رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من طبيعة رحلة الحياة التبدّل، ومن سنن الله في خلقه أن الثابت الوحيد في هذه الرحلة الدنيوية هو التغيّر والتحوّل، فلا شيء يبقى على ما هو عليّه، حيث يتشكّل المرء في رحلة حياته وتتغيّر معه قناعاته وأفكاره، ومظهره ومخبره، وينمو جسداً ونفساً وفكراً، وتتبدّل أحواله، وتتقلب ظروفه.. وهذه هي سنّة الحياة وديدنها.. فلا شيء من ذلك عنها بمستغرب!. لذا من المفيد لك أن تدرك أنك لا تدين بالاعتذار لأي أحد بسبب تغيّر اختياراتك، أو تبدّل قناعاتك وأفكارك، أو انقلاب مشاعرك وأحاسيسك، ولا تدين بالتبرير لأيٍ من كان بسبب تغيّر أولوياتك، أو ترتيب قيمك، أو تحوّل شخصيتك مظهراً ومخبراً. فلديك كامل الحق في إعادة صياغة نفسك كما تحب، فالمرء في تغيّر دائم، وتحوّل أفكارك وقناعاتك.. يتبع ارتقاء وعيك، وسمو إدراكك واتساع نظرتك لكل ما يحيط بك. وانسلاخك عن نسخٍ قديمة لا تُشبه ظاهرك وباطنك الذي اعتادوه لا تمنح الحق لأي أحد أن يطالبك بالاعتذار عن خروجك عما ألفه منك، أو أن يضغط عليك بتقديم التبريرات لبزوغك عن الأُطر التي حدّها لك، أو أن يُشعرك بالذنب لأنك لم تصبح تلك النسخة القديمة التي تشبهه!. وكأنك كفرت بما آمن هو، وخرجت من ملته وصراطه ونبذت ديدنه ومنهجه وغدوت نسخةً جديدة لا تلائمه، وصورةً أخرى لا تطابقه. تيّقن أن لك كامل الحق في اختيار ما يناسبك فحياتك تعيشها مرة واحدة.. لن يحياها أحد غيرك، ولن يدفع ضريبة اختياراتها إلا أنت. لحظة إدراك: من يحمل هم الناس، وأحكامهم عليه، ويسعى لرضاهم فقد حكم على نفسه بالأفول، وبالعيش في ظلٍ زائل، وسيعجب كيف تتغيّر الأحوال ويمسي ما كان يظنه بالأمس غير مقبول ولا محمود عندهم بأنه أضحى كذلك اليوم، وأنهم يمارسون ما انتقدوه عليه من ممارسة حقه في الاختيار. فلا أجدر بالمرء أن يرفع شعار (عليكم أنفسكم) وأن يجتهد في اختيار ما يليق به ويناسبه، فلن يعيش حياته أحد سواه، ولن يُحاسب يوم الحساب إلاه.
1548
| 06 يونيو 2023
لربما قد مرّ بك أن ترى أحدهم يمارس صنعته -أياً ما كانت-بطريقةٍ تبدو لك عندما تراقبها سهلة جداً وبسيطة إلى الحد الذي يدفعك للتفكير أنها من التفاهات، أو ربما من الأمور السهلة جداً التي تستطيع الإتيان بها بأيسر ما عندك.. وربما يفاجئك عندما تحاول أن تأتيها بمدى صعوبتها ! حينها من الجيّد أن تعلم أنه وصل إلى درجة الاحتراف فيها، وأنه قضى في الدربة عليها ربما عمراً بأكمله حتى تفيض منه بسرعة وسهولة وبساطة تبدو للرائي أنها سهلة جداً، بسيطة حقاً ! هذه الدرجة من الإتقان هي مقام (السهل الممتنع) التي يندمج فيها الفكر والشعور والجسد والروح.. ولا يصلها المرء إلا بالتدرّج والاصطبار على ممارستها وتكرارها.. ومن حُسن الإدراك أن نتنبه إلى أن ذلك لا يتم فحسب فيما يتجّلى لنا من المهارات الحسيّة الجسدية، بل كذلك على مستوى المهارات غير الحسيّة المرتبطة بالفكر والروح والشعور.. فمن الناس مثلاً من يكون ذهنه وقاداً بالحجج والبراهين، أو مسترسلاً بقلمه في الكتابة والإبانة، ومنهم من يألف الشعور فتجده فيّاضاً بالحب ينبع منه بلا عمدٍ أو جهد يذكر ! ومنهم من تظهر منه مهارات الجسد والفن والإبداع فيصدّرها لنا فناً مدهشاً بارعاً كأبهى ما يكون! تلك السهولة الممتنعة هي مقامٍ عالٍ من الإتقان، والتجويد والألفة التي خلقها صاحبها معها.. الأهم أن نُدرك أنها يمكن أن تُمارس على النقيضين ! فمن الناس من يصدر سوء الخلق منهم كطبعٍ لا ينفك منه، ومنهم من يمارس تشاؤمية الفكر، أو سوداوية الشعور حتى تظن أنه لها منبع و منبت ! وحتى صار كجزء منه يفيض به ويضر نفسه ومن حوله ! لذا.. ما أجدر بالمرء أن يفطن بما ألفه من مهارات الجسد والفكر والوجدان، و ما يدرّب باستمرار نفسه وعقله وروحه وجسده عليه، حتى لا يصدر منه مع الدربة والمران كطبعٍ (سهل ممتنع) فيما قد يسوءوه أو ينقلب عليه وعلى من حوله بلا نفع أو فائدة أو ربما ضرر له ولغيره ! لحظة إدراك: أولى مراتب التغيير هي الفطنة والانتباه، فالطبع السهل الممتنع يصبح مألوفاً لا يُلحظ مع الوقت لأنه قد أحكم قبضته على صاحبه، فيصدر منه بلا فكرٍ ولا رويّة! فالوعي بذلك ابتداءً يُسهّل إعمال المراقبة، وتعهّد النفس بالتدرّج والإصلاح لما تم اختياره من الأطباع الجديدة التي يريد التطبّع بها، وتعهدها بدوام المران عليها حتى تصبح مسلكاً جديداً، سهلاً ممتنعاً يأتيه دون لأيٍ ولا مشقّة.
3075
| 30 مايو 2023
كثيرةٌ هي الصراعات التي يخوضها الإنسان في دنياه، ومتنوعةٌ تلك النزالات التي يُدفع إليها المرء في حياته! ولكن لعل أكثر المعارك ضراوةً، وأشدها قسوة تلك التي يدخل فيها المرء محارباً مغواراً ضد نفسه! فما من حربٍ أقبح من حرب تُقام بين جنبيك، وساحاتها قلبك وعقلك ووجدانك! لا تضع أوزارها، ولا تفتأ تستخدم أكثر الوسائل فتكاً في تدميرك، ولا تهنأ روحك براحة بالٍ ولا بأنسٍ أو سلامٍ تعيشه مع نفسك لنفسك! ما أقسى أن تكتشف أن أكبر ناقديك.. هو أنت! وأن أغلظ جلاديك.. هو أنت! وأن أكثر محبطيك.. هو أنت! وأن أكثر الأصوات المدمرة لك، والكارهة لتقدمك هو صوتك! صوتك أنت! وأن أكثر مرجفيك.. هو أنت! وأن ألدّ أعدائك.. هو أنت! لذا.. فالتصالح مع الذات هو أول خطوات التوفيق.. وأكبر الانتصارات أن تُعلن لنفسك الهدنة، وتضع أوزار الحرب، وترفع راية السلام مع ذاتك وتعيش راحة البال وأُنس الخاطر وتتقبل بشريتك بكل ما فيها من نقائص.. فتكون لذاتك حليفاً، وولياً حميماً، ومع غيرك مسالماً رفيقاً. تجدّ في احترام نفسك، وطمأنتها وتشجيعها وحثها على الإقدام، وتحتوي ضعفها وانكسارها كأقرب رفيق! لا تتهيَّب أن تعترف بأخطائك، ولا تستميت في الدفاع عن ذاتك المزيفة، أو تُغالي في انتقاد من حولك! ولا تجد في نفسك حرجاً - في المقابل - أن تخبر غيرك بتميّزه وجماله وتفوقه لأنك ببساطة لا تشعر بالتهديد ولا تسعى للإثبات ولا تفكر بصراعات تقض مضجعك! فلا أجمل من سلامٍ يُطمئن البال، ويُشجع على توفيق الحال، ويعين على دوام السعادة والقبول بالموجود قناعةً ورضا وامتناناً لخالق هذه الروح التي لم تُخلق للحروب، ولم تُوجد للمعارك، ولا تليق بها النزالات التي لا تزيدها إلا جراحاً دامية لا تبرأ، ولا تناسبها الصراعات التي تضفي عليها شحوباً ضامراً لا يزهو ! لحظة إدراك: سلام القلب، ونقاء الروح لا يستقيمان مع ثورة النفس على ذاتها، والتوفيق والفلاح لا يجتمعان مع ذات كارهة لنفسها ومن حولها، وقرار العين لا يكون مع من استلَّ سيف الخصومة على أقرب المقربين، ومن من المفروض أن يكون أصفى الأصفياء! والتي لا يحيلها النزاع إلا أن تنقلب على صاحبها كألد الخصام، لذلك فمن الحكمة أن يكون لها الأولوية في الدفع معها بالتي هي أحسن وإكرام الوفادة والتعهد بالحب والرعاية على أي عدو خارجي، حتى تنقلب لك إلى (وليٍّ حميم) تتعاهدك حباً بحب وإكراماً بإكرام، وصلحاً بصلح.
837
| 23 مايو 2023
قد يكون من المبتذل سماعه أن الحب الحقيقي النقيّ هو ذلك النوع من الحب غير المشروط ! دون أن يُكلّف أحدهم نفسه للتفكّر في هذا التعبير الرائج ! فما هو هذا النوع الأثير النقيّ ؟ الصافي الزلال ؟ وهل هو موجود فعلاً ؟ بل هل هو مطلوبٌ حقاً لنجاح العلاقات ؟ في ظني.. أنه لا يُوجد حبٌ بلا شروط تماماً، أو مودةٌ بلا توقعات إطلاقاً،حتى لو كان حباً يُضرب به الأمثال كحب الأمهات والآباء لأبنائهم ! فالحب في أصله ليس وضعاً (سريالياً) ! بل هو (حالة إنسانية) تمتزج فيها متطلبات الفكر والشعور والروح والجسد ! ولكن لعل الاختلاف هنا هو في (نوع ) تلك الشروط، و(كيفية) تلك التوقعات ومدارها. فكلما قل الاشتراط المبني على مصالح الأنا، وشهوات النفس، واعتبارات الاستنزاف، وضمر وضع جوع الاحتياجات غير الملباة، كلما كان الحب أقرب إلى حالة القبول العام لمن نحب وتقليلٌ لشدة قبضة التحكمّ التي تحيط بهم من كل اتجاه. وكلما انخفضت تلك التوقعات المبنية على المصلحة الذاتية والاعتمادية في إشباع الاحتياجات، كلما سما الحب وخفّ وارتقى عن أثقال تجرّه إلى أن يصبح استغلالاً لمشاعر الآخرين ! فليس معنى ذلك أن نحب أحداً مثلاً ونهدي له العطاء دون توقع الأخذ، أو أن نأنف من بعض المسالك أو التصرّفات أو الأقوال والأفعال باعتبارها تخل بصفة (الحب غير المشروط بلا توقعات) ! لذا فمن الصعب أن نصف (الحب الصادق ) بأنه خاوٍ تماماً من أي توّقعٍ أو شرط، ولكن يمكننا أن نصفه وباعتدال يحترم إنسانيته بأنه.. (متسامٍ فوق استحكام الشهوات ومرتقٍ عن ذل الاحتياجات ! ). هذا هو الوصف الأقرب للاتزان، والأدنى لبشريّة الإنسان، والأطوع لبناء علاقات صحيّة، ترعى الرغبات وتأخذ في الحسبان الاحتياجات المتنوعة المتداخلة بين دوائر الجسد والنفس والفكر والروح. *لحظة إدراك: لكل حالة وشعور إنساني مستوياته المتنوعة، ومقاماته المتدرجة، ولعله من غير اللائق أخلاقياً أن يُطالب الإنسان بمستويات (سريالية ) تنأى به عن السهولة والتدرّج وحب الارتقاء، أو على أفضل تقدير يُطالب بمستويات قد لا يصل إليها إلا من ارتقى عالياً في مقامات الوعي والحكمة، لأنه لن يكون نصيبه من كل ذلك إلا إحباطاً يمنعه من احتواء ذاته، ورغبته في تجويد علاقاته.
2469
| 16 مايو 2023
ليس من المستبعد أن يؤثر القرب والبعد المكاني على المنازل في القلوب، فمن الثابت أن العلاقات الإنسانية تحتاج دوام الخلطة والتفاعل، والألفة باللقاء، وبالتفاعل الجسدي واللفظي، وتنمو وتزدهر بالمشاركة، وتبهت بالجفاء وقلة الصلة، ولا شك أن استمرار التواصل مما قد يُسهم في تقوية العلاقات ويزيد من تماسك الأواصر، وتقارب الأرواح وتآلفها. لذلك من الشائع أن يُقال: (البعيدُ عن العين بعيدٌ عن القلب) ولكن في واقع الأمر لم يكن الحب الحقّ بقرب وبعد المسافات فحسب، فكم من قريبٍ هو أوحش في مقامه من أبعد بعيد، يُضرب بين قلبك وقلبه بأسوارٍ لها أبواب ظاهرها القُرب وباطنها بُعد سحيق ! وكم من بعيدٍ هو في الفؤاد أقرب من حبل الوريد! فليس اكتظاظ الأماكن بالأبدان، ودوام الوصل بالألسن، واعتياد النظر للأعين هو - فحسب - من يخلق الصلات، ويُعظم في القلوب المقامات! وليس قرب المنزلة، ودوام المعشر هو من يُدلل على قوة المودة، وإيثار الاصطفاء! فكم من روحٍ فارقتنا وهي للحيّ منها أقرب! وكم من دانٍ بمقرّه بعيدٌ عن القلب، وكم من ناءٍ بجسده خليلٌ للوجدان، صفيّ المقام، وليّ حميم ! كما قيل: بيني وبينك أميالٌ تُباعدنا والروحُ يا منيتي بالروحِ تتصلُ فما المودة الأصيلة إلا سكن الأرواح، وحيّز النفوس، ومرابع المُهج، وجِنان الطوّية، وصفاء البواطن، لا يحول بينها وبين من تستأثره بحبك حائل، ولا يردع بينها وبين من توده رادع.. فلا سدود تُبنى بالمسافات إلا ما سُدّ بين الروح والمُهج، فالروح تتسع لكل حبيب دانٍ أو ناءٍ.. فـ: إن لم يكن للعين إتمامٌ لرؤيتكم فالقلب مسكنكم والرّوح تتسع لحظة إدراك: ما الحب إلا طاقة مودة تُنثر بين الأرواح، تتلقفها وإن تناءت الأجساد، وتباعدت الأزمنة، أو عزّ اللقاء، وصعب التلاق، وهذا مما اختُص بمكارم الروح، وفضائل المودة ومآثر الحب الأصيل الذي يتجاوز كل حاجز، ويتخطى أي حاجب!
14583
| 09 مايو 2023
عندما يقع الإنسان في دوائر الاعتياد فإنه يكون قد سلّم نفسه لمنطقة راحته.. تلك المنطقة التي أصبحت سهلة عليه ألفها وألفته بدوام الخلطة وكثرة الممارسة.. ولكن استمرار الاعتياد يقتل التيقّظ والملاحظة، ويميت الانتباه، وتُبهت ألوان الحياة، وتُبدد نكهتها، وتُضمر روعتها وتُضعف الدهشة بتفاصيلها ! ذاك النوع من التعوّد الذي يجعلك تألف كل ما حولك ولو كان هشاً، وتتماهى مع تفاصيل ربما لا تُشبهك في شيء فقط بسبب طول مقامك معها، وتألف حتى مشاكلك وصراعاتك، وخيباتك وإخفاقاتك.. بل وحتى اضطراباتك وأمراضك! أو حتى تعتاد - في المقابل - على مناقبك، وفضائل من حولك وما يحيط بك، وتألف ما يحيط بك من الخير والنعيم، ومن الآلاء والنعم فلا ترى فيها جمالاً يُذكر، ولا حبوراً يُذخر، ولا فضلاً يُحمد، ولا نعمةً تُشكر! بل على العكس! توقظ فيك حس المقارنات والنقم، والنظر بعين السخط التي لا تُبدي لك إلا المساويا ! ولو جئت بعينٍ غريبة للاحظت ما لم تلحظ، ولرأتْ ما لا ترى، ولأدركتْ فيك ما لم تعِه وتتنبّه عليه.. من الجمال والحُسن، أو الفوضى والاضطراب.. أو غيرهما من الأحوال والمقامات. لذلك فعين الضيف دائماً ما تلاحظ ما لا يلاحظه أصحاب المنزل، وعين الغريب تلتقط ما لا يُدركه أهل البلد.. لأنها أصبحت محيطهم الذي يسبحون فيه ولا يستطيعون إدراكه. ولعل ذلك أدعى إلى التنبّه والاستيقاظ، والبُعد عن طول الاعتياد، وأخذ الأحوال كضمانات مقيمة أبداً، وخلع روح الدهشة للتفاصيل، والإهمال لوضع الأمور في نصابها.. والإنسان بطبعه يميل للتعوّد والاستئناس بما أدمن المقام عليه، لكن من المهم إدراك خطورة (الإغراق) في الألفة لأنه يستجلب التبلّد ليس فقط عن ملاحظة وإدراك الفوضى والنقائص، إنما كذلك عن إدراك الجمال والمناقب حتى تُصبح الذات متبلّدة الشعور، متجمدة الإحساس، متكلسة الانفعال والتفاعل باختصار.. موتٌ صغيرٌ على نحوٍ ما ! لحظة إدراك: من النافع أن يحوز المرء القدرة على الاعتياد، لأنها صفة إنسانية أصيلة تُمكنه من تسيير حياته، والوصول بمهاراته إلى مستوى الاحتراف، ولكن من المهم أن يُدرك أن (الاتزان) مطلب في الاعتياد والألفة، حتى لا يُميت الشعور بداخله، ويأخذ الحياة كضمانات، أو يُعمى عن المثالب والمزايا، أو يدخل في دركات التهلكة إن أدمن المُقام فيما لا يصح به أن يطول فيه!
747
| 04 مايو 2023
كثيراً ما يستهين المرء بدواخله، وقد يُهمل النظر إلى أفكاره وظنونه تجاه نفسه، ومشاعره تجاهها ويعتقد أنها مما استودعه في طوّية النفس التي لا يعلمها إلا الله ولا أثر لها على أرض واقعه، وأنها محض أفكارٍ داخلية، أو مشاعر مخبأة، لن يطلّع عليها أو يشعر بها أحد ! بل قد لا يلحظها الآخرون مع إتقان الاصطناع، وجودة الانتحال والتخفّي وراء الأقنعة، وتزييف ظاهر مُتقن لما يريد البلوج به كرداءٍ منسوجٍ ببراعة يرتديه متى شاء، أمام من شاء كيفما شاء! ولكن الحقيقة أن كل ما استودعناه في دواخلنا - بلا استثناء - دق أو جل، صغر أم عظُم يسقط منعكساً على (منشور) الحياة فيبعثه متفشيّاً في كل مكان وعلى أيٍ ما نتعامل معه ! فالناس على سبيل المثال ستعاملك - حتماً - على القدر الذي ترى به نفسك، وعلى النحو الذي تعامل به ذاتك حقيقةً بلا مواربةٍ وإن أتقنت الظهور بما يخالفه! فلن يستطيع أن ينضح إناءٌ إلا قطعاً بما فيه! فما تستودعه في سريرتك شاهدٌ لا محالة على ما ظهر منك شئت أم أبيت، وعيت به أم لم تعِ. فإن كنتَ ترى نفسك في أعماقك (ولو بشكلٍ غير واعٍ) غير جديرٍ أو جيّدٍ كفاية، فإن هذا الاعتقاد سيعكس نفسه آنياً أو تالياً.. لترى ممن حولك ما يثبت لك ذلك! وكأنه دليلٌ بيّن على ما تحويه طوّيتك، وما تحمله سريرة نفسك من الشعور والقناعات.. فلا يستقيم أن يتعهد الإنسان نفسه فيكون طيّباً، مُحسناً، صادقاً، يرى في نفسه جميل المناقب، ويُبصر في الحياة رحمة الله وحكمته، ويتزن في حياته مع ذاته ومع غيره ويؤمن بأن الله عدلٌ لا يظلم مثقال ذرة، لا يستقيم كل ذلك مع سوء الحال، ونبذ الآخرين وسوء المنقلب.. فالمقام المحمود هو وعد الله لكل من آمن وصدّق، والفلاح هو المآل لكل من زكّى نفسه وأخلص.. لذلك لا يغرّنك من يقول إن جل مشاكلي من (طيبتي) ! وأن الدنيا قلبت عليَّ ظهر المجن !! فالرهان هنا هو (المعنى) الذي يحمله في عقله ووجدانه وما يُعرّفه ويتصوّره عن معنى (الطيبة)، فيخلط مثلاً بينها وبين السذاجة، أو بينها وبين الضعف والهوان واستجداء الاهتمام. والرهان كذلك على مقدار القناعات التي يشحن بها عقله عن الدنيا وما حوت، بأنها دار الابتلاء، وتعاسة المؤمن، وشقاء الحال، وصعوبة الصروف، وتكالب النوائب! وليس كل ذلك سوى محض عدلٍ، فلن يُوجد في حياتك ما لا يُشبهك مهما اختلفت مظاهره وطرق تجلياته ! * لحظة إدراك: من أجلى الطرق للتزكية والسمو هو تعهّد واقعك بالمراقبة والتقييم، فإن سرّك ما ترى فما هو إلا علامة على رقي ما تحمله بداخلك، وإن ساءك ما تجد فالطريق مُتاح ومعلوم، تبدأ بالتزام ذاتك بالتغيير حتى يتغيّر واقعك. فـ (إن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم). وكما ورد في الأثر: (ما أسرَّ عبدٌ سَرِيرَةً إلا ألبسهُ الله رداءها، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشر).
1995
| 27 أبريل 2023
سوء الخُلق لا يُبرر على أي حال، وفساد المسلك لا يُعلل بأي سبب! لأن الأخلاق عندما تكون (أصيلة) فإنها تصبح راسخة متمكنة، قوية كشجرة باسقة أصلها ثابت وفرعها في السماء، لا تتغير بتغير الزمان ولا بتلون المواقف ولا تعاقب التحولات. ولا بتبدل الظروف ولا برفعة المقامات أو انخفاضها، ولا باختلاف التعاملات مع البسطاء أو الوجهاء، مع من سخرك الله تحت إمرتهم، أو مع من سخرهم الله لك تحت طوعك. فالأصيل في خلقه يبقى أصيلاً ثابت المسلك مع الجميع وعلى أي حال ومع أي مقام، حتى وإن جارت عليه الدنيا وانقلبت الظروف، وساء الحال والبال. كما قيل: إن الكرام وإن ضاقت معيشتهم دامت فضيلتهم والأصل غلابُ لذلك فإن من يجد أن الطيبة ضعف، أو أن التغافل حُمق، أو أن الإكرام سذاجة، أو أن الصدق لا يُمارس إلا مع عشيرته أو بني جنسه وجلدته، وأن الاحترام لا يحق إلا لمن كان على دينه ومذهبه أو لمن علاه مكانةً ومقاماً، أو أن حُسن الخلق مرتكز على حُسن مزاجه، وطيب انفعاله وراحة باله، واستقرار وجدانه. فإن في أخلاقه (نظر)، وفي سلوكه (ارتياب)، لا تُؤمن بوائقه، ولا يُركن إليه. لأن أخلاقه ليست (حقيقية) فهي متغيرة بتغير الأهواء، ومتبدلة بتبدل الأوضاع. أما من يمتلك (أصالة الخلق) فيبقى معدنه أصيلاً، لا تغيره الأحوال ولا الأماكن ولا الأشخاص ولا الأوقات ولا نوائب الدهر ولا جور الزمن. لذلك ورد في الحديث الشريف: (خياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام). *لحظة إدراك: كرامة الأخلاق من أصالتها، وعميق تجذرها، ولا يكون ذلك إلا لمن ألف مقام العزة والنخوة والإباء، وترفعت نفسه عن دنايا الأقوال والأفعال وعن فضول الأطماع وتبدل النزعات، من سلمت نفسه من ميل الأهواء وتقلبات الأمزجة، من كمل عقله، وظهرت حكمته وألجم نفسه بحُر إرادته، حتى أصبح الخلق الكريم طبعه وشيمته وديدنه.
9969
| 18 أبريل 2023
لعل واحداً من أعدل القوانين في الحياة هو أن تعلم أن كل ما تعمله وتقدمه سيعود لك حتماً، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.. لأنه سيعود إليك وإن كان من بابٍ آخر أو بشكلٍ مُختلف، فالله لا يُضيع أجر المحسنين، ويحصي كل ما قدّمت.. لذا فمن المفيد أن تتذكر دائماً أنه (كما تدين تُدان) وليس ذلك على مقام ما (ظهر) وبان من الأفعال والأعمال فقط، وإنما كذلك على مستوى ما (استتر) وخفي من المشاعر والأفكار التي ترسلها لغيرك أو تتركها أثراً يجدونه في قلوبهم وعقولهم وأرواحهم.. فكل ما ترسله بان أو توارى سيعود حتماً إليك، وجميع ما تزرعه ظهر أو خفي ستحصده، مهما بلغ مبلغه.. فالنوايا الطيبة لن تُعدم جوازيها، والأفعال النبيلة ستلقى حصادها طال الزمن أو قصر.. لذلك كانت الكلمة الطيبة صدقة لأنها إحسان يُزهر قلب أحدهم فيظن في نفسه خيراً ويطيّب فؤاده بالمسرّة، وعقله بالطمأنينة، ويجبر خاطره بالرحمة والموّدة.. والابتسامة في وجه أخيك صدقة لأنها مرسول الطيب والخير وحُسن النوايا.. ولا يُزهر الخير إلا خيراً.. ولا يُثمر المعروف إلا معروفاً مثله وإن اختلف جنسه وتوقيته. تأكد أن كل شعور وكل فكرة تغرسها في قلب وعقل إنسان سيكون لك حصادها ولو بعد حين.. ومن العميق أن نُدرك أن هذا الأمر ليس مقتصراً على ما ترسله لغيرك، بل حتى معك أنت ذاتك.. كل ما تهديه لنفسك من تهذيب وعناية بطيب القول، وحُسن الظن في ذاتك ونُبل الخلق معها، والاهتمام بك جسداً وعقلاً وشعوراً، ورحمتك بها وما تتحدث به في طويتك لنفسك عن نفسك، وما تُطيّب به خاطرك، وتجبر به كسرك، وما تكرم به مقامك من تسامٍ وارتقاء ستجد ثمرته ثقةً وتمكيناً وقرارة عينٍ وراحة بال عاجلا وآجلاً، بائناً ومستتراً، فكل ساقٍ سيُسقى بما سقى. * لحظة إدراك: كل ما يصدر منك من نيةٍ أو فكرٍ أو شعورٍ أو عملٍ موجه لك أو لغيرك هو دين سيرجع لك، فانظر ماذا تريد أن يعود إليك ثمره، وما تُحب أن ترى حصاده، فالحياة كما قيل (سلف ودين) وما كان ربك بظلامٍ للعبيد.
1344
| 11 أبريل 2023
يسعى الإنسان بطبعه - وربما بمحض رغبته - لترك الأثر موصولاً بعد موته، وممتداً بعد وفاته.. ليبقى ذكره باقياً ما دامت الدُنيا. والرهان الأكبر هو أن يكون ذاك الأثر المُؤمل ذا (تأثير) وذا فاعلية وسطوة تُشبه روحه، تفيض بسيماه كبصمةٍ تنقل توقيعه، وختم يتركه وداعاً لمن خلفه، وشهادةً أنه مر من هنا، مرّ.. وهذا الأثر. وقد قيل: قد مات قوم وما ماتت فضائلهم.. وعاش قوم وهم في الناس أموات! لذلك فإنه من اللائق أن نُدرك باكراً أن الموت الحقيقي ليس هو موت الأجساد، وغياب الأبدان، إنما الموت هو موت الذكر الطيب، وانعدام حُسن الأثر. فلطالما كان الذكر الحسن ملازماً لأولئك الذين تركوا آثارهم النيّرة حيثما مرّوا، شيئاً من فكرهم ومشاعرهم وأقوالهم وأفعالهم وعلمهم، ولربما حتى بشذى أرواحهم فقط فهي بركة تحل حيثما حلّوا.. وليس ذلك إلا لأنهم نثروا الطيب أينما كانوا، وظل عطرهم عابقاً في الأرجاء في حياتهم وبعد مماتهم. فلا يعدم مرورهم من خُلق رفيع، أو لطفٍ يُصيب، أو عطاءٌ يُقدم بقلبٍ رحيم وحب للخير والإحسان، أو علمٍ يُنشر بعقلٍ رزين وحكمة بالغة، أو نور يُبدد الظلمات. فمقامهم عالٍ يُعرف، واسمهم بالطيّب يُذكر، والدعاء موصولٌ لهم في حياتهم، وبعد مماتهم. وهذا -لعمري- لهو الأثر الباقي، والإحسان المستمر، والحياة الحقة، والكرامة الممتدة، والذكر المحفوظ عند الله بحسن العمل، وعند الناس بشهادة شرف النفع وكرامة الأثر. كما قال الشاعر: يفنى العباد ولا تفنى صنائعهم فاختر لنفسك ما يحلو به الأثرُ لحظة إدراك: ترك الأثر اختيار، وبقاء طيب الذكر انتقاء.. وليس ترك الأثر في حد ذاته هدفاً يُرمى، فكم من تاركٍ لأثرٍ مُضرٍّ مؤذٍ، وكم من ذكرٍ غير طيب ولا مُستملح، تلوكه الألسن عبر الأيام حتى يصبح صيتهم متبوعاً بنعت: (سيئ الذكر) لا يُستطاب، وأثرهم الباقي ذكرى خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فتنبّه واختر لنفسك (ما يحلو) به الأثر
8427
| 04 أبريل 2023
من الكياسة أن يمتلك المرء ذاك الرشد السديد، والفطنة الجميلة والأدب العالي الرفيع في التعاطي مع المستويات المختلفة للحياة والناس، فيمتلك من السلاسة والمرونة ما يُمكنّه من خوض عباب الحياة برشاقةٍ بالغة، واحترافٍ بارع. وأكن بالغ التقدير لمن يتصرّف مع الحياة وفق مقامات تناسب كل ظرف، وحسب أحوال تليق بكل إنسان يتعامل معه.. من يستطيع أن يُعطي للناس قدرها، ويخاطبهم على قدر عقولهم ومستوى أفهامهم، ويسلك معهم وفق منازلهم ومكاناتهم.. فلا الصغير كالكبير، ولا الصاحب كالغريب، ولا الرئيس كالمرؤوس، ولا القريب كالبعيد.. ذاك الذي يستطيع أن يحفظ السر، ويحترم خصوصيته، فليس كل خبر عنه مُشاع، ولا كل سر عنده مُذاع، ولا كل ما يسعى له لإطلاع الجميع مُتاح. من يضبط شعوره، ويتعامل بكياسة مع المواقف، فبعضها يتطلب التغافل، وجزء منها يستدعي الحزم والشدّة.. من تتلوّن مشاعره وأفكاره وتعاملاته حسب تدرجات الحياة.. مرونةً لا مكراً، وسلاسةً لا عُسراً .. فلا يكون صلباً فيكسر ولا ليناً فيُعصر. وليس معنى ذلك أن يتظاهر المرء بما ليس فيه، أو يرتدي أقنعة لا تُشبهه، أو يتوارى خلف مسميات كاذبة، أو ينافق الناس بما ليس عنده، وإنما المقصد أن يتعلّم أن يتعاطى مع طبيعة الحياة، ويتدرّب على التماهي معها والتمتع بكل ألوانها وتدرجاتها، دون أن يفقد هوّيته، أو يزوّر فكره وشعوره.. بل يتفهم مقامات الحياة حتى يصوغ منها لحناً شجيّاً يُطرب، ويتدرّب على التعامل مع منازلها علواً وانخفاضاً حتى يُنشدها أغنية آسرة يتردّد صداها لا يغيب، ورقصة مُبهرة لا تُنسى. * لحظة إدراك : الرقص مع الحياة يتطلّب معرفةً بإيقاع مقامات لحنها، ومزامنة الحركة عليها صعوداً ونزولاً، حركةً وثباتاً ، تقدماً وتراجعاً بثبات خطوة، ودراية سبيل، بمرونة عالية وسلاسة.. وهذا في المتناول مع الدُربة والمِران، فقدرتك على التناغم مع الحياة ومرونتك في التعاطي معها قوة لا ضعف، ومتعة لا فرض، واتساع لا ضيق.
930
| 28 مارس 2023
كثيراً ما يتم الاختلاف في الأدبيات على أهمية الاعتناء بالبواطن، والتقليل أحياناً من قيمة وتأثير مظاهر الأشياء وزخرفها، ويعدون ذلك زهداً محموداً، أو رقيّاً منشوداً بالنظر فقط لما وراء القشور والظاهر من الأمور ! وفي حقيقة الأمر أجد أنه من الاتزان أن يعادل المرء النظر إلى كلٍ منهما، وأنه من العميق جداً أن يهتّم الإنسان بالإناء الذي يأكل به كاهتمامه بلذّة وجوّدة الطعام الذي يأكله، وألا يعتبر أن المبالاة بالوعاء الذي يحويه فيض اهتمامٍ بتفاصيل غير مُجدية ! لأن الاستلذاذ بالطعم والاستفادة من المطعوم هما تجربة متكاملة لا يمكن فصل تأثيرها على الإنسان ظاهراً وباطناً .. فإن كان الطعم اللذيذ تجربة حسيّة، والأكل المفيد تجربة جسدية، فإن الاهتمام بتفاصيل جمال ما يُقدّم به هذا الطعام وبكيف يُقدّم ومن يقدّمه تجربة وجدانية وروحية خالصة. وقسْ على ذلك، فإن فحوى الكلام مُهم للأفهام، ولكنه ليس من الجليل فقط ما يُقال، وإنما كيف يُقال ومتى يُقال وبأي شعورٍ يُقال .. فإن من البيان لسحراً ! فليس انتقاء جمال اللفظ وزُخرف العبارة ترفاً تُغني عنه جودة المتون، وليس اللطف في كيف يُقال فضلاً يُغني عنه صدق النوايا، وليس اختيار متى يُقال نافلة تُغني عنه قيمة الكلام ! فلا تحقرن من الإناء، لأنك تُعظّم ما فيه، ولا تُقلل من قيمة الشكل لأنك تُعلى معناه، فللنفس ذوقٌ يُدارى، وشعور يُستلذ، وللعين حق التمتع بالنظر، كما للقلب حق التلذذ بأنوار البصيرة، وللروح ما يؤنسها وما يُقرّبها، وما يسمو بها مقامات النور والإشراق بالعناية بكل شيءٍ فيظاهره ومعناه . وما العناية بذلك كله إلا من فيوض الرّقة والتهذيب وانتشار من أنوار الحكمة وارتقاء الوجدان. *لحظة إدراك: لم يخلق الله الأشياء بظاهرها المادي عبثاً، فللمظاهر حقها من العناية والحفاوة والإكرام، وما المذمة إلا لمبدأ (الإفراط ) على كل جانبٍ .. فلا إسرافٌ محمود في الإعلاء من المظاهر على حساب المتون، ولا غلو ممدوح في الاهتمام بالبواطن وإهمال ظاهرها، فلكلٍ مطلبه وحقه في الاكتراث والتبيان دون غلوٍ ولا شطط.
966
| 21 مارس 2023
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6651
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2724
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2250
| 30 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1707
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1515
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1149
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1041
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1035
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
969
| 27 أكتوبر 2025
عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
867
| 26 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
834
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
684
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية