رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فى مسيرتنا للإصلاح ، وفى طريقنا للتغيير الإيجابى ، نحن أشبه ما نكون بركاب سفينة تمخر عباب البحار تتقاذفها الأمواج وهى تتجه صوب شاطئ الأمان .وسفينة المجتمع لا تختلف عن سفينة البحار والمحيطات ، كلتاهما تحتاج إلى ربان ماهر ، وركاب حريصين على النجاة ، وكلاهما – الربان والركاب - متعلق بالله : "وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه " الإسراء 67 .هذا الربان الماهر عبرت عنه السنة بالإمام العادل .وهؤلاء الركاب الحريصون على النجاة عبر عنهم القرآن بقوله : " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" .وكل من يخالف مخالفة ، أو يرتكب محظورا ، أو يحطم قاعدة ، إنما يخرق خرقا فى سفينة المجتمع ، ويعرض الجميع لخطر الغرق . وفى حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " .ومن المعلوم بداهة أن الذى يسرق ، والذى يزنى ، والذى يقطع الطريق ، والذى يشرب الخمر وما يلحق بها ، والذى يقتل النفس بغير حق ، والذى ينشر المخدرات ويروج لها ، والذى يشيع الفاحشة فى المجتمع ، هؤلاء جميعا إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتع .وكذلك الذين يقبلون الرشى ، ويأكلون المال المؤثم ، لقاء تقديم ذوى القربى والمعارف والمحاسيب فى الوظائف العامة ، والمصالح الحكومية ، ويوسدون الأمر إلى غير أهله دون مراعاة الأهلية وتقدير المواهب والمهارات ، هؤلاء يخرقون السفينة ، ويفوتون على المجتمع الاستفادة من الكفاءات ، فى حين يتصدر النفايات ،ومن هنا يجب الأخذ على أيدى كل من تتلوث يده بالمال الحرام ، ويجامل على حساب الصالح العام . والذين يهرفون بما لا يعرفون ، والذين ينشرون الأكاذيب ، ويروجون للإشاعات ، ويختلقون الإفك ، والذين يشهرون بالأبرياء ويلوثون سمعتهم بدون بينة ، دون تثبت أو ترو ، ومراجعة الأمر لدى أهله ، إنما يخرقون خروقا فى سفينة النجاة ، " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " . النساء 83 .والذين يسيئون الظن بالمسلمين ، والذين يأكلون لحوم إخوانهم بالغيبة ، والذين يفسدون العلاقات بين المسلمين بالنميمة إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتمع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " الحجرات 12 .والذين يفشون أسرار مجتمعاتهم ، وينشرونها على الملأ ، ويهدونها لعدوهم ، إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتمع . وقد روى مسلم أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أتى عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب مع الغلمان، فسلّم علينا فبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي، فلما جئتُ قالت: ما حبسك؟، قلت: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجة، قالت: ما حاجته؟، قلت: إنها سر!!، قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا، قال أنس لثابت بعد مرور زمان على الواقعة : والله لو حدثتُ به أحداً لحدثتك به يا ثابت ".أما الحريصون على نجاة السفينة ، فهم كل رابط الجأش ، مشيع للأمل ، مثبت لمن بجواره فى السفينة حتى تمر العاصفة ، دون أن يخرق خروقا فيها ، ودون أن تنال العواصف من أخلاقه ، أو تحركه من ثباته ، محذرا من قوله تعالى " فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا " النحل 94 .
1661
| 08 يناير 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اشتهر الحطيئة بالهجاء في تاريخ الأدب العربي، فكان يهجو بالوكالة ليحظى بعطية من وجهه، وكذلك كان يمدح لينال نصيبا من ممدوحه، يتأكل بالشعر هجاء ومدحا، وقد هجا يوما الزبرقان بن بدر قائلا: دع المكارم لا ترحل لبغيتها... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فشكاه إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: ما أراه هجاك، ولكنه مدحك. فقال: سل حسان بن ثابت. فسأله؛ فقال حسان: هجاه وسلح عليه! فحبسه عمر؛ فقال الحطيئة وهو في الحبس لعمر:ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجرألقيت كاسبهم في قعر مظلمة... فاغفر عليك سلام الله يا عمرو"ذو مرخ": اسم مكان، وأراد بالأفراخ أطفاله الصغار، وحمر الحواصل، يعني لا ريش لها.فلما بلغ عمر ذلك رق له عمر وأخرجه من السجن، وقال: إياك وهجاء الناس! قال: إذاً يموت عيالي جوعاً! هذا مكسبي ومنه معاشي! وكما يقال في المثل الشعبي: يموت الزمار وإيده بتلعب.هذا ضرب من الناس، لديه عقيدة لها امتداد من قديم الزمان، وهي التأكّل والتربح على مصائب الناس، والارتزاق من وراء كوارث الناس، والتكسب ولو بالرقص على جثث الناس، والاستمتاع بالنظر إلى معاناة الناس، والتشهير بأعراض الناس ما دام هناك من سيدفع مقابلا لهذا التشهير، ويستفيد من هذه المعاناة، يأتي في مقدمة هؤلاء بعض الإعلاميين الذين لا يعرفون أمانة الكلمة وخطورتها، ولا يقدرون عظم الرسالة التي يحملونها.يستغل بعض هؤلاء رصيدهم من الجماهيرية العريضة التي صنعتها آلة الإعلام، لتضليل الرأي العام إلى قضايا بعينها في الاتجاه الخطأ، يمدح بالباطل، ويذم بغير حق، غير مجبر ولا مكره، اللهم إلا أنه يصب في الهجاء بالوكالة أشبه بهجاء الحطيئة، واللهم إلا أنه يجد في هذا مكسبه ومعاشه كما وجده من قبله الحطيئة، ثم هم أولاء يشتهر كذبهم، ويتبين للناس تضليلهم، ومع ذلك لا يستحون ولا يعتذرون، فيعاودون الكذبة تلو الكذبة، والتشهير بعد التضليل، وأغرب من هذا كله أن تجد جمهورا يناصر الكذب، ويؤيد التضليل، من بعد ما تبين له، ويذهب إلى الانتصار للباطل لمجرد أن هذا من حزبه أو من شيعته، على مذهب من قال: كذاب ربيعة خير من صادق مضر. و"ربيعة" هم قوم مسيلمة الكذاب، و"مضر" القبيلة التي منها النبي - صلى الله عليه وسلم. وحين تأملت قوله تعالى: "وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ" - الشعراء 224، 225، 226. حين تأملت ذلك لم أستغرب أن يكون للهجائين بالوكالة وللكذابين وللمتأكلين بأوجاع الناس جمهور من أهل الغي يؤيدهم، ويصفق لهم.
1720
| 01 يناير 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); معايير التقييم للدول أو للأشخاص الذين مثلوا الدول لابد أن تكون محل اتفاق بين الباحثين في التراث الإسلامي ، حتى نستطيع أن نصل إلى نتيجة ، وإلا ، إذا اختلفا في الأصول ، فإن اختلافنا فيما تؤدي إليه من نتائج سيكون أكثر اختلافا . ومن هذه المعايير التي تعد مباديء إسلامية عامة ، قامت عليها الأدلة الشرعية : مدى احترام هذه الدول ، أو هؤلاء الأشخاص الذين حكموا دولا للإنسان من حيث كونه إنسانا ، جعله الله تعالى أكرم مخلوق في عالم الوجود ، كما جاء في قوله تعالى :" ولقد كرمنا بني آدم " الإسراء 70 ، وتقديرهم للحرية ، وإقامتهم للعدل بين الناس ، وسعيهم للعمل من أجل سعادة الإنسان وراحته ، وتحقيق إنجازات حقيقية في هذا الصدد ، ممثلة في التعليم والصحة ، والصناعة ، وغير ذلك مما يعد في أعراف الدول - من منظور تقييمي - نهضة وتقدما .ذلكم لأن البناء الأعظم الذي يجب أن تقوم عليه الحضارة ، هو بناء الإنسان ، وأن المحور الرئيس الذي ينبغي أن يكون مرتكز التقييم لأي حقبة تاريخية أو معاصرة هو الإنسان .إننا نعظم قيم العدل ونلتقي مع كل من يعظمها ، حتى ولو كان غير مسلم ، ونرفض كل من ينتهك قيم العدل ، ويصادر الحريات ، ويسلك طريق الظالمين حتى ولو كان مسلما .وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم حلفا قبل بعثته لنصرة المظلوم ، ورد الظالم ، وشارك فيه مع غير مسلمين ، لأنهم يعظمون قيمة إنسانية وهى رفض الظلم ، وقال في ذلك : " لقد دعيت في دار عبد الله بن جدعان إلى حلف ، لو دعيت بمثله في الإسلام لأجبت " .لقد كانت دولة عمر مضرب الأمثال في التاريخ لأنها اتخذت العدل مظلة ، واحترام الآدمية معتقدا ، وحريات الناس عنوانا ، وإسعاد الرعية منهجا ، والرحمة بالضعفاء مذهبا وخلقا . لماذا يشيد كثير من الناس اليوم ببريطانيا ، ويعتبرونها بلد الحريات ، وقبلة المضطهدين ؟ لأنها سنت قوانين تحمي الضعفاء والفارين من الطغيان والظلم، وتمنحهم وثيقة لجوء سياسي ، وتحترم الحريات ، وتغيث الملهوف ، وتنصر الضعيف ، وتقف إلى جوار المضطهد.لقد كانت دولة عمر مضرب الأمثال ، رغم أنها كانت من الحالات القليلة في حياة الدول والأمم التي وقعت فيها مجاعة ، ومع ذلك لم تنل هذه الأزمة من شخصية عمر بوصفه قائدا للدولة ، لأن الناس رأوا أن ما حل بهم لم يكن من كسب يديه ، ولا بسبب فساده ، أو انغماسه في متع الحياة الدنيا ، أو انشغاله عنهم بخاصة نفسه ورغباته ، ولكنهم رأوا أن مظلة عدله كانت تسع الجميع ، وأن بذله لنفسه من أجل سعادتهم كان محل اتفاق ، وأن سعيه في رد الجوع عنهم كان مثالا تحتذيه القادة ، حتى إنه جاع معهم ، وعاش كما عاشوا على أنصاف البطون وأرباعها ، ولم يهنأ حتى انكشفت الغمة ، وانقشعت الظلمة .
593
| 25 ديسمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان مبدأ تداول السلطة السلمى أحد المكاسب السياسية التى انتهى إليها أمر الغرب فى تنظيم شؤون الحكم ، بعد رحلة كفاح دامية بين الشعوب وحكامها ، فى مراحل مسيرتها نحو الحرية والتحرر. وكان تحديد ولاية الحكم بعدد معين من السنوات ، وكذلك تحديد عدد مرات الولاية بمرتين لمن أراد أن يخوض التجربة مرة أخرى ، مهما كانت كفاءته وقدراته ، كان ذلك أضمن وسيلة لتحقيق هدف التداول السلمى للسلطة ، وتجنيب البلاد والعباد شرور شهوة السلطة ، ورغبة التسلط على العباد ، وقطع الطريق أمام المستبدين . ويعتبر ما سبق أكبر المكتسبات العامة التي عادت بالنفع والمصلحة على الشعوب في مجال حقوق الإنسان . وهذا الشأن الذي سلكه الغربيون ، ورأوا فيه مصالحهم ، هو ما يرتضيه فقهاؤنا المعاصرون ، وهو الذي يحقق مقاصد الشريعة في الفقه السياسي الإسلامي من تحقيق العدالة والمساواة والشورى ومساءلة الحكام ومحاصرة الظلم والاستبداد . وكما يقول الشيخ الغزالى - رحمه الله - إن الإسلام لم يضع رسما محددا لأسلوب الحكم وإنما وضع له أخلاقا تُرعى , وقيما تصان . كما أن معاني تجنب الفتنة والفوضى وسفك الدماء التي تحدث عنها الفقهاء في باب عزل الحاكم ، توجب علينا أن نتبنى مبدأ تداول السلطة السلمي ، وتحديد مدة الولاية وعدد مراتها ، أساسا دستوريا في حياتنا الإسلامية المعاصرة لا محيد عنه ، من أجل حقوق الإنسان . ويرى هذا الرأى أستاذنا الدكتور العوا و الدكتور توفيق الشاوي والشيخ يوسف القرضاوي ، ويعتبر أسبقهم جميعا إلى هذا الرأى في الفقه السياسي المعاصر الفقيه الدستوري عبد الرزاق السنهوري فى رسالته للدكتوراة " فقه الخلافة وتطورها لتصبح عصبة أمم شرقية "من جامعة ليون بفرنسا عام 1925 ، وترجمتها إلى العربية ابنته الأستاذة نادية عبد الرزاق . والذى قال بوضوح : لا يوجد في مبادئ الفقه الإسلامي أي مانع من تحديد مدة الولاية. وفى تبني الرأي القائل بتأقيت مدة رئيس الدولة ، وعدد مراتها مصالح كثيرة للأمة أهمها التمكن العملي وبنص الدستور على التغيير إذا رأت الأمة أن اختيارها لم يكن موفقا حين ينسلخ الحاكم عن وعوده، ويتنصل من تعهداته كما هو حادث اليوم، كما أنه يعتبر ضمانا ووسيلة آمنة لتغيير الحاكم إن تعذر عزله عند وجود أسباب العزل إن هو سلك طريقا ما للتحصن بمنصبه دون اللجوء إلى العنف والفوضي , فانتهاء مدة ولايته المحددة يُسقط عنه الشرعية، وينعزل من تلقاء نفسه , كما أن ذلك يعطي الفرصة لدوام التجديد والتطوير والتحسين لأداء دور من يشغل منصب الرئاسة، فيعطي كل حاكم أفضل ما عنده خلال مدة ولايته، وهذا يصب في مصلحة الأمة حيث تستفيد بصفوة عطاء كل حاكم في أقل مدة ممكنة، وينعكس ذلك إيجابا على ما يعرف حديثا بحقوق الإنسان . إننا لا نجد مبررا اليوم لدستور يغفل في نصوصه نصا يحدد مدة ولاية رئيس الدولة وعدد مرات الولاية التي يجوز له توليها إن اختارته الأمة بإرادتها الحرة , لا نجد مبررا لدستور يغفل ذلك ويتجاهل المكتسبات التي حققتها الشعوب بعد صراع مرير مع استبداد الحكام, إنه شرط ينحاز إلى إرادة الأمة , ويعزز حريتها , ولا يضر ذلك الحاكم في شىء، فإن هو أثبت جدارته ونال ثقة الأمة فإن صناديق الاقتراع ستأتي به ثانية ــ إن قلنا بجواز تكرار الولاية ــ , أما إذا كانت الأخرى فليذهب إلى مزبلة التاريخ ولا كرامة. وما نرتضيه في شأن الحكم من تحديد عدد الولايات ومدة كل ولاية هو نفس ما نرتضيه في شأن إدارة مؤسسات المجتمع المدني والأهلي ، والهيئات الشعبية ، والجمعيات الدعوية والخيرية، وما يقال هناك يقال هنا . وهناك بعض المؤسسات الشعبية يجنح بعض من يتصدرون العمل بها نحو إطلاق عدد الولايات ، وكأنهم أنبياء يأتيهم الوحي ، وقد كتبت لهم العصمة . وقد يتعلل بعضهم في إطلاقه هذا بأن الكلمة الأخيرة لأعضاء الجمعيات العمومية ، إن شاءوا جاءوا بهم مرة ثالثة ورابعة ، والأمر شورى ، ونسي هؤلاء أنهم من الناقدين لهذا المسلك فى الحكم ، فما الفرق إذن ؟ إضافة إلى أن جانبا كبيرا في الثقة بهم من قبل الناخبين الذين لم يتعرفوا بهم عن قرب صنعته الصدارة والظهور الإعلامي ، وليس الكفاءة وحدها . وقد حدثنا التاريخ أن المعتزلة الذين تغنوا بالحرية والعقلانية تنظيرا ، كانوا أشد الناس معاداة لها تطبيقا ، عندما كانوا في موضع التأثير في صناعة القرار ، وما موقفهم من الإمام أحمد ، وممن عارضوهم فيما عرف بمحنة خلق القرآن ببعيد .
455
| 11 ديسمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تأملت في بدايات النجاح والفشل عند الناجحين والفاشلين، فوجدتها لصيقة الصلة بمن تولى توجيههم في سني عمرهم الأولى. ووجدت أن المبشرين في حياة أمتنا المنكوبة قلائل، وأن المنفرين كثر، وأن قلة من الموفقين هم الذين أثروا في حياة من حولهم، وزرعوا فيهم الثقة والأمل، وأخذوا بأيديهم إلى سبيل النجاح، وعبروا بهم بر الأمان، وصنعوا من الفسيخ شربات كما يقال في المثل الدارج.كما وجدت ضحايا المنفرين، يملأون الساحات، ويتصدرون الواجهات، وكأنهم نسخة ممن صنعوهم، وصورة ممن أشرفوا على تشكيلهم، يسيرون على نفس الوتيرة، ينشرون العقد، ويضيقون الواسع، ويصعبون السهل.ولم يعلموا أن مبنى الشريعة على رفع الحرج، ودفع العنت، حتى قال الإمام الشاطبي: إن الأدلة على رفع الحرج في الشريعة بلغت مبلغ القطع.كما أن التوجيه النبوي الذي قامت عليه جل الأحكام الشرعية هو: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا".وجدت المنفرين في ساحات عديدة، ومنابر مختلفة، وجدتهم في المؤسسات العامة والخاصة، والمستشفيات، والجامعات، والمدارس، والمساجد، حتى في أماكن الترفيه واللهو المباح. ولا فرق عندي بين طبيب منفر، وواعظ منفر، فكلاهما غير موفق، يدير تخصصه على نحو خاطئ، ويؤثر سلبا في محيط عطائه.كم من مريض ساءت حالته الصحية، بسبب عبارة طبيب فاشل، قالها له بعد أن وقف على حالته، من نحو: "أيامك في الدنيا معدودة"، أو "قليل ممن أصيبوا بمثل مرضك نجوا".لم يفقه أثر كلماته السلبية المزلزلة على نفسية مريض، متشبث بالأمل في الشفاء، مجبول على حب العافية، ينتظر كلمة تخفف عنه ما هو فيه، فعانى بعد ذلك آلاما إلى آلامه، وقاسى أوهاما إلى أوهامه. كان مما قاله عبد الرحمن بن عوف لأبي بكر الصديق، وهو يعوده في مرضه الذي مات فيه: "أراك بارئا بإذن الله، يا خليفة رسول الله". يقول هذا في الحالة التي رد عليه الصديق بقوله: "أما إني مع ذلك لشديد الوجع"، وكما قيل في المثل الدارج: "الملافظ سعد". وحكى الإمام أبو الفرج بن الجوزي أن أبا الحسين بن برهان: عاد رجلاً مريضاً، فقال له: ما علتك؟! قال: وجع الركبتين، فقال: والله لقد قال جرير بيتاً، ذهب مني صدره، وبقي عجزه وهو قوله: وليس لداء الركبتين طبيب. فقال المريض: لا بشرك الله بالخير، ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه.وفي مثل هذا الطبيب المنفر، والإمام المنفر قليل الفقه كان التوجيه النبوي الذي جاء في رواية البخاري عن أبي مسعود أن رجلا، قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: "إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز- فليخفف - فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة".وكم من طالب غادر قاعات الدرس، وترك مكانه، واختصر طريقا نحو العمل الحرفي، وحرم من مواصلة السير في طريق التعلم، بسبب معلم، ساءت توجيهاته، وأحاطه بعبارات الفشل، فأحبطه، وأفقده سيره، وأعجزه عن مواصلة الطريق، دون أن يقف منه موقف المربي الحاني، والموجه البصير، يفجر فيه الطاقات الكامنة، ويسانده للتغلب على العقبات، حتى كان هو العقبة الكبرى في حياته.وصدق شوقي حين قال في قصيدته عن المعلم: وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ ***جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولالازلنا نذكر أسماء حفرت في ذاكرتنا واستقرت في وجداننا، من المعلمين والمربين الناجحين، الذين تركوا بصمات في حياتنا، وكانت لهم لمسات حانية، غيرت كثيرا في طريقة تفكيرنا، وقادتنا نحو النجاح، ولا زلنا نذكر كذلك غيرهم من المنفرين.
1275
| 04 ديسمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قد يتبادر إلى ذهن قارئي الكريم أنني أعني بالأرانب الملايين، كما هو في عرف الكثيرين الذين يستخدمون الأرانب مجازا، ولكني أستخدم لفظ الأرانب على الحقيقة، وأعني به لونا جديدا من ألوان الخير، وهو وقف الأرانب على الأسر الفقيرة بغية إعانتها، وبذلا لمساعدتها، هذا ما حدثني به صديقي العائد من سفرة دعوية بصحبة إحدى المؤسسات الخيرية بقطر، والتي كانت وجهتها إلى جمهورية مالاوي الواقعة في جنوب شرق إفريقيا، والتي يمثل فيها المسلمون نحو 30% من تعداد سكانها البالغ 14 مليون نسمة. ومشروع وقف الأرانب يعني أن تأخذ كل أسرة عددا من الأرانب الإناث ومعها ذكر، من أجل التكاثر والتوالد، ويعتني بتربيتها أهل البيت بهدف زيادة أعدادها، ومن بيع نتاجها يستفيدون بثمنها، ومن لحم بعضها يسدون جوعتهم في بعض الأيام، حيث لا يأكلون اللحم إلا قليلا، وكما أخبرني صديقي أن أغلب طعام أهل البلاد هو ما يسمى بالـ (سيما)، وهو طعام مكون من الدقيق والماء، يوضع في قدر على النار حتى ينضج، ويكون على هيئة لباب الخبز، وقد يضيفون إليه بعض المحسنات مثل شرائح البصل وبعض العشب الجبلي. وما يسهل على أهل الخير من عموم المسلمين المشاركة في هذا المشروع هو يسر تكلفته، حيث يستطيع الكثيرون ممن لا يستطيعون أن يساهموا في المشاريع الخيرية الكبيرة أن يكون لهم سهم فيه، وإذا علم القارئ الكريم أن مائة ريال قطري تجعله أحد الواقفين في هذا المشروع؛ فإن الأمر يبدو أكثر يسرا، ويغري الكثيرين بالاشتراك فيه، حتى إن الأسرة المسلمة تستطيع أن تشجع أبناءها بالاستثمار في هذا المجال الخيري من مصروفهم، تعويدا لهم على فعل الخير، وغرسا لقيم التكافل والتضامن والرحمة في نفوسهم منذ الصغر.لقد كان نظام الوقف من مفاخر الإسلام وحضارته، وهو نظام إسلامي خالص لم تكن تعرفه العرب من قبل، والوقف يعني تحبيس الأصل وتسبيل الثمرة، وتوقف المنافع حسب شرط الواقف، حتى إن الفقهاء قعدوا قاعدة فقهية تقول: وقف الواقف كنص الشارع، وإن كان في هذا اللفظ شيء من المبالغة إلا أن الفقهاء راموا بذلك إلى توفير حماية للوقف لضمان بقائه واستمراره، فلا يجوز تغييره أو انتهاكه، ما لم يكن في استمرار العمل بشرط الواقف مضرة تنافي أصل مقصود الوقف وهو المنفعة.وكان من أوائل الواقفين في الإسلام الفاروق عمر بن الخطاب كما روى البخاري أن عمر أصاب أرضا بخيبر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره – يستشيره - فيها، فقال: يا رسول الله، إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط أنفس – أجود - عندي منه، فما تأمر به؟ قال: «إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها» قال: فتصدق بها عمر، أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدق بها في الفقراء، وفي القربى وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير متمول.وتعددت جوانب الوقف في الإسلام واتسعت دائرته لتشمل أغراضا دينية واجتماعية وصحية وعلمية مثل: الوقف على المساجد والمشافي وصيانتها ووظائفها، والفقراء، وحفر الآبار، ودور الرعايا الاجتماعية، وتزويج المحتاجين، وافتداء الأسرى، والمدارس والمكتبات العامة، وطلبة العلم،...إلخ.وحكى ابن خلدون على ما كان في بغداد، والكوفة والبصرة، والقاهرة، وقرطبة، والقيروان، وفاس من مراكز علمية خاصة زمن صلاح الدين الأيوبي الذي أوقف أراضي زراعية وبيوتا على المدارس.وبالجملة، فقد كان للوقف الإسلامي فضل كبير وتأثير بالغ في بناء الحضارة الإسلامية وإرساء قواعدها على مبادئ التكافل والتضامن والتعاون والتآخي.
768
| 27 نوفمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثير من الناس ينتظر الفرج، ويترقب الخير، ويؤمل السعادة، وما أكثر ما يترقبه المسلم، فمنا من يترقب غائبا يعود، أو مريضا يشفى، أو محبوسا يفك أسره، أو مبتلى يعافى، أو مولودا يخرج للدنيا، أو مفقودا يسمع عنه خبرا، أو مغموما يكشف عنه الغم، أو مهموما يرفع عنه الهم، أو زوال ملك ظالم، أو هلاك طاغية، أو نزول عدالة السماء بمتجبر، أو.... إلخ. ولا يزال المؤمن في عبادة مادام على حاله مستسلما لأمر لله، مؤملا الخير في وجهه الكريم، ومترقبا الفرج، ومستقربا النصر. وقد ورد في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه ". وقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن النبي صلى الله عليه وسلم : "انتظار الفرج عبادة " لكن ما من شك في إحراز العبد للأجر - فضلا من الله وتكرما - نظير صبره في محنته، واحتسابه في مصابه، وليس بضائع الأجر من كان في سرائه شاكرا، وفي ضرائه صابرا.كما ورد في صحيح مسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له ".ولولا هذا الأمل الذي يسكن في حنايا النفس، ويتغلغل في أعماق الوجدان، لكانت حياتنا قبورا تحتضن أحياء، كما تحتضن القبور أمواتا، وصدق الشاعر حين قال :أعلل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل يعيش المؤمن بهذا الأمل مستبشرا ومتفائلا، فإن تحقق ما كان يؤمله نزلت بقلبه السعادة مرتين، كما يفرح الصائم بفطره فرحتين، سعادة بتحقق الأمل، وشكره تعالى على نعمائه، وسعادة رجاء الأجر في الآخرة على الصبر على الألم. وكثيرا ما رأى العبد في حياته، كم جاءت بعد المحنة منحة، وكم كان في البلية عطية، وكم كان في المنع عطاء. وسبحان من يبتلى عبده، وهو يحبه ليسمع تضرعه، وسبحان من جعل ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا، وسبحان مستخرج الدعاء من عباده بالبلاء، وسبحان مستخرج الشكر منهم بالرخاء.وإذا كانت نهاية العبد في الدنيا قبل تحقق مأموله، فإن الأمل يحدونا أن نلتقي بالنبي الكريم، وأصحابه الطاهرين، وعباد الله الصالحين في الآخرة، كما كان هو رجاء سيدنا بلال بن رباح، وهو على فراش الموت، يقول : غدا نلقى الأحبة : محمدا وصحبه. وعند الله تعالى يتحقق كل مأمول، وفي جنته ينتهي كل حزن، وفي غفرانه يرتفع كل هم.جعلنا الله وإياكم من الصابرين الشاكرين، وغدا يأتي الفرج.
795
| 20 نوفمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); صفحة فى تاريخ الأمة المسلمة سطرت بالدماء ، وحقبة من عمرها زيد لها فى البلاء ، تلكم الصفحة التى ظهر فيها الحجاج على مسرح الأحداث ، وتلكم الحقبة التي شهدت مولد الحجاج ومهلكه .كم دعت ألسنة بانقضاء أجله ، وكم ارتفعت أيدٍ إلى السماء تدعو بانتهاء عمره ، وطيِّ صفحته ، وإسدال الستار على هذا المشهد المأساوى من مسرح الحياة السياسية والاجتماعية.كان الحسن البصري لا يجلس مجلسا إلا ذكر فيه الحجاج ، ودعا عليه .وكثيرا ما يقول المسلم في تلقائية وعفوية ، عندما يأتيه نبأ وفاة مسلم ممن ظلم أو أفسد : أفضى لما قدم ، وهو الآن بين يدي ربه ، ولكن أن يبكي فرحا ، أو يسجد شكرا ، كبار العلماء بموت الحجاج ، فذاك الذي ينبئك عن عظم البلاء ، وشدة الضيق ، وحلكة الليل ، وسواد الحياة التي عاشها أهل ذاك الزمان .قال حماد بن أبي سليمان:لما أخبرت إبراهيم النخعي بموت الحجاج بكى من الفرح.ولما بشر الحسن البصري بموت الحجاج سجد شكرا لله تعالى، وكان مختفيا فظهر .وروى عبد الرزاق: أن طاووس لما أُخبر بموت الحجاج قال: "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" . الأنعام: 45.كان همه إرضاء الخليفة ، ولم يأبه لرضا الخالق ، وأسرف في الظلم والقتل ، ونقض عرى الإسلام ، وحارب أولياء الله ، وانتهك الحرمات .وشهد في شأنه الإمام الأوزاعي فقال : سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: كان الحجاج ينقض عرى الإسلام . وقال عاصم بن أبي النجود: لم يبق لله حرمة إلا ارتكبها الحجاج .قاوم كثيرون من الأحرار الحجاج ، فاستقوى بجنده ، واستعلى بسيفه ، واستكبر في الأرض بغير الحق ، فلم يقدروا على غلبته ؛ فلما كان ذلك فوض الجميع الأمر لصاحب الأمر ، واختفوا عن عينه ، ولاذوا بالهرب ، وسلطوا عليه سيف القدر ، وأطلقوا عليه سهام السحر .قال أبو عمرو بن العلاء: كنا هرابا من الحجاج بصنعاء، فسمعت منشدا، ينشد: ربما تكره النفوس من الأمـ ***ـر ، له فرجة كحل العقالفاستظرفت قوله: "فرجة "، فإني لكذلك إذ سمعت قائلا يقول: مات الحجاج، فما أدري لأي الأمرين كنت أشد فرحا: بموت الحجاج أو بذلك البيت؟وفي حربه ضد خصومه ، قتل العلماء فكان أبرزهم سعيد بن جبير ، وسجن العلماء وكان أبرزهم مجاهد ، وامتلأت السجون في عهده بالرجال والنساء ، حتى قال الهيثم بن عدي: مات الحجاج، وفي سجنه ثمانون ألفا، منهم ثلاثون ألف امرأة.وقال السري بن يحيى : مر الحجاج - على السجون - في يوم جمعة، فسمع استغاثة، فقال: ما هذا؟ قيل: أهل السجون يقولون: قتلنا الحر، فقال: قولوا لهم: "اخسؤوا فيها ولا تكلمون" المؤمنون: 108 .وقد رأى بعض العلماء أن ظلمه ، وإسرافه في سفك الدماء ، قد ألحقه بالملعونين ،روى ذلك الثوري عن منصور فقال: سألت إبراهيم النخعي عن الحجاج ، فقال: أليس الله يقول :" ألا لعنة الله على الظالمين" . هود: 18 . لم يهتم بإصلاح ، ولم يعبأ بنهضة ، بل تناقص العمران في عهده ، حتى شهد عليه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز فقال: ما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة ، ولي العراق وهو أوفر ما يكون من العمارة، فأخس به حتى صيره أربعين ألف ألف، ولقد أدى إلى في عامي هذا ثمانون ألف ألف وزيادة.مات الحجاج فقال بعض من حضره :ألا يا أيها الجسد المسجَّى *** لقد قرت بمصرعك العيونوكنت قرين شيطان رجيم *** فلما مت سلمك القرينومن عجب أن تمتدحه إحدى جواريه وهى تنعيه ببعض مظالمه ، فتقول : ألا إن مطعم الطعام، وميتم الأيتام، ومرمل النساء، ومفلق الهام، وسيد أهل الشام قد مات، ثم أنشأت تقول: اليوم يرحمنا من كان يبغضنا *** واليوم يأمننا من كان يخشانا مات الحجاج ، بعد مرض كان يقول فيه : ما لي ولك يا ابن جبير؟ مات الحجاج وترك رسالة لكل من يقتفي أثره عنوانها : مات الحجاج ، وسيموت كل حجاج .
10948
| 13 نوفمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثيرا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف فيقول:"لا ومقلب القلوب" كما ورد في صحيح البخاري، وقد ذكرت معاجم اللغة أن القلب سمي بذلك لأنه كثير التقلب، ولهذا ورد في السنة أن الرجل يصبح مؤمنا ويمسي كافرا ما معه من دينه شيء، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، وما معه من دينه شيء.وقد يظن الإنسان أنه يمتلك قلبه الذي بين أضلاعه، إن شاء أطاع الله وقتما أراد، وإن شاء عصى، وإن شاء أقبل على الله، وقتما يحلو له، وإن شاء أعرض عنه، ولم يعلم أن قلبه الذي بين أضلاعه، لا يطاوعه على هذا النحو، فقد يريد الإقبال بعد الإعراض، والطاعة بعد المعصية، ولكن يتأبى قلبه عليه، فلا يملكه، ولا يطاوعه.وفي قوله عز وجل:"وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ" الأنفال 24.قال الطبرى:"الحول بين الشيء والشيء" إنما هو الحجز بينهما، وإذا حجز جل ثناؤه بين عبد وقلبه في شيء أن يدركه أو يفهمه، لم يكن للعبد إلى إدراك ما قد منع الله قلبَه إدراكه سبيل.قد يبحث المسلم عن قلبه فلا يجده، ومن ثم لزم مداومة الطرق على باب الله عله يجده، بعدما فقده.ومما يلتمس المسلم قلبه عندها ثلاث، كما ورد في بعض الآثار: سماع القرآن، ومجالس الذكر، وأوقات الخلوة، فذلك مما يبحث عندها عن القلب، فيحيا بذكر الله.وليس الأمر مقصورا على ما سبق، فإن أبواب الخير التي يجد المسلم عندها قلبه كثيرة ومتنوعة، فقد يجد قلبه عند المسح على رأس يتيم، أو زيارة مريض، أو تفقد غائب، أو زيارة أخ في الله، أو رباط يوم أو ليلة في سبيل الله، أو مدارسة العلم، أو مجاهدة الظالمين، ومناصرة المظلومين، أو إعانة على بر.. إلخ.وهكذا تتشعب أبواب الخير بالمسلم، ويكون له سهم في كل غنيمة، ولن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة.وبالجملة فإن ملجأ المسلم ليجد قلبه الذي افتقده، وقبلته التي يتجه إليها، هو الله، فإذا وجد الله تعالى وجد قلبه، ووجد كل شيء، فما لنا من مهرب من الله إلا إليه، ذلك ما ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:"لا ملجأ منك إلا إليك".وقد ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي قصة تلخص مشهدا وهو متى يجد العبد قلبه، فقال: كان رجل من أصحاب ذي النون يطوف في السكك يبكي، وينادي: أين قلبي، من وجد قلبي؟! فدخل يوما بعض السكك، فوجد صبيا يبكي وأمه تضربه، ثم أخرجته من الدار وأغلقت الباب دونه، فجعل الصبي يلتفت يمينا وشمالا، ولا يدري أين يذهب ولا أين يقصد. فرجع إلى باب الدار، فوضع رأسه على عتبته فنام، فلما استيقظ جعل يبكي، ويقول: يا أماه، من يفتح لي الباب إذا أغلقت عني بابك، ومن يدنيني من نفسه إذا طردتيني، ومن ذا الذي يؤويني بعد أن غضبت علي؟ فرحمته أمه، فقامت فنظرت من خلل الباب فوجدت ولدها تجري الدموع على خده متمعكا (متمعك: متمرغا في التراب)، ففتحت الباب وأخذته حتى وضعته في حجرها، وجعلت تقبله وتقول: يا قرة عيني وعزيز نفسي، أنت الذي حملتني على نفسك، وأنت الذي تعرضت لما حل بك، لو كنت أطعتني لم تلق مني مكروها. فتواجد الرجل، ثم قام وصاح، وقال: قد وجدت قلبي، قد وجدت قلبي.
4853
| 06 نوفمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ليست الولايات العامة أو المناصب العليا والإدارية في النظام السياسي الإسلامي مجالا للوجاهة أو النفع الخاص، أو النظر إليها على أنها غنيمة باردة، يختطفها المسلم متى سنحت له الظروف والأحوال، وإنما هي في النظر الإسلامي تكليف وأمانة، يجب أن يترشح لها القوي الأمين كما قال تعالى على لسان ابنة شعيب عليه السلام: "إن خير من استأجرت القوي الأمين" (القصص: 26). كما يجب أن تؤدى الأمانات بحقها، وإلا عرض المسلم نفسه للخزي والندامة يوم القيامة إن لم يكن أهلا لها، أو كان أهلا ولم يعدل فيها.كما جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: "يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها".أما من كان أهلا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة؛ كحديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم: إمام عادل، وحديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".فالأهلية والقدرة على القيام بمهام المنصب أو الوظيفة هما المعيار الصحيح لتولي المناصب في النظام السياسي الإسلامي. والحرية السياسية تعني عند المعاصرين أمرين هما: ــ حق كل إنسان في ولاية الوظائف الإدارية "صغراها وكبراها" ما دام بكفايته أهلًا لتوليها. ــ حق كل إنسان أن يبدي رأيه في سير الأمور العامة، وتخطئتها أو تصويبها وفق ما يعتقد. ولكن هذه الحريات السياسية بشقيها السابقين - كما يقول الشيخ محمد الغزالي - تقوم على أن المناصب المختلفة وسائل لخدمة المجتمع، وأن من يشغلها موضع الرقابة الدقيقة من جمهور الأمة. لكن البعض ينظر إلى حقه في حرية الترشح للمناصب العامة، دون أن ينظر إلى قدراته ومؤهلاته على القيام بواجب هذا الحق، أو ينظر في نيته، هل هي لله، ثم لخدمة المجتمع؟أم أنها نزوة شيطانية، وبحث عن مجد شخصيى، ومنصب يتوارى خلفه ليرفع خسيسته؟ فما من حق في الإسلام إلا ويقابله واجب.وبعض من يتصدرون للشأن العام يستغلون مفهوم الحرية السياسية التي أقرها الإسلام بشرائطها، ليجعلوا من دلالتها الحسنة - وفق أهوائهم - غنيمة سياسية، فيترشحون للشأن العام، والطمع الشخصي نصب أعينهم، والنهب للمال العام هدف واضح لذواتهم، والنجومية وصناعة مجد شخصي غاية ومقصد لهم. أما تأييد الفساد، ونصرة الظالمين، وتكريس الاستبداد، وتضييع حقوق الشعوب، فهذه كلها مفردات برنامجه الانتخابي غير المعلنة، وشروط لترشيحه غير مكتوبة، يعطي عليها المرشح العهود والمواثيق قبل أن يخرج اسمه إلى العلن، ويمنح تأشيرة الفائز الفاشل.ومن ثم فلا عجب من أن تتصدر النفايات وتتوارى الكفايات، ولا غرابة من أن يرتفع العظاميون، وينخفض العصاميون، ولا تسأل بعد ذلك لماذا آلت حال أمتنا إلى ما نحن فيه؟!
827
| 30 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذكرني الفيس بوك بيوم ميلاد أحد إخواني وأصدقائي، قائلا: أكتب أمنية بمناسبة يوم ميلاده على يومياته، ولم يعلم أن الموت قد سبقني إليه قبل أسابيع من يوم مولده، وكنت له ناعيا ولأهله معزيا، قبل أن يأتي اليوم الذي أكون فيه له مهنئا. لم يفطن الفيس أني ترحمت على صديقي على صفحاته، ودعوت أصدقائي لصلاة الغائب عليه، بعد أن حال السفر بيننا وبين شهود جنازته، وتبادلت العزاء مع أهله وإخوانه أيضا على صفحاته.لم يفطن الفيس أن هذا كله جرى أمام عينيه، وأن هذا كله تم على مسامعه، وعاد ليذكرني بيوم ميلاده، كالأعمى الأصم، ولكنه خيرا فعل، وكأن القدر أراد لصديقي أن يجعل من الفيس مذكرا لي ولإخوانه وأحبابه بتجديد الترحم عليه، والدعاء له، وأراد أن يسوق إلى عبرة وتذكرة، أنك اليوم جاءتك رسالة عن صديق وحبيب فارق الدنيا، وغدا ستأتي رسالة لغيرك تذكره بيوم ميلادك، بعد أن تكون قد صدرت شهادة وفاتك. هذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) وهذا هو المآل الذي يأوي إليه كل حي (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ).وعند المنتهى، ويوم الاستقرار، يكون الإضحاك والإبكاء، (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى). قال الطبري: وأن ربك هو أضحك أهل الجنة في الجنة بدخولهم إياها، وأبكى أهل النار في النار بدخولهم لها.أما أمنيتي التي أرجوها وأكتبها لصديقي في يوم ميلاده بعد أن انقطعت أعماله، فهي دعاء ورجاء، أن يكون من أهل الجنة، وأن يكون قد بشر بمقعده من الجنة، وأن يكون قد أبدله الله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأن يكون قد طهره الله من جميع الذنوب والخطايا، وكلنا صاحب ذنب، وأن يكون قد غسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد، وكلنا مقارف الخطايا.هذه هي هدية النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يهديها لمن مات، دعاء ورجاء.روى الإمام مسلم بسنده أن عوف بن مالك، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم، اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر - أو من عذاب النار –. ولمكانة الداعي، ولقدر الدعاء، قال الراوي عوف بن مالك: "تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت".وبعد أن فارقنا الصديق الحبيب إلى من هو أرحم به منا، ندعوه سبحانه بما ورد عن نبيه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحمد.رواه أبو داود وصححه الألبانيودعاؤنا لأنفسنا وللمؤمنين في مثل هذا الموطن، أن يحيينا الله تعالى على الإسلام، وأن يتوفانا على الإيمان، وأن يكرمنا بالستر في الدنيا والآخرة، كما كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الجنازة، يقول: "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان. رواه أحمد.
877
| 23 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اتباع الظن، وترويج الشائعات، وترديد الحكايات كما تفعل الببغاوات دون علم أو تروٍ أو تثبّت ومراجعة، كثيرا ما يؤثر ذلك سلبا على بنية المجتمع المسلم، ويحدث خلخلة في جدرانه، ويضعف الثقة بين أفراده، ويصيب الأخوة في مقتل، يصعب أن يعود المجتمع بعدها سالما كما كان. قال تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسؤولا" الإسراء 36.قال قتادة: لا تقل رأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع، فإن الله تبارك وتعالى سائلك عن ذلك كله. وقال ابن عباس: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم. وقد يصبح المسلم عامل هدم في جدران المجتمع وهو لا يدري، حين يوزع تهما دون بينة، وينسب عيوبا للبرآء دون دليل، ولا ينتبه إلى أنه في تلك الحال يعد من شرار العباد، كما روى الإمام أحمد بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بشراركم؟ المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت " قال الألباني: له شاهد يصير به حسنا.قد تكون هناك دوافع نفسية تغلب الإنسان على دينه، فتجعله يتخطى كل ما ورد في قاموس الآداب والأخلاق والحرمات، فتنزلق به إلى الوقوع في المأثم، وارتكاب المحرم، وقد يبعث الخلاف مع الغير على تلقف أي شائعة عنه، ونشر أي منقصة تصيب منه، بغية هدمه، وإهالة التراب عليه، والنيل منه، لا لشيء إلا لأنه يختلف معه، أو لا يستلطفه، أو لا تروق له سحنته، أو لأنه في الفريق الذي لا يتوافق معه، وهذا وحده كاف عنده لأن يقفز على كل الآداب الإسلامية والأخلاق والقواعد المرعية الداعية إلى التثبت وإحسان الظن، بل والستر على من ابتلي بالفعل بشيء مما يشين العبد ويستحيي منه. قال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ "الحجرات 12.وقد روى أحمد بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ستر مسلما في الدنيا، ستره الله عز وجل في الدنيا والآخرة ".قد يروق لنا أن نلتزم بالقواعد والآداب التي تدعو إلى التثبت وحسن الظن، والستر حال الوقوع في المذلة مع موافقينا، وقد يسعدنا أن نذكر بها، ونطبقها في حياتنا مع من نحب، فنلتمس له الأعذار، ونحسن به الظن، ونحرص على إخفاء معايبه، وإظهار محاسنه. أما مع من نختلف معه، فإن الأمر مختلف، وأما مع من لا نستلطف أو لا نستظرف أو لا نهوى فلا قواعد ولا حرمات ولا آداب ولا أخلاق، فعرضه مباح، وحرمته مستباحة. وغاب عن هؤلاء أن هذه الأخلاق عامة، وتلكم الآداب مطلقة يجب أن تحكمنا في التعامل مع القريب والبعيد، ومع من نحب ومن لا نحب، ومع موافقينا ومخالفينا على السواء. بل إن داعية الهوى والغيرة والحسد في النفس التي تدعونا إلى انتقاص المخالف تجعلنا نتحرى كثيرا مع من نختلف، ومع من لا نستلطف حتى لا نقع في مأثم أو معصية من قبيل السخرية أو الهمز واللمز والتنابز". يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. الحجرات 11.قد يسرع البعض في سوء الظن حين يرى نعمة أحدثت لأحد، ممثلا في سكن جميل أو سيارة فارهة، أو ما شابه ذلك من متاع الدنيا، فيسيء الظن به، ويشكك في ذمته، ويخون أمانته، فيبني حكما على ظن، ويبني قناعة على وهم، ويدافع عن المظنون والموهوم، ويرقى به إلى درجة القطع، وينشر الظن والوهم بين الناس، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحذر الناس من خطر ذاك الذي ساءت به ظنونه.ولمثل هذا نقول: هلا وسعك إحسان الظن!! فإن لم تحسن الظن وغلبتك نفسك، فتوقف واسأل حتى يتبين لك الأمر.وإن أي خبر يبلغك عن أهل الخير والدعوة والدين، بل ومستوري الحال من المسلمين، يجب أن تعرضه على عقلك، وتضع نفسك مكان من بلغك عنه ما بلغك، والنتيجة التي ستصل إليها ستكون ترجمة لك عن نفسك، وتعبيرا لك عن دينك أولا.قال تعالى تعقيبا على حادثة الإفك التي رميت به عائشة: ""لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ " النور 12.ذكر الطبرى أن أبا أيوب خالد بن زيد، قالت له امرأته أم أيوب: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير.تلكم آداب وقواعد هادية لا يحل أن تفارقنا في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وهذه أخلاقيات تحكمنا في التعامل مع المخالفين والموافقين.
221
| 16 أكتوبر 2015
مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...
16977
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...
7941
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل...
7815
| 10 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال...
6480
| 13 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
3555
| 11 نوفمبر 2025
على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...
2988
| 11 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
2094
| 10 نوفمبر 2025
تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...
1602
| 11 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1158
| 09 نوفمبر 2025
يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...
1086
| 12 نوفمبر 2025
شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...
1035
| 09 نوفمبر 2025
يشهد العالم اليوم تحولاً جذريًا في أساليب الحوكمة...
894
| 10 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية