رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما نتحدث عن إعلامنا الرياضي ، علينا أنْ نحرص على الحديثِ بلسانٍ وطنيٍّ صريحٍ يتحمَّلُ أصحابُـهُ مسؤوليةً تجاه الرياضةِ كجزءٍ من الحضارةِ و الروحِ الـمَدَنِـيَّةِ في بلادنا . لابد من الإقرار بأنَّ برنامج المجلس هو الأكثرُ مُتابَـعةً على قناة الدوري والكاس ، ولذلك نحرص على استمراره كإحدى الواجهات الإعلامية التي نُطِـلُّ منها على الخارج رياضياً ، ونُقَـدِّمُ إليه من خلالها مجتمعنا وإنساننا . على الرغم من قيام خالد جاسم بإدارة الحوار بلباقةٍ إلا أنه يصطدم كثيراً بانعدام لغة الحوار المتحضرة من بعض الضيوف، والتصرفاتِ الـمُسْـتَهْـجنةِ من بعضهم الآخر . وفي حين يوجد ضيوفٌ ذوو خبرةٍ عملية و معرفةٍ علميةٍ و قدرةٍ على طرح الأفكار بأسلوب راقٍ إلا أنَّ الصَّـخَـبَ والصراخَ يجعل وجودهم غير ملحوظٍ فيفقد البرنامج قدرته على تحقيق الأهداف الـمَـرجوة منه . المشكلة التي لا ينتبه إليها الكثيرون ، تتمثل في أنَّ بعض الضيوف كانوا، و لا يزالون ، شخصياتٍ رياضيةً عامةً، و يتصرفون بأسلوب بعيدٍ عن الروح الرياضية، فيقومون بإسكات بعضهم بأسلوبٍ فيه سخريةٌ و تَـحَـدٍّ . و بعضهم لا يستنكف عن القيام بدور المدافع عن نادٍ أو شخصٍ بعينهما، فيتحول الحوار من كونه قضيةً عامةً لتحليل المسار الكروي إلى قضيةٍ صغيرةٍ لا شأن لها تطغى على البرنامجِ و تُحْـدِثُ إثارةً لا تليقُ، متناسين أنَّ جمهوراً كبيراً من الناشئة و الشباب يتابعونهم و يتأثرون بهم و يستقون منهم مبادئ الحوار . بالله عليكم ، هل من اللائق أنَّ الضيفَ الذي لا يعجبُـهُ طَـرْحُ الآخرين لآرائهم يقوم بمغادرة موقع التصوير علانيةً أمام الجمهور ، وكأننا نشاهد مشاجرةً في حيٍّ صغيرٍ، ولا نتابع برنامجاً جماهيرياً لابد فيه من التزامٍ عالٍ بالروح الديمقراطية والرياضية؟ . القولُ إنه برنامجٌ يمتدُّ لساعاتٍ أحياناً ولابد من فيه من روحِ الفكاهةِ و التَّبَسُّـطِ ، لا يستقيم مع الواقع الذي يخبرنا أنَّ روحاً من التسلُّطِ والتحدي والسخرية تَـسودُهُ من قِـبَـلِ بعضِ الضيوفِ، وهي أبعدُ ما تكون عن الفكاهة . فنحن نتابعُـهُ ولدينا تَصَـوُّراتٍ مُسبقةٍ لما سيقولُون و يتصرفون خلاله لأننا اعتدنا منهم ذلك .
667
| 01 ديسمبر 2013
منذ زمنٍ بعيدٍ ونحن ننتظرُ أحداً يُـعَـبِّـرُ بصراحةٍ عن المشكلات الحقيقية التي تعاني منها كرتنا القطرية، فكان أحمد مبارك آل شافي صاحب الصرخةِ التي ستترددُ أصداؤها طويلاً في شارعنا الرياضي. عندما تحدث عن حالة الوهم الكروي التي نعيشها، فإنه قال الحقَّ، فلا أحدَ يُنكر أنَّ دورياتنا في كل اللعبات هي بطولاتٌ فيها اللاعبُ القطري غريب الوجه واليد واللسان، فكأنها منافساتٌ بين أنديةٍ قطريةٍ تكادُ تخلو من لاعبين قطريين. وإذا تحدثنا بروحٍ وطنيةٍ ودَعَـوْنا لاستثمار وجود اللاعبين الأجانب المحترفين في إتاحة الفرصة أمام لاعبينا المواطنين للاحتكاك وصَقْـلِ المهارات والخبرات، وليس اعتبار وجودهم زِيْـنَـةً لواجهات الأندية يتم من خلالها استنزاف مواردها بلا فائدةٍ، فلن يستمع أحدٌ في مجالس إداراتها التي صارت عضويتها تشريفاً لصاحبها حتى لو كان حجرَ عَثرةٍ في طريق تطويرِ وتَقَـدُّمِ النادي في كل اللعبات. فنحن، هنا، نواجه حالةً من الشِّـلَـلِـيَّـةِ والجلوس في أبراجٍ عاجيَّـةٍ بعيداً عن الواقع الذي صار مأساوياً في بعض أنديتنا الكبيرة، ورغم ذلك يستمرُّ أعضاءُ مجالسِ الإدارات في مناصبهم وكأنهم يؤدون وظيفةً لا تحتاج لرؤًى إداريةٍ تستند إلى إحساسٍ قويٍّ بالانتماء للنادي الحل لمشكلاتنا يبدأ من قاعدة الهرم الكروي وليس من قمتِـهِ، فليس اتحادُ القدمِ جهةً سياديةً تفرضُ القوانين فيلتزم الآخرون بتطبيقها تحت طائلة العقوبة إنْ خالفوها، والأجدر أن نتحدث في خطوات عمليةٍ لإجراء انتخابات مجالس الإدارات بعيداً عن المطالبة بتدخُّـلِ الاتحاد، وهذه مسؤولية الـمختصين في الشأن الرياضي بالتعاون مع الـمختصين في الإدارة والتنظيم، ويتم الحوار بشأنها في وسائل الإعلام كلها ليدركَ الجميعُ أنهم سيكونون تحت المجهر الذي يراقبُ أداءَهم لـمَهامهم، ويحاسبهم إعلامياً عليه، ويؤثر ذلك في فرصِ انتخابهم مستقبلاً. أما أن نجلسَ ويلومَ بعضُنا البعضَ الآخرَ، ونتبادلَ الاتهاماتِ بالمحسوبيةِ، فهذا لا يليق بحركةٍ رياضيةٍ توافرتْ لها جميعُ الإمكانات، لكنها تُعاني خللاً في عجزنا عن تغليبِ روحِ الانتماءِ للنادي، أما إعلامُنا الرياضيُّ، فالحديثُ فيه ذو شجونٍ، لأنَّ الفرقَ كبيرٌ بين برامجِ تحليلِ المبارياتِ، وتغطيةِ الفعالياتِ الرياضيةِ من جهةٍ، وبين إعلامٍ رياضيٍّ يتوجه إلى المجتمعِ بهدفِ غَـرْسِ الروحِ الرياضية في نفوس أبنائه، وتهيئة مواطنيه للانخراط الفاعل في الحركة الرياضية من جهةٍ ثانية. فقد نجحَ إعلامنا في الأولى، إلا أنَّ متابعتنا للبرامج التلفزيونية الجماهيرية والصَّـخَـبِ والصراخُ الَّلذانِ يسودانَها، وانعدام الالتزام بلغةِ الحوارِ الـمُتَـحَـضِّرةِ بين المشاركين فيها، يجعلنا نحكم بفشله في تحقيق الهدفِ الرئيسِ له.
1695
| 30 نوفمبر 2013
ليس شرطاً أن يكونَ قَـطْـعُ مرحلةٍ من الدَّرْبِ دلالةً على استعدادِنا للسيرِ في نفسِ الدربِ بنفسِ القوةِ. وهذا ما ينبغي الالتفاتُ إليه في وصول منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي ستشهدها أستراليا في يناير 2015م. ومن هنا، يجب الانطلاق نحو الإعداد السليم لمنتخبنا الوطني خلال سنةٍ تفصلنا عن البطولةِ.مرَّت المرحلةُ العصيبةُ الأولى التي قاد فيها مدربُنا الوطنيُّ، فهد ثاني، المنتخبَ، ووقف الجميعُ يؤازرونه ويُعلنون ثقتَـهُم فيه وعدم مطالبته بإنجازٍ فوريٍّ كبيرٍ في فترةٍ قصيرةٍ زمنياً. إلا أنَّ الجميع، اليوم، يقفون داعمين لاستمراره كمدربٍ لكنهم سيُحَـمِّلونَـه المسؤولية عن خياراته وانعكاساتها على أداء المنتخب خلال البطولة.لنتحدث بوضوح أكثر ونقول إنَّ منتخبنا تأهَّلَ بسبب ضعفِ مجموعته فنياً، وهو أمرٌ يشيرُ إلى وجوب السعي لاحتكاكه بفرقٍ قويةٍ في مباريات وديةٍ خلال السنة القادمة. فليس من المعقول أن يلعبَ مع فرقٍ ضعيفةٍ جداً في الجانب الفني، وفقيرةٍ باللاعبين الأكفاء، وتعاني ضعفاً في التمويل والدعم، ثم نشعر بالاطمئنان لمستواه إذا فاز عليها. ولا أجد سبباً يمنعُ استضافةَ فرقٍ عالميةٍ قويةٍ كروياً، أو اللعبِ معها على أرضها. ولا أرى صعوبةً تحول دون تنظيم مباريات معها، فالدولة تُقَـدِّمُ لاتحادِ القدم الدعمَ الماديَّ الكافي، وتُسخِّـرُ لمخططاته المرحليةِ أجهزتَها السياسيةَ والأمنيةَ والخَدَميةَ لتيسير الإجراءات داخلياً وخارجياً.لا نشك للحظةٍ أنّ مدربَنا الوطنيَّ أدرك من خلال المبارياتِ الـمُـؤَهِّلةِ للنهائيات مدى افتقار المنتخب للاعبين بدلاء ذوي مستوى فنيٍّ عالٍ في جميع مراكز اللعب، وهذا يستدعي الاهتمام الشديد باستقطاب لاعبين جدد من خلال متابعة بطولاتنا المحلية.وهناك نقطةٌ قَـلَّـما نلتفتُ إليها تتمثل في إستراتيجية الإعداد للبطولات دون الاهتمام بتكوين قاعدة صلبةٍ للُّـعبةِ، فننشغل بإعداد المنتخب لبطولة أستراليا 2015م وعيوننا تتطلع إلى كأس العالم في روسيا 2018 م، وهكذا. والغريب في الأمر أنَّ الجميع يطالبون المنتخبَ بتحقيق نتائج في هذه البطولات القارية والدولية وتصفياتها، ويغفلون عن عدم إحرازه لبطولات أصغر وذات طابعٍ إقليميٍّ ضيِّقٍ ككأس الخليج.لابد من إستراتيجية ذات أهدافٍ قريبةٍ وبعيدة يتم الوصول إليها على مراحل، يقوم اتحاد القدم بإعدادها والتخلص من إستراتيجية الطوارئ التي تعتمد على البطولة التي نسعى للعبِ فيها.كلمة أخيرة:إعداد المنتخب ليس مسؤولية الاتحاد والمدرب فحسب، وإنما هو مسؤوليةٌ وطنيةٌ تقع على عاتق الجميع ويتحمَّلُ الإعلامُ الجزءَ الأكبر منها.
493
| 27 نوفمبر 2013
كم مؤلم أنْ تكونَ الخسارةُ إنجازاً لأنها لم تبلغْ من السُّـوءِ درجةً أعلى. وكم مُـخْزٍ أنْ يُمْـتَدحَ الفاشلونَ على لسان الذي أسهمَ في زيادة مستوى فشَلِـهم. وخلف هذه الصورة المأساوية، يجلس إداريون لا يستمعون لمناشداتِ الناصحين وأنين جماهير القلعة الحمراء، وكأنها نداءاتٌ في صحراء مُـقْـفِرةٍ. يخطئ الظنَّ مَـنْ يعتقد أنَّ حديثَنا مَـبْعَـثُـهُ نتيجةُ مباراة السد والعربي، أمسِ الأول، وإنما نتحدث عن مسارٍ لا ندري متى سيتم إصلاحُـهُ. والمشكلة التي نعانيها، أننا نقول: مسارٌ، وهو ليس كذلك، وإنما مَـشْـيٌ بلا رؤى ولا خططَ مستقبليةً. عندما يخرج شتيلكة ليُعلنَ فخرَه بلاعبيه رغم الخسارة، فإنه يعلم تماماً بأنه لا يلومه احد، فالجميعُ يشاركونَه المسؤوليةَ عن تَـصَـدُّعِ أسوارِ القلعةِ الحمراءَ، وكالعادة سيخرجُ علينا أحدُ الإداريين مُعلناً تجديدَ الثقةِ فيهِ وبالمحترفين. آنَ الأوان ليكونَ العلاجُ مؤلماً جداً، وأن نقول إنَّ شتيلكة لا يصلحُ لتدريب فريق العربي، فهو لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ الإمكانات الحقيقية للاعبين، وعاجزٌ عن توظيفها بشكلٍ يتيح للفريق الحفاظ على ماء الوجه، على الأقل. ثم نأتي إلى بعض اللاعبين، ونتساءلُ ما الذي تجده إدارة النادي والمدرب في سيد محمد عدنان ومحمد رزاق وماركوني أميرال الذين لا يقدمون شيئاً للفريق، بل أصبحوا عالةً عليه؟، هل المشكلة في التمويل؟ وما سبب نقص التمويل والدعم أصلاً؟ وأين تلك الشركات الكبرى التي تقبل أن يرتبط اسمُها بالهزائم والخسائر والتعثر، وهي ترى لا مبالاة الإدارة وإصرارها على سياستها القائمة على التظاهر بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان. الحديث يطول ويتشعب، ونكرره بعد كل خسارةٍ بنفس الـمُفردات والجمل، والمصيبة التي بات العرباويون يتوقعون حدوثها، إذا استمرت مسيرةُ التخبُّطِ والعَبَـثِـيَّـةِ، ليست في مجرد هبوط النادي إلى دوري الدرجة الثانية، وإنما في أنه سيبقى فيها زمناً طويلاً لأنَّ الفريقَ لن يستطيع المنافسة في ظلِّ هذه اللا مبالاة من إدارته، وانعدامِ الروح في نفوس لاعبيه. أما الجماهير العرباوية فإنها بدأتْ تمارس الـمُعارضةَ السلبيةَ تجاه إدارة النادي، فانعزلت داخل جدران صمتها تئنُ بصوتٍ خافتٍ في انتظار حدوث معجزةٍ.
537
| 26 نوفمبر 2013
هذا ليس تعميماً يُقْصَـدُ منه ممارسة نوعٍ من الديكتاتورية في اتخاذ القرار، ولا تَدَخُّـلاً في الشؤون الداخلية للأندية الرياضية، ولكنه خطوةٌ سليمةٌ يمارسُ من خلالها اتحادُ القدمِ الدورَ والتأثير كجهةٍ إشرافيةٍ عُليا على اللعبة، ويبدأ بها مرحلةً جديدة تقوم على أسسٍ وضوابطَ يحتكم إليها الجميع. ورغم ذلك نلوم الاتحاد على اتخاذه قرارات أو إصداره تعميمات دون التشاور مع إدارات الأندية الرياضية ومن خلال مناقشات ودراسات مُعَـمَّـقةٍ لتلافي حالة الرَّفْـضِ والشحنِ الإعلامي. نحن، كمتابعين وإعلاميين، ندرك أنَّ المرحلةَ القادمةَ مرحلةُ التوجُّـهِ الكُلي نحو الاحتراف في المجال الكروي، ونخطئ كثيراً لو حَصَـرْنا مفهوم الاحتراف في اللاعبين، لأنه مفهومٌ يقوم على جوانب فنية وإدارية وتنظيمية تلتزم بروح الاحتراف كنَـهْـجٍ لابد من ترسيخه على مراحل. و لنتحدث بصراحة ونقول إنَّ اختيار إداريي فرق الأندية كان عمليةً تشبه المكافأة لأشخاص بعينهم على عطاءاتهم أو لكونهم من الشخصيات المؤثرة إعلامياً، وهذا لم يكن في صالح الكرة القطرية. صحيحٌ أنَّ كثيرين منهم ناجحون، إلا أنَّ ذلك يعتمد على المصادفة وليس على الاختيار وفق ضوابط بعينها، ولا على الكفاءة والمستوى العلمي قبل الفني لهم. ولا نظنُّ أنَّه مما يُسيءُ لمن لهم باعٌ طويلٌ في العمل الإداري أن يتقدموا لدورةٍ تأهيلية يُجرى بعدها اختبارٌ، فهذا أمرٌ يتيح لهم تجديد رؤاهم وتنمية قدراتهم. لكن الأهم هو أنه،أيضاً، يتيح الفرصة للجيلِ الشابِ الذي يتعامل مع الأمور بعقلِ وروحِ عصره، وهو الجيل الذي ستقع على عاتقه مسؤولية إدارة وتنظيم الحَـدَثِ الكروي الأعظم في تاريخنا، مونديال 2022 م. نبحث عن واجهات إعلاميةٍ كَـفوءةٍ في تعاملها مع وسائل الإعلام، وفي ضبط الإيقاع النفسي للاعبين والمدربين في ساحات الملاعب، وإعادة الروح للفرق وإعدادها نفسياً، وممارسة دورٍ في التعامل مع الجماهير ينطلق من المصداقية والثقة حتى في فترات التراجع والانكسار التي قد تشهدها بعض الفرق. حديثنا ينصبُّ على مستقبل كرة القدم، ومنتخباتنا الوطنية، وليس على جانبٍ إداريٍّ. فإذا كانت الأندية هي الروافد التي تمدُّ المنتخبات بالدماء والروح، فإنَّ كل جهدٍ في إطار تطوير وتنمية العمل الإداري في أجهزتها الكروية هو تطبيقٌ لرؤيةٍ في الاتجاه الصحيح. كلمة أخيرة: مع تقديرنا لاتحاد القدم، واتخاذه قراراتٍ جريئةٍ للبناءِ الاحترافيِّ المستقبليِّ، إلا أننا نأملُ أن يتم ذلك بعد التشاور مع إدارات الأندية الرياضية وإشراكها في اتخاذ القرار.
631
| 24 نوفمبر 2013
لأنَّ الوطنَ تمتدُ مساحتُـهُ الجغرافيةُ المحدودةُ لتشمل مساحاتٍ لا متناهيةً داخل قلوبِ مواطنيه فإنَّ الحديثَ عنه يظلُّ عذباً يسقي مشاعرَ الانتماءِ والولاءِ بالفخرِ والاعتزازِ. نجاح مؤتمر (سباير فور سبورت) لم يقتصر على جانبه التنظيمي، وإنما امتد إلى الاقتصاد كعنصرٍ رئيسٍ في كلِّ إنجازٍ. فمن خلاله، بُعِـثَـتِ الروحُ في اقتصادنا المحلي، وبدأنا نلمح سعيَ رؤوسِ الأموالِ الوطنيةِ للمشاركة في المشروعات الضخمة التي تم الإعلان عنها. وكم نتمنى لو أعلنت الشركات الوطنية الكبيرة، والشخصيات الاقتصادية الوطنية المعروفة، عن مخططاتها الواضحة للمشاركة في تحقيق أهداف المؤتمر، لأنَّ ذلك سيُحَـرِّكُ عجلةَ الاقتصاد الوطني، ويدعمُ الانتقالَ من المرحلة الاقتصادية الأبوية التي تكون فيها الدولةُ الراعيَ الوحيدَ للتنميةِ الشاملةِ، إلى مرحلةٍ ينخرطُ فيها المواطنون، تجاراً وصناعيين وشركاتٍ ومؤسساتٍ، في مشاركةٍ فِعليةٍ تتخطى الربحَ السريعَ، ويكون بناء قاعدةٍ اقتصاديةٍ وطنيةٍ صلبةٍ هو الهدفُ الذي يعمل الجميعُ من أجله. وأيضاً، نجح المؤتمر في إبرازِ الشخصيةِ القياديةِ للإنسانِ القطريِّ، فأينما توجَّهنا رأيناه في مركزٍ متقدمٍ، يدير الفعالياتِ والندواتِ، ويخاطبُ وسائلَ الإعلامِ المحلية والخارجية، ويراه الآخرون على حقيقته في علمه ومعرفته وقدراته الإدارية والتنظيمية، مما جعلَ من صورته انعكاساً لما ستشهده بلادنا خلال المرحلة التي تفصلنا عن مونديال ٢٠٢٢ م، وخلاله، وبعده. وهذا يدفعنا لتوجيه الشكر والتقدير للجنةِ إدارةِ المؤتمر، مسؤولين وموظفين، في شخص السيد/ حمد بو هندي، الذي لعبَ دوراً بارزاً في إدارة وتنظيم المؤتمر، وكذلك في تسويقه إعلامياً، محلياً وخارجياً. ومن النجاحات التي أثلجت صدورنا، أنَّ الرؤى المتقدِّمة للرياضة كعِـلْمٍ وإدارةٍ، والـمُتمثلة في سباير، برزت كملامحَ تشير إلى مجتمعٍ مُتَـحَضِّـرٍ يستند إلى الإنسان وإعداده معرفياً وعلمياً وبدنياً، بحيث تكون الرياضة جزءاً من كلِّ حِـراكٍ اجتماعي، ونستطيع بذلك إعداد المجتمع كلِّـه للمشاركةِ في إنجاح مونديال ٢٠٢٢م، واحتضان الفعاليات والبطولات القارية والدولية التي ستستضيفها بلادنا. الأمر الآخر الذي لابد من ذِكْـرِهِ هو أنَّ سباير تلعب دوراً فاعلاً في إعداد القيادات الرياضية التي سيكون دورها بارزاً في تمثيل الدولة في المنظمات والهيئات الإقليمية والقارية والدولية، وهذا سيكون له انعكاسٌ اقتصادي مستقبلي يجعلنا نتمنى على الشركات والمؤسسات الوطنية أن تُسهم في دعم وإنجاح جهودها. كلمة أخيرة: نشكر صحافتنا ووسائل الإعلام المحلية، ومنها بخاصة جريدة (الشرق) التي كان لها دور عظيم في إظهار الصورة الرائعة للمؤتمر، وأسهمت في إنجاحه إعلامياً.
465
| 22 نوفمبر 2013
ربط ابنُ خلدون رُقِـيَّ البلدانِ و تَـمَدُّنَها بمَـظْهَـرَيْنِ هما العِـمارةُ و الغناءُ . أما في عصرنا فإنَّ الرياضةَ ، روحاً و مُمَارَسَةً ، هي الـمَظهرُ الذي نحكم من خلاله على تَـمَـدُّنِ و تَحَـضُّرِ المجتمعات . و هو ما نجده في قطر الحبيبة ، و تَبَـدَّى في ثلاثة أمور بالغة الأهميةِ رافقَ الإعلانُ عنها عَـقْـدَ مؤتمرِ (سباير فور سبورت) .الأول هو الإعلان عن مشروع تحويل مقر نادي الوكرة الرياضي لصَـرحٍ رياضيٍّ اجتماعيٍّ تجاريٍّ بمواصفاتٍ لا مثيل لها عالمياً . و هو أمرٌ يشير إلى الرؤية المتقدمة لسمو الأمير المفدى التي تتضمن جَـعْلَ الرياضةِ جزءاً من الحياة الاجتماعية للإنسان القطري عبر ربطه بالأندية الرياضية في بيئتها المحلية التي يعيش فيها .هذا المشروعُ الرائدُ هو خطوةٌ أولى في مسيرةٍ طويلةٍ سنشهدها في بلادنا ، و تُـتَـوَّجُ بتأسيس بُنْـيَةٍ تَحتِـيَّـةٍ رياضيةٍ ذات قواعد اقتصادية و بشرية تُقام عليها صروحُ صناعة الرياضة التي ستكون ركيزةً في اقتصادنا مستقبلاً .و الثاني ، هو اتفاقية شراكة النزاهة الرياضية التي وُقِّـعَـتْ مع المركز الدولي للأمن الرياضي في مجال كرة القدم . و لا نُبالغُ حين نَصِـفُها بأنها خطوةٌ ذكيةٌ أخرى يتم من خلالها تقديم الدولة ، نظاماً سياسياً و مجتمعاً و إنساناً ، إلى العالَـمِ في صورةٍ حضاريةٍ رفيعةٍ . فجميعُنا نعلم أنَّ كرة القدم في بلادنا لا تشكو خللاً أخلاقياً و مَسلكياً يجعل من الممكن التلاعب في نتائج المباريات ، إلا أننا بتوقيعها نؤكدُ التزامنا بالضوابط الـمَرْعيةِ دولياً ، و نجعل من ذلك منطلقاً للحديث بثقةٍ عن رؤانا الخاصة بكل ما يفيد الحركة الرياضية في نِطاقَـيْها الإقليمي و الدولي ، فنخدم المخططاتِ بعيدة المدى لاحتضان البطولات العالمية ، و لجَعْلِ بلادَنا مركزاً للمنظمات والهيئات الإقليمية و القارية العاملة في المجال الرياضي .أما الثالث ، فهو النَّقلة النوعية في إعداد جيل كروي يحتك مباشرةً و بصورةٍ دائمةٍ بالإبداع الكروي القائم على التخطيط العلمي و الـمُستند إلى الاحتراف في مستواه الرفيع ، من خلال إنشاء أكاديمية لنادي ريال مدريد في الدوحة ، التي ستكون صرحاً كروياً يُـخَـرِّجُ لاعبين كباراً وحُكاماً متميزين ، إلى جانب كونها عاملاً مساعداً في استقطاب الاهتمام الإعلامي الذي يعني لنا الكثير في هذه المرحلة من تاريخ الإنجاز الرياضي في بلادنا .لقد استطعنا ، من خلال المؤتمر وما رافقه من الإعلان عَـمَّا سبقَ ، الردَّ بأسلوب عمليٍّ راقٍ على الـمُـتَـقَـوِّلينَ الـمُغرضينَ الذين صاروا كَـدُون كِـيشوت في صِـراعِـه ضد الطواحين التي أوهمَـهُ خيالُه المريضُ أنها فرسانٌ فهاجمها وتحطَّمَ سيفُـهُ وجسدُه.
450
| 21 نوفمبر 2013
كما للبشرِ لغاتٌ، للدولِ لغاتٌ تتخاطب وتُـعَـبِّرُ عن نفسها بها، ولغة قطر الحبيبة هي إنسانُها الـمُـتَحَضِّرُ الـمُبدعُ، والإنجازاتُ، والنهضة الشاملة، والأمن، والاستقرار، والرفاه. الصناعةُ الرياضيةُ مجالٌ ضخمٌ يتصلُ وينعكسُ إيجاباً على الاقتصاد والتنمية الـمُجتمعية، وتتخطى نتائجه الحدود السياسية للدول. وهذا أمرٌ يجعلنا ننظر بتقدير كبير لمؤتمر (أسباير فور سبورت) الذي عُقِـدَ خلال الأيام الثلاثة الماضية، لأنه يدل على ثقةٍ بالقاعدة الاقتصادية والبشرية للدولة، ويشير إلى السعي لتوفير الأسس المساعدة على تحقيق رؤية القيادة الحكيمة لقطر ٢٠٣٠ م. وعندما نتحدث عن صناعة رياضية فإننا نتحدث عن استقرارٍ سياسي ومُجتمعي مُرتَبِـطَينِ بالدولة المدنية المنضبطة بدستورٍ وقوانينَ وحالةٍ حضاريةٍ اجتماعيةٍ تحترمُ الآخرَ وتقبلُ به، مما يجعل بلادَنا جاذبةً للاستثمارات الضخمةِ التي يبحث أصحابُها عن مَـوْطِـنٍ مستقرٍّ آمِـنٍ يُـوَجِّهونَها إليه. الجدير بالملاحظة، من خلال المؤتمر، أنَّ الفِـكْـرَ الاقتصاديَ القطريَّ تخطى مرحلة التجريب والتَّعَـلُّـمِ من الأخطاء، ووصل إلى مرحلةِ التأسيس الـمَبْنِـيِّ على قواعد وثوابت في العمل تضمن النجاحَ لأيِّ مشروعٍ ضخمٍ. فلم تكن الأطروحاتُ والرؤى محصورةً في جانبها الاحتفاليِّ الذي يتحدث عن الآمال، وإنما ناقشت الإمكانات وبحثت السُّبلَ الكفيلة بإنجاح الهدفِ النهائيِّ الـمُتَـمَثِّلِ في صيرورة بلادنا مركزاً للصناعة والتجارة الرياضيتين في الشرق الأوسط كله. ولعلَّ مما يثبتُ صحة ما ذهبنا إليه، أنَّ المشاركة لم تقتصر على الشركات وإنما شملت دولاً شاركت بشخصياتها الاعتبارية، وجميعنا يعلم أنَّ الدول تنطلق في مجال استثماراتها الخارجية من دراسات جَدوى مُـعَـمَّـقَةٍ. يقودنا ما سبق إلى الحديث عن الطاقات والكفاءات البشرية في الدولة، ليس في المجال الرياضي فحسب، وإنما في المجالات العلمية والـمَعرفية والإدارية، وعن ضرورة الاستفادة من الجيل الشاب الذي تَخَصَّصَ فيها، عبر تأهيله عملياً ليتولى إدارة الأنشطة الاقتصادية في مجال تَخَصُّصِـهِ مستقبلاً، ولا شك أنَّ أسباير كصرحٍ رائدٍ في الشرق الأوسط كانت نَقلةً نوعيةً في العمل الرياضي المستند إلى العلم والتخطيط السليم الهادف لِـرَفْـدِ الحركة الرياضية بأفرادٍ مؤهلين بدنياً وعلمياً، وسيكون لهم بصمات واضحات على مستقبل الصناعة الرياضية في قطر. كلما أمعنا النظر، نزدادُ ثقة بأهمية النتائج المستقبلية للمؤتمر وانعكاساتها الإيجابية، ونزداد يقيناً بأنَّ الأمرَ أضخم من تصوراتنا، لأنه يمتد ليتصل بالبنَـى الاقتصادية والـمُجتمعية لوطنٍ حبيبٍ نعمل جميعُنا من أجل رَفْـعِ رايته عالياً، في ظلِّ قيادةٍ تتلمسُ آمالَ شعبها وتسعى لتحقيقها وضمانِ مستقبلٍ واعدٍ للأجيال القادمة.
512
| 20 نوفمبر 2013
كان فوز النادي الأهلي المصري بمباراته مع أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي في نهائي دوري أبطال أفريقيا ، وحصوله على اللقب للعام الثاني على التوالي و للمرة الثامنة في تاريخ النادي العريق ، دلالةً على عودة الروح للكرة المصرية ، وانطلاقةً للعودة بها إلى مسارها المعتاد في الإبداع الكروي ، بعد فترة من التراجع بسبب انعكاس التَّقَـلُّبات التي تشهدها مصرُ ، إلا أنَّ ذلك يبدو صعبَ التحقُّـقِ بسبب السياسة.عند الشعوبِ العربيةِ ، الشؤونُ المصريةُ شأنٌ عامٌّ يتفاعلُ معه كلُّ مواطنٍ عربيٍّ ، ولا صحَّـةَ للادِّعاءاتِ بأنَّ اهتمامنا بكلِّ صغيرةٍ و كبيرةٍ في مصر هو تَدَخُّلٌ في شؤونها الداخلية ، فهي شؤوننا نحن بحكم علاقات الأخوة ، والدور والتأثير العظيمين لها .أحمد عبد الظاهر ، هذا اللاعبُ الخلوقُ ، لم يكن يعتقد أنَّ مجرد تعبيره عن موقفٍ مما حدث و يحدث في مصر ، سيقود إلى مواجهةٍ شرسةٍ يكاد خصومُهُ فيها يُجَـرِّدونه من وطنيته ، كما حدث مع زميله محمد أبو تريكة ، لدرجةِ المطالبة بإبعادهما عن الملاعب و عَزْلِـهِما كأنهما ارتكبا جنايةً توافرت لها جميع أركان الجريمة ، و صار لابد من إيقاع العقوبة بهما .لو قام لاعبٌ إسبانيٌّ من إقليم الباسك ، الذي يدعو أبناؤه للانفصال عن إسبانيا ، برفع شعارٍ باسكيٍّ في مباراة محلية أو دولية، فإنَّ أحداً لن يتعرَّضَ له ، لأنَّ النظام السياسي لا يُعَـبِّـرُ عن جزءٍ من الشعب وينشغلُ باتِّهامِ الجزءِ الآخر باللا وطنية وبالـمُروقِ والعَـمالة ويحكمُ على ما في القلوبِ وما تُخفيه الضمائر ، كما حدث مع عبدالظاهر الذي شارك في تحقيق الفوز للكرة المصرية والعربية ، وأتاح مع رفاقه الفرصةَ لاسم مصر أن يتردد في بطولةٍ عالمية هي كأس العالم للأندية، إلا أنَّ بعض الأقلام و الإعلاميين الغوغائيين انطلقا يَصْدحانِ بأغانٍ ومُوَشَّحاتٍ ضده لا تستنكفُ عن استخدام أكثر الألفاظ بُعداً عن الأدب والأخلاق.ومما يضيقُ الصدرُ به ، أنَّ قلوبنا ، نحن المواطنون العرب ، خفقت بالفرحة عند إحراز أبو تريكة الهدف المصري الأول في شباك النادي الجنوب أفريقي ، واهتزت طرباً عند إحراز عبد الظاهر هدفَ الفوز ، ثم نُفاجأُ بهذه الحالة الهستيرية من العداء لهما ، دون النظر إلى تَـمَـيُّزِهما و ما قَدَّماه لاسم مصر من مشاركاتٍ في إنجازاتٍ عِـدَّةٍ .ندعو الشرفاء من إعلاميينا الرياضيين العرب أن يخرجوا عن صمتهم ، ويتحدثوا في الشأن الرياضي كجزءٍ من واقعنا العربي الذي يشهد تغيُّرات كبيرة ، وأن يقفوا بصلابةٍ دعماً لرياضيينا العرب مُـمَثَّلين في أحمد عبد الظاهر الذي تُثبتُ حالته مدى هشاشة منطق الخائفين من مجرد إشارةٍ .
486
| 16 نوفمبر 2013
مما يبعثُ أشدَّ الألمِ في نفوسنا أنَّ الكثيرين لم يَـعُـوا بعد أنَّ قطرَ الحبيبةَ، دولةً وإنساناً ومجتمعاً، موضوعةٌ تحتَ مجهرِ الإعلامِ الدوليِّ بسبب مونديال ٢٠٢٢ م، وأنَّ الصورةَ الحَـسَـنَـةَ التي نريدها لها ليست مسؤولية القيادةِ وحدها، فالقيادة سَـخَّـرَتْ الإمكانات الاقتصادية والسياسية والإدارية خدمةً للجهود المبذولة لإنجاح المونديال، وصار لزاماً عليناً أن نعلم أننا، المواطنين والرياضيين والإعلاميين والموظفين والتربويين وسواهم، لا نُـمَـثلُ أنفسنا في كل ما نقوم به وما نفعله، وإنما نُـمَـثِّلُ وطنَـنَا ومجتمعنا. لا تعنينا الأسبابُ التي أدَّتْ للمشاجرة بين مُدَرِّبَـيِّ الجيش وقطر، ولا تهمنا أقوالهما وأقوال مناصريهما، لكن الذي يهمنا ويعنينا أنهما نسيا الالتزام الأخلاقي الرياضي، وتصرفا بحماقةٍ وكأنَّ لا قوانينَ ونُظُـمَ ولوائحَ معمولاً بها في كرة القدم، وبإمكانِ الذي يجد في نفسه أنَّ فريقه تَـعَرَّضَ لظلمٍ أن يلجأ إليها. نحن لا نتحدث عن مباراةٍ في الدوري المحلي، وإنما عن صورة حضاريةٍ بالغةِ السوء شهدتها تلك المباراة، ولن تَـغْـفَلَ عنها عيونُ الباحثين عمَّا يُسِـيءُ إلينا جميعاً. ثماني سنواتٍ تفصلنا عن المونديال، والاستعدادات قائمةٌ على قدمٍ وساقٍ، من تحديث البُـنى التَّحتية، وبناء المنشآت الرياضية الضخمة، وتطوير التعليم والإعلام لتخليق روحٍ رياضيةٍ وحضاريةٍ في المجتمع. ورغم ذلك، نصطدم بأناسٍ لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا أنَّ الالتزامَ بالقوانينِ واللوائحِ ليس عملاً إجبارياً تفرضه الجهات الرقابية والتنفيذية وهي تُـلَـوِّحُ بالعقوبات، وإنما هو عملٌ ذاتيٌّ يدلُّ على احترامٍ للوطنِ وحِـرْصٍ على اسمِـهِ. فباستطاعة اتحاد القدم إيقاع العقوبات المنصوص عليها في لوائحه ضدَّ الـمُـدَرِّبَـيْـنِ، لكن ذلك لن يمحو الجُـرحَ الذي سَـبَّباه في جسدِ الروح الرياضية الذي نحرص على تنميته ورَفْـدِهِ بأبنائنا الناشئين والشباب الذين نفخر بهم لِـما يُبدونه من تَحَضُّرٍ ورُقيٍّ وثقافةٍ عامة. لقد حان الوقتُ لنسعى، جميعاً، للعمل الجاد في سبيل نشر الأخلاق الرياضية كمهمةٍ وطنيةٍ دائمةٍ، وليس كواجبٍ مفروضٍ نقوم به أمام وسائل الإعلام في مناسبات معدوداتٍ. وعلينا إدراك مدى تأثير الإيحاء في نفوس الناشئة والشباب، فيكون كلُّ واحدٍ منا رمزاً لهم في مجال تخصصه وفي حياته العامة والخاصة. إننا نتحدث عن قطر الحبيبةِ، والجهود الجبارة لقيادتها ومواطنيها في سبيل أنْ يشعَّ اسمها حضارةً ورُقِّـياً ووطناً للإنسانِ الـمُبدعِ.
415
| 13 نوفمبر 2013
لم يزلْ معظمُـنا يَأنَسُ لوجود ضحيةٍ تُـحَـمَّلُ تَبعاتِ أخطاءٍ نَـمَـتْ في تربةِ مسيرتنا الكروية منذ سنوات طوال. فنحن بذلك نقطع جِـذْعَ شجرةِ الأخطاءِ في حين تظل جذورها حيةً قابلةً للنمو من جديد. منذ ثلاثة مواسم، كانت تجربة الريان الرائدة في الاعتماد على لاعبين مواطنين شباب في الفريق الأول، مَـحَـطَّ أنظار المختصين والمتابعين للشأن الكروي، وصرنا ننتظر الرهيب الذي سيُفاجِـئُنا مستقبلاً بهؤلاء الشباب الذين قدموا مستوى فنياً واعداً رغم النتائج الضعيفة للفريق خلال الموسم الحالي. وهذه التجربة تُحسبُ للمدرب والإدارة معاً، لكنها تُبَـيِّـنُ مدى قدرة المدرب، بخاصة، على إدراك ماهية الروح التي ينبغي أن تسود الفريق، وهي الروح الوطنية التي تحتضن أمثال هؤلاء الشباب. ولنتحدث بصراحة عن تراجع مستوى الرهيب في الدوري، لنقول إنَّ المدرب ليس وحده مسؤولاً عنه، فقد أدرك الجميعُ أنه يلعبُ ضمن الإمكاناتِ الفنية للاعبين، فاستطاعَ توظيفَـها توظيفاً جيداً، إلا أنه اصطدم بجدار المحترفين الأجانب، منهم الذين أضْحَـوا كالتَّـرِكَـةِ الثقيلةِ التي لابد من تَوارُثِها من موسم لآخر. فبعد مستواهم الجيد في الموسم الماضي فوجئ الكثيرون بانخفاض مستواهم الفني خلال الموسم الحالي، مما أثَّـرَ سلباً على اللاعبين الصاعدين. حرصنا كإعلاميين ومحللين رياضيين، عندما انتقدنا تراجعَ الرهيبِ، أنْ نتحدث بصراحة عن مواضع الخلل، وأشرنا إلى قدرات مدربه الجيدة، وذلك من قراءتنا لمجمل الشأن الكروي الرياني. فتحت قيادته أحرز الفريق خمس بطولات، وحافظ على وجوده في مرتبة متقدمة نسبياً في ترتيب الفرق. وكنا نستشرف المستقبل وندرك أنَّ الهدفَ الـمَـرْحَـليَّ هو إعداد الفريقِ الـمُستقبليِّ. لم يكن قرار إقالة المدرب في هذه المرحلة سليماً، لأنه الأقدر على معرفة اللاعبين وإمكاناتهم الحقيقية وتوظيفها في مواجهة فرق الأندية الأخرى، إلى جانب التواصل النفسي بينه وبينهم. ولا نظن أنَّ المدرب الجديد قادر على تقديم شيء، لأنه سيقضي زمناً طويلاً حتى يتعرف على إمكانات اللاعبين ويقرأ قدرات الفرق المنافسة. أمر آخر لابد من طرحه، هو الاستقالات التي شهدها النادي، والتي تدل على تَصَـدُّعٍ في بُنْـيَـتِـهِ الإدارية، وتُشيرُ بوضوحٍ إلى مسؤولية إدارته عن النتائج السلبية منذ بداية الدوري. كما أنها ترسم صورة قاتمة لمستقبل الرهيب، بدأت ملامحها ترتسم في التأثيرات النفسية على اللاعبين التي نسأل الله أنْ يُجَـنِّبُهم تداعياتها. لا توجد شؤونٌ داخليةٌ في أنديتنا، فأيُّ شأنٍ كرويٍّ فيها هو شأنٌ عام، لأنَّ تأثيراته ستمتد إلى ساحتنا الكروية كلها، وستنعكس على منتخبنا الوطنيِّ مستقبلاً.
622
| 11 نوفمبر 2013
المقدماتُ الصحيحةُ تقود أحياناً إلى نتائج خاطئة لأنَّ الأسلوبَ الذي صِـيْـغَـتْ فيه غيرُ سليم ولا يتصل بالواقع، ومن هذا المنطلق، نبحثُ ظاهرةَ عزوفِ الجماهيرِ عن التواجدِ في ملاعبنا. صحيح أنَّ تراجعَ المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أنَّ المسؤولَ الأولَ هو السياساتُ القاصرةُ للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ الـمُقايضة، حين يتم دَفْـعُ مبلغٍ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بِـجَـمْـعِ أفرادٍ من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغَـنُّـوا بلا روحٍ ولا حماسةٍ، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُـدِّدَتْ لهم. على الأندية تحديثُ رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافةٍ ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءةٍ في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قُصُـورٍ في فَهْـمِ الدورِ العظيمِ لتلك الروابط. إنَّ اختيارَ أشخاصٍ ذوي ثقافة وطَلاقةٍ في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون الـمُقدمة للانطلاقِ إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتمَّ التواصلُ مع المدارسِ والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءاتٍ مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطةٍ يتم خلالها تواجدُ اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيلٍ من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السِّـنِّ الحماسةَ والاندفاعَ اللازِمَـينِ لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلامٌ متميزٌ بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والـمِـهْـنِـيِّ الرفيع. فقد لعبَ دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليلِ الفنيِّ الـمُجرَّدِ، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطَّتْ سنَّ الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطابٍ إعلاميٍّ يلفتُ انتباههم ويُرَسِّـخُ في عقولهم ونفوسهم مفاهيمَ حضاريةً تتعلق بالرياضة كروحٍ جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا، ويعطون بذلك صورةً رائعةً نحتاجُ إليها في خطابنا الإعلامي مع الخارج الدولي الذي يراقبُ جهودنا في إعداد المجتمع والإنسان لإقامة مونديال ٢٠٢٢ م في قطر الحبيبة.
1890
| 30 أكتوبر 2013
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3480
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2640
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1653
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1560
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1332
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1143
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
846
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
642
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
627
| 30 نوفمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
588
| 04 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية