رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لكأس العالم مرور لا يشبه مضيّ أي حدثٍ عابر! فالدروس التي خرجنا بها هي دروس للحياة، دروس لإعادة ضبط عقليتنا ومشاعرنا على مؤشر حياة استثنائية، تتميّز بالجودة لنوعيتهّا، وتتمتع بالعيش الطيّب لكيفيتها. ولعل من أهم هذه الدروس أن الأحلام يمكن لها أن تتحقق بالإيمان واليقين والسعي الجاد، وأن الاستصغار للقدرات يُحجّم الطموحات، وأن كل مُتوقّع آتٍ إن آمنا به. وأن جودة الحياة إنما تنبع من وضوح قيمها التي تستند عليها. وأن التحديّات أمر طبيعي تُهذّب النفوس، وتصقل القدرات، وتزيد المؤمنين إيماناً وتصديقاً، وتُشد من أزر الساعين، وتعلو الهمّة، وتُقوي الإرادة.. لأنه: (من يتهيّب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحُفر!) وأن الأحلام بقدر بُعد رؤية وطموح وهمّة المتطلعين إليها، وإن صغر حجمهم أو مقامهم في أعين غيرهم ! وأن الاتساع هو دائماً قدر الحالمين.. ونصيب المُحلقين. هذه التجربة علّمتنا من بُعد آخر أن أصل الناس واحد، وأن الحب مُقدّم على الكراهية، وأن الجهل بالآخرين قد يكون سببا من أسباب عدم فهمنا لهم، لذلك فالانخراط والتوسع والانفتاح يُمكننا من تفهّم الآخرين وحبهم إنسانيا.. وأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوّره، لذلك فمن المهم أن نخلق تصوّرات أقرب للحقيقة ونبعد عن إطلاق الأحكام ! وأن للجميع الحق في التعبير دون حجر أو إدانة، وأن المواقف تعلو على الأقوال، وأن الأصالة والتمسّك بالهوّية مفتاح الانطلاق ويُكسب الاحترام على أي مقام ! وأننا جميعاً - بلا استثناء - سفراء لإنسانيتنا، وأوطاننا وثقافاتنا وأدياننا.. وأن الرحابة والسماحة تتسع للجميع، وتخلق لدى الآخرين ليونة المواقف، وتُساعد على التقبّل مهما بلغ الاختلاف مداه. وأن بعضاً من أكبر التحولات قد تنتج من أصغر المواقف، وأن أعظم التأثيرات ليس بالضرورة بحجمها، وإنما بعمق ملامستها للوجدان ! وأن التفرّد (صناعة)، تنطلق من الحفاظ على أصالة الجذور، وعلو الهمّة، والسعي المستمر دون إبطاء. وأن التميّز في النتائج يكون - دائماً - على سعة صفاء النوايا، وأن العواقب تُجنى على قدر السعي المُجاد به، وعلى طاقة الجهد المبذول، فـ(لولا المشقّة ساد الناس كُلهم). * لحظة إدراك: التأمل في التجربة القطرية لاستضافة كأس العالم، تمنح للحياة أبعادا أخرى، من الإنسانية.. من الأصالة.. من التميّز.. من استنطاق العوامل التي تُسهم في النجاح.. والأهم من كيفية تطبيق كل ذلك على أرض الواقع لخلق حياة استثنائية على المستوى الفردي والمجتمعي.
3627
| 12 ديسمبر 2022
إن أعظم انشغال تنشغل به في حياتك هو انشغالك بشؤونك الخاصة. تُولي لنفسك أولاً من الوقت برهة لتتعرف عليها.. لتُدرك ما تحب وما تكره، ما تقتنع به، وما تفكر به، ما يُميزها من القوة، وما تحتاج إلى تقويته من نقاط الضعف. تَتبيّن مشاعرك وتتعلم كيفية التعامل معها، تفقه سقطاتك وتَعلم انتصاراتك. تنشغل بتهذيب نفسك. فتأخذ بيدها إلى مدارج الارتقاء في الخُلق، وإلى انتقاء أطايب القول والفعل، وإلى بَذْر الخير، واقتلاع ما مات وانتزاع ما شذّ من حديقة قلبك. تُعيد النظر فيما قدّمت في حياتك، وما الذي ستقدمه في الآتي من الأيام. تتفكّر في كيف تزيد جمالاً في خُلقك وخلقتك، في روحك ونفسك وجسدك. كيف تُهذّب ردود أفعالك، وتتخيّر استجاباتك فتتعامل مع ما لا يروقُ لك بالجمال والإحسان. بالهجر الجميل والصبر الجميل والصفح الجميل. وكيف تكفّ أذاك إن لم تكن تمتلك شيئاً من الود واللطف يُعينك لتدفع به ما تواجه. كيف ترتقي بذاتك فتبادر بالخير دون انتظار، وتعفو عند الاقتدار، وتصبر عند الاختبار، وتتجاوز. فتدفع بالتي هي أحسن. إن فعلت ذلك كله ما لك وما للناس ما قالوا وما فعلوا فقد سَلمِتَ وسلّمت، وزدت وارتقيت. فما عليك إلا نفسك لا يضرك من ضل. إذا اهتديت!. *لحظة إدراك: كل ما يُثير اضطرابك في الناس، وسخطك على ما لا يعجبك، يعكس ما في دواخلك من حاجة للتهذيب والارتقاء.. تركيزك على نفسك يسمو بك ويُزكيك، ويُهذب سقطاتك، ويزيدك تواضعاً في ذاتك، ويضاعف رحمتك لغيرك.
1578
| 05 ديسمبر 2022
ثَمّة إدراك عميقٌ جداً من المُهمّ أن يتأصل في نفسك، تُبنى عليه خيارات حياتك، ونوعيّة قراراتك، هذا الإدراك من المفترض أن ينبع من شعورك النفيس بـ (القيمة الذاتية)، وإحساسك الجزيل بـ (القدر) في عين نفسك. ذاك الشعور الذي تعي معه بأنك أنتَ القيمة المضافة لكل شيء، وأنه لا يوجد في الحياة من حولك ما يمكنه أن يضيف لك قيمة أنت لا تشعر بها داخلك.. التعامل مع الذات على أنها (قيمة حقيقية)، ورأس مالك الأصيل، سيصبح علامة فارقة جداً في حياتك وفي تثمين كل من وما تتعامل معه، أو تُدخله من علاقات أو اختيارات إلى حياتك في شتى مجالاتها، وسيلعب دوراً مميّزاً في انتقاء ما يكون لذاتك لائقاً، وفي اختيار ما يرقى إلى أن يصبح بك جديراً.. لن يُشكّل المنصب، أو اللقب، أو المظهر، أو الصحبة حينها أمراً تستمد منه شعورك بالقيمة والتقدير.. وتتنّفس من خلالهم الكرامة والعزّة.. بل إن استثمارك في نفسك، واحتفالك بأصالة أن تكون نفسك على كل حال، واهتمامك بارتقائها كل حين، سيجعلك أنت من تضيف (القيمة) على كل شيء تتعامل معه، أو تتولى مسؤوليته ! سيكون قدومك موقعاً بهيبة قدومك، ورصانة حضورك، وبهاء سطوع ألوانك الذي لا يُماثل أي شيء آخر سوى بصمة روحك، وأصالة وجودك. * لحظة إدراك: قيمتك الأصيلة تنبع من غَورِ باطنك، ومن سحيق طويتك.. من حيث أقمتَ أنتَ نفسك في عين نفسك لا من عَرضٍ عابر، أو صيتٍ زائل ! وكما كتب الرافعي ذات يوم: (مقامك حيث أقمت نفسك، لا حيث أقامك الناس، فالناس لا تعدل ولا تزن)
4173
| 28 نوفمبر 2022
من المعاني الأثيرة، والقيم الصفية في تأسيس حياة طيبة قيمة (الجمال). تلك القيمة التي قد يعدّها البعض لا تعدو أن تكون سوى مبحث من المباحث المُجردة للفلسفة، أو فضل ترف، أو محض إضافة للحياة، لا قيمة أساسية نسعى لتواجدها في حياتنا، أو نتطلع لتوفيرها في تفاصيلنا!. ولكن في ظني أن (الجمال) رديف (الخير)، وتوأم (البرّ).. وما من جميل الحال والمقال إلا وتطوف به هالة الخيرية، وسِمْة الطّيب وهيئة الإشراق والنور. فالجمال أليف الخير والإحسان، وكأنهما صنوان لا يفترقان. فأينما حل الجمال حل الخير معه. فالله (الخير المُطلق) جميل يحب الجمال. جمال الداخل وجمال الظاهر، جمال القول واللفظ وجمال الفكر وجمال الخُلق. حتى إنه وَسَم أعلى درجات الأخلاق بالجمال (صبراً جميلاً، هجراً جميلاً، صفحاً جميلاً.. الخ) ويمكننا أن نرى أن الخُلق المُكرّم يقترن بالـ (حُسن) ويُنعت السلوك الراقي بـ (حُسن الخلق). كما أن (الإحسان) يرتبط بالسمو في مراتب الحُسن والجمال. فكلما ارتفع مقاماً، وتنزه مرتبة كلما كان (أحسن) و(أجمل). كما يمكننا أن نلحظ حتى في مظهرنا أن التجمل والتطيب ممدوح في كل حين خاصة عند إقامة العبادات والشعائر فأينما وُجد الخير، والبر، حل الجمال معهما! *لحظة إدراك: من يُدرك قيمة الجمال هو في حقيقة الأمر يعي قيمة (الخيرية) في نفسه وفيما حوله، ويتلمس من نفسه خيريتها بتزكيتها. وهذا في حد ذاته (جمال) آخر!
1215
| 22 نوفمبر 2022
أحياناً.. ومع انغماسنا في شؤون الحياة وتحدياتها، وصعود هضابها ونزول سهولها. ننسى أن (نحيا) الحياة! ننسى الغاية، ويتوه منا المعنى. ونفقد طعم الحياة! ونظل نعيش في دوامة من الأيام المتشابهة.. والمشاعر الشاحبة! نتحول من (أحياء) إلى أشباه الأحياء، فقط تظل أسماؤنا على قيد الحياة دون تفعيل لبذرة الحياة الحقيقية فينا. دون شعور، دون لون أو رائحة!. لذلك فإن (الحياة) ليست للجميع! الحياة بمعناها الحقيقي (التدفق والسريان والمتعة والسعادة وتحقيق غاية الوجود) هي فعلاً لمن يجرؤ ويغامر. لمن يُقبل ويُدبر. لمن يكر ويفر. لمن يتزن.. فيُعطي كما يأخذ، ويفوز كما يخسر. فالحياة ما هي إلا لعبة لها قوانينها، لن يُقبل عليها إلا من (يجرؤ) على المخاطرة، ومن يجسر على الإقدام. من يخلع عنه رداء الخوف، ويتخلص من شعور التردد. من يستمتع خالصاً بلحظاتها، ويبتهج بفوزها وخسارتها. من يتأمل الفوز ولا يخشى الخسارة. من يتطلع للفرص الأخرى ويصقل مهارته بالدُربة والخبرة. هذه هي الحياة، لا ما يشبه الحياة! الحياة التي قيل عنها: (كل نفسٍ ذائقة الموت، ولكن ليست كل نفس ذائقة الحياة)! *لحظة إدراك: كل نَفْسٍ (متنفسّة) ومتفاعلة هي نفس ذائقة الحياة، تذكرك أنك ما زلت على قيد الحياة، قيد الحب، قيد اللحظة التي تدور على مسرحها أحداث حياتك.. تذكر أن تحيا لا أن تعيش فقط!
2937
| 14 نوفمبر 2022
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5067
| 20 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
4938
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3699
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2799
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2382
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1536
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1032
| 23 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
984
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
846
| 20 أكتوبر 2025
يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية...
714
| 23 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية