رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سايكس - بيكو.. الخديعة الكبرى (3)

اشتغل محور لندن- باريس- بتروغراد طوال عامين على صوغ تفاصيل قسمة تركة الرجل المريض "الدولة العثمانية" بين الدول الاستعمارية الطامعة في أملاك الإمبراطورية الآفلة، وكانت كل دولة تحاول أن تحصل على أكبر قدر من المكاسب، فروسيا كانت تريد إسلامبول "إسطنبول أو القسطنطينية" وتريد أن تسيطر على ضفتي البسفور، وفرنسا كانت تريد شمال بلاد الشمال والموصل "شمال العراق وسوريا ولبنان حاليا" وجزءا من فلسطين، أما إنجلترا فكانت تريد كل شيء، لأنها كانت تدير الدفة في المنطقة العربية، ولكنها لم تتوان عن تقديم بعض التنازلات لفرنسا وروسيا من أجل إتمام الصفقة، والحصول على الغنيمة. المباحثات البريطانية الفرنسية الروسية بدأت في عام 1914، أي مع بداية الحرب العالمية الأولى، وانتهت عام 1916 بتوقيع الاتفاقية الشهيرة بين هذه الأطراف الثلاثة والتي سميت تفاهمات "سايكس- بيكو"، ولم تكن المباحثات بينهم سهلة بل كانت معقدة للغاية وتطلبت اجتماعات شبه يومية في لندن وباريس وبتروغراد، وتم تفريغ طواقم من الدبلوماسيين والخبراء والمخططين، الذين كانوا يتسلحون بالخرائط والمعرفة الميدانية، وكانت عملية التقسيم بين هذه الدول أشبه ما تكون بعملية جراحية دقيقة، فقد كانت المفاوضات تتم وفق آلية النهب القصوى.السؤال الكبير هو: أين كان العرب عندما كانت تتم هذه المؤامرة الكبرى؟ العرب كانوا يعانون من حالة من الضياع والتخلف والأمية والجهل، وهو الضياع الذي لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا، وبينما كانت بريطانيا تقود عملية مفاوضات تقسيم العالم العربي كانت تعطي العرب الوعود بدولة أو "مملكة تضم بلاد الشام والجزيرة العربية" وكانت تغدق الوعود على الشريف حسين وزعماء القبائل، لقد دفعت بريطانيا الثمن الأبخس في التاريخ من أجل تحقيق مآربها الاستعمارية في العالم العربي من دون معارضة أو تمرد أو ثورة، لقد تم "شراء العرب بالوعود" كما قال أحد الدبلوماسيين البريطانيين. بريطانيا لا تزال هي هي، شعار "اكذب واكذب ثم اكذب، وامنح الوعود والمزيد من الوعود"، وفرنسا هي الأخرى تمتهن "فن الكذب" الذي بات ماركة فرنسية مسجلة، أما روسيا فهي تمارس الحماقة وتمارس الكذب المكشوف، لأنه وعلى ما يبدو فإن القدرات الروسية على الكذب ليست متطورة من حيث درجات الإخفاء.لكن المأساة الكبرى هي أن العرب لا يزالون يصدقون بريطانيا وفرنسا وروسيا، ويصدقون أنهم يدعمون الحقوق العربية ويصدقون أنهم يؤيدون ما يسمى عملية التسوية في فلسطين، ويصدقون أنهم يدعمون التنمية في العالم العربي، وهو شيء غريب جدا، فلم يثبت خلال قرن كامل أن الدول الاستعمارية، بريطانيا وفرنسا وروسيا وبعد ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، أن أيا منها كانت صادقة.هذه القوى تحالفت بالأمس من أجل القضاء على الدولة العثمانية وبعد ذلك القضاء على الحلم العربي بالوحدة والدولة الواحدة، ثم أقامت الكيان الإسرائيلي، ودعمت عدوان هذا الكيان على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ودعمت احتلال أمريكا للعراق ودعمت احتلال روسيا وإيران وأمريكا لسوريا، ودعمت تحطيم ليبيا وتدميرها ودعمت تفتيت اليمن ودعمت الانقلاب في مصر، وتدعم الأنظمة الشمولية الدكتاتورية في العالم العربي ودعمت الانقلاب على الربيع العربي.. ومع ذلك، ورغم كل هذا التآمر لا يزال العرب، أو بعضهم، يرون أن أمريكا تملك 99% من أوراق اللعبة، وأن مصير سوريا يبحث في واشنطن وموسكو وباريس ولندن، وأن مصير العراق معلق بطهران، عاصمة الحليف الجديد للقوى الاستعمارية.

568

| 27 مايو 2016

سايكس - بيكو.. الخديعة الكبرى (2)

ليس من قبيل الصدفة أن يغرق العالم العربي في حالة من التشرذم والتفتت والاقتتال، فهذا الواقع يأتي نتيجة لمؤامرة كبرى رسمت تفاصيلها في لندن وباريس وموسكو، صحيح أن روسيا انسحبت منها بعد اندلاع الثورة البلشفية التي أطاحت بالحكم القيصري عام 1917 وأوصلت البلاشفة إلى الحكم لتأسيس أول حكم شيوعي شامل يستند إلى المبادئ الماركسية اللينينية، إلا أنها عادت مرة أخرى لتكون جزءا من اللعبة الغربية لتقاسم العرب، أرضا وبشرا وثروات.هذه المؤامرة الكبرى ضد العالم العربي صيغت على مدى شهور من المباحثات والزيارات بين عواصم بريطانيا وفرنسا وروسيا، وتم وضع الخرائط من أجل تقسيم كل شيء بين الدول الاستعمارية، وكأنها أملاك خاصة بهم لا وجود لبشر فيها.وهنا لابد من الدخول في التفاصيل، ففي نوفمبر من عام 1915 عينت الحكومة الفرنسية "جورج بيكو" مندوبًا ساميًا لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، والتفاوض مع الحكومة البريطانية حول مستقبل العالم العربي، واجتمع في القاهرة مع "مارك سايكس" المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الأدنى، بحضور مندوب روسيا، أسفرت عن اتفاقية عُرفت باسم "اتفاقية القاهرة السرية"، ثم انتقلوا إلى مدينة بطرسبرج الروسية، وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية ثلاثية لتحديد مناطق نفوذ كل دولة على النحو التالي: منح فرنسا سوريا ولبنان وولاية أضنة التركية ومنح بريطانيا العراق وشرق الأردن ومينائي عكا وحيفا في فلسطين، ومنح روسيا الولايات الأرمينية في تركيا وشمال كردستان. والاعتراف بحق روسيا في الدفاع عن مصالح الأرثوذكس في فلسطين.وتضمنت الاتفاقية أن تكون "المنطقة المحصورة بين الأقاليم التي تحصل عليها فرنسا، وتلك التي تحصل عليها بريطانيا اتحاد دول عربية أو دول عربية موحدة، ومع ذلك فإن هذه الدولة تقسم إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، على أن تخضع فلسطين لإدارة دولية، وجاء في الاتفاقية - المؤامرة ما نصه:المادة الأولى: فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان أن تعترفا وتحميا دولة عربية برئاسة رئيس عربي في المنطقتين "أ" و"ب"، على يكون لفرنسا في منطقة (أ) ولإنجلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية، وتنفرد فرنسا في منطقة (أ) وإنجلترا في منطقة (ب) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية.المادة الثانية: يباح لفرنسا في المنطقة الزرقاء (سوريا الساحلية) ولإنجلترا في المنطقة الحمراء (منطقة البصرة) إنشاء ما ترغبان به من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة، بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية.المادة الثالثة: تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين)، يعين شكلها بعد استشارة روسيا وبالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة.هذه البنود هي ترجمة حرفية لنص الاتفاقية، وكما هو واضح فإنها تتعامل مع الأرض العربية بوصفها قطعة من الجبن يجري تقسيمها وتلوينها بالأزرق والأحمر والرمادي، ومن اللحظة الأولى يتضح إنشاء حكومات عربية وليس حكومة واحدة، وأن هذه الدول الاستعمارية هي التي تعين الحكومات والموظفين والمستشارين وهي التي تتحكم بالاقتصاد والقروض وإدارة هذه الحكومات، وفرز فلسطين وإبعادها عن القسمة بين الأطراف الثلاثة وتحويلها إلى إدارة دولية تمهيدا تنفيذ وعد بلفور من أجل إقامة الكيان الإسرائيلي أو ما يطلق عليه "دولة إسرائيل".بالطبع هناك بنود كثيرة أخرى في هذه الاتفاقية أو "مؤامرة سايكس – بيكو" البريطانية الفرنسية الروسية تتعامل مع تفاصيل أخرى قطعة قطعة في الوطن العربي.ومع ذلك فهناك من يستمر باعتبار التحالف مع بريطانيا وفرنسا "تحالفا إستراتيجيا"، وهناك من الأنظمة العربية من يعتبره حتى الآن من "الأصدقاء" و"حامي الحمى"، رغم الخديعة والخيانة والتآمر على العرب وأرضهم وثرواتهم، ورغم مسؤوليتهم المستمرة عن إنشاء الكيان الإسرائيلي وتهجير الشعب الفلسطيني وتحويله إلى لاجئين.

996

| 24 مايو 2016

سايكس- بيكو.. الخديعة الكبرى (1)

قرن كامل من الحروب والدمار والخراب والفقر والدماء والتسلط والدكتاتورية.. هكذا يمكن وصف 100 عام من حياة الأمة العربية في القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، وهو قرن تميز بالضياع لأنه الزمن العربي الضائع. لم تكن بداية السقوط قبل قرن واحد بل كانت أبعد من ذلك بكثير، فمنذ قرون لم تحقق الأمة العربية انتصارا واحدا في أي مجال من المجالات، لقد كانت في حالة انكفاء وتقهقر وتراجع دائم، إلا أننا سوف نختار معلما مهما لهذا القرن إلا وهو 16 مايو 1916 حين تم تصنيع مؤامرة "سايكس- بيكو".وحسب المعلومات المتوفرة على موسوعة ويكيبيديا فإن "اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.وتم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. ولقد تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917.ولقد تم تقسيم منطقة الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا. كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الإسكندرونة الذي كان سيقع في حوزتها".مؤامرة سايكس- بيكو لم تكن أكثر من عملية خداع كبرى ضد العرب، ففي الوقت الذي تحالف فيه العرب بقيادة الشريف حسين مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية من أجل الحصول على "مملكة للعرب" تشمل بلاد الشام والجزيرة العربية، وقد وعدت بريطانيا الشريف حسين بأنها ستدعم إنشاء هذه المملكة بعد أن تنتهي الحرب، إلا أنهم كانوا في الوقت نفسه يتآمرون مع فرنسا وروسيا القيصرية من أجل تقاسم المنطقة الجغرافية نفسها، في واحدة من كبرى عمليات الخداع في التاريخ كله.المشكلة أن العرب بلعوا الطعم وانقضوا على الدولة العثمانية مع كل الدول الأخرى التي كانت تحاربها، ما أوصل الدولة العثمانية إلى حتفها وذهبت إلى الموت مع إعلان نهاية الخلافة والعثمانيين والإسلام في تركيا، وانقض كمال أتاتورك على بقايا الدولة العثمانية ليعلن قيام جمهورية تركية علمانية لا علاقة لها بالإسلام والعرب بإلغاء الشريعة الإسلامية والكتابة باللغة العربية وتحويل الأذان إلى اللغة التركية، وتبني القيم والملابس الغربية، وهكذا أسهم العرب بدفن الدولة العثمانية إلى جانب بريطانيا وفرنسا أملا في الحصول على دولة عربية مستقلة، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، بل كانت المكافأة التي قدمها البريطانيون والفرنسيون للعرب هي تقسيم أرضهم ونهب ثرواتهم واستعمارهم.

734

| 22 مايو 2016

فلسطين تنتظر التحرير

لن تتحول فلسطين إلى "إسرائيل" أبدا، ولن يكف الشعب الفلسطيني عن المطالبة بوطنه وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي مهما طال الزمن، لا أحد يتخلى عن أصله وأرضه وتاريخه وحضارته ومسقط رأسه وروحه، فكيف إذا كان هذا الوطن هو فلسطين، أرض الأنبياء ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلك ومعراجه إلى السماء. فلسطين كانت فلسطين، ولا تزال، وستبقى بإذن الله فلسطين وعليها ما يستحق الحياة، ولن تتحول أرضا مستقرة لشذاذ الآفاق ولقطاء الإنسانية والحضارة. يوجد في العالم حاليا ملايين الفلسطينيين وهؤلاء لن يتحولوا إلى "هنود حمر" أبدا، ولن يستطيع أحد، لا اليهود ولا الغرب الذي يساعدهم ولا بعض الأنظمة العربية التي تتآمر معهم، إلغاء الشعب الفلسطيني ووجوده مهما عظمت المؤامرات.عدديا فإن الشعب الفلسطيني ومع حلول الذكرى 68 للنكبة أو الهزيمة العربية عام 1948 تضاعف 9 مرات، فقد كان عدد الفلسطينيين عند النكبة 1.4 مليون فلسطيني، كانوا يسكنون في 1300 مدينة وقرية فلسطينية، والآن ارتفع إلى 12.4 مليون في فلسطيني التاريخية وخارجها، فعدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا في فلسطين المحتلة عام 1948 حوالي 154 ألفا ويقدر عددهم حاليا 1.9 مليون فلسطيني، يشكلون 20% من سكان الكيان الإسرائيلي.للتذكير فإن العصابات اليهودية شردت نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلا عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الكيان الإسرائيلي الذي عمد إلى تدمير الإنسان والأرض. وتشير البيانات الموثقة إلى أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة وقاموا بتدمير 540 قرية ومدينة فلسطينية.الاحتلال الصهيوني اليهودي الإسرائيلي البغيض لم يتم من دون مذابح طبعا، فقد اقترفت العصابات اليهودية الصهيونية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.وتظهر الإحصاءات التي نشرها جهاز الإحصاء الفلسطيني أن "عدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية قد بلغ في نهاية عام 2015 حوالي 6.2 مليون نسمة". وتوقع أن يبلغ عددهم "نحو 7.1 مليون وذلك بحلول نهاية عام 2020 وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليا، وسيصبح عدد الفلسطينيين يساوي عدد اليهود".النصف الثاني من الفلسطينيين (6.2 مليون) يعيشون في المنافي والمهاجر في كل أنحاء العالم وحوالي 28.7 % من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن و9 مخيمات في سوريا و12 مخيما في لبنان و19 مخيما في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة". بالإضافة إلى 10 مخيمات أخرى غير معترف بها.ذكرى النكبة هذا العام تتزامن مع مرور 100 عام على مؤامرة سايكس-بيكو و99 عاما على وعد بلفور المشؤوم الذي قدمته الحكومة البريطانية لإنشاء كيان لليهود في فلسطين، وهي مؤامرات لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، بل يشترك فيها بعض الأنظمة العربية التي تتآمر على فلسطين وأهلها، فنظام السيسي الانقلابي يحاصر غزة جنبا إلى جنب مع الكيان الإسرائيلي، وبعض الأنظمة العربية باتت تدعو علنا للتحالف مع الكيان الإسرائيلي، ويكفي أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تباهى بتحالفه مع أنظمة عربية على رؤوس الأشهاد.

491

| 19 مايو 2016

بنغلاديش تعلق المشانق للإسلاميين

تتعامل الحكومة البنغالية العلمانية بضراوة وقسوة مع الإسلاميين في البلاد، وأثبتت أنها عازمة على التخلص منهم واستئصال شأفتهم، وقرنت الأقوال بالأفعال بإعدام 5 من كبار قادة الحركة الإسلامية.آخر ضحايا الحكومة البنغالية التي تفخر بأنها علمانية، هو الشيخ مطيع الرحمن نظامي، زعيم الجماعة الإسلامية في بنغلاديش وهو وزير سابق، الذي اعتقلته منذ 6 سنوات، ووجهت إليه تهمة ارتكاب إبادة جماعية خلال حرب انفصال بنغلاديش عن باكستان عام 1971.المفارقة السخيفة هي أن الحكم بإعدام الشيخ مطيع الرحمن، البالغ من العمر 72 عاما، صدر عما يسمى "محكمة جرائم الحرب الدولية في بنغلاديش"، وهي الشيء الوحيد الذي يحمل اسم دولي في بلد لم أشاهد فيه، عندما زرته، إلا الفقر والفاقة والبؤس والمرض والفساد والإقطاع وتحكم النخبة العلمانية الفاسدة. والافتقار إلى مياه الشرب والغذاء وحبة الدواء والخدمات الضرورية، وهذا ما يجعل من تشكيل بنغلاديش محكمة دولية "نكتة سخيفة"، خاصة أن هذه المحكمة الدولية البنغالية العتيدة متخصصة بإصدار أحكام الإعدام على القيادات الإسلامية البنغالية وملاحقة الآخرين.ما تقوم به الحكومة البنغالية ليس إلا عملية تصفية ممنهجة للتيار الإسلامي الحركي وعلى رأسه الجماعة الإسلامية عبر محاكمات وصفتها المنظمات الدولية بأنها هزلية وتفتقر لمعايير العدالة والشفافية والنزاهة.ويعد "محمد قمر الزمان" هو ثاني قيادة في الحزب من الذين نفذ فيهم حكم الإعدام، بعد زعيم الحزب "عبد القادر مولا" الذي تم إعدامه في ديسمبر 2013، فيما توفي كل من "غلام عزام"، و"أبو الكلام محمد يوسف"، عام 2014، أثناء احتجازهم في السجن، وهم من قادة الصف الأول أيضًا.وأصدرت المحكمة عام 2013، حكمًا غيابيًا بالإعدام بحق "تشودوري معين الدين"، المقيم في لندن، و"أشرف الزمان خان" المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن قادة حزب الجماعة المحكومين بالإعدام، "علي إحسان مجاهد"، ومساعد الأمين العام "أزهر الإسلام"، وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب "مير قاسم علي"، و"عبد السبحان".هذه المحكمة أنشأتها حكومة الشيخة حسينة واجد عام 2010 لملاحقة كل القيادات التي عارض انفصال بنغلاديش عن باكستان، واعتقلت عشرات الآلاف من مناصري الجماعة الإسلامية خلال سنوات، وفي هذه المرة استبقت إعدام الشيخ مطيع الرحمن بحملة اعتقالات إضافية، ونشرت الجيش والقوات الخاصة في الشوارع، للحيلولة دون تظاهر مناصري الجماعة، مع العلم أنها قتلت عام 2013 أكثر من 500 من الإسلاميين في مواجهات جرت بعد إعدام 3 قادة كبار في الجماعة الإسلامية.الشيخ مطيع الرحمن نظامي تم إعدامه ليلا في سجن دكا المركزي، واستخدمت قوات الأمن والجيش العنف الشديد وأطلقت الرصاص على المحتجين على إعدامه، كما أطلقت النار على حفل تأبين للشيخ، وتم تحويل مسقط رأس الشيخ نظامي إلى ثكنة عسكرية بعد أن تم نقل جثمانه وسط مواكبة عسكرية مسلحة ليلا ليدفن تحت جنح الظلام على الطريقة الإسرائيلية.المؤسف أن إعدام الشيخ نظامي والقادة الإسلاميين الآخرين في بنغلاديش يكاد يمر مرور الكرام لولا إقدام تركيا على سحب سفيرها من دكا احتجاجا على إعدامه، وبالطبع فإن الأنظمة العربية تتجاهل الإعدامات التي تهدف إلى القضاء على التيارات الإسلامية وعلى رأسه الجماعة الإسلامية، بل أجزم أن عددا من الأنظمة العربية سعيدة بهذه الإعدامات، وربما أرسلت التهاني و"بوكيهات ورد" على "الخطوات الشجاعة" لحكومة حسينة العلمانية التي تعدم الإسلاميين وسط ترحيب أنصارها الذين أقاموا احتفالا في قلب العاصمة البنغالية بهذه "اللحظة التاريخية" بعد إعدام الشيخ نظامي مباشرة.إنها حرب ضد الإسلام والرموز الإسلامية في بنغلاديش، وللأسف رغم وجود جماعة الدعوة التبليغ، والتي يتبعها أكثر من 5 ملايين شخص، ومع ذلك تتجاهل الإعدامات وكأنها تجري في كوكب آخر رغم أنها تدعو إلى الأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لكنها لا ترى منكرا في إعدام الشيخ نظامي وإخوانه.

461

| 15 مايو 2016

انتحار جماعي في الأردن

لم يجد 5 شباب أردنيين من طريقة للفت الانتباه إلى معاناتهم من البطالة إلا الصعود إلى واحدة من أعلى العمارات في منطقة دوار الداخلية القريبة من مقر رئاسة الوزراء الأردنية ووزارة الداخلية والتهديد بالانتحار الجماعي، وهي الحادثة التي أثارت المجتمع الأردني الذي يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة للغاية. الحمد لله أن هؤلاء الشباب لم ينفذوا الانتحار ولم يلقوا بأنفسهم من أعلى "عمارة الموت" في قلب عمان بعد أن أقنعهم رجال الأمن وأهل الخير بالعدول عن الموت وسيلة للاحتجاج. الشبان الخمسة في ربيع العمر، والأصل أن يكونوا من المقبلين إلى الحياة لا المدبرين عنها، لكن الحياة للأسف هي التي أدبرت عنهم كما يبدو. فقد فشلوا بالحصول على وظيفة أو فرصة عمل، حالهم كحال أكثر من ربع القوى العاملة في الأردن، فرغم أن الحكومة الأردنية تعلن أن نسبة البطالة هي 13% فإن تقديرات أخرى تشير إلى النسبة تتجاوز 25% وهي نسبة كبيرة بكل المقاييس.الانتحار أو التهديد بالانتحار ليست ثقافة سائدة في الأردن، فمن المعروف أن الشعب الأردني من أكثر شعوب العالم صبرا، وهو صاحب المثل الشهيد "مد لحافك على قد رجليك"، وهذا الشعب قنوع ويرضى بالقليل، إلا أن الانتحار زاد بشكل كبير، ليصبح ظاهرة حقيقية، وخلال السنوات الخمس الأخيرة سجل في الأردن حوالي 500 حالة انتحار أدت إلى موت منفذيها سنويا، بمعدل 100 حالة انتحار سنويا، غير المحاولات الفاشلة أو التهديد بالانتحار، وهي ظاهرة مفجعة في مجتمع محافظ ومتدين وصبور مثل المجتمع الأردني.لا شك أن الأوضاع المعيشية خاصة الفقر والبطالة لها مفعول السحر الأسود في إزهاق الأرواح المنتحرة في الأردن، فالإحصاءات تشير إلى نسبة الفقر بين الأردنيين تتجاوز 40% وأن نسبة الفقر المدقع تصل إلى 15%، وهم السكان الذين لا يجدون ما يأكلون، ويكفي أن نجد أن أكثر من 100 ألف عائلة، حوالي 500 ألف مواطن يعيشون على المساعدات المباشرة من الدولة والجمعيات الخيرية، وهي الأعداد المعلنة غير أولئكم الذين لا يسألون الناس إلحافا، وتحسبهم أغنياء من التعفف.لقد قمت بإجراء تحقيق صحفي استقصائي عن الفقر في الأردن قبل فترة ليست بالقصيرة، وشاهدت بعيني فقرا جعلني أبكي ليلة كاملة، لأنني لم أصدق أن هؤلاء الناس يعيشون بيننا بهذه الكيفية، ومع هذا كانوا صابرين بطريقة أسطورية.للأسف الشديد فإن الأردن يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة، رغم النفي المتكرر لكل الحكومات، وأذكر أنني سألت رئيسا للوزراء عن رأيه بالوضع في الأردن، فأذهلني بجواب شعرت معه كأننا نعيش في سويسرا، فما كان مني إلا أن قلت له " أنت بتحكي عن جد"، وهل تعني ما تقول، فإذا به يرد بالإيجاب، فطالبته أن ينزل من برجه العاجي وأن يمشي في الشوارع ليرى الحقيقة، لأنه كان يحمل في يده ساعة يزيد ثمنها عن تكاليف المعيشة لعشر عائلات فقيرة ولمدة أعوام. في الأردن هناك "حالة إنكار" من قبل الحكومات المتعاقبة لمعاناة المواطن الأردني، وهناك سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، وهناك تركيز على أولويات غير منتجة ولا تولد لا مالا ولا فرص عمل، وهناك إهمال من الدول العربية الغنية للأوضاع الاقتصادية المتهاوية للشعب الأردني. فالأردن يستقبل 1.5 مليون سوري و1.2 مليون مصري و1.1 مليون عراقي و80 ألف لبناني و20 ألف ليبي و20 ألف يمني.. وهؤلاء يزيد عددهم على نصف عدد الشعب الأردني، مما أدى إلى زيادة الأسعار والإيجارات والضغط على فرص العمل المتاحة والموارد الشحيحة في البلد، مما دفع قطاع كبير من الأردنيين إلى هاوية الفقر السحيقة.من يقدمون على الانتحار تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين، أي أن مستقبل الأردن وأمله هو من ينتحر، وهذا وضع لا يمكن قبوله أو تحمله، وهذا يعني أن الأردن يحتاج إلى "مشروع مارشال" عربي لإنقاذه قبل انفجار محتمل، لأن الأوضاع الاجتماعية أصحبت من الخطورة بمكان بأن "عود كبريت" قادر على إشعال البلد كله، وعندها لن تجدي لا الحلول الأمنية ولا العساكر ولا الحلول الترقيعية.

608

| 14 مايو 2016

محرقة سجن حماة

لا يتوقف نظام الأسد المجرم عن مواصلة ارتكاب الجرائم وسفك الدماء، ولعل أخطر ما يقوم به هذا النظام الفاقد لكل ضمير أو وازع أخلاقي هو مهاجمة سجن حماة المركزي لإخضاع السجناء الذين تمردوا على الأوضاع المأسوية التي يعيشونها داخل هذا المعتقل الرهيب. سِجِل نظام الأسد الرهيب (الأب والابن) ضد السجناء أسود ومرعب ومليء بالدماء والضحايا والجثث، ولعل مجزرة سجن تدمر ومجزرة سجن صيدنايا يتبقيان من شواهد العصر على آلة القتل الأسدية العنيفة التي لن تمحوها الأيام أبدا.كم عدد المعتقلين في سجون نظام الأسد، لا أحد يعرف على وجه التحديد وإن كانت بعض الإحصاءات تتحدث عن أكثر من 200 ألف معتقل، ولكن الأكيد والثابت أن 50 ألف سوري قتلوا في سجون الأسد الرهيبة تحت التعذيب والتجويع والإهمال الطبي والاغتيال المباشر، وقد أظهرت الصور التي سربها أحد المنشقين عن النظام الوضع الرهيب للسجناء والمعتقلين في سجون الأسد التي تحولت إلى مقابر للأحياء، ومنها سجن حماة المركزي.يعيش هذه السجن ظروفا إنسانية مزرية ومأساوية، ويفتك الجوع والمرض بالسجناء وهذا ما دفع المعتقلين إلى التمرد من أجل تحسين شروط السجن، فما كان من قوات الأسد الإرهابية إلا أن حاولت اقتحام السجن بعد محاصرته وقصفه بقنابل الغاز التي أدت إلى وفاة بعض المعتقلين، ثم هاجمته بالرصاص ما أسفر عن إصابة عدد من المعتقلين.لقد اعتمد نظام الأسد الإرهابي المجرم سياسة تقوم على تجويع السجناء ومنع الغذاء عنهم، ما دفع السجناء إلى مناشدة الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة لإنقاذهم من الجوع والحصار والقتل والحيلولة دون وقوع مجزرة بعد أن فشلت ميليشيات الأسد باقتحامه وقامت باحتجاز عائلات أهالي السجناء الذين تجمعوا قرب السجن قلقا على مصير أبنائهم وذويهم.احتجاجات المعتقلين بدأت عند نقل عدد من رفاقهم إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق لإعدامهم، حيث تم إعدام عدد من المعتقلين سابقا، وهم يطالبون بالإفراج عن كل السجناء أو محاكمتهم، مع العلم أن الغالبية العظمى من السجناء هم من السياسيينمجزرة سجن حماة الرهيبة والفظيعة هي حلقة في سلسلة الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد، فقد أقدم نظام حافظ الأسد على ارتكاب مجزرة في سجن تدمر قتل فيها 600 معتقل بدم بارد، ثم قام بتنفيذ مجزرة في صيدنايا قتل فيها مئات المعتقلين، وبالطبع فإن كل سجون الأسد تشهد عمليات إعدامات وحشية.إن ما يقوم به نظام الأسد وحلفاؤه الإيرانيون والروس والعراقيون وحزب الله يعري العالم كله من إنسانيته وأخلاقه وتشدقه بحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ولا شك أن الأنظمة العربية الحاكمة التي تقبل ما يقوم به الأسد ونظامه المجرم شريكة بسفك الدم السوري، شريكة بالفعل أو بالصمت.لا يجوز للرأي العام العربي والعالمي السكوت عن مجازر نظام الأسد التي ذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون سوري، منهم 50 ألف سجين. ولا بد من التحرك لوقف المجزرة المستمرة في سوريا منذ 6 سنوات كاملة، وإسقاط نظام الأسد الرهيب لأنه الحل الوحيد لوقف سفك الدم السوري.

346

| 10 مايو 2016

صادق خان يهزم العنصرية

يحق لمدينة لندن ولبريطانيا كلها أن تحتفل مطولا بهزيمة العنصرية، فهذه الدولة الاستعمارية تحاول أن تكفر عن خطاياها، وتحث الخطى نحو مجتمع جديد عابر للأديان والأقوام والألوان، رغم وجود حركة عنصرية لا يستهان بها.البريطاني صادق خان، وهو من أصل باكستاني يبلغ 45 عاما من العمر، هزم عتاولة حزب المحافظين وفاز بمنصب عمدة لندن الذي يعد واحدا من أهم المناصب السياسية- الاقتصادية- الخدمية في بريطانيا، وهو أول رئيس مسلم لبلدية من أهم العواصم الأوروبية على الإطلاق، وهي المدينة التي كانت تحكم الدنيا ذات يوم.لم يكن صادق خان لوردا أو واحدا من أبناء النخبة اللندنية الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبية، فقد ترعرع في حي لندني فقير، ودرس في المدارس الحكومية المجانية، وهو يفتخر بذلك.ولد صادق خان في أكتوبر 1970 من عائلة باكستانية هاجرت حديثا إلى بريطانيا، ونشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في حي توتينج الشعبي في جنوب لندن. وكان والده سائق حافلة ووالدته خياطة. ودرس المحاماة وتخصص في قضايا حقوق الإنسان، وفي سن 15 عاما انضم إلى حزب العمال وانتخب عضوا في مجلس بلدية واندسوورث في جنوب لندن عام 1994. وفي 2005 تخلى عن مهنة المحاماة وانتخب نائبا عن توتينج حيث لا يزال يقيم حتى الآن في منزل أكبر بعض الشيء من ذلك الذي نشأ فيه مع زوجته سعدية المحامية وابنتيهما. هذا الرجل الأربعيني انتخب عضوا في البلدية عندما كان في الرابعة والعشرين من العمر، وبعد 20 عاما أخرى أصبح رئيسا لأهم بلدية في بريطانيا كلها.لقد أصاب صادق خان حين خاطب مواطنيه بعد الفوز قائلا: "يسرني أن لندن قد اختارت اليوم الأمل بدلا من الخوف، والوحدة بدلا من الانقسام" في بلد لا تزال السياسة فيه حكرا على بعض النخبة من خريجي معهد إيتون وجامعتي كامبريدج وأوكسفورد.قارنوا حال صادق خان لو أن أهله هاجروا إلى دولة عربية بدلا من بريطانيا، كان سيبقى رهنا للكفيل، وتصريح السفر والمنع من الدراسة في المدارس الحكومية، وسيحصل على الإقامة بشق الأنفس، وبالطبع سيبقى باكستانيا إلى الأبد، ولن يصبح مواطنا، وسيكون من الصعب أن يصبح مديرا أو حتى رئيس قسم، وبعد أن "يزعل" منه الكفيل فسوف يمهله أسبوعا لمغادرة البلاد وإلا فإنه سيسلم جواز سفره لـ"الأبعاد".الشُّقة بيننا وبين بريطانيا بعيدة جدا، فهم يحاولون محو العنصرية والاكتفاء بالمواطنة وحقوق الإنسان، بينما نحن نتشدق ليل نهار بحقوق الإنسان دون أن نتخلى عن عنصريتنا البغيضة.. تصوروا مثلا لو أن الكيني باراك أوباما، الذي انتخب رئيسا لأمريكا، هاجر إلى دولة عربية.. هل كان يمكن أن يصبح رئيسا أو رئيسا للوزراء أو حتى وزيرا؟ بالطبع هذا من الأحلام الخرافية.

391

| 08 مايو 2016

سيدي الشعب السوري

يستحق الشعب السوري أن ينعت بكل أوصاف البطولة، لأن السوريين قدموا خلال 6 سنوات من الإرهاب والمجازر والقتل والإبادة ما يعجز عن تقديمه أي شعب آخر، قياسا بالفترة الزمنية القصيرة لهذه الإبادة المستمرة. بعيدا عن كلام السياسة الممجوج، وألاعيب اللغة السخيفة، والألفاظ المقعرة، فإن الشعب السوري نسج وحده حالة أسطورية من الصمود والمقاومة والقتال والانتصار أيضًا رغم حمم الموت التي تحيط به من كل حدب وصوب.خمس سنوات فقط كانت كافية لنظام الأسد الإرهابي الحاقد كي يفرغ ما استطاع من حقد مسموم، وهي كمية تكفي لقتل البشرية كلها، ولو امتلكوا الأدوات لفعلوا ذلك من دون تردد.الشعب السوري انطلق من إعلان الرفض إلى العصيان المدني ثم إلى الكفاح المسلح من أجل إسقاط الطاغية، ولم يكن هذا الشعب ليستخدم السلاح لولا أن الفئة الباغية المجرمة التي يقودها الأسد بادرت إلى الأسلوب الذي تتقنه وهو القتل بلا حساب، ولم يكن لهذا الشعب أن يستخدم العنف دفاعا عن نفسه إلا بعد أن استخدم نظام الحقد الطائفي البعثي فائضا من العنف يكفي لقتل الشعب كله.لم يتردد السوريون أبدًا في إعلان موقفهم من اللحظة الأولى التي خط فيها الأطفال عبارة "جاك الدور يا دكتور.. الشعب يريد إسقاط النظام" على جدران درعا، ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها أهل درعا العصيان على ممثل الأسد المجرم الذي طالبهم بإحضار نسائهم من أجل الإفراج عن الأطفال الذي كتبوا ضد الأسد على الجدران، لم يتردد السوريون في المقاومة منذ أن أعلن زبانية النظام شعارهم الشهير "الأسد أو نحرق البلد"، ولم يتراجعوا قيد أنملة إلى الوراء، بل استمروا في الزحف إلى الأمام، في القتال ضد هذا النظام الدموي القاتل، ولم يتلكأوا بحمل السلاح دفاعا عن حريتهم وإرادتهم ووطنهم وشرفهم ودينهم، فسطروا الملحمة الكبرى التي لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلا، فتحول السوريون من "شعب" إلى "أسطورة"، ومن "بشر" إلى "أبطال خرافيين" مثل الأبطال الذين اخترعهم الخيال الإنساني، لكن أبطال سوريا ليسوا خيالا بل حقيقة يراها القاصي والداني.منذ اليوم الأول أعلن السوريون "ما إلنا غيرك يا الله".. لقد كانوا يستشرفون المستقبل ويعلمون إنهم محاطون بالأعداء من كل جانب، عرب وعجم، شرق وغرب، أقليات وأكثريات، محاطون بالكفار والزنادقة والمارقين والخارجين والخائنين والحاقدين والكذابين والمتآمرين والمدعين والمنافقين، محاطون من القتلة والإرهابيين والمجرمين، وممن يريدون إنزال "الرب" من السماء، أو إخراج "الرب" من السرداب.. رغم كل ذلك صمدوا وقاتلوا وقاموا وقالوا: "نحن هنا ولن يقتلعنا أحد".قاتل السوريون الواهمين بصناعة إمبراطورية فارسية، أو إمبراطورية داعشية، وقاتلوا الذين يذرفون عليهم الدموع بينما يغرسون السكاكين في ظهورهم، وقاتلوا الذين تعشعش ثارات التاريخ في رؤوسهم من "يا لثارات الحسين" إلى "لن تسبى زينب مرتين".قاتل السوريون كل هؤلاء وصمدوا كل هذه السنوات، وقدموا نصف مليون من الشهداء على مذبح الحرية دفاعا عن حقهم بالحرية والكرامة والعدالة، ولذلك استحقوا أن أقول لهم: "أيها السادة.. أنتم سادتي"، وأن أقول للشعب كله: "سيدي الشعب السوري" ونعم السيد هو.

396

| 06 مايو 2016

الفساد يفتك بالجسد العربي

الفساد وسوء الإدارة يفتكان بالجسد العربي ويأكلانه بشكل مستمر ومضطرد فقد تحول إلى سرطان يخترق كل الخلايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية. هذا ما خلص إليه المتحدثون في ندوة مكافحة الفساد في العالم العربي: التحديات والآفاق والتي تحدث فيها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء الأردني الأسبق القاضي الدولي عوني الخصاونة وأدارها النائب العام القطري علي المري.الهموم كثيرة فالفساد في العالم العربي يمتد من نهب الأموال إلى سوء الإدارة ومن الحكومات إلى المعارضة ومن الأحزاب إلى منظمات المجتمع المدني.. هل نحن فاسدون إلى هذه الدرجة؟ نعم وأكثر كما يقول الرئيس المرزوقي ويضيف عندما كنت في المعارضة كان لدي هاجس يتعلق بالفساد الذي كنت أراه مثل الخوخة بنواتها الصلبة. ويتابع المرزوقي: المفاجأة الكبرى عندما وصلت إلى الحكم وأصبحت رئيسا فقد ذهلت عندما اكتشفت أن الفساد يفتك بكل شيء كالسرطان.. إنه السرطان الذي تغذيه قوانين استبدادية وإعلام فاسد وأحزاب ليست إلا دكاكين للمقاولات السياسية ودولة عميقة والخطر من ذلك وجود ثقافة تعايش مع الفساد لدى الناس، ولم أجد مكانا إلا وقد أصيب بوباء الفساد، لقد انتشر المرض في كل الجسم فكيف ستواجه المرض بجسم مريض بما في ذلك الجماعات التي تدعي محاربة الفساد.هذا الفساد تحول إلى أخطبوط شرس مستعد للقتل وعمل أي شيء فالفاسدون لا يتورعون عن ارتكاب كل الموبقات بدون أي رادع من ضمير أو أخلاق.لا يقف المرزوقي عن هذا الحد بل يذهب إلى القول: لقد تمكن الفساد والفاسدون من اختراق واستخدام كل الآليات الديمقراطية اخترقوا الأحزاب والانتخابات والبرلمان والإعلام الذي حولوه إلى أداة للتضليل وتمكن رجال الأعمال الفاسدون من محاربة الديمقراطية بأدوات الديمقراطية ذاتها. وانتهى إلى القول إنني "متشائل" وهي عبارة تجمع بين التفاؤل والتشاؤم بالقدرة على مكافحة الفساد في العالم العربي.لم يذهب القاضي الدولي ورجل القانون المخضرم رئيس الوزراء الأردني بعيدا عما قاله الرئيس المرزوقي واعتبر أن محاربة الفساد تتطلب إعادة بناء الأسس الأخلاقية للمجتمعات العربية وتبني قوانين قادرة على مكافحة الفساد ووجود إرادة سياسية لدى النظم الحاكمة ووجود القدوة الحسنة إلى جانب الثواب والعقاب معتبرا أن التغلب على الفساد يحتاج إلى وقت. جرعة الصراحة والمكاشفة في ندوة مكافحة الفساد في العالم العربي التي استضافتها الدوحة بتنظيم من مركز حكم القانون ومكافحة الفساد كانت كبيرة وفوق العادة لأن السؤال الكبير الذي طرح في الندوة هو: كيف يمكن محاربة الفساد بمعزل عن تطوير الأنظمة السياسية العربية ودون رفع مستوى الوعي لدى الإنسان العربي، فالفساد شيطان قادر على التأقلم والتكيف والتغير حسب مقتضيات الحال والفاسدون يملكون من وسائل الشيطنة ما يمكنهم من اختراق المجتمع والدولة أفقيا وعموديا، فالفساد هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل بكفاءة في العالم العربي.

325

| 03 مايو 2016

حلب تعرينا من أخلاقنا

حلب تعرينا من الأخلاق والقيم والضمير والإنسانية والدين.. حلب تعرينا من كل شيء، حكاما ومحكومين في عالمنا العربي الكئيب، الذي لم يعد فيه من شيء سوى الزيف والإنكار والإهمال. بعيدا عن كلام السياسة الممجوج، وعن تحليلات جهابذة التحليل التليفزيوني الذين تحولوا إلى وباء في بيوتنا، وعن تصريحات المسؤولين العرب التي لا يسمعها أحد، وبعيدا عن دموع التماسيح التي يذرفها حزب الكنبة من الخانعين والصامتين والمتألمين بخشوع المقابر وصمت القبور، تقف سوريا وحدها في المعركة ضد واحد من أشرس الطغاة في التاريخ، إن لم يكن أشرسهم، وتقف حلب في مقدمة المواجهة ضد آلة عسكرية دموية فاجرة يغذيها كم لا حدود له من الحقد الديني والطائفي والتاريخي، ويقف السوريون وحدهم في مواجهة إيران وروسيا وحزب الله والمقاتلين الشيعة من العراق وباكستان وأفغانستان.حلب ومعها كل سوريا لا تحتاج إلى الشجب والاستنكار والتعاطف الغبي، حلب تحتاج إلى من ينصرها ويقاتل دفاعا عنها وعن كل سوريا والسوريين، حلب تحتاج للسلاح والمقاتلين والمجاهدين والثوار، ولا تحتاج خانعين وخوارا.لا يجدي الكلام في مواجهة جزار الشام بشار الأسد، وحلفائه في حلف الشيطان الأسود القابعين في قم وطهران وموسكو والضاحية الجنوبية، فهذا القاتل المجرم ينفذ من 5 سنوات أكبر مجزرة في القرن الحادي والعشرين، فقد قتل نصف مليون سوري وجرح أكثر من مليون، واعتقل ما يزيد على ربع مليون قتيل 50 ألفا منهم في السجون، واغتصب زبانيته ما يزيد على 50 ألف امرأة سورية مسلمة، وهناك 50 ألفا من السوريين المفقودين، وقام بتهجير نصف الشعب السوري، وطرد نصف السوريين منازلهم، وهجر 5 ملايين سوريا خارج سوريا ليصبحوا لاجئين، وشرد 9 ملايين سوري داخل سوريا، في واحدة من أكبر وأعنف الجرائم في التاريخ الإنساني.أي تحليل سياسي ينفع لوصف جثث الأطفال التي تحولت إلى أشلاء، وجثث النساء السوريات الحوامل وقد فجرت بطونهن، وصور الشيوخ السوريين وقد قطعت رؤوسهم، وجثث شباب سوريا وهي تحمل في شاحنات نظام الأسد وحلفائه الأكراد ويعرضونها في الشوارع، وكأنهم في مهرجان.ليس من حل سوى القتال ضد نظام الأسد لإسقاطة وإسقاط مشروعه الحاقد على سوريا والسوريين والعرب والإسلام، وإسقاط المشروع الإيراني الفارسي وقطع ذيله حزب الله.. ليس من حل سوى الجهاد والنضال والثورة، ودعم الثوار السوريين بالمال والسلاح والرجال.على لغة الكلام أن تتوقف، فهذه اللغة لم تمنع الإرهابي الدموي بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس من قتل مئات آلاف السوريين العرب المسلمين، لأنهم عرب ومسلمون وليسوا أي شيء آخر.انتظار الحل على طاولة المفاوضات التي تديرها أمريكا وروسيا والأمم المتحدة ليست سوى حفلة من القمار الأحمر، فكلهم يقامرون بالدم السوري والرابحون والخاسرون منهم يربحون ويخسرون على حساب الدم السوري، والخاسر الوحيد دائما وأبدا من مقامرتهم هم السوريون الأبرياء الذي تسفك دماؤهم في حلب وكل بقعة من سوريا.

236

| 01 مايو 2016

السعودية.. ثورة من الأعلى

الأطروحات الجريئة وغير المسبوقة التي قدمها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حول رؤية السعودية 2030، لم يكن أحد، حتى وقت قريب، يتصور أنها قد تحدث في المملكة العربية السعودية. لكن الأمير الشاب محمد بن سلمان تجرأ على مناقشة ما يخشى الآخرون مجرد التفكير فيه، وتحدث علنا وبصوت مرتفع وقدم أطروحات غير مسبوقة في السعودية التي تنتهج سياسة محافظة للغاية، إلى درجة أنه كسر "تابوهات" كانت تعتبر محرمات لا يجوز مجرد الاقتراب منها.الأمير محمد بن سلمان قدم رؤية إصلاحية للاقتصاد والنفط والترشيد ومكافحة الفساد والإقامة في المملكة العربية السعودية، مع تقديم محاولة لرؤية "ما بعد نفطية" للسعودية، ترمي إلى تقليل الاعتماد على النفط وزيادة الاعتماد على مداخيل أخرى.الطرح الأكثر جرأة للأمير كان حول الموازنة العسكرية وأبدى استغرابه من عدم وجود صناعات عسكرية في السعودية رغم أنها ثالث أكبر دولة في العالم في الإنفاق العسكري وقال: "جيشنا الثالث في الإنفاق العسكري والعشرين في التقييم، وهذا خلل، مبديًا أمله بأن تكون السعودية من أقل دول العالم في نسب الفساد وأن الخصخصة جزء مهم في مكافحة الفساد". وهي نقطة محورية خطيرة ومهمة جدا، فدائما ما تكون النفقات العسكرية سرية ولا أحد يعلم عنها شيئا وهذا يفتح أبواب الفساد مشرعة أمام السماسرة والمقاولين والمستغلين والفاسدين، وإذا ما نجح الأمير محمد بن سلمان بإغلاق هذا الباب فإنه سيكون قادرا على ضرب معاقل الفساد الأخرى بيسر وسهولة وكشف أنه سيتم إنشاء شركة قابضة للصناعات الحكومية وستطرح لاحقًا في السوق نهاية 2017، وأنها ستمكّن المواطن من الاطلاع على الصفقات العسكرية بشكل واضح.المعركة ضد الفساد ليست سهلة فهي معقدة وطويلة وشاقة، لأن أقوى التكتلات في العالم هي "تكتلات الفاسدين" فهي تعمل بكفاءة قل نظيرها، ففي كثير من الدول العربية فإن "مؤسسة الفساد هي وحدها التي تعمل بكفاءة".. في حين ينخر الخلل كل المؤسسات الأخرى. وهذا يضع الأمير في مواجهة حقيقية مع هؤلاء، الأمر الذي يحتاج إلى دعم شعبي كبير لتمكين الأمير من المضي قدما في رؤيته الإصلاحية.كثيرة هي النقاط التي تطرق لها "ولي ولي العهد السعودي"، وأهمها كسر محرم كبير فيما يتعلق بالإقامة في المملكة، وتقديم "غرين غارد" لاستقطاب الكفاءات ورجال الأعمال والأشخاص القادرين على تقديم إضافة نوعية للحياة والاقتصاد والثقافة في السعودية، وبيع جزء من شركة أرامكو التي تعتبر أهم شركة نفطية في العالم، وجسر الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وحل مشكلة البطالة والترهل والإسكان والأراضي ومشاكل المدن، وتأسيس قوة استثمارية ضخمة وتطوير السياحة، وتعزيز العمق العربي والإسلامي للسعودية، وإنهاء عصر "الإدمان على النفط".الأمير قال إن العام الحالي 2016 سيكون عام "إصلاح سريع ممنهج ومخطط له"، مضيفا "أن الملك سلمان عمل عملًا قويًا لهز رأس الهرم في السلطة التنفيذية".. وهي هزة تمثل ثورة من الأعلى.. ثورة فيها الكثير من الرؤى الإيجابية لنقل السعودية إلى عصر جديد، تحتاج بلا شك إلى دعم كل النخب لتحويلها من نظرية إلى تطبيق.

413

| 29 أبريل 2016

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3669

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2187

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2085

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1290

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

936

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

897

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

867

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

750

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...

705

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
التعلم بالقيم قبل الكتب: التجربة اليابانية نموذجًا

لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...

681

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية