رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كثيراً ما يتم الاختلاف في الأدبيات على أهمية الاعتناء بالبواطن، والتقليل أحياناً من قيمة وتأثير مظاهر الأشياء وزخرفها، ويعدون ذلك زهداً محموداً، أو رقيّاً منشوداً بالنظر فقط لما وراء القشور والظاهر من الأمور ! وفي حقيقة الأمر أجد أنه من الاتزان أن يعادل المرء النظر إلى كلٍ منهما، وأنه من العميق جداً أن يهتّم الإنسان بالإناء الذي يأكل به كاهتمامه بلذّة وجوّدة الطعام الذي يأكله، وألا يعتبر أن المبالاة بالوعاء الذي يحويه فيض اهتمامٍ بتفاصيل غير مُجدية ! لأن الاستلذاذ بالطعم والاستفادة من المطعوم هما تجربة متكاملة لا يمكن فصل تأثيرها على الإنسان ظاهراً وباطناً .. فإن كان الطعم اللذيذ تجربة حسيّة، والأكل المفيد تجربة جسدية، فإن الاهتمام بتفاصيل جمال ما يُقدّم به هذا الطعام وبكيف يُقدّم ومن يقدّمه تجربة وجدانية وروحية خالصة. وقسْ على ذلك، فإن فحوى الكلام مُهم للأفهام، ولكنه ليس من الجليل فقط ما يُقال، وإنما كيف يُقال ومتى يُقال وبأي شعورٍ يُقال .. فإن من البيان لسحراً ! فليس انتقاء جمال اللفظ وزُخرف العبارة ترفاً تُغني عنه جودة المتون، وليس اللطف في كيف يُقال فضلاً يُغني عنه صدق النوايا، وليس اختيار متى يُقال نافلة تُغني عنه قيمة الكلام ! فلا تحقرن من الإناء، لأنك تُعظّم ما فيه، ولا تُقلل من قيمة الشكل لأنك تُعلى معناه، فللنفس ذوقٌ يُدارى، وشعور يُستلذ، وللعين حق التمتع بالنظر، كما للقلب حق التلذذ بأنوار البصيرة، وللروح ما يؤنسها وما يُقرّبها، وما يسمو بها مقامات النور والإشراق بالعناية بكل شيءٍ فيظاهره ومعناه . وما العناية بذلك كله إلا من فيوض الرّقة والتهذيب وانتشار من أنوار الحكمة وارتقاء الوجدان. *لحظة إدراك: لم يخلق الله الأشياء بظاهرها المادي عبثاً، فللمظاهر حقها من العناية والحفاوة والإكرام، وما المذمة إلا لمبدأ (الإفراط ) على كل جانبٍ .. فلا إسرافٌ محمود في الإعلاء من المظاهر على حساب المتون، ولا غلو ممدوح في الاهتمام بالبواطن وإهمال ظاهرها، فلكلٍ مطلبه وحقه في الاكتراث والتبيان دون غلوٍ ولا شطط.
972
| 21 مارس 2023
جميلٌ أن تبذل من الجهد والوقت لتكتشف نفسك، وتتعرّف على ذاتك، وتعي دواخلها، وتتنزّه حيناً في أعماقها في لحظات العزلة، و فسحات السكون، لكن كل ذلك قد يكون درباً واحداً من دروبٍ شتّى ! فقد تتعرف أكثر على نفسك بتجربة أمرٍ جديد، أو بلقاء شخصٍ عابر، أو بحديثٍ عميق مع أحدهم.. قد تسبر غور نفسك حيناً بحديث معمّق ينير زوايا حكمتك، وقد يكفيك أحيان أن تقنع بعزلتك! وفي مرحلةٍ ما قد تتكشّف لك أنوارك في الخلوات، وفي أوقاتٍ أخرى لن تُشرق إلا في السلوات.. وربما قد يُفيدك حيناً الحضور، كما قد يُفيدك في أحيانٍ الغياب! وقد تتكشف لك ذاتك بعين بصيرتك، وربما تحتاج في ظروفٍ أخرى أن تكتفي بما تراه بعين بصرك! وقد يُفيدك في بعض الأوقات أن تبدأ من حيث انتهيت، وفي أحيانٍ أن تنتهي من حيث بدأت ! قد تتكشّف لك زوايا لم تكن لتعلم بوجودها يوماً في نفسك بعد مرورك بتجربةٍ قاسية، أو تعاملك مع أناسٍ يختلفون عنك تماماً.. وربما يُنير الحب ظلامك فتتعلّم أن ترى في نفسك ما تراه عين المحب فيك.. ولعل الجمال هو ما يستلهمك القدرة للاتصال بكنز الحسن داخلك، وربما ينبغي أن تتعامل مع وعورة الطريق، لترى قدرتك على التحمّل، أو تخسر بعض معاركك لتفهم جانباً من صلابتك.. حينذاك تصبح الرفقة كالعزلة، والجِدّة كالألفة، والوعورة كالسلاسة، كلها سُبل ودروب في طريق الاكتشاف والتعرّف على الذات ! فليس الطريق إلى اكتشاف ذاتك مهمة ذات نهاية، ولا طريقاً واحداً مُعبّداً تصل بعده لأمرٍ ما، ولا درباً ممهداً محدودا بوقت أو بطريقةٍ واحدةٍ مُعيّنة! بل إنها (رحلة) تتعدد فيها السبل، وتتنّوع بها الوسائل، وتختلف فيها المسافات.. وهي بكل حالٍ.. خاصةٌ جداً، تُشبهك حتماً.. ولا تصحّ فيها المقارنات على أي ظرف ومقام. * لحظة إدراك: ليس هناك من طريقٍ واحد، ولا وسيلةٍ خاصةٍ محددة للتعرّف على نفسك، الطرق كلها منك وإليك، وتؤدي دورها إن صدقت النية وحثثت السعي فيما تطلب.
3519
| 14 مارس 2023
النضج هبة الحياة لمن يجرؤ على خوض تجاربها، من استطاع أن يخرج من كل عثرةٍ بدرس، ومن كل كل هفوةٍ بفائدة، لا يشترط عمراً، فما النضج سوى خبرات متراكمة لقلب يفقه، وعقل يُدرك، وأذنٌ تعي الحكمة ضالتّه يقتطفها حيثما وجدها، ويقتبس من نورها هادياً ودليلاً. ولا يفترض حضوراً وشهادةً أو سماعاً، إنما وعياً وفهماً وفطنة قلب فلرب مُبلّغٍ أوعى من سامع. ومن أولى علامات النضج أن يُيمم وجدان المرء وجهه شطر الاتزان، وتبدأ عنده إشراقات الحكمة بوضع الأمور في نصابها، وتقل سرعته في إصدار الآراء، وتضمر رغبته في إطلاق الأحكام، ويميل إلى التأني فيعطي الأحداث حقها من الوقت في التشكّل والظهور. ويترّقى الإدراك فلا ينبهر بكل شخص، ولا يُصدق كل عابر ولا يؤله أي فكرة، لأنه يعي جيداً أن المواقف والأفعال هي من تُظهر معادن الناس، وأن الجميع معرضٌ للخطأ، وأن الأفكار مجرد إطار يمكن أن يتغيّر إن لم يثبت نفعه أو صحته. وأن الأحوال في تغيّر دائم، وتحوّل مستمر، ويدرك أن الأمور ليست بظاهرها فقط، فلها أوجه عده، ومستويات متنوّعة، وزوايا للنظر إليها، تجعلها ذات أبعاد وأعماق يراها بعين بصيرته لا بصره فقط.. ويرتقي مؤشر العاطفة، فيتزن الوجدان، وترتقي ذائقة الشعور، فيترّفع عن المبالغات في مشاعره، ويترّقى عن التهويل في ميل قلبه حباً أو كرهاً.. فلا يسهل استفزاز مشاعره، ولا يُسرف فيها لكل عابر. النضج هدّية الارتقاء في الوعي والإدراك، وتراكم التجارب والخبرات، يُعلن عن تجلّيه في روح صاحبها وكيانه، فلا تلبث أن ترفعه لمقامات علّية، وإشراقات سنيّة من الحصافة والحكمة. ● لحظة إدراك: ليس من النضج أن تُحقّر رأي غيرك أو مسلكه، أو تُسفه من شعوره أو تجربته مهما بدا لك أنه مخطئ أو مجانبٌ للصواب، بل من مترافقات النضج: الرحمة التي تسع الجميع، والاحترام الذي يُكن للمختلف، والإدراك أن لكلٍ في الحياة سبيله الذي سُخر له، والتواضع الذي تفهم معه أنه لا فضل لك على أحد، وأن الفضل كله لا يرجع إلا لله.
2088
| 07 مارس 2023
لعل من أكبر المميزات التي قد يتمتع بها المرء أن يكون حكيماً مُتفكراً، لديه نظرته الثاقبة للأمور، المُترّيث الذي يحسب خطواته، ويتمّعن في اختياراته. إلا أنني أجد أحياناً أنه قد يحدّك أن تكون عميق الفكر، لديك مَلَكة التحليل والإحاطة، والنظر إلى ما هو أبعد من القشور.. أن تُحيط علماً بدقائق الأمور، عظيم النظر في تفاصيلها. لأنها سمةٌ قد تقيّدك في بعض الأحيان من حيث لا تعلم!، ولربما منعت عنك إدراكاً لن تناله سوى (بالتسطيح)، ولن تحصل على شيء منه إلا ببعض (الجهالة). فالحياة فيها الشيء ونقيضه، واستمرارك على خط واحد لا يحيد مع كل المواقف والظروف، يمنع عنك حظاً لن تناله سوى بالنقيض، فلكلٍ مأتاه، ولكل مسلك فائدته واستخدامه. فقد يثير استغرابك ربما أن يمتلك بعض البسطاء من القدرة على تحقيق ما لم تحققه بحكمتك وسحيق فكرك، ذلك ما يُسمى بـ (حظ المبتدئ).. حيث لا تحدّه الكثير من القيود، ولا تحجمّه العديد من الافتراضات؟ فكثرة التفكير أحياناً عائقٌ عن اتخاذ بعض القرارات، وعمق التحليل يُفسد بعض المهمات، والإفراط في الافتراضات يكون في بعض المواضع قيداً لا ضبطاً، وتعقيداً لا نظاماً. وفي ظني أن إدراك ذلك، إنما يُعمّق من حكمتك بأن لكل مبدأ في الحياة موضعاً يُستعمل فيه، وفائدةٌ يمنحها في وقتها ومحلها.. ويزيد من تواضعك.. فتتعلم من كل أحد، وتقدّر لكل أمر قدره ولكل امرئ موضعه.. فليست الحكمة إلا الوجه الآخر من السطحية، ولكل منهما مقامه وزمانه الذي يُستعمل به. * لحظة إدراك تدرّجات الحياة كلها قابلة للاستخدام، وكل الألوان لها حق الولوج إلى لوحة حياتك، وفرصة السطوع في تفاصيلها، الفن هو أن تعلم متى وأين ومتى تضعها لتكمل إشراقتها، وتُظهر جمال تفاصيلها، بالضبط كفن استخدام الضوء والظل الذي يُعلن عن مدى احترافية فنك في إظهار تألق لوحتك، وبهاء دقائقها,
3477
| 28 فبراير 2023
عندما تكون (عفوياً) فهذا يعني أنك غير متكلف في إظهار نفسك، لأن العفوية تأتي من منطلقات ذاتية داخلية، وتصدر من المرء بانسيابيّة دون اعتبارات كثيرة لما يحاوطه في الخارج مما لا يشبهه. وفي الحقيقة فإنه من الجميل جداً أن تكون (عفوّياً) لاتتكلّف المحبّة ولا تتصّنع الود وأن تقلل الاعتبارات فلا تلبس ثوباً غير ثوبك، ولا تنتحل شخصية غير شخصيتك، ولا تعلن رأياً ما لست مؤمناً به تُشرق بحقيقتك ببساطة، وتُرخي دفاعاتك عن صورتك الوهميّة، تتواضع فلا تتكبر ولا تُكابر على أخطائك، تعترف ببساطة بنقصك وزلاّتك، تُقلل من حساباتك لما يجب أن يكون وكيف يكون ومتى يكون تُبادل الحب بحبٍ دون زيفٍ أو مجاملة، صادق الشعور ببراءةٍ بلا مكرٍ ولا مواربةٍ.. ولا يعني ذلك أن تكون (اعتباطيّاً) لا تُقيم وزناً للعقل والمنطق، أو أن تصدر تصرفاتك كيفما اتفق أينما ومع من كنت، أو أن تُلقي الكلام على عواهنه بلا تدبّر، أو تفيض بمشاعرك بلا حدٍ ولا اعتبار ! ولكن العفويّة تعني أن تحتفل بنقائك دون تصنّع ونفاق، تُبدي ما في نفسك بسلامة نيّة ونُبل شعور، بلا خبث وتملّق.. بفكرٍ مُتزن وعاطفة معتدلة. وكل ذلك يحتاج للدُّربة والمران، حتى لا تتحوّل عفويتك إلى (اعتباط) يُخوّلك لسوء المسلك مع الغير دون احترام، أو إلى (سذاجة) تتيح الفرصة لاستغلالك أو سوء فهمك من قِبل البعض! أو إلى (وقاحة) تدل على حمق أعيا من يداويه ! لذلك فالعفوية (فن) تتطلب المران والميزان، واتزان الفكر ونبل الإحساس، والاستقامة على صراط السلوك السوّي دون إخلال وهي بذلك سبيل للإشراق الجميل عن نورنا وبساطتنا، وسماح لجمال نفوسنا بالبزوغ، وإسفار عن صفاتنا الأصيلة، ومناقبنا التي يصعب إدراكها وسط المتشابهات من المسالك، وإعلان عن تفرّد الذات تقديراً وإجلالاً دون إنكار أو انسلاخ عن الجموع فيما يُناسب ويفيد. *لحظة إدراك: العفوية فن الإفصاح عن الذات الأصيلة، بنقاء يشبه فطرتها، وباتزان يحفظ كرامتها، وبظهور يزيد جمال تألقها، وبصفاء يعلن حقيقتها.
2907
| 21 فبراير 2023
من أجمل المكتسبات التي من الجميل أن يعتني بها الإنسان أن يكون (حنوناً) على نفسه، (عطوفاً) عليها، لطيفاً معها، وألا يزيد على عاتقه مشقة الحياة بقسوته على ذاته، فيصبح عليها جلاداً لا يرحم، ومحصياً لأخطائها يعدها ويعاقب نفسه عليها مراراً وتكراراً، ويشق عليها الطريق فيقارنها بغيرها ممن يتوسم فيهم أنهم الأفضل والأحسن والأسرع والأجمل وهو بذلك يظن أنه إنما يُحسن صنعاً بتهذيبها، وترويض جموحها حتى تستقيم، وبتعهدها بالتربية والتأديب ولا يدري أنه إنما يوشك أن يقوض جدرانه، ويهدم بنيانه، ويزلزل كيانه، ويخلق له عدواً بين جنبيه!. اللطف مُستحق، والرحمة واجبة.. وهي أوجب ما تكون مع نفسك، فهي كالطفل الذي يشب محتاجاً للتربية والتهذيب والحزم ولكن بالرحمة والعطف واللطف والاحتضان، وباستيعاب زلاتها، وتفهم نقصها، ومداراتها حيناً، وقيادتها بالتشجيع والحب حيناً آخر، دون إفراط في الحزم ولا تفريط في التدليل!. ولذلك فليكن منهجك إن أخطأت فسامح لأنك قد تعلمت، وإن سقطت مرة فلا بأس فعما قريب ستنهض من جديد، وإن خسرت فالعوض قادم، وإن تهت فستعود من جديد، وإن ضاعت عليك فرصة فالآتي أجمل. وليس ذلك محض تنظير، أو دعوة إلى الإيجابية عند النظر للأمور، ولكنه منهج حياة، وأسلوب تعامل مع الذات، يُؤَسس بالتدرب والمران، وطول البال وسعة الخاطر، وبالرحمة والحنان، واللطف فما كان الرفق في شيء إلا زانه. فلا شيء في هذه الدنيا مهما بلغ مبلغه يستحق أن تجلد بسببه ذاتك، وتسخط عليها سخط العدو الغاشم، تؤنبها بالحسرة والندامة والتبكيت الدائم! فلن يستنهضها إلا رحمتك وحنانك، ولن يعيد إحياء عزمها إلا لطفك بها وغفرانك. *لحظة إدراك: اللطف واللين أوجب ما يجب مع ذاتك، فلن ينضح إناؤك إلا بما فيه، ولن تستطيع أن تمنح غيرك ما تمنعه عن نفسك، وما رحمتك بذاتك إلا دعوة لاستمطار رحمة ربك، ورفق خلقه معك، وما شدتك عليها إلا استجلاب للمشقة واستعداء الآخرين عليك، فتعاملك مع نفسك سيعكسه الآخرون لك أيضاً في تعاملاتهم معك حتماً بلا ريب.
810
| 14 فبراير 2023
لمعنى (اللياقة) أبعادٌ كثيرا ما تستخدم في سياقات متعددة، فمن ناحية تعني اللياقة حُسن التصرُّف والذوق، ومن نواحٍ أخرى تدل على المرونة والقدرة الجيّدة للأداء القوي.. وكلها تنحى نحو مسار واحدٍ في الدلالة على كل حال. فاللائق بدنياً يعني من توفَّرت فيه القابلية والمرونة والقوّة المقبولة لأداء مهمة معيّنة، واللائق سلوكياً هو القادر على حُسن التصرّف ومرونة التعامل اللبق مع الناس والمواقف. وكل تلك المظاهر ملموسة ظاهرة، ولكن هناك نوع آخر من اللياقة الحسّية، هي (لياقة عاطفية) تُسفر عن قوّة تحمّل ومرونة التعامل العاطفي والوجداني مع ما يعتري المرء في رحلة حياته على مستوى ذاته وتعاملاته مع غيره. لذلك فمن الجميل أن تهتّم بأن تكون لديك (اللياقة العاطفية) المناسبة لتحمّل العبور ببعض التحدّيات التي قد تراها (غير مريحة) لما ألفته واعتدت عليه من الشعور والسلوك.. فهذا النوع من اللياقة يمنحك المرونة للتعامل مع كافة أطياف المشاعر، ومختلف أنواع السلوكيات التي تصادفها فيمن حولك.. فتزداد قدرتك تدريجياً على التحمّل والجَلد على الاصطبار، ووضع الأمور في نصابها، ويجعلك مطواعاً هيناً ليناً مع هضاب الحياة ووديانها.. ويُمكنّك من التجديف في خضم عبابها.. وفي ذات الوقت متزن نحو ما يواجهك من المواقف والأشخاص، الأمر الذي يحض على زيادة رشدك، واتساع حكمتك، وتعاظم راحة بالك، لا يسهل استفزازك، ولا جرّك بيسر لمعارك لا تعنيك، ولا للهث وراء انتصارات وهمية كاذبة بالتفوق والفوز ! وتمنحك على مستوى آخر طول البال، والحلم، وحكمة التبصّر، فلا تصبح عندك الأمور ردّات فعلٍ غير محسوبة ولا مُقدّرة، بل ستكون قادراً على تمييز ما يصادفك ويستهلك شعورك وتختار له من الاستجابة ما يناسبه، مرةً بالتغافل، ومرةً أخرى بالرد القوي المفحم لحماية حدودك، ومرة بتوجيه الشعور لفهم ما وراء الموقف من رسائل واعتبارات تتعلم وترقى بها.. وكما هو شأن كل لياقة، تحتاج الدُّربة والمِران، وترويض النفس والوجدان حتى تُصبح اللياقة عادة، لا يمنع أن ترتقي شيئاً فشيئاً بعدها إلى آفاق الاحتراف ! * لحظة إدراك: ليست الحياة الحقّة مجرّد (ردّات فعلٍ) عشوائية لما يصادفنا من المواقف والعلاقات، إنما صبر واحتمال وتعلّم ومران نفسي داخلي على التقبّل والاختلاف ومواجهة ما لا يروق لنا أحياناً، والتدرّب على حسن التعاطي مع ما نعدّه بعض الأوقات مفاجئاً أو غريباً أو صعباً.
2643
| 07 فبراير 2023
قد يكون من السهل علينا أن نألف دوائر الراحة التي قضينا فيها زمناً، قد يظهر هذا (الاعتياد) لردود أفعال معينة، أو لأفكار ومشاعر نحبها أو لا نحبها صاحبتنا طويلاً وعزّ علينا مفارقتها، أو لروتين معين واظبنا عليه دهراً، أو حتى لمستوى معين دأبنا عليه من الحياة والثراء والعلم والعلاقات ألفناها بالتكرار والمداومة. معه تصبح تلك الألفة وذاك الاعتياد حاجزاً يمنع عنا التوسع واستقبال الخيرات، وحجاباً بيننا وبين أن نرتقي بأنفسنا إلى معارج جديدة، ومستويات أفضل من حياتنا الحالية في جُل مجالاتها. لذا، فمن الجميل أن تُفكر ملياً في أن تمنح نفسك الفرصة لتعتاد على ما لا تستسيغه من التجارب والظروف والأحوال لأن لاقتحام التجارب إذنا بالتلذذ والمتعة. وطول البقاء في منطقة راحتك يُضائل (لياقتك للاتساع) وقابليتك للنمو، ويدفعك لاستغراب كل جديد، ولانكار كل مستحدث!. ولربما لو منحت نفسك مزيداً من الوقت، لرأيت في ذاك الخروج فرصة لأبواب جديدة تُفتح، ومهارات مبذورة بداخلك تُزهر، وعوالم مُدهشة تنتظر اقتحامك لها وحينما تكون لديك القابلية لتذوق خيارات أكثر، والدخول في تجارب جديدة، وتُمرن نفسك دائماً على الخروج من دائرتك التي ألفتها واعتدت حدودها. عندها تستطيع أن تتخيل نفسك في إطارات جديدة، وضمن (سياقٍ) كنت تراه من قبل من بعيد، وتُصر على تجربته والتنفس من خلاله على أرضه وبين جمهوره. وحين تعيد النظر فيما ألفته من أفكار، وقناعات، ومشاعر. وتنظر لها من زاوية جديدة، وتشعر بها وتتذوقها بنكهة مُغايرة، حينها تكون قادراً على الاتساع والتمدد، ومستعدا بكل شموخ لفرد جناحيك للتحليق في فضاءات الحياة الرحبة. *لحظة إدراك: الحياة بطبيعتها في اتساع مُطرد، ورحابة متنامية، وكل ما حولك يتطور ويتغير، إن لم تكسر دوائر راحتك باستمرار وتتسع فلن تتقدم، ومن لا يتقدم يتأخر لا محالة، فليست هناك منطقة وسطى للثبات (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، وليس بلازم أن يكون هذا الخروج عن منطقة الراحة ثورياً، فتكفي فيه قاعدة: (أدومه وإن قل). فالخطوات البسيطة المستمرة وإن قلت خير من كثير منها منقطع.
747
| 31 يناير 2023
قد يكون من السائد أن فكرة النجاح مرتبطة دائماً بالإنجازات المادّية والملموسة، تلك الإنجازات الصاخبة المرئية التي يُشار لها بالبنان ! فمن نجاحٍ دراسي يُقيّم بعلوّ الدرجات، ووفرة الشهادات، إلى نجاحٍ مالي يُقاس بحجم الأرصدة البنكية، وبذخ الحياة المادّية، ورفاهية العيش، إلى نجاحٍ اجتماعي يُثمّن بعدد الأصحاب، وقوة نفوذ العلاقات.. وهكذا وليس في ذاك النوع من النجاح أية شائبة، بل هو نجاح مُعتبر إن كان (حقيقياً) ويُمثل ما يريده صاحبه فعلاً وليس فقط مسايرةً لاقتطاف الانتباه والتألق الكاذب.. ولكن في المقابل، هناك ما أُطلق عليه (نجاحات ناعمة) لا يلحظها كثيرٌ من الناس لأنها ببساطة غير صاخبة.. نجاحات خفيّة قد تصل إلى لغة الصمت حتى يكاد صاحبها نفسه لا يتعرّف عليها ! انتصاراتٌ نفسية، وذاتية ونعم ترفل بها قد لا يرى مظاهرها من ينخدع فقط ببهرجة المظاهر، ومن يقيس النجاح فقط بشكله المادّي المتألق الذي يُبهر الآخرين ! إن كنت تريد التعرّف عليه فحاول أن تتذكر كم من انتصاراتٍ داخلية تغلبتَ فيها على خوفٍ في نفسك، أو انتشلت حزنا في قعر ذاتك، قد سجلتها في خانة نجاحاتك ؟ كم من أيام سعيدة هادئة نعمت بها براحة البال وصفاء السريرة لم تسجلها ضمن انتصاراتك ؟ كم من اجتماعٍ سعيد مع أبنائك أو أفراد عائلتك يسوده الانسجام والفرح لم تعده نجاحا معتبرا ؟ كم لحظة عطاءٍ صادقة ولو ابتسامة افتر ثغرك بها لأحدهم أضاءت بها ظلامه، أو كلمةٍ من نورٍ منك عابرة تركت أثراً لا يُمحى في روحٍ متعبة، نسيتها ربما، ولكن لم تعدم بها بصمة لا تُنسى ؟ كم من معروفٍ حقّرته وهو عند الله عظيم ؟ كم من إطراء صادق قدمته لأحدهم بعفويتك ولكنه صنع يومه ؟ كل هذه النجاحات الناعمة هامسة ! ربما لم تنل قدرها من الصخب والثرثرة.. هي انتصارات قد تصل إلى حد الصمت لكنها تركت حُسن الأثر.. إن ضاعت عندك ولم تلحظها فهي عند الله لم ولن تضيع.. وسترى أثرها في نفسك وعلى من حولك آنياً أو تالياً. *لحظة إدراك: لا تظلم نفسك عندما تبتئس وتظن أنك غير ناجح وفق مقاييس المجتمع، أنتَ أعلم الناس بمعاركك الداخلية وانتصاراتك، بالظروف التي مررت بها وعايشتها وتجاوزتها وأنت الأعلم في المقابل بمسراتك الخفيّة ونعم الله عليك التي تحتاج منك ملاحظةً وشكراً وامتناناً. والله يعلم فوق علمك ما أخفيت وأعلنت من نواياك وأعمالك.. والمُطمئن أن مقاييس الله لا تشبه مقاييس البشر، فافرح بكرمه وتنعّم بملاحظة وتقدير نجاحاتك الهادئة وعوّد نفسك على رصدها.
945
| 25 يناير 2023
عندما نتأمل فكرة (حسن الظن بالله)، وما ورد في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي)، سنجد أن فكرة (حسن الظن) تجاه أي شيء تعتمد على أمر أساسي هو: (الصورة الذهنية) التي تكونت لدينا عنه. فحسن الظن بالله مثلاً يعني أن لدّي (صورة ذهنية) مشرقة عن رب العالمين، تكونت عبر الكثير من العوامل والمعتقدات والقناعات التي تكونت عبر الزمن، ونتيجة للمواقف وما قيل لنا عنه سبحانه، وما استنتجناه طوال حياتنا ولم تكن بالطبع هذه الصورة وليدة اللحظة، فهو إيمان يُبنى، ويقين يُنسج، وليس محض فكرة عابرة بلا تصديق، أو فعل حاضر بلا جذور!. هذه الصورة الذهنية (الإيجابية) تجعلنا نتأمل الأحسن، ونتوقع الأفضل، ونتيقّن بحُسن التدبير والعوض. فـ(الصورة الذهنية) باختصار هي: مزيج من المعتقدات والقناعات والمشاعر التي تكونت بناء على مواقف، أو برمجات سابقة.. تفكيكها أحياناً يساعدنا على توضيح مكوناتها ويسمح لنا ببنائها من جديد كما نرغب بتعمّد ووعي وكأنها قطع من البازلز. نقيس نفس الأمر على أمورٍ أخرى.. فحسن الظن بالنفس، نابع من (صورة ذهنية) جميلة عنها، تجعلنا لا نستسلم لأوقات عثرتها. وحسن الظن بالناس نابع من (صورة ذهنية) عن أخلاقهم وطباعهم. والعكس بالعكس في مفهوم (سوء الظن).. فسوء الظن ناتجٌ عن صور ذهنية سيئة تكونت من قناعاتنا وبرمجاتنا ومخاوفنا وشكوكنا، لذلك فنحن فعلاً نعكس في (ظنوننا) صورنا الذهنية عن أنفسنا وعن الآخرين. لذلك، فإن (الاستثمار) في تحسين (جودّة) صورنا الذهنية عن الله، أنفسنا، الناس، الحياة..الخ هو استثمار مستحق فعلاً، لأن نتائجه ببساطة ستؤثر مباشرةً على (شاشة) حياتنا، والتي ستكون مجرد انعكاس لتلك الصور التي نحملها وكأنها (فيلم سينمائي) يعرض ما تحمله بكرات الفيلم من صور ومشاهد. فـ (الحياة الجيّدة) هي باختصار في مجملها انعكاس لصور ذهنية جيدة، و(حسن الظن) ببساطة يعني أن نتدخل في تحسين جودة هذه الصور بتعمّد، وببناء إيمان ويقين عميق، ونتائج حياتنا على أرض الواقع هي ما ستعطينا تغذية راجعة عن مدى تقدمنا في إحراز ذلك. * لحظة إدراك: يظلم الإنسان نفسه بما يُسقطه على غيره من سوء ظنه، وبما يحمله من تصوّرات عن ربه وعن خلقه، وهو غافلٌ عن أنه سبب ما يضع نفسه فيه من مآزق، وأنه إنما يحصد ما زرعه من الظنون، خيراً بخير، وشرا بشرّ. (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
3081
| 16 يناير 2023
في القاعدة الفلسفية الأصيلة فإن: (الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوّره) بمعنى أن حكمك على أي أمر بسوئه أو صلاحه أو قبولك به أو رفضك ناتجٌ عن ما شكلّته داخل عقلك من تصوّرات عنه، وما كوّنته من صورة ذهنية خلقتها في وعيك مما سمعت أو قرأت أو قيل لك عنه. تلك التصوّرات هي القاعدة التي ينطلق الكثير من البشر منها للتداول مع الحياة والناس، وخلق قناعاتهم وتوّجهاتهم وبالتالي انعكاس ذلك على سلوكياتهم وتعاملاتهم.. لذلك فإن التصوّرات التي يُكونها الإنسان وبرمجاته (وبالذات غير الواعية) قد تقوده إلى كوارث على كافة المستويات ! فلنا أن نتخيّل حياة إنسان يظن أن الشر في الناس أصيل والخير فيهم دخيل مثلاً ! أو أن الله يأمر بالتفريق بين عباده على أساس الجنس أو الدين أو اللغة أو الشكل أو النسب..الخ أو يرفض توجه أو مسار معين لأنه قد قيل له أنه حرامٌ ويغضب الله ! أو يرفض عمل ابنته أو زوجته لأنه يتخيل أن بيئة العمل بيئة غير مناسبة للنساء ! يحكم على الأمور بما خلقه في عقله هو تجاهها من تصوّرات، ولم يُكلّف نفسه عناء السؤال والبحث والنظر في المسألة والتريّث في إطلاق الأحكام ! لذلك فليس بمستغرب أننا قد نتكلم في مسألة واحدة في الظاهر، ولكن في حقيقة الأمر فإننا نتحدث عن أمرين مختلفين تماماً بناءً عن تصوّر كل منا عنه. وهذه (نقطة عمياء ) لأنها مغالطة منطقية متكررة الحدوث، وربما كثيرٌ من الناس يغفل عنها لأنه يظن أن ظاهر المسميات تكفي ويغفل عن بواطنها، وهذا ما يترتب عليه فرق شاسع في الفهم واتخاذ المواقف. لذلك فأخذ فسحة قبل تبّني أي موقف، و(الانفتاح) لخلق توّسع لتلك التصوّرات، وتقبّل نقيضها، والتعرّف على جديدها (شجاعة) عقليّة ونفسيّة وروحيّة لا يملكها الجميع، لأنها ستضعهم في اختبار مواجهة مع ذواتهم، وتدفعهم نحو تجربة (الأصالة) بتحمّل مسؤولية انتقاء ما يشبههم.. بل وربما تطلّب منهم هدم بعض ما قضوا زمناً في بنائه باعتباره جزءاً من هوّيتهم ! *لحظة إدراك: حينما تكون غارقاً في المُسلّمات، وتتعامل مع الأمور بما قد قيل لك عنها وما سمعت وما ألفت وما دُربت عليه، فستقع غالباً في فخ الأحكام الخاطئة، وربما يُحيل هذا حياتك إلى زيف، لن تُدركه إلا بعد أن تتخذ مسؤ,لية تكوين صورك الذهنية الخاصة عن أي أمر في الحياة، والغوص في بواطنها ومعانيها ومن ثم تُشكلّ رأيك وموقفك عنه بناءً على بيّنة وإدراك وفهم. غفلتك عن هذه (النقطة العمياء ) من الممكن أن تُحيلك إلى (إمعّة) مُستعبد الفكر والتوّجه، مخطوف الإدراك، وأنت تظن أنك تُحسن صنعاً !
1749
| 09 يناير 2023
قد قيل: (جاور السعيد تسعد) ! وإنّي لأجدها حقيقة ذات اعتبار.. فما المشاعر إلا عدوى.. تنتشر كما ينتشر العبير وتضوع كما يضوع الشذى.. فالناس تألف من يصاحبها حيناً من الدهر.. وتعتاد الطباع من كثرة الخُلطة والمؤانسة.. وتستلهم مع طباعهم مشاعرهم وردات أفعالهم.. حتى يصبحوا كحقلٍ واحد من الشعور.. فتحّل عليهم الأقدار المتشابهة.. والصروف المتماثلة.. فما أن تجاور سعيداً ممتلئاً بالرضا، غامراً بالحمد والمسرّة حتى تألف طباعه وشعوره، وردّات أفعاله وكلماته، ويُذّكرك ما فيه من الرضا بما أنعمه الله عليك من الفضل، وما قدّره عليك من الابتلاء الذي لن يألو صاحبك جهداً في تذكيرك بأنه خيرٌ من الله مستتر.. فلا تلبث إلا تصيبك عدوى سعادته وجمال روحه.. وعلى نفس القدر من التأثير فإن مجاورة التعساء، الآفلين تُتعسك وتأفل نجمك ! ذلك لأن دوام الصحبة والمخالطة تؤثر فيك من حيث تعلم ولا تعلم، ومهما بلغت مجاهدتك لتقليل أثرها عليك، فإنك لن تستطيع أن تبلغ تحييد الأثر، لأنه قد تعدى الظاهر إلى الباطن، إلى طبيعة الفكر والشعور. ولذلك فليس من المستغرب أن يُقال تخيّر لنفسك ما يليق بمقامها، لأن الصحبة انتقاء، والرفقة اصطفاء، ومن الحكمة أن نتعمّد الاختيار لمن نريد أن نكون أشباههم في الفكر والشعور والسلوك، وبما أن الطيور على أشكالها تقع، فاجعل الشكل الذي يرضيك هدفاً تطلبه. وإن لم تجد في من حولك من يسرّ خاطرك ويُشبع طموحك فاخرج عن ما ألفته من دوائر المعارف، ووسع دائرتك حتى تجد أشباهك، ومن تريد أن تكون على شاكلتهم في طيب الخلق والتوفيق والنجاح والفلاح والسعادة والطموح، حتى تعيش حياة تشبهك، وتحيط نفسك بمن يرفعك ويسمو بك لا من يُسقط بك إلى مهاوي الردى، وقيعان الهلاك ! *لحظة إدراك: قد قيل: (وجالس جميل الروح، تُصبك عدوى جماله) فما العلاقات إلا عدوى نُصاب بها، فانتقِ منها لنفسك ما تريد أن تكون عليه، و تُشرّفك صحبته، وتأنس برفقته، من يُصبك بعدوى جمال روحه، وطيب أخلاقه.
3393
| 03 يناير 2023
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3522
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2580
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2142
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2055
| 04 نوفمبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1554
| 30 أكتوبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1266
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
921
| 04 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
876
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
837
| 05 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
825
| 02 نوفمبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
768
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية