رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ربما غدًا أو بعده سيحل علينا ضيفًا عزيزا ومبهجًا يفرح به الكبار والصغار، تعمّ به السعادة أرجاء الدنيا، في شمالها وجنوبها، شرقها كما غربها باعتباره من شعائر إسلامنا العظيم، وستمتلئ الساحات وتغصّ المصليات بمن يركعون ويسجدون شكرًا لله تعالى أن بلّغهم رؤية هذا الضيف السعيد وحلوله. الذي هو عيد الفطر المبارك، يعلو فيه التكبير والتهليل، وتتسامى أمامه قيم المحبة والتواصل، وتسوده البهجة والسرور، أو هكذا يُفترض لولا أن تمام كمال هذه الفرحة في عصرنا الأنكد باتت بعيدة المنال، حيث أينما تلتفت، يمنة أو يسرة تسمع صخب الجرائم والمذابح المروّعة التي تفتك بأرواح المسلمين وتغتصب أراضيهم وتنتهك أعراضهم وتشرّدهم من أوطانهم، صرخاتهم واستغاثاتهم ودماؤهم وأشلاؤهم لم تعد تترك أن يكون مكان الفرح كاملًا لمن كان له قلب ينبض بالدين والإنسانية. غدًا أو بعده سينتابنا بمجرّد الإعلان عن "عيد الفطر" شعور غريب، أقرب للمزيج من روح السرور مع حرارة فقْد شهر رمضان المبارك، سيمرّ على مخيّلة الكثيرين منّا طيف الشهر الكريم، شريط ذكرياته، صلواتنا فيه، صدقاتنا، ختماتنا للقرآن الكريم، تقصيرنا وتضييعنا لفرصه التي لا تكون إلاّ في رمضان.في مساء العيد ستتبدّل الأجواء والآفاق التي كانت تتعبّق لياليه بخير الكلام وأجود التلاوات، تصدح في سمائه أجمل التراتيل تتشنّف لأجلها الآذان وتهبّ منها نفحات ونسمات الإيمان. أفواج المصلين يؤدون خلال تلك الليالي صلاة التراويح، وفي عشره الفضيلة يلحقونها بالقيام.حتى الآخرين ممن يرون في شهر رمضان المبارك فرصة أو مناسبة للترفيه والسهر في المطاعم والمقاهي والمجمعات سيصيبهم الشعور ذاته، شعور فقْد أسعد الشهور، وتغيّر اللحظات الجميلة التي تكتسي سعادتها أحاسيس الناس ومشاعرهم في رمضان.أما فضائياتنا ووسائل إعلامنا التي تتديّن في رمضان وتلبس كثيرا منها الالتزام وتضع (برقع) الحياء على برامجها ومسلسلاتها بما فيها الفضائيات المعروفة بنشر ثقافة الانحلال أو الدعوة إليه والترويج لصنوف شتى من ألوان الفساد وسوء الأخلاق. كلّها سيحلّ عليها منذ اليوم لرحيل رمضان شعور آخر قائم على الفقْد، بغض النظر عن نوعية مفقودهم. إنها بركة شهر الله وتميّزه عن بقية الشهور والأيام بالروح التي تسري في الدنيا بقدومه وتنتشر في أيامه ولياليه، تغيّر نمط وممارسة عيشتنا خلاله، حتى إذا ما رحل أحسّ الجميع -الرجال والنساء، الصغار والكبار، الملتزمون وغير الملتزمين، الصائمون وغير الصائمين- بلحظة وداعه وأثر رحيله وشعور فراقه. وكل عام وأنتم بخير.
531
| 04 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); للاستباحة في اللغة والاصطلاح معانٍ كثيرة ومدلولات دقيقة لتعلقها بالحلال والحرام، وصلتها بالجواز والمنع، وما من ممارسة في حياة الناس إلاّ ولها رابط من معاني مصطلح الاستباحة التي تعني في اللغة: استباح الأمر؛ أي عدّه مباحًا وغير ممنوع وبالتالي أقدم على فعله اعتمادًا على أنه مباح وغير ممنوع. أما في الشرع فإن للاستباحة أحكاما وجزاءات كثيرة موجودة في عموم المذاهب الإسلامية على تنوّعها. وتأسيسًا على ذلك فإن الاستباحة كلّ لا تتجزأ في معانيها وتفسيراتها. وبالطبع ليس مثلي من يستطيع أن يخوض في أحكام الشرع الحنيف لكنني منذ اندلاع الأحداث المؤسفة في مملكة البحرين عام 2011م كانت تساورني أسئلة عديدة حول مشروعية بعض الأمور التي يجري القيام من قبل الطائفة الأخرى (الشيعة) ويعدّونها من الممارسات (الثورية) و(الاحتجاجية) بحيث أنها كادت –من كثرة تكرارها- تصبح شأنًا معتادًا. وذلك من مثل شلّ الحركة في الشوارع والطرقات وغلقها بإشعال الإطارات وسكب الزيوت أو زرع قنابل وهمية وما شابه ذلك من أعمال في الطرقات يتوقف بسببها المرور وتتعطل مصالح الناس وتتهدد أرواحهم وأمنهم، وتمثل اعتداء على ممتلكات عامة؛ كنت أتساءل عن كيفية استباحتها أو الدلالة والاستناد الشرعي لجعل مثل هذه الممارسات أمرًا مباحًا بما تحتويه من إثارة للخوف والرعب أو عقاب جماعي لعموم مستخدمي الطرق والشوارع التي يجري سدّها على هذا النحو. في هذه الأيام اطلعت على بحث قيّم أعدّه –مشكورًا- أحد الباحثين المهتمين والمطلعين على الشأن البحريني، وهو السيد عبدالرحمن بن عبدالله السقاف تحت عنوان "ثورة البحرين بين التقليد والتزييف" يتضمن تأصيلًا شرعيًا عن قيم حبّ الوطن والانتماء له وأهمية الأمن والاستقرار في حياة الأوطان. كما تضمن بحثه ردودًا شرعية حول جملة من الأمور من الواضح أنه بذل جهدًا علميًا مشكورًا وبارزًا وموفقًا لبيانها والتدليل عليها. والأهم – بحسب وجهة نظري – فإن التأصيل الشرعي الذي استند عليه الباحث كان بنظرة شيعية مستمدة من مراجعهم وفقههم وأهل الاختصاص عندهم.وكان مما وجدته في هذا البحث القيّم ما يتعلّق بسدّ الشوارع وإغلاق الطرقات حيث عرض فتاوى وأحكاما شرعية تخص عدم استباحة هذا الفعل وتحرّمه، بل ويلعن بعضها من يقوم بهذه الأعمال المؤذية. من ذلك ما رواه الكليني في كتابه: (الكافي)، (2/292) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ثلاث ملعون من فعلهن: المتغوط في ظل النزال، والمانع الماء المنتاب، والساد الطريق المسلوك". وفي رواية أخرى في الكافي (2/292) : " ثلاث ملعونات ملعون من فعلهن: ... والساد الطريق المعربة".كما قال المرجع أبو القاسم الخوئي، في كتابه: (منهاج الصالحين)، (2/169): "الطرق على قسمين نافذ وغير نافذ، أمّا الأول: فهو الطريق المُسمّى بالشارع العام والناس فيه شرع سواء، ولا يجوز التصرف لأحد فيه بإحياء أو نحوه، ولا في أرضه ببناء حائط، أو حفر بئر، أو نهر، أو مزرعة، أو غرس أشجار ونحو ذلك... والضابط أنّ كل تصرف في فضائه لا يكون مُضرًا بالمارة جائز". وقد وافق الخوئي على هذا القول بنصه وتمامه المراجع التالية أسماؤهم: 1. المرجع علي السيستاني في (منهاج الصالحين)، (2/266).2. المرجع وحيد الخراساني في (منهاج الصالحين)، (3/185).3. المرجع محمد صادق الروحاني في (منهاج الصالحين)، (2/176).4. المرجع محمد إسحاق فياض في (منهاج الصالحين)، (2/338).ويذكر المرجع محمد حسين فضل الله، إذ يقول في كتابه: (فقه الشريعة)، (2/76): "ما كان الانتفاع بالشارع العام حقًا لعامّة الناس، فإنه لا يجوز لفرد منهم أو جماعة أن يتصرفوا في ذلك الشارع بأمور يرجع نفعها لهم خاصة، مثل بناء حائط فيه أو حفر بئر، أو نصب دكّة للجلوس أو لعرض البضاعة عليها، أو ضم جزء منه أو من رصيفه لحانوته ووضع البضاعة فيه أو غرس أشجار أو نحو ذلك من الأمور التي يتصرفها المالك عادة في ملكه حتى لو لم تكن مُضرة بالمارة؛ وكذا لا يجوز الانتفاع بالشارع أو رصيفه بما من شأنه إرباك حركة المرور وإزعاج المارة".وعلى ذلك فإن استباحة سدّ الشوارع وإيذاء العباد وتعطيل مصالحهم وحركة المرور فيها غير مبرّرة ولا تستند لأي دليل شرعي ومحرّمة عند كبار مراجع الشيعة الإمامية.
1428
| 27 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قلنا، وسنظل نقول، إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إنما هو مولود ظهر إلى الدنيا في ظروف غامضة ومفاجئة، لا يعرف أحد حتى الآن على وجه الحزم واليقين تفاصيل نشأته ومراحل تكونها وكيفية تجمعه وأسباب قوّته وما إلى ذلك من معلومات وبيانات هي لا تزال في مواقع التحليل أو التخرّص، مما أعتقد أنه في يوم ما سيتكشف للعالم المزيد حوله -داعش- بكلّ جلاء، وبما قد يبين أنه منتج تم صناعته بليْل لتحقيق أهداف معينة، وتركيبة جرى تفصيلها في الظلام بعناية لخدمة: أولًا المشروع الصفوي في المنطقة، وثانيًا إخضاعها لطوْع المشروع الأمريكي بشأن تقسيم المنطقة وابتزازها وإبقاء سيطرته عليها لآماد وآجال غير محددة، تُستنزف خلالها الثروات والمقدّرات المالية والاقتصادية في هذه المنطقة الغنية باحتياطات النفط والغاز. أما خدمة داعش للمشروع الصفوي فإنه قد انفضح من خلال ما بات يُسمى بالمواعيد الذكية لتدخّل داعش في مدن ومواقع سورية كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تسقط في أيدي المعارضة والثوار السوريين، فيؤخر داعش سقوطها وتحرّرها، ثم يحارب ويقاتل الثوار ذاتهم ممن كان يُفترض أن يكون -داعش- مع صفّهم لولا أن أجندته مختلفة عنهم تمامًا، ولا تتضمن إسقاط نظام الأسد.وأما في العراق فإن الحكاية صارت مكررة ومعروفة، يقتحم داعش المدن (السنيّة) العراقية الكبيرة فـ(يهرب) منها الجيش العراقي والقوات الأمنية على طريقة أفلام السينما (هوليودية) ويعلن الدواعش إحكام سيطرتهم عليها. ثم يدخل الحشد الشعبي (قوات جحش) وهي ميليشيات وفيالق شيعية تحت غطاء القوات العراقية لتحرير هذه المدن (السنية) فترتكب مذابح ومجازر، وتهجّر الأهالي منها وسط تواري داعش عن الأنظار والمشهد وتراجعه.وأما خدمة المشروع الأمريكي، فإن من صنع داعش أرادها أن تبقى واجهة للإرهاب بماركة مسجلة وحصرية لأهل السنة والجماعة فقط، يجري استخدامها كشماعة لحروب وكشماعة لابتزازات وكشماعة لتغيير مناهج وكشماعة لتجفيف منابع وكشماعة لمحاصرة أموال وتجميدها وكشماعة لتشويه الإسلام وكشماعة لأمور كثيرة قوام ضحيتها ليس بينهم من غير أهل السنة والجماعة! هي كمسمار جحا بالنسبة للأمريكان وحلفائها الذي يضمن لهم التواجد بشكل دائم والاستنزاف المتواصل.وعلى العموم، سواء صدقت التحليلات بشأن الدور المريب والمواعيد الذكية للدواعش وغموض النشأة ومباغتة (الطلعة) والأجندة الصفوية والأمريكية التي يخدمها أو لم تصدق، فإنه يتوجب هذه الأيام إثارة سؤال يتعلق بتوقيت ومكان بعض العمليات والاعتداءات التي حصلت في أوروبا وأمريكا، في فرنسا وأورلاندو، وتبني تنظيم داعش لها وإعلان مسؤوليته عنها، حيث من المرجح أن توقيتها ومكانها يهدف إلى صرْف الأنظار وحرْف بؤرة الاهتمام عما يجري في الفلوجة من مذابح مروّعة يندى لها الجبين، يُحرق الناس وهم أحياء ويُدفنون في مقابر جماعية، وتلاحق آلات القتل والفتك حتى النازحين منها، القتل بلا حساب، آلاف المفقودين، وعشرات مثلهم محاصرين، أغلب التغطيات الإعلامية تشير إلى حالة ذهول من شدّة الجريمة المرتكبة غير المسبوقة هناك وفظاعتها. ولذلك -ربما- جرت الاستعانة بداعش واستدعاؤه لتغيير وجهة العالم وتحويل (الفوكس) عما يحدث لإخواننا وأبنائنا في الفلوجة مما يتفطّر من هوله حتى الصخر.
468
| 20 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من يتابع آلة الإعلام والدبلوماسية الأمريكية والغربية هذه الأيام سيدرك أن مرحلة خطيرة يجري الإعداد لها و(طبخها) وتركز نيرانها نحو المملكة العربية السعودية في سيناريو يشبه إلى حد كبير (الدراما) التي مارستها ذات تلك الآلة الخبيثة قبل غزو العراق في العام 2003م. السعودية بما تمتلكه من حضور أو امتداد سني تتحمّل مسؤولية حمايته والذود عنه في خضم الحرب الصفوية المدعومة بالتآمر الغربي على وجود هذا المكوّن الرئيس للإسلام؛ هي الآن محط الهجوم والتحريض الذي باتت تمارسه الدول والمنظمات ووسائل الإعلام، وملخصه اتهام المملكة العربية السعودية برعاية الإرهاب وتحميلها مسؤوليته.أسوأ ما في هذه الحملة القذرة أن يصدقها بعض القوم أو بعض الدول، ويقتنعوا بما تبثّه من دعاوى تصبّ في تكريس هذا الاتهام وتدفع نحو التحشيد الأوروبي والأمريكي ضد الحاضنة الرئيسة لأهل السنة والجماعة بقصد إضعاف سياستها وتمزيق وحدتها والإخلال باقتصاداتها. القرارات والمشروعات الغربية والأممية الأخيرة من مثل مشروع القانون الذي أقره الكونجرس الأمريكي الذي يتيح لضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ملاحقة المملكة العربية السعودية قضائيا، لدورها المفترض في هذه الاعتداءات. والدعوة التي أصدرها البرلمان الأوروبي بشأن فرض حظر أوروبي على تصدير السلاح إلى السعودية وما أعقبه من تصنيف مريب للأمم المتحدة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ووضعه ضمن منتهكي حقوق الأطفال. فضلًا عن التقارير والحملات الإعلامية الممنهجة في هذا الاتجاه وتهدف لإعطاء الخطاب الغربي والأمريكي فسحة من مشروعية الحضور والتدخل وكذلك تشكيل أرضية صلبة لمصداقية طرحها بخصوص توجيه تهمة رعاية ودعم الإرهاب، وبالتالي اتخاذ خطوات أخرى تعتقد أنها مباحة أو متاحة لها في ظل هذه المعطيات التي تقوم بها مكائنها الإعلامية والدبلوماسية.وهنا يجدر بنا التأكيد أن مثل هذه الاتهامات إنما هي لعبة رخيصة تجنّد الولايات المتحدة الأمريكية لتصديقها وتسويقها مسرحيات وسيناريوهات يجري إعدادها بدقة متناهية لتمرير أجندات وأهداف - ربما - لن تمرّ بغير هذه التمثيليات. ولعلنا نتذكّر الكتاب المثير للجدل الذي ألّفه في أعقاب حادث 11 سبتمبر 2001 الخبير الفرنسي في مجال حقوق الإنسان لدى مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي تيري ميسان، وحمِل عنوان "الخديعة المرعبة" وحظي بانتشار واسع وتضمن أدلّة وتقارير تكشف تناقضات الروايات الرسمية وتفكّ طلاسمها بصورة جعلت المؤلف يعلن في مقدّمة كتابه أن "الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر 2001 عبـارة عن مونتاج سينمائي لا أكثر ولا أقل، وأن الرد الأمريكي في أفغانستان يفتقد العدالة والشرعية" ثم سرد في كتابه تفصيلات كثيرة اعتبر بموجبها هذه الأحداث كأنها مسرحية تم إخراجها لأجل أهداف سياسية كانت تحتاجها الإدارة الأمريكية.وأحسب أن تنظيمات (داعش) وقبلها (القاعدة) وربما تأتي بعدها تنظيمات مماثلة إنما هي أحد شيئين، أولهما إنها - هذه التنظيمات - أسدت خدمة لا تُقدّر بثمن للمتربصين بأمتنا العربية والإسلامية، المتحفزين للانقضاض على مقدّراتها ومكتسباتها. وثانيهما (وهو الأرجح) أنها خدعة رهيبة سوف تتكشف سيناريوهاتها مع مرور الزمن بما يثبت أنها كانت أدوات في يد المنفذ يحركها أينما ووقتما شاء. فاللهم احفظ بلاد الحرمين الحرمين الشريفين وسائر بلداننا مما يُحاك لها. سانحة: أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، أسلحة الدمار الشامل في العراق، محاربة الإرهاب، القاعدة، وداعش؛ هي مقدّمات لتحقيق نتائج وأهداف معدّة سلفًا.
882
| 13 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حري بنا ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك أن نستذكر كم غيّب الموت عن هذا الشهر الفضيل من أعزاء وأقارب وأصدقاء كانوا معنا فيه، حزنّا لفراقهم وبكينا لوداعهم، وكم اكتظّت الأسِرّة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأفئدتهم، ويبكون لأجل أن يصوموا حتى ولو يومًا واحدًا من أيام رمضان، أو يقوموا ليلة واحدة من لياليه المباركة، ولكن حيل بينهم وبين ذلك! فلله الحمد والمنّة أن أقرّ عيوننا ببلوغ شهر رمضان الذي يحتوي على أعظم فرص العوْد إلى الله تعالى، والإنابة إلى طريق الرحمن وتصحيح مسار الحياة وولوج دروب الاستقامة بعد ضروب من التيه والضياع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشرّ الناس من طال عمره وساء عمله". ولا يحسب أحد –وهو يرى تعاقب الشهور والأعوام عليه- أن طول عمره نعمة بحدّ ذاته، فإذا طال عمر العبد ولم يعمرّه بالخير فإنما هو يستكثر من إمهال وحجج الله تعالى عليه. إن إدراك رمضان من أجلّ النعم، وما من شهر يدعو الكبير والصغير ببلوغه إلاّ رمضان، فكأنما هو أمنية حياة جديدة يحرص الجميع عليها ويتمنون عدم فواتها، لا لشيء سوى لأن أيامه ولياليه كالتاج على رأس الشهور، فهي مغنم الخيرات وكنز الطاعات والرحمة والغفران حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رغِم أنفه ثم رغِم أنفه ثم رغِم أنفه من أدرك رمضان ولم يُغفر له" رغِم أنفه: أي خسِر وخاب. ورمضان أحد أغلى الفرص الربانية التي يجدر بنا عدم تضييعها والحرص على تحرير أيامه ولياليه مما تداخل عليه وهو بريء منه، واختلط به مما ليس منه، ومما لا يتناسب مع مكانته وأهميته بصورة جعلت من رمضان عند الكثيرين مجرّد ضيف ينقلهم إلى محطة أخرى من محطات الأنس والترفيه في حياتهم التي لا يكتشفون إلا متأخرين مقدار الضياع والهدر التي انقضى منها، يستوي في ذلك –للأسف الشديد- حتى أولئك البعض من العجائز والشيّاب، ممن تقدّمت بهم الســنّ وتقوّست عظام أجسامهم واحدودبت ظهورهم وابيضت شعور رؤوسـهم، وصار لهم أولاد وربما أحفاد، وقاربت أرجلهم أقبية قبـــورهم، ودنا رحيلهم إلى بارئهم عزّ وجل؛ من دون أن يفكروا في تنظيف أموالهم وتطهير ثرواتهم وبالتالي تحسين خاتمتهم بالأعمال والأقوال الصالحة، وألاّ يكونون ندًّا لله في محرماته ونواهيه وارتكاب معاصيه، فما بقي من الأعمار أكثر مما مضى، ولن يحتمل ما بقي من سني حياتهم المزيد من الخطايا. فلا يفرّط أحد في موسم الطاعات الذي نحن في بداياته خاصة بعدما -للأسف الشديد- قد دار الزمان وتم اختطاف رمضان منه على نحو لا يتناسب مع مكانته وأهميته فأصبح تُخصص له برامج وفوازير في الشاشات الفضائية يسهرون عليها أو يجوبون الأسواق والمجمعات أو تجدهم في منتصف الليل بالمقاهي ومايشبهها يتسمرون على الأكل والشيشة فيها حتى الفجر، وفي النهار تجدهم نياما كالجيف، لا حسّ ولا حركة، وإذا استيقظوا ينتابهم كسل وخمول وبلادة ذهن. وهكذا يتضاعف مقدار الهدر والضياع في شهر كان السلف الصالح يتسابقون إلى فضائله والنيل من معينه وكان شعارهم فيه "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" التي يُحكى في سبب نزولها أن موسى عليه السلام حين نجّاه الله وبني إسرائيل من فرعون وقومه، وقطع بهم البحر، وعدَهم للقاء في جانب الطور الأيمن، فتعجّل موسى إلى ربه وأقام هارون في بني إسرائيل يسير بهم على أثر موسى. فلما وصل موسى قبلهم سأله المولى عز وجل: (وَمَا أَعْجَلَكَ) وأي شيء أعجلك (عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى) فتقدمتهم وخلفتهم وراءك، ولم تكن معهم (قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي) يقول: قومي على أثري يلحقون بي (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) أي وعجلت أنا فسبقتهم ربّ كيما ترضى عني. ثم ذهبت هذه الآية الكريمة شعارًا يرفعه المتسابقون إلى فعل الخيرات والتقرّب إلى الله، والتنافس على نيل مرضاته سبحانه وتعالى خاصة في مواسم الطاعة والعبادة كشهر رمضان الذي بدأنا في استقباله باعتباره من نوادر الفرص الثمينة، التي لو أمعن الإنسان التأمل فيها لوجد أنها قد لا تتكرّر، فلربما هو بين فاقد أو مفقود..بارك الله لكم شهره المعظم وأعانكم على صيامه وقيامه.سانحة: يقول المهندس أحمد الخطيب: المليارات التي تُصرف على المسلسلات بحجة أنها تمثل الواقع؛ لو صُرفت على الواقع لغيرته!
9609
| 06 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في أجواء الإسفاف والهبوط الذي تقدّمه كثرة من القنوات التلفزيونية التي ضاعت عند أغلبها (بوصلة) الأهداف والاهتمامات وتراجعت أو فقدت ميزان الأولويات فأصبحت السطحية وحالة الضياع هي العنوان الأبرز لانطباعنا عند مشاهدة كثير من برامجها ومسلسلاتها مما سنكتشف – قريبا- مع حلول شهر رمضان المبارك المزيد من هذا الغثّ الذي تتسابق لأجله معظم تلك القنوات الفاقدة لأي رؤى وطموحات سوى ملء ساعات البث المتواصلة بأي شيء، مهما تدنّى وضعف، ومهما أساء وشوّه، بغض النظر عن نفعه وعوائده.تلك المقدّمة كانت ضرورية قبل أن نكتب عن البرنامج الجماهيري الناجح والمتميز الذي قدّمه التلفزيون القطري واختتمت حلقاته الـ(11) الأسبوع الماضي وحقق الموسم الخاص به خلال ساعات عرضه نسب مشاركات عالية، واحتل مركزًا متقدمًا ضمن منصة "ترند تويتر".البرنامج الذي أقصده هو برنامج (فصاحة) الذي أطلقته المؤسسة القطرية للإعلام تحت شعار "سهم الحرف.. في قلب المعنى" وتدور فكرة البرنامج حول اكتشاف قدرات الفصاحة لدى المتسابقين ومهاراتهم التنفيذية من وعي وإدراك وفصاحة لسان وقدرة في التعبير. يجري اختيار المتسابقين في هذا البرنامج الذي يعدّ الأول من نوعه على مستوى العالم العربي بإخضاع كل مشارك لثلاثة اختبارات تتعلق بالمعالجة الذاتية من خلال إخبار لجنة التحكيم بقصته في فقرة "من أنت؟" ثم المعالجة الفردية حيث يعطي موضوعا من طرف لجنة التحكيم ويتحدث حوله في دقيقتين، وأخيرا المعالجة الجماعية لموضوع يتم طرحه على كل المتسابقين ويتم تحضيره على الأجهزة اللوحية ويخضع لتقييم لجنة التحكيم المكونة من عدد من الخبراء والمختصين تم اختيارهم بعناية تليق بالهدف من البرنامج وهو إظهار حجم ثراء اللغة العربية في الفصاحة والبلاغة والبيان.وفي حين يجري حسم الفوز بين المتنافسين في كل حلقة من خلال لجنة التحكيم التي تقرر من ينتقل منهم إلى الحلقة التالية، فإن الحلقة الأخيرة التي جرت فيها التصفية النهائية بين ثلاثة متسابقين، كان الحكم فيها هو الجمهور من خلال تصويتهم المباشر للمتنافسين الذين بلغ عددهم قبل التصفية النهائية (36) مشاركًا أبدعوا أيّما إبداع في إظهار جماليات اللغة العربية وقوّة تعبيراتها من خلال المثقف المعتز بهويته وانتمائه وسمات المثقف العربي المعتز بهويته وانتمائه أمام ذاته ومجتمعه وأمته والعالم. وأكثر ما يميز المشاركين هو كونهم من عدة دول عربية وأنهم من فئة الشباب الذين يعاصرون سوء الاهتمام باللغة العربية (اللغة الرسمية الوطنية) ويتابعون تراجع مرتبتها إلى الثانية أو الثالثة وصار تحدث نظرائهم بغيرها مفخرة وعلامة رقي وتقدّم خاصة عند المغتربين عنها والمنهزمين أمام ذواتهم، ممن ساعدهم على المضي في هذا التراجع ازدحام وسائل الإعلام المختلفة، وبخاصة التلفزيونية ببرامج تبتعد عن اللغة العربية في الإعداد والتقديم وتعتمد لهجات محلية ومختلطة حرمت جماهيرها من الاستمتاع بفصاحة لغتهم وبلاغتها وجمالها، وجعلت من مسألة عدم التمسّك بها أمرًا عاديًا في الوقت الذي كلنا يلمس ويشاهد مقدار تمسك مختلف الدول خاصة المتقدمة منها بلغتهم الوطنية وحرصهم على الظهور بها في شتى مناسباتهم وممارساتهم لشؤون حياتهم ومهامهم الرسمية وغير الرسمية، لا يتكلمون إلاّ بها، ولا يتعلّمون إلاّ بواسطتها، ولا يعلنون إلاّ بمفرداتها، يتفاخرون بها ويُعلون من شأنها ولا يرضون أن تنازعها في المقام والمكانة أي لغة أخرى.برنامج (فصاحة) متميز في أهدافه، راقٍ في تطلعاته، شيّق في متابعته، يذكرنا بالاعتزاز بلغتنا التي صارت نهشًا للخراب والضعف حتى صدق عليها قول شاعر النيل حافظ إبراهيم: سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى لُعَابُ الأفاعي في مسيل فراتفجاءت كثوبٍ ضم سبعين رقعة مُشَكَّلَةَ الألـوان مـخـتـلـفــــــات
567
| 30 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يبلغ عدد سكان إيران حوالي (70) مليون نسمة، يمثل الشيعة – بحسب إحصاءاتهم الرسمية – ما نسبته (89%) وأهل السنة والجماعة نسبتهم (10%) رغم أن مصادر السنة في إيران تقول إنهم أكثر من ذلك، وأنهم ربما وصلوا إلى نسبة (20%) وتجاوز عددهم حاجز الـ(20) مليون نسمة. وسواء كان عددهم هذا أو ذاك، فإن الراجح أن الممارسات التعسفية تجاه أهل السنة والجماعة في إيران انطلقت باعتبار أنه لا وجود لهم، أو لا ينبغي أن يكون لهم وجود في المجتمع الإيراني بالذات في عهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي دشّنه إمامهم الخميني منذ العقد السابع من القرن الماضي، حيث تم حرمانهم – بشكل منظم ومقصود - من الكثير من حقوقهم خاصة ما يتعلق منها بالجانب الديني وحرية ممارسة شعائرهم. ولم يتم – في الغالب – تمكينهم من بناء حتى مساجدهم وجوامعهم وبقية المراكز الدينية التي يمكنها أن تحتوي على مناهجهم وثقافتهم وتربية أبنائهم. وذلك بصورة مقيتة استطاع الكاتب اليهودي عاموس عوز، الذي زار الجمهورية الإيرانية الإسلامية في العام 2012 مع وفد مع منظمات يهودية للاطلاع على أحوال الأقلية اليهودية هناك والاطمئنان عليه، إلاّ أنه تلمّس عن كثب حال التمييز والمنع والمضايقات التي يتعرّض لها أهل السنّة هناك بحيث أنه أعدّ تقريرًا عن زيارته لإيران توصّل فيه إلى نتيجة كتبها: إن اليهودي الفارسي يعتبر أحسن حالًا من وضع المسلم السني في إيران! وكتب في هذا الشأن تفاصيل (محزنة) عن هذا التمييز الذي يجسّد عموم الحالة التي يعيشها أهل السنة والجماعة هناك، وهي حالة لا تقتصر على مرافقهم الدينية فحسب وإنما تمتد إلى بقية المرافق والخدمات بأنواعها.وقبل سنتين أو ثلاث – أقلّ أو أكثر – كنت في زيارة رسمية إلى طهران، أردت مع أحد الزملاء في يوم الجمعة أن نؤدي صلاتها المفروضة، وكنّا كلّما سألنا عن مكان لإقامتها عزّ الحصول على جواب، وصعُب الاهتداء إلى مكان لتأديتها فيه، إلى أن تطوّع أحد السائقين المرافقين فأخبرنا عن مكان تُقام فيه صلاة الجمعة لأهل السنة والجماعة في العاصمة الإيرانية.بالفعل، وصلنا إلى المكان وهو عبارة عن صالة كبيرة تحتلّ الطابق الأرضي في إحدى البنايات، ثم سمعنا الأذان والخطبة ثم أدّينا الصلاة مع جموع من المصلين اكتظّت بهم تلك الصالة، وأتوقع أنهم امتدّوا خارجها وربما وصلوا إلى خارج البناية نفسها في شارعها المحاذي.. بعد التسليم من الصلاة والانتهاء منها قادني فضولي لأسأل شخصًا سوداني الجنسية كان بجانبي، رغبة في التأكد من المكان بعد أن عرفته، فقلت له: هل هذا المصلّى تابع لسفارة المملكة العربية السعودية مثلما أخبرونا؟ فأجابني: بل هو تابع لمنارة السعودية الله يحفظها.. ثم أكمل: "مفيش مسجد هنا غيره يا زول".سانحة: أشعر بالغثيان حينما أستمع أو أقرأ بعض خطابات الساسة والمرجعيات الإيرانية عن الإسلام، فقد تكشّف كل شيء عن هذا الإسلام الذي يريدونه. يمكننا التعرّف عليه ليس في إيران فحسب وإنما يمكننا رؤيته الآن في العراق ولبنان وسوريا واليمن، إسلام قائم على التمييز والإقصاء والهيمنة التي تبيح - لأجل تحقيقها - التعدّي على حق الحياة بالقتل والذبح والفتك بالأرواح.
713
| 23 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتظم صباح يوم السبت الماضي في العاصمة البحرينية عقد عدد غير قليل من المجالس الأهلية في ملتقى –ربما– هو الأول من نوعه، وذلك بناء على دعوة وتنظيم من جمعية التجمع الوطني الدستوري التي ارتأت إقامة هذا الملتقى قبل بداية رمضان المبارك لما يضفيه هذا الشهر الكريم من حلّة تتميز بها المجالس الشعبية فيه عن بقية الشهور.الذي قام برعاية هذا الملتقى هو معالي الوالد الفاضل خليفة بن أحمد الظهراني الرئيس السابق لمجلس النواب وصاحب أحد أقدم تلك المجالس المستمرة منذ زهاء العشرين عامًا.والواقع أن المجالس والديوانيات في عموم دول مجلس التعاون الخليجي والبحرين خصوصًا أصبحت أحد المكوّنات الرئيسية للحياة الاجتماعية منذ عقود من الزمن، وصار التصاق الناس بها هو أقرب إلى النواحي المعيشية المعتادة التي لا ينفكّون عنها. بعض تلك المجالس صغيرة وعادية وبعضها محل تجمعهم أو هي (ملفاهم) وحتى ملاذهم ومكان تكافلهم وتعاضدهم. بل بعضها صار أشهر من المنطقة التي يقع مقرّه فيها لتعاظم أثره وكثرة روّاده.ومع تطوّر المجتمعات وتنامي دور مؤسسات المجتمع المدني؛ تنامى في السنوات الأخيرة الاهتمام بالمجالس الأهلية وباتت تأخذ أدوارًا –ربما– قريبة من دور تلك المؤسسات، تُقام فيها المحاضرات والندوات التي تتناول مختلف قضايا الشأن العام حتى أنه برزت بعض المجالس كمواقع مؤثرة في تكوين الرأي العام أو أنها تستقطب فعاليات وشخصيات لتوضيح أو بيان مثل تلك القضايا ومعالجة مشكلات وطرح ظواهر.يمكننا التأكيد أيضًا أن المجالس الأهلية في البحرين قد قامت بدور فاعل في تطويق الأحداث المؤسفة التي حصلت في العام 2011م وأظهرت معادن خالصة في الولاء والانتماء وحبّ الوطن وحمايته من تلك الأخطار التي كانت محدقة بأمنه واستقراره، وقدّم كثير منها نماذج مبهرة في التلاحم والمحافظة على الوحدة الوطنية.الملتقى الناجح الذي نظمته مشكورة جمعية التجمع الوطني الدستوري ارتكز على دور المجالس في محاور عديدة كان أهمها: دعم تماسك اللحمة الوطنية والتوعية السياسية والتنمية الاجتماعية وتعزيز الحوار بين مكوّنات الشعب بالإضافة إلى تعزيز الثوابت الوطنية.راعى الملتقى الأول للمجالس الأهلية الوالد خليفة الظهراني ألقى كلمة اختصر فيها أهمية هذه المجالس ودورها حيث ذكر أنها أصبحت في البحرين جزءًا من نسيج هذا الوطن، وأثبتت على الدوام أنها شعلة مضيئة من الخير والعطاء يتضافر الجميع من أجل استمرار جذوتها عبر جهود مخلصة يقوم بها أصحابها ويعملون على أن تحصد هذه المجالس ثمارها، خدمة للناس ورفعة الوطن مضيفًا أنه منذ قديم الزمان، نقول (مجالسنا مدارسنا) منذ أن كان التعليم بعيد المنال، والمدارس نادرة، لكن المجالس كانت حاضرة، نتداول فيها شؤوننا، نذلل مشاكلنا، نتعلّم فيها ويتربّى الأبناء منها، وأصبحت بمثابة غرس من القيم والأخلاق التي –ربما– لا يتحصّل عليها من غير مخالطة الناس في هذه المجالس المنتشرة اليوم بفضل الله.بقي أن نشير -أيضا– إلى ضرورة الحرص على أن يتربّى أبناؤنا على حضور هذه المجالس، فبعض العادات، وبعض القيم، خاصة تلك التي تتعلق بموروثاتنا الشعبية يصعب التربية عليها أو اكتسابها من غير تلك المجالس التي قيل عنها بالفعل "مجالسنا مدارسنا". فشكرًا لمنظمي هذا الملتقى الرائع.
550
| 16 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جرت العادة في عموم دول عالمنا العربي والإسلامي ألا يترك أحدهم منصبه برضاه و(عن طيب خاطر) وألا يتنازل عنه إلا في حالات وظروف نادرة جدا لعلّ أبرزها حالة الموت، وكلّما علا شأن هذا المنصب التصق به صاحبه أكثر فأكثر، وأصبحت مفارقته ضربًا من ضروب الاستحالة، بل وسيكون دونه خرط القتاد! ويمكننا بنظرة عابرة أو التفاتة بسيطة أن نكتشف زعماء وقادة أحلّوا قومهم دار البوار، وزرعوا الفشل والتخلف، وفضلوا البقاء على كراسيهم بلا إنجاز أو عطاء، وربما سالت دماء وأزهقت أرواح، وربما حرق البلاد والعباد من أجل أن يبقى في منصبه. ولا تنقصنا الأمثلة على هذا النوع من التردي والبؤس. غير أن نموذج الحكم في تركيا منذ أن أمسك بناصيته -عن طريق الانتخاب- الإسلاميون ممثلين في حزب العدالة والتنمية على مدار أكثر من عقد من الزمان؛ بات يبهر الجميع، ويشكل في الكثير من محطاته روائع يصعب الحصول عليها في مكان آخر فضلا عن المثالية التي تذكرنا بنهج النظافة والنزاهة والإخلاص ومثلها من قيم الحكم الرشيد. ولعل هذه الروعة والمثالية في نموذج الحكم التركي خلال العقد الأخير هي التي جعلت من تركيا محط أنظار العالم ووضعتها في بؤرة الاهتمام بين مؤيد ومعجب ومتطلع وبين ناقم وحاقد ومتربص، وكذلك خائف من زخم الإنجاز وضخامة النجاح وقفزات التطور الذي حققته تركيا في عهد هذا النموذج من حكم الإسلاميين، سواء على مستوى المواقف السياسية التي أصبحت فيها تركيا رقما صعبا يُسمع لها ويُعمل لها ألف حساب ولا يتجاوزونها، ويتراكضون للتحالف معها، أو على المستوى الاقتصادي وما حققته من طفرات تنموية قضت فيها على مديونيتها وبرأت من عجوزات ميزانيتها، ووضعتها في مصاف أقوى اقتصادات العالم المتقدم أو غير ذلك من مستويات النهوض والتطور التي تحققت وليس مجال ذكرها الآن.على أن تقديم السيد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي استقالته في نهاية الأسبوع الماضي، وهو في قمة عطائه وتألقه، والطريقة التي خرج بها من هذا المنصب الكبير شكّل في حدّ ذاته محطة أخرى من محطات الإبهار التركي، محطة تقول إن شخصيات الحكم التركي مثلما كانوا في فقه الائتلاف مدرسة؛ هاهم اليوم يعلنون عن مدرسة في فقه الاختلاف.الرئيس أردوغان ورئيس وزرائه أوغلو؛ هما من أبرز شخوص الحكم التركي وأكثرهم شعبية، لا تسأل الأتراك عن مكانتهما وإنجازهما، فقد كفت عن الإجابة في ذلك صناديق الاقتراع التي أوصلتهما لقيادة بلد ينظر إليه اليوم كثير من أعدائه وأعداء الأمة الإسلامية بأنه المارد القادم. ويصعب التكهن -مجرد التكهن- بأن أحدهما سيترجل عن منصبه وهو في منتهى تألقه ونجاحه. في الظروف الزمانية والمكانية التي اعتدنا عليها نتوقع أن ينشأ بين الزعيمين صراع نفوذ أو مؤامرات في الخفاء أو عمليات تسقيط وتشويه أو حتى انقلاب؛ لكن أحدهما لم يفكر في ذلك، فقد كانت تركيا هي عينهم ومصلحتهم، وكانوا يرون في المناصب وسيلة وليست غاية، ولذلك لما أحسّ أوغلو، وهو رئيس الوزراء باحتمالية نشوء أو تزايد الخلاف مع الرئيس أردوغان في طريقة إدارة الحكم ومستوى الصلاحيات والاختصاصات؛ فضّل أن يخرج بهدوء وألاّ يكمل السنوات الأربع المتبقية له، فيثبت بأنه ليس من طلاب المناصب ولم يسع إليها، ولا تشكل له أي قيمة إلا بقدر ما يستطيع إضافته لوطنه من خلال هذا المنصب، فإذا ما أحسّ أن هنالك إعاقة تتسبب في تنفيذ إنجازه والقيمة التي يريد تحقيقها لوطنه؛ قرّر التنحي مع احتفاظه بكامل علاقته مع الرئيس والحزب الحاكم وكذلك رصيده الشعبي.سانحة: على خلاف المعتاد والتوقعات وربما الأمنيات بأن يشنّ أوغلو إبّان استقالته هجومًا وحربًا على رئيسه أردوغان ويفجّر أسباب الخلاف أو حتى (يفجُر) في خصومته، أو أن يُحدث انقسامًا في الحكم أو الحزب؛ أبدًا على خلاف كل هذه التوقعات والأمنيات فقد أعلن أوغلو في مؤتمره الصحفي عن الاستقالة: "لم يسمع مني يوما أي أحد ولن يسمع أحد كلمة تقدح في الرئيس أردوغان، ولن أسمح بأي تكهنات أو إشاعات حول علاقتي معه ولا أرضى بالتشكيك في ذلك، شرفي من شرفه، وسأحافظ على العلاقة الشخصية مع الرئيس أردوغان ومع عائلته كما كنّا على مدى ٢٥ سنة".
549
| 09 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تقول القصة الشهيرة التي حصلت عام 1964 في أحد أحياء نيويورك إن فتاة اسمها "كيتي جينوفيس" أثناء عودتها من العمل إلى منزلها، وبينما كانت تسير في حديقة تطلّ عليها عدة عمارات ومنازل؛ هجم عليها مجرم سفاح، وبدأ يطعنها ولكنها قاومت ببسالة، وأخذت تصرخ وتستغيث مما جعله يختفي، لكنه لم يذهب بعيدا، بل كان ينتظر هل سيأتي أحد لمساعدتها؟ فلما لم يحدث شيء عاود هجومه الشرس وطعنها عدة طعنات واغتصبها، وقد استغرقت العملية نصف ساعة تماما منذ بداية الهجوم، ولم يتدخل أو يقدّم أحد أي نوع من المساعدة. ثم اتضح باليوم التالي في التحقيقات مع الجيران وأصحاب العمارات والمنازل، أن (38 شخصا) شاهدوا الحادثة ولامست أسماعهم استغاثاتها وصرخاتها، لكنهم فضلوا اتخاذ موقف المتفرجين بدلًا عن شجاعة الناصرين، أقروا جميعهم بالمشاهدة وسماع استغاثة المرأة لكنهم لم يفعلوا شيئا حتى انتهت الجريمة بموتها!! ما يحدث اليوم في بلاد الشام لا تختلف قصته عن الجريمة التي راحت ضحيتها الفتاة "كيتي جينوفيس" فهاهي مدينة حلب الشهباء تُذبح على مرأى ومسمع من ملايين البشر في شرق الأرض وغربها، يشاهدون الجريمة بكل تفاصيلها ويتابعون الدماء التي تسيل فيها والأشلاء التي تتطاير منها، ويسمعون الآهات والاستغاثات التي يتفطّر من أنّاتها الحجر، ويتفرّجون ويروْن بأمّ أعينهم أفظع المجازر والمذابح؛ لكن الإحساس قد تبلّد والضمائر ماتت في البشر. فعذرًا ياحلب؛ لست أنت سوى إضافة جديدة في بحر متلاطم الأطراف من أحوال الضياع والتفريط بالإسلام والمسلمين، وعدم الإحساس بمحنتهم والانتصار أو الانتفاضة و(الفزعة) لمآسيهم وويلاتهم حتى أصبح المسلمون كالأيتام على موائد اللئام، ينال من لحومهم ويسفك دماءهم وينتهك حرماتهم وكرامتهم كل دعيٍّ وأفّاك وسفّاح من دون أن يشعر المجرم أن هنالك أمة تُقدّر أعدادها بمئات الملايين ستنهض للدفاع عنهم. لست أنت الأولى ياحلب -وبالطبع لن تكوني- الأخيرة في مسلسل الضعف والهوان، فقد سبقتك دول ومدن عزيزة في العقد الإسلامي قبل أن ينفرط، تم إبادتها واغتصابها وقتل أهلها، وفضّل الجميع بمن فيهم العرب والمسلمون الذين قال رسولهم صلى الله عليه وسلّم: (المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمَّتِهِم أدناهُم ويَرُدُّ علَيهِم أَقْصاهُم وهم يدٌ على من سِواهُم)، حتى هؤلاء فضلوا أن يكونوا مثل أولئك المتفرّجين الذين شاهدوا "كيتي جينوفيس" تُطعن وتُغتصب ثم تُذبح دون أن يحرّك ذلك ساكنًا لديهم، فينتفضوا لنصرتها وإزالة ما لحق بها من ظلم وعدوان. فعذرًا ياحلب؛ نحن في زمن الهوان والإفلاس والتفريط.سانحة: تعدّ حلب من أعرق المدن السوريّة، وأكبرها من حيث المساحة، فهي عاصمة الشمال وعروسه، وهي من أقدم المدن في العالم المأهولة منذ القدم. قاد الفتح الإسلامي لها أمين الأمة الصحابي الجليل أبوعبيدة بن الجراح رضي الله عنه. ومنها خرجت مقاومة الحملات الصليبية. هي كانت المدينة الثالثة في الدولة العثمانية، بعد القاهرة وإسطنبول. اختارتها اليونسكو كثاني عاصمة للثقافة الإسلامية بعد مكة المكرمة، يعرفها المستشرقون كمدينة للتراث الحضاري العالمي، هي تحفة من الجمال وعراقة التاريخ، وموطن الفن والأدب، تغنى بها المبدعون والشعراء حتى أن أبي الطيب المتنبي قال عنها: كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل
752
| 02 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثيرة هي الاحتفالات والمناسبات التي تتوزع موضوعاتها حتى تكاد –من كثرتها– أن تشمل جميع أيام السنة، بعضها عام يمكنه أن يستقطب فئات وشرائح متعددة وبعضها متخصص أو موغل في التخصص فيكون موجها إلى أصحاب هذا التخصص.غير أنه في زحمة تلك المناسبات الكثيرة التي يجري الاحتفال بها؛ تبرز مناسبة أثيرة -ربما- تسقط من اهتماماتنا أو لا نعطيها ما تستحقه من الاهتمام أو لا نعطيها المكانة اللائقة بها في قائمة متابعاتنا رغم أن منظمي تلك المناسبة يحشدون لها إمكانات وطاقات ليست سهلة فضلًا عن أنها تحظى برعاية كريمة وفائقة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي.المناسبة التي أعنيها هي المؤتمر الدولي للغة العربية الذي سينتظم عقده الخامس في الرابع من شهر مايو القادم في رحاب دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة التي صارت تحتضن هذه المناسبة سنويًا وتحرص على استمرارها، وتوفر لها سائر إمكانات نجاحها بحيث أن هذا المؤتمر أصبح كما العيد السنوي لصاحبة الجلالة، اللغة العربية.ينظم هذا المؤتمر المجلس الدولي للغة العربية، وهو منظمة يعود تاريخ تأسيسها للعام 2008 حينما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الموافقة على طلب المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو بإعلان سنة 2008 عاما دوليا للغات حيث عُرض موضوع إنشاء المجلس الدولي للغة العربية على المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذي عقد في مدينة الرياض في دورته الحادية والأربعين بتاريخ 16 أبريل 2008م. وحضره أكثر من (150) رئيس جامعة عربية. وقد تمت الموافقة على إنشائه ودعمه لتحقيق أهدافه المتمثلة في تنسيق الجهود ودعم التعاون وتعزيزه بين جميع الجهات المعنية بخدمة اللغة العربية وتعلمها وتعليمها والعمل بها في الإدارة والتعليم والتجارة وسوق العمل والإعلام والثقافة وغيرها من الميادين الحيوية.في كلمته الضافية، في العام الماضي إبّان افتتاحه المؤتمر الرابع للغة العربية قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم " إن اللغة العربية كانت الأبرز في العديد من بقاع العالم، حيث كانت لغة العلم والمعرفة التي بنتها الحضارة الإسلامية، ونهل منها الغرب، ويجب علينا أن نتعاون لنعيدها إلى مكانتها التاريخية، من خلال ترسيخها ونشرها، والاستفادة من مميزاتها التي تمنحها المرونة اللازمة لاستيعاب مختلف المعاني في جميع التخصصات، وأن نجعلها لغة حياة في جميع المجالات". وأشار إلى أهمية "إعادة صياغة طرق تعاطي مع العربية، من خلال تعزيز استخدامها كلغة أولى وإيصالها إلى الأجيال القادمة بقوتها وجاذبيتها".وبالطبع لايخفى على أحد حجم الإهمال الذي تعانيه لغتنا العربية وعدم التمسّك –الفعلي– بها كلغة وطنية يُفترض حرصنا على الظهور بها في شتى المناسبات ونعمل بها في شتى الممارسات والمهام، لا نتكلم إلاّ بها، ولا نتعلّم إلاّ بواسطتها، نُعلي شأنها ونتفاخر بها، ولانرضى أن نتنازل أو يتنازعها في المقام أي لغة أخرى.وحري بنا أن نولي هذا المؤتمر الدولي الذي يشارك فيه المئات من الخبراء والأساتذة والمسؤولين شيئًا من اهتمامنا وأن نعطي المبادرات والتوصيات الصادرة عنه مجالها للتطبيق في واقعنا العربي، فننشر فضل لغتنا العربية وأهميتها، ليس لأبنائنا فقط وإنما للعالم أجمع، بالضبط مثلما جميع دول العالم المتقدّم – على اختلاف لغاتهم وتعددها – حريصون على لغاتهم، ويعلون من مكانتها ولا يرتضون بديلًا عنها. هكذا يُفترض لولا أن مسائل الهوية والانتماء والثقافة تراجعت في كثير من دولنا العربية وتحوّل الاهتمام إلى غيرها حتى أصبحت -أو كادت تكون- اللغة العربية نسيًا منسيًا أو شيئًا مهملًا أو طيفًا من التراث.سانحة جاء في بكائيـة شـاعر النيل حافـظ إبراهيم على لغتنا العربية في قصيدته الشهيرة: وِسـعْتُ كِـتَابَ الله لَـفْظَاً وغَـايَةً وَمَـا ضِـقْتُ عَـنْ آيٍ بـهِ وَعِظِاتِ فـكيفَ أَضِـيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ وتـنـسيقِ أَسْـمَـاءٍ لـمُخْتَرَعَاتِ أنـا الـبحرُ فـي أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ فَـهَلْ سَـاءَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
603
| 18 أبريل 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ويُقصد به طائر الغراب، الذي هو من أحد الفواسق الخمس التي أجازت الشريعة الإسلامية قتلهن، وورد في ذلك حديث شريف للمصطفى صلى الله عليه وسلّم، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "خمس من الدواب كلها فاسق لا حرج على من قتلهن: العقرب، والغراب والحدأة والفأر والكلب العقور"أما في القرآن الكريم؛ فقد ورد ذكر الغراب في سورة المائدة في قوله تعالى: "فَبَعَثَ الله غُرَابًا يَبْحَثُ في الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ". وذلك عند قصة قابيل وهابيل حينما قتل أحدهما الآخر وتركه في العراء لأنه لا يعلم كيف يدفن، فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له ثم حثى عليه. فكان الغراب أوّل "حانوتي" عرفته البشرية. وأما العرب فإنها تقول في قواميسها إن الحروف المكوّنة لاسم الغراب تعني (الغين: غدر وغرور وغمّ وغلة وغرة وغول - وهي كلّ مهلكة. والراء: من رزأ وردع وردى - وهو الهلاك. والألف من الألم. والباء من بلوى وبؤس وبرح وبوار".وعلى ذلك صار (الغراب) في أعراف الناس ومصطلحاتهم الشعبية نذير شؤم وسوء لا يستطيعون إخفاء قلقهم وامتعاضهم كلّما رأوه أو سمعوا صوته. وقد أورد الجاحظ في كتابه الحيوان "أن الناس يتشاءمون به ويتطيرون منه حتى أنه يُقال إن العراقيين لا يسافرون ولا يتزوجون إذا ما نعق غراب على مسامعهم". وأصبح في الوعي الجمعي عند الناس رمزًا للسوء والتطيّر أمام أي حالة يخافون منها. فهو يُعرف بين الطيور وعموم الحيوانات بأنه آكل للجيف، يعتمد على صيد الغير، وعادة ما يكون الأول في أي مشهد للخراب وما شابهها من صفات وأعمال جعلته مكروهًا ومصدرًا للشؤم والحزن وتوقع الشر. قيلت عنه الأشعار والقصائد واحتلّ مراتب متقدّمة في الأمثال الشعبية. ولُقّب بصفات أو ارتبط اسمه – الغراب – بالكثير من الكنيات، مثل أبوحاتم، أبوحذر، أبوالجراح، أبو الشؤم، ابن الأبرص. لكن أشهرها (أبوالمرقال) حيث المرقال في اللغة تعني السريع والكثير الإرقال. وقد لاحظ العرب أن الغراب يمشي بطريقة غريبة لا تشبه مشية كل ذي قدمين، وقد لخص أحد الشعراء ذلك في هذه الأبيات: إن الغراب وكـــان يمشي مشيةفيما مضي من سالف الأجيالحسد القطاة ورام يمشي مشيهافأصــابه ضرب من العقـــــالفأضـــلّ مشيته وأخطأ مشيهافلذاك سموه أبا المرقــــــــــالحتى رؤيته في المنام مزعجة وتنطوي على شرور كثيرة بحسب مفسّري الأحلام، ومنهم ابن سيرين رحمه الله الذي ذكر: من رأى في المنام أن غرابا يحدثه فإنه ينجب ولدا فاسقا. أو أنه يصاب بالهموم الشديدة والغموم القاسية ثم يفرج الله عنه. والغراب فيه دلالة على فراق الأحبة والغربة.غير أن مصطلح (الغربان) تعدّى عالم الطير والحيوان، وبدأ يدخل في عالم السياسة خاصة في السنوات القليلة الماضية، وصار يُستخدم بشكل متزايد تجاه زيارات وجولات لشخصيات أمريكية وغربية تزور بلداننا وتقدّم نفسها كحمائم للسلام ودعاة للإصلاح والحريات والديمقراطية وحماة لحقوق الإنسان بينما هي في حقيقتها إنما (غربان) آكلة لحوم وجيف، تقتات على الدماء والأشلاء، ووراءها ما وراءها من الشرّ والشؤم الذي لا يقلّ عماّ يُضفيه الغراب الحقيقي من تطيّر وسوء في الصوت والشكل والفعل، وندعو الله تعالى أن يحفظنا من شرورهم وما قد تتمخض عنه زياراتهم لأوطاننا هذه الأيام، وأن يعيد لأجوائنا صوت هديل الحمام وتغريد البلابل والعصافير بدلًا من تزايد نعيق أبو المرقال.سانحة: استقر عند العرب أنه كلما كثر نعيق الغربان في مكان فهناك دلالات على أن هناك شيئًا ما يُدبر فوق الأرض، فإما أفعى تريد أن تتلقف الصغار في عشها أو هناك ثعلب أو ذئب يكشّر عن أنيابه للبدء في المكر بالانقضاض على وجبة جديدة.
1909
| 11 أبريل 2016
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
12729
| 20 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...
2463
| 16 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1770
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...
1350
| 18 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1152
| 20 نوفمبر 2025
القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...
1134
| 18 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
960
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
909
| 20 نوفمبر 2025
الاهتمام باللغة العربية والتربية الإسلامية مطلب تعليمي مجتمعي...
894
| 16 نوفمبر 2025
نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...
804
| 18 نوفمبر 2025
يُعد البيتومين (Bitumen) المكون الأساس في صناعة الأسفلت...
690
| 17 نوفمبر 2025
أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...
645
| 20 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية