رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يقول الله عز وجل: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) هل أنتم الذين أخرجتم النبات من الأرض؟ أم أنتم الذين نَمَّيتموه؟ أم أنتم الذين أخرجتم سُنبلَه وثمرَه؟ أم اللهُ الذي انفردَ بذلك وحده، وأنْعَمَ به عليكم؟ وأنتم لا تفعلون إلا حرث الأرض وشقها وإلقاء البذر فيها، ولا علم لكم بما يكون بعد ذلك، ولا تقدرون على أكثر من ذلك. إنها منة الله عليكم وعلى الناس، في كل الأمم والأجناس.
354
| 16 مارس 2024
قال تعالى حاكيًا محاورة سيدنا إبراهيم لقومه: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)، فالذي خلق وهدى، وأطعم وسقى، وشفى المرضى، وأمات وأحيا، هو الذي تُصرف العبادة له، ويتوجه الناس إليه. وجاءت (هُوَ يُطْعِمُنِي) لتزيل توهمك وظنك أنه بمالك أو قوتك أو خبرتك أو مهنتك، وتنبهك على أن غيره لا يطعم ولا يسقي.
840
| 14 مارس 2024
نعمة الطعام تدعوك إلى الإسلام، والبراءة من أهل الشرك قال تعالى: (قُلْ أغيرَ اللهِ أتَّخِذُ وَليًّا فاطِرِ السمواتِ والأرضِ وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ قُلْ إنّي أُمرتُ أن أكونَ أوَّلَ من أسْلَمَ ولا تَكُونَنَّ من المُشركين). الجميع محتاجون إلى الطعام، وعاجزون عن البقاء بدونه، وهو سبحانه الذي خلقه لهم، فما من طاعم يطعم إلا والله هو الذي أطعمه، ويسر له الطعام، ولولا ذلك ما وصل إليه الطعام. فكيف يستقيم اتخاذ أولياء من دونه، وهو الذي فطر السماوات والأرض، وهو الذي يرزق من في السماوات والأرض؟! سبحانه.. سبحانه
648
| 13 مارس 2024
قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ). تدعوك الآية إلى عبادة الله تعالى وحده، وتوحيده سبحانه، فقد خلقك لذلك وهو لا يريد منك منفعة، فهو سبحانه الغني، الرزاق المعطي، فلا رازق سواه، ولا معطي غيره، فهو الذي يرزقك ويقوم بما يصلحك. وقد تكفل برزق الجميع مهما كانوا وأينما كانوا، إنسًا وجنا، طيرًا وحيوانا، قال تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
414
| 12 مارس 2024
تحدث الله عز وجل عن قصة طعام الإنسان فقال تعالى: (فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ). انظر وتفكر هل لك يد فيه؟ إنه أقرب شيء إليك، وألصق شيء بك، ولا غنى لك عنه، ضروري لحياتك، وحاضر ومكرور أمام عينيك. إنه من أعظم النعم الربانية، وأجل المنن الإلهية، لفت الله نظرك إليه، لتتأمل وتتفكر، وتعرف وترى: أنه الله الذي أوجدك وأبدع قصتك، وهو سبحانه الذي أخرج طعامك وأبدع قصته.
918
| 11 مارس 2024
يقول السعدي: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) التي حدها لعباده، ونهاهم عنها، فقال: (فَلَا تَقْرَبُوهَا) أبلغ من قوله: "فلا تفعلوها" لأن القربان، يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه، والنهي عن وسائله الموصلة إليه. والعبد مأمور بترك المحرمات، والبعد منها غاية ما يمكنه، وترك كل سبب يدعو إليها، وأما الأوامر فيقول الله فيها: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا) فينهى عن مجاوزتها. ويمكن القول من خلال استقراء الآيات المذكور فيها ( حُدُودُ اللَّهِ) أن المراد الحدود التي جعلها الله لتنظيم بعض العلاقات الاجتماعية وعلاقات الرجل بالمرأة ولضمان حقوقها، حتى لا يُجار عليها. وقد ورد هذا المصطلح في سياق تحريم الرشوة وأكل أموال الناس بالباطل وأثناء الحديث عن إحسان العِشْرة الزوجية في حال الاتفاق أو الفراق وفي التأكيد على حقوق النساء وتحريم ظلمهن، وفي أحكام الطلاق والعدة المترتبة عليه وعندما تحدث عن دعوى الظِهار، وأحكام الكفَّارات الواجبة على مَنْ تورط في إثمه، وبعدما فصل في أحكام الميراث بإعطاء كل ذي حقٍ حقَّه. يقول د. عبد العزيز كامل: الذين يصرون على اختصار الشريعة واختزالها في إقامة حدود العقوبات، التي تمثل شُعبة واحدة من شُعَب الإيمان البِضع وسبعين؛ هؤلاء جهلوا أو تجاهلوا أن (حدود الله) لها مفهومٌ أرحب ضمن تكاليف أوْجب، تعُم المخاطبين وتشمل كلَّ المكلفين... فجميع المسلمين - وليس الحُكام فقط - عليهم مسؤوليات تجاه تلك الحدود .. فهم مأمورون بحفظها، ومنهيون عن تعديها وتخطيها.. حيث اقترن ذكرها بكثير من التشريعات التي تقوم عليها العلاقات بين المؤمنين. وفي الحديث الشريف (إن الله تعالى فرض لكم فرائض فلا تُضيعوها، وحدَّ لكم حدودًا فلا تعتدوها، وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء من غير نسيانٍ، فلا تبحثوا عنها). لقد أثنى الله على من يعظِّمون الشريعة ويحفظون حدودها وشَنَّع القرآن وحذر من المحادِّين لله وتوَعدهم بخزي الدنيا وعذاب الآخرة ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) وقال (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّين) وقال (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيم). نسأل الله أن يجعلنا من الحافظين لحدوده.
1464
| 13 يونيو 2018
يقول سبحانه وتعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) يقول ابن كثير: أباح تعالى الأكل والشرب، مع ما تقدم من إباحة الجماع في الليل إلى أن يتبين ضياء الصباح من سواد الليل. وفي الآية تدريب على افعل ولا تفعل الصادرة من صاحب الأمر والنهي سبحانه وتعالى، فالتشريع حق لله وإن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص هذا حلال وهذا حرام وهو لا يدري عن حكم الله فيه (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ) يقول السعدي: لا تحرموا وتحللوا من تلقاء أنفسكم، كذبا وافتراء على الله وتقولا عليه. إن نعمة الطعام تدعو إلى عبادة الله وتوحيده معرفة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ). إن نعمة الطعام من أعظم النعم والمنن الإلهية (فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ). إن نعمة الطعام تدعو إلى الإسلام، والبراءة من الشرك وأهله (قُلْ أغيرَ اللهِ أتَّخِذُ وَليًّا فاطِرِ السمواتِ والأرضِ وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ قُلْ إنّي أُمرتُ أن أكونَ أوَّلَ من أسْلَمَ ولا تَكُونَنَّ من المُشركين). إن نعمة الطعام دليل على وحدانية الله، وأنه المُسْتحقُّ وحده للعبادة (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). إن نعمة الطعام امْتنَّ الله بها على جميع الناس (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ). إن أكل الحلال الطيب سبب لإجابة الدعاء، وفي الحديث (ذكر الرجل يُطيلُ السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومطعمُه حرام، ومشربُه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنى يُستجاب له). إن نعمة الطعام تستوجب الشكر (كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ). إن نعمة الطعام يلزمها الحفظ، والإهداء من الزائد، أو التصدق على طير أو حيوان. فلا تنس إذا أويت إلى فراشك تقول «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي».
826
| 12 يونيو 2018
قوله سبحانه (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ) أي الجماع والتعبير بالرفث من أساليب القرآن العالية ومن كناياته اللطيفة ولا تجد في القرآن كلمة نابية أو خارجة عن حدود الأدب، مع أن القرآن عالج أدق المسائل في وصال الرجل بأهله، ومن تعبيرات القرآن: في سورة البقرة (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ). وفي سورة النساء (وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا). وفي آية الوضوء في النساء والمائدة (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ). وفي آية المحرمات في النساء (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا). وقال في الأعراف (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا). وإذا شئت أن تعرف عفة ألفاظ القرآن فتأمل سورة يوسف فمع أنها بسطت قصة مراودة امرأة لرجل وصورت خطرات النفس الأمارة في أدق المواقف وأشدها حرجا؛ مع هذا كله، فإنك لا تجد في هذه السورة شيئا من الحديث المسف والكلمات المكشوفة التي لا تليق أدبا، وتأمل في آيات السورة وكلمات القصة: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ) (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) (هَيْتَ لَكَ) (هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا) (السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ) (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) (مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا) (رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي) (تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ) (قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا) (وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ) (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ) (أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ) (أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) (رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ) (أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ). إنها البلاغة القرآنية، والعفة في المفردات مع منتهى الوقار والحشمة، في سياق تعليمي تربوي، عبادي توجيهي عام، غير خادش للحياء. إنها رسائل إلينا تعلمنا الأدب الجميل الذي ينبغي أن يتحلى به الأفراد وتتزين به المجالس ولا تتجاوزه البرامج والأفلام والمسلسلات والإعلانات والحياة بشكل عام. ورضي الله عنك يا أبا سفيان حينما أخبرت (قبل دخولك الإسلام) هرقل بما يأمر به رسول الله صل الله عليه وسلم: اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ).
1059
| 10 يونيو 2018
يقول تعالى "لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" لعل هنا سببية فسبب الرشاد هو الاستجابة لله والإيمان به يقول القرطبي: "الرشد: الاستقامة على طريق الحق"، ويقول د. عشاق: الاستجابة لأمره مع الإيمان، هو الذريعة إلى جميع قيم الرشد ومحاسنه (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، فلا رشد مع الغفلة وانقطاع الصلة بالله والاستهانة بأمر الله وطاعته. ويقول: الرشد في كتاب الله عز وجل لا يخرج عن المعاني التالية: الإيمان والتوحيد، والهداية والاستقامة، والخير والنفع، والحق والصواب والسداد، وحسن التصرف في الأمور. وهنا سؤال: ما الرابط بين الصيام والرشد؟ إن الرشاد هو العمل والقول حسب الحكمة، وحسب مقتضى الوحي والعقل السليم، ومن خلال هذا الرشاد يستحضر العبد أوامر الله تعالى فيتبعها، ويستحضر نواهيه تعالى فيجتنبها، وفي ذلك استجابة لله تعالى وتحقيق للرشاد الذي يصبو إليه الإنسان. لقد كان فرعون يقول (وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) فيستخدم المصطلح البرّاق، كاستخدامه مصطلح الفساد ليعبّر عن نهج موسى (أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) ومصطلح الإخراج من الأرض (يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) ومصطلح الطريقة المثلى (وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ)! إنّها كلمات خاوية يستخدمها المفسدون. وفي المقابل يأتي مؤمن آل فرعون بنفس المصطلح (سَبِيلَ الرَّشَادِ) ليستخدمه قائلا: (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ) إن الكلمة إنتاج محايد، يستخدمه الجميع، ولابد لإقناع الإنسان من النظر إلى البراهين والأدلة. يقول عشاق: إن السنة هي الرشد كله، ولذلك نبه الله صلى الله عليه وسلم على ضرورة الحرص على اتباعها بقوله: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ)، وابتداء الجملة بـ(اعْلَمُوا)؛ للاهتمام، وقوله: (أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ) خبر مستعمل في الإيقاظ والتحذير، فالمقصود إعلام الأمة باتباع ما شرع لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحكام ولو كانت غير موافقة لمزاجها ورغبتها. وليتأمل بعد ذلك كيف جمعت الآية في إيجاز وإعجاز أسباب الرشد بقوله: (وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)، وكيف نبهت إلى نواقضها وأضدادها بقوله: (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ). فاللهم اجعلنا من الراشدين .
2079
| 09 يونيو 2018
يقول الله عز وجل (عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ) يقول السعدي: كان في أول فرض الصيام، يحرم على المسلمين في الليل بعد النوم الأكل والشرب والجماع، فحصلت المشقة لبعضهم، فخفف الله تعالى عنهم ذلك، وأباح في ليالي الصيام كلها الأكل والشرب والجماع، سواء نام أو لم ينم، لكونهم يختانون أنفسهم بترك بعض ما أمروا به. (فَتَابَ) الله (عَلَيْكُمْ) بأن وسع لكم أمرا كان - لولا توسعته - موجبا للإثم (وَعَفَا عَنكُمْ) ما سلف من التخون. ويقول سبحانه (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) قال ابن القيم: إن توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة. وانظر إلى من لم يعمل خيرا قط، ونشأ في الضلال والعدوان على الدماء البريئة، حتى أكمل المائة، فلم يتردد في التوبة بعد كل هذا ولم يصده ذلك أن يعود إلى مولاه التواب، والتزم بكلام العالم، وانْطَلق إِلَى أرض بها أُناس يعْبدون الله تعالى وترك أَرْضه؛ لأنها أرض سُوءٍ، وأَتَاهُ الموتُ في الطَّريقُ واختَصمتْ فيه المَلائكة وقال ملك حَكم بينهم: (قيسوا ما بينَ الأَرْضَينِ، فكان إلى القرية الصَّالحَةِ أقربَ بِشِبْرٍ). وتأمل إلى الرحمات والكرامات ففي رِواية (فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إلى هذه أن تباعَدِي، وإلى هذه أَن تَقرَّبِي، وقَال: قِيسُوا مَا بيْنهمَا، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أقربَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ له). إنه لكرم بالغ ومنة عظيمة أن يبادر الله بالتوبة والغفران بل ويفرح بتوبة عبده وإنابته إليه، وهو الذي ييسر أسبابها بما يظهره من العبر والآيات، حتى يسارع العبد ويعود قائلا: سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين، ويقول موقنا من قلبه: وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. إن التوبة تنقل العبد من حال إلى حال، من الذنب إلى الطاعة، ومن الجهل إلى العلم، ومن الكسل إلى النشاط، ومن العجز إلى الهِمَّة، ومن الغفلة إلى اليقظة، ومن الطريق الأعوج، إلى الصراط المستقيم. إن الذي يحول بين العبد وبين التوبة هو العدو، الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. فاللهم تب علينا توبة ترضاها وارزقنا توبة نصوحا.
3705
| 08 يونيو 2018
بدأ الله عز وجل آيات الصيام بمخاطبة المؤمنين وعاد ليطالبهم بـ "وَلْيُؤْمِنُوا بِي" وإن كان الطلب داخلاً في عموم الأمر بالاستجابة لله عزَّ وجل والغرض من الأمر بالإيمان: الحث والتحريض، وأمرهم بالثبات على ما هم عليه، والاستمساك به، ونظير ذلك قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا". ونستحضر في نفس المقام أحاديث: من صام رمضا ايمانا..، من قام رمضان إيمانا...، من قام ليلة القدر إيمانا... ليتجلى لنا أهمية الإيمان. وقد عرف العلماء الإيمان بأنه: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، ويزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. ويعنون بقول اللسان: النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما. أما اعتقاد القلب فهو: النية والإخلاص والمحبة والانقياد والاقبال على الله والتوكل عليه ولزام ذلك وتوابعه. أما عمل بالجوارح فهو: عمل الصالحات القولية والفعلية والواجبة والمسنونة مما يندرج تحت شعب الإيمان كما في حديث (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق). إن نعمةَ الإيمان أعظمُ نعمةٍ على العبدِ، لا تُدانِيها نعمة، ولا تُوازِيها منَّة. بها تتحقَّقُ سعادةُ الدنيا والآخرة. وتأمَّل قولَ الحق سبحانه:(بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). فالإيمانُ أكبرُ من منحة الوجود وما يتعلَّقُ به، من الرِّزقِ، والصحَّة، والحياةِ، والمتاعِ. إنها المنَّةُ التي تجعلُ للوجودِ الإنسانيِّ حقيقةً مُميَّزة، وتجعلُ له في الحياةِ أثرًا فاعِلاً. وحتى نُدرِكَ قيمةَ هذه النعمة، فلنتدبَّر (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). إن الإيمانَ له آثارٌ مُشرِقة، ونتائِج حميدَة تنعكِسُ على تصوُّرات الأفراد وسُلوكِهم في الحياة، لذا كان تجديده مطلبا نبويا «إن الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوفِ أحدِكم ما يَخْلَقُ الثَّوبُ، فاسأَلُوا اللهَ أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم». فهل إذا ذكر الله وجلت قلوبنا خوفاً وتعظيماً لربنا؟! وهل إذا تليت آياته علينا، زادتنا إيماناً واستبشرنا بها؟! نسأل الله ذلك.
2709
| 07 يونيو 2018
قال تعالى: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ ، قال الشوكاني أي: كما أجبتهم إذا دعوني، فليستجيبوا لي فيما دعوتهم إليه من الإيمان والطاعات، وقيل معناه: يطلبون إجابة الله سبحانه لدُعائهم باستجابتهم له؛ أي: القيام بما أمرهم به، والترك لما نهاهم عنه" وتكون الاستجابةُ وتتحقق بتطبيق الإسلام بكل ما فيه، في كل شيءٍ دعانا إليه ربُّنا ورسولُنا صلى الله عليه وسلم. والاستجابةُ هي المبادرة بالتنفيذ، وهي صفة الأنبياء والرسل، وصفة الملائكة البررة، وهي صفة من صفات المؤمنين. قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ والصحابة لهم في باب الاستجابة مضرب المثل، والشأن العظيم، والنموذج العالي، فكانوا يعلمون أن القرآن ما نزل إلا ليتلى ويعمل به، ويكون كل واحد منهم قرآناً يمشي على وجه الأرض. إن صور استجابة الصحابة واستقصاءها أمر يستحيل إدراكه، فهو بحاجة إلى مجلدات، وكل حياتهم براهين ودلائل على هذه الاستجابة ، لقد كانت استجابة في جميع أمورهم، ما دقَّ منها وما خفي، وما عظم منها وما ظهر... ومن ذلك الاستجابة لقوله تعالى: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) في تحريم الخمر. قال ابن القيم في الفوائد عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) " أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، ومن لم تحصل له هذه الاستجابة، فلا حياة له، وإن كانت له حياةٌ بهيميةٌ مشتركةٌ بينه وبين أرذل الحيوانات، فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهراً وباطناً، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان. ومن استجابَ لله نالَ الحُسنى، ومن أعرضَ وعصَى ولم يستجِب فبئسَ المآل، قال الله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾، اللهم اجعلنا من المستجيبين والمجابين.
678
| 06 يونيو 2018
مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2367
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2259
| 10 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1458
| 06 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1191
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
768
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
663
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
642
| 08 ديسمبر 2025
يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...
582
| 07 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
510
| 11 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
492
| 10 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
474
| 11 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية