رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قوله تعالى : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾: مجيء هذه الآية بعد آيات الصيام فيه إشارة إلى أن الصيام والدعاء متلازمان، فإنَّ العبد خلال صيامه وقيامه وطاعته وبعده عن المعاصي والسيئات يكون قريبًا من ربِّه سبحانه وإذا اقتربَ العبدُ من ربه، استجاب دُعاءَه. قال القرطبي (وإذا سألك) وإذا سألوك عن المعبود فأخبرهم أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعي ويعلم ما يفعله العبد من صوم وصلاة وغير ذلك. وقوله: ﴿عبادي﴾ إضافة تشريف وتكريم لهم؛ إذ أضافهم إلى نفسه سبحانه وكان الجواب بلا واسطة؛ إذ الغالبُ في السؤال في القرآن يكون جوابه: قل، إلاَّ في هذا الموضع، وذلك للإشعار بأنَّ الله قريب إلى العبد بلا واسطة. قال السعدي: (فإني قريب) لأنه تعالى الرقيب الشهيد المطلع على السر وأخفى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فهو قريب أيضا من داعيه بالإجابة. أيضا تجد في الآيات لطفا إلهيا في التقرب من العباد، وأن الصيام يؤهلهم ليكونوا مستجابي الدعوة، ويجعلهم راشدين، وأعظم بها من منن ونعم وحكم، ولاحظ أنه في الآية قدم إجابته للداعي قبل استجابة الداعي فقال (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ثم قال بعدها (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) والعبد لن يعدم من دعائه خيرا فإنه في عبادة، فالدعاء هو العبادة كما في الحديث وثانيا: إما أن تجاب دعوته وإما أن يصرف عنه من الشر وإما أن تدخر له يوم القيامة... وعلى العبد أن يبدأ في دعائه بالثناء على الله تعالى وذكر محامده تعالى كما جاء (اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني....). ولعل هذه الآية ومجيئها في وسط آيات الصيام لتكون فاصلا رائعا تدل على أنه ينبغي للعبد أن يقصد بجميع عباداته وجه الله ويتوجه إلى ربه بقلبه وقالبه وألا تشغله مسائل الفقه وأحكامه (مع أهميتها) عن عبادات القلوب وذلك لأنه ذكر فضل رمضان والصيام وأحكام الرخص في الصيام كالسفر والمرض وكفارة ذلك ثم بعد هذه الآية ذكر المفطرات التي تفطر الصائم من جماع وأكل وشرب ووقت الإمساك ووقت الإفطار.
6607
| 05 يونيو 2018
قال ابن كثير في قوله (وَلَعَلَكُمْ تَشْكُرُونَ) أي: إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه، وترك محارمه، وحفظ حدوده، فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك. وفي الحديث «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له» قال ابن القيم: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. قال ابن قدامة: «الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح. أما بالقلب فهو أن يقصد الخير ويضمره للخلق كافة. وأما باللسان: فهو إظهار الشكر لله بالتحميد، وإظهار الرضى عن الله تعالى. وأما الجوارح: فهو استعمال نعم الله في طاعته، والتوقي من الاستعانة بها على معصيته، فمن شكر العينين أن تستر كل عيب تراه للمسلم، ومن شكر الأذنين أن تستر كل عيب تسمعه». وقال الحسن البصري: «إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر: الحافظ، لأنه يحفظ النعم الموجودة: والجالب، لأنه يجلب النعم المفقودة». وعلى العبد أن يستعين بالله على شكره ويقول (رَبِ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ وَعَلَى وَالِدَيَ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِيَتِي إِنِي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وأن يكثر من: (الْحَمْدُ لِلَهِ الَذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَهُ) و أن يقول دُبُرِ كُلِ صَلاَةٍ: اللَهُمَ أَعِنِي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ. وفي الحديث «خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن لم تكن فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا، من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه، فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا» فاللهم اجعلنا من الشاكرين.
7938
| 04 يونيو 2018
قال تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) يقول الطبري: ولتعظموا الله بالذكر له بما أنعم عليكم به من الهداية التي خذل عنها غيركم. وقال تعالى (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) قال القرطبي: عظمه عظمة تامة، يقال: أبلغ لفظ للعرب في معنى التعظيم والإجلال: الله أكبر أي وصفه بأنه أكبر من كل شيء. يقولُ الحافظُ ابن حجرٍ: “التكبيرُ ذكرٌ مأثورٌ عند كل أمرٍ مهُول، وعند كل حادثِ سُرور، شُكرًا لله تعالى، وتبرئةً له — عزَّ شأنُه — عن كل ما يَنسِبُ إليه أعداؤُه، تعالى الله عما يقولُ الظالِمون الجاحِدون علوًّا كبيرًا”. وهذه الكلمة يقولُها المُسلم في اليوم والليلة: في الأذان والصلاة وأذكارها وفي أذكاره المتنوعة مئات المرات. يقول ابن تيمية: “وقد شُرع التكبيرُ على الهداية، والرزق، والنصر؛ لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلُبُه العبدُ، وهي جِماعُ مصالِحه”. إن التكبيرُ إعلانٌ لعظمَة الله، وإذعانٌ لكبريائِه، فهو الكبيرُ الذي لا أكبرَ منه، الملكُ الذي كلُّ شيءٍ خاضِعٌ له. قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ). إن تكبير الله عز وجل بالقلب واللسان يقتضي من المسلم الاستسلام الدائم لله عز وجل في أحكامه في كل وقت ومكان. قال ابن القيم رحمه الله: "تعظيم الأمر والنهي ناشئ عن تعظيم الآمر والناهي، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه فقال (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا). إن التكبير استشعار لعظمة الله وجلاله وقوته وبطشه فيتواضع العبد لربه ولا يتكبر على خلقه وفي تكراره تجديدٌ لعهد الإيمان، وتقويةُ الميثاق الغليظ، والارتِباطُ بالله العليِّ الكبير والجبَّار المُتكبِّر. إن تكبير الله أن يطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.. إن التكبير في حقيقته يعني أن يكون الله أكبر في البيوت وفي الأسواق وفي الأعمال وفي الاقتصاد وفي السياسة والحكم وفي جميع شئون الحياة، فلا يعلو على أوامر الله عز وجل وأحكامه شيء وإلا فما معنى قولنا "الله أكبر"؟!
3621
| 03 يونيو 2018
يقول الله عز وجل: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) قال البغوي: (هدى للناس) من الضلالة (وبينات من الهدى) أي دلالات واضحات من الحلال والحرام، والحدود والأحكام. ويقول السعدي: القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية، وتبيين الحق بأوضح بيان، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة وأهل الشقاوة. إن القرآن كتاب هداية وإرشاد وبشارة (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا). وهذه الآية اشتملت على جميع ما في القرآن.. فهو يهدينا إلى خيري الدنيا والآخرة، وأول ذلك التوحيد، وهو من أوله إلى آخره دعوة لتوحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. وهو يهدي إلى طاعة الرسول صل الله عليه وسلم وأن طاعته من طاعة الله. و يهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس: أفراداً وأزواجاً، وحكومات وشعوباً، ودولاً وأمماً. ويهدي في عالم العبادة للتوازن واليسر والقصد والاعتدال ويهدي لطريق الجنة وما يقرب منها، وإلى ما يباعدنا من النار. إن عاقبة من يترك هدى الله، أن يتركه الله وما اختاره، قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) والقرآن يبين لأهل الإيمان أنه لا حزن على ما مضى، ولا خوف مما هو آت على من يتبع هدى الله، فقد قال تعالى: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). وقد وعد الله بطيب العيش لمتبع الهدى، والعيش الضنك للمعرض عنه، فقال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) إنه الكتاب الوحيد الذي يصلح لكل زمان ومكان.
2770
| 02 يونيو 2018
قوله تعالى: (يريد الله بكم اليسر) كان يمكن الاكتفاء بهذا وتتضح الصورة، لكن القرآن أضاف: (ولا يريد بكم العسر) إن التيسير مقصد من مقاصد التشريع، وأساس متين من أسس الدين، وهو مراد الله عز وجل لخلقه، لذا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم وخصه بأوصاف الرحمة والتيسير، فقال تعالى:( ونيسرك لليسرى) فكان صل الله عليه وسلم يحب التخفيف والتبشير، ويقول: أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة، أي الشريعة السمحة السهلة في العمل. إن شريعة الله كلها يسر وسماحة، وميادين اليسر لا تقع تحت حصر، والتيسير في باب المعاملات والتعاملات من أوسع الأبواب وأهم المطلوبات، وهو شعيرة في الأخلاق، وسمة في العادات والعبادات، فهي خير ما يدين به المسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. وقال: إن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسر، وكره لها العسر. وتفاعل الفقهاء في ذلك بقواعد تُبنى عليها الأحكام، ومن أمثلتها: الضرورات تُبيح المحظورات والمشقَّة تجلب التَّيسير وإذا ضاق الأمر اتَّسع والأصل في الأشياء الإباحة ودرء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح. والتيسير لا يعني تتبع الرخص، فما أمر الله سبحانه به فهو واجب التنفيذ والاتباع، وما نهى عنه يقتضي الانتهاء والإقلاع، لكن الإسلام في أمره ونهيه يراعي أحوال الناس وقدراتهم، قال الله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فانتهوا، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. إن التيسير على الناس سبب لنيل التيسير من الله في الدنيا والآخرة، فمن كان رحيما بالآخرين ولا يشق عليهم فيرحمهم، يسر الله عليه أمره في الدنيا والآخرة، قال الله سبحانه (فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى). ومن شق على الناس شق الله عليه، قال تعالى (وأما من بخل واستغنى* وكذب بالحسنى* فسنيسره للعسرى) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاق شاق الله عليه. وعند البزار: لو جاء العسر حتى يدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يخرجه.
1491
| 01 يونيو 2018
في قوله تعالى: (وأن تصوموا خير لكم) لطف إلهي فلم يقل فرض عليكم وإنما خير لكم. وفي الحديث القدسي (يَا عِبَادِي! إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي. يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا). والحديث يدل على أن الله لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين. بل إن أقدار الله كلها خير لنا كما في الحديث (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ). وهنا نستحضر الفرية الكبرى على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما، ويتنزل فيها القرآن (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ). يقول ابن كثير رحمه الله عن الخير في ذلك أي: في الدنيا والآخرة، لسان صدق في الدنيا ورفعة منازل في الآخرة، وإظهار شرف لهم باعتناء الله بعائشة أم المؤمنين، حيث أنزل الله تعالى براءتها في القرآن العظيم. إن الإنسان لا يدري أين يكون الخير وأين يكون الشر؟، وكل إنسان حين يتأمل في حياته يجد فيها مكروهات كثيرة كان من ورائها الخير العظيم، ولذات كثيرة كان من ورائها الشر الكثير. تقول أم سلمة -رضي الله عنها-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: "من أصابته مصيبة فقال كما أمر الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأعقبني خيرا منها، إلا فعل الله ذلك به" قالت أم سلمة: فلما توفي أبو سلمة قلت ذلك، ثم قلت: ومن خير من أبي سلمة؟ فأعقبها الله رسوله صلى الله عليه وسلم فتزوجها. ويكفينا قوله تعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ، وقوله (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
790
| 31 مايو 2018
يقول الله عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وكأن هذا بيان لطيف وإجابة عن سؤال لماذا الصيام؟ ثم لماذا أنزل القرآن؟ فيجيب (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) أي: لتقدروا عظمة المنهج ونعمة المنهج. إن بين القرآن والصيام علاقة متينة، فمن أعظم وأهم الحكم من مشروعية صيام نهار رمضان هو تهيئة القلب لتدبر القرآن حين القيام به في الليل. بل وتصل العلاقة إلى اجتماعهما في الآخرة على الشفاعة لصاحبيهما "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان". يقول ابن رجب: وأعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه، جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وفى بحقوقهما وصبر عليهما وفي أجره بغير حساب. إن القرآن هو المنهج، والهادي إلى صراط الله المستقيم، فيه صلاح الفرد والمجتمع، بل والكون كله، وما ضلت الأمة وذلت إلا بالتخلي عن القرآن بهجره أو تعطيله عن العمل والحكم والتطبيق في شؤون الحياة كلها. إنّ هذا الربط المحكم بين القرآن ورمضان، فيه حِكَم ودلالات مهمة وجليلة. إن رمضان يُجدّد العهد بالقرآن، ويذكر بنعمة الله علينا في إنزال القرآن، وبإحسانه أن خص أمتنا بالقرآن وأن عليهم أن يجعلوه منهج حياتهم، وقائدهم إلى طريق الهداية والنجاة، وسبيلهم الأوحد للارتقاء بهم في الدنيا والآخرة. في رمضان أذن الله عز وجل للنور أن يتنزل، فإذا جبريل عليه السلام آخذ بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: "اقرأ" وهكذا نزلت أول آية من هذا الكتاب العظيم في هذا الشهر العظيم. ومن قبل ذلك شهد الشهر الكريم نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان ذلك في ليلة القدر (إنا أنزلناه في ليلة القدر). وأي نعمة أعظم من نعمة نزول القرآن؟ نعمة لا يسعها حمد البشر فحمد الله نفسه على هذه النعمة (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا).
9187
| 30 مايو 2018
قوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه) فلم يقل لا يطيقونه، وإنما (يطيقونه) أي: يستطيعونه ولكنه يشق عليهم. يقول الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) قال القرطبي رحمه الله تعالى: هذا خَبَرٌ جَزْمٌ، نصّ الله تعالى على أنه لا يكلف العباد من وقت نزول الآية عبادة من أعمال القلب أو الجوارح إلا وهي في وُسع المكلَّف وفي مقتضى إدراكه وبِنْيَته. ومن صور التخفيف عند عدم الاستطاعة: ما جاء في الصَّلاَةِ: صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ. وفي الطهارة: جعل التيمم لمن لم يجد الماء، أو من شق عليه استعماله، أو خاف الضرر باستعماله.. وفي الصدقات: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ. قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ. قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ. قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ. أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ. قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ. وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ. وهذا المعنى يعين كل المسلم على النهوض بما فرض الله عليه من تكاليف بالرضا والتسليم. فإن قصر في شيء من ذلك كان من ضعفه البشري، لا من ثقل التكاليف، فيستعيد عزيمته، ويشحذ همته من أجل الوفاء بأوامر الله. وفي هذا تأكيد على فردية التبعة والمسؤولية عن أعمال كل، فلكل نفس ما عملت من خير، وعليها ما عملت من سوء أو شر، ولا يتحمل المرء تبعات وذنوب الآخرين، كما قال تعالى: (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
708
| 29 مايو 2018
قال الإمام ابن القيّم الجوزية رحمه الله في "زاد المعاد" وكان للصّوم رتبٌ ثلاث: إحداها: إيجابُه بوصفِ التّخيير. والثّانية: تحتّمه، لكن كان الصّائم إذا نام قبلَ أن يُطعِم حرم عليه الطّعام والشّراب إلى اللّيلة القابلة، فنُسِخ ذلك بالرّتبة الثّالثة: وهي الّتي استقرّ عليها الشّرع إلى يوم القيامة ". وقال في كتابه "مفتاح دار السّعادة" " لمّا كان - أي: الصّوم - غيرَ مألوفٍ لهم، ولا معتادٍ، والطِّباعُ تأباه؛ إذ هو هجرُ مألوفِها ومحبوبِها، ولم تذقْ بعدُ حلاوتَه وعواقبَه المحمودةَ، وما في طيِّه من المصالح والمنافع، فخُيِّرت بينه وبين الإطعام، وندبت إليه، فلمّا عرَفَت علّته وألِفَتْه، وعرفت ما تضمّنه من المصالح والفوائد، حُتِم عليها عيناً، ولم يقبل منها سواه، فكان التّخيير في وقته مصلحةً، وتعيينُ الصّوم في وقته مصلحة، فاقتضت الحكمة البالغة شرعَ كلِّ حكمٍ في وقته؛ لأنّ المصلحة فيه في ذلك الوقت ". إن مِن ملامح التسهيل التدرُّج في التكليف. فمِن يُسْر الله تعالى أن تدرّج في تكليف عبادِه بالأمور التي تشقُّ عليهم، فكما تدرّج في تحريم الرِّبا والخمر تدرّج كذلك في تشريع الصِّيام. يقول الدكتور البيانوني: "فقد كان منهج القرآن البَدْء بتفصيل أمور العقيدة وتثبيتها، ثم ببيان الأحكام الشرعية شيئًا بعد شيء، حتى نزل قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾، فقد كمل الدين وتمت النعمة، بما نزل من أحكام في القرآن، وبمنهج التدرج الذي نزل به، ولو نزل دفعةً واحدة، لشق الأمر على الناس، وصعب عليهم امتثال أحكامه، وفى هذا درسٌ بليغ للدعاة؛ ليتدرَّجوا في مناهجهم، ويكونوا عونًا للناس على تطبيقها وامتثالها). وقد أحسن من قال: إن بناء صرحٍ شامخ من الطوب أو الحجر قد يستغرق عامًا أو بعض عام، ولكن بناء الرجال القادرين على تحمل أمانة الدين، وتحويل الأفكار، وتصحيح المعتقدات - يحتاج إلى سنين طويلة، وعمل دؤوب، وجهد مخلص لله رب العالمين؛ ولهذا كانت الحاجة إلى التدرج، فهو قانون الفطرة الذي يرفض الطفرة.
2048
| 28 مايو 2018
قوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )، وقد تكون الأيام البديلة متفرقة بدل المجتمعة، وفي الشتاء بدل الصيف، أرأيت إلى اللطف الإلهي! إن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم من الأحكام ما يُكفِّرون به عن ذنوبهم، ويستدركون به ما فاتهم، وفي التنزيل يقول سبحانه: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين). وإذا كان الأصل في العبادات أن تؤدى في أوقاتها المحددة شرعاً، فإن أداء العبادة قد يتخلف عن وقتها لعذر شرعي، ولأجل ذلك شرع الله قضاء بعض العبادات ليستدرك العبد ما فاته منها، وهو ما يُعْرَفُ بالقضاء، الذي يقابل أداء العبادة في وقتها المحدد، وصيام رمضان لا يخرج عن القاعدة السابقة، فالصوم له وقت محدد وهو شهر رمضان، فمن تركه بعذر فإنه يقضيه، ليستدرك ما فاته من صيام. وفي الصلاة تجد نفس اللطف والرحمة بالعبد ففي الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.. لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ، ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾». وكذلك من تفضله سبحانه على العبد إذا نام عن ورده ما جاء في صحيح مسلم وأصحاب السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه بالليل. ففي الحديث دليل على استحباب المحافظة على الأوراد، وأنها إذا فاتت تقضى، وقراءة الحزب في الحديث يحتمل أن تكون داخل الصلاة وخارجها. قال في تحفة الأحوذي: قال الحافظ العراقي: وهل المراد به صلاة أو غير صلاة يحتمل كلا من الأمرين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: استحب الأئمة أن يكون للرجل عدد من الركعات يقوم بها من الليل لا يتركها، فإن نشط أطالها، وإن كسل خففها، وإن نام عنها صلى بدلها بالنهار. فسبحان ربي اللطيف الكريم.
724
| 27 مايو 2018
في قوله تعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر)، مسارعة بالتخفيف من المولى اللطيف سبحانه، ولاحظ أنه أولاً سارع إلى الرخصة، ثم ثانياً لم يحدد ما المرض وما شدته وترك لك أنت أن تقدر ما المرض وما الحاجة إلى الإفطار. وأيضا في قوله (أو على سفر).. فلم يقل لك بالسيارة أو بالباخرة أو بالطائرة أو على ظهر البعير! ولم يحدد لك المسافة كم كيلو أو أقل أو أكثر. ومع أن الفرائض الإسلامية يسر في حد ذاتها ولا حرج فيها وهينة لا مشقة فيها، إلا أن رحمة الله تعالى اقتضت لأهل الأعذار رخصا ترفع الحرج عنهم، ولا تكاد توجد فريضة في الشريعة الإسلامية إلا وقد تخللتها الرخص الميسرة على العباد. ومن رحمات المولى عز وجل أنه جعل الإصابات كفارة وفي الحديث (ما يصيب المسلم من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه البخاري. بل وتكرم وتفضل سبحانه على المسافر، فجعل (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده). رواه الترمذي. وقد سجل القرآن موقفا عظيما لأصحاب الأعذار من الصحابة رضوان الله عليهم وحالهم إذا تخلفوا عن الغزو (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ) فلم يرضوا ويفرحوا بتخلفهم وهم أصحاب أعذار بل بكوا على هذا الحرمان. إن من لطف الله على عباده وكرمه أنه شرع لهم على لسان رسوله الله صلى الله عليه وسلم أنه (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا)؛ رواه البخاري. لذلك ينبغي للإنسان في حال الصحة أن يغتنم الفرصة ويعمل ما في وسعه من الأعمال الصالحة حتى إذا حيل بينه وبين العمل لعذر كتب له ما كان يعمل في الصحة والإقامة.
700
| 25 مايو 2018
في قوله تعالى: (أياماً معدودات) بين يدي قوله: (شهر رمضان)؛ يقول المفسرون إن هذا من باب التخفيف عنهم والرفق بهم والتلطف، فهو يهون عليهم المسألة. إن رمضان ليس إلا (أياماً معدودات) فصوموها وامتثلوا أمر ربكم ولا تستثقلوها! وما الشهر وما العمر في النهاية إلا أياماً معدودات. ودائما يمر الشهر كلمح البصر فالحذر أن تذهب أيامه هدراً، حاسب نفسك كم من الوقت يمضي في النوم، كم من الوقت يمضي أمام الشاشات، وكم من الوقت يمضي في وسائل التواصل؟ وكم من الوقت خصصته للنجاة يوم القيامة؟!!! إلى متى نستعمل (سوف)؟ وإلى متى ننتظر (لعل)؟ وإلى متى نقول (غداً)؟ وإلى متى ننتظر (الموسم القادم)؟ وهل يضمن الإنسان عمره؟ هل لدى أحد وعد بأنه باق إلى رمضان آخر ليعوض ما فات، ويستدرك ما نقص؟ إنها أيام معدودات، وليال محدودات، لا تتصور أن بها نهاية رمضان، بل تخيل أنها نهاية عمرك، أو أنها نهاية الدنيا كلها، لو قيل: لم يبق إلا هذه الأيام، وسوف تطوى صفحات حياتك، وتلفظ أنفاسك، وتودع دنياك، وتوضع في قبرك، وتقبل على ربك ما الذي ستفعله؟ ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها، واليوم الذي مضى لن يكرر. قال أبو الدرداء والحسن رضي الله عنهما: إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك. إنا لنفرح بالأيام نقطعها... وكل يوم مضى يدني من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا... فإنما الربح والخسران في العمل قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وحياته إلى موته؟. إن رمضان أيامٌ معدوداتٌ، وفرصٌ سانحاتٌ، وإن اغتنامها لدليل على عقل وكياسة وفطنة، ذلكم أن الوقت رأس مال الإنسان، وساعات العمرِ هي أنفس ما عني الإنسان بحفظه ولئن كان حفظُ الوقتِ مطلوباً في كل حين، فلهو أولى بالحفظ في الأزمنة المباركة، ولئن كان التفريط فيه وإضاعتُه قبحاً في كل زمان، فإن قبح ذلك يشتد في المواسم الفاضلة.
2511
| 24 مايو 2018
مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2328
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2256
| 10 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1458
| 06 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1176
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
762
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
663
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
642
| 08 ديسمبر 2025
يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...
579
| 07 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
504
| 11 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
489
| 10 ديسمبر 2025
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...
468
| 08 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية