رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تقول نظرية تأثير الفراشة: (بأن رفة جناح الفراشة في مكانٍ ما قد تسبب إعصاراً في مكان آخر من الأرض بعد عدة سنين)، وفي تفسيرات أخرى قيل بأن شيئًا بسيطًا كرفرفة جناحي فراشة، يمكن أن يسبب دماراً في أقصى أنحاء العالم، والمصطلح الأدبي استعمله في عام 1963 إدوارد لورينتز لوصف الترابط والتأثير المتبادل أو الناتج عن فعل تافه، فبعض الأفعال الصغيرة جداً ينتج عنها أحداث متتابعة تؤدي لتغيرات كبيرة، وفي تعبير مجازي قيل في نظرية الفراشة (أن تحريك جناح الفراشة في الصين سيتسبب بحدوث إعصار مدمر في أمريكا)!. وإذا ما تأملنا فصول حياتنا، تغيرات مجتمعنا، التحولات العالمية سنؤمن بنظرية تأثير الفراشة ذلك الكائن الرقيق الناعم، الذي حباه الله أجنحة جميلة تمتاز بتداخل ألوان نقوشها، كائن لا تهدأ أجنحته من الرف والانتقال من غصن لآخر فمرة في أعالي السماء وتارة بين حشائش الأرض. كلنا مررنا بتغيرات في مسيرة حياتنا، وفي كل مرحلة عمرية تتغير أفكارنا، اهتماماتنا، طموحاتنا بل وحتى أصدقاؤنا ومن يحيطون بنا، ولم يحدث ذلك صدفة بل بالتأكيد تعرضنا لرفة جناح فراشة صغيرة جعلتنا نُعيد حساباتنا وترتيب أولوياتنا وساهمت في تغيير اتجاهاتنا ومشاعرنا فحدث التغيير الكبير الذي لم نخطط له سابقاً بل ربما خططنا لأمر آخر ولكن أراد الله لنا الأفضل فتغيرت ربما جهات عملنا، رغباتنا العلمية، وأخرجنا بعض البشر الذين لا يضيف وجودهم لنا قيمة بل على العكس قد يستنزفون عواطفنا واهتمامنا دون مردود إيجابي!. التغير من سنن الحياة، وبغض النظر أن رف جناح فراشة أو جناح صقر فإن أفضل ما يقوم به الإنسان هو التغيير، ويشمل التغيير كل جوانب الحياة وأبلغها وأهمها التغيير في النفس، فمتى تغيرت الأفكار والسلوكيات والمبادئ للأحسن طبعاً كان الشخص قادراً على تَقبل مصاعب الحياة ومطباتها، فالتغيير لا يأتي عبثاً لابد من تَعرض الشخص لمواقف لا تخلو من قساوة ليحدث التغيير، ولا يهم أن كان الموقف كبيراً أو صغيراً، جوهرياً أو سطحياً، من أشخاص قريبين أم بعيدين فكلها مواقف نتوقف عندها نتأملها ونكتشف تأثيرها العميق علينا للدرجة التي تتغير فيها نظرتنا للحياة. ودائماً يجب أن نشكر الله على المواقف التي يضعنا فيها القدر والتي بسببها نتغير بعد أن نكتشف حقائق الأمور التي كنا نجهلها، نتغافل عنها ولا نتوقعها من الآخرين، وربما تكون مواقف خذلان البشر هي أكثر المواقف التي تؤثر فينا وتساهم في تغيير مكانة الاشخاص لدينا وطريقة تعاملنا معهم ومع غيرهم، وتجعلنا نضع محاذير في تعاملاتنا المستقبلية مع الأشخاص الذين قد يظهرون في حياتنا سابقاً، ومهماً كانت لدينا خبرة في التعامل مع البشر، واتخذنا كل سبل الحيطة والحذر إلا أننا قد نتعرض للاستغلال بشكل وبآخر من البعض فليس كل البشر أسوياء ولا كل البشر يظهرون ما يخفون في قلوبهم ولا كل البشر الذين تتمنى لهم الخير يتمنونه لك، فهناك من يتقرب إليك لمصلحة ما، أو غاية غير صافية في نفسه، أو ربما إرضاء لفضوله فقط، والأسوأ أن يستقتل أحدهم لمعرفتك والدخول في محيطك ليؤذيك ويدمر حياتك ليرضي أمراضه النفسية!. نحن في عالم متداخل وحياتنا سلسلة من الحلقات المترابطة والتي تكمل بعضها، فلا يمكننا العيش في عزلة عن التعامل مع البشر، ربما يمكننا أن نختصرهم، ننتقي منهم، ولكن بشكل عام نضطر أن نتعامل مع كل تلك النفسيات حتى تلك التي نعلم أنها تغار منا، لا تتمنى لنا الخير وتنافسنا بغير شرف، واليقين أنه لولا رفات أجنحة الفراشة في المواقف البسيطة لما اكتشفنا حقيقة الناس حولنا والوضع ينطبق على كل جوانب حياتنا. • خلقنا الله لنعبده ونتقرب منه لذلك يضعنا في اختبارات عدة ويضع أمامنا الخيارات وربما نختار بإرادتنا ولكن بإذنه سبحانه فإن أصبنا الاختيار وجب علينا الشكر والحمد، وإن أخطأنا وأصابنا مكروه فالله يدعونا للتقرب إليه لنتعلم ولنزداد حكمة ونعيد حساباتنا فنتغير للأفضل. • تأمل حياتك.. وستعرف عدد الفراشات التي رفرت أجنحتها بلطف لكنها أحدثت إعصاراً من التغيير في داخلك وجعلت منك نسخة أفضل.
2109
| 03 مارس 2024
لأول مرة أحضر فيلماً في السينما وتجتاحني مشاعر الفخر، الاعتزاز، الولاء، الانتماء والإعجاب، فلم يَكُن فيلماً جميلاً في محتواه، ولا رائعاً في رؤيته الإخراجية الشابة بل فيلم سَطّر باختصار سيرة حياة قائد عربي لا يتكرر، زعيم لم يأت للسلطة لدوافع شخصية بل لتنفيذ رؤية ورسم مستقبل باهر للأجيال وهذا ما ورد في كلمة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله في خطابه التاريخي عندما أعلن تسلمه لمقاليد الحكم في 27 يونيو 1995 فقال الأمير الوالد الشيخ حمد ( الله يعلم أنني ما اردت السلطة غاية في ذاتها ولا سعيت إليها لدوافع شخصية بل هي مصلحة الوطن أملت علينا أن نعبر به الى مرحلة جديدة)، وسلّط الفيلم الضوء على الخطط والبرامج التنموية والإصلاحية التي تلت تسّلمه للحكم رغم الظروف المالية الصعبة التي كانت تمر بها قطر، إلاّ أنه وبقراراته الحكيمة وعمق رؤيته وسداد رأيه استطاع أن يعبر بقطر من الأزمات ليضعها في مصاف الدول الكبرى والتي يُحسب لها الغرب ألف حساب بل أنها شغلت منصب الوسيط الدبلوماسي الأكثر نجاحاً في حل الأزمات السياسية بين الدول المتنازعة وبذلك يكون قد حقق الحلم الذي طالما حلم فيه سمو الأمير الوالد في أهمية ومكانة قطر. حاكى الفيلم شخصية سمو الأمير الوالد القيادية التي كانت بارزة منذ مقاعد الدراسة بل وقوميته واهتمامه بقضايا الوطن العربي حيث قاد وقفات مناهضة ضد الاستعمار في الجزائر، وطالما كانت القضية الفلسطينية أحد هموم سمو الأمير الوالد وكان الزعيم العربي الوحيد الذي زار غزة في عام 2012، ووثق سعادة عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة السابق مراحل طفولة سمو الأمير الوالد وعلاقة الصداقة التي جمعتهما وملامح شخصيته، كذلك وثّق الفيلم شهادات لسمو الشيخة موزا بنت ناصر عن علاقتها بسمو الأمير الوالد واهتمامه بالمرأة وانفتاحه الفكري وتقديره ودعم سموه لسموها في كل المحافل، كما وثقّت شهادة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة الدوحة للأفلام ومتاحف قطر اهتمام والدها بفنون التاريخ الإسلامي والمتاحف بشكل خاص، وصرحت سعادتها بأن الفيلم احتفال بمسيرة تطّور دولة قطر في ظل قيادة الامير الوالد، وكيف أنه أعاد إحياء الثقافة العربية وتعزيز الشعور الجماعي بالفخر والاعتزاز. ووثق الفيلم شهادات لمسؤولين عاصروا الأمير الوالد في خطة بناء قطر الحديثة منهم معالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، سعادة عبدالرحمن بن حمد العطية الذي بيّن جوانب مخفية من شخصية الأمير الوالد وصفاته الحميدة، سعادة الدكتور حجر بن احمد البنعلي الذي كشف عن اهتمام الأمير الوالد بالمجال الصحي وإشرافه على إنشاء مستشفى القلب، أمّا شهادة سعادة محمد بن همام العبدالله بينت حلم الأمير الوالد في استضافة كأس العالم 2022 والذي تحقق بفضل من الله ورؤيته السديدة. كما كانت شهادات لرؤية الأمير الوالد للسيد إبراهيم الإبراهيم المستشار الاقتصادي لسمو الأمير الوالد بالإضافة إلى سعادة السيد يوسف حسين كمال العمادي الذي شغل منصب وزير المالية سابقاً والذي قّدم شهادات عن خطط الأمير الوالد المالية. تَنقّل الفيلم من موضوع لآخر بشكل إبداعي ليحاكي نشأة الأمير الوالد، الدوحة القديمة، مراحل التطور العمراني، المشاريع الاقتصادية والاستثمار في الغاز، التحول السياسي، الانفتاح الإعلامي ورفع الرقابة وإطلاق قناة الجزيرة التي أحدثت ثورة إعلامية في المنطقة وأصبحت أحد أهم القنوات الإعلامية في العالم، الاستثمار الرياضي، الاهتمام بالصحة والتعليم، تمكين المرأة ومشاركتها القرار السياسي، إحياء الثقافة والاهتمام بالمتاحف والأهم التركيز على العنصر البشري وضمان حقوق الأجيال القادمة. وبعد كل الإنجازات العظيمة التي حققها سمو الأمير الوالد والتي كَسب فيها قلوب شعبه بتواضعه ومحبته للجميع أصبح الوطن لكل القطريين، وبقرار شجاع ورؤية نافذة فاجأ العالم بقرار تسليمه الحكم لابنه الشاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهو خير خلف لخير سلف، وبرر ذلك في خطابه ( أنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أني أسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأنا على قناعة تامة أنه أهل للمسؤولية وجدير بالثقة وقادر على تحمل الأمانة وتأدية الرسالة)، وكما اعتبر الشيخ حمد أنه ( حان الوقت أن نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة)، وقد تكون انتهت حقبة تاريخية مهمة في تاريخ الحُكم في قطر إلاّ أنها لم ولن تنتهي في ذاكرة وحياة القطريين الذين يكّنون كل الحب والتقدير والاحترام لباني النهضة وسبب التطّور والانفتاح والرفاهية التي يعيشون فيها في قطر، وتحققت أمنية الأمير الوالد التي صَرح عنها يوماً في أحد اللقاءات أن تكون قطر المكان الذي يحلم أن يعيش به الجميع، وفعلاً هي مقصد للكثير من الوافدين ومن عاش ويعيش فيها لا يمكنه العيش في بلد آخر. • هو ليس فيلماً وثائقياً فحسب، هو ملحمة تاريخية لقائد وزعيم عربي ترك إرثا تاريخياً ضخماً وقدوة للزعماء والحكام والأجيال، كما تركَ أثراً طيباً في قلوب الشعب القطري بكل أطيافه، أطال الله في عمره وحفظه من كل شر. • تحية تقدير لمؤسسة الدوحة للأفلام بقيادة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة الدوحة للأفلام ومتاحف قطر، والسيدة فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام لإنتاجها فيلماً وثائقياً ستتناقله الأجيال، ولإعطاء الثقة للمخرجتين المبدعتين أمل المفتاح وروضة آل ثاني اللتين قدمتا عملاً فنياً راقياً ممزوجاً بالحداثة والهوية الوطنية وأثبتا أن إبداع القطريين لا حدود له.
729
| 25 فبراير 2024
تقوم فلسفة الحياة على الاستمرارية في كل تفاصيلها، فالسلالات البشرية والحيوانية تستمر بالتزاوج، ولولا البذور لما وجدت الثمار، ولولا جهد الأجداد لما تطورت البلاد، ولولا تفكير العلماء لما تطورت الحياة في كل المجالات، وبالتأكيد أن الأجيال على مر العصور عملت واجتهدت ووضعت بصمتها ليأتي الجيل اللاحق يسجل بصمته ويكمل مسيرة من قبله، فكل المؤسسات والوزارات تكمل جهود من المسؤولين السابقين وإن كان البعض ينسف بعض المشاريع والتي ربما كانت تكلفتها عالية ليأتي بمشاريع أخرى مكلفة دون أن يحاول أن يستفيد أو يطور المشاريع السابقة، وذلك لأن البعض يعاني من عقدة الأول وهي أن كثيرا من الأشخاص لديهم هوس بأن يطلقوا على أنفسهم الأول في المشروع، الأول في الفكرة، الأول في الاختراع، الأول في الظهور، الأول في أي شيء وكل شيء، قد يبدأ أحدهم فكرة ما أو نشاط معين ويكون هو صاحب المشروع الأول ويحق له أن يتفاخر بذلك، ولكن قبل ذلك يجب أن يجري بحثاً دقيقاً قبل أن ينسب البطولات لنفسه، وإذا كان على علم بأن أحدهم قد سبقه في تلك الفكرة أو ذلك المشروع فعليه توخي الحذر في اختيارات كلماته وعدم تجاهل إنجازات من سبقه وجحد جهود الغير ونسبها لنفسه فقط، فهو بذلك يدفن نفسه في مقبرة الغرور والأنانية والإجحاف. معظم المشاريع الحياتية هي تكميلية لفرق عمل سابقة، فما وصلنا إليه من تطور في التكنولوجيا كان بسبب جهود فرق عمل سابقة فكرت وعملت ونفذت في حقبة زمينة معينة، ومن حيث انتهى الفريق السابق بدأت الجهود مع الفريق اللاحق وهكذا تستمر الحياة بالاستمرارية والعمل المستمر والاجتهاد والاستفادة من أفكار الآخرين وربما أخطائهم لتطويرها بما يتفق مع التطور الزمني. وللأسف ورغم إيجابيات برامج التواصل الاجتماعي إلا أن بعض مستخدميها يفتقر عملية البحث والإعداد في المحتوى المقدم، فمثلاً في اللقاءات التلفزيونية يعمل فريق الاعداد على البحث الدقيق عن الضيوف ومسيرة حياتهم وعن الموضوع الذي سيتم مناقشته وتكون المعلومات متوفرة وبأكثر من مصدر فالأخطاء في المعلومات غير مقبولة في القنوات الرسمية، أما في برامج التواصل الاجتماعي فالبعض يعتقد بأنه مذيع ويجري حوارات مع شخصيات أثناء تغطيته للفعاليات دون البحث عنهم بشكل دقيق ومفصل ويبث ما يقولونه دون مراجعة ودون تأكد من المعلومات المقدمة مما يضعه في دائرة عدم المصداقية لأنه يبث محتوى غير دقيق وربما يساهم في نشر أخبار مغلوطة وإشاعات أو يتسبب بمشاكل بين جهات معينة، وليس على بعض مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي حرج لأن بعضهم لا يتمتع بالأخلاق المهنية للإعلامي أو الصحفي والمشكلة الكبيرة أن البعض لا يخجل من إطلاق صفة إعلامي على نفسه وهو كل البعد عن أخلاقيات الصحافة ويجهل أبجديات الإعداد واللقاءات الإعلامية، ونظراً للانتشار السريع لمحتوى برامج التواصل الاجتماعي يتناقلها الناس بيسر وسهولة مما يساهم في انتشار الاخبار والمعلومات الخاطئة وأحياناً إشاعات تتسبب في بلبلة، كما أن من سلبيات برامج التواصل الاجتماعي أنها فتحت المجال للكثير للتباهي بأمور غير صحيحة فكل من هب ودب أصبح يفتي في كل الأمور، ويظهر أنه خبير في كل أمور الحياة، وينسب النجاحات لنفسه فقط، فنجد البعض يتفاخر بعدد المتابعين وبأنه أول من وثق حسابه، وأول من وصلت مشاهدات فيديوهاته لمئات الآلاف، وأول من وصل المليون وأول من اخترع الإعلانات والتسويق على التواصل الاجتماعي وأول من ظهر فيها وأول من استخدمها وفي كل شيء هو الأول وكأن التميز في أن يكون الشخص هو أول من.. فقط، في حين أن النجاح في ترك الاثر الطيب والسمعة الحسنة وحفظ الحقوق الأدبية للغير وأداء العمل بإتقان دون رياء ولا نفاق ودون تشويه مسيرة الآخرين أو خطف أفكارهم ومشاريعهم لعدم القدرة على رؤية نجاح الآخرين ومحاولة التميز في مجالات أو طرق أخرى، فالبعض مريض بالحقد والحسد لأنه لا يتحمل رؤية نجاح الآخرين وعوضاً عن التنافس الشريف في مجالات أخرى يحاولون إفساد نجاحات غيرهم لينسبوها لأنفسهم! • المتصالح مع نفسه هو من يثني على إنجازات غيره ولا يشكك في نجاحات من سبقه ويواصل مسيرة النجاح بوضع بصمته الخاصة دون الإساءة لغيره أو تجاهل الإنجازات السابقة، ويكون أميناً في تقديم المعلومات الصحيحة دون تشويه أو تدليس!.
729
| 18 فبراير 2024
أُسدل الستار على بطولة كأس آسيا 2023 وتوج المنتخب القطري للمرة الثانية على التوالي كبطل لكأس آسيا، وعمّت الفرحة بفوز العنابي الذي لعب بشراسة للمحافظة على اللقب خاصة وأنه يلعب على أرضه وبين جمهوره الذي وقف بجانبه حيث تميز الحضور الجماهيري لمباريات العنابي، فاستحق اللقب رغم قوة المنتخبات التي لعب معها، إلا أنه لم يقبل أن يتخلى عن اللقب ويتنازل عن الكأس فاستحق أن يكون بطلاً للبطولة التي عشنا تفاصيلها الجميلة خلال شهر من الزمن والتي استقبلت فيها قطر كثيرا من السياح والمشجعين، وشهدت الملاعب حضوراً منقطع النظير، حيث وصل الحضور الجماهيري منذ انطلاقة بطولة كأس آسيا لـ 1.509.496 واستمتع الجميع في الفعاليات المصاحبة للبطولة والتي أشرفت قطر للسياحة على معظمها، وانتعشت الأماكن السياحية والمطاعم والمقاهي وسُعدنا بارتياح وفرحة ضيوف الدوحة وأثبتت قطر حرفيتها في تنفيذ البطولات الرياضية والثقافية والفنية وغيرها وفازت بامتياز بكل المقاييس الأمنية، التنظيمية، السياحية، الدبلوماسية وغيرها، ودخلت التاريخ الرياضي من أوسع أبوابه وأصبحت رقماً صعباً ولا يُنافس في تنظيم البطولات الرياضية. وبعد انتصاف بطولة كأس آسيا 2023 صرح العميد عبدالله خليفة المفتاح ممثل قوة أمن البطولة بأنه لم يتم تسجيل أي جرائم أو مخالفات مقلقة للأمن، وأن كل الاتصالات التي وردت لغرفة العمليات الرئيسية في مركز قيادة قوة أمن البطولة كانت للاستفسار عن الخدمات التي تقدمها القوة الأمنية، كما صرح العميد المفتاح أن عدد المسافرين الذين استخدموا منفذ أبوسمرة الحدودي منذ بداية شهر ينتير وحتى نهايته أكثر من 600 ألف مسافر، وقرابة 200 ألف مركبة، والأمن الذي تتمتع فيه قطر ولله الحمد له نعمة كبيرة يلمسها كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة وكل من زارها ويزورها ولعل تجربة بطولة كأس العالم 2022 خير برهان رغم الأعداد الكبيرة التي توافدت على البلد ومن كل الجنسيات والأعراق إلا أننا لم نشهد جرائم ومشكلات كتلك التي نسمع عنها في الدول الأخرى التي تستضيف الفعاليات الرياضية العالمية، وقد تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من قصة للمشجعين الذين فقدوا بعض أغراضهم الثمينة وعادوا ليجدوها محفوظة لهم، بالإضافة إلى تصريحات كثير من الزوار حول الحياة الآمنة والأجواء العائلية التي لمسوها خلال زيارتهم للدوحة، ويدل هذا أولاً على الوعي الذي يتمتع به أفراد المجتمع القطري وثانياً فاعلية الجهاز الأمني وقوته المتمثل في وزارة الداخلية وخططها الأمنية المدروسة والفعالة في تأمين الفعاليات المقامة في الدوحة رغم تعددها، فبالإضافة إلى بطولة كأس آسيا 2023 تشهد قطر فعاليات إكسبو، مهرجان جولة الجياد العربية، بطولة العالم للألعاب المائية، معرض المجوهرات، مهرجان الأغذية، مؤتمر العدالة الغذائية من منظور حقوق الإنسان والعديد من الفعاليات والمعارض المتنوعة التي تشهدها الدوحة بالإضافة إلى تأمين الجانب الإنساني للمصابين في غزة واستقبالهم في البلد، كل ذلك وأكثر وتتمتع قطر بأمان وأمن وطمأنينة نادرا ما تجدها في أي بلد آخر، ومن الناحية الأخرى هي موجودة في المحافل الدولية والعالمية وسياستها تجاه الدول المستضعفة واضحة خاصة وقف إطلاق النار في غزة ومساعدة الجرحى والنازحين، وتسير كل الأمور كما المفروض أن تكون عليه دون خلل أو تقصير ونقصان. الحمد لله على كل النعم التي نعيشها في قطر من أمن وأمان واستقرار وبنية تحتية راقية ونهضة عمرانية آسرة، وتنوع في الفعاليات التي تلبي كل الاهتمامات والثقافات وتجذب السياح لزيارتها والتمتع بأنشطتها ومرافقها بكل سهولة ويسر، والأهم قيادة متواضعة ومرحبة بالجميع بدوحة الجميع. *ألف مبروك لقطر بطولة كأس آسيا 2023 وحصولها على الذهب والكأس الذي تطمح إليه كل الفرق المشاركة، ومبروك على التنظيم المميز والذي أكمل مسيرة تنظيم كأس العالم 2022 وتحية لكل القائمين على اللجنة المنظمة للبطولة وكل المسؤولين في الاتحاد القطري لكرة القدم وكل الشكر والتحايا لأبطال العنابي ومدربهم ونتمنى لهم مزيداً من التألق والنجاح.
822
| 11 فبراير 2024
لسنوات طويلة كانت فئة كبيرة من المجتمع تطالب بإقامة الفعاليات الترفيهية والفنية وتنشيط السياحة أسوة ببعض الدول، وكان الكثير يتذمر لعدم وجود فعاليات ولا أماكن ترفيهية في الدوحة لقضاء العطلة الأسبوعية أو حتى العطل المدرسية وكانت المنتديات الإلكترونية تضج بالمطالبة بالفعاليات الجاذبة للسياحة، ومع التقّدم الملموس الذي حققته قطر خلال سنوات من العمل والاجتهاد على جميع الأصعدة سواء بُنية تحتية أو مرافق عامة ومراكز التسوق والمنتجعات والاماكن الترفيهية والسياحية والفعاليات الرياضية العالمية أصبحت قبلة للسياحة، ونحمدالله على هذا التطور والانفتاح الثقافي الذي تعيشه البلاد، وكم أشعر بالفخر عندما أتردد على أحد الأماكن السياحية في الدوحة وأجد زحمة السّياح الخليجيين والعرب والأجانب وتظهر ملامح الارتياح وهم في قطر وإذا ما دار حديث بينك وبين أحدهم عَبّر عن مشاعره تجاه قطر والأمان والراحة التي يشعر بها ولطف الشعب القطري، ولا يتردد في إبداء رغبته في العيش فيها، وبالتأكيد أن وجود السّياح يعود بالنفع إقتصادياً على البلد ناهيك عن ارتفاع قيمتها السياحية عالمياً مما يعود بالفائدة عليها في جميع القطاعات خاصة الاستثمارية، ولتنشيط السياحة وجذب السّياح لابد من من تَنّوع في إقامة الفعاليات لتغطي كل المجالات الثقافية، الفنية، الرياضية، التكنولوجية، التجارية، وغيرها من المجالات التي لها اهتمامات من الجمهور سواء المحلي أو الخارجي، ونجد نشاطاً ملحوظاً من قطر للسياحة تزامن مع كأس العالم 2022 واستمر إلى وقتنا الحالي بأجندة للفعاليات المتنوعة والتي تُلبي جميع الأذواق والاهتمامات والمُطّلع على فعاليات شهر يناير وفبراير من هذا العام يشعر بالفخر لكثرة وتنوع الفعاليات خاصة وأنها تتزامن من بطولة كأس آسيا 2023 والتي وصلت لأيامها الأخيرة، وعندما تنظم السياحة في قطر أو تُشرف على إقامة الفعاليات فهي بالتأكيد تُراعي التنوع الديموغرافي في البلد وتَضع في الحسبان أهواء الجماهير خاصة السّياح الخليجيين أو العرب، وكلنا يعلم بأن الشعب القطري متنوع الثقافات ويتكون من جنسيات عديدة تعيش على هذه الأرض الطيبة ولها احتياجاتها الترفيهية التي ليست بالضرورة تلبي احتياجات المواطن، ولكن التنوع لابد منه لإرضاء الجميع، كما أن جميع الفعاليات المُقامة هي إختيارية الحضور، ومن أراد أن يحضر يمكنه حجز مقعده أو تذكرته ويحضر ومن لا تناسبه الفعالية ولا تناسب ثقافته لم يَجبره أحد على الحضور وبإمكانه منع أبنائه أو أهل بيته من الحضور، ومن غير العدل المناداة بعدم إقامة تلك الفعالية أو غيرها بحجة العادات والتقاليد، فالفعاليات الفنية وغيرها من متطلبات الإنفتاح السياحي ولها جمهورها سواء خليجي أو عربي أو أجنبي، وأستغرب من إطلاق بعض الوسوم في منصة x تنادي بعدم إقامة الفعاليات الفنية وانتقاد من يذهب لها وكأنه قام بجريمة، ومن يقول إنها دخيلة على البلد والعادات القطرية في حين أن الحفلات الفنية كانت تُقام منذ الثمانينات في البلد وفي الألفينيات كان يُقام مهرجان الأغنية بشكل سنوي ناهيك عن مهرجان سوق واقف وغيره من الحفلات في الفنادق لفنانين عرب وأجانب، إذاً هي ليست ثقافة دخيلة ولكن حُب الانتقاد الذي أتاحته منصات التواصل الاجتماعي، فأصبح الانتقاد سمة لفئة كبيرة في المجتمع القطري وأصبحت المطالبات بإلغاء الفعاليات أو بالرفض من أجل الرفض لكثير من الأمور العادية، والمشكلة أن البعض من الرافضين والمنتقدين يقوم بأفعال متناقضة ولا تتماشى والعادات والتقاليد، وقد يحضر نفس الفعاليات ولكن خارج قطر ويسافر لقضاء رأس السنة خارج البلد وينتقد الألعاب النارية في الدوحة! عندما تدخل إلى محل تجاري تتوقع أن تجد أحدث الموديلات وكل المنتجات الغذائية متوفرة وأن تكون كل انواع الخضار والفواكه والمستلزمات متوفرة وأنت تختار ما تريد ولا احد يجبرك على شراء كل المنتجات، الوضع نفسه بالنسبة لإقامة الفعاليات لابد من جدولتها وإقامتها لمن يرغب في الحضور وهي ليست إلزامية ومن لم يرغب فليتجاهلها وبإمكانه التحكم في أفراد عائلته ولكن التحكم في أهواء مجتمع متنوع بأكمله والمطالبة بوقف الفعاليات الترفيهية أعتقد أنه إجحاف وظلم لباقي أفراد المجتمع وقمع لآرائهم ورغباتهم! • عندما نسافر نتقّبل كل الثقافات الغربية والتي لا تتوافق مع الدين والعادات والتقاليد ونتجنب الفعاليات التي لا تناسبنا، كما أننا نطالب الغرب بتّقبل ثقافتنا الإسلامية ولباسنا واحترام أعيادنا الدينية وغيره فيفترض بنا في المقابل تَقّبل أهواء وثقافة واهتمامات الآخرين وليس بالضرورة تأييدها أو رفضها!
525
| 04 فبراير 2024
يعتبر تطوير الموظفين من أهم الاستثمارات التي تعود بالإيجابية على المؤسسات والدولة، ومنذ أن يوظف الموظف من الضروري أن يعرف مساره وتدرجه الوظيفي ليكون لديه الحافز للعمل وبذل المزيد من العطاء والأهم لينمّي طموحه ويحققه على مدى خدمته للوطن، وتنوع الخبرة أثناء التدرّج تنمي شخصية الموظف وتصقل دراسته الأكاديمية، كما أن التدريب المستمر والدوري حسب التخصص الوظيفي واحتياجات العمل ينشّط الموظف ويرفع من كفاءته ويجعله أكثر ديناميكية وقدرة على الابتكار، وهذه الخطط موجودة بالتأكيد في إدارات الموارد البشرية في كل المؤسسات الحكومية والخاصة ولكن للأسف لا تُطبق بالشكل المطلوب أحياناً، فبعض الموظفين في بعض المؤسسات لا يعلمون شيئاً عن مسارهم الوظيفي وتمر عليهم سنوات طويلة دون تدريب أو تأهيل ويؤدون أعمالهم بالبركة، ويكون همهم الوحيد الراتب آخر الشهر بل البعض ليس لديه طموح ولا يفكر في أبعد من درج مكتبه، وعدم اهتمام المؤسسة بالموظف وتحفيزه السبب الأول للسلبية التي تتلبسه وبالتالي فلا تتوقع الإدارة منه العطاء المميز إذا كانت لم تعامله منذ البداية كموظف مميز، فكلما اهتمت الإدارة بموظفيها ووفرت لهم بيئة عملية صحية ومناسبة للعمل أعطى الموظف اكثر وشعر بالانتماء. من السلبيات التي يلاحظها الكثير في بعض المؤسسات احتكار الوظائف وهذا ما يقتل الأمل عند الموظفين، فعندما يشغل أحدهم منصباً قيادياً لسنوات طويلة يفقدون الرغبة في العطاء خاصة إذا كان ذلك المسؤول لا يسعى إلى تأهيل الموظفين في إدارته أو قسمه لتولي ذلك المنصب، وهذه مشكلة تعاني منها كثير من المؤسسات والتي ترهل عطاؤها بسبب ذلك واتسمت أفكارها بالنمطية والتقليدية لعدم التجديد، وهذا حله بالتأكيد في ضخ الدماء الجديدة وعدم احتكار الوظائف بل على العكس تحديد مدة بقاء الموظف في ذلك المنصب ليستفيد غيره من الخبرة ولتنوع الأفكار وتعطى الفرصة للجميع. اما الجانب الأهم مما ورد فهو تأهيل أصحاب المناصب من الصف الثاني التأهيل الذي يجعلهم قادرين على الإدارة الصحيحة والعمل بمنطقية ومهنية بعيداً عن استغلال المنصب والتباهي بأفخم المكاتب في حين أن الأفكار صماء والعطاء بارد مما يتسبب في تراجع المؤسسة وفشل الموظف وربما هدم مستقبله المهني وهنا تتحمل المؤسسة وصاحب القرار المسؤولية لأنهم اختاروا الشخص غير المناسب في المكان المناسب كما أن الإدارات والأقسام والموظفين ليسوا حقل تجارب لكي يتم توظيف موظف لا يمتلك الرؤية ولا الخطط ولا الشهادة فيظل يجرب طرقا للإدارة والتخطيط والتي يستعين فيها بأصدقاء المجلس الذين لا خبرة لهم أيضاً فتكثر القرارات المتخبطة.
531
| 28 يناير 2024
في ديسمبر الماضي وافق مجلس الوزراء على قانون توطين الوظائف في القطاع الخاص وأحاله إلى مجلس الشورى، وذلك بناء على مشروع مقترح مقدم من وزير العمل حيث تحدد الوظائف التي يقتصر التعيين فيها على المواطنين بكل من قطاعات العمل، في ضوء خطط التوطين ونسب التوطين في كل منها، قد كان موضوع توطين الوظائف خاصة في القطاع الخاص محط اهتمام لدى العديد من العاملين في القطاع الخاص والذين يعانون من تسّلط بعض المديرين الأجانب في القطاع الخاص وعدم استلام الحقوق كاملة وواضحة في بعض المؤسسات مقارنة بالأجنبي الذي يوظف بعقد واضح وخطة تطويرية وفقاً للهيكلة الإدارية، كما أن بعض المديرين الأجانب يسوقون لفكرة أن المواطن لا يعمل، وأنه لا يمتلك الكفاءة الكافية وغيرها من الأمور المجحفة في حق المواطن ناهيك عن التحكم في الإجازات والترقيات واللعب بالتقييم السنوي، وللإنصاف هذه التصرفات ليست حكراً على المديرين الأجانب بل إن بعض المديرين المواطنين يقومون بمثل هذه التصرفات وأكثر خاصة عندما ( يشخصنون) العلاقة بين المدير والموظف ويتعاملون معهم أما بمزاجية أو عنصرية، كما أن بعض المديرين المواطنين يفضّلون أن يكون الصف الثاني من المسؤولين أجانب لكي يتفردوا في القرارات دون مناقشة أحد، ولكي يتفننوا في أشكال الفساد دون محاسبة، خاصة وأن بعض الموظفين الأجانب يخشون على وظائفهم فلا يدخلون في مهاترات مع المسؤولين المواطنين وينفذون ما يَطلبه المدير المواطن دون مناقشة حتى وإن كانت طلبات خاصة وخارج مهام الوظيفة كما أن بعض المديرين المواطنين يتجرأ على الموظف الأجنبي وقد يُحّمله نتائج أخطائه عند الإدارة العليا في حين يواجه ذلك بالصمت خوفاً من فقدان الوظيفة! وعودة لقرار توظيف القطريين في القطاع الخاص والذي وصل حوالي 1850 خلال العام الماضي فقد ساهم ذلك في خلق فرص عمل أكبر للمواطنين في القطاع الخاص الذي لا يقل أهمية عن القطاع الحكومي حيث يتشاركون في عملية التنمية، ولعّل موضوع الأجور هو الأهم والمحفز للمواطن بالتوجه للعمل الخاص، وهناك شركات تقدم رواتب وحوافز مجزية ومشجعة للعمل في القطاع الخاص وعلى النقيض هناك مؤسسات تعتبر طاردة للمواطن بسبب تدني الأجر وطول ساعات الدوام وعدم توفر الإجازات أسوة بالقطاع الحكومي وهذا ما يجب مراعاته في بعض القطاعات الخاصة لتكون جاذبة للمواطنين. وتفتقر بعض المؤسسات حكومية أو خاصة في قطر وجود المواطنين في بعض الوظائف الفنية، وهذا ما نتمنى تغييره في سوق العمل القطري وأن يتم تحفيز الطلبة على دراسة تخصصات تؤهلهم لشغل وظائف فنية خاصة تلك المختصة بعلم الحاسوب والقطاع التكنولوجي والذي غالباً ما يسيطر عليه الأجانب، رغم أهمية هذا القطاع خاصة في وقتنا الحالي حيث أنه المحرك الرئيسي لكل مجالات الحياة ويحتاج إلى مواطنين أهل للثقة ومبدعين في هذا المجال، وقد مرت بعض المؤسسات الحيوية بالعديد من الأزمات التي تبين أن العنصر الاجنبي كان أحد الأسباب في هذه التعثرات! الطبيعي والمعتمد في أغلب الدول أن يحظى المواطن بحقه في الوظائف الإدارية، فتقبل فكرة أن يكون المسؤول أو المدير أجنبيا ويحصل على امتيازات أعلى من المواطن تسبب قهرا وإحباطا للمواطن، في الوقت نفسه يجب أن يكون المواطن على قدر من المسؤولية وأن يخضع لبعض الاختبارات وأن يكون كفئا للمنصب الذي يتقلده وألا يتخبط في حال حصل على منصب أكبر منه فيحاول تثقيف نفسه وتطويرها وتقريب المختصين ومن هم أكثر خبرة منه في المجال ليساعدوه وليرفعوا من شأنه فليس كل من تَقّلد منصبا هو أهل له ولا يجب أن يعتقد المسؤول أنه معصوم من الخطأ فأحياناً الخطأ في الواسطة التي جعلته مسؤولًا! لا نجزم بأن كل المديرين الأجانب غير كفء بالعكس تعلمنا كثيرا من الأمور المهنية من بعض المسؤولين الأجانب الذين عملنا معهم، في المقابل لا نؤكد بأن كل المديرين المواطنين ممتازون ويستحقون مناصبهم فكثير منهم نزلوا على مناصبهم بالبراشوت وهم غير كفء وسببوا مشاكل كثيرة للمؤسسة نفسها وللموظفين من كل الجنسيات وربما كانوا «عظم في البلعوم» لكل مبدع مواطن!
1236
| 21 يناير 2024
انطلقت فعاليات ومباريات بطولة كأس آسيا 2023 في نسختها الثامنة عشرة والتي ينظمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كل أربع سنوات بحفل مُبهر كعادة قطر في حفلات افتتاحها للمناسبات العالمية خاصة الرياضية، وشمل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله برعايته حفل الافتتاح وحضور المباراة الافتتاحية، وتَضمن الحفل الذي احتضنه استاد لوسيل أيقونة ملاعب كأس العالم 2022 والذي يتسع لـ 88 ألف متفرج وقد سجل حضور ما يقارب 82,490 ألف متفرج، ولَخّصت قصة الافتتاح فصلا جديدا من القصص العالمية كليلة ودمنة، وتم تسليط الضوء على القيمة التراثية والهوية العربية بتجسيد الصحراء التي تعلم منها العرب، ناهيك عن تجسيد بتلات الورود التي مثلت دول القارة الآسيوية، وركزت القصة على نُبل الأهداف العربية، وبيّن العرض موقف قطر الثابت تجاه القضية الفلسطينية فدوت الترويدة الفلسطينية وهي من الفلكلور الفلسطيني، كما أن الثوب الفلسطيني كان مميزاً في العرض الذي قدمته المميزة دانه المير، أما اللفتة الرائعة والتي تبين الدعم القطري الكامل لفلسطين كان واضحاً عندما منح الكابتن حسن الهيدوس شرف إلقاء قسم البطولة لنظيره الفلسطيني ولأول مرة في تاريخ كأس آسيا، عرضاً فنياً وتقنياً كان مبهراً وألعابا نارية أضاءت سماء لوسيل، وإخراجا فنيا للعمل مُتقنا ومحترفا، فشكراً لكل من عمل واجتهد في الافتتاح. كما استمتعنا بالمباراة الافتتاحية والتي لعب فيها العنابي حامل لقب كأس آسيا مع المنتخب اللبناني والذي أسفر عن فوز العنابي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء للمنتخب اللبناني وهي بشارة خير لكل جماهير العنابي. وتعتبر هذه الاستضافة الثالثة لكأس آسيا في قطر، حيث استضافت قطر البطولة في عامي 1988 و2011 وتوجت باللقب في 2019 في البطولة الأخيرة التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتستمر فعاليات كأس آسيا في قطر 2023 إلى العاشر من فبراير ويشارك 24 منتخباً من بينها 10 منتخبات عربية، وتم تقسيمها لـ 6 مجموعات حيث يتنافس 4 منتخبات في كل مجموعة، وتقام البطولة على 9 ملاعب معظمها الملاعب المونديالية لكأس العالم 2022، أما الكرة الرسمية والتي كشف عنها الاتحاد الآسيوي لكأس آسيا 2023 أطلق عليها اسم (فورتيكس) وتتميز باللون العنابي وتعكس جوهر البطولة وكرة القدم في آسيا، وسيحكم على المباريات 35 حكم ساحة و39 حكماً مساعداً ومن بينهم 5 محكمات سيدات لأول مرة في تاريخ بطولة كأس آسيا، وقد كان من المقرر أن تقام هذه البطولة في الصين إلا إنها اعتذرت عن الاستضافة في مايو 2022 نظراً لتداعيات جائحة كورونا، وبعد اعتذار كل من استراليا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية حصلت قطر على حق الاستضافة في اكتوبر 2022، ولا يصعب على قطر هذه الاستضافة خاصة أنها كونت خبرة كبيرة في المجال الرياضي بعد النجاح الباهر الذي حققته في مونديال كأس العالم 2022 والذي أبهر العالم وما زال الكل يذكر تفاصيل المونديال وجاهزية قطر وتنظيمها الرائع واهتمامها بأدق التفاصيل الرياضية والدينية والثقافية والفنية والاجتماعية واستطاعت أن تُخلد اسم قطر في نسخة استثنائية لن تُنسى في الذاكرة الرياضية. وتزامناً مع مباريات كأس آسيا تقام فعاليات متنوعة فنية، رياضية وثقافية في الدوحة تحت مظلة قطر للسياحة والتي تنظم فعاليات سياحية تلبي كل الاذواق وقد بدأت منذ بداية شهر يناير بمهرجان قطر للتسوق وتنتشر الفعاليات في كل الأماكن السياحية ومراكز التسوق في الدوحة. وأبدع كعادته الفنان أحمد المعاضيد في تصميم تعويذات البطولة والتي تضم سبوق وعائلته والتي صممها في عام 2011، وتتكون العائلة من الأب زكريتي، والأم ترينة، والأخت فريحة، والأخ الأكبر سبوق، والأصغر تمبكي، وأسماء شخصيات التعويذة مستوحاة من أسماء المناطق في شمال وشرق وجنوب وغرب قطر. قطر لا تقبل إلا بالتميز في كل المجالات، وتميزها في المجال الرياضي ليس بجديد بل أصبحت أكثر خبرة في هذا مجال تنظيم البطولات الرياضية وما يأتي بعد تنظيم مونديال كأس العالم يكون سهلا عليها وتنجح فيه بكل تأكيد، ولا شك من نجاح هذه البطولة والتي سيتكلم عنها العالم وكل ما نتمناه محافظة العنابي على اللقب وتحقيق الفوز بالبطولة للمرة الثانية على التوالي ليكون النجاح كاملاً من كل النواحي، خاصة أنه يلعب على أرضه وبين جمهوره وكل الظروف مهيأة له وليس صعبا عليه تحقيق اللقب فقد حصل عليه سابقاً، فكل التوفيق للعنابي وباقي الفرق، وكل النجاح للبطولة الآسيوية في قطر وأهلاً بكل الجماهير والسياح وندعوكم للاستمتاع في قطر وفعالياتها.
1143
| 14 يناير 2024
قال الله تعالى في سورة الكهف (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)، كما قال تعالى في سورة الأنفال (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ). [الأنفال: 28]، ذَكَرَ الله تعالى المال في آياتٍ عديدة بل وقّدم المال على الأبناء، وذلك لمعرفته ببواطن الإنسان وحبه للمال سواء كان صغيراً أو كبيراً ومهماً كانت مكانته الاجتماعية والعملية، وخُلقَ الإنسان على حب المال والرغبة في اقتناء كل ما له علاقة بالمال كالعقارات والسيارات والهدايا، وارتبطت الحياة بالمال فيصعب العيش بدونه، ولا يمكننا الاستمتاع فيها إلاّ بتوفر المال الذي يوفر لنا الحياة الكريمة والعلاج وسد الاحتياجات الأساسية والكمالية، وتبدأ حياة الفرد منّا منذ الصغر مرتبطة بالعطاء وتوفر المال، ونجد أن الطفل ينشأ محباً للهدايا والألعاب التي تُشترى بالمال، وعندما يكبر يبدأ في تجميع المال من مصروفه ليشتري ما يخطط له، وعندما يتوظف فإن سعيه لاختيار الوظيفة يكون المال أولاً ومن ثم تحقيق الذات والطموح وخدمة المجتمع وهكذا فإن المال هو محور دورة الحياة منذ الصغر إلى الوفاة. طرق الحصول على المال متنوعة ومتعددة، وفي زمننا الحالي بكل سهولة ويسر ممكن توفير المال ذلك لتنوع المشاريع وانفتاح السوق خاصة التجارة الإلكترونية والتي تحتاج إلى تخطيط سليم وربما ذكاء تجاري، كما أن الوظائف توفر المال ولكن من يسعى لتكوين ثروة يحتاج إلى مشاريع خاصة تساعده على تحقيق أحلامه وتوفير الحياة المرفهة التي يحتاجها، وطالما أن المشاريع كانت مشاريع تجارية نظيفة فلا غبار على التوسع في المشاريع وتجربتها وإن لم تنجح منذ البداية، فالتجربة تجعل الشخص أكثر خبرة ووعيا ويعرف ما يناسبه أكثر. ولكن الإشكالية تَكمن في الطرق غير المشروعة في الحصول على المال، والتي قد تكون سهلة بالنسبة للبعض رغم عَواقبها الكبيرة فنجد البعض لا يرفض الرشاوى التي قد يحصل عليها تحت مسمى الهدايا في العمل لتسهيل بعض المعاملات، كما أن البعض يضع شروطاً مادية مضاعفة لتخليص بعض الخدمات، ناهيك عن بعض التجار الذين يحتكرون السلع ويرفعون الأسعار على عامة الشعب، ناهيك عن من يمد يده على المال العام ويسرق بحجة توفر المال أو يكافئ نفسه وأصدقاءه من هذا المال، والبعض لا يجد ضيرا في أكل مال الأيتام أو الاستيلاء على أموال الورثة وإن كانوا اخوانه، ومؤخراً انتشر غسل الأموال الذي استسهل كثير التعامل به لما يكّونه من ثراء في النهاية يصب في المال الحرام، طرق متنوعة لا حصر لها يمكن من خلالها تكّوين ثروة واللعب بالأموال المشبوهة والحرام والتي سيأتي يوماً وتنقلب تلك النعمة لنقمة فالمال الحرام لا يدوم، وقد حذرَ الله تعالى منه وتَوعدَ بعقاب كبير لكل من يأكل من مال حرام. من أصعب الأمور التي يواجهها الإنسان جهاد النفس ومقاومة الرغبات وهو أكثر ما دعانا إليه الله تعالى، وحب المال والجاه فطرة موجودة في كل البشرية ولكنها تختلف من شخص لآخر بناء على مبادئه وقيّمه وخوفه من الله، فهناك من يضع رضا الله بين عينيه في كل التعاملات ويُطهّر أمواله أولا بأول ولا يقبل على نفسه الأموال المشبوهة، وعلى العكس تماماً يعيش البعض على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ويضع لنفسه المبررات في قبول المال الحرام والعمل فيه ولا يخشى الله بل ويتفنن في الحصول على تلك الأموال المشبوهة والتي مهما زادت فإنها تكون بلا بركة وقد يخسرها الشخص في لحظة لأنها لم تكن طاهرة ولم تكن بجهده وإخلاصه وصفاء نيته بل كانت بناء على أعمال وخدمات تصبُ في كل أشكال الفساد. • قد يكون الطريق للحصول على الأموال الحرام سهلاً ومفروشاً بالورود، ولكن نهايته في الدنيا والآخرة لن تترك مجالاً حتى للندم فسيكون عقاب الله كبيراً وأعوذ بالله من سخط الله. •فكر لحظة قبل أن تقبل مشروعاً مشروطاً أو هدية مقابل خدمات مشبوهة أو قبل الحصول على أموال لا تعرف مصدرها بشكل واضح، فقد يكون المال مغرياً ولكن ستدور الأيام وسيكون العقاب مؤذياً.
882
| 07 يناير 2024
نودع اليوم سنة 2023 ونستقبل سنة جديدة نأمل أن تحمل لنا وفرة في الرزق والصحة والعافية والنجاحات على المستوى الشخصي، أما على المستوى العام فلا يختلف اثنان على أمنية تحقق السلام والأمن والأمان خاصة على فلسطين وتحديداً غزة التي عانت من إبادة جماعية منذ أكتوبر الماضي وفقدت العديد من أطفالها الذين كانوا يحلمون بخدمة وطنهم، ناهيك عن النساء وكبار السن والصحفيين الذين فدوا وطنهم لإيصال صوت الحق والحقيقة للعالم، والتي فعلاً وصلت لكل إنسان لم يتجرد من الإنسانية بغض النظر عن جنسيته وديانته وانتمائه السياسي، فتغير الرأي العام العالمي بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية وتحديدًا ما حدث في غزة بل تغيرت بعض الخطابات السياسية للدول الكبرى التي طالبت بوقف إطلاق النار في غزة والإبادة التي يشهدها شعبها، ودعواتنا مع بداية السنة الجديدة أن ينعم الشعب الفلسطيني بأبسط حقوقه الإنسانية في حق العيش بأمان وأن يتمتع الأطفال بطفولتهم البريئة وأن يحصلوا على التعليم الذي يستحقونه! في كل سنة يضع كثير منّا أهدافًا يسعى لتحقيقها خلالها، وقد يحالفه الحظ المتزامن مع اجتهاده ونشاطه في تحقيقها أو قد يواجه تغييرات جذرية تُغيّر من أولوياته وهي مشيئة الله، الذي يحثنا على السعي والعمل والاجتهاد وعَقد النية والتوكل عليه فإمّا أن يحقق لنا ما خططنا له وإمّا أن نحظى بما نحتاجه وبما يراه الله خيراً لنا ونحنُ نجهله، لذلك لا يجب أن نُصاب بالإحباط أو نتذمر في حالة تغيير الخطط، لربما لو تحققت أهدافنا لما حصلنا على الخير الذي نتمناه أو لربما أصابنا شر لم نحسب حسابه فقد أكد لنا ذلك الله تعالى في قوله الكريم «وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون». في كل يوم ومع إشراقة الشمس يرزقكَ الله بداية جديدة، فالتغيير لا يقتصر على بداية السنة أو منتصفها بل في أي لحظة يمكنك عقد النية لتغير أمراً بك يحتاج إلى تغيير كنمط حياتك ليكون صحياً أكثر بإضافة بعض التمارين مثلاً، أو بتعلم مهارة جديدة أو الحصول على شهادة في تخصص مناسب لك، أو البدء بمشروع تجاري يزيد من دخلك، أو ربما تغيير وظيفتك لتلبي طموحك، وربما تغيير سلوك مزعج تعاني منه أو يعاني منه من حولك، مجلات التغيير في حياتنا كثيرة وكلها قابلة للتغيير للأفضل وإن كنّا نرى أنها الأفضل لنا في الوقت الحالي، التغيير ليس صعباً ولكنه بحاجة إلى إصرار وعزيمة ومعرفة نقاط الضعف والقوة، وكلما كانت عزيمتك قوية ولم تتأثر بآراء الآخرين كلما كانت النتيجة مرضية بالنسبة لك، فأنت من تعيش حياتك وليس الناس، وعليك أن تختار لنفسك تفاصيل الحياة التي تُريحك وتسعد بها وكما تخطط لها طالما أنك لن تغضب الله في أمور حياتك! تغيير الناس السلبية المحيطة بك من أكثر الأمور التي تعود عليك بالراحة والاطمئنان، فصحتك النفسية مُرتبطة بالناس المحيطين بك، فإذا كنت تعاني من علاقات سامة ومؤذية وتجعلك في توتر دائم ولا تشعرك بتقديرك واحترامك واستحقاق ذاتك فيجب أن تتخلص منها فوراً وان كنتَ تعتقد بأن ذلك صعب عليك، فبمجرد ما تنوي وتتسلح بالإيمان والتوكل على الله سيلهمكَ الله القوة التي تُعينك على ذلك، فالبقاء وحيداً أفضل من العيش مع شخصيات تُهين مشاعرك وتهملك وتستهلك طاقتك الخيّرة والطيبة لتُغذي نرجسيتها وتتحكم في مزاجك وتتسبب بالفوضى لعواطفك! *ابدأ رحلة التغيير برسم خطة ووضع أولويات وتحديد أهداف وتطوير مهارات واجعل نيتك صافية لله وتوكل عليه وسلّح نفسك بالرضا والقناعة لما يكتبه لك الله ويُقدره لك وبإذن الله سيحالفك النجاح! • سنة جديدة مليئة بالإنجازات والراحة والسعادة أتمناها للجميع!
585
| 31 ديسمبر 2023
يبحث الموظف عن بيئة عمل مثالية وإن كان ذلك ضرباً من المستحيل، فإذا ما كانت المؤسسة عريقة وذات صيت ولها امتيازات فقد تعاني الإدارة العليا من بعض المشاكل الداخلية والصراعات التنافسية غير الشريفة، أو أن تكون الإدارة المباشرة ضعيفة الخبرة وتتخبط في إدارة الموظفين والمشاريع، وإن تلاشت كل تلك الإشكاليات فقد تكون المشكلة في زملاء العمل الذين لا يحترمون التنافس الشريف، لذلك نجد أن كثيرا من الكفاءات تظل تبحث عن فُرص جديدة أملاً في البيئة شبه المثالية والتي يمكن تحقيق الذات والطموح وخدمة المؤسسة والبلد من خلالها، وكلما انتقل الموظف لبيئة جديدة يصطدم بالواقع المرير الذي يتسبب بإحباطه! وتلعب إدارة الموارد البشرية الدور الأهم في تنظيم سير العمل في المؤسسات ويُفترض أنها تسعى لخلق بيئة عمل صحية ومناسبة للجميع وتحاول تقريب وجهات النظر بين الموظفين والإدارات والأهم أن تسعى لتطوير الموظفين عن طريق تنسيق دورات تدريبية تُحسّن من أدائهم وتعزز ثقتهم في أنفسهم وترسم لهم خارطة الطريق لتدرجهم الوظيفي، ولكن للأسف أن كثيرا من المؤسسات تفتقر لهذه الرؤية التي يجب أن تكون من أولويات المؤسسات فإذا ما صَلَح الموظف وتطّور سينعكس ذلك إيجابياً على المؤسسة، فما تشهده كثير من المؤسسات هو إهمال الموظف واحتياجاته المهنية والتركيز على الشكليات مثل الالتزام بعدد ساعات الدوام دون النظر في كيف ونوعية الإنتاج والأداء، ناهيك عن فرض قوانين تحد من حقوق الموظف، بل إن بعض المؤسسات تخفي اللوائح عن الموظفين فيلتحقون بالعمل دون معرفة واضحة بحقوقهم المهنية والمالية، وقد يتلقون معلومات خاطئة من زملائهم، كما أن بعض المؤسسات لا تضع خطط التدريب لكل الموظفين وفي كل الأقسام، أو تستخدم نظام الكوته في ذلك فإذا (كنت على علاقة طيبة بالمدير أو الإدارة حصلت على الدورات والترقيات والمكافآت وسفرات العمل وغيرها)، أمّا إذا كنت مجتهداً وملتزماً وفاهماً في عملك ولكنك لا تؤدي خدمات خاصة للإدارة ولا تجمعكم المصالح المشتركة فسَتُحرم من حقوقك وقد يتم تهميشك وستقابل طلباتك بالرفض، وللأسف أن هذه حقيقة مُرّة ويعاني منها كثير من الموظفين الصامتين الذين يتجرعون القهر ولا يجدون من ينصفهم، حتى الموارد البشرية قد تكون ضدهم وتصدر قرارات متعسفة في حقهم رغم معرفتهم بكل الإشكاليات مع الإدارة ويضعون العراقيل في وجه الموظف عوضاً عن إيجاد حلول مناسبة ترفع من أداء الموظف وتجعل بيئة العمل جاذبة وصحية، بل والبعض يتعمد إيقاع الظلم على الموظف وسلبه حقوقه بإيجاد ثغرات في القوانين واللوائح التي عادة ما لا تكون في صالح الموظف ولا تحميه بل تعطي الحق للمؤسسة في ظلمه! لهذا إذا صلحت إدارة الموارد البشرية صلحت المؤسسة وعاش الموظفون في بيئة عمل صحية مُحفزة على العمل والإبداع، والعكس صحيح. وتحرص الحكومة في قطر على الموظف وتوفير بيئة العمل المناسبة وفي أكثر من مناسبة ركَّز صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على الاستثمار في الإنسان باعتباره بانيا للمستقبل وحفّز على الإنتاج والالتزام والجدية في العمل ودعا إلى الشفافية ومحاربة الفساد الإداري، وهذا ما نتمناه أن يتحقق على أرض الواقع في كل المؤسسات وأن يراعي المسؤولون الله في إدارتهم للموظفين وفي شؤون الدولة وأن لا يفضلوا مصالحهم الخاصة على المصالح العامة وأن يبتعدوا عن المحاباة والواسطة والطبطبة على الشخصيات المريضة التي تسبب خللا في الإدارات وتجعل من بيئة العمل بيئة طاردة فقط بسبب مزاجية أحدهم أو مصلحته، ففي النهاية المؤسسة ملك للدولة، والموظفون يعملون للدولة وليس للأشخاص! • الحقيقة المؤلمة أن معظم الموظفين يعانون من إدارات ظالمة ومتعسفة وضعيفة خبرة مما يجعل بيئة العمل مُنفِّرة والمشكلة الأكبر أن ذلك بمعرفة واطلاع من إدارة الموارد البشرية التي يجب أن تكون الداعم الأول للموظف وتسعى لتطويره وحفظ حقوقه!
441
| 24 ديسمبر 2023
يشهد شهر ديسمبر من كل عام أجواء وطنية يعيشها الصغار والكبار، حيث نحتفل باليوم الوطني والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، ولن ننسى ما حيينا احتفال اليوم الوطني لعام 2022، حيث صادف اليوم الوطني نهاية كأس العالم والذي تستضيفه لأول مرة دولة خليجية، عربية ونجحت في التنظيم نجاحاً منقطع النظير، وما زلنا نشعر بنشوة النجاح والفخر خاصة عندما نلتقي بالشعوب الأخرى التي تشيد بتميز التنظيم وروعة الأجواء العامة للمونديال في قطر، فقد أثبتت قطر للعالم قدرتها على تنظيم أهم حدث رياضي تتهافت الدول العظمى للحصول على شرف الاستضافة وطالما كانت تلك الدول تشعر أنه حصر على الدول الكبرى فقط ولكن قطر استطاعت تغيير المفاهيم في ذلك ووضعت بصمتها الواضحة على خريطة الأحداث الرياضية. وليست الأحداث الرياضية التي تتميز فيها قطر، بل إستراتيجيتها الدولية ورؤيتها السياسية هي ما تميزت به في عام 2023، وأصبحت الدوحة عاصمة الوساطة والمفاوضات بين الدول المتنازعة واستطاعت بحكمتها حل أكثر الملفات تعقيداً مثل الملف الأمريكي الأفغاني والذي وصل لاتفاق بين أمريكا وطالبان استطاعت فيه الإفراج عن مواطنين أمريكان محتجزين في أفغانستان وحل قضايا أخرى شائكة بينهم والتوصل لحلول سلمية، كما نجحت قطر في تقريب وجهات النظر بين أمريكا وإيران، حيث تم الاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بين البلدين واستطاعت إيران الحصول على أموالها المجمدة في كوريا الجنوبية ليتم صرفها على المشاريع الإنسانية بمراقبة قطرية، وهو ما عزز دور قطر لدى أمريكا التي صرحت بأهمية دولة قطر كشريك دولي موثوق به في مجال الوساطة، وصنف الرئيس الأمريكي جو بايدن قطر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو). كما كان لقطر دور في دارفور في السودان، ونجحت في الملف الإريتري الجيبوتي وإطلاق سراح أسرى، ومثلهم في سوريا، واتفاق سلام للمصالحة في تشاد. وتتبنى قطر ملف القضية الفلسطينية وتوليها الاهتمام في كل المحافل الدولية وتسعى لوضع حد للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وتسعى لأن يرجع الحق لأهله وأن ينعم الفلسطينيون بأرضهم ويعيشوا بأمن وأمان ويتمتعوا بحقوقهم الإنسانية. ومنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023 تسعى قطر مع الدول الصديقة بكل ما أوتيت من حكمة لوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية التي يقوم بها الإسرائيليون بحق أهالي غزة، واستطاعت بالمفاوضات تطبيق هدنة استمرت عدة أيام وتم تبادل أسرى فيها، ومنذ عودة المجازر الإسرائيلية ولم يغف لقطر جفن، حيث تسعى الخارجية القطرية لوقف الحرب غير العادلة والتي استهدفت الأطفال والنساء وعزلت غزة عن الكهرباء والماء والغذاء والدواء وجعلتها مقبرة لأهلها، ونصرة قطر حكومة وشعباً لأهل فلسطين وغزة تم إلغاء مظاهر الاحتفال باليوم الوطني والتي اعتدنا عليها، واكتفت اللجنة المنظمة باليوم الوطني بفعاليات ثقافية وتراثية في درب الساعي، وذلك احتراماً للحزن العام الذي يخيم على الدول العربية وإحساساً بالألم الذي يعيشه أهل غزة الذين لا ننفك من الدعاء لهم ليل نهار بأن يمدهم الله بالصبر والقوة وبجنود من عنده يقاتلون معهم وأن يحفظهم من تلك الغارات الظالمة المستبدة التي يصبحون ويمسون عليها! * تتلخص أوليات السياسة الخارجية لدولة قطر في تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والنزاعات، دعم وترسيخ الجهود الرامية إلى تقليص الحاجات الإنسانية المتوقعة في الحالات الطارئة، التوصل إلى حلول للنزاعات من خلال الحوار والوساطة، تعزيز التنمية المستدامة والحد من التمييز ضد المرأة والأقليات الدينية، وأثبتت قطر تنفيذها لتلك الأوليات في مواقف دولية عديدة! * كل عام وقطر وأميرها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، وحكومته الرشيدة وشعبه الوفي بخير وأمن وأمان، وبارك الله في الجهود الإنسانية التي تسعى لها قطر حفظاً للإنسان.. تحقيقاً للسلام.
546
| 17 ديسمبر 2023
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4125
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1740
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1593
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1359
| 07 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
900
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
654
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
612
| 04 ديسمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
555
| 01 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل