رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عاد عيد الجزيرة بكل خير

اعذروني إن بدوت عليكم اليوم متحدثة عن أهم معلم إعلامي عربي لدينا ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والأمة الإسلامية بألف خير لا سيما على إخواننا وأهلنا في غزة الصابرة المحتسبة التي تعد شهداءها في الوقت الذي نتجهز فيه لحصر العيدية لدينا والتباهي بها وأعني قناة الجزيرة التي لا تزال تقلقل راحة إسرائيل منذ أن سلطت أضواءها وكاميراتها باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنذ أكثر من عام ونصف العام فضحت الإجرام الإسرائيلي المستعر في قطاع غزة وتلاحقه في كل زاوية خشية أن تنطمس حقيقة إرهاب قوات الاحتلال الإسرائيلي في هذا العدوان الدموي على أطفال وشعب القطاع من المدنيين الأبرياء وهي القناة التي لم تستطع أي قناة عربية أو عالمية ناطقة باللغة العربية أن تضاهيها مهنية ومصداقية والقادرة دائما على أن تكون على الحياد حتى وصلت إلى غزة لتسقط حيادها وتقف مع الجانب الأضعف والمظلوم والذي يستقبل الموت بصدور عارية ورؤوس مكشوفة وتصبح سلاحا لهذا الشعب ليكشف للعالم كمية الدموية التي يتشبع بها الإسرائيليون للانتقام من كل فلسطيني فقط لأنه فلسطيني الدم والهوية والانتماء لأرض سوف تظل بإذن الله فلسطينية سواء قد ابتُليت باحتلال آثم غادر أو سوف تُحرر بإذن الله من هذا العدو لذا لا عجب إن حاولت وزارات الدفاع أو الخارجية أو أي وزارة إسرائيلية إلصاق التهم النكراء على هذه القناة التي تواجه تشددا مضاعفا منذ السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم من إكمال مهامها الإعلامية الشفافة في القطاع المحتل والمحاصر في آن واحد. سوف تقولون إن كل ما قلته أعلاه لا يبدو جديدا لكم وأنا أقول إنه بالفعل ليس بالأمر الجديد المكتشف لكن هذا المعتاد هو ما نحتاج لأن نكرره دائما لتسمع إسرائيل وترى إن هناك فعلا من يؤيد النهج الإعلامي لهذه القناة التي تأسست في الأول من نوفمبر من عام 1996 من القرن الماضي وظلت تتصاعد في هذا النهج حتى الآن سوف تستمر بحول الله وقوته لتضعضع عروش الظالمين وتنصف المظلومين إيمانا منها بأن للكلمة سيفا يجب سحبه من غمده ليصل إلى أعناق من يريد أن يخفي حقيقة إسرائيل وكل من هو على شاكلتها المتدنية في أخلاقها وتعاملها وأسلوبها العدواني الذي تمارسه بكل صلافة وعنجهية على الفلسطينيين منذ أكثر من 72 عاما ولذا لأننا نشاركها نفس النهج لا عجب أن نستقرئ ما تفعله حتى اليوم من كشف العدوان الإسرائيلي النازي الذي حصد أرواح الآلاف في غزة وأصاب عشرات الآلاف ودمر الآلاف من الوحدات السكنية على قاطنيها والمأهولة بأكثر من 2 مليون فلسطيني لم يكونوا يوما في الحرب التي تأتي على شكل كر وفر بين إسرائيل وبين المقاومة الفلسطينية لا سيما حماس العدو الأكثر كراهية لدى تل أبيب والتي تجر اسم حماس اليوم جرا لتبرير مجازرها ومذابحها الفاشية التي ترتكبها في كل قطاع غزة الذي لم يعد فيه أي مكان آمن كما يزعم هذا الكيان الغادر في أبواقه الإعلامية المضللة التي تعمد الجزيرة في كل مرة على كشفها ونبذ تقاريرها التي تروج لها للنيل من مصداقية القناة الإخبارية العربية التي قامت أمامها قنوات وسقطت أخرى في محاولات ركيكة وفاشلة لمجاراة خطها الإعلامي القوي والمستند الى مواكبة ما يمكن أن تصل له بما يشبه نضال الكلمة وليس على أطباق معلبة كما تفعل الكثير من القنوات العربية الإخبارية التي حاولت أن تجاري وسقطت في أول مطب إعلامي لها أو يكاد يكون إعلاميا بالمعنى الأصح وأنا أدعوها من منبري هذا لتظل كما هي أو تزيد أكثر عما هي عليه لأننا بتنا في حاجة ماسة لمن يكشف عن قضايانا أكبر والتي للأسف تتكدس ملفاتها في المنظمات والقمم العربية وتحتاج لمن يعرضها على الإعلام العربي الحر ليبقى هو القادر على إنعاش الذاكرة العربية إزاءها وإلا فإننا نفقد من أنفسنا أكثر !.

438

| 30 مارس 2025

إنّ المُبذرين كانوا إخوان الشياطين

رمى له برغيف فالتقطه الطفل الذي برزت عظامه وشحب لونه وهو سعيد بهذا (الغذاء المتكامل ) وغمسه في ماء لا يبدو نظيفا وأكل وهو يشعر بأنه قد ملك الدنيا وما عليها ! لربما قد مر عليكم هذا المشهد المؤثر ورأيتم تلك الابتسامة العريضة لهذا الطفل الذي كان الأحرى بالعالم أن يضمن له حياة وطفولة أجمل بكثير مما نراه في ملايين الأطفال حول العالم ممن أنهكهم الجوع وقتلهم بالمعنى الأصح في بعض الدول النامية والعربية أيضا من صفوف اللاجئين في سوريا والنازحين من أهل اليمن حتى في الداخل اليمني أيضا ومن لاجئي فلسطين في المخيمات التي لا تحميهم لا من صقيع وثلوج الشتاء ولا من حر وشمس الصيف ناهيكم عن افتقارهم جميعا لقوت يومهم كما نشاهد بأسى عبر التقارير الإخبارية والزيارات الميدانية للجمعيات والمؤسسات الخيرية للأسف الشديد ولذا لعلكم تسألون لم بدأت مقالي بهذه الصورة التي تبدو بلا شك مأساوية وغير مفرحة بل وغير مبشرة أيضا ؟! لأننا في الشهر الكريم نمارس أكبر جريمة في حق هؤلاء وقد تسألوني كيف ونحن نبعد عنهم عشرات الآلاف من الكيلومترات ولم نقترب منهم ولم نحتك معهم لنرتكب تلك الجريمة التي تتكلمين عنها ! ولكني سوف أختصر لكم الإجابة في بعض الكلمات والجمل ذلك أننا حينما نمارس جريمة ( التبذير ) في الطعام والشراب لا سيما في هذا الشهر الكريم حينما نلقي بفائض الطعام إلى القمامة بينما هناك على الجانب الآخر من دول فقيرة مسلمة وغير مسلمة تبحث في قماماتها لعلها تجد ما يشبع البطون الخاوية لأبنائها وحينما نرتكب جريمة ( الإسراف ) في الشراب والكماليات وحتى في الأساسيات فنحن بهذا نرتكب تلك الجريمة بحقهم دون أن نشعر لأن هذا الفائض الذي لو جُمع على موائدهم لأشبع عشرات العوائل بأبنائها فأين نحن من هذه المسؤولية التي تقع على عاتقنا أولا في الشعور بمصائب هؤلاء المنكوبين الذين يتمنون اللقمة وبهذا لا نبذر ولا نسرف ؟! أين نحن من الأمر الألهي في قوله تعالى ( ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ) ؟! فمن منا يريد أن يكون أخا للشيطان ونحن نرمي ببقايا الأكل الصالح للأكل مرة أخرى أو حتى في تحضير الطعام لأكثر من الحاجة له ؟!. لعلكم شاهدتم تلك المشاهد الغريبة لمجموعة من العاملات في أحد البيوت الخليجية وهن متعجبات من كمية الطعام المهدور في أرض المطبخ وتفتح إحداهن قدور الطعام التي لم تُمس ولم تؤخذ منها لقمة واحدة ويتساءلن فيما بينهن أين يمكن أن يحتفظن بكل هذا الفائض أو حتى كيف يلقين به وهو الذي لم يؤكل منه أي شيء ؟! فهل هذا الاستقبال الذي يليق بهذا الشهر الكريم أم أننا بتنا أسرى لآفة التصوير والمباهاة في كثرة الطعام والفائض منه وكأننا بهذا في سباق فيما بيننا على من يمتلك الكثير والفائض منه ونتناسى بأن النعمة تزول بقلة الشكر وعدم الحفاظ عليها وتزيد بالحمد والحفاظ على هذه النعمة التي يفتقر لها ملايين غيرنا فاللهم لا تؤاخذنا على ما فعله السفهاء منا فنحن الأحوج اليوم لرحمة الله لا غضبه وبأن تبقى النعم ولا تزول فهل من معتبر بعد هذا كله فإنني أتمنى والله أن يكون بيننا اليوم من يجد حاجته فقط ولا يزيد عنها فيكون أخا من أخوة الشياطين !

219

| 27 مارس 2025

أذهب وأعود إلى غزة

المتتبع لمقالاتي يرى أنني أحاول التنويع فيها وعدم حصرها في قضية أو اتجاه واحد ولكني وجدت أنه من المخجل لي تماما أن أخرج عن هذا وشعب وأطفال غزة المحاصر يتعرضون لإبادة جماعية متعمدة من عصابة إسرائيل التي لا ترقى لأن تصبح دولة في نظرنا والعالم كله من جهاته الأربع ينظر ويشاهد ويندد ويدعو ولا يقوى حتى على وقف آلة القتل الإسرائيلية التي قتلت حتى اليوم عشرات الآلاف منهم الآلاف من الأطفال والرضع فهل يمكن أن نتجاهل هذا الإرهاب لأكتب لكم عن شيء آخر؟! فوالله إنه من المعيب لي ككاتبة ومغردة على منصة إكس (تويتر سابقا) التي منح مالكها إيلون ماسك مشكورا مساحة من الحرية للتعبير عن تضامننا اللامحدود لشعب غزة وفلسطين عموما قبل أن يلين جانبه للإسرائيليين على عكس منصات التيك توك والفيسبوك وإنستغرام التي ترصدت بديكتاتورية تنافي ما دعت لها إنها منصات لحرية التعبير لكل الحسابات التي أصرت على إظهار الجرائم الإسرائيلية ووقوفها بالكامل مع أهالي غزة، أن أكتب أو أغرد في شيء غير التنويه بما يجري لهذا القطاع المحتل الذي استطاعت الدبابات والقناصة الإسرائيلية أن تصل مع بداية العدوان إلى شماله وتحيط بالمستشفيات التي استهدفتها بالقصف بالصواريخ والقنابل بدعوى غير مبررة بأن مقر حركة المقاومة (حماس) يقع أسفل مستشفى ومجمع الشفاء الطبي الذي استهدفت إسرائيل محيطه وبوابته وأقسام العيادات الخارجية له وقسم الجراحة بالقصف المتواصل بينما كان مصير الذين خرجوا منه وهم يحملون الرايات البيضاء دليلا على أنهم مجرد عوائل مدنية إطلاق القوات الإسرائيلية الرصاص عليهم رغم الطلب المسبق لهذه العوائل بالخروج الآمن من المستشفى فأي ملة يتبعها هذا العدو القاتل الذي قتل الأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم؟! أي أخلاقيات يروجها لجيشه الإرهابي وهم يركزون قصفهم على منازل يرون عبر كاشفاتهم الاستخبارية أنها مأهولة بأطفال ونساء ومع ذلك يتم قصفهم بصواريخ تحولهم إلى أشلاء وبقايا؟! والآن تتعاون طائراتهم الحربية مع قوات الأرض لإعادة استهداف المستشفيات تمهيدا لقصفها واجتياحها دون إنسانية أو شفقة؟! ناهيكم عن خروج جميع المستشفيات الكامل عن أي خدمة يمكن أن تقدمها بعد انقطاع الكهرباء والوقود والماء والغذاء والدواء وعدم استطاعتها استكمال علاج من هم في العناية المركزة وحضّانات الأطفال الخُدّج الذين باتوا جميعهم عرضة للموت وتضاؤل فرص النجاة لهم. فأخبروني حتى لحظة نشر هذا المقال هل يمكن أن يتغير شيء للأفضل بالنسبة لهذه الحالة المزرية التي تمر بها مستشفيات غزة المستهدفة من قبل عدو لا يرحم الذي قوّض الهدنة التي استبشر بها الشعب هناك وظنوا أنه يمكنهم أن يصوموا ويشهدوا عيدا دون قتل وتنكيل؟! أنا أقول لكم إن كل الأمور تسير للأسوأ والسبب الوحشية التي يتعامل بها العدو الإسرائيلي تجاه النساء والأطفال والمسنين والمدنيين عموما ومن يدعمه لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تقفان مجتمعتان أمام كل قرار لمجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار رغم إقرار رئيس فرنسا ماكرون بأن إسرائيل يجب أن تتوقف تماما عن استهداف الأطفال والنساء في غزة وإنه يجب إقرار وقف لإطلاق النار فورا فأي إرهاب ووحشية دعا باريس بعد مشاهدة صور الأطفال الموجعة وهي التي كانت معارضة لأي وقف النار في غزة ليتغير موقفها قليلا تجاه استهداف جيش إسرائيل للأطفال والنساء ؟!. أعلم بأن أي قمة عربية أو إسلامية لا يمكن أن تفعل شيئا لتغيير الوضع المأساوي لقطاع غزة وهما ينعقدان بعد مرور أكثر من عام ونصف على مجازر غزة الوحشية وانتفاضة شعوب الغرب على وجه الخصوص باعتبار أن الشارع العربي غارق في صمت القبور حاليا لأن واشنطن وحدها من يمكنها أن تجبر الكيان الإسرائيلي على وقف كل هذا الإجرام ولكن إسرائيل التي لا يهمها أسراها الذين قتلت منهم من قتلت لقاء قصفها الأعمى على القطاع يهمها أن تشبع حقدها الدموي الأعمى تجاه كل فلسطيني وأرض فلسطينية ولكن لا غالب إلا الله.

378

| 26 مارس 2025

حكاية مقيم في قطر

أعرف زميلا عربيا مقيما في قطر وكان لاجئا في إحدى الدول الأوروبية المرموقة والتي تدعي حداثة ورقيا وحفظها لحقوق الإنسان حتى حظي هو وأسرته بجنسيتها لاحقا وكانت عائلته مقيمة هناك وحاول مرات عدة جلب عائلته إلى الدوحة رغم المميزات التي قال إن أسرته تحظى بها هناك من تعليم وصحة ومعيشة ككل ونجح الحمدلله في أن يستقر مع عائلته في الدوحة ولذا سألته ولم كنت تحاول أن تستقدم أسرتك مع تواجد كل هذه الميزات المجانية؟! فأجابني بأن في قطر ما يفوق هذه الميزات فلاحظ استغرابي فاستكمل قائلا: هنا الأمان الذي أفتقده لعائلتي هناك وهنا أستطيع أن أربي (بناتي) اللائي اقتربن من سن المراهقة على الشريعة والأخلاق والالتزام ولا يستطيع أحد أن يتدخل في تربيتي لهن بالصورة المحافظة التي أريدها أن يكبرن عليها أما هناك فأنا وأم البنات كنا مهددين بسلب بناتنا منا في أي لحظة فهل تتخيلين أن الفتيات حينما يلعبن في الشقة ويصدران صخبا في اللعب نتفاجأ بتواجد الشرطة على الباب يطرقون الباب بشدة بعد شكوى كيدية من الجيران بأن بناتي يتعرضن لعنف أسري داخل البيت فيصدمون بأن الفتيات كن يلعبن ببساطة ولم يتعرضن لأي سوء بل وأزيدك من الشعر أبياتا فهل تتخيلين أن المعلمات والمعلمين في المدرسة ينادين بناتي للسؤال عن معيشتهن داخل المنزل وهل منهن من يتعرض لسوء معاملة أو أن يكن مجبورات على أمر هن كارهات له ؟! الوضع لم أستطع تحمله خصوصا وإن بناتي اقتربن من سن المراهقة وكنت أخشى أن يصعب علي ضبطهن بالصورة التي أتمناها أنا ووالدتهن لهن إذا ما كبرن وباتت إغراءات أوروبا تلمع في عيونهن ناهيكم عن إغراءات زميلاتهن المتحررات ولذا فإنني حاولت أن أستقدم عائلتي وأستوفي الشروط كاملة لأتمكن من تفادي كل هذا الجحيم الذي باتت عائلتي بين الحين والآخر تعيشه هناك والحمدلله نحن مقيمون اليوم في قطر بصورة نظامية ولم نتشتت كما كنا نخشى. كنا قد حذرنا من عالم (المثلية) الذي يهدد العرب والمسلمين هناك فإذا بخطر خطف الأطفال من ذويهم الخطر الآخر الذي يضاهي الأول قسوة وألما ووحشة وغربة أشد من غربة الجسد الذي سافروا به إلى أوروبا فماذا يعني أن يترصد هؤلاء بأطفال المسلمين هناك وتصيد أي عثرة ليست في قانونهم الوضعي السقيم لانتزاع هؤلاء الأطفال من أهلهم ودون مبالاة لكمدهم وحرقتهم وكأنهم ينتزعون جمادا وليس فلذات أكبادهم من أحضانهم؟! فهل هذه حداثة الغرب الذي لطالما ضج أسماعنا برقيه وحقوق الإنسان لديه وهو والله أبعد من أن يكون على قدر هذه الدعاية الواهية الهشة؟! فكثير من المقاطع الحية تصدّرها لنا مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهد تكمد القلب تصور انتزاع الشرطة ومدعي حقوق الإنسان في أكثر من دولة أوروبية لأطفال صغار وبعضهم لم يصل لعمر الثلاث والخمس سنوات وهم يبكون بحرقة وسط صيحات الآباء والأمهات بعد انتزاعهم انتزاعا من أحضان والديهم ولأسباب أقل ما يقال عنها إنها تافهة بينما يغضون النظر عن بيوت مواطنيهم الذي لا تخلو أغلبها من تواجد المدمنين وغير المؤهلين لرعاية أطفالهم أو حتى إنقاذ المشردين في الشوارع ممن يحملون جنسية بلادهم الأصلية ولكنها (فوبيا العرب والمسلمين) المسلطة على رقابهم والحقد الدفين المختزن في قلوبهم السوداء هو من يحركهم تجاه هؤلاء الذين هربوا من حروب أوطانهم الأليمة إلى من كانوا يظنون أنها بلد الأحلام وتحقيق الأماني وبناء مستقبل باهر لأبنائهم فإذا بجحيم أوطانهم جنة لهم ولذا لا تجعلوا من إغواءات وإغراءات أوروبا الضعف الذي تذوبون في حباله دون تفكير وإنني أتمنى أن تثير حكومة أي دولة عربية هذه القضية الشائكة في أي مباحثات تجمعها مع حكومة أي دولة أوروبية ممن تكثر فيها هذه الحوادث المؤسفة والتي تستهدف العرب والمسلمين على حد سواء فلعل الله يأتي بالخير بعد هذا الاهتمام الذي نرجو.. لعل إن شاء الله.

573

| 25 مارس 2025

أخبروهم عن فلسطين

لأننا في وقت ما عادت فيه الأجيال الجديدة تعرف بقضية فلسطين وتجهل إسرائيل فإنني أحرص بين الفينة والأخرى على تعريف أبناء العائلة الصغار بهذه القضية التي تعد قضية العرب الأولى والتي لم تلق حلا منذ أكثر من 70 سنة وتحديدا منذ أن استوطن الإسرائيليون فلسطين واستعمروها وجعلوها وطنا لهم بعد أن عاشوا شتاتا في أوروبا حتى ضاقت بهم القارة العجوز فبحثوا لهم عن بلد يجمعهم فيتخذونه وطنا ووقع اختيارهم على فلسطين الواقعة في قلب الأمة العربية فاستوطنها اليهود بناء على وعد بلفور الذي جعل منها وطنا لهم ومضت العقود. وضع الإسرائيليون فيها ثقلهم وشكك بعض العرب في أهمية تحرير فلسطين لأنهم رأوا من إسرائيل جارة محتملة لهم وواقعا لا يمكن التملص منه ولذا فضلوا التقرب منها عوضا عن الاستمرار في محاولة حل القضية الفلسطينية. * في اجتماع العائلة الاسبوعي لدينا في شهر رمضان في يوم الجمعة وتجمع الأطفال كالعادة في غرفتي بعيدا عن الهوس بـ (الآيبادات والبلايستيشن) سألتهم سؤالا ونحن نشهد عدوانا لم ينته على غزة: ما هي إسرائيل؟! بعضهم نظر إلى الآخر مستغربا وجاهلا الإجابة بينما انبرى الآخرون والأكبر سنا ممن تم تلقينهم سابقا عن القضية يتسارعون ويتسابقون لطرح الإجابة بلغتهم العامية البسيطة: (إسرائيل هي اللي محتلة فلسطين)! لأبدأ بعدها من الصفر في إفهام الصغار ماذا تعني لنا إسرائيل وما هي فلسطين وما قيمة القدس بأسلوب مبسط وعفوي ليفهم الجاهل ويتذكر الغافل منهم وأخبرتهم أن فلسطين بلد عربي مثل أي بلد تعرفونه ليعددوا لي أسماء الدول الخليجية والعربية التي يعرفونها وأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي وأن إسرائيل كيان لا دولة، وإن تم الاعتراف بها كدولة، وأن العرب يرون أن قضية فلسطين هي قضيتهم الأولى التي لم تلق حلا حتى الآن لكني توقفت عن الشرح حتى هذه النقطة ولم أرد الاسترسال طويلا فأشرح لهم كيف أصاب بعض العرب الملل من هذه القضية وكيف شعروا بالسأم في كل مرة تنادي الجامعة العربية باجتماع طارئ لأجل فلسطين التي شعرت هي الأخرى بالتململ من دعواتها السقيمة تلك فتوقفت عنها لا سيما وإن هذه الاجتماعات كان يحضرها ممثلون لبعض العرب وليس وزراء الخارجية فيها أو القادة ولا تخرج عن دائرة الشجب والاستنكار والإدانة التي لا تحل ولا تربط شيئا في القضية. * وقد امتنعت من تشويه صورة بعض العرب في عيون هؤلاء الأطفال بالقول إن منهم من خذل الفلسطينيين بالتطبيع وإجهاض حق اللاجئين بالعودة وحق الفلسطينيين بالداخل بدولة وحدود مستقلة ووطن آمن لهم وأنه في الوقت الذي كان يسقط فيه عشرات الشهداء من أهل فلسطين كان بعض العرب يشارك إسرائيل حزنها على جرحاها وأن أي عملية استشهاد فلسطينية مشروعة كان هؤلاء يواسون الإسرائيليين في قتلاهم وينددون بالعنف وبالعمليات (الانتحارية) الفلسطينية، فلم أرد لهذه الأجيال الصغيرة أن تنشأ فاقدة الإيمان بموقف العرب من قضية نحاول توريثها لهم كما توارثناها نحن من آبائنا، ولم أشأ أن يباغتني أحد هؤلاء الصغار بسؤال يلجمني عن مبادرة العرب في التطبيع رغم أن القضية لم تحل ولم تُحرر فلسطين، ولا زالت العمليات العسكرية والغارات الهجومية متكررة على الفلسطينيين في غزة والضفة فكيف يطبع العرب وكل هذا الإجرام الإسرائيلي الحاصل؟! حقيقة لم أرد أن أتلعثم في الحديث وأنا المفوهة في العائلة بالحديث المتأنق والكلام المنسق ولكني أتوقع يوما أن أسقط في فخ هؤلاء الصغار ممن سوف يتعمقون يوما بقضية فلسطين ويتأكدون أنني قد كذبت في مواقف بعض العرب حين قصدت عمدا تجميلها!.

723

| 24 مارس 2025

أين نحن وأين هم؟

لسنا في السابع من أكتوبر من عام 2023 ولكننا نعيش نفس الكارثة وعدنا لنفس الحزن والمصاب، فأهل غزة يعيشون نفس الظروف القاتلة اليوم ومن نجا من عدوان استمر لعام وأربعة شهور فقد استشهد اليوم وهو صائم لم يتسحر وكان يمني نفسه بأنه سوف يعيش عيدا هادئا وإن كان بين الركام والدمار والبيوت المهدمة والبنية التحتية المدمرة بين مشاهد تتكرر اليوم وسط النحيب على مشاهد الشهداء وأجساد الأطفال المقطعة أو المحترقة أو المتحللة تحت الردم والعرب يواصلون صيامهم وعباداتهم ويطلبون من الله القبول! نعم يطلبونه ولا يطلبون لغزة شيئا يطلبونه، قبول تمام الصيام وأهل غزة لا يتمونه أحياء ليفطروا مع من بقي من عائلاتهم التي كانت تجهزهم للعيد في هذه الهدنة التي حلموا بأن تكون طويلة الأمد وأن تكون بداية عهد جديد بأهل غزة الذين كانوا قد بدؤوا يلملمون أنفسهم ويضمدون جروحهم ويكفكفون دموعهم ويعيدون بناء بيوتهم على قدر المتاح والمستطاع فإذا بالرئيس الأمريكي يتحجج بالصغائر ونتنياهو ينتظر الإشارة ليعطوا أمرا مباشرا بالقتل والقصف والدمار وتعقب الصغار المختبئين خلف قلة من آباء وعائلات ليعيدوا لنا سيناريو بدأ في السابع من أكتوبر 2023 وامتد حتى قبل شهرين من الآن. * وكأن ترامب أراد العودة ليؤكد وقوفه الكامل والمطلق مع إسرائيل حتى على الرغم من أصوات الخلافات التي طرأت بينه وبين نتنياهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي حول هوية الاسرى الذين تمت إعادتهم في الصفقة التي تحجج ترامب بأن حماس تماطل في تنفيذ الاتفاق، ولذا قال لإسرائيل اضربي ونحن من ورائك واقتلي ونحن خلفك واقتلي ونحن من سوف نبارك لك هذا القتل وإن لم يرض العرب الغارقون في صيامهم وصلاتهم وعباداتهم وتجهيزاتهم للعيد لكن دون أهل غزة التي تخرج لنا مشاهد الأمهات الثكلى وهن يبكين قتل الزوج والأبناء وهم صائمون جوعى أو وهم يصارحون أمهاتهم بما يريدون من لبس وحلوى في العيد الذي سوف يقضونه بإذن الله في الجنة بعيدا عنا نحن الذين تخلينا عنهم في حربهم وسلمهم وعدوانهم وموتهم وقتلهم وحرمانهم واحتياجهم، وحينما حانت الهدنة أراد كل واحد منا أن يتخذ مشهد البطولة في بطولة لم تكن من حقه ولكن لأن اسم بلاده قد حشر في إتمامها حشرا فاتخذ مشهد البطل واليوم أين هؤلاء الأبطال مما يجري في غزة؟ أين من رحب بترامب رئيسا أمريكيا عائدا بقوة لسدة حكم البيت الأبيض وقال معه سوف تنتهي هذه الأزمة وسوف ينتهي هذا العدوان الذي لم ينته يا عرب؟. * اليوم نعيش يوما يتكرر على غزة منذ سنة ونصف تقريبا ولا نزال نرجو من هذا العالم المتجمد ومؤسساته الحقوقية ومجلس أمنه العاجز أن يتحركوا لوقف العدوان الإسرائيلي الذي لا تزال دول وحكومات يرونه دفاعا عن نفس ولكن دفاع من من بالضبط؟ هل هو دفاع من طفل ورضيع وجنين وشبل لا يزالون كلهم تحت عباءات والديهم المهترئة والممزقة والعاجزة عن حمايتهم تحتها؟ هل هو دفاع من هجوم شعب يريد فقط أن يعيش على أرضه ويحيا كما يحق لأي شعب في العالم أن يحيا ويعيش؟ وأين نحن وأكرر هذا السؤال للعالم العربي كله أين نحن مما يعاد السيناريو المخيف كله في غزة اليوم؟ أين نحن يا من أخذتنا البطولة في وقف إطلاق النار ولم يأخذنا الحياء من عودة النار لتنهش في أجساد الفلسطينيين اليوم؟ أين نحن اليوم من تخبطات ترامب وإرهاب نتنياهو ومسكنة العرب وضعف المسلمين ولم على أهل غزة أن يتحملوا الفاتورة كلها دون غيرهم؟ كلها تساؤلات لن يجرؤ أحد على الإجابة عليها لأنهم جزء من هذا العدوان الذين لن يستطيعوا التنصل منه وإن غسلوا أيديهم بأنهار العالم المسترسلة التي لن تمحو غدرهم وتهاونهم وضعفهم أبدا.

516

| 23 مارس 2025

يوم ليس لنا

يقال والعهدة على من قال وادعى أن يوم السبت قبل الماضي والذي وافق الثامن من شهر مارس الجاري كان يوما عالميا للمرأة على اختلاف جنسيتها وإلى أي بلد تنتمي واختلاف عمرها وديانتها وحياتها ومكانها وبلادها فهو يوم للمرأة فقط ويقال إن المرأة العربية (المنكوبة) في فلسطين وغزة تحديدا والسودان وليبيا ولبنان واليمن ومصر وسوريا تدخل ضمن الاحتفالية بهذا اليوم المميز الذي تتغنى المنظمات الدولية بتخصيصه وتمييزه لكل امرأة في العالم لذا فعلى هذه المرأة أن تحتفل هي الأخرى بيومها العالمي وترى نفسها على الرجل الذي يسقط دائما من حسابات الأمم المتحدة التي خصصت يوما عالميا للمرأة وآخر للأم في نفس الشهر سيكون في الحادي والعشرين من الشهر نفسه ! * فالمرأة الغزاوية على سبيل المثال يأتي هذا اليوم عليها وهي إما شهيدة أو محرومة أو جائعة أو مصابة أو نازحة أو مقهورة أو أرملة أو منكوبة أو حزينة أو كل ما سبق فأي يوم امرأة تتحدثون يا هؤلاء ؟! هل تتحدثون عن خمسة شهور ماضية وأخرى قادمة لا سمح الله ونساء غزة يحفرن في الصخر لأجل اطفالهن أو تربية إخوانهن الصغار أو ممن نزحن عن بيوتهن وأحيائهن للمجهول فما عادت اللقمة موجودة ولا الكرامة مصونة ؟! أم تتحدثون عن فواجع لا تتحملها الجبال لكن نساء غزة لازلن يتحملن ما يفوق قدرتهن على التحمل ويدعين الله عز وجل أن يجزيهن خيرا على هذا أو يتلطف بهن فيوقف كل هذا بأمر وقدرة من عنده جل جلاله ؟! أم إن اليوم كان لأطفال غزة من الفتيات الصغيرات اللائي وجدن أنفسهن وهن لم يبلغن بعد سن البلوغ يرزحن تحت مسؤولية تربية أخ رضيع أو أخت رضيعة وقد فقدن الأب والأم والعم والعمة والخال والخالة وكل عائلاتهن ؟! فإن كان الثامن من مارس قد تضمن فتيات ونساء غزة الباسلة فأسقطوه من روزنامة غزة فإن فيها ما يتجاوز يوما هزيلا مثل هذا يزدهر ذكره كل عام لكن المحتفى بهن ينلن من قسوة وظلم الظروف ما يجعله يوما خاويا وخاليا من أي شعور وتقدير لهن في هذه الظروف الجائرة والعدوان الإسرائيلي الآثم الذي لا يزال يقتل الآلاف ويصيب الآلاف أيضا فما عاد لهن نصير غير الله ولا ناصر غيره بحول الله وقوته ! * هل كان يوما لنساء السودان لا سمح الله ؟! فإن كان فإن نساء هذا البلد الجميل قد تنازلن عنه لمن يمكنهن أن يحتفلن فيه كما تحلم الأمم المتحدة وتضعه ضمن خططها الهشة لأنهن يلاقين هذا العام أسوأ ما يمكن أن يعشنه في تاريخ السودان كله من وحشة وغربة ولجوء وهروب وفقر وحاجة وإنقاذ الشرف الذي كشف عورات من تخلى عنهن منذ أن بدأت سياسة الغاب تسطو على الشعب وبالذات النساء وجدن أنفسهن وحيدات من أي نصرة أو مدافع لهن في مصابهن الجلل الذي ندعو الله أن يعجل بفرجه عاجلا غير آجل بإذن الله. * أم إنه يوم لنساء سوريا اللاجئات اللاتي يكتوين بنار اللجوء منذ أعوام في ظروف سيئة جدا ويسقطن دائما وأبدا من حسابات المنظمات الدولية التي فلحت بتخصيص يوم للمرأة حول العالم لكنها بلا شك لم تلتفت لظروفهن لا سيما بعض النساء العربيات المكلومات المنكوبات اللائي لا يجدن من العرب ومن العالم سوى التهميش ولا شيء غيره ؟! أم كان لباقي النساء المحرومات من حقهن بالعيش مكرمات ومعززات من بعض دولنا العربية التي فقدت شقيقا عربيا يقف معها بالصورة العربية المطلوبة أو حتى من المؤسسات الدولية التي أُقيمت لأجل هذا الغرض لكنها بعيدة كل البعد عن دورها المنوطة به مادام الضحية يحمل الهوية العربية والديانة الإسلامية ؟!. هو يوم مضى وانقضى ولا طائل منه غير التلميع الأخرق لعالم لا يحترم حال المرأة وظروفها المأساوية في بعض الدول العربية والإسلامية للأسف !.

759

| 20 مارس 2025

التضامن غير المتضامن

هل سمعتم بما يسمى (يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني) مع استمرار العدوان الإسرائيلي الإرهابي على غزة التي يتواصل شعبها في مشاركتنا الصوم والصلاة في هذا الشهر الكريم بينما نواصل مشاركتهم التعاطف المستمر منذ سنة ونصف توقف العدوان أياما معدودة وها هو يعود للقصف والقتل وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى الصائمين الذين لم يفطر أغلبهم بعد؟! هل كان يجب علي وعليك وعلى كل عربي ألا يفوت هذا اليوم الذي كان يجب فيه أن نثبت على موقفنا من قضيتنا الأولى وهي قضية فلسطين التي يحاول كثيرون طمسها من اهتماماتنا ومباحثاتنا ولا شك إسقاطها من ذاكرتنا المترهلة التي باتت تنسى من يجب أن يتصدر قوائم أولوياتها ومن يجب أن ينحسر عنها ونحن كشعوب عربية أولى بأن نوقد في دواخلنا دائما شموعا تذكرنا بأن الطريق إلى القدس يجب أن يمر من باب حل القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ ما يقارب قرنا من الزمان والتسليم بأن إسرائيل لا تزال كيانا مغتصبا ومحتلا في حين بات هذا الكيان دولة له حقوق مسلوبة في الذمة الفلسطينية والعربية في نظر بعض الدول التي تنتقص من حق الجانب الفلسطيني على حساب تعزيز الوجود الإسرائيلي الذي أعترف أنه أصبح واقعا لا نستطيع إنكاره مهما فعلنا مادام الحل اليوم هو إقامة دولتين على أرض واحدة وليس طرد المحتل لتعود دولة واحدة على أرض واحدة للأسف ولذا من السهل جدا أن ننسى هذا اليوم لنتذكر كيف يمكننا أن نتضامن مع شعب يدخل كل يوم معركة مع عدو يراه هو بمفرده أنه عدو بينما أصبح هذا العدو اليوم حليفا وصديقا لكثير من العرب وبتنا نحن الشعوب العربية مشغولين بتتبع تلك العلاقات ونسينا أننا يجب أن نقف مع من يدخل معاركه مع الإسرائيليين ويخسر حياته وحياة أبنائه لكنه أبدا لا يخسر قيمة كرامته التي بقيت الوحيدة الحية في هذا الشعب الذي لم يعترف بكل قرارات مجلس الأمن في إعطائه القدس الشرقية عاصمة له بينما تأخذ إسرائيل الأجزاء المتبقية منها والذي لم يعترف أيضا ببقاء الكيان الإسرائيلي على أرضه كصاحب أرض شرعي لها ولم يعترف به كدولة بل إنه حتى الآن لا يرى قيمة لأي عملية سلام صارت في الماضي السحيق أو سوف تستكمل دورها في المستقبل المجهول ولا يعطي أهمية لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولا بافتتاح سفارته في قلبها أو نقل سفارات أوروبية أيضا إليها فهو شعب يناضل ويقدم روحه على طبق من الذهب لأجل أرضه ولا يهمه أن يتوقف لأجل مصلحة حكومة بلاده التي تتهلهل بين خلافات داخلية أو انقسامات وبين مساعيها لتكوين علاقات متميزة مع الحكومات الخارجية أيا كانت جنسياتها أو توجهاتها وعليه فإننا كشعوب يجب أن نجرد أنفسنا من تبعية من يفصل فلسطين إلى أرضين إحداها بقلب طبيعي فلسطيني والآخر بقلب صناعي إسرائيلي ولنظل نهتف بأن فلسطين ما هي إلا أرض عربية المنشأ فلسطينية الجنسية والأصل والتاريخ وأن شعبها يستحق التضامن الذي يستحقه رغم كل المؤامرات التي تحيط بقضيته ورغم كل مظاهر التطبيع التي تنتقص من حقوقه ورغم كل التشويه الذي يلحق بملاحمه البطولية والتضحيات التي يقدمها وتجد لها صدى عند القليل من الزعماء ومنهم الأردن الذي لايزال يسجل موقفه من وصاية بلاده على القدس وتحيته التي أرسلها من عمّان لكل المقدسيين على صمودهم بمناسبة هذا اليوم الذي مر مرور الكرام على كثير من الشعوب والحكومات العربية ولكن تأبى الأردن إلا أن تؤكد على لسان ملكها بتمسكها بالوصاية على مدينة القدس المحتلة وأن القدس الشريف كانت وستبقى محور اهتمام الأردن ورعايته والوصاية عليه واجب ومسؤولية تاريخية ودينية منذ أكثر من عام وبموجب اتفاقية دولية سميت باتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1994. أما في قطر فسنظل شأننا في هذا شأن العرب المخلصين للقضية متضامنين رغم أننا لم نعد نستطيع على أكثر من هذا وسنبقى متعاطفين رغم أن التعاطف لم يعد يكفي في هذا الوقت ولكن يكفي هذا الشعب أن يجد حوله من يتضامن ويتعاطف في الوقت الذي يرى يده حرة غير مغلولة مثل أيدينا ! وقف الكلام !

384

| 19 مارس 2025

المُعلم القطري ثروة وطنية

لا زلت أذكر التقرير الذي نشره موقع صحيفة الشرق عن قصص ومواقف لمعلمين قطريين جعلتهم يتركون مهنة التدريس للأبد في عنوان جذبني لقراءة التقرير الذي نشرته آنذاك في موقعها الإلكتروني النشط والمفضل لدى جمهور عريض من القراء في الوطن العربي وليس في قطر وحدها والذي أزوره بصفة يومية نظرا لتنوعه وتجدده وتفرده بأخبار قد لا تقرأها في مواقع إخبارية أخرى وفوجئت بقصص بعض المعلمين الذين ( طلقوا ) مهنة التدريس ثلاثا لا عودة فيها بسبب ما واجهوه من معاناة حقيقية وصل بعضها إلى مراكز الشرطة وساحات القضاء فكان المدعي طالبا والمدعى عليه معلما كان في يوم من الأيام مدرسا لهذا الطالب. * فهل يمكن أن يصدق أحد ما يحدث لهذه المهنة التي قال فيها أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا ؟! وهل يوجد ( خطة ممنهجة ) حقا لما يسمى بـ ( تطفيش ) المعلم القطري والمعلمة القطرية من سلك التدريس رغم مهنيتها ودورها ورسالتها بل وقدسيتها في تعليم أجيال وإنشاء عقليات قادرة على بناء مجتمعها بما يمكن أن ينتظره منها في المستقبل ؟! وكم ساءني فعلا أن يكون هذا هو الوضع الذي جعل المعلمون القطريون يفرون من هذه المهنة التي يقوم عليها رفعة بلادنا وأبنائنا بحيث باتت الرغبة الأخيرة أو الملغاة من قوائم الرغبات لملتحقي ومنتسبي كلية التربية الذين يودون لو التحقوا بالسلك الإداري أو الاجتماعي للمدارس على ألا يكونوا معلمين يشرحون دروسا حية وعلى علاقة مباشرة ومواجهة بالصف الأمامي مع جموع الطلاب والطالبات الذين يمكن أن يقابلوا منهم أشكالا وصنوفا وأنواعا من أنواع التربية التي نشأوا عليهم في البيوت وتبقى المدرسة المكملة لهذا التربية. *ولذا فإنني أشدت أول ما أشدت به أن يعود مسمى وزارة التعليم إلى وزارة التربية والتعليم فهذا هو الدور الأول الذي نشأنا عليه نحن حينما كنا ندرس تحت هذا المسمى القوي والفاعل وساهمت تربية المدارس في تشكيل شخصياتنا وتحويرها بحيث ساهمت مساهمة فاعلة في تهيئة أفكارنا لما وددنا أن نكون عليه ومن حق أجيال اليوم أن تمضي بنفس الطريق الذي مضت عليه الأجيال السابقة وفي المقابل نود أيضا أن نشاهد المعلم القطري يتصدر منصة التعليم والتعلم في قطر وأن يمثل هذه المنصة بصوته وعلمه وشرحه وعمله الذي لا يجب أن يستصغرها أحد أو ترهقها التكليفات الإدارية التي تستوجبها الوزارة على كوادر التعليم من المعلمين والمعلمات فهذا بحد ذاته يقصم ظهور وجهود هذا الكادر الذي لا تقف مسؤوليته أمام مهنة التدريس فقط وإنما لديه مسؤوليات أخرى خارج أسوار المدرسة من حيث العائلة والمجتمع ولكن الواضح أن المعلم يحمل همومه المدرسية إلى منزله بحيث تطغى هذه المسؤولية على مسؤوليات أخرى لا تقل أهمية عن دوره كمعلم ومربي وفي رأيي أن الجانبين يجب أن يكونا متساويين إن لم تكن مسؤولية العائلة والحياة الخاصة أكثر أهمية لا سيما أنها في الأول والأخير هي حياة هذه المعلمة أو هذا المعلم والتي تنعكس بالسلب أو الإيجاب على دوره في المدرسة ومدى عطائه وفاعليته في تعاطي مهنة التدريس بالصورة المطلوبة والمرغوبة ولذا على الوزارة أن تعي بأن حياة المعلم لا يجب أن يهبها كلها لمهنته وأن له حياة خاصة وعائلية يجب أيضا أن يهتم بها في المقابل وبالتالي يجب أن تكون هناك دراسة موثوقة ويُعمل بنتائجها بصورة عاجلة لئلا نفقد الكادر الوطني في مهنة تقوم على نشأة أجيال قطر بالتعاون مع أشقائنا من المعلمين العرب الذين يمتهنون مهنة التعليم وتربية ونشأة هذه الأجيال التي يجب أن يربو منها من يريد أن يكون معلما ومن تهوى أن تكون معلمة أيضا فوفق الله الجميع لما فيه مصلحة الطالب والوطن ولمهنة التدريس العظيمة.

795

| 18 مارس 2025

لا لإثارة عنصرية ليست فينا

(حد يفهم «المقيمين» أن هذي عادة تراثية قديمة وطنية تخص «المواطنين» الزحمة في كل مكان فيه حتى في «القرنقعوه» زاحمتونا)! بهذه «التنعيقة» لا «التغريدة» - المعدلة لغويا وبلاغيا طبعا – أرادت إحدى المغردات أن توضح نقمها وسخطها من مشاركة المقيمين في قطر لظاهرة القرنقعوه التي كانت في الرابع عشر من شهر رمضان المبارك ليلة الخامس عشر منه، وهي الظاهرة الشعبية المنتشرة في بعض دول الخليج بحيث تسمى «القرقيعان» في دولة الكويت وفي الجانب الشرقي من المملكة العربية السعودية و»القرانقشوه» في سلطنة عمان و»القرقاعون» في مملكة البحرين بينما تسمى لدينا في دولة قطر باسم «القرنقعوه» وتظهر انتقادها قيام معظم المقيمين من المشاركة في احتفالية القرنقعوه احتفاء بهذه الظاهرة التي تأتي في منتصف الشهر الفضيل وتوارثت منذ عشرات السنين ومن أجيال لأخرى بحيث يشارك أغلب المواطنين والمقيمين لا سيما من مواليد الدوحة الذين يرون أنفسهم من أبناء هذا الوطن وأغلبهم لم يتعرف على بلاده الأصلية ولا يعرف وطنا غير قطر أرضا له بغض النظر عن جنسيته ولذا لا تلوموا هذه الفئة من تعايشهم وانصهارهم بعادات قطر وتقاليدها وعُرفها وثيابها الرسمية ولغتها الدارجة المتعارف عليها بين المواطنين، ولذا فمن الطبيعي أن نرى المقيم مع المواطن يحتفلان معا في الأعياد والمناسبات واليوم الوطني ومعظم ما تمر به البلاد من مناسبات واحتفالات وما شابه، فما الذي يجعل هذه المغردة تثير نقما لا أصل له ويتم تداول تغريدتها على نطاق واسع في مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي وتلقى انتقادا كبيرا على إثارة عنصرية ما كان لمواطن قطري أو مواطنة قطرية أن يتعمدا نشرها بتلك الطريقة التي استدعت كثيرا من شرائح المجتمع داخل قطر ومجتمعات خليجية وعربية على انتقادها؟ وإن أهل قطر بعيدون كل البعد عن مثل هذه الأفكار السلبية التي تجعل من المقيم منسلخا من تركيبة المجتمع ولا يسهم مع أخيه المواطن على بنائه بحسب عمل ودور كل مقيم ومواطن فيه ويبدو أن هذه المغردة الناقمة قد نسيت أن الأجانب الذين يختلفون معنا في الدين والشريعة واللغة والجغرافيا والعادات والأعراف والمنهاج الإنساني لم يجرؤ أحد منهم على انتقادها وانتقادنا جميعا على مشاركة الأغلب منا أعياد الميلاد وأعياد الكريسمس ورأس السنة والهالوين وأعياد الأم وغيرها من أعياد منتشرة بين أوساط المجتمعات العربية والغربية المسيحية التي تؤمن بها وتراها أعيادا مقدسة لا يسمح المساس بها، فلماذا لم تر هذه المواطنة نفسها في نفس المربع الضيق الذي ترى فيه المقيمين يزاحمون أشقاءهم المواطنين أعيادا واحتفالات لا ضير منها وليست حكرا على فئة دون غيرها؟! ولماذا تعمدت أن تنشر مثل هذه الملاحظة المدسوسة في الوقت الذي كان أغلب البيوت في قطر تستعد لاستقبال الآلاف من الأطفال على اختلاف جنسياتهم وهم يحملون أكياسهم الملونة وبثيابهم الشعبية التي ازدان بها الأطفال الذكور وتزينت بها الإناث الصغيرات بينما وقف أغلبنا على أهبة الاستعداد على استقبال الجميع دون أن يسأل أحد منا هذا الطفل عن اسمه وجنسيته ولم يزاحم الأطفال المواطنين في الاحتفاء بهذه الاحتفالية الشعبية الرمضانية فيحرمه من الحلوى بينما يتقصد المواطنين لإعطائهم إياها؟! أي عقل هذا وأي تفكير منحرف هذا لإثارة عنصرية بغيضة لم ولن تُعرف بها بلادنا ما عاشت ونمت وتقدمت وكانت ملاذا لكل لاجئ ومرحبا بكل قاصد لها ومُهيئة المناخ المناسب لكل مقيم نظامي فيها بما يعز كرامته ويحفظ إنسانيته كما هو معروف عن قطر وستبقى بإذن الله تعامل الجميع بسواسية تحفظ للمواطنين أحقيتهم وللمقيمين بحقوقهم أما من يحاول أن يثير مثل هذه النعرات فإن له خطوطا لن يتجاوزها أبدا لثبات القانون فيها ولولا أن كلماتها قد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لما كتبت ولما قلت ولكني وجدت نفسي أثبت عدالة العيش الكريم في قطر لكل مقيم ورفاهيته لكل مواطن والحمد لله أولا وآخرا.

657

| 17 مارس 2025

تقـاليع مرفوضة

اعذروني إن كنت سوف أكتب فيما لا يمكن تقبله في شهر رمضان ولكن في الماضي القريب لم نكن نسمع في قطر هوس الـ (تيك توك) ولا تقاليع الـ (سناب شات) ولا ترند (تويتر) بأمر مخالف للدين أو العادات ولا شيء مما كنا نسمعه ونراه من أولئك الذين يهمهم أن يكونوا مشاهير حتى ولو كانت مخالفة للقانون أو لعادات البلاد وتقاليدها واليوم وصلنا هذا الجنون للأسف لمجرد الشهرة الفارغة وزيادة المتابعين بصورة أدعى لأن تكون مقززة للأسف. وبات بعض الشباب يسعى ليحقق أعلى نسب مشاهدة في حسابه على التيك توك أو سناب شات حتى ولو كان هذا على حساب أن يخالف القانون بصورة صريحة وسافرة أو أن يتعدى على تقليد ملتزم من تقاليد هذه البلاد والتي سارت محافظة عليه عقودا من الزمن، ويأتي هؤلاء في تحد غريب لينتهكوا هذا الستار بصورة تجعلنا نسأل ما الذي تغير في المجتمع ليخرج عن عباءة التزامه الذي عُرف بها؟ هل هي عولمة التكنولوجيا وجنون هذه البرامج التي تصر على تضمين كل ما هو مجنون وخارج عن المألوف؟ أم أنه التطور الذي يجب أن نقبل به ونقبل بأن يخرج من مجتمعنا من يسايره ويمشي على موجته دون حول منا ولا قوة؟ ماذا يعني أن يقود أحدهم سيارته برعونة معرضا حياته وحياة المارة للخطر وعلى أماكن مخصصة للمشي سيرا على الأقدام لمجرد أن يصور في التيك توك ويزيد من نسبة متابعة المقطع؟ ماذا يعني أن يشوه أحدهم جدران المباني ويصوره صاحبه ليكون حديث المجتمع؟ ماذا يعني أن يقود أحدهم مركبته بشكل حلزوني بين السيارات ويعلم بأن هناك من يصوره وسوف يضع المقطع في تويتر أو أحد تلك البرامج ويصبح حديث الشارع؟ هل هذه هي الشهرة التي يريدها هؤلاء؟ بئس شهرة تلك إذن! فالشهرة أبدا لا تكون بمخالفة القانون أو تشويه المباني أو تعريض الآخرين لخطر محدق وأن يكون ترند لمجرد القيام بهذا التشويه الأخلاقي والفكري والمجتمعي دون حس المسؤولية، والشهرة لا يجب أن تكون على حساب دين أو مجتمع أو أبرياء لا يجب أن يكونوا ضريبة غالية لهذه الشهرة غير المدروسة وغير المحببة وغير المطلوبة، ثم منذ متى كانت الشهرة هذه مرتبطة بأن يخرج أحدهم في مظهر المغامر المجنون ليكون حديث المغردين المطالبين بمحاسبته على رعونته التي لم يقم بها للبلاد والعباد أي ميزان يذكر وكأنه يطبق مقولة «من أمن العقاب أساء الأدب» ونحن الذين نقدم النصيحة على العقاب أولا إلا إذا كانت المخالفة صريحة للقانون فهنا يتقدم العقاب على أي نصيحة يمكن أن تقال بعد انقضاء فترة العقاب الذي يكون عادة علة حجم الجرم المشهود. نعلم بأننا نعيش عالما تكنولوجيا يمكن أن يوصف بالعالم الثوري وأن أجيال اليوم تختلف عما كانت عليه الأجيال السابقة ولكننا على يقين بأن التربية هي التي تسهم في استخدام التكنولوجيا بصورة تختلف عما هي عليه وأن هذه التربية هي التي تجبر هذا النشء على اختيار الصحبة الطيبة التي تعينه على مجابهة هذه الحياة بحسب الدين والعرف والقانون والعادة السائدة في المجتمع والصحبة لها دور كبير في تحييد مسالك الشخص أو التزامه وكلنا نرى ماذا يمكن أن تفعل البطانة بصاحبها بغض النظر إن كان مسؤولا أو شخصا عاديا ولكن قل لي من تصاحب أقل لك من أنت. واليوم للأسف كثير من الأُسر لا يتعرفون على أصدقاء أولادهم سواء كانوا شبابا أو حتى فتيات وهذا له دور كبير في تغيير مسارات الأبناء سواء الأخلاقية أو المجتمعية ولذا ليس علينا أن نلوم هذه الصحبة إن لم تكن النشأة صالحة في البيت والعائلة وهي من توجه هذا أولا لنشوء شخصية سوية ملتزمة أولا ثم اختيار صحبته الطيبة ثانيا فاحذروا أن تكون هذه التقاليع بداية لما هو أشد في مجتمعنا ولما لا تحمد عقباه ولا ينفع حينها البكاء على اللبن المسكوب!.

489

| 06 مارس 2025

وبالوالدين إحسانا

لدي صديقة تحرص مع بداية شهر رمضان المبارك من كل عام أن تزور المؤسسة القطرية لرعاية المسنين، باعتبار أن والدها قد توفي وهو نزيل هناك ودائما ما تصف المسنين هناك بأنهم في منتهى الحنان. وجوه ترى في ملامحها النور الذي بات مفقوداً في كثير من الوجوه!. ورؤوس اشتعلت شيباً وظهور منحنية وأقدام عاجزة ونظرات تائهة وأيد ترفع إلى السماء فتتمتم الشفاه بما يجول بخاطر صاحبها. هؤلاء هم شيوخنا الكبار الساكنون في المؤسسة القطرية لرعاية المسنين هنا بالدوحة. هؤلاء الذين نسيهم أبناؤهم وغفلت عنهم الدنيا فلم تمنحهم من اهتمامها شيئاً. أولئك الذين تجثو الجنة تحت أقدامهم ونرى طاعتهم جهاداً ومحبتهم أجراً. ولكن وليت حرف الاستدراك يغيب عني قليلاً. كيف نحن مع آبائنا؟ كيف كان رد الجميل إليهم؟ ترى كم منا رمى والديه في دار العجزة ونسي. نسي أنه كان في يوم من الأيام جنيناً حمله بطن حنون دافئ حميم تحفه المحبة لتلك النطفة الغالية في أحشائها. نسي أنه كان طفلاً يلعب فتراقبه عين لا تنام إلا بعد أن يغمض عينيه في حضن صاحبتها ويأكل قبل أن يأكل والديه. كيف لا وهو الطفل الغالي الحبيب قرة أعين والديه؟ كان يلهو وقبل أن تغافله سقطة ما كانت ذراع والدته أسبق إليه من الأرض فتضمه تهدئ من روعه. تناسى لعبه مع والده في الليالي الطويلة وإعطائه من حنانه ورعايته وماله الشيء الذي لا تستطيع الكلمات أن تفي به. نسي كل ذلك واليوم ينكر ما قدم والداه له. كبر وكبر شأنه معه فلم تعد (العجوز) أمه مهمة له ولا (الشيبة) أبوه يعد شيئاً في حياته! ظن أنه بدونهما سيكبر وسيحقق ما يريده وغفل عن برهما والاهتمام بهما وأحبا يوماً أن يلتفت لهما وألحا عليه. يا ولدنا إن لنا حقاً لديك ونريده. نريد وجهك لنراه ونقبّله، نريد حضنك ليخفف من ارتجاف أوصالنا الهرمة، نريد صوتك يعزف على أوتار حرماننا ما فقدته منذ ان كبرت وعلا شأنك، لا تنسنا فإننا لم ننسك، ومع ذلك كان جزاؤهما دار المسنين ليجدوا في الجدران الصماء ضالتهم وفي أقرانهم (الونيس الوفي) الذي يفتقدونه فيه. ونسيت.. نسيت يا هذا أن لك أماً تدعو الله في ردهات الليل المظلمة أن تلقى وجهك قبل أن تلقى وجه ربها الكريم. نسيت أن لك أباً ينظر بحرقة إلى كتفيه العاريتين الباردتين ويحلم أن تربت كفك الدافئة عليهما فتخفف من وحشتهما ولكن استعظمت عليهما أن يريا أحلامهما واقعاً وانجرفت وراء عائلتك الكبيرة ومشاغل الدنيا- هكذا يبررون تقصيرهم- ولم يعد لك أب أو أم إلا حين تطرح شركة أو بنك أسهماً وتأتي (لتسرق) فرحتهما بفرحة آثمة مخادعة وبعدها تغيب كما تغيب الشمس عن جنوب وشمال الكرة الأرضية سنين ولا تشرق إلا بظهور أسهم جديدة. ويلك.. ما الذي تفعله وفعلته؟ أبوك وأمك جنتك ونارك. برأيك هل ترى في ولدك شيئاً منك؟ انظر جيداً ودقق أكثر فهو يملك طفولة حلوة مثل طفولتك لكنك بالتأكيد تملك مستقبلاً مثل والديك. لربما تستغربون من مقالي اليوم البعيد كل البعد عن السياسة ومشكلاتها وآلامها ودهاليزها ولكن مرض والدي ووالدتي اليوم والشعور بما يشعر به هؤلاء المسنون من ألم وتعب وهرم يمكن أن يغير فيك كل شيء كان يمر في مخيلتك مروراً لا صوت له وتشعر أن الفرصة ما زالت مواتية لك لتستدرك أمراً كنت تظن أنه لا يعني لك شيئاً ولكن نظرة واحدة لتلك الوجوه الطيبة يمكن أن تغير فيك كل شيء وتشعر بتقصيرك تجاه والديك والكبار سناً في عائلتك ولذا لا تجعل مهمة الإحسان لكل هؤلاء يقع على عاتق غيرك فأنت المعني بهذا كله وستجد عاقبة في كل هذا إما حسناً أو كرها.

378

| 04 مارس 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2328

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

804

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

702

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

630

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

600

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

594

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

555

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
التمويل الحلال الآمن لبناء الثروة

في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...

552

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

531

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
الوطن.. حكاية شعور لا يذبل

يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...

516

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

504

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
قطر لن تدفع فاتورة إعمار ما دمرته إسرائيل

-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...

414

| 14 ديسمبر 2025

أخبار محلية