رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا يوجد في العالم العربي ما يسر، كل شيء يبعث على الإحباط والاكتئاب والمرارة، فالحروب تطحن أجزاء كثير من هذا الوطن العربي، والبلاد التي لا تعهما الحروب يسيطر فيها الفقر والفاقة والحرمان والبطالة.نصف شباب العرب لا يعملون، ونسبة تتجاوز 10% من العرب لا يجدون ما يأكلون، ونسبة تصل إلى 80% يمكن أن تصنف تحت خط الفقر، والحالة التعليمية في تراجع، والخدمات الصحية متدنية جدا في غالبية البلدان العربية، والفساد "يسرح ويمرح"، والدكتاتورية تكاد تكون منهجا للحياة، والسجون تحولت إلى مقابر للأحياء في كثير من بلدان هذا العالم، والإدارة في أدنى مستوياتها. والشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشدد الخناق على قطاع غزة ويفرض حصارا خانقا بمشاركة نظام السيسي في مصر.هذه حقائق نعيشها ونراها يوميا، وهي الحقائق التي دفعت ملايين العرب إلى الهجرة غير الشرعية، وحولت البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة للمهاجرين العرب خاصة السوريين، ودفعت كثيرا من الشباب العرب إلى الانتحار، بل إن بداية الربيع العربي، والثورة العربية المعاصرة كانت بسبب الشاب التونسي محمد البوعزيزي، بائع الخضار والفواكه، الذي أحرق نفسه، بسبب الإهانة وامتهان كرامته، رغم قبوله الفقر وعدم اعتراضه على سلطة الدكتاتور، وفي مصر سجلت 36 ألف محاولة انتحار خلال عام واحد، ويكاد يكون الانتحار "حلا" في كثير من الدول العربية.هل نحن أمة تنتحر؟ الإجابة الصحيحة هي: نعم.. نحن أمة تنتحر أخلاقيا ودينيا وإنسانيا وحضاريا واقتصاديا، ويكفي إلقاء نظرة واحدة على الرقعة الممتدة من المحيط الأطلسي وحتى الجزيرة العربية لكي نرى هذه الحقيقة المرة.في يوم من الأيام قال الفيلسوف الإنجليزي الشهير برنارد شو عن أمريكا.. أنها أمة مرت من البدائية إلى الانحلال دون أن تمر بالحضارة، وإذا ما عدلنا هذا القول قليلا فإن الأمة العربية تمر من الجاهلية إلى الجاهلية وكان مرحلة الإسلام والحضارة لم تكن إلا لحظة عابرة في تاريخها.كم هو مؤلم هذا الكلام..لكنها الصورة كما يراها الجميع حاليا، وهي الصورة التي جعلت من "داعش" علامة مميزة للعصر العربي الحديث، وإذا ما استخدمنا المصطلحات الجيولوجية والأحافير، فإن النصف الأول من القرن العشرين في العالم العربي كان عصر الاستعمار، والنصف الثاني كان عصر الدكتاتورية والتسلط، أما مطلع القرن الحادي والعشرين فهو "العصر الداعشي"... عصر يسيطر فيه الجنون والانتحار في عالمنا الذي يشبه مركبا متداعيا في بحر لجي تتقاذفه أمواج عنيفة، ويسقط ركابه من العرب في قيعان مظلمة.رغم هذه الصورة القاتمة ثمة فرجة من الأمل، فالإنسان كما الشعوب والمجتمعات لا يستطيع أن تعيش بلا أمل.. أمل بالانعتاق من الظلم والتخلف والأمية والدكتاتورية والتعذيب والموت المجاني والفقر والجوع.. أمل بنهاية لهذا العصر الداعشي المظلم، أمل لن يكون ولن يتحقق أبدًا إلا بسيادة الوعي والفكر الحر والدفاع عن الحرية، والعمل من أجل بناء الفرد والمجتمع على قاعدة حضارية إسلامية..للخروج من متاهة الجاهلية التي تغرقنا.. فالإسلام.. إسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو الحل الوحيد الممكن والمتاح وغير ذلك عبث، أنه الأمل الوحيد المتاح لامتنا.
580
| 26 مارس 2016
ليس من السهل أن تلعق الجرح وتشد عليه وأن تتابع المسير، فهذا يحتاج إلى عزيمة وإرادة لا تقهر، ربما يكون هذا الوصف هو الأقرب للدقة عند وصف الانتصار الكبير للجيش العربي الأردني والفدائيين الفلسطينيين في معركة الكرامة قبل 48 عاما، وتحديدا في الحادي والعشرين من مارس 1968، أي بعد 9 شهور فقط على الهزيمة العربية التي خسروا فيها ما تبقى من فلسطين.لقد كان انتشاء العدو الإسرائيلي بانتصاراته كبيرا لدرجة اعتبروا فيها الأردن لقمة سائغة، لدرجة أن وزير الحرب الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه دايان جمع الصحفيين في أريحا، قبل الهجوم على الأردن، ودعاهم ليشربوا الشاي معه في مساء ذلك اليوم على مرتفعات السلط، لكنه عاد وبعد ساعات فقط إلى تأجيل الدعوة حتى إشعار آخر، لكن الدعوة تأجلت إلى الأبد، فلم يستطع أبدًا أن يشرب الشاي فوق جبال السلط.بعد الهزيمة العربية أو ما عرف بـ"النكسة" في يونيو 1967، نشط العمل الفدائي الفلسطيني على الحدود الأردنية الفلسطينية، وأراد الإسرائيليون أن ينتهوا من "وجع الرأس" وذلك بمهاجمة القواعد الفلسطينية على الأرض الأردنية وإنهاء العمل المسلح الفلسطيني، وتحقيق أهداف أخرى منها: معاقبة الأردن على احتضانه للعمل الفدائي الفلسطيني، احتلال مرتفعات السلط الإستراتيجية، وتحويلها إلى حزام أمني لإسرائيل تماما كما حدث بعد ذلك في جنوب لبنان. وربما أفضل من لخص الهدف الإسرائيلي هو قائد معركة الكرامة، الفريق مشهور حديثة الجازي الذي قال: "كان الهدف الإسرائيلي هو "إحضار الأردن إلى طاولة الاستسلام" من خلال احتلال أجزاء من الضفة الشرقية ومن ثم بدء التفاوض على هذا الأساس، لقد كانوا يعتقدون بأنهم قادمون في نزهة إلى الأراضي الأردنية.المفاجأة التي لم تكن في حسابات العدو الإسرائيلي هي إرادة الصمود والعقيدة القتالية التي ترى في الإسرائيلي عدوا وجوديا، والتلاحم الأردني الفلسطيني منقطع النظير، فقد حارب الفدائيون الفلسطينيون إلى جانب جنود الجيش الأردني، ويسجل للمقاومة الفلسطينية تصديها للقوات الإسرائيلية المهاجمة لمدة 50 دقيقة كاملة مع بدء الهجوم، ما أتاح للجيش الأردني الدخول في المعركة بكل قوته، ودحره للقوات الإسرائيلية الغازية وتكبيدها خسائر لم تعهدها من قبل، دفعت حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي في حينه للقول:"إن إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب يونيو". ووصف قائد مجموعة القتال الإسرائيلية المقدم (أهارون بيلد) المعركة فيما بعد لجريدة دافار الإسرائيلية بقوله: لقد شاهدت قصفًا شديدًا عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئًا كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط. وهي المعركة التي اعتبرها المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفيتية "نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية".فقد طلب الإسرائيليون وقف إطلاق النار بعد 5 ساعات من الهجوم فقط، لكن ذلك لم يتحقق له، واستمر القتال 16 ساعة كاملة تكبد خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة واستغرقت عملية انسحاب قوات العدو الإسرائيلي 9 ساعات كاملة بسبب هجوم الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين عليهم.فشل العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المتمثلة بالقضاء على الفدائيين الفلسطينيين، احتلال موضع قدم في الأردن أو الاستيلاء على مرتفعات السلط الإستراتيجية، وربما كان أفضل وصف للمعركة هو ما قاله صانع النصر، قائدها الفريق مشهور حديثة:"معركة الكرامة درس مبكر من أصغر قوة في المنطقة، أي القوة الأردنية، بإمكانية الانتصار إذا توفرت الإرادة"، وتابع "أقول بكل فخر، إنني استطعت تجاوز الخلاف الذي كان ناشئا آنذاك بين الفدائيين والسلطة الأردنية، فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب، وكقوة موحدة تحت شعار: كل البنادق ضد إسرائيل، فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة".معركة الكرامة درس بليغ لأمة تبحث عن الكرامة في مواجهة عدو إسرائيلي لئيم وغادر لا يفهم سوى لغة القوة، ولا شيء غير القوة.
548
| 22 مارس 2016
مع دخول الثورة السورية عامها الخامس، يسجل الشعب السوري ملحمة أسطورية من الصمود والإصرار على الحرية والإطاحة بنظام بشار الأسد الدموي، الذي يتكون من خلطة طائفية وقومية سورية نازية متمثلة بالحزب القومي السوري الاجتماعي، وقومية عربية مكونة من أقليات دينية ويسار متهالك وصليبية أرثوذكسية روسية أعلنت "حربا مقدسة" ضد الشعب السوري، بالإضافة إلى الكيان الإسرائيلي والصهيونية العالمية، واللوبي اليهودي في أمريكا ومناطق أخرى من العالم، وتآمر أمريكي أوروبي.الشعب السوري خاض ملحمة أسطورية على مدى 5 سنوات رغم خذلان "الأخوة العرب" و "الأصدقاء المزيفين"، وكان قدر هذا الشعب المقدام أن يقاتل العرب والعجم وحيدا في صعيد واحد، وتمكن بحول الله على منازلتهم جميعا، رغم الجراح والآلام والمصائب والضحايا.لم يكن صمود الشعب السوري البطولي بلا ثمن، بل كان غاليا جدا، فقد قتل نظام الأسد الإرهابي وحلفاؤه المجرمون نصف مليون سوري، وجرحوا أكثر من مليون سوري، واعتقلوا أكثر من ربع مليون سوري، واغتصبوا أكثر من 50 ألف حرة سورية، وقتلوا في السجون تحت التعذيب أكثر من 50 ألف سوري، وشردوا أكثر 14 مليون سوري، يشكلون أكثر من نصف الشعب السوري، ومسحوا مدنا بأكملها من الخارطة وتحولت إلى خراب ويباب ودمار، ويكفي أن نلقي نظرة واحدة على صور حمص حتى نرى أثار الكارثة، وتكبدت سوريا حتى الآن أكثر من 250 مليار دولار من الخسائر، وانتشرت الأمية بين أطفال سوريا الذين هدمت مدارسهم وشردوا في أصقاع الدنيا، ومات السوريون في البحار والمحيطات وهم يبحثون عن ملجأ آمن، وهدمت المستشفيات ودور الأيتام والمعاقين.أعتقد أنه لا يوجد نظام في التاريخ فعل بشعب يحكمه مثلما فعل نظام بشار الأسد، الذي يمتلك فائضا من الحقد يكفي لقتل البشرية كلها، وليس الشعب السوري فقط، وهو حقد يجد مددا في الحقد العلوي الشيعي الفارسي على الأمة كلها، ويجد متنفسا لإجرامه في سوريا.هذا النظام الدموي الإرهابي قتل على مدى 5 أعوام أكثر من 500.000 إنسان، أي أنه قتل 274 سوريا يوميا، وبلغة الساعة فإنه يقتل أكثر من 11 شخصا في الساعة الوحدة، لم يتوقف عن القتل دقيقة واحدة، ولم تتوقف براميله المتفجرة ولا قنابله وصواريخه عن العمل، مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا بما فيها الأسلحة الكيماوية والغازات السامة، مدعوما بحشوة دموية قومية فارسية إيرانية شيعية علوية حاقدة وكارهة للعرب والإسلام والمسلمين وسوريا والسوريين.رغم كل ذلك صمد الشعب السوري واستطاع ثواره تحقيق انتصارات كبيرة على نظام الأسد وإيران وروسيا وحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية، وتمكن من التقدم على الأرض، فهزم النظام فاستعان بحزب الله فهزمه أيضا، فدخلت إيران على الخط فهزمها، فاستنجدوا بروسيا فهزمها هي الأخرى، وهربت من سوريا تجر أذيال الخيبة.لا أخاف على سوريا والثورة السورية من الأعداء الواضحين، فهؤلاء نعلمهم، ولكنني أخاف عليها من "أخوة يوسف" و"الأصدقاء المزيفين"، وأخافهم عليها من تقطر أنيابهم سما زعافا رغم ملمسهم الناعم.ليس هناك ثورة أعظم من الثورة السورية، وليس هناك شعب ثائر أعظم من الشعب السوري، ومعه الشعب الفلسطيني البطل، وهي ثورة ستنتصر بإذن الله تعالى، لأنها على موعد مع الحرية.
1182
| 20 مارس 2016
هذا الأسبوع كان أسبوعا فلسطينيا بامتياز، تألق فيه العقل الفلسطيني، وتألقت المهارة والكفاءة والإنجاز، على المستوى العالمي والعربي، فهذا الشعب وجد لكي يبقى، رغم الهجمة الإسرائيلية الصهيونية الشرسة على الإنسان الفلسطيني.أول هذا التألق كان فوز ابنة مخيم الدهيشة المعلمة الفلسطينية حنان الحروب بجائزة أفضل معلمة في العالم من بين 8000 معلم ومعلمة، من مؤسسة فاركي التعليمية الخيرية. في التصفيات النهائية لم تكن حنان الوحيدة لكنها كانت واحدة من 3 معلمين فلسطينيين تأهلوا لقائمة أفضل 50 معلما في العالم لتتربع حنان الحروب في النهاية وحدها في النهاية على عرش التعليم العالمي.من حسن الطالع أن يأتي تتويج حنان الحروب مع إعلان نتائج المسوحات التي بينت أن نسبة الأمية في فلسطين حاليا هي الأقل على مستوى العالم العربي، وأن النسبة لا تزيد على 4.1%، وكانت المفاجأة السارة أن غزة المحاصرة سجلت أدنى نسبة أمية في فلسطين والعالم العربي بلغت 3.1% في حين سجلت محافظة نابلس في الضفة الغربية ثاني أدنى نسبة أمية بواقع 3.3%، كل هذا رغم الحصار والحروب والقتل والإبادة.تتويج حنان الحروب لم يأت صدفة بل جاء نتيجة جهد وعمل وتعب وإبداع وعطاء بلا حدود، فهي التي أعطت طلاب فلسطين 70 وسيلة جديدة للتعليم وهي التي كتبت "نلعب ونتعلم" ليصبح كتابها هذا مرجعا تعليميا في كل فلسطين، وهي التي جاهدت من أجل زرع الأمل في أطفال فلسطين الذي يدفعون ثمنا غاليا بسبب الاحتلال الإسرائيلي البغيض.حنان لم تبخل بالحنان على أطفال فلسطين، كما فعلت مع أبنائها، وهي التي رفعت شعار "لا للعنف"، وهي التي طالبت أن يكون هذا العام هو "عام المعلم الفلسطيني" الذي لا يجد ما يسد رمقه ويتظاهر للحصول على حقه بالعيش الكريم، فهم الذين يزرعون الأمل على الأرض الفلسطينية لأن عليها ما يستحق الحياة، وهم المطالبون بإزالة آثار الاحتلال الإسرائيلي وآثار القمع اليهودي الصهيوني عن الطلاب الذين يرهبهم الجنود الصهاينة على الحواجز وفي المدارس والشوارع.تألقت حنان ورفعت اسم المعلم الفلسطيني والعربي عاليا، وتألق معها وإلى جانبها صحفيو فلسطين الذين حصدوا كل الجوائز، جائزة الشهيد علي حسن الجابر التي نظمتها اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، فاز بها اثنان من غزة المحاصرة وواحد من الضفة الغربية.. تربع الشاب أحمد سمير البظ من نابلس المحتلة على عرش الصورة الصحفية، ومحمد الصواف على عرش الفيلم الوثائقي، والشاب الصحفي محمد أبو قمر على عرش التحقيق الصحفي الاستقصائي.للأسف لم يستطع الصحفيان الفلسطينيان من غزة الحضور لتسلم جائزتيهما بسبب الحصار الإسرائيلي والمصري الظالم على القطاع، فكانا نجمين غائبين وكان محمد أبو قمر هو القمر الغائب عن سماء الحفل، لكنه قمر وصل شعاعه إلى الدوحة والعالم العربي كله.يحق لفلسطين أن تفخر بأبنائها وأن تفخر بمعلميها وأن تفخر بصحفييها الذين يقفون على خط النار في مواجهة الموت الإسرائيلي، فهذا الشعب يسجل انتصارات في العلم والتعليم وقوة الكلمة والصورة والتغلب على الجهل والأمية، فهو ملح الأرض والجذر رغم الاحتلال الصهيوني الذي يحاول أن يستأصله. فهذا الشعب عصي على الاستئصال والإبادة، وهذا ما فعلته المعلمة الفلسطينية حنان الحروب "ملكة معلمي ومعلمات العالم" والصحفيون البظ والصواف وأبو قمر، وكل معلمي ومعلمات فلسطين الذين هزموا الأمية والاحتلال في وقت واحد.
772
| 18 مارس 2016
عبد الفتاح السيسي ما غيره.. المشير الذي انقلب على الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي سبق بأن طالب بثورة دينية وتجديد الخطاب الديني.حقيقة الأمر أن الثورة التي طالب بها السيسي هي ثورة على الإسلام ولا شيء آخر، فهو يعمل على تفكيك الهوية العربية الإسلامية لمصر، وينفذ هذا المشروع على قدم وساق، ولذلك ليس غريبا أن يخرج شخص مارق مثل ما يسمى "وزير عدل" أحمد الزند، للتهديد بسجن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعامل مع الرسول الكريم، كما لو كان متهما، وقال إنه سيستمر بملاحقة صحافيين يتهمهم بنشر أخبار كاذبة عنه وعن أسرته وحبسهم، وقال بالنص "إن شاء الله يكون النبي عليه الصلاة والسلام"، واعتبر أن السجون خلقت للصحفيين.الزند الذي يحب مستخدمو تويتر وفيسبوك أن يطلقوا عليه لقب "الزنديق"، وهو الهاشتاج المستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي، يعبر عن الحالة التي وصلت إليها مصر في عهد الانقلابي السيسي، الذي اتهم الإسلام والمسلمين بتهديد البشرية كلها في احتفال المولد النبوي وقال بالنص: "تعادي الدنيا كلها.. يعني المليار ونص مسلم هيقتلوا الـ6 مليار عشان يعيشوا هما.. مش ممكن.. إحنا محتاجين ثورة دينية"، والتقط هذه الإشارة جوقة على رأسهم إبراهيم عيسى وإلهام شاهين وفاطمة ناعوت و"وفنانة فاشلة" اسمها بوسي قالت بالحرف "اللي قال سيدنا محمد أشرف الخلق غلطان لأنه مشفش السيسي"، وبالطبع فإن الدجال الكبير سعد الدين الهلالي وصفه السيسى رسولا من الله، وهو نفس الوصف الذي أعطاه لوزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وخرجت مذيعة على قناة سيساوية لتقول عن السيسي "إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق"، وهو وصف لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقالت له امرأة في أحد المؤتمرات ”أنت الصادق الأمين” فقال وسأحاول أن أكون ”القوي الأمين” فقالت له مضيفة ” والحفيظ العليم”، في إشارة لأوصاف ثلاثة من الأنبياء ”محمد وموسى ويوسف” عليهم الصلاة والسلام، لكن الطامة الكبرى عندما خرجت جريدة الفجر السيساوية لتقول إن "السيسي يقابل الله مرتين"، وفي تعد وتحد واضح وسافر للإسلام والعقيدة الإسلامية ويضربها في مقتل.الزند ليس إلا واحدا من المارقين الذين رعاهم السيسي، وهو صاحب التصريحات الخطيرة "بأنه لن تنطفئ نار قلبه ما لم يقتل 400 ألف من الإخوان المسلمين، وصاحب عبارة "نحن هنا أسياد الأرض، وغيرنا هم العبيد"، مكملاً "اللي هيحرق صورة قاضي، هنحرق قلبه وهيتحرق ذاكرته وخياله من على أرض مصر عشان ما ينجسهاش". السيسي يتطاول على الإسلام وعلى مليار ونصف مليار مسلم ويصفهم بالمعادين للبشرية، وأتباعه عادل حمودة وسعد الدين الهلالي يتطاولان على الله، والزند يتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم ويدعو إلى قتل جماعي، وإبراهيم عيسى يتطاول على الشريعة الإسلامية، وفاطمة ناعوت تعتبر أن أمر الله سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام بالتضحية بسيدنا إسماعيل كان "كابوسا"، ويخرج يوسف زيدان ليقول إن قصة الإسراء والمعراج ملفقة، وأن المسجد الأقصى لا وجود له في فلسطين، ويتلقط الخيط مسؤولون في وزارة التربية والتعليم لحرق الكتب الإسلامية وتنظيف المناهج من "الإسلام العنيف والجهاد والعداء لليهود".إنها حرب على الإسلام يقودها السيسي شخصيا، والزند أحد الجنود فيها، وهي حرب على هوية مصر وتاريخها وعقيدتها وإسلامها.. وهو المشروع الحقيقي للانقلاب.. تفكيك مصر ثقافيا ودينيا قبل تفكيكها جغرافيا.
3304
| 15 مارس 2016
يفترض أن تقوم الأجهزة الأمنية التابعة للانقلاب في مصر بالقبض على قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بمجرد دخولهم إلى الأراضي المصرية، فهؤلاء القادة الفلسطينيون عبارة عن "إرهابيين" بتعريف الانقلاب، وكل من يتعامل معهم "إرهابي" بالضرورة، وهذا لا يستثني حتى الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي، الذي أطاح به الجنرال عبد الفتاح السيسي في انقلاب أسود، فالرئيس مرسي يحاكم بتهمة "التخابر" مع حماس وقطر، بالإضافة إلى تهمة "وادي النطرون" (حكم أولي بالإعدام)، و"التخابر الكبرى" (حكم أولي بالسجن 25 عامًا)، و"أحداث الاتحادية" (حكم أولي بالسجن 20 عامًا)، و"إهانة القضاة" وغيرها.ورغم تهم التخابر فإن وفدًا قياديًا من حركة حماس يزور القاهرة ويضم: موسى أبو مرزوق، وعماد العلمي، وخليل الحية، ومحمود الزهار، وماهر عبيد. وبالنظر إلى فداحة تهم التخابر كان ينبغي أن تلقي سلطات الانقلاب القبض على الزهار والعلمي والحية وأبو مرزوق وعبيد بعد أن وطأت أقدامهم سيناء بعد اجتيازهم لمعبر رفح، خاصة أن وزير داخلية الانقلاب اللواء مجدي عبد الغفار، يوم الأحد الماضي، اتهم جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية بالتورط في اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، الذي قتل جراء استهداف موكبه بسيارة مفخخة في 29 يونيو 2015. وقال: إن "أجهزة الأمن وضعت يدها على مخطط ومؤامرة كبيرة تهدف إلى زعزعة استقرار مصر، وإن اغتيال بركات صدر بتوجيه من القيادات الإخوانية الهاربة بتركيا بالتنسيق مع حركة حماس في غزة، التي أشرفت على العملية منذ بدايتها حتى انتهاء تنفيذها، وأن عناصر من حركة حماس قامت بتدريب العناصر المكلفة بارتكاب العملية، بعد أن تم تهريبهم بإشراف مجموعة من بدو سيناء إلى قطاع غزة، ثم عادوا إلى البلاد مرة أخرى".إذًا قادة حماس من وجهة نظر النظام الانقلابي في مصر "إرهابيون شاركوا باغتيال النائب العام ودربوا العناصر التي ارتكبت الجريمة"، وهذا يعني أنهم يستحقون الإعدام، ولكن ورغم "فداحة الجرائم الحمساوية وشبكاتها للتخابر" يتم استقبال قادتها والتفاوض معهم، ما يعكس الحالة "القراقوشية" لهذا النظام الانقلابي الذي يبدو أنه لا يتعاطى "ترامادول" فقط، كما قال عباس كامل، مدير مكتب السيسي، بل يتعاطى نوعا "مضروبا" من الحشيش، يدفع هذه الطغمة الفاسدة وإعلامها إلى حالة من "السطلان" والتخريف والتوهان والزوغان والتدليس.يعلم نظام الطغمة العسكرية الانقلابية الحاكمة في مصر أن حماس حركة تحرر وطني وأنها تقاتل دفاعا عن فلسطين، وأنها لم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من الدول، ولم تنفذ أي عملية عسكرية أو استخباراتية في الخارج للرد على اغتيال قادتها، رغم قدرتها على ذلك، بل وتفوقها في الرصد، والوصول إلى الأهداف، ولكنها حددت ميدان عملياتها في فلسطين فقط، لأنها لا تريد أن تشتت البوصلة، ولأن المعركة هي فقط ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين المحتلة.النظام السيسي الانقلابي يتخبط في التعامل مع حماس، ويتخبط في التعامل مع القضية الفلسطينية، وهو الذي أقام حلفا معلنا مع الكيان الإسرائيلي، وبالتالي فهو يستخدم ورقة العداء للمقاومة الفلسطينية من أجل التقرب من العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، لكنه في الوقت نفسه يشعر بالخوف من قدرة حماس على اللعب في الملف الساخن في سيناء، وهي التي تملك امتدادات قبلية كبيرة يمكن استخدامها، وهذا الخوف الذي يهيمن على حكام القاهرة يدفعهم لعدم قطع "شعرة معاوية" مع حماس، عبر ممارسة "النصب السياسي والخداع الدبلوماسي"، الذي يتراوح بين المماطلة والإغراء والتهديد والوعيد بخنق غزة بل والدخول في حرب ضد قطاع غزة بالتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي.الطريقة التي يدير بها هذا النظام الانقلابي لمصر غير معقولة ولا منطقية، وهي أقرب إلى الهبل والخبل والضياع، منها إلى إدارة سياسية لها رؤى واضحة المعالم.
572
| 13 مارس 2016
النظام الانقلابي في مصر لا ينتج إلا الأشياء الكريهة، فهو يعيد إنتاج الفساد والخراب والدمار، وهو أمر لا يحتمل حتى من أناس أيدوا الانقضاض على الشرعية وثورة يناير، وهذا ما ظهر حتى على شاشة التلفزيون المصري الرسمي.مشكلة هذا الانقلاب وزعيمه عبدالفتاح السيسي أنه لا يقف عند حدود في الانهيار والسقوط في الهاوية، وكان آخر ما تفتفت عنه عبقريته هو ترشيح أحمد أبو الغيط، وزير خارجية المخلوع حسني مبارك ليكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية.صحيح إن ما يسمى جامعة الدول العربية كيان تخريبي، أنشئت بقرار من بريطانيا الاستعمارية من أجل منع قيام أي شكل من أشكال الوحدة العربية، أو حتى أي شكل من أشكال التقارب، وهذه الجامعة لم تكن يوما في صف الشعوب العربية، فهي جامعة "الحكومات"، كما قال أحد مسؤوليها، وليست جامعة الشعوب، وبالتالي فإن أي شخص رأس أو سيرأس هذا الكيان سيمثل حالة الخراب العربي الشامل، التي تعبر عنه هذه الجامعة التي أفضل أن أطلق عليها اسم "مفرقة أو مشتتة"، فهي في تاريخها كلها لم تستطع أن تجمع شيئا.الآن وبعد 5 سنوات على اندلاع الثورات العربية والإطاحة بالتونسي زين العابدين والمصري مبارك والليبي القذافي واليمني علي صالح، أعاد النظام القديم في كل هذه الدول إنتاج نفسه من جديد، رغم عدم عودة رأس النظام نفسه، وهذا ينطبق على مصر التي انقلب فيها الجنرالات الفاسدون وأركان الدولة العميقة على الثورة ونتائجها، وانقض الجنرالات على كل ما تحقق للشعب من آمال قليلة، وأعادوا عقارب الساعة إلى الوراء.هذا النظام الانقلابي الذي يقوده الجنرال عبدالفتاح السيسي أعاد للعمل كل منظومة الفساد السياسية والاقتصادية، وأعاد إنتاج أشرس حالة أمنية عرفتها مصر في تاريخها الحديث، وحول مصر إلى سجن كبير، واعتقل أكثر من 100 ألف مصري خلال عامين ونصف العام فقط، في واحدة من أشرس الحملات الفاشية ضد من يعارض الانقلاب.لا يريد نظام السيسي الانقلابي الوقوف عند هذا الحد، فهو يريد إعادة إنتاج الحالة الخارجية المتردية التي كان يمثلها نظام مبارك، بالتحالف مع نظام بشار الأسد المجرم الإرهابي في سوريا ضد الشعب السوري، وهذا ما كشف عنه الإرهابي الأسد في لقاء مع قناة المنار التابعة لحزب الله، وإعادة إنتاج الحالة القذافية في ليبيا عبر العقيد خليفة حفتر، الهارب من حرب تحرير شريط أوزو الليبي الذي احتلته تشاد، إلى أحضان المخابرات الأمريكية.الآن يريد الانقلابي عبدالفتاح السيسي ونظام الجنرالات، إعادة إنتاج "عفن" رجال مبارك على رأس جامعة الدول العربية، فاختار أحمد أبو الغيط، الذي كان واحدا من أسوأ رجال مبارك، وهو الرجل الذي لا يعرف سوى العلاقات الاستراتيجية مع الكيان الإسرائيلي، وهو من أشد أعداء الشعب الفلسطيني، وهو عدو لا يبارى لقطر، ومواقفه معروفة، عندما تبجح وأعلن إفشال قمة الدوحة حول غزة، وهو الذي تبجح بذلك علنا على شاشات الفضائيات، وهو الذي طالب بخنق غزة وشعبها.ترشيح أبو الغيط لرئاسة "جامعة الدول العربية" يكشف عن الردة الكبرى التي يقودها نظام السيسي الانقلابي ضد الثورات العربية وضد الربيع العربي وضد فلسطين وقطر تحديدا، وضد الحرية والعدالة والكرامة التي طالبت بها الشعوب العربية، وهو إعلان للعداء لمن يدعم قيم الحرية في الوطن العربي وفي مقدمتها دولة قطر.
591
| 11 مارس 2016
رحم الله المفكر والمعلم الدكتور حسن الترابي، وجعل الجنة مثواه، وجزاه الله خيرا عن الأمة، فقد كان علما سودانيا وعربيا وإسلاميا كبيرا.تربطني بالدكتور الترابي، رحمه الله، علاقة قديمة تعود إلى بدايات عقد التسعينيات من القرن الماضي، زرته في بيته ومكتبه في الخرطوم، وسافرت معه إلى أطراف السودان البعيدة، وأكلنا العصيدة معه برفقة صحب كرام، والتقيته في الدوحة في مؤتمر من المؤتمرات.هذا الرجل لم يكن عاديا في يوم من الأيام، سواء اتفقت معه أو اختلفت، فلديه ما يكفي من المنطق والحجة لكي يدافع عن رأيه، دفاع يغلفه بابتسامة عريضة لا تفارق محياه أبدا، فهو يعي ما يقول وما يفعل تماما، ولا تصدر أقواله أو أفعاله اعتباطا أو صدفة، ولم يكن يوما في موضع المفعول به أو رد الفعل، فقد كان فاعلا دائما، ولأنه كذلك، ولأن الحجة كانت تعوز خصومه في السلطة، كان الحل الأسهل بالنسبة إليهم هو زجه في السجن، لأن أي مناظرة علنية معه تعني انحياز الناس إلى جانبه، وهو ما لا تريده السلطة أبدا.البعض يذهب في خصومته إلى الحد الأقصى، دون أن يتحاور معه أو يسمع رأيه، ولأن الدكتور الترابي كان عملاقا فكريا ومفكرا كبيرا كان لديه آراء غريبة يمقتها الفكر المحافظ، أو التقليديون من البشر، لكنهم مع هذا كانوا يخافون مواجهته لمناقشة الأفكار التي يرفضونها، هذا لا يعني أنني أتفق معه في كل ما ذهب إليه، فهناك عدد من آرائه أعارضها، وهناك مواقف أتخذها لا أقبلها أيضا، ولكن هذا الرأي لا يقلل من قيمته أبدا.قلت له ذات يوم: يا دكتور لا تثق بالعسكر، فالعسكر إذا دخلوا السياسة يصعب التخلص منهم.. أذكر أنني قلت له هذا الرأي عام 93 أو بعدها بعام، ولم يعلق.. التقينا بعدها بسنوات فذكرته بما سبق وقلت له فرد علي: أنت على حق. هذا المفكر العملاق كان متواضعا للغاية، تشعر وأنت معه بالسهولة واليسر، كان نهرا هادئا تسيل ماؤه الهوينا رقراقا، حلو المعشر واللسان، على الطريقة السودانية التقليدية التي لا تعرف الفجور في الخصومة، وأهل السودان الذين عرفتهم من هذا النوع من البشر.لم يكن الدكتور الترابي رقما عابرا في الحياة السياسية والفكرية والثقافية والدينية العربية والإسلامية، فلقد كان الرقم المرجعي، وكان وتدا تلف حوله الأفكار، وكان، رحمه الله، مؤثرا في السياسة والحكم والسلطة والمعارضة ورجال الأعمال والاقتصاد، استطاع أن يصنع حزبا كبيرا يناطح الأحزاب السودانية التقليدية المبنية على أسس دينية تصوفية، وعمل على إعادة هندسة المجتمع السوداني، لكنه لم ينجح في ذلك إلا جزئيا، فالظروف أقوى منه وأقوى من كل المفكرين والمصلحين.كان بإمكانه أن يكون "مرشدا روحيا ودينيا" وأن يتحول إلى "مرجعية دينية"، لكنه اختار أن يكون سياسيا وأن يشارك في الحكم والسلطة وأن يدخل في دهاليز السياسة، لأنه كان يهوى الواقعية الإنسانية ولا يرغب بالاختباء خلف الدين من أجل مكاسب دنيوية.رحم الله الدكتور الشيخ حسن الترابي، فلقد أعطى السودان والعرب والمسلمين الكثير من الفكر والتجارب، ومهما اختلفنا عليه، فإن الجميع يتفقون على الإقرار بريادته وقدرته على معاكسة التيار الثقافي والديني السائد.
921
| 08 مارس 2016
ليس من قبيل الصدفة أن يسجل الشعب الفلسطيني بعضا من العجائب والغرائب، التي تندرج في إطار جمع المستحيلات، مثل ثنائية "الاحتلال والسلطة"، " والتهويد والتسامح"، و"المستوطنات والتسوية"، و"الجندي اليهودي وبطاقات الشخصيات المهمة"، و"الثورة والاستسلام"، و"الحسم والانقلاب" و"الحكومة والتمرد" و"المصالحة والحرب الأهلية"، و"أبو مازن وكل السلطات".. فقط عند الشعب الفلسطيني يمكن أن يحدث هذا الهزل والكوميديا السوداء.لا شك أن الفلسطينيين شعب عظيم، خاضوا ولا يزالون يخوضون أروع وأشجع ثورة على وجه الكرة الأرضية، ويدخل معهم في هذا الترتيب حاليا الشعب السوري البطل الذي يسجل واحدة من أروع الملاحم التاريخية، فهذا الشعب قدم الغالي والنفيس من أجل حريته ووطنه.رغم عبقرية الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر منذ 100 عام، ونضاله وعطائه اللامحدود، فإن وضعه الآن يسير عكس التيار، في مفارقة غرائبية، فهو يخسر الأرض رغم تقديمه قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين، فلماذا يحدث ذلك، لأن هذه النتيجة غير منطقية، فالتضحيات والبطولات تعني الانتصارات والتحرر والتقدم إلى الأمام، وليس خسارة الأرض والهوية وتهجير الفلسطينيين والإبقاء عليهم لاجئين مشردين في أصقاع الدنيا.السؤال: أين المشكلة إذن؟ إذا كان الشعب الفلسطيني بطلا، فلماذا يخسر، ولماذا يلتهم الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي التاريخ والجغرافيا ويقتل الإنسان؟الإجابة بسيطة وهي أن هذا الشعب البطل منكوب بقيادته، أو بمن سلطوا أنفسهم ليفرضوا أنفسهم بالقوة والتلاعب والمؤامرات والتوازنات الإقليمية والدولية على الشعب الفلسطيني.ليس من قبيل المصادفة أن تكون هذه القيادة الفاقدة للشرعية الشعبية، مفرطة بحقوق الشعب الفلسطيني الطبيعي، وحقه في أرضه ووطنه وهويته، مقابل بطاقة "VIP" من جندي إسرائيلي يقف على حاجز يقطع أوصال فلسطين، التي يطلق عليها الضفة الغربية.بعد أن كانت فلسطين كاملة، صارت في عهد هذه القيادة البائسة، فتات وكانتونات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفلسطين المحتلة عام 1948، التي لم تعد أرضا محتلة تم التنازل عنها لتصبح "إسرائيل" ولا مانع أن تكون "دولة يهودية"، وصار الشعب الفلسطيني في ظل هذه القيادة البائسة هم السكان الذين يقطنون في "الضفة وغزة" ولا مكان للفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 1948 أو 6 ملايين مشردين في العالم ويحملون جميعهم صفة "لاجئ أو نازح".الشعب الفلسطيني أعظم من أن يكون شعبا لاجئا أو نازحا أو يطلب الحسنة والشفقة من هذه الدولة أو تلك، ولهذا فإن هذا الشعب يستحق قيادة حقيقية تعبر عن هويته وعراقته وتاريخه ونضاله وجهاده، ولا يحتاج إلى قيادة تتآمر عليه وعلى حقوقه، وتصطف داخل النظام العربي المهترئ، وتتحالف مع الأنظمة الانقلابية الدكتاتورية، والقوى الاستعمارية، وتجعل من تنسيقها السياسي والأمني "حلفا مقدسا مع إسرائيل".الشعب الفلسطيني لا يحتاج هذه القيادة المهترئة، التي تهدد ب"خيارات أخرى" لاستعادة قطاع غزة إذا فشل ما يسمى المصالحة أي تهدد بحرب أهلية فلسطينية، ولكنها لا تهدد بأي خيار في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي الذي يهود القدس، ويقضم الأرض ويقتل الشعب الفلسطيني كل يوم.على هذه السلطة ومؤسساتها المترنحة أن تكف عن "الوصاية" على الشعب الفلسطيني، وأن تكف عن لعب دور الوكيل الحصري للاحتلال في فلسطين، وتسويقه في العالم العربي والعالم، فهي فاقدة للشرعية الثورية بعد أن تحولت إلى سلطة وحزب سياسي "تسووي"، بعد أن تخلت عن الثورة والانتفاضة والعمل المسلح.
375
| 06 مارس 2016
قالت العرب: "لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها"، فداء الحماقة والغباء لا دواء له على الإطلاق، وهو يورد المهالك، ويقتل صاحبه.ينطبق هذا الأمر على توفيق عكاشة، الإعلامي والسياسي والنائب ورجل الجماهير وصانع الثورة، وهي الألقاب التي يحب أن يضفيها على نفسه، فقد استطاع من خلال قناته الشهيرة "الفراعين" أن يتحول إلى رجل جماهيري، وتمكن من الفوز في انتخابات السيسي النيابية بعدد كبير من الأصوات وصل إلى 95 ألف صوت، وهو فوز ساحق مقارنة بعدد الأصوات التي حصل عليها الفائزون الآخرون في هذه الانتخابات المزيفة الانقلابية. ولكن ورغم ذلك تمكن من انتزاع صدارة المشهد بين رجال الانقلاب، أو على الأقل كان واحدا من رجال الصف الأول لهذا الانقلاب الأسود.هذا كله ليس أكثر من جزء صغير من حكاية هذا الرجل الذي تحول إلى ظاهرة، وتحول اسمه إلى مثل بين الناس فأصبح مصطلح "عكاشيات" على وزن "قراقوشيات" حديث المقاهي وجلسات "الهشك بشك"، وصار "تزغيط البط" لغة متداولة في مجتمع نصفه على الأقل من الفلاحين، وتحول رفع الحذاء على الهواء إلى "لغة شعبية"، وصار حذاء عكاشة أو "شبشبه" أشهر من حذاء الطنبوري.مشكلة عكاشة أو "عكش" أنه نسي نفسه، و"ساق فيها" ويبدو أن الشيطان زين له أنه بطل حقيقي، وأنه صانع ثورة "بحق وحقيق"، وأنه جمع مليونية أطاحت بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، وبدأ يتوهم أو يخيل له أن "ثورة 30 يونيو"، أي الانقلاب من صنع يديه، وطبق المثل الشعبي "من صنع يدي وحياة عنيا"، وبدأ يتحرك ويتحدث ويتصرف على هذا الأساس، وأخذ يتطاول و"ينفش" مثل الطاووس، ولم يسلم من شره أحد، وأخذ يطالب بثمن دوره في انقلاب 30 يونيو، وأنه أوصل السيسي إلى الحكم، وأن السيسي لم يكن ليصبح رئيسا لولا الخدمات التي قدمها "عكش"، ورفع نفسه إلى مرتبة "صانع الرئيس"، وكان يفتخر بذلك دائما.ما نسيه "عكش" أنه لم يكن أكثر من أداة يتم تحريكها والتحكم بها من وراء ستار، وأن جهاز المخابرات المصرية هو الذي حشد له الجماهير في مظاهرته التي أطلق عليها "مليونية"، وأنه مول قناته الفراعين التي اعترف نجيب ساويرس بدعمها ماليا، بعد أن تطاول عكاشة عليه.لا يختلف توفيق عكاشة عن أحمد موسى وعمرو أديب ولميس وإبراهيم عيسى والحسيني وتامر أمين وخالد يوسف، ومصطفى بكري ومرتضى منصور وغيرهم من رجال السيسي، إلا بدرجة الغباء، فكل واحد من هؤلاء التزم بما أملي عليه من قبل المخابرات وأجهزة الأمن، ولم يخرج عن الخط المرسوم له، لكن عكاشة "النائب الجماهيري المحمول على الأكتاف"، تمادى في غبائه وثرثرته وتمجيد بطولاته، فضاقوا به ذرعا، وقرر سادته في اللحظة الأخيرة التخلص منه بطريقة "الضربة الفنية القاضية".الخطة كانت سهلة جدا بلعها "عكش" بسرعة، فدفع إلى دعوة سفير الكيان الإسرائيلي إلى منزله، ونشر الصور علنا، والافتخار بهذا التصرف، وذلك لكسر "شعبيته الموهومة" في الشارع، وقلب الناس ضده، وهنا لا بد من التأكيد أن هذه الشعبية المزيفة لم تكن إلا من صنع جهاز المخابرات، فهذا الجهاز هو الذي حول "عكش" إلى "نجم جماهيري".وإذا كان الوعي المصري العادي يكره الكيان الإسرائيلي ولا يقبل بالتطبيع، فإن الدخول في مربع التطبيع كفيل بقتل أي نجم في مصر والعالم العربي، ولم تحتج المخابرات المصرية إلا إلى صورة واحدة لعكاشة مع السفير الإسرائيلي، من أجل "تصفير شعبيته" وضربه "بالجزمة" وتحويله إلى حثالة جماهيرية، يلفظها الناس، وبذلك تمهد الطريق لتوجيه الضربة القاضية له بطرده من مجلس الشعب، وخلع صفته كنائب، وإعادته إلى المربع الأول وتحويله إلى "نكرة" أو "لاشيء"، وهو ما حدث فعلا.لقد كان عكاشة، أداة قذرة في أيدي الانقلابيين، استخدموه وعندما انتهى دوره ألقوه على الرصيف، واستثمروا غباءه ونرجسيته وأوهامه إلى الحد الأقصى ثم حولوه إلى "صفر" حقيقي..وهو الصفر الذي يليق بنهاية رجل غبي، اسمه توفيق عكاشة، أو "عكش".
1232
| 04 مارس 2016
ليس من الحكمة تجاهل الواقع، لأنه يمتلك مفاعيل يمكن أن تكون نتائجها خطيرة ومدمرة في حال إهمالها، وهذا ينطبق حتى على الأشياء الصغيرة، فالنار من مستصغر الشرر.ومن هنا فإن دراسة بعض الظواهر تبدو ملحة وضرورية، خاصة "الحالة الإعلامية– السياسية" التي تشهدها مصر، التي يبدو أنها أفلتت من كل القيود الأخلاقية والمهنية، وتحولت إلى "حالة" غير مسبوقة من "التضليل"، والخلط والتدليس والتزييف.من هذه الظواهر الخطيرة الحالة العكاشية "توفيق عكاشة"، وهو عبارة عن خلطة "إعلامية– سياسية- اجتماعية– هزلية– مخابراتية"، فهو يحمل صفات "النائب الإعلامي الفلاح المصلح قائد الثورة"، التي يضفيها على نفسه في برنامجه "الطويل جدا"، في قناته الفراعين.هذا "النائب– السياسي- الإعلامي" ذهب بعيدا هذه المرة باستضافته سفير العدو الإسرائيلي في القاهرة وطاقم السفارة في منزله بالدقهلية، وحرص على توزيع صور اللقاء بنفسه، والمجاهرة باللقاء على رؤوس الأشهاد، بل سارع إلى توجيه دعوة ثانية للسفير الإسرائيلي إلى منزله لتناول العشاء، رغم الهجوم الذي تعرض له، بما في ذلك ضربه "بالجزمة" داخل مجلس النواب، وعلل ذلك عبر قناته التليفزيونية: "أنا أعمل لصالح بلدي مصر ولا أخشى ما يردده البعض ضدي طالما أسير في الطريق الصحيح"عكاشة لم يكتف بذلك بل هاجم كل من انتقده بعنف، واتهمهم بالكذب، ودعاهم إلى معارضة اتفاقية كامب ديفيد إن كانوا يستطيعون ذلك، وذهب أبعد من ذلك في هجومه إلى الإعلان أن دعوته لسفير العدو الإسرائيلي تمت بعلم من المخابرات المصرية والأمن الوطني، وبالتالي فهو لم يتصرف بسرية، بل تحت عين سلطة الانقلاب ومعرفتها وموافقتها.في معرض هجومه المضاد لم يقف عكاشة مكتوف اليدين، فقد كشف أنه كان يعمل مع المخابرات المصرية من أجل تسويق الانقلاب محليا ودوليا، وتسويق السيسي على أنه "قائد ثورة" وليس زعيم انقلاب، وأنه اقترح على جهاز المخابرات المصري الاستعانة بـ"إسرائيل" من أجل تثبيت شرعية السيسي، وأن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو هو من تدخل لدى الإدارة الأمريكية من أجل إقناع الرئيس أوباما للاجتماع مع السيسي، وهو ما حدث فعلا"، وقال إن لديه الوثائق التي تثبت ذلك، وبالتالي فإن لقاءه السفير الإسرائيلي ليس شيئا كبيرا مقارنة مع العلاقات الوثيقة التي تربط السيسي ونظامه بالعدو الإسرائيلي.أعتقد أن ما يقوله عكاشة صحيح تماما، خاصة وأنه يعلنه علنا، ولن يجرؤ أن يقول ذلك ما لم يكن مالكا للأدلة الكافية.. ولكن لماذا فعل عكاشة ذلك؟ يجيب هو بنفسه على ذلك بقوله: "كانوا يختبئون خلفي خلال فترة الإخوان.. أخذوا اللي هما عاوزينه وبعدين أصبحت مشكلة لهم"، ويضيف: "هناك تحرش واضح من الأمن والدولة بأكملها ضدي وهم يعملون بمنطق فرق تسد ويعتقدون أنهم بذلك يخدمون الحاكم "وأتهم" جهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات العامة" باستهدافه. وكان قد سبق وأعلن عن محاولة لاغتياله، وهدد بمغادرة مصر إلى ألمانيا، للحفاظ على حياته.هذه التهديدات ينبغي أن تؤخذ مأخذ الجد، فهل يملك الرجل معلومات أكثر مما ينبغي؟ وهل دخل في خصومة مع أطراف في نظام السيسي خاصة أجهزته الأمنية، وبالتالي أصبح التخلص منه ضرورة لابد منها؟ أم أن هذه الزوبعة التي أثارها عكاشة ليست أكثر من "زوبعة للظهور الإعلامي" واستقطاب الأضواء وجذب اهتمام وسائل الإعلام؟قد يكون هذا صحيحا لكن شعور عكاشة بالخطر الفعلي، وخوفه من التصفية والقتل دفعه للاحتماء بالطرف الإسرائيلي، بل وكشف أن علاقاته بهذا الكيان قديمة، منذ 5 سنوات على الأقل، وبالتالي فإن دعوة السفير الإسرائيلي إلى منزله ليس أكثر من محاولة لبناء "شبكة أمان" لحمايته من التصفية على أيدي أجهزة السيسي أو بلطجيته، وهو أمر ممكن وسهل في بلد تعمه الفوضى.عكاشة قال لنظام السيسي وجهاز مخابراته: فعلت كل ما اردتموه مني، وفي المقابل لم تعطوني ما أريد، ولأنه لحوح "وثرثار" أكثر مما ينبغي فإن "فرضية التخلص من وجع الراس" هي التي طيرت النوم من عيني "عكاشة" في انتظار نهاية ما.
535
| 01 مارس 2016
كان يقبع داخل السفارة خوفا من الاغتيال والتصفية، لأنه ظن أنه بعيد عن متناول أيدي القتلة، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، ودخلوا عليه في السفارة بدون اقتحام أو كسر، وصعدوا إليه وقاموا بذبحه بدم بارد وإلقائه من الطابق الثاني.المستهدف هو عمر النايف. الصفة: قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. المكان: السفارة الفلسطينية في العاصمة البلغارية صوفيا.البداية كانت بهروب مثير للشهيد عمر من فلسطين بعد اعتقاله، ويروي شقيقه حمزة القصة قائلا: "بعد اعتقالنا بأربع سنوات، كان واضحاً أن حقد الصهاينة علينا وعلى عمر تحديدا، ليس له حدود، إذ تعرّض عمر لاعتداءات متكررة من مدير سجن الجنيد في حينه، وتم نقله إلى أكثر من سجن من قبل ضباط حاقدين، ووُضع في السجن الانفرادي لفترات طويلة، ما جعله يضرب عن الطعام".ويضيف: "عام 1990 قام عمر بحبك خطة محكمة، تظاهر فيها أن تعذيبه وعزله الانفرادي أدى لإصابته بمرض نفسي، واقتنعت إدارة السجن "أن حالته ميؤوس منها، وتم نقله إلى مستشفى الأمراض النفسية في مدينة بيت لحم، ومن هناك تمكن من الهرب خارج المستشفى، وعقب هروبه في 21 مايو عام 1990، اختفى حتى خروجه من فلسطين، ثم غادر إلى الأردن، وعاش في دول عربية حتى عام 1994، حيث سافر إلى بلغاريا واستقر هناك وتزوج، ولديه ثلاثة أطفال، وتحمل زوجته وأولاده الجنسية البلغارية ولديه إقامة دائمة هناك.تكتمل رواية اغتياله حسب شقيقه: "موظفو السفارة وجدوا عمر في حديقة السفارة، ينزف من وجهه والجزء العلوي من جسده، قبل أن يفارق الحياة". ويتابع "المعطيات الأكيدة التي وصلتنا حتى الآن، هو أن السفارة لم يتم اقتحامها بالقوة، وليس هناك أثر لتكسير أو اقتحام أبواب، ويقول حمزة "تمّ تبليغنا الساعة التاسعة والنصف من صباح الجمعة، بأن أشخاص دخلوا السفارة دون كسر الأبواب وبدأ عراك بينهم وبين عمر انتهى بإصابة عمر بشكل حرج". ويكشف أنه "لم يكن هناك أمن على أبواب السفارة أو في محيطها". وقال "إنه كان يتواصل مع شقيقه بصورة شبه يومية، وأن "آخر اتصال هاتفي تمّ بينهما كان حوالي الحادية عشرة من مساء الخميس". ويؤكد أن "عمر كان متروكاً لوحده في السفارة، من دون أمن أو حماية".هناك أسئلة تطرح نفسها بقوة: لماذا تركت السفارة والشهيد عمر بدون أمن وحماية؟ ولماذا تتهم عائلته السفير بتحمل مسؤولية الاغتيال وترفض مشاركة الخارجية الفلسطينية بالتحقيق؟ ولماذا تعمد السفير الفلسطيني في بلغاريا أحمد المذبوح مضايقة الشهيد عمر لإرغامه على ترك السفارة التي لجأ إليها منتصف شهر ديسمبر الماضي؟. ولماذا منع المحامين من الدخول للسفارة؟ ولماذا كانت تتم معاملة الشهيد عمر بطريقة مهينة إلى درجة أنهم رفضوا توفير سرير أو فراش على الأرض له، حيث كان ينام منذ لجوئه للسفارة على أريكة في السفارة، كما تقول عائلته، ولماذا "قام السفير أحمد المذبوح بطرده أكثر من مرة، بحجة أن هناك ضيوفا يحضرون للسفارة؟ ولماذا أعطى تعليماته بألّا يخرج إلى الحديقة، وأن تقتصر زيارة زوجته مرتين أسبوعيا، مع رفضه التصريح للإعلام بأن عمر موجود في السفارة".لا شك أن جهاز الموساد الإرهابي هو الذي اغتال الشهيد عمر النايف، كما اغتال من قبل الشهيد محمود المبحوح في دبي، وكما نفذ أكثر من 40 اغتيالا إرهابيا ضد قيادات فلسطينية من قبل، ولكن المثير هذه المرة أن يتم الاغتيال داخل مقر السفارة الفلسطينية في صوفيا. أنه الدم الفلسطيني المهدور.
1438
| 28 فبراير 2016
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3795
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2196
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2103
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1302
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
948
| 04 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
942
| 05 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
939
| 05 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
876
| 02 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
795
| 06 نوفمبر 2025
وجهات ومرافق عديدة، تتسم بحسن التنظيم وفخامة التجهيز،...
741
| 05 نوفمبر 2025
تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...
705
| 04 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية