رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
هناكَ جانبٌ اجتماعيٌّ ينبغي للرياضةِ أنْ تلعبَ دوراً فيه، هو تأهيلُ الأحداثِ الجانحينَ وتهذيبُهم وتقويمُ سلوكِـهِـم، وإعدادُهُم للاندماجِ في الـمجتمعِ كأفرادٍ أسوياء.. وبالطبعِ، فإننا نتمنى أنْ تُسهمَ وزارةُ الشبابِ والرياضةِ بدورٍ فيه بعدما تَبَيَّنَ لنا مدى الجِـدِّيةِ والحِـرْفِيةِ الَّلتين تتميَّـزُ بهما في أداءِ مهامها في الـمجتمعِ.الحلقةُ الـمفقودةُ في سلسلةِ الجهودِ الكبيرةِ التي تبذلُها إدارةُ شرطةِ الأحداثِ بوزارةِ الداخليةِ، والـمؤسسةُ القطريةُ للحمايةِ والتأهيلِ الاجتماعيِّ، هي الحلقةُ الرياضيةُ، ونقصدُ بها، تحديداً، الدورَ الذي يؤديه الـمختصون في الرياضةِ كعلمٍ ذي ركائزَ بدنيةٍ وعقليةٍ ونفسيةٍ، وهم من الكفاءاتِ التي تزهو وزارةُ الشبابِ بها.. فنتمنى عليها توسيعَ نطاقِ نشاطاتِها لتصلَ إلى الأطفالِ الجانحين بحيث تَستثمرُ، في إسهاماتِها لتأهيلِـهِـم، خبراتِها التراكميةَ الـمُكْتَسَبَةَ من إشرافِها على العملِ الشبابيِّ الـمُستندِ إلى خططٍ وبرامجَ علميةٍ مُحْكَـمَـةٍ.ننطلقُ في الجانبِ العمليِّ الـمُتَّصلِ بتمنياتِنا، مِنْ تَطَـلُّعِ الطفلِ إلى القُدوةِ التي تُسهمُ في بنائِهِ النَّفسيِّ والخُلقيِّ، وتُؤثِّـرُ في سلوكِهِ، ونظراً لسِـنِّـهِ فإنَّه يتطلَّـعُ إلى اللاعبينَ الرياضيينَ كنماذجَ يُحْـتَذى بها.. ولذلك، يمكنُ أنْ يقومَ تنسيقٌ بين الوزارةِ واللجنةِ الأولـمبيةِ ومؤسسة أسباير بإشرافٍ من وزارة الداخلية لوَضْـعِ خِـططٍ وبرامجَ يشاركُ في تنفيذِها لاعبون ولاعباتٌ كجزءٍ من دورِهِـم الاجتماعيِّ، لأنَّ ذلك يجعلُ الأحداثَ الجانحينَ، من الجنسينِ، يَحْـتَكُّـونَ مباشرةً بأشخاصٍ لهم مكانةٌ نفسيةٌ كبيرةٌ عندهم، مما يجعلُهُم أشدَّ مَيلاً للاستجابةِ وتَبَـنِّي قِـيَمٍ أخلاقيةٍ قويمةٍ رفيعةٍ تساعدُ في تأهيلِـهم وإعدادِهِم للانخراطِ في الـمجتمعِ.في القانونِ القطريِّ، الحَـدَثُ هو مَنْ لم يتجاوزِ السادسةَ عشرَة، وهناك مشروعُ قانون برَفْـعِ السنِّ إلى الثامنةِ عشرَة، واستبدالِ لفظةِ الحَدَثِ بالطفلِ، مما يعني أننا نتعاملُ مع الشريحةِ العُمْـريةِ الأكبر في مجتمعِنا، أي أننا، بصورةٍ أخرى، نناقشُ مستقبلَ بلادِنا نفسِـهِ، ونبحثُ دورَ الرياضةِ فيه.. فهؤلاءِ الأطفالُ الجانحونَ لا ينبغي التَّعامُلَ معهم كمجرمينَ لا صلاحَ لهم، بل كنفوسٍ غَضَّـةٍ قابلةٍ للإصلاحِ والتأهيلِ، وبخاصةٍ أنَّ جرائمَـهُم لا تعدو، في معظمِها، مشاجراتٍ ينتجُ عنها أذًى بدنيٌّ متفاوتٌ في شِـدَّتِـهِ، أو سرقاتٍ ذاتِ طابعٍ جُرْميٍّ بدائيٍّ، وجُنحاً أخلاقيةً بنسبةٍ لا تتجاوز اثنين في الـمائةِ.من الجديرِ بالاهتمامِ والثَّناءِ، الجهودُ الكبيرةُ التي تبذلُها وزارةُ الداخليةِ بإداراتِها الـمختلفةِ، ومنها بخاصةٍ إدارةُ شرطةُ الأحداثِ التي تتخطى مهامُها الجانبَ العِقابيَّ إلى جوانبِ التأهيلِ النفسيِّ والخُلقيِّ، وهو أمرٌ يبعثُ الأملَ في نفوسِنا بتواصلٍ وتنسيقٍ معَ وزارةِ الشبابِ، بحيثُ تكونُ الرياضةُ رافعةً تُعينُها في تحقيقِ الأمنِ الاجتماعيِّ والحدِّ من جنوحِ الأطفالِ. كلمةٌ أخيرةٌ:عندما نتحدثُ عن دولةِ الـمؤسساتِ التي ننعمُ بالعيشِ فيها، فإننا لا نبالغُ بل نَصِـفُ حالةً مَدَنِـيَّـةً حضاريةً تُراعى فيها جميعُ الشؤونِ في بلادِنا من خلال مؤسساتٍ تشريعية وقضائيةٍ وتنفيذيةٍ لا تحتكم إلا للدستورِ والقانونِ.
375
| 25 فبراير 2015
تستطيعُ أنديتُنا الرياضيةُ الخروجَ من حالةِ الاعتمادِ الكُـلِّيِّ مالياً على الدولةِ عَبْـرَ تنويعِ مصادرِ دَخْـلِـها، إلا أنَّ الإرادةَ ضعيفةٌ لاتِّخاذِ خطواتٍ عَمَـليةٍ تُحَـقِّـقُ ذلك لأسبابٍ كثيرةٍ أهمُّها سيطرةُ الفِـكرِ الإداريِّ للحرسِ القديمِ القائمِ على الإفادةِ من الـموازناتِ الرسميةِ الـمُخَصَّصَـةِ للأنديةِ دون التَّوَجُّـهِ حتى لـمُجرَّدِ التفكيرِ في القيامِ بنشاطاتٍ اقتصاديةٍ. ويعودُ هذا إلى حالةٍ نُخْـبَـوِيَّـةٍ مُتعالِـيَـةٍ لدى الإداراتِ لا تسمحُ للجيلِ الشابِّ، الـمُؤَهَّلِ علمياً ومعرفياً وعملياً، بأنْ يكونَ له وجودٌ فاعلٌ في مجالسِها بحُجَّـةِ أنه لا يمتلكُ الخبراتِ الكافيةَ ولا قدرةَ لديه على الإدارةِ. ومن هنا، تبدو الأهميةُ الكبيرةُ لقانونِ تنظيمِ الأنديةِ الجديدِ الذي يُناقشُـهُ مجلسُ الشورى تمهيداً لرَفْعِـهِ لـمجلسِ الوزراءِ ليُعْـتَـمَدَ رسمياً. الأمر الجديرُ بالتقدير في القانونِ أنَّـهُ يضعُ أسساً للاستثمارِ في الأنديةِ، ويُحدِّدُ الجهاتِ الرَّقابيةَ عليه، وهذا يعني إلزامَ إداراتِها بالسعي للقيامِ بدورٍ فاعلٍ في تعزيزِ اقتصاداتِها لتخليصِها من أزماتِها الـماليةِ التي تكادُ تُصبحُ مزمنةً بسبب الجمودِ الإداريِّ، وغيابِ روحِ الـمبادرةِ نظراً للحالةِ النُّخْـبَوِيَّـةِ السابقِ ذكرها. لابد من الإشارةِ إلى أنَّ القانونَ ينصُّ فقط على الاستثمارِ في الأنديةِ، وهو أمرٌ نفهمُـهُ لأنَّ الـمُشَـرِّعَ يتعاملُ مع الواقعِ الـملموسِ. إلا أنني أرى وجوبَ قيامِها بأنشطةٍ اقتصاديةٍ خارجيةٍ تُسْهِـمُ في دَعْـمِ موازناتِها، وتُعطيها مجالاً أوسعَ في الخَيارِ الأفضلِ لها بشأنِ الاستثماراتِ فيها. ولنضربْ أمثلةً لهذهِ الأنشطةِ: (1) يمكنُ لإداراتِ الأنديةِ التعاقُـدُ مع مُخَتَصِّينَ اقتصاديينَ وقانونيينَ لوَضْـعِ خططٍ للاستثمارِ في العقاراتِ، والـمنشآتِ السَّكَـنِـيَّةِ بخاصةٍ، يتمُّ تمويلُها بقروضٍ مُيَـسَّرَةٍ من الـمصارفِ الوطنيةِ وبفترةِ سَـماحٍ كافيةٍ للانتهاء من إقامتِـها بحيثُ تُسَـدَّدُ من مردوداتِها. وبعدَ ذلك، تُطْـرَحُ في سوقِ الأوراقِ الـماليةِ كأسْهُمٍ تحتفظُ الأنديةُ لنفسِها بنسبةِ واحدٍ وخمسينَ بالـمائة منها. وهذا يُؤمِّنُ لها مورداً متصاعداً بمرورِ الزمنِ. بالطبعِ، سيخرجُ الحرسُ الإداريُّ القديمُ بحُججٍ للحيلولةِ دون ذلك، كعدم القدرةِ الـمالية على توظيفِ كوادرَ تُشرفُ على متابعةِ عملياتِ الإنشاءِ، وعملياتِ الصيانةِ مستقبلاً. فأقولُ إنَّ الأنديةَ ستعتمدُ على شركاتٍ تقومُ بهذه الأعمالِ وتكونُ أتعابُها جزءاً من القروضِ، أو نسبةً بسيطةً يُتَّفَقُ عليها من الـمردوداتِ. (2) يمكنُ للأنديةِ إنشاءُ مشاريعَ تجاريةٍ صغيرةٍ كالصالاتٍ الرياضيةٍ التي تُـمَـوَّلُ من خلالِ صندوقٍ استثماريٍّ تُسهمُ الأنديةُ فيه بنسبةِ واحدٍ وخمسينَ في الـمائةِ، ويُسْـهِـمُ الـمواطنونَ بالنسبةِ الباقيةِ، بحيثُ تُوزَّعُ الأرباح سنوياً مما يضمن دخلاً جديداً للأنديةِ. وهنا، سيقولُ البعضُ إنَّ القيامَ بذلك يعني منافسةَ القطاعِ الخاصِّ في هذا الـمجالِ الاقتصاديِّ، فأقولُ إنَّ الكثافةَ السكانيةَ في بلادِنا تستوعبُ هذا النشاطَ ولن يؤديَ إنشاءُ صالاتٍ جديدةٍ إلى خَفْضِ أرباح مثيلاتِها القائمةِ. (3) الأسهم، مجالٌ ثالثٌ تستطيعُ الأنديةُ استثمارَهُ لتعزيزِ مواردِها الاقتصاديةِ، فهي قادرةٌ على تخصيصِ جزءٍ بسيطٍ من موازناتِها لهذا الهدفِ تحت إشرافِ مختصين ذوي كفاءاتٍ علميةٍ وعمليةٍ في هذا النشاطِ. كلمةٌ أخيرةٌ:نشرتُ مقالاً بتاريخِ 3 /9/ 2014م، بعنوانِ: تمويلُ الأنديةِ بين الإرادةِ وإدامةِ الـمشكلةِ، وأحمدُ اللهَ أنَّ ما جاءَ فيه يتطابقُ كثيراً مع ما تَـضَـمَّنَـهُ القانونُ الجديدُ
2527
| 18 فبراير 2015
الحديثُ عن العربي، هو ألمٌ نقيٌّ يعتصرُ قلوبَ جماهيرِهِ والشارعِ الرياضيِّ في بلادِنا، لأنه نواحٌ يترددُ في الصدورِ عندما نسمعِ بأذنِ أرواحِـنا أنينَ القلعةِ الحمراءَ التي باتت تعيشُ على أمجادِها الـماضياتِ حين كانت الـملاعبُ تهتزُّ لانتصاراتِ فريقِ الأحلام.. هذا وجعٌ يسكنُنا ولا ندري متى نُشفى منه بعودةٍ للعربي مجلَّلةٍ بالإرادةِ والانتصارِ.يبدو أننا أمامَ حالةٍ إداريةٍ صُفْرِيَّـةٍ في النادي العربيِّ تُلقي بظلالِ تَخَبُّطاتِـها الـماضيةِ على حاضرِهِ، فيرتبطُ كلُّ شيءٍ بما تقولُـهُ وتُعْـلِـنُ الإدارةُ عنه. أما مكانةُ النادي وجماهيرُهُ فهما شيئانِ، ومجردُ شيئينِ، تتمُّ الـمُغامرةُ بهما في سبيلِ بقاءِ الإدارةِ والقبولُ بما تقومُ به دون نقاشٍ .الإدارةُ ليستْ افتراضاتٍ لا تصمدُ أمامَ الواقعِ، وإنما هي قدرةٌ على التقييمِ السليمِ، واتِّخاذُ القرارِ الأكثرِ صواباً، والالتزامُ بالتَّعَهُّداتِ. وعندما وَعَدَ رئيسُ النادي العربيّ جماهيرَهُ بأنَّ دوري 2015م سيكون عرباوياً، فإنها لم تنتظر تحقيقَ ذلك ولكنها أمِـلَتْ في مستوى فنيٍّ عالٍ، وتغييراتٍ في اللاعبينَ تُزيلُ أو تُقَـلِّـلُ من تأثيراتِ حالةِ التَّشَتُّتِ وغيابِ الروحِ القتاليةِ على الفريقِ. لكننا لم نشهد شيئاً من ذلك. فالإدارةُ لم تستغل فتراتِ التَّوقُّفِ الطويلةَ نسبياً في مبارياتِ الدوري للتعاقُدِ مع لاعبينَ جُدَد، محليين أو محترفينَ أجانب، يمكنُ توظيفِ مهاراتِـهِـم في تقويةِ خطِّ الدفاعِ. وحتى خوخي بوعلام، الذي صارَتْ رغبتُـهُ في الانتقالِ لأحدِ الأنديةِ ذاتِ الإمكاناتِ الكبيرةِ حَدَثاً يناقشُـهُ العرباويونَ، فإنَّ الإدارةَ لم تتعاملْ معه بجديةٍ، ولم نرَ منها بوادرَ الإعدادِ لصفقةٍ ولو كانت استبدالَـهُ بثلاثةِ لاعبينَ، على الأقل، مع تعويضٍ عن باقي فترةِ تعاقدِهِ مع العربيِّ، حيث إنَّ الإبقاءَ عليه سيكون أمراً في غير صالحِ الفريقِ، فرغبتُـهُ تعني أنه سيكون بلا روحٍ ولا دافعٍ في الـملعبِ، لأنَّ تكوينَـهُ النَّفسيَّ بدأ يُبْـنَى على تحقيقِ ذاتِـهِ خارجَ فريقِ الأحلامِ.ثم تأتي قضيةُ الكابتن سامي الجابر، الذي تعاقدَ العربيُّ معه بوظيفةِ مديرٍ رياضيٍّ، وهو مُسمًى مطَّاطٌ لم نعرفْ إنْ كان يعني أداءَ مهامٍ إداريةٍ أو فنيةٍ، لكن الجابرَ، كما تَبَـيَّنَ لاحقاً، كان هو الـمُدَرِّبُ الفعليُّ بإشرافِـهِ على النواحي الفنيةِ كُلِّـها بما فيها التدريبُ، وأكَّدَتْ ذلك تصريحاتُ رئيسِ الذي قالَ إنَّه طَـرَدَ الـمدرب باتريسكو إرضاءً للجابر.. فلماذا لم يُتَعاقَـدْ معه منذ البدايةِ كمُدربٍ، وهي الـمهمةُ التي يصلحُ لها بدلاً من التخبُّطِ الذي نتجَ عنه انتقالُـهُ إلى نادي الوحدةِ الإماراتيِّ كمدربٍ مع أنَّ عقدَهُ مع العربي لم ينتهِ بعدُ؟ما قاله رئيسُ النادي عن اللاواقعية في مطالبةِ فريقٍ غائبٍ عن البطولاتِ منذ سنواتٍ طوالَ بتحقيقِ بطولةٍ، هو حديثٌ تبريريٌّ لحالةِ العجزِ عن تحقيقِ شيءٍ خلال بطولةِ الدوري، وكان الجمهورُ العرباويُّ ينتظرُ تحقيقَ الوعدِ وليس التَّبريرات التي لا تعني له إلا استمرار معاناةِ النادي وتآكُـلِ قواعدِهِ الجماهيريةِ. كلمةٌ أخيرةٌ:إذا كُنتَ في كلِّ الأمورِ مُـبَــرِّراًخَطأكَ لم تجدْ جمهوراً يُساندُكفأدِرْ بحكمةٍ أو دَعْ سواك لأنَّـــهُقد يَطرقُ أبوابَ حَــــــظٍّ يُعاندُك
3220
| 16 فبراير 2015
اليومُ الرياضيُّ لا يُـقْـرأُ كاحتفاليةٍ سنويةٍ، وإنما كمظهرٍ يُبَـيِّنُ جوانبَ القوةِ والضَّعفِ في تخطيطِـنا الوطنيِّ لجَـعْلِ الرياضةِ أداةً من أدواتِ التغييرِ الإيجابيِّ في البُنى الفكريةِ والاجتماعيةِ السائدةِ في مجتمعِـنا.من متابعتِنا للفعالياتِ والتغطيةِ الإعلاميةِ، يومَ أمسِ، نستطيعُ تَـلَـمُّسَ الجهودَ الهائلةَ التي بذلتْها وزارةُ الشبابِ والرياضةِ واللجنةُ الأولـمبيةُ للإعدادِ لليومِ الرياضيِّ، مما يدفعُنا للمطالبةِ بأمورٍ تُسهمُ مستقبلاً في إنجاحِـهِ ليصيرَ جزءاً من وعينا الـمجتمعيِّ والرياضيِّ، نوجزُها في نقاطٍ كالتالي:(1) نتمنى على وزارةِ الشبابِ أنْ تتواصلَ معَ الـمجلسِ الأعلى للتعليمِ، ليس في الجانبِ الإداريِّ الـمَقصورِ على تفاهماتٍ بشأنِ مادةِ التربيةِ الرياضيةِ، وإنما في الجانبِ البَحْثِـيِّ العلميِّ. فالـمختصون في الرياضةِ كعلمٍ، من الكفاءاتِ التي تزدانُ الوزارةُ بهم، ينبغي خروجُهُم من مبنى الوزارةِ ومنشآتِها إلى الجسمِ التعليميِّ في الروضاتِ والـمدارسِ والجامعاتِ، بالتنسيق مع إداراتِها، ليقوموا بدراساتٍ ميدانيةٍ ويُعِـدُّوا بحوثاً عن كيفية الانتقالِ بالرياضةِ لتُصبحَ جزءاً من البناءِ النفسيِّ والفكريِّ للناشئةِ والشبابِ. وهذا الأمرُ لن يكونَ عملاً يتمُّ في سنةٍ دراسيةٍ أو سنتينِ، وإنما تُوضَعُ له خططٌ تنفيذيةٌ تُـنَفَّذُ مرحلياً خلال سنواتٍ، بحيثُ يبدأُ حَصادُ ثمارِها قُبيلَ انطلاقِ مونديال 2022م، وتكون ركيزةً في تحقيقِ رؤيتِـنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م.(2) هناك جانبٌ مهمٌّ في ترسيخِ الوعي باليومِ الرياضيِّ، لم تتم العنايةُ به، ويتصلُ بالقطاعِ التجاريِّ الخاصِّ العامل في مجالِ ممارسةِ الأنشطةِ البدنيةِ، وتجارةِ الـملابسِ والـمُعداتِ الرياضيةِ. فنتمنى على إدارةِ العلاقاتِ العامةِ بوزارة الشبابِ التواصُلَ مع الصالاتِ الرياضيةِ لتقومَ بدورٍ في التنميةِ الرياضيةِ، كأنْ تُعلنَ عن ممارسةِ الأنشطةِ فيها مجاناً خلال هذا اليومِ. والتواصُلَ معَ الشركاتِ التجاريةِ لتقومَ بالإعلانِ عن تخفيضاتٍ في أسعارِ البيعِ للملبوساتِ والـمُعداتِ، كجزءٍ عمليٍّ يتضمَّنُ دعايةً جماهيريةً مجانيةً لها ينعكسُ إيجاباً على تحقيق الأهدافِ الـمَرْجُـوَّةِ منه.(3) الأمرُ الثالثُ يتعلَّقُ بإعلامِـنا الـمَرئيِّ والـمَسموعِ والـمَقروءِ، حيثُ نلاحظُ أنَّـهُ ينشغلُ باليومِ الرياضيِّ من جانبِـهِ الاحتفاليِّ البَحْتِ، في حين أنَّ لدينا شباباً من الجنسينِ ذوي كفاءاتٍ علميةٍ ومعرفيةٍ وعمليةٍ قادرون على وَضْـعِ خططٍ للتوعيةِ الإعلاميةِ ترتكزُ على الإبهارِ السَّمْعِيِّ والنَّظَريِّ والأفكارِ الـمؤثِّـرَةِ الجاذبةِ للجمهور. فحبذا لو تدارسَ الـمسؤولون في إعلامِـنا اجتذابَ هؤلاءِ الشبابِ لتجديدِ الدماء في الجسمِ الإعلاميِّ فيَـمُـدُّهُ بعامِـلَيِّ الابتكارِ والتأثيرِ في أرفعِ مستوياتِهما. كلمةٌ أخيرةٌ:النجاحُ الذي نلحظُـهُ في اليومِ الرياضيِّ سنةً فسنة هو نجاحٌ للإنسانِ الـمُبدعِ في بلادِنا، مواطناً ومسؤولاً.
2204
| 11 فبراير 2015
أُولى قواعدِ الاستثمارِ، تُلخصُها مَقولةٌ شائعةٌ هي: رأسُ الـمالِ جبانٌ. فالاستقرارُ السياسيُّ والـمُجتمعيُّ والقدراتُ الاقتصاديةُ هي الأمور التي يبحثُ عنها الـمُسْتَـثْـمِرونَ، دولاً وشركاتٍ عابرةً للقاراتِ وأفراداً. وجاءَ تنظيمُ الـمونديالِ ليُثْـبِـتَ للجميعِ تَـوَفُّرَها في بلادِنا، وليُـقَـدِّمَ لهم صورةً عن دولةٍ نَشِـطَـةٍ سياسياً واقتصادياً، تحترمُ مواطنَـها وتبذلُ جهوداً ضخمةً للحفاظِ عليه كقيمةٍ في ذاتِـهِ. عندما حدثني رجالُ أعمالٍ من الصينِ وسنغافورةَ والهندِ، التقيتُ بهم في أحدِ الفنادقِ بالدوحةِ، عن قُدومِـهِم إلى بلادِنا خلالَ إقامةِ الـمونديالِ ليروا عَياناً أموراً لا يمكنُـهُم الوثوقُ بها من خلالِ الإعلامِ، فهذا دليلٌ على أنه كان دعايةً عالـميةً ضخمةً لنا. كما أنَّ حديثَـهُم الاسْتِـفْساريَّ معي عن الرواتبِ والضماناتِ الاجتماعيةِ والصحيةِ والتعليميةِ التي تُقَـدِّمُها الدولةُ للمواطنين، يدلُّ على أنَّـنا صِرْنا تحت العينِ الفاحصةِ للمُستثمرينَ، وأنَّ البذورَ التي ألقاها الـمونديالُ في تُربةِ طَمْـأنَةِ واجتذابِ رؤوسِ الأموالِ قد بدأتْ تُثْـمِرُ رويداً رويداً. اللافت في التحليلاتِ التي تناولَتْ فُرَصَ الاستثمارِ في بلادِنا هو اهتمامُها بالبنى التحتيةِ للتعليمِ باعتبارِها مجالاً استثمارياً مستقبلياً مهماً، لأنَّ قطرَ، خلالَ عشرِ سنواتٍ على أقلِّ تقديرٍ، ستكون مركزَ استقطابٍ إقليميٍّ للطلابِ والطالباتِ في الـمرحلةِ الجامعيةِ نظراً لافتتاحِ فروعٍ لجامعاتٍ عالـميةٍ فيها، مما يعني أنَّ البنى التعليميةِ وما يرتبطُ بها من مشروعاتٍ في البنى التحتية للدولة ستكون مَوْضِـعَ تَـجَـدُّدٍ وتَوَسُّـعٍ دائمينِ. من جانبٍ آخرَ، لاحظتُ تحليلاتٍ عن قدرةِ بلادِنا على استيعابِ أنشطةٍ اقتصاديةٍ ضخمةٍ جداً لا تتصلُ بالبترولِ والغازِ، كإنشاءِ منطقةٍ حرةٍ على مساحةٍ واسعةٍ من الأرضِ، وبناءِ أحواضٍ جافةٍ للسفنِ، ومستودعاتٍ كبيرةٍ، كحالِ شبيهاتِها في الإمارات الشقيقةِ، وربطتْها تلك التحليلاتُ بالعلاقاتِ الدَّوليةِ لبلادِنا وقدرتِها على إنشاءِ بنى تحتيةً للإسكانِ وتوليدِ الكهرباءِ وتحليةِ الـمياهِ والاتصالاتِ والصحةِ والسياحةِ وسواها، وتوصلت إلى إمكانِ ذلك بنسبةٍ كبيرةٍ في ظلِّ السياسات الطَّموحَةِ لقيادتِنا الحكيمة. حديثُنا هو عن رؤوسِ أموالٍ ضخمةٍ سَتُضَخُّ في اقتصادِنا الوطنيِّ، مما يدفُعُنا لـمُطالَـبَـةِ اللجنةِ العُليا للمشاريعِ والإرثِ بإعدادِ خططٍ اقتصاديةٍ وطنيةٍ لاستيعابِها والحَـدِّ من التأثيراتِ السلبيةِ التي قد تُصاحبُها. وكذلك، إعداد قوانينَ استثماريةٍ تجعلُ الـمواطنَ القطريَّ قادراً على الـمشاركةِ في كلِّ الـمشروعاتِ الـمُنْـتَـظَـرَةِ من خلالِ صناديقَ استثماريةٍ تهدف لإفادةِ الـمواطنينَ منها.وسنتناولُ الحصادَ الاجتماعيَّ للمونديالِ في الـمقالِ اللاحقِ.
2618
| 10 فبراير 2015
منَ السابقِ لأوانِـهِ، الحديثُ عن النتائجِ الإيجابيةِ الـمُتَوَقَّعَةِ لـمونديالِ اليدِ على بلادِنا، لكن من الواجبِ علينا الـمتابعةُ الدقيقةُ لأصداءِ نجاحِهِ، تنظيماً وإعداداً وتنفيذاً، في الصحفِ وأجهزةِ الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، لأنَّ هذا هو إحدى السُّبُلِ لاستشرافِ الـمستقبلِ التي ستُساعدُنا في الإعدادِ لـمونديالِ القدمِ 2022م، والانتقالِ التدريجيِّ نحو تحقيقِ الرؤيةِ الوطنية لسنةِ 2030م وما بعدها.حديثنا ليس عن النهضةِ الرياضيةِ فقط، ولكنه يمتد إلى جوانبَ كثيرةٍ، كالسياسةِ والاقتصادِ والتعليم والتنميةِ الاجتماعية، التي سيكونُ لـمونديالِ اليدِ تأثيراتٌ فيها، في الـمَـدَيَـيْنِ القريبِ والـبعيدِ. ولنبدأ بالجانبِ السياسيِّ، وهنا، نتحدثُ عن مكانةِ الدولةِ وحضورِها في القواعدِ الشعبيةِ الكبيرةِ للشعوبِ العربيةِ وغيرِ العربيةِ.عند الرجوعِ إلى الـمواقعِ الرسميةِ للأحزابِ والتنظيماتِ السياسيةِ، ولصفحاتِ الفيس بوك الكبيرة في وطنِـنا العربيِّ، نلاحظُ تغيُّراً في خطابِـها بشأنِ بلادِنا، قيادةً وشعباً، ليصبحَ أكثرَ واقعيةً واتِّزاناً، وينخفضَ التَّحامُلُ علينا إلى حدودِهِ الدنيا، وكان ذلك عندما قرأ القائمونَ عليها والأشقاءُ العربُ، وشاهدوا من خلالِ التلفزةِ، ما يعكسُ حقيقَـتَنا كدولةٍ تحترمُ إنسانَها الـمواطنَ وأشقاءَهُ العربَ والـمسلمينَ وأخوتَـهُ في الإنسانيةِ الـمقيمين في بلادِنا والذين يُسهمونَ في إعمارِها ونهضتِها.ولَفَتَ نظري الاهتمامُ الكبيرُ بسموِّ الأميرِ الـمفدى عند حضورِهِ بعضَ الـمُبارياتِ لـمنتخبِنا الوطنيِّ ومنتخَبَيِّ تونسَ ومصرَ بخاصةٍ، وكيف عُنِـيَتِ التحليلاتُ بالـمشاعرِ العفويةِ الصادقةِ لسموِّهِ، فرحاً أو حزناً، بعد كلِّ مباراةٍ. فشخصُ سموِّهِ كان رافعةً ضخمةً لبلادِنا في أوساطِ الشعوبِ العربيةِ وقواها السياسيةِ الـمُشاركةِ في الحكوماتِ أو التي في صفوفِ الـمعارضةِ. وهذا أمرٌ، كما أخبرني أخوةٌ من أنحاءَ عِـدَّةٍ في وطنِـنا العربيِّ، أسهمَ في نَـقْلِ قطرَ لتصبحَ جزءاً من وجدانِ الـمواطنِ العربيِّ. كم رائعٌ، لو اهتمتِ اللجنةُ العليا للمشاريعِ والإرثِ باستثمارِ نجاحاتِ مونديالِ اليدِ في التواصلِ البَـنَّاءِ والفاعلِ معَ القواعدِ الشعبيةِ الكبيرة عَـبْـرَ إقامةِ علاقاتٍ متينةٍ مع الأحزابِ والتنظيماتِ السياسيةِ الكبرى في وطنِـنا العربيِّ والعالمِ كجزءٍ من جهودِها في مجالِ العلاقاتِ العامةِ الدولية اللازمةِ للإعدادِ لـمونديالِ 2022م. و كم سيكون رائعاً لو عُنِـيَتْ بإعدادِ مجموعاتٍ من الشبابِ، من الجنسينِ، معرفياً وعلمياً وثقافةً سياسيةً، تُوكَلُ إليهم مهمةُ الـمُشاركةِ في الفيس بوك والتويتر لينقلوا عن بلادِنا الصورةَ الحقيقيةَ التي تؤكِّدُ أنها وطنُ الإنسانِ. كلمةٌ أخيرةٌ: تَقَـدُّمُ بلادِنا ونهضتُها بدآ بفكرةٍ ورؤيةٍ، ثم تَـجَـسَّـدا واقعاً بإلإرادةِ الصلبةِ للإنسانِ، قائداً ومسؤولاً ومواطناً، وكان مونديالُ اليدِ أحدُ وجوهِ ذلك.وسنناقشُ الحصادَ الاقتصاديَّ للمونديالِ في الـمقالِ اللاحقِ.
4706
| 08 فبراير 2015
كم رائعٌ أنَّ صالةُ لوسيل اتَّسَعَتْ للقلبِ الكبير لسموِّ الأميرِ الـمُفدى، ولقلوبِ عشراتِ ألوفِ القطريين والقطرياتِ التي اِحْتَضَـنَتْ سموَّهُ ومنتخبَنا، ولقلوبِ ملايينِ الأشقاءِ العربِ التي نَبَضَتْ بالأملِ في فوزٍ مُشَـرِّفٍ لأول منتخبٍ عربيٍّ ينافسُ للوصولِ إلى نهائي كأسِ العالمِ لكرةِ اليد. ثم كانَ الفوزُ على الـمنتخبِ البولنديِّ، فاهتزتِ القلوبُ فرحاً، وتعاظمَ فَـرَحُها لرؤيةِ سموِّهِ يُحَيي منتخبَنا ببشاشتِـهِ ودَماثَـةِ خُلْـقِـهِ وتواضعِـهِ الجَـمِّ. هذهِ هي بلادُنا الحبيبةُ، وهذا قائدُها، وهذا شعبُها الذي يُبادلُهُ حباً بحبٍ وولاءً واحتراماً وتقديراً لشخصيتِـهِ الاعتباريةِ الساميةِ وشخصِـهِ الكريم.أمسِ الأول، أهدانا منتخبُنا فوزاً رائعاً يؤكِّـدُ تَـمَـيُّزَ بلادِنا في لعبةٍ رياضيةٍ كانت حِـكراً على الـمنتخباتِ الأوروبيةِ، وأهْـدَتْـهُ بلادُنا إلى أمَّـتِـنا العربيةِ التي تَـشَـرَّفْنا بتمثيلِـها في تنظيمِ الـمونديالِ، وكنا عند حُسنِ الظَّنِّ بنا، فكانَ التنظيمُ متكاملاً من كلِّ جوانبِـهِ بفضلِ جهودٍ جبارةٍ بذلَتها اللجنةُ الـمنظِّمَـةُ برئاسةِ سعادةِ الشيخِ جوعان بن حمد آل ثاني، ووصلَ منتخبُنا إلى الـمباراةِ النهائيةِ ليرفعَ رايةَ قطرَ في هذا الـمَحفلِ الرياضيِّ العالـميِّ الذي سيزهو بلغةِ الضادِ لأولِ مرةٍ في تاريخِهِ، ويسمعُها العالمُ عندما تصدحُ الحناجرُ بنشيدِنا الوطنيِّ في الحفلِ الختاميِّ.لا بد لنا من الفَـخْـرِ بالإنجازِ الذي حققناهُ بنجاحِـنا في تنظيمِ الـمونديالِ، لأنَّه كانَ لغةً جديدةً خاطبنا بها بعباراتٍ من الحضارةِ والـمدنيةِ عكستْ الـمعدنَ الأصيلَ للإنسانِ القطريِّ الـمُبدعِ القادرِ على العطاءِ وإحداثِ التغييرِ الإيجابيِّ في مَسارِ الأحداثِ. وسيذكرُ التاريخُ أنَّ بلادَنا غَيَّـرَتْ الـمَسارَ في لعبةِ كرةِ اليدِ عندما أخرجَ منتخبُنا الـمنافسةَ من الحلقةِ الأوروبيةِ الضيِّقةِ إلى القاراتِ الأخرى.اليومَ، نحنُ على موعدٍ مع الـمباراةِ النهائيةِ، وقطرَ التي تزهو بأبنائِـها ويخفقُ قلبُها مع نَبْضِ قلوبِـهِم بالأملِ في إنجازٍ عالـميٍّ، وسموِّ الأميرِ الـمفدى الذي سيُشرفُ صالةَ لوسيل بحضورِهِ، وقلوبِ أشقائنا العربِ الذين يدركونَ أنَّ منتخبَـنا هو منتخبُ الأمةِ العربيةِ كلِّها، فعلينا جميعاً التَّوَجُّـه إلى الصالةِ ليكونَ حضورُنا فيها وحولها حَـدَثاً يعكسُ وقوفَـنا مع الـمنتخبِ، وتلاحُـمَنا مع قائدِ مسيرتِنا، وروحَنا الرياضيةَ الرفيعةَ. كلمةٌ أخيرة:الوطَنُ هو الإنسانُ أولاً، ونَحْـمَـدُ اللهَ أنْ أنعمَ على وطنِـنا بشعبٍ حيٍّ وقائدٍ حكيمٍ له في كلِّ قلبٍ مَـوضعٌ سامٍ ومكانةٌ عاليةٌ.
6034
| 01 فبراير 2015
الإنسانُ هو القيمةُ العُظمى في سياساتِ قيادتِنا الحكيمةِ التي تسعى للحفاظِ عليه وتوفيرِ كلِّ ما يضمنُ له الرُّقيَّ الحضاريَّ والرِّفاهَ الـمَعيشيَّ، وتحقيقَ الشروطِ اللازمةِ ليكونَ عنصراً فاعلاً مُـؤثِّـراً في مجتمعِـهِ، وقادراً على الإسهامِ الإيجابيِّ في العالَـمِ بما يُـرَسِّـخُ الـمكانةَ والتأثيرَ لبلادِنا كدولةٍ مُتمدنةٍ إنسانيةِ النَّـهجِ في كلِّ شؤونِـها. ولْـنَقرأْ، في نقاطٍ، جوانبَ النجاحِ في التنميةِ الاجتماعيةِ التي أبرزَها مونديالُ اليدِ. (1) أثْبَتَ الـمونديالُ نجاحَ الجهودِ الـمبذولةِ للتوعيةِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في مستواها السُّلوكيِّ الفرديِّ والجَماعيِّ؛ حين بدا واضحاً أنَّ إنسانَنا الـمواطنَ يحترمُ الآخرَ الذي يختلفُ عنا في الدينِ والقِـيَـمِ الحضاريةِ والـموقفِ السياسيِّ من قضايانا الوطنيةِ والعربيةِ والإسلاميةِ، مما بَـيَّنَ استعدادَنا الـمُجْتَـمَعيَّ لتكونَ بلادُنا أحدَ الـمراكزِ العالـميةِ للتلاقي بينَ الحضاراتِ، وهذا يُشَـكِّلُ إضافةً هامةً لسياساتِنا الخارجيةِ الهادفةِ لخيرِ الشقيقِ العربيِّ والـمُسلمِ، والأخِ في الإنسانيةِ. (2) أبرزَ الـمونديالُ، بقوةٍ، ما تَنعمُ به بلادُنا من أمنٍ اجتماعيٍّ. فمن خلالِ الإعلامِ الرياضيِّ العربيِّ والدوليِّ، نظرَ إلينا العالَمُ من زاويةٍ تُؤكِّـدُ صوابَ تَوَجُّـهاتِـنا لجَعْلِ الرياضةِ مُرْتَكزاً حضارياً في مسيرتِنا لتحقيقِ الرؤيةِ الوطنيةِ لسنة 2030 م.. فالصحفُ ووسائلُ الإعلامِ ومواقعُ التواصُلِ الاجتماعيِّ في وطنِـنا العربيِّ والعالَـمِ، تحدثَتْ عن الـمُواطَـنَةِ، وسيادةِ القانونِ والتسامحِ والتعايشِ، والتكافُلِ الاجتماعيِّ، والعلاقةِ الـمتينةِ التي تربطُ سموَّ الأميرِ الـمُفدى، كشخصيةٍ اعتباريةٍ ساميةٍ وكإنسانٍ، بشعبِـهِ، وهي أمورٌ ذاتُ أهميةٍ عظيمةٍ تدعمُ خطابَنا السياسيَّ والإنسانيَّ والرياضيَّ، وتدفعُ الآخرينَ، شعوباً ومنظماتٍ سياسيةً ورياضيةً، للتعاملِ الإيجابيِّ مع مواقفِـنا ورؤانا على كلِّ الصُّعُدِ. (3) الجانبُ الثالثُ، الذي أظْهَـرَهُ الـمونديالُ، هو الـمُتَّصِـلِ بإنسانِـنا الـمواطنِ في أدائِـهِ لـمَهامِ وظيفتِـهِ العامةِ، فأينما تَلَـفَّتنا نلاحظُ الجهودَ الكبيرةَ التي بذلَها ويبذلُها الـمسؤولون والـموظفونَ من الجنسينِ؛ الجميعُ في اللجنةِ الـمُنظِّـمَةِ، واللجنةِ الأولـمبيةِ القطرية، ووزارةِ الشباب والرياضةِ، وإدارةِ السياحةِ، ووزارةِ الداخليةِ، والوزارات الأخرى، بروحٍ عاليةٍ من الحِـرْفِـيَّـةِ، وإدراكٍ لدورِهِم الوطنيِّ في إنجاحِ البطولةِ. وهو أمرٌ يؤكِّـدُ انتقالَ إنسانِـنا بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ من مستواها النَّظريِّ إلى الـمستوى العمليِّ التنفيذيِّ. كلمةٌ أخيرةٌ:البُنيةُ الحضاريةُ الصلبةُ في نفسِ وعقلِ الإنسانِ القطريِّ هي الركيزةُ الرئيسيةُ التي استندَ إليها سموُّ الأميرِ الـمفدى، في كلِّ سياساتِ بلادِنا، فأبدعَ إنسانُنا وتَـمَـيَّزَ، وكانَ العاملَ الأولَ لنجاحِ إنجازِنا الكبيرِ في تنظيمِ الـمونديالِ.
3740
| 31 يناير 2015
مونديالُ اليدِ، إنجازٌ لم تقتصرْ نجاحاتُ بلادِنا فيه على التنظيمِ والتسويقِ والإعلامِ وتوفيرِ الـمنشآتِ الرياضيةِ الضخمةِ، بل امتدَّتْ لتشملَ الاقتصادَ والسياسةَ.في الجانبِ الاقتصاديِّ، نحن لا نتحدثُ عن مردوداتِ بَيعِ التذاكرِ، والنَّقلِ التلفزيونيِّ، والإعلاناتِ، وإنما نتحدثُ عن الاقتصادِ الوطنيِّ الذي سيتأثَّرُ إيجاباً نتيجةً للاستثماراتِ العالـميةِ الضخمةِ التي سَتُضَـخُّ فيه خلال السنواتِ القادمةِ. ويعودُ ذلك لأسبابٍ كثيرةٍ، أهمُّها: الأمنُ والاستقرارُ، والكفاءةُ الإداريةُ للنشاطِ الاقتصاديِّ، والقوانينُ الـمُنَظِّـمةُ للاستثمارِ، وجميعُها أمورٌ جعلَتْ بلادَنا جاذبةً لرؤوسِ الأموالِ التي ينبغي على الـمختصين في كلِّ نواحي الاقتصادِ أنْ يشرعوا في إعدادِ خططٍ لاستيعابِها في العمليةِ الاقتصاديةِ على مستوى الدولةِ، وعدمِ الاقتصارِ على تركيزِ الجهودِ على الجانبِ العُمرانيِّ الإنشائيِّ. ففي مقالاتٍ عدَّةٍ في صحفٍ عربيةٍ وأجنبيةٍ إشاراتٌ إلى وجوبِ الفوزِ بجزءٍ من مشروعاتِ الصناعةِ الرياضيةِ والسياحةِ بخاصةٍ، مما يدفعُنا للدعوةِ إلى إنشاءِ هيئتينِ تُعنيانِ بالاستثمارِ فيهما وتُشَـكَّلانِ من الـمُختصين والكفاءاتِ ورجالِ الأعمالِ الوطنيينَ.أما الجانبُ السياسيُّ، فالنجاحُ فيه تَخَطَّى أعظمَ تَـوَقُّعاتِنا تفاؤلاً، لأنَّ الـمكانةَ التي حَظِـيَتْ بها بلادُنا نتيجةَ السياساتِ الخارجيةِ والداخليةِ الـمُتزنةِ والـمنحازةِ للإنسانِ الـمواطنِ وشقيقِـهِ الإنسانِ العربيِّ والـمسلمِ منذ منتصفِ تسعينياتِ القرنِ الـماضي، قد عُزِّزَتْ عندما شاهدَنا العالَمُ في بلادِنا، قيادةً حكيمةً وشعباً حياً مُتمدناً. وأمسِ، استعرضْتُ كثيراً من صفحاتِ الفيس بوك والتويتر العربيتين، وبخاصةٍ مواقعِ الأحزابِ السياسيةِ الكبرى في بعض دولِنا العربية، فأثلجَتْ صدري الـمكانةُ الشعوريةُ الرفيعةُ لدى الـمواطنِ العربيِّ تجاه قطرَ وسموِّ الأمير الـمفدى الذي حضرَ مبارياتٍ لمنتخبنا والـمُنتخبينِ الشقيقين الـمصريِّ والتونسيِّ، مما أعطى البطولةَ دَفعاً عروبياً شعبياً، ورَسَّخَ صورةَ بلادِنا كواحةٍ للأمنِ والتحضُّرِ.ما سبقَ، يقودُنا إلى الحديثِ عن التنميةِ الـمجتمعيةِ التي ينبغي أنْ تتمَّ بوتيرةٍ متسارعةٍ تنسجمُ مع التغييراتِ الاقتصاديةِ الهائلةِ الـمُتَوَقَّعَـةِ، بحيث يُـعَدُّ الإنسانُ لها معرفياً وعلمياً ومِـهْـنياً، وهو أمرٌ يكونُ من خلالِ العمليةِ التعليميةِ كركيزةٍ رئيسيةٍ، ثم عبرَ الإعلامِ والأعمالِ الأدبيةِ والفنيةِ. مما يستدعي قيامُنا، كلٌّ في منصبِـهِ ومجالِ عملِـهِ، ببذلِ جهودٍ في مجالاتِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وبالتواصُلِ الفاعلِ مع الـمدرسةِ والجامعةِ، والتفاعُلِ البَـنَّاءِ مع ما تطرحُـهُ وسائلُ الإعلامِ من موضوعاتٍ اجتماعيةٍ.كلمةٌ أخيرةٌ:لابد من توجيه الشكرِ والثناءِ للجهودِ التي بذلتْها اللجنةُ الـمنظمةُ برئاسةِ سعادةِ الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، وأثمرتْ نجاحاتٍ كبيرةً تُشيرُ إلى كفاءةِ الإنسانِ القطريِّ، وقدرتِـهِ على إحداثِ نَقلةٍ نوعيةٍ في مسيرةِ التنميةِ.
2830
| 28 يناير 2015
التأثيرُ والـمَكانةُ تصنعُـهُما الدولُ والشعوبُ بالتواصُلِ مع الآخرين إنسانياً، ومونديالُ اليدِ مجالٌ واسعٌ استطعنا فيه تحقيقَ أهداف عِـدَّةٍ تتصلُ بمساعينا الوطنيةِ لإبرازِ صورةِ بلادِنا كأحدِ الـمراكزِ الحضاريةِ عربياً وآسيوياً ودولياً.في الدوحةِ، الـمستلقيةِ بجمالِها وبهائِها على شاطئ الخليجِ العربي، وفي كلِّ ربوعِ بلادِنا، حياةٌ ناشطةٌ نلمحُ في ثناياها روحَ الإنسانِ القطريِّ الساعي لتوكيدِ ذاتِـهِ من خلالِ ممارسةِ دورِهِ في تجديدِ البُنى الفكريةِ والـمُجتمعيةِ، ورَفْـدِ مسيرةِ التنميةِ الشاملةِ بشبابٍ، من الجنسينِ، كُفءٍ مُـؤَهِّلٍ علمياً ومعرفياً. هذه الروحُ تبدو لنا جَلِـيَّـةً في التعامُلِ الرفيعِ مع أعضاءِ الوفودِ والـمنتخباتِ الـمُشاركةِ، والذي لـمستُ أثرَهُ في أحاديثي مع بعضِـهِم ممن عَـبَّروا عن مشاعر الدهشةِ لِـما يرونَـهُ من نهضةٍ ورُقيٍّ شاملينِ كانوا يقرأونَ ويسمعون عنهما لكن لم يُخَـيَّلْ لهم أنْ يكونا على هذا الـمستوى الرفيعِ. وما يُثلجُ الصدر أنَّ صورةَ إنسانِنا رائعةٌ في أذهانِـهِم كشخصٍ عمليٍّ ذي أخلاقٍ ساميةٍ، وهو أمرٌ يُشيرُ إلى تأسيسِ ركائزَ جديدةٍ في علاقاتِنا الدَّوليةِ تقومُ على الاحترامِ والتقديرِ.من جوانبِ التأثيرِ الحضاريِّ للمونديالِ، أنَّ الصورةَ النَّمَطيةَ لإخوتِنا في الإنسانيةِ، العُمالَ الوافدينَ، التي حاولَ الـمُغرِضونَ ترسيخَها ففشلوا، قد تهاوتْ عملياً بعدما رأى أعضاءُ الوفودِ الإنسانَ القطريَّ في بيئتِـهِ الـمحليةِ، وشاهدوا علاقاتِـهِ الإنسانيةِ بالآخرين، وسمعوا عن صرامةِ القوانينِ التي تحفظُ كرامةَ الإنسانِ وحقوقِـهِ بِغَضِّ النظرِ عن انتمائِهِ الدينيِّ والقوميِّ. وهنا، لابدَّ من الإشادةِ بالـمُختصين القطريين في القانون الذين استطاعوا إعدادَ مشاريع لقوانين تستندُ إلى دينِـنا الحنيفِ والـمبادئ الإنسانيةِ، وكان لهم دورٌ عظيمٌ في بناءِ الصَّرْحِ الوطنيِّ الـمُستندِ إلى الحفاظِ ورعايةِ الإنسانِ كقيمةٍ في ذاتِـهِ.الأمر الأخيرُ الذي تنبغي الإشارةُ إليه هو الاهتمامُ الذي لاحظتُهُ من متابعتي لـمواقعِ الصُّحفِ غير العربيةِ بالرفاهيةِ الإنسانيةِ الـمُتَـمَـثِّـلَـةِ في جوِّ التسامحِ والقُبولِ بالآخرِ واحترامِـهِ في بلادِنا، فتوَجَّهَتْ جهودُ الإنسانِ القطريِّ نحو التعليمِ وممارسةِ الأنشطةِ الاقتصاديةِ في ظلِّ رعايةِ الدولةِ له بقيادةِ سمو الأمير الـمفدى، وهذا نجاحٌ آخرُ نُحَقِّـقُـهُ من خلالِ الـمونديالِ.كلمةٌ أخيرةٌ:يكونُ الإنجازُ إنجازاً حقاً عندما تكونُ قاعدتُهُ الرئيسيةُ الإنسانَ، وتنظيمُ بلادِنا للمونديالِ إنجازٌ سنشهدُ آثارَهُ الإيجابية قريباً.
3398
| 25 يناير 2015
الـمُقَـدِّماتُ تقودُ إلى النتائجِ و ليس العكسُ، فثلاثُ خساراتٍ متتالياتٍ ثم الخروجُ من البطولةِ الآسيويةِ ليسَ أمراً نمرُّ به مرورَ الكرامِ، ولكنه إشارةٌ إلى وجوبِ قراءةِ الحَدَثِ بموضوعيةٍ منْ جميعِ جوانبِـهِ، كالتالي: (1) أُوْلى الـملامحِ التي تُبَـيِّنُ قدراتِ الـمُدربينَ هي الانسجامُ النَّفسيُّ بين اللاعبينَ والذي ينعكسُ إيجاباً أوسلباً على أدائِـهِـم. وهو أمرٌ يرتبطُ بالاستقرارِ على تشكيلةٍ تُتيحُ استقراراً نفسياً لديهم، وتمنحُهُم فرصاً لاستثمارِ كفاءاتِ بعضِـهِم البعض خلالَ الَّلعبِ، وتُمَـكِّـنُهُم من الأداءِ بمستوًى فنيٍّ أعلى. إلا أنَّ بلماضي، رغم الفوزِ بكأسِ الخليجِ، لم يستقر على تشكيلةٍ للمنتخبِ، بل كانت اختياراتُهُ للاعبينَ في كأسِ آسيا موضعَ انتقادٍ، ولْـنَضربْ مثالين على ذلك هما مشعل عبدالله في خط الهجوم، ومحمد موسى الظهيرُ الـمُمَيَّزُ، الَّلذانِ بَـرَزا بأدائِهما، وأثبتا كفاءَتَـهُما في كأسِ الخليجِ، لكن الـمدربَ استبدلَ الأول بمونتاري فأثَّـرَ ذلك نفسياً وفنياً على خطِّ الهجومِ، والثاني بتريسور الذي بدا للجميعِ عدمُ كفاءتِـهِ وانسجامِهِ مع الفريقِ منذ الـمباراة الأولى مع الإماراتِ، ورغم ذلك استمرَّ في التشكيلة في الـمباراتينِ التاليتيينِ فصارَ عِـبئاً نفسياً وفنياً على اللاعبينَ. ولذلك فإنَّ محاولةُ الإيحاءِ بأنَّ التغييراتِ في التشكيلة هَدفُها إشراكُ الجميعِ وتأهيلُهم وإعدادُهم، لا تصحُّ ولا تستقيمُ معَ الواقعِ، لأنَّ عمليةَ الإعدادِ والتأهيلِ لا تكون مع لاعبينَ وصلوا إلى صفوفِ الـمنتخبِ الأولِ، وآنَ أوانُ قِطافِ ثمارِ مهاراتِهم وخبراتِهِم، وإنما يبدأ الإعدادُ في صفوفِ البراعمِ والناشئينَ في أنديتِـنا الرياضيةِ. وكانَ الأجدرُ أنْ يكونَ الحديثُ لكشفِ جوانبِ الخللِ وليس بحثاً عن تبريراتٍ لا تخدمُ الكرةَ القطريةَ. (2) الأمرُ الثاني الذي نلاحظُهُ هو وجودُ حالةٍ إيفرستويةٍ في التعاملِ مع بعضِ اللاعبين، نسبةً إلى إيفرستو مدربِ منتخبِنا في الثمانينياتِ، و هي حالةٌ تقومُ على الحزمِ وفَـرْضِ سُلطةِ الـمدربِ، لكنها، هنا، افتقرتْ إلى عنصرٍ إيفرستويٍّ هامٍّ هو الرؤيةُ، والقراءةُ للاعبينَ وقدراتِـهِـم، والتوظيف الـمناسب لهم. (3) نتساءَلُ، باستغرابٍ شديدٍ، عن الجهازِ الإداريِّ للمنتخبِ، ودورِهِ الغائبِ تماماً. فهو لم يتمكنْ منْ إخراجِ اللاعبينَ من الآثارِ النفسيةِ الناجمةِ عن خسارةِ منتخبِنا الأولى أمامَ نظيرِهِ الإماراتيِّ، ولم نلحظْ له حضوراً إعلامياً لابدَّ منه في مثلِ هذه البطولةِ القاريةِ كعنصرِ دَعْـمٍ نفسيٍّ للاعبين، بل وحتى كعنصرِ حَشْـدٍ جماهيريٍّ يُؤثِّرُ إيجاباً في الدَّعم النفسيِّ. (4) جزءٌ من الـمسؤوليةِ عن الإخفاقاتِ في كأسِ آسيا، يتحمَّلُهُ إعلامُنا الرياضيُّ الذي انشغلَ بصُـنْـعِ الهالةِ الـمُبالَغِ فيها بعد الفوزِ بكأسِ الخليجِ، مما جعلَ منَ التحليلِ الفنيِّ الـموضوعيِّ أمراً مستحيلاً. فبطولتا غربِ آسيا والخليجِ، كما نعرفُ جميعاً، بطولتان افتقرتا للمستوى الفنيِّ للمنتخباتِ الـمُشاركةِ فيهما، فلا يصحُّ البناءُ على نتائجِهِما، مهما كانتْ روعتُها، عند الحديثِ عن مشاركاتٍ مُسْتَقْـبَليةٍ لمنتخبِـنا، قارياً ودَولياً. كلمةٌ أخيرةٌ:تَفصلُنا سَـبْعُ سنواتٍ عن مونديالِ 2022م، وينبغي علينا، كإعلاميينَ ومحللينَ رياضيينَ، الـمُشاركةُ في إعدادِ منتخبِنا بجديةٍ ليُشاركَ فيه بمستوًى ممتازٍ يرتقي للحجمِ الضَّخْمِ لبلادِنا كدولةٍ مُنَظِّمَـةٍ استطاعتْ تحقيقَ إنجازٍ كبيرٍ دَولياً .
4208
| 21 يناير 2015
كلُّ مواطنٍ سفيرٌ لبلادِهِ، في بلادهِ وخارجِـها، وإنسانُنا القطريُّ سفيرٌ من نوعٍ رفيعٍ، لأنَّـهُ يُدركُ حجمَ الـمسؤوليةِ العظيمةَ التي يَتَـقَبَّـلُها بالتزامٍ أخلاقيٍّ وطنيٍّ عالٍ يبدو في تعامُلِـهِ الإنسانيِّ الحضاريِّ مع الآخرين. تَجَـوَّلْتُ في الفنادقِ التي تُقيمُ فيها منتخباتُ الدولِ الـمُشاركةِ في مونديالِ اليدِ، وراقبتُ بعينٍ مُدَقِّـقَـةٍ شبابَنا الـمرافقينَ لها، فأثلجَتْ صدري رؤيةُ جَـدِّيَّتِهِم وبشاشتِـهِم وأخلاقِهِـم الساميةِ في أدائِهِـم لـمَهامِهِـم، وأسعدني شعوري بأنَّ اللجنةَ الـمُنظمةَ استندتْ إليهم إيماناً منها بوجوبِ إعدادِ جيلٍ قادرٍ على التعامُلِ مع جماعاتٍ من البشرِ لكلِّ فردٍ فيها مطالبُـهُ وتكوينُـهُ النفسيُّ والعقليُّ، مما يعني أننا بذلك نُـعِـدُّ قياداتٍ شابةً تستطيعُ ممارَسَـةَ العملَ الـميدانيَّ وتَتَحَـمَّلُ ضغوطَـهُ الهائلةَ. من جانبٍ آخرَ، فإنَّ الطواقمَ الإداريةَ والعُمَّاليَّـةَ، في الفنادقِ، مُؤَهَّلَـةٌ ومُـعَـدَّةٌ مِهْـنياً وسلوكياً، وحتى مَظْهرياً. والـمُلاحَظُ في أدائِها هو حِـرْفِـيَّتُـها في أداءِ مَهامِها، مما يجعلُ منها جزءاً من الواجهةِ الحضاريةِ التي نحرصُ على كَـونِها نقطةَ احتكاكِـنا الأولى بالعالَـمِ. وهذا يدفعُ بنا إلى مطالبةِ الهيئةِ العامةِ للسياحةِ بالتواصُلِ مع وزارةِ العملِ لتكونَ على اطِّلاعٍ مباشرٍ فيما يخصُّ القضايا العُمَّاليةِ للعاملينَ في الفنادقِ والـمنشآتِ السياحيةِ بحيثُ تَـتَّخِـذُ إجراءاتٍ تفضيليةٍ مع الجهاتِ الأكثرِ التزاماً بقوانينِ العملِ روحاً ونصاً، وإجراءاتٍ عقابيةً ضدَّ الـمخالفينَ تتمثَّـلُ في تخفيضِ مستوى التَّعاملاتِ الحكوميةِ معهم . أما وزارةُ الداخليةِ والجهاتُ الأمنيةُ في بلادِنا فإنها على العهدِ بها، تعملُ في صمتٍ مُـؤَديةً رسالتَها في سيادةِ القانونِ والانضباطِ وفقاً لروحِـهِ. ورغمَ عِظَـمِ الـمسؤولياتِ الوطنيةِ الـمُلقاةِ على عاتقِها خلالَ البطولةِ، إلا أننا لا نكادُ نلحظُ وجودَها فيزدادُ تقديرُنا وامتناننا لها على ما ترفلُ به بلادُنا من أمنٍ وأمانٍ. كلمةٌ أخيرةٌ:وطنُنا ليس مساحةً جغرافيةً، وإنما قيادةٌ حكيمةٌ وشعبٌ حيٌّ ذو إرادةٍ وقدرةٍ على التأثيرِ الحضاريِّ، وما نشهدُهُ هذه الأيامَ دليلٌ وإثباتٌ نفخرُ بهما.
2650
| 19 يناير 2015
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3909
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2664
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1716
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1566
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1401
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
912
| 07 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
873
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
648
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
630
| 30 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية