رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دعوشها ودمّرها وهجّر أهلها ثم سلّمها

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هذا بالضبط مختصر مخطط تسليم المدن وتغيير خرائطها الديموغرافية الذي بدت ملامحه تتبين بصورة لم تترك مجالًا لذي عقل أن يتشكك في طريقتها بعدما صار هذا السيناريو مكررًا ومعروفًا وواضحًا كما الشمس في بارقة النهار.فهذا المولود الهجين المسمّى بـ(داعش) الذي ظهر إلى الدنيا في ظروف غامضة ومفاجئة ثم ارتفع نجمه في وقت قياسي شحّت المعلومات عن كل أسباب ظهوره واشتهاره، وكذلك تضخّم قوّته ونفوذه وخطورته رغم أن تواجده في العالم الافتراضي أكبر بكثير من حضوره على أرض الواقع حيث لا ظهور لقياداته ولا جنوده إلاّ متلثمين أو في حالات الاستعراض الدعائي التي يجري تصويرها على طريقة أفلام هوليوود.ولا أعتقد أن الدول والشعوب الآن تتشكّك في كون (داعش) منتجا تم صناعته بليْل لتحقيق أهداف معينة وتركيبة جرى تفصيلها في الظلام بعناية لخدمة مشروع تآمري دنيء يحمل (يافطة) مكافحة الإرهاب. وبالطبع لا نحتاج لكثير أدلّة لإثبات تبعية (داعش) ومقدار الرعاية التي يحظى بها من قبل صانعيه وحجم التوجيه والاستخدام القذر في تحقيق المآرب والمكاسب التي هي على نوعين: أولهما: تفويت أي فرصة انتصار للثوار والمعارضين وإبقاء أنظمة الطغاة وجلاّديهم، الأمثلة على ذلك حدثت في سوريا حيث كلّما كان انتصار الثوار في موقع معين قاب قوسين أو أدنى يكون تدخّل داعش بقتال الثوار ومحاربتهم وتأخير سقوط هذه المدينة أو الموقع. وثاني تلك المكاسب هو ما يجري في العراق لتحجيم أهل السنة والجماعة والسيطرة على مدنهم وحواضرهم. وذلك بأن يقتحم الدواعش المدن (السنيّة) العراقية الكبيرة فـ(يهرب) منها الجيش العراقي والقوات الأمنية بطريقة مسرحية ويعلن الدواعش إحكام سيطرتهم عليها. ثم تتنادى الحكومة العراقية وجيشها لمقاومة هؤلاء الإرهابيين، ويجري حصارها تمهيدًا لدخول الحشد الشعبي (قوات جحش) لتحرير هذه المدن (السنية) فترتكب مذابح ومجازر، وتهجّر الأهالي السنّة منها وسط تواري داعش عن الأنظار والمشهد وتراجعه وهروبه (أو تهريبه). حدث ذلك في مدن عراقية كالفلوجة والرمادي والآن في الموصل. كلها على طريقة (دعوشها ودمّرها وهجّر أهلها ثم سلّمها).على أن الغريب في ذلك الآن، هو أن اقتحام الحشد الشعبي (حشد) الموصل وقبلها الفلوجة والرمادي يكون تحت غطاء الحرب ضد (داعش) الذين هم – عمليا - غير موجودين عند حصول هذا الاقتحام إلاّ في العالم الافتراضي، ويعضد ميليشيات (حشد) تحالف دولي كبير تقوده أمريكا وجنّدت له عدة بلدان بما فيها دولنا العربية التي بالتأكيد تكشّف لها بكل وضوح مؤامرة هذا التحالف وخديعة (داعش) وأصبح جليا حجم الاتفاق الأمريكي والروسي والصفوي على مقدّرات الأمة وهويتها. وبالتالي يكون أقل تحرّك ينبغي لهذه الدول أن تقوم به إزاء المذابح والمجازر التي ترتكب ضد أهلنا في العراق وسوريا أن تعلن خروجها من هذا التحالف الكاذب وأن تتبرأ أمام شعوبها من المشاركة – أي نوع من المشاركة - في هذه التمثيلية السمجة، التمثيلية التي تهدف إلى إبادة أهل السّنة والجماعة وتغيير ديموغرافية المنطقة لصالح الصفويين.

704

| 24 أكتوبر 2016

الظهراني وفكّ الارتباط بالدولار

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تقدّم معالي الوالد الفاضل خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب البحريني السابق في أواخر الفصل التشريعي الثاني – قبل حوالي ست أو سبع سنوات من الآن – باقتراح يقضي بفكّ ارتباط الدينار بالدولار الأمريكي وربطه بسلّة من العملات . مطالباً في اقتراحه الحكومة الموقرة بدراسة كافة التأثيرات ( السلبية والإيجابية ) التي قد تنجم عن فك هذا الارتباط والتحوّل إلى ربطه بسلة عملات تعكس حجم التبادل التجاري مع الدول التي تشكل عملاتها هذه السلة، واتخاذ القرار الملائم الذي يعزز قدرة الدينار البحريني الشرائية. وعزّز اقتراحه بالتجربة الكويتية في فكّها ارتباط الدينار الكويتي بالدولار الأمريكي حيث جاء قرارها بناء على تذبذب أسعار صرف الدولار بالنسبة للعملات الأخرى وهبوطه المستمر جراء عوامل عديدة، وبالتالي انخفضت القدرة الشرائية للدينار الكويتي بالأسواق العالمية، خصوصاً أمام عملات الدول التي تستورد منها الكويت كونها دولة مستوردة لغالبية السلع وتعتمد على تصدير النفط فقط، ومن هذه الدول اليابان ( الين ) ، والصين ( سلة عملات يهيمن عليها اليورو ) ، ألمانيا ( اليورو ). ويلاحظ أن الدولار تراجع أمام الين واليورو، مما أثر على سعر واردات الكويت من هذه الدول، فقامت بربط عملتها بسلة عملات تعكس نسبة التبادل التجاري الدولي مع هذه الدول. ورأى الظهراني أن البحرين وعموم دول مجلس التعاون الخليجي لاتختلف ظروفها الاقتصادية عن دولة الكويت ، وأن ذات الأسباب التي دفعت الكويتيين لفكّ ارتباط عملتهم بالدولار موجودة في الدول الأخرى التي هي بحاجة إلى تعزيز القدرة الشرائية لعملتها وتلافي أية تأثيرات مستقبلية قد تنجم من انخفاض سعر الدولار. آنذاك ؛ اعتبر البعض أن هذا الاقتراح سابق لأوانه ، أو متجاوزا لأسبابه ، وأنه لاقيمة للأخذ به فجرى التحفظ عليه لانعدام أو عدم القناعة – آنذاك – بدواعيه . وذلك قبل أن يُكتشف الآن أن خليفة الظهراني رئيس مجلس النواب – ومثله آخرون - كان يستشرف المستقبل بحكمة الكبار وخبرته وثاقب بصيرته حيث يتزايد الآن الحديث في أروقة الاقتصاديين وغرف عملياتهم عن ضرورة إزالة العديد من أشكال الارتهان للأمريكان في استثماراتنا وأصول أموالنا وعملاتنا وسنداتنا خاصة بعد تكشف صور ابتزازاتهم وتآمرهم وسعيهم للنيل من مقدّرات ومكتسبات المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج ، واصطفافها في خط المتآمرين عليها. غالب الظن لو أن تصريحات رســـمية وإجراءات صادقة صدرت عن عواصمنا تسعى لفكّ التبعية السياسية والاقتصادية وتنحو نحو الاستقلالية في مواقفها وطريقة حفظ أموالها واستثماراتها وارتباط عملاتها بعيداً عن الوصاية الأمريكية ورفضت الخضوع لابتزازاتها واشتراطاتها ؛ فأغلب الظن أن النتيجة ستكون مغايرة وسيكون لعموم الدول العربية والخليجية بالذات أدوات ضغط ومساحة تفرض فيها ماشاءت من قرارات وتوجهات لاينفع لحصولها في عالم اليوم إلاّ من قبل الأقوياء الذين يملكون زمام قراراتهم وأموالهم واقتصادهم . وخطوة فك ارتباط عملاتنا بدولارهم لابدّ منها .

824

| 17 أكتوبر 2016

فزّاعة الوهابية وحكاية "مسمار جحا"

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن مثَلَنا في عالمنا العربي والإسلامي مع الغرب والأمريكان كمثَل (جحا ومسماره)، وهو المهرّج المعروف في تراثنا الشعبي بحكايات وطرائف كثيرة ربما من أشهرها حكايته مع مسماره. مفاد هذه الحكاية أن "جحا" باع داره، واستثنى من البيع مسمارًا حفره في الحائط وجعله سببا في اتخاذ وتأليف الحجج تلو الحجج من أجل استمرار مبرر دخوله إلى داره، مرّات ومرّات، على الدوام حتى تم تحويل حياة الساكن الجديد للدار إلى نكَد دائم، خاصة حينما وظّف "جحا" المسمار في الكثير من الاستخدامات السيئة."المسمار" الذي حرص الأمريكان وحلفاؤهم على وضعه في بلداننا هو عبارة عن وهم كبير اسمه "الإرهاب" قاموا هم بصناعته وتغذيته ودعمه ثم تهويله والتخويف منه وإبرازه أمام العالم كما "البعبع" الذي يهدد أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية ويحيل تنميتها واقتصاداتها إلى الخراب وينشر الفوضى والذعر بين المواطنين والمقيمين وتسيل بسببه أنهار من الدماء والأشلاء، ولذا يتوجب محاربته ومكافحته.هذا "المسمار" أو"البعبع" فتح بلداننا على مصراعيها لزيادة النفوذ الأمريكي وجعلها ساحة للابتزاز وممارسة صنوف شتى من (عربدة الكابوي) رغم أنه استقرّ في الوعي الجمعي لدى الشعوب أن"جحا" في نسخته الأمريكية لا يهمّه إطلاقًا استقرارنا وأمننا وسلامة أراضينا ولا حياة مواطني شعوبنا من الأخطار المتوقعة من هذا "المسمار".في بداية الشهر الحالي نشرت صحيفة "صنداي تايمز" تحقيقًا مثيرًا كشف فيه الخبير البريطاني "بول بوتنيغر" أن رعب تنظيم_القاعدة إنما هو من إنتاج البنتاجون! وبين أن شركته تلقت (450) مليون دولار في الفترة ما بين 2007 إلى 2011 من وزارة الدفاع الأمريكية من أجل إنتاج مواد تلفزيونية تعكس صورة سلبية عن تنظيم القاعدة، وكذلك – وهو الأهم - إنتاج أفلام مزوّرة منسوبة لتنظيم القاعدة. توجد تفاصيل كثيرة في هذا التحقيق الذي يحمل اعترافات الخبير البريطاني صاحب الشركة نفسها، لكن بقية القصة، الجميع يعرفها حيث تم غزو دول وانتهاك أراضيها والتدخل فيها بشكل سافر، وقتما شاءوا، وكيفما أرادوا. كانت حجّتهم مكافحة إرهاب – مسمار - تنظيم القاعدة.وحينما خَفَت وهْج "القاعدة" أو انتهى دوره أو كاد ينكشف أمره، لجأوا إلى صناعة "مسمار" آخر أطلقوا عليه تنظيم "داعش"، ما لبث أن تصدّر المشهد الإرهابي في العالم، حُشدت لمحاربته جيوش وتحالفات وأموال طائلة رغم الظروف الغامضة لولادته وشواهد الريبة التي تحيط به التي من المتوقع أنه سيتكشف للعالم المزيد حوله بكلّ جلاء، وبما قد يبين أنه منتج لا يختلف عن منتج "القاعدة" تم صناعته بليْل لتحقيق أهداف معينة غالبها تنحصر في الابتزاز وإيجاد مطيّة لبقائهم فضلًا عن تقديم "داعش" صورة سيئة ومقيتة ضد الإسلام وتشويهه، وذلك بقيامهم ببضع عمليات إعدام لا تنقصها الفضاضة والوحشية يجري تصويرها على طريقة أفلام هوليوود السينمائية ثم تُنشر بطريقة لا تخلو من حيلة الإساءة المقصودة للإسلام.في الواقع، أغطية متعددة ومتنوعة بات يستخدمها "جحا" الأمريكي لتمرير مخططاته وتحقيق أجنداته واستمرار تواجده تحت مسمى "مكافحة الإرهاب" بعضها يصنعها أو يغذيها بيده وأمواله مثل داعش والقاعدة وبعضها موجودة أصلًا لكنه – جحا – يشوّه وجودها ويحرّض عليها ويجعل منها أيضًا "فزّاعة" ينفذ فيها ذات المآرب الخبيثة.سانحة: بعد "مسمار" القاعدة ثم داعش، وبعد ذلك بعبع "الإخوان المسلمين"، يبدو أن فزّاعة الوهابية هي موضتهم وحيلتهم الجديدة في مكافحة الإرهاب، قصدي حكاية "مسمار جحا".

1602

| 10 أكتوبر 2016

بين جنازة الجزار والنائب كوزو

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بينما العرب يطبّعون (ويطبعون) مع العدو الصهيوني ويجري تقديم التنازلات له حتى لم يبق من أنواعها شيء، مقرونة بصنوف من التخاذلات والإذلالات التي بعدما كانت تُقدّم في السر والخفاء صارت الآن تظهر إلى العيان، شاهر ظاهر. وأصبحت المهانة أمرًا معتادًا يمارسه بعض الساسة العرب وبدون حياء ولا خجل، حتى انطبق عليهم ما قاله الشاعر الهمام أبو الطيب المتنبي منذ قديم الأزمان: من يهُن يسهل الهوان عليه ما لجرحِ بميّت إيلاموبينما أصبحت القضية الفلسطينية شأنًا لا يهم عموم أنظمة الدول العربية إلاّ بما تستلزمه التصريحات والبيانات و(المدبلجات) الخطابية خاصة بعد انكشاف مايُسمى بـ(دول المواجهة) أو (دول الطوق) أو (دول الممانعة) وانفضاح دورها الدنيء في تقديم صنوف متنوّعة من الرعاية والحماية للكيان الصهيوني الغاصب.وبينما قيَم إسلامية وإنسانية أصيلة مثل المروءة والشهامة والنخوة والنُصرة دخلت عندنا مرحلة الندْرة، وباتت تسير إلى الزوال وتدخل طي النسيان، فلا مشاهد قتل الفلسطينيين والسوريين والعراقيين تثير الشفقة ولا إراقة دمائهم تحرّك ساكنًا من شهامة، ولا تمزيق أشلائهم يحيي شيئًا من موات ضمير، ولا تجويعهم وحصارهم يستدعي منّا فزعة ونصرة.وبينما حالة الانهزام والانبطاح وموْت الضمير وفقْد الإحساس، وظاهرة (السّحّ الدّح) تبلغ أوَج تجلّيات الخذلان والخيانة فيحزن ويترحّم بعض القادة والمسؤولين على وفاة رئيس الوزراء الأسبق للعدو الصهيوني شمعون بيريز، بل ويشاركون في تشييع جنازته في عاصمة الاحتلال غير آبهين بالجرائم التي ارتكبها والمذابح التي قادها ضد إخواننا الفلسطينيين، قتل أطفالهم ونساءهم، وسفك دماءهم، وهتك أعراضهم، وشرّد آمنيهم، واغتصب أرضهم، وعندما هَلَك وأخذه الله أخْذ عزيز مقتدر؛ وجَد هذا الجزّار من قومنا من يترحم له ويمشي في جنازته! وبينما الحال على ذلك، وكأن الأقدار على موعد مع المقارنة والاعتبار؛ يظهر لنا نموذج من بلاد الإفرنج (العلوج) ليعطينا درسًا بسيطًا لكنه بليجا للانتصار للمباديء والثبات على المواقف وبقاء نبض الضمير، والانتفاض للحق والركون إلى الإنسانية والعدالة. النموذج الذي أقصده ليس مسلمًا ولا ينتمي للعروبة، لكنه اتخذ موقفًا يجدر بالعرب الاحتذاء به، خاصة أولئك المنهزمين والمنبطحين ممن شاركوا في عزاء وتشييع جثمان جزّار مذبحة قانا وديمونا وحي الشجاعية ومصّاص دماء مقتلة عناقيد الغضب، الهالك شمعون بيريز.في الأثناء، ونحن على هذه الحال؛ اسم النائب الهولندي (توناهان كوزو) سجّل موقفًا مشرفًا طار به الركبان ووصلت الإشادة به إلى الآفاق حيث قام رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بزيارة إلى المجلس البلدي في لاهاي، وصافح عددًا من أعضائه لكن النائب كوزو رفض يد نتنياهو عندما مدّها، وبقي واقفا ويداه خلف ظهره فيما أبدى نتنياهو حركة استهجان تم التقاطها وتسجيل هذا الموقف الذي سرعان ما انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي ونقلته الصحافة الهولندية.النائب كوزو الذي كان يضع - أيضًا - على صدره وساما هو عبارة عن علم فلسطين عندما رفض مصافحة نتنياهو قال: "إنه من العار أن يتم فرش السجادة الحمراء لنتنياهو عند وصوله لاهاي بعدما فعله في قطاع غزة عام 2014" مبينًا أنه لا يتفق مع النهج الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.وغني عن البيان أن ساسة السلطة الفلسطينية وبعض العرب - من شدّة الذّل والانهزام – لا غضاضة عندهم اليوم في مصافحة الجزارين الملطّخة أياديهم بالدماء الفلسطينية، والتصوير معهم حتى (سيلفي) بل والمشاركة في مراسم دفنهم وتشييع جنازتهم كما هو حالهم مطلع هذا الأسبوع مع مصّاص الدماء الفلسطينية، النسخة الثانية من هتلر - كما يطلق عليه الألمان - ، الجزّار الهالك شمعون بيريز. لعلّ تقدير المولى عز وجل أراد أن يظهر لنا في تزامن توقيت هاتين المفارقتين؛ أصول المعادن، طيبها وخبيثها، خلاصتها وتفثها، صافيها وخوّانها، وذلك في زمن عزّ فيه الرجال وضلّت المروءة والنصرة طريقها.سانحة: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

935

| 03 أكتوبر 2016

التقشف والتعامل مع الهرم بالمقلوب!!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقال والعهدة على الراوي أن لجنة من لجان ضبط الإنفاق وترشيده في إحدى الدول القريبة قد اتخذت قرارا جريئا ربما يوفر مئات الآلاف من الدنانير - إن لم يكن أكثر ويتجاوز خانة الملايين - وسينشر نوعا من الرضا والطمأنينة عند الناس، ويعيد ثقتهم في إجراءات الدولة وتجعل الجميع بما فيهم طبقة محدودي الدخل يتفهمون بأن مسألة معالجة الأزمة الاقتصادية وتلافي تداعياتها لم تعد حكرا عليهم، ولا تتحملها جيوبهم لوحدهم. القرار الشجاع ينطلق من مبدأ أن الأولوية في التقشف تبدأ على من هم في رأس الهرم نزولا إلى قاعدته، وذلك على خلاف المتعارف عليه والمعمول به أن هذه السياسات التقشفية تكون عادة في قاعدة الهرم حصرًا وقصرًا كلما حلّ طارئ اقتصادي أو عصف ظرف مالي.قرار هذه اللجنة - بحسب الراوي - يتعلق بشد الحزام على المسؤولين الكبار من وزراء ومن في حكمهم انطلاقا من أن مستويات مداخيلهم ورواتبهم هي الأقدر على تحمل الصدمات والاهتزازات ويمكنها استيعابها والتأقلم معها على عكس عموم الناس الذين قد (تنعفس) حياتهم لو تأثر جزء صغير وبسيط جدًا من مداخيلهم.ارتأت هذه اللجنة أن من هم في رأس الهرم يمكنهم شراء سيارات لأنفسهم ولزوجاتهم وأبنائهم حيث أوصت بأن هؤلاء الوزراء ومن في حكمهم ليس لهم إلا سيارة واحدة تستخدم لأغراض العمل فقط، ويسحب منهم (أسطول) بقية السيارات من (مرسيدس ولكزس وBmw) وما شابهها من سيارات مسجلة باسم الوزارة للخدمات والضيافة لكنها صارت حقا مشاعا للوزير وعائلته. كما أوصت هذه اللجنة بأنه ليس للوزير ومن في حكمه خَدَم وسوّاقون وزرّاعون ومغسّلو سيارات يستلمون رواتبهم من وزارته بينما هم يعملون في بيوته ومزارعه وسياراته و... إلخ.منعت هذه اللجنة على من هم في رأس الهرم مايسمى (كوبونات البترول) وطالبت بأن يقوم الوزراء ومن في حكمهم بملء خزانات وقود سياراتهم وسيارات أبنائهم وعوائلهم من حسابهم الخاص مثل بقية خلق الله. أوقفت هذه اللجنة أيضا صرف (نثريات) مكتب الوزير ومن في حكمه، وهو مبلغ شبه يومي يغطي نفقات خاصة جدا غالبا ما تكون محل ترف وهدر للمال العام وبعضها يكون على أكل (السندويشات) وشرب العصائر ووضع الورود، ومثلها (نثريات) مهمات السفر الرسمية التي أوقفتها هذه اللجنة المخلصة وقررت معها أن تقصر تذاكر السفر على الدرجة السياحية فقط، ومن أراد منهم – الوزراء ومن في حكمهم - تغيير درجة الطيران فلتكن على حسابه الخاص وليس على حساب الدولة في ظرفها الراهن.تفاصيل كثيرة ينقلها الراوي حول ذلك القرار الجريء الذي ارتأى في الخلاصة أن مستوى وحجم رواتب الوزراء ومن في حكمهم فيها من الكفاية والملاءمة ما يمكنها تعويض أي نقص يسببه قرار تقليص مزاياهم من سيارات وكوبونات بترول وخدم وسواقين و(نثريات) أكل وشرب وورد، بعضها مقنّن في لوائح وبعضها يتم بطريقة (وضع اليد) جرأة على المال العام. وأن البدء بهم - باعتبارهم في رأس الهرم - سيكسب عموم إجراءات معالجة الأزمة الاقتصادية ثقة ومصداقية، وسيبرز نموذج القدوة القابلة للاحتذاء بها من قبل قواعد الهرم، وسيحقق - وهو الأهم - وفرا كبيرا أكثر بكثير من بقية إجراءات قد تضيّق على البسطاء في علاواتهم وترقياتهم وساعات عملهم الإضافي ونحوها مما لا يرقى إلى مستوى الهدر والبذخ الذي أرادت هذه اللجنة الحصيفة التصدي له ووقف استشراء فساده.في الواقع لم يتسن لي الوقوف على صحة هذه المعلومات بشأن هذا القرار لكنه بغض النظر عن صحتها أو عدمها؛ إلا أن فكرة اتخاذ مثل هذا القرار جديرة بالطرح والاهتمام الآن في خضم كثرة الكلام عن توجهات هنا أو هناك عن دواعي تقشف وترشيد إنفاق بات من الواضح أن ذوي الدخل المحدود والمتوسط هم المستهدفون أو للدقة - بحسب الخبرة والتوقع - أكثر الخائفين والمتضررين منها بينما (الكباريه) في معزل عن الخوف والإحساس بها في ظل تعامل مع الهرم بالمقلوب!! سانحة: في سابق الأزمان؛ كان اللصوص يتلثمون، أما الآن فإن اللصوص يلبسون البشوت.

1144

| 26 سبتمبر 2016

درسان سعودي وتركي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بحفظ المولى عز وجل ورعايته مضى موسم حج العام 1437على أفضل حال، من دون منغصات تكدّر صفو ضيوف الرحمن أو تعرقل أداءهم لمناسكهم وزيارة مشاعرهم المقدّسة، ولم يكن لـ(زعيق) التهديدات الصادرة من (الملالي) في إيران أي تأثيرات يمكن أن تُذكر على سائر أعمال الحج الذي انتهى بكل سلام ولله الحمْد والمنّة بخلاف توقعات أو ما يمكن تسميته أمنيات البعض بتعكيره وإفشاله وإلحاق الضرر بالحجاج وبالتالي إحراج المملكة العربية السعودية واتهامها بالفشل في تنظيم الحج وحفظ أمن الحجيج وحمايتهم، وهو الأمر الذي تريد منه طهران ذريعة لإعادة تحريك (حلمها) بشأن تدويل تنظيم الحج.فمنذ الثاني عشر من شهر مايو الماضي عندما أعلنت الجمهورية الإيرانية الإسلامية مقاطعة حج هذا العام لرفض الرياض تنفيذ اشتراطاتها؛ يبدو أن المملكة العربية السعودية قد حسمت أمرها وقررت تلقين طهران درسًا قاسيًا حيث لم تخضع لابتزازاتها أو تنزل لضغوطاتها أو تهتز للتشويهات التي نشرتها إيران حول أسباب مقاطعتها لحج 1437.فالسعودية؛ مع ما تتعرض له من تهديدات وابتزازات تمسّ سيادتها وأمنها واستقرارها، يتبادل فيها الأدوار الإيرانيون تارة والأمريكان تارة أخرى؛ إلاّ أنها بقيت صامدة في مواقفها ولم تستجب لأي نوع من هذه (المشاغبات) لا لشيء سوى أن أمن حجاج بيت الله الحرام خط أحمر يستحيل على القيادة السعودية تجاوزه أو التهاون في اشتراطاته وآلياته، مهما كلّفها الأمر. ولذلك منذ أن أعلنت إيران مقاطعتها للحج ثم (التمثيليات) و(البكائيات) وكذلك التهديدات التي أعقبت إعلان المقاطعة؛ لم يتبدل الموقف السعودي أو يتنازل أو يستجدي مشاركتهم أو ما إلى ذلك من أهداف - ربما - كانت تسعى إليها إيران من وراء إعلان مقاطعة الحج. فأعطت السعودية بذلك درسًا بليغا في كيفية الحزم في قراراتها السيادية والأمنية.وأما الدرس الآخر؛ فقد جاء من تركيا التي هي أيضًا لا تقل عن السعودية وكذلك البحرين في حجم الابتزازات والتهديدات والأخطار التي يجري تدبيرها في الظلام ضدهم. فقد أقدمت الحكومة التركية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة على تعيين (28) رئيس بلدية جديدا، في مختلف المناطق والمدن التركية خلفًا لسابقين تم إقالتهم بتهمة تقديم المساعدة والدعم لمنظمتي "بي كا كا" و"فتح الله جولن" الإرهابيتين اللتين تتهمهما بتدبير الانقلاب الفاشل.السفير الأمريكي في تركيا جون باس أعلن تحفظه على هذا القرار وانتقد هذه التغييرات حيث ردّ عليه سريعًا السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركية بكل صرامة قائلًا: "إنه ينبغي على سفراء الولايات المتحدة لدى بلاده، أداء واجباتهم برزانة ومهنية وفق محددات اتفاقية فيينا (التي تنظم العمل الدبلوماسي بين الدول بما يحافظ على سيادة كل منها) وعدم محاولة التصرف كحكام لأننا لن نسمح لهم بذلك قطعًا".غير أن الدرس التركي الذي أعنيه ليس في الرد الحازم من وزير الخارجية فحسب؛ وإنما جاء أيضًا من المعارضة التركية، وعلى لسان أحد أكبر زعمائها، وهو السيد دولت بهتشيلي رئيس حزب الحركة القومية المعارض الذي أعلن رفضه التام لانتقادات السفير الأمريكي قائلًا: "إن سفير الولايات المتحدة الأمريكية يتجاوز حدوده، ويحتقر تركيا ويوجه لها الإهانة "، مشدّدا على أن "تركيا ليست الولاية رقم (53) للولايات المتحدة الأمريكية، وإنما هي دولة تتمتع بروح الاستقلال والوطنية والكرامة ".سانحة: وبالطبع؛ لا شك أن رفض الحركة القومية التركية لتصريحات السفير الأمريكي يمثل درسًا شجاعًا وبليغا تحتاجه قوى المعارضة في كثير من البلدان - ومنها البحرين - التي بسبب الاختلاف السياسي أو الأيديولوجي أو التنافس الحزبي يمكن للمعارضة فيها أن ترحب أو حتى تستجدي تدخلات من هذا النوع لسفراء (العم سام) وأمثاله من دون مواربة أو من دون إحساس وطني مرهف كالذي امتلكه رئيس حزب الحركة القومية المعارض في تركيا.

449

| 19 سبتمبر 2016

إعلامنا..هل هيمنة أم عجز وانهزام؟!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إنها حالة غريبة تُضاف إلى سجل التراجع والتردّي الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية في مختلف المجالات، حيث إنه رغم التطوّر الهائل الذي تشهده أدوات الإعلام وعموم (الميديا)، وتنامي الاهتمام الجماهيري بها فضلًا عن الإمكانات والموارد الضخمة التي تمتلكها عموم بلداننا مما يمكن توظيفه لأجل إيجاد إعلام قوي ومؤثر، يمسك بزمام المبادرة في عرض قضايا الأمة والدفاع عنها وإبرازها أو تسويقها على نحو يسلب الألباب ويستقطب الاهتمامات و(الترندات)؛ رغم كل هذه المقوّمات والإمكانات إلاّ أن الإعلام العربي والإسلامي لا يزال بعيدًا عن التأثير وتفصله مسافات – ربما- شاسعة عن بؤرة الأحداث والارتكاز، لم يعد صاحب السبْق والمبادرة حتى لو كانت الأحداث تـدور في رحاب أراضـيه وأجواء سمائه.استذكرت هذه الحالة المزرية وأنا أتابع مقدار الاهتمام والانتشار الكبير الذي نالته صورة الطفل السوري عمران دقنيش من خلال فيديو قناة الـ CNN الذي عرضت خلاله المذيعة الأمريكيةKate Bolduan صورة هذا الطفل مغمورًا وجهه بالدماء داخل سيارة إسعاف بعدما تم إنقاذه من تحت أنقاض منزله في مدينة حلب السورية إثر استهداف آثم وغاشم من القوات الروسية. المذيعة (غير العربية) أبكت الكثيرين عندما لم تتمالك نفسها وهي تصف حالة الطفل عمران وفقدانه لأمه وأبيه، فدخلت نوبة بكاء غير متوقعة، فانتشر فيديو هذه القناة (غير العربية) في الآفاق مثل انتشار النار في الهشيم، وأصبحت صورة عمران حينذاك عنوانًا وغلافًا و(بروفايلًا) و(ترندا) على مستوى العالم كلّه.على أن صورة الطفل عمران ليست هي الصورة الوحيدة التي تختزنها ذاكرة الإنسانية بشأن أحداث ومآس مماثلة، جرت آلامها وفصولها على أراضٍ عربية وإسلامية لكن عرضها ومبادرة السّبْق في نشرها كانت بأيْد إعلام أجنبي!! على سبيل المثال وليس الحصر؛ كلنا يذكر حادثة قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرّة في قطاع غزة في 30 سبتمبر 2000م إذ انتشر فيديو مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد خلف برميل إسمنتي، ثم مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، ثم إطلاق النار عليهما وسقوط الصبي ميتًا في حضن أبيه، كان هذا التسجيل التاريخي الذي مدّته حوالي دقيقة واحدة قد التقطه بكاميرته المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا (2)!! وإبّان المجاعة التي عصفت بالسودان عام 1993؛ انتشرت صورة مؤثرة أحدثت جدلًا وقلقًا على مستوى العالم، لم تهدأ الصحف ووكالات الأنباء عن نشرها وإبرازها كرمز للكارثة الإنسانية التي حلّت بالسودان. الصورة كانت لنسر يراقب طفلة وهي تحتضر من الألم وشدّة الجوع حتى يأكلها، من فظاعة الصورة لم يستطع مصوّرها مواصلة حياته وتسببت في انتحاره بعد ذلك تاركًا رسالة قال فيها: "أنا آسف جدا جدا لكن ألم الحياة يفوق متعتها بكثير لدرجة أن المتعة أصبحت غير موجودة، أنا مكتئب تطاردني ذكريات حية لأطفال يتضورون جوعًا أو جرحى". أيضًا كان من التقط هذه الصورة ونشرها هو المصوّر (المنتحر) الجنوب إفريقي كيفين كارتر (غير عربي)!! وفي التاسع من شهر مايو 2004 استيقظ العالم على وقْع صورة السجين العراقي الذي تنهش الكلاب لحمه وجلادوه المتوحشون يستمتعون بعذابه. في سجن أبوغريب، تلك الصورة فتحت بعد انتشارها الباب واسعًا لما سُمي فيما بعد فضيحة تعذيب السجناء في سجن أبوغريب من قبل (المارينز) الأمريكان وتم بيانها العام 2007م في فيلم وثائقي بعنوان "أشباح أبوغريب Ghost of Abu Gharib" فضح الممارسات الأمريكية وعرّى حقوق الإنسان التي يدعونها وكشف سوءة الاحتلال. الصورة الفاضحة التقطها الصحفي سيمور هرش، والفيلم الوثائقي أخرجه روري كندي. وبالطبع الاثنان غير عربيين!! وفي شهر سبتمبر من العام الماضي 2015 اهتز وجدان العالم لصورة طفل سوري ميت غرقًا وملقى على وجهه على رمال الشاطئ بعد مغامرة هروب عائلته في قوارب الموت التي تحمل اللاجئين السوريين وتمخر بهم عباب البحر لعلّها تجد ملاذًا لها من جحيم الحرب السورية، انزلق خلال تلك المغامرة الطفل من بين يدي والده ليجدوه فيما بعد منكبا على بطنه فاقدا الروح على شاطئ شبه جزيرة بوضروم التركية، وتنشر صورته صحيفة "غارديان" البريطانية (غير عربية) لتصبح صورة الطفل الغرقان إيلان بمثابة (الأيقونة) التي اهتزّ لها العالم.المشاهد والصور التي تخلع لها القلوب وتقشعرّ منها الأبدان وتنزف لسببها الضمائر وملأت آفاق الدنيا ليست قليلة، وليست – من كثرتها وتعدّدها - عصيّة على الاستدعاء لكنها للأسف الشديد من دون أي تدخّل عربي فيها سوى أنها جرت فقط على أراضيهم ووسط بلدانهم!! سانحة: أمام حالة التخلّف عن الرّكب والعجز عن المبادرة والسبق وتفضيل البقاء على إعلام (السّحّ الدّح امبو) رغم وجود مقوّمات وإمكانات وقدرات التطوّر والارتقاء؛ لا نملك إلاّ أن نقول "المرعى أخضر ولكن العنز مريضة".

520

| 12 سبتمبر 2016

إن السعوديين كلّهم ثامر السبهان

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هو ثامر بن سبهان العلي الحمود السبهان المولود في الرياض عام 1967 وتعتبر عائلته (آل سبهان) من أمراء جبل شمر، ولها - بحسب موسوعة ويكيبيديا - ثقل تاريخي وسياسي واجتماعي كبير في المملكة العربية السعودية. حاصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية بكلية الملك عبدالعزيز الحربية 1988 ثم الماجستيرفي العلوم الشرطية من جامعة نايف للعلوم الأمنية 2007 وتدرّج في الوظائف العسكرية، ثم أصبح ملحقاً عسكرياً للمملكة العربية السعودية في لبنان قبل تعيينه سفيراً في العراق عام 2015.. لم يمض على تعيينه كثيراً حتى أصبح محط أنظار الحاقدين وأثار غضب الصفويين ولاحقته انتقاداتهم وتهديداتهم وجرت محاولة أو أكثر لاغتياله لا لشيء سوى أنه يمثل السعودية التي هي القلب النابض للأمة العربية والإسلامية، ولا يمكنها – سواء في جانبها الرسمي أو الشعبي – أن تقبل بما يحصل في العراق أو أن ترضى بما يناله العراقيون بالذات من أهل السنة والجماعة من قتل وتشريد وتهجير. السفير السبهان هاله الجرْم الذي يرتكبه ما يُسمى الحشد الشعبي (جحش) في المدن (السنية) العراقية، إسلامه وعروبته، وقبل ذلك إنسانيته، لم تشأ له أن يكون شاهد زور على حجم المقتلة حيث ظهر في مقابلة لبرنامج حوار خاص الذي تبثه قناة السومرية وصرّح بأن إيران تريد تدمير الأمة الإسلامية، والقومية العربية من خلال بث سمومها وتحريضها، وتدخلاتها السافرة في شأن بعض الدول العربية، ومن خلال أذنابها وفصائلها المسلحة"، مضيفاً "بالنسبة للفلوجة فإن وجود مكوّن مختلف عليه من قبل أبناء العراق يمثل في حد ذاته مشكلة كبيرة، ويزيد من الشرخ الكبير، في ظل وجود قيادات إرهابية مطلوبة للمجتمع الدولي"، في إشارة إلى وجود قاسم سليماني. وأتبعها بالقول: إن وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة دليل واضح بأنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة، وتأكيد لتوجههم بتغيير ديموغرافي"..وقال ثامر السبهان خلال حديثه لبرنامج حوار خاص الذي تبثه قناة السومرية إن "رفض الكرد والأنبار دخول الحشد الشعبي إلى مناطقهم يبين عدم مقبولية الحشد الشعبي من قبل المجتمع العراقي"، متسائلا "هل تقبل الحكومة العراقية بوجود حشود سنية كالحشود الشيعية الحالية وبنفس التسليح؟ ولماذا يوضع السلاح بيد الحشد الشعبي فقط؟ ولفت السبهان إلى أن "الجماعات التي تسببت بالأحداث التي شهدها قضاء المقدادية لا تختلف عن داعش مستفهما "أين دور الحشد الشعبي مما جرى في المقدادية"..هذه المقابلة الجريئة عرّت طائفية الحكومة العراقية وكشفت مقدار ارتهانها للإيرانيين وفضحت التطهير الطائفي الذي يجري في العراق، وأكدت أن (داعش) و(جحش) وجهان لعملة واحدة في الإرهاب.ولأن الصراخ على قدْر الألم، ولأن حقيقة تصريحاته كانت أليمة وعلْقماً وفاضحة للممارسات الصفوية؛ أصبح السفير ثامر السبهان محل غضب الحكومة العراقية ومدعاة لتهديدات ميليشياتها خاصة ميليشيا الحشد الشعبي الذي ظهر ناطقها الرسمي أحمد الأسدي في بيان أعلن فيه أن تصريحات السفير السعودي تجاوز كل الحدود واللياقات الدبلوماسية متهما السعودية بدعم الإرهاب والتورط في سفك دماء العراقيين وواصفا تصريحاته بـ "الوقحة".ودعا وزارة الخارجية العراقية إلى "طرده ومعاقبته لتجاوزه على الشعب العراقي وحشده الشعبي وسوقه لأكاذيب مفضوحة وتحريضه المباشر على الفتنة بين مكونات الشعب العراقي". ثم انتهى الأمر بأن استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير السبهان وأبلغته بأنه شخص غير مرغوب فيه وطلبت مغادرته معتبرة أن تصريحاته كانت تدخلاً في الشأن العراقي. وكان الأولى بالخارجية العراقية – لو كانت حجتها وأسبابها صحيحة – أن تستدعي سفراء آخرين، مثل الإيراني والأمريكي والبريطاني الذين باتوا يخيطون ويديرون الشأن العراقي برمته، وليسوا فقط يتدخلون؛ لكنها المؤامرة الطائفية البغيضة التي أخذت العراق من عمقها الإستراتيجي وخلعت عنه قوميته العربية وغيرت هويته السنية.سانحة:كان ردّ السفير ثامر السبهان على طلب الخارجية العراقية بتغييره: "إن العراق رئة العرب، ولو تم استبدالي، فإن السعوديين كلهم ثامر السبهان، ونحن نخدم بلادنا"، مضيفا "لن نتخلى عن العراق، وإن العراق ستبقى عربية".

984

| 05 سبتمبر 2016

اليوم خلخال وبكره سنتيانه

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الخلخال في اللغة هو حلية كالسوار تلبسها النساء في أرجلهن، وتُسمى أيضًا حجْل. وجمْعها خلاخيل. وأما (سنتيانه) فلم أقف على معنى لغوي لها بحسب بحثي المتواضع إلاّ أنها تسمية متداولة لحمّالة الصدر المستخدمة عند النساء. وقيل في سبب تسميتها (سنتيانه) إنه في زمن الاستعمار البريطاني لمصر كانت السيدة (يان) كبيرة معلمات البلاط الملكي تعاني من مشكله كبْر ثدييها مما اضطرها لخياطة رافعات لها ذات شكل لم يكن معهود في ذلك الزمان، وكانت رافعات الثديين هذه تغسل وتنشر مع الغسيل بواسطة الخادمة المصرية وعند سؤال عمال البلاط للخادمة عن اسم هذا اللباس الغريب أجابت بلهجتها المصرية: ده بتاع (الست يان) فتداول الناس لفظ (الستيان) لحمّالات الثُّدِيْ. منذ بضعة أيام قليلة تداول الناس في وسائل تواصلهم الاجتماعي صورا وتسجيلات لرجال يلبسون (الخلخال) يتفاخرون ويتمايلون به، وسعداء بأنهم يصوّرون أنفسهم وهم يرتدون لباس النساء. اشمأز عموم الأسوياء من الناس من هذه الصور (المقرفة) وعبروا عن انزعاجهم ورفضهم لهذه الحالة (المزرية) التي باتت تتزايد كعنوان يُعنى به الشباب الخليجي من حيث تخلّيهم عن رجولتهم وتشبههم بالنساء في حركاتهن ولباسهن و(مكياجهن) وبعضهم ذهب إلى أكثر من ذلك مما قد لا يسمح المقام بذكره. في (التويتر) الذي يعبّر فيه الناس عن آرائهم في عالمهم الافتراضي انتشر هاشتاق بعنوان (اليوم خلخال وبكره سنتيانه) وبلغ انتشاره حدود (الترند) التي هي أعلى النسب مشاركة وتفاعلًا مع التغريدات. هذا الهاشتاق كان تعبيرًا واضحًا وبليغا عن رفض المجتمعات الخليجية لمثل هذه الممارسات ومطالبات بوقفها لأنها أصبحت هي ومثلها من مظاهر بذخ فاحش وتعدّ على الأعراف والعادات والتقاليد الموروثة والمرعية؛ كلّها تسيء إلى الخليجيين، وتجعل الآخرين ينظرون إلينا بازدراء وتهكّم وربما يكونون محلّ طمعهم واعتبار أهل الخليج مرفّهين وأنهم يعيشون حياة باذخة تشبه حياة ألف ليلة وليلة، وأنهم من شدّة الترف والفراغ والدلع والدلال والكسل صارت لديهم القابلية لارتداء حتى جلابيب النساء وحليّهن؛ فيما هو حقيقة الأوضاع غير ذلك، وأن تلك التصرفات والممارسات من فئات نشاز، وقليلة لا تمثل الوجه المشرق لرجالات وأبناء خليجنا العربي. وأحسب أنه بات لزامًا على السلطات أن تأخذ بقوّة على أيدي هؤلاء السفهاء، وألاّ يُترك لهم الحبْل على الغارب تشويهًا وإساءة وانحرافًا ومخالفة للفطرة البشرية من دون رادع يرعويهم. ولنا في الخليفة الراشد، سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدوة ونموذج يحسن الرجوع إليها. إذ يُروى في تاريخنا الإسلامي أن الخليفة الفاروق رأى ذات يوم بعض الفتية قد أسدلوا شعْر رؤوسهم وأخذوا يتمايلون في مشيتهم كما النساء؛ فأوقفهم وضربهم بدرّته المشهورة قائلا: "لا تفسدوا علينا ديننا" وذلك في إشارة واضحة إلى الخطورة الاجتماعية التي قد يسببها انتشار وجود مثل هؤلاء في المجتمعات، فكان من نهج الفاروق رضي الله عنه أن استخدم معهم درّته المعروفـة التي قيل عنها في الأمثـال "درّة عمر أهيب من سـيف الحجـاج". سانحة: قال شاعر النيل حافظ إبراهيم عن درّة عمر: أغنت عن الصارم المصقول درّته فكم أخافت غوي النفس عاتيها كانت له كعصا موسى لصاحبها لا ينزل البطل مجتازا بواديها

2889

| 01 أغسطس 2016

لسنا عربًا تقتلوننا فنسكت

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كما الصدمة غير المتوقعة؛ صحا الأمريكان صباح الجمعة الموافق للتاسع من الشهر الحالي على وقع أشبه ببداية انتفاضة يقودها السود احتجاجا على العنصرية التي ضجّوا من ممارساتها ضدهم، فكان حادث قتل الشرطة لرجلين من السود في لويزيانا ومينيسوتا شرارة لإشعال البارود الذي كان يحمي – أصلًا - داخل البرميل. ردّة الفعل التي حصلت لم تكن في حسبان الحكومة والساسة ورجال الأمن الأمريكان حيث اعتادوا في مثل هذه الحوادث أن تكون الاحتجاجات السوداء سلمية ومحدودة في بعض المواقع. ولم يكن في وارد توقعاتهم أبدًا أن تنتشر هذه الاحتجاجات لتعم مختلف المدن الأمريكية ويكون حمل السلاح هو الرد المستخدم عند هؤلاء السود، وتتحول إلى ما يقارب حرب شوارع بين الأمن والمتظاهرين، فيسقط انتقامًا لقتل الشرطة لرجلين من السود مقتل خمسة من رجال الشرطة وجرح ضعفهم؛ الأمر الذي سبب هلعًا على مجمل الخريطة السياسية الأمريكية وأصابها التوتر، ورفع درجة القلق إلى الحدّ الذي دفع الرئيس الأمريكي أوباما قطع إجازته والعودة من أوروبا، كما ألغى مرشحا الرئاسة الأمريكية المحتملان، دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون، فعاليات لحملتيهما الانتخابية وتفرّغا لمتابعة تطورات الاحتجاجات السوداء.وكان من بين الشعارات التي رفعها المحتجون السود في مظاهراتهم الأخيرة جملة صاعقة استقطبت اهتمام مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلها بالذات العرب بشيء من الصدمة الممزوجة بالمهانة لأنها جاءت على جرح غائر وغزير وضربت على وترٍ حسّاس، وتعبّر عن واقع أليم – وربما– مخزٍ. العبارة المقصودة مكتوب فيها (we are not AREBS to kill us and keepsilen) وترجمتها: (لسنا عربًا تقتلوننا فنسكت).بمعنى أننا العرب أصبحنا الآن محلًا للاستشهاد بنا ومضربًا للأمثال في مقدار الانهزام والرضا بأن تُستباح دماؤنا وتُزهق أرواحنا وتُدنّس مقدساتنا وتُرتكب المذابح تلو المجازر في سوريا أو العراق أو فلسطين أو ليبيا أو اليمن أو الصومال من دون أن يكون لنا مواجهة أو انتقام أو أي ردّ فعل يوازي الفعل ويتناسب مع الجرْم المرتكب في حقنا، ومن دون أن نغضب للدماء والأعراض والأرواح المسلمة التي بات إزهاقها وانتهاك حرماتها والاعتداء عليها برنامجًا معتادًا ومألوفًا لدى شعوب الأرض قاطبة بمن فيهم الأمريكان السود الذين يعانون على مرّ السنوات والعقود الماضية من الظلم والاضطهاد والتمييز العنصري قبل أن ينتفضوا مؤخرًا ويفاجئوا جلاّديهم، ويعلنوا بكل شجاعة ورباطة جأش للكابوي الأمريكي بأنهم: "لسنا عربًا تقتلوننا فنسكت". سانحة: مما نظمه أبو الطيب المتنبي في شعره: إذا ظلمت امرأ فاحذر عداوته من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا

711

| 25 يوليو 2016

هكذا تُحفظ الأوطان

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذكرت في هذا العمود المتواضع قبل حوالي شهرين، من الآن عندما افترق الاثنان، الرئيس أردوغان ورئيس وزرائه أوغلو؛ أن نموذج الحكم في تركيا منذ أن أمسك بناصيته - عن طريق الانتخاب الحرّ - الإسلاميون ممثلين في حزب العدالة والتنمية على مدار أكثر من عقد من الزمان؛ بات يبهر الجميع، ويشكّل في الكثير من محطاته روائع يصعب الحصول عليها في مكان آخر فضلا عن المثالية التي تذكرنا بنهج النظافة والنزاهة والإخلاص، ومثلها من قيم الحكم الرشيد التي دفعت الكثيرين – مؤيدين ومعارضين – لمتابعة وملاحقة غالب تفاصيل الأحداث التركية وتبعاتها. ولعل هذه الروعة والمثالية في نموذج الحكم التركي ازدادت جلاء بعد الفشل الذريع للمحاولة الانقلابية الأخيرة، وبلغت حدودًا قصوى تصلح لأن تتحول مواقفها وأحداثها إلى مدرسة في الحكم قائمة بذاتها، وبدا واضحًا حجم الاهتمام – وربما – الانبهار المتنامي بالذات في أرجاء العالم العربي والإسلامي بالإنجاز والنجاح والتطوّر التركي، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو... إلخ.دروس عدّة ألقاها علينا الأتراك مؤخرًا خلال إفشالهم للانقلاب، كلها محل إعجاب، أو للدقة محل دهشة واستغراب. دروس لا يمكن أن تخطئها العين ويصعب تجاوز إضاءاتها في زماننا الذي عزّ فيه رؤية مثل هذه الصور المثالية التي يأتي على رأسها حجم الحشود المليونية التي خرجت ليل الجمعة الماضية في غضون أقل من ثلاث ساعات استجابة لدعوة وجّهها لهم رئيسهم المنتخب (أردوغان)، وإنقاذًا للشرعية ودفاعًا عنها وحماية للديمقراطية، فامتلأت الميادين والمطارات والساحات في مختلف المدن التركية معلنة رفضها التام للانقلاب وتصدّيها الحازم للعصابة التي أرادت أن تسرق خيارات الشعب وتلتف على نظامه واستقراره، وتعود بهم لعصر الفوضى والانقلابات. كان لافتًا بالفعل حجم الحبّ والولاء الكبير الذي دفع بتلك الملايين الخروج إلى الشارع للتعبير عن قيمة الولاء التي تأصلت لديهم وحفرها النظام الحاكم التركي المنتخب عبر أكثر من عقد من الزمان في قلوب شعبه وأفئدته من نزولهم إلى معايش الناس والاقتراب الحقيقي منهم والعمل المخلص من أجل حاضرهم ومستقبلهم، ونظافة أياديهم من اللهو والعبث بثروات الشعب ومدخراته، وبالخوف من الله فيمن استرعاهم، وعدم تجرؤهم على السطو على أموال وثروات شعبهم ومقدّرات أجيالهم. فكان التطوّر والإنجاز التركي خارج المقاييس المعتادة في شتى المجالات، وبالتالي جاء ولاء الناس في تركيا – أيضًا - مخالفًا لحال أو صناعة الولاء للحكّام في غالب وطننا العربي والإسلامي ممن لا يرى بعضهم هذا الولاء إلا عن طريق زيادة صورهم وتماثيلهم في الشوارع والميادين والطرقات، ولا يفهمونه إلا بإقامة المهرجانات والاستعراضات وتدبيج الأهازيج ونظم القصائد والأغاني في مدح وثناء الزعيم أو القائد حتى إذا ما حان رحيله ومغادرته؛ تخلّى عنه حتى طباليه ومنافقيه وجوقة تضليله وخداعه. وكلنا رأينا مساء الجمعة الماضي صور تلك الحشود التركية المليونية وهي تحمل العلم التركي، والعلم التركي فقط، وليس غيره.على أن الدرس التركي الآخر، الأكثر بلاغة في إفشال المحاولة الانقلابية هو الموقف الشجاع الذي اتخذته المعارضة التركية بشتى توجهاتها، ومن أكبر أحزابها. حيث أعلنت الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري منذ بداية التحركات الانقلابية عن رفضهما له وأعربا بكل وضوح عن مساندتهما للحكومة المنتخبة وللخيار الشعبي، وأكدا بلا تردد انحيازهما التام لشرعية الحكم وعدم التفريط فيها، وذلك رغم الخلاف الأيديولوجي والتنافس السياسي الشديد بينهم وبين الحزب الحاكم (حزب العدالة والتنمية). وذلك في سابقة قد تكون غير معمول بها إطلاقًا في كثير من البلدان، حيث الطرفين المتناقضين والمختلفين عادة ما يتمنى كل طرف منهما نهاية الآخر بشتى الطرق، حتى لو وضع يده في يد الشيطان، بل قد يكون الطرف المعارض جزءًا من المؤامرة أو الانقلاب نفسه.الأحزاب التركية المعارضة رغم أنها علمانية في توجهها وتتنافس بشدّة على الحكم وتختلف مع الحزب الإسلامي الحاكم إلاّ أنها لم تتوان عن رفضها الانقلاب، بل إنها لم تؤثر الصمت وتنتظر ما ستفضي إليه التحركات الانقلابية وتترقب نتيجتها فتصطف حينئذ مع الطرف المنتصر ثم تبرر خيانتها وانتكاستها على الشرعية بأسباب واهية أو فتاوى في غير محلّها مثل (فتوى ولي الأمر المتغلّب)؛ لا لم تفعل المعارضة التركية شيئًا من ذلك؛ أعلنت رفضها ونزلت إلى الشارع مع بقية جموع الشعب تدافع عن الشرعية والديمقراطية مع أنها كانت في أوْج خلافها واختلافها مع الحكْم. إنه موقف مبدئي رائع يُحسب لهم ويحسب للنموذج التركي الرائع. هكذا تُحفظ الأوطان. سانحة: غالبًا ما ندير اختلافاتنا في مجتمعاتنا (المسكينة) على طريقة لعبة الكراسي الموسيقية، يركض الناس حول الكراسي، فإذا انقطعت الموسيقى جلسوا بهدوء، إلا اثنين، لا يجلسان حتى يدفع أحدهما الآخر ويكاد يطؤه كي يصل إلى الكرسي قبله، فالكرسي عنده مسألة بقاء أو انتهاء بقائه في اللعبة. بشكل أوسع فإن الاختلاف عندنا، إنما بين أعداد كبيرة، داخل اللعبة وخارجها، فالذين هم داخلها يتقاتلون ليبقوا داخل المشهد، أما الذين هم خارجها فيذكرونك بجمهور متعطش للدم، في مدرج مظلم، حول حلبة يتقاتل فيها اثنان، فتراهم يصرخون بأحدهما: (اقض عليه، اقض عليه).

645

| 18 يوليو 2016

اغتيال جو كوكس

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ربما لم يسمع عنها الكثيرون حتى الآن، ولم يعرف بجريمة اغتيالها سوى القليلين رغم بشاعة الجرم من حيث الزمان ومكانة المجني عليه والطريقة التي تم التعامل بها وسط تعتيم أو إخلال بات يتعمده (المنطق) الدولي الأعوج في تناول جرائم وتفجيرات واغتيالات بطريقتين مختلفتين رغم أن الحدث واحد. هيلين جوان كوكس من مواليد عام 1974 تخرجت في جامعة كامبريدج عام 1995، ثم امتهنت النشاط السياسي وتدرّجت في عتباته حتى أصبحت عضوًا في حزب العمال البريطاني ومارست العمل الخيري من خلال المنظمة الخيرية العالمية التي صارت مسؤولة السياسات فيها. ضمن نشاطها في البرلمان الاهتمام بقضايا المهاجرين والدفاع عن حقوق الإنسان. هي عضوة في مجموعة أصدقاء فلسطين، لم تفتأ عن المناداة برفع الحصار عن غزة. لكنها تميزت أكثر في دعمها للقضايا المتعلقة بالحرب الأهلية السورية، وأسست مجموعة برلمانية ترأستها تحت مسمى لجنة برلمانيين من أجل سوريا، كانت توصف في وسائل الإعلام بأنها "ناشطة لا تكل من أجل اللاجئين السوريين" وقفت معهم وناصرت قضيتهم ودافعت عن حقهم في السماح لهم بالهجرة وانتقدت وهاجمت المواقف الرافضة لذلك.في 16 يونيو الماضي فاجأ الموت النائبة البريطانية جوان كوكس وهي في طريقها لاجتماع مع ناخبيها في شمال إنجلترا حيث باغتها شخص يُدعى "توماس مور" يبلغ من العمر (52) عامًا بإطلاق النار عليها، ولما سقطت قام بطعنها بسكين فارقت على إثرها الحياة في جريمة فظيعة يُفترض أنها تتصدّر عناوين الفضائيات العالمية وتظهر على متن الصفحات الأولى من الجرائد، تُسلّط عليها الأضواء وتنهال بيانات وبرقيات الاستنكار من كل حدب وصوب باعتبارها حادثا إرهابيًا يقوم العالم اليوم على مكافحته وتترتب التحالفات لأجل هذه المهمة.غير أن شيئًا من ذلك لم يحدث رغم دموية الجريمة، ورغم أنه –ربما– أول اغتيال لنائب في بريطانيا! لم يصف أي ناقل لهذه الجريمة بأنها عمل إرهابي. كل الذي قيل بشأنها بأن دافع القتل هو موقف جوان كوكس المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي مع أن القاتل "توماس مور" عضو أو على صلة وثيقة مع حركة النازيين الأوروبيين الجدد، الذين ينادون بسيادة العرق الأبيض والأمم البيضاء لكنه تم القبض عليه في هدوء والتحقيق معه في أجواء عادية، لم يتطرق أحد إلى شخصيته أو جماعته النازية، لم يأت أحد على ذكر تفاصيل ارتكابه جريمته، ربما ينتهي الأمر به إلى إيداعه في إحدى المصحات العقلية!! لكن لنتصوّر، مجرّد تصوّر لو أن "توماس مور" مسلم أو حتى ينحدر من أصول عربية وإسلامية؛ أترك لكم تكملة بقية القصّة إياها في مثل تلك الحالة حيث سيكون حدثًا جللًا، يهتز وجدان العالم له وتُسخر له مكائن (الميديا) تهويلًا وتنديدًا واستنكارًا وكذلك (ابتزازًا) و...إلى آخره من السيناريو الذي تعرفونه.سانحة: هل الإعلان عن دافع قتل النائبة البريطانية موقفها من الاستفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أم أن ذلك غطاء لأسباب ودوافع أخرى تتعلق بمواقفها المؤيدة لقضايا السوريين والفلسطينيين؟

873

| 11 يوليو 2016

alsharq
وزارة التربية.. خارج السرب

هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...

12729

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
تصحيح السوق أم بداية الانهيار؟

وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...

2463

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

1770

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
وزارة التربية والتعليم هل من مستجيب؟

شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...

1350

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
المغرب يحطم الصعاب

في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...

1152

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
عمان .. من الإمام المؤسس إلى السلطان| هيثم .. تاريخ مشرق وإنجازات خالدة

القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...

1134

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
حديث مع طالب

كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...

960

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
العزلة ترميم للروح

في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...

909

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
وزيرة التربية والتعليم.. هذا ما نأمله

الاهتمام باللغة العربية والتربية الإسلامية مطلب تعليمي مجتمعي...

894

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
ارفع رأسك!

نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...

804

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
إستراتيجية توطين «صناعة البيتومين»

يُعد البيتومين (Bitumen) المكون الأساس في صناعة الأسفلت...

690

| 17 نوفمبر 2025

alsharq
اليوم العالمي الضائع..

أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...

645

| 20 نوفمبر 2025

أخبار محلية