رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

شهر الخير والبركة

شهر الخير والبركة، شهر الرحمة والمغفرة، شهر التسامح والتواصل والرضا، شهر العبادة والتقرب من الله، شهر الأمسيات الروحانية والعادات الرمضانية التي نفتقدها طوال العام، عاد الشهر الفضيل كعادته ولكن كم من التفاصيل تغيرت في حياتنا، وكم من غال افتقدناه إمّا بالموت وإلاّ من ظروف الدنيا التي تجبرنا أحياناً على الابتعاد عن البعض وهجر البعض الآخر لما لهم من تأثير سلبي على حياتنا ونفسيتنا. يفترض أن يكون شهر رمضان فرصة للتغير في كثير من العادات، كالتعّود على سلوكيات إيجابية، وتغيير عادات قد تضرنا، كما أن شهر رمضان فرصة للتفكير في تفاصيل حياتنا ومحاولة التقرب من الله بتكثيف العبادات لتكون عادة حتى بعد رمضان، وفرصة لتهذيب النفس وتعويدها الصبر في كل أمور الحياة، وقد يعتبر أحدنا رمضان فرصة لتغيير النظام الغذائي وتقليل كميات الطعام والإلتزام بالرياضة عوضاً عن إضافة وزن زائد فإنه من الأفضل انتهاز الفرصة لإنقاص الوزن، وهذه النقطة تقودنا إلى بعض السلوكيات الخاطئة في تناول الطعام فالأغلبية يجهزون موائد كبيرة لعدد قليل من الصائمين من أهل البيت فيزيد الطعام وقد يُرمى! وإذا ما أُرسل لحفظ النعمة وتم توزيعه على المحتاجين لكان أفضل، ولكن من الأساس لماذا يتم تحضير كميات كبيرة من الطعام وأصناف متعددة خاصة إذا كان عدد أهل البيت قليلا ويطمحون في المحافظة على وزنهم، والمشكلة أن البعض لا يتعلم من تجارب رمضان في الأعوام الماضية، فالصائم لا يستطيع تناول كميات كبيرة من الطعام ومن الأفضل له توزيع الفطور على مراحل بوجبات خفيفة من أن يأكلها وجبة واحدة تصيبه بالتخمة! وإن كان رمضان شهر الخير ولكن لا يعني زيادة المصاريف والإسراف الذي لا يقبل به الله تعالى! ومن العادات الغذائية السيئة لبعض السلوكيات التي نتمنى التخلص منها وهي المبالغة في الاحتفال برمضان، فالبعض يصرف مبالغ طائلة على تجهيز البيت باكسسورات رمضان في حين أنه شهر للعبادة أكثر من أن يكون شهر للولائم اليومية وما تلحقها من تجهيزات وطعام، وبالنسبة لبعض النساء الملابس والأكسسورات والهدايا التي تكلفهن الكثير! لننتهز الفرصة في رمضان هذا العام لنعود للبساطة ونترك المبالغات والإسراف وأن نركز على العبادات والتقرب لله وقضاء أمسيات سعيدة مع الأهل بعيداً عن الأحقاد، وأن نسعى لعمل الخير بكل ما نملك من وسائل كانت مادية أم معنوية، وأن نُفكر في غيرنا من الذين قد لا يجدون ما يفطرون عليه فنساعدهم ونمد يد العون لهم إمّا بالتواصل مباشرة معهم أن كنا نعرفهم أو عن طريق الجهات الخيرية الرسمية في البلد والتي من مهمتها إيصال المساعدات للمحتاجين داخل وخارج قطر. * رمضان كريم على الجميع وندعو الله أن يتقبلنا من عباده الصالحين وأن يعفو عنّا ويغفر لنا ويمّدنا بالصحة والعافية ويكتب لنا الخير في كل دقيقة من الشهر الفضيل، وأن يتم نعمة الأمن والأمان على بلادنا ويحفظ لنا ولاة أمرنا وحكومتنا الرشيدة وكل عام وأنتم بخير.

462

| 02 مارس 2025

ركّز في حياتك

نعيش في مجتمع متعدد الثقافات والتوجهات والأمزجة، وكل فرد منّا له مبادئه وقيمّه الخاصة التي تربى عليها ونشأ، والمبادئ الخاصة لا تخضع لقانون الخطأ أو الصح إلا إذا تعارضت مع الدين، ودون ذلك ما قد نراه صحيحاً يراه البعض خطأ والعكس صحيح، وطالما أننا نتمتع بحرية التفكير والتصرف فإنه من حق كل منّا أن يمارس حياته بالطريقة التي تناسبه والتي يراها مناسبة له، وإن كانت لا تناسب غيره! ورغم أن كل فرد في المجتمع يحب أن يتمتع بهذه الحرية، ويرفض تدّخل الآخرين في حياته إلا أنه لا يتردد في التدخل في حياة الغير ويحكم على تصرفاتهم دون دراية وأحياناً دون معرفة شخصية لهم، وهذا ما يجعلنا دائماً في أرق من كلام الناس، فالأغلبية لا يعيشون حياتهم كما يرغبون بسبب كلام الناس، فنجدهم يحسبون لهم ألف حساب، وقد يضّيقون على أنفسهم أو يكّلفون على أنفسهم بسبب كلام الناس، فهم إمّا ينتظرون المدح من الناس أو يخشون الانتقاد!. من الطبيعي أن نراعي أخلاقيات المجتمع الذي نعيش فيه، وأن لا نقوم بتصرفات تُهّيج المجتمع أو تَخَلَّق الفوضى فيه، لكن في المقابل من حقنا أن نعيش كما نريد ونستمتع بالحياة ولا نتكلف بها من أجل الآخرين، كما أن على الآخرين عدم التدخل في حياتنا وطريقة حياتنا وميولنا ورغباتنا، فهم أيضاً يودون التمتع بحياتهم ويرفضون التدخل في تصرفاتهم. للأسف إن إحدى الطاقات السلبية في مجتمعنا هي مراقبة الآخرين، فالكثير يقضي وقته في متابعة الآخرين وملاحقتهم أينما ذهبوا وماذا فعلوا ومن من هم؟ نعم إن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في ذلك أكثر ولكن البعض هذه هوايته حتى بدون التواصل الاجتماعي، فنجد معظم المجالس الرجالية أو النسائية تتعرض للآخرين وتحركاتهم وتصرفاتهم ولا أعتقد أنهم يقبلون ذلك على أنفسهم!. والمشكلة الأكبر هي أن البعض يهوى التأليف، فنجد كما من القصص التي لم تحدث لكنها أُلصقت بأسماء لا يعرفون عنها شيء ويتناقلونها في المجالس وشبكات التواصل الاجتماعي وكل منهم يحاول إثبات تلك القصة الملفقة بطريقته، وقد يتعرضون لسمعة الآخرين وشرفهم ويشككون في أخلاقهم وانتماءاتهم وغيرها من الأمور التي تسبب لهم الضرر النفسي والمجتمعي!. الناس ستتكلم بكل الأحوال إلاّ إذا كف الناس عن الحديث عن غيرهم، فسيعيش المجتمع بهدوء وأمان عندما ينشغل كل منهم بنفسه وبتطوير ذاته والاستمتاع بحياته عوضاً عن مراقبة حياة الناس، ومن جهة أخرى يجب علينا عدم الاهتمام لكلام الناس مهماً كان، فإذا أساءوا لنا فنحن على يقين بأن الله سيأخذ حقنا، وإذا راقبونا فسيتعبون وستتمكن منهم الطاقة السلبية ويعيشون في حسد وعذاب. فإذاً لا تهتم بكلام الناس، ولا تلقِ بالاً لأحاديثهم التي لن تغير من وجودك وكيانك وسعادتك شيئاً، وعش حياتك بالطريقة التي تناسبك وتريحك طالما أنك تعلم أنك لا تخترق القانون ولا الدين واتبع الحكمة الشائعة القافلة تسير والكلاب تنبح!.

498

| 23 فبراير 2025

الحصاد الطيب

للحصول على حصاد طيب ومُثمر ووفير لابد أن يلتزم المزارع بتعليمات الري والحرث والطريقة السليمة لزراعة البذور التي ستشكل المحصول، وكلما اهتم المزارع بزراعته وتربته والري وانتبه لأي تغيرات في الأوراق والتربة وحرص على رش الزرع بالمبيدات الحشرية التي قد تتسلل وتنخر في المحصول كل ما حَصَدَ ثماراً طيبة صحية متعافية يتهافت على شرائها وتفيد الجميع. ينطبق هذا الوضع على تربية الأبناء، وثمرة كل زواج الأبناء الذين إذا ما انتبهت لطريقة تربيتهم وحرصت على تقويمهم فسيكون الناتج أبناء صالحين مهذبين مفيدين للعائلة والمجتمع، وهذا ليس بالأمر الهيِّن أو السهل خاصة في الحياة السريعة والمنفتحة التي نعيشها، والتي مهما حاول الأهل السيطرة على أبنائهم إلا أن المحيط الذي يعيشون به قد يجرفهم لتيار بعيد عن مَسلك أهلهم والتربية التي يحرص الأهل عليها. والتربية لا تقتصر على توفير الملابس الغالية أو الأجهزة الإلكترونية والألعاب أو إلحاق الأبناء بالمدارس الأجنبية أو أخذهم سفرات عبر القارات أو بقاء الأبناء مع المربيات طول اليوم وغيرها من الأمور الشكلية، بل التربية هي فهم سلوكيات الأبناء وبناء علاقة صداقة معهم تعتمد على الصراحة والصدق، وتعليمهم أصول الدين والعادات والتقاليد الأصيلة وكل سلوكيات (السّنع) كما نقولها بالعامية ومشاركتهم هواياتهم وتعزيزها بهم، والحرص على معرفة تفاصيل دراستهم وزملائهم في المدرسة والنادي وأصدقائهم المقربين، وتقويم السلوكيات الخاطئة بالنصح والإرشاد وإن وصلت للضرب التأديبي، والأهم تعليمهم معنى احترام الكبير والذي يبدأ من الوالدين إلى الإخوة والمربيات في المنزل وباقي أفراد العائلة وكل من يتعامل معهم. والاحترام يبدأ بالقدوة فإذا ما الوالدان احترموا بعضاً نشأ الأبناء على الاحترام، وإذا ما شاهد الطفل أحد والديه يخل بمظاهر الاحترام فسيتعلم منه ذلك، فكيف يمكن أن يحترم الطفل المربية إذا كانت الأم لا تعاملها معاملة طيبة أو تهينها! الطفل كالإسفنجة في صغره ويمتص كل ما يمر عليه من مواقف ويحفظ الكلمات والسلوكيات التي تكوّن شخصيته فيما بعد، وإذا لم يجد من يقوّمها بالشكل الصحيح فقد ينحرف عن المسار وتظهر عليه سلوكيات خاطئة تنم عن اضطراب في الشخصية يتوجب عرضها على دكتور تربوي متخصص لتصحيحها قبل فوات الأوان! أبشع ما قد يؤثر على سلوكيات الأبناء هو الحديث أمامهم عن الآخرين فهم لا يتعلمون النميمة فقط بل هم يُشحنون على الناس وإن كانوا لا يعرفونهم من الكلام السيئ الذي قد يسمعونه من الكبار حولهم، فالبعض يعتقد بأن الأطفال لا يفهمون، ويسردون أمامهم القصص السلبية عن أفراد عائلتهم وأقربائهم ويعتقدون أنهم أطفال ولا يعون ما يُقال أمامهم في الوقت الذي يُخزن الطفل كل ما يسمعه وقد يقوله لأقرانه أو لمن يحاول استنباطه من أفراد العائلة ناهيك عن الانطباع السيئ الذي قد يتكون في داخله تجاه هؤلاء الأشخاص الذين سمع أحد والديه أو أقرباءه يتكلمون عنهم، وربما يتولد لديه شعور بالخوف تجاههم أو الكره مما يسمعونه في حين قد تكون الحقيقة مختلفة تماما. يشعر الأطفال بما يدور حولهم ويطلقون أسئلتهم بكل عفوية على آبائهم ويقارنون الأجوبة بما سمعوه وبما شاهدوه فإذا ما لاحظوا تعارضا واختلافا قد يصارحون آباءهم بذلك أو سيحبسون ذلك في داخلهم وسيولد لديهم تناقضات وتراكمات ستكبر معهم وستؤثر على شخصيتهم، لذلك وجب الحذر في التعامل مع الأطفال أكثر من الكبار فالكذب والمواقف السلبية قد تحفر أثراً يبقى مع الطفل العمر كله ويؤثر في رسم ملامح شخصيته عند الكبر. علموا أولادكم أن احترام الآخرين ليس بضعف والبعد عن الكذب هي الحقيقة المطلقة لبداية الطريق الصحيح، وأن العائلة كنز لا يجب أن يُفرط الأبناء به، علموهم الحب قبل أن يتعلموا الكراهية من مواقف الحياة.

837

| 16 فبراير 2025

الناجح المُحارب

يُعرّف الشخص الناجح بأنه شخص متصالح مع ذاته ومجتمعه، يستمتع بالحاضر ويأمل بالمستقبل وينسى الماضي بكل مصاعبه وإخفاقاته، ويتميز بعدة صفات منها القدرة على تحمل المخاطر، العمل الدائم والمستمر، القدرة على التكييف والتأقلم مع العقبات، التفاؤل والإيجابية وتجنب الامور التي تتعارض مع أهدافه، حب العمل فالشخص الناجح يحب ما يقوم به لذلك يبدع فيه، لديه القدرة على تحويل الصعاب لنقاط قوة وعدم الاستسلام للفشل، وتعرف الشخص الناجح من أسلوبه في الحديث والتعبير عن نفسه، فهو يتبنى فكرة التغيير ويتحدث عن أفكاره بثقة، كما أن الناجح لا يبخل على غيره بالدعم والتوجيه، ولا ينسب النجاح لنفسه فقط، ولا يكف عن التعلم، ويفضل العمل في جماعة وبتعاون مع الجميع. يُشكل النجاح هاجسا لدى الكثير، ويسعى كل شخص منّا إلى تحقيق النجاح في حياته في الأمور التي يرغب بها، فالطالب يتمنى النجاح في دراسته، والموظف يسعى للنجاح في عمله، ورجل الأعمال يعمل لإنجاح مشاريعه، كذلك في العلاقات الإنسانية يسعى الطرفان لإنجاح علاقتها، والنجاح يبدأ بخطوة جادة ترافقها الثقة، ولا ثقة دون إرادة وتأتي الإرادة من الطموح الذي يحفّزه تفكير الشخص نفسه، فتبدأ رحلة العمل بعد التوكل على الله والمثابرة والتعلم والإخلاص في تحقيق هدف النجاح مهما كان نوعه، وبذلك عندما يصل الانسان للنجاح يكون قد مر بتحديات وربما تجاوز الكثير من العقبات لذلك يشعر بفخر لأنه حقق أهدافه وتمكن من التغيير في نفسه ليكون النسخة الأفضل منه، وبالتالي يتوقع من الآخرون تقدير هذا الجهد والنجاح ولكن هنا تكمن الصدمة! فيجد بعض الناجحين أنفسهم في موقف صعب وكل ذنبهم أنهم ناجحون، فأول من يحارب الناجح زميله الفاشل ليغطي على فشله وقلة خبرته خاصة إذا ما شعر بخطر الناجح عليه، فيتفنن في الإساءة له، وإحباطه وإلصاق التهم فيه ويشكك في امكانياته ومهاراته، وتشويه سمعته عند الرؤساء وربما سرقة أفكاره ونسبها له دون حفظ للحقوق الفكرية، وغيرها من المؤامرات التي تجعل الناجح تحت ضغط نفسي نتيجة لحرب نفسية يعيشها دون ان يكون له يد بها، ولتحقيق النجاح فعلاً على الناجح أن يتحلى بالصبر والحكمة وأن لا يترك مجالاً لانفعالاته تتحكم به فتؤدي به للأخطاء، كما أن الناجح شخص واثق في نفسه ومهما حاول أحدهم زعزعة ذلك فعليه أن لا يظهر ضعفه، وعليه الثبات على موقفه ومواصلة عمله بجد وعدم الالتفات للمنغصات التي يحاول الفاشلون عرقلته بها، ومقاومة تلك الحروب تجعل الناجح أكثر قوة وبأساً فيصعب كسره، وتجعل قراراته أكثر صرامة وتصرفاته تتسم بالحكمة، خاصة إذا كان مؤمناً بقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ( ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلاّ بشيء قد كتبه الله تعالى عليك). من المهم أن يحيط الناجح نفسه بأفراد إيجابيين يدعمون طموحاته، وأن يتحكم في إدارة مشاعره ليحول التأثيرات السلبية لقوة وجهد تحقق له النجاح، ويحيي شغفه للمعرفة والعمل والنجاح. الصبر والإرادة والتفاؤل أهم أسلحة الناجح لمواجهة حروب الفاشلين والغيورين، فالتمسك بحياته الإيجابية ومواصلة مسيرة نجاحه تثبت قوته وإصراره واستحقاقه للنجاح. @Amalabdulmalik

549

| 09 فبراير 2025

مكافحة الفساد

يقال من «أمن العقاب أساء الأدب»، وكثير من مرتكبي الأخطاء والفاسدين يسيئون الأدب ويتفننون في الإساءة لغيرهم لأنهم يعتقدون بأنهم لن يتعرضوا للعقاب لعدة أسباب منها مكانتهم الاجتماعية ربما، أو واسطتهم أو لخبثهم الذي يخرجهم من القضايا التي ربما يتعرضون لها فمثلا يهددون من يحاول أن يكشفهم أو يعاقبهم بتورطهم ببعض الأمور فيكون أمّن نفسه منذ البداية وورط من حوله حتى إذا حل العقاب يحل على الجميع. كم من فاسد في المؤسسات وكم مختلس وكم من متعدٍ على حقوق الآخرين وربما حقوق الدولة وظالم للناس وقاهر للموظفين ومخّرب للعمل، وما زال في مكانه يتمادى في عبثه لأنه واثق بأن لحظة نهايته ستطول لأن أذرعه تطال جهات عدة وقطعها سيقطع أيادي أخرى، ونسي للحظة بأن الله عندما يأمر بنهايته لن يكون بمقدمات بل سيسقط في شر أعماله وسيتجرع المر ومن نفس الكأس الذي سقى غيره منه ولن يرحمه أحد، وسيكون ذلك عقاب الدنيا فما بالك بعقاب الآخرة الذي لن يفلت منه وإن استمر في طغيانه. الفساد يبدأ منذ الصغر وللتنشئة الاجتماعية وبيئة البيت دور كبير في إنشاء أفراد صالحين أو طالحين وظلمة ولا يترددون في إيذاء غيرهم، فتربوا على الأنانية والطمع والحقد والعنصرية وأنهم أفضل من غيرهم ويحق لهم إهانة الآخرين، فيتمادون كلما تقدموا في العمر خاصة إذا خدمتهم الظروف والمصالح بتقلد مناصب قيادية فيحبسون أنفسهم في أبراجهم العاجية ويتحكمون في مصير الآخرين ويتلذذون في تعذيبهم وفرض قرارات تعسفية لا تنم عن خبرة ولا فهم بل هي فقط لمجرد فرض السيطرة والمركزية في الإدارة، هؤلاء الأشخاص عندما يقعون وتسقط منهم سلطة القيادة لا يجدون أحدا بقربهم فيتركهم الجميع خاصة إذا انتهت المصالح المشتركة بل لا يجدون من يترحم عليهم أو يدعو لهم بخير أو يتذكرهم بكلمة طيبة، فمجرد ذكر اسمهم يصيبك بالغثيان، ورغم معرفة جهات قيادية كبرى بظلم هؤلاء المدراء وسوء إدارتهم وتكرار الشكاوى عليهم إلاّ أنها تغض النظر عن أخطائهم ولا تعاقبهم ولا تحاسبهم على فسادهم الإداري وربما المالي وأقصى عقاب قد يكون تغيير الموقع الوظيفي، متجاهلين معاناة الموظفين والدمار الذي خلفه، وكأنهم يفسحون له المجال لتدمير شريحة جديدة من الناس عوضاً عن إقصائه وتجريده من أي منصب قيادي ليشعر بمأساة غيره ويفيق من تسلطه وظلمه! النشأة السوية مهمة لخلق إنسان مسؤول سوي خالٍ من العقد لأنه سيتعامل مع الناس سواء كانوا أهلا أو أصدقاء أو زملاء عمل وإذا ما كان يعاني من خلل نفسي فإن ذلك سينعكس على الآخرين ويسبب لهم أذى، كما أن القيادات الكبرى وأرباب العمل يجب أن يوقفوا مثل هذه الشخصيات المريضة من التمادي في تعذيب الناس والتحقق من السلوكيات ومن طريقة إدارته فالهدف من تلك المؤسسة أو غيرها نهضة البلد وخدمة مواطنيه والمساهمة في تطوره ومثل هذه الشخصيات المريضة والمعقدة تعثّر عجلة التطور وتنعكس على أداء الموظفين الذين لن يعطوا بحب ولن يخلصوا في العمل. يجب أن يطبّق العقاب على الفاسدين ومرتكبي الأخطاء وعلى المرضى النفسيين ممن يديرون المؤسسات ليكونوا عبرة للآخرين ولا يأمنوا العقاب فيتمادون في ظلم الآخرين!

777

| 02 فبراير 2025

أسرتي سر نجاحي

سُعدت بمشاركتي ضمن لجنة تحكيم على مسابقة أسرتي سر نجاحي التي نظمتها مدرسة عائشة بنت أبي بكر الثانوية للبنات، والتي شارك فيها العديد من المدارس في قطر من طلبة التربية الخاصة، وقدم المشاركون أعمالاً أدبية متنوعة بين القصة القصيرة، الإلقاء والشعر، وكانت أعمالاً مميزة، وقد يكون الخبر عادياً لكن ما لفت انتباهي أن المشاركين كانوا من فئة التربية الخاصة والذين يعانون من صعوبات في التعلم مثل بعض الإعاقات، التوحد، فرط الحركة وعدم التركيز، ممن لا تزيد أعمارهم عن 12 سنة، وهذه المرة الأولى التي أشارك فيها بالتحكيم على أطفال التربية الخاصة، فعم فعلاً يحتاجون إلى معاملة خاصة في التعامل، رغم أنهم مدموجين مع الطلبة الأسوياء في المدراس، وأكثر ما شد انتباهي الاهتمام بطلبة التربية الخاصة وتخصيص مسابقات لهم لإظهار مواهبهم وتحفيزهم على الإبداع والمشاركة المجتمعية، أثناء عرض الأعمال لمست تعامل معلمات التربية الخاصة مع طلبتهم وكأن كل معلمة أم أخرى للطالب، فهي تعرف كيف تتعامل معه وتُسيطر عليه وتتحكم في انفعالاته وتجعله يتجاوب معها ويقوم بالأداء المطلوب، وتُعرف التربية الخاصة بالتربية وتعليم الافراد الذين لا يستطيعون الدراسة في برامج التعليم العادي دون تعديلات في المنهج أو الوسائل أو طرق التعليم أو مراعاة ظروف العجز لدى الفرد، وهي مجموع الخدمات المنظمة الهادفة التي تُقدم إلى الطفل غير العادي لتوفير ظروف مناسبة له لكي ينمو نمواً سليماً يؤدي إلى تحقيق ذاته وتنقسم فئات التربية الخاصة إلى الإعاقة العقلية، البصرية، السمعية، الإنفعالية والسلوكية، الحركية، صعوبات التعلم والموهبة والتفوق أو الإبداع، وتولي وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي اهتماماً بالتربية الخاصة وبذوي الإعاقة بهدف تمكينهم في المجتمع بما يتناسب وتوجهات الدولة في ذلك، ولا نجاح لأي مبادرة دون مساعدة الأسرة خاصة الوالدين، فالأسرة هي البيت الأول للطفل وبالتأكيد يحتاج الطفل من ذوي الإعاقة الى رعاية خاصة من الأهل أولاً قبل أن يجدها من المدرسة، كما على الأهل أن يكونوا أكثر وعياً بتصرفات أطفالهم وملاحظتهم ملاحظة دقيقة ليكتشفوا إن كانوا يعانون من أية مشكلات ذهنية أو إعاقة فيبدؤون بمعالجتها مبكراً، وقد صادفت بعض القصص عن هذا الموضوع فبعض الأهالي يرفضون الاعتراف بمشكلات أبنائهم الذهنية أو إعاقتهم بل ولا يتقبلونها، فهم إما يخفون أبناءهم عن الأنظار ويحرمونهم من الحياة بل يصل بالبعض أن يخجل من ابنه من ذوي الاحتياجات، أو أنه يكابر على رأي الأطباء والمدرسين ويرفض أن يعترف بأن ابنه يواجه صعوبات تعلم ويطلب أن يُعامل ابنه معاملة الطالب العادي مما يسبب مشكلات دراسية للطالب أهمها الرسوب والتأخر في التحصيل الدراسي وتنمر الطلبة عليه. الأسرة والمدرسة مكملان لبعضهما البعض في عملية التربية والتعليم والتنشئة ولابد أن يكونوا يدا بيد ويتعاونوا في اكتشاف المشكلات الصحية والنفسية التي قد تواجه الطفل، وإذا حصل أن اكتشفت المعلمات ذلك فمن واجبهن إخطار الأهل وعليهن التعاون مع المعلمات ووضع خطة للتعامل مع أبنائهم والبحث عن سبل علاجهم قبل أن تتفاقم المشكلة أو يصبح العلاج أكثر صعوبة أو متأخر. • تحية لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على الاهتمام بطلبة التربية الخاصة، وعلى تنفيذ مسابقات تحفّز الطلبة والطالبات على الكتابة الإبداعية باللغة العربية، ونأمل أن تُدعم مثل هذه النشاطات الأدبية وأن تُنظم مسابقات ثقافية وأدبية بين المدارس، ليعود هذا الجيل للغة العربية ويتعرف على جمالياتها ويبدع في قراءتها والكتابة بها. • تحية لكل أسرة واعية تعرف كيف تتعامل مع مشكلات أبنائها الصحية والنفسية وتواجه إعاقتهم بوعي وتضع الخطط لعلاجهم وتسيير حياتهم بطريقة تعود عليهم بالنفع.

558

| 26 يناير 2025

خمسة عشر شهراً من المقاومة

عانت غزة لما يقارب 15 شهرا من الحرب الشرسة التي شنتها إسرائيل عليها بعد عملية طوفان الاقصى التي بدأت في أكتوبر 2023، وتعتبر واحدة من أكثر الصراعات دموية وتأثيرًا في تاريخ المنطقة، وقد أسفرت هذه الحرب عن عدد كبير من الشهداء والجرحى وقُدّر عدد الشهداء في قطاع غزة 46707 شهداء وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وبلغَ عدد الشهداء من الأطفال 17841، وعدد النساء 12298، ويصل عدد الشهداء الصحفيين 250 كانوا ينقلون الحقيقة للعالم الذي للأسف خَذلَ الفلسطينيين، ولم تستطع دول العالم الاتفاق على قرار وقف إطلاق النار في غزة طوال الأشهر الخمسة عشر، والدول القليلة التي استنكرت هذه الإبادة الجماعية ونددت بالعمليات العسكرية الإسرائيلية لم تجد تأييداً دولياً خاصة من الولايات الأمريكية التي كانت تقف مع الجانب الإسرائيلي وتمده بأحدث الأسلحة، وعلى الرغم من المأساة الإنسانية العميقة التي خلفتها الحرب، إلاّ أن قطر تبذل جهوداً واسعة لإيجاد الوساطات والمفاوضات لإنهاء الصراع منذ بدء الحرب وإلى أن نجحت أخيراً، لما تتمتع به من علاقات جيدة مع الفصائل الفلسطينية، في الوقت نفسه هي شريك إستراتيجي مع الولايات الأمريكية التي كانت طرفاً في المحادثات القطرية الأمريكية المصرية الإسرائيلية والتي ولله الحمد أسفرت عن وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية في غزة بدءا من اليوم 19 يناير 2025 وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وقد صرحت القنوات الإسرائيلية عن أن قوات الاحتلال تستعد للانسحاب من مناطق كثيرة في قطاع غزة، ومتوقع أن تفتح قنوات الإغاثة الإنسانية حيث قال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية إن المنظمة ستوسع حجم وأثر عملها في قطاع غزة، وذكر أن آثار الحرب ستستمر لفترة طويلة وهناك حاجة ماسة لزيادة تدفق الإغاثة الفورية للمدنيين، وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن هناك نحو 17 ألف طفل فقدوا والديهم أو تم فصلهم عنهم، ونحو مليون طفل لم تعد لديهم منازل يعيشون فيها، وتعاني غزة من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والدواء، والخدمات الصحية مشلولة تقريباً. وتُقّدر عمليات إعادة إعمار غزة إلى ما يقارب الـ 40 مليار دولار وقد تمتد عمليات الإعمار لـ 80 عاماً، وتصل نسبة المباني السكنية المُدمرة في غزة بـ 72 % بينما التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاماً، فلابد من توفير السكن المؤقت لأهالي غزة وإزالة الركام لتبدأ عمليات الإعمار، ووفقاً لتقديرات منظمة العمل الدولية فقدَ أكثر من 200 ألف موظف وظائفهم في غزة، ولعّل أكبر مشكلة ستواجه الأطفال في غزة هي عمالة الأطفال نظراً لفقدانهم أحد والديهم وبدلاً من عودتهم للمدارس سيتجهون لسوق العمل. خمسة عشر شهراً من الدمار الكامل في البنية التحتية والمرافق والخدمات العامة والصحية والتعليمية، ناهيك عن التدهور الاقتصادي والدمار الاجتماعي بفقدان عدد كبير من الشهداء التي خلّفت تأثيرات نفسية جراء الحرب خاصة الأطفال، حجم الدمار كبير على كل الأصعدة وإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي يحتاج لمختصين وقوة إرادة وصبر لا محدود من أهالي غزة الصامدين والذين صبروا وانتصروا بإذن الله. • تسهم الوساطة القطرية في تعزيز المصالح الإقليمية والدولية، فالتوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يصب فقط في مصلحة الفلسطينيين، بل أيضًا في استقرار المنطقة بشكل عام، مما يساعد على تهدئة القلق الدولي المتزايد حيال التصعيد العسكري. • يظل تأثير حرب غزة على الشعب الفلسطيني عميقًا، وقد يترك آثارًا طويلة المدى في ذاكرة الأجيال القادمة، وتُشّكل الوساطة القطرية بابًا للأمل نحو السلام، ولكن يتطلب الأمر التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف لتحقيق السلام لفلسطين وباقي المنطقة. • بإنهاء العمليات العسكرية في غزة تثبت قطر قوة دبلوماسيتها في حل النزاعات وقدرتها على إدارة الحوار لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة مما يحقق السلام الذي طالما نادت به قطر.

462

| 19 يناير 2025

عودة للغة العربية

في إجازة نهاية السنة زارت إحدى صديقاتي العربيات المهاجرة للدنمارك الدوحة لأول مرة وأُعجبت بل وقعت في غرام الدوحة ومرافقها وخدماتها وبنيتها التحتية ونظامها وأماكنها السياحية، وأشادت بالحكومة الرشيدة التي جعلت من قطر جنة الأرض، ناهيكَ عن السلام والأمان الذي شعرت به هي وعائلتها وهم يقومون بالجولات السياحية في الدوحة، ودعت الله ان يديم علينا الأمن والأمان والازدهار وأن يحفظ الله قطر من كل شر، ولكنها عبّرت عن مشاعر الاستياء عن عدم استخدام اللغة العربية في الأماكن العامة وأن اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة في التعاملات وقارنت ذلك مع الدنمارك حيث تعيش بأنهم يحرصون على التحدث بلغتهم وتعزيزها عند الأجيال الجديدة رغم تعلمهم اللغة الإنجليزية، كما لاحظت أن كثيرا من العائلات العربية والقطرية يتحدثون مع أبنائهم الصغار في الأماكن العامة باللغة الإنجليزية ويهملون العربية، وهذه الملاحظة ربما اغلبنا يلاحظها وسبق أن عبّرت عن استيائي عنها، فالأطفال يتحدثون لغة عربية ركيكة نتيجة التركيز على اللغة الإنجليزية أكثر، فهم يدرسون في مدارس أجنبية وفي البيت تعاملهم مع المربيات والأم كذلك بالإنجليزية مما ينشئ الطفل بعيدا عن اللغة العربية وما يتبعها من قيم ومبادئ أصيلة وإسلامية وعربية وهذا يتطلب جهدا أكثر من العائلة في غرس العادات والتقاليد الإسلامية. ومما لا شك فيه أن اللغة العربية تواجه بعض التحديات التي قد تؤثر على انتشارها واستخدامها، فمثلاً استخدام اللغات الأجنبية في مجالات التعليم، التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي بالتأكيد يؤدي إلى تقليل الاعتماد على اللغة العربية، ويعد النزعة إلى اللهجات المحلية واستخدامها بشكل متزايد، خاصة في وسائل الإعلام الاجتماعية والترفيه، قد يؤثر على الفصحى، مما يُعرّض الفصحى إلى التهميش، وللتعليم في بعض البلدان، دور مهم وذلك لعدم تدريس اللغة العربية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تراجع مهارات القراءة والكتابة لدى الأجيال الجديدة، كما ساهم انتشار العولمة في نشر ثقافات ولغات أخرى، مما قد يؤدي إلى تآكل الثقافات واللغات المحلية بما في ذلك العربية، وقلة المحتوى العربي المتميز على الإنترنت مقارنة باللغات الأخرى قد يؤثر على جذب الشباب لاستخدام العربية، بالرغم من انتشار اللغة العربية والتي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم باعتبارها لغة القرآن الكريم، وتعتبر الفصحى اللغة الرسمية المستخدمة في الإعلام والتعليم والأدب، بينما تعبر اللهجات المحلية عن الفخر بالتراث الثقافي لكل منطقة، فهذا التنوع يعكس أساليب الحياة والعادات والتقاليد، وكل ذلك يجسد غنى الثقافة العربية. وتلعب اللغة العربية أيضًا دورًا هامًا في الأدب والفنون، فقد أبدع الأدباء والشعراء العرب في شتى العصور، معبرين عن مشاعرهم وأفكارهم باستخدام جمالية اللغة العربية، من الجاحظ إلى نزار قباني، وأحدث الأدب العربي تأثيرًا كبيرًا على الثقافة العالمية، إذ يمتاز بأسلوبه الفريد وبلاغته، مما جعله محط اهتمام لدراسات الأدب في جميع أنحاء العالم. وفي عصر التكنولوجيا الحديثة، لا يمكن إغفال أهمية اللغة العربية في العالم الرقمي أيضًا، فإن زيادة المحتوى العربي على الإنترنت وتوافر منصات التعليم الإلكتروني باللغة العربية يعمل على جعل المعرفة متاحة للجميع، كما أن وجود المبادرات التي تعزز تعلم اللغة العربية عبر الانترنت، يساهم في الحفاظ عليها وتعزيز استخدامها. وتولي دولة قطر اهتماما كبيراً باللغة العربية، حيث تعتبر اللغة العربية جزءا أساسيا من هويتها الثقافية والوطنية، ويظهر اهتمامها في التعليم، حيث يتم تدريس اللغة العربية في جميع مستويات التعليم الحكومي، من المدارس الابتدائية إلى الجامعات، كما تتوفر برامج تعليمية خاصة لتعزيز اللغة العربية وآدابها، كما تأسست العديد من المؤسسات والهيئات الثقافية في قطر لتعزيز اللغة العربية، حيث تُعقد فعاليات وورش عمل ومحاضرات تروج للغة، وتشجع دولة قطر على تعلم اللغة العربية بالمسابقات والجوائز حيث تنظم مسابقات أدبية مثل مسابقات الشعر والكتابة باللغة العربية، وكذلك تُقدم جوائز لتشجيع الأدباء والكتاب العرب، وتحرص الدولة على تنظيم الفعاليات الثقافية ومعرض الكتاب التي تركز على الثقافة العربية، مثل مهرجان «كتارا للرواية العربية» ومهرجان «الدوحة للكتاب». ويبقى دور الأسرة هو الأهم في المحافظة على اللغة العربية، فالجهود يجيب أن تكون مشتركة بين الافراد والمجتمعات والحكومات، وتعليم الأبناء اللغة العربية يجب أن يولي اهتماما أكبر من الأهل كما يمكن أن تلزم وزارة التربية والتعليم العالي المدارس الخاصة بزيادة حصص اللغة العربية والشرعية لينشأ الطلاب أكثر وعياً بدينهم وتمسكاً بتعاليم دينهم ولغتهم العربية، وأن يحرص الأهالي على مخاطبة أبنائهم باللغة العربية ويبتعدوا عن اللغات الاجنبية التي يمكن أن تكون مقتصرة على وقت الدراسة أو عندما يحتاجون التواصل فيها مع جنسيات غير عربية. اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي سيدة في عالم المعاني والألوان الثقافية، إن المحافظة على هذه اللغة وتعزيز استخدامها تعد واجبًا جماعيًا لضمان استمرار الهوية العربية وتطور الثقافة في عالم متغير. إذ تبقى اللغة العربية رمزًا للكرامة والقيم الإنسانية، مما يجعلها أحد أهم المكونات التي يجب أن تحافظ عليها المجتمعات العربية. تَعّلم اللغات الأجنبية مهم جداً ويفتح آفاقاً أكثر ولكن لا خير فيمن يجهل لغته الأصلية وهويته العربية ويتمسك بلغة وثقافة دخيلة عليه.

690

| 12 يناير 2025

ضوابط المحتوى الرقمي

ناقش مجلس الشورى مؤخراً مقترحا لتقنين صناعة المحتوى الإعلامي ونشره في المنصات الرقمية، كما ناقش المقترح ضرورة إيجاد إطار قانوني لإصدار رخصة مؤثر للمؤثرين عبر المنصات الرقمية، وتصدرها إحدى الجهات المعلية بالدولة وتتضمن عدداً من الاشتراطات والضوابط والمعايير منها الالتزام بالمحتوى الأخلاقي وذلك بتجنب تداول كل ما يمس الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، واحترام الموروث الثقافي والقيم والهوية الوطنية وتجنب نشر خطابات الكراهية والتمييز والعنف، بالإضافة إلى أهمية تحمّل المسؤولية تجاه المجتمع وذلك بعدم نشر معلومات مضللة أو غير مثبتة علمياً مع أهمية الالتزام بالمصداقية عند الترويج، وفيما يخص حقوق الملكية الفكرية فضرورة عدم استخدام المحتوى المملوك للآخرين دون إذن مسبق أو ترخيص، ومن الأمور المطروحة للضوابط الشفافية وذلك بالالتزام بالافصاح عن الشراكات الإعلانية والرعايات وفق القوانين المحلية، وفيما يخص الضوابط القانونية فتم مناقشة مدة الرخصة وتجديدها، الرقابة والإشراف على المحتوى ومراجعته بشكل دوري من الجهة المختصة، والعقوبات والإجراءات التأديبية في حالة خرق هذه الضوابط مما يجعل مستخدمي المنصات الرقمية أكثر التزاماً في تقديم المحتوى، مما يضمن تقديم محتوى إعلامي هادف ويتماشى مع القيم خاصة أن في الفترة الأخيرة انتشرت حسابات تحمل العلم القطري وللأسف تنشر محتوى هابطا جداً وبعضه غير أخلاقي ناهيك عن الحسابات التي تنشر ما يثير الفتن في المجتمع ويؤجج أفراد المجتمع على بعض أو على الحكومة وغيرها مما يسيء للمجتمع القطري بشكل عام وقد يساهم في نشر ثقافة لا تنتمي إليه. ويُعتبر الإعلام إحدى أدوات التغيير والتأثير الفعّال في المجتمعات، حيث يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام ونشر المعلومات، ومع تزايد استخدام وسائل الإعلام الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، تبرز الحاجة الملحة لفرض ضوابط لتقنين تقديم المحتوى الإعلامي، كما أن فرض هذه الضوابط ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل هو خطوة ضرورية لحماية القيم المجتمعية والحفاظ على الأمن الوطني. وفي ظل التطورات السريعة في مجال الإعلام، يمكن أن تنتشر الشائعات والأخبار غير الموثوقة بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى بلبلة وقلق في المجتمع. لذلك، من الضروري أن تكون هناك قواعد واضحة تنظم مصادر المعلومات وتحدد معايير لمصداقيتها، وتسهم الضوابط في تعزيز المحتوى الإعلامي الهادف والمفيد، فوجود معايير واضحة يمكن أن يشجع المنتجين والمعلنين على تقديم محتوى يرتكز على القيم الإنسانية والأخلاقية، بدلاً من الأموال السريعة أو الإثارة الزائفة، كما يمكن أن يساعد في تعزيز الثقافة الوطنية، من خلال التأكيد على الهوية الثقافية والاجتماعية للدولة. علاوة على ذلك، تلعب الضوابط دوراً مهماً في حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال والشباب، فوجود معايير تنظم المحتوى الذي يتم تقديمه لهم يمكن أن يحميهم من التأثيرات السلبية والمحتويات غير الملائمة، خاصة أن إنشاء بيئة إعلامية آمنة يساعد في تطوير جيل واعٍ قادر على التمييز بين الحقائق والخيال. تُعتبر الضوابط في تقديم المحتوى الإعلامي جزءًا من جهود تعزيز الحريات المسؤولة، إذ يجب أن تكون هناك توازنات واضحة بين حرية التعبير وحماية المجتمع، فالسماح بآراء متنوعة وانتقادات بناءة، مع معايير تحكم ما يُعتبر مقبولاً، يساهم في خلق بيئة حوارية إيجابية تعزز التفاهم والتسامح. * فرض ضوابط لتقنين تقديم المحتوى الإعلامي يُعتبر ضرورة ملحة، فهي لا تساعد فقط في حماية المجتمع من المخاطر، بل تساهم أيضًا في تطوير محتوى إعلامي يستند إلى القيم والحقائق، مما يعزز من تنمية الوعي والمشاركة الفعّالة في الحياة العامة. * فرض العقوبات سيحد من نشر محتوى هابط أو غير لائق أخلاقياً واجتماعياً واستخدام اسم قطر في تشويه الهوية الوطنية!

1536

| 05 يناير 2025

عاد عيدك يا بلادي

قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في أحد خطاباته: ( إن علاقة الشعب بالحكم في قطر هي علاقة أهلية مباشرة، وثمة أعراف وآليات معروفة للتواصل المباشر بين الشعب والحكم) وفي مناسبة أخرى قال حضرة صاحب السمو: ( غايتان تجمعان التعديلات الدستورية المرتبطة بها: الحرص على وحدة الشعب من جهة، والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من جهة أخرى)، كما ذكرَ سمّوه: ( كما تعلمون فقد كانت وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، في مواجهة كل التحديات التي مررنا بها، ومن هنا فإن علينا دائماً حين نراجع تجاربنا أن نضع وحدتنا وتماسكنا فوق أي اعتبار) ولعّل قول سموه: ( كلنا في قطر أهل) تركت أثراً طيباً وإيجابياً في قلب كل قطري وما زالت تتردد في أذهاننا لتذكرنا بانتمائنا ومساواتنا على هذه الأرض الطيبة، نلمس في خطابات سموه حرصه على اللحمة الوطنية وتعزيز الانتماء وهذا ما ألفَ بين قلوب الشعب القطري، فعندما يُذّكرهم الحاكم بالتلاحم والمحبة فيما بينهم يتولد هذا الشعور تلقائياً في نفوس المواطنين بل وحتى المقيمين الذين طالما ذكرهم وقّدر خدماتهم في خطاباته. في قطر أصبحت أيامنا كلها أعيادا وطنية لشعورنا بالوطنية في كل خطاب وفي كل مناسبة قومية ودولية وثقافية، فاليوم الوطني يُجسد تاريخ ازدهار قطر وإنجازاتها التي نفخر بها على جميع الأصعدة، كما يُعّد اليوم الوطني رمزاً للولاء وترسيخاً للهوية الوطنية التي تسعى الدولة لتعزيزها في الأجيال، ويعتبر الاحتفال باليوم الوطني فرصة للمبدعين والهواة في المجالات المتنوعة مثل الفن والأدب والرياضة وغيرها للتعبير عن حبهم لوطنهم بإبداعاتهم التي يتميزون فيها متمسكين بتراثهم القطري الأصيل الممزوج بالحداثة والتطّور. كما يّعّبر اليوم الوطني عن العلاقات الوطيدة بين قطر والدول الخليجية والعربية والعالمية وذلك من خلال احتفال سفاراتها المنتشرة حول العالم، ولعّل تلاحم الشعب يعّبر عن اهتمام الدولة بالأسرة وتماسكها فالدولة تسعى لترسيخ وتقوية دعائم الأسرة مما ينعكس إيجابياً على المجتمع، وكذلك التركيز على التعليم يعكس مدى حرص الدولة على أن يكون المجتمع متعلماً واعياً باستطاعته مواجهة تحديات العصر ومواكبة التطور التكنولوجي، ولم تترك القيادة مجالاً إلاّ واهتمت فيه ووفرت للمواطنين والشعب القطري الحياة الكريمة وربما الأمن والأمان هو أكثر ما تتمتع به قطر وذلك يعكس قوة الأجهزة الأمنية وسعيها للحفاظ على سلامة الشعب القطري، وادعو الله أن يديم الأمن والأمان والسلام علينا وأن يكون في عون قيادتنا وأصحاب القرار في كل المجالات الذين يترجمون إستراتيجية قطر ويحولونها لواقع. بإذن الله إن الله استجاب لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله حين ختم خطابه بدعاء ( اللهم اجعلنا من الذين تحبنا شعوبنا ونبادلها حباً بحب)، فحب سموه وتقديرنا له وإيماننا بحكمة قيادته لا يشوبها شائب، وأثبتت مواقف قطر تجاه الأزمات والقضايا الدولية عمق سياستها وأثر دبلوماسيتها الممتازة مع الجميع، فهي تسعى وتجمع على الخير وتصالح وتفتح أبواب الحوار وتدعو للسلام وتحارب العنف والظلم، اللهم أدم علينا نِعمنا الوفيرة وفي مقدمتها قيادتنا الرشيدة بقيادة أمير البلاد المفدى. اليوم الوطني فرصة للتعبير عن مشاعر الحب التي يكّنها كل قطري وكل من يعيش على أرض قطر وكل حسب موقعه، فقطر وقيادتها يستحقون الحب والإخلاص والوفاء والعمل بجهد من أجل مستقبل زاهر ومتميز.

210

| 22 ديسمبر 2024

لنتَنافس بشرف

المنافسة في الأعمال، المشاريع والإنتاج بشكل عام بين الأشخاص والشركات والدول حق مشروع، وهي أساس للنجاح لأنها تحفّز المتنافس على التفكير في الجديد، وتساعده على الابتكار وخلق آليات مختلفة بل وتدفعه للتفكير خارج الصندوق ليحقق التميز والنجاح، والنجاح الفعلي يكون قائما على العمل بجد والإخلاص فيه وأن تكون الأفكار المقدمة والمعمول بها صادرة عن الشخص نفسه والأهم أن يستخدم طرقاً قانونية وأخلاقية في توصيل أعماله، وللأسف هذه الصفات أصبحت نادرة في أيامنا، فعلى العكس تماماً نرى أن المنافسة تشوبها الشبهات بل وتُعد من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والشركات على حد سواء، تتجلى هذه المنافسة في إساءة سمعة الآخرين، وسرقة الأفكار، وابتكار طرق غير أخلاقية لتحقيق النجاح، فمثلاً لا يتردد البعض في استدراج بعض الموظفين لمعرفة الخطط المستقبلية لأحد الاقسام أو المشاريع وعندما يعرف احدهم الفكرة يُسارع في تطبيقها أو تقديمها، الحال نفسه ينطبق على الأفكار فالبعض تخصصهم ابتكار الأفكار فنجد بعض المستغلين يقتبسون أفكارهم المبتكرة ويطبقونها دون أن يحفظوا الحقوق الفكرية لغيرهم مما يؤثر سلباً على العلاقات الإنسانية والإنتاجية. أمّا صور إساءة السمعة للمبدعين فهي أبشع ما يمكن أن يحدث، وتتمثل تلك الصور في نشر الشائعات المضللة حول زملاء العمل، والتحريض ضدهم لتقويض جهودهم، نقل أخبار كاذبة على لسان الزملاء وإلصاق تُهم عارية من الصحة وغيرها من الأساليب غير الأخلاقية التي يتبعها البعض، وتمثل هذه الأفعال انتهاكاً لأسس النزاهة التي يجب أن تسود في أي بيئة العمل. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن التغلب على هذه الظواهر السلبية في المنافسة وجعلها شريفة، وإيجاد حلول من شأنها أن تساهم في بناء بيئة عمل أكثر صحية وأخلاقية، وربما أحد الحلول الناجحة توعية الطلاب في المدارس والجامعات على موضوع التنافس الشريف وتغذيتهم بالمبادئ والقيم التي من شأنها أن تجعلهم ينشأون على مبدأ التنافس الشريف ونبذ السرقات الفكرية والأدبية، فعندما يدخلون مجال العمل يكونون على وعي بما يدور حولهم، وفي مجال العمل من الضروري تعزيز ثقافة النزاهة والشفافية داخل المؤسسات وحث الإدارة العليا الموظفين على انتهاج الإخلاص في العمل وتجنب الممارسات اللاأخلاقية وغير الشريفة، وقد تكون الدورات وورش العمل مفيدة لتعزيز الأخلاقيات المهنية وتعليم كيفية التعامل مع المنافسة بشكل إيجابي، كما أن تشجيع الابتكار الجماعي، حيث يمكن للعاملين مشاركة أفكارهم بحرية ودون خوف من السرقة، مما يخلق بيئة تعاون مثمرة. يمكن أيضاً إنشاء نظام يتيح تبادل الأفكار والمشاريع، مع ضمان حقوق الملكية الفكرية للعاملين، وكلما كانت الإدارة منفتحة على الموظفين وتتعامل معهم بمبدأ الباب المفتوح والتعاون بين الفرق وتبادل الأفكار باحترام كلما حَفّز الموظفين في التنافس والتميز. وربما فرض عقوبات رادعة على الممارسات غير الأخلاقية وسيلة فعّالة للحفاظ على نزاهة العمل، من خلال تعزيز القيم الأخلاقية وبناء بيئة عمل داعمة، يمكن بذلك تجاوز تحديات المنافسة غير الشريفة، مما يفضي إلى نجاح مستدام للمؤسسات والعاملين فيها. التقليد أمر مذموم وفي عالم برامج التواصل الاجتماعي أصبح التقليد عادة لكسب متابعين أكثر أو للوصول للترند، فنجد أن كثيرا من المستخدمين للبرامج يقلدون بعض الشخصيات في محتواهم أو في طريقة ظهورهم والمشكلة أن البعض يُقلد في الظهور السيئ والذي لا يتماشى مع الأخلاق العامة وذلك فقط من أجل الشهرة، فهنا تُصبح المنافسة مُقززة! التنافس يجب أن يكون بشرف وبعيدا عن الطرق الملتوية وسرقة الافكار والمشاريع والإساءة لسمعة الآخرين أو التقليل منهم، كما أن نكران الجميل لمن قَدّم لنا يد العون في يوم من الأيام من أبشع الأمور التي تندرج تحت الخيانة وقلة الوفاء والتي يجب أن نتجنبها لأنها تجعل ناكر الجميل شخصا غير أمين ويصعب الوثوق فيه!

231

| 15 ديسمبر 2024

رزنامة قطر

أدرتُ حَلقة نقاش في مقهى الصحافة، الذي ينفذه المركز القطري للصحافة حول دور الإعلام الجديد في الترويج السياحي، وذلك بحضور شابين من صنّاع المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي وهما سعود الكواري لمنصة ايش الجدول، وخليفة الهارون لشبكة منصات I love Qatar، وقد شرفّنا في المقهى سعادة الإعلامي القدير سعد الرميحي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الإعلاميين والمؤثرين والمهتمين بالشأن الإعلامي والرقمي، ودار الحديث حول دور منصات التواصل الاجتماعي في خدمة السياحة ومساهمتها في تعريف الجمهور بالفعاليات المقامة وتغطيتها بطريقة احترافية وعرضها للجمهور مما يجعل الدوحة قِبلة للسياحة، خاصة وأن الطقس في هذه الفترة من السنة معتدل إلى بارد وتنشط فيها الفعاليات والأنشطة السياحية والثقافية والترفيهية، بالتأكيد أن للرياضة بكل أنواعها نصيبا في جذب السيّاح للبلد، وخلال الأسبوع الماضي شهدت الدوحة بطولة الفورمولا 1، التي استقطبت كثيرا من السياح المهتمين بالبطولة، ومن خلال منصة رزنامة قطر وموقع Visits Qatar يمكنكم معرفة كمّ الفعاليات التي ستشهدها الدوحة خلال الفترة القادمة من مهرجانات وحفلات ومعارض وغيرها، ولعل الحدث الأكبر هو احتفالات الدولة بذكرى التأسيس واليوم الوطني، والذي يصادف 18 ديسمبر، وستقام فعاليات متعددة في درب الساعي، وعدة مناطق متفرقة. وركزّت الدولة على السياحة تزامناً مع بطولة كأس العالم 2022، ونجحت في جذب السياح من كل دول العالم لما توفره من فعاليات ومناطق سياحية تُرضي جميع الأذواق والفئات، فمن يهوى البحر والبر بإمكانه الاستمتاع في مناطق مثل سيلين والعديد، ومن يهوى اكتشاف المدن والمقاهي والمراكز التجارية فتتوافر في الدوحة أفضل وأضخم المولات التي ترضي كل الأذواق، ومن يهتم بالفنون والتراث فسيجد في قطر مراده في المتاحف والمعارض الفنية التي تعمل بشكل مستمر طوال العام في أكثر من مكان مثل الحي الثقافي كتارا ومركز مطافي، أمّا أماكن المشي والاستمتاع بالأجواء فهي كثيرة مثل الكورنيش وسوق واقف ومنطقة مشيرب والحزم وجزيرة المها واللؤلؤة البيرل ولوسيل ومناطق كثيرة يمكن للسياح قصدها للقضاء وقت ممتع وعمل أنشطة متعددة، وبالنسبة للأطفال فتنتشر العديد من الألعاب في المولات أو بعض المناطق السياحية والفنادق وحدائق الألعاب، ومؤخراً تم الإعلان عن مشروع سميسمة أرض الأساطير والمتوقع أنه سيكون وجهة سياحية ترفيهية للعائلات المحلية والخارجية. في العقد الماضي كانت الدوحة تعتمد على سياحة المؤتمرات، ونجحت في ذلك لكثرة المؤتمرات التي تنفذها والتي يحضرها المشاركون من كل دول العالم، أما الآن وبفضل الإدارة الجديدة لقطر للسياحة وبإدارة سعادة السيد سعد بن علي الخرجي رئيس قطر للسياحة وفريقه تَشهد قطر نمواً غير مسبوق في المجال السياحي لاسيما وأن البنية التحتية مكتملة منذ 2022 والدولة مهيأة لاستقبال ملايين الزوار، كما أن معالم إستراتيجية السياحة واضحة وفي طريقها السليم، وفي تصريح لسعادة سعد بن علي الخرجي أكد على أن الدوحة في يناير الماضي استقبلت 702.800 زائر، وذلك بالتزامن مع كاس آسيا قطر 2023، وهو رقم قياسي لشهر واحد. وما زالت قطر للسياحة تعمل على كثير من الخطط السياحية لتحقق إستراتيجيتها وفقاً لرؤية قطر 2030. ونظراً لتنوع الجمهور المستهدف من الفعاليات السياحية، فلابد من تنوع الفعاليات لتلبي كل الأذواق، خاصة وأن الشعب في قطر مزيج من الثقافات والجنسيات المتنوعة، والتي بحاجة إلى فعاليات تناسبها وتناسب ثقافتها، وهو أحد المتطلبات السياحية، فالبعض لا يتقّبل فكرة العروض والفعاليات الفنيّة الأجنبية والتي هي موجهة لجمهور معين ليس بالضرورة أن يعرفها كل المواطنين ولا مطلوب منهم حضورها، فعلينا تَقّبل ذلك طالما أن البلد يسعى لجذب السيّاح من كل الجنسيات والثقافات، ويمكننا حضور ما يناسبنا من فعاليات وترك الباقي لمن يرغب في حضورها، فإرضاء جميع الأذواق وتلبية مجمل الاهتمامات ضروري للعاملين في القطاع السياحي. نشدُ على يد القائمين على السياحة في قطر، ونتمنى لهم التوفيق في خططهم ومشاريعهم القادمة التي تُنشّط السياحة الداخلية وتستقطب السيّاح من كل دول العالم. نمتلك مقومات طبية هائلة ومستشفيات وعيادات خاصة تضم أحدث التقنيات والأجهزة الطبية، وأعتقد أنه من الضروري وضع خطط تسويقية لتنشيط السياحة العلاجية في قطر، لتكون وجهة سياحية ترفيهية، ثقافية، تجارية وعلاجية. بعض إعلانات الفعاليات لا تصل للجمهور، وربما يسمع عنها البعض بعد انتهائها، فمن الأفضل تكثيف الترويج للمنصات التي يتم فيها إعلان الفعاليات لتصل أخبارها للجميع ويُقبل عليها الجمهور أكثر.

540

| 08 ديسمبر 2024

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

3999

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1728

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1569

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1041

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

879

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

651

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

606

| 04 ديسمبر 2025

549

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية