رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أتعلمونَ، رئيس أقوى دولةٍ في العالم دونالد ترامب صرح بكلامٍ كاذبٍ أو على الأقل نصفُ صحيحٍ خمسةَ آلافِ مرة في أول 600 يوم من توليه للسلطة؟ وقد وصلَ هذا الرقم إلى عشرةِ آلاف بعد 226 يوماً له في البيتِ الأبيض. ولكن الغريب بالموضوع أن واحداً من بين كل 6 أشخاص أمريكيين يُصدِقون تصريحاتهِ ويقبلون أكاذيبهُ على أنها حقيقةٌ لا نقاش فيها! لماذا نكذِب نحنُ البشر، وما الذي يدفعُنا لذلك؟ وهل الأطفال يتعلمون الكذب من الكبار أم انهم يتعلمونه بمفردهم؟ وكيف يمكن تعديل هذا السلوك؟ قد تكون هذه الاسئلة لدى البعض سطحيةً جداً بل وحتى تافهةً، ولكن هي عند العلماءِ محلُ دراسةٍ منذ عشراتِ السنين. الكثيرُ من الدراساتِ تبينُ أنَ معظمَ البالغينَ قد كذبوا كِذبةً واحدةً على الاقل (في المتوسط) خلال ال24 ساعة الماضية، منها ما قامت به مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك في عام 2017 وعللت الكذب كإستراتيجية خروج بأحد عشر سبباً، أولها للتغطية على خطأ ما وثانياً لتحقيق منفعة شخصية أو مادية وثالثا قد يكون تجنباً لشخص أو شيء ما. في دراسةٍ قام بها بروفسور علم النفس كانغ لي من جامعة تورينتو، تهدفُ لاكتشافِ الآلية التي يتعلمُ بها الأطفال قول الأكاذيب. كان العلماء يقومونَ بإحضارِ دميةٍ أو لعبةٍ ما وتغطيتها وتشغيلِ صوتْ، مهمةُ الطفلِ هنا هي معرفةُ ما الذي يوجدُ تحتَ الغطاءِ بناءً على سماعهم لذلك الصوت. وأخبروهم إذا عرفوا اللعبةَ، سيحصلون على جائزة. في البدايةِ قام العلماءُ بتشغيلِ صوتٍ له علاقة باللعبة، فمثلا: إذا كانت اللعبة سيارة شرطة فالصوتُ هو صافرةُ سيارةِ الشرطة وإن كانت اللعبة قطارا يكون الصوت صافرة قطار وهكذا. ولكن بعد ذلك قاموا بتشغيل أصواتٍ لا علاقةَ لها باللعبة على الإطلاق، فمثلا اللعبةُ هي قطار ولكن الصوت سيمفونية لموزارت أو اوركسترا !! وفي منتصفِ اللعبة، كانوا يخترعون عذراً ويتركون الغرفة. وقبل مغادرتهم الغرفة، طلبوا منهم ألا يختلسوا النظر الى الألعاب. السؤال الأهم هنا هو: عندما عادوا وسألوا الأطفال فيما إذا كانوا اختلسوا النظر إلى الألعاب، هل سيعترف الأطفال الذين اختلسوا النظر أم سيكذبون؟ طبعاً هنا (عدا أن الغرفة مراقبة بالكاميرات) ولكن الطفل في هذه اللحظة لا أحد يراهُ والموقف مغر جداً. وجد الباحثون، وبغضِ النظرِ عن الجنس والبلد والدين، أنه في عمر السنتين، كذب 30% من الأطفال، وقال الحقيقة 70%. وفي عمر ثلاث سنوات، كذب 50% وقال الحقيقة 50%. وفي عمر أربع سنوات، كذب أكثر من 80%. وبعد عمر أربع سنوات، معظم الأطفال كذبوا. واضح تماما أن عملية الكذب تطورية. يقول البروفسور لي: إن الكذبَ المتقن يجب أن يحتوي على عنصرينِ أساسينِ. العنصرُ الأول هو التفكير واستخدام العقل، أو المقدرة على قراءة ما في أذهان الآخرين. والقدرة على التمييز بين ما أعرفه أنا وما تعرفونه أنتم. أما العنصر الثاني فيكمن في القدرة على التحكم في النفس وفي تعبيرات الوجه ولغة الجسد. ويختتم الدراسة: إذا اكتشفتم أن طفلكم البالغُ من العمر سنتين يكذبُ لأولِ مرةٍ، فبدلاً من الشعور بالفزع، عليكم الاحتفال!! وذلك بسبب أن الطريقة التي يفكر بها طفلكم هي اكثر تعقيدا ومتقدمة بأشواط عن باقي الأطفال. ولكن ذلك لا يعني أبداً أن نسكت أو نتجاهله لأنه حتماً سيتحول بمرور الوقت إلى عادة. والحل بسيط ولكن ليس سهلاً، وهو أن تقلل قدر المستطاع من العقاب وأن يكون معقولاً، لأن العقاب في أفضل أحواله لن يخلق ذلك السلوك الإيجابي الذي تتمناه. وإذا أصر طفلك على الكذب بشكل متعمد، فكل ما عليك فعله هو تعزيز فكرة أن الكذب عملٌ سيئ، واشرح له ذلك بهدوء و بأسلوب مبسط ومباشر. كما نرى، فالكذب ينشأ معنا منذ الصغر كآلية لتحصيل مكسبٍ أو منفعةٍ أو للتخلصِ من موقفٍ صعبٍ كتهرب الطفل من غضب والديه أو عقابهما له خاصة إذا كان العقاب قاسياً ولا يتناسب مع الموقف. تعددت الأسباب والكذب واحد. بطولتنا يا صديقي في هذه الحياة ومصدرُ أجرِنا وثوابنا أن نتحرى الصدقَ ونصحبَ الصادقينَ كما قال الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" وأن نتقبل العذر من الكبيرِ والصغيرِ "حتى ونحن نعلم أنه كذب" كي نرأب الصدع ونحل الخلاف وأن نتذكر دائما أننا لسنا أحسن حالاً منهم، فلا نطالبهم بمثالية الصدق على الدوام ونحن كاذبون. وأخيراً أن نُشجع مَن حولنا على أن يكونوا صادقينَ معنا، بالحفاظِ على هدوء أعصابنا في المواقفِ الحرجة، وتشجيع السلوكِ الايجابي للصدقِ بالثناءِ على الصادقِ وشجاعتهِ باختيار الصدق طريقاً له، ونلتمس الأعذار لأحبابنا وأعزائنا ونلقاهم دائماً بسعة صدرٍ وطيب خلقٍ.
2965
| 15 مايو 2019
ما زلت اذكر تلك اللحظة في صيف عام 1997 عندما أحضر لنا ابي جهاز كمبيوتر IBM وكانت اول مرة اسمع فيها نغمة ويندوز 95 المميزة. تلك الذكرى مطبوعة حتى الآن في ذاكرتي ولا تكاد تغيب عني كالبارحة. كان اندهاشي الاعظم حينها وانا اراقب سهم مؤشر الماوس، هذا الشيء الغريب الذي يتحرك يمينا وشمالا على الشاشة. وكان اول برنامج استعملته يومها هو برنامج الرسام الذي يأتي مدمجا مع الويندوز. صاحب ذلك طبعا اول اتصال بالانترنت وسيمفونية الموديم. عشت الكثير من (المرات الاولى)، اذكر أول مرة اقتنيت فيها هاتف جوال، وأول مرة اصعد فيها إلى الطائرة وأول محاضرة جامعية في حياتي، وأول فرصة عمل وأول راتب، واول خطاب لي أمام الجمهور، واول مرة أزور فيها طبيب الاسنان وتمنيت لو انها الاخيرة، وطبعا اول مرة تحب يا قلبي! وغيرها الكثير من ذكريات المرات الأولى العالقة في الرأس، تضحكنا وتبكينا، وكيف تصرفنا في كل منها. ذكريات سعيدة أحيانا ومؤلمة أحيانا آخرى. ماذا عنك، ماهي المرات الاولى التي لازلت تذكرها، وكيف كان وقعها عليك؟ ماهو اول قرار مصيري اتخذته واول ربح واول خسارة وأول عشق. أول مرة تخرج فيها عن المألوف وأول وردة في حياتك. وأول مرة تشعر فيها بالحنين للوطن. وأول مرة قابلت فيها أخا لك لم تلده أمك وأول مرة تفقد فيها شخصاً عزيزا على قلبك. لكل شيء في الحياة مرة أولى، من أول نفس نأخذه وأول خطوة وأول كلمة وأول انجاز... احيانا نمتلك الشجاعة لنجرب رياضة خطرة أيام الصبا والشباب واحيانا نرتعد خوفا ونتراجع ونتخلى عن ما كان يمكن أن يكون يوما من العمر! الكثير من المشاهير والشخصيات المؤثرة عالمياً خاضوا تجربة المرة الأولى وعاشوا تحدياتها. لاري كنغ، أعظم المحاورين على مر التاريخ وأعلاهم دخلا على الإطلاق، أجرى اكثر من 50 ألف مقابلة مع شخصيات سياسية عالمية من رؤساء دول وزعماء ومشاهير. في أول ظهور له وعندما أمسك بالمايك أول مرة لم يستطع التلفظ بكلمة واحدة في اذاعة ميامي. فاضطر مهندس الصوت إلى ان يرفع الموسيقى ويخفضها عدة مرات حتى يعطيه فرصة ليلتقط إشارة بدء الحديث. لكن خانه لسانه ولم يفعل. فدخل عليه مدير المحطة مُحمر الوجه غاضبا منفعلاً وقال له: أرجوك! إنها مهنة تواصل. عندها انقلب خوفه إلى جرأة، ونطق أخيرا وخط السطر الأول في مسيرة إعلامية امتدت اكثر من 60 عاما. حاول أن تزيد من (المرات الاولى) في حياتك لكي تخلق العديد من الذكريات السعيدة وتعطي لحياتك معنى وقيمةً لك ولمن حولك. ليس بالضرورة أن تكون المرة الأولى شيئا كبيرا جدا، فأحيانا تجربة نوع جديد من الطعام أو زيارة مكان جديد او تعلم هواية مختلفة بعيدة عن ما تألفه هو كل ما تحتاجه لتحصل على مغامرة رائعة. اعتقد أن المرات الأولى في حياتنا حتى وإن كانت مؤلمة فهي مهمة لأنها خالدة. وكل ما عليك فعله هو أن تؤمن أن كل يوم هو قطعاً يوم فريد في أحداثه وفُرصِه فلا تستهينوا به. فقط اسمحوا للأمور أن تحدث، حتى لو كانت المرة الاولى. دع الأحاسيس تتحرر من مكانها وشُق طريقك قبل أن تغرق في بحر من الروتين القاتل. إخرج عن المألوف والمعتاد والقوالب التقليدية. لا تكن أسير مساحتك الآمنة والمريحة والخالية من الشغف ولذة الاكتشاف. اصنع من المرة الأولى قصة تحكيها لأطفالك واحفادك. فالحب الأول قد يكون الحب الوحيد. والمرة الاولى قد تكون الاخيرة. وتذكر دائما: لا تنتهي (المرات الأولى) إلا بانتهاء الحياة!
597
| 24 ديسمبر 2018
عندما كنت في المرحلة الجامعية أخبرنا الأستاذ بأن هناك قاعدة في علم النفس تقول: ما أطول ساعات الانتظار وما أقصر ساعات الفرح. بمعنى أنه من الطبيعي جدا عندما تقضي ساعة مع صديق مر على فراقكما 10 سنوات ستمضي اسرع من ساعة تقضيها عند الطبيب في العيادة او في انتظار طبقك المفضل وانت تتضور جوعا في المطعم، أو انك عندما تنتظر أن يحرز فريقك هدفا (ولو حتى التعادل) في مباراة حماسية تكون فيها واقفاً على قدميك طوال الوقت. نحن تقريبا ننتظر كل شيء. انت ربما تنتظر وظيفة أو أن تتقاعد منها، وانت تنتظرين قرار المحكمة للبت بحكم الطلاق ام لازلت تنتظرين فارس أحلامك؟ هناك من ينتظر الرحيل، وهناك من ينتظر الوصول الى حضن وطنه. كلنا جربنا اشكالا مختلفة من الانتظار، وظننا أنها الأطول والأصعب والأمَر. ربما انت ايضا تنتظر انتهاء السطور الأخيرة من هذا المقال! فهل تساءلت يوما عن كم قضيت من عمرك في الانتظار؟ في أمريكا درسوا الانتظار ووجدوا أن الفرد ينتظر 32 دقيقة كلما زار الطبيب و28دقيقة على طوابير التفتيش في المطارات و38 ساعة كل عام وسط الازدحام المروري. وفي دراسة حديثة لكلية لندن الجامعية أظهرت ان المواطن البريطاني لا يستطيع أن يصبر لأكثر من 10 دقائق و42 ثانية في طابور الانتظار. اما في وطننا العربي فالانتظار قد يطول أكثر من المتوقع، فبعد العصر قد تعني بعد المغرب، و5 دقائق قد تعني نصف ساعة على الاقل. أما السنة القادمة، فحتماً يصعب القول متى قد تحين. علمياً هناك تجربة مذهلة عن الانتظار اشتهرت باسم «تجربة المارشملو». قام خلالها والتر ميشن الأستاذ والباحث في علم النفس في جامعة ستانفورد في اواخر الستينيات بدراسة مئات من الاطفال تتراوح اعمارهم بين الرابعة والخامسة. أجلسوهم (كلاً على حدة) في غرفة فارغة تحتوي فقط على طاولة وكرسي ووضعوا لهم قطعة مارشملو واحدة أمامهم وقالوا لهم: يمكنكم الاختيار بين تناول هذه الحبة الان او الانتظار ربع ساعة للحصول على القطعة الثانية. في النهاية اغلب الأطفال لم يستطيعوا ان يقاوموا جاذبية قطعة الحلوى كما قرروا في البداية والكثير منهم لم يكمل دقيقته الثالثة. عدد قليل جدا من الاطفال استطاع اكمال الربع ساعة حتى النهاية دون أن يأكلها. كان هدف التجربة هو معرفة الوسائل التي يستخدمها الطفل لتشتيت انتباهه عن شيءٍ ما. لكن والتر ميشيل ذهب أبعد من ذلك بكثير. إذ تعقّب لاحقاً قسماً من الأولاد ليرى أداءهم. اكتشف الباحثون بعد 30 عاماً ان الاطفال الذين امتنعوا عن اكل الحلوى حتى انتهاء الوقت هم الان وبدون استثناء يتمتعون بصحة جيدة وسعداء ومتفوقون بدراستهم. أما البقية (ممن رضوا بقطعة واحدة فورية) كانوا أقل انضباطاً ولديهم مشاكل في دراستهم حتى في عائلاتهم. في الختام، ماذا عنك أنت يا صديقي. هل ستكتفي بقطعة أم أكثر؟ هل سيثنيك الانتظار عن تحقيق أهدافك البعيدة، هل ستضحي بالنفيس؟ لا فائدة من الإطالة في الكلام، ولكن هناك نوعين من الانتظار احدهما سلبي قاتل يسحبك للوراء مع كل نفس تأخذه. وهناك الانتظار الايجابي المفعم باليقين والمتشبع بالصبر. هذا النوع لا يأتي إلا بالايمان بالله أولاً وبنفسك ثانياً. الحياة قصيرة، افعل ما تريده اليوم ولا تضع وقتك. ابق في حالة حركة لا استسلام. أمل لا انهزام.
3799
| 28 نوفمبر 2018
هل وقفت ذات مرة أمام المرآة وصارحت نفسك عن أكثر ما ندمت عليه في حياتك؟ أنك تكلمت حينما كان يجب عليك أن تصمت، أنك توقفت حينما كان عليك الاستمرار في المحاولة مراراً وتكراراً. أنك ندمت على عدم المضي في تعليمك الجامعي وفوق الجامعي وعدم الاعتناء بصحتك، أنك عبرت عن مشاعرك بشجاعة لفتاة أم أنك لم تستطع البوح بحبك لها؟ أأنت نادم مثلا على المرات التي فيها قلت «نعم» وفي داخلك كنت تقول «لا»؟ أم أنك نادم لسبب آخر تماما. هل لازلت تراقب عقارب الساعة وتقول في نفسك وتتمنى أن لو تعود إلى تلك اللحظات، لكان قرارك (بل مصيرك) مختلفاً؟ الشيء الجيد أنك لست وحدك في هذا العالم من قد ندم على فعل شيء ما في حياته، 90% من البشر لديهم ما يندمون عليه. تشير الأبحاث العلمية إلى أن النساء تندم بنسبة 44%، بينما يندم الرجال بنسبة 19% فقط. فالندم يمر أولاً بالإنكار. و تعتبر هذه المرحلة قصيرة نسبيا. هنا نتأقلم مع مشاعرنا ونقبل حقيقة الخسارة والوضع الجديد. ثانيا تحدث الحيرة والارتباك حيال ما يحصل ونطرح الأسئلة. مثلاً: كيف صدقت هذا الموضوع؟ أو كيف صرفت هذا المبلغ على هذا الشيء؟ أو كيف اتخذت هذا القرار؟ يأتي ثالثاُ الشعور بالاستياء وتأنيب الضمير وجلد الذات، وتكون بعدم تعاطفنا مع هذا الخطأ. لاحقا تكون مرحلة التبرير. كأن تقول لنفسك: كنت فعلا محتاجا لهذا المبلغ واضطررت لأبيع البيت. أو تقول (هنا للفتيات) كم ضحيت من أجله! ولكن للأسف «طلع ما بيستاهل». من أكثر الكتب التي تعلمت منها وأكثرها صدقاً في هذا المجال هو كتاب للمؤلفة بروني وير، ممرضة أسترالية قضت العديد من سنوات حياتها تعتني بالمرضى، وتحديدا من هم على فراش الموت ويودعون الحياة ببطء. سألتهم عن أكثر الأشياء التي ندموا على فعلها أو عدم فعلها في سن الشباب ومن ثم كتبتها في مقال يحتوي على 5 نقاط رئيسية قرأه الملايين وترجم إلى 29 لغة وحول لاحقاً إلى كتاب بعنوان «أكثر 5 أشياء نندم عليها على فراش الموت»، وكانت الإجابات كالآتي: أولا- تمنيت لو كانت لدي الشجاعة أن أعيش لنفسي ولا أعيش الحياة التي يتوقعها أو يريدها مني الآخرون. ثانيا- تمنيت لو خصصت وقتا أطول لعائلتي وأصدقائي. ثالثا- تمنيت لو كان لدي الشجاعة لأعبر فيها عن مشاعري بكل صدق و صراحة ووضوح. رابعا- تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائي القدامى قبل أن أسمع بوفاتهم فجأة. أخيرا- تمنيت لو أنني أدركت المعنى الحقيقي للسعادة. في النهاية، أعتقد أنني أختلف كثيرا مع كوكب الشرق أم كلثوم عندما تغني: تفيد ب إيه يا ندم وتعمل إيه ياعتاب. فلولاه لما شعرنا بخطئنا، ولما تعلمنا من الدروس. الندم هو المفتاح لمواجهة الألم والقادر على صنع التغيير. فكيف لك أن تغير واقعك وأنت تهرب منه؟ صحيح أنك قد أدركت بعد فوات الأوان، ولكن الأهم هنا أن لا تستسلم لهذا الشعور وتبقى تذكر نفسك به طوال عمرك. فالندم الحقيقي هو أن تتعلم، لا أن تظل جاهلاً، أن تنجو، لا أن تغرق!
5857
| 29 أكتوبر 2018
في صباح كل يوم ومنذ سنوات طويلة، والبشر يشغلهم سؤال صعب كبير ومعقد، كيف يمكننا أن نعيش حياتنا بصحة جيدة مع بقائنا (سعداء)؟ صحيح أن العالم في تقدم دائم في الأفكار والإنجازات والعلاقات والتعاملات، ولكن دائما أصادف أناساً قد فقدوا المتعة في الحياة والاهتمام بها، وكأن الحياة خلت من الألوان تماماً، فيطغى اللونان الأبيض والأسود على حياتهم، بحيث يصبح لا وجود لألوان الطيف بينهم على الإطلاق. السؤال الأهم هنا هو كيف يجب علينا أن نفهم السعادة، وما هي الأشياء التي يمكنها أن تشعرنا بها؟ هل من المعقول أن تكون السعادة شيئا مجردا، وأنها فقط مكافأة قصيرة من هرمون الدوبامين يفرزه دماغنا للأحداث والسلوكيات الراغبين بحدوثها؟ جرت دراسة علمية مؤخرا، وهي بالمناسبة أطول دراسة على الإطلاق، وقد سميت "بدراسة القرن"، والتي امتدت إلى 75 سنة، جيلا بعد جيل، أجرتها ولاتزال تشرف عليها إلى الآن جامعة "هارفرد" الأمريكية العريقة في كلية علم النفس بقيادة عالم النفس الشهير د. روبرت والدنجر على شريحة بعدد 724 رجلا. وقد تمت دراستهم منذ أن كانوا في سن الطفولة وحتى الشيخوخة. هدف هذه الدراسة الجوهري هو "معرفة ما الذي يبقي الناس سعداء وفي صحة جيدة". أجرى الباحثون عبر هذه الفترة محادثات كثيرة جدا مع شريحة الدراسة عن همومهم وشخصياتهم ومشاكلهم ومعاناتهم. لم يكتفوا أبدا بهذه المقابلات، بل كانوا يحصلون أيضا على سجلاتهم الطبية من أطبائهم، بالإضافة إلى فحص أدمغتهم ودمائهم والتحدث إلى أطفالهم. في هذه الدراسة الخارقة للعادة، سئل الباحثون عن أكثر أهداف حياة الشباب أهمية، 80% قالوا إن هدفهم الأساسي في الحياة أن يصبحوا أثرياء، و50% من نفس فئة الشباب قالوا أن هدفهم الرئيسى هو أن يصبحوا مشهورين. ولكن مع التقدم بالعمر تلاشت هذه الأهداف واحدا تلو الآخر وتبخرت. ربما من هنا جاءت مقولة "لا أحد يموت نادمًا على عدم قضاء المزيد من الوقت في العمل"! تريد الدراسة إرسال رسائل هامة ومختصرة للبشر: - أن العلاقات الاجتماعية العميقة والحقيقية تجعلنا أكثر سعادة وإشراقاً وأكثر صحة وأن من لديه ارتباطات صادقة وحقيقية مع الأسرة والأصدقاء يعيشون حياة أطول من الذين لديهم ارتباطات أقل عمقاً. - أن العيش في أوساط مليئة بصراعات بشكل دائم ومستمر هو أمر غير صحي وغير مقبول. فالبيئة الأسرية كثيرة الصراعات قليلة المودة هي غير صحية، ربما أسوأ من الطلاق نفسه، بعكس العيش في وسط محيط مفعم بالعلاقات الدافئة والودية، فهو بالتأكيد جيد ووقائي. نحن ندرك تمام الإدراك أن بين شخص وآخر قد تختلف مصادر السعادة ومعانيها بأدق تفاصيلها، فالتخرج هو سعادة كبيرة، وإيجاد وظيفة أو تناول وجبة لذيذة وإشباع الغرائز البشريّة أيضا سعادة، وقضاء وقت ممتع في أجمل بقاع العالم والزيادة في الدخل وشراء منزل أو سيارة جديدة وغير ذلك، كلّ هذه الأمور تُعتبر من أسباب السعادة بلا شك، ولكن الفارق في أن كل ما تم ذكره هو سعادة مرحلية مؤقتة ويمكن الاستغناء عنها والحصول على الأفضل منها. قد يسأل سائل: علاقاتي الاجتماعية، وخاصة بالأشخاص المقربين مني ليست عميقة وليست جيدة، فما الحل؟ هل مازال هناك فرصة؟ هل فاتني القطار؟ نقول له الوقت لم ينفد بعد! سارع فإنه "كلما انقضى يوم انقضى بضع منك". ابدأ من الأقرب والأغلى على قلبك من الأشخاص الذين تسعدك سعادتهم وامنح نفسك الفرصة وابذل مجهوداً (قد يكون مضاعفاً). كن مرناً. امتلك الجرأة وأعلن: هذا هو وقت التغيير ووقت المزيد من الحب. يقول مارك توين: "مختصرة هي الحياة، ليس هناك وقت للخصومات والاعتذارات والانتقامات. هناك متسع من الوقت للمحبة فقط، للحظة فقط".
1655
| 03 أكتوبر 2018
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6165
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5067
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3741
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2850
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2439
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1548
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1443
| 23 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1077
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
990
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
984
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
954
| 24 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
864
| 20 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية