رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
هذه الحياة تتسم بأنها متغيرة، تفتقد خاصية الثبات غالباً إن لم يكن دائماً فكل شيء فيها يمر في تغير مستمر، وطبيعة الإنسان مرتبطةٌ بهذه الحياة المتغيرة إذ يتغير نمط تفكيره وسلوكه استجابةً لتغير المحيط الذي يعيش فيه أو عند انتقاله إلى مرحلة عمر جديدة. ولكن هل يعني التقدم في السن تراجعاً حتمياً لقدرات الإنسان، أم هناك مكاسب غير متوقعة تعود على المرء من تقدمه في العمر؟ وهل شعرت يوما بالقلق من إمكانية أن تكون أكثر مراحل عمرك عنفواناً قد ولّت حتى دون أن تحيطك علما بمرورها؟ اسئلةٌ قد تطرح نفسها في لحظةٍ ما او تبقى كبابٍ موصدٍ في وجه خطوتك للقادم. فمن عجائب النوع الإنساني ما يمر به الكائن البشري من أطوار مختلفةٍ في رحلة العمر من الطفولة للمراهقة فالشباب ثم الكهولة فالشيخوخة، ومن عجائب المراحل العمرية ان الإنسان فيها يتغيّر جسداً وشعوراً حتى يصبح شخصاً آخر قد لا يشبه نفسه فيما مضى ليمضي مع الأيام مؤدياً دوراً مختلفاً في المجتمع وفي حياته، فنحن نولد في الحياة بلا حول ولا قوة لا نقوى على المشي أو الكلام ولانستطيع إطعام أنفسنا فنتعلم المهارات البدنية، ثم نتطور عن طريق مشاهدة ومحاكاة الآخرين ممن حولنا وبالتالي يمكن القول إنه ربما تكون هناك مرحلة عنفوان أخرى لجانب آخر من جوانب حياتنا لم تأت بعد. وكل واحدٍ منا عندما يكبر تتبلور قناعاته واهتماماته وربما تتغير وبشكل مختلفٍ ومدهش، حتى مشاعرنا تبدو أكثر عقلانيةً ووعياً وتبدو أكثر ثباتاً وحدّة بصيرة وإن ضعُف البصر، لكنها الأيام والحياة والطبيعة البشرية التي تذهب بنا نحو ما تراه مناسباً في مرحلة ما من سنوات العمر التي نقضيها ركضاً إمّا عملاً وإما نزفاً لمشاعر كمْ أنهكتها ركضاً وراء سراب. ولأن الإنسان مخلوقٌ من طين، والطين مادة قابلة للتشكل فمن هنا يأتي تشكّلنا في كل مراحلنا العمرية، وكلما تقدمنا بالعمر أصبح التغير جهاداً كبيراً، كما أن للعقل الباطن دورا كبيرا في التحكم بتصرفات وقرارات الإنسان بشكلٍ كبير تبعاً لما اختزنه من خبرات سابقة، وهكذا تتغير الأحداث وتدور الأيام وقد يجد الإنسان نفسه فى مرحلةٍ مختلفةٍ لتدخل النفس البشرية فى حالةٍ جديدةٍ لمرحلةٍ تشبه إعادة التدوير. أخيراً: التحولات بين مراحل الحياة عديدهٌ ومختلفة الشدة لكنها قد تُعيدك أقوى أو تصنعك بشكلٍ أفضل.
981
| 09 فبراير 2023
نعم،، عنوان مقالي صحيحاً مئةٍ بالمئة،، فالكبر شعورٌ خادع بالاستعلاء والعظمة بالذات وأنه أفضل ما خلق الله تعالى مصحوبٌ باحتقارالناس والترفع عليهم، وأن كل من حوله لا يصنع كما يفعل هو، إنه اذاً مرضٌ خطير كأي مرض آخر "عافانا الله "وأول من تكبر إبليس حين رفض أمر الله بأن يسجد لسيدنا آدم". إن الأخلاق الإنسانية كريمة كانت أو ذميمة، هي انعكاسات النفس على صاحبها فهي تشرق وتظلم، تبعاً لطيبة النفس أو خبثها، استقامتها أو انحرافها، وما من خلق ذميم إلا وله سبب من أسباب لؤم النفس أو انحرافها، ومن أسوأ الصفات الإنسانية الغرور والكبر حتى تجده كمنهجٍ يتبعه البعض أمام الناس مرتدياً وجهاً آخر غير ما هو عليه، وذلك لإخفاء ما بداخله من خوف أو نقص من شيء ما فعادةً نجد أن أصحاب النواقص في المال هم أكثر تفاخراً به حتى إن كانوا لا يملكوا منه الكثير، وصاحب الغرور دائماً ما يُلقي بنظرة احتقارٍ أو كرهٍ في أعين الناس لذلك يصنع كل هذا اعتقاداً منه أنه أفضلهم وفي بعض الأوقات قد يصل الأمر إلى شعوره بأن لا أحد غيره يستحق النجاحات والعيش بصورةٍ كريمة، وكل هذا يُشعره بعدم الأمان ممن حوله وانعدام الثقة بحب أي فرد له فيتجمع حوله المنافقون والمراؤون فقط مما يصل الأمر في كثير من الأوقات إلى الجنون بسبب ارتداء كثير من الأقنعة، وأحياناً يصل الفرد إلى ما يُعرف بمسمى النرجسية بمعنى ان الغرور يُزهر لكنه لا يُثمر. اذاً إن كان الكِبر والتكبر هكذا فهو ليس الا صِغرا وقلة بالنفس مع العلم ان لا شيء دائم بالحياة، لذلك من المستغرب ألا يفكر المتكبر فيعكس الأمر ليكون متواضعاً (فمن تواضع لله رفعه) والتواضع أن تضع نفسك بحيث يجب لها أن توضع دون تكبر وافتخار ودون ذلة وهوان، وهو السمة التي يحبها الله ورسوله، والتواضع مع الناس هو معاملتهم باللين والخلق الحسن والطيب، وسيد الأمثلة على التواضع هو تواضع الرسول - صلى الله عليه وسلم- فكان يُلاعب الصغير ويعطف على الكبير وهو سيد الأمة والعالمين. اليس التواضع مع الناس مفتاحا لقلوبهم، والتكبر عليهم مفتاحا لكل الأحقاد، ولو وضع الإنسان لنفسه تبريرات تعفيه من ضرائب التكبر فإنه لن يُفلح، ولا بد للإنسان الفطن أن يُعمل عقله حتى يتخلص من تلك الآفات النفسية التي لا تعدو كونها أمراضا تحتاج إلى طبيب كما الأمراض الجسدية تماماً. أخيراً: ليس من العيب أن تشعر بأنك ناجح أو أن تسعد بما حققته فهذا حقك، لكن المهم ألا تمشي مختالاً وتذكر "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"
1320
| 02 فبراير 2023
“افعل شيئا مختلفا” عبارة قد يعتبرها البعض قاعدة حياتية في مراحل حياته، فقوة المألوف لا تعني أن الخروج عن المألوف مستحيل، فمسيرة التاريخ الإنساني تثبت أن هذا الخروج هو الطريق إلى التقدم، ولا طريق سواه، ورغم ان المألوف قوي وقد يحطم من يحاول الخروج عليه مرة تلو مرة، فالعين لا تستطيع مقاومة المخرز كما يقولون، ومع ذلك، فالمألوف ليس خالدا، وتراكم الأثر الذي يتركه الخارجون عليه سيؤول إلى زعزعته، فلا المخرز يظل صلبا يفقأ العين، ولا الصخرة تظل جلمودا، والمألوف قوي لأن الناس اعتادوه وتوارثوه، وقوي لأن مقومات تغييره لا تتكون دفعة واحدة، بل تبدأ صغيرة بسيطة تحتاج عينا بصيرة تلمحها ويدا خبيرة تلتقطها وترعاها لتنتقل من هم فرد أو أفراد إلى هم جماعة أو جماعات. إن المألوف والأمر المعتاد والمتخيل له سطوة على حياتنا اليومية وعلى قراراتنا ومستقبلنا لا يشعر البعض بها، فالكثير مما يألفه الناس كان صحيحا او ضروريا ونافعا وقت ظهوره غير انه فقد هذه الصفات مع مرور الزمن وقد يُصبح ضارا فيما بعد، لكن لأنه متوارث بات مألوفا وأبقى الأفراد متمسكين به او راضين بوجوده واستمراره بحياتهم. عموما المألوف في ثقافتنا أصبح معروفا ومتداولا، والفكر والثقافة لا يستقران على حال وإنما يتحركان إلى الأمام لأنهما مرآة الأمة ونبضها الحقيقي. ويرى البعض ان المألوف هو التفكير في الأمور العادية مثل البيت والأسرة والعمل وكل هذه أشياء عادية نقوم بها كل يوم بالطريقة نفسها، أما خارج المألوف فهو التفكير خارج إطارك العادي هو نظرتنا الأخرى للأشياء وفرصة للسياحة في أعماق التفكير لكي نستكشف الجوانب الأخرى للأشياء، باختصار هو التفكير خارج الصندوق لمحاولة توليد أفكار إبداعية بعيدة عن الرتابة والملل، تماما كالعصف الذهني في محاولة لابتكار الأفكار التي تتولد بنشاط وسرعة تشبه العاصفة. ولكن - انتظر دقيقة - عندما نعبر خارج المألوف نحظى بالتفكير خارج الصندوق من خلال الالتحام بين القيادة والشعب وهو النتاج الطبيعي للتفكير خارج الصندوق، وذلك بممارسة حق الإشراك في حل المشكلات عن طريق العصف الذهني، وقد يقودنا الخروج عن المألوف الى مجتمعات راقية تطمح للتميز والعالمية لذا علينا مواكبة العصر والاستجابة للتكييف رغم الصعوبات او التحديات، والعمل بمرونة فائقة لإحداث التغيير الفاعل والمؤثر. أخيرا: الخروج عن المألوف هو تعميق لإنسانيتك وغوص في ذاتك وإخراج ما يعطيك القدرة على التحليق بعيدا عن الصور المتكررة.
1356
| 26 يناير 2023
لا اكتب هنا عن طقس ولا مناخ هذه الأيام التي تحمل برودة او غيوماً تُنذر بالمطر، فالبرودة قد ترتبط ايضاً بالمشاعر والأحاسيس، فيما لا يعتقد البعض بوجود هذه البرودة، فإما أن تكون مشاعر أو لا مشاعر، وهنا يكمن الفرق بأن يكون لدينا شغف وشعور تجاه الأشياء التي نفعلها مهما كانت صغيرة فالشغف هو المحرك الأساسي لكل شيء وهو الوقود الذي يُحركنا من الداخل ويدفعنا للتحدي. وتتشكل صورة فقدان الشغف وبرودة المشاعر تجاه الأشياء بالامبالاة في ردة الفعل، فعندما نحظى بالشغف قد لا نستطيع النوم لأجل شيء نحبه وقد لا نشعر بالتعب أبدًا في سبيل تحقيقه، لكن شغفنا يتأرجح أحيانًا ما بين مد وجزر، وهذا أمر صحي وطبيعي، لكن من غير الطبيعي أن يختفي لفترة طويلة خاصة إذا اقترن هذا الفقدان بشعور الإحباط أو الحزن، والشعور بأن القلب الذي كان مثل النار المشتعلة تجاه شيء ما أصبح باردًا لا يُحركه أي حماس فنشعر في هذه اللحظة بأننا محبطون من أنفسنا ونتساءل عن سبب فقدان الشعور بالشغف الذي كان موجودًا في الماضي، والذي اوصلنا لطريق بارد كالصقيع. ان المعاملة السيئة او الخذلان او عدم التقدير من أبرز العوامل التي تحدد مدى نجاح العلاقة سواء شخصية او مهنية او اي علاقة كانت ومدى استمرارها في شغف وتبادل مشاعر او السير بها نحو البرود والتلاشي او نكرانها تماما والتخلص منها، تلك الأسباب تجعل الشخص يوجه مشاعره ويبنيها على القسوة والغلظة وقلة تبادل العطف والمحبة كما أنها دليل على ضعف المشاعر ومدى تشتت صاحبها وأنه يعيش بينه وبين نفسه بالمشاكل الذاتية التي يُسقطها على تعاملاته الحياتية فتتولد برودة المشاعر مما يؤدي بالقضاء على كل العلاقات وعلى كل المعاني الجميلة بين الأفراد كالعنف الذي يولد الكراهية والاكتفاء بالذات، وبرودة المشاعر حقيقة لا تنشأ فقط بيننا وبين الأشخاص حولنا بل ايضاً بيننا وبين ما نحب من امور حياتية او افعال يومية كنا نحبها يوماً، وفي كثير من الأحيان نذهب في حالة مزمنة من فقدان المشاعر تجاه شخص كنا نحسبه في يوم من الأيام من أحب الناس إلى قلوبنا او عمل كنا نجد انفسنا فيه ونشعر بقيمتنا ونحن نمارسه، وهذه الحالة بالطبع لا تتكون بين ليلة وضحاها ولا ترتبط بمزاجية الشخص بل بالتراكم البطيء جدا حتى يأتي وقت وتنهار كل قلاع المشاعر وتصبح القلوب خاوية من ذلك الدفء الذي لطالما كنا نشعر به ونتزود منه كمتاعٍ يُعيننا في رحلة الحياة، حتى نقف امام مرآتنا متسائلين بوجع عن تلك المشاعر الجياشة الدافئه وأين ذهبت فجأة وإن كنا نعلم علم اليقين ان هذا السؤال جاء متأخراً وبعد ان استنفدنا طاقتنا ولكن لحظة التصديق هذه أيضا تأتي في وقت معين لتثبت فقدان مقاومتها على الاستمرار أكثر من هذا، لنعترف أمام أنفسنا ومرآتنا التي تعكس الحقيقة بأننا لم نعد نكن لهذا الشخص او الشيء أي شعور وبمعنى اكثر دقةً كنا واهمين في اعتبار تلك المشاعر دافئة او ذات قيمة او مُستحقة. اخيراً: برودة المشاعر أخطر على الروح من ألف شتاء.
2955
| 19 يناير 2023
إنه السادس من يناير لهذا العام والذي كنا على موعدٍ فيه مع انطلاق كأس الخليج لكرة القدم في البصرة والتي يستضيفها العراق للمرة الأولى بعد ما يقارب الأربعين عاماً حين استضافها أول مرة في النسخة الخامسة من البطولة عام ألفٍ وتسعمائةٍ وتسعةٍ وسبعين في بغداد وتوّج باللقب بعد الفوز بجميع مباريات البطولة، وقد لا يكون الخبر إلى هنا غريباً لكن تعثّر استضافة العراق لهذه الكأس أكثر من مرةٍ بسبب المشاكل الأمنية من جهة وتحضيرات واستعدادات العراق من جهة ثانية وما رأيناه في حفل افتتاح النسخة الخامسة والعشرين من صورة مبهرة من خلال أوبريتٍ جسّد التاريخ العريق لهذا البلد هو الذي يجعل المتابع يقف احتراماً لمهد الحضارات والثقافات «العراق»، كان ذاك في حفلٍ بدأ بفقرةٍ تحدثت عن التراث العراقي مروراً بفقرةٍ جسّدت تعاقب الحضارات على العراق حتى الحضارة البابلية مع استعراض أبرز الآثار والمعالم التاريخية المشهورة وأبرزها حدائق بابل في ليلةٍ بدت استثنائيةً، وجاء الاهتمام كبيراً بالبطولة رغبةً في إنجاحها وإظهار قدرة العراق على التنظيم المميز وتزينت شوارع البصرة وميادينها بأعلام دول الخليج، وعبارات الترحيب بالمنتخبات المشاركة. كان ذلك في ليلةٍ اختير «السندباد البحري» الشخصية الأسطورية والبحّار الشجاع المغامر تميمةً لها لتتلاءم مع البطولة الخليجية، هذه الشخصية التي ارتبطت في أذهان من تابع مغامرات سندباد بالكثير من شجاعةٍ وترحالٍ وعطاءٍ وقيمٍ إنسانيةٍ عديدة، إلا أنه ووفقاً لكتب التاريخ فالسندباد البحري شخصية غير حقيقية لكنها لا تزال تترك في ذكريات الطفولة بصمةً لمن تابع هذا العمل المتمثل في رسومٍ متحركةٍ تُرجمت للعربية. أما عن بطولتنا في نسختها هذه فقد جاءت لتقول إن كرة القدم كرياضةٍ شعبيةٍ تجمع الأحبة وتلم الشمل وتجعل المستحيلَ ممكناً في رسالةٍ تعني أن الأحلام وإن طال أمدها ستُصبح واقعاً وفي خليجي خمسةٍ وعشرين كان الحلمُ حقيقةً بسواعد عراقية، فلا عجب إذاً أن تنتصر الإرادة وتتحقق الأمنية بإقامةِ بطولةٍ على أرضٍ تعذّر عليها الاستضافة عدة مرات لتُقدم لنا الآن نسخةً ناجحةً في عرسٍ خليجي امتزجت روعته بروعة ترديد الجماهير العراقية لجملتها الترحيبية الودودة المليئة بالحب والتي تسمعها قلوبنا قبل آذاننا ونشعر بها في ملامحهم المعانقة لحضور ضيوف أرضهم حين امتزجت فرحتهم بصوت المحبة مرددين «هلا بيكم هلا». أخيراً: هي البصرة التي رحبت بضيوفها والعراق كسب رهان النجاح وحفاوة استقبال أهله الكرام،، وهي كرة القدم معشوقة جماهيرها بكل مكان.
3639
| 12 يناير 2023
كل منا يحتاج للتجربه، فالحياةُ في حد ذاتها تجربة. عندما تعود بذاكرتك للماضي، وتستحضر الذكريات الأليمة، ستعرف كيف جعلتك تلك الأحداث تنمو وتتقدم، وكيف جعلت كل شيء جديراً بالاهتمام، ستكون ممتناً للدروس التي تعلمتها، ففي مستهلِّ حياتك العمليّة بل وعلى مدار حياتك يمكنك أن تستفيد من تجربتين أولاهما تجاربك الشخصية والتي تختلف من شخص إلى آخر، والثانية هي تجارب الآخرين فكتابُ الحياة مفتوحٌ للجميع، وحقوقه ليست محفوظة، فتجارب الناس الذين عاشوا قبلنا، أو الذين يعيشون معنا، هي معينٌ لا ينضب. في هذه الحياة هناك فترات صعود وهبوط ولكن بنهاية المطاف تجاربنا هي من تجعل كل واحد منا على ما هو عليه، وهذا هو السبب في أننا يجب أن نتعلم قبول كُلٍّ من الخير والشر اللذين يصيبانا بامتنان لأن كل شيء في الحياة يحدث لسبب، يمكن أن تكون ساخطاً على ما يحدث لك أو ممتناً، وعندما تختار الرضا تَفتح لك الحياة أبواباً لتجارب مدهشة قد تتذكرها دوماً. علينا ألا ننسی أن التجربة هي سنة الحياة، ولا تخلو الحياة من التجارب أبداً، فنحن نتعلم ونجرب ونعمل لتكون لنا خبراتنا الحياتية وكلما تعمقنا في هذه الحياة وجدنا أنها مجموعة من التجارب والخبرات التي تصنع شخصيتنا لنصنع بها واقعنا، وباختلاف أنواع الخبرات المكتسبة سواء كانت إيجابيةً أو سلبيةً فإن لهذه الخبرات أثراً كبيراً في واقعنا ومستقبلنا وكلما كنا أكثر وعياً في التعامل مع معطيات الحياة ومتطلباتها كانت خبرتنا أكثر نضجاً وفائدة لنا وللمحيطين بنا. ولأننا كبشر تتقاسم حياتنا عقلاً وقلب، فعلينا أن نعي أنهما كفتا الميزان اللتان تدلان على نمط الشخصية، وبهما تتفاوت التجارب من شخص لآخر، بهما نصبر ونواجه، وبهما نتجاوز عتبة الرهبة من الوقوف عند التجربة الأولى، إذ مهما تكررت المواقف فلا يتكرر الصراع مع الذات في رحلة إثبات الوجود بالقوة نفسها ومقدار الوقت الذي تتطلبه كل تجربة حتى ننضج وتكتمل شخصيتنا هو ما يميزها عن بقية التجارب التي تليها، ولعل خلاصة تجارب الإنسان هي الصمت أحياناً، فالصمت هو كل الخيارات، هو الرفض والقبول والتجاهل والتأمل والانكسار والعدمية والعبثية واللامبالاة والعجز عن التعبير والتفسير وهو اللغة التي يتكلم بها أهل الحُب والفن، حتى أن الإنسان يحتاج الكثير من تجارب الحياة حتى يكون الصمت هو الخيار الأفضل بدلاً من الكلام. أخيراً: كلما كثرت تجاربنا في الحياة صغرت دائرة علاقتنا مع من حولنا، وذلك ليس تكبراً ولكن لأن التجارب تمنح الإنسان معاييرَ أكثر دقة لانتقاء الأشخاص بعنايةٍ فائقه، والتجربةُ خيرُ برهان.
1839
| 05 يناير 2023
عندما ألقي نظرة على آخر ورقة في التقويم في كل عام أتأمل رحيل الأعوام وتسارع الوقت فالزمن يمضي وتمضي الأيام على عجالة، فكأنما الأيام كالساعات، والساعات كالدقائق، والدقائق كالثواني، لتسأل نفسك وكأن احدهم يستعجلك بالإجابة ( كيف مر الوقت سريعا) هذه العبارة المألوفة التي تتداولها الألسن خاصةً عندما نشعر بمرور الوقت دون أن نتمكن من مجاراته، بيد أن آخرين يشعرون بالزمن بشكل مختلف، فيكون الملل أو تباطؤه لديهم هو الإحساس المسيطر على شعورهم بمرور الوقت وتسارعه. لكن وسط زحمة هذه الأفكار في رؤوسنا مع اقتراب نهاية كل عام وبين استرجاع ذاكرتنا لما مر من احداث وتلك الأمنيات والأهداف المكتوبة في دفاترنا او هواتفنا او عقولنا لنحققها العام القادم، لا يزال العام ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا، والسنة اثني عشر شهرًا، والشهر أربعة أسابيع، والأسبوع سبعة أيام، واليوم اربعا وعشرين ساعة، والساعة ستين دقيقة، ورغم ذلك نتساءل ما الذي تغيّر؟ فبعد أن دارت عجلة الزمن بنا وكبرت احلامنا وتنوعت اهدافنا وازدادت مسؤولياتنا وتضخمت مخاوفنا اصبحنا نبحث عن الساعة الخامسة والعشرين في اليوم ونتمنى ولو امنية ان يكون في العام عامٌ آخر لننجز ما نسعى انجازه، والحديث ليس عن الجميع فهناك فئةٌ قد لا يعنيها الوقت ولا تحمل في داخلها هم مروره،لكنها نقص من أعمارنا، وتقارب للمسافة بيننا وبين آخرتنا، هي أعمال أودعناها صحائفنا بخيرها وشرها، هي أيام اتى فيها اشخاصٌ إلى الدنيا، وودعها آخرون، هي أيام حدثت فيها كوارث وحفظنا الله فيها من مصائب، هكذا هي الدنيا وهكذا أراد لها مولاها.. حيث يقول في كتابه الكريم: «كل يوم هو في شأن». إذاً من حقنا أن نقول إن الوقت يمرّ دون أن نشعر به الآن ويمضي سريعًا بنا وعمرنا جزء مستقطع فعلينا ان لا نتجاهل ذلك الصوت القادم من رؤوسنا بأن نُحسن استثماره، فها هو اليوم يمضي دون أن نفهم كيف قضيناه، وها هو العمر يمضي ولا نعرف كيف استهلكناه، ثم نتساءل كيف انقضت من اعمارنا كلّ تلك السنين!؟ ان التقويم محمل بثلاثمائة وستين ورقة فلا تصل بك اللحظة التي تتساءل فيها ( أين ذهبت تلك الأوراق؟!) اذا كنت تتعامل مع ايامك كحباتِ رملٍ تحملها وسط يدٍ متفرقة الاصابع، ويُعد بداية العام الجديد مناسبة يمكن من خلالها للشخص النظر إلى الماضي، والنظر للمستقبل والأيام المُقبلة عليه كذلك، والتفكير بالإنجازات والأمور التي يرغب بتحقيقها فيه، والقرارات والخطط التي سيسير عليها، ولا اسعى من خلال مقالي هذا في ختام عام الفين واثنين وعشرين الى جعل الصورة ورديةً وعدم الأخذ بالاعتبار تلك العقبات التي بلا شك واجهها كل قارئ بل سأكون منطقيةً وايجابيةً كما تعرفونني واقول لكم إن العام الجديد هو منحة إلهية للبدء من جديد بأملٍ افضل ورؤية احسن وشعور اعمق بنعم الله التي لا تُعد ولا تُحصى. اخيراً: نطوي الصفحة ونفتح صفحة عام الفين وثلاثةٍ وعشرين وكلنا أمل واشتياق لنخطّ فيها الضحكات والفرح والطاعات وبلوغ أقصى درجات الرضاء عن الذاتْ، فكل عام وانتم بخير.
867
| 29 ديسمبر 2022
في رحلة البحث عن الكلمة المفيدة أو الفكرة الهادفة تستوقفنا عناوين مُبهرة، قد يستعطفك عقلك للتعرّف عليها وقد يخونك قلبك لتغوص في كُنهها، بكل الأحوال أنت مُجبرٌ بطريقةٍ ما لتتزود بمعرفتها، وشخصيًا استوقفتني هذه العبارة للكاتب والفيلسوف جوزيف ميرفي الذي قال عن العقل الباطن:»إن الذكاء اللانهائي الكامن داخل عقلك الباطن سوف يكون قادرًا على كشف كل شيء تحتاج إلى معرفته في كل لحظة من الوقت» ولعل أكبر جدل في علم النفس يدور حول السؤال: ما الذي يقوم به العقل الباطن تحديدًا، وما الذي يتطلبه التفكير الواعي؟ بطريقةٍ أخرى هل العقل الباطن ذكي أم غبي؟ وبالطبع فإن العقل الباطن يمكن أن يجهز الردود البسيطة المحفزة ويقدم الحقائق الأساسية ويدرك الأشياء ويمارس الأمور التي تدربت عليها، أما الإدراك المعقد الذي يشمل التخطيط، والتعليل المنطقي، وجمع الأفكار، فيحتاج لتفكير العقل الواعي، وهنا تكمن قوة العقل الباطن وهي القوة التي تتحكم في سلوكياتك وردود أفعالك وطريقة تفكيرك وفقًا للمعتقدات والقناعات الذهنية التي تم برمجتك بها مُسبقًا. وللعلم: عندما تتمكن عقولنا من حل بعض الألغاز أو قراءة بعض الكلمات غير الواضحة نشعر بأننا نتحكم في عقولنا بشكل جيد وهذا جيد من الناحية النفسية أيضًا، فليس هناك شيء يمر بنا وتشعر به حواسنا ثم ننساه إلا بسبب، وهذا النسيان مع ذلك ليس محوًا تامًّا؛ إذ يمكن استثارة ما نسيناه بالتحليل النفسي. صدقني قارئي العزيز حين أقول عقلك ثم عقلك ثم عقلك ثم قلبك، فهذا ليس من فراغ، ففي كل يوم يكون لنا لحظات جديدة بل أمسيات وأمنيات وأحلام وغيرها الكثير ولو حصرنا تلك لوجدناها عبارة عن يوميات تذهب وتعود لنا بأشكال وألوان جديدة.. نتعجب من أنفسنا عندما لا نستطيع أن نتحكم بالأمور البديهية التي باستطاعتنا، ونقف متمسكين بقلوبنا التي بدأت في التحكم بجميع الأمور وتركنا تحكمنا بالعقل، وهذا مما جعل لنا واقعًا مؤلمًا مع أنفسنا وتجاه الآخرين. والتذكُّر نفسه يدلُّنا على طريقة النسيان، فقد يسألنا أحد عن اسم شخص نعرفه فنحاول أن نتذكره ونجهد أنفسنا في ذلك بلا طائل، ثم ننسى الموضوع، وقد تمرُّ ساعات أو أيام، وإذا بالاسم يخطر على بالنا غير مدعوٍّ ولا مطلوب، فهو إذن قد «خطر» على بالنا، والخواطر كلها من العقل الباطن الذي لا يسيطر عليه العقل الواعي إلا وقت الانتباه واليقظة. فكلُّ ما يمر بنا في حياتنا منذ أن نولد وتحس به حواسنا أو تفكر فيه عقولنا إنما ننساه لا لأنه مُحي من ذاكرتنا بل لأنه كُبت أي مُنع من الظهور في العقل الواعي، فنحن في الحقيقة لا ننسى شيئًا وإنما كل ما يقع لنا، ولسنا في حاجة إلى أن يكون ماثلًا لذهننا في كل وقت، يندسُّ في العقل الباطن ويحتبس فيه، لأن العقل الواعي الذي نؤدي به أعمالنا في اليقظة يكبت هذه الذكرى، وأحيانًا إذا غفل عنها في نوم أو غفوة أو مرض وكانت هذه الذكرى قوية فإنها تعود إلينا فنتذكر أشياء كنا نظن أننا نسيناها ومُحيت من ذاكرتنا تمام المحو، وهذا الكبت يحدث لنا في كل وقت وأحيانًا من مصلحة الشخص لأنه ليس من المفيد لنا أن نذكر كل شيء بعقلنا الواعي. أخيرًا: علينا أن نضع قليلًا من العاطفة في عقولنا حتى تلين ونضع كثيرًا من عقولنا على قلوبنا كي نستقيم.
3189
| 22 ديسمبر 2022
في حياتنا الآن هناك الكثير من الأمور التي نبحث لها عن مسمى في وقت باتت المسميات متاحة لكل شيء ولأي شيء وبدون مناسبة ايضا، ولكن لنقف لحظة لنتأمل في وسيطة السلام التي قربت الشعوب ووحدت القلوب لشعبيتها وبساطتها مما جعل من يعيش في عالمها الخاص او يتابع اخبارها فقط يعيش الآن معها ويتتبع اخبارها حتى باتت حديث المجالس. هي كرة القدم التي لم تعد مجرد لعبة تنافسية تصنف في خانة الرياضة بل أصبحت تتشابك فيها الفنون وتدور في فلكها أحيانا، ذلك أنها تشي بثقافات وأمزجة وعادات، إضافة إلى تكامل عناصر الفرجة فيها، مما يجعلها الفن الأكثر جماهيرية في العالم فكرة القدم من الرياضات الجماعية القائمة على مبدأ التعاون، وأول ما يمكن ملاحظته هنا أن لعبة كرة القدم، والألعاب الرياضية عموما، لم تعد تلك الوسيلة التي كان الناس يمارسونها بصورة فردية، وبدافع من الترفيه، أو مجرد بناء جسم رياضي. وإنما صارت صناعة مثل أي صناعة نراها في المجتمع لها رأسمال ضخم جدا، وكرة القدم لعبة رياضية لا تقتصر على مباراة يخوضها فريقان متنافسان بل تشمل طرفا أساسيا آخر هو جمهور المتفرجين. هذا الجمهور يرتبط بعلاقة نفسية مع فريقه المفضل ومن انعكاساتها أنها تجعله يفرح لانتصاره ويحزن لهزيمته. ولكن طبيعة هذه العلاقة غير مدركة تماما من الأفراد باعتبار أنها في جزء كبير منها تتولد في مجال العقل اللاواعي الذي يهتم بدراسته علم النفس التحليلي وقد انتقلت “الرياضة” من هامش الحياة إلى مركزها ومن ممارستها الفردية إلى الطبيعة المؤسسية. ومن الهواية إلى الاحتراف ومن البساطة في الأداء إلى التعقيد في الإجراءات والتمويل. ان غاية ما أريد قوله هو أن “الرياضة”، وتحديدًا كرة القدم باعتبارها الأكثر شعبية في دول كثيرة، لم تعد مجرد لعبة وإنما أصبحت صناعة مثل أي صناعة في المجتمع، ومظهرا من مظاهر التنوع الثقافي والحضاري، وأحيانا الصراع أيضا. ولو عقدنا مقارنة بسيطة بين الحياة وكرة القدم لوجدنا تشابها فكلاهما صراع وفرح وسعادة وترقب ومزيج من المشاعر، فمباراة الكرة ومباراة الحياة كطرفي حبل، ففي البداية يعتقد البعض أننا نحب كرة القدم لأنها تشبه رواية جميلة لا تنتهي أحداثها وقد تصدمنا بعض فصولها وقد نشعر بالملل من فصول أخرى ولكن تظل الإثارة تطل برأسها من معظم فصول الرواية فكل فصل عبارة عن تسعين دقيقة من الجهد والعرق والكفاح وانتصار وهزيمة وانكسار وعزيمة وفرحة يشوبها القلق وفرحة هيستيرية. ان كل تلك المشاعر قد تجتمع فى مباراة واحدة لكرة القدم، وقصة حياة مصغرة نراها على الشاشة أو فى الملاعب كل مباراة وقصة حياة قد تمس مشاعر أحدنا، وكما قال جوزيه مورينيو إن كرة القدم هي لعبة تدور حول المشاعر والذكاء. وفي كرة القدم نرى المجتهد والملتزم ونرى المستهتر والبطل والنجم واللاعب المغمور المكافح، قد نرى التحول من الهزيمة إلى الفوز والعكس، لذا أعتقد أننا نحب الكرة لأنها تلامس مشاعرنا وتعطينا خليطا من المشاعر والأحاسيس الإنسانية خلال بثها، والأهم أن الكرة تعطينا يوما ما شيئا نحتاجه في الوقت المناسب. ولأن العالم أجمع ينتظر كأس العالم لمتابعة منتخب بلاده او لاعبه المفضل او تلك الفعاليات المصاحبة للحدث فبالمقابل يخلد هذا الحدث مشاعر متناقضة فما اشبه المباراة بالحياة عموماً. أخيراً: يقول نيلسون مانديلا: للرياضة القدرة على إلهام الناس وتوحيدهم.
1134
| 15 ديسمبر 2022
هو ليس اسماً لفتاةٍ أو سيدةٍ أعرفها، لكنه شعور يمكن أن يملكه الشخص في شخصيته أو يعمل على تنميته في مراحل حياته، فعلم النفس يقول إن الامتنان عاطفة اجتماعية تشير لإدراكنا الإيجابي للأشياء التي فعلها الآخرون لنا، ومن منظور علمي، الامتنان ليس مجرد فعل، حيث إنه الشعور بعاطفة إيجابية تؤثر بغرض بيولوجي، ووفقاً لتعريف علم النفس الإيجابي يُعرف الامتنان بطريقة علمية حيث يمكن للعلماء قياس آثار الامتنان، حيث يقول إن النتائج الإيجابية التي يشعر بها الفرد تدوم أكثر بوقت يمكن قياسه عن مجرد الشكر، فالشعور بالامتنان يؤثر في الحالة النفسية. لذا لا عجب أن أوجه لك قارئي العزيز دعوةً لتكون ممتناً دائماً لكل ما لديك بدءاً من أنك على قيد الحياة وترى وتسمع ولديك بيت أو حجرة بمنزل عائلتك، وتتحرك ولا تحتاج لأحد ليساعدك على أداء تفاصيل حياتك اليومية، وكل ذلك "يفتقده" الملايين عبر العالم. ولا نعني بالامتنان الاكتفاء بما حققته، فهذا خطأ وأذى بالغ، فإن لم تواصل التقدم بحياتك ستتراجع حتماً دون أن تشعر، فالامتنان الذكي يوسع لك حياتك ويزيد حماسك الداخلي ويدفعك للأفضل بعد تنفس الشكر والرضا والبراح وكل ذلك من مذيبات الإجهاد بأنواعه ومن أهم داعمي الصحة النفسية فاحرص على الفوز بها دوماً.. والامتنان يحمينا من أن نطيل التوقف عندما يضايقنا ويُكدر صفو أيامنا، ولعل ثقافة الامتنان تعلمنا أنه رغم بساطة الأشياء فنحن قادرون على الاحتفال باللحظة التي نعيشها بكل ما تملكه وما لا تملكه فلدينا الكثير من الأسباب لكي نمارس لذة الامتنان بعمق، فالحياة لا تعطينا أكثر ما لم نشكرها، ولكن ما الفرق بين الشكر والامتنان فنحن نمارس الشكر كردة فعل وليس موقف حياة، فمثلاً عندما يسدي أحدهم خدمة لنا نقول: "شكراً"، الكثير يعتقد أن الشكر هو نفسه الامتنان وهما مختلفان تماماً، فالامتنان هو موقف من الحياة بل أسلوب حياة ولذلك الامتنان ليس باللسان بل عبادة بالقلب وشعور تشعر به من خلال جسدك، أما الشكر فصفة يحبها جلّ جلاله. والامتنان مثل بقية المشاعر له قيمة كبيرة في تغيير ما ستفعله لاحقاً، فمن الناحية النفسية بإمكاننا اعتبار العواطف محفزات توجّه تنبؤات العقل نحو التصرف الأمثل في وقت معين. والامتنان هو موقف وطريقة في الحياة ثبت أن لها العديد من الفوائد من حيث الصحة والسعادة والرضا عن الحياة، والطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين. وهو يسير جنباً إلى جنب مع اليقظة في التركيز على الحاضر وتقدير ما لدينا حالياً، بدلاً من الرغبة في كسب المزيد والمزيد من دون شكر الآخرين. لا شك عزيزي أنك ممتن لله على وجودك ووجود الأشخاص الذين يقفون إلى جوارك فهم يتركون في ملامحك ابتسامة وفي روحك سعادة، أنت ممتن على تفاصيل صغيره تعيشها وغيرك قد يكون في حاجةٍ لها كالصحة والبركة والهدوء والرزق وغيرها الكثير من الأمور التي اعتدنا على وجودها ونسينا أن نحمد الله ونشكرهُ عليها ونحمل قدراً من الامتنان لامتلاكها. والتعبير عن الامتنان أو ممارسة الامتنان لا يعني إنكار الألم أو المشاعر غير المريحة، حيث يُعتبر أعلى طاقة في الترددات بعد طاقة الحب مباشرة، ووجد أنه يحدث أثرا إيجابيا قويا فيمن يمارسه كعادة يومية فذبذبات الامتنان تسبب زيادة طاقة الدماغ الإيجابية ما يتسبب في زيادة الإبداع والإنتاج والنشاط والحيوية والإقبال على الحياة فتزيد البهجة وتتسبب في زيادة قوة الجهاز المناعي، ووجد العلماء أن من يتبعون ممارسة الامتنان بشكل يومي لديهم استعداد أكبر لاستقبال المزيد من الجوائز والهبات، فالممتنون هم المستحقون وكلما كنت أكثر امتناناً كنت أكثر استحقاقاً لاستقبال المزيد من النعم والخير. أخيراً.. كل الامتنان لتلك العثرات التي قومتنا أكثر مما آلمتنا·
1278
| 08 ديسمبر 2022
عنوان مقالي قد يُفهم حسب فِكر القارئ قبل أن يتوجه لسطوره، فقد يقرأ البعض العنوان ظناً منه أني أعني مصطلحاً اقتصادياً أو مفهوماً أخلاقياً أو أعني أكلةً شعبيةً، ففي الفلسفة تعدّ القيم جزءاً من الأخلاق، ويمكن تعريفها بأنها مفاهيم تختص بغايات يسعى إليها الفرد كغايات جديرة بالرغبة سواء كانت هذه الغايات تطلب لذاتها أو لغايات أبعد منها، أما في الاقتصاد فالقيمة مقدار ما تضيفه السلع والخدمات إلى الأشياء، والقيمة في علم النفس شيء مهم بحياة الإنسان، وهي التي توجه وترشد السلوك الإنسانيّ. ورغم تنّوع معاني هذه الكلمة وتعدّد استخداماتها فإن المقصود هنا قيمة الشيء ذاته سواء كان فرداً أو عملاً أو تضحيةً أو كلمةً أو حضوراً، فلماذا لا يدرك الإنسان قيمة الأشياء من حوله إلا حين يفقدها؟!  كثيراً ما يدور في ذهني هذا السؤال، فهل الاعتياد على الشيء سبب رئيسي في عدم استشعارنا قيمته الحقيقية؟، أعني تلك الامتيازات التي ننعم بها فضلًا من الله وتحيطنا بالأمن والصحبة والنِّعم والبركة وكل ما من شأنه أن يبعث الدفء والاستقرار لأنفسنا.. في هذه الحياة نحن مدينون للمولى سبحانه بالحمد والشكر والثناء على عظيم عطائه وفضله من جهة، وعلى نعمة إدراكنا لقيمة ما لدينا من النعم. إنّ أكثر الناس كياسة من استشعر قيمة ما يملك دون أن يفقده، وإنّ أكثرهم غفلةً وحسرةً ولوعة هو من لم يستشعر النعم إلا حال فقدها.. وأكثر الناس على خطر من يرفلُ بنِعم الله من كل جهة وهو لاهٍ وغافل عن شكر الله والحفاظ عليها. وفى الحقيقة يوجد العديد من الأشياء التي لا يمكن قياس قيمتها، لأن قيمتها تختلف من شخص لآخر، فبعض المشاعر عند البعض أحياناً لها قيمة كبيرة وعند البعض الآخر ليس لها أي قيمة، فالحب فمثلا يمكن أن يمثل لبعض الأشخاص قيمة كبيرة وغالية، وعند البعض الآخر لا يمثل أي شيء أو على الأقل قيمته ليست بكبيرة وغيره العديد من الأشياء التي تقاس بتلك الطريقة، ولكن لماذا هذه المعاني تختلف قيمتها من شخص لأخر؟ بل ويمكن أن تتغير قيمة تلك الأشياء عند نفس الشخص أيضاً من وقت لآخر؟ إن القيمة كلمة مرنة ليست لها أسس ثابتة، فمن يشعر بالتقدير مثلاً تصبح قيمة هذا التقدير غالية بالنسبة له، ومن يشعر بالامتنان تصبح أيضا قيمته كبيرة، ولكن إذا لم تشعر يوما بالتقدير أو الامتنان فلن تكون لها قيمة بالنسبة لك لأنك لم تشعر بها يوماً فلن تستطيع تقدير قيمتها. ولعل إحدى الحقائق التي علينا الاعتراف بها، أن الإنسان غالباً يرى الأشياء كما يريدها وليس كما هي، فالإنسان يملك ذاكرة قصيرة بل مثقوبة، يضفي معاني وقيمة، ويصدق نفسه، ويعتقد أنها هي الحقيقة أو على الأقل عقله الباطن وأمنياته الوردية تُصور له ذلك، وهناك مصالح وغايات وراء إضافة هذه المعاني والقيم، وما نراه ذا قيمة وأهمية، يراه آخرون من غير أهمية أو قيمة، مع أنه المنتج عينه. قد يتفق البعض مع عبارة أننا "نحن من نحدِّد قيمة الأشياء وليست هي التي تحدِّد قيمتنا"، فهل للأشياء قيمة حقيقية أم نحن الذين نضع قيمة للأشياء؟، هو سؤالٌ بسيط لكنه عميق فقد بالغ الإنسان في تقدير قيمة الأشياء حتى أصبح يراها ذات قيمة أكثر منه، وشرع الأشخاص في التنافس على امتلاك الأشياء كأنها هي التي تحدد قيمتهم، على الرغم من أنهم هم الذين يعطونها تلك القيمة، إذ إن قيمة الإنسان لا تتحدَّدُ بمقدار ما يَملك، بل تتحدَّد بِصدقه وتديُّنه وتعامله مع الآخرين وما يفعله من أجل نفسه ومن أجلهم وقيامه بواجباته، وتتحدَّد بالعطاء عند الغِنى والعفة عند الفقر والمسامحة عند القدرة ونفع الآخرين. ولابد هنا أن نعود إلى مصطلح القيمة فهناك قيمة المال وقيمة الحرية وقيمة الإنسان، وقيمة الأشياء، ومن المفزع أن تسود قيمة الأشياء على قيمة الإنسان في يوم يسود فيه إعلاء الإنسانية في جميع أنحاء العالم، فقيمة الأشياء حينما تسود يتحول فيها المرء أو قل الإنسان هنا إلى شيء والتشيؤ هو حينما يكون الإنسان سلعة يخضع لسلطة المال فيقع تحت هذه السلطة القاهرة التي تحدد مكانته، ودعوني أطرح سؤالاً جانبياً، قيمة الإنسان أليست بحسب إنتاجه ونشاطه المجتمعي والمهني وجودة ما ينتج؟ ولعل الاستشهاد هنا بما قاله الرافعي مُنصفٌ لمن يُقدر قيمة ما يُعطى او يُقدم، فقد قال "وَإِنِّمَا قِيمَةِ الأَشيَاءِ بِمَا فِيهَا مِن أَثَرِ القَلب، أَو بِمَا لَهَا فِي القَلبِ مِن أَثَر". وقد نقف لثانيةٍ في سطور المقال ونسأل، هل معنى ذلك أن الناس متساوون في القيمة طالما أن الكل يمتلك العقل ويمتلك الإرادة الحرة؟ إن الجميع لا يستخدم عقله بالشكل الصحيح، ولا إرادته بالطريقة الصحيحة التي تؤهله لمقامه فعلاً، فهناك فرق بين الإنسان كمفهوم والإنسان كمثال، فأنا وأنت وجميع الناس أمثلة لمفهوم الإنسان، ومفهوم الإنسان هو الصورة التامة المفترض أن يتكامل الإنسان في حياته للوصول إليها، إذاً الإجابة بالطبع لا. ولتكن إنسانيتك ثابتة ولا تتزعزع طالما تسير في طريق تكاملك وفق إطار قدراتك وظروفك، وقيمتك تكون بمدى سعيك لتحقيق أقصى استخدام سليم لعقلك ومدى اتباعك الحر للحق وعملك الحر للخير. لذلك الختام هنا هو رسالةٌ صغيرةٌ من القلب تقول: أدركوا قيمة الأشياء قبل زوالها، فإن كثيرًا من الأشياء إذا زالت فلا سبيل لرجعتها أبداً، ولا تنس قارئي العزيز أن قيمتك لا تتحدد من خلال عيون من حولك، فربما يعاني من يُحددها ضعفاً في البصر أو كان أعمى بصيرة، فلا يُخالجك هنا شعور القيمة صفر لذاتك. أخيراً: لا تظلم نفسك وتعلق قيمتها بما لا يليق بها، ولا تضيع فرصة تحقيق قيمتك الحقيقية كإنسان.
2124
| 01 ديسمبر 2022
كأس العالم التي تُقام في قطر هي البطولة الثانية والعشرون من البطولة التي تقام كل أربع سنوات وتتنافس عليها المنتخبات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي أول نسخة من كأس العالم تُقام في الوطن العربي والثانية في آسيا بعد نسخة ألفين واثنين التي لُعبت في كوريا الجنوبية واليابان، وقد ترقب عشاق كرة القدم انطلاق هذه النسخة الاستثنائية بتفاصيلها المكانية والزمانية منذ أُعلن عن موقع ضربة البداية لها، فالمنتخبات العربية على وجه التحديد كانت تترقب مشاركةً جديدةً يتمنى كل العشاق أن تُمنى بنجاحٍ كبيرٍ يشتاق إليه العرب في المونديال، حتى جاء موعد الأحد العشرين من نوفمبر حيث اتجهت الأنظار إلى استاد البيت الذي شهد افتتاح أول مونديال في بلد عربي، وسط ترقب كبير لنسخة قطر ألفين واثنين وعشرين، افتتاح أبهر الجميع وكأنه يُقدم موعداً آخر للإبهار حين لعب المنتخب السعودي مباراته الأولى بعد يومين من افتتاح البطولة أمام المنتخب الأرجنتيني ليأتي فوزه كوضع حدٍ لسلسلةٍ تاريخيةٍ لمنتخب الأرجنتين، وليحرمه من معادلة الرقم القياسي الذي بحوزة منتخب إيطاليا، وبلوغ المباراة السابعة والثلاثين في سلسلة «بلا هزيمة». الأخضر السعودي حقق أولى مفاجآت البطولة وقلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين لهدف على المنتخب الأرجنتيني أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب ليتمكن المنتخب السعودي من صنع التاريخ بهذا الفوز على ملعب لوسيل، وقد وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هذا الفوز غير المتوقع للمنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي في مونديال قطر بأنه «كبرى الصدمات في تاريخ كأس العالم». هذا الإنجاز التاريخي للأخضر السعودي يأتي كواحدةٍ من كبرى المفاجآت في تاريخ البطولة وسط فرحةٍ عربيةٍ غامرة، وتأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم خمس مرات سابقة كانت أولها في بطولة ألفٍ وتسعمائةٍ وأربعةٍ وتسعين في الولايات المتحدة، حيث حقق أيضًا أفضل نتائجه بالتأهل إلى دور الستة عشر من مجموعة كانت تضم منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب. وإذا استشهدنا بالتاريخ فإن المنتخب السعودي هو أول منتخب آسيوي يسجل هدفين في شباك الأرجنتين بكأس العالم عبر التاريخ، كما أن المنتخب الأرجنتيني استقبل هدفين في لقاء واحد لأول مرة منذ أربعةٍ وعشرين مباراةٍ تحديداً منذ التعادل مع كولومبيا بهدفين لمثلهما يونيو الماضي وبذلك يُصبح المنتخب السعودي ثاني منتخب آسيوي يحقق الفوز على منتخب أمريكي جنوبي في تاريخ كأس العالم، بعد فوز اليابان على كولومبيا في مونديال ألفين وثمانية عشر. إذاً الأخضر السعودي كسر سلسلة اللاهزيمة لمنتخب الأرجنتين التي امتدت إلى ست وثلاثين مباراة، فكانت آخر هزيمة تلقاها التانغو أمام المنتخب البرازيلي في يوليو من العام ألفين وتسعة عشر، بالمقابل هي المرة الأولى منذ عام تسعين يخسر منتخب الأرجنتين مباراته الافتتاحية في كأس العالم، فيما حقق المنتخب السعودي الفوز الرابع في تاريخ مشاركاته بالمونديال. وقد ترك الفوز التاريخي للمنتخب السعودي على الأرجنتين، أحد المرشحين للوصول لنهائي كأس العالم هذه النسخة فرحة كبيرة خرجت عن نطاق المتوقع حيث انتشرت ملايين التغريدات التي شملت صوراً وفيديوهات لاحتفالات في دول عربية مختلفة، وتغريدات مهنئةٍ بالفوز الذي اعتبره العرب فوزاً لهم جميعاً. وشهد تاريخ منافسات كرة القدم بين المنتخب السعودي ومنتخب الأرجنتين عددا من المواجهات عادةً ما تكون مباريات تنافسية ودية غير رسمية بين المنتخبين حيث تقابل المنتخب السعودي مع المنتخب الأرجنتيني في أربعة لقاءاتٍ يغلب على نتائجها الميل لصالح المنتخب الأرجنتيني. ولأن الأخضر فعلها فقد رفع عدد انتصاراته في كأس العالم إلى أربع مرات ليضيف الأرجنتين لقائمة ضحاياه بعد المغرب وبلجيكا ومصر، وتعد هذه المرة الأولى التي يكسب فيها الأخضر بالمونديال، أحد المنتخبات المتوجة بكأس العالم من قبل، وهو بات أول منتخب عربي يحقق الفوز على الأراضي القطرية في كأس العالم. ولأن الجماهير هي ملح المباريات ومن يُحدث حضورهم فارقاً بتشجيعهم ودعمهم وتلك الأهازيج المصاحبة لحضورهم فقد سجلت مواجهة الأخضر والتانجو الحضور الجماهيري الأعلى خلال المباريات الماضية. والحديث عن الحاضر لا بد أن يقترن كثيراً بالماضي الذي صُنع فيه الكثير فخلال السنوات الأخيرة استعاد المنتخب السعودي لكرة القدم ثقته في نفسه ونجح في العودة إلى نهائيات كأس العالم ليعود للمشاركة في مونديال ألفين وثمانية عشر في روسيا ويكرر سطوته وهيمنته على القارة الصفراء ببلوغ مونديال قطر وهو التأهل السادس للصقور إلى المونديال بعد الأعوام أربعةٍ وتسعين ثم ثمانية وتسعين ثم ألفين واثنين فألفين وستة وألفين وثمانية عشر. ولأن الغد هو الأهم الآن فللتذكير فإن المنتخب السعودي المتواجد ضمن المجموعة الثالثة التي تُعد مجموعة قوية جدا يُصنفها الخبراء أنها الأكثر صعوبة للمنتخبات العربية، والتي تضم الأرجنتين، بطلة كوبا أمريكا ألفين وواحدٍ وعشرين وإحدى الدول المرشحة بقوة للذهاب بعيدا في المسابقة، وبولندا التي يقودها روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعب في أوروبا ألفين واثنين وعشرين فضلا عن المنتخب المكسيكي أحد المنتخبات المتمرسة جدا بكأس العالم، بفوزه على منتخبٍ مدججٍ بالنجوم والأساطير الكروية فاجأ الجميع وجعل جماهيره تستقبل المفاجأة بفرحة هستيرية، تترقب أضعافها في المباريات القادمة، ولأن الروح التي سادت المنتخب السعودي وأسهمت في تألق الصقور الخضراء هي أيضاً التي رفعت سقف الطموحات لدى السعوديين بالوصول لأدوار متقدمة خلال المونديال انتظاراً للمزيد وطلباً للإنجاز الذي لا يُعد غريباً في عالم الساحرة المستديرة. ● أخيراً: فوزٌ للتاريخ وفرحةٌ للجميع،، وهنا المونديال.
4641
| 24 نوفمبر 2022
مساحة إعلانية
 
        نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6645
| 27 أكتوبر 2025
 
        المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2712
| 28 أكتوبر 2025
 
        كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2211
| 30 أكتوبر 2025
 
        جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1701
| 26 أكتوبر 2025
 
        على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1515
| 27 أكتوبر 2025
 
        نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1104
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1032
| 29 أكتوبر 2025
 
        لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1026
| 27 أكتوبر 2025
 
        “أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
969
| 27 أكتوبر 2025
 
        عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
867
| 26 أكتوبر 2025
 
        بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
828
| 27 أكتوبر 2025
 
        أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
678
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
