رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قد يشرحُ العنوانُ نفسه بوضوحٍ لكن ما تنطوي عليه حروفُ هاتين المفردتين عميقٌ جداً وموجعٌ لمن يقع تحت وطأة وجعه كثيراً، فحينما يتعلق الأمر بإطلاق الأحكام على الآخرين، أعتقد أنَّ الأمر يعدُّ غريزياً بالنسبة إلى معظم الناس، لكن هل تعلم كيف يؤثر إطلاق الأحكام على الآخرين في نفسك ورؤيتك لذاتك وفي الحياة التي تريد أن تعيشها؟ فإذا لم تكن أنت مَن يطلق الأحكام على الآخرين، فعقلك اللاواعي هو مَن يفعل ذلك وأنت تجاريه ولا تخالفه وهناك مقولة شهيرة تحث الناس على عدم الحكم على الكتاب من غلافه، لكن الناس يميلون إلى فعل عكس هذه المقولة فهم يستمرون في تبني حكمهم على الكتاب من الغلاف حتى بعد قراءة فصلٍ أو فصلين منه " وقد يثبت العكس بعدها"، بالمقابل هناك معيار خفي لا يعلمه إلا الله، ولا يحكم رب العزة والجلال على العبد إلا من خلاله، ومحله القلب وهي النية، فهناك قلوب طيبة صادقة صافية وعكسها تماماً. ولعل ما يدور في ذهن البعض الآن انه قبل الحكم على الغير عليك أن تكون أنت الأفضل أو الأعلم أو الأقدر في المجال الذي أنت بصدد الحكم على الآخر فيه، فإن كنت تريد أن تحكم على غيرك في أخلاقه مثلاً فالمنطق يتطلب منك أن تكون أنت أرقى أخلاقاً منه وأرفع، وإن كنت تريد الحكم على علمه او عمله فالمنطق نفسه يتكرر أيضاً. والآن لنُسقط ذلك عزيزي القارئ على معظم احكامنا التي يُطلقها البعض جزافاً وتصدر بناءً على المظهر الخارجي فنحن نفترض الكثير من الأشياء عن الأشخاص حسبَ المرئي فقط ونُخضعه لصورنا النمطية التي تكوَّنت من خبراتنا وتجاربنا الحياتية، فحكمنا على الغير يتطلب الكثير وليس بالأمر اليسير، بالإضافة إلى أن من يحكم على شيء أو شخص يجب أن يكون الأفضل أو الأعلم أو الأقدر فى المجال الذى يصدر الحكم فيه، فكثيرا ما نحكم على أخلاق الآخرين ونحن فى أمس الحاجة إلى هذا الحكم على أخلاقنا. إذاً،، إن لم تكن الأفضل فاحترس لأنك قد تكون الأسوأ، لهذا يكون إصدار الأحكام على الآخرين هو وسيلةٌ لتأمين سلامة الشخص وطمأنة ذاته بجعله "الأفضل" وفقاً للمقياس الذي يُحدده حتى وإن كان هذا المقياس غير حقيقي، ولا تتجاهل ان عملية إطلاق الأحكام ليست شهادةً حصل عليها البعض وبموجبها يتعامل ويُقيّم الآخرين. أخيراً: بعيداً عن سيكولوجية الانطباع الأول،، لا تتسرّع في الحُكمِ على الناس فقد تظلِم عزيزاً وترفع رخيصاً.
2724
| 11 مايو 2023
نكاد لا نبالغ إذا قلنا إن الفضول هو الدافع الرئيسي الذي يحرك معظم أفعالنا وأن هناك دائما فضولا وراء كل شيء نسعى لتعلمه او معرفته او الحصول عليه، واذا كان الفضول غريزةً فهو عند البعض ممن يحبون مراقبة الآخرين هوايةً لأسباب مرَضية منها عقدة النقص أو الحسد أو رغبة الإيذاء بالتشهير بهم او ابتزازهم حتى، إذ يتوهم هؤلاء أن الآخرين أفضل منهم فيسعون إلى معرفة أسرارهم، علّهم يحصلون منهم على أشياء يفتقدون إليها في حياتهم، مع عِلمهم المُسبق ان من راقب الناس أضاع وقته وجهده وعمره في عمل مذموم. وبالطبع هناك فرق بين الاهتمام والفضول، فالأول هو ما يقوم به الشخص بدافع المحبة او المعزة على الأقل مع ترك مسافة شخصية لا تطئها القدم بالسؤال او الإستفسار من الآخر عن امرٍ خاصٍ او الوصول لمساحةٍ شخصيةٍ جداً، اما الثاني فهو كسبقٍ صحفي يسعى لهذا الشخص متباهياً بعدها بأنه انجز ما لا يمكن لسواه الإنجاز بل وكأنه نوع من الذكاء الاجتماعي، حتى وصل البعض من هؤلاء لأن تكون فائدتهم التشفّي ضارباً عرض الحائط بالمثل الشعبي الذي يقول “من راقب الناس مات همّا”. ولا شك اننا نعيش وسط الناس ويعيشون معنا يروننا ونراهم، يعرفون عنا ونعرف عنهم، لكن شُغل البعض الشاغل معرفة كل التفاصيل والبراعة في القاء الاسئلة لاقتناص المعلومة واستكشاف المخبوء في سباقٍ محموم مع الزمان والمكان، فما اكثر «الملاقيف» حولنا ومعنا. هنا الفت الى انني كنت اتمنى ان اجد تفسيراً منطقياً لفضول البعض المرضيّ غير الفراغ الذي يسيطر على حياة البعض منهم، فالكثير من هذه الشاكلة لا يجدُ وقتاً للتفاهات لكنه يرى ان فضوله على شؤون الآخرين وحياتهم والذي اعماه نوعاً ما لهو من الحق المُطلق والذي يستحق منه الوقت والإجتهاد وتسخير الطاقات بل والإستعانة بشركاء للعون !! ولا بد ان اذكر انه شتان بين الفضول العلمي والفضول الاجتماعي، فالأول يُعَدُّ سمة بارزة للتعليم في المجتمعات المتقدمة، بل هو هدف تربوي طموح ونبيل تسعى إلى تحقيقه كل المجتمعات التربوية المتقدمة لأبنائها المتعلمين، اما الثاني فاختصاره «سمةٌ بارزةٌ للمجتمعات المتخلفة» فيا ايها الجائع للقمة الخَبَر والمتسابق لمعرفة خصوصيات البشر اعانك الله على نفسك المتعثره في ضيق تفكيرك وأفق قاع شخصيتك. أخيراً: أبت اللقافة أن تفارق أهلها وأبى اللقيّف أن يكون حكيماً
699
| 03 مايو 2023
عندما خلق الله - سبحانه وتعالى- الإنسان، فطَرَه على حُبّ النّاس وجعل له مشاعر تُبنى على ما يعترضه من أحداث تمرُّ به أثناء تعامله مع المحيط، فيُحبّ ويكره ويحِقد ويظنّ، وذلك من ضروريّات الفِطرة الإلهيّة في خلقه، لكن يجب على الشخص أن يجعل حُبَّه وكُرهَه وحِقده مُوجَّهاً على الأقل ولأسباب ليست شخصيةً في المقام الأول، وحقيقةً لم أكُن أعلم أن ما تُخفيه النفوس أعظم من أي شيء قد تُظهرهُ الابتسامة وأن ظاهر الأشياء يختلف عن باطنها اختلافاً كلياً، فالإنسان السويّ يتعامل بالنيةِ الصادقةِ ولكن القدر يجعل منه ضحيةً أمام المواقف التي يتبناها أمام صديقٍ رأى فيه سنداً أو رفيقا في ممرات الحياة تأمّل فيه خيراً متجاهلاً أن القدرَ مكتوب وأن الأحلام ستبقى أحلاماً مهما تمادينا فيها والفرق بينها وبين الواقع هو تطبيقها فعلياً. أتحدث اليوم عن العيد المرتبط بالسعيد في معايداتنا الشفهيةِ فقط، فهل قلوبنا تتمناه سعيداً بالفِعل حين تنطق به شفاهنا للآخر؟، سأترك الإجابة لكم، فاليوم اصبح الاحتفال بالعيد يمرُ على البعض وكانه مناسبةٌ عاديةٌ لا تتطلب احتفاءً خاصاً وهذا بالتأكيد يعود إلى فلسفة الشخص ونظرته إلى حياته وأسلوبه في التعاطي مع المناسبات، ولكن الفلسفة التي يجب أن تبقى هي أن تكون القلوب صافيةً والنوايا غيرُ ملوثة وإلا فما العيدُ إذاً؟. «ليس العِيد لمن لبِس الجديد» قرأت هذه العبارة في مكانٍ ما واستوقفتني فمن قال إن العيد رداء جديد أو مائدة تزدان بأطيب الأطعمةِ أو مبلغ مالي يفرح به صغارنا أو عُلبةٍ تتفنن فيها الأفكار منتجةً هديةً باهظة الثمن أو معنوية المحتوى،، ماذا عن التراحم والتسامح والتصالح والمودة والعطف أليس القلب أولى بأن ينبض بها بدلاً من التباهي بما تقدمه الأيدي لمزايداتٍ هي حديثُ المجالس؟! حتى أصبح البعض يردد»العيد تغير» و»العيد بلا طعم». أخيراً: العيد حيث تُعبّر الأبدان عن حال الأرواح لذا على المحتفلين تنظيف قلوبهم قبل محيطهم لاستقبال العيد «وكل عامٍ وأنتم بخير».
876
| 20 أبريل 2023
تُعد الشخصية الطيبة عملة نادرة تواجه ظلماً اجتماعياً بالرغم من التغنّي بهذه الصفة في سطور المواضيع وأبجديات القصص وحروف الأغنيات وهوى الروايات، والحقيقةُ هي أن الصدق والطيبة ليست ضعف شخصية كما يُنظر لمن هم عليها، بل هي من الأخلاق الراقية وتزيد صاحبها سمواً وجمالاً روحياً، وليس من المعيب أن يمتلك الإنسان الطيبة بل العيب في من لا يُقدّر هذا المعدن ويعطيه حقه في التعامل بالمثل. وبالرغم من عدم تقدير الطيّب، فإن معظم الناس ينسبون إلى أنفسهم هذه الصفة الجميلة والنادرة كملائكةٍ تمشي على الأرض «والله ساتر عليهم» لكن لابد لأصحاب القلب الطيب أن يوازنوا بين متطلبات الحياة التي تبدلت سُنن أشخاصها وطيبتهم التي يتمسكون بها فلا يخسرون هذه ولا تلك فطيبة القلب ليست مشكلة أو تُهمة. ومن المؤسفِ حقاً أن المجتمعات الحديثة استخدمت الطيبة كوصمةِ عارٍ للأشخاص الذين يتصفون بها، بل وبالغت بوصفهم بضِعاف الشخصية، لنجد ذلك في العمل والبيت والمحيط الاجتماعي بل حتى الأدوار التمثيلية التي تطل علينا في معظم الأعمال الفنية. الطيبة «ولا يخفى على أحد» صفةٌ من الصفات البشرية التي وضعها الله في قلوب بعضِ عبادهِ بشكلٍ عفوي وغير مُكتسب ونحن نقابل في تعاملاتنا الحياتية الكثير من الأشخاص أصحاب الصفات المختلفة، فيبهرنا كرم هذا ويأسرنا لطف هذه وتخيفنا قوة هؤلاء، وتبقى الطيبة هي أكثر المشاعر المتربعة على عرش قلوبنا جميعَاً، ولكن يُقال في زمنُنا هذا إن النية الطيبة غباء، كما قالوا عن الخُبث ذكاء والابتسامة في وجوه بعضُنا البعض مصلحة، ولم يعلموا بأنها فطرة ميّز الله بها من أحبهم من خلقه، مع الأخذ بالاعتبار ان «الطيبة الزائدة» تقود أصحابها إلى الهاوية في مجتمعٍ يعتبرهم «سُذّجاً» حيث إن الشخص الطيب يقدم الكثير مما يجعل سقف توقعاته عالياً عند تعامله مع من حوله أو على الأقل يعتقد مخطئاً انه سينال ما يستحق طيبته خيراً لا أن يُسحق. وعلينا أن ندرك أن الطيبة الزائدة تحت مفهوم حسن الظن قد تعمي صاحبها عن رؤية الحقيقة بأكملها وتفتح الباب على مصراعيه أمام الآخرين لاستغلاله وخداعه، لذا لابد أن نقدم العقل قبل العاطفة، فالأول يزن الأمور بحكمة وعقلانية أما الثاني فتجرفه المشاعر الهشة فيصبح الشخص عاطفياً وليس طيباً. أخيراً: يقول الكاتب «غابرييل غارثيا ماركيث» لو كان بيدي أن أمحو لمحوتُ سنواتٍ من الطيبةِ الزائدةِ عن الحد والسذاجةِ التي تصل إلى الاعتقادِ بأن كل الناس أنقياء.
6783
| 13 أبريل 2023
قد يبدو الوضوحُ في هذا الزمن كمعادلةٍ صعبةٍ أو كعملةٍ نادرة الوجود بين البشر إذا استُخدمت في مكانٍ خاطئ أو مع من لا يستحقها، فأنت بطريقةٍ أو بأخرى تكشف جزءاً منك أو من مكنوناتك للآخر، فلا تريد أن تكون مكشوفاً تماماً، ولا أن تكون غامضاً مريباً، لذلك فهناك حدود دقيقة جداً للوضوح حاول أن تبحث عنها لتنعم براحة البال. والوضوح الذي أعنيه ليس أن تكون كتاباً مفتوحاً للآخر، وليس أن تكشف عن ذاتك كما لو كشفتها أمام نفسك، ولا بقول كل شيء للآخر بأدق التفاصيل، إنما الوضوح قاعدة واسعة تشمل مواقف الحياة كلها وتنقذ العلاقة من الانزلاق بلا إفراط أو تفريط. والأمر لا يثير الحيرة ولا الشكّ والتساؤل ولا يستعصى على الفهم فنحن لا نطيق الغموض المبطن بالوضوح، والإنسان إن وجد نفسه أمام ظاهرة لم يستطع فهمها فهو يستكمل الصورة من خياله ويقدم تفسيراً من نفسه، ثم يُصدِّقهُ، ويكون بذلك قد تغلب على الغموض المنكود، ولكن قد يأخذه ذلك لتفسيراتٍ ليس لها أساس، فعلاقاتنا العديدة بالأصدقاء، بالأرحام، بالزملاء وبأي شخص يمر في حياتنا، تتطلب الوضوح وتستحقه ونفسك قبل كل ذلك تتطلب منك وضوحاً مع نفسك قبل كل شيء. وقد يصل الأمر بالبعض ممن يسلكون مسلك الوضوح في تعاملاتهم بالحرص على الكلمات التي يتلفظون بها لأنهم يعلمون أنهم سوف يحاسبون على ذلك أمام الله، فقد قال الله جل وعلا "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، فكيف إن كان الوضوح مرتبطا بما تعِد به للآخر وتتعهد به أمام الله لأحدهم؟. وليرتاح ضميرك تذكّر أن الحياة دقائق فلا تخسرها بساعة نفاق، وضع الأمور مواضعها وكما نقول في عموم لهجتنا "ما ينفع نطق الطار مقلوب" ولأن الوضوح يختصر عليك علاقةً سامةً أو عملاً تقوم به أو حقاً لك أو واجباً عليك، فتريّث عزيزي القارئ فإن وضوحك أحياناً قد يجعل منك بلا قيمةٍ أمام من لا يُقدر هذه الصفة التي تحولت بسبب البعض للعنةٍ على صاحبها. أخيراً مهما اختلفنا «خلينا واضحين»، على الأقل حين تكشف الأيام جانبك الآخر تحت أي ظرف فلا يكن هذا الجانب "نِفاقاً مبطناً بالطبطبة".
3114
| 06 أبريل 2023
يرى البعض ان الجنون يرتبط بالعقل وبالتالي الأفعال التي تصدر من الشخص في حق نفسه ومن حوله، ويرى البعض الأفعال الجنونية مؤذيةً وقد تكون مُدمرة، هذا صحيح والبعض لا يرى في الفِعل الجنوني انه كذلك طالما لم يُسىء لفرد آخر او بيئةٍ مجتمعيةٍ. ولكن ونحن في شهر الخير يتجدد امامنا جنونٌ يبدو انه مُبرمجٌ فيه، انه هوس الإسراف، فبين ارتفاع معدلات هدر الطعام من جانب ومعدلات الجوع من جانبٍ آخر يحتار العقلُ تماماً. فالإسراف عادةٌ مجتمعيةٌ مزمنة ونحن جميعاً مبتلون بها ونمارسها في شهر رمضان الفضيل في كل عام وعلى جميع مستوياتنا وطبقاتنا،وهناك قطاعٌ عريضٌ من الناس الذين يتصورون أن طبيعة الشهر الفضيل تتطلب الإسراف وزيادة الإنفاق، حباً في الخير والثواب والبركة، ورغم أنَّه شهر التقوى والصيام إلا أن مُجتمعاتنا اعتادت على أن تتعامل معه باعتباره شهر التبذير والإسراف في الاستهلاك فما أن يقترب الشهر الكريم حتى تجد الناس أفواجاً أفواجاً يتوجهون نحو المتاجر الكبيرة والأسواق لشراء كمياتٍ كبيرةٍ ومتنوعةٍ وكأنهم لن يجدوها مرةً أخرى او كأننا مقبلون على مجاعة ! او كما تبدو انها المرة الأولى التي يتم فيها شحن المطابخ بالأغذية في ترجمةٍ خاطئةٍ لمعنى الإفطار والسحور وما بينهما من اسرافٍ للتباهي ينتهي مصيره في حاويات القمامة والشعار المرفوع « يزيد ولا يقصر « .لا شك أنّه بمجيء شهر رمضان تمطر علينا الخيرات فيجيء حاملاً معه الأرزاق لكلّ النّاس لكنّ هذا لا يعني أن نُسرِف ونبذّر ونترك العِنان لبطوننا بأن تتحكم بنا دون وضعِ قيودٍ لها، فشهر رمضان شهر الصيام والعبادة في المقام الأول، وهذه المغالاة والتباهي في التسوق يجعلنا نقع في خطأ الإسراف والتبذير، بالمقابل فإن الكرم خصلةٌ من عاداتنا وتقاليدنا وشيم العرب ولكن هذا لا يعني عدم الإحساس بقيمة النعمة، وعوداً على بدء فإن إهدار الطعام من أكثر السيناريوهات المتكررة في شهر رمضان وكأنه شعارٌ لجنونٍ مُبرمج لدينا. أخيراً: اذا كان المطلوب تغييراً جذرياً في التعاطي مع الموضوع فلا تتجاهل ان كسرة خبز تؤكل في هدوء، خير من وليمة تحضرها وأنت قلِق!!
744
| 30 مارس 2023
يختار البعض مناسبات معينة لبث أفكاره أو تواريخ دون سواها ليتحول لشخص لا يشبه نفسه قبل التحول ولكن لمدةٍ محسوبة بالأيام، ولابد أن الغالبية العظمى تتغير على مستوى الأفكار أو القناعات أو ردات الفعل مع مرور الوقت ودخول مرحلة عمريةٍ جديدة أو بسبب تغيير يطرأ على المستوى الفكري والثقافي للشخص ناهيك عن تلك المطبات الحياتية باختلافها فتتغير شخصيته سواء بالإضافة او الحذف والتعديل في بعض الجوانب، لكنه يبقى الشخص الذي تعرفه سابقاً فهو لم يخضع لعملية تغيير جذري مع بقاء الاسم والكنية. فبمرور السنوات تصبح شخصياتنا أكثر قدرة على التوافق الاجتماعي وأشد حرصاً على مراعاة ما يُمليه عليها الضمير، ويطلق علماء النفس على عملية التغير التي تطرأ على الشخصية بفعل التقدم في العمر اسم «بلوغ الشخصية طور النضج»، وهو تبدل تدريجي غير محسوس يبدأ في مرحلة المراهقة ويستمر حتى يبلغ الإنسان عقده الثامن على الأقل، وكشفت الدراسات عن أن شخصياتنا تتطور تزامنا مع تقدمنا في العمر لتصبح أكثر ثقة في النفس كما تزداد قوة الإرادة لدينا ونكتسب حس دعابة لاذعا وقدرة أكبر على التحكم في مشاعرنا، ويمكن القول إن هذه «تركيبة ساحرة للشخصية». عموماً الكثيرون يتكلمون عن التغيير وهم يقصدون تغيير الآخرين، وقد يتحدث الواحد عن تغيير العالم ويحلم أن يُبدل وجه التاريخ وفي الواقع أنه ليس هناك تغيير من هذا القبيل فهي تغييرات جزئية يقابلها تغييرات عكسية ولكن التغيير الأعظم والأكبر هو أن نتغير من داخلنا لا أن نُعرض انفسنا لطمس مؤقت يتماشى مع الحالة الزمنية فقط. امعن النظر حولك وبنفسك قبل ذلك، فهناك من يأخذ من الدين جزءاً ويعمل به لجزءٍ مستقطعٍ من الزمن، وحقيقةً لا أعلم حتى لحظة كتابتي لهذا المقال سر التحوّل السريع في الساعات الأخيره التي تسبق الأول من شهر رمضان المبارك، ذلك التحول الذي يجعل بعض الأشخاص في سباقٍ مع الزمن لطمسٍ مؤقتٍ لكل اشكال الإيذاء لمن حولهم احد عشر شهراً حتى تراهم قد ارتدوا عباءة المحبة والمودة والخُلق اللين والابتسامة والمساعدة فقط لمدة ثلاثين يوماً، فإذا كان شهر الخير قد هذّب معادنهم فلماذا لا يستمرون بالعيش والتعامل من خلال هالةٍ نقيةٍ صنعوها لأنفسهم شهراً لتبقى دهراً !؟ أخيراً: شهر رمضان ليس مجرد تاريخ مُنتظر ولا فانوس عملاق يطمس بضوئه هوية الصيام ومعنى فضائله، ورمضان كريم وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم.
588
| 23 مارس 2023
عالم المرايا مدهش وجميل وأيضاً مخيف، فالمرايا تعيش معنا كأنها رفيق العمر الذي نتحاور معه دائماً في كل الأزمات والمواقف، لذلك اجده عالما لطيفا وساحرا وكوميدياً وفي أحيانٍ كثيرةٍ قد يبدو جزءًا من المأساة !!. فكم منا يحتاج للوقوف أمام المرآة وخلف روحه ليكتشف نفسه قبل أن يتعرضه الآخر بالكشف فيتعرف على ماهيته وأخطائه وأخلاقه وبسلوكه وكلامه الظاهرين وإن صدقا للعيان حتى يصل إلى ماذا يريد وكيف يريد وماذا عمل ويعمل. لا بد أن تلك المرآة ستقول له أشياء مختلفة في زمن وعالم مختلفين بعقلية مختلفة وبالتالي من منا اجتهد في البحث عن المرآة المناسبة له ليتوصل إلى حقيقته، وكم من المرايا لا نعيرها انتباها إلا عند الزينة عندما تكشف لنا بعض عيوبنا الشكلية وكم من المرايا نذهب إليها ونقصدها لنصلح من أشكالنا وملامحنا ونعدل في زينتنا، وكم من المرايا نحملها في حقائبنا وفي حاجياتنا لكي نتمعن فيها صورنا ونعدل ما نستطيع تعديله من شكليات وملامح مُتقنة تسر النظر. ويرجح المؤرخون أن أقدم مرآة استخدمها الإنسان على الأرجح، هي برك الماء الساكن، داكنة اللون، أو الماء الموجود في أوان بدائية حاول الجنس البشري ان يرى ملامحه فيها متفحصاً او متأنقاً او على الأقل ليتعرف على ماهية شكله الذي يراه الآخر عليه. عموماً لا ينبغي لوم المرايا على فشلها في عكس الحقيقة الأعمق كما أنها لا تستحق التمجيد إنْ فعلت ذلك والمرايا لا تصبح أدوات تأملية إلا حين يلاحظها المرء الذي له قدرة التأمل، وفي العديد من اللغات نجد صيغًا مختلفة لهذه العبارة « العيون هي مرآة الروح» ولعل المقصود بها أنه إذا أردنا معرفة روح شخص ما فإن أعينهم هي كل ما نحتاج إلى النظر إليه، لكن كيف يمكن للمرء أن يرى أرواحهم؟ وما الذي تنظر إليه عندما تنظر إلى انعكاسك في المرآة؟ هل تنظر مباشرة إلى عينيك؟ أم تتجنبها بالاهتمام والانغماس بمظهر وجهك وهل تستطيع أن ترى نفسك تنظر إلى نفسك بالمقابل؟ إلى اي حد يمكنك أن تحدّق في نفسك على الأقل لتكتشف من انت وماذا تستحق وماذا تنوي فالعيون احياناً تفضح نوايا قلوبنا لكن الغالبية العظمى تتغافل عن ذلك المرئي منتظرةً موقفاً يتكفل بترسيخ او نسف ما حصل لاحقاً،، لذلك فلا ذنب للمرآة ان باتت رفيق زينةٍ وبُهرج فقط. أخيراً: أسطورة «نركسوس او نرسيس» في الأساطير الإغريقية او كما تأتي على لساننا «نرجس» تُعلمنا أن المرء قد يغرق بسبب انبهاره بالمظهر الخارجي، فدع الإعجاب جانباً وابدأ بالتفكّر.
2802
| 16 مارس 2023
يُقال إن الأحلام لا تموت بل هي تكبر مع الأيام وجمالها يكمن بتحقيقها بعد التعب والاجتهاد لتكون بمثابة ميلادٍ لأحلام أخرى كنا غافلينعنها ، وهذا القول ينطبق على احلامنا الحياتيه وتطلعاتنا وامنياتنا وكيف نرى انفسنا مستقبلاً والى اين نريد ان نصل بما حققناه في اكثرمن اتجاهٍ سواء مهنياً او مادياً او شخصياً وغيره ، لذلك يؤمن الكثير منا بعبارة " إذا كان لديك حُلم فعليك أن تُدافع عنه وتحميه" ومنالطبيعي ان يتفق العديد ممن يقرأ سطوري الآن مع هذه العباره. فالحياة بلا أحلام تكون عبارة عن أيام متشابهة خالية من المتعة والأهداف، فمعظمنا نحيا من أجل الوصول لهدف محدد بأن نكون سعداء "مع اختلاف معنى السعاده من شخص لآخر" ، فالأحلام ضرورية لأنها تحفزنا وتشعرنا أننا لازلنا أحياء، ومع صعوبة الايام فنحن نعيشواقعاً معقداً، وأحلامنا اليوم نواة لمشروع المستقبل الذي يجب أن نصنعه من أجلنا ومن أجل أولادنا. قد تراودنا احلامنا حتى في المنام فنراها كترجمةٍ فعليةٍ لرغباتنا المكبوتة وهي في الواقع البديل الذي قد يُعوض غياب الواقع الحقيقي، ووفقالباحثين والمختصين فإنها من الظواهر المركزية المهمة ، ووفقاً لـ "سيجموند فرويد " الطبيب النفسي ومؤسس علم التحليل النفسي والذي اشتهر بنظريات العقل وتفسير الأحلام كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات اللاوعي ، فإن الأحلام نافذة لمنطقة اللاوعي ولها أهميتهاوتأثيرها المباشر وغير المباشر على حياة الإنسان وهو عالم معقد لأنها نتاج لعدة عوامل منها الأحداث التي تحدث لنا ، فيما يأتي التفسيرالإيماني للأحلام بأنها واحد من ثلاثة، فإما أنها رؤى خير من الله أو رؤى شر من الشيطان، أو رؤى حديث نفس يُحدث به الإنسان نفسه. ويؤمن عديد البشر بأحلام الإشارات التي تُشكّل إشارةً إرشاديةً تُساعد الشخص على اتخاذ أفضل القرارات العالقة التي يحتار لأمرهافربما تكون الأشياء التي تواجهها في أحلامك انعكاساً للمخاوف التي تواجهها في حياتك اليومية، وقد تكون الأحلام أمثالاً يضربها اللهلعباده أو نوعاً من الإلهام الذي يلقيه الله في العبد فيشير به إلى أحداث سوف تقع أو تفسيرات لأحداث وقعت . اذاً لكل منا أحلامه التي بمد يده ليلتقط منها امنياتٍ ملونه كجعبةٍ تحمل الكثير كلما تقدم بنا العمر وكلما تناولنا منها المزيد ، ولأن الجعبةموجودة وفي متناول اليد فإن أحلامنا تكبر معنا وتتنوع وهكذا نظل نحلم أحلاما كبيرة ربما ليست على مقاسنا إلى أن تصفعنا الحياة فجأةفتتواضع أحلامنا كثيراً وتبدوا اكثر منطقيةً لنا. اخيراً: حتى وإن سقطت أحلامك في بئر يوسف، كن على ثقة ان قافلة العزيز سوف تأتي بأمر الله ،، فأحلامنا المشروعة بيده عز وجل . Ebtisam666@hotmail.com
1197
| 10 مارس 2023
كثيرٌ من الناس يُطلقون معاني فضفاضة على كل شيء كالحب والإعجاب أو الفرح والحزن، الحلم والأمنية، وأيضاً الخسارة والتي هي عكس الربح والهزيمة التي تحمل في معناها عكساً للنصر. وقد رسّخت فينا بيئتنا مفهومًا مشوهًا عن الخسارة التي هي فعلٌ مشين لا يناله إلا الضعفاء وترعرعنا على حب الفوز والأخذ وكثرة الكسب، حتى باتت الخسارة في نظرنا تعني النهاية وأصبحنا مع الوقت نُمرن أنفسنا ونُهذب أذهاننا لنتعلم مع الوقت أن الخسارة كثيرًا ما تكون مكسباً وتكاد تكون هي البداية. ولا شك أن الخسارة تُعتبر من أسوأ الأشياء التي قد يتعرض إليها الشخص، فهي كثيراً ما تُولد آثاراً سلبيةً عميقةً على نفسية الإنسان، ولكن ليس كل الخسارات كذلك، فهناك الكثير من الخسارات التي تُولد الطاقة الإيجابية في الفرد مثل خسارة رفاق المصلحة أو السوء وخسارة السلوكيات السيئة بل وأيضاً خسارة الوزن المُرهق صحياً لصاحبه فالخسارة تتشعب في الكثير من الاتجاهات والطرق. الخسارة إذاً بأنواعها المتعددة أمر محتومٌ في الحياة، فمن لا يخسر لا يكسب ومن لم يجربها لم يعش التجربة، وكثير من الناس تحزن لخسارة المال وترثي نفسها لأجله وآخرون يحزنون لخسارة أبنائهم، بينما يبكي آخر خسارة حبه الضائع وهنا نجد أنها تختلف باختلاف ما يحدث مع البشر، ولأن الربح والخسارة متلازمان ومتساويان ماديًا في كفتي الميزان لكن تبقى النفس الرابحة لا تتساوى مع النفس الخاسرة، والنفس الخاسرة في دورة الربح والخسارة تبلع الخسارة بروحٍ من الواقعية. والخسارة أيضاً لا تقع صدفةً فلا صدفة في الحياة وإنما كل شيءٍ بقدر، فشعورها غير مريح وطعمها غير مستساغ، وما من أحد أصابته خسارة ما في جولةٍ من جولات حياته أو منافسةٍ من منافساته إلا وشعر بمرارتها بدرجةٍ ما، وربما زادته تلك المرارة ألماً وحزناً بحكم الفطرة البشرية، وربما أيضاً تبعتها كآبة وشعور بالإحباط لحينٍ من الدهر قد يطول أو يقصر بحسب قوة صبر وتحمّل الشخص وفهمه لطبيعة الأمور وحقائق الحياة. إذاً الخسارة لا تعني العيش في دوامةٍ من الأخطاء المتكررة أو تبقى حالةً مستمرةً من التعثر والسقوط والأهم هو أن ما نتعرض له من مواقفَ وانتكاساتٍ وخسائرَ وهزائمَ يجب ألا تُوقفنا وتؤخرنا عن مسيرة الحياة، لأن الخاسر الأكبر في تلك الحالة هو من يتقبلها كحالةٍ مستمرةٍ ودائمةٍ بل ويخضع لها، فلنقلب خسائرنا لمكاسبَ نتكئ عليها فيما بقي من العمر. أخيراً: وكما كتبت «أحلام مستغانمي» ثمةُ خساراتٍ كبيرة إلى حد لا خسارةَ بعدها تستحق الحزن.
2433
| 02 مارس 2023
كما العديد من المشاعر الأساسية الأخرى يُسبِّب الخوف ردود فعل فسيولوجية في أجسامنا فيبدأ الخوف في الدماغ ثم يمتد تأثيره إلى جميع أنحاء أجسامنا لنحصل على استجابة أكثر فاعلية للتعامل مع الموقف المُخيف، فالخوف رد فعل حيوي تتخذه عند الشعور بخطر جسدي أو عاطفي وقد كان لهذا الشعور دور محوري في العصور القديمة حينما كان الإنسان يواجه الحيوانات المُفترسة فيشعر بالموت يُحيطه بانتظام لكن اليوم لا يخشى الناس من الأشياء ذاتها التي كان يخشى منها أسلافهم، ولكننا نخاف من أشياء مختلفة تختلف من شخص لآخر. فعلى الرغم من كونه أمرًا سلبيًا في معظم الأحيان إلاّ أنّ للخوف منافع قد يتغاضى عنها الكثيرون، فهو وسيلة للبقاء حيث يخلق استجاباتٍ قويةٍ عند الخطر قد تنقذ حياتك في بعض المواقف وقد يكون الخوف صحيًا ومنطقيًا في حال ظهر لفترة قصيرة وكان بدافع إنقاذك من هجوم أو خطر محتّم كان نفسياً او جسدياً، لكنه قد يتحوّل في أحيان أخرى إلى حالةٍ مرضيةٍ تؤثر على نشاطات الفرد الطبيعية وتسيطر على حياته. ولا يختلف اثنان على ان المخاوف تعتبر جزءاً من الحياة الطبيعية فنحن نقلق بصفةٍ مستمرةٍ ونخاف من إنجاز العديد من المهام في العمل ونخاف من الفشل في هذا الجانب أو ذاك وهناك قائمةٌ طويلةٌ من عقد المخاوف مصدرها طفولتنا، والمشكلة أن الخوف يفسد حياتنا ويعكرها فأصبحنا لا نرى جمال الأشياء التي حولنا والكامنة بداخلنا في احيانٍ كثيرة. وبالعودة لعلماء النفس فإن تسعة وتسعين بالمائة من مخاوفنا وهمية لأنها لا توجد إلا في خيالنا وعلى ذلك فإنه لا أساس لها من الصحة، إذن الخوف هو مجرد حالة ذهنية نختلقها نحن لتبقينا في منطقة الأمان الوهمي الذي سيمنعنا من القيام بأمور نخشى القيام بها لأنها قد تسبب لنا الأذى النفسي في حال عدم نجاحها، مع احترام نظرية اننا خلقنا وفي جعبة كل منا ما يخافه. ولعل الخلاصة والدرس لنا، انه إذا أردنا التقدم والنجاح فلنحتفظ بشيء من المخاوف الإيجابية بالقرب منا لتذكيرنا بما يجب علينا القيام به وحتى لا نتكاسل أو نتوانى ولكن لا نسمح لهذه المخاوف بالنمو أبداً، وإنه مهما حاولنا فلن نستطيع التقدم خطوة واحدة نحو الأمام ونحن مازلنا نهاب مواجهة مخاوفنا. أخيراً: يقول نجيب محفوظ ( الخوف لا يمنع من الموت، ولكنه يمنع من الحياة) والمثل الدارج يُخبرنا دوماً انه ( من خاف سلم)،، والرأي لك عزيزي القارئ.
861
| 23 فبراير 2023
هذا القانون الكوني يُعتبر من عمق عدالة الله، هو يعني انك المسؤول عما يحصل في حياتك - دون ان نتغافل عن حكمة الله والقضاء والقدر- لكنك بلا شك تستطيع ان تُعدل من مفاهيمك وتُبدل من افكارك وتُقوم معتقداتك تبعاً لعمرك وتجاربك ونضجك، فكل من تلتقيه ايضاً من اشخاص او امور يُشكل جزءًا من تجربتك البشرية على الأرض. اذاً تبدأ رحلتك نحو الداخل بالاعتراف بكلا جانبيك المشرق والمظلم، أي أن تحتضن جانبك المظلم فالهدف هو تكامل جانبيك، للوصول إلى التوازن النفسي، وفكرة الانعكاس تكون في بداية طريق التغيير والوعي ثم تتلاشى بشكل تدريجي كلما وصلت وارتقيت الى مراحل عالية ومتقدمة من الوعي. والانعكاس قانون ينص على ان جميع افكار الشخص ومعتقداته الداخلية ستظهر في حياته الواقعية على شكل احداث أو اشخاص لديها نفس الفعل، وقد يعترف البعض بفلسفة إصلاح الداخل ليتغيّر الخارج وضبط الأفكار والمشاعر والانفعالات مما يؤدي لتغيير الأحداث والأشخاص، اذاً انت من تملك - الريموت كونترول- الخاص بحياتك لذا قم بضبط الموجة التي ترغب بها. والانعكاس في اللُّغة من الفعل انعكس أي ارتدّ، وفي العِلم فإن الانعكاس يختلف من عِلمٍ لآخر؛ ففي عِلم الفيزياء الانعكاس هو سقوط الموجات الصّادرة من المصدر على سطحٍ فاصلٍ بين وسطين مختلفين كالهواء والماء أو الهواء والزُّجاج وغيرها، أما في الصوتيات فيسبب انعكاس الموجات الصوتيّة على الحوائط والحوائل صدىً للصوت، بينما انعكاس الضوء هو عملية ارتداد الشعاع الضوئي إلى نفس الوسط الذي سقط منه عند سقوطه على سطح عاكس. هناك ايضاً الانعكاس النفسي وهو الاسم الذي اطلقه الدكتور»روجر كالهان» واعلنه الدكتور «جون دياموند» وهو ظاهرة لا شعورية سببها تغييّر في قطبية طاقة الجسم وهي ظاهرةٌ تختلف حدتها من شخصٍ لآخر. وقد يبدو الحل في يد الإنسان ذاته بعد فضل الله عليه وثقته به، فابدأ بنفسك واصلح ذاتك تنصلح حياتك، لا بأس بتغيير معتقداتٍ اتخذتها في مرحلةٍ ما او تحت ظروفٍ معينة لأخرى تخدم حياتك وتكون اكثر إيجابيةً وفائدةً لك ولمحيطك على حدٍ سواء، وبالتالي لا تحاول اصلاح الانعكاس بل إصلاح المصدر - فأصلح ذاتك- أخيراً: يقول «جلال الدين الرومي «: لعلَّ الْكثِير من العيُوب الَّتي أَمْضيت وقْتك ملاحظًا إيَّاها فِي الآخرِين ما هِي إلاَّ انعكاسٌ لحَالِك أنت.
4719
| 16 فبراير 2023
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6654
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2742
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2310
| 30 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1710
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1518
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1308
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1044
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1038
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
969
| 27 أكتوبر 2025
عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
867
| 26 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
849
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
693
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل