رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ضياع الصلاة

إننا في هذه الأيام المباركة والليالي العظيمة ليالي شهر رمضان بما تحمل من صيام وذكر وقرآن وتراويح وقرب من رب البرية وطمعا في جنة عرضها السموات والأرض ،إننا في وسط هالة من نور بين فرائض الله تعالى في هذه الأيام والتي تحمل بين طياتها أجل معاني العبودية لله تعالى من صيام وقرآن وصلاة ،فشهر رمضان شهر مبارك حقا يمتلىء بالنور؛ نور الصيام ونور القرآن ونور الصلاة ، فالصلاة صلة بين العبد وربه تترك من الآثار الإيجابية في نفس المسلم ما يميزه عن غيره فهي تنهاه عن الفحشاء والمنكر، وتعوِده على الانضباط والإتقان، فكان من عطاء الله تعالى لخلقه ومن منه وكرمه عليهم ،أن نظم لهم وفرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة لتأكيد الصلة به ،تحفظهم على تباعد فتراتها من الضياع سحابة نهارهم، كما حثهم على الاستزادة من هذه الصلاة تنفلا في الليل والنهار، كما شرع لهم من العبادات ما يحصلون به القرب الذي يكون سببا في الحماية من المهالك وسفن النجاة التي تحملهم إلى بر الأمان.وفي هذا يعلمنا رب البرية في الحديث القدسي على لسانه نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه "ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه"، المسلم الذي يلبي نداء الله عز وجل مستشعرا عظمة الخالق سبحانه وتعالى ، لذا فهو يشعر بلذة المناجاة عندما يتضرع إلى ربه وهو يؤدي هذه العبادة ،فهو يعلم علما يقينيا لاشك فيه أن الشريعة كلها فوائد؛ فهي إما تدرأ مفسدة أو تجلب مصلحة، وقد بين في كتابه الكريم ما في بعض الأحكام من المفاسد فحث على اجتناب هذه المفاسد، وما في بعض المصالح فحث على إتيان هذه المصالح والامتثال لها. فلتكن أيها اللبيب حذرا و خلقك القرآن ولاتكن مقلدا أعمى فيوردك ذلك إلى مالا تحمد عقباه، ولتكن مميزا في كل شؤون حياتك تظهر عليك علامات الإسلام وأمارات التقوى وصفات المسلم الذي يعتز بالقرآن وآدابه ويكون مثله وقدوته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.فإن ما نشهده اليوم من تخلف بين صفوف المسلمين وتنكرهم لرابطة الإيمان المتينة قد تسرب إلى مجتمعاتهم في صورة سموم وآفات، فاشتغلوا بما لا ينفع وأضاعوا أوقاتهم فيما لا يفيد فتخلفوا عن ركب الحضارة وصاروا تابعين لا متبوعين ،فالأمم الأخرى تسعى إلى طمس الهوية الإسلامية ،أما المسلم الحق الفعال فيسعى لتزويد أفراد الأمة بالقيم السليمة ،ومحاربة جميع المظاهر السلوكية المنافية لقيم الإسلام وتعاليمه ، لذا فهو يحرص على نفع الناس في مجتمعه ودفع الأذى عنهم فيصبح عنصرا صالحا ،إن الإنترنت وسيلة للإرسال والاستقبال دون رقابة آو تحكم من أية جهة فمن الصعب وضع ضوابط لضمان استخدامها بطريقة سليمة بمعزل عن الوازع الديني والأخلاقي والثقافي والتربوي ووعي المستخدمين هو الذي يمكن أن يعول عليه. فلا بد من التأكيد على ضرورة تحصين الشباب من خلال التربية السليمة والأسرة الواعية والدعاة الذين يعرفون واجبهم ، فالغارة على العالم الإسلامي استهدفت شخصية المسلم ومناهله الفكرية والروحية.لذلك فإن الإسلام ينطلق بالمسلم من حيث هو يأخذ بيده ويرتقي به ويهذب من سلوكه ويغير من عاداته، وذلك من خلال العبادات التي افترضها الله سبحانه وتعالى عليه، فيجعل منها عاملا أساسيا في تربية النفس وتزكيتها وتهذيبها وإصلاحها، فالصلاة يتجسد فيها قمة العمل التربوي لتصبح ميدان تربية متكاملا يكون له أكبر الآثار الإيجابية ومنها، أنه تهذيب قويم للنفس وإصلاح وتغيير للسلوك، فيجرد العبد قلبه من كل الفتن والأهواء ،ويقبل على العبادات مستسلما لربه ،متعلقا قلبه بمحبة الله تعالى وطاعته،فحياة المؤمن كلها صراع بين الحق والباطل والهدى والضلال ،فإن هو استجاب لداعي الحق والهدى ارتقى إلى أعلى الدرجات.

334

| 04 يوليو 2014

التنافس في الخير

إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها انشرحت صدورهم باستقبال شهر رمضان المبارك فرضت نفوسهم واطمأنت قلوبهم مما يدفع جميع المسلمين على بقاع المعمورة للعمل الصالح والتقرب إلى الله تعالى بفعل الخيرات والبعد عن المنكرات،وذلك بالسير على منهج الإسلام قولا وعملا لعلنا نفوز بما أعده الله لعباده الصائمين من جنة عرضها الأرض والسماوات، فهدي الإسلام هدي خالد يرشدنا إلى الخير ويأمرنا به ويبعدنا عن الشر وينهانا عنه فالمسلم كالنخلة يرميها الناس بالحجارة وترميهم بالثمار فإيجابية المسلم تعود عليه بالنفع وتتعدى إلى المجتمع فيصلح الله به المجتمع فبالإنسان الصالح يقوى المجتمع ويتعاون أفراده فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فإن من أبرز سمات الإيجابية في الشخصية الإسلامية كما يريدها ديننا الحنيف هو دعوتها لكي يتحمل صاحبها المسؤولية، فلا يقف من المواقف موقفا سلبيا، فرمضان شهر العبادة والصوم والقرآن وفعل الخيرات وترك المنكرات مما يدفع الجميع إلى التنافس في الخير والبعد عن الشر فالقوي من عصم نفسه عن الهوى والضعيف من نسي الله فأوكله الله إلى نفسه،لذلك ينبغي أن يكون كل واحد منا عنصرا فعالا في الحياة والمجتمع ومؤثرا نحو الخير إيجابا لا سلبا، فما أجمل أن تكون ناصحا محبا للخير تسعى إليه وتحب أن ترى الخير منتشرا بين الناس فأنت ترافق أبناءك للذهاب إلى المسجد وتعلم اسرتك الحرص على الطاعة والسعي نحو القرآن الكريم واتباع منهج الهدي النبوي، ثم يفيض خيرك على أصدقاءك وتذكرهم بأيام الله المباركة،فهنيئا لك فالدال على الخير كفاعله فتأتي يوم القيامة وصحفك منورة بالحسنات والطاعات لما تقدمه من خير وإيجابية،فالكثير منا يحتاج إلى من يدفعه إلى الطاعة وإذا لم يجد من يدفعه قعد واستراح، ومنهم من لا يندفع مهما دفعه الدافعون ومهما حثه الغير ويفر أصلا من تحمل مسؤولية نفسه فلا يعمل الخير الواجب عليه فضلا عن أن ينقله للآخرين أو يحث الآخرين عليه أو يدفعهم إليه، فلنحرص على أن نكون أقوياء نؤثر في الغير بالطاعة والعبادة لا ضعفاء نحتاج إلى الغير فكن كالقطار يحمل الناس ولا تكن محمولا وبدلا من أن تحتاج إلى من يدفعك كن مستقيما نشيطا تدفع غيرك وتصلح غيرك ولا تتكل على غيرك، فإذا لم نتعاون على البر والتقوى لن نجد أثرا وتأثيرا في المجتمع لا تقل يئسنا ولا تتشاءم ولا تقل نفسي نفسي، فإنه يجب عليك أن تبذل جهدك في تغييرهم وإصلاحهم وتقويمهم ضمن ضوابط الحكمة والاتزان، فإنك لا تدري أين يكون الخير وأين يكون التأثير ومتى يكون تغيير السيئ إلى الحسن والحسن إلى الأحسن، فنتعاون فيما بيننا على صلاح أنفسنا للخير وفي الحير ننشر المحبة ونقيم المودة فيثمر المجتمع برجاله وشبابه وشيوخه ونساءه الكل في مركب واحد،فإنه لا يهلك الظالمون وحدهم إنما يهلكون ويهلك من حولهم بالسكوت على المنكر فكن كالشمعة تحترق لتضيء للآخرين،فإذا كان كل واحد سيقول ما الفائدة فلن نستطيع أن نفعل شيئا، وعندئذ يزداد الشر ويقل الخير لكن إذا كان كل واحد يتجه إلى نفسه أولا محاسبا لها مزكيا مطهرا مصلحا، ثم يلتفت إلى من حولَه فيدعو إلى الخير والإصلاح، ثم يلتقي مع إخوانه الشباب والرجال الذين صلحت قلوبهم واستقامت سلوكياتهم فيضع يديه بأيديهم فيتم البناء لبنة لبنة، ومن هنا نجد التوجيه النبوي إلى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان.فالإنسان الايجابي في رمضان الصالح لنفسه والمصلح لغيره يجب عليه الاهتمام بنفسه ودعوته للخير وزجرها عن الشر فإن روح المبادرة قائدة ودليل إلى النجاح والتفوق، والحياة مليئة بفرص الخير ومجالات التقدم كثيرة ولكن يقل من يتقدم لنيل المبادرة وقصب السبق ونحن متفاوتون في طريقة استقبالنا لمثل هذه الفرص، فهناك الكسول اللامبالي الذي لا تهزه فرص النجاح والفلاح في الطاعة والعبادة، فليعلم مثل هذا أن المبادرة هي عنوان الفلاح وهي طريق التقدم وسلاح اغتنام الفرص واستثمار الأوقات في العمل الصالح والعبادة، فالبشر تواقون إلى النجاح والفلاح والإنجاز في حياتهم الشخصية والعملية والفوز بجنة عرضها الأرض والسموات،فللنجاح طريق واحد وللإخفاق أبواب عدة،فهل أيقن كل مخطئ أن يملأ نفسه بقوة العزيمة وتحويل المعصية إلى طاعة فالقوي هو من زجر نفسه عن المعاصي فالمسلم مسؤول عن نفسه وعن زوجته وأبنائه وعن مجتمعه ووطنه، لذلك فهو يقف دائما موقفا إيجابيا يعمل الخير ويحس عليه ويتنافس فيه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

3318

| 03 يوليو 2014

سلبيات التواصل

إن نظرة الإسلام شاملة للحياة كلها وركن ركين لبقاء الأمة الإسلامية و صمودها في مواجهة النوازل و الخطوب من خلال بنائه التشريعي، فالحكم على مقدار الفضل وروعة السلوك يرجع إلى الخلق العالي ،و في الإبانة عن ارتباط الخلق بالإيمان الحق و ارتباطه بالعبادة الصحيحة و جعله أساس الصلاح في الدنيا و النجاة في الآخرة ،إن أمر الخلق أهم من ذلك ، فلابد من إرشاد متصل ونصائح متتابعة ليرسخ في الأفئدة والأفكار فإن الإيمان والصلاح والخلق عناصر متلازمة متماسكة لا يستطيع أحد تمزيق عراها ،فالمسلم في رمضان يمتثل أمر الله تعالى وطاعته فهو يصوم لله ويقوم الليل يطمع في الجنة ويتعوذ من النار ،لذا ينبغي أن يعلم كل عاقل أن الله سبحانه وتعالى جعل حسن الخلق أفضل من درجة الصائم القائم ،فما الفائدة في صوم أو صلاة بلا أخلاق ،فليعلم كل إنسان إذا شاتمه امرؤ أو سبه فليقل "إني صائم" فالمسلم كريم الطباع لين القول يهتدي بنور الإسلام يلتزم أوامر الدين و ينتهي عما نهى الله تعالى إن الله عز وجل خلق الإنسان وعلمه البيان فسبحانه يخلق مالا تعلمون فلكل زمن اكتشافه وتطوراته ،فإما أن تكون وسائل بناء وعطاء وإما أن تكون وسائل هدم وخراب.فبعد ظهور الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة أصبح العالم قرية صغيرة واستطاع أفراده من كل الشعوب أن يتواصلوا ويتحاوروا مباشرة دون قيد أو شرط ولساعات طويلة وبأقل تكلفة وأصبح هناك مفاهيم عديدة لابد أن ندركها وهي الثقافات عابرة القوميات وهي إما أن تكون بطريقة منظمة ومدروسة أو بطريقة فردية، فنعم الله كثيرة ومنها العلم والمال والذكاء وهي أشياء لا تعاب ولا تكره إلا إذا امتزجت بجحود أو اقترنت بضلال ومعصية وبعد عن الهدف وامتلأ صاحبها بالعُجْب والتيه فتؤدي به إلى الضلال وتورده المهالك وتكون سببا في خلوده في النار والعياذ بالله، فإن الذي يتطاول بعلمه أو يتكبر بماله أو يغتر بذاته دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته ،فقد وكله الله إلى نفسه ومنع الارتواء عن بستان قلبه ، فلا سند له ولا ظهير فهو برأسه يدبر حاله كما كان يظن أنه ملك الدنيا وبيده زمام الأمور فإن الله تعالى يوكله إلى نفسه، أما من ستر نفسه برداء الطاعة فقد دخل حصن الله الحصين ونوره المبين الذي مَن دخله كان من الآمنين.فالذين يطلقون العنان لشهواتهم وملذاتهم الدنيوية بغير شعور ودون وعي لعاقبة ذلك، فربما تؤدي بهم إلى المهالك وتوردهم المصائب والنكبات وتحيد بهم عن الجادة ،فهذا الشعور الدخيل الذي لا يمت لطبيعة الإنسان الجوهرية بصلة مع أنه وثيق الصلة بشخصية الإنسان السطحي وتفكيره القاصر وتبختره الساذج كالطاووس الزاهي الألوان يتعالى بالكبرياء والعنفوان، فليتذكر كل عاقل أن لدى الأعداء بضاعة يقدمونها ويصدرونها إلى الضعاف وهي كل ما يسلب الأخلاق ويدمر القيم ويذل الأمة ويخدر شبابها ويميع أبناءها ،فهم يقلدون غيرهم في كثير من أمور الحياة والاستهتار والانحلال وفي التخلي عن الروابط الاجتماعية والجرأة على اقتراف المحرمات الشرعية.إن غزوهم شامل في جميع مناحي الحياة فعلينا أمة الإسلام جميعا أن نكسر هذه الأغلال ونحطم هذه القيود، فديننا الإسلامي ثري بتعليماته وآدابه وقيمه مما يحقق لنا الرفعة والكمال يقول تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الأنعام :153. فالمسلم يعلم علم اليقين أن الدين الإسلامي هو دين الشمول و العموم ،وإن الخلق الحسن في منابع الإسلام من كتاب وسنة هو الدين كله والدنيا كلها ،وأنه من كمال الإيمان والأخلاق الحسنة عند غير المسلمين يرجعونها إلى حسن التربية وسلامة التنشئة ورقي التعليم والتعهد بالتدريب ،ولكن الأخلاق عند المسلمين مرجعها إلى هدي الدين وتشريعه المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

417

| 03 يوليو 2014

الأسرة وتحديات التقنية

يهتم الإسلام ببناء الأسرة لأنها تمثل قاعدة المجتمع الإسلامي فكانت ولا تزال أيضاً تمثل حصن هذا المجتمع وقـلـعـتـه، والنفس البشرية عميقة وتحتاج إلى جهود كبرى لفهمها والتوصل إلى المعاملة المثالية معها ،فالإسلام دين الشمول والكمال لذلك ارتضاه الله لعباده ليكون لهم شرعة ومنهاجا فلقد علمنا الحق سبحانه وتعالى إن الدين عند الله الإسلام فمن فضائل هذا الدين إنه يدعونا إلى الفرائض التي تقربنا من الله تعالى ومنها الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها من الطاعات وإننا في هذا الشهر الكريم شهر رمضان نرتقي إلى أعلى الدرجات بأدبنا مع الله تعالى في تنفيذ فرائضه والتحلي بالأدب في جميع مجالات الحياة فلقد حدد رسول الإسلام الغاية الأولى من بعثته والمنهاج المبين في دعوته بأنه إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق.لذا تعد الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية في اكتساب الأبناء لقيمهم، فهي التي تحدد لأبنائها ما ينبغي أن يكونوا عليه من التمسك بالأخلاق والدين والتعامل مع الآخرين، فهي أول جماعة يعيش فيها ويشعر بالانتماء إليها ويتعلم منها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته ،كما تعتبر الأسرة الوحدة الاجتماعية البنائية الأساسية في المجتمع فهي الثمرة الطبيعية للزواج، فإن لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي وبعث الحياة والطمأنينة في نفس المرء، فمنها يتعلم ويكتسب بعض القيم والاتجاهات وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس ولها يرجع الفضل في تعلم الإنسان واكتساب المهارات والقيم وقواعد الآداب والأخلاق، فلا تخلو حياة زوجية من المشاكل والخلافات ولكن كثرتها وتكرارها بشكل مستمر وعدم توقف الزوجين عندها والبحث عن الأسباب التي تؤدي إليها، وبذل الوسع في العمل على علاجها من خلال الحوار البناء بينهما يولد شعورا بالضجر، ورغبة في التخلص من هذه العلاقة ولذا فعلى الزوجين أن يسارعا بمعالجة ما ينشأ بينهما من خلافات أولاً بأول، من خلال الحوار الهادئ والمناقشة الموضوعية.إن اضطراب الحياة المعاصرة وتشعباتها وتوترها وقلقها يؤدي إلى كوارث في هذه الحياة أولاها انتشار الطلاق وهدم البيوت وتشريد الأطفال وتكوين أجيال من الشباب والفتيات الذين لم يعيشوا حياة أسرية مستقرة ،فتوجه بعضهم إلى الجريمة بأنواعها والمخدرات وضياع الوقت، كما أن التأخر في الزواج أدى إلى زيادة عدد الفتيات في بيوت الآباء حتى سن متأخرة مما يسبب مشكلات كثيرة وعمل مالا يحمد عقباه فتكون الكوارث، خاصة في ظهور التقنيات الحديثة التي تتيح للفتيان والفتيات التواصل مع كثير من الناس منهم الصالح ومنهم الطالح ،وعندها تكون الكارثة ،فإن وسائل التقنية الحديثة وهذه الاختراعات العجيبة التي ولع به الشباب والشيوخ، لتعد من وسائل النهضة والرقي التي غلبت على حديث الناس الذين يبحرون في مواقعها ويتجولون في جنباتها بالساعات، يقول الله تعالى :(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) إبراهيم:24لذا يعتبر الإنترنت لدى البعض ضرورة ومطلبا وحقا لكل شخص كالماء والهواء ويعتبره البعض مجرد مضيعة للوقت وإهدار للعديد من العادات المهمة، ولقد أمرنا هدي ديننا الحنيف بالاستفادة من كل جديد والتعرف على السبل الجديدة العديدة لتحقيق النفع والبعد عن الضرر، فلقد فتن الشباب اليوم بالإنترنت وولعوا به ولعا شديدا فأصبح جل حديثهم عنه وعن ارتياد مواقعه والإبحار فيه، والجلوس في صحبته الساعات الطوال دون كلل أو ملل ،وهذا يدعونا للتأمل في محاسنه ومفاسده حتى نكون على بصيرة من أمرنا ونعصم أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في العاجلة ،وتأسيسهم على الحق والفضائل والآداب فعملت على تدعيم فضائلهم وإنارة آفاق الكمال أمام أعينهم حتى يسعوا إليها على بصيرة، فمما لا ريب فيه إننا في أيام طيبة كلها طاعة وقرب ؛ أيام رمضان الذي نصوم نهاره ونقوم ليله ، فوجب علينا أن نملأ قلوبنا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ونقتدي به ونتأسى به في كل أعمالنا.

1026

| 02 يوليو 2014

شباب الإنترنت

لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ؛ألا وهي القلب ، وإنما يكون القلب صالحا إذا كان منورا بنور الله عز وجل ومكسوا بلباس التقوى والورع ،يمتلئ بآيات الله البينات فيسرج فيه شعلة من نور تزيده رونقا وبهاء فيزداد قربا من الله تعالى وتظهر عليه أمارات السكينة والطمأنينة ، خاصة في هذه الأيام التي نعيشها الآن وهي أيام رمضان ولياليه المباركة ، فلقد كرم هذا الشهر الكريم بإنزال القرآن فيه فليجعل المسلم لنفسه حظا ونصيبا ،فالإنسان في رمضان يصوم لله تعالى طمعا في رحمته ونجاة من شدائد يوم القيامة ؛ هذا اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فالقلب هو وعاء الإيمان وقوام صلاح جسم الإنسان فكلما كان منيعا قويا كان صاحبه قويا، وكلما هزل وضعف صار صاحبه هزيلا ضعيفا، فإن أصول التربية السليمة وقواعدها الصحيحة تهدف إلى تربية الإنسان الصالح الذي يقوم برسالته على الوجه الأكمل بحيث تجعله قادرا على التحكم في نفسه وضبط تصرفاته والحرص على احترام القيم الأخلاقية والمثل العليا التي يحيا لها ويحرص على الالتزام بها.فلقد حرص الهدي النبوي على الوصية بالشباب فعلى الجميع أن يستوصوا بالشباب خيرا لكي يكونوا خير قدوة للعمل الجاد القائم على الإصلاح والإخلاص الصادق، وليحرصوا على تلبية نداء الحق والخير وحماية المجتمع من عوامل الفساد والضعف والابتذال والتخلف، ويعملوا على تطوير مجتمعه والدعوة إلى البناء والإصلاح والصدق مع النفس لكي يعيش الفرد حياته على جانب من الالتزام والمسؤولية بحيث يكون صادقا مع نفسه ومع غيره ومع عمله ومجتمعه لا يخاف إلا الله، فإن لكل مجتمع عاداته وقيمه وثوابته الخاصة به التي تشكل الرؤية الثقافية التي يعتمد عليها ،فإما أن تنطلق به إلى القمة وتحلق به إلى الفضاء أو تهبط به إلى القاع، ولهذا كلما كانت القيم سامية والعادات فاضلة والأمثلة سليمة بعثت في الإنسان الوعي والإدراك والفكر والإبداع والاستقامة والهمة العالية، عندئذ يستطيع كل فرد أن يؤدي دوره المنوط إليه فيصلُحَ المجتمع ويصلح حال الناس، إن وسائل التقنية الإعلامية بمفهومها العام تعد من أهم الوسائل الأكثر تأثيرا في الفرد و المجتمع، مما يجعل لها الأهمية البالغة فيما تبثه وتنشره على أسماع الجميع، ويعد الإنترنت المقروء سلعة ثمينة في متجر الوسائل الإعلامية وشكلا متطورا من أشكال الإعلام، حيث يشكل قوالب للفكر والرأي والأخبار ،فقد ظهرت هذه القوالب مع النهضة الثقافية والعلمية لتصبح من أهم خطوط الصياغة الفكرية، ولا ينكر أحد أن لوسائل الاتصال دورا كبيرا في عالم اليوم تتفاوت شدته حسب المجتمعات ومدى انتشار الإعلام فيها، فليت المسلم يعي فوائدها فينهل منها ما ينفعه في دينه ودنياه ،ويحذر ما يكون سببا في وقوعه في المعصية وضياع الأوقات ويكون مالكا لزمام رغباته فلا تكون وسائل الاتصال وسيلة للبعد عن الله وفرائض الدين ، وإنما يسعى نحو الأصلح والأنفع.ولكي يصل الشاب إلى مرتبة عالية من الطاعة والصلاح والتقوى والوعي والنضج ،لابد من استرواح نسمات الهداية المعطرة من كتاب الله، يفيء إلى ظلاله الوارفات كل يوم ،فيكون له لقاء قرآني دائم يقبل فيه على آياته البينات يتلوها بتمعن وتبصر وتأمل وتدبر، فتتسرب معانيه في مسارب عقله ومشاعره ويتشرب قلبه نورانيته الصافية، فيخلف الله عز وجل عليه في الدنيا بالحياة الطيبة التي يزداد بها بشرا وسعادة ويوم القيامة يقرأ ويرتقي حتى تكون منزلته عند آخر آية يقرأها ،فالقلب ما هو إلا وعاء الأعمال يحملها وينطبع بآثارها، فيكون صلاحه وفساده بحسب صلاح الأعمال وفسادها، وبتقلب سلوك العبد وأخلاقه تتقلب ظواهر القلب وحالاته بين السلامة والمرض والسعادة والشقاء وبحسب موافقة الأعمال لشرع الله جل وعلا وكثرتها وقلتها وإخلاصها تكون رقة القلب أو قسوته.

374

| 01 يوليو 2014

نعمة أم نقمة

إن الحق سبحانه وتعالى أهلَّ علينا هلال رمضان أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركات ومزيد من الأمن والأمان ،فجعله لنا موسما للطاعةوالقرب من الله تعالى ففرض علينا صيامه وسن لنا قيامه وأمرنا بالصيام والقرآن والإحسان ,فالإنسان هو الكائن الوحيد في هذا الوجود الذي نفخ الله فيه من روحه، وقد كانت هذه النفخة الروحية الإلهية هي مناط التكريم الذي حظي به الإنسان ومن أجل ذلك طلب الله سبحانه وتعالى من الملائكة أن يسجدوا لآدم تكريما له ليس لأنه خلق من طين ولكن لأن الله قد نفخ فيه من روحه ,فكان هذا التكريم الذي جعله للإنسان سببا في استخلافه في الأرض وتعميره لها ببقاء النوع الإنساني، فطاعة الخالق هي الأصل الذي جاءت به الشرائع السماوية جمعاء ودعت إليه كل الديانات السماوية على لسان الرسل والأنبياء الذين بعثهم الله عزوجل منقذين البشرية من الظلمات إلى النور وخير معلم للبشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعلمنا قوة اليقين في الله فيقول : منصام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ولقد قال الله تعالى:(يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم . تتقون) البقرة ١٨٣ فإن جميع الرسل والأنبياء جاءت دعوتهم متفقة على مبدأ واحد وأصل ثابت وهو الدعوة إلى الإيمان بالله عزوجل الواحد القهار ،ووضعت لذلك أسسا وشرائع من عبادات ومعاملات تقوم عليها سعادة البشرية ،فبهذا الإيمان تستطيع هذه البشرية التي استخلفها الله تعالى في الأرض أن تعيش في سعادة وأمان ويتحقق لها الرخاء والطمأنينة، فإن بناء الرجال الذين تفخر بهم الأمة يقوم في حقيقته على الاهتمام ببناء النفس والعقل فما قيمة جسدليس في قلب صاحبه إيمان وعقيدة، وما قيمة صورة لا يحمل صاحبها مبادئ ولا قيم، فإن الإنترنت هذا الاختراع العجيب الذي ولع به الشباب والشيوخ، لهو التقنية التي غلبت على حديث الناس الذين يبحرون في مواقعه ويتجولون في جنباته بالساعات ،لذا يعتبر الإنترنت لدى البعض ضرورة ومطلبا وحقا لكل شخص كالماء والهواء، ويعتبره البعض مجرد مضيعة للوقت وإهدار للعديد من العادات المهمة ، وسوف نتناول من خلال هذه الصفحات المباركة آفات التواصل وأنها إما أن تكون نعمة أونقمة.فلقد فتن الشباب اليوم بالإنترنت وولعوا به ولعا شديدا فأصبح جل حديثهم عنه وعن ارتياد مواقعه والإبحار فيه، والجلوس في صحبته الساعات الطوالدون كلل أو ملل ،وهذا يدعونا للتأمل في محاسنه ومفاسده حتى نكون على بصيرة من أمرنا، فإن استشعار المؤمن أن الجنة محفوفة بالمكاره يتطلبمنه همة عالية تتناسب مع ذلك المطلب العالي للتغلب على نفسه وملذاتها، مع تنقية تلك الهمم من كل شائبة تجره إلى الفتنة والمعصية،وإنما تفاوت الناسبالهِمم لا بالصور والله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم,وحتى يصل الإنسان إلى هذه المرتبة فإن عليه أن يعمل على استقامةصلته بنفسه وبالله وبالناس وبالعالم الذي يعيش فيه , الأمر الذي يؤدي إلى أن يصبح بحق جديرا بأن يكون وكيلا عن الله في الأرض يقيم فيها موازينالعدل ويرسي دعائم الحق ويزرع الخير الذي تعود ثمرته على الآخرين. وهذا ما ينبغي على هذا الوكيل أن يفعله إلى آخر نفس في حياته وإلى يوم القيامة،فلا يشتغل المرء إلا بما يكسب من العلا ولا يرضى لنفسه بالهلاك، فالناس مختلفون في بناء أنفسهم وتأسيسها وتربيتها اختلافا بينا، يظهر ذلك جليافي اختلافهم في استقبال المحن والمنح،والإغراء والتحذير والنعم والنقَم والترغيب والترهيب،والفقر والغنى فمنهم سابق للخيرات وهو من أسَّس بنيانهعلى تقوى من الله ورضوان فربى نفسه على الطاعة والقرب وأدبها في البعد عن المعاصي والملذات، فهذا لا تضره فتنة ولا تزعزعه شبهة ولا تغلبه شهوة وإنما يزن الأمور بميزان الطاعة فهو يتق الله ويطمع في رحمته.

1119

| 30 يونيو 2014

خير الشهور

المجتمع الإسلامي مجتمع متماسك مترابط يتعاون على البر والتقوى، فيخلص العمل لربه ويتقرب إلى الله بالفرائض ،ثم يزيد بالنوافل فيكون عليه من الله حافظ ويكون الله سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها ،فمن يحفظ الله يحفظه ويكون معه يحميه ويرعاه ،فإذا به يسعى ليصلح ما بينه وبين الناس ابتغاء رضوان الله فالحق سبحانه وتعالى فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم بما تدعو إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،لذلك تجد المسلم واقفا معتبرا بأيام الله يغتنمها بالذكر والطاعة والقرب لله تعالى ،وهذا هلال شهر كريم وموسم عظيم خصه الله على سائر الشهور بالتشريف والتكريم،وأنزل فيه القرآن وفرض صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه، فهو شهر البركات والخيرات شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الصدقات والإحسان، شهر تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين ، شهر رمضان فضائله كثيرة فيجب علينا أن نستقبله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه، والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات وعن كل ما يؤثر على صيامنا من اللهو واللغو والعبث وارتكاب المحرمات لذلك ينبغي علينا أن نستغل كل دقيقة منه بالإكثار من الأعمال الصالحة، كتلاوة القرآن والذكر والصلاة والصدقة والدعاء وسائر العبادات,إن شهر رمضان شهر عظيم خص الله عز وجل به هذه الأمة وجعله الله ميدانا لعباده يتسابقون إليه بأنواع الطاعات، ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات وهو شهر واحد في السنة، وجب على كل مسلم الاستفادة من أيامه ولياليه والإكثار من الطاعات والعبادات. إن شهر الصوم المبارك يزيد من قوة الإنسان وقدرته على التغلب على الشهوات فالصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب ولكنه قبل ذلك امتناع عن الظلم والعدوان والشهوات وميول الشر لأنه يضبط جماح النفس ويخضع الملذات لإرادة الفرد ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع وعدم الاختيال بالذات مع إحساس بالخشوع والاتجاه الصحيح إلى الله، وهو ما يعزز إيمان الإنسان ويقوي عقيدته ,فالصيام عبادة وقربة لله تعالى فهو يعمق الخشوع والإحساس بالسكينة والتحكم في الشهوات وإنماء الشخصية فلقد علمنا الهدي النبوي أن كل عمل ابن آدم له ؛ إلا الصوم فإنه لله يجزي به الحسنة بعشر أمثالها، وقد خلق الله النهار لننشط فيه ونبتغي من فضل الله، وخلق الليل لنسكن فيه ونهجع فليس الغرض من الصيام تعذيب النفس وتجويعها وإنما الغرض منه التقوى وتربية النفس المؤمنة وتهذيبها ورفع درجاتها وتعويدها على التحرر من شهواتها وملذاتها وترويضها على الصبر وتحمل الآلام والبعد عن المحرمات والترفع بها عن مظاهر الحيوانية التي همها الأكل والشرب وإشباع الغريزة، وتقوى الله عز وجل هي فعل أوامره واجتناب نواهيه بل لابد من إمساك الجوارح عن اقتراف الآثام والذنوب والمعاصي فليتنبه الإنسان لذلك وليبتعد عن كل ما ينقص الصوم ويضعف الأجر ويغضب الله عز وجل من سائر الذنوب والمعاصي كالتهاون بالصلاة والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور وغير ذلك مما نهى الله عنه، ليتحقق بذلك معنى الصيام من تقوى وإيمان، فالصيام جُنة ووقاية وله فوائد نفسية وعديدة ومن هذه الفوائد إنماء الشخصية أي النضج وتحمل المسؤولية والراحة النفسية فإنه يعطي الفرصة للإنسان لكي يفكر في ذاته، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى الصحة النفسية ، و الصيام يدرب الإنسان على الصبر والتحمل وينمي قدرته على التحكم في الذات وإنه يخضع كل ميول الدنيا تحت سيطرة الإرادة، وكل ذلك يتم بقوة الإيمان وتتجلى في رمضان أسمى غايات ضبط النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة كما أن له فوائد نفسية كثيرة فالصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية.

582

| 29 يونيو 2014

نهر الرحمات

خلق الله الخلق ووهبهم الحياة وجعل الانسان معلقا بين الحياة والموت يعيش بنفس يتردد فجعل للانسان وقتا محددا وعمرا معدودا، والحياة فى البدء والمنتهى بيد الله وحده، يقضى بما يشاء ويحكم ما يريد بيده الأمر يهب الحياة للأحياء ويسلبها متى يشاء يفعل ما يريد ويحكم بما يكون ولا يكون الا ما أراد، لذا فقد أمر المسلم أن يستغل أوقات عمره فى اخلاص العبادة لرب البرية، وان فى انقضاء الأيام ومرور الأعوام عبرة للانسان بأن هذه الدار فانية وأنها سريعة الانقضاء وقريبة الزوال، فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان، وأن نحذر التسويف حتى لا يكون هناك ندم وخسران فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، فأيام الله تعالى دول وها نحن بين طيات الزمن الذى يمر بنا مر السحاب، واننا فى هذه الأيام المباركة المقبلة يستعد المسلمون بقلوبهم وابدانهم لاستقبال ضيف كريم يأتى فى العام مرة.انه شهر رمضان خير شهور السنة افضل أيام الله الحسنة بعشر أمثالها وتضاعف الى سبعمائة ضعف فليكن التنافس فى أعمال الخير والبر، فهل أدرك هؤلاء الذين يسر الله لهم العيش لحضور رمضان هذا وهم فى أتم الصحة والعافية قيمة هذه الفريضة الربانية وعرفوا ما لهم وما عليهم فتخلصوا من الحقوق ورد المظالم الى أهلها وتطهير القلوب واستعدادهم للتخلص من الذنوب والآثام فعزموا على السباحة فى هذا النهر العذب الجارى نهر الرحمات والبركات والسعى الى رب السموات والتضرع اليه بقبول التوبة واخلاص العمل لله تعالى، والسير فى روضة الرحمن الرحيم التى لا تذبل زهرها ولا ينفذ رحيقها، فان الذنوب والمعاصى تحجب المرء عن نور الله من علم وهدى ومعرفة فيكون عنصرا سيئا فى المجتمع فلا يفيد المجتمع وتكثر الفواحش والرذائل التى تفتك بالمجتمع المسلم ولكن لابد أن يسعى كل مسلم لاصلاح نفسه وابعادها عن خطر المعصية فيستفاد بنور الله من علم وهدى ويفيد مجتمعه الذى يعيش فيه، لذلك لابد أن تعلم أنه لم يفتح لك بابا اذا أغلق الله باب رحمته وتوبته فى وجهك وتوقع حينها كل أمر يحدث لك.ولاتكن مثل كثير من الجهلاء الذين اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه فعصوا أمره ولم يجتنبوا نهيه ونسوا أنه شديد العقاب، وانه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين، فعلى قدر نقاء السريرة وسعة النفع تكتب الأضعاف، وليس ظاهر الانسان ولا ظاهر الحياة الدنيا هو الذى يمنحه من الله رضوانه، فان الله تبارك وتعالى يقبل على عباده المخبتين المخلصين،فان المـؤمن ليس معصوما من الخطيئة وليس فى منأى عن الهفوة والزلة،وليس فى معزلٍ عن الوقوع فى الذنب فعن أبى هريرة رضى الله عنة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم: (والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) فلا بد أن نعلن الحرب على الذنوب والمعاصى والآثام، فبادروا واستقبلوا الخيرات أيها الاخوان ولا تتواكلوا وسارعوا ولا تتأخروا، فان كان حب الدنيا يعوقكم فلا بد من الرجوع الى الله فيا خيبة من ضيع منه الليالى والأيام، ويا حسرة من انسلخ عنه الهدى بقبائح الآثام، ويا خسارة من كانت تجارته فى الذنوب، ويا ندامة من لم يتب الى علام الغيوب، فلابد أن يعلم مهما كانت ذنوبه عظيمة فان الله يغفرها جميعا ما لم يشرك به وليعلم أيضا أن الحسنات يذهبن السيئات فلا بد وان يتأشح بحسام التوبة ويملأ نفسه ثقة ورجاء بعفو الله.ان الذى يدرك صفات الله وأسماءه وآلاءه ونعماءه يحصل له فى قلبه معرفة حقيقية بالله العظيم الرحيم الرؤوف الغفور سبحانه وتعالى فهو معرفة قدرته مع عبده الضعيف المذنب يدعوه ويرجوه الى أن يتوب الى علام الغيوب،فيا له من فضل عظيم من رب كريم وخالق رحيم أكرمنا بعفوه وغشانا بحلمه وهدانا ووفقنا لأسباب التوبة والأوبة، ألم تحن اللحظة لك أيها المسلم الى أن تتوب وتؤب ونفتح صفحة جديدة ناصعة البياض مشرقة بفعل الطاعات والقربات لرب الأرض والسموات وتتعلق بأستار المساجد وتقف على أعتابها متضرعا الى الله تائبا مستغفرا، ولتبدأ فى صومك كما ولدتك أمك حرا طليقا من أسر الهوى نظيفا من الذنوب والآثام، فهيا معا نركب ركب المستغفرين الى ديار التائبين قبل فوات الأوان فمن أشرقت له بدايته أشرقت نهايته ومن صدق مع الله فى توبته صدق الله معه ووفقه لحسن الخاتمة فينبغى مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع فى المعاصى والآثام تقديرا لما لها من حرمة، وابدأ شهرك ببدن طاهر وقلب نظيف وعمر وقتك بالذكر وليلك بالقرآن تفوز برضا الرحمن.

431

| 26 يونيو 2014

الطمع رأس كل بلية

إن رابطة الدين هي أعظم وأقوى الروابط على الإطلاق التي تربط أمة الإسلام بعضهم ببعض فتراهم يدا واحدة قلوبهم نقية وألسنتهم ندية يسعون لرضا الله والخشية منه يعملون ليوم لا ينفع فيه مال ولابنون، فهي أقوى من رابطة المصالح التي تنقطع باختلاف المصالح حتى إن الأخ قد يقتل أخاه إذا تعارضت المصالح، أما رابطة الدين فإنها لا تنفك أبدا لأن الله جعل المؤمنين إخوة، فهذه الرابطة لا يقطعها ما يقطع بقية الروابط فهي مستمرة ومن حقوقها أن يهتم المسلم بشأن إخوانه المسلمين وإن اختلفت الأوطان وتعددت اللغات وتباعدت الأجساد، فمثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فالإيمان يزيد وينقص،يزيد بالطاعة والأعمال الصالحة وينقص بالمعصية والسيئة، فالأعمال كثيرة ومتنوعة ولعل أهمها أعمال القلوب من خوف ورجاء وتوكل وإنابة ويقين وورع وإخلاص ومراقبة، فإن هدي الدين الحنيف في تربية النفوس قائم على التواد والتقارب، ومن هنا لا تباغض ولا تحاسد ولا تدابر في حياة المسلم الصادق وكيف يكون في حياته شيء من هذه الأخلاق الوضيعة وهو يتأمل هدي الإسلام التي كلها حب وتعاطف وتآخ.فالمسلم الحق يشعر بارتباطه بإخوانه المسلمين في كل مكان فيتألم لآلامهم ويفرح لأفراحهم،ويبذل ما يستطيع لتفريج كرباتهم فلا يحمل قلبه عليهم غلا ولا حقدا وأقل أحواله أنه لا يغفل عن الدعاء لإخوانه بظاهر الغيب، فلا يقوم العبد على الشحناء والطمع إلا إذا كان في قلبه مرض وفي طبعه جفوة وفي فطرته التواء، لذلك ينبغي للإنسان المطمئن النفس الهادئ الفؤاد أن يصدر كل ليلة عفوا عاما عن كل من أساء إليه طيلة النهار بكلمة أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء في العالم لمن أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حللها فليغسل قلب بالعفو ويملأه بالغفران ويقو ل:(إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه مسلم، فما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال أو منصب أو جاه، ذلك أن العبد إذا استرسل مع الأمنيات استعبدته فالعبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع لذا كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من نفس لا تشبع لأن الطمع يمحق البركة ويشعر النفس بحالة الفقر الدائم، فالطمع يعمي الانسان عن طريق الصواب ويودي به الى طريق الهلاك فالطمع يكون للإنسان مثل السراب يركض ويلهث وراءه فعندما يصل اليه يجده سرابا فلا يحصل إلا الندامة والخسران والطمع لا يعترف بأي شيء جميل بل يسرق كل شيء جيد وكل شعور حسن، فيكون الانسان من الخارج غنيا لكنه في الداخل فقيرا لما لديه من شعور بالنقص وسعيا وراء وساوس الشيطان في طلب المزيد وطبعا في هذه الايام الامثلة كثيرة عن طمع الانسان وحرصه على امتلاك ما ليس له والنظر فيما عند الناس لما طويت عليه نفسه من حقد على الآخرين،وهذا ما نراه من تخريب للنفوس وتدمير للروابط والقيم.إن الناس همهم الوحيد هو كيفية جمع المال وكأنهم ينسون أن الرزق مقدر من عند الله،ومهما عملوا او فعلوا فلن يحصلوا أكثر مما قسمه الله لهم، فلو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغى إليه ثانيا ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب فعن سهل بن سعد الساعدي قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس، فمن كان قوي الإيمان صحيح اليقين وثق بالله في أموره كلها وأحسن التوكل عليه وترك المزاحمة على فضول الدنيا وانشغل بما يقربه من الله تعالى من أنواع العبادة، فإذا انشغل المرء بذلك ورضي بما قسم الله له من نعم الدنيا ووطن نفسه على القناعة بما رزق منها وعلى الاعتدال من أمرها في الطعام واللباس فمن تحقق من ذلك كان زاهدا وكان غنيا وإن خلت يده من فضول الدنيا، فهنيئا لمن بات والناس يدعون له، وويل لمن نام والناس يدعون عليه وبشرى لمن أحبته القلوب ويا خسارة من لعنته الألسن، فإذا أقامك الله في حالة فلا تطلب غيرها لأنه عليم بك، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه ويفوض الأمر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقه ومولاه فهو نعم المولى ونعم النصير.

2489

| 19 يونيو 2014

الثقة بالنفس

إن من أهم القواعد في بناء الشخصية وصنع النجاح، الثقة بالنفس، فبين الغرور والإعجاب بالنفس وبين استصغارها وعدم الاعتداد بها، توجد الثقة بالنفس والشعور بذاتيتها واستعدادها للكمال الإنساني، فعلى حسب قوة الثقة بالنفس يكون عزم الإنسان في العمل أو كسله عنه، فإذا كان ذا ثقة تامة بنفسه شاعرا بكرامتها، فإنه لا يزال يزداد بها طموحا إلى المعالي وعزوفا عن الرذائل والنقائص، وإذا ضعفت ثقته بنفسه ولم يقدر قيمتها حق قدرها هان عليه أمرها ورضي لها بكل صغار واحتقار، وعاش بها معيشة الحشرات في مستنقعات الخسة والمهانة والمطلع على هدي النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ أنه قد عمل على صنع ثقة الشباب بأنفسهم فقد قام بإعطاء الشباب الكثير من المسؤوليات الكبيرة والمهمة مما أدى لزيادة الثقة بأنفسهم وتنمية إرادتهم والأمثلة على تولية الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب مسؤوليات كبيرة ومهمة عديدة، فكلما كان الطابع الغالب على المجتمع طابعا من تقوى لله تعالى وعلم تبنى به الأمة حياتها وعمل دؤوب يعمل على الإصلاح،كانت شبكته الاجتماعية شبكة متينة الإحكام قوية الأركان متماسكة البنيان، وهكذا يبقى الشباب المسلم ثابتا راسخا مؤمنا مجاهدا مثابرا على حمل الرسالة وأداء الأمانة والعمل لرفع راية الإسلام خفاقة ترفرف على أرجاء العالم الإسلامي.فإن أصول التربية وقواعدها تهدف إلى تربية الإنسان الصالح الذي يقوم برسالته على الوجه الأكمل بحيث تجعله قادرا على التحكم في نفسه وضبط تصرفاته والحرص على احترام القيم الأخلاقية والمثل العليا التي يحيا لها ويحرص على الالتزام بها، وأن يكون خير قدوة للعمل الجاد القائم على الإصلاح والإخلاص الصادق، فالإنسان الإيجابي هو الذي يقبل على الحياة بقلب مشرق ونفس راضية فالإخلاص عنوانه والإتقان سبيله، فله أمنياته وطموحاته التي يحقق بها الإنجازات التي تجعله ناجحا في حياته لذا فهو جميل يرى الوجود جميلا، فإن الفرد إذا كان واثقا بنفسه شاعرا بمكانته ومنزلته في الوجود، فيكون دائما سباقا في العظائم وجلائل الأعمال، طامح إلى المعالي تواق إلى إحراز المكانة في قمم المجد والسؤدد، غير هياب ولا خائف وأن يبذل ما لديه من نفس ونفيس ويضحي بكل مرتخص وغال، لذلك جعل الإسلام الإتقان قربة يتقرب بها المرء إلى الله تعالى، فالمسلم يفترض فيه أن تكون شخصيته إيجابية مقبلة على الحياة متفاعلة معها، فلكل منا العديد من الأمنيات والآمال ومن الكثير من الطموحات ولاشك أيضا أن كلا منا يتطلع نحو الأفضل ويسعى للحصول على أكثر مما لديه، فهذه هي طبيعة جميع البشر وهي الفطرة التي تظهر بجلاء بشكل أو بآخر في شحصية الإنسان الإيجابي الذي يحب النجاح ويسعى إليه جاهدا ومما لاشك فيه أن تطلع المرء وسعيه لتحقيق طموحاته حق طبيعي ومشروع، وبأنه الآمر الذي يبرر وجودنا وما يمنح لحياتنا قيمتها ومعناها فليس هناك من بإمكانه أن يعيش على هامش الحياة،لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن على كل منا أن يحرص من خلال سعيه نحو تحقيق أهدافه وطموحاته، على ألا يتعدى على حقوق الآخرين وبأن عليه ألا يتعثر ويسقط في بؤرة الطمع والفساد، فالقناعة كنز لا يفنى والرضا من الإيمان فلابد أن تسعى لتحقيق طموحك وأهدافك وقلبك ممتلئ بالرضا ارضى بما قسم الله تكن أغنى الناس، فإن قواعد الإسلام وسلوك الأنبياء، ومنهج الصالحين من المؤمنين تقوم على أسس ثابتة من أهمها الحث على تحقيق الأهداف والطموح المبني على الهمة العالية والهدف النبيل، ولا يكون ذلك إلا بثقة المرء بنفسه وبوجوب العمل واكتساب المال من وجوه الحلال للإنفاق منه والارتقاء به لهذا نجد أن الإسلام يحض على العمل ويحث على السعي والكسب، ويأمر بالانتشار في الأرض للنيل من فضل الله والأكل من رزقه يقول الله تعالى: (هو الذي جعل لَكم الأَرض ذَلولا فَامشوا فِي مناكِبِها وكلوا من رزقه )الملك:15، فمدارسة مناهج الإسلام تخلق في أي أمة جوا من الآداب الاجتماعية الدقيقة المتعلقة بقاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجوا من البحث الصحيح والاجتهاد المخلص والثقة بالنفس والطموح العالي والغاية النبيلة لمد رواق الإسلام على ما تفد به الإعاصير من أقضية شتى وشئون متجددة. والأهم من هذا كله أن تكون تلك الطموحات في حدود إمكانيات المرء لكيلا يؤدي عدم تحقيقها إلى شعوره بالقهر وإلى استسلامه لليأس وإلى أن تهتز ثقته بنفسه وبالعالم، لذا فإن على المرء أثناء سعيه الحثيث لتحقيق مطامحه وأن يتوقف عند محطة هامة جدا هي الرضا والقناعة فقد نجد من تحولت طموحاتهم إلى أطماع غير محدودة جعلتهم يتخلون عن مثلهم العليا وعن مبادئهم، ورغم أنهم لو اقتنعوا بما لديهم وبما حصلوا عليه لكانوا أكثر سعادة في الدارين.

2715

| 12 يونيو 2014

الأمل فيهم والمستقبل لهم

إن أبناءنا في هذه الأوقات يعيشون فترة القلق والخوف من الامتحانات فهذا حصاد العام، ففترة الاختبارات تعتبر هاجسا لكل الآباء والمربين بهدف حفظ أبنائنا الطلاب من أي عابث يحاول استغلال فترة الامتحانات بطريقة هادمة وإثارة القلق لدى الطبلا،لأن مرحلة الاختبارات تعتبر فترة عصيبة نتيجة للأسلوب الخاطئ الذي يتعامل به أغلب الطلاب من حيث عدم تنظيم أوقات المذاكرة طيلة الفصل الدراسي واللجوء لمضاعفة الجهد في الأيام التي تسبق الاختبارات ومن نتيجة ذلك الشعور بالقلق وعدم القدرة على التركيز والبحث عن الوسائل المشروعة وغير المشروعة لاجتياز الاختبارات، فليدرك الجميع أن العلم سبيل التقدم والرقي لذا فيجب على الجميع تضافر الجهود في سبيل انجاح العملية التعليمية، كما يجب أن ينظر طلابنا إلى المذاكرة باعتبارها نوعا من القراءة الاستمتاعية التي تضيف لمعلوماتك وتزيد من ثقافتك ومعرفتك بما يدور حولك، لذلك كان دور الأسرة والمعلم هام في تقليل حدة القلق وتوفير الجو الدراسي المريح والآمن الذي يزرع الثقة بالنفس ويساعد الطالب على اجتياز مرحلة الامتحانات بتفوق ونجاح فيحقق نهضتنا لتطوير التعليم،حتى نستطيع وضع سياسات واضحة لرفع شأن التعليم وأن نولي الاختبارات أهمية خاصة حتى نبني جيلا قويا يستطيع رفعة شأن بلده ووطنه،فيعد التقييم التربوي والذي تطبقه هيئة التقييم سنويا عنصرا أساسيا من عناصر مبادرة تطوير التعليم في الدولة تعليم لمرحلة جديدة، وذلك للوقوف على المستوى التعليمي للطلبة ومعرفة مدى جودة التعليم في المدارس ومدى تحقيق الطلبة للمعايير مما يلبي غايات وأهداف تطوير التعليم. إن من العادة الدائمة في نهاية العام يتوجه الآلاف من الطلاب إلى قاعات الاختبارات لتأدية الامتحانات بهدف الحصول على الدرجات التي تؤهلهم لاجتياز المرحلة الدراسية إلى مرحلة أخرى، فالجميع يبذل قصارى جهده لتوفير كل الإمكانيات لكي يجتاز أبناؤنا الطلاب هذه الفترة الحرجة والحصول على الدرجات المناسبة لقدراتهم، فليعلم جميع من يهتم بالتعليم أن الاختبارات الوطنية هي المقياس الحقيقي لتطور التعليم،فبالعلم ترتقي الأمم وترتفع البيوت والجهل يخفض بيت العز والشرف،لذا جاء النهج القرآني في بدايته يدعو إلى العلم والقراءة فكان أول ما نزل من القرآن الكريم قول الله تعالى:(اقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق:1،فالمجتمع بحاجة ماسة لكوادر فتية تتسلح بسلاح العلم والمعرفة، فهيا أيها الشباب وأيتها الفتيات شمروا عن سواعدكم وتسلحوا بقوة العلم،لأنه القوة التي تخضع أمامها الرقاب،وتجعل الناس ينظرون إليك بكل تقدير واحترام فالعلم مفتاح كل خير،والزم الجد والاجتهاد واعلم أن طريق العلم ليس مفروشا بالورود وإنما يحتاج لعزيمة قوية وإرادة راسخة،فمن جد وجد ومن زرع حصد، فبالعلم وصل الإنسان إلى القمر وكشف أسرار الكون بغزوه للفضاء، فليكن منهجنا معتمدا على إعداد جيل يفكر ويفهم ويبدع.إنما يرفع الله المؤمنين بما علموا من أمور في دينهم وما استقاموا على أصوله والتزموا شرائعه، ولا يمكن للمرء أن يلتزم إلا بشيء قد جاء العلم به، لذا حث الإسلام الناس على العلم والتعلم وجعل الذين يعلمون أعلى درجة من الذين لا يعلمون فكان الحث من نبينا صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فقال: من سلك طرقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وأمرنا أيضا بالجد في طلب العلم والحرص على التعلم فقال:اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد،فالإسلام رفع مكانة المتعلم فقال الله تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) الزمر:9،في هذه الأيام القليلة القادمة التي ترتفع معها دقات قلوب الآباء على أبنائهم الذين سيتوجهون إلى قاعات الامتحانات، فأداء الامتحان يشكل ركيزة مهمة في مستقبل الطالب الأكاديمي، والإدراك الجيد لما يجب أن يفعله الطالب في غرفة الامتحان،مما لا يوفر له الاطمئنان القلبي فحسب بل يجعله يجني أفضل الثمار لمجهود أيامه الماضية، فكل منا يعرف أن قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية تؤثر على اتزان الطالب وقدرته على استدعاء المادة الدراسية أثناء الامتحان، مما يصاحبها أعراض نفسية وجسدية كالتوتر والانفعال والتحفز وينتج ذلك عن الخوف من الرسوب أو الفشل والرغبة في المنافسة والتوقعات العالية المثالية التي يضعها الوالدان له ويعتبر هذا القلق أثناء الامتحان وقبله أمرا مألوفا بل ضروري لتحفيزه على الدراسة ما دام يتراوح القلق ضمن مستواه الطبيعي ولا يؤثر بشكل سلبي على أدائه للمهام العقلية المطلوبة، فكيف يستعد الطالب لأداء الامتحانات بنجاح؟ لكي يحقق ما يصبو إليه من تفوق ويهنأ بما أحرزه من نجاح ويسعد الوالدان بهذه اللحظات التي تنسيهم تعب الليالي والأيام فلابد من تضافر الجهود في تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم، لذا يجب على كل طالب أن يعي ما يجب عليه من استعداد وذلك يكون بالاستعانة بالله والتوكل عليه والدعاء بأن يوفقهم الله،والتفاؤل بالنجاح والحذر من التفكير السلبي.

538

| 05 يونيو 2014

شهر غفل عنه الناس

إن أهل الطاعات هم أرق الناس قلوبا وأكثرهم صلاحا وأهل المعاصي أغلظ الناس قلوبا وأشد فسادا، فلقد اختار الله من الأزمان أيام مباركات تكون وسيلةللإكثار من للطاعات اصطفى فيها أياما وليالي وساعات فضلا منه وإحسانا يمسحون فيها عن جبينهم وعناء الحياة ويستقبلها المسلمون ولها في نفوسالصالحين منهم بهجة وفي قلوب المتقين فرحة، فرب ساعة قبول فيها أدركت عبدا فبلغ بها درجات الرضا والرضوان في يوم يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. فإن العبودية للباري عز وجل من أجل الأعمال وأفضلها فهي إحساس المرء بالافتقار المطلق إليه والاعتماد عليه في كل الأمور، فالمسلم مطالب دائما بالمداومة على الطاعة والاستمرار في الحرص على تزكية النفس ومن أجل هذه التزكية شرعت العبادات والطاعات،وبقدر نصيب العبد من القرب تكون تزكيته لنفسه وبقدر تفريطه يكون بعده عن التزكية. إن الافتقار إلى الله تعالى أن يجرد العبد قلبه من كل الفتن والأهواء، ويقبل على العبادات متذللا مستسلما لربه متعلقا قلبه بمحبة الله تعالى وطاعته، فحياة المؤمن كلها صراع بين الحق والباطل والهدي والضلال، فإن هو استجاب للشيطان والهوى تردى إلى المهالك والخسران، وإن هو استجاب لداعي الحق والهوى ارتقى إلى أعلى الدرجات، فإننا في هذه الأيام يهل علينا هلال شهر شعبان يذكرنا بالأيام العظيمة والفوائد الجسيمة التي يمنحها الله عز وجل لعباده المؤمنين، فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل هذه الأيام مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم فالسعيد من اغتنم تلك المواسم ولم يجعلها تمر عليه مرورا عابرا؛ فإن المسلمين يعتبرون بأيام الله فيسعون جاهدين في الأيام المفضلة السعي إلى رضا الله تعالى يبتغون رضوانه ويرجون جنانه ويخشون نيرانه، فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم انتباه الناس إلى شهر رجب في الجاهلية، وتعظيمه وتفضيله على بقية أشهر السنة ورأى المسلمين حريصين على تعظيم شهر القرآن الذي امتدحه الله تعالى في كتابه فهو شهر رمضان شهر القرآن والصيام، وبين أن فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، فاهتم المسلمون بهذا الشهر العظيم واجتهدوا فيه بالعبادة من صلاة وصيام وصدقات، وعمرة إلى بيت الله الحرام وغير ذلك من أعمال البر والصلاح. عندئذ أراد الهدي النبوي أن يبين للناس فضيلة بقية الأشهر والأيام فإن الله تعالى خالق الأيام باق مطلع على سرائر الأعمال وأمرنا بالاجتهاد في كل الأيام.فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم في شعبان فقال صلى الله عليه وسلم: (ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه أحمد وسؤال أسامة رضي الله عنه يدل على مدى اهتمام الصحابة الكرام وتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبالفعل كان النبي صلى الله عليه وسلميصوم شعبان إلا قليلا كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المتفق على صحته ولا بد من وجود أمر هام وراء هذا التخصيص من الصيام في مثل هذا الشهر وهذا ما نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، إذا فإن أعمال العباد ترفع في هذا الشهر من كل عام، وتعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن ترفع أعماله إلى رب العالمين وهو صائم لأن الصيام منالصبر وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، فشهر شعبان شهر عظيم عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحري بنا أن نعظمه وأن نكثر من العبادة والاستغفار فيه تماما كما جاء وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. فنحن في شهر من شهور الله تعالى المباركة، وهذا الشهر الذي كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يصومه إلا قليلا كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر من شعبان فإنه كان يصومه كله إلا قليلا) متفق عليه وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذا الشهر أحاديث كثيرة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف، فالمرء العاقل الذي يحذر المعصية فهو يراقب نفسه وينهاها عن غيها حتى لا تورده المهالك، لذا فهو يقدر للزمن حقه ويخشى أن يظلم نفسه في هذه الأيام الطيبة، فلا تظلموا فيهن أنفسكم والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام لأنه يعظم العمل بعظم الزمن.

1743

| 30 مايو 2014

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

1884

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الانتماء والولاء للوطن

في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...

1128

| 22 ديسمبر 2025

alsharq
الملاعب تشتعل عربياً

تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...

1047

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

753

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
التاريخ منطلقٌ وليس مهجعًا

«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...

705

| 21 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

660

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

648

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة

-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...

609

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
احتفالات باليوم الوطني القطري

انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...

549

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
التحول الرقمي عامل رئيسي للتنمية والازدهار

في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...

498

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
لُغَتي

‏لُغَتي وما لُغَتي يُسائلُني الذي لاكَ اللسانَ الأعجميَّ...

444

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الإدارة بعيون الإنسان

عندما نرى واقع الإدارة سوف نجد انها تبدأ...

429

| 22 ديسمبر 2025

أخبار محلية