رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
المجتمع يولي للأسرة جل الاهتمام وعظيم العناية لذا جعل لها في الإسلام مكانة خاصة، فهي سكن للنفس وراحة في القلب واستقرار للضمير وتعايش بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة والانسجام والتعاون والتناصح والتسامح، ليستطيعا في هذا الجو الأليف الوديع الحاني أن يؤسسا الخلية السعيدة التي ينشأ فيها الأبناء الصالحون وتؤسس من خلالها الأسرة المسلمة فقد بين القرآن الكريم هذه العلاقة الفطرية الأبدية بين الرجل والمرأة بيانا رقيقا شائقا تشيع فيه أنداء السكينة والأمن والطمأنينة، ويفوح منه عبير المحبة والتفاهم والرحمة، فديننا الحنيف يعمل على الربط بين أفراد المجتمع ليكونوا لحمة واحدة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لذلك جاء الهدي النبوي تارة يوصي بالكبير وتارة يوصي بالنساء وتارة يوصي بالمريض وتارة يوصي باليتيم وتارة يوصي بالشباب ولم يترك الحبيب صلى الله عليه وسلم فرصة ولا موقفا إلا وقدم النصح للصغار، وأرشدهم إلى السلوك الصحيح، فقد أمر الآباء بحسن تربية الأبناء، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته فكلكم راع ومسؤول عن رعيته) متفق عليه، ومن هذه المسئولية تربية الأبناء وتنشئتهم من صغرهم على الدين والأخلاق وفي هدي النبي صلى الله عليه وسلم معيناً لا ينضب من المواقف والوصايا التي لو استخدمت في الحقل التربوي للصغار، لكانت كفيلة بترسيخ أروع القيم والمثل العليا في نفس الطفل، ولجعلت منه شخصية سوية قادرة على القيام بدورها في بناء المجتمع وإصلاحه، لأن صغار اليوم هم بناة الغد ورجال المستقبل.فالأولاد قرة عين الإنسان في حياته وبهجته في عمره وأنسه في عيشه بهم تحلو الحياة وعليهم بعد الله تعلق الآمال وببركتهم يستجلب الرزق وتتنزل الرحمة ويضاعف الأجر، فإن هذا كله يتوقف على حسن تربية الأولاد وتنشئتهم النشأة الصالحة التي تجعل منهم عناصر خير وعوامل بر ومصادر سعادة، فإن توافر للإنسان أولاد صالحون كانوا بحق زينة الحياة الدنيا، أما إذا غفل الوالدان عن تربية الأولاد وتوجيههم الوجهة الصالحة كانوا بلاء ونكدا وهما وراءه السهر في الليل والتعب في النهار، فالإنسان الواعي يدرك مسؤوليته الكبرى إزاء أولاده الذين رزقه الله بهم في هذه الحياة، إذ يسمع توجيهات الله تعالى من خلال آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) التحريم:6، فالأبناء غراس حياة، وقطوف أمل، وقرة عين الإنسان ونعمة تستحق الشكر وفي الوقت نفسه هم مسؤولية يجب العناية بهم، فالطفل أمانة عند والديه، وقلبه عبارة عن جوهرة قابلة لكل نقش، فإن عود الخير نشأ عليه وإن عود الشر نشأ عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولَد على الفطرة) رواه البخاري.فمن الهدي النبوي نعي ونعلم إنها المسؤولية الشاملة التي طوق بها الإسلام أعناق أبناء الحياة جميعا وجعلها فطرة سليمة أودعها في قلوب الوالدين وألزمهم بها،فلم تغادر منهم أحدا وجعل بمقتضاها الوالدين مسؤولين عن تربية أولادهما تربية إسلامية دقيقة وتنشئتهم التنشئة الصالحة القائمة على مكارم الأخلاق التي جعلها الرسول الكريم منهجا لأمته وأنه ما بعث إلا لتتميمها وتأصيلها بين الناس إذ قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، ويدل هذا على عظم مسؤولية الوالدين تجاه أبنائهما وتنشئتهم على طاعة الله ورسوله وامتثال أمرهما، لأن البيت هو المحضن الذي تنشأ فيه الصغار، وهو البيئة الأولى التي يترعرعون فيها، وهو الوسط الذي تتكون فيه ميولهم وأمزجتهم وشخصياتهم، ومن هنا يبدو دور الوالدين الكبير في تعهد تلك البراعم الغضة الطرية، ومدها بالغذاء النافع، والتوجيه الأصيل الذي يربي فيها الجسم والعقل والروح على السواء، فيجب على الأب العاقل أن يكون متجها لأولاده، يرق قلبه لهم ويفخر بينابيع الحنان، ويزكي أواصر الحب ويكون الأبناء وسيلة إسعاد وسرور،فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أحمد، فالخطاب للآباء والأمهات لحثهم على تعويد أولادهم المحافظة على الصلاة، حتى ينشأ الواحد منهم حسن الصلة بالله ومن لم يأمر أولاده بالصلاة ويتابعهم فيها فقد عرض نفسه للعقوبة لأن أولاده أمانة عنده وسيحاسب عليهم.
777
| 22 مايو 2014
إن الحق سبحانه وتعالى قيض للمؤمن قوارب للنجاة من المهالك؛ فإن استجاب إليها المرء المسلم حملته إلى شاطئ الأمان، وكانت سببا في نجاته من الضياع والهلاك، فمعرفة الله تعالى وطاعته أول طريق السائرين في دروب الصالحين يبتغون الجنان عند رب العالمين، ويخشون لهيب النيران، وبداية الخطى على الحق المبين والطريق المستقيم والحصانة من كل سوء والأمان من كل زيغ، فالعبادة والطاعة والامتثال لأمر الله تعالى والسير على منهج النبي صلى الله عليه وسلم لهي قارب النجاة من الغرق في بحر الضلالات، وسبيل النجاة من الآفات والانحرافات، فقلوب العباد أوعية وتحتاج هذه الأوعية لمن يتقن أن يضع فيها ما يكون مكسباً لها، وهذا ما يسمى بفن كسب القلوب، فإن المسلم الحر الذي يتخلق بأخلاق الإسلام وآدابه يتجنب النقاش الطويل والجدل والمراء، حتى لا تسوء صدور إخوانه وتضيق قلوبهم، ومن أجل أن يكون الحوار في أفضل صوره الفعلية، فعلى المسلم أن يلتزم الحسنى من القول والمجادلة بالتي هي أحسن وأن يقول لعباد الله التي هي أحسن، لذلك تصبح إجادة فن كسب القلوب أكثر ضرورة، حتى نستطيع ان يتعلم الناس ونوجههم نحو الهدف المراد تحقيقه، فالقلب يكون صالحاً إذا كان منوراً بنور الله عز وجل ومكسوّاً بلباس التقوى والورع، فتظهر عليه حينئذ علامات الرقة والصلاح، فلا ترى صاحبه إلا رحيماً رقيقاً خاشعاً خاضعاً سباقاً للخير والفضل، تواقاً لكل بر ومعروف مشتاقاً للقاء الله سبحانه وتعالى، فالقلب ما هو إلا وعاء الأعمال يحملها وينطبع بآثارها؛ فيكون صلاحه وفساده بحسب صلاح الأعمال وفسادها، وبتقلب سلوك العبد وأخلاقه تتقلب ظواهر القلب وحالاته بين السلامة والمرض، والسعادة والشقاء، وبحسب موافقة الأعمال لشرع الله تعالى وكثرتها وقلتها وإخلاصها تكون رقته أو قسوته. فإن للحوار الهادف ثماره الطيبة إذا كان بالجدية والاهتمام بالحلول الناجحة للمشاكل، وتكون له قيمة لا يستهان بها، فهو يقوم بدور بنّاء في سبيل إعداد العقول للتفكير الهادئ في الثوابت الإيمانية والعقيدة الراسخة فيما يتأسس عليها من العمل والنشاط، للحد من المنكر والرذائل والإشادة بالمعروف والقيم الإنسانية الفاضلة، فإن من ثمرة الحوار هو الوصول إلى الحق، فمن كان طلبه الحق، وغرضه الحق، وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفها، فهو الطريق الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر من ربه يقول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" النحل:125. فالسلوك الحسن في الدعوة وسيلة تعين على كسب وجمع القلوب حول المتحدث أو الناصح أو المربي أو الداعية، وهي إخلاص النية وحسن الصلة بالله تعالى فإنها أول الوسائل التي تساعد المتحدث على جمع وكسب قلوب الناس، وهي إخلاص نيته لله وتنقيتها من كل شوائب.. وحسن الصلة بالله عز وجل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبَّه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبْغِض فلاناً فأبغضْه فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه فيبغضونه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض" رواه مسلم، فحب الله للعبد يتبعه حب الناس، لذا.. فعليه أن يجيد فن الإصغاء، فلتكن منصتاً جيداً حتى تكون متحدثاً جيداً، فحسن الإنصات للناس وهم يتحدثون سلوكٌ يعطي انطباعاً للمتحدث بأنه محل الاهتمام، فيطمئن قلبه، ونقصد هنا الاستماع والإصغاء الحقيقي الذي يصاحبه التفكير والتدبير، فيما يقوله المتحدث، ولا تنسَ مقابلة المتحدث بالابتسامة الصافية الصادقة، فهي عنوان للحب والود بين الإخوة، وكثير ما يملك المتحدث قلوب إخوانه بابتسامة يرسلها لهم قبل ان يتكلم ولو بكلمة واحدة، فيمحو ويزيل كثيراً من الحواجز، بعكس الوجه العابس فهو يبنى ويرسخ الحواجز بين الناس، فإن تجنب أسلوب التحدي والتسعف في الحديث وإيقاع الخصم في الإحراج، يكسبك محبة الخصم ويكون على استعداد للإقتناع والعمل بالأصوب والأحوط، فإن كسْب القلوب مقدم على كسب المواقف، ويا حبذا لو يحسن العلماء والدعاة ذلك، ويعلموا أن العبرة ليست بإظهار قوة الحجة، وإنما العبرة بكسب القلوب، فالأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلمية، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه، فإن المحاور الذي يتأدب بأدب الحوار هو الذي يعمل على تحقيق المنفعة والاستفادة من حواره، أما الذي يُغلظ القول ويرفع الصوت وينفخ الأوداج، فإنه لا يخلف إلا غيظاً وحقداً، بل ينبغي عليه أن يكون معتدلاً هنياً ليناً منفذاً لشرع الله، مبيناً يُسْرَ الدين وسماحتَه.
3106
| 15 مايو 2014
إن الحق سبحانه وتعالى جعل البيوت سكنا يؤوى إليها أهلها تطمئن فيها نفوسهم ويأمنون على حرماتهم يستترون بها مما يؤذي الأعراض والنفوس يتخففون فيها من أعباء الحرص والحذر، فالنفس البشرية عميقة وتحتاج إلى جهود كبرى لفهمها والتوصل إلى المعاملة المثالية معها، فلقد أدرك الغرب أنه تقدم كثيرا في مجال المادة والتقنية والصناعة ولكنه فشل في إدراك أسرار هذه النفس البشرية التي حار الفلاسفة على مر العصور على فهمها وإدراكها، يشعر بعض الأشخاص المتزوجين من الرجال والنساء بالمرارة عندما يرون أنفسهم ناجحين في العمل ولكنهم فاشلون في البيت، وتجد الواحد منهم يزهو بنجاحه وإنجازاته في العمل وعلاقاته الخارجية وقدرته على تحمل مسؤولياته بينما لا يحقق النجاح في بيته، وهو بطريقة ما يحمل الطرف الآخر المسؤولية عن الفشل، إن الحرص على نجاح الحياة العائلية تفرض أن يكون لدى الإنسان القدرة على رمي هموم العمل ومشاغله قبل دخول المنزل، وقطع الاتصال قدر الإمكان عن أجواء العمل والتركيز على العائلة وهي قدرة لا يمتلكها الجميع، فتجد الشخص حاضرا بجسمه ولكنه غائب بذهنه.إن البيوت التي أسست أركانها على حب الدين والتقى يعمل افرادها على بث السعادة على من حولهم، فإن لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي وبعث الحياة والطمأنينة في نفس المرء،فمنها يتعلم الفرد ويكتسب بعض القيم والاتجاهات،وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس ولها يرجع الفضل في تعلم الإنسان واكتساب المهارات والقيم وقواعد الآداب والأخلاق، فاضطراب الحياة المعاصرة وتشعباتها وتوترها وقلقها أديا إلى كوارث في هذه الحياة أولها انتشار الطلاق وهدم البيوت وتشريد الأطفال وتكوين أجيال من الشباب والفتيات الذين لم يعيشوا حياة أسرية مستقرة، فتوجه منهم من توجه إلى الجريمة بأنواعها والمخدرات وضياع الوقت، وبما أن البيوت هي الأساس الأول لهذا البناء الإنساني والنواة في المجتمع الإسلامي الذي ينمو وينشئ ويتعدد بها،وهي عماد المجتمع وقاعدة الحياة الإنسانية وإنها إذا أسست على دعائم راسخة من الدين والخلق والترابط الحميم فإنها تكون لبنة قوية في بنيان الأمة،لذا تعد من أهم المؤسسات الاجتماعية في اكتساب الأبناء لقيمهم، فهي التي تحدد لأبنائها ما ينبغي أن يكون من التمسك بالأخلاق والدين والتعامل مع الآخرين. فالعاقل هو الذي يحقق التوازن بين العمل والبيت حتى لا يطغى طرف على طرف فيحس المرء بالفشل في البيت والنجاح في العمل،فهذه الحالة تتكرر في بيوت كثيرة وفي مجتمعات مختلفة، والواضح أن الذي يرى نفسه ناجحا ويوجه لومه إلى الاخرين لا ينتبه إلى الفروق والاختلافات بين متطلبات النجاح خارج البيت وبين متطلباته داخله، ولا إلى نوع المهام وطبيعة المسؤوليات والعلاقات في العمل مقارنة بالبيت، فالالتزامات العاطفية في البيت أصعب منها في العمل، والمسؤوليات جسيمة تحتاج إلى مزيج من الحكمة ومعالجة الأمور بتؤدة وصبر والتفاني في حل المشاكل وتصويب الأخطاء وحسن التوجيه والرعاية فالعلاقات فيه تحتاج إلى الحذر والجهد المتواصل لتقويتها وتحسينها والمحافظة على إيجابيتها، بينما تفرض بيئة العمل نوعا من التفكير والجدية والتعامل بعيدا عن الذاتية والعواطف والحساسيات والمجاملة، فمسؤوليات البيت لا حد ولا نهاية لها فلا يمضي يوم إلا وهناك قائمة من الأعمال يحتاج إنجازها إلى صبر وطول بال وإيثار، أما العمل فيمكن أن تكون له محددات ونهايات كما أن المسؤوليات مشتركة بين عدد من الموظفين،وعندما يفتقد الشخص مهارة التخطيط والتعامل مع الوقت فإنه يعجز عن الوفاء بواجباته البيتية وذلك لأن بعض الأشخاص وخصوصا من الرجال يرون البيت مكانا للراحة والاسترخاء فقط لذلك تجدهم يتهربون من أي مشاركة في الأعمال والمسؤوليات المتعلقة بالأبناء أو متطلبات المنزل ومع الزمن ينقطع اتصالهم بشؤون العائلة واهتماماتها ومشكلاتها، ففشل بعض الناس في جوانب من حياتهم وعلاقاتهم الخاصة يدفعهم لبذل المزيد من الجهد والتفاني في العمل لتعويض ما يحسونه من فراغ وخسارة، علما من المفترض أن النجاح في العمل ينعكس على الحياة الأسرية، كلما كانت القيم سامية والعادات فاضلة والأمثلة سليمة تبعث في الإنسان الوعي،الإدراك والفكر والإبداع والاستقامة والهمة العالية،كلما قام ونهض وتقوم الفرد والمجتمع وتألق بين الأمم والمجتمعات يعطينا مؤشرات واضحة نحو أساليب اكتساب القيم والعادات عن بث روح المسؤولية واحترام القيم، وتعويد الأبناء على احترام الأنظمة الاجتماعية ومعايير السلوك فضلا عن المحافظة على حقوق الآخرين واستمرارية التواصل ونبذ السلوكيات الخاطئة لدى أبنائها، مثل التعصب الذي يعده البعض اتجاها نفسيا جامدا ومشحونا وانفعاليا، وكذلك ظواهر أخرى تعد محرمة دينيا أو التقرب منها يعد عدوانا على حقوق الغير، فلنحقق التوازن المثمر بين الإخلاص في العمل وحسن العشرة في البيوت.
981
| 08 مايو 2014
إن الحق سبحانه وتعالى يبتلي البشر ليميز الخبيث من الطيب والصالح من الطالح،فتنزل النكبات والصدمات والناس على قدر قربهم من الله تعالى،فمن الناس ثابت الإيمان يسترجع ويوكل الأمر لله لأنه علم أن الله بيده الأمور فله ما أعطى وله ما أخذ فيصبر ويحتسب وعندها يوفى جزاءه بغير حساب، ومن الناس من يعبد الله على حرف إن أصابه خير أطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على عقبيه خسر الدنيا والاخرة فيتذمر ويضجر ويسخط وينزل عليه غضب من الرحمن وقضاء الله نافذ رغم انفه،فالابتلاءات يرسلها لنا الله عز وجل لكي تكون كفارة لذنوبنا في الدنيا حتى همومنا وجراحنا ما هي إلا هدايا القدر، فلـولا الـهــدى ربنــا واليقـيـن لضاعت زهــور الجـراح سـدى، فالإنسان معلق بين الحياة والموت بشهيق يتردد والحياة في البدء والمنتهى بيد الله وحده، يقضي بما يشاء ويحكم ما يريد بيده الأمر يهب الحياة للأحياء ويسلبها متى يشاء يفعل ما يريد ويحكم بما يكون ولا يكون إلا ما أراد.يقول الله تعالى:(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما) النساء: 147 لقد تنساب كلمات هذه الآية إلى مسامع الناس بهدوء فتدمع العين وتوقظ في القلب نبضا يحس برحمة الخالق التي وسعت كل شيء، فقد جعل الله الرحمة مائة جزء أنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، فالحق سبحانه وتعالى جعل للإنسان وقتا محددا وعمرا معدودا، وأمره أن يستغل أوقات عمره في عبادة الخالق سبحانه وتعالى،وإن في انقضاء الأيام ومرور الأعوام عبرة للإنسان بأن هذه الدار فانية وأنها سريعة الانقضاء وقريبة الزوال، فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان، وأن نحذر التسويف حتى لا يكون ندم وخسران في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم فالخالق سبحانه هو أعلم بنا منا وهو مدبر شؤون الكون برحمته بما يحفظ له التوازن وديمومة البقاء فمن رحمة الله عز وجل بنا أننا لا نرى الجراثيم والبكتيريا وإلا لأصبحت حياتنا لا تطاق، ومن رحمة الله بنا أنه لم يجعل كل أعمال المؤمن تنقطع بعد وفاته بل جعل الدعاء والصدقة تصلان ميزان حسناته فتكون له رحمة من الله جل في علاه، ومن رحمة الله عز وجل أنه يرسل لنا رسائل بسيطة المبنى عظيمة المعنى تهز كياننا وتغير مجرى حياتنا من الخطأ إلى الصواب وتوقظ نفوسنا الغافلة،فمن تلك الرسائل موت قريب أو صديق وعندما يحدث حادث أو تسمع خبر مؤثر كلمة نسمعها في محاضرة والكثير الكثير من الرسائل الربانية التي تصلنا فتحدث نقلة نوعية في حياتنا، "فسبحان من أجرى لهاجر زمزم بين الرمال القاحلة وسبحان من ساق الهداية لأهل سبأ من خلال طائر صغير يحمل الرسالة الموجزة التي تكون سببا في هداية القوم، فحياة الإنسان بالنسبة إلى فئة من الناس ارض طيبة تؤتي خير الثمار وبالنسبة إلى فئة أخرى لعب ولهو يورث الندم والضياع، لذلك يتعين على الإنسان أن يشعر بمسؤوليته في نفسه فيتذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتعظ بأيام الله ويغتنمها في التقرب إلي الله بالطاعة والامتثال لأمره ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيزداد إيمانا به وذكرا له وتوكلا عليه ويعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الكون عبثا فيوقن بالبعث وسوف يسأله الله عز وجل عن أعماله وأوقاته فهو يقرأ قوله تعالى: (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد) المجادلة: 6. يقول ابن القيم رحمه الله: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها الا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار اليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها الا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك الى لقائه، فلا تعجب إذا عذبت بذنبك في الدنيا، فمرضت في بدنك أو ابتليت في ولدك أو خسرت في تجارتك أو ضاق عليك رزقك أو كثر عليك البلاء ولم يستجب منك الدعاء فتتابعت عليك المصائب وأحاطت بك المتاعب، فما من يوم ينشق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق: يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى علمك شهيد فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة، فالأعمار مقدرة والآجال مقسومة وكل واحد منا قد قسم له نصيبه في هذه الحياة.
1446
| 01 مايو 2014
إن الدين عند الله الإسلام لذا ختم الله به الرسالات وضمن الله له البقاء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وأمر نبيه بتبليغه إلى الناس كافة وأمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم بحمل مشاعل الهدى على بقاع المعمورة ,فكان الصحابة نماذج فذة من البشر آمنوا به وصدقوه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه فكانوا من المفلحين في الدنيا والآخرة، فكثير من الشباب المسلم يحب أن يكون داعيا إلى الله ، ولكن من الملاحظ أن التوجيه المباشر بالدعوة إلى فعل معروف أو ترك منكر سواء بالحديث رغبة أو رهبة أو عن طريق الإجبار غير مجدٍ في كثير من الأحيان ,فعندما تـلقى على مسامع الناس خطبا رنانة ودروسا كثيرة ربما يتأثرون بها قليلا ولكن ماذا بعد هذا التأثر؟، للأسف في أغلب الأحيان لا يتجاوز دقائق معدودة وينسى بين ملاهي الحياة, أما الإجبار فيأتي بثماره في ظل مراقبة متصلة أما في حالة حدوث شيء من التراخي أو التغافل يأتي بما لا يحمد عقباه, إذاً فكيف نكون دعاة إلى الله ؟ فالصحابة الكرام وغيرهم من السلف الصالح بذلوا أنفسهم وأموالهم لنشر دعوة الإسلام والذود عنها فاستحقوا من الله عظيم الثواب وحسن المآب وحق لهم أن يخلد ذكرهم في قرآن يتلى إلى يوم القيامة ,فهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين جميعا وهم شموس أشرقت في سماء الإنسانية فأناروا الدنيا وملأوها عدلا ورحمة بعد أن ملئت جورا وظلما. فالرعيل الأول من دعاة هذه الأمة الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم قد نشأ على مكارم الأخلاق وسمو الأعمال وعظم الأمجاد , فأيقظ الشرق وهز الغرب وانطلق إلى إنقاذ البشرية من الوثنية والهمجية والانحطاط وسار بالمؤمنين والمؤمنات في طريق المجد والعظمة وذلك بحسن السلوك والامتثال الجيد لأفضل الأخلاق ,فكان من أهدافه إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعتها وقد تم كل ذلك بسرعة عجيبة ،مما أدهش العالم بأسره ، إذ لا يتصور العقل البشري أن يحدث مثل هذا الإصلاح العظيم في أمة كانت تعيش في فوضى الجاهلية والوثنية وفي ظلمات بعضها فوق بعض فأصبحت خير أمة أخرجت للناس, فالشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله أصلح الله ظاهره للناس، كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ,فأين شباب اليوم من الدعوة بينما فعلهم يخالف قولهم ويظهرون خلاف ما يبطنون فكن داعية بالسلوك الحسن والمنطق الطيب والسيرة العادلة ، ىتجمع ولا تفرق واجعل من يراك يتمنى أن يكون مثلك ,فلا تكثر الكلام وتقلل من الفعل ، يعني لا تحدثه عن الإيمان اجعله يستشعره من النور الذي يضئ وجهك, لا تحدثه عن العقيدة واجعله يعتنقها بثباتك لا تحدثه عن العبادة واجعله يراها أمام عينيه ,لا تحدثه عن الأخلاق واجعله يحبها منك فكيف أصلى وأنا لم أر أحدا يصلى إلا و به خلل واضح أمام عيني ، هل تريدنى أن أصوم عن الطعام والشراب مع كم هائل من السباب والشتائم والكذب والغيبة أو أن انتقيت فأنى لم أر خيرا منهم فهم يظنون أنهم وصايا علينا وأن لا أحد يعرف الدين غيرهم غير مريحين بالمرة هل تريدنى أن لا أكذب أو أنافق وأنا أراه وسيلة مشروعة بما يسمى بالمجاملات ربما هناك أناس أخيار ولكنى لم التق بهم إلى الآن ولكنى أسمع عنهم في الحكايات . من أعظم نعم الله تعالى على العبد المسلم أن يجعل صدره سليما من الشحناء والبغضاء نقيا من الغل والحسد صافيا من الغدر والخيانة معافى من الضغينة والحقد ، لا يطوي في قلبه إلا المحبة والإشفاق على المسلمين .لقد سمع الناس الكثير حتى أنهم ملوا السمع وصار عندهم عادة ثقيلة إذا دعوا إليه أحسوا الملل واختلقوا الأعذار ,فآن أوان الصمت وحان أوان التطبيق العملي والفعلي والاتجاه لشيء إيجابي وهو الدعوة بالسلوك والأخلاق, فقد يضل الداعية الطريق عندما يكون كثير الكلام ؛ فيجب أن يكون أفضل المسلمين تطبيقا للعقيدة والعبادة والمعاملات ، فالناس من حوله لا يفتقدون المعرفة وإن أرادوا استزادوا ولكنهم يريدون تطبيقا واقعيا حيا أمام أعينهم عندها فقط ستأتى الدعوة بثمارها على طريق الجهاد والدعوة ، وقد شرفهم الله بالدعوة وأنعِمْ بها من شرف، إنه شرف نشر الدين إلى البرية جمعاء ، فلهم نصيب من حظنا جميعا في الإسلام ولهم أجرهم على دلالتنا إلى الخير ،فلهم علينا حق الذكر الحسن والثناء الجميل فإنه لا يخفى على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
2109
| 25 أبريل 2014
إن المجتمع المتقدم هو الذي يولي الطفل رعاية خاصة فيكون طفل اليوم ورجل الغد، فحبنا لأطفالنا هو آلية نفسية طورها الجنس البشري لحفظ ذريته في المقام الأول فهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وهذا شعور يتدرج بحسب حاجتهم إلينا ومدى قربنا منهم وفترة عيشنا معهم، فالطفل كيان إنساني سليم وليس حالة خاضعة لنظريات تربوية قد تخطئ أو تصيب فالأطفال هم سمة الحياة والشيء الجميل فيها فهم يزينون الحياة بالبهجة والسعادة والتطور، لأنهم حماة المستقبل الواعد الذي سيأتون إليه بهمتهم ونشاطهم وحركتهم الدائمة التي تملأ البيت حبورا وسرورا، أننا سنظل نحبهم حتى إن عصونا أو هجرونا أو رفضوا رد الجميل إلينا فإننا نحبهم لأنهم عاجزون وضعفاء ويحتاجون لرعاية أشخاص أكبر منهم سنا فهم قطعة منا ويشكلون امتدادا وراثيا لأجسادنا، فالحب آلية نفسية تطورت لدينا بهدف حماية المخلوقات الضعيفة والعاجزة عن رعاية نفسها وآلية الحب هذه تتبلور وتنمو بداخلنا حين نعيش قرب الأطفال، فعندما تسأل عن أحب أبنائك إليك فليكن الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمسافر حتى يعود، فالأولوية للصغير لأنه الأكثر ضعفا وحاجة وللمريض لأنه الأحق بالرعاية والخدمة والمسافر لأنه الأكثر عرضة للاحتمالات الخطيرة، فتربية الطفل ذات أهمية بالغة وذلك لأن الطفولة تمثل المرحلة الأولى في بناء الأسس الأولية للشخصية وهذه الأسس يتم بناؤها على مراحل، لذا نجد أن المنزل أو المدرسة والمجتمع ككل له دور كبير في تربية الطفل ومن ضمن جوانب تربية الطفل التربية القرائية وذلك مما يثير دوافع الطفل للتعبير عما يكتسبه من مهارات.الطفل هو اللبنة الأولى لبناء إنسان الغد المتطور وصناعة قادة المستقبل، فإذا ما أعددناه بالتربية الاجتماعية الصحيحة، ووفرنا له قنوات الثقافة وسخرنا له بعض الجهد الإعلامي أعددنا جيلا قويا مثقفا طموحا قادرا على العطاء الإبداعي السليم عطاء العمل والخير والحب، فطفلك الصغير هو مليكك المتوج في مملكة حياتك، لأن ذلك من فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها فهم زينة الحياة الدنيا، فمما لا يخفى علينا أن الإنسانية لم تكن لتتقدم وتتطور وتنمو وتتحضر لولا اهتمامها بالطفل كنواة حقيقية للمجتمع الآدمي المنشود، فالأمم التي نجحت في بناء حضارات إنسانية متميزة إنما هي الأمم التي اهتمت أكثر من غيرها بالطفل كأمل للمستقبل الموعود، إذ يجب علينا الاعتقاد بأن الله تعالى قد منح الطفل من الملكات الفطرية والقدرات الأولية مما تجعله له قدرة على التكيف والتعلم واكتساب المهارات، فوظيفتنا تجاه الطفل هي تقديم يد المساعدة له حتى تنضج تلك الملكات وينمي تلك القدرات، وقد يجد الوالدان صعوبة في التكيف معهم والتعامل مع كافة متطلباتهم في هذه الحياة، وقد يجهل بعض الآباء والأمهات أمورا كثيرة، الأمر الذي يشعرهما بالإحباط في حالة التعامل مع أطفالهم، فالولد في حال الطفولة مستعد أن يتقبل كل توجيه متأثرا بغريزة التقليد فهو يستوعب كل شيء أمامه ويختزنه في ذاكرته ثم يقلده ثم يصبح له شيء مألوف وعادة.فالتربية قائمة على النظر والتجريب والتقليد والمحاكاة لما يقوم به الكبار في حياتهم اليومية من نشاطات، كل ذلك بهدف تهيئة الطفل ليتحمل ضغوط الحياة الصعبة التي كانت تمر بها الأمم فضلا عن تعلم المهارات التي تفيده في حياته ومعيشته، إلا أنها مع وجود كل تلك العوائق الصعبة نجحت فعلا بخلق نماذج من البشر تمكنوا من خدمة مجتمعاتهم والارتقاء بها لتتحول بجهودهم وتضحياتهم إلى مجتمعات متحضرة بنت حضارات شامخة ما زالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا، فالطفل عادة ينشأ على ما اعتاده منذ الصغر وكما قيل التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ولاشك أن للمنزل وللتربية الأسرية دورا كبيرا في هذا المجال، لذلك فهو يتأثر بالثقافة التي يعيش فيها لأنه يعيش فترة الاتجاه الإيجابي نحو العالم الخارجي وفترة التساؤل وحب الاستطلاع والإقبال على المعرفة واستكشاف البيئة والتكيف الثقافي الذي يجعله يمتص طرق التفكير والتعبير عن مشاعره ورغباته، وهو يكتسب معظم السمات الثقافية لشخصيته والاتجاهات والميول والتقاليد والعادات واللغة وطريقة الكلام، كما أن الخبرات المبكرة لها اهمية في حياته ولها تأثير على سماته الشخصية، فجميع الديانات السماوية سعت إلى بناء الطفولة الحقيقية وصيانة حقوق الطفل. والإسلام رسالة مكملة للرسالات السماوية السابقة وخاتمة لها جاءت لتكمل بناء الإنسان وترميم علاقاته بما يتوافق مع إنسانيته وقيمته كخليفة لله وككائن أسمى في الوجود، فقد أراد الإسلام أن التربية تبدأ من نطاق الأسرة ذاتها ولذا وضع قواعد للتفاهم الأسري بوجوب الاحترام المتبادل، فلقد علمنا الهدي النبوي أن خيركم خيركم لأهله.
13936
| 24 أبريل 2014
إن ديننا الحنيف اهتم بشؤون المرأة وما يصلح لها حياتها الدنيا فتعيش عيشة هنية وفي الآخرة جنة عرضها السماوات والأرض. فما أجمل أن تطيع المرأة ربها وتصلي خمسها وتحسن عشرة زوجها. فإذا دخلت الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها. فقد علمنا الهدي النبوي صلى الله عليه وسلم أن الجنة لا يدخلها عجوز وأن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا وأن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة. لذا ينبغي على المرأة المسلمة أن تحذر من أن تحذو حذو المرأة في الغرب، بعد أن عرفت ما تعانيه من صعوبات وآلام نفسية واجتماعية وأخلاقية، ولتحمد الله تعالى أن هيأ لها مجتمعا متدينا يحب الله ورسوله ويحرص على العمل بتعاليم الدين الحنيف، ولا تغتر بكل ما تراه من حضارة نساء الغرب، فإن وراء تلك الحضارة سلبيات وآلام وضياع. فهذه الجنة قد تزينت لكن فلا تضيعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم فليكن خلودكن في الجنة إن شاء الله.فإن المرأة في الغرب قبل الحضارة المعاصرة لم تكن تعيش حياة التبرج والسفور والرذيلة والتفلت من القيم والأخلاق والآداب والرباط العائلي والديني، بل كانت تحيا حياة الطهر والعفة لم تكن تخالط الرجال لا في عمل ولا مدرسة ولا بيت ولم تكن المرأة الغربية تلبس اللباس العاري وتخرج بزينتها أمام الرجال، فضلا أن تتخذ صديقا تعاشره ويعاشرها بل كانت في بيتها ومزرعتها تقوم بشؤون أولادها وزوجها وأهلها وبعد ظهور الثورة الصناعية انفلتت المرأة الغربية من رباط الدين والأخلاق ومن رباط العائلة والأسرة، وصار عليها لزاما أن تترك بيتها وأسرتها إذا بلغت الثامنة عشرة من عمرها ولها الحق في أن تعاشر من شاءت، ولا يملك الأب حق منعها بل لها الحق أن تداعيه في المحاكم إن هو اعترض عليها أو منعها من حريتها الشخصية التي تعني حرية المخادنة. فخرجت المرأة الغربية تاركة كل القيم الإنسانية فضلا عن القيم الدينية واغترت بما حصل لها من انفراج وما حصلته من تحرر يرضي غرورها، شعرت أنها ملكت نفسها بعد أن كانت في أسر الرجل، أو هكذا خيل إليها، ظنت أنها حصلت على حقها المسلوب أو هكذا اقتنعت فانطلقت وتحررت من كل رباط وفعلت ما شاءت تمضي حيث شاءت مع من شاءت. فالمرأة في الغرب نعم تحررت ظاهرا لكنها في الحقيقة تقيدت خرجت من قيد العفة والأخلاق ودخلت في فضاء الرذيلة والهوان.فليعلم كل إنسان عاقل أن ليس كل قيد مذموما، فالإنسان لابد له من قيد يحكمه يكفيه شر نفسه وشر هواه وشر من حولَه وهذا القيد هو قيد الدين والأخلاق وبهذا القيد ينعم الإنسان بحياة الأمن والرخاء والسعادة، وإذا حل هذا القيد فسدت معيشة بني آدم. فالخالق جل شأنه أدرى بما يصلح المرأة فإنه لما شرع لها القرار في البيت وأوجب عليها القيام بشؤون أولادها وأهلها وأمرها بالحجاب بستر الوجه واليدين وسائر الجسد ونهاها عن التبرج لم يكن ذلك حرمانا لها من حق هو لها بل كان ذلك هو الذي يصلحها فقيامها بشؤون بيتها يحفظ الأسرة من التفكك والانحلال وينشر في البيت العطف والمودة، حيث يعود الرجل فيجد زوجته قد استعدت له بكل ما يحب ويعطي المرأة فرصة لتمنح صغارها الحنان والرعاية والتربية ويحفظها من الأشرار وكيد الفجار ويحفظ المجتمع من الهدم وحفاظها على حجابها يمنع عنها نظرات زائغة من قلوب مريضة ويكفيها أذى الخبثاء ويصرف عنها كل سوء، ويصونها ويبقيها في حصن الفضيلة والشرف.إن المرأة المسلمة تعيش في ظل الإسلام في كرامة وعزة وقد سخر الإسلام الرجل لخدمة المرأة. فمن تعاليم الإسلام أن تبقى المرأة تحت قوامة الرجل فهذا من رحمة الله بها. فكم تعاني المرأة في الغرب من الحرمان والخوف فحوادث الاغتصاب شائعة حتى من المحارم. فلا يقبل صاحب العمل فتاة للعمل إلا بشرط المعاشرة. فتتعرض للسلب والنهب والقتل فلا تجد من يحميها ويحفظها إلا قوانين بائدة خروقاتها كثيرة. وكل ذلك بسبب مخالطة الرجال وترك القرار في البيوت أي نظرة إلى واقع المرأة في الغرب تورث القلب حزنا وألما من جشع الإنسان وظلمه فلننظر ما تعاني المرأة في الغرب من خوف وعدم أمان وما تجده من عنت ومشقة في القيام بحاجاتها ولتعلم كل مؤمنة تقية أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي من أي أبواب الجنة شئت.
1804
| 17 أبريل 2014
المسلم الحق هو الذي يعلن الحرب على الذنوب والمعاصي والآثام فيرجع إلى ربه ويتقرب إلى الله بالطاعة يطمع في المغفرة يرجو الرحمة ويخشى العذاب فيتق ربه ويسمع لنبيه ويبادر ويستقبل الخيرات ولا يتواكل ويسارع ولا يتأخر فإن كان حب الدنيا يعيقكم فلابد من الرجوع إلى الله، فيا خيبة من ضيع منه الليالي والأيام. ويا حسرة من انسلخ عنه الهدى بقبائح الآثام. ويا خسارة من كانت تجارته في الذنوب ويا ندامة من لم يتب إلى علام الغيوب. فإن الله تعالى يحب عباده المتواضعين لأنهم أقوام أرواحهم مشرقة وأفئدتهم عامرة. وقلوبهم مضيئة بنور الإيمان الخالص الذي لا تشوبه شائبة فهم ينكرون ذاتهم لأنهم عقلاء لا يعرفون إلا سيدهم وولي نعمتهم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى فأوجد وخلق وأعطى ورزق. فإن الذي يتطاول بعلمه أويتكبر بماله أو يغتر بذاته دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته فقد وكله الله لنفسه ومنع الارتواء عن بستان قلبه فلا سند له ولا ظهير فهو برأسه يدبر حاله كما كان يظن أنه ملك الدنيا وبيده زمام الأمور فإن الله تعالى يوكله إلى نفسه. أما من ستر نفسه برداء التواضعفقد دخل حصن الله الحصين ونوره المبين الذي من دخله كان من الآمنين.إن الانقياد المطلق لحكم الله ورسوله والطاعة الكاملة التي تحقق للمسلم السعادة في الدارين فيفوز في دار الدنيا بالحياة الطيبة الهنية. وفي الدار الآخرة بجنة عرضها السموات والأرض.فكلام الكريم المنان فيه من الفصاحة والبلاغة والجمع للمعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة والاشتمال على مهمات الدين من صفات الله التي تجذب قلب من تدبرها إلى حبه فينطق لسانه بحمده وتعلو همته بتوحيده فيفوز برضا الله وتوفيقه. فنعم الله على المرء كثيرة لا تعد فالعلم والمال والذكاء أشياء لا تعابولا تكره إلا إذا امتزجت بجحود أو اقترنت باستكبار وغرور وامتلأ صاحبها بالعجب والتيه فتؤدي به إلى الضلال وتورده المهالك وتكون سببا في خلوده في النار والعياذ بالله. فلقد امتلك قارون القناطير المقنطرة وما عاب أحد ذلك عليه بل طلبوا منه أن يعرف مصدر النعمة ويتوجه إلى المنعم عليه بهذاالفضل بالحمد والشكر وأن يبتغي بماله وعلمه الدار الآخرة مع استمتاعه بالحياة الدنيا. لكنه اختار طريق البغي والبطر ولجأ إلى التعالي والغطرسة وقال كلمته الفاجرة كما وضحت لنا آيات القرآن الكريم يقول الله تعالى: (قال إنما أوتيته على علم عندي) القصص: 78 وهي كلمة المطموس المغرور لذي يحسب الأسباب الظاهرة هي سبب كل شيء ويتناسى قدرة العليم الخبير الذي يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة يدبر الأمر فكل ما يجري في هذا الكون العجيب بتقدير العزيز العليم ولسنا هنا في مقام سرد لقصة قارون مع موسى عليه السلام. ولكننا بصدد التنديد والإنكار على كل من سولت لهنفسه الاستعلاء والفخر والزهو. فحاول أيها المسلم أن تكسب مودة الناس من خلال التواضع لهم، ولين الجانب وخفض الجناح وإشعارهم بمكانتهم وتقديرك واحترامك لهم وعدم التعالي عليهم لأي سبب كان أشعرهم أنك مثلهم، وأنهم أفضل منك في عدة نواحي اجلس حيث يجلسون، فنصيحة لقمان لابنه في التواضع، وهي لكل مسلم ومسلمة وليست لابن لقمان وحده يقول الله تعالى:(ولا تصعر خدّك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً)لقمان: 18 وتواضع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رغم أنه أشرف الخلق وسيد الأنبياء، مدرسة نتعلم فيها كيف نكون من المتواضعين فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الناس كان إذا جلس إلى أصحابه لم يميزه الداخل إلى المسجد كان كأحدهم فاحرص على التنافس في الخير فهو مضمار السباق وميدان العمل، واطلب رضا الله وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به وكن أفضلهم في تقواك وعلمك وعملك.فالغرور والكبرياء آفة خطيرة وسرطان نفسي. إذا تغلغل في عقل الإنسان واحتل خلايا دماغه يصبح من العسير بل من المستحيل استئصاله. فيسري في خلايا الفكر ويتلف أنسجة التمييز ويقتل في الإنسان المزايا النبيلة ويدمر القيم الإسلامية ويستبدلها بغرائز دخيلة لا تمت للتكوين السوي بصلة لأنهامعدن غريب لذا فإن امتلاكها أمرا معيبا. فالمغرور يظن نفسه حكيما عليما وأخا تجارب سواء على المستوى الخاص بين أسرته وأهله وعشيرته أو على المستوى العام في بلده ووطنه.فلذلك تراه يعبد ذاته مع أنه يتكلم عن الخالق بكلام مزوق ومنمق، والغرور يوحي لصاحبه أنه أكبر من الحياة وأعظم من سارت به قدم على وجه الأرض. وبما أنه بلغ ذروة التحصيل ولم يعد أمامه مرتقى يستحق السعي تأخذه العزة في الغرور فيبتسم بسمة الاستعلاء ويهنئ نفسه على مقامه الرفيع وتأثيره على الجميع.
1224
| 11 أبريل 2014
إن الخالق سبحانه وتعالى جعل صراطه الحق مستقيما حتى لا يضل عنه احد وجعله سبيلا واحدا حتى لا يختلف عليه الناس وجعله السبيل الذي يجمع المؤمنين أمة واحدة صفا كالبنيان المرصوص، فلماذا تاه المسلمون عنه فتفرقوا واختلفوا فتمزقوا ثم ضعفوا وهانوا، فأمتنا الإسلامية إلا من عصم الله تعيش اليوم مع التلفاز وتوابعه في محنة لم تكره عليها بل رغبت فيها واستشرفت لها وفتحت ذراعيها وتشبثت بأذيالها، لأن بعض المسلمين في حالة رغبة فيما يوضح لهم يسر دينهم ويحسن لهم دنياهم، فإن كلمة المؤمن طيبة قوية واضحة واعية لا تنحرف عن الصراط المستقيم وهي بركة للناس ونور في الحياة وسلاح في الميدان وهي أساس حرية الرأي وأساس النصيحة، والقاعدة القوية التي يقوم عليها صلاح الأمة، فإن من الحكمة في سماحة الشريعة الإسلامية أن الله تعالى جعلها دين الفطرة، والفطرة تنفر من الشدة ولأن الله تعالى أراد أن تكون الشريعة الإسلامية عامة ودائمة، فاقتضى ذلك أن يكون تنفيذها سهلا وميسرا، فكانت بسماحتها أشد ملاءمة للنفوس وأكثر حرصا على مصالح البشر لذلك لم يكن فيها شدة أو تعنت، ومما لاشك فيه أن لوسائل الإعلام دورا مهما جدا في توجيه المجتمعات وتربيتها على الأسس والمبادئ الإسلامية وبث القيم في نفوس الناس، مما يكون له الأثر البالغ في تربية الأجيال وبناء الأمة والمساعدة في رقيها وتقدمها، ولا يكون ذلك إلا إذا وظفت هذه الوسائل توظيفا صحيحا في البناء الصحيح الذي يقوم على أسس سليمة حتى يؤتي هذا التوظيف الثمار الطيبة.وبما أن الأدلة الشرعية تدل دلالة قطعية على سماحة الشريعة الإسلامية، وعدم المشقة على العباد في التكليف، فإن المسؤولية تجاه النشء عظيمة والواجب نحوهم كبير، فهم أمانة في الأعناق وكل فرد مسؤول عمن يعول يوم القيامة، فإن الله سبحانه وتعالى عندما بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الدين القويم، بين فيه ما يحتاج إليه الخلق مما فيه صلاحهم في دنياهم وأخراهم بيانا واضحا لا لبس فيه ولا خفاء، ولم يكل فهم شرعه إلى آراء البشر وأهوائهم، بل تولى تفاصيل شرعه بنفسه وأكمل دينه لعباده بحيث لا يقبل زيادة ولا نقصانا، قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) سورة المائدة:3. وقال عليه الصلاة والسلام: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك (وقال أبو ذر رضي الله عنه: (ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وذكر لنا منه علما) فما أجمل أن يكون هناك اعلام إسلامي متميز يتمثل في الفضائيات الإسلامية التي أخذت على عاتقها مهمة جليلة ورسالة سامية تتمثل في تبصير الناس بأمور دينهم والتعريف بمبادئ الدين الحنيف وإظهار عظمة الإسلام وسماحته في التعامل مع الآخرين وبيان سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم مخلوق عرفته البشرية الذي ملأ الدنيا عدلا وحكمة ونورا أضاء مشارق الأرض ومغاربه يقول الله تعالى:(ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) آل عمران: 104.من اجل أن يعرف هؤلاء الإعلاميون أهمية مسؤولياتهم وخطورتها، فإننا نقول إن بناء عمارة مهما عظمت يسهل إذا قيس ببناء الإنسان على قواعد الإيمان والتوحيد وعلى قواعد المنهاج الرباني، فبناء العمارات مهمة يقوم بها المهندسون والفنيون، أما بناء الإنسان وإعداده وتدريبه فهي مهمة بعث الله من اجلها الرسل والأنبياء الذين ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم جعلها مهمة الأمة المسلمة الواحدة الممتدة مع الزمن، فمثل هذه القنوات الإسلامية التي تقوم بالبناء والأعداد وإظهار عظمة الدين الإسلامي فنقول ان عليهم أمانة البناء والبحث والدراسة فيما يهم أمر المسلمين والبعد عن مواطن الاختلاف التي يكون لها أثر سيئ على المجتمع المسلم وانتقاء ما يفيد المسلم في دنياه واخراه، فمن أجل لقاء المؤمنين الصادقين العاملين وبناء الأمة المسلمة الواحدة، ومن أجل العهد مع الله والأمانة والخلافة والعمارة والعبادة التي خلق الإنسان لها، والوفاء بها في الحياة الدنيا، فإننا نذكر بأنه يجب أن نتعاون فيما أمر الله وأن نتعاون في كل خير، ويعذر بعضنا بعضا فيما أذن الله أن نختلف فيه، ولقد تزايد في هذا الزمان كيد الكفار أعداء الله وأعداء دينه وأعداء عباده المؤمنين، مستهدفين ديار المسلمين، يبتغون خلخلة دينهم وزعزعة إيمانهم وتدمير أخلاقهم وإفساد سلوكهم ونشر الفاحشة والرذيلة بينهم وإخراجهم من حظيرة الإسلام، فإنها رياح مهلكة بل أعاصير مدمرة تقصف بالمبادئ والقيم وتدمر الأديان والأخلاق وتقتلع جذور الفضيلة والصلاح، فليحافظ المسلم على ما ينفعه ويسير على هدي الدين ومبادئه.
826
| 10 أبريل 2014
إن الخالق سبحانه وتعالى سخر لنا ما في الأرض وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة واستخلفنا فيها لنعبده ونطيعه ففرض علينا العبادات والفرائض لتكون لنا قربات نتقرب بها إلى ربنا, فإن دين الإسلام قد حرص حرصا شديدا على أن تكون أمتنا أمة واحدة في قلبها وقالبها, تسودها عواطف الحب المشترك والود الخالص والتعاون على البر والتقوى والتناصح البناء الذي يثمر إصلاح الأخطاء مع صفاء القلوب وتآلفها دون فرقة وغل وحسد ووقيعة وكيد وبغي, لذلك يعلمنا هدي الدين الحنيف أن نجتنب كثيرا من الظن وخاصة الظن السيء لأنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله ,فحسن الظن عبادة قلبية جليلة لم يدرك حقها كثير من المسلمين فإنها تدل على سلامة العقيدة وسلامة الفطرة وتدعم روابط الألفة والأخوة بين أبناء المجتمع فلا تحمل القلوب غلا ولا حقدا ,فقد أوجب الإسلام على المسلم أن يحسن الظن بإخوته من المسلمين فلا يحل لأحد منهم أن يتهم غيره بفحش أو ينسب إليه الفجور أو يسند إليه الإخلال بالواجب أو النقص في الدين أو المروءة أو أي فعل من شأنه أن ينقص من قدره أو يحط من مكانته . بل قد أمر الله بالتثبت ونهى عن تصديق الوهم والأخذ الظن والتعليل بالتحليل، فقال ( ولا تقْفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الاسراء 36.فالأخوة الإيمانية تعلو على كل خلاف مهما اشتدت وطأته واضطرمت شدته وبلغ حد الاشتباك لذا يعلمنا الهدي النبوي أن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبَّك بين أصابعه, فمثل هذا الهدي النبوي الذي يوقظ القلوب ويحيي الضمائر ويجمع الأمة بعد شتاتها ويوحدها بعد فرقتها ولا يؤتى هذا الجمع ثماره وهذا الاتحاد ثمراته, إلا بسلامة الصدور وطهارة القلوب فإن منهجية ديننا الحنيف تقوم على أواصر المحبة والبعد عن الضغينة ,فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله يعتصم بحبل الله المتين ,حتى لا يقع فريسة للأعداء تتناولها السهام من هنا وهناك ، فتضعف قواها وتوهن عزيمتها ,فحسن الظن من حسن العبادة فإن من لوازم التقوى سلامة الصدر وطهارة القلب من الغل والحقد والحسد و الضغائن والرذائل ، فلنتق الله ونصلح ذات بيننا ولا يكون صلاح ذات البين إلا بسلامة الصدر من تلك الآفات,فعلينا نحن معشر أمة محمد صلى الله عليه وسلم تقديم حسن الظن على سوء الظن مهما بلغت بنا الشكوك فأحوال العباد وظروفهم وجميع ما يحيط بهم لا يعلمه إلا الله الواحد الأحد ,فإذا ما بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا فما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى ,إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريض بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين ،فحسن الظن من حسن العبادة ,فإذا قدمنا سوء الظن فإن النفوس تتحطم والبيوت تتهدم والأسر تتشرد وتتقطع الأوصال وتنتهك الأعراض ، وتشوه صور مضيئة وتتردى مجتمعات, فسوء الظن مهلكة وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه ,فهو داء خفي له دافع من خير ودافع من شر فهذا يسيء الظن بقصد الشر والفتنة وذلك يسيء بقصد الخير والعافية وكلاهما في الحقيقة سيء الظن, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم, المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ههنا ويشير إلى صدره الشريف ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ؛ دمه وعرضه وماله ,فإن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه الشيخان, فسوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة وذلك لعظم مفسدتها وسوء أثرها, ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب وطهارة الصدور،فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب،فلقد كانوا رضي الله عنهم صفا واحدا يعطف بعضهم على بعض ويرحم بعضهم بعضا ويحب بعضهم بعضا,ولقد كان لسلامة الصدر عندهم منزلة كبرى حتى إنهم جعلوها سبب التفاضل بينهم إن المرء لا ينقضي عجبه من ذلك الجيل الصالح الكريم حيث إن قلوبهم بقيت صافية وسليمة طيبة السريرة,فمن فضائل سلامة الصدر جمع القلب على الخير والبر والطاعة والصلاح ، وإنها تقطع سلاسل العيوب وأسباب الذنوب فإن من سلم صدره وطهر قلبه عن الإرادات الفاسدة والظنون السيئة عف لسانه عن الغيبة والنميمة ومقالة السوء.
1151
| 04 أبريل 2014
إن وسائل التكافل الاجتماعي كثيرة ينبغي على المجتمع الحق أن يعلمها حتى يتبعها ويسير على نهجها، ومن اهمها علي الاطلاق الإنفاق في وجوه الخير، فمبادئ الشريعة الاسلامية حثت على هذه الخيرية وحذرت من الشح والبخل، فجعلت في أموال الموسرين والأغنياء حقا معلوما للفقراء واليتامى والمساكين. فالهدي النبوي علمنا الطريق إلى الجنة فأرشدنا إلى كفالة اليتيم وأمر بوجوب رعايته وبشّر كفلاء اليتامى إن احسنوا اليهم سيكونون معهم في الجنة، لذا بشّر كافله بأنه رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في جنة عرضها السموات والأرض، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" البخاري، فحق على من سمع هذا أن يعمل به ويجتهد ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فلا منزلة أفضل من ذلك، كما بشر النبي من أحسن إلى اليتيم ولو بمسح رأسه ابتغاء وجه الله بالأجر الكبير والثواب العظيم، ففي الإحسان إلى اليتامى نجاة، فعلى المرء الذي يجد في قلبه قسوة وفي طبعه غلظة ويريد أن يذهبها الله عنهأو يريد مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة أو يطمح أن يكسب مئات الحسنات، فالأمر يسير وهين فإذا أردت ذلك كله فكن لليتيم مكان والده؛ أحسن إليه اقترب منه ابتسم له امسح رأسه طيب خاطره أدخل البسمة على روحه الظمأى. فالإحسان إلى اليتامى من أعظم البر لأن الأيادي الندية هي التي تنفق من عطاء الله تعالى كالمياه العذبة تنساب على الأرض العطشى لتعود الحياة إليها وتزهر وردا، لتغدو طاقة وسعادة بعطاءات مباركة على بيوت اغتمت بدموع حارقة لفقدان الراعي والعائل، لتحول نفوس ساكنيها إلى طمأنينة، بوركت تلك الأيادي البيضاء التي امتدت إليها وأنارت ظلمتها وزرعت فيها ابتسامة يشرق منها نهار يمتلئ بالأمل، لجني ثمار فردوس ربنا الدائمة ومرافقة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فيها.فيا ليت ترهف سمعك لهذه القصة، فلعلك تخرج منها بمنفعة تكون سببا لبحثك عن يتيم تكفله فيكون هذا سببا لدخولك الجنة.. يقول أحد الصالحين كنت في بداية أمري مكبا على المعاصي وشرب الخمر، فظفرت يوما بصبي يتيم فقير فأخذته وأحسنت إليه وأطعمته وكسوته وأزلت شعثه، وأكرمته كما يكرم الرجل ولده وأكثر، فبت ليلة بعد ذلك فرأيت في النوم أن القيامة قد قامت، ودعيت إلى الحساب وأُمر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي، فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحبا إلى النار، وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال: خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له عند ربي، فإنه قد أحسن إلي وأكرمني. فقالت الملائكة: إنا لم نؤمر بذلك. وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: "خلوا عنه فقد غفرت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه" قال: فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل، وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام. ولنبذل جهدنا لإيصال الرحمة إلى الأيتام فلعل الله ينفعنا بدعواتهم وشفاعتهم لنا يوم القيامة. فلنسرع الخطى إلى هذا الخير، فالمسلم الحق كريم مهما كان فقيرا ومهما كان عطاؤه قليلا، يأمره الإسلام أن تنبجس في نفسه عاطفة الرحمة بمن هو أفقر منه ويحس ما يعانيه غيره من ألم وحرمان.فهدي ديننا الحنيف يحض المسلمين على الإنفاق من طيب ما يملك كل منهم حسب استطاعته، لتبقى نفوسهم ممتلئة بنداوة المشاركة الوجدانية لإخوانهم. ووعد الله هؤلاء المنفقين على عطائهم باستثمار صدقاتهم وتنميتها حتى تصبح كالطود الشامخ. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل" متفق عليه، فهذا المجتمع نفسه يتحمل المسؤولية كاملة بأن يتضامن أبناؤه ويتعاضدوا فيما بينهم افرادا وجماعات على اتخاذ كافة المواقف الايجابية التي تكفل رعاية الأيتام، بدافع من شعور وجداني عميق ينبع من أصل العقيدة الاسلامية ليعيش اليتيم في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة هذا اليتيم المنسجم معها في سيرها نحو تحقيق مجتمع افضل، ولكيلا تنغلق النفوس وتحتجب عن المشاركة الوجدانية في المجتمع ولكيلا تجف ينابيع الخير والرحمة والتعاطف فيها، فلقد أراد الله للمسلم أن يكون عنصرا بناء فيه منفعة وخير لمجتمعه يفيض دوما بخيره على الناس. لذا دعانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الإنفاق ولو باليسير، وحذرنا من السلبية والانغلاق والإمساك لأن في ذلك مهلكة وبوارا، فقال عليه الصلاة والسلام: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
1486
| 02 أبريل 2014
إن المجتمع الصالح هو الذي يحافظ على مقومات العمل الدؤوب بما يحقق الرفعة والتقدم والرقي،ولا يكون هذا إلا بعد قيام الأسرة بدورها الحقيقي لأن الأسرة هي الخلية الاساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية،تتكون من افراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، مما يضع على عاتق الوالدين عبئا ثقيلا فيجعل مهمة التعرف على الطرق المناسبة للتربية مهمة في غاية الصعوبة، خصوصا وإن اتساع الفجوة بين الأجيال ازداد بسرعة فائقة، وذلك بسبب تقدم المعلومات والمعارف بسرعة مذهلة مما جعل المعارف عند الكبار تبدو قديمة وغير مناسبة لمتطلبات العصر وتطلعات الشباب التي لا تتناسب مع قيم الدين وآدابه والرياح الملوثة التي غطت غيوم العقول فحجبت كل نافع واتت بكل غث وعقيم،فالأسرة تساهم في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية،فالحياة بدون هدف لا قيمة لها والهدف ما لم يكن ساميا وكبيرا يظل نائيا وبعيدا، فأصول التربية وقواعدها تهدف إلى تربية الإنسان الصالح الذي يقوم برسالته على الوجه الأكمل بحيث تجعله قادرا على التحكم في نفسه وضبط تصرفاته والحرص على احترام القيم الأخلاقية والمثل العليا التي يحيا لها ويحرص على الالتزام بها، وأن يكون خير قدوة للعمل الجاد القائم على الإصلاح والإخلاص الصادق،، فالبشر في هذا الزمن يعيش حالة معقدة من التحولات الكبرى في صلب الحياة الإنسانية المعاصرة،لذا فإننا نواجه فيضا متدفقا من التحديات المصيرية التي تنأى بالأسرة عن دورها الإرشادي والتوعوي الفاعل في وقت يمر بتحولات العولمة والميديا وثورة الثقافة والمعلوماتية.لقد أثرت صدمة التغيير على الأسرة فوضعتها في حالة احباط واهتزاز وتصدع احاط بكيانها وأدوارها ورسالتها الأساسية في توجيه الجيل وتربية النشء وبناء الأمة والإنسان على مدارج الفعل الحضاري، فتجعله يحرص على تلبية نداء الحق والخير وحماية المجتمع من عوامل الفساد والضعف والابتذال والتخلف، ويعمل على تطوير مجتمعه والدعوة إلى البناء والإصلاح والصدق مع النفس، لكي يعيش الفرد حياته على جانب من الالتزام والمسؤولية بحيث يكون صادقا مع نفسه ومع غيره ومع عمله ومجتمعه لا يخاف إلا الله، فإن انفراط عقد التربية الأسرية نتيجة لرياح التغيير التي صاحبت العولمة في ظهور أنماط تربوية من قبل الآباء تجاه أبنائهم أخطرها المواقف السلبية التي تصدر من الآباء في تربية أبنائهم، ومنها على سبيل المثال الانفاق المفرط والاغداق المبالغ فيه على الأبناء بطريقة تتسبب في مسخ شخصية هؤلاء الأبناء وعدم تقديرهم للمسؤولية وتعودهم على التسيب واللامبالاة والتهور والعجلة في بعض الأحيان، وإنما أيضا حالة تجاهل الآباء لدورهم وعدم الاهتمام بالأبناء وحالة غياب من يتابع ويراقب أو يضبط عملية استخدام كل هذه الأشياء، فيعرف أنه مهما تمادى وأساء الاستخدام فليس هناك من سيحاسبه الأمر الذي قد ينجم عنه الكثير من المشاكل والمآسي التي تنعكس على أسر بأكملها، مما يوقع مسؤولية تربية الأبناء على الوالدين في المرتبة الأولى والتربية في معناها الشامل لا تعني توفير الطعام والشراب والكساء والعلاج وغير ذلك من أمور الدنيا،بل تشمل كذلك ما يصلح الإنسان ويسعده منها غرس القيم والفضائل الكريمة والآداب والأخلاقيات والعادات الاجتماعية التي تدعم حياة الفرد وتحثه على أداء دوره في الحياة، ومنها غرس مفاهيم حب الوطن والانتماء وترسيخ معاني الوطنية في أفئدة الأبناء بالتضحية والدفاع عنه، ومنها أيضا التخطيط الجيد أثناء الإجازات والعطل للاستفادة من أوقاتها فيما يعـود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع، فأبناء اليوم الذين هم عماد المستقبل وأمل الأمة تراهم يتهافتون على مغريات الحياة الدنيا كتهافت الفراش على النار ولم يدر بـخلده أنـها ستحرقه، إنها مغريات كثيرة إحداها القنوات الفضائية الخليعة هـذه الفتنـة العظيمة وهذه البضاعة المنتنة يتسابق عليها بعض من الأبناء الذين ساءت تربيتهم وبعدت عنهم عين المتابعة والرقابة برغبة جامحة من أجل جسد عريان أو راقصة خليعة،أو نظرة محرمة ألم يعلم هؤلاء إنه غزو الفكر والعقل واستثارة الشهوات الكامنة لينتج عنها فضيحة المجتمع المسلم، فالتربية لابد أن تقوم على أساس قوي من المنهج السليم والعقيدة الصافية التي لا يخالطها أي شائبة، لأن التربية قضية من القضايا الجوهرية في الأمة ولابد من توافر المربي المتمكن والناصح الأمين والناجح المدرك لأهمية المسؤولية وعظمها وأهمية تزويد أفراد الأسرة بالإحساس بالأمن والاستقرار والتوافق النفسي من خلال معالجة المشكلات وحلولها وتنمية الثقة بالذات وإعطاء كل فرد شعورا بقيمته وأهميته في الأسرة مما يجعلنا نستطيع أن نبني الأجيال وفق ما تفرضه علينا عقيدتنا ويقرره لنا ديننا، والعمل على صنع ثقة الشباب بأنفسهم بإعطائهم الكثير من المسؤوليات الكبيرة والمهمة مما يؤدي لزيادة الثقة بأنفسهم وتقوية إرادتهم وتنمية مهارتهم.
965
| 27 مارس 2014
مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2472
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2289
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1200
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
780
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
678
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
660
| 08 ديسمبر 2025
يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...
591
| 07 ديسمبر 2025
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...
591
| 08 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
570
| 12 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
543
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
525
| 11 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية