رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كان شهر رمضان الكريم سابقاً مثالاً حياً للخير والبساطة والكرم والعبادة، وتغلب عليه الروحانيات وكانت الأسرة الممتدة تجتمع على مائدة الإفطار ببساطة والحال نفسه بالنسبة للسحور، وكانت العائلات قبل الفطور تتنافس في إرسال الأطباق الرمضانية للجيران، وكان أفراد العائلة يجتمعون بعد الفطور لتناول الحلويات الرمضانية ومتابعة الأعمال الدرامية الرمضانية مثل فايز الفتوش أو طاش ماطاش ومسلسلات الراحل عبدالحسين عبدالرضا وفوازير شريهان وغيرها من الأعمال الخالدة في الذاكرة. وكانت المجالس الرجالية والنسائية تستقبل الأهل والأصدقاء بعد صلاة التراويح ببساطة للتسامر وتبادل المعلومات والأخبار، وكانت الغبقات الرمضانية تُقام ببساطة وتكون فرصة يتزاور بها الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، وتُقّدم وجبات شعبية وقد تتشارك النساء في تحضير أطباق المائدة، أما الاحتفال بليلة النصف من شهر رمضان والتي نطلق عليها (قرنقعوه) كانت من أجمل الليالي ببساطتها وخروج الأطفال للأحياء والتي نطلق عليها (فرجان) يطرقون الأبواب بأهازيجهم الجميلة وملابسهم التراثية البسيطة حاملين في رقابهم كيسا من القماش يضعون فيه ما يحصلون عليه من المكسرات والحلويات من أصحاب البيوت التي يطرقونها، كانت ليلة مميزة وينتظرها الكبار والصغار، ولكن للأسف أن كل عام تزداد مظاهر التعقيد على شهر رمضان المبارك والذي خُصص للعبادة وتعويد النفس على البساطة وتحمل مشّقة الصيام والبُعد عن المُلهيات وعن مظاهر الحياة الروتينية التي اعتدنا عليها طول العام والتقرب إلى الله طمعاً في المغفرة والرحمة خاصة وأن أبواب الجنة تُفتح في شهر رمضان وتغلق أبواب الجحيم، وتصفد فيه الشياطين ولابد من استغلال هذا الشهر أفضل استغلال لكسب الأجر. ولكن المُلاحظ أن الغبقات أصبحت أكثر تكلفاً، والبعض يبالغ في ديكور رمضان أو كما يطلق عليه (ثيم رمضان) وأصبح تزيين البيوت لرمضان ظاهرة، ولا ضير في ذلك إن كان التزيين بسيطاً للاحتفال بالشهر الفضيل ولكن يبالغ البعض بذلك ويظهر ذلك واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي مما يعطي أصحاب المحلات والتجّار الفرصة لاستغلال الزبائن في هذا الشهر، كانت الزينة سابقاً ينطبق عليها المثل الجود من الموجود، أما الآن فالبعض أصبح يستعين بشركات الديكور لتزيين أجزاء من المنزل أو وضع جلسات وإكسسوارات بروح رمضانية ناهيك عن الطعام المُقدم في الغبقات والكميات الوفيرة وعربات التقديم والقهوة والأيس كريم وغيرها والتي كلها تصب في الاستهلاك ومضاعفة المصاريف في الشهر الذي يجب أن نراعي فيه مشاعر المحتاجين والفقراء وأن نحس بإحساسهم بتقليص الطعام والشراب فالبعض يسرف من أجل التباهي وتصوير التجهيزات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا العام شاهدت في بعض الحسابات الاستعانة بفرق شعبية تُغني في غبقات البيوت، كما أن الغبقات هي نفسها أصبحت ظاهرة خاصة بين النساء اللآتي يتنافسن في التفنن في تجهيزات الغبقات والهدايا والطعام المقدم وابتعد الكل عن البساطة والقيمة الحقيقية لشهر رمضان، وأصبحنا مُجبرين أن نُجامل ونلبي الدعوات والتي أيضا الأخرى لها ثمن، فليس من الذوق أن تزور أحدا دون هدية أو على الأقل باقة ورد أو غيرها من الضيافة التي لابد وأن تكون لائقة وكما نقول (تجي في العين)! تحول شهر الخير والعطاء إلى إرهاق مادي وإسراف ومبالغة في الاحتفال وتلاشت عنه الروحانيات والبساطة والزيارات المليئة بالمحبة والأيادي الممدودة للخير وإعانة المحتاجين ومساعدة الفقراء وكسب الأجر وأصبح مُرهقاً مادياً لاهتمام البعض بالمظاهر ولرغبتهم في التباهي بنشر صور التجهيزات على شبكات التواصل الاجتماعي! فهل سيعود رمضان البسيط غير المتكلف الذي نتبادل فيه العطاء لنكسب الأجر فقط، ولنتواصل ونتزاور بحب دون رياء، ولنستغل أبواب الجنة المفتوحة لمضاعفة أجرنا فقط (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم) سورة الشعراء.!
1044
| 16 أبريل 2023
الكلام هو الفعل الذي يتعامل به الناس بين بعضهم البعض وهو المُعبر عن الافكار وعن المبادئ والمُترجم للأخلاق، فكلما كان كلامك طيباً أقبل الناس على التعامل معك أكثر ودخلت القلوب بلا استئذان، وتربية الأبناء على الكلام الطيب تولد في قلوبهم الرحمة بالآخرين فينشؤوا عليها، وعند كبرهم وانخراطهم في مجال العمل ينشرون الطيب والكلام الحَسن، وفي الكلام الطيب وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى المسجد صدقة)، وصف الرسول الكريم الكلمة الطيبة بالصدقة لما لها من أصل عظيم في التعامل الاجتماعي ووسيلة لتحقيق المآرب للناس وتكسب المودة والتراحم، وقد ورد في القرآن الكريم فضل الكلمة الطيبة في الآية (وقولوا للناس حُسناً)، وهو دليل على أهمية الكلام الحَسن الذي يُهدئ النفوس ويترك أثراً طيباً بخلاف الكلام الفض أو القاسي أو الخالي من الطيب والاحسان والذي قد يترك انطباعا سيئاً عن الشخص بل وينفر الناس منه لشدة سلاطة لسانه أو عدم تضمن الطيبة في كلامه، كما ان أكثر العداوات وربما الحروب البشرية يكون سببها الكلام السيئ، الذي نهانا عنه الرسول الكريم في حديثه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليسكت). الكلمة الطيبة قد تكون سبباً لنجاح أحدهم، وقد تثمر عملاً صالحاً وتفتح أبواب الخير وتكون سبباً لغلق أبواب البشر، كما أن للكلمة الطيبة خصائص منها الجمال والرقة وأنها تبهج المشاعر ويشتاق لسماعها السامع وتطرب القلب، وإذا ما اقترن الكلام الطيب بقائله وشاع ذلك عنه فأصبح محبوباً بين الناس، وسيعرف عنه الطيبة والرحمة وصفاء القلب، ويمكن للكلام الطيب أن يغير رأي الاخرين من شر إلى خير، ويمكن أن يعطي انطباعا طيباً عن الاسلام لغير المسلمين فتحببهم في الإسلام، كما بالكلمة الطيبة يمكنك أن تكسب أصدقاء جددا وتزيد من معارفك، ويهتم الناس لوجودك في المجالس وغيره، ويرغبون في صُحبتك. وللكلمة الطيبة أثر عظيم على المستضعفين والصغار والأيتام فهم بأمس الحاجة للكلمة الطيبة التي تقويهم على الظروف الصعبة التي يعيشونها وتعوضهم الحرمان الذي يعانون منه، ولتأثير الكلام الطيب والمعاملة الحسنة على الأطفال تحديداً والأيتام خاصة أطلق مركز تمكين الأيتام (دريمه) حملة بعنوان "كلمة طيبة" وذلك احتفالاً بيوم اليتيم العربي وقد تضمنت الحملة مجموعة من الفيديوهات لمجموعة من الأطفال يحثون على الكلام الطيب، ويعبرون بكلماتهم عن تأثير المعاملة الحسنة عليهم، فاختيار المفردات أمر ضروري مع الاطفال خاصة الأيتام فتزيد لديهم الحساسية ومشاعرهم مرهفة ويحتاجون إلى معاملة خاصة، وعندما يتعلم حتى الصغار القول الطيب فإنهم سيتعاملون به ولن يتسببوا بجرح لغيرهم فالكلام يوجع ويجرح أكثر من الضرب أحياناً لذلك لابد أن نفكر قليلاً قبل أن نتكلم وننطق بكلمات قد تسبب ألماً للآخرين، وقد استندت حملة الكلمة الطيبة والتي اطلقتها دريمه أهمية الكلمة الطيبة من قوله تعالى (ضَربَ اللهُ مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعُها في السماء) وهي تشبيه بشجرة النخلة ذات الفرع الثابت التي تؤتي ثماراً طيبة على من يألفها، والتذكير بأهمية الكلام الطيب خلال شهر رمضان المبارك لهو عمل جليل نتمنى أن تحصد ثماره بين الناس، وأن يجتهدوا لتدريب أنفسهم على التعامل بالطيب والكلام الحَسن غير المكلف والذي بفضله يمكنك شراء قلوب الناس ناهيك عن فضله من الله تعالى والثواب الذي ينالك منه. تحية للقائمين على مركز تمكين الأيتام دريمه على مبادرتهم الطيبة والتي تُشيع الإحسان والسلام والمحبة بتحفيزهم للكلمة الطيبة، وفعلاً (رُبَ كلمة طيبة تُغير بها حياة). الحياة بها من القسوة الكثير، فتعاملوا بطيب وقولوا قولاً حسناً لتبتهج النفوس وتَسعد الأرواح!.
3408
| 09 أبريل 2023
للعام الثاني على التوالي تُنظم وزارة الثقافة معرض رمضان للكتاب والذي افتتح يوم الخميس الماضي بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وعدد من الوزراء والمسؤولين والكُتّاب والاعلاميين وذلك في منطقة درب الساعي الجديدة في أم صلال علي، بخلاف العام الماضي حيث شهد سوق واقف معرض الكتاب الأول، ويعتبر معرض رمضان للكتاب امتدادا لمعرض الدوحة الدولي للكتاب ويهدف إلى توطين الكتاب من خلال التشجيع على القراءة ودعم الناشرين القطريين بتسويق الكُتب وتوسيع دائرة القراّء، واستثمار أجواء شهر رمضان الفضيل في تنمية المعارف والاحتفاء بالموروث القطري لتعزيز القيم الثقافية الأصيلة. ويشارك في معرض رمضان الكتاب هذا العام 79 دار نشر ومكتبة من داخل وخارج قطر ويستقطب المعرض 48 دار نشر ومكتبة قطرية، 48 دار نشر خارجية من العديد من الدول الخليجية والعربية وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا، وتُعرض مئات الكتب والمتنوعة في كل المجالات الثقافية والعلمية والادبية، ولا يقتصر المعرض على الكتب فقط بل تصاحبه فعاليات ثقافية وترفيهية مثل مسرح الدمى والعرائس للصغار، ولوحات فنية تراثية مرتبطة بشهر رمضان المبارك، وبالتأكيد للندوات الثقافية والدينية مكان بارز لتبادل وجهات النظر بين المثقفين والادباء والمهتمين بالشأن الثقافي والديني، كما يصاحب معرض الكتاب معرض تجاري بالإضافة إلى بعض المقاهي والمطاعم الشعبية وكل ذلك في مكان أنيق وجميل ومريح للمشي ولقضاء وقت ممتع بعد صلاة التراويح للعائلة، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ووزارة التنمية الاجتماعية والاسرة ومبادرة قطر تقرأ، ووزارة الثقافة حريصة على نشر الوعي الثقافي لدى الجماهير واعتقد ذلك واضحاً من خلال تنظيم معرض رمضان للكتاب وباختيار إقامته في درب الساعي المرتبط بيوم الولاء وتجديد العهد للدولة وهو المكان الذي تقام به احتفالات اليوم الوطني، وكأننا نعيش في أجواء وطنية ثقافية مستمرة طول العام. وتحرص وزارة الثقافة على مشاركة دار نشر متنوعة ومتميزة ومتخصصة في مجالات المعرفة المختلفة وتتضمن كتب للاطفال والناشئة لتشجيعهم على القراءة، وغيرها من الكتب المتخصصة، وتحرص على تشجيع دور النشر القطرية خاصة المؤلفين القطريين لتصل كتبهم ومؤلفاتهم للجمهور من خلال المعارض. والحرص على تنظيم معارض الكتاب أو موسم الندوات وغيرها من الفعاليات الثقافية يدل على وجود رؤية ثقافية واضحة لنشر الوعي والمعرفة بين الجمهور القطري ويواكب التقدم الذي تحققه الدولة في جميع المجالات فالثقافة والمعرفة هي العمود الفقري للتطور والازدهار، فتنمية العقول ونشر المعرفة وتبادل الخبرات والاراء والتشجيع على الكتابة والتفّكر أمر جليل وهو سبب لتقدم الأمم. نُهنئ أنفسنا على إستراتيجية وزارة الثقافة من خلال هذا الحراك الثقافي المستمر طول العام وهذا ما يميزها فاستمرار الفعاليات الثقافية يُشجع على الاهتمام بها، والبحث عن الجديد في المعرفة وتنشر الوعي بين الصغير والكبير وتربي النشء على حب الثقافة والقراءة والإطلاع وهذا ما نتمناه من العوائل بأن يشجعوا ابناءهم على الاطلاع والقراءة في زمن احتلت التكنولوجيا حياتهم فإخراجهم من سجن التكنولوجيا لفضاء المعرفة أمر ضروري وذلك لا يتوفر إلاّ بالفعاليات الثقافية التي تنظمها مشكورة وزارة الثقافة باستمرار. •معرض رمضان للكتاب في درب الساعي مكان مثالي للزيارة وقضاء وقت مع الاسرة في جو ثقافي معرفي ترفيهي تراثي رمضاني لا يتكرر، فانتهزوا الفرصة لزيارته.
636
| 02 أبريل 2023
هَلّ علينا شهر البركة والخير شهر رمضان الكريم والحمدلله ونحنُ في افضل حالٍ ونتمتع بأمن وسلام في بلادنا الغالية، يأتي رمضان هذا العام في الشهور الاولى من عام 2023 مُحملاً بالخيرات والمسرات بإذن الله، ولعّل من أهم أسباب فرض صيام شهر رمضان الكريم بعد التقرب من الله وعبادته وإطاعة أوامره هو الإحساس بالآخرين واحتياجاتهم، فيعيش بيننا كثير من الناس يجدون صعوبة في توفير أبسط الاحتياجات الانسانية ومنها الطعام، فعندما نصوم لساعات طويلة نشعر بإحساس المحتاجين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم أحياناً، لذلك يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة طبية ومُشجعة لعمل الخير والإحسان إلى الناس والبحث عن المحتاجين ومساعدتهم باقل ما يمكن والذي بالتأكيد سيعني لهم الكثير، وتوفر الدولة قنوات للتبرع في كل مكان والتي تعود لجمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وهي القنوات الرسمية للتبرع والتي توفر التبرع عبر تطبيقات إلكترونية تُسهل عملية مساعدة الاخرين، كما أن الأقربين أولى بالمعروف بمعنى يمكن مساعدة الاقارب المحتاجين وانتهاز فرصة شهر رمضان الكريم لإرسال ما قد يحتاجونه من مواد غذائية أو ملابس وغيره تضاف إلى ميزان الحسنات وتفك أزمات وكربات الآخرين. يتحلى المحتاج بالكرامة وعزة النفس لذلك لا تجده يطلب الاخرين، بل يتعزز ويحمد الله وإن كان محتاجا وأحترم جداً هذه الفئة التي تجوز عليها الصدقة والزكاة والمساعدات بكل الاشكال، ولا يعجبني البعض مما قد يكون مشكوكا في احتياجهم فتجده يتلصص على الآخرين ويحرجهم في الاماكن العامة ويطلب حاجته دون استحياء وبطريقة مُريبة وإذا ما لاحقته من بعيد ستجد أن لديه سيارة وجهاز ذكي احدث موديل وللأسف يتسول دون حياء ولا نعلم ربما لديه وظيفة ولكنه يبحث عن طريقة لزيادة الكسب ولكن للأسف بطريقة تُزعج الاخرين وتحرجهم! والموضة الجديدة مع بداية شهر رمضان هي التسول عبر الواتس اب، فتنهال عليك أرقام من دول مختلفة تطلب مساعدات وترفقها بالصور التي لا يمكنك أن تثبت مدى مصداقيتها ولا يمكنك التأكد من هوية المتحدث معك وأن ارسل لك صورته وبطاقته الشخصية فأنت في بلد وهو في بلد ولا يمكنك الوثوق به وعليه يجب تجاهل مثل تلك الرسائل التي إذا ما تجاوبت مع احدها فتأكد بأن مافيا المتسولين سيلاحقونك وقد يتم عن طريقهم تهكير جهازك وحساباتك وغيرها! فعل الخير والصدقات والزكاة فرض علينا وواجب أن نؤديها ولكن دون استغلال ودون إلحاح وجبر، فيجب أن نُطّهر أموالنا بنية خالصة لله وأن تُدفع للناس المحتاجين فعلاً والموثوق بهم آو عن طريق الجهات الرسمية التي تتيح لك اختيار دفع صدقاتك سواء داخل البلد أو خارجها ونوعية المشاريع الخيرية التي تُفضلها، فلا تتركوا مجالاً لاستغلالهم ولا تصدّقوا رسائل الدراما التي تصلكم وكونوا اكثر وعياً ودراية وساعدوا من تثقون بهم.
966
| 26 مارس 2023
شاهدت فيديو في أحد مواقع التواصل الاجتماعي لطفلٍ مشاغب في صفٍ دراسي في إحدى الدول الغربية، وكان يتجادل مع المعلم بندية وتحدٍّ في المقابل كان المعلم يحاول ضبط نفسه والتحكم في انفعالاته حتى لا يكون عليه الحق، ولكن استمر الطالب في استفزاز المعلم بوقاحة أمام باقي الطلبة وصَرخَ في وجهه وكلما حاول باقي الطلبة تهدئته يصرخ بهم إلى أن أتت تلك اللحظة التي لم يَعد المعلم قادراً على تَحمل قلة الأخلاق والاحترام فانهال على الطالب بالضرب وسحبه للإدارة التي قد تكون عاقبت الطرفين نظراً لقانون منع ضرب الطلبة في المدارس! تُبين هذه القصة مدى الانحدار الأخلاقي الذي وصل إليه بعض الطلبة سواء في الغرب أو حتى في عالمنا العربي الذي لا يخلو من قصص كهذه، بل حتى هنا في الدوحة تمر علينا مثل هذه القصص بين حينٍ وآخر ولكن الفرق أن المعلمين يحاولون قدر الإمكان ضبط انفعالاتهم نظراً لصرامة قانون ضرب الطلبة، ولو رجعنا للماضي وجيل الطيبين كما يُطلق عليه فسنجد أن الأغلبية العظمى تعرضت للضرب من المدرسين وأن الضرب إلى حدٍ ما كان وسيلة لتأديب الطالب وتحفيزه على التعلم، أذكر أن بعض المُدرسات وفي كل المراحل الدراسية كانوا يستخدمون المسطرة الخشب في الضرب والبعض منها يوجد قاطع موس على طرفها، وكانوا يستخدمون الضرب في حالة فوضى الطالبات في الفصل وعدم احترام وجود المعلمة أو إذا لم ينجزن الواجبات الدراسية المطلوبة، أو لأي تصرف غير لائق بل أذكر أن البعض منهم كانوا يعاقبون الطالبات بالوقوف في آخر الفصل طول الحصة الدراسية بعد تلقي (العلقة) بالمسطرة الخشبية، وكان نتاج ذلك جيلا واعيا، محترما، على أخلاق عالية، خدمَ مجتمعه وبلاده بإخلاص ووفاء وعطاء دون حدود ناهيك عن التميز في العلم والمعرفة والثقافة المتنوعة، وأثر الضرب فيهم إيجاباً. نعم تغير الزمان الآن وتغيرت القوانين وتغيرت طُرق التربية والتعليم نظراً للانفتاح الثقافي والطرق الحديثة في التنشئة وتأثير علم النفس والاجتماع عليها، بل شجّعت القوانين الحديثة النشء على العصيان ليس في المدارس وحسب بل وصلت للعائلة، فالمدرسة تُعلّم الطالب حقوقه التي تتضمن العصيان على الأهل في حالة تعرض للأذى واللجوء للشرطة أو جهات متخصصة لتحميه وقد يكون هذا جائزاً في بعض الحالات الشاذة والتي قد يتعرض فيها الطفل للقسوة أو التحرش أو غيره ولكن ولأن الطفل لا يعلم ما هي الحدود الحقوقية فقد يشتكي على والديه بمجرد عقابهما له من أجل تربيته وتقويم سلوكه، كلنا يعرف أن الطفل كالحصان الجامح والذي لا يعرف متى يتوقف وكيف يتصرف وعليه لابد من ترويضه بتعليمه السلوكيات الصحيحة وتنمية أخلاقه وتطوير معرفته ولاختلاف شخصيات وقدرات الأطفال فقد يلجأ أحد الأبوين للضرب أو العقاب كحل أخير إذا لم تنجح الطرق الأخرى وأعتقد أن هذا من حق الأبوين في تربية أبنائهما! * بعض من أبناء الجيل الجديد مخيفون في طريقة تصرفاتهم وانفلاتهم الأخلاقي وطالما أنهم لم يجدوا من يُروضهم فنتوقع منهم كل ما هو غير محمود!! *التربية تكون بالتوجيه والتعليم والوقوع في الخطأ وتقييم السلوك وتصحيح الأخطاء وإن كان بالعقاب فالجزاء والعقاب من سُنة الحياة ولابد أن يكافأ المرء على نجاحاته وطيب تصرفاته ويعاقب على سوء أعماله وأخطائه والتربية السليمة لابد أن تكون منذ الصغر لينشأ الطفل على خلق ودين وعلم!
942
| 19 مارس 2023
عَلّق أحد المتابعين السّياح على تصويري لأحد الفنادق في حسابي على السناب شات بأن كل شيء جميل في قطر، هي بلد نظيفة ومُنظمة ومتطورة وبها أماكن عديدة لكنها خالية من الناس!! وقرأت تعليقات مُشابهة في تويتر تصف جمال الدوحة وكثرة مرافقها وخدماتها ومقاهيها ومطاعمها لكن الإقبال ضعيف عليها، ويقارن كثير من السيّاح خاصة الخليجيين بين الدوحة في فترة مونديال 2022 حيث كانت وجهة مهمة قصدها ملايين البشر حول العالم ليحضروا مباريات كأس العالم وبالتأكيد أن البلد كان مكتظاً بالسيّاح والفعاليات الملائمة لكل الفئات العمرية ولكل الثقافات والاهتمامات، والأكيد أن بعد المونديال سيعود الوضع طبيعيا ولن تكون الفعاليات كما هي في كأس العالم ولا الزحمة نفسها، وهذا أمر طبيعي قد يحدث في بلد لا يزيد عدد سكانه على ثلاثة ملايين نسمة! وفي يناير 2023 أعلنت قطر للسياحة عن مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي بدأت من وقتها ومستمرة إلى ما قبل رمضان مثل مهرجان المناطيد وفعاليات قطر لايف التي تضمنت مجموعة من الحفلات الغنائية والعروض الفنية العالمية، بالإضافة إلى بطولة العالم للتزلج الشراعي وبطولة البنك التجاري الدولية للفروسية - الشقب برعاية لونجين، ومعرض المجوهرات والساعات ومهرجان قطر الدولي للأغذية الذي يقام هذه الأيام، بالإضافة إلى مهرجان قطر للتسوق والذي يتضمن فعاليات ترفيهية متنوعة في المراكز التجارية وغيرها كثير من الفعاليات!! إذا الفعاليات موجودة ولكن هل تجد تفاعلاً من الجماهير؟!! ماذا ينقصها ليُقبل الجمهور خاصة القطريين على الفعاليات؟! ربما تكون هناك مشكلة في التسويق والإعلان لهذه الفعاليات التي قد تصل متأخرة للجمهور أو لا تصل أصلاً؟! هل نوعية الفعاليات لا تناسب ذوق واهتمامات الجمهور؟! هل مواعيد وأماكن إقامة هذه الفعاليات لا يتناسب مع الجمهور؟! هل الجمهور لا يحب حضور الفعاليات ويفضّل البقاء في المنزل بين الصالونات النسائية والمجالس الرجالية؟! في المقابل تنفذ وزارة الثقافة والحي الثقافي كتارا مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية وأيضاً يكون الإقبال ضعيفا عليها وتجد عددا قليلا من الحضور في حين أن بعض الشباب من الجنسين يقفون في طابور لمدة تزيد على النصف ساعة من أجل الحصول على طاولة في أحد المقاهي (الهبّه) أو الترند! هل هناك مشكلة في أسعار تلك الفعاليات مثلاً؟! أعرف أن بعض الفعاليات لا تحتاج إلى رسوم لدخولها، نعم قد تكون أسعار الفنادق والمطاعم والمقاهي مرتفعة مقارنة ببعض الدول المجاورة وأعتقد أن هذا الأمر بحاجة إلى وقفة مع الجهات المسؤولة لتنتعش السياحة الداخلية خاصة وأن الصيف على الأبواب! إذا أين هي المشكلة في عدم إقبال الجماهير على الفعاليات وعلى الأماكن السياحية؟! عندما نسافر للدول المجاورة نَشعر بزحمة الناس في كل المقاهي والمطاعم في الفطور والغداء والعشاء وحتى في إجازة الأسبوع بل وصباح يوم الجمعة، والوضع هادئ في الدوحة وكثير من المطاعم تفتقر الزحمة خاصة أيام الأسبوع (يبدو أن الشعب القطري يحب الأكل في البيوت)؟! أعتقد أن قطر للسياحة بحاجة إلى عمل استبيانات متنوعة لتقيس رضا الجمهور عن الفعاليات وتتعرف على مقترحاتهم ونوعية الفعاليات الجاذبة لهم ليتم سد هذه الثغرات ولتجد الفعاليات إقبالاً أكثر ويتشجع الجمهور للخروج من بيوتهم!! • يتذمر الجمهور من عدم وجود فعاليات تُشجع السياحة في قطر، في حين أن قطر للسياحة عرضت أجندة فعاليات تستمر لما بعد شهر رمضان فأين الخلل هل في التسويق لتلك الفعاليات أم في نوعيتها؟ أم في الجمهور نفسه؟! • لتنشيط السياحة الداخلية لابد من مراجعة أسعار الفنادق والمقاهي والمطاعم لأنها مُكلفة والسفر قد يكون أوفر!
969
| 12 مارس 2023
يتمسك البعض منّا بكل ما تَعوَّد عليه ولا يتقبل فكرة التغيير، ويعتقدُ أن هذا الأمر الذي يحرص على عدم تغييره هو الأفضل وهو الأصلح وبأن حياته لن تكون على ما يرام في حالة التغيير في حين أن العكس صحيح، والتغيير هنا ينطبق على كل جوانب الحياة، فمثلاً تغيير سلوكيات وعادات يومية اعتدنا عليها، تغيير في نوعية الأكل، تغيير وجهاتنا الترفيهية والسياحية، تغيير أماكن إقامتنا أو الانتقال لبيت في حي جديد، تغيير الهوايات، تغيير الاهتمامات، تغيير مكان العمل أو الوظيفة وغيرها من الأمور، وعادة لا نسعى إلى التغيير ونعتقد أنه صعب طالما نشعر براحة في طريقة حياتنا وقادرين على التعايش وإن كانت لا تخلو من الصعوبات المزعجة، ظناً منّا بأن التغيير قد يسبب لنا قلقا أكبر أو يعرضنا لمشاكل نحنُ في غنى عنها، لذلك نتمسك بكل ما نعرفه وكل ما نتعامل معه وبقوة ونحاول أن لا نفرط فيه بل ونُعمي أعيننا عن رؤية الخيارات الأخرى المتاحة والتي قد تكون أفضل بملايين المرات! ويُعرف التغيير بأنه التحول من حالة إلى أخرى وإحداث أمر لم يكن موجودا سابقاً بغض النظر إن كان سلبيًا أم إيجابياً، ولو أن التغيير للإيجابي هو المطلوب دائماً، والتغيير سنّة الكون، وأمر فطري لأن الحياة قائمة على التغيير، كما أن التغير وسيلة للوصول إلى الكمال الذي يحلم به كل منا وخريطة طريق لتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى أنه يُعبّر عن الطموح والتطلع للأفضل. والتغيير يجب أن ينبع من النفس كما أتى في قوله تعالى: (إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد، فإذاً لابد أن يكون التغيير نابعاً من داخل الإنسان وبقناعة خالصة ورغبة وإلا لن يكون التغيير مؤثراً، وأحياناً تُجبر ظروف معينة الشخص على التغيير فيجد نفسه في منتصف وضع معين أو مشكلة أو مرض أو موقف لم يمر عليه من قبل فيقلب حياته رأساً على عقِب فيتغير تلقائيًا ودون التخطيط لذلك فتجده أكثر هدوءاً أو العكس، تجده أكثر تخطياً وعقلانية رغم أن شخصيته السابقة كانت مختلفة، تجد اهتماماته تغيرت وهوايته ووظيفته أو اتجه للمشاريع الخاصة، بل حتى محيطه من الأصدقاء تغير مع تغيُّر اهتماماته، وقد يؤثر التقدم في العمر وزيادة الخبرات على الإنسان فتساهم في تغييره لأنه ينظر للأمور بطريقة أشمل وأعمق. وللتغير فوائد كثيرة وأهمها تعلُّم أمور جديدة في الحياة، كما أنه يساعد على تجدد النفسية والتركيز، يتعرف الإنسان على قدرات جديدة في نفسه، وفرصة لتقييم الحياة وتفاصيلها، يساهم التغيير في تقوية الإنسان من الناحية العاطفية ويزيد من مرونته. ولا يكون التغيير عشوائيًا بل عليك أن تقيم نفسك وسلوكياتك وطريقتك في الحياة لتقرر وتحدد ما أنت بحاجة إلى تغييره، ومن ثم تضع خطة للتغير فأنت لن تصحو اليوم التالي وتجد نفسك قد تغيرت بل يجب عليك أن تعمل جاهداً على هذا التغيير فمثلاً تُعَوِّد نفسك على نشاط معين لم تكن تقوم به، أو تخضع لدراسة أو دورة تدريبية تساعدك على تغيير نمط تفكيرك وسلوكك، ويكون ذلك بوضع خطط قصيرة المدى وطويلة المدى وتراقب نفسك ومدى تَغيرها وتطورها فيك وممكن أن تستعين بأحد أفراد عائلتك أو أصدقائك المقربين ليراقبوا تغييرك ومدى النجاح الذي تحققه. تستفيد من ملاحظاتهم. * تأكد أن التغيير سيجدد من نشاطك وسيعيد شغفك وسعادتك فاحرص على تقييم حياتك وضع أهدافك واسعَ لتحقيقها لتتغير للأفضل والأنجح! * لا تستسلم لليأس، وحاول أكثر من مرة إن أخفقت في تغيير بعض السلوكيات ستعتاد عليها مع الإصرار والثقة بالله وبنفسك وستحقق التغيير الإيجابي لتسعد في حياتك!
633
| 05 مارس 2023
للسنة الثالثة على التوالي يحصد مطار حمد الدولي جائزة أفضل مطار في الشرق الأوسط، وذلك في حفل جوائز استطلاع الرأي السنوي السادس عشر لقراء مجلة جلوبال ترافلر الأمريكية، كما أنه حصد في عام 2022 لقب أفضل مطار في العالم للعام الثاني على التوالي ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات، ويستحق مطار حمد الدولي هذه الجوائز والتكريم، فهو وجهة متكاملة للسفر، ويقدم تجربة فريدة من نوعها للمسافرين، فهو معلم ثقافي وفني وترفيهي وتجاري لاحتوائه على العلامات التجارية الكبرى والمطاعم والمقاهي النادرة، بالإضافة إلى الأعمال الفنية الموزعة في المطار، وحديقة الأوكسجين التي افتتحت مؤخراً، ناهيك عن الصالات الخاصة برجال الأعمال والدرجة الأولي، التي تتوافر بها كل سبل الراحة وكأنك في فندق سبع نجوم، كما أن فندق المطار يقدم خدمات عالية المستوى لمسافري الترانزيت ويلبي احتياجاتهم. ويعد مطار حمد الدولي المنفذ الحدودي الأول للدخول إلى البلد والاستمتاع بها وبمرافقها ووجهاتها الترفيهية، أما المنافذ الحدودية الأخرى فهي البحرية والبرية وأكثرها استخداماً مركز أبو سمرا، ويخدم المركز المسافرين براً الذين غالباً يزورون البلاد من الدول الخليجية، ومؤخراً ومع إقامة مونديال 2022 أُفتتح منفذ جديد ليتسع لعدد أكبر من المسافرين الذين يقصدون الدوحة، وقد ساهم المونديال في جذب السيّاح للدوحة، خاصة بعد افتتاح كثير من المرافق والمراكز التجارية والأماكن الترفيهية، وتم تسليط الضوء عليها من خلال الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وبالتالي أصبحت قطر محط أنظار العائلات والذين يجدون في السفر براً سهولة في الحركة وضمان وجود سيارة عوضاً عن تأجير سيارة إذا ما كان السفر عن طريق الطيران الذي سيكون مكلفاً مقارنة بالسفر براً، وتكمن المشكلة التي يواجهها المسافرون براً في بطء الإجراءات عبر المنافذ البرية مقارنة مع سرعة الإجراءات عبر المطار والطيران، وأيضاً مقارنتها مع المراكز الحدودية الأخرى لدول الخليج، ويصل انتظار السيارات بالساعات في المنفذ البري مما يتسبب في ضياع وقت المسافر والتعب الجسدي والنفسي على السائق وعائلته، خاصة إذا كانوا أطفالا، كما أنه قد يكون سببا طاردا للسياحة، ومؤخراً كثر انتقاد منفذ أبو سمرا وغرد الكثير في توتير وطالبوا بوضع حلول ناجحة وأكثر عملية لتسهيل دخول وخروج المسافرين عبر الحدود البرية، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، أو فترة الإجازات، فلابد من من وضع خطة تشغيلية للمراكز الحدودية تجعل حركة المسافرين أكثر انسيابية، إما بزيادة الموظفين أو باستحداث آلية عمل لإدخال معلومات المسافرين إلكترونياً أكثر تطوراً وسهولة على الموظف والمسافر. شهد مركز أبو سمرا ضغطاً من المسافرين خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي خاصة من السّياح القادمين من المملكة العربية السعودية، والتي كانت تحتفل بعطلة يوم التأسيس وشكا كثير من المسافرين من الزحمة في المنفذ رغم أن المنفذ السعودي في سلوى كانت حركته انسيابية أكثر، وحتى نستقطب السيّاح أكثر ضروري إيجاد حلول ووسائل تسهل عملية الدخول والخروج من المنافذ البرية، فهذا أحد عوامل الجذب السياحي التي نعول عليها في قطر خاصة بعد المونديال. • حركة التنقل بين الدول في أوروبا وأمريكا سهلة جداً بل إن الطرقات مزودة بمحطات الوقود التي تحتوي على خدمات متنوعة، منها المطاعم والمحلات ودورات المياه النظيفة (وهذا ما ينقصنا)، كما أن إجراءات المنافذ الحدودية سهلة جداً حتى بالنسبة للسيّاح غير المواطنين، نأمل أن تُطبق تجربتهم الناجحة بين دول مجلس التعاون السّت وأن يكون السفر براً أكثر متعة وراحة وسهولة. • كما حصد مطار حمد الدولي الجوائز العالمية باعتباره منفذاً رئيسياً للبلد، نتمنى أن يحظى مركز أبو سمرا باهتمام المسؤولين وأن يكون مميزاً في الخدمات المقدمة للمسافرين، فقطر لا تقبل إلاّ بالتمّيز.
1002
| 26 فبراير 2023
تَصدر الأسبوع الماضي المنصات الاعلامية خبر تصنيف 5 مستشفيات قطرية ضمن افضل 250 مركزاً طبياً أكاديمياً في العالم، وذلك بناء على دراسة أجرتها مؤسسة براند فاينانس العالمية، ومقرها المملكة المتحدة، والمستشفيات هي الرميلة، حمد العام حصل على المرتبة 63، المركز الوطني لعلاج وابحاث السرطان والذي حصل على المرتبة الـ 60، مستشفى القلب، سدرة للطب، ويدل ذلك على التزام القطاع الصحي في قطر بتقديم رعاية صحية متطورة للمرضى، وتوفير احدث التقنيات الطبية وإجراء الدراسات والبحوث اللازمة في رفع الاداء الصحي، ونهنئ أنفسنا بهذا التصنيف الذي نتمنى أن يتطور وتكون المراكز الطبية ضمن العشرين، وهذا ليس ببعيد على قطر ورؤية حكومتها الرشيدة التي لا تقبل إلاّ بالمراكز المتقدمة دائماً والتميز. ولكن الواقع يفرض تحديات كبيرة على قطاع الصحة فمن خلال تغريدة واحدة كتبتها الأسبوع الماضي وأثناء تعرضي لوعكة صحية أدخلتني قسم الطوارئ بمستشفى حمد صُدمت بكمية التعليقات على التغريدة التي تضمنت قصوراً في قسم الطوارئ وبطئا في الإجراءات المتخذة، فالمريض الذي يتم اخذه من البيت بسيارة الاسعاف بالتأكيد حالته حرجة ويعاني من آلام حادة تحتاج إلى سرعة في الفحوصات والتشخيص والعلاج، فمثلاً استغرق عمل الأشعة وأنا أعاني من ألم في الكلى أكثر من أربع ساعات ليتم تشخيص الحالة ومعرفة مسار الحصوات، وكان طاقم التمريض يتجاوب ببرود أو يتحججون بعدم توفر طبيب أو جهاز أشعة، وبعد الاشعة وتشخيص الدكتور وقرار إدخالي لإجراء عملية في اليوم التالي استغرق الحصول على سرير في مركز الرعاية اليومية أكثر من أربع ساعات وإلى أن أتت سيارة الإسعاف ونقلتني للمبنى الآخر ساعتين فهل تتخيل عزيزي القارئ انني دخلت للطوارئ الساعة الحادية عشرة صباحاً ووصلت للغرفة في المستشفى الساعة العاشرة ليلاً!! الاستياء من أداء مؤسسة حمد خاصة الطوارئ كان واضحاً من الردود تحت التغريدة حيث اجمع كثير من المغردين على الإيقاع البطيء للطاقم الطبي في الطوارئ وبرودة التعامل مع المرضى، فالمريض لم يضطر الذهاب للطوارئ إلاّ بعد ان زاد عليه التعب ووصل لمرحلة عدم التحمل بالمقابل يتوقع أن يحصل على اهتمام بحالته وشرح للإجراءات المتبعة والعلاج المتوقع، ولكن ما يحدث على أرض الواقع بقاؤه على السرير الابيض لساعات دون أن يمر عليه أحد ولا يعرف ماذا يحدث ومع من يتحدث، العامل النفسي للمريض مهم والتحدث معه وإظهار الاهتمام بحالته جزء مع العلاج وهذا أمر لايجب أن يغيب عن الطواقم الطبية التي اعتقد أنهم درسوا ذلك، ولكن الملاحظ أن بعض الطواقم الطبية اعتادت على المرضى وعلى أشد أنواع الجروح والحالات الصعبة وحالات الوفاة لدرجة أن قلوب بعضهم تحجرت ولم يعد يؤثر فيها أنين المريض وكثرة أوجاعه! كما أظهرت تعليقات المغردين تباعد المواعيد التي قد تطول لأكثر من ستة أو ثمانية أشهر ومن ضمنهم مرضى السرطان عافانا وإياكم الله، كما قد تتغير المواعيد من غير سابق إنذار لمواعيد بعيدة جداً تصلك عن طريق المسج فقط، واثناء ذلك قد تتطور الحالة المرضية أو ينتهي العلاج ومازال الموعد مع الطبيب بعيداً! نعلم حجم الضغط الذي قد يواجهه الأطباء وطواقم التمريض إلاّ أن ذلك مسؤولية وزارة الصحة في توفير طواقم طبية اكثر أو توزيع العمل بطريقة مريحة للموظفين حتى لا تنعكس سلبياً على أدائهم مع المرضى، كما أنني لاحظت فرقا في تعامل الطاقم الطبي في مركز العناية اليومية أثناء إجراء العملية الذين كانوا متعاونين كثيراً وتشعر بالرحمة في تعاملهم مع المريض وبين طاقم الطوارئ البارد جداً والذي يتعامل بإحساس متبلد مع المرضى، الوضع أيضاً مختلف في المركز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية حيث تجد اهتماما وتطوراً ملحوظاً في المراكز وإن كانت هناك بعض السلبيات الفردية لدى العاملين فيها، ولكن إجراءات الدخول ومستوى الخدمات افضل بكثير من قسم الطوارئ في مؤسسة حمد، وأعتقد أنه بحاجة إلى تدقيق ومراقبة وتقنين خاصة وأنه الملجأ الاول للمرضى والحالات الحرجة. لم تبخل الدولة على شعبها في القطاع الصحي، فتجد المباني جديدة ونظيفة واحدث الأجهزة الطبية متوفرة وغرف العمليات مجهزة بأحدث التقنيات ولكن أعتقد أن الخلل في بعض افراد الطواقم الطبية والذين بحاجة إلى غربلة أو تأهيل أكثر لقسم الطوارئ تحديداً! لتجنب الضغط في قسم الطوارئ لابد من وضع خطة علاج محددة بزمن معين يعرف فيها المريض وضعه وما العلاج المقدم له وذلك اختصاراً لوقت انتظار المريض وبقائه لساعات في الطوارئ وتسهيلاً على الطاقم الطبي لتكون الإجراءات أسرع ويستوعب الطوارئ عدد المرضى! مشروع التأمين الصحي المؤجل للمواطنين سيخفف العبء على طوارئ حمد وسيكون للمواطن الخيار للعلاج في المستشفيات الخاصة الاخرى (المرتفعة الاسعار) والمعتمدة على شركات التأمين!
840
| 19 فبراير 2023
المشهد الأول بعد ثوان من الزلزال: امرأة وقع عليها الجدار وهي في طريقها لغرفة أبنائها فلم تتمكن من الوصول إليهم وها هي تئن من آلام في ظهرها وساقها وتسمع أصوات أطفالها يصرخون فزعين من هول الموقف فلا يمكنها الوصول إليهم وتتمنى لو لديها عصا سحرية يمكنها أن تسحب أبناءها لحضنها وأن يواجهوا الموت معًا عوضاً عن أن يموت كل منهم رعباً وألماً، فيمر عليها شريط حياتها منذ طفولتها البريئة وطموحها المحدود في الزواج من ابن الجيران الذي طالما أعجبت به وتمنت أن تَشيخ معه وترعى أحفادها بسلام وهدوء وسعادة رغم حياتهم البسيطة التي كانت لا تتعدى الواجبات اليومية والزيارات العائلية، تلك المرأة تنتظر الموت وصَمتَ صوت أبنائها ولا تعلم إن كان زوجها الذي كان قادماً من عمله في قرية أخرى سيصل أم ابتلعته الارض! المشهد الثاني بعد ثوان من الزلزال: رجل سحب أبناءه وزوجته ووالدته ليخرجوا من البناية التي تهتز بهم حيث تناثر الاثاث في كل مكان وتكسّر الزجاج ولم يشعروا من شدة الخوف بنزف أقدامهم التي وطأت الزجاج وبمجرد وصولهم الدرج الاخير دفع الرجل بأبنائه وزوجته ووالدته خارجاً وعاد ليساعد جاره العالق بين الركام فانهارت البناية كاملة قبل أن يتمكن من لفظ الشهادة وأخرست الحوائط المتهالكة أنفاسه ومن كان معه واختفى بين الأنقاض وتعالت صيحات أبنائه وأهله وانتحبت والدته ألماً وهي ترى ابنها يموت في لحظة أمامها عاجزة عن معانقته ولمسه لآخر مرة! المشهد الثالث بعد ثواني من الزلزال: عروس ترتب ملابسها وتحزم أمتعتها فرحة بتحولها لمنزل الزوجية بعد يومين حيث حُدد يوم زفافها، وتتخيل نفسها بفستانها الابيض وسط حشد من الاهل والأصدقاء متباهية بجمالها بين الفتيات، سعيدة بفوزها بزوجها الذي يعمل في مدينة أخرى وسيأخذها معه ليبدأوا حياتهم الزوجية معتمدين فيها على أنفسهم خاصة وأنها ستبدأ وظيفتها الجديدة كمعلمة في مدرسة للمرحلة الابتدائية فعشقها للأطفال جعلها تهوى هذه المهنة كما أنها تُخطط أن تنجب 6 أطفال ليعيشوا حولها ويساندوها في كبرها وزوجها وترى احفادها وتشرف على تعليمهم بنفسها، في لحظة سقطت الخزانة على رأسها وسال دمها على فستانها الابيض ولم يمنحها الزلزال مجالاً لتكمل احلامها ولا تودع خطيبها للمرة الاخيرة! المشهد الرابع بعد ثوان من الزلزال: طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، بالكاد تَعرف على وجه والدته ووالده ويتمتم بكلمات بسيطة، لم يُسجل ذكرياته مع أخوته ولا أهله ولم يتلق التعليم بل لم تَضربه أمه لأنه لم يحصل على العلامة الكاملة في امتحانه، ولم يأخذه والده معه للمسجد ولا مقر عمله لصغر سنه، كان نائماً بسلام وأمان، أغمض عينه على صورة أمه وأفاق على حطام الجدران في الظلام الدامس ورائحة الاسمنت والغبار والأموات، ينادي بهلع وخوف على أمه ولا من مجيب، يبكي وترد عليه الاحجار المتفرقة بقعقعة ( صوت الحجارة) مخيفة، ومع كل حركة تنهال على جسمه الترف الأحجار التي دمرت بيته وكسّرت العابه وخطفت منه أسرته فبقي وحيداً، يتيماً، لا يعلم ان كان سيلحق بأهله المتوفين أم أن الحياة ستكتب له عمرا جديدا وهو يتيم! صور مؤلمة وقصص لا تعد ولا تحصى لضحايا زلزال سوريا وتركيا الأشد دماراً وفتكاً، آلاف الارواح زُهقت تحت الانقاض ومن لم يمت في لحظة دمار الزلزال فإن الخوف والألم الذي تسبب به قد ينهي حياته إلا من كتب الله لهم عمراً جديداً بعد هذا الدمار، فجأة اصبح الناس الآمنون في بيوتهم بلا مأوى ضاعت منهم ممتلكاتهم ودفنت أجمل ذكرياتهم وبقوا دون هوية ولا هواية همهم البحث عن بقايا اهلهم المتوفين ليكرموهم بدفنهم على الاقل، وحتى لحظة كتابة هذا المقال مازالت فرق البحث والإنقاذ تنتشل جثث ضحايا الزلزال وتستبشر خيراً لحظة العثور على أحياء من تحت الأنقاض شاهدوا الموت بأعينهم وعاشوا لحظات الرعب والهلع وسمعوا اصوات اقاربهم وهم يأنون لحين صمت موتهم، فبأي نفسية سيعيشون! وكيف سيكملون حياتهم بعد هذه الكارثة الكونية التي لا يمكن التكهن بها ولا مقاومتها ولا التصدي لها. لا نملك إلاّ الدعاء لضحايا الزلزال من الاحياء والترحم على الشهداء ومساعدتهم بما تجود به انفسنا عبر المنصات والجهات الرسمية للتبرع والمساعدات متمنين أن يتجاوزوا هذه المحنة التي ستظل في ذاكرتهم طوال ما هم على قيد الحياة وأن يتعظ الجميع فالزلازل إنذار من الله تعالى ففي لحظة يغير الله بها حالنا ويقبض أرواحنا فلا نعيم باق ولا ظلم يستمر! روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج - وهو القتل- حتى يكثر فيكم المال فيفيض) لنتفكر في هذا الحديث ونقارنه بواقعنا المؤلم!! اللهم تَقبل ضحايا الزلازل شهداء عندك واشف الجرحى وأجبر كل من فقد عزيزا وغاليا، وارض عنّا ولا تعاقبنا بما فَعل السفهاء منّا!
1281
| 12 فبراير 2023
هل فقدت رغبتك في الذهاب للعمل؟ هل فقدت الاستمتاع بالدراسة، الخروج مع الاصدقاء، السفر، التَسوق، المطاعم التي تُحبها وغيرها من الامور التي كنتَ تستمتع بها سابقاً؟! هل تشعر بأنك لم تعد تتحمل المسؤوليات ولا الواجبات العملية والاجتماعية وغيرها! هل فقدتَ طاقتك في التفكير والتخطيط لأهدافك ولم يَعد لديكَ الحماس للقيام بأية أنشطة!؟ إذاً أنت فقدتَ الشغف! الذي يُعرّف بأنه شعور بالحماس الشديد أو رغبة لا تُقاوم تجاه شخص، عمل، هواية، فكرة، مشروع وغيرها من الأمور، ويكون الشغف اهتماماً وتلهفاً تجاه تلك الأنشطة أو الأشخاص، تمنحهم كل اهتمامك وحماسك ويصبحوا محور الكون لديك. عادة ما يبدأ الشغف لدينا عندما نبدأ وظيفة في مكان جديد أو مشروع مهما كان نوعه، أو علاقة جديدة، زواج، صداقة وغيرها، فنعطي كل اهتمامنا ووقتنا لهذا الأمر، بل لا نبخل عليه بوقتنا وصحتنا وقد نؤجل كثير من الأمور الحياتية من أجل ذلك المشروع الشغوفين فيه، ويسيطر على أفكارنا ونحاول إيجاد كل الطرق الممكنة لتنفيذه والاستمتاع به، وقد يصل بنا الحماس إلى الاعتزال عن المجتمع من أجل تفريغ شحنات الشغف في تلك الوظيفة أو ذاك المشروع أو غيره، وقال برنارد شو عن الشغف ( الشغف الفكري، والشغف الرياضي وشغف الاستكشاف والاستجلاء أقوى ما يتواجد من الشغف) وعليه لابد من المحافظة على حياة الشغف في داخلك. جميل أن يملأك شعور الشغف تجاه أمور الحياة فهو يُلون أيامك ويجعل لكل لحظة في حياتك معنى، يجعل المرأة تطير كفراشة جميلة لتحقيق الاهداف ويُعيد القوة والشباب للرجال ويجعلكَ في تحدٍ يومي مع نفسك لتكون الافضل والأحسن وتشحن طاقتك وحماسك من إنجازاتك وإخفاقاتك، بل يظهر ببريق عينيك، ويجعلك إنسانا إيجابيا، كثير الحركة، تستمتع بكل الاماكن وتخلق قصصاً من كل موقف وتستفيد منه، تبحث عن الجديد، وترتب حياتك ووقتك بشكل افضل، وتمتلئ روحك بالأمل ولا يعرف اليأس طريقه إليك. وللاسف حولنا اشخاص فقدوا الشغف فانطفأت أرواحهم وظلوا أجسادًا تعيش دون استمتاع، تلاحظ ذلك في كثير من المؤسسات التي يُديرها مسؤولون لا يستحقون مناصبهم فيقتلون الشغف في الموظفين الناجحين ليحولوهم إلى مجرد آلات تنفذ قراراتهم الخاطئة فيتحول مقر العمل إلى مُعتقل يقتاد الموظف نفسه إليه كل يوم يعتليه الحزن واليأس، الوضع نفسه قد يكون مع زوجة مات شغفها تجاه الزوج والزواج من تَسّلطه وبروده وإهماله فتعيش فاقدة للحماس وللحب فتموت روحها من موت شغفها وقس على ذلك كثيرا من القصص والتجارب في الحياة! كلما شعرت بأن شمعة شغفك تنطفئ حاول المحافظة عليها ببذل مزيد من الإرادة والإصرار على الاستمتاع في الحياة التي منحنا الله اياها، مثلاً افعل شيئاً جديداً لم تكن مُعتاداً عليه كممارسة هواية، أو قراءة كُتب في تطوير الذات، الخضوع لدورات تدريبية تنمي مهاراتك، الاشتراك في ناد صحي وتغيير نمط الحياة، كسر الروتين بالسفر لمكان جديد واكتشاف جهات جديدة والتعامل مع شخصيات جديدة، تنظيم مواعيد النوم وأخذ مساحات كافية من الراحة، مصاحبة الإيجابيون والجلوس معهم لتغيير نمط التفكير والخروج من دائرة اليأس، لا بأس من البقاء مع نفسك لأيام ومراجعة حساباتك وإلغاء مسببات الالم واستعادة الشغف، والأهم أن تتصالح مع ذاتك وأن لا تلوم نفسك ولا تقارنها بالآخرين ولا تحسد وتحقد وتتحسر بل اشكر الله على نعمه التي مَنّ عليك بها وكُن ممتناً بكل ما هو حولك حتى تلك المصاعب التي مررت بها وكشفت لك حقيقة الامور فهي تجعلك اقوى وتعطيك الحكمة في المستقبل وتجعلكَ أكثر اتزانا وقدرة على الحُكم على البشر. المواقف! •حذر الكاتب الأمريكي مارك توين من موت الشغف فقال ( الأمر أشبه بأن ينتهي شغفك فجأة، أن يتساوى بنظرك كل شيء، كل شيء دون استثناء لن يصبح باستطاعتك سوى النوم ومراقبة ما يحدث دون ردة فعل تُذكر). •سيكون النجاح حليفنا والشغف رفيقنا إذا ما توكلنا على الله وآمنا بقضائه وقدره وعملنا بإخلاص على تحقيق أهدافنا مهما واجهتنا صعوبات!
1512
| 05 فبراير 2023
يبرر الغرب تصرفات بعض مواطنيه الاستفزازية تجاه المسلمين بحرية التعبير رغم أنه فعل مُشين ومُهين للإسلام ومستفز للإسلام، وموخراً تجرأ زعيم حزب الخط المتشدد الدانماركي بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم عاصمة السويد وسط حماية مُشددة من الشرطة السويدية وفي واقعة مماثلة حدثت في نفس الاسبوع في مدينة لاهاي في هولندا حيث مزق وحرق نسخة من القرآن الكريم زعيم جماعة «بيغيبها» المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا، مما أثار غضب الامة الإسلامية وانتفضت المظاهرات منددة بالعمل المشين والاستفزازي للمسلمين، وكان لتركيا رد قاس على هذا الفعل فقد صرح الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان أن السويد يجب ألا تتوقع دعم تركيا لملف عضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد حرق نسخة من القرآن الكريم أمام سفارتها في ستوكهولم، ودعا رئيس الشؤون الدينية أن تركيا سترفع دعاوى أمام المحاكم في 120 دولة لاتخاذ موقف ضد الاعتداءات على الإسلام ورموزه، كذلك طالب الأزهر الشريف الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة المنتجات الهولندية والسويدية لنصرة كتاب الله الكتّاب المقّدس للمسلمين، وقد أدانت العديد من الدول العربية هذا الفعل وسجّلت قطر موقفها وإدانتها تجاه التطاول على الدين الإسلامي وكتابه وطالبت الدول العربية باعتذار رسمي للإسلام والمسلمين تجاه هذه الأفعال التي تفضح الحقد الدفين والعنصرية لدى الغرب على المسلمين. وقد صرح رئيس الوزراء السويدي في حسابه على تويتر (حرية التعبير جزء اساسي من الديموقراطية ولكن ما هو قانوني ليس بالضروره أن يكون ملائماً) واعتبر حرق القرآن عملا مشينا وأعرب عن تعاطفه مع المسلمين، وكتب وزير الخارجية السويدي ( أن الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة وأضاف أن السويد لديها حرية تعبير بعيدة المدى لكن هذا لا يعني أن الحكومة أو أنا نفسي ندعم الآراء التي يتم التعبير عنها) ولكن للاسف لم تُدن تصريحات المسؤولين في السويد الفعل المهين للاسلام ولم تطالب بمعاقبة المتطاول على القرآن الكريم وفي النهاية تم تصنيفه كحرية تعبير، في الوقت الذي يتم إدانة المسلمين على أقل فعل قد يفعلونه بل وقد يُتهمون بجرائم لم يرتكبوها فدائماً المسلم أول المشتبه بهم في الجرائم، وكلنا يعرف حجم المهاجرين المسلمين في الدول الغربية والذين هم قوى عاملة ومؤثرة في تلك الدول وعندما يتم استفزازهم بهذه الطريقة وبشكل مستمر هل يتوقع الغرب خضوع المسلمين دائما وتحليهم بالصبر والحكمة! فالغيرة على الدين واحترام المقدسات الدينية أهم ما تعلمناه في الدين الإسلامي لذلك يحترم المسلمون كل المعتقدات الدينية التي نؤمن بها. المفارقة أن معظم الغرب اتهم قطر بالرجعية والعنصرية وانتهاك حقوق الانسان أثناء مونديال قطر 2022 لأنهم منعوا رفع علم الشواذ في الملاعب والأماكن العامة وشرب الخمور في الملاعب وكان ذلك بفرض قانون وليس بالإرهاب أو الاستفزاز، في الوقت الذي يكرر الغرب كل عام تقريباً خاصة في الدنمارك والسويد وفرنسا أفعالا مشينة واستفزازية في شخص الرسول الكريم وكتابنا المُقدس ودون أن يصدر قانون رادع لمثل هذه الانتهاكات المتكررة والتي تشحن المسلمين وقد تدفع بالبعض للقيام بردة فعل قاسية فيثور الغرب تجاه المسلمين ويزيد الكره للإسلام دين التسامح وينسون من المتسبب الأول وما الفعل الذي أتى أولاً! لابد أن تكون هناك وقفة إسلامية صارمة تجاه تلك الافعال ومطالبة الغرب بإصدار قوانين تُجّرم التطاول على الديانات والكتب السماوية حتى لا تعم الفوضى وينتشر الإرهاب فحرق القرآن صورة من صور الإرهاب وليس تعبيراً عن حرية الرأي ابداً! • نفخر بموقف قطر تجاه التطاول على الإسلام ورموزه وكتابه الكريم، ونؤيد كلمة السيد عيسى النصر عضو مجلس الشورى والتي حث فيها الدول العربية لاتخاذ مواقف صارمة ضد كل من يسيء للإسلام، وعدم الاكتفاء بالبيانات الدبلوماسية، ودعا إلى قطع العلاقات مع السويد أو أي دولة تهين الإسلام رداً على قبولها حرق القرآن الكريم وذلك في مداخلته في البرلمان العربي.
1071
| 29 يناير 2023
مساحة إعلانية
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...
1638
| 28 ديسمبر 2025
تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...
1089
| 26 ديسمبر 2025
-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...
1053
| 25 ديسمبر 2025
أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...
792
| 29 ديسمبر 2025
منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...
537
| 26 ديسمبر 2025
صنعت التاريخ واعتلت قمة المجد كأول محامية معتمدة...
492
| 26 ديسمبر 2025
كنت أقف عند إشارة المرور حين فُتح شباك...
492
| 31 ديسمبر 2025
أين المسؤول؟ سؤال يتصدر المشهد الإداري ويحرج الإدارة...
465
| 29 ديسمبر 2025
في الثاني والعشرين من ديسمبر كان حفل اكتمال...
441
| 25 ديسمبر 2025
شكّلت دار الإفتاء ركنًا أساسيًا في المجتمعات الإسلامية،...
411
| 28 ديسمبر 2025
من المؤكد أن اللغة العربية تُعدّ من أعرق...
408
| 25 ديسمبر 2025
شهدت الدوحة في ختام شهر ديسمبر ٢٠٢٥م فعاليات...
408
| 26 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل