رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ماذا يريد هذا الرجل من غزة؟

من أنتم لتهجّروا أرضا من شعبها ومن أنتم لتقيموا وطنا للغرباء المحتلين فيها ؟! نعم من أنتم؟! وإن كان ترامب يقول إن العرب مغرومون بالفلسطينيين لكنهم يرفضون أن يستضيفوهم على أرضهم فإنك أنت ومن كان على شاكلتك من أمريكيين من شعبك وحكومات وقيادات أوروبية وغربية وأفريقية وشرق آسيوية تهيمون حبا وعشقا بإسرائيل فلم لا تستضيفهم أنت وأمثالك في إحدى ولايات الولايات المتحدة الأمريكية وتكف شرهم عن الفلسطينيين أصحاب الأرض التي يحتلها الصهاينة ويقيمون بها ويدّعون كذبا أن لهم تاريخا فيها ؟! أليس من الأولى أن تجد إجابة لهذا السؤال الجاري اليوم على لسان العرب قيادات وحكومات وشعوبا تفكر بنفس منطقك الغريب الذي تريد من خلاله أن تمرر منه فكرتك القائمة على تهجير شعب غزة وتسليم القطاع لإسرائيل لتحكمها وتقيم مستوطناتها بداخله ؟! ألسنا نعيش تناقضات غريبة منذ أن استلم ترامب سدة الحكم في بلاده ويقوم على التهديد تارة وتارة أخرى بمداهنة العرب في قضية تهجير أهل غزة من قطاعهم وتسكينهم أجزاء من الأردن ومصر وعلى المناطق الحدودية التي تربطهم ببعض ؟! ما الذي يريده ترامب؟! فالأردن ومصر تبدوان عنيدتين هذه المرة في الخضوع لرغبة ترامب في استضافة أكثر من مليوني لاجئ من شعب غزة وهذا ما أكده الملك عبدالله عاهل المملكة الأردنية الهاشمية عقب لقائه الذي وصف بأنه حفل بتوترات كبيرة أمام رفض الأردن المعلن لتهجير شعب غزة وإمكانية أن تدخل عمّان في خانة المستضيفين للفلسطينيين الذين يرى ترامب بأنهم يمكن أن يذهبوا عن أرضهم لحين إعمارها ومن ثم وعوده بإعادتهم لها في وضع لا يمكن التكهن بصحة الوعود ومصداقية التصريحات التي تخرج من البيت الأبيض وسط توافق إسرائيلي أمريكي يقضي بأن الخارج من فلسطين لا عودة له بأي شكل من الأشكال وإن كل ما يتفوه به ترامب يضاف لسلسلة قضايا اللاجئين الفلسطينيين الممتدة منذ عشرات السنين والذين فقدوا حقوقهم في العودة لفلسطين بأي شكل من الأشكال ولذا فإن الأمر يبدو غريبا في ترجمة ما يقوم به ترامب الذي هدد حماس بأنه في حال أوقفت سير تسليم الرهائن كما هو متفق عليه في بنود الاتفاق الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه سوف يلغي الاتفاق وسوف يأمر بإطلاق النار فورا ليعود بعدها لمرحلة الدعوة للالتزام ببنود الصفقة التي تبدو حماس ملتزمة بها بعكس إسرائيل التي أجهضت محاولات النازحين الفلسطينيين من الشمال للعودة إليه بل وماطلت في السماح لهم بالعودة التي يريدونها مما جعل حماس ترجئ موافقتها على تسليم ثلاث أسيرات إسرائيليات يوم السبت الماضي لحين التزام تل أبيب بما جاء في الاتفاق ومع هذا يبدو شخص ترامب هو المشكلة في كل ما يدور وهو رجل لا يمكننا التنبؤ بتصرفاته أو استقراء ما ينوي عليه حرفيا في هذا الشأن وأنا هنا أحيي مصر والأردن على مواقفهما المعلنة التي جعلت ترامب في حيص بيص من التوتر وكيف يمكن لغزة أن يكون مستوطنة كبيرة آمنة الجانب على الإسرائيليين ولا يمكن أن يتوقعوا سابع من أكتوبر قادم جديد عليهم يمكن أن يجعلهم يعيشون ويلات كما عاشوه في السابع من أكتوبر من العام 2023 وبالصورة التي حاولت إسرائيل أن تخرج فيها بأقل الخسائر إلا أنها تعيش رعبا منذ ذلك اليوم وإن كانت لم تحفل بالتعاطف العالمي لها بقدر التعاطف الذي لا يزال الفلسطينيون يلقونه أمام المذابح والمجازر التي حدثت لهم صغارا وكبارا بينما تسير حملات المقاطعة للشركات والجهات التي دعمت العدو الإسرائيلي ممنهجة ومستمرة في أمريكا وأوروبا وفي كل بقعة اتفق أصحابها إن المقاطعة يمكن أن تكون سلاحا حينما يفقد المرء قدرته على حمل السلاح والدفاع عن الفلسطينيين وحقهم بالأرض والوطن والحرية والحياة مجتمعين.

510

| 17 فبراير 2025

صباح قطري متفرد

(إنجوي إيفري ون) صباح النشاط ! صباح الهمة ! صباح الحركة ! صباح قطر متفرد ومتميز بصراحة ! صباح الرياضات المتعددة في اليوم الرياضي للدولة ! هذا ما سيكون عليه الوضع يوم الثلاثاء القادم حيث لا يوجد ما هو أهم من أن تتنفس عميقاً وتطلق زفيراً طويلاً تخرج به كل طاقة سلبية تعلقت بتلابيب جسدك، ولا يوجد أهم من أن تلتقط اللحظات الأولى لشروق الشمس وتنطلق لتمارس ما هو مطلوب منك في هذا اليوم الذي أصدر بشأنه القرار الأميري بتخصيصه يوماً رياضياً رسمياً يمارس فيه كل أهل قطر من مواطنين ومقيمين ومن مختلف الفئات السنية ما يشاؤون من الرياضات المختلفة التي تجسد طبيعة هذا اليوم الذي أعتبره شخصياً يوماً عائلياً بجدارة يشارك فيه ساكنو البيت الواحد أي رياضات يشاؤون وأنا أشجع أن يتم منح السائقين وعاملات المنازل في هذا اليوم مساحة لممارسة جزء من هذه الرياضات التي يمكن أن تكون متنفساً لهم ووسيلة لتجديد نشاطهم والتقارب مع باقي أفراد الأسرة لإضفاء نوع من التآلف المجتمعي معهم لا سيما وأنهم جزء لا يتجزأ من بيوتنا ويشاركوننا كل مجريات حياتنا. اليوم الرياضي ستشارك قيادتنا وكافة رموزنا شعبها الوفي الجري والمشي واللعب وركوب الدراجات وسنراهم في لقطات تشجيعية مع الصغار والكبار وذوي الاحتياجات الخاصة ومن كافة الفئات والأجناس باعتباره يوماً لا مجال للهدوء فيه والركون للراحة ولا شك أننا نتذكر تلك الصور الجميلة السابقة التي جمعت الصغار بسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرنا المحبوب والمتواضع، حفظه الله، في النسخ السابقة لليوم الرياضي للدولة في مشاهد أقرب لمشاهد الأب مع أطفاله دون تكلف أو تصنع في المشهد وكذلك رأينا أم الجميع أميرة النور سمو الشيخة موزا، حفظها الله، وهي تشارك ذوي الاحتياجات الخاصة لحظاتهم الجميلة في هذا اليوم فكانت الحنونة الصبورة معهم والأمر يشبه مع الكثير من الرموز والشخصيات العامة في الدولة التي شاركت في صورة مجتمعية راقية أفراد الشعب بهجة وطبيعة هذا اليوم الذي قلدتنا فيه بعض الدول وخصصت يوماً في العام ليكون يوماً رياضياً كما باعتبار أننا نستطيع إلهام هذه الدول الصديقة ومنحهم طاقة إيجابية يستطيعون فيها ممارسة الرياضة المطلوب من كل إنسان على هذه الكرة الأرضية أن يمارسها بأي صورة يشاء وبحسب استطاعته ومقدرته الجسدية والصحية. ولا شك أننا سوف نرى في ذلك اليوم أشكالا من الرياضات الجميلة التي يمكن أن تميز يومنا الرياضي عن باقي أيام السنة خصوصا وأنه يعد النسخة الـ 15 منذ إقراره في يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير من كل عام ولدينا هذا اليوم في روزنامة المجتمع القطري الذي تُعطّل فيه المؤسسات والوزارات والمدارس والجامعات الحكومية والخاصة وينطلق الشعب نحو ممارسة أي رياضة يحبها بل إنها أشبه بالدعوة للحركة حتى دون ممارسة ألعاب وحركات رياضية فيكفي لكبار السن أن يمارسوا المشي وهو نوع مما يدعو له هذا اليوم لذا أدعوكم للاستمتاع والاستراحة و(إنجوي إيفري ون). وتذكروا أن اليوم الرياضي فرصة للمتعة والفائدة فلا تختموا يومكم بوجبة دسمة تضيع عليكم مجهود هذا اليوم مهما كان المجهود الذي سوف تمارسونه فربما كان سبيلا لأن يغير نمط حياتكم ومفتاح تغيير لكم من يدري؟!!.

642

| 04 فبراير 2025

لله دُرك يا (غيس)

حينما يقام الأذان في بلاد المسلمين فهذا شيء طبيعي لأن العكس هو الشيء الذي يمكن أن نستغرب له لكن حينما نسمع الأذان يصدح من على رؤوس الكنائس في بلاد منعت المآذن من أن تزين المساجد خشية أن تشوه المنظر العام لها وتسحب عقول الشعب للتفكر بقيمة هذه المآذن للمسلمين فماذا يمكن أن نقول حينها؟! هذا ما فعله مواطن سويسري يدعى (غيس) دأب منذ عام 2007 على الدفاع عن حقوق المسلمين في إقامة شعائرهم الدينية كاملة وبناء المآذن للمساجد كما هي العادة في إنشائها فكان يتسلق أعلى الكنائس ويضع مكبرات صوت ذات ترددات عالية وعوضاً عن سماع الأجراس وتراتيل المصلين المسيحيين ينطلق صوت (الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله) يعم المكان والساحات وتشرئب الأعناق إلى أعلى الكنائس وعيونها تملأها الدهشة من أين ينطلق صوت الحق وكيف تحول صوت الأجراس إلى شهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟!.. (كفو والله)!.. لعل هذه هي الكلمة التي عبرت بها فور رؤيتي للفيلم الذي وثق (غيس) خطواته الجريئة به وكأنه يقول للمسلمين الذين استكانوا لقرار الحكومة السويسرية بمنع بناء المآذن على قمم المساجد إنه أشد إسلاماً منهم وأشد غيرة منهم وأشد جرأة منهم وإن الذي يجري في عروقه دم لا يخالطه نفاق ولا ضعف!.. ألا نستحي ولو قليلاً؟!.. هناك من يدافع عن ديننا وهو من غير ملتنا بينما نحن لا نزال نقدم رِجلاً ونؤخر أخرى للدفاع عن نقطة واحدة من محيط حقوقنا الإسلامية المسلوبة في بلاد الغرب !.. هل يعقل أن يصدح الأذان في كل مقاطعات سويسرا عبر رحلة مكوكية يقوم بها (غيس) لتنفيذ هذا الفعل في جميع كنائس البلاد بينما يمنع لدينا أن تنطلق الميكروفونات الخارجية بخطب الجمعة والدروس الدينية التي تقام في بيوت الله خشية أن (تزعج) بذلك الساكنين والأجانب؟!!.. لماذا يفعل غيس كل ذلك بينما لا نرى مسلماً يوحد الله يعترض على قرار هاج العالم الإسلامي والعربي عند إصداره آنذاك ويستمر في هذا الاعتراض حتى ولو كان شكلياً فإسلامنا بأكمله صار شكلياً تغلبه المصالح والرغبات الشخصية وقوانين الهجرة والإقامة التي تقف حائلاً أمام الدفاع عن دين يمثل تطبعاً في هذه الأيام وليس طبعاً يولد مع الأذان الذي ينفثه والده في أذنه حين ولادته؟!.. فوالله ما وجدت أشجع من هذا الإنسان الذي يجد في قرار حكومته ظلماً يقع على المسلمين وعادلاً في حقه وحق غيره من المسيحيين ومع هذا فهو يدافع عن حقنا في أن نعلي كلمة الله ومن فوق رؤوس الكنائس وليس المساجد حتى!.. هل يعقل؟!.. فما زلت غير مصدقة أن غيرنا يملك دماء حرة تجعل منه محامياً لقضايا نحن أولى في الدفاع عنها والذود عن معتقداتنا فيها!. لماذا يشكل لنا إسلامنا ديناً نتعلق بتلابيبه لمجرد أن يكون لنا دين يحدد هويتنا ولكنه بالتأكيد لا يحدد معاملاتنا وقيمنا وأخلاقنا التي تأخذ من الأديان الأخرى شرعاً لها ومنهجاً؟!.. لماذا لم يعد لديننا أي روح أو طعم أو نكهة في نفوسنا الغارقة حتى النخاع في بحر الغرب وقيمه المتناقضة مع قيم إسلامنا العظيم؟!.. هل أصبح الإسلام موضة؟!.. شكلاً ينتهي بانتهاء الحاجة إليه؟..هل فعلاً لم نعد في حاجة لأن ندين بالإسلام وماذا أصبح الإسلام الآن؟!.. استفتاء أطرحه بينكم وليجيبني أحدكم.. ما هو الإسلام في القرن الواحد والعشرين وما مدى حاجتنا له وسط الزحف الغربي في قيمنا وعاداتنا ومعاملاتنا التي أصبحت ركائز حياتنا فيها تقوم على الأشهر الميلادية وكأن الهجرية لا تعد في عالمنا الإسلامي والعربي شهوراً كل شهر بثلاثين يوماً؟!.. ماذا تمثل كلمة أنا مسلمة وأنت مسلم وهذا مسلم وآخر مسلم؟!.. ما هو شكل إسلامنا الآن إن كان الذين لا يشاركونا الدين نفسه يدافعون عنا بينما نحن نجري وراء لقمة العيش ونكتفي بتغيير المنكر في القلب هذا في حال امتلاكنا قلوباً من الأساس؟!.. لماذا نأخذ من الإسلام أبسط القواعد التي لا تناسب حجم الحرب التي يتعرض لها ديننا بإنكارنا لها من باب من رأى منكراً فليغيره بقلبه وهذا أضعف الإيمان مع إسقاط ما توسط من الحديث؟!.. فهذا للأسف ما بتنا نأخذه منهجاً بيننا وابعد بعيد عن الشر وغن له حتى أطفالنا أصبحوا يأخذون من إسلامنا صلاتنا المكتوبة وصيامنا الذي لا روح فيه وغير ذلك فأعطوني من يمثل الإسلام بكل روحانيته وصدقه وقيمه وغيرته وخذوا ما تشاؤون!.!.

516

| 03 فبراير 2025

حاضر سوريا ومستقبل قطر

كان من المبهج لنا وللسوريين أن تختار سوريا رئيسا لها من القادة الذين قاموا بتحريرها من قبضة الأسد وحزب البعث الذي جثم على صدورهم عقودا طويلة، وحكم البلاد بديكتاتورية غريبة فكان الحكم من نصيب أحمد الشرع السوري المسلم ومن أهل السنة الذي وعد السوريين بإعادة البلاد أفضل مما كانت بمساعدة الأشقاء العرب الذين تتقدمهم دولة قطر التي آمنت بثورة سوريا ولم تستطع تطبيع العلاقات وخيوط الوصل مع نظام بشار الأسد الذي استطاع أن يعيد علاقاته مع كثير من الدول العربية ورأيناه يدخل مقر الجامعة العربية بكل خيلاء واعتزاز ويمارس دوره في القمم العربية كممثل عن سوريا والسوريين بصفته الرئيس الذي لم تستطع الثورة في سوريا إسقاطه أو زحزحته عن مكانه طيلة سنين طويلة ارتكبت قواته وعصابته عشرات المجازر والمذابح باستخدام أسلحة محرمة دوليا بمشاركة روسية ودعم إيراني، لنرى مشاهد لا يمكن للتاريخ أن يطويها أو يتغاضى النظر عنها سواء بالبراميل المتفجرة أو بالغازات السامة، والعالم كله نظر لمشهد الأطفال المختنقين بالغاز والذين لم يستطع المسعفون إنقاذ معظمهم ومع هذا تجاهلت دول كثيرة عن جرائم بشار، ما عدا دولة قطر التي منعتها هذه المشاهد من السير في طريق التطبيع مع نظام بشار الأسد، وقال ممثلوها السياسيون إنه من الظلم للشعب السوري أن تعيد الدوحة علاقاتها مع بشار الأسد بتلك السهولة التي يراها المطبعون معها ورأت أن سلسلة الجرائم الذي ارتكبها النظام السوري لا يمكن التغاضي عنها لأجل مصالح البلدين معا فيما لو أعادت الدوحة العلاقات مع النظام وهذه سابقة لقطر تحسب لها اليوم في ظل ظرف لم يعد بشار الأسد موجودا فيه، وإنما نتائج ثورة نجحت بعد مضي أربع عشرة سنة لاقى السوريون الويلات والحسرات والموت على ضفاف شواطئ أوروبية وتركية هربا من بطش هذا النظام وقتله للشعب وتهجير الملايين منه نزوحا ولجوءًا بينما اليوم تزهر سوريا وتزدهر بعودة الملايين من السوريين إلى بلادهم والتي حُرموا منها ظلما وتعسفا واضطهادا، ويصبح لهم رئيس كانت مهمته الأولى استقبال أمير دولة قطر بعد سنوات طويلة من القطيعة من جانب الدوحة التي تأكد لها نجاعة سياستها الأولى في عدم إعادة العلاقات القطرية السورية في عهد المخلوع بشار الأسد وإنه آن الأوان الآن لتثبت قطر إنها كانت على حق ووقوفها على مبادئها جعلتها اليوم تبني علاقاتها مع سوريا على أسس وثوابت تجلت في الزيارة الكريمة لحضرة صاحب السمو الأمير تميم بن حمد، ويكون الرئيس أحمد الشرع في مقدمة مستقبليه وهو من اصطحبه لمقر الحكم ليتبادلا ما يمكن أن يعزز العلاقات ويبني مستقبلا للدولتين يصب في مصلحة الشعبين، وهو أمر رفضت الدوحة بداية أن تقيمه مع النظام البائد لسوريا وأصرت على الوقوف عند مسببات رفض إعادة العلاقات مع سوريا وتثبت على هذا الموقف الأصيل الذي احترمه السوريون للدوحة التي مدت يدها الأولى لانتشال سوريا من ذكرى النظام القديم لها، فكانت قطر حاضرة في مطار دمشق التي وقفت عند أسباب إعادة تشغيل مطار دمشق من جديد فكانت طائرة الخطوط القطرية حاضرة للوقوف على احتياجات المطار لتنتعش حركة السفر منه وإليه وهذا ما حدث فعلا في الساعات الأولى بعد خلع بشار الأسد وهروبه المخزي من البلاد لأحضان روسيا التي فرضت قيودا عليه باعتباره طلب حمايتها تحت بند اللجوء الإنساني لا السياسي، لتبقى ثوابت قطر هي التي نجحت في نهاية الأمر وتتوج بزيارة كريمة لأميرنا المفدى لتبدأ العلاقات القطرية السورية بتأن ودراسة، فمبارك لسوريا هذا الحاضر الذي تعيشه وهنيئا لقطر مستقبلها مع سوريا.

666

| 02 فبراير 2025

دروس بعد العدوان على غزة

بعد أكثر من أسبوع عن الهدنة والقبول بصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بعد عدوان طويل امتد لأكثر من عام وأربعة أشهر متواصلة، عرف الفلسطينيون من هم الذين يؤمنون بحقوقهم ومن خرج عن مسارهم فبات متصهينا بامتياز لدرجة أننا وصلنا لمرحلة أننا ندافع عن قضيتنا الأولى وهي فلسطين أمام من يمثلون لنا أخوة في الدين واللغة والهوية والجغرافيا بينما شعوب الدول الغربية باتت أقرب لفلسطين منا وهذا رأيناه منذ بداية أحداث غزة المؤلمة التي كشفت عن انتماء ملايين العرب إليها وحركت مشاعر الغرب والتي كنا نظن انها لا تمتلك شيئا منها لا سيما شعوبها الأحرار فعلا ممن لا يزالون حتى هذه اللحظة يتظاهرون ويعبرون بصورة مستمرة عن رفضهم لهذا الظلم الإسرائيلي اللا متناهٍ والمتمثل في تلك الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين من أطفال ورُضع ونساء وشباب وعجائز وشيوخ ورجال بينما عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين لا يزالون معلقين بين الحياة والموت بعد استهداف مستمر من القوات الإسرائيلية للمستشفيات التي شهدت على اجتياح هذه القوات المجرمة لأروقتها وأقسامها لتدميرها وملاحقة طواقمها الطبية التي استُشهد منها أطباء بينما اعتقل أطباء آخرون من قبل هذه القوات التي تخلت عن إنسانيتها المزعومة والتي يحاول ممثلو إسرائيل في المنظمات الدولية أن يقنعوا بها المجتمعين معهم إنهم يمتثلون تماما للقيم والأخلاق والإنسانية وهي بريئة منهم ومن أفعالهم الإرهابية المستمرة حتى هذه اللحظة في هذا القطاع الذي بات قطاعا مدمرا وهالكا ولا حياة فيه. فماذا يعني أن أراقب أفعالا لشعوب عربية تصر على موقفها من القضية الفلسطينية وتبرر هذا الموقف أمام شعوب عربية أخرى تنصلت من مسؤوليتها أمام القضية وتحاول بشتى الطرق أن تقنع الفئة الثانية بأن لفلسطين علينا حقا وإنه مهما تضاعفت السنون وامتدت الأعوام ستبقى فلسطين القضية الأولى لنا مهما تلاعبت بنا أمواج (التصهين) الذي بات كثير من العرب يبرعون فيه ؟! ماذا يعني أن تسقط عن كثير من الشعوب العربية أقنعة العروبة والدين بل والإنسانية لدرجة ألا تتأثر قلوبهم المتحجرة أمام مشاهد قتل الأجنة في أرحام أمهاتهم والرُضع والأطفال بينما الضحية معروف والقاتل معروف فتهرع لمواساة المتهم وتبرير جرائمه وإلقاء كل الذنب والتهم على الضحية والطرف الأضعف ؟! ماذا يعني أن أغرد بما ينصر الفلسطينيين ويرد على متصهينين يسيئون لي ويعتبرون كل هذا هراء وإن الواقع يبرر لما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين؟! هل وصلنا لهذه الدرجة من التصهين في الوقت الذي تفوقت الشعوب الغربية علينا في الإنسانية والأخلاق أمام هذه التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان ؟! فوالله إنه أمر لا يسيء لمفهوم العروبة وحدها وإنما يشوه مفهوم الإسلام فينا الذي يحثنا على نصرة أخينا ظالماً كان أو مظلوماً، لأن أهل غزة اليوم تجاوزوا معنى أن يقف المواطن العربي معهم لأنهم قد جربوا ماذا يعني أن يموتوا دون كفن أو قبر وأن يُشردوا دون وطن وأرض حرة لهم لذا لا تلوموهم إن قالوا فينا ما يقولونه من قلوب محترقة ونفوس متألمة أمام تصاعد موجة التطبيع، بينما على الطرف الآخر من الكرة الأرضية هناك من يفترش الأرض ويصرخ بأعلى صوته على حكومته أن تقاطع هذا الكيان المجرم بل وأجبر كبرى الجامعات على وقف استثماراتها في إسرائيل رغم ما يلقاه طلاب كثيرون من المتظاهرين من أساليب قمع وتنكيل واعتقال ومحاولات لكتم هذه الأصوات وتغييبها عن الإعلام الذي يلاحقها لنشرها وكشفها للعالم الذي يرى ويعلم لكنه لا يبارك خطوات هؤلاء ممن أثبتوا أن الإنسانية لا يمكن أن تتكلم العربية ولا تدين بالإسلام لأنها إنسانية حرة تشاهد ما جرى للفلسطينيين في غزة وتتألم على كل مشاهد الإرهاب التي ارتكبتها إسرائيل التي باتت مكروهة لهذا العالم الذي قالت شعوبه كلمته فيها بينما لا تزال حكوماته مرتهنة بيد اللوبيات الصهيونية المتحكمة بها لذا لا يجب أن نكون من هؤلاء في حين أننا نستطيع أن نكون أنظف من هذا كله !

792

| 30 يناير 2025

هنا سوريا من جديد

ما كان لي أن أتجاهل اتصال مراسل التلفزيون العربي الزميل سلمان النجار والذي ضم كلماته الأخيرة لي قبل أن يغادر قطر بصورة نهائية ويستقر في سوريا التي حُرم منها منذ بداية الثورة السورية عام 2011 ولم يكن بإمكانه السفر لها والالتقاء بأهله وأحبائه إلا بعد سقوط نظام المجرم بشار الأسد فكانت كلماته تحتضن حبا عميقا لقطر التي كانت من أوائل الدول في العالم التي آمنت بحق الشعب السوري في اختيار حكومته وقائده وكانت من الدول التي كانت تشدد في خطاباتها الرسمية عن الجرائم التي كان نظام بشار الأسد يرتكبها بحق الشعب الأعزل وتهجير الملايين منه للدول المجاورة أو عبر قوارب الهجرة المجهولة التي كانت تغرق معظمها على سواحل الدول الأوروبية ويلقى من كان على متنها حتفه بصورة كان الإعلام يظهره بشكل مؤلم لجميع من فر من قبضة النظام الظالم الذي فر رئيسه وعائلته إلى روسيا تاركا بلدا بحجم سوريا لمصيره الذي ندعو الله ألا يُترك دون قيادة واعية وحكومة ناضجة تعاين نهوض بلد جديد يرتكز على الوحدة لا الشتات الذي وصلت له بعض الدول العربية التي قامت ثوراتها واتجهت إلى غير أهدافها المعلن عنها سابقا لذا كان التقرير الذي قدمه الزميل النجار من حلب مفعما بالعاطفة وهو يعبر عن فرحته بتدفق المواطنين السوريين على إحدى قلاع حلب وبصورة تترجم الحياة الجديدة التي بات السوريون يأملونها بعد اقتلاع نظام الأسد من بلادهم. وكم كان التقرير مفعما بمشاعر جياشة وكبيرة ترجمها الزميل سلمان بأسلوبه الذي اعتدته منه منذ أكثر من عشر سنوات كان زميلا وأخا عظيما لم ينس مناسبات العمل التي جمعتنا ولقاءاتنا في أكثر من محفل خصوصا وإن كان أثناء عمله في قطر يغطي الأحداث الرياضية وكنت أنا مسؤولة إعلامية في اتحاد الكرة وعلى علاقة مباشرة ووطيدة مع مئات الإعلاميين والمراسلين لقنوات تلفزيونية كثيرة لتسهيل أعمالهم وتغطياتهم لهذه الأحداث وها هو ذا يتصل بي الزميل سلمان مودعا لي بحرارة والفرحة تغلبه بعودته أخيرا إلى بلاده التي تحررت من نظام قمعي حرم الملايين من السوريين من العودة إلى بلادهم الأثرية والتاريخية ومنهم الزميل سلمان النجار الذي أخبرني بأنه عائد إلى دمشق العاصمة ويدعوني بحفاوة للحضور إلى سوريا مرحبا بي وبعائلتي في أي وقت نشاء السفر لهذا البلد الذي لم أزره من قبل خصوصا وأنني تلقيت منذ أسابيع قليلة اتصالا من سفارة سوريا الحرة يدعوني القائمون فيها لزيارتهم قريبا بعد استتباب الأمور لديهم وتنظيم أركان بلادهم التي هدمها بشار ولم يترك زاوية قائمة وثابتة فيها وقد وعدتهم كما وعدت الزميل سلمان بزيارة إلى سوريا الجميلة والالتقاء بهم هناك في قلب العاصمة دمشق التاريخية التي ظلت عصية على الثوار حتى مكّنهم الله منها وهروب المجرم بشار الأسد تاركا حملا ثقيلا وموجعا ومكلفا على المجلس القيادي الذي قام أحمد الشرع فيه بزيارة رسمية لدولة قطر ممتنا لمواقف الدوحة الثابتة وللتعاون الذي سوف يساعد بلاده لأن تصطف في مسار الدول المستقرة داخليا خصوصا أن أول طائرة هبطت في مطار دمشق عقب التحرير كانت رحلة للخطوط الجوية القطرية للوقوف على جاهزية المطار لإعادة تشغيله من جديد وتحديد احتياجاته الضرورية والأساسية وهو دليل بلا شك على عمق العلاقات القطرية السورية المستقبلية التي بلا شك سوف تكون بالشكل الذي يليق بقيادتين حكيمتين وشعبين متآخين يمثلان شعبي قطر وسوريا وما يمكن أن يلحق ذلك بمصالح ثنائية ندعو الله أن تظل مستمرة وأن ينعم على سوريا وأهلها بالمزيد من الاستقرار والنهضة والتوفيق بإذن الله عاجلا غير آجل.

711

| 29 يناير 2025

المرأة منارة لا نخاسة

هل يختلف اثنان على أن قيم المجتمع جزء لا يتجزأ من قوامه ومنهجه بل ونجاحه ورسم شخصية له ؟! من يختلف فعليه أن يراجع بعض المفاهيم المغلوطة التي تختلط في عقله ومجتمعاتنا الخليجية ومنها مجتمعنا القطري لا تختلف عن أي مجتمعات عربية أخرى فهي مجتمعات مسلمة بالدرجة الأولى ولذا نشأت عاداتها وتقاليدها منذ القدم وتربينا جميعا على ما توارثه آباؤنا من أجدادنا ومشت الأمور على ما هي عليه والحمدلله حتى وصلنا لبناء مجتمعات معتدلة لا إفراط فيها ولا تفريط وعت الشعوب بعدها ما هي مسؤولياتها وواجباتها إزاء الحفاظ على صورة هذه المجتمعات الذي لا يجب أن نقول إنها مثالية 100% ولكن يمكن القول إن الأجداد قد ورّثوا قيماً وعادات يمكنها أن تحافظ على دين وأخلاق أبنائهم جيلا بعد جيل ولكن - ودائما ما يأتي حرف الاستدراك اللئيم هذا لينتقص من الصورة الكاملة التي قبله – يحاول البعض تمرير بعض الأفكار المتحررة التي من شأنها أن تشوه صورة مجتمعاتنا المحافظة فدعا منهم إلى التحرر الذي لا حرية ممدودة فيه وكانت المرأة دائما سلاحهم الأسهل والأكثر غواية للوقوع تحت أسر أفكارهم فرأت بعض النساء أن الحرية الحقيقية هي في عدم مسؤولية الرجال وأولياء أمورهن عليهن ولذا خرجت الحركة النسوية التي ساهمت بلا شك في تعميق هذه الأفكار واستنسخت نفسها من ( نسويات ) عربيات برزن لاسترداد الحقوق التي يقلن إنها لا تزال في ذمة الرجال والحكومات بحقهن ومع هذا حافظت مجتمعاتنا ولا تزال على الهوية المعروفة عنها في معاملة الإناث بالحسنى وعدم التفريط بحقوقهن مهما كانت سواء في العمل أو الزواج أو تحديد مصيرها ومستقبلها والتصرف بحياتها كما شاءت ولكن دون أن تغلو في هذا مما يعرضها شخصيا وعائلتها ويجرح دينها والقيم المجتمعية التي نشأت عليها ومع هذا يظل المتربصون بالمرأة الخليجية يرون أنها لازالت تقبع تحت إمرة ولي أمرها الذي يجب أن يكون حاضرا في تزويجها أو طلاقها ونهاية بوجود محرم في سفرها وما إلى هذه الأمور التي باتت تشغل منظمات وأفراداً بات الهم الوحيد لهم أن تخرج المرأة من جلباب أبيها وأخيها وبيتها وتلبس حلة لم تكن يوما على قياسها أو مناسبة لها. لربما منكم من يتساءل لم أثرت هذا الموضوع اليوم والكل يتحين فرصة إجازة نهاية الاسبوع للترويح عن نفسه وعائلته فيها ولكني وبصفتي مغردة دائمة في ( تويتر ) فإنني ألحظ الآن حملات منظمة ومرتبة وتكاد تكون شبه محسوسة لتصوير المرأة الخليجية على أنها مرتهنة بيد العادات والتقاليد العقيمة السقيمة التي لا طائل منها وأنه في الوقت الذي بدأ العالم المتحرر في أوروبا وأمريكا لا سيما النساء هناك بمناكفة الرجل في العمل والمنصب والحقوق قبل الواجبات تظل المرأة في الخليج قابعة تحت ستار العباءة والدعوة لعدم الاختلاط وغيرها من أمور ناجمة من التقيد بما يقول أصحابها إنها نابعة من التشدد الديني رغم أن الحاصل يبدو مغايرا لكل هذا فالمرأة الخليجية اليوم وصلت لمنصب الوزير ومناصب لا تقل أهمية عنه وباتت مسؤولياتها تضاهي مسؤوليات الرجل ومع هذا فهي زوجة ناجحة وأم صالحة وقدوة حسنة لأبنائها وصورة مشرفة لأهلها ولكن هؤلاء يريدون لها أن تصل لما وصلت له مفاهيم الرخص والنخاسة في المرأة ويثيرهم كثيرا أن تبقى المرأة في الخليج وقطر محافظة على شخصيتها الأنثوية الراقية التي لا يجب أن تختلط بتلك المفاهيم والأفكار السوداوية التي اقل ما توصف به هو الانحطاط الأخلاقي الذي لا يدعو له أي دين ولا تشجع عليه الفطرة الإنسانية السليمة التي خلق الله عليها الأنثى وبغض النظر عن جميع ( العاهات ) التي نراها اليوم ومنتسبة للخليج للأسف فإن الهوية الحقيقية للمرأة الخليجية والقطرية خصوصا هي التي تنبع من الدين والقيم ومن أصول العادات والتقاليد المحمودة وما عداها فلا نحن منها ولا هي منا.

243

| 28 يناير 2025

الرقابة قبل الكارثة

راقبوا أطفالكم ! أقولها وأنا أعني ما أقول وأدعو كل الآباء والأمهات ليكونوا مسؤولين امام الله أولا ثم أمام واجباتهم تجاه أطفالهم الذين يحتاجون لمراقبة حثيثة منهم خشة الوقوع فيما لا يحمد عقباه لا سمح الله فبالأمس رأيت مقطعا مصورا حدث في إحدى الدول المجاورة لنا لطفل صغير لم يكمل ست سنوات وقد ظهرت آثار واضحة على رقبته وتوقعت أن يكون الطفل معنفا من والديه أو من الخادمة كما باتت مثل هذه الحوادث منتشرة والعياذ بالله في قصص مروعة تجعلك تتساءل في حيرة كبيرة إن كان هؤلاء آباء أو أمهات فعلا أم مجرد وحوش لم يعرفوا معنى الأبوة أو الأمومة في حياتهم وصعقت حينما تحدث الطفل ببراءة ووالده يسأله كيف فعلت هذا بنفسك حينما أجاب الطفل بأنه قلد لعبة كان يلعبها وتظهر إحدى مراحله في أن يشنق أحد المنافسين نفسه بحبل غليظ وتفاجأت بأن الطفل قام فعلا بربط حبل على مقبض الباب ثم قام بشد نفسه بقوة حتى احتك الحبل برقبته الضعيفة واضطربت أنفاسه قبل أن يلحقه والده ويفك الحبل عن رقبته وهو يوبخه على هذه الفعلة ويصوره وهو يقول بكل براءة إنه يقلد ما كان في اللعبة التي كان يلعبها وكم كان مؤلما لدي وأنا أرى تلك الآثار القاسية حفر مسام رقبته الرقيقة لمجرد لحظة غفل والداه عنه بشكل غير متعمد وكيف يمكن أن يتأثر هذا الطفل بلعبة إلكترونية لربما استسهلها الآباء وهم يساعدونه في تنزيلها على جهازه الخاص ( الآيباد ) ولم يعوا جيدا ما يمكن أن تحتويه هذه اللعبة من مخاطر لا سيما إن كانت قتالية كما هو الحال اليوم مع معظم الألعاب التي تتضمنها أجهزة الأطفال والذين باتوا يستمتعون بصورة غير مسبوقة بمثل هذه الألعاب التي ما كنا لنستمتع بها ونحن في أعمارهم وكانت الرسوم المتحركة أقصى متعتنا التي كنا نشعر بها بعكس أطفال اليوم الذين ما عاد التلفاز يستهويهم أو يشبع رغباتهم ولذا نرى اليوم من أدمن الألعاب على الآيباد لدرجة أنه يبكي بشدة إن انتُزع منه إجبارا ولذا على جميع الآباء أن يراقبوا أطفالهم ماذا يلعبون وماذا يشاهدون لأننا نسمع كل يوم عن ألعاب تتضمن مشاهد خطيرة يمكن لأي طفل أن يقلدها لا سيما وإن منها ما يكون على مراحل مثل لعبة ( مريم ) ولعبة ( الحوت الأزرق ) ولعبة ( الحبار ) وغيرها من الألعاب التي ذهب ضحيتها أطفال تم التغرير بهم حتى انتحروا دون دراية أو تعمد منهم نظرا للغواية الناعمة التي تسللت لهم من خلال هذه الألعاب التي لم تخضع لرقابة الوالدين والأهل الذين لم يعد مهما بالنسبة لهم أن يراقبوا أو يهتموا بما يشاهد أو يلعب أطفالهم وبما تحتويه أجهزتهم ما داموا في النهاية سوف يرتاحون من إزعاج هؤلاء الأطفال وكثرة حركتهم وهذا أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه هؤلاء الذين يمكن في لحظة أن يخسروا فلذات أكبادهم دون أن يشعروا ويندموا حين لا ينفع الندم للأسف مثل حالة هذا الأب المفجوع الذي كان يمكنه أن يخسر طفله من أجل لعبة لم تكن تخضع لرقابته الذاتية وأنا شخصيا تعرضت لمثل هذه التجربة المؤلمة مع ابنة شقيقتي الصغيرة التي كانت غارقة في اللعب وفجأة وقفت لحظة فسألتها ما الذي جعلها تتوقف عن اللعب وقالت إن هناك مقطعا مصورا لإعلان وصفته بأنه ( مب حلو ) فأخذت منها الجهاز لأنظر فإذا هو منظر مخل للآداب ولا يصلح للصغار واليافعين ايضا فقمت بحذف اللعبة كاملة من على جهازها رغم تعلقها بهذه اللعبة ولفت نظر شقيقتي بما حدث ولذا يمكن إلى جانب الألعاب القتالية الخطيرة والتي يمكن أن يؤديها الأطفال دون إدراك حقيقي منهم هناك أيضا مشاهد مخلة يمكن أن تعترض ألعابهم أو مشاهداتهم لمقاطع مصورة لبرامجهم المفضلة التي بات اليوتيوب يزخر بها وهو أمر يجب أن يتنبه له الآباء والأمهات حين يرون أن الطفل مستغرق استغراقا تاما في لعبة أو مشاهدة أي مقطع على اليوتيوب خشية أن يكون فيه ما لا يحمد عقباه لاحقا فانتبهوا وإني لكم ولي لناصحة أمينة !.

699

| 27 يناير 2025

ما خفي من السنوار أعظم

«وللحرّية الحمراء باب بكلّ يد مضرّجة يُدقُّ» هكذا كان الشهيد يحيى السنوار يردد من قلب المعارك في غزة مستشهداً ببيت لأمير الشعراء المصري أحمد شوقي في لقطة تؤكد إصراره على مواصلة المعركة ضد الاحتلال وبهذا عرض البرنامج الشيق والمثير للجدل (ما خفي أعظم) لقطات حصرية وتعرض لأول مرة لغرف الخطط السرية التي أدارت معركة ما بعد طوفان الأقصى التي زلزلت أركان إسرائيل ولا تزال آثارها تهز قلوب الإسرائيليين التي دعتهم إلى الانتقام بصورة نازية ودامية من شعب غزة لا سيما أطفال ورُضع القطاع والأجنة في الأرحام. فيما عرض البرنامج لقاءات حصرية لقيادات كتائب القسام التابعة لحركة المقاومة حماس قبل تاريخ 17 أكتوبر الماضي والتي أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي فيه اغتيال يحيى إبراهيم السنوار في قطاع غزة في اشتباك وقع بتل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة وكان يرتدي سترة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر وكانت إسرائيل تعد السنوار العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 والتي أدت إلى مقتل أكثر من ألف عسكري ومستوطن إسرائيلي. مشاهد أقل ما يقال عنها إنها مدعاة للفخر بالنسبة للذين يؤمنون بحق المقاومة التي تكون طريقا للحرية من استعمار يتجاوز تاريخه حتى الآن أكثر من سبعين عاما ارتكبت فيه إسرائيل مئات المجازر وآلاف الجرائم واعتقلت مئات الآلاف من الفلسطينيين وهذه المشاهد هي من دحضت ادعاءات الاحتلال بأن الشهيد السنوار كان يدير معاركه من خارج القطاع مستكينا وآمنا على نفسه وعائلته في دولة قطر أو لبنان بل ثبتت مشاهد اغتياله كيف أن الرجل قاتل حتى آخر نبض من نبضات قلبه جريحا وبيده عصا كان يستعين بها للمرور في أحياء وشوارع غزة المدمرة وملتحفا برداء يخفي هويته. والحقيقة أن ما عرضه البرنامج يدعو لاحترام السنوار بأي شكل من الأشكال كقائد من قادة حماس أولا وعقل مدبر لعملية طوفان الأقصى التي تراوحت ردود الأفعال تجاهها ما بين فخور بهذه العملية التي أطاحت بأكثر من ألف قتيل إسرائيلي وبين من يرى أن هذه العملية قد جلبت الدمار والدماء لشعب غزة وبغض النظر عن موقف هذا أو ذاك فإن مشاهد «المسافة صفر» التي تفنن مقاتلو حماس في استهداف آليات وعساكر قوات الاحتلال الإسرائيلي الذين تمركزوا على أنقاض وبين صور الدمار الذي ألمَّ بغزة تؤكد على أن إسرائيل رغم آلياتها ومؤونتها العسكرية وأسلحتها الحديثة لم تستطع أن تواجه هؤلاء المغاوير الذين أظهرهم برنامج ما خفي أعظم وكأنهم أشباح خفية تضرب وتختفي وتوجع ثم لا يُرى لها أثر. وفي رأيي إن البرنامج أعطى نصرا مضاعفا لغزة رغم أن خسائرها المادية والبشرية أكبر بكثير مما عانت منه إسرائيل خصوصا وأن كل الشخصيات التي اغتالتها تل أبيب من قيادات حماس كانت في طرف آخر من المعركة وليسوا بعيدين عنها كما كانت إسرائيل تشكك في هؤلاء القادة الذي قُتلوا في نهاية الأمر بنفس الآلة العسكرية التي تقتل الشعب طوال عام وأربعة أشهر متواصلة قبل أن يركنوا لصفقة تبادل أسرى وهدنة ندعو الله أن تكون دائمة وطويلة الأمد ليكمل أهل غزة بناء وطنهم والاعتناء بأنفسهم ومن بقي من أطفالهم وذويهم. رغم أن القطاع اليوم يحتاج للمليارات من الدولارات لإعادة بناء بنيته التحتية المدمرة بالكامل فإننا على ثقة بأن شعبا مثل شعب غزة لا يمكن أن يضعف رغم كل المرارة والألم والفقد والمرض والجوع والحرمان والنزوح إلا أنه شعب يُدرَّس في صبره وقوته ومتانته وحبه للحياة كما هو إيمانه بالشهادة.

1200

| 26 يناير 2025

لكل متقاعد: أنت لست ميتاً

كنت منذ فترة قد كتبت مقالا بعنوان ( التقاعد طاقة احتياطية) ولقيت عليه ردودا طيبة من هذه الفئة، لكني أتذكر أن ( متقاعدا ) كان قد راسلني وقال إن أبناءه وزوجته يعتبرونه إنسانا ميتا بعد تقاعده فلا يُسأل لشيء أو في شيء وأحيانا أتكلم فأجد زوجتي تهمهم أنه تقاعد وتفرغ لنا ! مما جعلني أسأل وأكرر: هل المتقاعد إنسان ميت ؟! إن لم تكونوا قد قرأتم الكلمة الأخيرة جيدا فأمعنوا بها أكثر لأنه للأسف يتداول كثيرون النكت والطرائف حول فئة المتقاعدين وكأنه يجب لهؤلاء بعد تقاعدهم من العمل أن يركنوا للزوايا المظلمة والهادئة لينتظروا الموت بصمت واستسلام ! فهل هذا ما يجب أن يفعله المتقاعد الذي أمضى سنوات شبابه في خدمة عائلته وأفراد المجتمع وبلاده ليكون بعدها أداة سخرية لبعض مقاطع الفيديو التي بات البعض يصممها ويتناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي ويتندر بهذه الفئة التي يصورها على أنها فاقدة للعقل والتحكم بمسار حياتها ومسار من حولها ؟! في رأيي أن المتقاعد إنما تقاعد عن العمل فقط ولا يجب أن نحكم بتقاعده من الحياة والاستمتاع بها بالطول والعرض ولا يجب علينا أيضا أن نحيله نحن لخانة العاجزين الذين لا يجب عليهم التحرك إجبارا منا أو اختيارا منهم فالرجل إنما وصل لسن معين يجب عليه بحكم القانون أن يحال إلى التقاعد من العمل ولربما كان لا يزال في أوج العطاء وكامل النشاط البدني والذهني لإكمال مهام عمله ولكن وصوله لعمر الـ 60 جعله تلقائيا يرخي حبال هذا العطاء ويحال إلى شخص كان يستيقظ في ساعة مبكرة من الصباح طوال سنوات عمله ويحضر لمقر العمل نشيطا أكثر من كثير من الشباب المتكاسل الذي يُجر متأخرا إلى دوامه غصبا ويخرج منه قبل انتهاء ساعات العمل حتى وصل بالشخص المتقاعد للاستيقاظ ربما في نفس الوقت الذي كان يستيقظ فيه للعمل ولكن هذه المرة ليس للخروج باكرا إلى عمله وإنما للانشغال بأمور بيته والتخطيط لما يمكنه أن يفعله في هذا اليوم خصوصا إذا ما كان له عمله الخاص الذي ينشغل به طوال اليوم بنفس النشاط الذي كان عليه قبل أن يبلغ سن التقاعد. وأريد أن أسوق لكم مثالا حيا يخصني شخصيا وأفخر به فوالدي حفظه الله وأطال في عمره يتجاوز عمره الـ 70 عاما لكنه لا يزال منشغلا بالعمل ولا أجد في نفسه أنه يميل للتقاعد والتخلص من أعباء العمل التي تلاحقه حتى وهو بيننا في البيت ولذا أرى فيه حياة وتعرفون ماذا تعني الحياة بصفة عامة فلم علينا أن نمنعه من شيء هو يرى ويحس أنه يحيا فيه ومعه ؟! لم علينا أن ننصحه بترك أمر نراه يوميا يستعد له صباحا ويسير له بكل نشاط ؟! لم علينا أن ننظر للأمر على أنه تعب وإنهاك لصحته ونحن نرى الصحة في شعوره بأنه لا يزال يعمل ويعطي وأن هناك من يحتاج لعصارة خبرته بل ولمهارة يده في العمل ؟! فهل عليه أن يستجيب لنا وهو يرى أنه يعيش ويحيا بهذا ؟! فهو يرى في العمل حياة وفي الانشغال بشيء يحبه حياة فلماذا يأتي صغار عقل مثل هؤلاء ليطلقوا تفاهاتهم على كل شخص كبير بالسن على أنه عاجز أو فاقد لعقله أو غير قادر على التحكم بأسلوب حياته وأنه مصدر خجل لمن حوله ؟! فقد رأيت عدة مقاطع فيديو على موقع ( إنستغرام ) تسخر في مقاطع حية تصور الرجل الكبير في السن وكأنه طفل عابث ومكتوب على هذه المقاطع ( هذي آخرة التقاعد ) ولو بحثت عن العابثين هؤلاء لرأيتهم كسالى يحملون أثقالا فوق أثقالهم ويرهقهم العمل والنهوض باكرا وعجائز في العمل والهمة أكثر من العجائز أنفسهم الذي يخونهم العمر والصحة لكنهم لا يفتقرون للعزم والهمة ولذا ترفقوا بهؤلاء ( الشباب ) لا ( الشياب ) وكونوا لطفاء معهم فهم في النهاية يمثلون والدي ووالدك ومن هم أقرباء لنا وأظن بأن رسالتي قد وصلت في مقال آخر عن هذه الفئة في مجتمعنا.

894

| 23 يناير 2025

عاد والعود تـرامبُ

عاد ترامب ورغم حضور عدد من الرؤساء الذين سبقوه للبيت الأبيض وآخرهم جو بايدن في حفل تنصيب الأول رئيسا يحمل الرقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية إلا أن العائد للحكم والغائب عنه لأربع سنوات ماضية لم يتوان في التشهير بسياسة من سبقه سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو حتى الصحي الداخلي في البلاد فأصدر قرارات فورية كان أهمها وأروعها حقيقة وتحسب له هو منع المثلية الجنسية في بلاده وتغيير المناهج الدراسية التي تتلاعب بعقل الطفل في نوعية جنسه والحرية في اختياره له معلنا أنه لا يوجد في البلاد سوى فئتين من البشر ذكر وأنثى فقط ولا ثالث يمتزج بينهما إلى جانب قرارات أخرى داخلية صفق لها الحضور كثيرا ما عدا بايدن الذي حضر أجزاء من الحفل قبل أن يغادر هو ونائبته كامالا هاريس المهزومة من قبل ترامب في سباق الرئاسة البيت الأبيض دون عودة له كما بدا مشهد ظهورهم المنحنية وأكتافهم المرتخية عند باب الخروج. اليوم يبدو ترامب في المشهد ويدخل من باب غزة وهو أمر شئنا أم أبينا لن نتذكر به بايدن وهو يرحل بل سوف يُذكر به ترامب وهو القادم إلى سدة الحكم وهو أن صفقة وقف النار في القطاع وإعادة كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس سوف يعودون لذويهم عبر مراحل الصفقة التي تم تنفيذ الجزء الأول منها ورأينا أسيرات إسرائيليات يعدن إلى عوائلهن تتم كما أراد ترامب ومثلت له إسرائيل إجبارا بينما رأت حماس أن رغباتها قد نُفذت في هذه الصفقة التي لم يُحدد أجلها ولكن ما هو ملاحظ جدا أن أهل غزة الذين لقوا الويلات والحسرات والعثرات في هذه المأساة التي استمرت قرابة العام والأربعة أشهر قد استقبلوا مقاومي حماس والقدس والجهاد الإسلامي الذين كانوا يتصدون للقوات الإسرائيلية على الأرض بحفاوة وعلامات النصر خصوصا وأن حماس ترى أن الاتفاق جاء وفق شروطها التي كانت ترفضها إسرائيل كثيرا لإتمام أي صفقة تبادل بينما كان نتنياهو يصر حينها على الحرب حتى استعادة الأسرى الذين كانت قواته تقتلهم بتعمد أو دون تعمد ثم تتحسر وتقدم مبرراتها التي كانت تثير غضب عائلات الرهائن لذا يرى ترامب أنه قد دخل البيت الأبيض من باب صفقة كبرى عجز بايدن ووزير خارجيته بلينكن عن إتمامها إلا من خلال صفقتين صغيرتين ولأيام معدودة تبادلت إسرائيل مع حماس عددا محدودا من المعتقلين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين قبل أن يعود الإسرائيليون لارتكاب مجازرهم وغاراتهم حتى قبيل تنفيذ بنود الصفقة الأخيرة في قتل أعداد أكبر من الفلسطينيين الذين عاد منهم من عاد لشمال القطاع ورأينا الدموع والبكاء على منازلهم وأحبتهم وجثامينهم التي تحللت تحت الأبنية المدمرة منذ بداية العدوان. ولكن الفلسطينيين يعلمون كما نعلم بأنهم شعب جبار لا يستسلم لذكرياته الحزينة والمستمرة وأن نهوضه بعد عدوان إسرائيلي طويل هو مسألة وقت لأنه شعب يعلم بأن طريق الحرية يمر على جماجم شعبه الذي قدم من أرواح أبنائه ما تعجز الذاكرة العربية الهشة عن إحصائه وعدِّه ومن بكى لقتل أكثر من ستة آلاف طفل ورضيع سوف يفرح غدا بولادة ستين ألفا من هؤلاء الأبرياء الصغار الذين سيكبرون على أن لهم وطنا محتلا واجبا تحريره تاركين ترامب وبايدن يتنازعان فيما بينهما لمن الفضل في وقف حرب ما كان لأي أحد أن يسميها حربا وإنما هي عدوان سافر نازي وفاشي على شعب أعزل ومقاومة تحاول بإمكانياتها المحدودة أن تصد هذا العدوان. وبفضل الله أولا ثم بفضل من يقف إلى جانب الحق الفلسطيني نحن في قطر اليوم من أوائل الدول في العالم التي تمد غزة بقوافل مساعدات من الوقود والمساعدات الإنسانية التي تنعش الأمل لدى الفلسطينيين بأن لوطنهم إخوة على رأسها قطر دون فضل منها ولا منّة.

729

| 22 يناير 2025

يسألون: الفضل لمن؟

في الوقت الذي يتنازع فيه كل من الرئيس الأمريكي الراحل من سدة حكم البيت الأبيض مؤخرا جو بايدن مع الرئيس الأمريكي والذي تم تنصيبه أمس رئيسا حاليا لحكم الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إلى من يعود الفضل له في اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واعتبار بايدن أن الهراء الذي يتفوه به أنصار ترامب هو مزحة بلا شك، مؤكدا أن فريقه هو من نجح مع دولة قطر في تحقيق هذه الاتفاقية في حين انتقد ترامب رد بايدن الساخر، مؤكدا هو الآخر أنه لولا تدخله وحزمه في هذا الأمر لما كان، لكننا نقول للعالم ولأهل غزة تحديدا بأنه لا فضل لأحد عليكم سوى الله تعالى فقط، فأنتم من ضحيتم بعشرات الآلاف من الشهداء، وأنتم من فقدتم فلذات أكبادكم، وأنتم من شهدتم مجازر دامية ذهب أحباؤكم فيها أمام أعينكم وذرفتم دموعكم أنهارا على وضعكم المأساوي الذي لا يطيقه بشر، وأنتم من تعيشون دمارا من فوقكم وتحتكم وفقدتم بيوتكم وحياتكم وأرضكم وأبناءكم ووطنكم، لذا ليس لأحد أن يقول إن له فضلا عليكم أو يتندر أحدهم ثم يرد عليه آخر وينسب لنفسه نصرا عاشه من برجه العاجي، بينما كان أهل غزة يكتوون بنيران ومجازر وجرائم قوات الاحتلال التي لم ترحم جنينا في رحم أمه ولا عجوزا لا يكاد يمشي ويحرك قدميه الواهنتين فقتل الجميع ومثّل بجثامينهم وتركها لكلاب الشوارع لتنهش بها، فأي فضل لهذا أو لذاك ليتفاخر اليوم بأن له الفضل في الفرحة التي يعيشها أهل غزة؟ وفوق هذا فها أنتم تحيون جنود المقاومة لديكم الذين خرجوا من تحت الأرض ليحتفلوا معكم بهذا الاتفاق فلمن الفضل يا هذا؟. يرى كثيرون أن هذا الاتفاق هو في الحقيقة بما تضمنه من بنود ونقاط ومراحل نصر لرجال المقاومة الفلسطينية الذين استطاعوا إرغام النتن نتنياهو على الموافقة على هذه الاتفاقية التي تضمنت بنودا اشترطتها حماس بل وأرغمت الوزراء المتطرفين في حكومته على الاستقالة وعلى رأسهم وزير الأمن بن غفير الذي كان قد هدد سابقا بأن أي اتفاق لوقف النار سوف يكون سببا في تقديم استقالته، وهذا فعلا ما قام به هذا الوزير الذي كان يدعو لإبادة جماعية لشعب غزة الصغير فيهم قبل الكبير، ورأى أن ما امتثل له نتنياهو يعد هزيمة للجيش الإسرائيلي الذي يغادر القطاع اليوم ولم يحقق ما أعلن عنه، وهو استعادة الرهائن الإسرائيليين الذين هم في قبضة حماس في الوقت الذي كان يعيدونهم في توابيت مغطاة بالعلم الإسرائيلي بعد أن تقتلهم القوات الإسرائيلية التي كانت تشتبه بهم، فهل اتفاق وقف النار هو نصر للمقاومة؟ يمكننا اعتباره بالفعل نصرا لأنه جاء رغما عن أنف إسرائيل التي كان رئيس وزراء حكومتها نتنياهو يصر على الحرب حتى آخر رمق في الوقت التي كانت عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط عليه لوقفها وإتمام صفقات جديدة لتبادل الأسرى، لا سيما بعد أن كانت هذه العوائل تشهد التصريحات التي كان يقولها متحدث حماس أبو عبيدة بأن إسرائيل هي من تتعمد قتل أسراها وتستهدفهم بطريقة ما، وإن السبب الحقيقي لعدم ضمان حماية هؤلاء الأسرى من قبل أفراد المقاومة هو في القصف الإسرائيلي المستمر على البنية التحتية للقطاع، وإن المقاومة لن تقتل الأسرى الذين تراهن بهم أحياءً لوقف العدوان على أهلهم في غزة بأي شكل من الأشكال، وعليه فإن نتنياهو الذي ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية إنه كان مرعوبا من غضب ترامب فيما لو رفض هذه الصفقة واستمر بما بات العالم كله حكومات وشعوب تدين به إسرائيل ووحشيتها على المدنيين وإن الأخير قد مارس ضغطا كبيرا على رئيس الحكومة الإسرائيلية لقبول الاتفاق الذي يراه الإسرائيليون حتى اليوم إنه على الرغم من اعتباره هزيمة للجيش الإسرائيلي فإنه نصر لعائلات الأسرى الذين سوف يتمكنون أخيرا من الالتقاء بأقربائهم أحياء كانوا أم على هيئة جثامين مقتولين بالغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف على مدار عام وأربعة أشهر تقريبا وبعيدا عن كل هذا فالفضل كل الفضل لبواسل غزة لا غيرهم.

555

| 21 يناير 2025

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

1614

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الانتماء والولاء للوطن

في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...

1113

| 22 ديسمبر 2025

alsharq
التاريخ منطلقٌ وليس مهجعًا

«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...

690

| 21 ديسمبر 2025

alsharq
غفلة مؤلمة.. حين يرى الإنسان تقصيره ولا يتحرك قلبه

يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...

660

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

609

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
قبور مرعبة وخطيرة!

هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...

597

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

597

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

588

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة

-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...

582

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
احتفالات باليوم الوطني القطري

انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...

531

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
التحول الرقمي عامل رئيسي للتنمية والازدهار

في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...

486

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
الإدارة بعيون الإنسان

عندما نرى واقع الإدارة سوف نجد انها تبدأ...

420

| 22 ديسمبر 2025

أخبار محلية