رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حكاية مقيم في قطر

أعرف زميلا عربيا مقيما في قطر وكان لاجئا في إحدى الدول الأوروبية المرموقة والتي تدعي حداثة ورقيا وحفظها لحقوق الإنسان حتى حظي هو وأسرته بجنسيتها لاحقا وكانت عائلته مقيمة هناك وحاول مرات عدة جلب عائلته إلى الدوحة رغم المميزات التي قال إن أسرته تحظى بها هناك من تعليم وصحة ومعيشة ككل ونجح الحمدلله في أن يستقر مع عائلته في الدوحة ولذا سألته ولم كنت تحاول أن تستقدم أسرتك مع تواجد كل هذه الميزات المجانية؟! فأجابني بأن في قطر ما يفوق هذه الميزات فلاحظ استغرابي فاستكمل قائلا: هنا الأمان الذي أفتقده لعائلتي هناك وهنا أستطيع أن أربي (بناتي) اللائي اقتربن من سن المراهقة على الشريعة والأخلاق والالتزام ولا يستطيع أحد أن يتدخل في تربيتي لهن بالصورة المحافظة التي أريدها أن يكبرن عليها أما هناك فأنا وأم البنات كنا مهددين بسلب بناتنا منا في أي لحظة فهل تتخيلين أن الفتيات حينما يلعبن في الشقة ويصدران صخبا في اللعب نتفاجأ بتواجد الشرطة على الباب يطرقون الباب بشدة بعد شكوى كيدية من الجيران بأن بناتي يتعرضن لعنف أسري داخل البيت فيصدمون بأن الفتيات كن يلعبن ببساطة ولم يتعرضن لأي سوء بل وأزيدك من الشعر أبياتا فهل تتخيلين أن المعلمات والمعلمين في المدرسة ينادين بناتي للسؤال عن معيشتهن داخل المنزل وهل منهن من يتعرض لسوء معاملة أو أن يكن مجبورات على أمر هن كارهات له ؟! الوضع لم أستطع تحمله خصوصا وإن بناتي اقتربن من سن المراهقة وكنت أخشى أن يصعب علي ضبطهن بالصورة التي أتمناها أنا ووالدتهن لهن إذا ما كبرن وباتت إغراءات أوروبا تلمع في عيونهن ناهيكم عن إغراءات زميلاتهن المتحررات ولذا فإنني حاولت أن أستقدم عائلتي وأستوفي الشروط كاملة لأتمكن من تفادي كل هذا الجحيم الذي باتت عائلتي بين الحين والآخر تعيشه هناك والحمدلله نحن مقيمون اليوم في قطر بصورة نظامية ولم نتشتت كما كنا نخشى. كنا قد حذرنا من عالم (المثلية) الذي يهدد العرب والمسلمين هناك فإذا بخطر خطف الأطفال من ذويهم الخطر الآخر الذي يضاهي الأول قسوة وألما ووحشة وغربة أشد من غربة الجسد الذي سافروا به إلى أوروبا فماذا يعني أن يترصد هؤلاء بأطفال المسلمين هناك وتصيد أي عثرة ليست في قانونهم الوضعي السقيم لانتزاع هؤلاء الأطفال من أهلهم ودون مبالاة لكمدهم وحرقتهم وكأنهم ينتزعون جمادا وليس فلذات أكبادهم من أحضانهم؟! فهل هذه حداثة الغرب الذي لطالما ضج أسماعنا برقيه وحقوق الإنسان لديه وهو والله أبعد من أن يكون على قدر هذه الدعاية الواهية الهشة؟! فكثير من المقاطع الحية تصدّرها لنا مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهد تكمد القلب تصور انتزاع الشرطة ومدعي حقوق الإنسان في أكثر من دولة أوروبية لأطفال صغار وبعضهم لم يصل لعمر الثلاث والخمس سنوات وهم يبكون بحرقة وسط صيحات الآباء والأمهات بعد انتزاعهم انتزاعا من أحضان والديهم ولأسباب أقل ما يقال عنها إنها تافهة بينما يغضون النظر عن بيوت مواطنيهم الذي لا تخلو أغلبها من تواجد المدمنين وغير المؤهلين لرعاية أطفالهم أو حتى إنقاذ المشردين في الشوارع ممن يحملون جنسية بلادهم الأصلية ولكنها (فوبيا العرب والمسلمين) المسلطة على رقابهم والحقد الدفين المختزن في قلوبهم السوداء هو من يحركهم تجاه هؤلاء الذين هربوا من حروب أوطانهم الأليمة إلى من كانوا يظنون أنها بلد الأحلام وتحقيق الأماني وبناء مستقبل باهر لأبنائهم فإذا بجحيم أوطانهم جنة لهم ولذا لا تجعلوا من إغواءات وإغراءات أوروبا الضعف الذي تذوبون في حباله دون تفكير وإنني أتمنى أن تثير حكومة أي دولة عربية هذه القضية الشائكة في أي مباحثات تجمعها مع حكومة أي دولة أوروبية ممن تكثر فيها هذه الحوادث المؤسفة والتي تستهدف العرب والمسلمين على حد سواء فلعل الله يأتي بالخير بعد هذا الاهتمام الذي نرجو.. لعل إن شاء الله.

579

| 25 مارس 2025

أخبروهم عن فلسطين

لأننا في وقت ما عادت فيه الأجيال الجديدة تعرف بقضية فلسطين وتجهل إسرائيل فإنني أحرص بين الفينة والأخرى على تعريف أبناء العائلة الصغار بهذه القضية التي تعد قضية العرب الأولى والتي لم تلق حلا منذ أكثر من 70 سنة وتحديدا منذ أن استوطن الإسرائيليون فلسطين واستعمروها وجعلوها وطنا لهم بعد أن عاشوا شتاتا في أوروبا حتى ضاقت بهم القارة العجوز فبحثوا لهم عن بلد يجمعهم فيتخذونه وطنا ووقع اختيارهم على فلسطين الواقعة في قلب الأمة العربية فاستوطنها اليهود بناء على وعد بلفور الذي جعل منها وطنا لهم ومضت العقود. وضع الإسرائيليون فيها ثقلهم وشكك بعض العرب في أهمية تحرير فلسطين لأنهم رأوا من إسرائيل جارة محتملة لهم وواقعا لا يمكن التملص منه ولذا فضلوا التقرب منها عوضا عن الاستمرار في محاولة حل القضية الفلسطينية. * في اجتماع العائلة الاسبوعي لدينا في شهر رمضان في يوم الجمعة وتجمع الأطفال كالعادة في غرفتي بعيدا عن الهوس بـ (الآيبادات والبلايستيشن) سألتهم سؤالا ونحن نشهد عدوانا لم ينته على غزة: ما هي إسرائيل؟! بعضهم نظر إلى الآخر مستغربا وجاهلا الإجابة بينما انبرى الآخرون والأكبر سنا ممن تم تلقينهم سابقا عن القضية يتسارعون ويتسابقون لطرح الإجابة بلغتهم العامية البسيطة: (إسرائيل هي اللي محتلة فلسطين)! لأبدأ بعدها من الصفر في إفهام الصغار ماذا تعني لنا إسرائيل وما هي فلسطين وما قيمة القدس بأسلوب مبسط وعفوي ليفهم الجاهل ويتذكر الغافل منهم وأخبرتهم أن فلسطين بلد عربي مثل أي بلد تعرفونه ليعددوا لي أسماء الدول الخليجية والعربية التي يعرفونها وأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي وأن إسرائيل كيان لا دولة، وإن تم الاعتراف بها كدولة، وأن العرب يرون أن قضية فلسطين هي قضيتهم الأولى التي لم تلق حلا حتى الآن لكني توقفت عن الشرح حتى هذه النقطة ولم أرد الاسترسال طويلا فأشرح لهم كيف أصاب بعض العرب الملل من هذه القضية وكيف شعروا بالسأم في كل مرة تنادي الجامعة العربية باجتماع طارئ لأجل فلسطين التي شعرت هي الأخرى بالتململ من دعواتها السقيمة تلك فتوقفت عنها لا سيما وإن هذه الاجتماعات كان يحضرها ممثلون لبعض العرب وليس وزراء الخارجية فيها أو القادة ولا تخرج عن دائرة الشجب والاستنكار والإدانة التي لا تحل ولا تربط شيئا في القضية. * وقد امتنعت من تشويه صورة بعض العرب في عيون هؤلاء الأطفال بالقول إن منهم من خذل الفلسطينيين بالتطبيع وإجهاض حق اللاجئين بالعودة وحق الفلسطينيين بالداخل بدولة وحدود مستقلة ووطن آمن لهم وأنه في الوقت الذي كان يسقط فيه عشرات الشهداء من أهل فلسطين كان بعض العرب يشارك إسرائيل حزنها على جرحاها وأن أي عملية استشهاد فلسطينية مشروعة كان هؤلاء يواسون الإسرائيليين في قتلاهم وينددون بالعنف وبالعمليات (الانتحارية) الفلسطينية، فلم أرد لهذه الأجيال الصغيرة أن تنشأ فاقدة الإيمان بموقف العرب من قضية نحاول توريثها لهم كما توارثناها نحن من آبائنا، ولم أشأ أن يباغتني أحد هؤلاء الصغار بسؤال يلجمني عن مبادرة العرب في التطبيع رغم أن القضية لم تحل ولم تُحرر فلسطين، ولا زالت العمليات العسكرية والغارات الهجومية متكررة على الفلسطينيين في غزة والضفة فكيف يطبع العرب وكل هذا الإجرام الإسرائيلي الحاصل؟! حقيقة لم أرد أن أتلعثم في الحديث وأنا المفوهة في العائلة بالحديث المتأنق والكلام المنسق ولكني أتوقع يوما أن أسقط في فخ هؤلاء الصغار ممن سوف يتعمقون يوما بقضية فلسطين ويتأكدون أنني قد كذبت في مواقف بعض العرب حين قصدت عمدا تجميلها!.

729

| 24 مارس 2025

أين نحن وأين هم؟

لسنا في السابع من أكتوبر من عام 2023 ولكننا نعيش نفس الكارثة وعدنا لنفس الحزن والمصاب، فأهل غزة يعيشون نفس الظروف القاتلة اليوم ومن نجا من عدوان استمر لعام وأربعة شهور فقد استشهد اليوم وهو صائم لم يتسحر وكان يمني نفسه بأنه سوف يعيش عيدا هادئا وإن كان بين الركام والدمار والبيوت المهدمة والبنية التحتية المدمرة بين مشاهد تتكرر اليوم وسط النحيب على مشاهد الشهداء وأجساد الأطفال المقطعة أو المحترقة أو المتحللة تحت الردم والعرب يواصلون صيامهم وعباداتهم ويطلبون من الله القبول! نعم يطلبونه ولا يطلبون لغزة شيئا يطلبونه، قبول تمام الصيام وأهل غزة لا يتمونه أحياء ليفطروا مع من بقي من عائلاتهم التي كانت تجهزهم للعيد في هذه الهدنة التي حلموا بأن تكون طويلة الأمد وأن تكون بداية عهد جديد بأهل غزة الذين كانوا قد بدؤوا يلملمون أنفسهم ويضمدون جروحهم ويكفكفون دموعهم ويعيدون بناء بيوتهم على قدر المتاح والمستطاع فإذا بالرئيس الأمريكي يتحجج بالصغائر ونتنياهو ينتظر الإشارة ليعطوا أمرا مباشرا بالقتل والقصف والدمار وتعقب الصغار المختبئين خلف قلة من آباء وعائلات ليعيدوا لنا سيناريو بدأ في السابع من أكتوبر 2023 وامتد حتى قبل شهرين من الآن. * وكأن ترامب أراد العودة ليؤكد وقوفه الكامل والمطلق مع إسرائيل حتى على الرغم من أصوات الخلافات التي طرأت بينه وبين نتنياهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي حول هوية الاسرى الذين تمت إعادتهم في الصفقة التي تحجج ترامب بأن حماس تماطل في تنفيذ الاتفاق، ولذا قال لإسرائيل اضربي ونحن من ورائك واقتلي ونحن خلفك واقتلي ونحن من سوف نبارك لك هذا القتل وإن لم يرض العرب الغارقون في صيامهم وصلاتهم وعباداتهم وتجهيزاتهم للعيد لكن دون أهل غزة التي تخرج لنا مشاهد الأمهات الثكلى وهن يبكين قتل الزوج والأبناء وهم صائمون جوعى أو وهم يصارحون أمهاتهم بما يريدون من لبس وحلوى في العيد الذي سوف يقضونه بإذن الله في الجنة بعيدا عنا نحن الذين تخلينا عنهم في حربهم وسلمهم وعدوانهم وموتهم وقتلهم وحرمانهم واحتياجهم، وحينما حانت الهدنة أراد كل واحد منا أن يتخذ مشهد البطولة في بطولة لم تكن من حقه ولكن لأن اسم بلاده قد حشر في إتمامها حشرا فاتخذ مشهد البطل واليوم أين هؤلاء الأبطال مما يجري في غزة؟ أين من رحب بترامب رئيسا أمريكيا عائدا بقوة لسدة حكم البيت الأبيض وقال معه سوف تنتهي هذه الأزمة وسوف ينتهي هذا العدوان الذي لم ينته يا عرب؟. * اليوم نعيش يوما يتكرر على غزة منذ سنة ونصف تقريبا ولا نزال نرجو من هذا العالم المتجمد ومؤسساته الحقوقية ومجلس أمنه العاجز أن يتحركوا لوقف العدوان الإسرائيلي الذي لا تزال دول وحكومات يرونه دفاعا عن نفس ولكن دفاع من من بالضبط؟ هل هو دفاع من طفل ورضيع وجنين وشبل لا يزالون كلهم تحت عباءات والديهم المهترئة والممزقة والعاجزة عن حمايتهم تحتها؟ هل هو دفاع من هجوم شعب يريد فقط أن يعيش على أرضه ويحيا كما يحق لأي شعب في العالم أن يحيا ويعيش؟ وأين نحن وأكرر هذا السؤال للعالم العربي كله أين نحن مما يعاد السيناريو المخيف كله في غزة اليوم؟ أين نحن يا من أخذتنا البطولة في وقف إطلاق النار ولم يأخذنا الحياء من عودة النار لتنهش في أجساد الفلسطينيين اليوم؟ أين نحن اليوم من تخبطات ترامب وإرهاب نتنياهو ومسكنة العرب وضعف المسلمين ولم على أهل غزة أن يتحملوا الفاتورة كلها دون غيرهم؟ كلها تساؤلات لن يجرؤ أحد على الإجابة عليها لأنهم جزء من هذا العدوان الذين لن يستطيعوا التنصل منه وإن غسلوا أيديهم بأنهار العالم المسترسلة التي لن تمحو غدرهم وتهاونهم وضعفهم أبدا.

528

| 23 مارس 2025

يوم ليس لنا

يقال والعهدة على من قال وادعى أن يوم السبت قبل الماضي والذي وافق الثامن من شهر مارس الجاري كان يوما عالميا للمرأة على اختلاف جنسيتها وإلى أي بلد تنتمي واختلاف عمرها وديانتها وحياتها ومكانها وبلادها فهو يوم للمرأة فقط ويقال إن المرأة العربية (المنكوبة) في فلسطين وغزة تحديدا والسودان وليبيا ولبنان واليمن ومصر وسوريا تدخل ضمن الاحتفالية بهذا اليوم المميز الذي تتغنى المنظمات الدولية بتخصيصه وتمييزه لكل امرأة في العالم لذا فعلى هذه المرأة أن تحتفل هي الأخرى بيومها العالمي وترى نفسها على الرجل الذي يسقط دائما من حسابات الأمم المتحدة التي خصصت يوما عالميا للمرأة وآخر للأم في نفس الشهر سيكون في الحادي والعشرين من الشهر نفسه ! * فالمرأة الغزاوية على سبيل المثال يأتي هذا اليوم عليها وهي إما شهيدة أو محرومة أو جائعة أو مصابة أو نازحة أو مقهورة أو أرملة أو منكوبة أو حزينة أو كل ما سبق فأي يوم امرأة تتحدثون يا هؤلاء ؟! هل تتحدثون عن خمسة شهور ماضية وأخرى قادمة لا سمح الله ونساء غزة يحفرن في الصخر لأجل اطفالهن أو تربية إخوانهن الصغار أو ممن نزحن عن بيوتهن وأحيائهن للمجهول فما عادت اللقمة موجودة ولا الكرامة مصونة ؟! أم تتحدثون عن فواجع لا تتحملها الجبال لكن نساء غزة لازلن يتحملن ما يفوق قدرتهن على التحمل ويدعين الله عز وجل أن يجزيهن خيرا على هذا أو يتلطف بهن فيوقف كل هذا بأمر وقدرة من عنده جل جلاله ؟! أم إن اليوم كان لأطفال غزة من الفتيات الصغيرات اللائي وجدن أنفسهن وهن لم يبلغن بعد سن البلوغ يرزحن تحت مسؤولية تربية أخ رضيع أو أخت رضيعة وقد فقدن الأب والأم والعم والعمة والخال والخالة وكل عائلاتهن ؟! فإن كان الثامن من مارس قد تضمن فتيات ونساء غزة الباسلة فأسقطوه من روزنامة غزة فإن فيها ما يتجاوز يوما هزيلا مثل هذا يزدهر ذكره كل عام لكن المحتفى بهن ينلن من قسوة وظلم الظروف ما يجعله يوما خاويا وخاليا من أي شعور وتقدير لهن في هذه الظروف الجائرة والعدوان الإسرائيلي الآثم الذي لا يزال يقتل الآلاف ويصيب الآلاف أيضا فما عاد لهن نصير غير الله ولا ناصر غيره بحول الله وقوته ! * هل كان يوما لنساء السودان لا سمح الله ؟! فإن كان فإن نساء هذا البلد الجميل قد تنازلن عنه لمن يمكنهن أن يحتفلن فيه كما تحلم الأمم المتحدة وتضعه ضمن خططها الهشة لأنهن يلاقين هذا العام أسوأ ما يمكن أن يعشنه في تاريخ السودان كله من وحشة وغربة ولجوء وهروب وفقر وحاجة وإنقاذ الشرف الذي كشف عورات من تخلى عنهن منذ أن بدأت سياسة الغاب تسطو على الشعب وبالذات النساء وجدن أنفسهن وحيدات من أي نصرة أو مدافع لهن في مصابهن الجلل الذي ندعو الله أن يعجل بفرجه عاجلا غير آجل بإذن الله. * أم إنه يوم لنساء سوريا اللاجئات اللاتي يكتوين بنار اللجوء منذ أعوام في ظروف سيئة جدا ويسقطن دائما وأبدا من حسابات المنظمات الدولية التي فلحت بتخصيص يوم للمرأة حول العالم لكنها بلا شك لم تلتفت لظروفهن لا سيما بعض النساء العربيات المكلومات المنكوبات اللائي لا يجدن من العرب ومن العالم سوى التهميش ولا شيء غيره ؟! أم كان لباقي النساء المحرومات من حقهن بالعيش مكرمات ومعززات من بعض دولنا العربية التي فقدت شقيقا عربيا يقف معها بالصورة العربية المطلوبة أو حتى من المؤسسات الدولية التي أُقيمت لأجل هذا الغرض لكنها بعيدة كل البعد عن دورها المنوطة به مادام الضحية يحمل الهوية العربية والديانة الإسلامية ؟!. هو يوم مضى وانقضى ولا طائل منه غير التلميع الأخرق لعالم لا يحترم حال المرأة وظروفها المأساوية في بعض الدول العربية والإسلامية للأسف !.

762

| 20 مارس 2025

التضامن غير المتضامن

هل سمعتم بما يسمى (يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني) مع استمرار العدوان الإسرائيلي الإرهابي على غزة التي يتواصل شعبها في مشاركتنا الصوم والصلاة في هذا الشهر الكريم بينما نواصل مشاركتهم التعاطف المستمر منذ سنة ونصف توقف العدوان أياما معدودة وها هو يعود للقصف والقتل وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى الصائمين الذين لم يفطر أغلبهم بعد؟! هل كان يجب علي وعليك وعلى كل عربي ألا يفوت هذا اليوم الذي كان يجب فيه أن نثبت على موقفنا من قضيتنا الأولى وهي قضية فلسطين التي يحاول كثيرون طمسها من اهتماماتنا ومباحثاتنا ولا شك إسقاطها من ذاكرتنا المترهلة التي باتت تنسى من يجب أن يتصدر قوائم أولوياتها ومن يجب أن ينحسر عنها ونحن كشعوب عربية أولى بأن نوقد في دواخلنا دائما شموعا تذكرنا بأن الطريق إلى القدس يجب أن يمر من باب حل القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ ما يقارب قرنا من الزمان والتسليم بأن إسرائيل لا تزال كيانا مغتصبا ومحتلا في حين بات هذا الكيان دولة له حقوق مسلوبة في الذمة الفلسطينية والعربية في نظر بعض الدول التي تنتقص من حق الجانب الفلسطيني على حساب تعزيز الوجود الإسرائيلي الذي أعترف أنه أصبح واقعا لا نستطيع إنكاره مهما فعلنا مادام الحل اليوم هو إقامة دولتين على أرض واحدة وليس طرد المحتل لتعود دولة واحدة على أرض واحدة للأسف ولذا من السهل جدا أن ننسى هذا اليوم لنتذكر كيف يمكننا أن نتضامن مع شعب يدخل كل يوم معركة مع عدو يراه هو بمفرده أنه عدو بينما أصبح هذا العدو اليوم حليفا وصديقا لكثير من العرب وبتنا نحن الشعوب العربية مشغولين بتتبع تلك العلاقات ونسينا أننا يجب أن نقف مع من يدخل معاركه مع الإسرائيليين ويخسر حياته وحياة أبنائه لكنه أبدا لا يخسر قيمة كرامته التي بقيت الوحيدة الحية في هذا الشعب الذي لم يعترف بكل قرارات مجلس الأمن في إعطائه القدس الشرقية عاصمة له بينما تأخذ إسرائيل الأجزاء المتبقية منها والذي لم يعترف أيضا ببقاء الكيان الإسرائيلي على أرضه كصاحب أرض شرعي لها ولم يعترف به كدولة بل إنه حتى الآن لا يرى قيمة لأي عملية سلام صارت في الماضي السحيق أو سوف تستكمل دورها في المستقبل المجهول ولا يعطي أهمية لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولا بافتتاح سفارته في قلبها أو نقل سفارات أوروبية أيضا إليها فهو شعب يناضل ويقدم روحه على طبق من الذهب لأجل أرضه ولا يهمه أن يتوقف لأجل مصلحة حكومة بلاده التي تتهلهل بين خلافات داخلية أو انقسامات وبين مساعيها لتكوين علاقات متميزة مع الحكومات الخارجية أيا كانت جنسياتها أو توجهاتها وعليه فإننا كشعوب يجب أن نجرد أنفسنا من تبعية من يفصل فلسطين إلى أرضين إحداها بقلب طبيعي فلسطيني والآخر بقلب صناعي إسرائيلي ولنظل نهتف بأن فلسطين ما هي إلا أرض عربية المنشأ فلسطينية الجنسية والأصل والتاريخ وأن شعبها يستحق التضامن الذي يستحقه رغم كل المؤامرات التي تحيط بقضيته ورغم كل مظاهر التطبيع التي تنتقص من حقوقه ورغم كل التشويه الذي يلحق بملاحمه البطولية والتضحيات التي يقدمها وتجد لها صدى عند القليل من الزعماء ومنهم الأردن الذي لايزال يسجل موقفه من وصاية بلاده على القدس وتحيته التي أرسلها من عمّان لكل المقدسيين على صمودهم بمناسبة هذا اليوم الذي مر مرور الكرام على كثير من الشعوب والحكومات العربية ولكن تأبى الأردن إلا أن تؤكد على لسان ملكها بتمسكها بالوصاية على مدينة القدس المحتلة وأن القدس الشريف كانت وستبقى محور اهتمام الأردن ورعايته والوصاية عليه واجب ومسؤولية تاريخية ودينية منذ أكثر من عام وبموجب اتفاقية دولية سميت باتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1994. أما في قطر فسنظل شأننا في هذا شأن العرب المخلصين للقضية متضامنين رغم أننا لم نعد نستطيع على أكثر من هذا وسنبقى متعاطفين رغم أن التعاطف لم يعد يكفي في هذا الوقت ولكن يكفي هذا الشعب أن يجد حوله من يتضامن ويتعاطف في الوقت الذي يرى يده حرة غير مغلولة مثل أيدينا ! وقف الكلام !

399

| 19 مارس 2025

المُعلم القطري ثروة وطنية

لا زلت أذكر التقرير الذي نشره موقع صحيفة الشرق عن قصص ومواقف لمعلمين قطريين جعلتهم يتركون مهنة التدريس للأبد في عنوان جذبني لقراءة التقرير الذي نشرته آنذاك في موقعها الإلكتروني النشط والمفضل لدى جمهور عريض من القراء في الوطن العربي وليس في قطر وحدها والذي أزوره بصفة يومية نظرا لتنوعه وتجدده وتفرده بأخبار قد لا تقرأها في مواقع إخبارية أخرى وفوجئت بقصص بعض المعلمين الذين ( طلقوا ) مهنة التدريس ثلاثا لا عودة فيها بسبب ما واجهوه من معاناة حقيقية وصل بعضها إلى مراكز الشرطة وساحات القضاء فكان المدعي طالبا والمدعى عليه معلما كان في يوم من الأيام مدرسا لهذا الطالب. * فهل يمكن أن يصدق أحد ما يحدث لهذه المهنة التي قال فيها أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا ؟! وهل يوجد ( خطة ممنهجة ) حقا لما يسمى بـ ( تطفيش ) المعلم القطري والمعلمة القطرية من سلك التدريس رغم مهنيتها ودورها ورسالتها بل وقدسيتها في تعليم أجيال وإنشاء عقليات قادرة على بناء مجتمعها بما يمكن أن ينتظره منها في المستقبل ؟! وكم ساءني فعلا أن يكون هذا هو الوضع الذي جعل المعلمون القطريون يفرون من هذه المهنة التي يقوم عليها رفعة بلادنا وأبنائنا بحيث باتت الرغبة الأخيرة أو الملغاة من قوائم الرغبات لملتحقي ومنتسبي كلية التربية الذين يودون لو التحقوا بالسلك الإداري أو الاجتماعي للمدارس على ألا يكونوا معلمين يشرحون دروسا حية وعلى علاقة مباشرة ومواجهة بالصف الأمامي مع جموع الطلاب والطالبات الذين يمكن أن يقابلوا منهم أشكالا وصنوفا وأنواعا من أنواع التربية التي نشأوا عليهم في البيوت وتبقى المدرسة المكملة لهذا التربية. *ولذا فإنني أشدت أول ما أشدت به أن يعود مسمى وزارة التعليم إلى وزارة التربية والتعليم فهذا هو الدور الأول الذي نشأنا عليه نحن حينما كنا ندرس تحت هذا المسمى القوي والفاعل وساهمت تربية المدارس في تشكيل شخصياتنا وتحويرها بحيث ساهمت مساهمة فاعلة في تهيئة أفكارنا لما وددنا أن نكون عليه ومن حق أجيال اليوم أن تمضي بنفس الطريق الذي مضت عليه الأجيال السابقة وفي المقابل نود أيضا أن نشاهد المعلم القطري يتصدر منصة التعليم والتعلم في قطر وأن يمثل هذه المنصة بصوته وعلمه وشرحه وعمله الذي لا يجب أن يستصغرها أحد أو ترهقها التكليفات الإدارية التي تستوجبها الوزارة على كوادر التعليم من المعلمين والمعلمات فهذا بحد ذاته يقصم ظهور وجهود هذا الكادر الذي لا تقف مسؤوليته أمام مهنة التدريس فقط وإنما لديه مسؤوليات أخرى خارج أسوار المدرسة من حيث العائلة والمجتمع ولكن الواضح أن المعلم يحمل همومه المدرسية إلى منزله بحيث تطغى هذه المسؤولية على مسؤوليات أخرى لا تقل أهمية عن دوره كمعلم ومربي وفي رأيي أن الجانبين يجب أن يكونا متساويين إن لم تكن مسؤولية العائلة والحياة الخاصة أكثر أهمية لا سيما أنها في الأول والأخير هي حياة هذه المعلمة أو هذا المعلم والتي تنعكس بالسلب أو الإيجاب على دوره في المدرسة ومدى عطائه وفاعليته في تعاطي مهنة التدريس بالصورة المطلوبة والمرغوبة ولذا على الوزارة أن تعي بأن حياة المعلم لا يجب أن يهبها كلها لمهنته وأن له حياة خاصة وعائلية يجب أيضا أن يهتم بها في المقابل وبالتالي يجب أن تكون هناك دراسة موثوقة ويُعمل بنتائجها بصورة عاجلة لئلا نفقد الكادر الوطني في مهنة تقوم على نشأة أجيال قطر بالتعاون مع أشقائنا من المعلمين العرب الذين يمتهنون مهنة التعليم وتربية ونشأة هذه الأجيال التي يجب أن يربو منها من يريد أن يكون معلما ومن تهوى أن تكون معلمة أيضا فوفق الله الجميع لما فيه مصلحة الطالب والوطن ولمهنة التدريس العظيمة.

798

| 18 مارس 2025

لا لإثارة عنصرية ليست فينا

(حد يفهم «المقيمين» أن هذي عادة تراثية قديمة وطنية تخص «المواطنين» الزحمة في كل مكان فيه حتى في «القرنقعوه» زاحمتونا)! بهذه «التنعيقة» لا «التغريدة» - المعدلة لغويا وبلاغيا طبعا – أرادت إحدى المغردات أن توضح نقمها وسخطها من مشاركة المقيمين في قطر لظاهرة القرنقعوه التي كانت في الرابع عشر من شهر رمضان المبارك ليلة الخامس عشر منه، وهي الظاهرة الشعبية المنتشرة في بعض دول الخليج بحيث تسمى «القرقيعان» في دولة الكويت وفي الجانب الشرقي من المملكة العربية السعودية و»القرانقشوه» في سلطنة عمان و»القرقاعون» في مملكة البحرين بينما تسمى لدينا في دولة قطر باسم «القرنقعوه» وتظهر انتقادها قيام معظم المقيمين من المشاركة في احتفالية القرنقعوه احتفاء بهذه الظاهرة التي تأتي في منتصف الشهر الفضيل وتوارثت منذ عشرات السنين ومن أجيال لأخرى بحيث يشارك أغلب المواطنين والمقيمين لا سيما من مواليد الدوحة الذين يرون أنفسهم من أبناء هذا الوطن وأغلبهم لم يتعرف على بلاده الأصلية ولا يعرف وطنا غير قطر أرضا له بغض النظر عن جنسيته ولذا لا تلوموا هذه الفئة من تعايشهم وانصهارهم بعادات قطر وتقاليدها وعُرفها وثيابها الرسمية ولغتها الدارجة المتعارف عليها بين المواطنين، ولذا فمن الطبيعي أن نرى المقيم مع المواطن يحتفلان معا في الأعياد والمناسبات واليوم الوطني ومعظم ما تمر به البلاد من مناسبات واحتفالات وما شابه، فما الذي يجعل هذه المغردة تثير نقما لا أصل له ويتم تداول تغريدتها على نطاق واسع في مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي وتلقى انتقادا كبيرا على إثارة عنصرية ما كان لمواطن قطري أو مواطنة قطرية أن يتعمدا نشرها بتلك الطريقة التي استدعت كثيرا من شرائح المجتمع داخل قطر ومجتمعات خليجية وعربية على انتقادها؟ وإن أهل قطر بعيدون كل البعد عن مثل هذه الأفكار السلبية التي تجعل من المقيم منسلخا من تركيبة المجتمع ولا يسهم مع أخيه المواطن على بنائه بحسب عمل ودور كل مقيم ومواطن فيه ويبدو أن هذه المغردة الناقمة قد نسيت أن الأجانب الذين يختلفون معنا في الدين والشريعة واللغة والجغرافيا والعادات والأعراف والمنهاج الإنساني لم يجرؤ أحد منهم على انتقادها وانتقادنا جميعا على مشاركة الأغلب منا أعياد الميلاد وأعياد الكريسمس ورأس السنة والهالوين وأعياد الأم وغيرها من أعياد منتشرة بين أوساط المجتمعات العربية والغربية المسيحية التي تؤمن بها وتراها أعيادا مقدسة لا يسمح المساس بها، فلماذا لم تر هذه المواطنة نفسها في نفس المربع الضيق الذي ترى فيه المقيمين يزاحمون أشقاءهم المواطنين أعيادا واحتفالات لا ضير منها وليست حكرا على فئة دون غيرها؟! ولماذا تعمدت أن تنشر مثل هذه الملاحظة المدسوسة في الوقت الذي كان أغلب البيوت في قطر تستعد لاستقبال الآلاف من الأطفال على اختلاف جنسياتهم وهم يحملون أكياسهم الملونة وبثيابهم الشعبية التي ازدان بها الأطفال الذكور وتزينت بها الإناث الصغيرات بينما وقف أغلبنا على أهبة الاستعداد على استقبال الجميع دون أن يسأل أحد منا هذا الطفل عن اسمه وجنسيته ولم يزاحم الأطفال المواطنين في الاحتفاء بهذه الاحتفالية الشعبية الرمضانية فيحرمه من الحلوى بينما يتقصد المواطنين لإعطائهم إياها؟! أي عقل هذا وأي تفكير منحرف هذا لإثارة عنصرية بغيضة لم ولن تُعرف بها بلادنا ما عاشت ونمت وتقدمت وكانت ملاذا لكل لاجئ ومرحبا بكل قاصد لها ومُهيئة المناخ المناسب لكل مقيم نظامي فيها بما يعز كرامته ويحفظ إنسانيته كما هو معروف عن قطر وستبقى بإذن الله تعامل الجميع بسواسية تحفظ للمواطنين أحقيتهم وللمقيمين بحقوقهم أما من يحاول أن يثير مثل هذه النعرات فإن له خطوطا لن يتجاوزها أبدا لثبات القانون فيها ولولا أن كلماتها قد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لما كتبت ولما قلت ولكني وجدت نفسي أثبت عدالة العيش الكريم في قطر لكل مقيم ورفاهيته لكل مواطن والحمد لله أولا وآخرا.

663

| 17 مارس 2025

تقـاليع مرفوضة

اعذروني إن كنت سوف أكتب فيما لا يمكن تقبله في شهر رمضان ولكن في الماضي القريب لم نكن نسمع في قطر هوس الـ (تيك توك) ولا تقاليع الـ (سناب شات) ولا ترند (تويتر) بأمر مخالف للدين أو العادات ولا شيء مما كنا نسمعه ونراه من أولئك الذين يهمهم أن يكونوا مشاهير حتى ولو كانت مخالفة للقانون أو لعادات البلاد وتقاليدها واليوم وصلنا هذا الجنون للأسف لمجرد الشهرة الفارغة وزيادة المتابعين بصورة أدعى لأن تكون مقززة للأسف. وبات بعض الشباب يسعى ليحقق أعلى نسب مشاهدة في حسابه على التيك توك أو سناب شات حتى ولو كان هذا على حساب أن يخالف القانون بصورة صريحة وسافرة أو أن يتعدى على تقليد ملتزم من تقاليد هذه البلاد والتي سارت محافظة عليه عقودا من الزمن، ويأتي هؤلاء في تحد غريب لينتهكوا هذا الستار بصورة تجعلنا نسأل ما الذي تغير في المجتمع ليخرج عن عباءة التزامه الذي عُرف بها؟ هل هي عولمة التكنولوجيا وجنون هذه البرامج التي تصر على تضمين كل ما هو مجنون وخارج عن المألوف؟ أم أنه التطور الذي يجب أن نقبل به ونقبل بأن يخرج من مجتمعنا من يسايره ويمشي على موجته دون حول منا ولا قوة؟ ماذا يعني أن يقود أحدهم سيارته برعونة معرضا حياته وحياة المارة للخطر وعلى أماكن مخصصة للمشي سيرا على الأقدام لمجرد أن يصور في التيك توك ويزيد من نسبة متابعة المقطع؟ ماذا يعني أن يشوه أحدهم جدران المباني ويصوره صاحبه ليكون حديث المجتمع؟ ماذا يعني أن يقود أحدهم مركبته بشكل حلزوني بين السيارات ويعلم بأن هناك من يصوره وسوف يضع المقطع في تويتر أو أحد تلك البرامج ويصبح حديث الشارع؟ هل هذه هي الشهرة التي يريدها هؤلاء؟ بئس شهرة تلك إذن! فالشهرة أبدا لا تكون بمخالفة القانون أو تشويه المباني أو تعريض الآخرين لخطر محدق وأن يكون ترند لمجرد القيام بهذا التشويه الأخلاقي والفكري والمجتمعي دون حس المسؤولية، والشهرة لا يجب أن تكون على حساب دين أو مجتمع أو أبرياء لا يجب أن يكونوا ضريبة غالية لهذه الشهرة غير المدروسة وغير المحببة وغير المطلوبة، ثم منذ متى كانت الشهرة هذه مرتبطة بأن يخرج أحدهم في مظهر المغامر المجنون ليكون حديث المغردين المطالبين بمحاسبته على رعونته التي لم يقم بها للبلاد والعباد أي ميزان يذكر وكأنه يطبق مقولة «من أمن العقاب أساء الأدب» ونحن الذين نقدم النصيحة على العقاب أولا إلا إذا كانت المخالفة صريحة للقانون فهنا يتقدم العقاب على أي نصيحة يمكن أن تقال بعد انقضاء فترة العقاب الذي يكون عادة علة حجم الجرم المشهود. نعلم بأننا نعيش عالما تكنولوجيا يمكن أن يوصف بالعالم الثوري وأن أجيال اليوم تختلف عما كانت عليه الأجيال السابقة ولكننا على يقين بأن التربية هي التي تسهم في استخدام التكنولوجيا بصورة تختلف عما هي عليه وأن هذه التربية هي التي تجبر هذا النشء على اختيار الصحبة الطيبة التي تعينه على مجابهة هذه الحياة بحسب الدين والعرف والقانون والعادة السائدة في المجتمع والصحبة لها دور كبير في تحييد مسالك الشخص أو التزامه وكلنا نرى ماذا يمكن أن تفعل البطانة بصاحبها بغض النظر إن كان مسؤولا أو شخصا عاديا ولكن قل لي من تصاحب أقل لك من أنت. واليوم للأسف كثير من الأُسر لا يتعرفون على أصدقاء أولادهم سواء كانوا شبابا أو حتى فتيات وهذا له دور كبير في تغيير مسارات الأبناء سواء الأخلاقية أو المجتمعية ولذا ليس علينا أن نلوم هذه الصحبة إن لم تكن النشأة صالحة في البيت والعائلة وهي من توجه هذا أولا لنشوء شخصية سوية ملتزمة أولا ثم اختيار صحبته الطيبة ثانيا فاحذروا أن تكون هذه التقاليع بداية لما هو أشد في مجتمعنا ولما لا تحمد عقباه ولا ينفع حينها البكاء على اللبن المسكوب!.

504

| 06 مارس 2025

وبالوالدين إحسانا

لدي صديقة تحرص مع بداية شهر رمضان المبارك من كل عام أن تزور المؤسسة القطرية لرعاية المسنين، باعتبار أن والدها قد توفي وهو نزيل هناك ودائما ما تصف المسنين هناك بأنهم في منتهى الحنان. وجوه ترى في ملامحها النور الذي بات مفقوداً في كثير من الوجوه!. ورؤوس اشتعلت شيباً وظهور منحنية وأقدام عاجزة ونظرات تائهة وأيد ترفع إلى السماء فتتمتم الشفاه بما يجول بخاطر صاحبها. هؤلاء هم شيوخنا الكبار الساكنون في المؤسسة القطرية لرعاية المسنين هنا بالدوحة. هؤلاء الذين نسيهم أبناؤهم وغفلت عنهم الدنيا فلم تمنحهم من اهتمامها شيئاً. أولئك الذين تجثو الجنة تحت أقدامهم ونرى طاعتهم جهاداً ومحبتهم أجراً. ولكن وليت حرف الاستدراك يغيب عني قليلاً. كيف نحن مع آبائنا؟ كيف كان رد الجميل إليهم؟ ترى كم منا رمى والديه في دار العجزة ونسي. نسي أنه كان في يوم من الأيام جنيناً حمله بطن حنون دافئ حميم تحفه المحبة لتلك النطفة الغالية في أحشائها. نسي أنه كان طفلاً يلعب فتراقبه عين لا تنام إلا بعد أن يغمض عينيه في حضن صاحبتها ويأكل قبل أن يأكل والديه. كيف لا وهو الطفل الغالي الحبيب قرة أعين والديه؟ كان يلهو وقبل أن تغافله سقطة ما كانت ذراع والدته أسبق إليه من الأرض فتضمه تهدئ من روعه. تناسى لعبه مع والده في الليالي الطويلة وإعطائه من حنانه ورعايته وماله الشيء الذي لا تستطيع الكلمات أن تفي به. نسي كل ذلك واليوم ينكر ما قدم والداه له. كبر وكبر شأنه معه فلم تعد (العجوز) أمه مهمة له ولا (الشيبة) أبوه يعد شيئاً في حياته! ظن أنه بدونهما سيكبر وسيحقق ما يريده وغفل عن برهما والاهتمام بهما وأحبا يوماً أن يلتفت لهما وألحا عليه. يا ولدنا إن لنا حقاً لديك ونريده. نريد وجهك لنراه ونقبّله، نريد حضنك ليخفف من ارتجاف أوصالنا الهرمة، نريد صوتك يعزف على أوتار حرماننا ما فقدته منذ ان كبرت وعلا شأنك، لا تنسنا فإننا لم ننسك، ومع ذلك كان جزاؤهما دار المسنين ليجدوا في الجدران الصماء ضالتهم وفي أقرانهم (الونيس الوفي) الذي يفتقدونه فيه. ونسيت.. نسيت يا هذا أن لك أماً تدعو الله في ردهات الليل المظلمة أن تلقى وجهك قبل أن تلقى وجه ربها الكريم. نسيت أن لك أباً ينظر بحرقة إلى كتفيه العاريتين الباردتين ويحلم أن تربت كفك الدافئة عليهما فتخفف من وحشتهما ولكن استعظمت عليهما أن يريا أحلامهما واقعاً وانجرفت وراء عائلتك الكبيرة ومشاغل الدنيا- هكذا يبررون تقصيرهم- ولم يعد لك أب أو أم إلا حين تطرح شركة أو بنك أسهماً وتأتي (لتسرق) فرحتهما بفرحة آثمة مخادعة وبعدها تغيب كما تغيب الشمس عن جنوب وشمال الكرة الأرضية سنين ولا تشرق إلا بظهور أسهم جديدة. ويلك.. ما الذي تفعله وفعلته؟ أبوك وأمك جنتك ونارك. برأيك هل ترى في ولدك شيئاً منك؟ انظر جيداً ودقق أكثر فهو يملك طفولة حلوة مثل طفولتك لكنك بالتأكيد تملك مستقبلاً مثل والديك. لربما تستغربون من مقالي اليوم البعيد كل البعد عن السياسة ومشكلاتها وآلامها ودهاليزها ولكن مرض والدي ووالدتي اليوم والشعور بما يشعر به هؤلاء المسنون من ألم وتعب وهرم يمكن أن يغير فيك كل شيء كان يمر في مخيلتك مروراً لا صوت له وتشعر أن الفرصة ما زالت مواتية لك لتستدرك أمراً كنت تظن أنه لا يعني لك شيئاً ولكن نظرة واحدة لتلك الوجوه الطيبة يمكن أن تغير فيك كل شيء وتشعر بتقصيرك تجاه والديك والكبار سناً في عائلتك ولذا لا تجعل مهمة الإحسان لكل هؤلاء يقع على عاتق غيرك فأنت المعني بهذا كله وستجد عاقبة في كل هذا إما حسناً أو كرها.

381

| 04 مارس 2025

يحل خفيفاً ويرحل سريعاً

اليوم هو ثاني أيام شهر رمضان الكريم، الذي حل هذا العام وقد فقد منا من فقده من أحبته ومن استقبل منا من يحبه من الأبناء الذين يمثلون أعضاء جددا هذا العام مع العائلة في رمضان، وبما أن هذا الشهر الفضيل قد حل علينا ضيفا خفيفا فإن الحرص على استقباله بالشكل الذي يليق به مسؤولية كل فرد تجاه نفسه وأهل بيته ومن حوله لذا علموا أطفالكم بأن شهر رمضان شهر كله رحمة وكله مغفرة وكله عتق من النار وليس ما يتداول عن أوله وأوسطه وآخره وأن فيه ليلة تنزل فيها القرآن وهو شهر تصفد فيه الشياطين والجن وأن العبادة يجب أن تكون مضاعفة لأن الأجر فيه مضاعف وعلموهم أنه شهر عبادة لا عادة وكل يوم يمر فيه يجب أن تكون هذه العبادة أكبر وأكثر لأنهم يجب أن يعرفوا قيمة هذا الشهر العظيم الذي للأسف باتت كثير من الأمهات والآباء يرونه من منظور مختلف لكل منهم فالنساء يعتبرنه شهر (التفنن) في إعداد الموائد بما لذ وطاب والوصفات التي يتبعنها من حسابات الإنستغرام وغيرها وكأن العائلة لم تأكل في حياتها كما يجب أن تأكل في هذا الشهر، ناهيكم عن تتبع المسلسلات التلفزيونية الرمضانية التي تحرص شركات الإنتاج على التنافس فيما بينها لتكون بطلة رمضان التي تلقى لها جماهير عريضة خصوصا من النساء للأسف بينما بعض الرجال يرون فيه شهر الغبقات والسهر مع الشباب في المجالس وتبادل الزيارات التي لا تخرج عن اللهو في الحديث والأحاديث التي لا جدوى منها ولا ربح وكل هذه الفئات موجودة ليس في مجتمعنا فقط بل في جميع الدول الخليجية والعربية وهو أمر للأسف بات سائدا ويورّث للأجيال الصغيرة التي تكبر على هذه الأنواع من الاهتمامات التي لا تتناسب مع هوية هذا الشهر الكريم الذي يجب أن يؤخذ بأكثر من أكل وشرب وسهر وحديث، فالبيوت إنما تعمر بقوة الإيمان وتُدمر بغيره فلم لا نجعل من شهر رمضان هذه المرة سببا لتتغير خططنا التي دأبنا سابقا على السير عليها في هذا الشهر الذي لم يلق مكانته الحقيقية في دواخلنا كمسلمين أنعم الله علينا بنعمة الإسلام وبهذا الشهر الكريم المليء بالحسنات ؟! لم لا يحرص كل أب على أخذ أولاده للمسجد وإفهامهم أن صلاة الرجال في المساجد فيها أجر مضاعف عن الصلاة لهم في البيت وأن في كل خطوة يخطونها نحو بيت من بيوت الله فيها حسنات كبيرة ؟! لم لا يجتهد الآباء في تعويد أطفالهم على تلاوة القرآن الكريم وتدبر آياته وجمعهم في حلقات عائلية تتضمن الأب وأطفاله بعد صلاة العصر في المنزل وتعليمهم التلاوة وإفهامهم معنى الآيات بأسلوب حلو ولين ؟! ماذا يمنع أن نجعل من هذا الشهر بداية لنشأة الأطفال وبداية حقيقية لنا ككبار في الالتزام بالصلوات وكل العادات الدينية التي كنا مقصرين في أدائها بالطريقة الملتزمة والطيبة ؟! ماذا يمنعنا أن ننهل من تاريخنا الإسلامي الغني بقصصه ومآثره ومحطاته ونزرعها في نفوس تلك الأجيال الخصبة التي يمكن بذلك أن يكبروا وهم يحبون الصلاة ولا يؤدونها دون إحساس بها ويفخرون بإسلامهم ولا يشعرون أنهم قد وُلدوا به فقط وأن يفرحوا بقدوم شهر رمضان لعلمهم بقيمته الدينية الكبيرة عند الله ثم عند المسلمين وبعده عيد الفطر الذي يأتي مكافأة للصائمين العابدين وليس بالنحو الذي باتت عليه أعيادنا التي لا فرحة لها من الصغار والكبار معا داخل نفوسهم؟! لدينا فرصة لأن نعمق كل هذا فينا وفي الصغار وأن نتعاهد أن تكون هناك بداية جديدة وتوبة نصوحة وعهد آخر مع تعاطينا الديني واليومي مع هذا الشهر وما يليه من شهور وأعوام فنحن خير أمة وبهذا العهد سوف نثبت هذا الخير فينا إن عزمنا وقلنا إن شاء الله سنفعل ونعمل ونبدأ وننفذ.

234

| 02 مارس 2025

ملاحظات يجب أن تُقال

أنا أعمل في منطقة الأبراج الجميلة والتي لا تخفى على أحد، وتعد من الأماكن التي تسحر الزائر لجمال الأبراج واصطفافها بصورة جمالية تعطي إيحاء بلوحة مرسومة خصوصا في الليل والأنوار تضيئها مع الشوارع وتمثل تحفة فنية تبارك الله، إلى هنا ويبدو الأمر رائعا لا غبار عليه حتى تصل إلى نقطة أن تبحث عن موقف لسيارتك نهارا وفي أيام العمل وأوقاته المحددة إما أن تكون مراجعا لإحدى الوزارات أو إحدى المؤسسات والاتحادات أو أن تكون موظفا أساسا للمنظومة نفسها فهنا يتهاوى الجمال من حيث لا تدري ولا تعلم بل ولا تشعر وتنشط المخالفات المرورية للسيارات التي تقف بشكل غير نظامي أو على الخطوط العرضية أو على الخطوط الصفراء أو فوق الرصيف و(خذ وخل) لذا فلن أنتهي حينما أعدد، اصف شح المواقف المخصصة والنظامية التي يمكن أن تسع كافة المراجعين الذين تتعلق معاملاتهم بحضورهم وتواجدهم شخصيا في المؤسسة لإتمامها وإنهائها الذي قد يمتد لأيام عديدة فمن أين يمكن لهذا المراجع أن يجد موقفا كل يوم إن حالفه الحظ يوما وهرب من مخالفة محتومة لا محاله ؟! والأمر لا يقف على المراجعين وإنما لكثير من الموظفين الذين لا تتسع مواقف مؤسساتهم التي يعملون بها لسياراتهم فيضطرون للبحث عن مواقف في الشوارع والمناطق القريبة من الأبراج التي يعملون بها وبالطبع لا يجدون مواقف نظامية لقلتها ولذا يصفون بشكل مخالف ويتحملون مخالفات أو قد لا يتحملون لكن المنظر لا يبدو منظما أبدا فوجود أبراج شاهقة وعدم وجود مواقف سيارات كافية يخل بها خصوصا إن كانت مؤسسات خدمية وحكومية. وأذكر أنه في يوم من الأيام الماضية كان لدينا موظف وصلته رسالة نصية بمخالفة مرورية بتاريخ ذاك اليوم وفي الدقيقة التي تلقى بها هذه الرسالة المزعجة قام على الفور بغية تغيير موقف سيارته التي أوقفها بشكل مخالف وما كادت تمر الدقيقة حتى وصلته مخالفة ثانية لنفس السبب فهل تتخيلون كيف كانت حالته حينها ؟! ركض على الفور وغادر العمل ولم يعد له في ذاك اليوم رغم أن الساعة لم تكن تتجاوز الثامنة والنصف صباحا وهو يقول إن كانت قد جاءتني مخالفتان في وقت واحد لنفس السبب فكم سوف أتلقى مخالفات بسبب موقف سيارتي حتى انتهاء وقت العمل ؟! فهل يمكن تصديق هذا ؟! نأتي إلى نقطة تبدو أكثر عجبا فإن كان المراجع أو الموظف ينجو من مخالفة مرورية فإنه لا يمكنه أن ينجو من رسوم المواقف التي قررتها بعض المؤسسات واغلب الجهات للدخول وركن سيارات المراجعين لمواقفها فإذا تخيلنا أن المراجع يمكن أن يذهب لأكثر من جهة خدمية في اليوم وكل جهة تفرض رسوما مالية لمواقف السيارات الخاصة بها فكم من المال سوف يدفعه في هذه الدائرة المحمومة إن افترضنا أنها زيارة واحدة لكل جهة ولا تتكرر الزيارات كل يوم فقط لإنهاء معاملات معلقة ؟! فهل يعقل هذا ؟! وسوف تسألون ما السبب وسوف أشارككم التفكير بالأسباب التي لربما يقول منكم إنها محصورة في التخطيط المعماري لهذه المؤسسات قبل أن تصبح بناء هندسيا مبدعا والتي يهتم أصحابها بتصميم المؤسسة لكنهم يهمشون المحيط لها من مواقف سيارات مناسبة وواسعة وزراعة وخلافه ومنكم من يقول إن المواقف موجودة لكنهم يحصرونها للمدراء والموظفين فقط متناسين أن المراجعين لهم حق في أن يجدوا هم أيضا المساحة الكافية لركن سياراتهم وأيا كان السبب فإن إرهاق الجميع برسوم إضافية غير مبرر حقيقة ناهيكم عما تفرضه بعض المجمعات التجارية أو حتى المحلات الاستهلاكية الكبرى من رسوم أيضا على مواقفها المحيطة والقريبة من هذه الجهات فهل يمكن أن نستوعب أن هناك سوء تخطيط على سوء قرار على سوء تقدير لظروف الناس في هذه الظروف ؟!

441

| 26 فبراير 2025

غيض من فيض

إليكم الموجز والتفصيل تاليا: أب يقتل ولده 12 عاما بسبب مشاجراته الدائمة مع شقيقته! أخ يقتل أخاه فقط لأنه غير (باسوورد) شبكة الواي فاي في المنزل! زوج يقتل زوجته لأنها لم تعد له وجبة الإفطار وآخر يقتلها لأنها تأخرت في إعداد الطعام بينما يضيق الحال بأحدهم فيقتل زوجته للتخلص من طلبات المنزل وأعباء الحياة! أُم تقتل ولدها بمساعدة ولدها الآخر وشقيقته لكثرة مشاكله داخل وخارج البيت! زوجة تستدرج ابن ضرتها وتقتله لغيرتها منها وحرق قلب الزوجة الثانية على فلذة كبدها الصغير! زوجة تضرم النار في القاعة التي يحتفل زوجها بزواجه من أخرى فتقتل العروس وبعضا من الحضور بدم بارد لتشفي غليلها! طالب يتحين الفرصة لقتل زميلته بصورة وحشية وآخر يطعنها عشرات الطعنات بينما ينحر أحدهم زميلة دراسته بسكين حاد أمام أعين المارة الذين وقفوا مندهشين ومصدومين من الذي يرونه وكأنه فيلم رعب يصور أمامهم والسبب رفضن جميعا إتمام علاقات عاطفية مع قاتليهم! هذا غيضٌ من فيض الجرائم التي باتت وسائل الإعلام العربية تنقلها لنا بصورة شبه يومية وكأن العالم هذا قد فقد مودته ورحمته وخلت القلوب من العاطفة التي تمنع الأخ من قتل شقيقه أو غريزة الأم التي طُمست أمام قتل ابنها أو ابنتها بعين لم ترف جفنها وهي ترى الدم الغالي المتدفق أمام عينيها وربما سال بين أصابعها التي تجرأت على سكبه فما الذي حدث يا عرب؟ لم بتنا على موعد يومي على قراءة ومشاهدة هذه الجرائم تحدث في البيوت والشوارع ؟! هل نُزعت الرحمة من قلوبنا حتى يصل الأمر للقتل والنحر وتقطيع جثث صغارنا وحرقها؟ ما الذي تركناه لداعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية التي لا يتحدث فيها إلا السيف وقطع الرقاب من الوريد للوريد ؟ ماذا تختلفون عنها وأنتم تفعلون ما يشيب له رؤوس الولدان من هول وفظاعة الجرائم التي ترتكبونها في حق أقرب الناس إلى قلوبكم؟ هل هو آخر الزمان أم ماذا؟ فوالله إني بت أرى الجرائم التي تُرتكب بحق شعوب عربية وإسلامية والأحوال الصعبة التي مروا ويمرون بها وكيف يناضل المشرد فيهم واللاجئ لحماية أبنائه من خطر الموت وفظاعة البرد ولهيب الصيف رغم الظروف اللا إنسانية أخف مما أصبحت أراه وأسمعه في البيوت العامرة العربية التي تنعم بالأمان وإن كان بعضها يمر بظروف مادية صعبة لكنها سوف تكون أخف وطأة مما تلاقيه تلك الشعوب المهجرة من منازلها والتي لا تشعر بنسبة 1% من الأمان الذي ننعم به كشعوب عربية تتغنى بالاستقلال والحرية في دولنا فهل سمعتم عن لاجئ منهم قتل فلذة كبده لأنه غير قادر على إطعامه وكسوته واتخذ من كل هذا سببا يبرر بها جريمته النكراء البشعة ؟! لا لأنهم لم يفقدوا الرحمة والعطف والشفقة وغريزة الأبوة أو الأمومة من قلوبهم المثقلة هما وحسرة وعجزا ولم يتركوا الفرصة لتلك الشياطين الوحشية من أن تتسلل لهذه القلوب فتقدم على ما نراه اليوم في تلك القلوب التي استحكمتها واحتلتها ولذا ترى من يقتل أطفاله لأنه غير قادر على مصاريفهم وإشباع بطونهم رغم أنه مستقر داخل بلاده وليس مرميا على الحدود في خيم بالية مهترئة وحاله يبدو أفضل من الآخر ولكن انظروا لقسوة الأول ورحمة الثاني لتعرفوا أن الفرق ليس في قلة الحيلة ولكن في تمكن الرحمة من القلب فاللهم لا تُخلِ قلوبنا من الرحمة فنُطرد من رحمتك.

468

| 25 فبراير 2025

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

2019

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
قمة جماهيرية منتظرة

حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...

1629

| 28 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

1149

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الملاعب تشتعل عربياً

تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...

1086

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

984

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
حين يتقدم الطب.. من يحمي المريض؟

أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...

789

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

672

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية… مشروع لغوي قطري يضيء دروب اللغة والهوية

منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...

537

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
أول محامية في العالم بمتلازمة داون: إنجاز يدعونا لتغيير نظرتنا للتعليم

صنعت التاريخ واعتلت قمة المجد كأول محامية معتمدة...

492

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
عولمة قطر اللغوية

حين تتكلم اللغة، فإنها لا تفعل ذلك طلبًا...

459

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
أين المسؤول؟

أين المسؤول؟ سؤال يتصدر المشهد الإداري ويحرج الإدارة...

453

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لُغَتي

‏لُغَتي وما لُغَتي يُسائلُني الذي لاكَ اللسانَ الأعجميَّ...

447

| 24 ديسمبر 2025

أخبار محلية