رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إلى كهرماء

يبدو أن مقالي هذا أيضاً لن يخرج عن سخونة الصيف، نظراً للارتفاع الغريب في درجات الحرارة، يا الله بس لطفك ورحمتك بنا، هذا ما أفكر به وأنا أصارع يومياً التصاق الحرارة بسواد عباءتي، وذوبان الشمس في طاقاتي النهارية. ارتفاع درجات الحرارة رفع كثيراً من الضغط على المؤسسة القطرية للكهرباء والماء، وجعل قسم الشكاوى فيها يضج بحجم الشكاوى لحالات الانقطاع الكثيرة في عدد من المدارس والبيوت والأبراج والمطاعم والمحطات والشوارع، المشكلة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تبلغ أحيانا 50 درجة مئوية، ترتفع درجة الخطورة وتقل نسبة الأمان مما يستدعي الحذر، فاهمال المولدات وتجاهل الفحص الدوري لها قد يودي إلى كوارث لن تحمد عقباها، وللأسف الكثير يتجاهل أهمية الفحص، ولا يتذكره إلا بعد وقوع مشكلة. أخبرتني صديقة أن مدرستهم عانت الأمرّين في هذا الموضوع إذ اضطر الطلبة والمعلمات للعمل بدون مكيفات التبريد لمدة ثلاثة أيام، لأن مولد الكهرباء قد احترق، هل تتخيلون لو كانت الخطورة أكبر وامتدت إلى الأرواح التي تركت بيوتها للعلم أو العمل، بالتأكيد كانت ستكون كارثة، سؤالي الآن، ما الذي تفعله إدارة كهرماء في هذا الموضوع؟ هل لديها فريق عمل كامل يستطيع تحمل هذا الضغط؟ هل لديها فريق مهمته الفحص الإجباري للموالدات الضخمة التي تعمل لعدد كبير من البشر؟ هل تقوم بدورات تفتيشية دائمة للمحطات والموالدات؟ هل تفرض الغرامات على المهملين والمتسببين بالأخطاء والمتجاوزين لقوانين السلامة؟ بالفعل أتمنى من أحد المسؤولين في هذه المؤسسة التحدث للإعلام حول هذا الموضوع، وتوجيه النصائح للمواطنين والمقيمين، والأهم يجب تفعيل دورهم الإعلامي في تقديم النصائح والاحتياطات عبر البروشورات مع الصحف وفي المجمعات وكل الأماكن التي تحظى بنسبة عالية من التجمعات البشرية، بالإضافة إلى التلفزيون والإذاعة، ومازلت حتى الآن لا أفهم هذا البرود منهم، فنحن ما زلنا في أول الصيف ولم ندخل في لجة الحر الخانقة، والأمور طيبة عندهم. هذه مسؤولية كبيرة يجب أن تعيها كهرماء، ويجب أن يعيها الجمهور، فكلنا ندور في ذات الحلقة ونعيش في ذات البيئة، ولكن باختلاف الدرجات فهناك المنعم بالرفاهية وهناك من لا يملك منها إلا القليل جداً، كتجمعات العمال في المناطق الصناعية، والعزب، والعوائل ذات الدخل الضعيف، والتي لا تمتلك من رزقها إلا قوتها. الأمان أجمل ما يميز قطر، فلا نعرض هذه النعمة لكوارث نستطيع تفاديها بكثير من الحرص والوعي، ألا تتفقون معي في هذا؟ في هذا المقال لا أستطيع أن أفوت الحديث عن شركات المقاولات التي تمدد في خرائطها شبكة للكهرباء، هل هناك من يراقب عملها هذا؟ هل هناك من يوافق على سلامة عملها، لا أعرف، أخبرني زميل أنه سكن منزله الجديد بعد أن بذل كل ما لديه من مال من أجل بيت العمر، ومنذ أن سكنه وهو يعاني سوء التمديدات، فمع المطر تلتمس الكهرباء وتقطع ومع الصيف تلتمس وتعرضهم للخطر، وها هو يعاني الأمرّين في اجراء التعديلات التي لا تنتهي والتي تظهر في كل موسم بظروفه، كان الله في عونه وسلم الله أهله، ولكن ماذا لو حدثت كارثة، من سيتحمل الخطأ؟! هل هي شركة المقاولات أم كهرماء، أم سيتقاذفه الطرفان دون إجابة؟ قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. مشكلتنا الدائمة لابد أن يحدث خطأ ما كي نتدارك الأمور، ونعيد ترتيب حساباتنا..

354

| 23 مايو 2011

رحماك يارب الشمس

اعتاد في كل صباح وقبل أن يرتشف فنجان قهوته الصباحي أن يطلق تفاؤله بابتسامات وتعليقات لطيفة الازعاج وأن يعبئ وعاء صغيرا على نافذة مكتبه بالماء ويفتت حبات البسكوت والخبز والكعك لينثرها قريبة منه بشكل يومي للطيور الصغيرة العطشى حد الانهاك والموت، في صباح قريب غاب، في هدوء أخذت مكانه لم أكن حاضرة الذهن لأركز على كل الأصوات الصغيرة التي قد تصدر من خلف الزجاج العازل، ولكنها كانت تناديني لا كانت تنادي سالم، تنقر الزجاج مرة تلو مرة تروح وتأتي تغرد بظمأ، كنت غافلة لم أنتبه إلا بعد أن كرهتني أشعر بذلك، فوجئت كثيراً بهذه المنادة، وتوقفت لثوانٍ محاولة التأكد من أنني لا أحلم، مناقيرها الصغيرة تطرق جمود لا مبالاتي بضعف وانكسار، استدركت أنها تطلب الماء والطعام تحت ضغط شمس صيفية قاسية، وأنا لاهية في عملي ارتدي شالاً من الصوف لشدة برودة التكييف يا لهذا التناقض وهذه الفروق!، نهضت وفتحت النافذة لتهرب بعيداً وتصفعني حرارة الشمس ملأت وعاءها ونثرت القليل من الخبز لها، وعدت إلى مكاني ألعن أنانيتي، في دقائق تجمعت الطيور من جديد حتى كثرت الجلبة عند النافذة عندها أيقنت أن هذا الطائر أجمل وأبسط منا لا يقدم سلسلة من النفاق من أجل طمع دنيوي ولا يكذب ليأخذ ما ليس له ولا يتزلق ليسرق طيبة أحد يكفيه من يومه قوته وفراشه والقليل القليل جداً مما يشبعه، لا ينشغل ولا يُشغل أحداً، إن حكى غنى وإن صمت نام هادئاً، وإن جاع عمل واجتهد وإن لم يجد طرق ليأكل لا ليتسول فسبحانه من خلق هذا الجمال ووزع النعم على خلقه كما يشاء ويرى. ما زلت أذكر ذلك الرجل العربي الكبير الذي كان يرتدي بزة زرقاء للعمال ويلف رأسه بغترة عربية مهترئة الوجع كما هو حال الوجع العربي الطويل يظهر من تحتها شعره الأبيض المتمادي بوجعه، اقترب من سيارتي التي أقف بها أمام أحد المطاعم وهو متردد في أن يطلب شيئا فتحت الزجاج وسألته (آمرني يبه) قال: أنا جائع أريد ما يسد جوعي ويروي ظمئي من هذا الحر الملتهب، وقتها بكيت كثيراً لأنني وقتها كنت حزينة وأفكر بحسابات كثيرة ومعقدة وألوم حظي بينما على الجانب الآخر من الحياة أناس عذابهم في الحياة أكبر وأعم من عذابي ألا وهو لقمة العيش، تناقض يفضح نقصنا ويعري سوادنا، نتأفف من الترف ونتعالى على الحياة ونفكر أن مشكلاتنا التافهة هي التعاسة لكن ما أجهلنا! سألته أن يأخذ كل ما يريد صفعني بقناعته يكفيني هذا القليل والحمدلله! تذكرت التفاهات التي تبكيها بعض الصديقات أسفاً على سفرة صيفية لم تأت وعلى حب سخيف فسد! وقريب خسر نقوده في تجارة دنيوية! الأرض كوكب غريب محشور بطبقات بشرية تعيش على الاختلاف والخلاف، تتنافس على البقاء وهي تدرك أن الفناء قادم لا محالة تبني وتصنع وتفكر وتدوس في طريقها الضعفاء والتعساء! وفي خضم هذه التحولات تفرز الطبقات المسحوقة التي تتنحى في هذا السباق على جانبي الحياة مكسورة القدرة ضالة طريق الاكتفاء تعاني الكد والكدح. الصيف فرصة للالتفات لهؤلاء الذي يختبئون تحت ظلال الستر والدعاء من الفقر والحاجة، فرصة لتقديم العون والمساعدة بأي شكل وبأي طريقة. يا أمة محمد يا أمة الإسلام يا أهل الدعوة والإيمان إلى متى ستظلون لاهثين غافلين عن هؤلاء ألا يقتلكم مشهد الجوع والمرض في الدول العربية والإسلامية البائسة، ألا يحزنكم منظر اليتيم القابع في ظلام دور باردة بلا أب أو أم تحميه من قسوة الحياة ألا يبكيكم بكاء المسنين في بيوت هجرها الفرح بعد أن باعهم من امتصوا شبابهم! ألا يقتلكم منظر عمال البناء ورصف الشوارع التي لا ترحمهم الشركات العملاقة وتجبرهم على العمل في عزّ هيجان الشمس وهي آمنة إن العيون لا تتبعهم والرقابة غائبة عنهم! أعرف أن البعض منكم يتأثر ولكنه يدفع القليل ويعود لحياته اللاهية العابثة المشوشة بالجري خلف متع الدنيا وملذاتها! ولكن هل تتخيلون أنفسكم في تلك الأماكن والأوضاع؟ هل تدركون النعمة التي تعيشونها! هل تقدمون ما يرضي ضمائركم الحية! لا أعرف وإن عرفت سأبكي نفسي معكم! قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. حرارة هذا الصيف غريبة، وتدعو للتأمل والتساؤل ما الذي يحدث للسماء والأرض؟ هل هو غضب الرحمن أننا ازددنا عصياناً وظلماً؟ أم لأن العالم العربي يئن ويبكي حرقته بطعم الدم لشدة الظلم؟ أم أننا لا نجيد التعامل مع البيئة ونشحنها بسلبيات ممارساتنا الحياتية حتى ثخنت السماء وتوسعت ثقوبها؟ لا أعرف ولكن فلنحاول في هذا الجو الخانق مد يد الرحمة للآخرين من بشر وحيوانات، قنينة ماء باردة، لقمة صغيرة، مظلة ملونة، توصيلة مجانية، كلمة طيبة، ابتسامة نقية، دعاء صادق، أوعية ماء على النوافذ المغلقة للطيور، جرعات منها أيضاً للنباتات، الكثير من الأشياء نستطيع تقديمها لوجه الله، فلا تبخلوا وتنطوا على أنفسكم متلذذين بالأنانية واللامبالاة، كونوا كسالم وغيره من الطيبين، نحن مسلمون، والمسلم الحق من كان عوناً لأخيه الإنسان.

671

| 16 مايو 2011

البويات

ارتعد قلبي، واهتزت مفاصل روحي، وأنا أراهن أمامي يواقحن بانحراف سلوكهن على الملأ!، يرتدين الملابس الذكورية بفخر، يسبغن على مشيهن وأصواتهن طابع الرجولة! وكأنهن لسن بإناث! تمسك كل واحدة منهن بفتاة رقيقة غبية وكأنها عشيقة أو مملوكة لهن، يمارسن التلاصق دون حياء أو خوف من الله، يلبسن السلاسل ويحلقن رؤوسهن، يرتدين الضاغط ليخفين معالمهن الأنثوية قدر الإمكان، وكل ذلك ليكن (بويات) بمعنى المسترجلات. ارتفعت هذه الفئة بشكل لافت في الآونة الأخيرة وبالذات في الأوساط النسائية المغلقة حيث أصبحن يظهرن علناً وعلى مرأى من ذويهن! ومجتمعهن، وليس في قطر وحدها بل في كل دول الخليج، والذي لوحظ عليه ارتفاع هذه النسبة في السنوات العشر الأخيرة، تمثل نسبة 10 % من طالبات الإعدادي والثانوي وتتفاوت بين متوسطة ومرتفعة بين قطر والكويت والامارات والسعودية ولكنها في الكويت الأكثر ارتفاعاً حيث بلغت نسبتهن وكما قرأت أنها 70 % وهي عالية جداً ومخيفة!، وفي قطر بدأت تزداد مع فقدان الدور الرقابي للأسرة والانشغال من قبل الأهل عنهن، وعدم متابعتهن في مدارسهن ومن يرافقن بالإضافة إلى التجاهل واطلاق الصفات السيئة عليهن كـ القبيحة وغير ذلك في زمن بات جمال الشكل الخارجي هو الأساس الذي تقيس عليه مراتب البشر، فتنشأ فاقدة للثقة، مهزوزة باحثة عن منفذ تخرج منه من تخبطها فتلجأ إلى الاسترجال والظهور بمظهر الفتى لتظهر أنها قوية وأنها مقبولة وتستطيع الاختيار لنفسها، ولكن الخطير في هذا عندما تتحول السلوكيات السطحية من شكل خارجي إلى ممارسة غير سوية ولا أخلاقية فتصاحب إحداهن لتكون لها خليلة تمارس معها السحاق، وهذه بالنسبة لي الأخطر لأن البعض منهن يلجأن إلى العدوانية والمطاردة والتحرش بالفتيات الأخريات وعندما تقع إحداهن في شركها تعتبرها الزوجة فتطالبها وتلاحقها بحقوق لا توجد إلا بين رجل وامرأة سويين. أتعرفون أنني وبرغم رفضي التام لهذه الشريحة التي توجب غضب الرحمن إلا أنني قد اتجاوز تحول الرجل إلى جنس ثالث لأن خطرهم محدود نسبة إلى المسترجلات اللائي يوجدن بين المجتمع النسائي المغلق في المدارس، في البيوت وفي المناسبات الخاصة، ويستطعن التغرير بالكثير من المراهقات بسهولة والانفراد بهن وتحت دراية الأهل دون أن يلاحظ أحد ما الذي يحدث بينهن في الغرف، بالإضافة إلى أن المسترجلة تبالغ في تصرفاتها الخشنة وعدوانيتها لتثبت لنفسها قبل الآخرين أنها ذكر فتلجأ إلى الإيذاء الجسدي وأحياناً إلى ما هو أكثر. إن مَن يشعرن بهذا الخطر هن المعلمات القادرات، من خلال رؤويتهن لشرائح مختلفة من الفتيات، على أن يقدرن نسبة هذا الارتفاع، وحجم المشاكل التي يواجهنها في سبيل السيطرة عليهن والحفاظ على السليمات، ولن يكون هناك حل إن لم تتعاون المدارس والأسر بالدرجة الأولى في متابعتهن ودراسة كل حالة وتحويلها إن أمكن إلى الطب النفسي ولو بالقوة. المجتمع برمته مسؤول عنهن لا نرمي الحمل بجهة على أخرى لذا أتمنى من المجلس الأعلى للتعليم بالدرجة الأولى أن يعمل دراسة خاصة لهذه الفئة لمعرفة كل الجوانب المحيطة ومحاولة إيجاد الحلول، وفرض القوانين الملزمة للمدارس بمراقبة هذه الفئة وتقديم تقارير دائمة عن كل حالة لجهة يتكفل بها المجلس وتكون هذه الجهة أيضاً مسئولة عن ايجاد الثغرة بين الأسر والبويات، بالإضافة إلى تفعيل التوعية عن طريق الإعلام والنشاطات المدرسية، ودور العبادة التي لها دور في هذا الخلل من خلال تغيبها واكتفائها بالنشاطات التقليدية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. هل تتخيل أن تكتشف أن ابنتك الجميلة الصغيرة بوية أو شقيقتك أو أن تتعرض إحداهن للأذى من قبل بويات أو أن تكون رفيقة خاصة!. لا أحد يريد أن يتخيل ذلك لأنه حتماً سيشعر بالخوف والغثيان، إذن راقبوا بيوتكم وبناتكم ودعوكم من الانشغال بتفاهات وقتية تنسيكم دوركم الأول ألا وهو التربية. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. جربوا أن تزوروا جامعة قطر.. أعتقد أنكم ستصدمون! وكثيراً.. الله المستعان

3606

| 09 مايو 2011

امرأة الأرض الجافة

هي ليست حائطاً ورقياً يلصق على جدران الحياة لتتزين به أو لتمتع به الآخرين، هي ليست آلة تستخدم للمعايشة والمسامرة، هي أكبر من الجزء الذي يقدمونه لها، وأكثر من النصف الذين يمنون به عليها، إنها المرأة، الأنثى ذات التكوين الخاص الذي جعل الله فيه سراً لا يدركه الكثير من البشر مهما توصلوا إلى نتائج وتفسيرات، هي الحاضن لاستمرار الحياة، هي المنبع الذي تخرج منه وعبره الإنسانية. في مدن الملح (شبه الجزيرة) كما سماها الروائي السعودي الرائع عبدالرحمن منيف تحظى المرأة بخصوصية مختلفة متفردة، أستطيع أن أسميها أنا واستعارة من منيف خصوصية مملحة مرتبطة بصفرة الرمال الصحراوية القاسية التي حددت الشكل العام لشبه الجزيرة، فكما الصحراء الجافة مرتبطة بأبناء الجزيرة هي الحياة المقيدة غالباً ما تكون مرتبطة بحياة الأنثى المنتمية لهذا الإقليم! إذ تخضع الأنثى إلى عادات وتقاليد ممنطقة بالثقافة البيئية التي رسمتها الظروف المتعاقبة التي حددت لها الطريق وخياراته. خلال سنوات تدرجت أوضاع المرأة من الضيق حتى الاستضياق المموه بالانفتاح، ولو استثنينا بعض الحالات التي تفردت فيها المرأة في بعض دول المنطقة وخرجت لتقول كلمتها ولتشارك بقوة في ركب الحياة والتطور، ولكن مع ذلك ما زالت النظرة السائدة للمرأة وأحقيتها في حرية الاختيار والحياة في بعض الدول وبعض البيئات فيها نظرة سلبية لم يغيرها الانفتاح ولم تغيرها ثقافته. ومع هذا خرجت المرأة وجابهت التحديات واستطاعت أن تطوع القيود لتناسبها فدخلت في مجالات تتناسب مع ظروفها، والبعض اقتحمن مجالات كانت صعبة ومحظورة وهؤلاء هن الطموحات اللائي يعرفن ماذا يردن وإلى أين يتوجهن ولديهن الثقة التامة في قدراتهن، والاقتناع بأحقيتهن في ممارسة الحياة بحرية، اللائي يدركن قيمة وجودهن ودورهن في المجتمع، وأنا هنا لا أقتصر من حق الأم المربية، فكل أنثى تملك من القدرات والعطاء ما يتوافق مع ما منحها إياه الله سبحانه، ولكن وفي ظل كل هذه العطاءات ليس مهماً أن يرضى الرجل بهذا الحق من المشاركة وممارسة الحياة، بل لابد من أن يقتنع بأحقيتها في اختيار مصيرها، وطريقة عيشها لواقعها ومستقبلها، الرضا وحده لا يكفي لأنه من الممكن أن يكون خارجاً عن القدرة أي إنها فرضت عليه ويقبل بها كعاملة ومبدعة وغيره، دون أن يؤمن بأنها تستحق ذلك، أنا شخصياً أعرف نساء ما زلن حتى الآن يعشن تحت رهاب نفسي وجسماني، محرومات بشدة وبدون منطق من اختيار حياتهن، ومن الحصول على حق التعليم والدراسة والزواج، وحتى استنشاق الهواء، مازلن يعشن تحت رغبات المجتمع الذكوري الذي يسلط سياطه بقسوة في حال فتحها لأي نافذة تطل على الحياة. الرجل هو الشريك الذي نحب والذي لا نستطيع التخلي عنه والعيش بدونه مهما كابرنا وادعينا عكس ذلك، ولكن هذا ليس معناه أنه وباسم هذا العشق الفطري أن تلغي ذكورته ووصياته حياة أية امرأة. كيف يقتنع الرجل بهذا الحق، هذا هو السؤال المهم؟ هل يكفي الفرض الوطني والدولي؟! بالطبع لا يكفي، أرى دائماً أنه على المرأة أن تؤمن بنفسها أولاً، وبحقها وطموحها وبدورها، ومن ثم عليها الدفاع والنضال وحتى الحديث عنه، أعرف أن ذلك ليس سهلاً كما نتحدث عند البعض من النساء، ولكن لو كل امرأة خضعت للقيود لما وجدنا المرأة اليوم الدكتورة والمهندسة والرسامة والنائبة والمحامية والممرضة وغيرهن! لذا على المرأة نفسها أن تزرع هذه البذرة في بيتها وبين أبنائها من الجنسين، وتعلمهم أن الحياة حق واحترام وتشارك، حالات الطلاق المتزايدة، والمشاكل الأسرية بين الأخ وأخته التي تصل في حالات كثيرة إلى الشرطة والمحاكم مريعة، تثبت أن هناك خللاً كبيراً في فهم هذه العلاقة، هناك جهل، جفاف، فجوة تجعل كل طرف عاجزاً عن فهم الآخر، وبالتالي عن تقدير حقوقه، إن إيمان الرجل بوجودها يلزمه تهيئة، تربية واعية، ممارسة فعلية على أساسها تبدأ العلاقة بين الجنسين من داخل الأسرة الواحدة. ما زال الرجل يخاف! وقد يكون هذا حقه فهو الحامي والولي والسند الذي يحب ويغار على أهله، وربما كلٌ بطريقته، ولكن هذا لا يمنح الحق في إلغاء الوجود لروح أخرى، وسرقة الحياة منها. أؤمن أن كل شيء من الممكن حدوثه متى ما كانت هناك رغبة حقيقية في صناعة حياة حية. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. الحياة حق، ومدن الملح أجمل بلدان الأرض، وأطهرها، وأجدرها بأن تحتضن هذا الكائن الضعيف، الذي يحتاج لأن يجد طريقه باختياره، وما أجمل أن يكون ذلك برعايتك أيها الرجل!!.

831

| 02 مايو 2011

امرأة الأرض الجافة

هي ليست حائطاً ورقياً يلصق على جدران الحياة لتتزين به أو لتمتع به الآخرين، هي ليست آلة تستخدم للمعايشة والمسامرة، هي أكبر من الجزء الذي يقدمونه لها، وأكثر من النصف الذين يمنون به عليها، إنها المرأة، الأنثى ذات التكوين الخاص الذي جعل الله فيه سراً لا يدركه الكثير من البشر مهما توصلوا إلى نتائج وتفسيرات، هي الحاضن لاستمرار الحياة، هي المنبع الذي تخرج منه وعبره الإنسانية. في مدن الملح (شبه الجزيرة) كما سماها الروائي السعودي الرائع عبدالرحمن منيف تحظى المرأة بخصوصية مختلفة متفردة، أستطيع أن أسميها أنا واستعارة من منيف خصوصية مملحة مرتبطة بصفرة الرمال الصحراوية القاسية التي حددت الشكل العام لشبه الجزيرة، فكما الصحراء الجافة مرتبطة بأبناء الجزيرة هي الحياة المقيدة غالباً ما تكون مرتبطة بحياة الأنثى المنتمية لهذا الإقليم! إذ تخضع الأنثى إلى عادات وتقاليد ممنطقة بالثقافة البيئية التي رسمتها الظروف المتعاقبة التي حددت لها الطريق وخياراته. خلال سنوات تدرجت أوضاع المرأة من الضيق حتى الاستضياق المموه بالانفتاح، ولو استثنينا بعض الحالات التي تفردت فيها المرأة في بعض دول المنطقة وخرجت لتقول كلمتها ولتشارك بقوة في ركب الحياة والتطور، ولكن مع ذلك ما زالت النظرة السائدة للمرأة وأحقيتها في حرية الاختيار والحياة في بعض الدول وبعض البيئات فيها نظرة سلبية لم يغيرها الانفتاح ولم تغيرها ثقافته. ومع هذا خرجت المرأة وجابهت التحديات واستطاعت أن تطوع القيود لتناسبها فدخلت في مجالات تتناسب مع ظروفها، والبعض اقتحمن مجالات كانت صعبة ومحظورة وهؤلاء هن الطموحات اللائي يعرفن ماذا يردن وإلى أين يتوجهن ولديهن الثقة التامة في قدراتهن، والاقتناع بأحقيتهن في ممارسة الحياة بحرية، اللائي يدركن قيمة وجودهن ودورهن في المجتمع، وأنا هنا لا أقتصر من حق الأم المربية، فكل أنثى تملك من القدرات والعطاء ما يتوافق مع ما منحها إياه الله سبحانه، ولكن وفي ظل كل هذه العطاءات ليس مهماً أن يرضى الرجل بهذا الحق من المشاركة وممارسة الحياة، بل لابد من أن يقتنع بأحقيتها في اختيار مصيرها، وطريقة عيشها لواقعها ومستقبلها، الرضا وحده لا يكفي لأنه من الممكن أن يكون خارجاً عن القدرة أي إنها فرضت عليه ويقبل بها كعاملة ومبدعة وغيره، دون أن يؤمن بأنها تستحق ذلك، أنا شخصياً أعرف نساء ما زلن حتى الآن يعشن تحت رهاب نفسي وجسماني، محرومات بشدة وبدون منطق من اختيار حياتهن، ومن الحصول على حق التعليم والدراسة والزواج، وحتى استنشاق الهواء، مازلن يعشن تحت رغبات المجتمع الذكوري الذي يسلط سياطه بقسوة في حال فتحها لأي نافذة تطل على الحياة. الرجل هو الشريك الذي نحب والذي لا نستطيع التخلي عنه والعيش بدونه مهما كابرنا وادعينا عكس ذلك، ولكن هذا ليس معناه أنه وباسم هذا العشق الفطري أن تلغي ذكورته ووصياته حياة أية امرأة. كيف يقتنع الرجل بهذا الحق، هذا هو السؤال المهم؟ هل يكفي الفرض الوطني والدولي؟! بالطبع لا يكفي، أرى دائماً أنه على المرأة أن تؤمن بنفسها أولاً، وبحقها وطموحها وبدورها، ومن ثم عليها الدفاع والنضال وحتى الحديث عنه، أعرف أن ذلك ليس سهلاً كما نتحدث عند البعض من النساء، ولكن لو كل امرأة خضعت للقيود لما وجدنا المرأة اليوم الدكتورة والمهندسة والرسامة والنائبة والمحامية والممرضة وغيرهن! لذا على المرأة نفسها أن تزرع هذه البذرة في بيتها وبين أبنائها من الجنسين، وتعلمهم أن الحياة حق واحترام وتشارك، حالات الطلاق المتزايدة، والمشاكل الأسرية بين الأخ وأخته التي تصل في حالات كثيرة إلى الشرطة والمحاكم مريعة، تثبت أن هناك خللاً كبيراً في فهم هذه العلاقة، هناك جهل، جفاف، فجوة تجعل كل طرف عاجزاً عن فهم الآخر، وبالتالي عن تقدير حقوقه، إن إيمان الرجل بوجودها يلزمه تهيئة، تربية واعية، ممارسة فعلية على أساسها تبدأ العلاقة بين الجنسين من داخل الأسرة الواحدة. ما زال الرجل يخاف! وقد يكون هذا حقه فهو الحامي والولي والسند الذي يحب ويغار على أهله، وربما كلٌ بطريقته، ولكن هذا لا يمنح الحق في إلغاء الوجود لروح أخرى، وسرقة الحياة منها. أؤمن أن كل شيء من الممكن حدوثه متى ما كانت هناك رغبة حقيقية في صناعة حياة حية. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. الحياة حق، ومدن الملح أجمل بلدان الأرض، وأطهرها، وأجدرها بأن تحتضن هذا الكائن الضعيف، الذي يحتاج لأن يجد طريقه باختياره، وما أجمل أن يكون ذلك برعايتك أيها الرجل!!.

376

| 02 مايو 2011

الحياة كمرآة ثلاثية الأبعاد

يومياً وفي كل صباح أتأبط مللي وشعوري المعقد في طريقي للعمل، وأقابل وجوها لم آلف بعضها ومع ذلك استمر في التعامل معها والتحديق بها والاستماع إلى كل الأصوات التي تصدرها شئت أم أبيت، وكثرة التعليقات والأحاديث حول الماركات والسفرات والأجناس وغيره، أبلع يومياً حبوباً تقاوم الشعور بالغثيان بابتسامة مجاملة وأذن مستمعة وعينين تراقبان (ش) بطلة الحوارات السمجة، بعد فترة عصيبة بدأت اعتاد عليها وعلى مجموعتها. (ش) نموذج من الفتيات الأنيقات لحد الهوس فهي لا تكل ولا تمل من الحديث عن الموضة والمجوهرات والماركات العالمية ولا عن الأحذية أعزكم الله التي أغرمت بها لحد الجنون! تتابع الجديد والحديث ومواعيد وصولها، تقضي باقي يومها في الأسواق والمطاعم الراقية تلبس العباءات (المستعبئة) المضروبة بإعصار أكثر دماراً من تسونامي تغير هاتفها بشكل دوري، تتفنن في ألوان مكياجها الصباحي المزعج، عيناها مشغولتان في مراقبة مظهر زميلاتها والمراجعات الخارجي، فهو المقياس الذي تضرب به علاقاتها بالآخرين لذا كل صديقاتها بنت فلان وفلان وفلان اللائي نسمع عنهن ولانعرفهن! لا تفتأ دائماً تتصيد عيوب الآخرين بأسلوب ساخر ووقح في أحيان كثيرة ومع هذا نضطر للتعامل معها ونتجاوزها، ذات نهار انتهت ساعات العمل خرجنا متأخرين نوعاً ما وجدتها تنتظر خارجاً، عرضت عليها (توصيلة مجانية) بصدر رحب قبلت، وكانت المفاجأة التي (خربطت) الأمور في رأسي (ش) التي (أزعجتنا) بالمظاهر والترف تسكن في بيت شعبي متهالك يقبع في احدى المناطق المنسية في الدوحة، لم أصدق عينيّ وهي تشير لي بالتوقف أمامه، علقت مازحة ماشاء الله عدد السيارات كبير أمام منزلكم أجابت نعم هذه سيارات اخوتي وزوجاتهم واخواتي! عدد كبير يسكن بيتا متواضعا، راقبتها وهي تنزل من سيارتي بغنج صناعي وتودعني وتطقطق بكعبها العالي المتعالي في أرضية متكسرة، وكل ما يدور في عقلي ليست الأشياء كما تبدو دائماً، فـ (ش) نموذج من بعض الشباب من الجنسين المولع بالمظاهر لدرجة المرض لأنه يسيطر على سلوكياتها ويفرض عليها أيضاً اختياراتها في علاقاتها البشرية، فهي لم تتزوج لأنها تنتظر (العريس الفرصة) الذي يلائم برستيجها ويحقق لها رغباتها والرفاهية التي تريدها. لا أخفيكم أنني سخرت من هذه الحياة المتبجحة بالشكليات والمظاهر، فالمهم من نحن من أي عائلة ومن أي جنسية ومن أي لون كم لدينا في البنوك أين نسافر أين نسكن من نناسب ماذا نرتدي ولكن ديننا وخلقنا وعقولنا ليست مهمة، فهي مجرد تحصيل حاصل نكمل به مظاهرنا الراقية المتمدنة! كثير من الأمور حولنا ليست كما تبدو تخدعنا بوقعها الأول في نفوسنا ولكن لو تأملنا أو انتظرنا لاكتشفنا أن الواقع مختلف جداً ومناقض للحقيقة، يغيره البعض ليخفوا عيوبهم أو لينكروا واقعهم الذي يرفضونه داخلياً هذه هي العقدة! التي تجبرهم على مجاراة حياة ليست لهم لمجرد أنهم يريدون أن يغيروا واقعهم! تغيير الواقع ليس عيباً ولكن عندما يتركز على قشور الأمور يتحول إلى كارثة مجتمعية تأتي ثمارها على المدى البعيد!. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. العين تخدعنا فنغفل دون إدراك عن حقائق كثير من الأمور لأن الخارج هو فقط ما نراه، وهذه هي مشكلتنا فنحن قوم (مظهريون) لحد الضياع أحياناً في لا شيء.

629

| 25 أبريل 2011

نعم لهذا يتزوج الخليجيون المغربيات.. ولكن!

قرأت كما قرأ الكثير منكم مقالاً يُقال إنه لمفكر كويتي لم أعرف اسمه بعنوان (لماذا يتزوج الخليجيون المغربيات؟) والذي أرجع رأيه فيه إلى تجربته الخاصة من خلال زواجه من مغربية، حيث قال مختتماً مقاله بـ: (أن المغربية تميّزت بأمرين أولهما: عشقها المطلق لأنوثتها، فهي تمارس أنوثتها من لبس ورقصٍ وطبخ وتنظيف وعناية بالرجل بكل حب وشغف، كما أنك تجد فيها طاقة كبيرة في إدارة شئون الرجل المنزلية ولن تجد فيها أي توانٍ أو كسل، بعكس الخليجية التي تعودت على الخدم، فتبلغ الخامسة والعشرين وتتزوج ولم يسبق لها أن جربت غسل الأطباق أو طبخ أكلةٍ شعبيةٍ أو كنس المنزل، فطوال فترة زواجي بالمغربية، كانت تحرص على الحمام المغربي مرتين أسبوعياً، وكان المنزل دائماً مشرقاً نظيفاً، وأصناف الطواجن والكسكسي والطنجيات وأصناف الزيتون تشبع عصافير بطني وتسعدها على الدوام، ثانيهما: تقديسها وخضوعها للرجل، فهي ترى أن نجاحها مرهون برسم ابتسامة رضا زوجها، وهي مستعدة لتحمل أي عبء اضافي مقابل راحته، وتبحث دائماً عن أسرار سعادة الرجل الحسية، وأعتقد بأن كلا من الثقافة الفرنسية و(البربرية) التي تسمى اليوم الأمازيغية لهما كبير الأثر في تكوين مثل هذا الطبع لدى المغربيات. ودائماً ما كنت أتلذذ بلمسات زوجتي المغربية الحانية التي تصيب في مشاعري وقلبي أثراً، وهو ما افتقدته عند زوجتي الكويتية، فسألت المغربية يوماً عن سر لمساتها وملاطفاتها، وكيف يمكن لها أن تؤثر عليّ بهذا الشكل، فاجابت بكل ذكاء: جسد الرجل كالفانوس السحري، كلما مسحت عليه برفق ولين أخرجت المارد الذي فيه، فيا بنات الخليج لا تلمنني قبل أن تلمن أنفسكن).. كل هذا الكلام جميل ودليل على ذكاء المرأة المغربية الذي تستطيع به (أكل) عقل أي رجل شرقي ولكن تعالوا لنعرف لماذا وكيف هي كذلك، ولماذا المرأة الخليجية تظهر بهذه الصورة السلبية التي يرسمها لها، وهل كل الخليجيات كزوجتيه أصلاً، وهل هو خارج هذا الإطار أم لا؟ البيئة التي شكلت المغربية مختلفة تماماً عن بيئة المرأة الخليجية الآتية من الصحراء والمجتمع الجاف، ثقافتها وتكوينها النفسي مستمد من طبيعة الحياة التي شكل الرجل الخليجي جزءا كبيرا منها ومن اقصائها عن نفسها لتكون نموذجاً يشبه واقعها، ولو كانت في أعماقها وفطرتها تضج عاطفة، فهي لا تعرف قيمة أنوثتها ولا تجد من يقيم هذه الأنوثة في مجتمعها كما تحب أو تتمنى، ولا يوجد هناك من يدربها أو يعلمها أن تحب نفسها وتعطيها حقها وتعطي في المقابل زوجها نتاج تكوينها الجميل الذي يريده، ولو حاولت أن تكون كما يحب ويرغب لا تهمها قبل الجميع بأنها (منفتحة، مخيفة، جريئة) وشك في تصرفاتها الطبيعية، لأن ما ستفعله سيفسر على أنه جرأة. وأسأله: هل تعرف كم هناك من النساء الخليجيات اللائي يرغبن في الحياة ويحاولن ايجاد فرص للسعادة والرومانسية في بيوتهن الاسمنتية القاسية! هل تعرف كم منهن تفني حياتها في مطبخها وبيتها ولزوجها وأطفالها طبعاً لا تعرف لأنك حكمت من خلال تجربتك وحدك ومن خلال اراء من حولك من الرجال ومن جانب ضيق وخاص لا عام، لم ترهف سمعك لآهات التعيسات من النساء المدفونة أنوثتهن في كذبة ارتباط برجل أقصد (ذكر). لكن هل في المقابل أنت أيها الرجل الخليجي الهارب إلى أحضان النساء الأخريات من العالم في معزل عن هذه الثقافة، هل أنت الكامل الطبيعي المثالي الجميل، هل تعرف معنى أن تكون رجلاً حقيقياً تعطي أنثاك حقها، هل تتزين لها، هل تعطيها وقتك، هل تداعبها دون حاجة تحركك، ألست أنت من يترك بيته ليقضى أغلب وقته بين عمله ومجلسه وسفره وكمبيوتره، ألست أنت من لا يعرف عن بيته شيئاً سوى كم يصرف عليه، ألست أنت من يجهل تكوين زوجته ونفسيتها المتذبذبة، ويتجاهل حاجتها لضمة حنان ومسحة رقيقة مصحوبة بكلمات لطيفة، هل تجيد الكلام المعسول، والأسلوب المثالي، هل تعطي قلب وجسد زوجتك حقهما، هذه الأسئلة بسيطة ولكنها دون اجابة لأن الرجل الخليجي الشارد الممتدح الأخريات ليس إلا نموذجاً لهذا المجتمع الذي جعل منه جافاً أيضاً، جاهلاً بأساسيات المعاملة الخاصة بين المرأة والرجل، ولكن مع فارق بسيط أنه يستطيع أن يختار ويغير واقعه متى يشاء ويرتبط بأي لون يدغدغ فراغه، عكس المرأة التي عليها أن تقبل بحظها. لماذا تلوم الخليجية وحدها على هذا الشرخ الكبير أنت أيضاً من يجب أن يلام ويجلس مع نفسه في جلسة مواجهة ليحاسب نفسه، وإذا فكرت بهذه الطريقة عليك أن تخلق جيلاً جديداً من خلال أسرتك وبناتك، علمهن أن يحببن أنفسهن ويكن كما تريد وترغب، ربما عندها تستطيع أن تثبت انك غيرت التاريخ. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. مشكلتنا أننا لا ننظر أبعد من اقدامنا..

27065

| 18 أبريل 2011

من ينصف المرأة العاجزة؟

إن ما يقدمه الضمان الاجتماعي من جهود حية لشريحة مهمة من مجتمعنا يستحق الشكر والتقدير لكل عضو فعال فيها، فهذه المؤسسة تبذل الكثير من الجهود في سبيل منح الأمان المعيشي لمن يعانون ظروفا سيئة أجبرتهم عليها الحياة التي لم يختاروا فيها خياراتهم، وكل ذلك في اطار تكافلي رائع قليلاً ما نجده في المنطقة العربية، ويحسدنا عليه الكثير. لذا أعتبر أن المرأة القطرية محظوظة جداً كونها أحد أهم الفئات التي تولي لها الدولة رعايتها، فكما فتحت المجال للمبدعات والقادرات على تحدي الواقع ومجاسرة الرجل في عملية البناء تنبهت لهذه الفئة الضعيفة التي أغلبها من النساء الضعيفات اللائي يفتقرن إلى التعليم أو المال أو إلى الحياة الكريمة، فساهمت بكل حب ووطنية لضمها وحملها على الاستمرار بطريقة أفضل من خلال تأمين وضع اجتماعي جيد وتقديم رواتب شهرية مساعدة إلى جانب اعانات مهارية ومعنوية. ولكن مع كل هذا الغلاء هل ما تقدمه المؤسسة كافٍ؟! هذا السؤال كثيراً ما طرح وكثيراً ما أثيرت حوله الأسئلة والنقاشات ، ربما لأن الوضع القائم اليوم يعكس مدى الصعوبة في التعايش والانسجام، فما يأتي به العيد يذهب به البعيد، وعندما تكون المحتاجة أماً أو أرملة أو مطلقة أو مسنة جار عليها الزمن فلا فرصة للعمل ولا للاستمتاع بالحياة، فالقليل هو نصيبهم، إذن ماذا يفعلن! كنت أتمنى من المسؤولين أن يقيّموا حالة الغلاء التي تعيشها الدولة ويوازنوا بين هذا الغلاء وما يقدمونه لهم من معونات واستحقاقات اجتماعية لا تتناسب مع الظروف الواقعية التي تحاصر هذه الفئة المرهقة انسانياً، فما يصرفونه من الرواتب المقررة لهم التي لا تتجاوز وإن كثرت 3000 ريال يصرفه الآخرون في يوم على كماليات ورفاهيات دون قيمة! هذه المتناقضات قادرة على خلق فجوة اجتماعية قد تبدو صغيرة لكنها تكبر وتعظم في النفوس التي تشعر بالغبن والغضب ومع ذلك ترفع شعار التقتير كحل لا غيره. أخبرتني إحدى الأمهات اللائي استحققن راتباً شهرياً ضعيفاً أنها وبعد طول انتظار عرفت أن اسمها سوف يعلن عنه في شهر ابريل القادم كمستحقة من الاسكان وانها اختارت اسكانا بقرض رغم أن راتب الشؤون لا يساعدها كي تضمن استمراره لأطفالها بعد عينها، ولكن تقول: أنا أرملة ولا أعمل كيف سأشتري منزلاً بهذا المبلغ القليل وكيف سأكمل بناءه! فأنا أحتاج إلى أضعافه كي أحصل على منزل صغير وجيد، ولو فكرت بأخذ قرض بنكي، البنوك ترفض معاملتي لأن قيمة ما أحصل عليه من الشؤون ضعيف جداً، وقد صدقت هذه السيدة فالمقدرات المادية المخصصة لهذه الفئة ضعيفة ولا تناسب الاوضاع المعيشية في البلاد خصوصاً أن أكثريتهن لديهن ما يكفي من المسؤوليات الأسرية الصعبة، وما يتقاضينه لا يتساوى مع حجم الرواتب الممنوحة للموظفين. الضمان الاجتماعي يعني كفل حياة كريمة تقي بعض الشرائح من الضياع والانجراف إلى مسارات غير معروفة النهاية، وأتصور أن الدولة ليست عاجزة عن إعادة النظر في ما يقدم لها، فهي كريمة وهم يستحقون. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. هؤلاء لا أحد يعرف عنهن، لا أحد يتتبع أثرهن، لأنهن غائبات في عوالم الصمت والعفة، لا يمددن أيديهن إلا لما يستطعن الوصول إليه في إطار سري يكفل لهن الكرامة وعين الشفقة، فنحن لا نراهن في حلبات الاستعراض ولا في الشوارع الفارهة، ولكن حتماً نشعر بهن لو توقفنا قليلاً للتفكير بهن.

955

| 11 أبريل 2011

لماذا نحول الأشياء الجميلة الى نقيضها؟

لكل مجتمع تكوينه الثقافى الذى يفرض على أفراد بطريقة أو بأخرى نمطاً معيناً من السلوكيات والأفكار، وعلى ضوء ذلك يتميز أفراده بنسق تراثى وفكرى خاص يشكل الهوية السلوكية التى يتعامل بها مع الآخرين، ومع تغير الحياة وتغير المعطيات تتغير الطرق والسلوكيات اذ يتوجه العالم الى التركيز على العقل بما أنه الثروة الحقيقية والأقوى وعليه قد تبنى أمة ما مجدها اذ أن تربية العقول والتركيز على اثرائها فكرياً يسهم بشكل جذرى فى تغيير طبيعة السلوك الى نحو أفضل، وذلك من خلال زيادة الوعى وتحريك النشاط الذهنى ليتفاعل مع الأحداث الواقعة بنضج ووعى أكثر وبالتالى سينعكس ذلك حتماً على المستقبل الذى سينمو ويتطور وفق مفاهيم جديدة أكثر ديناميكية ومرونة، لذا تركز الدول الذكية على عملية التعليم والنشاطات الثقافية والتعليمية المصاحبة، فهى تدرك أنها عبر ذلك تستطيع أن تغير وجه السلوك الانسانى المعتاد عليه وتطوره الى ما قد يغير شكل المستقبل لأن الانسان يتعلم باستمرار من تجاربه وأخطائه يزداد نضجه كلما زادت خبرة عقله وكلما وقع فى الأخطاء، وبما أن الأخطاء تؤكد بشريتنا وتجعلنا دائماً فى حالة من الاستنفار الذهنى للتحليل والتشكيك ومحاولة ايجاد الحلول للتوصل الى وضع أفضل أو نتيجة ما تقنع هذا العقل بدلائل وبراهين واضحة تخفف أو تقلل من شعوره بالعجز أو بأية مشاعر أخرى وبالتالى تسمح له بامتلاك مفاهيم تساعده بالتفتح والنمو والمراجعة وتتسع دائرته العقلية الى مدى أبعد وأعمق. وربما لو أننا أدركنا أهمية هذا العقل ودوره الهام فى تغيير سلوكياتنا كوسيلة أساسية فى استثمار ما نحصل عليه من معلوم للوصول الى مجهول لربما استطعنا اكتشاف قصورنا ومحدودية قدراتنا. لماذا هذه المقدمة المفصلة! حسناً.. لن أقول تستفزنى أو تغضبنى بعض المفاهيم الايجابية التى تتحول فى بعض العقول العاطلة عن التفكير الى مفاهيم سلبية تستدعى السخرية وربما المحاربة بل تستوقفنى كثيراً من خلال تناولى للحياة فى يومياتى حيث أصادف كما يصادف غيرى بعض الظواهر التى تسترعى الاهتمام وتدفع الى التأمل والتفكير، ومنها تحول الظواهر السلوكية السليمة الى سلوكيات (مستسلبة) كما أفضل أن اسميها لأنها ليست سلبية بل يشوهها البعض بطريقتهم لأنه يريدها أو يراها كذلك نسبة الى أفكارهم الشاذة فيها ويستهجنها بل وربما قد يقود محيطه الصغير الى قناعاته وأفكاره هو، وكمثال بسيط ارتداء حزام الأمان! الذى يسخر منه البعض ويعتبره ضعفاً وقلة براعة فى القيادة بينما فى العالم المتقدم يعتبر ظاهرة رقى وحداثة وسلوكا حضاريا. أيضاً الاتصالات بمختلف طرقها ووسائلها التى تردنا كبلد حديث نتجاهل قيمتها الأساسية ونركز على جانب الترفيه واللهو حتى تتطور الى استخدام سييء فى الغالب! وقراءة الكتب التى يعتبرها البارعون فى الجرى السريع خلف الحياة ومادياتها أنها ظاهرة رفاهية وغيرها. أنا مؤمنة باننا لا ندرك سوى القليل جداً من الأحداث الجارية والفرص السانحة والعقبات المعترضة وسلوكيات البشر، ولذا فان ما لدينا من معطيات ليست كافية لاصدار أحكام قاطعة، ومع ذلك يطلق البعض أحكامهم النابعة من قناعاتهم وأفكارهم التى ليس لأحد عليهم بها سلطان ويحاول تعميمها على الجميع ليس ذكاء بل جهلاً ومحاولة لفرض الذات ولو كانت هذه الذات خاوية أو ناقصة. لا أعرف كيف نستطيع أن نسمى بلداً ما متطوراً اذا ما كنا نثق فى بعض تلك العقول التى تعيش فيه وتمثله وتشكل هويته. كيف تتحول المفاهيم الأساسية للوعى والنمو السليم الى سلوكيات تبعث السخرية والتعليقات التافهة. أعتقد أن الفرض ليس دليلا على الوعى بمعنى وكمثال فقط أن تفرض على حزام الأمان والتزم به خوفاً وليس ايماناً أو قناعة بأهميته! بينما أن افهمه أو أحبه ويتعاطى عقلى معه قد يؤتى بنتيجة أكثر فعالية على المدى البعيد. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. التلقين عادة والفهم يشبه العبادة وشتان بين أن تطبق ما تؤمن وتطبق ما تدرك.

662

| 04 أبريل 2011

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4854

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3597

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2877

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2736

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2652

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
غياب الروح القتالية

تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...

1800

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1482

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1041

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

975

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

837

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

813

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية