اجماع على أن فيتنام هي التي انتصرت في تلك الحرب!! ولو نظرنا إلى كل حركات الاستقلال في العالم لرأينا أن الوضع متشابه بينها ؛ وبطبيعة الحال فحركات التحرر الفلسطيني ليست بدعا عن غيرها من حركات الاستقلال في بقية أنحاء العالم ؛ فالانتصار لا يقاس بمقدار الخسائر وإنما بتحقيق الأهداف المتوخاة من ذات الحرب التي تشنها جهة ضد جهة أخرى، ولو طبقنا هذا المقياس على حرب الصهاينة على غزة لرأينا أن الصهاينة لم يحققوا شيئا مما تحدثوا عنه وهذا يعد فشلا واضحا لهم بينما استطاعت المقاومة تحقيق بعض أهدافها وما زالت تتحدث عن قرب تحقيق أهداف أخرى مثل المطار والميناء. كثيرة هي أقوال الصهاينة التي تتحدث عن انتصار المقاومة في حربها ضد إسرائيل ؛ فصحيفة هآرتس اليهودية قالت: بعد سبعة أسابيع من الحرب غزة واحد وإسرائيل صفر!! أما صحيفة ذي تايم أف إسرائيل فقالت: لا ينبغي تهميش احتفال حماس بالنصر إذ أثبتت قدرتها على التخطيط والتسلح فإدارتنا للصراع فاشلة! صحيفة الديلي تلغراف نشرت تقريرا مفصلا عن الحرب لمراسلها من غزة جاء فيه: إن نتنياهو يواجه تمردا داخل إسرائيل بسبب الحرب على غزة، كما يواجه انتقادا شديدا من اليمين الإسرائيلي بسبب الانتصار الذي حققته حماس التي حاربت العدو الأفضل تسليحا في الشرق الأوسط وصمدت سبعة أسابيع مايمثل انتصارا معنويا كبيرا لها والعكس بالنسبة لتل أبيب!!وفي استطلاع أجرته القناة الثانية في إسرائيل فإن ٥٩٪ من اليهود قالوا: إن غزة هي التي انتصرت!! ويبررون ما ذهبوا إليه هم وغيرهم بمقدار الخسائر المادية الهائلة التي تكبدتها إسرائيل في هذه الحرب، وكذلك تكبدت إسرائيل وللمرة الأولى خسائر كثيرة من نوع آخر منها: هجرة السكان اليهود من قراهم المحيطة بغزة إلى أماكن أخرى وعدم عودتهم إليها إلا بعد إعلان المقاومة أنها سمحت لهم بالعودة!! كما أن هروب الآلاف إلى الملاجئ لم يكن منظرا مألوفا عند الصهاينة قبل هذه الحرب وهو ما أجبرتهم المقاومة على فعله!! وفوق ذلك كله رأينا أن حركة السياحة كادت أن تتوقف بسبب إقفال بعض أهم مطارات إسرائيل، وكذلك فقدت إسرائيل عددا كبيرا من مؤيديها في أوروبا وأمريكا.انتصار المقاومة كان أمرا محققا ولكن ماذا بعد هذا الانتصار؟!! هل ستبقى المقاومة بنفس القوة والزخم الشعبي الذي تحقق لها أثناء الحرب؟! وهل ستكون قادرة على تحقيق بقية شروطها؟! وهل ستتمكن من مقاومة الضغوط الهائلة التي تتعرض لها من أقرب الناس لها كي تتخلى عن بعض مبادئها التي قامت من أجل تحقيقها؟! وماذا عن سلاحها وعن إعادة إعمار غزة في ظل مساومة دنيئة على فكرة المقاومة التي يساوم البعض حماس من التخلي عن دلك كله من أجل إعمار غزة؟ الواضح أن المقاومة تعرضت وستتعرض لضغوط كبيرة من أجل إفشال مشاريعها وأهدافها التي ضحت من أجلها بالكثير وهنا يأتي دور الوقوف بقوة من أجل مقاومة كل تلك الضغوط الدنيئة سواء من المقاومين أم ممن يقف معهم من الدول أو الأفراد ففلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي لكل المسلمين في العالم ولهذا يجب أن يتكاتفوا من أجل تحريرها.نتطلع إلى وجود مقاومة في سوريا لتحرير الجولان كما نتطلع إلى وقوف المقاومة اللبنانية إلى جانب بقية المقاومات التي نأملها لتحرير مزارع شبعا - أولا - ثم المساهمة في تحرير فلسطين، هذا بالإضافة إلى المقاومة الأم في فلسطين التي فعلت الكثير، ولو توحدت كل أطراف المقاومة وعملت معا لاستطاعت تغيير معادلة القوة التي تتبجح فيها إسرائيل والتي أثبتت المقاومة كذب هذا الادعاء وأن إسرائيل دولة هشة البنيان وأن الصهاينة لا يمكنهم مقاومة المجاهدين الذين يقدمون أنفسهم فداء من أجل تحرير أوطانهم.

1167

| 02 سبتمبر 2014

الحوثيون والأمريكان !!

اكتسب (الحوثيون) هذا المصطلح نسبة إلى مدينة حوث التي تقع شمال اليمن ؛ فمؤسس حركة الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي ينتسب إلى تلك المدينة، وقد أسس حركته عام ١٩٩٢م في مدينة صعدة وأطلق عليها اسم: (حركة الشباب المؤمن)، وهي حركة دينية سياسية مسلحة، وقد قُتل مؤسس الحركة عام ٢٠٠٤ م على يد الجيش اليمني، ويتزعم الحركة حاليا (عبدالملك الحوثي) الأخ الأصغر لمؤسس الحركة. الحوثيون حاليا لا يحبون أن يطلق عليهم اسم "الحوثيون" ويفضلون عليه اسم (أنصار الله) وهو الاسم الذي أطلقوه على حركتهم مؤخرا ربما اقتداء بـ (حزب الله) ذو التوجه الشيعي والمرتبط عقائديا بولاية الفقيه في إيران، فالحوثيون كما هو واضح لم يعودوا ينتمون للمذهب الزيدي الذي كانوا يعتقونه سابقا حيث تحولوا بصمت إلى المذهب الشيعي الخاضع أيضا لتوجهات إيران المذهبية والسياسية ومن هنا بدأت عندهم فكرة السيادة على اليمن حيث نقل عن زعيمهم الحالي قوله: إن حكم اليمن حق الهي لآل البيت!! وما دام الأمر كذلك - حسب قوله - فإنه يجوز له أن يفعل أي شيء للوصول إلى ذلك الحق الإلهي المزعوم وهذا فعلا ما بدأ بفعله مستخدما كثيرا من الحجج الواهية!!الحوثيون خاضوا حروبا عدة ضد الدولة اليمنية أيام على عبد الله صالح، وقيل بعدها إنه ساعدهم ووقف إلى جانبهم كي يستخدمهم في ضرب خصومه في الداخل وكذلك تخويف دول الخليج منهم كي يبتزها ماليا، لكن دخول إيران على الخط وبقوة غير ذلك التوجه الذي دعمه صالح إلى توجه آخر يتماشى مع مصالح إيران من جهة ومع تطلعات الحوثيين في إنشاء دولتهم التي يحلمون بها ويرون أحقيتهم بها.ولتحقيق ذلك الهدف حارب الحوثيون السلفيين في دماج وقتلوا أعدادا منهم واستطاعوا ترحيلهم جميعا من دماج إلى مناطق متفرقة في اليمن، وحققوا أول نصر كبير لهم في ظل صمت أو تواطؤ الدولة معهم وكذلك صمت دول الخليج ربما لقناعتهم أن الحوثيين سيحاربون الإخوان في اليمن - عدوهم المشترك - ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء!! ولكن هل سيتحقق لهم ذلك؟ هذا ما أشك فيه كثيرا لأن الحوثيين أصبحوا أصحاب عقيدة لا يمكنها التماهي مع عقيدة السنة طويلا وبالتالي فإنهم لن يقبلوا مجاراة دول الخليج السنية في مشاريعهم السياسية خاصة إذا اختلفت الأهداف بينهم. بعد أن قضى الحوثيون على السلفيين اتجهوا لتحقيق هدفهم الأصلي فاتجهوا صوب صنعاء منذ رمضان الفائت، وقد ذكرت الأخبار قتلهم للسنة ومنعهم من صلاة التراويح وهدم مساجدهم إلى غير ذلك من أعمال القتل والهدم والتخريب، وهاهم اليوم وسط العاصمة صنعاء يتظاهرون بأنهم إنما دخلوها لتحقيق بعض المطالب السياسية ولكن الهدف غير ذلك كما هو معروف، ولا أشك أبداً أنهم سيكونون خطرا مباشرا على الخليج لو تم لهم الاستيلاء على صنعاء. وإزاء كل ما يفعله الحوثيون في اليمن ومع أن شعارهم الذي يرفعونه هو: الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام، إلا أن الأمريكان حريصون على أن لا يصاب الحوثيون بأي أذى!! ولا استبعد أنهم يضغطون على حكومة اليمن أن تتركهم يفعلون ما يشاءون وهذا يرجحه أنهم قتلوا أعدادا من الجيش ودخلوا صنعاء والحكومة صامتة لا تفعل شيئا عدى دعوتهم للمفاوضات!! ولا أدري كيف ستفاوض دولة فريقا ينتمي إليها وقد دخل عاصمتها عنوة وبقوة السلاح ويريد فرض ما يريد بالقوة!! أمريكا تقتل الكثير من الأبرياء في اليمن بحجة محاربة الإرهاب!! ومعروف أنها قتلت مجموعات لا صلة لهم بالإرهاب وكله عن طريق الخطأ كما تقول لكنها لم تتوقف عن هذا الخطأ المتكرر كما أنها لم تعتذر عن قتل الأبرياء بل ولم تعوضهم على الإطلاق، كل تلك الجرائم التي ارتكبتها كانت تضعها تحت مظلة محاربة الإرهاب لأن القاعدة في اليمن تهدد مصالحها!! لكن الحوثيين شعارهم (الموت لأمريكا) وكذلك الموت لربيبتها وحبيبتها إسرائيل ومع هذا فهي لم تجرم الحوثيين ولم تصنفهم بأنهم إرهابيون رغم كل ما ارتكبوه من مجازر!! الواضح أن أمريكا تجامل إيران كثيرا في هذا الملف ؛ فهناك مصالح مشتركة بينها في العراق وهذا يقاضي التغاضي عن مشروع الحوثيين في اليمن، واستفاد الحوثيون أيضا من توجه بعض الدول الخليجية من محاربة الإسلام السياسي، كما أن توجه أمريكا وآخرون لمحاربة الإرهاب في اليمن يصب في صالحهم كثيرا إذ أن الكل صامت عن مشروعهم الخطير الذي قد يهدد الكثيرين في حال نجاحه.أمريكا لا يهمها مصالح العرب ولا يهمها الدم العربي كيف يراق ومتى، كما لا يهمها الإرهاب إذا كان بعيدا عن مصالحها، هي تستخدم كل من تستطيع لتحقيق ما تريد، وتحارب من تريد إذا لم يحقق مصالحها والذرائع كثيرة ومتوفرة ولا يهمها من يرضى ولا من يغضب، فالحق للقوة وحدها وهي تملك حاليا هذا الحق، ولكن يبقى الآخرون الذين عليهم أن ينظروا إلى مصالحهم سواء أرضيت أمريكا أم غضبت.

3185

| 26 أغسطس 2014

التعددية هي مصدر القوة !!

نقرأ في القرآن الكريم قول الله عز وجل: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، كما نقرأ - أيضا - قوله: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة)، وهناك آيات أخرى وردت في هذا المعنى، فالله سبحانه كان قادرا على جعل جميع خلقه يؤمنون بدين واحد أو مذهب واحد أو فكر سياسي واحد، ولكن إرادته اقتضت تبيين الحق لكل الناس ثم ترك لهم حرية اختيار ما يريدونه لأنفسهم بكامل إرادتهم وهم محاسبون على هذا الاختيار.هذه القاعدة هي التي أوجدت التعددية في سائر المجتمعات البشرية، فهناك تعددية في الأديان، وهناك تعددية في المذاهب بين أبناء الدين الواحد، كما أن هناك تعددية فكرية وسياسية وهي التي تقود أصحابها إلى طريقة إدارة بلادهم وطريقة التعامل مع شعوبهم وشعوب الأمم الأخرى. هذه التعددية وُجدت مع أول دولة إسلامية وهي دولة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد تجاور في المدينة المسلمون مع اليهود، كما أن نصارى نجران دخلوا ضمن الدولة الإسلامية الوليدة، ويحدثنا التاريخ كيف أن رسولنا الكريم كان يتعامل بالحسنى مع أتباع الديانات الأخرى؛ فقد سمح لوفد نصارى نجران بالصلاة في مسجده، كما كان يتصدق على فقراء اليهود، ومعروف أنه - عليه الصلاة والسلام - قام واقفا لجنازة مرت به، فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال: أليست نفسا؟ وأيضا عندما توفيت أم الحارث بن أبي ربيعة وهي نصرانية شيعها صحابته الكرام. أما الدولة الإسلامية بعد عهد الرسول الكريم فقد ضمت كل الأطياف وكل أصحاب الملل والنحل الصالح منها والفاسد، وقد تمتعوا في ظل هذه الدولة بكامل حرياتهم، ولولا هذه الحريات لما بقى النصارى واليهود في معظم البلاد التي حكمها المسلمون إلى اليوم، ولولا هذه الحريات - أيضا - لما بقي الهندوس في الهند وقد حكمها المسلمون عدة قرون، وكذلك غيرها من الديانات والملل الأخرى وكل ذلك يؤكد احترام المسلمين للحريات الدينية للآخرين وعدم إجبارهم على اعتناق الإسلام. أدرك المسلمون في وقت مبكر من تاريخهم أن الاختلاف - مهما كان نوعه - يجب أن يُوظف لخدمة الدولة وبناء حضارتها وصناعة مستقبلها، كما فهموا - أيضا - أن تحقيق مصالحهم المشتركة لا يمكن أن تتحقق ما لم يتعاون كل أفراد المجتمع مهما كانت انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو المذهبية، وهذا الفهم هو الذي ساعد على بناء الدولة الإسلامية في عصورها الزاهرة.واليوم وقد أصبح حال المسلمين مؤسفا على معظم الصعد بسبب تفرقهم واختلافهم وتصارعهم وتفشي الجهل بينهم والأهم من هذا كله فقدانهم لمفهوم الاختلاف بينهم فبدلا من الاستفادة من هذا الاختلاف في تحقيق تنوع حضاري وفكري يقويهم جميعا جعلوه مصدرا كبيرا للاقتتال والتفرق وإساءة بعضهم للبعض الآخر فقدموا للآخرين صورة مشوهة عن دينهم استغلها أعداؤهم للإساءة لهم جميعا!!لا أريد أن أضرب مثلا بدولة (داعش) التي دأبت على قتل المسلمين وقطع الرؤوس بطريقة همجية، وكذلك ملاحقة أصحاب الديانات الأخرى بالقتل أو الطرد من بلادهم بحجة عدم دفع الجزية!! فهذه دولة إلى زوال، ولكني أنظر إلى دول أخرى عربية وإسلامية فأرى فيها صراعا بين مكونات مجتمعها ما كان له أن يوجد أصلا لو أدرك هؤلاء قيمة التسامح والعدل والوفاء بالعهد الذي جاء به الإسلام وجعله جزءا من أساسياته!! وما كان له أن يوجد لو أدرك هؤلاء وأدركت قياداتهم السياسية والفكرية أن هذا الصراع قد يودي بهم جميعا وقد كان بإمكانهم أن يجعلوه مصدر قوة وعزة لهم جميعا!! هناك صراع بين السنة والشيعة في العراق وفي البحرين وفي لبنان، ونراه وإن كان بشكل أقل في الكويت والسعودية وباكستان، وتختلف الأسباب المعلنة بين هذه الدولة أو تلك، وبغض النظر عن كل ما يقال فإن تحقيق العدالة بين الجميع أمر ممكن بل ولابد منه!! قد يقال: إن الشعوب هي المسؤولة عما يحدث وقد يقال إن الدول هي المسؤولة ولكني أعتقد أن الطرفين يشتركان في المسؤولية، وأعتقد أن هذا الصراع المقيت يجب أن يزول إذ لا مصلحة فيه إلا لأعداء المسلمين وهنا تبرز مسؤولية الدول أولا وثانيا وأخيرا. وفي بعض بلادنا صراع من نوع آخر؛ فهناك صراع مقيت بين أصحاب التيارات الفكرية المنتمية لمذهب واحد وخذ على سبيل المثال ما نقرؤه ونسمعه عن الصراع بين: الإخوان المسلمين والسلفيين - الجهاديين والحركيين - وكذلك الصحويين والحركيين منهم - شخصيا لا أعرف معنى هذين المصطلحين حتى الآن فكل واحد يتحرك ويقف ويصحو وينام - هذا بالإضافة إلى التبليغيين والصوفية والوهابية والقبوريين والتحريريين إلى آخر القائمة وهي طويلة، ثم يأتي في القائمة: الليبراليون والعلمانيون ومن على شاكلتهم.ولنا أن نتخيل كيف سيكون وضع المجتمع الذي يعيش فيه كل هؤلاء في ظل الصراع القائم بينهم؟ بعض هؤلاء وقف إلى جانب الصهاينة ضد المسلمين في غزة وكان الفرح عنوانهم كلما ازداد القتل بين الغزاويين!! وبعض هؤلاء وقف إلى جانب الصهاينة ضد حزب الله الذي قاتل الصهاينة عام ٢٠٠٦ م!! وقد تناسى هؤلاء أن الصهاينة هم من احتل فلسطين وهم من شرد وقتل أهلها وتذكروا فقط: خلافهم مع الشيعة أو الإخوان، وكأن آلاف القتلى والجرحى هم ممن يحملون حقدا أعمى عليهم!! ونرى صراعا في مصر وفي العراق وفي لبنان بين مكونات مجتمعاتهم مات بسببه الكثيرون، وأجج أحقادا قد يصعب زوالها، وكل ذلك فتح طريقا لأعداء الأمة دخلوا معه لإضعافها من جهة وتحقيق مكاسب لهم على حسابها من جهة أخرى!!الخلاف هو الوضع الطبيعي لكل المجتمعات البشرية، وكان الأجدر بمجتمعاتنا الإسلامية التي أعطى دينها للخلاف مساحة واسعة أن تستفيد منه في تطوير ذاتها ولكنها للأسف حولته إلى اختلاف مقيت فتك بها وأضعفها!! هذا الاختلاف إذا لم نجعله قوة لنا سيتحول إلى خنجر في ظهورنا!! ستنشأ بسببه تيارات عنف وإرهاب كما ستوجد جماعات تكفر بكل القيم والأعراف الإنسانية وسترتد إلى مجتمعاتها تفتك فيه وبكل الطرق المتاحة لها. مازالت الفرص متاحة لترميم النفوس وتقليل الأحقاد ولم الشمل بين كل طوائف الأمة التي وصفها خالقها بأنها (أمة واحدة) فهل تطيع ربها وتصبح واحدة؟

771

| 19 أغسطس 2014

المقاومة ستنتصر !!

أولا : قال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )، وهذا وعد من الله لمن نصره أن يحقق له النصر وأن يعطيه القوة اللازمة لذلك. ونحن نعتقد أن المقاومة في غزة قد فعلت ما تستطيعه ولهذا فإن نصر الله لها قادم. ثانيا: المقاومة في غزة لم تهاجم من الصهاينة وحدهم، ولكنها هوجمت أيضا من عدد كبير من أنصار الصهاينة في بعض الدول العربية حيث استغل هؤلاء وسائل الإعلام لتشويه صورة المقاومة واختلاق الأكاذيب عليها، بل إن بعض هؤلاء طالب الصهاينة بقتل الغزاويين وكانوا يعبرون عن سعادتهم بقتلهم، وفي المقابل عبر الصهاينة عن سعادتهم بانضمام طائفة من المتصهينين العرب إليهم، ومن اللافت للنظر أن بعض المتصهينين كانوا من ذوي اللحى والثياب القصيرة، ولكن الله سبحانه سلبهم العقل والعلم والدين! ولهذا الصنف من المتصهينين الذين كانوا وما زالوا يبشرون بسقوط المقاومة ويعبرون عن سعادتهم بقتل الشهداء وهدم المنازل على الأبرياء أقول : إقرؤوا ما قال ربكم إن كنتم تؤمنون بقوله فلعلكم تعودون إلى رشدكم، قال تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء )، وقال أيضا : ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )، وإذا كان المتصهينون يتطلعون إلى مكاسب دنيوية من مواقفهم المتخاذلة فعليهم قراءة قوله تعالى :( بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ). ولعلي أُذكر بعض المتصهينين بقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - : ( إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض )، فهل يعتقد هؤلاء أن الغزاويين - أو حتى حماس - كفرة وأن الصهاينة هم المسلمون؟ثالثا : إذن حماس تعرضت للهجوم من الصهاينة ومن المتصهينين كما تعرضت للحصار الشديد ولا زالت ومع هذا فإن كل الدلائل تؤكد أنها مازالت منتصرة، وبغض النظر عن كيفية فهم البعض للانتصار فإن غالبية المحللين السياسيين بمن فيهم بعض الإسرائيليين أكدوا أن غزة هي التي انتصرت!! وهناك مقالات كثيرة ومقابلات تلفازية أكثر أكد فيها أصحابها أن غزة هي التي انتصرت رغم كثرة القتلى والجرحى وتهديم جزء كبير من البنية التحتية في غزة!! ومن بعض ما قاله أولئك ما كتبه ( داني روبنشتاين ) في صحيفة كالكاليست الإسرائيلية :( إن الحرب على غزة عززت شعبية حركة المقاومة الإسلامية حماس )، أما ( آري شبيط ) فقال : ( إن العملية الإسرائيلية الأخيرة في غزة زعزعت مكانة إسرائيل في العالم وحتى في الدول الصديقة والحليفة لها في أوروبا وأمريكا... وإن المشاهد الفظيعة للأولاد الموتى وللمدارس المدمرة والمساجد المفجرة أمام العالم كلها تمنح حماس أكبر إنجازاتها وهو سلب إسرائيل شرعيتها بصورة زاحفة، وإنه من المؤسف أن حماس خططت للمعركة واستعدت لها أفضل من إسرائيل ). وفي هذا الاتجاه كتب البريطاني ( سيوماس ميلن ) في الجارديان البريطانية مقالا تحت عنوان : الرعب في غزة جريمة صنعت في واشنطن كما في القدس، قال فيه : ( إن الرأي العام العالمي تحول بشكل حاسم لصالح تحقيق العدالة للفلسطينيين والمطلوب هو أن نحول ذلك إلى ضغط بلا هوادة لوضع حد للاحتلال ونعمل على فرض حظر للأسلحة وفرض عقوبات صارمة فالرعب في غزة جريمة صنعت في واشنطن ولندن وكذلك في القدس ). اعتراف بعض الكتاب الإسرائيليين بانتصار المقاومة - مثل آخرين من جنسيات أخرى - ليس هو النوع الوحيد من الانتصارات التي حققتها المقاومة فهناك أنواع أخرى من الانتصارات هو الاول من نوعه في تاريخ المقاومة الفلسطينية ؛ فقد نجحت المقاومة في جعل عدد من الدول تقطع علاقتها مع إسرائيل، كما جعلت دولا أخرى توقف بيع الأسلحة لها، هذا فضلا عن التأييد الشعبي الكبير الذي حظيت به المقاومة في عدد كبير من دول الغرب والشرق وغيرها مما لم نكن نجده قبل ذلك، ومعلوم أنه للمرة الأولى الذي تستقيل فيه وزيرة بريطانية احتجاجا على موقف حكومتها من الحرب على غزة وهذا يعد انتصارا كبيرا للمقاومة في غزة.رابعا : وفي مقارنة سريعة بين ما حققته المقاومة في غزة وحدها ورغم كل المعوقات التي اتخذت ضدها في هذه الحرب وبين حروب سابقة بين الصهاينة وبين الدول العربية نجد أن هناك فارقا بين ما حققته المقاومة في هذه الحرب وبين ما حققه معظم العرب مجتمعين ؛ ففي حرب ١٩٦٧ م التي عرفت بحرب الأيام الستة أو ( نكسة يونيو ) استطاع الصهاينة الانتصار على مصر وسوريا والأردن خلال الساعات الأولى من الحرب، كما تمكنوا من احتلال مرتفعات الجولان وكذلك الضفة الغربية وبقية القدس، أما في مصر فقد احتلوا سيناء ووصلوا إلى قناة السويس وهجروا معظم سكان مدن القناة!! أما القتلى فتجاوزوا ثلاثين ألفا والجرحى أكثر منهم بالإضافة الى عدد كبير من الأسرى المصريين تم قتل معظمهم!! أما الصهاينة فلم يقتل منهم إلا حوالي ٨٥٠ وتم أسرا خمسة عشر فقط!! وقد تحسنت حال العرب قليلا في حربهم مع الصهاينة عام ١٩٧٣ م وذلك بفضل موقف الملك فيصل - وحمه الله. - الذي سخّر إمكانات السعودية لهذه الحرب وكذلك وقفت الجزائر موقفا جيدا في تلك الحرب وهذا كله جعل خسائر المصريين والسوريين أقل بكثير من خسائرهم في حرب ١٩٦٧ م، ولكن المصريين لم يستثمروا نتيجة هذه الحرب جيدا بل إن السادات اعترف بإسرائيل ثم تبعه آخرون بعد ذلك وهذا جعل نتائج تلك الحرب تصب في مصلحة الصهاينة. أما الحرب التي تشنها المقاومة هذه الايام فنتائجها مختلفة تماما رغم الفارق الهائل بين إمكاناتهم وإمكانات العرب آنذاك!! وأيضا بين إمكاناتهم وإمكانات الصهاينة، ونتائج الحرب تدل على ذلك بكل وضوح لمن أراد أن يجري مقارنة عادلة. وفوق ذلك كله فإن الصهاينة عجزوا تماما عن تحقيق الأهداف التي أعلنها في بداية الحرب وهذا يعد هزيمة قوية للجيش الصهيوني الذي لم يعتد على هذا النوع من المقاومة.لقد انتصرت المقاومة لأنها أوقعت الرعب في قلوب الصهاينة وفي جيشهم أيضا، لقد جعلتهم يسحبون قواتهم من غزة بدون مقابل، كما أنهم عجزوا عن تدمير الأنفاق التي تبجحوا بقدرتهم على تدميرها!! أما النصر الأكبر فهو قدرة المقاومة وإصرارها على مواصلة القتال حتى تتحقق شروطها وهذا ما لم يكن موجودا قبل هذه الحرب، ولولا ظلم بعض ذوي القربى والجيران لحققت المقاومة نصرا كبيرا ولكنها قادرة بحول الله على تجاوز هذه العقبة وتحقيق نصر كبير على الصهاينة خامسا : أثبت التاريخ البشري كما أثبت الواقع أن المحتل لا يمكن أن يرحل إلا إذا وجد مقاومة عنيفة من أهل البلاد، والمقاومة لابد لها من تضحيات بشرية ومالية ؛ أمريكا لم تتحرر إلا بالمقاومة - ولست أدري لماذا ينكرون على الغزاويين مقاومة المحتل - والدول العربية المحتلة قاومت كي تتحرر، وهكذا فعلت كل الدول التي عانت من الاستعمار، وبالمقاومة وحدها تتحرر جنوب لبنان عام ٢٠٠٦ م، ولن تتحرر فلسطين إلا بالمقاومة وحدها، ولست أدري لماذا يُنكر بعض المتصهينين العرب مقاومة الغزاويين للمحتل الصهيوني وقد قتل منهم الآلاف واحتل بلادهم وجعلهم في سجن كبير؟!! سادسا : موقف الدول العربية ليس في مستوى الحدث، وقد أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أنه خاطب زعماء العرب لعقد اجتماع من أجل إيقاف الحرب في غزة لكنهم رفضوا جميعا!! ويبدوا أن هذه المواقف هي التي شجعت الصهاينة على الاستمرار في الحرب والإيغال في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ!! الصهاينة لن يرضوا عن العرب مهما قدموا لهم، والمقاومة لن تنكسر ولن تنهزم لأنها هي وحدها طريق الانتصار، ولعل العرب يدركون ذلك ويغيرون طريقة تعاملهم مع المقاومة في غزة قيقدمون لها كل المساعدات التي تحتاجها وهذا سيصب في صالحهم في نهاية المطاف.

1054

| 12 أغسطس 2014

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4185

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1749

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1695

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1608

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

900

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

654

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

612

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

549

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
المقاومة برصاص القلم

ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...

495

| 03 ديسمبر 2025

أخبار محلية