رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تجسير الفجوة بين الشباب والعمل التطوعي

ما زال هذا الموضوع يشكل أحد شواغلي الرئيسة، ولازالت الأسئلة المحورية المرتبطة به تلحّ علي دون الوصول إلى إجابات حاسمة حتى الآن .. لماذا لا يزال هناك بون شاسع بين ناشئتنا وشبابنا والعمل التطوعي والخيري، وما أفضل السبل لتجسير الهوة بين الطرفين، وهل قامت الجهات ذات العلاقة بما ينبغي عليها في إطار غرس القيم ونشر الثقافة المرتبطة بهذا الجانب، أم أن للمشكلة زوايا أخرى لا بد من التوقف عندها. أطراف العلاقة الرئيسون هم: الأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية ووسائل الإعلام والمؤسسات الإنسانية والخيرية والنوادي الشبابية، وكل منهم على ثغرة مهمة ، ويكمل كل طرف منهم الآخر في إنجاح هذا المشروع الحيوي لأمتنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية . والإلحاح على تقصي أسباب الخلل والدفع باتجاه المعالجات والحلول يقف وراءهما حجم الفوائد الذي ستجنيها مجتمعاتنا في حال انخراط الناشئة والشباب في العمل التطوعي على عدة مستويات ، وحجم المنافع على ستعود على الشرائح الفتية في نفس الوقت . فالتطوع ركيزة أساسية في بناء المجتمعات ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين، وهو أيضا ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح في شريعتنا الاسلامية وكل الشرائع، إضافة إلى كونه يمثل خيارا استراتيجيا للتنمية ، ورافدا أساسيا للجهود الحكومية ومقدما لكثير من الخدمات، فضلا عن عائده ، حيث يعتبره الكثير من الباحثين والمختصين استثمارا اقتصاديا وداعما للاقتصاد الوطني للدول. نقرأ ونسمع عن محاولات لغرس القيم ـ وضمنها قيم الإيثار والتعاون والبذل ..ـ وعن تشجيع العمل التطوعي لدى المدارس والخدمة المجتمعية، أو عن برامج في وسائل الإعلام التي تعالج جوانب في التطوع، أو أنشطة وفعاليات تحثّ على الانخراط في هذه الميادين، ومنها المسابقات والأيام الخاصة ، وعن أقسام للتطوع في بعض المؤسسات الخيرية، ولكن بالرغم من ذلك ما يزال التعريف بالعمل التطوعي ودوره وأهميته للأفراد والمجتمعات نادرا، ومازال الإقبال عليه محدودا، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هناك الكثير من المحفزات التي ينبغي أن تشجع على ذلك بقوة بدءا بالدافع الديني ، ومرورا بموروثنا التراثي وعاداتنا العربية الأصيلة، وانتهاء بتوفر مجالات كثيرة يمكن من خلالها المساهمة في أعمال تطوعية تنفيذية وميدانية ، أو تلقي التدريب وتطوير القدرات . ينبغي أن يكون واضحا أن الالتحاق بالعمل التطوعي والخيري ذو فائدة لكل من المجتمعات والأفراد معا، فالمجتعات تكون أكثر ترابطا وتماسكا في أوقات الشدة والرخاء تظللها مظلة التكافل والتراحم والتعاطف ، وتكون أكثر أمانا باستثمار أوقات الشباب فيما ينفع ويفيد، وغرس الخيرية في نفوسهم بدلا في انشغالهم أو إشغالهم في أمور قد تؤدي للانحراف وسفاسف الأمور ، كما أن قيمة وتأثير العمل التطوعي على اقتصاد الدول غير مُدرك في عالمنا العربي، حيث لم ينل استحقاقه المطلوب في الأدبيات الاقتصادية ولم يُشر إلى أثره في حسابات الناتج المحلي الإجمالي في مجمل الاقتصاديات العربية، لكن الدراسات تؤكد على الارتباط الوثيق بين التطوع والدخل الوطني، حيث تُشير إحدى الدراسات إلى أنّ معدل ساعات التطوع المبذول في الولايات المتحدة الأمريكية يوازي عمل تسعة ملايين موظف، ويُقدر مجموع الوقت الذي تم التطوع به في إحدى السنوات ما قيمته 176بليون دولار، فيما بلغت موارد إحدى منظمات التطوع الأمريكية ـ المتطوعون الأمريكيون ـ 532 مليون دولار. أما انعكاسه على أفراد المجتمع وخاصة الشباب فإنه يعد خير طريقة لتنمية قدراتهم في مواجهة التحديات وإكسابهم مهارات وخبرات تتيح لهم فرصا أفضل في التوظيف وخصوصا في القطاع الخاص الذي يشكو من قلة التدريب والخبرة لدى شباب ينقصه الحماس والحيوية، كما أنهم يحققون من خلاله ذواتهم ويكسبهم الثقة بأنفسهم، ويشعرون من خلاله بالراحة والسكينة والطمـأنينة والسعادة. ما نحتاجه ليعود الاعتبار للعمل التطوعي في أوساطنا بالصورة المشرقة التي عرفتها حضارتنا الإسلامية في عدد من العصور هو خطة متكاملة شاملة ، لا يعمل فيها كل طرف من أطراف العلاقة منفردا ـ مع افتراض أن كل طرف يقوم بدوره المناط به أصلا ـ ، بل يكون الجميع يدا واحدة، من تنشئة الأبناء تنشئة سليمة، على القيم وروح العمل الجماعي منذ مراحل الطفولة المبكرة، وأن تضم البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة بعض المقررات الدراسية التي تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي ويقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية، مما يثبت القيم في نفوس الشباب، ومطالبة وسائل الإعلام المختلفة بدور أكثر تأثيرا في تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل التطوعي ومدى حاجة المجتمع إليه وتبصيرهم بأهميته ودوره في عملية التنمية، وكذلك إبراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم الاحترام الذاتي واحترام الآخرين، وإقامة دورات تدريبية للمتطوعين والعاملين في الهيئات والمؤسسات التطوعية مما يؤدي إلى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الجهات الحكومية والأهلية.

701

| 25 مايو 2011

ذكرى النكبة تفضح أنظمة الممانعة

مرة ثانية وثالثة ورابعة، وربما أكثر من ذلك بكثير يبدو ربيع الثورات العربية كابوسا مزعجا للأنظمة الدكتاتورية المشبعة بالتكلس أو تلك المتشبعة بالعجز والوهن، ليس بسبب الاحتجاجات السلمية التي جوبهت من الجماهير بها منذ عدة شهور، وجعلت الأرض تميد من تحت أقدامها، وإنما هذه المرة بسبب الإحراج الذي لحق بها بسبب روح العزيمة التي استلهمتها من ألق هذا الربيع في مواجهة إسرائيل، وجعل ذكرى نكبة فلسطين ذات طبيعة مختلفة. لقد كشفت مسيرات الزاحفين إلى الحدود المشتركة مع إسرائيل عن جملة من المفارقات التي فضحت سواء المواقف المتخاذلة لبعض هذه الأنظمة التي تتبنى منهج التسوية واتفاقيات ما يسمى بالسلام، أو زيف ادعاءات بعضها الآخر الذي طالما تشدق بالممانعة ودعم المقاومة. من المؤكد أن تمكن فلسطينيين وربما معهم سوريون من الوصول فعليا إلى الطرف الآخر الذي يسيطر عليه الكيان الصهيوني من هضبة الجولان بنوع من الضغط الاحتجاجي الشعبي المحدود عددا والكبير إصرارا وعزيمة رغم ما يقال عن قوة سلاح جيش العدو الصهيوني ووفرة حقول الألغام الموجودة بين الجانبين السوري والجانب المحتل من أرضه، من المؤكد أنه كان مفاجأة من العيار الثقيل لكل من إسرائيل والسلطات السورية على حد سواء، وثمة تقارير إسرائيلية اعتبرت ما حصل فشلا عسكريا وأمنيا لها. لقد سمعت واحدا من الشباب الذين تمكنوا من الوصول للجانب الآخر من هضبة الجولان المحتلة يتحدث بصراحة عبر إحدى شاشات التلفزة العربية عن كذبة الألغام التي كان الجانبان السوري والإسرائيلي يخوّفان الناس بها لمدة عقود بينما استطاع هو وزملاؤه التغلب عليها واختراقها في محاولة واحدة. وفيما لا يزال القمع السوري متواصلا ضد المحتجين في مدينة درعا ـ ومدن أخرى ـ سيعقد أي مواطن عربي بسيط في ذهنه مقارنة منطقية ـ تمت الإشارة إليها من قبل كتاب وصحفيين ـ ومفادها أنه في الوقت الذي تحاصر وتقتحم دبابات الجيش السوري درعا التي تقع تحت السيادة السورية بصورة كاملة وعلى بعد 20 كليو مترا فقط من هضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل منذ 1967، وتنكل بأبناء شعبها من المدنيين العزل الذين يطالبون بالإصلاح، تغفل عن دولة عدوة محتلة دون أن تكلف نفسها عناء إطلاق طلقة واحدة باتجاهها من خلال هذه الهضبة. السقوط الكبير لخدعة "ممانعة" النظام السوري التي ظل يسوقها لعقود انكشفت من طرق أخرى في وقت متقارب مع ذكرى النكبة، ومنها أولا: تصريحات رامي مخلوف لصحيفة نيويورك تايمز والتي جاء فيها: "إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا فلن يكون هناك استقرار في إسرائيل. لا يمكن لأحد أن يضمن ماذا يحدث ـ لا سمح الله ـ إن حدث أي شيء للنظام"، وبات واضحا أن المصالح الشخصية لنظام دمشق وقياداته هي التي قادت لهذا الاستقرار والهدوء مع الجبهة الإسرائيلية دون إطلاق طلقة واحدة. أمر آخر يصب في استقرار الجانبين وكشف حقيقة الممانعة أشار إليه المعارض السوري مأمون الحمصي في تصريحات صحفية، فضلا عن سكان درعا ألا وهو قيام الطيران الحربي السوري بالتحليق بمنطقة "انخل" بمحافظة درعا فوق المدنيين، رغم أن الطيران في هذه المنطقة محرم فيها بموجب الاتفاقات الإسرائيلية ـ السورية بحكم قربها من الجولان، لأنها تمثل حزاما يمنع فيه دخول الأسلحة الثقيلة والطيران. لأول مرة يكون الاحتفال بذكرى النكبة مختلفا هذا العام، فلم يعد مقتصرا على طقوس الحنين إلى الوطن، بل بإجراءات عملية على الأرض من أجل عودة فعلية إليه، ومما لا شك فيه أن البروفة الأولى للجهد الجماهيري سيكون لها ما بعدها، ولأول مرة أيضا تشعر إسرائيل بخوف حقيقي لأسباب كثيرة من أهمها: أن تأمين الحدود من طرف الأنظمة التي تدعي الممانعة أو الموقعة على اتفاقيات السلام لم يعد كافيا كما كانت الحال من قبل، ويضاف إلى ذلك كسر حاجز الخوف لدى الشارع وإصراره على إحداث ثغرة في جدار الصمت العربي عن حق العودة الأصيل، الذي لا يمكن التنازل عنه وكل ذلك تم استلهام جزء كبير منه من روح ربيع الثورات العربية باعتراف الناشطين أنفسهم حتى على مستوى الشعارات ومنها: "الشعب يريد العودة " والشعب يريد تحرير فلسطين" وغيرهما. وبذلك كشفت كذبة جديدة للأنظمة الدكتاتورية التي كانت تفرض حالة الطوارئ بحجة الظروف الاستثنائية لمواجهة المخاطر التي تتهدد البلاد من جهة إسرائيل لتبرر قمعها وبطش أجهزتها الأمنية بينما الحقيقة أن منح الشعوب كرامتها وحريتها وحق التعبير عما تريد يقوي من الجبهة الداخلية ويزيد من تماسكها لمواجهة الأعداء الخارجيين وهو ما أثبتته فعاليات ذكر النكبة بكل جلاء.

392

| 18 مايو 2011

من ينقذ النظام السوري من ورطته!؟

بات في حكم المؤكد أن وجهة نظر أصحاب المعالجات الأمنية في النظام السوري هي التي انتصرت، لمواجهة الاحتجاجات السلمية للجماهير المطالبة بالحرية والكرامة والإصلاح على حساب أصحاب المعالجات السياسية، اتضح ذلك بجلاء خصوصا في الأسابيع الثلاثة الماضية، مع كل ما يترتب على ذلك من إدخال البلاد في نفق مظلم والإضرار حتى بمصالح السلطة الحاكمة. دائما كان الأمني في سوريا منذ نحو أربعة أو خمسة عقود مقدما على السياسي، ودائما كانت السطوة الأكبر والصوت الأعلى للأجهزة الأمنية على حساب المؤسسات السياسية والمدنية، فالمواطن لا يستطيع اقتناء فاكس، أو فتح صالون حلاقة، أو الحصول على وظيفة له في الدولة، أو السفر، إلا بموافقة أمنية، والإعلام الرسمي لا يتنفس إلا برئة الأجهزة الأمنية، ولا يسمح له إلا بالتعبير عن وجهة نظرها، وتبرير أفعالها حتى لو كانت بمنتهى القسوة والعنف، كما حدث في مواجهة التظاهرات الأخيرة وحصار واقتحام المحافظات والبلدات والقرى، وأي خروج له عن سياق النص الأمني ولو بجملة أو كلمة واحدة يكون له القرار لها بعزل المخالفين عقابا لهم، وتأديبا لغيرهم (أقيلت رئيسة تحرير صحيفة تشرين الرسمية من منصبها باتصال من مسوؤل أمني بسبب انتقاداتها لأداء الأجهزة الأمنية في مواجهة المتظاهرين بدرعا). عندما وصل الرئيس بشار الأسد إلى سدّة الحكم وإن كان من بوابة التوريث الجمهوري استبشر الناس خيرا بعهد جديد ـ غير ما كان سائدا في عهد أبيه ـ تنجز فيه إصلاحات سياسية مهمة، وتغلق فيه ملفات أمنية سابقة، لكن أيا من ذلك لم يحدث رغم مرور أحد عشر عاما على حكمه، وبدا واضحا أن فترته لم تكن سوى امتداد لفترة سابقة، تم فيها وأد ربيع دمشق (معارضة الداخل) وحكم على قيادتهم بالسجن لمدد طويلة، وظلت الكلمة للحزب الواحد، وغاب أي إعلام غير الإعلام الحكومي، وبقي عشرات الآلاف من المنفيين القسريين خارج بلادهم، وتعاظم الفساد المالي والإداري. واعترف الرئيس بعظمة لسانه بتأخر هذه الإصلاحات التي طرح شيء منها للنقاش في مؤتمر حزب البعث عام 2005. وعندما هبت رياح ثورات التغيير العربي ووصلت إلى دمشق، تفاءل الناس خيرا في تعامل مختلف هذه المرة من قبل النظام السوري، رجاء استفادته مما وقع في تونس ومصر، واستيعابا منه للروح الجديدة التي تسري في المنطقة والمتغيرات العالمية المرتبطة بوسائل الاتصال المباشر والإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، لكن تطور الأحداث كشف عن انتصار التيار الأمني مخيبا أي أمل بالتغيير، تمثل ذلك في غياب أصوات شخصيات تحدثت عن حلول سياسية وبشرت بها في الأيام الأولى للتظاهرات، مثل مستشارة الرئيس السوري ونائبه، واقتصار الحديث عن الإصلاحات على الوعود فقط، وازدياد الممارسات العنفية المفرطة للأجهزة الأمنية، بعد الحديث عن إلغاء حالة الطوارئ، وحصار الحواضر والقرى واقتحامها والعقاب الجماعي لأهلها، وارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 800، والمعتقلين والمفقودين جراء الاحتجاجات إلى ما يزيد عن 8000 شخص، بينهم عدد من الناشطين السياسيين والحزبيين والحقوقيين والصحفيين والكتاب والمثقفين، وغياب شبه تام للحكومة، واستمرار الإعلام الرسمي في فبركاته. الحل الأمني أضر ـ وما يزال ـ بأرباب السلطة ونظامها أكثر مما أضر بغيرها، ومن أهم ذلك: ـ انكسار حاجز الخوف لدى الجماهير وتواصل المظاهرات والاحتجاجات رغم قوة القمع والحصار والرصاص الحي، وهو أمر لم يكن معهودا من قبل. ـ ازدياد السخط الشعبي الداخلي مع اتساع رقعة إراقة الدماء وأعداد المعتقلين ومسلسل الإهانات. ـ تغير الصورة الذهنية لدى الشارع العربي ولدى كثير من النخب عن النظام السوري عن ذي قبل، كنظام ممانعة ومواجهة ومساند للمقاومة، وعن رئيسه الشاب الطبيب المثقف المنفتح والمتحدث اللبق الذي يفيض حيوية. ـ انكشاف مظاهر العنف ضد المدنيين لشاشات وسائل الإعلام العربية المعتبرة والعالمية المرقومة، وتوثيق كثير من الجرائم ضدهم بالصوت والصورة، رغم منع النظام لهذه الأجهزة من تغطية الأحداث الجارية. ـ التذكير بمجازر سابقة ارتكبتها الأجهزة الأمنية ضد المدنيين في الثمانينات كمجزرة حماة وتدمر وجسر الشغور وحلب. ـ إدانات دولية وأممية لممارسة النظام العنف المفرط ضد المدنيين، وإيقاع عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على بعض مسؤوليه، وتشكيل مجلس حقوق الإنسان الدولي للجنة تقصي حقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان. ـ بدء تغير مواقف حلفاء النظام منه بسبب الأحداث وتطوراتها، وصولا إلى توجيه تحذيرات له، وأبرز هذه المواقف موقف تركيا الأخير وتحذيرها من تكرار ارتكاب مجزرة أخرى كحماة وإلا سيكون للإنسانية ولتركيا موقف مختلف. ترى هل من أصوات عاقلة داخل النظام في سوريا تنقذه من سوء مخاطر الحلول الأمنية وعواقبها على الوطن؟

439

| 11 مايو 2011

ندرة الأعمال الإبداعية لخدمة القضايا الإنسانية

أتاحت لي محاسن الصدف الاطلاع مؤخرا على أكثر من نموذج وعمل فني وأدبي يصب في خدمة العمل الإنساني والخيري، وهو ما أعاد إلى الذاكرة حجم التقصير الكبير في هذا المجال سواء من قبل المؤسسات الطوعية ذات النفع العام في عالمنا العربي والإسلامي أو من قبل شريحة المشتغلين بقضايا الإبداع على مختلف مواهبهم. نستحضر هنا أنه عندما أتيح لبعض الأفكار والفلسفات الإنسانية ـ بغض النظر عن موقفنا منها ـ أن تُطرح من خلال أدوات وقنوات فنية وأدبية، مثل المسرح والرواية والصورة، صارت أكثر شيوعا وانتشارا وتأثيرا، ولعل من الأمثلة المهمة في هذا الصدد هي "الوجودية" التي ذاع صيتها في أوروبا والعالم في فترة من فترات التاريخ الإنساني، لاعتبارات لعلّ من أهمها أن صاحبها أديب أصلا، ألا وهو جان بول سارتر. في الإطار نفسه سألتُ أحد شعراء الأطفال المعروفين عن سبب تركيزه في أن تخرج جل قصائده على شكل أناشيد فبرر ذلك بأن الأنشودة تضيف إلى النص اللحن الجميل والصوت العذب، فتصبح أوسع انتشارا، وتكون أعداد من يحفظها من الأطفال أكبر. ومن نافلة القول أن مسرحية أو مشهدا تمثيليا تلفزيونيا، قد يكون أقدر على غرس القيم أو حشد التأييد لفكرة أو مشروع أكثر من ألف خطبة ومحاضرة، وربّ صورة معبرة أبلغ من ألف عبارة ومقال. ما ينبغي أن يكون أكثر أهمية لدى المؤسسات الخيرية والإنسانية في عالمنا العربي والإسلامي من تسويق مشروعاتها الخيرية كبناء مدرسة أو مستشفى أو مسجد ـ في رأيي ـ هو غرس قيم العمل الخيري لدى الأطفال والناشئة منذ نعومة الأظفار، لأن من شبّ على شيء شاب عليه، أو إشاعة ثقافة العمل الخيري ببعدها الحضاري المستمد من ثقافتنا الإسلامية لدى الشباب الذين هم "دينامو" أي عمل تطوعي، وصولا إلى تجذير الخيرية لدى هذه الشرائح، ومن هنا فإن تفعيل دور الفن والأدب والإبداع مهم للغاية، حيث لا يزال التقصير في الاهتمام بالعمل القيمي الخيري كبيرا، واستثمار الأدوات الإبداعية في هذا المجال محدودا. وعودا على بدء؛ فإن ما اطلعت عليه أو تابعته مؤخرا هو عبارة عن ثلاث مبادرات وأنشطة لا بأس من التنويه بها وإبراز القيمة المضافة فيها من أجل البناء عليها: ـ معرض الجود بدولة قطر: وهو معرض للخط العربي والفن الإسلامي أقيم في صالة أنيقة وجميلة بالحي الثقافي، وعرضت فيه 30 لوحة من اللوحات، التي هي عبارة عن آيات قرآنية تحث على الجود والبذل والإنفاق، كل آية منها أخذت من جزء من الأجزاء الثلاثين للقرآن، خطتها يد فنان مبدع، هو الخطاط الأول عالميا صباح الأربيلي. ولا يخفى أن العمل مبادرة غير مسبوقة، وتمّ تقديمها بأسلوب رائد وجودة عالية، عبر قالب فني مبتكر، ألا وهو الخط العربي. ـ كتاب الإسلام وحقوق الإنسان: مؤلف "يجمع بين متعة الفكر والعين معا"، من إصدار مركز "فنار"، وهو ذو طبيعة مختلفة في شكله ومضمونه، تم إخراجه وطباعته بعناية فائقة ومستوى فاخر، من حيث غلافه المجلد، والنوعية المتميزة للورق الداخلي، إضافة لمقاس وتصميم وإخراج الصفحات الداخلية. والطريقة التي اعتمدها الكتاب على مستوى المضمون هو إيراد آية من آيات القرآن الكريم، أو حديث من الأحاديث النبوية الشريفة التي تعنى بحقوق الإنسان، وإيراد ما يناسبها من ميثاق هيئة الأمم المتحدة 1945، أو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، سواء على مستوى الديباجات أو المواد، وترجمة الآية أو الحديث والمادة الحقوقية للإنجليزية. وقد تضمن الكتاب خمسين لوحة فنية، كل منها عبارة عن خط عربي مشكّل بصورة فنية جذابة، وبعدة ألوان، للآيات والأحاديث التي تم اختيارها، لتكون فرصة لمتعة العين التي تعشق الجمال والفنون الراقية، والكشف عن الوجه المشرق لحضارتنا الإسلامية في اهتمامها بحقوق الإنسان بآن معا. ـ مشاركة الشعر في تدشين أعمال الخير: وقد راقتني فكرة إشراك الشعراء المتميزين في مثل هذه المناسبات، والإشارة هنا إلى رائعة المتألق الدكتور عبد الرحمن العشماوي الشعرية بعنوان: البذل، والتي ألقاها يوم 13/ 5/ 1432 هـ في حفل تدشين صندوق الاستدامة المالية الخيري الذي أنشأته مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية، لإقراض الجمعيات الخيرية قروضا ميسرة لإنشاء مشروعات وقفية يعود ريعها لعمل الخير. لا ينكر أن بعض المؤسسات الخيرية قد اهتمت أو دعمت أعمالا في المجال الفني لخدمة العمل الإنساني وغرس قيمه ونشر ثقافته، لكنه بقدر ضئيل لا يكاد يذكر، ومن ذلك إصدار بعض الأناشيد والفيديو كليبات، والفلاشات التلفزيونية، لكن ما الذي يمنع أن يمتد ذلك ويتسع لإقامة أمسيات شعرية، وتنظيم عروض مسرحية، وإنتاج أفلام كرتونية، ومسابقات لأصحاب المواهب الفنية الواعدة، وإقامة معارض للرسوم والكاريكاتير، وتشجيع كتابة القصص وغيرها بحيث تصبّ في هذا الهدف. لا تزال الثغرة لملء هذا الفراغ كبيرة، وعلى المؤسسات الإنسانية في عالمنا العربي والإسلامي أن تبادر لملئها من دون إبطاء.

660

| 04 مايو 2011

هل هذا هو الإصلاح الموعود في سوريا !

"هل هذا هو الإصلاح الذي وعدونا به"..كانت هذه هي العبارة التي علّق بها مواطن سوري بعفوية على مذابح يومي الجمعة والسبت الماضيين التي عرفتها أكثر من محافظة سورية، واتُهمت بها قوات الأمن أو الجيش أو كلاهما، من موقعه في ريف دمشق كشاهد عيان تحدثت إليه قناة الجزيرة. والإصلاح الذي نوه إليه هذا المواطن السوري بلغة الاستفهام الاستنكاري يتضمن إشارة إلى مراسيم بإنهاء العمل بحالة الطوارئ وإلغاء العمل بمحكمة أمن الدولة سيئة السمعة والتي صدرت عن الرئيس الأسد، وما صدّع به الإعلام السوري الرؤوس عن هذه المنجزات بغضّ النظر عن تأخرها ومحدوديتها وما رافقها من حملات دعائية، وكأنها منّة وليست حقا من الحقوق الأصيلة للشعوب، أو تصحيحا لخطأ أو أخطاء يصل عمره أو عمرها إلى حوالي نصف قرن من الزمن. إن خروج الشارع السوري في احتجاجاته السلمية بالحجم والكثافة التي نقلتها عدسات التلفزة والتعامل الأمني العنيف معها يكشف بوضوح أن " الوعود الإصلاحية"، لم تكن سوى كذبة لم تحتج إلى وقت طويل ليتضح زيفها، فالإصلاح ليس شعارات ترفع أو قوانين تسنّ وإنما ممارسة عملية وسلوكية، يجب تلتزم بها أجهزة الدولة كلها من دون استثناء. انعدام الثقة بين الشعب والنظام الحاكم في سوريا قديم بسبب مظالم الأخير المتراكمة عبر أربعة أو خمسة عقود، لذا فإن تغيير هذه النظرة كانت تتطلب من النظام سرعة وصدقا وجدية، ولكن أيا من ذلك لم يحدث البتة، ورغم أن الشعب أعطى نظامه فرصة ذهبية تزيد على شهر ونصف الشهر، لعله يخرج من جلده القديم، إلا أنه اكتشف أنه ممعن في عقليته الأمنية القديمة والطريقة الإعلامية الدعائية المضللة دون تغيير أو تبديل. سمع الناس أن الرئيس السوري أمر أجهزته بعدم إطلاق النار على المتظاهرين في درعا التي انطلقت منها الثورة وفي المدن الأخرى باعتبار أن الاحتجاج حق من حقوقهم، فإذا بشلالات دماء الشهداء والجرحى يزداد تدفقها، حتى لم يسلم من ذلك مشيعو جنائز الضحايا، أو الأطفال الصغار الذين هم في عمر الورود، فيما اعتذرت قنوات فضائية عن بث بعض صور القتلى التي وصلتها لقساوة المشاهد وفظاعتها، وكشفت الصور أيضا كيف تذِّلّ قوى الأمن المواطنين المحتجين في "البيضا" التابعة لبانياس، وهي تدوس على ظهورهم ورؤوسهم وتركل أجسادهم، وتسبّهم بأقذع الألفاظ السوقية لأنهم ينادون بالحرية. وأمّل الموطنون السوريون خيرا بصدور قوانين رفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وتنظيم المظاهرات فإذا بعدّاد المعتقلين يرتفع مؤشره، بما في ذلك المثقفون والناشطون الذين لا ذنب لهم سوى التعبير عن رأيهم في وسائل الإعلام مثل فايز سارة وجورج صبرا وغيرهما، كما لاقى أول مواطن سوري نفس المصير عندما تقدم بطلب لتنظيم مسيرة سلمية في محافظة تقع في الشمال الشرقي من بلاده. وعندما صبّر الشارع نفسه للاستماع إلى تليفزيون بلاده في خضمّ هذه الأحداث المتأججة، بحثا عن تغييرات كثر الحديث عنها ـ بعد أن ملّ سماعه منذ زمن بعيد لأنه لا يسبح إلا بحمد البعث الحاكم وزعيم البلاد ولا يتحدث إلا بلغة الشعارات الممجوجة ـ كان عليه أن يكذّب ما تراه عينه في الميدان، ويصدّق الكذب المفضوح والتزوير المكشوف لبيانات حكومته وإعلامه، فالضحايا قتلوا على يد العصابات المندسة بين المتظاهرين وليس قناصة أجهزة الأمن، والدم المسفوك سببه " قوارير الدم" أو الأصباغ التي يحملها المتظاهرون لتضخيم الأحداث، وليس الرصاص الحي لجنود الحواجز الأمنية، وأكثر من 120 شهيدا ـ الذين سقطوا الجمعة الماضية فقط ـ كما العادة، بسبب اعتداءات المواطنين (العزل) على قوى الأمن أو قيامهم بأعمال شعب وحرق وتخريب، والبادئ ـ برأيهم ـ أظلم! كما كان يفترض من المواطنين طبعا أن يصدقوا تخبط إعلام النظام الذي لم يترك جهة إلا حملها وزر الاحتجاجات السلمية: "القاعدة"، "الأصوليون"، " السلفيون الجهاديون"، " المندسون" المغرضون، الأجانب "القادمون من وراء الحدود" "الفلسطينيون القادمون" من المخيمات"، " الإخوان المسلمون"، " تيار المستقبل" بلبنان، بحكم أن سوريا مستهدفة خارجيا لأنها دولة مواجهة! لهذه الأسباب وغيرها لم تعد الشكوك بالنظام مقتصرة على الشارع العادي بل امتدت لشخصيات كانت محسوبة على النظام أو قريبة منه بعد أن شعرت بالحرج من دموية النظام ومجازره وأكاذيبه التي لم تعد تنطلي على أحد، فقدمت استقالاتها من عضوية مجلس الشعب، ومسؤوليات أخرى احتجاجا على ذلك (نائبان عن محافظة درعا حتى الآن: ناصر الحريري وناصر الرفاعي، ومفتي درعا: رزق بايزيد)، وحملوا رئيس الدولة مسؤولية ما يحدث. إن على النظام السوري أن يتحمل مسؤولية وعوده الإصلاحية غير الجدية والتفافه على إرادة الجماهير والتي باتت مكشوفة للشارع المحتج، الذي لم يعد يرضى الآن ـ على ما يبدو ـ بغير تغيير النظام بعد أن كان حديثه في بداية انطلاقة الثورة في منتصف مارس الماضي مقتصرة على المطالبة بإصلاح هذا النظام.

373

| 27 أبريل 2011

دعاية الأنظمة المهتزة.. تضليل لم يعد يجدي نفعاً

في مواجهة قافلة التغيير التي تغذّ سيرها المبارك في غير ما بلد عربي، سعيا لمستقبل أفضل ينعم فيه المواطنون بكرامتهم ويتمتعون بحريتهم بأمن وسلام تقف ماكينة دعاية الأنظمة لها بالمرصاد، تقوم بعملية تضليل وتشويه متعمدة، لكنها لم تستطع أن تقنع الجمهور الذي نجح في إنجاز مهمته كما في مصر وتونس، أو يسعى لإنجازها كما في دول أخرى. هدف هذه الدعاية إما تشويه الصورة الجميلة لهذه القافلة، والنيل من سمعتها الطيبة، أو التخويف من حراكها، في مسعى خائب منها لتقليص حجم التأييد الشعبي الداخلي الذي تتمتع به، أو الحد من توسع رقعته، وصرف الجماهير عن الالتفاف حولها والاصطفاف خلفها، أو التحريض الإقليمي والدولي ضدها. مفردات قاموس دعاية الأنظمة العربية يربط بين الحراك الشعبي السلمي وبين "المؤامرة" و" الاستهداف الخارجي" وإثارة " الفتنة" أو " الفتن الطائفية"، أو " النعرات القبلية" أو تأجيج نار" الحرب الأهلية"، ويرى أنه قد يعرض "الوحدة الوطنية" للخطر أو يؤثر على دورها في" الصمود" و" مواجهة" العدو الصهيوني. أما القائمون بهذه التحركات من الشباب المحتج وأحزاب المعارضة فهم: من تنظيم " القاعدة"، أو "أصوليون"، أو " سلفيون جهاديون"، أو " مندسون" مغرضون، أو أجانب "قادمون من وراء الحدود" أو " فلسطينيون قادمون" من المخيمات"، أو " إخوان مسلمون" يريدون تجيير ما يحدث للسيطرة على البلاد والعباد وإدارة دفتها لصالح أهدافهم " الظلامية" بحكم شعبيتهم الكبيرة. من الواضح أن هذه الاتهامات مكررة وبائسة، وبعضها مستنسخ مما سبقه، ولم تحل دون مواصلة حراك التغيير ، فعلى سبيل المثال : اتهم الرئيس اليمني بأن الاحتجاجات المليونية التي تشهدها بلاده يخطط لها في الولايات المتحدة وتدار من غرفة عمليات بإسرائيل، وقبل أيام كرر الرئيس السوري ما قاله في خطاب أمام مجلس الشعب عن وجود "مؤامرة" وراء التحركات الشعبية العفوية المطالبة بالإصلاح والحرية باعتبار أن بلاده مستهدفة خارجيا، بوصفها من دول المواجهة مع الكيان الصهيوني. ومثلما خوّف الرئيس صالح من حرب أهلية وقبلية في دولته باعتبار أن شعبه مسلح، حذّر الإعلام السوري الرسمي ـ ومايزال ـ من احتمالات حدوث " فتنة" بين مكونات الشعب السوري الذي يتشكل من أديان وقوميات ومذاهب، بينما يشهد الواقع أن الاحتجاجات في اليمن تصر على الطابع السلمي بأرقى صوره، وأن العنف مصدره " بلاطجة" النظام وأجهزته الأمنية، أما في سوريا فإن تاريخ التعايش بين أبناء الشعب أصيل وتاريخي، وهو ما عكسته هتافات الاحتجاجات مثل" واحد واحد واحد..الشعب السوري واحد" و" لا سنّية ولا علوية.. نحن نريد الحرية"، كما أن المحتجين هم من محافظات مختلفة: درعا ودمشق وبانياس واللاذقية ودير الزور والقامشلي وحلب والسويداء وغيرها ويعكسون ألوان طيف شرائح المجتمع : عربا وأكرادا، مسلمين ومسيحين، سنة وعلوية ودروزا.. لقد أثبت واقع الثورة الشعبية المصرية حرص المحتجين على سلمية نشاطهم طيلة فترة المظاهرات رغم أعدادهم المليونية، وسعيهم لمنع التخريب والحفاظ على ممتلكات الدولة وآثارها، بينما جاء التدمير من بلطجية النظام ومن السجناء أصحاب السوابق الذين أطلقتهم وزارة الداخلية آنذاك من السجون ليعيثوا سلبا ونهبا ويواجهوا المحتجين بالجمال والسكاكين و" المطاوي".. ومثلما عبّرت المظاهرات على وحدة النسيج المجتمعي المصري مسلمين وأقباطا، كانت التيارات الإسلامية هي والكنيسة القبطية في مقدمة الحريصين على تطويق بوادر فتنة أطلت برأسها بعد الثورة، وفي مقدمتهم : "الإخوان المسلمون" و"السلفيون"، بينما أشارت أصابع الاتهام إلى وزير الداخلية في عهد مبارك لوقوفه وراء تفجير كنيسة القديسين مع ما ترتب على ذلك من نتائج خطيرة. وفي ليبيا بدأت الاحتجاجات سلمية، لكنها اضطرت لحمل السلاح دفاعا عن نفسها في مواجهة دموية وبطش النظام الذي لم يعد خافيا استخدامه سياسة " الأرض المحروقة". المشكلة أن اللاحقين من أرباب الأنظمة لا يستفيدون من دروس السابقين البائدين، فالدعاية الرسمية لم تعد تنطلي على الرأي العام الداخلي، والوقائع تثبت أن المحتجين مستمرون في مسيرتهم لا يلوون على ما فيها من ادعاءات وأكاذيب ومغالطات فجة، كما أن تخويف الغرب من الإسلاميين أو الإضرار بمصالحه لن يحول بينهم وبين الرحيل، كما رحل من قبلهم مبارك وابن علي مع إصرار الشعوب على ذلك، رغم ولائهم الشديد للولايات المتحدة وفرنسا. المطلوب أن تفكر هذه الأنظمة بعقلية مختلفة، وتدرك أن التغيير من سنن الله، وأن سياسة البطش والقمع لم تعد تجدي نفعا، كما كان الحال عليه في فترات سابقة، وأن لا تدسّ رؤوسها في الرمال وتكذب على نفسها وشعبها وعلى من هم حولها، التفكير بالعقلية السابقة حتى لو نجح لبعض الوقت، ومنحها وقتا إضافيا مستقطعا، إلا أنه لن يكون طوق نجاتها بحال من الأحوال، المطلوب التوقف عن الدعاية المضللة والتحرك في إصلاح حقيقي جذري أو المسارعة في الرحيل بدون مكابرة أو مداورة.

500

| 20 أبريل 2011

الإعلام النزيه .. ضريبة مستحقة في عصر التغيير العربي

لأن الإعلام النزيه يسعى إلى تقديم الحقيقة للجمهور بشفافية ودون انحياز ، فلا غرو أن يجد نفسه في مواجهة مع الأنظمة العربية التي لا تزال تطوّق نفسها بوسائل إعلام رسمية لا تنظر إليها إلا بعين الرضا ـ التي هي عن كل عيب كليلة ـ ، ولا تنشر عنها وعن زعاماتها إلا المآثر والبطولات والإنجازات فقط. ازدادت هذه المواجهة ضراوة بين الطرفين في الشهور الأخيرة، بالتزامن مع حراك التغيير العربي المنتفض من أجل حريته وكرامته، حيث تصر هذه الأنظمة على لجم أي صوت يقدّم غير روايتها الرسمية، و حجب أي وسيلة إعلامية تنظر بغير عينيها، وبسبب ذلك دفع الإعلام الحر والمحايد ـ ولا يزال ـ أثمانا باهظة، سواء على مستوى الصحفيين أو الوسائل الإعلامية، ودفعت شبكة الجزيرة القسط الأوفر من هذه الضريبة. كل هذه الأنظمة التي شهدت أو تشهد تغييرا بلا استثناء استشاطت غضبا من الجزيرة، بدءا من تونس ومرورا بمصر وانتهاء باليمن وسوريا وليبيا ، نعتتها بالتحريض وإثارة الفتن، ووصفت دورها بالتخريبي، ومهتمها بالتآمر والعمالة ، واعتبرت أن تقاريرها متحاملة أو كاذبة خاطئة أو مبالغ فيها، حذرتها من التغطيات منذ الأيام الأولى للحراك التغييري ومنعتها من الوصول إلى ميدان التظاهرات، كما في سوريا، وقامت بالتضييق عليها، والحد من تحركات العاملين فيها ، وتهديدهم ، حتى وصلت في نهاية المطاف إلى سحب تراخيص عملهم وإغلاق مكاتب القناة، كما وقع أو يقع في مصر واليمن. وفي دول أخرى كليبيا كان الأمر أشد خطورة وعنفا ، فقد تم استهداف صحفيي الشبكة، فاستشهد نتيجة ذلك المصور القطري علي الجابر وأصيب زميل له بجروح، بفعل كمين غادر، وتم خطف واحتجاز أحد طواقمها الصحفية، لم يفرج سوى عن صحفيين منهم حتى الآن . ورغم إيقاف قناة الجزيرة في مصر عن العمل قبل نجاح الثورة، وفي اليمن حاليا، فإن هناك قنوات أخرى ووكالات أنباء كانت تواصل مهامها، وتنقل الصورة أو على الأقل أجزاء منها للفضائين المحلي والدولي، أما في دولة كسوريا، فإن ثمة منعا كاملا لوسائل الإعلام، إذ لا مجال لوصول أي صورة تلفزيونية أو نشر تغطية خبرية من الميدان، على الإطلاق، وجلّ أو كلّ ما يعرض مأخوذ عن مواقع انترنت، ومصوّر بكاميرات هواتف من الميدان على ما في هذه الصور من اهتزازات وضعف فني واضحين.. ليس هذا فحسب، بل طردت صحفيين لرويترز واعتقلت أحد مراسليهم ، كما اعتقلت واستهدفت عددا من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء الأخرى والكتّاب الصحفيين، من السوريين وغيرهم ، ووصل الأمر إلى إقالة رئيسة تحرير صحيفة " تشرين السورية " ليس لشيء سوى أنها حاولت التعاطف مع الضحايا وطالبت بمحاكمة قوات الأمن إن ثبت أنها هي من أطلقت النار على متظاهري مدينة درعا الجمعة الماضية، واعتبرتها مقصرة لكونها تتهم عصابات وعناصر إجرامية تقوم بقتل المواطنين دون أن تتمكن من القبض عليهم، وطالبت الإعلام السوري بتوضيح الحقائق، وتقديم صورة متكاملة عما يحدث، وسعت لفتح حوار مع المعارضة. وكما تم في تونس فقد تم قطع خطوط الاتصال عن بعض المحافظات السورية بهدف عزلها، ومنع نقل ما يتم فيها من سفك للدماء وقمع للمحتجين إلى الفضائين العربي والدولي ، إذ يعود الفضل للإنترنت ومواقع اليوتيوب والفسيبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي في نقل أحداث ثورات التغيير وتبصير العالم بها، كما بات معلوما بعد يتم تصويرها عبر الهواتف المحمولة، ولولاها لما كان لأحد أن يعرف ما يدور هناك كما حدث في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي أكثر من ذلك، فإن الإعلام السوري والشخصيات التي تدور في فلكه هاجمت ـ ولا تزال ـ كل صوت عربي يتعاطف مع الشعب السوري في نضاله من أجل تغيير سلمي ، ويطالب المسؤولين السوريين بالإصلاح قبل فوات الأوان حتى لو كان بوزن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، وما يمثله من مكانة علمية ومرجعية في العالم الإسلامي. الفاتورة التي سيدفعها الإعلام العربي الحر والصادق ستستمر طالما أن زهور ربيع التغيير لا تزال تتبرعم في بساتين النطقة ، بانتظار لحظة الانعتاق من ربقة الذل والهوان وإطلالة الفجر الوليد. ولعل عزاء هذا الإعلام مهما عزّت تضحياته أنه شريك رئيس في عملية التغيير الحاصلة، كيف لا وهو صوت الحق الذي يغالب صوت الباطل، ونصير المستضعفين المظلومين في مواجهة الجبابرة والظالمين. ويمكن القول بكل اطمئنان إن الفضائيات والإعلام الجديد بكل تقنياته هو جهاد العصر، كما قال الشيخ القرضاوي، والإعلاميون وكل كاتب غيور، وصاحب قلم شريف هو على ثغرة مهمة، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا التي يعاد صياغة حاضرها ومستقبلها من جديد.

3449

| 13 أبريل 2011

خواطر فيسبوكية عاجلة

بدأت منذ نحو عام بفتح حساب لي على "الفيسبوك"، وصرت أكثر قربا من "اليوتيوب"، وإن كنت ما زلت على مسافة من شبكات أخرى كـ "تويتر" و"فلكر" وغيرها، لأن القائمة تطول في هذا المجال. لابد من الاعتراف بأن الشباب أقدر من جيلنا على التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، وأكثر منا تعاطيا مع تقنياتها، وأفضل إفادة من قدراتها التفاعلية والتحشيدية والتبلغية. ازداد تفاعلي مع "الفيسبوك" بوتيرة متصاعدة بالتزامن مع انبلاج فجر التغيير في عالمنا العربي، وتلاحق أحداثه من ساعة بل من دقيقة لأخرى، وأدركت قوة هذا السلاح الإلكتروني وأسلحة الإعلام الجديد في وجه الطواغيت والظالمين فعلا لا قولا، واحترمت دوره خصوصا بعدما أدلى شباب بشهاداتهم حول إسهاماته الفاعلة في ثورة مصر. وعندما انطلقت ثورة التغيير في تونس لم يكن من وسيلة لنقل صور ما يحدث هناك، خصوصا تعامل أجهزة الأمن اللإنساني مع المحتجين إلا كاميرات الهواتف النقالة وشبكات الإعلام الجديد، ومنها من ثمّ إلى الفضائيات. وفي وقت تغيب فيه قنوات فضائية ووكالات أنباء قسرا عن مشهد أحداث التغيير المتواصلة في سوريا، لا نجد أمامنا إلا "الفيس بوك" ـ وأخواته ـ لنرتمي في أحضان صفحاته التي كرست نفسها لملاحقة ما يدور هنا وهناك، وكشف ما يحدث من مظالم بحق المحتجين كالإفراط في استخدام القوة ضدهم، وقمعهم بالرصاص الحي. وإزاء نفس الوضع والتطورات اضطرت فضائيات معتبرة كالجزيرة وقناة البي بي سي لنقل مقاطع فلمية عن هذه الصفحات، بل إنها ربما أصبحت المصدر الوحيد لصورها الإخبارية. أتابع من خلال صفحتي الفيسبوكية حراك هذه السلاح الجديد، كيف تنقل عبره صور فوتوغرافية ولقطات فيديو وبوسترات، وكيف تسطر على جداره الدعوات للتحركات والاعتصامات والاحتجاجات السلمية، وكيف يفسح المجال عبره لتسجيل التعقيبات، التي تعبر عن نبض الشباب والشيوخ، وكيف تسهم في تشكيل وعي سياسي عزّ نظيره، والتثقيف بمسائل لم يكن الشباب ليطيق الاقتراب منها فضلا عن الالتحام بها، وكيف انتقل الفعل السياسي عبرها من تنظير إلى فعل ملموس، بدأنا نقطف ثماره، وكيف وكيف. وعندما أدرك الطغاة قوة هذا السلاح نصبوا أنفسهم أوصياء عليه، فهذا نظام لم يسمح لشعبه بالتعاطي مع الفيسبوك حتى عهد قريب، واعتبر ذلك منحة منه وتفضلا، وكان الشباب قبل ذلك يحتالون على الجدران التي تمنع فتح صفحاته للولوج إلى عالمه، وذاك نظام عطل الدخول إليه، بعد قيام الثورة في بلاده، في محاولة منه لمنع جماهيره من التواصل فيما بينهم، ومع العالم الخارجي، مع ما في ذلك من إضعاف للفعل الثوري الشبابي، إلى جانب ما قام به من تعطيل لوسائط التواصل الأخرى، كشبكات الهاتف والخليوي والإنترنت. ربما لهذه الأسباب وغيرها صرت أنظر بكثير من التقدير والاحترام لهذه الشبكة ودورها، وصرت أدعو للتعاطي بصورة أكثر جدية وديناميكية مع تقنيات الإعلام الجديد، والإفادة منها في مجالات العلاقات العامة والتوعية والتعليم والتثقيف، وصرت أقلل من شأن الحديث عما يزعم عن دور مخابراتي غربي يتخفى تحت عباءتها، بل وأسخر من هذه الادعاءات أيضا. لكن كل ما سبق من إعجاب لم يمنعني من إبداء انزعاجي الشديد من القائمين على هذه الشبكة "فيسبوك"، وأنا أقرأ قيامها بإغلاق ثلاث صفحات فلسطينية تدعو للانتفاضة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شارك فيها مئات الآلاف من زوار الموقع، استجابة لضغوط إسرائيلية لمنع تأييد الحقوق الفلسطينية والعربية. ومعلوم أن "فيسبوك" أغلق صفحة الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي شارك فيها أكثر من 350 ألف مشترك بأقل من شهر، وصفحة ثانية بنفس الاسم بلغ عدد المشتركين فيها في يومين فقط 65 ألفا، وصفحة فلسطين التي يزيد عدد المشتركين فيها على 230 ألفا، وهى الصفحة الوحيدة لفلسطين على "فيسبوك". جميل أن يعلن نشطاء وشباب فلسطينيون يوما ( الرابع من شهر إبريل الجاري) لمقاطعة فيسبوك وحث العرب على التفاعل مع هذه الحملة للفت نظر إدارة هذه الشبكة إلى خطورة هذا الانحياز إلى الكيان الصهيوني، والتكلفة التي ستترتب على مقاطعة الملايين لهذا الموقع، ولكن الأجمل من ذلك أن نفكر بأن تكون لنا شبكاتنا الاجتماعية وتقنياتنا التواصلية عبر الإنترنت التي نستطيع من خلالها أن نتواصل فيما بيننا من جهة، ومع العالم من حولنا من جهة أخرى، دون أن نكون تحت رحمة أحد، والله أعلم.

821

| 06 أبريل 2011

اطمئنوا لا خوف بعد اليوم على مسيرة التغيير

ثمة انزعاج يكدّر صفو الشارع العربي الطامح للتغيير بسبب تأخر انتصار الثورات والتعقيدات والتعويقات والملابسات المحدقة بعملية التحول، في دول كليبيا واليمن وغيرها، بعد أن تم حسم التغيير في تونس ومصر بصورة أسرع، وبطريقة ربما تكون أكثر سهولة وسلاسة، إذا ما قورنت بالتجارب التي تلتها. في ليبيا ألجأ النظام الشعب إلى الجنوح للسلاح لمقاومته بدلا من التغيير السلمي الذي طبع ثورتي تونس ومصر، ثم اضطره للاستعانة بقوات التحالف لفرض منطقة حظر جوي، بينما الأصل أن تكون العملية مقتصرة على الجهد الداخلي الشعبي دون الاستعانة بالأجنبي، وكل ذلك بسبب دموية النظام واستخدامه المفرط للقوة والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعب أعزل. وفي اليمن يصر النظام على المراوغة حتى آخر لحظة، فيعد بالرحيل ثم ينقلب على المبادرات التي تسعى لترتيب رحيله دون مزيد من إراقة الدماء أو الخسائر في الأرواح والممتلكات، مستفيدا من الأوراق التي يلوّح بها للغرب (القاعدة والإخوان) طمعا في بقائه لمدة أطول على كرسي الحكم، رغم أنه يعرف أنه زائل لا محالة. ويمكن القول أن ما حصل في تونس إنما تم تحت "مفاجأة" التغيير، وما وقع في مصر إنما أنجز بفعل " صدمة" التغيير، وبعدها حاولت الأنظمة أن تتوازن قليلا أمام عاصفة التغيير القادمة، إما بتأخير وصول العاصفة إليها، أو بالاستعداد لمقاومة تأثيراتها ومجابهتها بكل ما أوتيت من قوة، وبكافة الأسلحة الأمنية والعسكرية والإعلامية والدعائية والدبلوماسية. لكن رغم المقاومة الشرسة التي تبديها بعض الأنظمة في مواجهة التغيير، والبطء الذي يطرأ على هذه العملية هنا أو هناك، فإن ما ينبغي أن يطمئن إليه شباب التغيير والجماهير المؤيدة لها أن هذه العملية ماضية بحول الله لبلوغ أهدافها، لأنها ترتبط بسنن المولى سبحانه، وتاريخ الأمم، لا يستطيع أحد مقاومتها أو الوقوف في وجه مدّها الكاسح، فللأمم والدول دورات في الصعود والنفوذ والانتشار والتمدد والقوة، ثم الانكماش والضعف والاندحار والزوال، والبقاء لفترة أطول في حكم الدول والشعوب يرتبط بالعدل والرحمة وخدمة الناس، بعكس الظلم والديكتاتورية والفساد التي عادة ما تقصّر في آجالها، لأن مراتعها وخيمة، ودوام الحال من المحال. ومع الإقرار بتشابه مسببات وظروف وبيئات التحولات الجارية في منطقتنا العربية حاليا فإن عمليات وتجارب التغيير قد لا تكون متشابهة أو متطابقة تماما، وبالتالي لا يمكن استنساخ نماذج سابقة في هذا المجال وتطبيقها في أماكن أخرى بنفس الشروط والطرائق، بل لابد من إدراك أن هناك خصوصيات تطبع كل تجربة من التجارب وظروفا ترتبط بها. إن إنجاز عمليات التغيير والتحول المتعلقة بالثورات العربية ترتبط بأمور متعددة لعل من أهمها حجم الضغط الشعبي ومدى زخمه وانتشاره وديناميكيته، وطبيعة ونوعية أدائه ودقة تنظيمه، وطول نفسه، ووحدة مواقف قوى المعارضة المؤيدة له من جهة، ومدى قدرة النظام على المقاومة والتشبث بالكرسي، وما يرتبط بذلك من تعقل في التصرف أو عنف في التعامل، وطبيعة الظروف المحيطة، والعوامل الخارجية ومواقفها من النظام من جهة أخرى. ما نود قوله هو أنه لا ينبغي أن يفترض الشباب والجماهير أن ما حدث من إنجاز في تونس ومصر، بالكيفية والسرعة اللذين تم بهما، سينطبق بالضرورة على الدول الأخرى التي تشهد حراكا في هذه الأيام، كما لا ينبغي أن يتسرب الوهن أو الإحباط إلى نفوسهم إذا ما تأخر التغيير أو تطلب الأمر مزيدا من الجهود والتركيز والتضحيات، فالأجور على قدر المشقة. إن ثورات التغيير بدأت تشكل عالما عربيا جديدا، لن يكون فيه اليوم كالأمس بحال من الأحوال، وقد بدأت رؤوس الأنظمة تعيد حساباتها، بعد أن انكسر حاجز الخوف لدى الشعوب، وانتشرت العدوى الحميدة للثورات والتغيير، ولم يعد بإمكان أي نظام أن يعيش بين دول تغيرت دون أن يغير في نفسه، أو يعيش وسط روح جديدة تسري في الأمة دون أن يحدث تغييرا في جوهر بنيته وهيكليته، وإلا سيجد نفسه منبوذا مدحورا. يا شباب وجماهير التغيير في عالمنا العربي.. في ليبيا واليمن وسوريا وغيرها، اصبروا وصابروا ورابطوا، وثقوا بالله ربكم، واعلموا أن النصر صبر ساعة، وأنكم على موعد قريب من انبلاج الفجر، وأنه لا خوف بعد اليوم على مسيرة التغيير بإذن الله، و" يسألونك متى هو..قل عسى أن يكون قريبا ".

462

| 30 مارس 2011

دعوة عاجلة للوصول إلى نموذج تغيير مختلف

لا يبدو أن الأنظمة العربية القائمة حتى الآن قد أخذت العظة والعبرة مما وقع للأنظمة البائدة، بفعل حراك التغيير الذي تتواصل رياحه بالهبوب على مجمل المنطقة، إلا ما رحم الله، والاستثناء هنا قليل للغاية. الجماهير باختصار تطالب بإصلاحات حقيقية شاملة، وليست شكلية أو هامشية أو دعائية، تريد حقها في الحرية والكرامة واختيار من تريد، والانعتاق من ربقة أجهزة الأمن، وسلطة الأحزاب الحاكمة، كما تريد القضاء على الفساد، وسرقة ثروات البلاد ووضعها في حسابات ذوي السلطان والمحسوبين عليهم، وإقامة دولة عصرية يشارك الجميع في بناء هياكلها ومؤسساتها وصياغة مستقبلها. عندما انطلقت الثورات في تونس ومصر صرحت بعض الأنظمة على لسان رأس هرمها السياسي كسوريا أنها محصنة من عدوى التغيير بحكم التحام شعوبها بمواقفها القومية المساندة للمقاومة والمعادية لإسرائيل وأمريكا والغرب، إلى أن فوجئت بمظاهرات المدن السورية قبل أيام، وفي مقدمتها درعا التي لا تزال الأوضاع فيها متوترة، لأن المواقف الخارجية الحميدة لأي نظام لا ينبغي أن تكون بحال من الأحوال بديلا للاعتراف بحقوق الشعب وحرياته، والاستجابة لتطلعاته وطموحاته المشروعة بغد أفضل. وراوحت التغييرات التي انطلقت من أنظمة هنا وهناك بين الاكتفاء بإصلاحات اجتماعية واقتصادية فقط، أو الحديث عن اصلاحات سياسية محدودة، لايزال بعضها في إطار الوعود المؤجلة. والأخطر من ذلك أنه مقابل التحركات السلمية للشعوب ما زالت لغة العنف والرصاص والغازات بما فيها المحرمة دوليا، والاعتقالات، هو سيدة الموقف في التعامل مع المحتجين والمتظاهرين، مع ما يرتبط بذلك من سقوط ضحايا وإسالة دماء وخلق حالة من الاحتقان والتأزم الشعبي ، والمثال الصارخ لهذا التوجه النظام الليبي. وبسبب السلوك الليبي الدموي الذي اعتمد كل أدوات البطش والقتل، والأسلحة الثقيلة، ووجد للأسف أعوانا من الأنظمة العربية على ذلك، اضطرت الجماهير إلى التحول من المطالبات الاحتجاجية السلمية إلى المقاومة المسلحة، ثم ألجأهم اضطرار على قبول تدخل دولي لفرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين، والنتيجة أن القذافي لن يكون بمنأى عن الإزاحة طال الزمن أم قصر، كما تشير إلى ذلك أغلب المؤشرات وحقائق الواقع والتاريخ. نفس السلوك تعمد إليه أنظمة أخرى كاليمن التي قام قناصة قوات أمنها بحصد أرواح المئات في صنعاء وعدن وتعز وغيرها في الأيام القليلة، خاصة مذبحة الجمعة الماضية بالعاصمة اليمنية، ونفس الشيء هو ما تعمد إليه قوات الأمن في درعا السورية الآن، وقبله باعتقال الناشطين السياسيين وشباب المظاهرات، الأمر الذي أدى إلى تأجيج نار الغضب الشعبي، ومنح مزيد من الوقود للمحتجين في البلدين، وأدى إلى انفضاض الوزراء والسفراء وأركان الحزب الحاكم عن الرئيس اليمني بصورة متسارعة، وانحياز مشايخ القبائل والعلماء في اليمن إلى مطالب الشعب بالتغيير، ما يجعل رحيل الرئيس علي عبد الله صالح مسألة وقت ليس إلا، بعد رفض المعارضة لأي حل يقدمة النظام باعتبار أن الزمن تجاوزه. وبتعبير آخر فإن سقوط نظامين حاكمين فعلا ( تونس ، مصر) ، وقرب سقوط نظامين آخرين ( ليبيا واليمن ) على الأرجح، سببه طغيان الظلم والفساد والقمع والديكتاتورية من جهة ، وعدم اقتناعها بالحاجة للتغيير، والاستخفاف بالمعارضة والتعالي عليها ورفض الإصغاء إليها ، ثم التأخر في الاستجابة لمطالب الشارع ومظاهراته السلمية. من المؤكد أن النضال السلمي للشعوب العربية أو الحراك المقاوم لربيع الثورات الحالية ليس غاية وإنما وسيلة ليصل الشارع التائق للتغيير لمطالبه التي هتف لها وشعارته التي رفعها، لذا فإن الرسالة الناصحة الموجهة للأنظمة العربية التي لا تزال أمامها فسحة من الوقت من أجل الإصلاح أن تسارع إليه، حفاظا على المصالح الوطنية للبلاد ووقاية لأنفسها من الرحيل، شريطة أن تكون الإصلاحات جدية وحقيقية وجذرية تلبي آمال الشعوب وتطلعاتهم. لم يعد نافعا أو مقبولا أن تنظر الأنظمة إلى شعوبها بأنها عصية عن التحرك بسبب سكونها لعقود، أوتجاهلها لمطالبهم بالتغيير والإصلاح، أو زيف ادعاءاتهم بأنهم ( الأنظمة) محصّنون ضدها، أو مواجهة النضال السلمي للجماهير بالقمع البوليسي وقبضة الإجراءات الأمنية، والأسلحة، أو التخويف من حرب أهلية أو طائفية بسببها، أو استعدائهم الغرب تحت مبرر التخويف من " القاعدة" وجماعات الإسلام السياسي. إنها دعوة عاجلة جدا بقوة رياح التغيير القائمة، لكي تستمع هذه الأنظمة إلى صوت العقل، ونداءات معارضتها لها للإصلاح، وفتح صفحة جديدة بينها وبين شعوبها، كي تفرز لنا نموذجا جديدا ومختلفا، يصل فيه الطرفان بالتراضي والتعاون إلى التغيير المنشود، بدلا من النتيجة التي تجبرهم كما أجبرت غيرهم على الهرب أو التنحي قسرا أو الدخول في حروب دموية ضد شعوبهم على طريقة الأرض المحروقة.

417

| 23 مارس 2011

الأطفال وتأثيرات رياح التغيير

انصرفت الأنظار إلى الشباب عند الحديث عن الثورات الشعبية التي تعيشها منطقتنا العربية، والتغيير الذي يطرأ على واقعها، على اعتبار أنهم وقود هذا الحراك، وأكثر المؤثرين والمتأثرين به، ولكن ماذا عن الشرائح العمرية الأخرى؟ ما من شك أن روح التغيير أحدثت تأثيرا في الجميع، وانعكس تأثيرها حتى على الأطفال والشيوخ بحكم معايشة هذه التجارب حية عن قرب، في البلاد التي عاشت هذه التجارب واقعا ملموسا كتونس ومصر، وحاليا في ليبيا واليمن وغيرها، أو بحكم طغيان هذه المادة على ما يتم تناوله ومتابعته في وسائل الإعلام لاسيَّما الفضائيات، وفي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى حديث المجالس والديوانيات، وبسبب ذلك نالهم من الأنظمة الكثير من العنت والأذى. لو توقفنا عند شريحة الأطفال فإن من اللقطات المحببة التي صارت عدسات الكاميرات الفوتوغرافية والتليفزيونية تحرص عليها عند تغطية المظاهرات صور الأطفال الصغار أو الفتية اليافعين وهم محمولون على الأكتاف والأعناق يرددون الهتافات والشعارات، أو يلوّحون بأعلام دولهم، أو يرسمونها بألوان جذابة على وجوههم، أو يشكّلون بالسبابة والوسطى علامات النصر، ومثل هذه الأحداث بكل تداعياتها ستبقى دونما شك راسخة في أذهانهم حتى الكبر، وسيكون لها انعكاساتها على مستوى صياغة أفكارهم واهتماماتهم وتصرفاتهم. من حسن حظ شريحة الأطفال والناشئة أنهم بدأوا يعيشون زمنا مختلفا عن زماننا، بعيدا عن التوجس والخوف، والقمع والديكتاتورية، واليأس والقنوط، والضعف والانكسار، وغياب الكرامة الإنسانية للأفراد والمجتمعات، وهضم الحقوق التي كفلتها لهم الأعراف، والأديان السماوية، والقوانين الأرضية، وهو ما عانى منه جيلنا وجيل آبائنا على مدار عقود، ومن ثمّ سيكون بمقدورهم من الآن فصاعدا الإسهام في صياغة حاضر ومستقبل مشرق بكل تأكيد، بعد أن تترسخ لديهم تباعا قيم وسلوكيات جديدة. وإذا كانت القيم والمفاهيم السلوكية تترسخ من خلال التطبيق العملي والممارسة والتأسي بنماذج فعلية وبالقدوة الحسنة فإن ثورتي مصر وتونس وما يجري من حراك وتغييرات في دول أخرى ستلهم الأطفال والناشئة وسيتعلمون منها الكثير بحكم اشتراكهم أو احتكاكهم بها بصورة أو بأخرى أو متابعتهم لها عن قرب أو بعد. أعجبني في هذا الشأن حوار إلكتروني حيّ مع الجمهور أجراه موقع " أون إسلام" مع أحد المستشارين في المجالات النفسية والأسرية حول تأثيرات ثورة مصر على الأطفال العرب (الطفولة المتأخرة / ما قبل البلوغ)، وكان من أهم ما خلص إليه أن الأطفال تعلموا من هذه الأحداث فضلا عن كسر حاجز الخوف أشياء كثيرة أهمها: ـ طرق النقد الإيجابي والاحتجاج السلمي بحيث يعترضون بصورة حضارية بعيدة عن التدمير والعنف، وتعكس قوة شخصيتهم بالوقت نفسه. ـ حسّ المسؤولية: فمن كانوا يحرسون الشوارع في اللجان الشعبية أو من كان يساعد من بالخارج بحمل الماء والطعام، أو من يرفع الأعلام أو يهتف في الميادين هم أطفال في عمر 10ـ 15 عاما. ـ العمل الجماعي والتخلص من الأنانية والفردية، والعطاء والبذل والتطوع لخدمة الوطن والمجتمع. ـ الحلول الإبداعية للأزمات والمشكلات والاعتماد على الذات لمواجهة الطوارئ والظروف الاستثنائية ـ التفكير النقدي الذي يعزز لغة الحوار ومهارات العرض،والتعبير عن الأفكار. ولعله لم يكن مستغربا بناء على ما سبق تمكن طلاب مدارس أردنية من إسقاط ثلاثة مديرين في أسبوع واحد. بالمقابل لم يكن الأطفال والناشئة بمنأى عن الخسائر التي ارتبطت بأحداث التغيير، ولا شك أنهم دفعوا ـ وسيدفعون ـ جزءا من ضريبة التغيير، حيث لا تفرق الديكتاتوريات القائمة والبائدة ـ مع الأسف ـ بين صغير وكبير ومن هذه الخسائر: ـ استشهاد الطفل هائل وليد (15 عاما) أثناء مشاركته بمظاهرة في مدينة عدن برصاصة قوات الأمن اليمني استقرت في رأسه. ـ اعتقال عدد من الفتية بمدينة درعا السورية بسبب كتابتهم شعار: " الشعب يريد إسقاط النظام" على عدد من جدران المدينة. ـ قيام النظام الليبي قبل أيام بأسر رهائن من أطفال منطقة البريقة أثناء محاولته السيطرة عليها، وكذلك أسر أطفال من أبناء "تاجوراء" في طرابلس، وعدم استبعاد استخدامهم من قبل النظام "كدروع بشرية" في الحرب الدائرة هناك بحسب معلومات مؤكدة ذكرتها مصادر معارضة لصحيفة "الحياة" اللندنية. لنتذكر أن الأطفال كانوا ضحايا طغيان الديكتاتوريات منذ عهد فرعون الذي أمر بقتل كل المواليد الجدد بسبب رؤية رآها مفادها أن ملكه سيزول على يد طفل يولد من بني قومه، والتاريخ يعيد نفسه كما يقال.

425

| 09 مارس 2011

استثناء يفرض احترامه في زمن التغيير

بينما يواصل طوفان التغيير مدّه الكاسح في عالمنا العربي على يد الشعوب التي أرادت حياة مختلفة عما اعتادت عليه، وقررت انتزاع حقوقها وكرامتها، واستشراف عهد جديد لأوطانها وأمتها، لا تزال الغالبية الكاسحة لسدنة الأنظمة ورؤوس هرمها السياسي تعتقد أن بإمكانها أن تقف في وجه أمواجه العاتية، أو تكون في منأى عن تأثيراته التي لا عاصم منها اليوم. لم يفهم هؤلاء أن التغيير علامة هامة من ملامح الحياة وعنصر أساسي لديمومتها، وسنة ثابتة من السنن الإلهية تفرض نفسها على حياة الإنسان، كما لم يقرأوا حركة الزمان القريب أو الموغل في القدم، وإلاّ لما أجهدوا أنفسهم في مقاومة تتلاشى أمام إرادة تعرف أن التاريخ والمستقبل يقف في صفها. ومن قبل قال أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس وملوكها: هي الأمور كما شاهدتها دول من سرّه زمن ساءته أزمانُ وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأنُ أتى على الكل أمر لا مرد له حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا وصار ما كان من مُلك ومن مَلك كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ كأنّ هؤلاء لم تكفهم العظة والعبرة القريبة، فقد كابر كل من زين العابدين بن علي، وحسني مبارك حتى اضطر الأول للهرب مذموما مدحورا، والآخر للتنحي عن الحكم مكرها مرغما. الدول التي دخلت في دائرة الخطر المحدق لطوفان التغيير الذي تصنعه شعوبها يمضي رؤوس أنظمتها في نفس اللعبة: مراوغة ومكابرة، وتشبث بالكراسي، ومواجهة التغيير بالسوط والرصاص والدم، حتى تدق ساعة الحرية والخلاص فيلاقوا مصير من سبقهم في ذل وهوان، أما الذين يعتقدون أنه ليس قريبا من دارهم أو ديارهم، فما يزالون دون استجابة حقيقية لمطالب الجماهير، ويعتقدون أن بإمكانهم من خلال معالجات شكلية أو هامشية أو مؤقتة (مساعدات غذائية، زيادة في المرتبات، تعديلات وزارية..) نيل رضا شعوبهم، وتجديد الثقة بهم والولاء لهم. السواد الأعظم منهم لاذ بالصمت وهو يتابع حركة التغيير التي تمثل انعطافة مهمة في تاريخ الأمة وحياتها، وحاضرها ومستقبلها، خائفا أو متوجسا أو مترقبا أو متجاهلا، ومن تحدث عنها ذمها واعتبرها شرا يهدد استقرار الدول وأمن القومي للمنطقة، بينما هي لا تهدد إلا عروشهم ومصالحهم الخاصة ومصالح البطانة المنتفعة التي تنافق لهم وتسبح بحمدهم. الوحيد الذي لا يملك المرء إلا أن يرفع قبعته له احتراما وإجلالا، هو أمير دولة قطر لأنه يعد استثناء من القاعدة على مستوى الأنظمة العربية، فقد انحاز بكل وضوح إلى التغيير وإلى أشواق الشعوب التي تناضل من أجله بصورة حضارية، وذلك في تصريحاته التي صدرت عنه في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الألماني كريستيان فولف، حيث سجل فيه أكثر من نقطة مضيئة بحكمة وشجاعة: ـ التغيير قادم وأنه يصبّ في مصلحة الشعوب العربية. ـ على أوروبا والعالم أن يظهروا خلال الثورات التي تشهدها الدول العربية مواقف واضحة وسريعة منذ البداية لمساعدة شعوب المنطقة المطالبة بالعدالة الاجتماعية وحرية التعبير، وألا ينتظروا حتى يروا ميلان الكفة ليقرروا موقفهم فيما بعد. وبموازاة هذه المواقف كانت دولة قطر ـ فيما أحسب ـ أول دولة عربية ـ وربما الوحيدة حتى الآن ـ تقيم جسرا جويا لتقديم مساعداتها الإنسانية الرسمية للشعب الليبي الذي يعاني من جراء بطش القذافي ويحتاج إلى المعونة العاجلة لاسيما الطبية منها. أما على مستوى الدول الإسلامية فكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أول من حث حاكما عربيا على ضرورة قبول التغيير، حيث طالب الرئيس المصري السابق بالاستجابة لمطالب شعبه بالتنحي وقال واعظا له بالقول: "أريد أن أقدم توصية خالصة للغاية.. تحذيرا صريحا للغاية.. كلنا سنموت وسنُسأل عما تركناه وراءنا". يجب أن تدرك الأنظمة أن ثمة روحا جديدة تسري في أوصال الأمة، تتخطى بوهجها حاجز الخوف، وتعبر فوق جسرها إلى مستقبل زاهر، ينبض بالأمل والعمل والتحرر، والحرص على ثرواتها ومقدراتها، بعيدا عن فساد الداخل وأطماع وجشع الخارج، وصولا إلى تنمية ترقى بالبلاد، وتوفّر الحياة المستقرة الآمنة الهانئة، والكرامة الإنسانية للعباد، وتستعيد بموجبها دورها الحضاري الذي طال غيابه والمكانة اللائقة التي عزّ فراقها.

420

| 02 مارس 2011

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3582

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2160

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2076

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1281

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

924

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

888

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

843

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

711

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...

696

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
التعلم بالقيم قبل الكتب: التجربة اليابانية نموذجًا

لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...

675

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية