رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قديماً كان يُطلق صفة مشهور على الشخصية العامة ذات النفوذ أو الشخص المعروف بإنجازاته مهما تنوعت المجالات، فقد يكون مشهورا سياسيا، إعلاميا، فنيا، أدبيا، هندسيا، طبيا، اجتماعيا وغيرها من التخصصات، ودائماً ما التصق الإبداع، الإنجاز والنجاح مع الشخص المشهور، ولكي يشتهر كان لابد من تسليط الضوء عليه إعلامياً كأن تُجري معه القنوات الإذاعية والتلفزيونية لقاءات أو تتصدر صوره وحواراته الصحف والمجلات أو يخطف الأضواء في المجالس الاجتماعية، وكان الصحفيون يتهافتون على معرفة آخر أخبار المشاهير وأعمالهم وإنجازاتهم لتكون مادة دسمة لصحفهم وقنواتهم، وكانت مسؤولية المشهور تُحتم عليه الحفاظ على سمعته طيبة، وتجنب إثارة المشكلات خاصة مع الصحافة لأنها ستحول حياته إلى جحيم ويمكن أن تهدم مستقبله لما لها من سُلطة فكيف لا وهي السلطة الرابعة، وتأثيرها هو الأقوى على الرأي العام وتوجهاته؟. ومع الإقبال على شبكات التواصل الاجتماعي التي سحبت البساط من الوسائل الإعلامية التقليدية تغير الوضع تماماً، وتغيرت مفاهيم الشهرة ومسؤولياتها ولم تعد مرتبطة بالإنجازات ولا بالسمعة الطيبة ولا بالمحتوى الهادف، بل ارتبطت بعلامات التوثيق وعدد المتابعين بغض النظر عن نوع المحتوى بل إنه وللأسف أحياناً كلما انحدر المحتوى زاد عدد المتابعين وزادت مشاهدات المحتوى فتَوثقَ الحساب في تلك المنصات. عندما أتصفح منصات التواصل الاجتماعي أنصدم من كمية التفاهة، قلة الحياء والأدب، عرض المقتنيات بشكل مقزز، التنمر على الآخرين، التحريض على الفسق والفجور، العنصرية وغيرها كثير من المحتوى غير الأخلاقي، بالتأكيد توجد حسابات راقية الفكر، متنوعة، تعرض ما هو مفيد للمتابع بكل أدب وأخلاق وفكر، حسابات أصحابها يحرصون على سمعتهم ويبحثون عن شهرة نظيفة وراقية وتقديم خبراتهم للآخرين للاستفادة، ومشاركة تجاربهم المتنوعة ويومياتهم دون الإساءة للمتابعين أو خدش حيائهم أو عرض مواد ينحرج منها الكبار أمام صغارهم. ثقافة الاستهلاك والشراء طغت على كثير من الحسابات في منصات التواصل الاجتماعي، فأغلب الحسابات (خاصة المشهورة بالتوثيق) تُشجع على الشراء واقتناء الماركات العالمية التي هي بدورها رفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه، وأصبح المشاهير يبالغون بعرض مشترياتهم التي تُقّدر بمئات الآلاف الريالات، ولا تقتصر تلك المقتنيات على الشنط والساعات والاكسسوارات الباهظة بل وصلت للسيارات واليخوت والفلل والشقق خارج مدنهم الأصلية، فهذا من جهة يشجع على خلق ثقافة الاستهلاك ومن جهة أخرى يخلق نوعا من اليأس والسخط والحقد ربما في قلوب البعض المحرومين من أساسيات الحياة، فقد تتولد لديهم نزعات إجرامية وتبرير للسرقة وغيرها من السلوكيات الخاطئة نتيجة الحرمان الذي يعانون منه. لا بأس من العرض إن كان مهماً أو يخدم المحتوى أو لإعلان مدفوع، لكن أن يتم عرض قائمة الشراء وفتح العلب أمام المتابعين بشكل مبالغ به وبشكل شبه يومي فهذا غير منطقي ويسبب مشكلات في المجتمع. البعض لم يتردد في القيام بأفعال مُسيئة تحت مسمى التحديات من أجل كسب المال، وبعض الفتيات والنساء عرضن أجسادهن بطريقة مبتذلة من أجل كسب عدد أكبر من المتابعين والمال وذلك بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فمن أجل توثيق الحساب أو من أجل الحصول على متابعبن أكثر ومنها الحصول على أموال لن يتردد الشخص في القيام بأية أفعال، وقول ما يخطر على باله دون مراعاة لما يجب أن يقوله وما لا يجب قوله، للأسف أصبحنا في عالم المادة وهي التي تتحكم بأفعال ومبدأ البشر، وأصبح الشخص الصالح والمحافظ منبوذا و(مخه قديم). كما أن مفاهيم الأخلاق تغيرت عند البعض، وبمبدأ الحرية الشخصية تتعرى النساء ويتراقصن أمام الشاشات، ويتلفظن بألفاظ غير أخلاقية، ناهيك عن بروز الشخصيات الشاذة والتي تعرض تفاصيل حياتها غير السوية وكأنهم يشجعون المراهقين على اتباع طريقهم الشاذ، وبشكل عام تشعر بأن هناك أزمة أخلاق يعاني منها كثير من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي. في النهاية نحن نتعرض لكل تلك الفئات وإن حاولنا اختيار من نتابعهم لأن طريقة عرض تلك المنصات تجبرك على التعرض لتلك الحسابات بطريقة عرضها واضحة ودافع الفضول يحركنا دائماً، والحمد لله أننا على وعي لنميز بين الصالح والطالح ولكن الخوف على المراهقين والشخصيات غير الواعية والتي قد تتأثر وتقلد تلك النماذج ظناً منها أنه الطريق الأقصر للشهرة والحصول على المال في أنه قاع الهاوية. • لا تصدقوا كل ما تشاهدونه في منصات التواصل الاجتماعي، فأكثر الاخبار والتقارير ملفقة وكاذبة وتنشر إشاعات مغرضة تسيء للأشخاص والدول وتثير النعرات القبلية والعنصرية، اعتمدوا على معلوماتكم من المصادر الرسمية والموثوق فيها. • كونوا واعين لكل ما تتعرضون له من محتوى في منصات التواصل الاجتماعي واهتموا بصغاركم ووجهوهم للحسابات المفيدة وتناقشوا معهم حول كل ما يُعرض من محتوى هابط ليتكون لديهم الوعي فلا ينجرفوا في تيار الشهرة المزيف.
681
| 08 سبتمبر 2024
تواجه في الحياة العملية والاجتماعية تحديات قد تزيد من الضغوطات عليك والتحديات، إلا أنك مهما تنوع موقعك المهني والاجتماعي عليك التحلي بالأخلاق وحُسن التعامل دائماً، وأن تترك أثراً إيجابياً مهما كانت صعوبة التحديات ومهما زاد توترك وضغطك، فيوماً ما ستترك مكانك المعتاد أو وظيفتك ولن يتبقى منك إلا السمعة الطيبة والذكرى الإيجابية ولن يحدث ذلك إلا إذا تحليت بمهارات منها: • تقدير جهود فريقك واحترام جهدهم فهذا أكثر ما يؤثر في نفوس الموظفين، وشكرهم بعد كل جهد وتمييز الأكثر جهداً، ونَسب الأفكار والمقترحات لأصحابها وعدم إنكار جهودهم. • توفير الدعم النفسي والمهني لفريقك من الأمور التي تنعكس إيجابيًا عليهم وتكون ملاذاً لهم عندما يستصعب عليهم أمراً وتكون متفهماً لاحتياجاتهم النفسية والمهنية. • توفير بيئة التعاون بين الفريق وبث روح العمل الجماعي من أهم الأمور الإيجابية في الإدارة خاصة إذا كان المدير أول من يقوم بهذا التعاون ويساند فريقه مهنياً ويتفهم مشاعرهم ويقدرهم ويكون قدوة لهم. • كلما كنت ملتزماً بالقيم والأخلاق كنت نموذجاً يتمنى الكل أن يكون مثل ذلك النموذج، فلا إرادياً تصبح بيئة العمل صحية ومتعاونة وإيجابية وناجحة ومنتجة ويتطور الموظفون بالتساوي. • تشجيع الابتكار بإعطاء الموظفين فرصة لتقديم مشاريع وأفكار جديدة مع إمكانية تنفيذها وتحملهم المسؤولية وكن مرناً في تقبل التغيير. • استمر في التعلم، ولا تخجل من طلب معرفة أمور تقنية تجهلها فكلما تعلمت وازدادت معرفتك انعكس ذلك إيجابياً على إدارتك. • ابن علاقات قوية مع فريقك أسسها الثقة والاحترام وشاركهم مناسباتهم الاجتماعية وكُن الشخص الذي يُعتمد عليه دائماً. • لا تبخل بالكلمة الطيبة على أهلك، أصدقائك وكل من تتعامل معه، وكُن لهم عونا، وشاركهم المناسبات الاجتماعية السعيدة والحزينة وكُن سباقاً للخير. • عامل كل من حولك بأخلاق مهذبة، واجعل الناس يتهافتون على مجلسك، وليبحث عنك الناس حين تغيب من شدة الأثر الطيب الذي تركه. • كُن مرناً، ليناً في المعشر، لا تُنفر الناس منك من شدة غضبك أو تعليقاتك المسيئة، استخدم الدبلوماسية في تعاملاتك وتقبل اعتذار الاخرين واعذرهم على ردات فعلهم فأنت لا تعرف معاناتهم وضغوطهم. في العمل اتبع سياسة الباب المفتوح والحوار المحترم وتَقبل وجهات النظر واسمع للآخرين دون أن تحكم عليهم وتتسرع في ردة الفعل، فالحكمة أن تتحلى بالصبر وأن تراقب الأمور وتضعها في ميزان عادل قبل اتخاذ أية قرارات قد تكون ظالمة، وليس بالضرورة أن تحب شخصاً لتعمل معه، فنحن نعلم لتزدهر الدولة ولسنا مطالبين بحب من يعمل منا ويكفي الاحترام والتعامل بأخلاق إنسانية ومهنية والتجرد من المزاجية والأهواء والمصالح الشخصية.
621
| 01 سبتمبر 2024
انتهت الإجازة الصيفية وعاد معظم الموظفين لمكاتبهم كما بدأ العام الدراسي الذي نتمنى أن يكون موفقاً لكل الطلبة والكادر التعليمي، وغالباً ما يعود الموظف لعمله بنشاط بعد إجازة خاصة إن كانت طويلة وممتعة، فيُقبل على العمل بجد ويجدد طموحه في التميّز مهما كانت وظيفته ومهنته ويواجه التحديات سواء كانت عملية، اجتماعية ونفسية، ولذلك لابد وأن يتحلى الموظف بمهارات متنوعة حتى لا يقع فريسة للضغوطات العملية والنفسية ومنها: • التواصل الفعّال مع الزملاء والمدراء عندما تواجه ضغطا لتجد حلاً للضغوطات العملية ولتتمكن من إنجاز مهامك في المدة المحددة. • تحديد الأولويات من حيث الأكثر أهمية والأقل أهمية حتى لا تتراكم لديك المهام ولا تجد نفسك عالقاً في ضغط المهام المتراكمة. • اعط عملك حقه بالكامل ولكن ضع حداً فاصلاً بعد ذلك، ولا تسمح للعمل أن يأخذ منك راحتك ووقت عائلتك، ولتحافظ على التوازن بين العمل وحياتك الشخصية ضع حدودا وليعلم بها مديروك وموظفوك. • اهتم بصحتك العامة وتناول وجباتك الغذائية في أوقاتها واحرص على عدد ساعات النوم الكافية وقلل من السهر والمنبهات ومارس الرياضة بانتظام لأنها تخفف من التوتر وتحسّن مزاجك. • طوّر من مهاراتك وقدراتك في مجال عملك، وأضف خبرات جديدة لخبراتك فذلك يزيد من ثقتك بنفسك ويقلل من ضغوطات التنافس مع الآخرين. • وَزّع العمل على فريقك أو مع فريقك ولا تتحمل الضغط لوحدك ولا تخجل من طلب المساعدة حتى لا يسبب لك الضغط توترا وقد تقع في الخطأ. • خفف من القلق والتوتر وتأكد بأن العمل لا ينتهي أبداً وبأن المهام سيتم إنجازها بك وبدونك، فعوّد نفسك على الاسترخاء وتَنفس بعمق واقض أوقاتا في التأمل وتفريغ الطاقة السلبية لتتقبل ضغط العمل. • لا تتهاون في استغلال أيام الإجازة الأسبوعية أو إجازاتك الدورية وحاول جاهداً قطع علاقتك مع العمل خلال إجازتك لتشعر بالراحة والتجديد. ستساعدك هذه النقاط إذا اتبعتها في تخفيف ضغط العمل العادي، أما إذا كنت تعاني من ضغط الإدارة السيئة والمدير النرجسي، المُعقد، غير المتفهم، غير الفاهم، الظالم والسيئ بكل المعايير فعليك أن تتحلى ببعض الصفات والمهارات منها: • لا تتنازل عن مهنيتك واحترافك مهما كانت الظروف ولا تنجرف للسلبية أو إطلاق الشائعات أو كلام الأروقة وقم بعملك فقط ولا تأمن للزملاء الذين قد يؤيدونك في الظاهر ويسيئون إليك من خلفك. • حاول أن تستمع لوجهة نظر الإدارة السيئة وحاور المدير واشرح وجهة نظرك وبرر تصرفاتك وقراراتك باحترافية ليفهموها بشكل واضح وصريح. ( في حالة كان المدير يجيد الحوار والاستماع). • حاول أن تجد دعماً ونصيحة من الزملاء الثقة أو الإدارات المسؤولة عن الموظفين واطرح عليهم المشكلة ليقاربوا بين وجهات النظر. • حدد أولوياتك في العمل وركز على أدائك ومهامك لتكون بجودة عالية لتحافظ على سمعتك والتزامك مهما زادت عليك ضغوط الإدارة حافظ على هدوئك. • تكيّف مع التغييرات أو القرارات الصعبة والتحديات التي قد يضعك فيها المدير الذي ينتظر أخطاءك، وركز في عملك وابتكر حلولاً لكل المشاكل التي تواجهها. • وثق كل المراسلات والملاحظات بعملك وبالمشاكل التي تواجهها وارسل نسخة احتياطية لبريدك الشخصي، فقد تحتاج لدعم كلامك بالوثائق يوماً مع الموارد البشرية أو القانونية. • ضع حدوداً للتعامل مع الإدارة والموظفين حتى لا يؤثرون على صحتك النفسية ولا تسمح بسماع القيل والقال حتى لا تتوتر. • عندما تشعر بأن الأبواب أُغلقت مع المدير والإدارة ابحث عن خيارات أخرى كالانتقال من الإدارة لقسم آخر أو مؤسسة أخرى، الأهم أن تضغط على نفسك لا تعش في سلبية مستمرة تنعكس على حياتك الخاصة. • صحتك واتزانك النفسي هو ما يجب أن تحافظ عليه، فلا تستسلم للضغوطات الوظيفية ولا تجعلها تؤثر على حياتك الشخصية!
1332
| 25 أغسطس 2024
عادة ما نسأل بمن نلتقي بهم إن كانوا بخير أم لا! ومعظمنا يجيب الحمد لله أنا بخير، أنا طيب، الأمور ماشية، كل شيء تمام وغيرها من العبارات التطمينية وكأننا نطمئن أنفسنا أولاً بأننا بخير رغم الفوضى التي قد تكون بداخلنا، رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا، رغم الاحتياجات التي نكبتها في انفسنا ولا نتحدث عنها لتبقى صورتنا مُشرقة أمام الآخرين، لكي لا نظهر بموقف ضعيف، فأكثر ما يزعج الإنسان الشعور بالضعف في كل نواحي حياته، لذلك نحافظ على تماسكنا أمام الآخرين مهما أنهكتنا الظروف والهموم، ونرسم على وجوهنا ابتسامة ونتظاهر بالقوة وربما اللامبالاة ونكتم بداخلنا مشاعر سلبية تتراكم مع الأيام وتسبب لنا انفجاراً نفسياً أو تداهمنا أمراضاً جسدية لا يمكننا الشفاء منها وربما يدخل أحدنا دائرة الاكتئاب ويغرق في وحدته دون أن يسمح لأحد إنقاذه. قد لا يعي البعض أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسمية، فكلما كانت الصحة النفسية أو العاطفية سليمة استطاع الإنسان التغلب على تحديات الحياة والضغوطات بشكل أسهل، وعندما يتمتع الإنسان بصحة نفسية جيدة فإنه أقّدر على التحكم في انفعالاته وتجنب المشاكل مع غيره، ويكون قادرا على مواجهة المشاكل المالية وتحديات العمل، ويتجنب الوقوع في دائرة العزلة المرضية وتعاطي الكحول والمخدرات وغيرها، ويكون أكثر قدرة على تكوين صداقات جديدة، ويستمتع بأوقاته سواء في العمل أو مع الاصدقاء، ولا يتردد في مساعدة الآخرين ودعمهم، وقد يكتسب هوايات جديدة، وتزداد رغبته في السفر ولقاء أشخاص جدد، والأهم من ذلك أنه كلما كانت الصحة النفسية متزنة كلما زادت ثقة الانسان بنفسه مما يعكس الصفات الإيجابية وقل القلق وزاد السلام الداخلي مما يسمح بالتفكير الإبداعي والاستكشاف واستغلال الفرص المناسبة. لذلك لابد علينا من مراقبة أنفسنا وصحتنا النفسية وقد تظهر علامات تُنذرنا بأختلال في صحتنا النفسية لابد أن ننتبه إليها، فمثلاً تغير في العادات الغذائية إما بفقدان الشهية أو الإفراط في الأكل، التقلبات المزاجية الكثيرة، صعوبة أداء المهام اليومية، العزلة الاجتماعية والشعور بالإحباط والسلبية، القلق المستمر والغضب لأتفه الأمور، اللجوء لتناول المخدرات أو العقاقير المهدئة دون تبرير كذلك مؤشرات تحتاج إلى إستشارة نفسية مع طبيب مختص يحاول توجيهك للطريق الصحيح، ويخلصك من التراكمات التي تحبسها بداخلك ظناً منك أنك قادر على تحملها وتجاوزها بنفسك، ولكن كلما أهملت نفسك وعلاج اعتلالك النفسي كلما تفاقمت المشكلة وكانت سبباً لدخولك اكتئاب قد لا تُشفى منه بسهولة، ولا يجب إهمال معاناتك خوفاً من كلام ونظرة المجتمع لأن البعض يهاب التردد على العيادات النفسية للصورة النمطية السلبية عن الطبيب النفسي في حين أنه طبيب كحال كل الأطباء الذين نتردد عليهم في التخصصات الأخرى بل هو الأهم على الإطلاق لأن بعض الأمراض العضوية نتيجتها التراكمات النفسية أصلاً، لذلك للطبيب النفسي أهمية وليس بالضرورة أن يصف لك علاجا تخشى أن يسبب لك الإدمان، بل أحياناً علاجك يكمن فقط في التحدث مع شخص يجهلك ويساعدك على تفريغ التراكمات بداخلك ويشجعك ويعزز من ثقتك بنفسك ويشاركك اختياراتك ويدفعك لاتخاذ قراراتك ويقلل من معاناتك ويجعلك قادر على مواجهة تحدياتك والتغلب عليها. لا تخجل من مواجهة نفسك واحتياجك للعلاج النفسي فأنت من تعيش معاناتك وأنت من تتألم وتحتاج لمن يخفف عليك ألمك، لا تقف عند كلام الناس ولا تنشغل بآرائهم وافعل ما يريحك ويعالج ألمك، فالناس تهوى الكلام عن الناس وخصوصياتهم بكل الحالات. • احذر من الفضفضة لأصدقائك، فالظروف تتغير والمصالح الشخصية لها الأولوية، وقد يستغل ضعفك أو آراءك أحدهم ضدك يوماً ما ويجعلك تعض أصابع الندم لأنك وثقت به، الطبيب النفسي الخيار الأفضل والآمن للتخلص من التراكمات وفي النهاية أنت مجرد ملف في خزانته ونسبة مضرته لك صفر في المائة. • اهتم بصحتك النفسية كما تهتم بصحتك الجسمانية، فإذا صلحت نفسك تغلبت على الأمراض الطارئة. • الصحة النفسية السليمة والإيجابية تقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، فانتبه على صحتك النفسية أولاً.
984
| 18 أغسطس 2024
تُعرف القيم وهي جمع قيمة بأنها مجموعة من المبادئ والمقاييس والمعايير الحاكمة على أفكار الإنسان ومعتقداته واتجاهاته، وتؤثر في حياته لأنها تنعكس على سلوكياته وتصرفاته، وهي تعكس ما نؤمن به بعمق وما نحس به، في حين أن المبادئ تعكس ما نفكر فيه، حيث تتولد المبادئ من نظامنا القيمي، وتُكسب القيم أثناء عملية التطبيع والتنشئة الاجتماعية، وقد تتغير بتغير الظروف والمجتمعات وتسهم القيم في تشكيل الشخصية الإنسانية، وكلما التزم الإنسان في القيم السليمة كلما كان أكثر اتزاناً وحظي باحترام عند الجميع، كما أن القيم تجعل الإنسان أكثر قدرة على التحكم في مشاعره وانفعالاته ويمكنه مواجهة الصعاب دون تقديم تنازلات تمس قيمه، كما أنها تشعره بالرضا والقناعة وتبعد عنه مشاعر الحقد والحسد والسخط تجاه الآخرين، وعندما يتمسك أفراد المجتمع بقيمهم يصبحون أكثر قوة لمواجهة أي تغييرات سلبية دخيلة عليهم فيقاومونها بقوة قيمهم، والقيم الأساسية يكتشفها الإنسان في نفسه في المواقف التي يمر بها وذلك بناء على تربيته والمبادئ التي نشأ عليها. وتتنوع القيم لأكثر من مائة قيمة منها العرفان، الطموح، السلام، العلاقة مع الله، الاحترام، المسؤولية، الرضا، الأمانة، الشرف، التفوق، التأني، التطوير، العطاء، الترتيب، الشكر، التقدير، الإيثار، الحكمة، التعليم، المحبة، الأمان، التسامح، إحداث فرق، التعاون، السمعة، الإصرار، خدمة الآخرين وغيرها كثير من القيم التي من الضروري أن يتحلى بها الإنسان ليتعامل بإنسانيته مع الآخرين، فمثلاً قيمة الطموح مهمة جداً وحق مشروع لكل إنسان أن يطور من نفسه ويحقق طموحاته العالية لكن بشرط أن لا تكون على حساب أذى الآخرين أو الإساءة لهم فبذلك يسيء الشخص في علاقته مع نفسه ومع الله الذي أوصانا بالمعاملة الطيبة وعدم أذية الآخرين! والقيم المتنوعة تُشكل العقيدة والأفكار والآراء وإذا ما طبق الإنسان هذه القيم في حياته بنزاهة ضَمن استمراريتها وجعلت منه إنساناً فاضلاً. وعادة ما نذكر أن فلاناً شخص فاضل أو إنسانة فاضلة بناء على صفاته الخيّرة التي يتصف بها وحبه لعمل الخير ومساعدة الآخرين ونقاوته في التعامل بما يرضي الله وقدرته على التحكم في انفعالاته وإغراءات الحياة التي قد تجعله يتنازل عن قيمه، ولأنه حافظ على اتزان قيمه فاستحق الفضيلة التي يتصف بها. وإذا ما تأملنا قصص البشر حولنا والذين عاشوا دون قيم ومبادئ تُهذب سلوكهم فسنجد أن نهايتهم كانت مأساوية أبسطها سوء السمعة ونبذ الآخرين لهم، ناهيك عن سخط الله عليهم، وقد يعتقد هؤلاء (عديمو القيم) أنهم يحققون نجاحاً ولكن الله يعطيهم فرصاً لتقويم مساراتهم الخاطئة والتي قد تتمثل في الرشوة واستغلال المال العام وأذية الآخرين وغيرها من السلوكيات الخاطئة وعندما لا يعون النعمة التي بين أيديهم يسلبهم إياها الله في لحظة لم يتوقعوها فيخسرون كل ما لديهم وأولها أنفسهم وسمعتهم فيصبحوا منبوذين في المجتمع ولا يحب أحد ذكرهم، وكم من أشخاص حولنا يتجنب الناس ذكر اسمه لسوء خلقه وسوء صفاته وافتقاره للقيم! التمسك بالقيم الإسلامية والإنسانية جهاد للنفس وأمان للحياة والسعي لرضا الله الذي هو سبب لوجودنا في هذه الحياة، فقد وجدنا الله تعالى لعبادته وإعمار الدنيا بالقيم السامية وحب الخير للآخرين ومساعدتهم وإشاعة الخير والطيب وعدم الالتزام بذلك يشيع الشرور والأذى بين البشر وأغلب المجتمعات المنهارة أخلاقياً تنقصها القيم والمبادئ وتعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وإن كان أذية الناس وسلبهم حقوقهم. * إذا كنت ممن يلتزمون بالقيم فأنت من الصفوة الذين بإمكانهم تغيير مجتمعهم وبث القيم الإيجابية حوله وبذلك ستترك أثراً طيباً يُعتبر إرثاً لسمعتك! • التوكل على الله تعالى وإحسان الظن واليقين به، والمثابرة والتمسك بالأمل من أعظم القيم التي يجب أن نتمسك بها لنعيش بسلام ورضا في الحياة!
369
| 11 أغسطس 2024
استفزني لكتابة هذا الموضوع فيلم تَم تحميله مؤخراً على إحدى منصات الأفلام الأجنبية، وتتناول قصة الفيلم مأساة عامل آسيوي وصل لإحدى الدول الخليجية وبالخظأ رافق رجلا اعتقد أنه كفيله، وأخذه إلى منطقة صحراوية ليرعى المواشي والإبل ولم يتوقع العامل أنه سيتم نفيه في الصحراء فقد تقدم لوظيفة أخرى، والقصة تبدأ في التركيز على سوء معاملة العامل من قِبل الكفيل الذي كان لا يتردد في ضربه وإهانته ويحرمه الطعام، بل لم يتفهم غربة العامل الذي لم يتمكن من التعبير عن مشاعره لعدم توافق اللغة بينهما، وتحول العامل إلى شبح بعد فترة من الزمن، أشعث الشعر وطويل اللحية وهزيل من قلة الأكل وتغيرت ملامحه ورغم محاولاته للتأقلم مع وضعه وقَدَره الذي جعله يترك اهله وبلده ويعيش في صحراء قاحلة مع الحيوانات، وقد يهون ذلك إذا كان يتلقى معاملة طيبة تهون عليه مأساته لكن أن يُهان باستمرار ويُحرم من أبسط حقوقه في العيش الكريم وأن يكون لديه الخيار في العودة لوطنه وترك هذه الوظيفة التي لا تتناسب وطموحه وقدراته فذلك قمة القسوة وانعدام الإنسانية، ويحاول العامل الهروب ليهيم في الصحراء ويفقد أصدقاءه الذين لم يتحملوا العطش والشمس الحارة والجوع والذين كان حلمهم توفير حياة كريمة لأهلهم وللأسف فقدوا حياتهم وهم يحملون قهراً في قلوبهم وخوفا من المجهول، وبعد جهد وهلاك يعبر الصحراء ليجد نفسه في قسم الشرطة مصطفاً مع كثير من العمال ليمر الكفيل يبحث عن عامله المفقود ولحسن حظه لم يتمكن كفيله عديم الإنسانية من أخذه نظراً لأنه ليس على كفالته أصلاً ومنها تم ترحيله لوطنه، ويختم الفيلم بجملة تبين أن كثيرا من العمال يواجهون نفس المصير في هذه المنطقة وأنهم يُعاملون بعدم إنسانية! تأثرت جداً وفكرت كثيراً حول مصداقية الفيلم هل فعلاً يسيء البعض للعمال ويعاملونهم معاملة قاسية ويتعمدون إهانتهم، أم أن ما ورد في الفيلم مبالغات لتشويه صورة الخليجيين والعرب! وفي كل الأحوال فإن ذلك كارثة، خاصة أن يتم تعميم القسوة وانعدام الإنسانية وإساءة المعاملة على مجتمعات خليجية بسبب حالات شاذة يجب أن تُعاقب وتكون عبرة لغيرها!. أوصانا الله سبحانه في كتابه العظيم بالرحمة بل ووصف نفسه بها في قوله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} [الأعراف: 156 ـ 157]، وفي قول آخر (قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) ﴿٩٨ الكهف). وتُعرف الرحمة في اللغة العربية بأنها رقة القلب وسعة الصدر للفوز بمحبة الله ومنها محبة الناس، وإذا اتصف بها الله فكيف لا يتصف بها الإنسان، ووعد الله سبحانه راحمي العباد بالرحمة، والتحلي بالرحمة اقتداء بالأنبياء والرسل الذين اتصفوا بالرحمة، في الوقت نفسه الرحمة سبب للمغفرة ومحو الذنوب ناهيك عن أنها تُحبب الخلق فيك وتجعلك تشعر بمشاعر الآخرين فتختار ألفاظك وتحسن صفاتك وسلوكياتك ولا تقبل على غيرك ما لا تقبله على نفسك، فكل إنسان له كرامته وكبرياؤه وشخصيته التي لا يقبل أن يمسها أحد سواء كان فقيراً أو غنياً، جاهلاً أو متعلماً، مديراً أو عامل نظافة، فنحن في مجتمع يُكمل بعضنا الآخر ومن غير المقبول الاستهانة بوظائف الآخرين وإن كانت بسيطة فهي ذات قيمة في المجتمع فمثلاً لولا عامل النظافة لانتشرت القاذورات وشاعت الأمراض، ولولا عامل البناء لما سكنا بيوتنا، ولا كانت طرقاتنا مرتبة، فلنتأمل حولنا ونر أهمية الآخرين في بناء مجتمعنا، ولنكن أكثر رحمة مع البسطاء ولتعل وجهك ابتسامة وأنت تتعامل معهم ولنتعامل معهم بأخلاق الإسلام ولننادهم بأسمائهم ونحيهم ونشكرهم إذا قدموا لنا عملاً، ويكفيك أن تكون سبباً لإدخال السعادة في قلب أحدهم ففي المقابل سيسخر لك الله من يسعدك. • تشيع الرحمة والمودة والألفة في المجتمع فيصبحوا كالجسد الواحد، فما أحوجنا للرعاية والمعاملة الطيبة والإحساس بمشاعرنا والاهتمام بأرواحنا، فكُن رحيماً بالآخرين لينزل الله تعالى رحمة عليك!. • لكل من يتعالى على البسطاء ويسيء معاملتهم ويسلبهم حقوقهم، راجع نفسك كثيراً قبل أن يحرمك الله رحمته ويُسلط عليك من لا يرحمك ويهين إنسانيتك!.
663
| 28 يوليو 2024
بفضل الأجهزة الذكية والتي أصبحت مُتاحة للصغار والكبار وكل شرائح المجتمع بات توثيق اللحظات هاجسا عند الجميع، ولا أعتقد أن العالم الحسن بن الهيثم أحد علماء العصر الذهبي والإسلامي والذي اخترع حجرة التصوير المظلمة قبل ما يقارب 200 عام كان يتخيل أن التصوير سيكون ممكناً للجميع وبهذه السهولة وأن الكاميرات أصبحت مقترنة بالهاتف الذي لا نتخيل حياتنا بدونه، وقد عرفت البشرية آلة التصوير بشكلها الحالي وبصور يمكن الاحتفاظ بها عام 1840 على يد المخترع ألكسندر وولكوت، ومنها تطورت إلى أن وصلت لما هي عليه الآن، ويتنوع التصوير الفوتوغرافي إلى تصوير المناظر الطبيعية والكائنات الحية بشكل عام، المباني، العمارة الهندسية، الأزياء ومساحيق التجميل، الغذاء وأطباق الطعام الشهية، الرياضات بشتى أنواعها، الشوارع، الوثقيات الحياتية والأحداث اليومية، وغيرها من التفاصيل التي أصبحت تشد المصورين للتصوير، فاصبحنا في زمن تستفزنا كثير من المشاهد التي نوثقها ونشاركها مع أصدقائنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي هي بدورها تطورت فعندما ظهر برنامج الانستقرام للمرة الاولى في آخر 2010 كانت فكرته مشاركة الصور الفوتوغرافية الثابتة مع الأصدقاء وأقبل عليه المستخدمون، حيث صرحَ القائمون على البرنامج في عام 2012 أن في كل ثانية تضاف 58 صورة جديدة، وقد تخطى التطبيق حاجز المليار صورة منذ افتتاحه، ومن بعد ذلك أصبح العالم مهووساً بالتصوير ومشاركة الصور بل غزت الصور حتى تطبيق تويتر الذي تحول إلى أكس x حيث كان مخصصاً لكتابة الأفكار بطريقة مختصرة وبذلك تحتل الصورة المقام الأول للملتقي وتدعم الكلمة بشكل مؤثر، بل أحياناً تكون الصورة أبلغ من العبارات، والصورة لا تحتاج إلى ترجمة ولا لغة لفهمها حالها حال اللوحات والرسومات فهي لغة عالمية يمكن للجميع ان يفهمها ويُعجب بها. وتحت عنوان الصورة تنافس الكلمة أقام المركز القطري للصحافة الأسبوع الماضي جلسة حوارية في مقهى الصحافة حيث استضاف المصورين فرحة الكواري والمصور عبدالعزيز الكبيسي وهم من خيرة المصورين القطريين في قطر والذين لهم نشاطات واضحة في مجال التصوير وشاركوا في العديد من المعارض المحلية، وأوضحوا أن الصورة تُكمّل الكلمة ولا غنى عنها، في الوقت نفسه تساعد الكلمة على التفسير الصحيح والسليم للصورة والتي يمكن أن يُساء فهمها أحياناً، وفي الأحداث والأزمات الدولية والحروب تعتمد وسائل الإعلام بشكل رئيسي على الصور ولا يكتمل إنتاج التقرير الصحفي بدون صور تدعم التحقيق المكتوب خاصة وأننا أصبحنا نعتمد اعتمادا كليا على الصورة لإثبات مصداقية الخبر، إلا ان التطور التقني والذكاء الاصطناعي يمكن أن يشوه الحقيقة في حال إساءة استخدامه، وفي مداخلة قيّمة من سعادة الإعلامي القدير سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة بيّن فيها دعم المركز للمواهب الوطنية الشابة وأوصى الموهوبين بأن يواصلوا مسيرتهم دون الالتفات للعقبات والتحديات ودعاهم لتوثيق معالم ومدن قطر لتبقى إرثاً للأجيال، كما أعلن سعادته عن طرح جوائز في مجال الإعلام والصحافة من بينها أجمل صورة لتشجيع المصورين على المشاركة في المسابقة، كما أعلن مدير عام المركز القطري للصحافة الأستاذ صادق محمد العماري استعداد المركز لإصدار كتاب يضم أبرز اللقطات للمصورين فرحة الكواري وعبدالعزيز الكبيسي ليكون بذلك الإصدار الثالث للمركز حيث أصدر المركز كتاب إرث المونديال وعلى سيف شرق اللذين يوثقان الأحداث بالصورة، كما كشف الأستاذ عبدالعزيز الكبيسي عن دور مركز قطر للتصوير والدورات التي يقدمها لهواة التصوير، وقدم نصائح لمحبي التصوير والراغبين في احترافه أهمها التركيز على الموهبة وتطويرها بالتدريب، ومن أهم المواضيع التي تمت مناقشتها والمطالبة بها تسهيل تصاريح التصوير في الأماكن العامة وبعض المعالم المهمة في قطر ليتم نشرها وتوثيق روعة العمران في قطر ناهيك عن الترويج عنها سياحياً، جلسة نقاشية ثرية بالمعلومات ادرتها في مقهى الصحافة الذي سيستأنف نشاطاته بإذن الله بعد الإجازة الصيفية لنتعرف على مواهب جديدة في الوطن، فكل التقدير والشكر للقائمين على المركز القطري للصحافة على جهودهم في إثراء الساحة الصحفية والإعلامية والثقافية من خلال مجلس الصحافة ومقهى الصحافة والمعارض والفعاليات الأخرى الممتدة طوال العام والتي أحدثت نقلة نوعية في الحركة الصحفية والإعلامية مؤخراً ونتطلع للمزيد من الفعاليات الإعلامية المميزة. • لنستمتع بالحياة ونوثق لحظاتنا السعيدة بالصورة التي سنشاهدها بعد حين ونستشعر بتفاصيل أحاسيسنا وقت التقاطها! • نتمنى أن يمتلئ العالم بالصور الجميلة والسعيدة وأن تختفي صور القتلى والموتى ودموع الأطفال والدمار وأن يحل السلام في العالم!
414
| 21 يوليو 2024
الطموح والتميّز وتقّلد المناصب حق مشروع للجميع، ومنذ صغرنا ويتردد علينا سؤال ( ماذا تريد أن تكون عليه عندما تكبر؟) ومازلنا نردد هذا السؤال على الصغار ونوجههم للتخصص الأنسب والذي قد يصنع منهم شخصيات مرموقة أو مُلهمة ومؤثرة في المجتمع، وبالتأكيد أن كل منّا كل لديه حلم سعى خلال سنوات عمله لتحقيقه، وربما حققه فعلاً أو مازال على الطريق أو اختلف الهدف وأنجز أهدافا لم تكن في الحسبان، وخلال رحلة تحقيق الأهداف والإنجازات يمر الإنسان بتحديات كبيرة وضغوطات متنوعة قد يواجهها بصعوبة ويتغلب عليها وربما تؤدي به بالفشل المؤقت الذي قد يتجاوزه فالقاعدة الحياتية ليس بها نجاح دائم ولا فشل دائم، فالتغيير أساس دورة الحياة ولا شيء يبقى على حاله إلاّ المبادئ الثابتة والأخلاق والقيم، وغير ذلك قابل للتغير، وفي زمن يكثر فيه المتلونون والمنافقون أصبحت المبادئ أمرا نادرا، وبات صاحب المبادئ والمتمسك بالقيم مستبعدا ويعيش في عالم مثالي لا يتقبله المنافقون فيتهمونه بالتمثيل أو التظاهر بالطيبة والحكمة والأخلاق الحميدة لأنهم لا يتقبلون أن يضم المجتمع شخصيات سوية ونظيفة وتتعامل بمبادئ سامية، فإما أن يتعرضوا للتنمر أو الإقصاء والتهميش، ومع ذلك يشعرون بالفخر لأنهم على صواب وإن غردوا خارج السرب فالافضل أن يمشي الانسان وحيداً من أن يكون تابعاً للقطيع غير السوي! يعتبر النفوذ والسلطة والشهرة من ملذات الحياة التي يحتاج أصحابها إلى التسلح بالمبادئ والأخلاق وإلا للأسف قد يفسد الشخص وتفسد المنظومة التي يديرها، فإذا لم يكن صاحب المنصب متمسكًا بالحكمة والقيم فقد يسهل التأثير عليه من المنافقين الذين يحاوطنه، وربما مرت علينا قصص لمدراء فقدوا مناصبهم بسبب النميمة وتأثير الموظفين على قراراتهم والمساهمة في تشويه سمعة الموظفين المخلصين والتسبب في أذيتهم، فالفاسد دائماً يحاول أن يُفسد من حوله ولا يتقبل الصالحين، وهذه أكبر مشكلة تعاني منها المؤسسات بل وحتى الأشخاص، فالإنسان السيئ يحاول دائماً أن يشيع الفساد حوله، وعندما تمتد الاحاديث لبيئة العمل أنصدم من كمية الموظفين الفاسدين الذين يحاربون المتميزين في عملهم وفي كل المجالات العملية، فتجد المعاناة من البيئة المسمومة وغير الصحية مما ينعكس على اداء الموظفين الذين يفقدون الشغف ويعملون من أجل الراتب فقط لا من أجل نجاح المؤسسة وتميزها أو لتحقيق الطموحات القيادية، خاصة عندما يشاهد الموظف المنافسة غير الشريفة والمؤذية حوله فتنهار طموحاته ويفضل أن يعمل بصمت وعلى قدر ساعات الدوام فقط ويعتزل الآخرين قدر الإمكان حتى لا يحدث الصدام بينه وبين الآخرين وحتى لا يجد نفسه عالقاً في حرب تنافسية هو في غنى عنها! الأصل في العمل التعاون والألفة وإن لم يكن الود موجوداً، فاختلاف وجهات النظر أمر صحي في بيئة العمل، كما أن المؤسسات والمشاريع لا تقوم على شخص واحد بل تعتمد على العمل الجماعي الذي يتطلب الاحتكاك بالآخرين وسماع آرائهم التي قد تكون سديدة، كما أن الاحترام سيد الموقف في العمل الجماعي والمهنية في التعامل بتوثيق كل الملفات والانجازات فلا يجوز أن يُنسب النجاح لشخص واحد ولا يصح أن يطلب أحدهم العمل من الاخرين ليعرضه للإدارة العليا باسمه مثلاً، ناهيك عن احترام الوقت وتسليم المطلوب في الموعيد المحددة وتشجيع الفريق بالعمل والثناء عليهم بكلمات محفزة والاحتفال بالإنجازات، والأهم عدم الوشاية أو تسريب المعلومات أثناء عمل المشاريع إلاّ بعد مشاورة باقي اعضاء الفريق، والمشاورة من أساسيات العمل الجماعي الذي يجب أن يتمسك بها كل أعضاء الفريق وحب النجاح للجميع، ولا يمكن لموظف واحد مهما كانت قدراته أن يعمل منفرداً في إنجاز مشروع ناجح لذلك لابد من احترام مبادئ العمل الجماعي. • الإطاحة بالآخرين وتشويه سمعتهم عمل غير محمود أبداً، وستدور الأيام وستحاك المؤامرات وسيُسقى الشخص من نفس الكأس ويتم إقصاؤه وتشويه سمعته، لذلك لابد من توخي الحذر في التعامل مع الآخرين ومراعاة الله في كل تعاملاتنا حتى لا نسقط في بئر الظلم الذي سيظل الظالم قابعاً فيه للأبد!! • ترك الأثر الطيب والسمعة الطيبة هو ما يجب أن يسعى له الإنسان في كل جوانب حياته العملية والاجتماعية فهو الإرث الباقي له!
885
| 14 يوليو 2024
سعدت بتقديمي لجلسة نقاشية في مقهى الصحافة، إحدى مبادرات المركز القطري للصحافة، حيث التقيتُ بالطفلين المميزين رمضان ووليد أبو جزر اللاجئين لدوحة الخير بعد أن شهدا ويلات الحرب في غزة وفقدا عددًا كبيرًا من أفراد عائلتهما وأصدقائهما المقربين الذين تقطعت أجساد البعض منهم لأشلاء دون اعتبار لطفولتهم الموءودة، فعوضاً عن استمتاعهم بطفولتهم وتسجيل ذكرياتهم في أحيائهم ومدارسهم للأسف يعيشون الخوف ويزعجهم صوت القذائف التي يتوقعون في أية لحظة أن تُدمر بيوتهم وأن يفقدوا حياتهم معها. الطفل رمضان أبو جزر المُلقب بالخوارزمي والطفل المعجزة والمؤثر والعديد من الألقاب رغم عدم تجاوز عمره التاسعة ولكن اللقب الأقرب لقلبه هو سفير أطفال فلسطين وفعلاً فمن خلال محتواه عبر حساباته في شبكات التواصل الاجتماعي استطاع أن يُمثل أطفال فلسطين خير تمثيل في الأدب والأخلاق والصبر والإيمان بأن الحق سيعود وبأنهم سينعمون بأرضهم يوماً. ويمتاز رمضان ببلاغة في الحديث وفصاحة تذهلك ولوهلة تشعر بأنك تحاور رجلا تجاوزت خبرته عشرات السنين، ويتحدث عن معاناة بلده وأقرانه من الأطفال بطريقة مؤثرة تُخجل العالم الصامت تجاه الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة منذ أكتوبر الماضي 2023، حيث يقف العالم متفرجاً على جرائم الكيان الصهيوني الذي لم يحترم القوانين الإنسانية ولا القرارات الدولية. تألمت وأنا أستمع لمعاناة رمضان أبو جزر من عدم شعورهم بالأمان وحرمانهم من اللعب والتعليم والطعام وهذا أبسط حقوق الطفل التي صدرت في المواثيق الدولية والحقوقية، فكيف لأطفال لا يتوفر لهم الطعام ومياه الشرب النظيفة واللعب دون خوف والنوم في أمان، أحرجني رمضان عندما طرح سؤاله: ماذا يختلف أطفال العالم عن أطفال غزة!؟ ولماذا لا تتوفر لهم حياة طبيعية وآمنة مثل باقي الأطفال؟! لم أتمكن من الإجابة واكتفيت بالدعاء لأطفال فلسطين! ولكن رغم هذه المعاناة التي يعيشها الأطفال في غزة إلا أن الإبداع يولد من رحم المعاناة دائماً، فعائلة رمضان استطاعت خلق طفل مبدع بل ومعجزة، لفت نظر العالم العربي بأسلوبه الفصيح وحفظه لأبيات الشعر وبإلقائه المبهر، ناهيك عن حفظه لأجزاء من القرآن الكريم وفهمه ووعيه لكل الأحداث حوله بل تحول إلى مراسل صغير ووثق الأحداث في غزة قبل لجوئه لقطر، وهذا لم يكن ليحدث لولا إصرار والده ووالدته الذين سخروا كل إمكانياتهم البسيطة في تربية أبناء مميزين يُشار إليهم بالبنان وهم لم يتجاوزوا العشر سنوات فماذا سيكون مستقبل الطفلين رمضان ووليد! لقد صَرح والدهم السيد محمود أبو جزر عن خطة تربيته لأبنائه منذ ولادتهم والاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتحفيظهم القرآن الكريم وأصول اللغة العربية والأدب والشعر وطريقة الإلقاء وتعزيز ثقتهم بأنفسهم أثناء مخاطبة الآخرين لذلك لا نجد ارتباكاً أثناء الحديث وتتفاجأ من تسلسل الأفكار واختيار المفردات الصحيحة وتطعيمها بالآيات القرآنية والحِكم والأشعار والمواعظ، فتربيتهم الطيبة جعلت منهم أطفالا مهذبين.. مثقفين واستحقوا أن يكونوا قدوة لباقي الأطفال بل وللكبار، فتكلم رمضان أبو جزر عن أهمية توزيع الوقت وعدم حرمانهم من اللعب وقضاء أوقات ممتعة مع أصدقائهم رغم تخصيص أوقات للتعلم والتدريب وهنا يأتي دور الأسرة في ذلك وعدم استسلامها لرغبات الأطفال في اللعب طول الوقت أو كما يفعل البعض في إلهاء أطفالهم بألعاب الفيديو التي في النهاية ستسبب لهم مشاكل جسدية ونفسية. التربية أمر جليل يقوم به الآباء واكتشاف بواطن القوة في أبنائهم وتحفيزهم وتنمية مواهبهم ومتابعتهم في كل صغيرة وكبيرة من أهم واجبات التربية الصحيحة والتي تقوم على تعاليم الدين الاسلامي والأخلاق وهذا ما نتمنى أن تنتهجه كل العائلات في تربية أبنائها.
1032
| 07 يوليو 2024
دائماً ما نردد «اللهم اكفنا شر تقلب القلوب، أو ثبت قلوبنا على طاعتك» وبما أن الله تعالى ورسوله الكريم ذكرا هذا الأمر وأوصيانا به، فهذا دليل قاطع على أن القلوب قابلة للتغير، وبالتالي النفوس أيضاً وربما المثل الشهير بأن «الفلوس تغير النفوس» إثبات على أن البعض تتغير نفوسهم وأطباعهم ربما من زيادة المال أو تقلد المناصب أو شهرة وغيرها من الأمور، وغالباً التغيير جراء هذه الأسباب عادة ما يصيب ضعاف النفوس أو كما نطلق عليهم أحياناً حديثي النعمة، فالبعض يتأثر نفسياً بكل الامتيازات التي تنهال عليه فتحدث تغيرات في شخصيته وغالباً ما تكون سلبية، فنجده يصبح حاد الطباع مع الآخرين وربما اصدقائه، كذلك يضع حواجز بينه وبين الناس قد تصل لأهله، البعض يتلبس القسوة وسلاطة اللسان وتجده يختلق المشكلات مع كل من حوله، بل ويتعمد أذى المقربين منه الذين يتعامل معهم بفوقية وعصبية تصل لعدم الاحترام، وبذلك يخلق عداوات لنفسه من أقرب المقربين إليه، فيعيش منبوذا ومكروها ويتمنى الناس زوال النِعم عنه لأنه لم يكن أهلًا لتلك الامتيازات التي ربما حصل عليها بالمؤامرات والطرق الملتوية وكأن كره الناس له عقاب الله العادل. نكرر الأدعية لنتقرب من الله فيبعدنا عن تلك النفوس المتغيرة الضعيفة غير السوية في الوقت نفسه لنقي أنفسنا من هذا التغيير فجهاد النفس من أصعب الأمور التي يمر بها الإنسان، فأن تبقى متزناً لا تغريك حياة الآخرين، ولا تنصاع لظاهرة الـ «ترند» وتبقى متمسكاً بدينك وأخلاقك في عالم أصبح يُبيح كل ما يخدم مصلحته، وأن تكون لديك مبادئ لا تقبل التنازل مهما كانت الإغراءات فكل ذلك من أصعب الأمور التي يمكن أن تجاهد نفسك عليها وتتصارع داخلياً بسببها، وربما تخسر الكثير ولكن إن كانت نفسك طيبة وتضع الله نصب عينيك فحتماً الله سينصرك وسيمدك بالقوة التي تحتاجها حتى لا تنجرف للتيارات الخاطئة والسلبية. لو تأملت حولك ستكتشف عددا من الأشخاص الذين غيرتهم ظروف الحياة ولكن للأسف للأسوأ فكنت تعتقد بطيبتهم ولطف أخلاقهم ولكن تحديات الحياة وظروفها كشفت لك مدى انانيتهم المدمرة وافتقارهم للمبادئ وعدم حفظهم للعشرة والمعرفة، بل رغم كل معروف قدمته لهم لم يترددوا في أذيتك والعبث بسمعتك وتسريب تفاصيل حياتك، فهذه الأشكال تخلق لديك أزمة ثقة في بقية الناس وترفض دخولهم في حياتك حتى لا تُصاب بخيبة أمل من جديد. البقاء على المبادئ ومراعاة الله في كل التعاملات وحفظ العِشرة ورد الجميل الطيب وترك الأثر الإيجابي من أهم ما يجب أن يعمل عليه الإنسان وهو من المكاسب الاجتماعية والتي تؤجر عليها بإذن الله، ولن يكون الأمر بالهين ولكن إذا كان أساس الشخص طيبا، وتم تربيته بطريقة صالحة وفي ظروف سوية وصحية فإنه حتماً سينشأ إنساناً متزناً محباً للخير، يتجنب أذى الناس ويحرص على طيب سمعته ويتفاخر بمحبة الناس له، فنحن لا نحتاج إلا التقدير، المحبة الخالصة، تبادل المشاعر، الطيبة والتعبير عنها بالكلام المؤثر، وذلك ليس بصعب إلا لمن عاش يحمل حقداً وغيرة في قلبه لذلك تنازل عن المبادئ لتفريغ طاقة الكره على الآخرين.
882
| 30 يونيو 2024
دائماً ما نقول لكل مقام مقال ونقصد فيها أن وجودنا في موقف معين يحدد مسار كلامنا واختياراتنا للموضوعات ومناقشتها مع الآخرين، فمثلاً من غير اللائق إلقاء النكات والطرائف في اجتماع رسمي لشخصيات بارزة أو قيادية، أو طرح مواضيع حادة للنقاش في عزاء مثلاً أو عند زيارة مريض في المستشفى، فيجب اختيار المواضيع حسب الموقف أو المكان الذي نزوره والأشخاص الذين نلتقي بهم، كذلك الحال بالنسبة للملابس فلكل مناسبة الملابس التي تليق بها، بل لكل جسم ملابسه الملائمة أيضاً، فما يُلبس في الاحتفالات والاجتماعات الرسمية مختلف عن تلك الملابس التي نرتديها في حفلات الأعراس العائلية أو حفلات التخرج والميلاد وغيرها، وهي مختلفة عن الزيارات العادية وكذلك مختلفة عن الملابس اليومية التي نرتديها للخروج لقضاء الاحتياجات أو ممارسة الرياضة وغيرها، ولارتداء الملابس إتيكيت وفن وبالتأكيد أن الملابس تعكس ذوق الشخص أولاً وتظهر جوانب شخصيته ومدى اهتمامه بشكله، فمعظم الناس يحكمون على الآخرين من خلال شكلهم وملابسهم، فإذا ما كانت الملابس نظيفة ومرتبة وملائمة للمناسبة أو الموقف كلما أعطى الشخص انطباعاً إيجابياً عن نفسه والعكس صحيح، فنجد مثلاً بعض الرجال قد يذهب أحدهم للمسجد لأداء الصلاة بملابس البيت أو غير مُهندم وهذا يعطي انطباعاً سلبياً عنه خاصة وأنه في بيت من بيوت الله، من جهة أخرى تبالغ بعض النساء خاصة في فصل الصيف في التعرّي فتلبس لباسا ربما مخصصا للبحر (مثل الشورت والتوب من غير أكمام) في المجمعات التجارية والمطاعم خاصة في دولة مثل قطر تهتم بالعادات والتقاليد وتعتز بالهوية الإسلامية العربية، كذلك بعض البنات المترددات على المجمعات يبالغن في الملابس والمكياج وربما تجد أن رموشها تسبقها في المشي وبالكعب العالي وللحظة تشعر أنها ستتعثر أمامك، الحال نفسه بالنسبة للبعض في مقر وظائفهم تجدهم يبالغون في (الكشخة) وكأنهن في تحدٍّ لعرض الماركات والمجوهرات! البعض في الحفلات النسائية يرتدين ملابس لا تتناسب مع أعمارهن، شكل أجسامهن، فيتسببن بتشوه بصري للأخريات المجبرات على مشاهدة تلك الملابس غير اللائقة شكلياً وجسمانياً، وفي المجالس الرجالية قد تتشابه الملابس (الثوب الأبيض) ولكن يظهر الهندام في نظافة الثوب والحذاء أو النعال (أجلكم الله) والغترة، فالبعض للأسف لا يكون ثوبه نظيفا وغترته صفراء وذات رائحة غير محببة مما يعطي انطباعاً سيئاً عن الشخص بل وعن نساء بيته اللآتي سمحنَ له بالخروج بهذه الطريقة غير المهندمة سواء كانت أما أو أختا أو زوجة! الملابس إحدى أهم الأساسيات التي لابد من اختيارها بحرص وعناية، لأنها تعكس جمال المظهر الخارجي وتُعبّر عن الذوق العام للشخص وتؤثر على الثقة بالنفس، ولا يهم إنفاق مبالغ خيالية على الملابس بقدر ما هو مهم الذوق الرفيع واختيار الملابس المناسبة لكل زمان ومكان، وأن تكون ملائمة للعمر وتعكس ثقافته وعاداته، وأن تناسب لون بشرته وأن تكون الألوان نفسها متناقسة، والأهم تلائم شكل الجسم ووزنه! وللسفر أيضاً ملابسه المناسبة حسب طبيعة وطقس البلد، فالمدن البحرية تختلف ملابسها عن المدن الداخلية والعواصم الكبرى، وألوان ملابس النهار تختلف عن ألوان الليل والجينز الذي ممكن أن يكون لبسا عمليا لطول اليوم لا تقبل به بعض المطاعم الراقية، لذلك لابد من التدقيق في اختيار الملابس أثناء تحضير شنط السفر ومراعاة الذوق العام للبلد وطبيعته! لتكن ملابسك متسقة مع شخصيتك وأخلاقك وتعكس هويتك وثقافتك، ولا تجعلها أغلى من أخلاقك فينبهر الناس لخارجك ويُصابون بالخيبة بعد الحديث معك!
2148
| 23 يونيو 2024
يقضي معظم الطلاب في معظم المراحل الدراسية أكثر من نصف يومه في المدرسة، فقد يبدأ يومه الساعة السادسة صباحاً ولا ينتهي إلاّ بعد الثانية ظهراً، وعندما يعود قد يتناول وجبة الغداء وحيداً ومتأخراً عن الوقت الصحي لتناول الوجبات للأطفال، وإذا ما احتاج أن ينام بعد يوم طويل تَلّقى فيه كما هائلا من المعلومات فإنه قد يفيق في وقت المغرب وسيبدأ رحلة المذاكرة اليومية وأداء الواجبات المدرسية إلى أن يأتي وقت العشاء فيتناوله وينام، هذا تقريباً جدول معظم الطلبة فأين الوقت الذي يقضونه مع أهلهم وأصدقائهم وأين الوقت لممارسة بعض الهوايات والخروج، فالطالب في دوامة وضغط قد تصل بالبعض للانهيار النفسي أو كره المدرسة وعدم الرغبة في التعليم، نظام التعليم المستمر طوال العام تقريباً وبعدد ساعات طويلة يضغط على الطلاب ولا يتيح لهم فرصة التمتع بطفولتهم، وربما بعض الأهالي العاملين يناسبهم بقاء أبنائهم في المدارس لوقت طويل نظراً لساعات دوامهم الطويلة، ولكن للأسف أن ذلك على حساب نفسية وصحة الطالب، فالطفل يجب أن يعيش طفولة سوية يتعلم فيها ولكن يلعب ويلهو أكثر، ويأكل أكلا صحيا وفي أوقات متقاربة، فالطفل الذي يخرج من منزله السادسة صباحاً وقد تناول فطوره ربما سيأكل وجبة في فترة الفسحة التي قد تكون في العاشرة صباحاً وستكون وجبته التالية بعد الساعة الثانية ظهراً، فهو وإن خرج من المدرسة الساعة الواحدة والنصف حسب القانون الجديد الصادر من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي فإن الطالب يحتاج على الأقل 40 دقيقة ليصل بيته بسبب الزحمة وربما مر على أخوته في مدارس أخرى، ففعلياً سيصل البيت مع أذان العصر في حين وجبة الغداء الصحية يجب أن لا يتجاوز وقتها الساعة الواحدة ظهراً!. من ناحية أخرى يُحرم الطالب من قضاء وقت مع أهله وأخوته وأصدقائه بسبب ضيق الوقت واحتياجه للنوم، كذلك يصعب ممارسة الهوايات التي يجب أن تكون ضمن النشاطات اليومية للطالب، فكيف سيتمكن الطالب من أداء أي نشاطات أخرى وقد أُنهك جسدياً ونفسياً وفكرياً في اليوم الطويل في المدرسة، فلا شعورياً قد يتحول البعض إلى شخصيات متمردة أو متنمرة نتيجة الضغط الدراسي، وإذا ما عملنا مقارنة بين الطالب والمعلم فنجد أنهم متساوون في وقت الدوام الطويل والإجازات تقريباً، الفرق أن المعلمين موظفون يتم دفع معاشاتهم والطلاب موظفون بدون معاشات، فلكَ أن تتخيل أن ما يتحمله الطالب يوازي ما يتحمله الموظف المعلم وأعتقد أن تلك الأعباء لا يجب أن يتحملها الأطفال، طول الحصة الدراسية أيضاً لها دور في إنهاك الطفل وفي الدراسات العلمية على طول مدة الانتباه لدى المراهقين الذين يتمتعون بصحة جيدة تتراوح بين الـ 10 -20 دقيقة، فكم من الطلاب يفقدون تركيزهم خاصة في الحصص الأخيرة من اليوم المدرسي الطويل والحصص الطويلة التي عادة ما تعتمد على التلقين وحشو المعلومات لاستكمال المنهج الدسم والطويل هو الآخر، فلا يكون هناك وقت كاف للتفاعل الطلابي والمناقشات، بل يُحرم الطلاب حتى من الحصص الخفيفة مثل حصص الرياضة والفنون الموسيقية والرسم التي كنا نستمتع بها أيام المدرسة في الثمانينيات!. وتتطلع رؤية قطر 2030 إلى «المحافظة على أسرة قوية متماسكة ونظام حماية اجتماعية فعّال لجميع القطريين ومؤسسات عامة فعالة ومنظمات مجتمع مدني قوية ونشطة»، ولكن بعض القرارات الوزارية لا تخدم تلك الرؤية فكيف تكون الأسرة قوية ومتماسكة إن كان الأطفال يقضون معظم يومهم في المدرسة وتأدية طلبات المدرسة، ولا يجدون الوقت الكافي لصحتهم النفسية وراحتهم وطفولتهم مع أهلهم!. • الأطفال والمراهقون بحاجة إلى النوم بشكلٍ كاف في أوقات النوم الصحية، وأكل صحي لبناء صحتهم وبنيتهم، ووقت للعب وممارسات الهوايات مع الأهل والأصدقاء لذلك لابد من تقسيم اليوم بشكل عادل ومناسب لنفسية الطفل الصحية. • بعض القرارات بحاجة إلى دراسة عميقة قبل تنفيذها خاصة إذا ما كانت لها انعكاسات على نفسية الأطفال والمجتمع بشكل عام.
1158
| 09 يونيو 2024
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4116
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1740
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1590
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1329
| 07 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
897
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
651
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
612
| 04 ديسمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
555
| 01 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل