رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
نظاراتي سوداء، تصبغ أقصى مدى لنظرتي بلون قاتم يتلاعب بحقيقة الألوان وتركيبة الأحلام المتفاخرة بهوية لا تليق بها. تبدو لي فكرة خلع النظارة مثيرة، أظنها تعجبني، ولكني أخشى ألا أستجيب وأتماهى مع تموجات ما تأتي به، وأصدم بحقائق كان يجب ألا ترى وأعود لإغماض عيني مجدداً كي أقي عقلي عناء تفسيرها وتحليلها وتجرع مراراتها، ربما لأن القوانين (بشرية) تُرتب كما أرادها أصحابها وليس كما أرادتها (العدالة)، كي تكون الألوان في نصابها المستحدث وليس الطبيعي والمفترض، والتي تُدار على طاولة عملاقة من الواسطة والمركز الاجتماعي والرصيد البنكي، فتخرج أنيقة مرتبة سليمة الصورة، بيضاء الواجهة، ولكنها قد تسقط في باحة (البشوت وحب الخشوم) وتخرج بريئة من دم الغلابة ضحايا ما فوق الطاولة وتحتها، وكل ذلك يشعرني بالخيبة والخوف من رؤية الحقائق كما هي. الاستسلام لا يعني الضعف بل الانسجام.. والصمت لا يعني الرضوخ بل التعايش، والتعايش هو الحل الأمثل للتواري عن القناصة، فالموت الطبيعي أقصى حلم لمن هم خارج دائرة الصراع. في كل ساعة عربية يتساقط الضحايا على أبواب المسؤولين صرعى العجز والقهر وتسول الحق، ومع ذلك تستمر الحياة، ويتوالد العاجزون أكثر فأكثر، وتتكرر القصة حتى الفناء. لماذا نظارتي سوداوية؟! لأن الأنين المخنوق في حناجر لا تتكلم يفسد شكل الحياة، ويشوه منظرها في عيني، لأن صوت طرق الأبواب التي لا تُفتح يزعج أذني ويقض مضجعي، لأن الظلم وحاجة المتعب والمسكين والمتألم تقتلني، بت أخاف أن تسقط السماء علينا ذات يوم، ونؤخذ في رحى الأكثرية الفاسدة. ليس دائماً أن تحمل الغيوم الخير، وليس دائماً أن تغني العصافير في الفجر، الحكاية بسيطة منسوجة بين مصراعي باب يُفتح ويُقفل بانفتاح العقول وانغلاقها، بين نقاء الضمير وتشوهه، بين الإيمان بحق الآخر وحقنا، بين المبدأ فوق الطاولة أم تحتها، بين الوفاء بالقسم ونكثه، إذن هي مسألة بسيطة بين متناقضات، عليك أن تختار أحدها إما هذا أو تلك، أما أن تكون صاحب لعبتين ووجهين وبابين فهذه كارثة انسانية لا تليق بعقول يُفترض أن تدير المستقبل. لو أرهفتَ سمعك بين ردهات المباني، وتركت لتعالي نعالك أيها (المسؤول) فرصة أن يستمع لهمهمات تخرج من صغار البشر كالموظفين الصغار والمراجعين وأصحاب الحق والحاجة لربما سقط المطر واخضرت الأرض وتراخت الأبدان اللاهثة خلف حق معلق بكف بشري. أخاف أن تعلق النظارة على وجهي، فأعيش مخدوعة وأموت كذلك، وأخاف أن أخلعها وأعيش مقهورة وأموت أيضاً كذلك، في الحالتين خائفة. المقال ليس محصوراً في شيء محدد ولا أشخاص محددين ولا مجتمع محدد، هو رسالة لأبواب مؤصدة، اعتادت الغلق والانغلاق والفلق والانفلاق على مبادئ ذات لونين، لا يتغيران (أسود وأبيض)، كفيلان بمسح أي لون جميل آخر للحياة ولمن هم خلفها. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. هناك في السماء يراقبنا العادل، يتأملنا، يتابع خطواتنا، إخفاقاتنا، أخطاءنا، بكاءنا ونجوانا، يسمع دعاءنا ويشهد كذبنا وزيفنا ومراوغتنا ونهشنا للأمانة، وغلطة قلوبنا، وهو أيضاً الكبير والأعظم الذي لا يفصلنا عنه حاجز بشري ولا اسمنتي، والذي لو وقف على بابه أكثر المخلوقات ضعفاً وسوءاً لن يرده.
314
| 14 مارس 2012
نظاراتي سوداء، تصبغ أقصى مدى لنظرتي بلون قاتم يتلاعب بحقيقة الألوان وتركيبة الأحلام المتفاخرة بهوية لا تليق بها. تبدو لي فكرة خلع النظارة مثيرة، أظنها تعجبني، ولكني أخشى ألا أستجيب وأتماهى مع تموجات ما تأتي به، وأصدم بحقائق كان يجب ألا ترى وأعود لإغماض عيني مجدداً كي أقي عقلي عناء تفسيرها وتحليلها وتجرع مراراتها، ربما لأن القوانين (بشرية) تُرتب كما أرادها أصحابها وليس كما أرادتها (العدالة)، كي تكون الألوان في نصابها المستحدث وليس الطبيعي والمفترض، والتي تُدار على طاولة عملاقة من الواسطة والمركز الاجتماعي والرصيد البنكي، فتخرج أنيقة مرتبة سليمة الصورة، بيضاء الواجهة، ولكنها قد تسقط في باحة (البشوت وحب الخشوم) وتخرج بريئة من دم الغلابة ضحايا ما فوق الطاولة وتحتها، وكل ذلك يشعرني بالخيبة والخوف من رؤية الحقائق كما هي. الاستسلام لا يعني الضعف بل الانسجام.. والصمت لا يعني الرضوخ بل التعايش، والتعايش هو الحل الأمثل للتواري عن القناصة، فالموت الطبيعي أقصى حلم لمن هم خارج دائرة الصراع. في كل ساعة عربية يتساقط الضحايا على أبواب المسؤولين صرعى العجز والقهر وتسول الحق، ومع ذلك تستمر الحياة، ويتوالد العاجزون أكثر فأكثر، وتتكرر القصة حتى الفناء. لماذا نظارتي سوداوية؟! لأن الأنين المخنوق في حناجر لا تتكلم يفسد شكل الحياة، ويشوه منظرها في عيني، لأن صوت طرق الأبواب التي لا تُفتح يزعج أذني ويقض مضجعي، لأن الظلم وحاجة المتعب والمسكين والمتألم تقتلني، بت أخاف أن تسقط السماء علينا ذات يوم، ونؤخذ في رحى الأكثرية الفاسدة. ليس دائماً أن تحمل الغيوم الخير، وليس دائماً أن تغني العصافير في الفجر، الحكاية بسيطة منسوجة بين مصراعي باب يُفتح ويُقفل بانفتاح العقول وانغلاقها، بين نقاء الضمير وتشوهه، بين الإيمان بحق الآخر وحقنا، بين المبدأ فوق الطاولة أم تحتها، بين الوفاء بالقسم ونكثه، إذن هي مسألة بسيطة بين متناقضات، عليك أن تختار أحدها إما هذا أو تلك، أما أن تكون صاحب لعبتين ووجهين وبابين فهذه كارثة انسانية لا تليق بعقول يُفترض أن تدير المستقبل. لو أرهفتَ سمعك بين ردهات المباني، وتركت لتعالي نعالك أيها (المسؤول) فرصة أن يستمع لهمهمات تخرج من صغار البشر كالموظفين الصغار والمراجعين وأصحاب الحق والحاجة لربما سقط المطر واخضرت الأرض وتراخت الأبدان اللاهثة خلف حق معلق بكف بشري. أخاف أن تعلق النظارة على وجهي، فأعيش مخدوعة وأموت كذلك، وأخاف أن أخلعها وأعيش مقهورة وأموت أيضاً كذلك، في الحالتين خائفة. المقال ليس محصوراً في شيء محدد ولا أشخاص محددين ولا مجتمع محدد، هو رسالة لأبواب مؤصدة، اعتادت الغلق والانغلاق والفلق والانفلاق على مبادئ ذات لونين، لا يتغيران (أسود وأبيض)، كفيلان بمسح أي لون جميل آخر للحياة ولمن هم خلفها. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. هناك في السماء يراقبنا العادل، يتأملنا، يتابع خطواتنا، إخفاقاتنا، أخطاءنا، بكاءنا ونجوانا، يسمع دعاءنا ويشهد كذبنا وزيفنا ومراوغتنا ونهشنا للأمانة، وغلطة قلوبنا، وهو أيضاً الكبير والأعظم الذي لا يفصلنا عنه حاجز بشري ولا اسمنتي، والذي لو وقف على بابه أكثر المخلوقات ضعفاً وسوءاً لن يرده
506
| 13 مارس 2012
كان هدوؤه غريباً.. ممزوجاً بالارتباك.. ولكنها كانت ذكية بما يكفي لتدرك أن هناك شيئا ما.. مخيفا.. فقد حفظته أكثر مما تحفظ نفسها لأنه زوجها وأبو أبنائها، ولأنه الحب الوحيد الذي عرفه قلبها.. جلست في إنصات تزينه ابتسامة رمادية محاولة كبت شعورها بالقلق.. بلا مقدمات قال: أنتِ أم أولادي، وأقدر لكِ كل شيء فعلته من أجلي، ولكني أود الانفصال.. عقلها تخيل كل الأمور السيئة التي من الممكن ان تخطر في بال بشر، ولكن كان الطلاق الشيء الوحيد الذي لم تفكر به، لأنه لا سبب مقنعا له، سوى تجديد الحياة! قالت والذهول يخيم عليها: لماذا؟! أجاب بجدية: لا يوجد سبب سوى أنني أريد أن أتزوج بأخرى وهي اشترطت طلاقك.. هل هناك أذى لامرأة في العالم أكبر من هذا!، هل هناك جرح أعمق من هذا لأنثى!، هل هناك خيانة للعشرة أكبر من هذا!، لا.. أجابت بكبرياء الأنثى القوية التي ناضلت سنوات لتصنع عائلة سعيدة، وبصعوبة والألم يعصر قلبها ولسانها، وكل جزء في روحها: إن كان هذا ما تريده فهو لك، لا أستطيع أن أبقى مع رجل لا يريدني، مع رجل باعاني بأرخص الأثمان، ولكن ماذا عن أبنائنا؟! أجاب: لن يتغير شيء، سأقدم لكِ ولهم كل شيء.. ابتسمت: مادياً! أجاب بثقة: نعم ومن نواحٍ أخرى. كانت تعلم أنه لن يفي بوعده مهما حاول، فوجود إمرأة أخرى سيسرقه عن أبنائه وعن رعايته الكاملة، لهم ومع ذلك، قالت: لك ما تشاء. هكذا انتهت إحدى قصص الطلاق في مجتمعنا، التي تتكرر دائماً بأسباب وبدون أسباب.. كانت أم عبدالله قوية، قررت أن لا تنكسر، وألا تسمح لخيبة زواج أن تهدم كينونتها كامرأة، التحقت بوظيفة تحقق لها ذاتها المجتمعية، وأكملت دراستها الجامعية، وهاهي الآن في السنة الثالثة. برغم تلك القوة وتلك الإرادة المتفردة، إلا أنني كنت ألمح الحزن في عينيها كلما التقيتها، كنت التقطه من صمتها، من ابتساماتها، من أحاديثها وآهاتها، هي مازالت تحبه، مازال أول رجل كسر خريطة أحلامها، ولكن هذا هو الواقع، هي إمرأة مطلقة الآن، وآخر ما تفكر فيه أن ترتبط من جديد برجل آخر يتعسها، أو يؤذي أبناءها، ويحول قصتها إلى نسخة أخرى من مسلسل التعاسة والطلاق في حال عدم التوافق وإيجاد السعادة، فالزواج في مجتمعاتنا الخليجية مرهون بلعبة (البطيخة) يا حمرا يا بيضا!!، فأهل الشباب يمنونه بمواصفات فتاة خارقة، وأهل الفتاة يمنونها بأنه الرجل المناسب، بناء على كل الإيجابيات المتوفرة، وعند بدء العشرة تظهر التناقضات والاختلافات وتبدأ التعقيدات، إلا فيما قل من النجاحات والتوافق، إذ أن التوافق ليس له نسب واضحة لاختلاف الأرواح والعقول، ولا أحد يستطيع أن يضمن النجاح مهما وجد الأسباب. كنت ومازلت أؤمن بأن الانفصال المبكر أفضل من الانفصال بعد سنوات طويلة، لما سيخلفه من نتائج أكبر، مع زيادة عدد الأبناء، لأن الضرر بالدرجة الأولى يقع عليهم، فهم من سيدفع الثمن في النهاية أكثر من الطرفين الآخرين، قد يبدأ الرجل نفسه من جديد لسهولة هذا عليه، ولكن ماذا عن الأم؟! هي من ستدفع عمرها الباقي تعيسة وحيدة موصومة بتهمة الانفصال! والنتيجة جيل آخر، سيكرر نفس السيناريو وربما بذات التفاصيل. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. لا أحد منا يستطيع ضمان شيء في هذه الحياة، ولكنه يملك القدرة على الاختيار الأفضل، والقرار الأجدر بالاتخاذ، التضحيات ضرورية إذا كانت الأضلاع كثيرة، ولكن من منا يستطيع إدراك هذا قبل فوات الأوان، هل سألتم أنفسكم هذا السؤال قبلاً.. ربما..
609
| 07 مارس 2012
جميلة، متعلمة، موظفة، رسامة، إنسانة متكاملة تقريباً، ولكنها منذ سنوات على ذات الحال من الروتين في كل شيء، كنت أستغرب هذا وأنا أراها شخصية مميزة بفكرها وأخلاقها، حتى أتت الفرصة لأسألها: ألم تفكري في إقامة معرض لرسوماتك؟ اصطبغ وجهها بلون باهت ثم قالت: لا أريد، لست بارعة كفاية! بالأحرى أخشى الفشل! كانت إجابة لم أتوقعها، ولكني استمررت في نبش إبداعها المشوب بالخوف، حتى استطعت أن أفهم أنها فقط لا تثق بقدراتها فقط، وتخشى الوقوع قبل المسير، وتجهل مستوى طاقاتها الإبداعية، مثل هذه الفتاة العديد ممن يملكون مواهب وقدرات مميزة وقد تكون مدهشة ولكنهم لا يدركون قيمتها وإن أدركوها ركنوها في زاوية الهواية والأضواء الخافتة، البعيدة عن التعليقات. في مجتمعنا نفكر دائماً في ما سيقوله عن الآخر، حتى ولو كان خاطئاً إلا أنه يؤثر بنا ويعوق الكثير منا من أن يكون على سجيته، أو أن يظهر بطاقاته الإبداعية علناً، وكمثال، العديد من الشباب يرفضون الظهور أمام الكاميرا لشعورهم بالخوف من سخرية أصدقائهم أو لعدم ثقتهم بأنفسهم أو بقيمة آرائهم، الأسباب مختلفة، ولكنها في النهاية واحدة وهي فقدان الثقة بالذات. كيف يمكن أن نعزز ثقتنا بأنفسنا، كيف يمكن أن نُخرج كل ما لدينا كما نحب وكما نريد دون خجل أو خوف أو قلق من عين الآخر، كيف يمكن أن نكون مبدعين بما لدينا من أشياء بسيطة أو مميزة دون الحاجة إلى من يقول لنا ذلك؟ المشكلة تبدأ من الصغر عندما يُعلم الطفل بمجموعة قوانين غير مفهومة وأحياناً غير مقبولة، لا تفعل ولا تتكلم، قل هذا ولا تقل هذا كن هذا ولا تكن هذا، لماذا لا يعرف ولمن لا يعرف، يخرج ويكبر ليكون شخصاً آخر لا هو، شخصاً يريده المجتمع فقط، يكون نسخة مكررة لآخرين ارادوه هكذا فكان. وفي النهاية تتبلور صورة ليست حقيقية، تنعكس من خلالها وجوه وتصرفات مسلوبة الحق والثقة بشكل وبآخر.. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. الثقة بالنفس أهم المحطات التي تنطلق منها لتحقيق طموحك، لأنك حينها ستثق في قدراتك وبأحقيتك لتحقيق ذاتك، ولن تكون أحلامك وأهدافك سوى نقاط تسعى لها لتثبت هذه الثقة، لا تسمحوا للظروف والمحبطين أن يسلبوكم هذه الثقة والأهم ثقوا بالله، فهو القادر على منحكم هذه الهمة، حاولوا أن تتجردوا من سطوة الخجل وتخرجوا إلى العالم كما أنتم وكما تحبون، عندها ستعرفون قيمة ما لديكم وستستمتعون بحياتكم أكثر..
1459
| 22 فبراير 2012
يبدأ الخطر من مستصغر الشرر.. وتفوح الروائح إذا كثُرت المدائح.. وتعظم الخسائر إذا كبرت الظواهر.. على ضوء هذه العبارات نستشف الكثير من المعاني ولكن كل على طريقته وكل على حسب فهمه.. وعلى ما يحمل من أفكار وآراء وهموم حقيقية تجاه الوطن والحياة.. وكل ما يحمل من قيمة مهمة في حياته، وبما أننا جميعاً نحب هذه الأرض ونحمل الكثير في دواخلنا لها.. علينا أن نشير بكل وضوح إلى كل خلل وأن نتحدث عن كل ما نراه يشوه جمالها بلا ضيق أو حرج ففي النهاية جميعنا ننشد لها الجمال والتقدم، ولكن علينا أن نبتعد عن السوداوية، وننظر بتفاؤل، أؤمن أن الأمل، دافع جميل للعطاء.. لقد اعتدنا في الآونة الأخيرة على رؤية الباصات الكبيرة التي تحمل عشرات العمال المتكدسين بعضهم على بعض نهاراً ومساءً.. واعتدنا رؤيتهم كمجموعات في الشوارع والأسوأ اعتدنا على رؤيتهم قريباً من منازلنا لأن الكثير منهم يسكن حولنا في مناطقنا المأهولة بالعائلات والتي اعتادت هي أيضاً على رؤية البعض منهم عرايا وكأنهم في بلادهم.. والحمد لله مازلنا بخير لم تظهر تلك الجرائم الكبرى والمخاطر ولكن، هذا لا يعني أن ننتظر حدوث الخطر كي نفكر في حل ما. منذ فترة استيقظ جيراننا ليجدوا مواسير المياه النحاسية مسروقة من العمارة السكنية التي يقطنون فيها وذهبوا ليبلغوا عن ذلك فعرفوا أنهم رقم أخير في سلسلة بلاغات عديدة، ومازلت أتذكر منذ فترة وفي وقت متأخر ليلاً وجد أخي اثنين من هؤلاء العمال يبحثون في حاويات القمامة.. فتقدم وسألهم: عن ماذا تبحثون..؟! وكانت الإجابة مؤلمة يبحثون عن طعام وعن القطع المعدنية ليبيعوها ويشتروا الطعام.. فمن استجلب هؤلاء أحضر عدداً كبيراً وتركهم بلا عمل ولا مال وبالتأكيد بلا سكن مناسب، وإن وفر العمل تأخر في الرواتب. والسؤال المهم هنا: من المسؤول عن هذه الشركات التي تجلب هذه الأعداد الكبيرة من العمالة..؟! ولماذا حملات البحث والمتابعة التفتيشية لا تتم إلا كل أربع أو خمس سنوات وبالأخص في هذه الفترة التي تحتاج فيها البلاد إلى هذه العمالة..؟! أليس من المفروض أن يكون هناك استنفار لتمشيط جميع الشركات وغيرها..؟! أتصور لو كل شركة ومستقدم سئلوا عن عدد ما يملكون منهم بإثباتات واضحة تحدد كل فرد منهم أين يعمل وأين يسكن ومتى سيغادر، كنا سنتفادى كثيراً من المشاكل التي قد تظهر وتتفاقم مع الأيام إذا لم نعالجها.. فهذه العمالة السائبة إذا تركت بلا عمل وحتى لو عملت ولم تسلم رواتبها في وقتها المحدد من الطبيعي أن تتجه إلى الإجرام وإلى تكوين العصابات.. إن ما نطلبه من إدارة البحث والمتابعة أن تنشط جهودها أكثر وأن تكثف حملاتها بشكل دوري ومستمر وتسيطر بسلطتها على من يتجاوز القوانين لأنها هي الجهة المسؤولة والمراقبة على هذه الشركات التي لا تهتم للأسف إلا لما تكسبه فقط.. بقيت لي سطور.. يقولون (المال السايب يعلم السرقة) وإذا لم تُفتح العيون على عديمي الضمير ومن يعملون بالدرجة الأولى من أجل أنفسهم سنخسر الكثير لأنهم سيسرقون منا الأمان والاطمئنان والسلام قبل أن يسرقوا منا ما يملأ جيوبهم.
342
| 18 يناير 2012
لا شيء يعود للوراء، كل شيء منطلق إلى الأمام، يتصاعد كما تتصاعد الأحلام في مخيلات الأطفال، سريعة، لا تهتم بعقبات أو عواقب.. حلمنا وحققنا، كنا وأصبحنا، أردنا ووصلنا، مضينا ومضت الأيام بنا، حتى تغير كل شيء، وتغيرنا. رغم تماشينا مع واقع أحلامنا إلا أننا ما زلنا نحتفظ بمخزوننا الثقافي والتراثي والأخلاقي وكل ما حملناه معنا من طفولتنا المختلفة، ولكن ماذا عن الجيل الجديد الذي خرج ليسابق بأحلامه الأبراج، ويتعلم اللغات ليندرج في خريطة التحديات، هنا يجب أن نتوقف كثيراً لنفكر في هذا الجيل أو الأجيال القادمة التي ستحمل الهوية الوطنية معها وستبني كما بنى ويبني من قبلهم لتكمل المشوار، كيف ستحافظ هذه الأجيال على قيمّها الوطنية والتاريخية والتراثية في ظل الانطلاقات الكبرى، ما دور الأهل والمدارس والمؤسسات؟ ما حجم المسؤولية التي يجب أن توضع في أجندة كل مسؤول عن محيطه؟، الأسئلة كثيرة، لماذا بدأت بهذه المقدمة، حسناً، فاجأتني إحدى قارئاتي الصغيرات (نجلاء) التي أحبت أن تكون معي في عالم (البلاك بيري) ببرودكاست كانت تتحاور فيه مع زميلاتها في الدراسة، وكنت أتابع بصمت خط تفكيرها، وتجاربها الحياتية التي يكشفها هذا الجهاز بذكاء، وأتأمل تميزها كفتاة صغيرة تحاول اجتياز الحياة بالتسلح بالعلم، تقول معلمتها الأجنبية: انها تدخن في (البريكات) وتشرب في نهاية كل أسبوع لترفه عن نفسها، فهذه متعتها وأسلوبها الحياتي، كانت نجلاء التي لا تعرف ولا تفهم معنى المزاج في ثقافة هؤلاء ولا أن تستوعب وبسرعة خطورة ما كانت تردد هذه المعلمة على مسامع تلميذاتها الصغيرات، اللائي وبلا شك البعض منهن مفتون بوهج الثقافة الغربية، و(ضجيج الهوب هوب)، تساءلت وأنا لا أعرف بماذا أجيبها بالضبط وأنا أدرك أن هذه الثقافة إن لم تأخذها من مقاعد الدراسة ستتلقاها من فوهات الإعلام الفضائي الذي تضج به السماء. خصوصاً ونحن في زمن مفتوح، يلهب أحلام المستقبل. نحن وإن فرضنا أخلاقياتنا بشكل خارجي في المظاهر العامة للحياة إلا أننا لا نستطيع التدخل في سلوكيات البعض من هؤلاء ولا أن نعين عليهم مراقبين يتابعون كل كلمة يتلفظون بها، إذن لابد من أن يكون هناك حل، والحل لن يأتي إلا إن ترك المسؤولين عن مناهج التعليم، الأجنبي المختلف بفكره وأخذ بالمعلمين الماهرين في اللغات الأجنبية من العرب المسلمين، أعتقد إن لم يضعوا في حسبانهم ذلك، ستتغير أشياء كثيرة أهمها الثقافة الوطنية التي نفخر بها. كم أتمنى أن لا تستهينوا بما أقول وبما قال قبلي الكثيرون، إن أبناءنا أمانة في أعناقكم فما بالكم بالوطن الذي لا أبناء ولا غيره بدونه. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. تعزيز التراث والهوية الوطنية لن يتبلور فقط في جهود بعض المسؤولين من اقامة الفعاليات والمهرجانات بل يأتي من الداخل من التربية الأدبية والتعليمية، عليكم أن تتأملوا فقط هذا الجيل، وستعرفون ما أعني، وكم أتمنى أن تدركوا ذلك قبل أن تضروا أجيالا دون أن تشعروا، وعندها سترددون ليت الي كان ما كان.
1047
| 04 يناير 2012
"محدش بياكلها بالسّاهل" صدقت ريّة صاحبة أشهر جرائم القتل في مصر وأقدمها، فأكثر أمور الحياة لا تأتي بسهولة، كل شيء يريد المقابل والجهد وأحياناً يريد أكثر من هذا كله. لا أعرف هل هو تعقيد البشر أم هي هيكلة الحياة هكذا منذ خلقنا!. قد نكون أفضل من غيرنا وهذا أكيد، فنحن بخير برغم الصعوبات والتعب والقلق، ننعم بصحة وعافية وستر بفضل الله وبالأمان، فمجرد أن تغلق بابك عليك مطمئناً أن لا أحد سيعتدي عليك أو على عرضك وبيتك، هي قمة الراحة والسعادة. فالخوف شعور قاتل، قادر على سحق أقوى الموانع وأشدها قسوة، إذن الشكر والامتنان لله واجب يجب ألا يفوتنا أو لا ننساه للحظة مهما انشغلنا وتشاغلنا. برغم التعب واللهاث والخوف والقلق والإخفاق والنجاح، إلا أن لكل شيء متعة خاصة، تتضح متى ما استشعرنا قيمة سلوكياتنا، وما نعمل تجاه حياتنا من تعامل وتعايش مع من حولنا وأعمالنا، ومتى ما لمسنا نتائج ما نقدمه معنوياً ومادياً. منذ فترة قريبة داخلني الشيطان بوسوسته فغرقت في كآبة مخيفة، ردمت كل ذلك الطموح الذي تميزت به وناضلت من أجله، فالتفكير في الغد وما سيحمل لي أصابني بخوف رهيب وقلق ساذج حولني في ليلة وضحاها إلى كتلة صامتة تتحرك في مدارات ضيقة ومشوشة، حتى استجمعت نفسي في ليلة مناجاة بالله، أصبحت بعدها أفضل وأكثر هدوءًا، وبعد تأمل طويل توصلت إلى أن الثقة بالله أولاً ثم بالنفس هي أهم الخطوات التي ستعيد خطواتي إلى مسارها. الثقة، وتأمل الخير مفتاح سحري، يفتح الأبواب المغلقة وإن تأخرت، يغيران طعم الحياة ويمنحانا الشعور الأفضل تجاه الحاضر والمستقبل، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (تفاءلوا بالخير تجدوه) وصدق رسولنا الكريم، عشت شخصياً تجارب افترضتها بيضاء وخير وأقبلت على كذلك، ومتأكدة أن كثيرا منكم حصل معه ذلك، صحيح أن هناك أمورا تعاكسنا وقد تخيب (هفواتنا) لكن متى ما اعتبرناها امتحانا من الله وتعاملنا معها بصبر وحكمة ودفعنا سوادها إلى الخلف كلما عشنا بشكل أفضل. جميل أن نفكر في المستقبل ونكرس جهودنا لتحقيق شيء أفضل له، ولكن الأجمل أن نتعايش مع حاضرنا على حقيقته وبساطته، فنحن لا نعرف ماذا يحمل لنا الغد، ولا نعرف متى سنرحل، لذا أن تشقي نفسك في التفكير الدائم بالمجهول ستكون قد حكمت على نفسك بإهدار صحتك ووقتك وأجمل ساعات حياتك. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. شارفت السنة الميلادية على الانتهاء، ولم يبق منها إلا القليل، سترحل وستأخذ معها كل ما أتت به، وربما قد تأخذنا معها، لا ندري، رحيلها سيكون فرصة مناسبة لفتح صفحة جديدة مع الذات، ومصالحة للنفس، ومراجعة لكل خطواتنا التي فقدنا بعضها في لهاثنا الأناني. فسنة جديدة ستأتي وكم أتمنى أن تكون جديدة فعلاً علينا جميعاً، نغير فيها ما يستحق التغيير، باتخاذ قرارات حاسمة وجريئة، وأن نبدأ بتنفيذ أحلامنا مهما كانت بعيدة ومستحيلة، فالمحاولة جزء من السعادة، فعلى الأقل عندما لا تصل لشيء ستقول، لقد حاولت، ولا تنسى (محدش بياكلها بالساهل ).
1485
| 28 ديسمبر 2011
بسيطة..عقدوها وهي بسيطة، جملة وردت في مقطع لأغنية لا تحضرني الآن لكنها علقت في ذاكرتي أو بالأحرى في كثير من المواقف التي تستحضرها لي، لأجد نفسي أفكر في حجم تعقيد هذا العالم الكبير، وأتأمل في صمت تعقيد البشر وبروتوكولاتهم التنظيمية للحياة بمختلف مناحيها ومدى تضخيمهم لأمور سهلة وبسيطة ولكن لكي تنتظم يجب أن تتعقد وأن تسعى جاهداً لفك فواصلها. فإذا أردت الانتهاء من معاملة لك في احدى الجهات عليك أن تستميت قبلاً في أن تقتنص لك موقفاً ترمي فيه همّ سيارتك المرتعبة من كثرة لفّك بها على الطرقات المزدحمة بلهاث دائم خلف قوت الشهر، وبعد أن تستكين عليك أن تبلع قرصاً من التحمّل لأنك قد تضطر لأن تأتي أكثر من مرة لذات المكان للانتهاء من ورقة واحدة، المسألة بالنسبة لي أصبحت تعود للحظ فإن رضيّ عنك أحد الموظفين فأنت بخير وإن لم يرض لأسبابه سواء أكانت نفسية أم مهنية فعليك الصمت والابتسام والصبر، واستمرار النضال، ربما تفكر فيما لا تحب أن (ترز وجهك) لواسطة ما تعلم أنها قد تنهي موضوعك باتصال وكلمة، والغريب أن المعقد بقدرة قادر يتحول إلى شربة ماء سهلة لم تتوقعها، ولكنك في مقابلها أهدرت مبادئك وقناعتك فاستخدام ما لا تحبه للوصول إلى خلاص معاملاتك كان حلاً لابد منه في وقتنا هذا. اعتدت تقريباً على اتصالات الأصدقاء لمساعدتهم في أمور بسيطة ولكنها تحتاج علاقات عامة يتأملون أنها لدّي، وأنا بنفسي شخصياً أحتاج إلى دفتر تلفونات كبير لأنتهي من معاملاتي ولكني أجامل وأحاول ما أستطيعه، أنجح أحياناً وأفشل كثيراً، ولكني بصدق وحب كبير أحاول، ربما الحب يدفعني وربما الواجب، لا أعرف، ولكنه ما يدفع العديد منكم لذات الموضوع، فنحن في مجتمع مجامل طيب الخِلقة والنشأة ولكنه مقعد التحرك!. حتى حياتنا الخاصة وعلاقاتنا ومشاعرنا وظروفنا جميعها خضعت للتعقيد، فإذا لم تنته من نفسك دخلت في غيرك بمعنى إذا تخلصت من تعقيدك البشري المرتبط بمحيطك وعاداته وتقاليده وظروفه وتسامحت مع ذاتك ستجد نفسك دخلت مع الآخر المرتبط بك، فلا شيء ينتهي ببساطة، لأنه عليك أن تقدم تبريراتك الدائمة وأعذارك وتفسيراتك وتدخل في نقاشات طويلة يتخللها الفشل والنجاح ولكنك تستمر لأنه لابد من النضال والمحاولة ففي النهاية هذا هو أنت وهذا هو الآخر وهذا هو محيطك وطريقته في التعايش والفهم والتعامل! تسارع الحياة وتصاعد تعقيداتها توقعنا أحياناً في أخطاء أو ارتباكات لا نقصدها ولكنها واردة لأننا مشوشون بضغطها علينا ومتوترون في حساب عقاربها، لذا علينا التفكير بحلول تريحنا وتخفف علينا هجوم الواقع ومن فيها، ولن أكون مثالية في حلي البسيط ولكنها محاولة قد تنجح وقد العكس في النهاية علينا المحاولة لأنه لا خلاص ولا مناص عن فكرة التهدئة وابتلاع أدوية ديناميكية معالجة لها، البداية قد تكون بالتفاؤل والاستبشار بالأمل لأنها إذا لم تكن معنا منذ البداية لن ننجح في تجاوز أبسط الأمور وأكثرها تعقيداً، ربما لأن الأمل يجدد تراخي النفس ويعقم إحباطها المتوقع، فالحياة برغم كل صعوباتها جميلة وتستحق الاستمتاع بكل لحظة، جربت شخصياً التنفس بعمق والتفكير في الإيجابيات وأن النهاية لابد أن تكون جيدة وفي صالحي مهما تأخرت، أعلم أنه كلام مثالي ولكنه حقيقة تجربة، الصباح، الألوان، وجوه الناس، ملمس الأشياء ومنها الأوراق، أشكال المباني وطاولات الموظفين، وآلات أرقام الطوابير، والرسوم والشعارات، وغيرها جميعهاً مبعثاً للتأمل. الابتسامة في وجه النضال تحدٍ للذات ولهجوم العصبية والتوتر، فالقلق لن ينتهي وسيستمر، لذا البدائل والمسكنات قد تعطينا فرصة للتماهي والتجاوب وتحمل الضغوط. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح. ابتسم في كل صباح، وجاهد لأن تكون بخير، واعمل بإخلاص وولاء ووفاء وأنت تستشعر رحمة الله وقربها منك، ومراقبته، فأنا أعمل وأنت تعمل وجميعنا نمرّ بذات المواقف بعضنا محظوظ وبعضنا يجاهد، في النهاية هي حياة ماضية فلنعشها بأكبر قدر من الصبر والتفاؤل، وكان الله في عوننا جميعاً.
612
| 26 أكتوبر 2011
عندما اتخذ قرارا بأخذ إجازة أجد نفسي أفكر في استغلال كل لحظة ستمر بها وفي فعل كل الأشياء التي أحبها وأحتاجها وأجلتها حتى الوقت المناسب طوال الأسبوع أو السنة بسبب العمل وروتين الحياة المهني المتعب والإنساني المعقد وأقلها الراحة والاسترخاء التام على ضوء أبجورة هادئة ورواية جديدة تنتظر أن أسفك سطورها بفضولي، أو الابتعاد والسفر إلى أي مكان يفصلني عن الارتباط بالمسؤوليات، ولكن وبرغم حرصي على فعل ما أحبه فإن الحياة في كثير من الأحيان تسحبني إلى واقع أكثر جدية والتزاماً فأجد نفسي في أكثر الأوقات أساير الكون من حولي لأنتهي في سلسلة من الواجبات والالتزامات ومع الأيام أفقد متعة الإحساس بنفسي لأني ككل البشر مرتبطة بعالم كبير من حولي، عالم أناني يحب نفسه، البيت، الأسرة، الأصدقاء، الزيارات الأهلية، العمل، وغير ذلك، كل تلك الأمور وإن ارتبطت بنا هي واجبات علينا تأديتها وممارستها فهي حق من حقوق الآخرين، حسناً، ونحن؟، ماذا عن إنسانيتنا، رغباتنا، وجودنا، أوقاتنا، ماذا عما نحب وما نكره، ما الذي يسعدنا أكثر ونفتقده ونريده؟ ما الذي نحتاجه؟ ، لدى كل واحد منا نقاط معينة يستشعر منها السعادة قد تكون للآخرين عادية وغير مهمة ولكن بالنسبة لنا قد تكون هي السعادة بذاتها، تمنحنا الراحة والشعور بالرضا، ولكن هل ندرك ما نريد وما نحب دون أن تختلط علينا الأمور وتضيع في زحمة مسئوليات الحياة، أعتقد أن القليل منا هم من يدركون ذلك، وبالأخص النساء، ربما لأن الأنثى غارقة من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها في التزامات لا تستطيع الفكاك منها مهما حاولت، (زوج، أطفال، بيت) هؤلاء يطالبونها دائماً بأن تكون حاضرة وجاهزة لتلبية احتياجاتهم بغض النظر عن وجودها هي ورغباتها الخاصة، عكس الرجل الذي ببساطة يستطيع أن يأخذ وقته كاملاً بعيداً عن أسرته والتزاماتها كأن يسافر وحده أو يحجز لنفسه غرفة في أي فندق أو حتى أن يغلق على نفسه الباب وينعم بالهدوء والسكينة، عكس الأم التي عليها أن توفر له ذلك وهي صامتة ومتناسية لحقها في ذلك أيضاً، هي لا تستطيع أن تفعل ذلك، لأنها مرتبطة سيكولوجياً بأسرتها إلا طبعاً الشاذات عن هذه القاعدة، ما علينا، السؤال الذي يدور برأسي الآن وأنا أسابق هذه السطور، كم مرة سنعيش لنشعر بأنفسنا بالطريقة الصحيحة؟ وما هذه الطريقة أصلاً؟، أنا أؤمن وبقناعة خاصة جداً أننا لا نجيد الاستمتاع بالوقت، ولا نعرف في كثير من الأحيان هل نفعل هذه المتع من أجلنا أم من أجل الآخرين من حولنا؟ ربما لأن الحياة أصبحت جدية أكثر من اللازم وأصبحنا فيها في سباق مع الزمن، نريد فقط اللحاق بأي شيء يمنحنا الشعور بالسعادة حتى ولو كان من خلال أشياء لا تشبهنا ولا تقنعنا، ولكنها هي الواقع وهي الموجودة أمامنا كأسهل الخيارات وربما وإن تمثلت في واجبات. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. نحتاج إلى الانسلاخ.. إلى التخلص من الروتين.. إلى استعادة الذات.. إلى استغلال الفرص العابرة من الزمن لأنفسنا.. ولكن للأسف دائماً نفشل في ايجاد أنفسنا بينها..
488
| 19 أكتوبر 2011
مع بداية العام الدراسى الجديد وعودة جميع الموظفين الى اعمالهم اتضح وبشكل كبير خلل تخطيط الطرق التى لا تستطيع تحمله شوارع الدوحة، لتكدس السيارات وبشكل يومى فى اوقات الذروة، والغريب الذى لا استطيع فهمه خروج الشاحنات والسيارات الكبيرة فى هذه الاوقات، لاتساءل عن عدم منع هذه السيارات من قبل المرور مجدداً، ويكفى ان تمسك خط شارع 22 فبراير لترى بنفسك سباق الشاحنات اليومى مع الطلبة ومع الموظفين، نعم قد صدر منع فى فترة سابقة لكن ومع بداية هذا الموسم لم نر شيئا، وللاسف تظهر هذه الشاحنات وسيارات خزانات الماء فى الحوارى والشوارع الداخلية من الطرق السريعة، التى فى غالبها تقاطعات ومخارج صغيرة، عند اتصالى بمرور الشمال فى الموسم الفائت للاستفسار حول وجود هذا الكم من السيارات العملاقة يومياً فى اوقات خروجنا للعمل ورؤيتى بنفسى تجاوز العديد من الشباب والسائقين فى الشوارع المزدوجة الداخلية كالذى فى الخيسة وام صلال محمد لها نظراً لبطء الشاحنات، سألتهم عن عدم تواجد دوريات تقوم بمخالفتهم او ردعهم، كانت الاجابة التى لم اتوقعها لسلبيتها: نحن نخالف فقط من هم فى الخطوط السريعة وليس الداخلية، سألت من اجابنى لماذا؟ قال لم تصدر لنا تعليمات بمخالفتهم؟ بعد نقاش سألته كيف تفسر وجود الشاحنات حتى فى الخطوط السريعة؟ اجاب: هناك دوريات موجودة؟ هل سيارة او سيارتان كافية فى خط 22 فبراير مثلاً!! لا افهم. يا سادة 90 % من المدارس تقع فى مناطق داخلية، وليس من المنطقى ان تزاحم ابناءنا يومياً فى طريقهم وتعرضهم للخطر، بام عينى رأيت حوادث لا حصر لها فى التقاطعات نتيجة للتجاوزات اليومية للسائقين ورعونة البعض منهم، هل الومهم وهم موظفون يريدون اللحاق بوظائفهم؟! ام الوم سائقى الشاحنات الذين يتمهل اكثرهم فى القيادة نظراً لحجم سياراتهم؟! الملامة وبرأيى الشخصى فى عدم تخصيص اوقات لخروج هذه السيارات، وعدم وجود عدد اكبر من الدوريات لتتابع الوضع، وعدم التنسيق بين الجهات فى ساعات العمل، فالاغلبية تبدأ دواماتهم من 6 والنصف حتى السابعة والنصف. اتمنى ان تقوم ادارة الشمال بالاطلاع على شوارع الشمال الداخلية واهمها الدحيل وام صلال محمد، يومياً تتكدس السيارات الصغيرة بين الشاحنات فى ضيق الشوارع وعدم جاهزيتها لهذا الكم من البشر، فالتخطيط الداخلى والبطء فيها متأخر جداً وغير مؤهل. بالنسبة للحوادث اليومية فى شارع 22 فبراير فبالرغم من اتساع هذا الشارع وتفاؤلنا به بداية قيامه الا ان حادثاً واحداً يحوله الى كارثة فجميع مخارجه ومداخله من بعد الشمال تؤدى الى طرق داخلية او الى مناطق مزدحمة، واستغرب ان لا يحمل هذا الطريق جسوراً تتعالى بعضها وتنساب بين الطرق المزدحمة لتخفف من الضغط عليه، فى كل مخرج كدوار المدماك واشارات التضامن والمول كلها تثبت ان التصميم لهذا الشارع ناقص، او غير مدروس بطريقة تعى توزيعات المناطق الجانبية له، مما يدفعنى للتساؤل عمن خطط هذه الشوارع وافتى بكمالها وجاهزيتها. عندما زرت مدينة فى احدى دول الخليج ذهلت لتلك الطرق الواسعة التى تؤدى بك الى مخارج عملاقة تبعدك عن الخطر وعن الازدحام، وكيف فكروا فى طرق سريعة على المدى السريع، طبعاً الاجابة معروفة. الآن نحن فى ازمة موسمية ستزداد فى كل عام مع افتتاح كل مدرسة جديدة ومع تزايد الوافدين الى البلاد، وسنجد انفسنا لا محالة فى مشكلة اخرى سنحتاج لها تغييرات واموال وخطط جديدة، ولا اعرف كم ستتكبد الدولة فى سبيل اجراء تعديلات مستمرة طالما ان فى كل مرة الخطط غير مجدية والجهات التى تتحملها لا تمتلك خبرات قادرة على التجاوب مع التطور الذى تشهده البلاد. نقطة.. الرادارات ليست حلاً كافياً لكبح جماح المتهورين فهناك من يقود فى خطوط سريعة بسرعات بطيئة جداً توقع كوارث لا عقبى لها فهؤلاء ايضاً تجب مخالفتهم لاجبارهم على المسارات المخصصة لهم. قبل ان اغلق نافذة هذا الصباح.. نحن نحتاج الى اعادة تخطيط للطرق والشوارع، وحلول لها ولتزايد السكان المتسارع، ولجهود اكثر واكبر من ادارة المرور فالكل يصب فى نقطة واحدة نتيجتها فوضوية مالم تتدارك.
349
| 05 أكتوبر 2011
لم توضع القوانين منذ الأزل إلا من أجل ضبط سلوكيات البشر، والتحكم في أي مجتمع من شر الانزلاقات، ولكن مهما حاول الإنسان يظل بشراً قابلاً للخطأ والصواب، وعرضة للاهتزاز، وموازين العدل في الأرض لن تكون معتدلة مهما حاول النصف الشريف من البشر إيجاد العدالة على الأرض، هذا ما فكرت به وأنا استمع للمواطنة التي شكت لي ظروف ابنها الصعبة، ولا أخفيكم أنني صدمت جداً ليس بالقصة فقط بل بالحكم القضائي الذي صدر في حق ابنها، لأنني أعتبر أن مستوى القضاء في دولتنا عالٍ جداً، ويكفل الحقوق الإنسانية لمن يعيش في هذه الأرض بإنصاف وعدالة بإذن الله، ولكن قد حصل خطأ وخطأ صادم في حق شاب لم يتوقع أن غلطة صغيرة في مراهقته قد تكلفه حاضره ومستقبله. قالت المواطنة وباختصار: قبل ست سنوات، مرّ صديق لابنها بسيارة مجهولة، عندما سأله لمن هذه السيارة؟ أجاب: أنها لوالده، وتوالت الأحداث ليكتشف المراهق أن صديقه ومن معه سرقوا هذه السيارة ولكنه وجد نفسه في مشكلة معهم، وبلا رشد وتهور قرر المراهقون بعد اللهو بالسيارة إحراقها، ولكن كُشف الموضوع واقتيد المراهقون للشرطة، ولأن المراهق تجاوز الخامسة عشرة بشهرين فقط حولت القضية للنيابة عوضاً عن الأحدّاث، والد الشاب لم يهدأ أخرج ابنه بكفالة مرتفعة لابنه وأصدقائه الذين رفض ذووهم دفع الكفالة لهم، ومرّت 6 سنوات ركض خلفها والد الشاب في المحاكم لينتهي من هذه القصة، وخسر الكثير في الدفع للمحامي الذي تولى الموضوع، خلال الست سنوات أكمل الصبي حياته برغم الغلطة التي ارتكبها بطيش وجهل، وتخرج من الثانوية والجامعة وتوظف في جهة ما، طبعاً لأنه حاصل على شهادة حسن سير وسلوك، فهو خلوق هادئ الطباع، مسالم، وتحول من مراهق إلى شاب مثالي، ولكن وفجأة وبينما هو عائد من رحلة سياحية تم إلقاء القبض عليه في المطار، وكأنه مجرم، لم يتوقع هو أو أهله أن السبب هو الحكم عليه بسجن لمدة سنة بعد ست سنوات كاملة لغلطة في المراهقة، ولتتحول حياته فجأة من شاب مثالي مصاب بمرض في القلب إلى مجرم، انهار وتأزمت نفسيته وانهار والداه اللذان لم يصدقا هذا الحكم، وحاولا الاستئناف دون جدوى، وها هو الآن في السجن، يدفع ثمن غلطة في مراهقته! أسأل الآن: كيف يصدر حكم بعد ست سنوات كاملة، أليس هذا وقت طويل جداً على "جنحة" إن صح التعبير تعتبر بسيطة؟! لماذا لم يحاكم وقتها ويتم مراعاة سنه ويحاكم على هذا الأساس؟! أليست كارثة إنسانية أن يُحاكم على أساس أنه راشد؟! أليس من المفروض أن يحوّل إلى الأحداث إن كان لابد من ذلك؟! أليس من الظلم تحويل مستقبل لمواطن شاب حسن السيرة والسلوك من حياة مهنية وإنسانية مشرقة إلى مجرم يقبع في سجن مع من لا يتناسب معهم من المجرمين والمحكومين؟! كيف لم تراع ظروف القضية ووقتها ومرض الشاب؟! كيف تُلغى المصلحة الإنسانية التي تُثبت أن هذا الشاب صالح ولم يرتكب أي جرم قبل وبعد تلك الحادثة؟!! هل شهران بعد الخامسة عشرة عذر مقبول بمنطق الحق والوعي لتكبد شاباً سنة كاملة في السجن؟! هل تساءل القاضي كيف سيكمل حياته بعد الخروج من السجن؟! هل سيعود لعمله كما كان؟! أليس هذا الحكم سيحول شاباً منتجاً إلى عالة على مجتمعه وأهله ووطنه؟! حاولت أسرة هذا الشاب أن تجد أجوبة لكل هذه الأسئلة التي أبكتهم وأحرقتهم أن يطرقوا جميع الأبواب، وجميعها مغلقة لأن لا أحد يهتم! أو يعي حجم الألم الذي يعيشه الشاب وأهله!. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. ما حصل لهذا الشاب كارثة إنسانية مسؤول عنها القضاء ولا أحد غيره، فنحن لسنا ملائكة، قد يتعرض أحد أبنائنا لها، ولكن قد يجد أحدنا واسطته أو وسيلته، ولكن هذا الشاب لم يجد سوى الجدران وكتاب الله الذي أغرق نفسه فيه لأنه يثق أن عدالة الله أسمى من عدالة البشر. لا حول ولا قوة إلا بالله. أتمنى أن يكون هناك رد من المجلس الأعلى للقضاء ففي النهاية جميعنا نريد مصلحة وطننا وشبابه.
453
| 28 سبتمبر 2011
لم أدرك عندما عبرت فوق مقال هند الأخير "الموتى لا ينطقون أبداً" وتجاوزته لكثرة انشغالي كما أتجاوز عن أشياء كثيرة في حياتي أحبها لأجل أشياء فرض الزمن أهميتها علي، انني تجاوزت عن وداع مهم لإنسانة لم يربطني بها إلا سمو القلم وصدق الضمير، غفلت عنها كما غفل الكثير منا عنها، غفلت عن نصيحتها التي تركتها لنا على ورق سيجف يوما ما وسينسى خلف لهاثنا اليومي خلف الحياة. تسارعت الأحداث، ووقع خبر مرضها فجأة وسفرها، وبلا مقدمات قالوا "ماتت هند"، لا أذكر وقتها إلا أن الخبر نزل علي كصاعقة لم أهيأ لها، وتوقف كل شيء حولي بشكل مخيف، ولم يبق إلا وجهها المبتسم يرمق صدمتي بالخبر، وجهها الذي مازلت أذكره حتى الآن منذ آخر مرة التقيت بها منذ زمن، ليتني كنت أعرف أن ابتساماتها النقية ليست إلا إشارات وداع راقِ، ليتني كنت أعرف أن تألقها في تلك الليلة من ليالي عد القصيد لم يكن إلا تألق النجوم البعيدة، لكن كيف أعرف، وكيف تعرف هي، وهي أقدار مجهولة بيد الرحمن الرحيم!، لا ندرك قيمتها إلا بعد الرحيل، وفجاءة القدر. منذ رحيلها وكل شيء (انعفس) في رأسي، ودخلت في دورة للاكتئاب، ومراجعة للحياة، وجدت نفسي غارقة في كومة كبيرة من الأسئلة، لا أستطيع حصرها ولا الإجابة عنها، ومع هذا خضعت للحياة وواقعها المقيت، وعدت بلا رغبة إلى عملي ومن حولي ممن لم يعرف هند ولن يعرفها بعد الآن، لأنها رحلت إلى من هو أرحم منا، رحلت الى بارئها وخالقها، وعادت إلى التراب الذي أتت منه وأتينا جميعنا منه. في كل يوم نمر فوق الأرض ونعفر بأقدامنا وسياراتنا وأخطائنا ترابها، ونتركه خلفنا دون أن ننتبه أو نفكر أننا سنعود ذات يومٍ إليه، لأن لذة الحياة قادرة على تحوير مساراتنا إلى ما تشاء، ربما لأننا وبرغم يقننا الأزلي بأن الفراق سيأتي ذات يوم إلا أننا نتجاهله. بعضنا ممن فقد عزيزا استوعب الفناء وبعضنا ما زال مصرّاً على أن يتغافل عن كل شيء ويكمل حياة الانزلاقات اليومية، بل ويستمر في جحوده وغيّه، وآثامه وكأن الحياة باقية له. لم يتوقفوا لحظة ليفكروا أنهم سيعودون للتراب،وسيسألون عن كل ثانية عاشوها وكل خطوة خطوها. لا تهمهم الآخرة، يهمهم ما بين أيديهم الآن، ولا أعرف هل هو ضعف في الإيمان، أم فقدان له أصلاً. قد يكون أحد منا منهم، وكم هذا مخيف ومحزن جداً! هند أعطت الكثير للوطن، كتبت له بولائها وعشقها وصدقها، حاولت أن تصحح بقلم الصغير عالم أكبر منها، رغبة في أن ترى مجتمعاً صحياً، ووطناً مثالياً، كاملاً، يشبه أمنياتها وأحلامها له، ولكنها رحلت ولم تبق إلا حروفها ورائحة ذكراها، تطوف في أرجاء الوطن، تعانق سماءه، وأرضه، تحتضن أسرتها وأطفالها عن بعد، وهي ترجو ألا يضيعوا خلف حياة كاذبة، مغرية لحد التجاهل. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. سيمر هذا الصباح كما ستمر صباحات كثيرة لا نعرف من سنفقد فيها أيضاً، أحبابنا، أصدقاؤنا، أهلنا، أم أنفسنا، وستستمر الحياة حتى يشاء الله، كل ما أرجوه الآن أن يلطف بنا الله، ويرحمنا ويرشدنا إلى ما هو أفضل لنا، وأن يرحم هند أينما كانت، ويغفر لها، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها الصبر والسلوان على مصيبتهم، ويحفظ أبناءها من كل شر، اللهم آمين. بقي لي كلام.. حان دورك يا وطن لتقدم لهند شيئاً، ولكل المبدعين من أبنائك.
1018
| 22 سبتمبر 2011
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4854
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3597
| 21 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2877
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2736
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2652
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
1800
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1482
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1041
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
975
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
837
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
813
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية