رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

التقوى أولاً وأخيراً

ختمت آيات الصيام في أولها بـ (لعلّكم تتقون) وختمت في آخرها بـ (لعلّهم يتقون)، فبالتقوى بدأت وبالتقوى ختمت، ليقول لك أنّ روح الصيام وأهم أهداف الصيام تحقيق التقوى. إن المقصود من العبادة ليس مجرد الحركات الظاهرة التي تمارسها الجوارح دون أن تؤثر في الباطن، وإنما المقصود مع ذلك: عمل القلب، من الإخبات والتذلل والخضوع بين يدي الله (عز وجل)، وتلك روح العبادة ولبها. إن الذي يـؤدي العبادة، أي عبادة كانت ولم يقم في قلبه مقام العبودية لله (عز وجل)، فقد أدى صورة العبادة لا حقيقتها. فشرود القلب في مواطن العبادة هو من أعظم الآفات التي تعرض للإنسان في سيره الى الله (عز وجل)، لأن العبادة بقلب شارد غافل لاه، لا تترك الأثر المطلوب على النفس الإنسانية، فلا يحصل الإنسان بها على الأجر المطلوب. إن الصيـام وهو عبادة من العبادات أصبح عند كثير من الناس مجرد عادة، يدخل الإنسان فيه دون أن يستحضر نية التقرب لله (عز وجل) بهذه العبادة، وفي أثناء الصوم ترى قلبه غافلاً لاهياً عن التذكر والتفكر في هذه العبادة العظيمة. لقد شرعت العبادات من أجل تحقيق التقوى (يا عباد فاتقون) (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). وفي الحديث الصحيح يقارن النبي صلى الله عليه وسلم بين عبادة سهلة يسيرة (ذكر الله) ويجعلها خيرا من الإنفاق والجهاد. إذا ما السر والملحظ العظيم الذي يريده الشارع الحكيم من الناس حين شرع هذه العبادات؟ إنها المقاصد العظيمة التي تربط الناس بربهم وخالقهم وتجعلهم يفرحون ويأنسون بهذه العبادات. قال الشيخ ابن سعدي: فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور التي لا لب فيها، والجسد الذي لا روح فيه.

4989

| 23 مايو 2018

الصيام والقتال 

تعددت في سورة البقرة صيغة (كتب)، فجاءت (كتب عليكم القصاص) ثم (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت..) وبعدها (كتب عليكم الصيام) ثم آية (كتب عليكم القتال) ولاحظ التنسيق العجيب في الكتاب العزيز حيث إنّه ما كتب القتال إلاّ بعد تهذيب الأرواح بالصيام لأن الإسلام العظيم حريص على الأنفس والأرواح والدماء > وحتى لا يتحول الناس بحمل السلاح إذا لم تتهذب الأرواح، إلى وحوش ضارية، كالذي تراه من الذين حملوا السلاح دون أن تتهذب نفوسهم وطباعهم وأرواحهم وتزكو أخلاقهم فيقتلون بلا رادع ولا وازع، فتأمل حكمة الباري سبحانه!  وفي رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الأسوة والقدوة ؛ حيث لم يكن - صلوات ربّي وسلامُه عليْه - في جَميع غزواتِه وسراياه بادئًا بالقتال، أو طالبًا لدنيا، أو جامعًا لمال، أو راغبًا في زعامة، أو موسعًا لحدود دولة أو مملكة، بل كلّ ذلك كان هداية للنَّاس، ورفعًا للظُّلم، وربطًا للنَّاس بربِّ العالمين.  وقد أحصى علماء السيرة النبوية ما أُريق في جَميع الغزوات والسَّرايا والبعوث التي بعثها النبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الَّتي استغرقت تِسْعَ سنوات - فوجدوها أقلُّ دمٍ عُرِف في تاريخ الحروب والغزوات، فلم يتجاوزْ القتلى 1018 قتيلاً من الفريقين، وكانت حاقنة للدماء وعاصمة للنُّفوس وباسطة للأمْن والسَّلام والسَّكينة والطُّمأنينة في أرْجاء العالم.  في حين سنجِد أنَّ نتيجة الحرب العالمية الأولى والثانية بلغت عشرات الملايين من القتلى فضلا عن الجرحى والمشوهين. ولم تخدم هاتان الحربان - كما يعلم الجميع - مصلحةً إنسانيَّة، ولم يستفِد منهما العالم البشَري في قليلٍ أو كثير.  لهذا؛ فإنَّ كلمة الحرب إذا أُطلقت في عصورنا ذكر معها الخرابُ والدَّمار، واستِباحة الحرمات، ونشْر الفساد والانْحلال والانطِلاق من كلِّ الرَّوابط الإنسانيَّة ولكن حروب النَّبيِّين والصدِّيقين والشُّهداء والصَّالحين كانت حروبًا فاضِلة تظلُّها التقوى، فلا يقتل إلاَّ مَن يقاتل بنفسه أو بتدْبيره.  أما الصائمون فيتربون على الرحمة التي جعلها الله الغاية من الرسالة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

1752

| 21 مايو 2018

كتب عليكم

سؤال قد يتبادر لمن يقرأ آيات الصيام فيقف عند لفظ (كتب) ويقول لماذا لم يقل فرض؟ وقد أجاب أهل العلم عن ذلك بأن إلزام الفريضة أقل من كلمة (كتب)، وهذا من باب الاستئناس والحِكم، لأن كلمة (كتب) تحمل معنى فرض وزيادة، وهذه الزيادة هي: أن هذا الأمر قد فرضه الله عليك وسجّله عنده. مثل من اقترض وسجل القرض ووقع عليه بخلاف من اقترض ولم يوثق القرض. لذلك كلمة (كتب) تحمل معنى فُرض وزيادة، والزيادة هي التوثيق. وقوله تعالى (كُتب عليكم الصيام) بالبناء للمجهول، وهذا فيه منتهى التلطف، فالإله العظيم سبحانه إذا كلف بما فيه مشقة بنى الفعل للمجهول؛ حتى لا يقترن اسمه الجليل الحبيب (الله) بالمشقة والثقل والتكليف. وتأمل في الآيات (كُتب عليكم القصاص)، (كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت)، (كُتب عليكم الصيام)، (كُتب عليكم القتال)..الخ. ثم تأمل في آيات أخرى (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي)، (كتب ربكم على نفسه الرحمة) (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان)..الخ. فتجد حيث التجليات والنفحات والرحمات بنى الفعل للمعلوم وذكر اسمه: الله أو الرب أو ضميره سبحانه. وقد وقف العلماء مع قوله تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)، بعد (أَنْعَمْتَ)، ولم يقل غير الذين غضبت عليهم. فالأول (أَنْعَمْتَ) موضع للتقرب من الله بذكر نعمه، فلما صار إلى ذكر الغضب جاء باللفظ منحرفا عن ذكر الغاضب، فأسند النعمة إليه لفظا، وزَوَي عنه لفظ الغضب تحننا ولطفا. ومن هنا يُعلم كمال أدب الأنبياء والمرسلين والصالحين، فإن الخضر عليه السلام عندما خرق السفينة وفعل فيها ما ظاهره فعل سوء، قال مخبراً (وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها)، ولم يقل: "فأراد ربك أن أعيبها"، بينما قال في الغلامين (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما)، ونجد إبراهيم عليه السلام يستدلّ على ربوبيّة الخالق سبحانه بأفعاله فيقول (الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* وإذا مرضتُ فهو يشفين)، فعندما جاء إلى مسألة المرض نسب المرض إلى نفسه، ولم يقل: "وإذا أمرضني" حفظاً للأدب مع الله تعالى.

13582

| 20 مايو 2018

وصف الإيمان

يقول اللَّه تبارك وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ‏ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ". في هذا النداء بهذا الوصف "الإيمان" تلحظ معانى التودد والتلطف والتكريم، فأنت لا تنادي أحب الأشخاص إليك إلا بأحب الأسماء وأحسنها. وهذا النداء يحمل من التحفيز والحث والتحميس والتشجيع واستجاشة الاستجابة، فهو مشحون ومملوء باللطف الإلهي. وما ناداك بأحب الأسماء وأحسنها إلا وهو يريد منك أحسن الاستجابة، وقد أعد لك أحسن الجزاء وما لا يخطر على بال. قال ابن مسعود — رضي الله عنه —: إذا سمعت "يا أيها الذين آمنوا" فأصغ لها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تصرف عنه. إن هذا النداء فيه خصوصية الخطاب للمؤمن المملوءة بالعناية والرعاية من الله سبحانه. إنه نداءٌ من الخالق إلى خلقه، وهذا وحده فيه فيضٌ من التكريم والتنبيه إلى أنهم في علمه قائمون، وفي رحمته غارقون، وتحت قهره نازلون. إنه نداء من صاحب الأمر والنهي إلى العباد تذكيرًا لهم بالعهد الذي عاهدوا الله عزَّ وجلَّ عليه، وهو الإيمان بما أمرهم بالإيمان به. وكأنه سبحانه يحثُّهم بهذا الوصف على أن يُقبلوا على ما يأمرهم به فيأخذوه، وعلى ما ينهاهم عنه فيجتنبوه. ووصف الله المخاطبين بـ الذين آمنوا، ولم يقل: المؤمنون؛ وذلك خشيةَ اعتقادِ أنَّ هذا الحكم خاص بالمخاطبين وفيه إشارة إلى أنَّ الإيمان شرطٌ لقَبول العمل. وجاء بصيغة الجمع إشارةٌ إلى أنَّ الأمةَ جماعة واحدة على منهجٍ واحد، ولا يَجوز تفرقها. وهناك فروق ملحوظة في نداءات القرآن الكريم وهي تتنوَّع بحسب القضية التي تلي النداء، فإذا كان النداء موجها إلى الناس ستجد واحدة من هذه القضايا: دعويَّة، أو إرشاديَّة، أو تحذيريَّة. وإذا كان موجها إلى المؤمنين ستجد القضايا الثلاث السابقة ويزيد عليها القضايا التشريعيَّة: إن المؤمن ليجد كرامته وشرفه وعزه في مثل هذا الخطاب الإلهي في آيات الذكر الحكيم حيث يهديه ربه إلى التي هي أقوم ويرشده إلى خيري الدنيا والآخرة.

3404

| 19 مايو 2018

أسلوب النداء

يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة لقد ابتدأت آيات الصيام بالنداء، ﴿يَا أَيُّهَا﴾ لينسجم مع جو السورة الذي كثر فيه النداء وتكرر عدة مرات. والنداءات في القرآن الكريم تسعة وثمانون نداءً في مختلف الموضوعات التي تهم وتمس الحياة بأشكالها المختلفة. وعرف العلماء أسلوب النداء بأنه أسلوب لغوي بلاغيّ في اللغة العربية يهدف منه المتكلم إلى طلب إقبال المنادى أو جذب انتباهه عن طريق مناداته باسمه أو بصفة من صفاته، أو استدعائه لأمر أو طلب ما. ومن أقوال المفسرين في ذلك أن افتتاح الخطاب بالنداء؛ للاهتمام بمضمون الخطاب.  ويقولون إن إعادة النداء في أثناء الكلام تكرير للأهمية، ويقصد به تهويل الأمر، واسترعاء السمع اهتماماً بما يقال.  والنداء يستدعي إقبال الأذهان على ما سيلقى من كلام للتنويه بشأن الكلام الوارد بعد النداء. وفي اختيار (يا) لنداء البعيد دلالة على أنَّ المنادى فيه من البعد (بسبب المعاصي والذنوب) عن المنادِي سبحانه، لذلك عليه أن يصغيَ لِما ينادي عليه به ليزداد بهذه الطاعة قربًا. إن هذا النداء في الدنيا يذكر بنداءات كثيرة يوم القيامة ولكثرة النداءات فيه سُمي بيوم التنادي، وقد قال مؤمن آل فرعون لقومه: (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ)، فالله تعالى ينادي الخلق، والملائكة تناديهم أيضاً، وينادي الناس بعضهم بعضاً مما يعاينون من الأهوال، ويتنادى الخلق، فمن مستشفع، ومن متضرع، ومن مهنأ، ومن موبخ، ومن معتذر. وينادي المؤمن بعد أخذ صحيفته ويقول (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ).  وينادي الكافر بالويل، والثبور، والحسرة، ويصرخ، (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ) وتنادي جهنم، ولها نداءات يومئذ، أين الجبارون، أين المتكبرون، وتنادي الجنة أين المشمرون في طاعة الله. نداءات كثيرة تتعالى في ذلك اليوم وكلها مرتبطة بذلك النداء الذي كان في الدنيا ومدى استجابة العباد له أو عصيانهم وإعراضهم.

17387

| 18 مايو 2018

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2367

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2259

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1191

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

768

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

663

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

642

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

582

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

510

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

492

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

474

| 11 ديسمبر 2025

أخبار محلية