رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إعلانات اليوم

سابقاً كانت تتفنن الشركات في صياغة إعلاناتها التجارية لإيصال منتجاتها للجمهور، خاصة وأن للإعلان دورا هاما في الترويج عن المنتج والإقبال عليه واقتنائه أو تجربته، كما أن التسويق علم منفرد يُدرس في الجامعات العالمية لما له من أهمية على المستهلكين لاسيما إن كان الأسلوب المستخدم صحيحا ومقدما بطريقة جذابة تلعب على نفسية المستهلك، ولا يمكن لأي شركة مهما وصل صيتها أن تستغني عن التسويق والإعلانات، لأن الشركات المنافسة والتي قد تكون أقل منها مستوى والمهتمة بالتسويق قد تتفوق عليها بسبب الإعلان، ولو استعرضنا تطور الإعلانات لوجدنا كيف كانت عبارة عن مشهد من فيلم أو مسلسل أو ربما مضحكة بالنسبة لوضعنا الحالي، والإعلان قد يكون على شكل فيديو أو صور أو ربما وجود شخصيات معينة تروج له، وفي عالم شبكات التواصل الاجتماعي نجد أن معظم الشركات تلجأ لبرامج الإنترنت للترويج فما أن تفتح برنامج إلا وتجد للإعلانات مكانا في الصفحات أو قبل مقاطع الفيديو مثلاً، ومؤخراً تم الاعتماد بشكل كبير على شخصيات مستخدمة لشبكات التواصل الاجتماعي (بلوقرز) وفي رواية أخرى (فاشنيستا) نظراً لتواجدهم على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف ولديهم جمهور متفاعل بشكل أسرع ربما من أي وسيلة إعلامية أخرى، وهذا ما دفع البعض إلى رفع أسعاره للإعلانات، فالبلوقر الذي سيقدم إعلانا لمتابعيه بغض النظر عن عددهم فهو سيقوم بالتأثير عليهم لتجربته للمنتج وسيستخدم هاتفه وخدمات الإنترنت الخاصة فيه كما أنه سيذهب للمكان المراد الإعلان عنه، فلا بد من مكافآته، ولو فكرنا بأنه سابقاً كانت الشركات والمؤسسات تقوم بدفع مبالغ خيالية لشركات الإنتاج لتصوير إعلان تلفزيوني ودفع مبالغ أخرى للحملات الإعلانية في الصحف والقنوات، فالمبدأ نفسه مع البلوقرز أو كما يسميهم البعض (مشاهير التواصل الاجتماعي)، أثبتت التجارب الحالية أن قدرة البلوقرز على التأثير على المستهلكين أكبر من الإعلان التلفزيوني فالبلوقرز يقومون بعرض رأيهم وتجربة المنتج أمام الجمهور وبإمكانهم رؤية المنتج عن قرب، والناس عادة تحب أن تسمع آراء الآخرين وتتأثر شريحة كبيرة بذلك فيقبلون على المنتج ويشترونه وربما يعجبهم أو لا يعجبهم فهنا ندخل في موضوع الإعجاب بالشيء وهو نسبي من شخص لشخص، ولكن البلروقر لم يجبر المتابعين على شراء المنتج ولكن رأيه دفعهم وهنا تأتي ثقافة المستهلك ومدى وعيه في احتياجه لهذا المنتج أم لا، فالبعض للأسف مهووس بالشراء ويمكن أن يطلب كل ما يعرض عليه سواء كان مناسباً ومحتاجاً له أم لا، والبعض يتأنى وربما يجرب المنتج عند أحد أصدقائه قبل شرائه لتحديد احتياجه وإعجابه به أم لا، خاصة أنه ليس كل ما يتم الإعلان عنه يكون بجودة عالية أو منتجا مفيدا للجميع وبعض البلوقرز لا يهمهم جودة المنتج فهم في النهاية يقدمون إعلانا مدفوعا وربما لن يستخدموا المنتج أو لن يعودوا للمطعم ذاته بعد ذلك فمهمتهم تقديم إعلان وكفى. على المستهلك أن يكون أكثر وعياً أثناء تعرضه للإعلان بحيث لا يتأثر بشكل أعمى ويميز بين ما يحتاجه ويعجبه وبين ما يعرضه المعلنون ولا يقتني ما يُعرض فقط لمجرد التقليد فكثير من المنتجات لا تتناسب معه ولا يحتاجها ولكن تأثير الاعلان دفعه لشراء المنتج.

495

| 01 ديسمبر 2024

القوة الناعمة للمرأة

عُقِدَ في العاصمة الروسية موسكو المنتدى الدولي الثالث «المرأة الألفية الثالثة» تحت رعاية السيدة إلفيا اميروفا رئيسة الاتحاد النسائي الدولي - لمنتدى امرأة الألفية الثالثة، وتَضمَّن جلسات نقاشية للعديد من المشاركات من جنسيات مختلفة، منها الحركة النسائية والعالم الحديث، القوة الناعمة للدبلوماسية، الشراكة الدولية للمجتمع النسائي في تنفيذ المبادرات في إطار جمعيات التكامل العالمي والإقليمي، كما ناقش الحضور عصر التغيير في عالم متعدد الأقطاب، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعاون مع المجتمعات المهنية، وعلى هامش المنتدى أُقيم معرض «على يد امرأة» حيث عرضت النساء الروسيات منتجاتهن ومشاريعهن الصغيرة والتي تنوعت بين صناعة المجوهرات اليدوية، قطع الصوف، الأشغال اليدوية والإكسسوارات، حقائب جلد ومنتجات غذائية، حلويات وأنواع الشاي المحلي وغيره، كما صاحب المنتدى معرض للصور تم التقاط الصور من النساء في السلك الدبلوماسي، وتم توزيع جوائز لأفضل صورة لمسابقة التصوير الدولي تحت عنوان الأم والأطفال بالأزياء الوطنية، حَضَر المنتدى العديد من نساء الأعمال والأعلام وشخصيات رائدة في مجالات متنوعة مثل الطب والهندسة والتصميم والتجميل والعقارات وغيرها، وتم طرح أوراق عمل متنوعة حسب التخصصات والخبرات. وقد شاركتُ في كلمة الافتتاح التي تضمنت تجربة قطر في تمكين المرأة في كل المجالات حيث تتمتع المرأة بمكانة خاصة في المجتمع ولها دور بارز في مختلف المجالات منها: التعليم، العمل، المشاركة السياسية، الصحة، القوانين وحقوق المرأة، التشريعات والقوانين، المبادرات (المؤسسات الاجتماعية) والمبادرات الدولية، كما تَطّرقتُ للتحديات التي تواجهها المرأة حول العالم، ودور شبكات التواصل الاجتماعي في إيصال صوت المرأة ونشر التوعية حول قضاياها وحقوقها. أمّا ورقة العمل التي طَرحتها فتناولت موضوع القوة الدبلوماسية الناعمة للمرأة وعرضتُ عرضاً توضيحياً عرّفتُ فيه معنى القوة الناعمة أو الـ (Soft Power) حيث يشير إلى القدرة على التأثير في الآخرين من خلال الجاذبية والثقافة والقيم بدلاً من استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية، وتشير الدبلوماسية الناعمة للمرأة إلى كيفية استخدام النساء لمهاراتهن ومواردهن في تعزيز السلام، والمساهمة في حل النزاعات وتعزيز التفاهم المتبادل، وتَطرقتُ إلى مواقع الدبلوماسية الناعمة للمرأة خاصة وأنها تمثل جانباً مهماً في بناء عالم أكثر سلاماً وتعاوناً، وتعكس الصوت النسائي في الشؤون الدولية، وعرضتُ بعض الشخصيات العالمية التي كان لها دور بارز في القوة الناعمة، وتناولتُ في ورقة العمل أيضاً تعزيز القوة الناعمة الدبلوماسية للمرأة في شتى المجالات مثل المفاوضات، التعليم، المطالبة بحقوقها، وسائل التواصل الاجتماعي. تضمنت ورقة العمل القوة الدبلوماسية الناعمة للمرأة في قطر، وتعرضّتُ لتجربة المرأة القطرية بدءا من كونها أما ومربية في البيت إلى تقلُّدها المناصب العليا في البلد، وعرضت بعض الشخصيات القطرية المؤثرة والملهمة وذات الريادة. ورغم كل النجاحات التي تقدمها النساء حول العالم إلا أن التحديات ما زالت قائمة مثل التمييز القائم على الجنس والعنف ضد النساء لاسيما النساء في مناطق الحرب مثل فلسطين ولبنان والسودان وغيرها من المناطق المتنازع عليها حيث تكون المرأة الحلقة الأضعف وتُحرم من حقوقها. وختمتُ الورقة بوصية للمرأة بأن تتحدى الصعاب لتشارك في تنمية المجتمع فهي تستطيع إحداث تغيير مجتمعي وعالمي طالما أنها قادرة على التغيير في البيت، وذلك لن يكون إلا بالتسلح بالعلم والمعرفة وعدم الاستسلام. كانت فرصة مثمرة المشاركة في المنتدى الدولي الثالث «المرأة الألفية الثالثة» حيث تبادلنا الخبرات مع سيدات الأعمال في روسيا، وعرضنا التجربة القطرية الناجحة لتمكين المرأة.

1074

| 24 نوفمبر 2024

المسافة الآمنة

في كل مرحلة عمرية يتعلم الإنسان مبادئ وعادات جديدة، ربما يجاهد نفسه ليتعود عليها أو يجد نفسه مجبولا عليها بناء على تراكمات التجارب التي مر بها والتي حتماً تُشكل ملامح شخصيته الجديدة في تلك المرحلة، يولد الإنسان على العفوية والطبيعية في التعامل، وتُشكل تربية الأهل شخصيته الطفولية ويتم غرس القيم والعادات فيها بناء على وجهة نظر وتوجهات الأسرة، وكلما تَقّدم الإنسان في عمره ودخل مرحلة جديدة أضاف سلوكيات وعادات جديدة لشخصيّته، وبالتأكيد ليست كل التجارب التي يمر بها سعيدة بل مع الأيام يكتشف شخصيات أنانية، غير سوية، تحمل بداخلها شراً يؤذي العالم، فالعالم مليء بكل أنواع الشخصيات البعض منهم يسعى للخير ويمتاز بالطيبة، ويراعي الله في تعاملاته والبعض الآخر على العكس تماماً، فنجده يتفنن في أذية الناس وربما أقربائه أو اصدقائه ولا يحفظ العلاقات الاجتماعية التي تربطه بهم، ناهيك عن أولئك المنافقين الذين يأتونك بوجه محب، ويدّعون خوفهم عليك وفي الخفاء يسيئون لسمعتك وتحزنهم سعادتك، ويبحثون عن عثراتك ليضحكوا عليها، ويتمنون زوال الخير عنك، وحمداً لله أن الأرزاق بيد الله لأن هؤلاء المرضى سيمنعون عنك الرزق بكل أشكاله لو كانت لديهم القدرة! ومع انتشار منصات التواصل الاجتماعي زاد الحسد وذلك لانفتاح الناس على حياة بعض، فمن مميزات تلك المنصات مشاركة التفاصيل اليومية مع الأصدقاء ورغم أنها ميزة إلاّ أنها تنقلب إلى سيئة لأن فضول البعض يجعلهم يراقبون ويحسدون الآخرين على يومياتهم وسفراتهم وطريقة حياتهم، بل يحسدونهم على هدوئهم وربما كوب القهوة الذي يحرصون على تناوله، لذلك عزَف البعض عن مشاركة يومياته لكثرة المواقف السيئة التي واجهته والتي يعتقد أنها من الحسد وعيون الناس مما أثر على تعاملاته مع الناس لأنه أصبح حساسا لكل تعليق ولكل كلمة ترد من متابعينه، وهنا ندخل في موضوع آخر ذي صلة وهو الهوس في تدوين التعليقات والتنمر على ما ينشره الناس في المنصات، فطالما أن المتابع غير مستمتع بالمحتوى فيمكنه إلغاء المتابعة أو عدم التعّرض للمنشور عوضاً عن التنمر على الشخص وتدوين تعليقات مُسيئة تصل للسب والقذف أحياناً، ففي رأيي أن من يدون تلك التعليمات المسيئة يعاني من نقص ويفرغّه في تلك التصرفات لجذب الانتباه ! تعلمت من العلاقات الاجتماعيّة التي مررت بها، أن تخصيص مسافة آمنة بيني وبين الناس أمر مريح جداً، ويحافظ على الخصوصية التي يهوى البعض اختراقها بفضوله، بل البعض لابد وأن نضع له حدا، لأنه لم يستوعب تلك الخصوصية فيطرح أسئلة تفصيلية ودون خجل عن حياتنا رغم أننا لا نسأله عن أي أمر خاص، بل يسعى لإخفاء تحركاته وأموره لكن فضوله يحركه لمعرفة أخبار الآخرين، ومثل هذه النماذج مزعجة جداً وتتمنى لو نتخلص منها للأبد! الحياة رحلة فيها المتعة وفيها التحديات والصعوبات، وبعض البشر في حياتنا يجعلونها هيّنة ومريحة، والبعض الآخر يجعلونك تكره اللحظة التي جمعتكَ بهم، لذلك ضع حدودا لكل من يحاول التلصص على حياتك، وحط نفسك بسدٍ منيع، فالقلوب متغيرة ومن يهواك اليوم قد يكون عدوك غداً فلا تأمن له! لا تأتي بفعل على الآخرين وأنت لا تقبله على نفسك، فالناس ايضاً لديها أحاسيس ومشاعر ومحبون وأهل، فكن مهذباً في تعليقاتك وتجنب الفضول والتنمر والعبارات المسيئة التي تكشف عن خلل في أخلاقك ونقص في شخصيتك!

381

| 17 نوفمبر 2024

الخامس من نوفمبر

في خطوة تاريخية تعكس روح المشاركة الشعبية في دولة قطر، شهد يوم الثلاثاء، 5 نوفمبر، استفتاءً تاريخياً شارك فيه المواطنون القطريون للتصويت على تعديلات بعض المواد في الدستور، وذلك بعد دعوة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة ال 53 لمجلس الشورى في الخامس عشر من أكتوبر لعام 2024، حيث أعلن صاحب السمو عن مشروع التعديلات الدستورية والتشريعية التي تحقق المصلحة العليا للدولة، وتعزز من قيم العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع القطري، حيث وجه صاحب السمو إلى العودة إلى نظام تعيين أعضاء مجلس الشورى، وأوضح صاحب السمو أن الغاية من هذه التعديلات الدستورية والتشريعية الحرص على وحدة الشعب من جهة، والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من جهة أخرى، كما أشار صاحب السمو في خطابه أن الوحدة الوطنية هي مصدر قوتنا كقطريين بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، في مواجهة كل التحديات التي مرت بها قطر، ولذلك تتم مراجعة التجارب بحيث تكون الوحدة والتماسك الوطني فوق كل اعتبار، كما دعا صاحب السمو في نهاية خطابه المُوقّر المواطنين والمواطنات للمشاركة في الاستفتاء الشعبي بعد مناقشة التعديلات الدستورية، وفعلاً تم تحديد يوم الخامس من نوفمبر 2024، ذلك التاريخ الذي سيُحفر في ذاكرة الأجيال، حيث لبى المواطن القطري دعوة صاحب السمو للاستفتاء، وتوافد المواطنون والمواطنات على مقار الاستفتاء التي انتشرت في معظم المجمعات التجارية والأندية وغيرها، كما توفر التصويت عبر موقع مطراش أو عبر المرور بالسيارة، وتمت عملية الاستفتاء بشكل سهل وسلس ودون ازدحام ولم تستغرق أكثر من دقيقة، وهنا أود الإشادة بوازرة الداخلية وعلى رأسها سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وزير الداخلية الذي أشرف على إجراءات عملية الاستفتاء وظهرت بهذا الشكل المنظم، المتطور تكنولوجياً، والذي يضمن النزاهة والمصداقية في النتائج، كما عملت اللجنة المشرفة على الاستفتاء بشكل مهني بحيث أعلنت النتائج قبل منتصف الليل والتي كشفت عن عدد المشاركين في الاستفتاء العام 84%، ونسبة الاصوات الموافقة من الأصوات الصحيحة 90.6%، نسبة الأصوات غير الموافقة 9.2%، و1.8 % نسبة الأصوات غير الصحيحة، وبذلك تكون النسبة العظمى موافقة على التعديلات الدستورية والتشريعية، مما يعكس وعي المواطنين بحقوقهم وأهمية مشاركتهم، وفي اليوم التالي صادق صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، على التعديلات الدستورية لسنة 2024 على الدستور الدائم لدولة قطر. أبرز الاستفتاء أهمية المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات المصيرية التي تؤثر على مستقبل الوطن، لاسيما وأن التعديلات الدستورية تهدف إلى تعزيز مبدأ العدل وسيادة القانون وتسعى للمحافظة على تطلعات المواطنين في العيش في مجتمع متماسك قوي دون انقسامات طبقية، مما يزيد من لُحمة أفراد المجتمع مع قيادتهم. وللتعديلات الدستورية أهمية في قطر فهي تعزز مفهوم الشراكة بين الحكومة والمواطنين، حيث يتمتع المواطنون بفرصة أكبر للإدلاء بآرائهم والمشاركة في صياغة السياسات التي تؤثر على حياتهم اليومية، كما تساهم التعديلات في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، إذ إن تعزيز المشاركة الشعبية يجعل من الممكن معالجة القضايا بطرق أكثر توافقية وفعالية. ومن الجدير بالذكر أن هذه التعديلات تأتي أيضًا في سياق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز روح المواطنة، إن إشراك المواطنين في مثل هذه القرارات يعكس التزام القيادة بتطوير المجتمع وتحقيق تطلعات أفراده. كما أن الانعكاسات الاجتماعية للتعديلات إيجابية، فزيادة الوعي والمشاركة السياسية تساهم في خلق مجتمع أكثر انخراطاً ووعياً بقضاياه، علاوة على ذلك، فإن تعزيز الحقوق والحريات يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة الحياة، حيث يشعر المواطنون بأنهم جزء من الوطن ولهم دور فعال في تشكيل مستقبله. استفتاء 5 نوفمبر يعد علامة فارقة في تاريخ قطر، وهو ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو رمز للتغيير الإيجابي والمشاركة الفاعلة للمواطنين، إن انخراط القطريين في مناقشة مستقبلهم عبر تلك التعديلات يعكس تطلعاتهم وأملهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك. • أثبت وسم «لبيه سمو الأمير» الذي تَصدر منصة x مدى التفاف المجتمع القطري حول قيادته، وإيمانهم بحكمة قرارات الحكومة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، كما عبّر عن رضا المواطنين من إشراكهم في رسم ملامح الدستور بما يخدم مواطنتهم ومستقبل الأجيال. • في كل ظرف وطني تَمر به قطر، نحمد الله على النعم العظيمة التي نتمتع بها وعلى رأسها القيادة الحكيمة والرشيدة التي يتمتع بها قائدنا سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، الذي يأخذنا وبلادنا لمحطة جديدة من الأمان والسلام.

585

| 10 نوفمبر 2024

اللغة الأم

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، افتتاح مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة تحت عنوان «الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة»، وأكدت صاحبة السمو في كلمة الافتتاح أن «هناك ثمة تحدياً آخر يواجهنا كعرب يتمثل في الدفاع عن مكانة اللغة الأم في حياتنا ووجداننا ومناهجنا التعليمية، فاللغة العربية جوهر هويتنا والحامل الحضاري لتاريخنا وقيمنا وحكمة أسلافنا وخصوصياتنا الثقافية، ولا يعني الاعتزاز باللغة العربية تعصباً يمنعنا من تعلم لغات أخرى تعمق معارفنا ولكن القول الفصل ألا تأخذنا اللغة التي نتعلمها بعيداً عن لغتنا الأم». وأوضحت قائلة: «وبكلمات أخرى، يجب ألا تزعزع اللغات الأخرى مكانة لغتنا وتحل محلها. ولا يسرني ما لاحظته عندما شاهدت وسمعت شبابا عربا، من الجنسين، يستخدمون اللغة الإنجليزية في التواصل اليومي ويدعون، بلا حياء، أنهم بهذه اللغة يعبرون عن أنفسهم بشكل أفضل مما يفعلون بلغتهم العربية، ولعل أخطر ما يمكن أن تتعرض له اللغة العربية أن يهجرها أبناؤها وهم في بيئتهم الثقافية». ونبهت صاحبة السمو إلى أن «اللغة العربية هي نحن»، وبدونها نغدو هجينا بلا هوية، وهذا هو التحدي الثالث، لأن اللغة هي الوعاء الذي تتشكل فيه ثقافتنا، وبالاثنتين معا، اللغة والثقافة، تصاغ هويتنا. لذا لا خيار أمامنا لحماية كياننا الوجودي سوى حماية لغتنا العربية والاعتزاز بها، وصيانة ثقافتنا من الهجوم الكاسح للثقافات الأجنبية، فاللغة العربية هي كل ما تبقى لنا كعرب في الدفاع عن هويتنا ووجودنا القومي، بعد أن اختفت أو تراجعت العناصر الوجودية الأخرى وهمشت المرجعيات القيمية». واللغة العربية من أهم اللغات في العالم، إذ تُمثل جزءًا حيويًا من الهوية الثقافية والتاريخية للأمة العربية، وتعكس اللغة غنى التراث العربي من أدب وشعر وفنون، وهي وسيلة للتواصل بين الشعوب الناطقة بها، ويعتبر تعليم الجيل الجديد اللغة العربية ليس مجرد ضرورة أكاديمية، بل هو واجب ثقافي يعزز الانتماء ويكرس الهوية، كما تساعد اللغة العربية في بناء شخصية الطفل، إذ تسهم في تطوير مهارات التفكير النقدى والتعبير عن الذات، كما أن إلمام الشباب باللغة العربية يعزز الفهم العميق لتراثهم الثقافي والتاريخي، مما يسهم في تقوية الروابط الاجتماعية والشعور بالانتماء. علاوة على ذلك، تعد اللغة العربية مفتاحًا لفهم القضايا الراهنة، فمع تصاعد العولمة، يصبح من المهم الحفاظ على لغة الضاد كوسيلة لحماية الهوية والثقافة، لذا، يُنصح بأن تُخصص الجهود والموارد لتعزيز تعليم اللغة العربية، سواء في المناهج الدراسية أو في الأنشطة المجتمعية، انطلاقًا من أهمية الدور الذي تلعبه في تشكيل الهوية العربية واحتفاظها بقيمها وتراثها. تعتبر اللغة العربية من أهم العناصر التي تسهم في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية، فهي وسيلة التعبير عن الثقافة، فاللغة العربية تحمل في طياتها تراثًا ثقافيًا عريقًا يتضمن الأدب والفنون والعادات والتقاليد، مما يساعد في نقل الهوية الثقافية للأجيال الجديدة، واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، هذا يجعل من تعلمها وقراءتها جزءًا أساسيًا من العبادة والهوية الإسلامية، تاريخياً، كانت اللغة العربية لغة العلم والمعرفة، حيث ساهم العلماء العرب في مجالات متعددة مثل الرياضيات والطب والفلسفة. وعليه لابد من المحافظة على اللغة العربية من التشويه والإهمال، فالأجيال الجديدة ابتعدت كثيراً عن اللغة ويؤسفني عندما أسمع أما قطرية تتحدث مع أطفالها في الأماكن العامة باللغة الإنجليزية فهي بذلك تساهم في طمس اللغة العربية وتُبعد أبناءها عن هويتهم العربية، فدور الأهل مهم جداً في المحافظة على الإرث اللغوي العربي، والطفل بإمكانه تعلم لغات عدة في صغره مع المحافظة على لغته الأم وهذا ما يجب أن تحرص عليه العائلات العربية. • إن لم نحترم هويتنا العربية لن نجد الاحترام من الشعوب الأخرى المتمسكة بلغتها وثقافتها وعاداتها وإن كانت متعددة الثقافات واللغات.

576

| 03 نوفمبر 2024

شهر التوعية

يُخصص شهر أكتوبر للتوعية من مرض سرطان الثدي في كل أنحاء العالم، وينتشر اللون الوردي في معظم المستشفيات والأماكن العامة، وتسعى الجهات الصحية في كل بلد إلى إطلاق حملات خاصة ومكثفة للتوعية بسرطان الثدي لتشجيع المرأة على الفحص المبكر لتحاشي الإصابة بالمرض، وأخذ الاحتياطات اللازمة ومعرفة العلاج في حالة الإصابة به. كما أن التوعية مستمرة دائماً بمرض السرطان بشكل عام لاسيما الأمعاء والتي ركزت عليها مؤسسة حمد الطبية خلال الفترة الماضية بالإضافة للتوعية بسرطان الثدي، وذلك بتوزيع كتيبات تشرح كيفية الكشف عن المرض وأعراضه وطريقة أكتشافه، وتأخذ التوعية أشكالاً متعددة مثل إنتاج برامج متخصصة إذاعية وتلفزيونية وتقارير صحفية، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات والنقاشات المفتوحة مع الأطباء والمتخصصين أو شخصيات عامة أصيبت بالمرض أو شخصيات إعلامية داعمة للحملات الوطنية، وتوعية الطلبة في المدارس والجامعات من الأمور الضرورية أيضاً، حيث بإمكانهم توعية كبار السن في عائلاتهم، ولينشئوا على ثقافة صحية تجعلهم واعين لأي تغيير يحدث في أجسامهم وبالتالي الفحص وعمل اللازم. البعض يعتقد أن مرض السرطان مرض قاتل، وأنه ميت لا محالة مجرد أن يصاب به، إلا أن أسباب الموت كثيرة وأحياناً لا يكون هناك سبب أصلاً فموضوع الموت بيد الله تعالى ولا يمكن توقعه، ولكن الأعمال في علاج المرض يؤدي للموت لا محالة، فلا يجب أن نؤدي بأنفسنا للتهلكة فمتى شعر الإنسان بأعراض غربية في جسمه أو عانى من تعب ما، يجب أن يبادر بعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامته، أما إذا كان حاملاً للمرض فعليه الخضوع للعلاج بشكل سريع وعدم التباطؤ فيه حتى لا يزيد المرض وتسوء الحالة، والأهم من ذلك الهدوء النفسي الذي يجب أن يتحلى به المريض، والابتعاد عن القلق والتوتر وأخذ العلاجات في أوقاتها والتقييد بنظام غذائي ونمط حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية والتعرض لنماذج إيجابية أصيبت بالمرض وشفيت منه أو ما زالت تتعالج منه للاقتداء بها، وربما حضور جلسات تنشط التفكير الإيجابي وتنمي الذات وتسهل التعامل مع المرض والأهم ممارسة الحياة بشكل اعتيادي والمشاركة المجتمعية والابتعاد عن الانطواء والوحدة. البعض يتحاشى الطبيب والفحوصات وان عانى من بعض الآلام والبعض قد يكون معرضا للمرض بحكم الوراثة فيتجنب الفحوصات وفي نظره أن لا يعلم أفضل من أن يعلم ويدخل في دائرة العلاج نظراً لأنه شهد على علاج أهله، وهذا خطأ كبير فيفترض أن يقوم بالفحص الدوري لضمان سلامته ولتلقي العلاج بأسرع وقت ممكن والسيطرة على المرض في حال إصابته به لا سمح الله. * نحن نتحمل مسؤولية صحتنا، وبما أن الجهات الصحية تقوم بالحملات التوعوية والدولة توفر العلاجات اللازمة سواء داخل الدولة او خارجها فكل ما علينا المحافظة على صحتنا والابتعاد عن مسببات هذه الأمراض والوقاية منها بالفحوصات المبكرة للسيطرة عليها في حال الإصابة بها. *تحية للجمعية القطرية للسرطان على الجهود التي تبذلها لتذليل الصعوبات التي تواجه مرضى السرطان والمساعدات التي تقدمها لهم. • مشاركة تجربة المرض وتفاصيلها مع الآخرين تخفف من الألم، وتعزز الإيمان بالله والثقة وتجعل المريض يشعر بالارتياح وفي الوقت نفسه يتم توعية باقي النساء لذلك نأمل من الناجيات من المرض مشاركة تجاربهن مع رحلة العلاج وعدم الخجل من المرض.

1512

| 27 أكتوبر 2024

فرسان الحقيقة

دور فرسان الحقيقة وأهمية حمايتهم من الاستهداف في الحروب كان المحور الرئيسي في المؤتمر التاسع عشر والذي ينظمه مركز الإعلاميات العربيات في العاصمة الأردنية عمّان، حيث افتُتح المؤتمر الأسبوع الماضي تحت رعاية الأميرة بسمة بنت طلال الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات والتي أكدت من خلال كلمة الافتتاح على أهمية الإعلام في إيصال المعلومات ومسؤولية العاملين فيه ودورهم في كشف الحقيقة خاصة المراسلين الذين يعملون في مناطق الحرب كغزة في فلسطين ولبنان وجرمت استهدافهم من العدو الغاشم حتى لا تصل الصورة كاملة والحقيقة عما يدور في غزة ولبنان من إبادة جماعية دون إنسانية، وعُقدت جلسات حوارية عدة قدمت فيها الإعلاميات المشاركات والإعلاميون ورقات عمل متنوعة تناولت المواثيق الدولية وحقوق وحرية الصحفيين في مناطق النزاع، التحديات المعاصرة في الحملات الإعلامية، وكان للغة العربية نصيب في الجلسات حيث ناقشت المشاركات تأثير اللغة العربية وأهميتها على وعي الشباب في نقل الحدث، واستمع الحضور إلى شهادات مراسلي فلسطين ومعاناتهم مع العدو وعدم احترام الاحتلال لمهنيتهم الصحفية وتعمد استهدافهم وعائلاتهم رغم المواثيق الدولية بحفظ حقوق الصحفي إلا أن ذلك غير مُطبق في فلسطين للأسف. وللإعلام الرقمي نصيب فتم مناقشة دوره في إيجاد حلول للمنطقة العربية في المستقبل، ودور الإعلام في قضايا الإصلاح السياسي في العالم العربي، وفي محور استخدام الإعلام في الترويج للإشاعات والتقارير المفبركة قدمتُ ورقة عمل تناولت فيها تأثير الإشاعات والتقارير المفبركة على توجهات الرأي العام، شرحتُ فيها مفهوم الإشاعات وطريقة صنع التقارير المفبركة ودور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الإشاعة ومدى تأثيرها على الرأي العام وقدمت أمثلة لتأثير الإشاعات على الانتخابات في أكثر من دولة، واقترحتُ إستراتيجية للتصدي للإشاعات ودور الإعلاميين وصانعي المحتوى في توعية الجمهور للتصدي للإشاعات وطرق التحقق من المعلومات والأخبار وذلك بتعزيز الوعي الإعلامي لدى الكبار والشباب والأطفال. وقدمت المشاركات ورقات عمل قيّمة بالمعلومات والبحث في مختلف المحاور التي ناقشها المؤتمر، وأتاحت الجلسات النقاشية المجال للحضور بتبادل الآراء والخبرات وبالتعرف على تجارب جديدة خاصة وأن المشاركات يحضرن من كافة البلدان العربية وبالتأكيد أن لكل بلد عربي خصوصيته المجتمعية والثقافية والتوجهات الإعلامية، وهذا ما يتفق ورؤية مركز الإعلاميات العربيات الذي تأسس منذ خمسة وعشرين عاماً على يد الأستاذة الإعلامية محاسن الإمام التي سعت أن يكون المركز مظلة للإعلاميات العربيات في بلدانهن، وبدأت مسيرتها الإعلامية منذ 35 عاماً كصحفية ومن ثم رئيسة تحرير وعضو في مجلس نقابة الصحفيين وحصلت على جوائز عدة وتم تكريمها في محافل إعلامية عديدة، وتترأس فريقاً متميزاً من النساء القياديات في المركز واللاتي يعملن وفق رؤيتها في خلق مشهد إعلامي لتكون النساء قائدات ومبتكرات ولسنَ فقط مشاركات، ويرتكز المركز على قيم ثابتة هي النزاهة والشمولية والتنوع والابتكار والتميز، ويقدم المركز عدة نشاطات منها برامج التدريب وحملات كسب التأييد، البحوث والدراسات، المؤتمرات السنوية، إنتاج الأفلام الوثائقية، ولتحقيق كل ذلك النجاح لابد من شركاء يدعمون المركز ليواصل مسيرته وعطاءه ويكون حضناً للإعلاميات العربيات ومتنفساً لهموهن الإعلامية. وأوصى المؤتمر بالعمل على تكثيف تدريب الإعلاميين والإعلاميات على السلامة المهنية، تطوير وتمكين المهارات الإعلامية في كيفية استثمار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتطوير المحتوى الإعلامي، إعداد حملات إعلامية رقمية لصالح القضية الفلسطينية، توثيق السردية الفلسطينية خلال الحرب خاصة بما يتعلق بالنساء والإعلاميات في مناطق النزاع، إنشاء منصة إعلامية مشتركة تضم منسقات مركز الإعلاميات العربيات بهدف تبادل الخبرات والمعلومات، إنتاج دليل للمصطلحات الخاصة بالجندر والأدوات الرقمية، إصدار تقرير عربي يُعلن عنه في اليوم العالمي للصحافة يرصد الانتهاكات التي تتعرض لها الإعلاميات بأكثر من لغة، حث المؤسسات التربوية على إعداد مقرر التربية الإعلامية وصحافة المواطن لمواجهة الإشاعات والتمييز على أساس الجنس وخطاب الكراهية، ودعا المؤتمر وزراء الإعلام العرب بضرورة عقد اجتماع طارئ يبحث الاعتداءات التي يتعرض لها الإعلاميون والإعلاميات في مناطق النزاع، ونأمل أن يتحقق ذلك خاصة وأنه خلال عام تم استهداف أكثر من 173 صحفياً وصحفية ناهيك عن عدم ضمان أمان عائلاتهم!

648

| 20 أكتوبر 2024

العام الأسود

مضى عام على انتفاضة الأقصى والتي استبشرنا بها خيراً وتأملنا أن تكون بداية تحرير فلسطين المحتلة من العدو الغاشم، ولكن بعد عدة انتصارات بدأت إسرائيل بحرب ضروس على غزة استمرت عاماً، استشهد فيها آلاف الفلسطينيين من الرجال والنساء الحوامل والأطفال، ومُحيت عائلات كاملة من سجلات الأحياء، وتزايد عدد الأيتام، وسُرقت الطفولة لمن بقي حياً يعاني من حالات الهلع والخوف ويبكي فقدان عائلته وأصدقائه، ويبحث عن لقمة عيش أو قطرة ماء تسد عطشه في وقت كان يجب أن يتمتع بطفولته ويذهب لمدرسته ليتعلم ويلعب مع أقرانه، لكن للأسف لم يتبق أصدقاء ولا مدارس ولا دراسة ولا لعب ولا صحة فلم يتبق إلا ذكريات متناثرة كالبيوت التي هُدت واستوت مع الأرض ودفنت معها بعض أصحابها وذكرياتهم! عام ونحنُ نتألم لوجع غزة، ونلهث بالدعاء لهم، وتمتلئ عيوننا بالدموع ونحن نشاهد استهداف الصحفيين والإعلاميين الذين كانوا ينقلون لنا الحقيقة، ونتابع جثث الأطفال وبقايا أشلاء الضحايا واستنجاد من هم تحت الأنقاض الذين يحلمون بالحياة ولا يعلمون أن الموت أشرف لهم، لم يتبق مستشفيات ولا طواقم طبية، ومات المرضى لعدم توفر الأدوية خاصة أولئك الذين يعيشون على الأجهزة الطبية، وافترش الجرحى الأرض وتم علاجهم بأقل الإمكانيات وبدون مخدر يهون ألمهم، مأساة مستمرة بشكل يومي منذ عام، تفشت الأوبئة بين أهالي غزة، وتهافت الناس على قطعة خبز، في الوقت الذي فَسدت بعض المواد الغذائية على الحدود ولم تجد لها طريقاً للوصول، فمئات الأطنان من المساعدات الخليجية والعربية حبيسة الحاويات لعدم سماح العدو الإسرائيلي بوصولها لأهالي غزة، وفي الوقت الذي كنّا نتطلع لهدنة أو إيقاف الحرب على غزة بدأ العدو المستبد ضرباته على لبنان واستهدف قياديين عدة في لبنان، ولم يكتفِ بذلك بل بدأ بقصف الضواحي الجنوبية في بيروت بشكل يومي، وأصبح الليل رعُباً على أطفال لبنان، وتعالت صرخات نساء لبنان وكأنها تواسي صرخات نساء غزة ونحنُ نعتصرُ ألماً لكل تلك المشاهد الفاجعة وللأسف لا حل يلوح في الأفق، بل على العكس الحرب في استمرار وبشكل أعنف من كل الحروب الماضية، وكأن وحشاً استيقظ وأبى إلا أن يُدمر العالم ويسحق الإنسانية ويملأ الأرض بدماء الأبرياء. عام من الإبادة الجماعية في فلسطين ولبنان وبعض المدن السورية، وبعض الدول العربية والغربية تستنكر وتطالب بإيقاف الحرب ووقف إطلاق النار حفاظاً على الإنسانية، في حين بعض الدول الداعمة لإسرائيل تدعمها وتؤيد المجازر وتعتبرها دفاعاً عن حقوق إسرائيل التي في المقام الأول هي المغتصبة للأراضي الفلسطينية وليس لها حق في كل ما تقوم به، ورغم مطالبات الدول العربية للسلام في المنطقة إلا أن إسرائيل لا تسعى للسلام أبداً ويظهر ذلك في سياستها وحربها على فلسطين ولبنان، ماذا بعد هذا العام من الحرب العنيفة! هل سيسجل التاريخ سلاماً للمنطقة أم أنها ستسجل حرباً عالمية ثالثة سنشهد عليها، وسنتابع موت الأبرياء دون ذنب، وسيختفي جيلاً من الأطفال والآباء والأمهات ولن تكون لهم حتى ذكرى! لا نملك إلا الدعاء لأهالي فلسطين ولبنان وكل الدول المتضررة من العدوان الإسرائيلي، ونأمل أن تُحقن الدماء وأن تعيش الشعوب بسلام وأمان وبحياة طبيعية دون دوي الانفجارات وصوت القذائف وصفارات الإنذار!

339

| 13 أكتوبر 2024

الجانب الآخر

نشطت منصات التواصل الاجتماعي لعرض مقاطع من الحوار الأول من نوعه والذي تم عرضه على منصة الجزيرة 360 وقدمته الإعلامية عُلا فارس مع سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني والتي تَشغل منصب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، وحصدت لقب أبرز شخصية نسائية عربية، ووسام بصمة قائدة عربية لعام 2023 من المجلس العربي للمرأة والأعمال. كشف اللقاء عن شخصية سعادة الشيخة المياسة من عدة نواحٍ، فتعرفنا على طفولتها الطبيعية والعفوية ودون التكلف واستمتاعها بطفولة عادية مع والدها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، وعلاقتها بإخوتها الشباب خاصة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وتأثرها بوالدتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التي علمتها الصبر والحكمة والمثابرة على العمل وأهمية تمكين المرأة والحفاظ على حقوقها لاسيما التعبير عن الرأي والتشبث بالقرارات التي تعتقد أنها صحيحة، وعدم تقديم التنازلات أو الشعور بالأقلية كونها امرأة، وكانت سموها نموذجاً وقدوة لبناتها ولكل النساء لما قدمته من تغيير وتطور في مجال التعليم والصحة والتنمية البشرية، وهذا ما انعكس إيجابياً على سعادة الشيخة المياسة التي استلمت ملف متاحف قطر بناء على توصية من الأمير الوالد ووضعت رؤية للمتاحف تتفق ورؤية قطر 2030 وأشرفت على إنجاز المتاحف الرائعة كالمتحف الإسلامي ومتحف قطر الوطني والمتحف الرياضي ومتحف الأطفال وكل تلك المتاحف تعكس الهوية العربية الإسلامية والتراث القطري لذلك أصبحوا واجهة ثقافية وسياحية لكل زوار قطر، ناهيك عن الأعمال الفنية المنتشرة في كل أرجاء البلاد خاصة في مطار حمد الدولي وجميعها أعمال فنية مميزة ونادرة وارتبطت بأماكن تواجدها في قطر، وما زالت مشاريع المتاحف قائمة وستشهد الدوحة متاحف جديدة في الفترة القادمة، وتعكس المتاحف بكل تخصصاتها اهتمام البلد بالثقافة وإيمانها بأهميتها في التبادل الثقافي بين الشعوب وعرض هوية ومسيرة التراث في البلد. قدمت سعادتها في حوارها رسائل عائلية مهمة من خلال أهمية دور الأم والأب في تربية الأبناء وتعليمهم تعاليمهم الدينية والاجتماعية والتراث القطري والإشراف المباشر على تربيتهم وتخصيص وقت كافٍ لقضائه معهم رغم كثرة المهام، وركزت سعادتها على أهمية تناول الوجبات الغذائية مع الأبناء ووالدهم، كما حذرت من خطر برامج التواصل الاجتماعي على الأطفال وصرحت بأنها لا تقبل بإعطاء أطفالها أجهزة ذكية لتحافظ على صحتهم النفسية وفي المقابل تدفعهم للقيام بأنشطة حركية وتعليمية تفيدهم من كل النواحي كالسباحة وركوب الخيل ولعب البادل وغيرها من الأنشطة التي تربت سعادتها وإخوتها عليها بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية. كما أكدت على أهمية دعم رجال العائلة للمرأة وأعطت نموذجاً مشرفاً يجب أن يقتدي فيه كل الرجال، فقد حصلت سعادتها على الدعم الكامل من والدها وأخيها وزوجها وهذا ما جعلها متميزة في القيادة ومتفوقة في دراستها وناجحة في تحويل الحلم الثقافي لحقيقة في قطر، وليس في مجال المتاحف وحسب بل في مجال السينما في إشرافها على مؤسسة قطر للأفلام ومهرجان أجيال الذي يخلق جيلا مثقفا وفنانا وقادرا على النقد ولديه رؤية سينمائية ومهرجان قُمرة والذي يركز على الأعمال الفنية الإبداعية للشباب وخاصة الشباب القطري الموهوب، والتركيز على القضايا العربية القومية كالقضية الفلسطينية التي ركزت سعادتها على أهميتها ومدى اهتمام قطر بالقضية الفلسطينية وإصرارها على عودة الحق لشعبه، ودعمها الكامل للشعب الفلسطيني وذكرت سعادتها أن القضية حاضرة في كل المناسبات والفعاليات وكانت موجودة في بطولة كأس العالم 2022، ولفتة جميلة من سعادتها الثناء على فريق العمل الذي عمل بجهد في البطولة وكان سبباً في تنظيم كأس العالم 2022 الذي كان استثنائياً بكل المقاييس. انتقدت بشكل لطيف بعض أفراد المجتمع الناقدين بشدة والذين لا يتقبلون التغيير كالبعض الذين انتقدوا الأعمال الفنية الموزعة في الدوحة، ولكن مع الأيام وبعد فهم البعد الثقافي لوجودها وأهميتها واعتبارها استثمارا علميا وثقافيا تقبّلوها بل وأحبوها وأصبحت جزءا منهم، وهذه دعوة إلى عدم التسّرع في الأحكام والتفكير العميق في المواضيع قبل نقدها. إحدى أهم النقاط التي ذكرتها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد الحفاظ على البيئة، وتعليم الجيل الجديد أهمية البيئة وكيفية المحافظة عليها، بتطوعها في المشاركة في حملة تنظيف الشواطئ والتي شاركت فيه بنفسها وقامت بالتنظيف مع مجموعة من الأطفال لينشأوا على النظافة وحماية البيئة. ازدهار قطر هو الهدف الأساسي لكل عمل، فكل الإنجازات التي حدثت في قطر ساهمت في وضعها في مصاف الدول الحديثة والمتميزة ولذلك أي عمل يقوم به المواطن يجب أن يضع قطر نصب عينه وأن يكون نجاح وتميز قطر الهدف الرئيسي لكل مشروع وهذا ما أوصت به سعادة الشيخة المياسة بنت حمد وبينت في حوارها بأنها تعلمت هذه الرؤية من سمو الأمير الوالد الذي سعى لرسم خارطة طريق متميزة لقطر وجعل العالم كله يُشير إليها. • سعادة الشيخة المياسة بنت حمد، حفظها الله، مثال للمرأة القطرية المثالية فهي تحافظ على التوازن بين دورها كامرأة عاملة بشغف وناجحة في قيادتها ودورها كأم تحافظ على تربية أبنائها تربية صحية وتحرص على تعليمهم الهوية الوطنية والإسلامية، كما تتسلح بالعلم والمعرفة والثقافة وتتصف بالتواضع وحب عمل الخير والتطوع ومساعدة الآخرين ودعم المبدعين. • الجانب الآخر كان حواراً سلساً، عفوياً، ممتعاً أدارته الإعلامية علا فارس، أظهر أجمل الصفات التي يحتاج المشاهد معرفتها عن شخصية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد ومرر وصايا ورسائل وطنية، ثفافية واجتماعية ثمينة وضروري التركيز فيها وتبنيها في الحياة العامة.

786

| 06 أكتوبر 2024

«فعل ماضي»

حياتنا عبارة عن سلسلة من التجارب الاجتماعية والعملية والعاطفية، وتتنوع التجارب حسب المرحلة العمرية التي نمر بها، وكل تجربة تضع بصمتها في شخصيتنا، وتتغير بنا صفات وأفكار وسلوكيات بناء على ذلك ودون قصد منّا، ولأننا بشر ولسنا معصومين من الخطأ فسنرتكب الأخطاء بالتأكيد وسنتعلم منها وسنتجنب ارتكابها مُجدداً، ومن أخطر الأخطاء التي قد نقع فيها هي التعرف على أشخاص مرضى وغير أسوياء ويمكن أن نتعامل معهم بصفاء نية ولغرض إيجابي ونبيل وللأسف لا نعلم نواياهم السيئة والشريرة وفي وقت نعيش فيه أياماً هادئة وجميلة في حاضرنا يظهر ذلك الماضي البعيد ليزلزل حياتنا بالابتزاز ولضعفنا وقلة حيلتنا قد نضعف ونُلبي تلك الطلبات التعجيزية القذرة ظناً منا أننا نحمي حاضرنا ولكن للأسف يأتي الماضي وينسف الحاضر فنقع في دوامة الألم والقهر والندم ونلعن اللحظة التي صدقّنا فيها ذلك الشخص وأدخلناه حياتنا، باختصار هذه قصة العمل الدرامي الخليجي السهل الممتنع ( فعل ماضي) والذي تم عرضه مؤخرا . العمل قَدم مجموعة من الرسائل المُبطنة ووضعت الكاتبة يدها على الجرح وترجمه المخرج بإبداع، وقدم الفنانون أدواراً مُقنعة لدرجة تغضبك خاصة شخصية براك المُستفز بابتسامته الخبيثة، وشخصية هند التي أعماها خوفها من الماضي من المصارحة أو الشكوى على الابتزاز الذي تعرضت له، وللأمانة العمل جميل ومفيد وخفيف لأنه يقع في ثماني حلقات، دارت الأحداث بسلاسة دون مط وملل وعشنا تفاصيل كل مشهد، ناهيك عن أغنية العمل المُعبّرة ، فما الفائدة المستخلصة من العمل بخلاف أنه عمل درامي وفني وإبداعي، لخصت بعض النقاط التي قد تفيد الفتيات والنساء بشكل عام وتُحذر الرجال أيضاً: • دائرة الأيام أو الحوبة كما نقولها بالعامي أو الكارما، فما تفعله في الناس سيعود عليك بالتأكيد بل ربما بطريقة أبشع، فالله عادل ولا يقبل بالظلم ولا بقهر الآخرين ومن ظَلم ولستغل وتسبب بأذى سيعاقبه الله في الدنيا والآخرة لا مفر. • نحنُ في زمن يجب أن تحتاط الفتيات من العلاقات المُحرمة وإن كانت في إطار الخطبة فلابد من توخي الحذر ومراعاة السلوكيات والتصرفات وعدم السماح بتبادل الصور أو التصوير وغيره، وبمعنى آخر عدم الوثوق بشكل أعمى في الطرف الثاني. • في حالة تعّرض فتاة لابتزاز بسبب صورها أو فيديو أو غيره فعليها عدم الخوف أولاً، ومصارحة شخص موثوق به من عائلتها لمساعدتها والتوجه لقسم الجرائم الإلكترونية للتبليغ عن هذه السلوكيات ووضع لها حد قبل أن تتفاقم ويتم تسليم مبالغ هي ليست من حق المُبتز. • قنوات الحوار والمصارحة لابد وأن تكون مفتوحة دائماً بين الأزواج، وفي حالة وجود خلل أو فجوة في المشاعر أو غيره لابد من المصارحة حتى لا يضعف أحد الطرفين ويبدأ بالفضفضة لطرف ثالث ويجد نفسه عالقاً في علاقة جديدة ويزيد الطين بلة كما نقولها بالعامية. • في حالة وقوع الانفصال أو الطلاق بين الأزواج وكان بينهما أبناء لابد من حُسن المعاملة والمحافظة على الاحترام والتواصل لمناقشة أمر الأبناء حتى لا يؤثر الانفصال سلبياً في نفسية وشخصية الأبناء. • الرجل رغم قوته وجبروته إلاّ أنه كائن ضعيف أمام الاهتمام والاحتواء وإذا ما تعاملت معه أنثى بذكاء عاطفي وعرفت نقاط ضعفه فبسهولة يمكنها السيطرة عليه، لذلك على الزوجة أن تتمتع بالذكاء العاطفي ولا تستهين بضعفه، ولا تأمن لحبه الأبدي لها، فقد يطير الرجل في لحظة ويصعب اصطياده من جديد. • ماضي الرجل أو المرأة من حقهم، ولا يجوز لأي أحد مهما كان أن يحاسب الطرف الثاني على ماضيه، فالله سبحانه يغفر الذنوب والأخطاء فكيف بالبشر، وإذا كان لابد من الحساب فيبدأ منذ لحظة الارتباط، وعفا الله عما سلف. • المرأة تحت المجهر دائماً، والتشكيك فيها سهل ومُباح أمّا الرجل ( الرجل شايل عيبه) مبدأ العامية في مجتمعاتنا الذي يبرر للرجل كل أخطائه ويحاسب المرأة على كل فعل، رغم أنهم أسوياء في الدين والشرع والقانون، لكن للأسف المرأة قد تُقتل لمجرد الشك في حين يُغفر للرجل فعل الفاحشة، وهذا هو ظلم المجتمع الذي يجعل المرأة تُخفي حتى خبر خطبتها السابقة خوفاً من أن يلاحقها ماضيها لعدم تَفهم كثير من الرجال لذلك، وكأن المرأة لا يحق لها الخطوبة والزواج لأكثر من مرة. • البعض يعاني من أمراض نفسية نتيجة للتربية والتنشئة الاجتماعية غير السوية، لذلك لابد من توخي الحذر عند التعامل مع الآخرين فالبشر ليسوا ملائكة وقد يستغلونا أو يضرونا لأي سبب وإن كان تافهاً وربما دون سبب فالعُقد النفسية تُسير البعض ولا تتحمل رؤية الآخرين مستقرين في حياتهم. • تحية لفريق عمل ( فعل ماضي) والذي قد أصّنفه بأنه عمل توعوي بطريقة غير مباشرة، ويستفيد منه الجيل الجديد المُقبل على التجارب الجديدة في الحياة، ليحسب خطواته ويتأنى في منح ثقته في الآخرين.

735

| 29 سبتمبر 2024

غلطة لا تُغتفر

لأننا بشر ولسنا معصومين عن الخطأ فنحن معرضون لارتكابه، والأخطاء أنواع فالبعض يخطئ في حق أشخاص مثل أهله وأصدقائه وقد يتسبب بمشاكل كبيرة لهم والبعض يخطئ في حق نفسه وقد تكون الغلطة بينه وبين نفسه لا يؤذي بها أحداً لكنها تتسبب له بأذئ نفسي، أو أن تكون على علم الآخرين وهي الأصعب! ومن يخطئ في حق شخص متعمداً أو عن جهل فيمكن أن يعتذر ويسامحه الطرف الثاني، والمخطئ في حق نفسه سيدعو الله أن يسامحه وقد يتصالح مع نفسه، لكن المخطئ في حق نفسه وأمام الآخرين فيكون وضع نفسه في موقف صعب لأن تسامح الناس صعب ومتفاوت كما أنه من المستحيل الوصول لكل الناس ومعرفة من سامح ومن لا!! وأحيانا قد يفهمه البعض بصورة خاطئة مما يعتقد الآخرون أنه أخطأ وهنا لابد من محاورة الشخص ومعرفة أبعاد أخطائه، لكن المشكلة عندما يحكم الآخرون على المخطئ دون إعطائه فرصة لتبرير أسبابه أو أن تكون أسبابه واضحة ولا ينتظر الناس تبريرها أصلا بهذا يكون الشخص أنهى نفسه وحكم على مستقبله بالإعدام واجتمع الناس على نبذه وصده خاصة وأننا في مجتمع متسرع في إصدار الأحكام ونادرا ما يغير رأيه بسهولة ويتمسك بمواقفه حتى وإن كان على خطأ، والخطأ غالبا ما يكون بسبب رأي أو كلمة ورغم أن الجميع ينادي بحرية التعبير إلا أننا ما زلنا نحكم على الآخرين من كلامهم وآرائهم ونعاديهم إذا اختلفوا معنا ونبدأ بمحاربتهم فالمجتمع قاسٍ جدا وطبيعته البشرية لا يتذكر المحاسن بقدر ما يضخم العيوب لهذا عندما يخطئ أحدهم يجتمع ويتفق الآخرون على غلطته ويقذفونه بتهم غالبا ليست به ولكن لتضخيم غلطة وإقصائه عن المجتمع، خاصة وأن البعض مهمتهم تصيّد الأخطاء وتكبيرها!! وأكثر من يتضرر بالأخطاء هم المشاهير والشخصيات العامة الذين تكون غلطتهم بمليون وليس بعشر فقط، لهذا يجب أن يتأنوا قبل البوح بأفكارهم وأن يقدروا المواقف العامة قبل الكتابة عنها أو تمثيلها في عمل فني مثلا أو القيام بتصرفات في الأماكن العامة، فمثل هذه الأخطاء تنتشر بسرعة البرق خاصة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي التي ساهمت بنشر الرسائل، إيجابية كانت أم سلبية، وسمحت للكل أن يعبّر عن رأيه ويفتي وإن كان لا يعي ما قيل فيساهم بنشر تلك المواد لتصل لأكبر قدر ممكن من الناس دون التأكد من صلاحيتها أو صدقها أحيانا. ولأننا أصبحنا في عالم مكشوف والكل مطلع على أدق تفاصيل حياتنا فيجب الحرص في السلوكيات والتصرفات والحذر قبل التعبير عن الرأي أو كتابة مواضيع لا تتناسب مع الظروف العامة ولا تفيد أفراد المجتمع بل لا يقبلون فكرتها وبحكم وجودنا في المجتمع يفترض أن نكون على دراية بما يغضب المجتمع أو يروق له. * انتبهوا فهناك من يتصيد أخطاءكم ناهيك عن أولئك الذين يدّعون عليك أخطاء لم ترتكبها ولا تعلم عنها!!! * ليس عيباً أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ وأن نكون متسرعين في الحكم على الآخرين!! * البعض يعتقد أنه يقوم بأخطاء تكتيكية ولا يمكن أن يكشفها أحد وبأكبر بينه وبين نفسه ولا يعترف بأنها خطأ، عذرا فبالتأكيد ستسقط في شر أعمالك وستنكشف كل ألاعيبك وأقنعتك المخفية، فالخطأ لا يستمر للأبد!!!

720

| 22 سبتمبر 2024

السعادة في الرضا

يتذمر كثير من البشر من أوضاعهم الاجتماعية، المادية، الوظيفية وغيرها، ويضع البعض نفسه في مقارنات مع غيره دون الالتفات لما لديه من نِعم قد يكون أحدهم محروما منها، فمثلاً المتزوج يتحسر على أيام العزوبية، ومن لديه أبناء يتذمر من كثرة طلباتهم، والمحروم من الزواج والأبناء يتمنى هذه النِعم، من يتمتع بوظيفة وراتب مناسب يحسد أحد معارفه الذي يشغل منصبا مهما وهو أقل منه في المستوى الأكاديمي والخبرة، والموظف يحسب سنواته للتحول للتقاعد، والمتقاعد يتمنى لو أنه ما زال موظفا، من لديه مال وفير قد يُحرم من السكينة والراحة والصحة، والفقير يتمنى لو أنه يعيش يوم حياة الأغنياء، من لديه بيت صغير يحلم ببيت أكبر، ومن لديه قصر يتمنى لو أن أرواحاً طيبة تشاركه الحياة، والحياة لا تعطينا كل ما نتمنى وما نحلم به، فالله سبحانه عادل في حكمه وقضائه ويوزع الأرزاق بالطريقة التي يراها مناسبة للإنسان الذي خَلقه ويعرف قدراته واحتياجاته، فقد نتمنى أموراً لأنفسنا وندعو الله لتحقيقها ولكنه يعطينا ما نحتاجه فعلاً وما هو أنسب لنا وإن كنا نجهل ذلك. لو تأملنا حياة الأصدقاء حولنا أو معارفنا سنجد أن كل واحد منهم لديه نقص في جانب من جوانب حياته، وربما للوهلة الأولى سنعتقد بأن حياته كاملة ومثالية يتوفر فيها المال والمنصب والأبناء والعائلة إلا أنه قد يكون مُبتلى بمرض في نفسه أو لأحد أبنائه، ربما تعاني زوجة صالحة من زوج ظالم ومفتر وسيئ التعامل، ربما أحد الأبناء منجرف لأصدقاء السوء فتعاني الأسرة من تصرفاته السيئة وغير الأخلاقية، ربما تكون الأسرة مثالية وسعيدة ومتراصة وكل أفرادها على خُلق ودين إلا أنهم يعانون ضيق المادة وعدم القدرة على التمتع بكماليات الحياة، ولنوسع دائرة التأمل، ونتأمل حال بعض الشعوب مثل الشعب الفلسطيني والسوداني واليمني وغيرهم ممن يعيشون ظروفا سياسية صعبة وويلات للحروب والتجويع والتخويف وانعدام الأمان، ونقارن حياتنا الهادئة، ولله الحمد، الآمنة، فنحنُ نعيش في بيوتنا آمنين لا نخشى صفارات الإنذار ولا القذائف، تصلنا المياه لبيوتنا والطعام متوفر بوفرة والعلاج مجاني، ونعيش في بلد منظم ويحفظ حقوق الإنسان، وتحفنا الرفاهية وكل ما هو محفز للحياة المستقرة. فأين النقص؟ ولماذا لا يشعر البعض بالسعادة؟ المشكلة تكمن في قناعات البعض منا حول مفهوم السعادة، وبعدم الرضا بالقضاء والقدر، وهذا يختلف عن الطموح والسعي لتحقيق النجاحات والبحث عن فرص أفضل، فأن تكون راضيا بقدرك وتسعى في الأرض لتكسب أكثر أو تعيش بيسر مختلف عن أن تكون ساخطا على الحياة والآخرين ولا ترى الإيجابيات حولك ولا تتمعن في النعم التي وهبك الله إياها وتظل عينيك على ما لدى الآخرين من نعم ربما حصلوا عليها بطريقة غير شرعية وغير قانونية، فعلى الأقل أن مالك مال حلال وليس حراماً. عدم القناعة تُولد الحسد والحقد لدى البعض ممن نفوسهم ضعيفة، وإذا دخل أحدهم دائرة الحسد فإنه لن يشعر بالسعادة مهما توفرت لديه النعم لأنه لن يُقّدر ما بين يديه، فالشعور بالامتنان لله أولاً وللنفس ولكل النعم هو الشعور الذي يجعلك مطمئناً بأن رزقك سيصلك حتماً كما يراه الله لك، في الوقت نفسه كلما حمدت الله على ما لديك، وفرحت لفرحة الآخرين وتمنيت لهم الخير أرضاك الله بأكثر مما تتمنى، والعكس صحيح بالتأكيد من حسد الناس على نعمهم وتمنى زوال النعم عنهم سيجازيه الله وقد يحرمه أكثر النعم حباً لقلبه أو أن يجعله يعيش في قلق غير مبرر وعدم راحة وسكينة. • السعادة أن تستشعر نعم الله حولك في أدق التفاصيل وأن تكون ممتناً لها ولكل ما يشعرك بالراحة والرضا ويلبي احتياجاتك فتعيش في أمان. • السعادة تمكن في القناعة والرضا بقضاء الله وقدره مع تعزيز الثقة في الله وفي نفسك لتحقيق طموحاتك. • احذر الحسد فإنه سبب لزوال النعم من حياتك وبداية لنهاية صحتك النفسية.

1860

| 15 سبتمبر 2024

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

3999

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1728

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1569

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1041

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

879

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

651

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

606

| 04 ديسمبر 2025

549

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية