رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جبرا لا كسرا

اليوم لا أود أن أشغلكم بمقال يخوض في بطون السياسة التي ترهق العقل وتشعل الرأس شيبا ولا بقضية بدأت تطفو على سطح مجتمعنا الذي يمكن أن يكون عرضة مثله مثل أي مجتمع لظواهر وتقاليع قد تظهر وتنتهي أو تنكشف وتبقى فتصبح عادة معتادة، ولكني اليوم سرحت بفكرة مقال جديدة يمكن أن تستغربوها لكني أؤكد لكم أنها بحاجة للتأمل قليلا ولذا عدوا سطوري اليوم فرصة للتأمل والتفكر وتخيل العواقب والأثر فيما بعد.. جاءني أحد الزملاء الموظفين معي في العمل وهو شخص له مكانته وسمعته الطيبة بين جميع الموظفين وتخصصه بالأمور اللوجستية للعاملين، وشكا لي معاملة إحدى الموظفات معنا تجاهه، فجرنا الحديث إلى ما يمكن أن تفعله الكلمة الطيبة بالفرد الذي يقصدك في حاجة وهو يتأمل بعد الله أن تقضيها له لوجه الله تعالى وتخفيفا على عاتقه الذي لربما أثقله هذا الهم وما يمكن للكلمة الطيبة أن تفعله حتى وإن عجز هذا الطرف عن إزاحة هذه المشكلة أو التخفيف منها ولكن تبقى الكلمة الحسنة وجبر الخواطر أمرا مهما غفل الكثيرون عن اتباعه كسياسة عمل، فقد يكفي أن تلقى كلمة تجبر خاطري دون أن تلقى مشكلتي حلا جذريا لها على أرض الواقع ولكني في النهاية وجدت شخصا زرع الله في وجهه الطيبة فإن ردني عن قضاء حاجتي فإنني لم ألق منه غير كلمة ترمم ذل السؤال وطلب الحاجة ولذا ما زلت أستحضر حديثا صحيحا للرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) فكيف بعد هذا الجزاء الحسن يستصغر البعض أن يسعوا في جبر الخواطر وتنفيس الكربات وتيسير المعسرات وستر العورات فتجدهم وقد وضعوا العثرات وأقاموا الصعاب وخلقوا العراقيل وصعبوا الأمور لشعور مريض يتغلب نفوسهم أو الظهور بمظهر الشخصية صعبة المنال أو الوصول لها وكأن ما بيدهم لا يتعدى قدرات البشر ولكن للأسف قضاء الحاجات لا يختار عادة من ييسرها وإنما يعود ذلك لمن اقتنع وآمن أن جبر الخواطر وقضاء الحاجات لهو من الصدقات التي تدر على المسلم حسنات دون أن يعلم فماذا نقول لمن تحجر قلبه فينهر هذا ويذل ذاك ويرفض بهذا ويصعب الأمر على ذاك فيشيع ذكره السيئ بين الناس فلا يقترب منه غير المتملق والمنافق والمطبل ومن يعزز له سيئاته فيصورها له حسنات وأن سياسته هذه إنما هي السياسة المناسبة لهذه الفئة من البشر ويتناسون أن من يَرحم يُرحم في النهاية فكم شخصا منا سعى في قضاء حاجة شخص آخر ولم يفلح في مسعاه فكتب الله له أجر هذا السعي وتلك النية الطيبة في المسعى وكم شخصا سعى لنفس الغاية وأفلح فكسب دعوات تمطر عليه في حضوره وفي الغيب وذاع صيته وانتشر ذكره الطيب وقيل في حقه أعظم عبارة، أنا شخصيا أحرص على أن تقال في حقي في ظهر الغيب (هذه فلانة أو هذا فلان الله يذكره بالخير ورحم الله والديه) فما قيمة هذه العبارة الثقيلة معنى وأجرا فيما لو قالوا (بئس فلان فلا طاب ولا طابت سيرته) ؟! لذا كونوا ممن يجبر خاطر المساكين وممن يربتوا على رؤوس الأيتام والمحتاجين وعاملوا الناس كما تحبون أن يعاملوكم ولا تستصغروا أحدا في جنسيته أو جنسه أو عمله أو شكله وإنما أقيموا ميزان الأخلاق لتصبح فاصلا بينكم وكونوا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم شرائع ديننا الذي لم يقم على لون أو جنس أو أصل وفصل وإنما قام على تقوى الله والتواضع وتذكروا أن رفعة الإنسان لنفسه إنما في تذللـه للـه أولا ثم في تواضعه مع الآخرين، فاجعلنا اللهم من هؤلاء ونعوذ باللـه أن نكون من أولئك !.

339

| 27 يوليو 2025

دور الجزيرة في كشف الحقيقة

بالنظر إلى معطيات اليوم في العصر الحديث ومأساة غزة الفظيعة التي وصلت اليوم لمرحلة الإبادة والتجويع والحصار ومن يفلت من القتل لا يمكن أن يفلت من المجاعة لدرجة أن العالم اليوم ومنهم أوروبا قد استنفرت لمطالبة إسرائيل بفك الحصار عن شعب غزة والسماح بتدفق المساعدات الغذائية والدوائية للشعب المدمر فعليا إلى جانب القضايا التي تحتكرها المنطقة العربية هل يمكن إنشاء قناة عربية إخبارية يمكن أن تصل لمستوى قناة الجزيرة أو تكون منافسة لها؟ فالأمر لا يمكن أن يكون مجرد نقل الأخبار وإذاعتها أو ملاحقتها من مصادرها لتكون قناة ناجحة فهذا ما تفعله معظم القنوات التي امتلأت بها شاشاتنا العربية، وحاولت أن تضفي على ملامح قنواتها قاعدة الرأي والرأي الآخر، وهي القاعدة التي تسير عليها قناة الجزيرة منذ انطلاقها في عام 1996 من القرن الماضي، ولكن هل استطاعت أي قناة أن ترتقي لتكون منافسة حقيقية للجزيرة التي تزداد كل عام رفعة وتطوراً وجماهيرية وشعبية بفضل السياسة التي تقوم عليها وزادتها نماء مرحلة عقب مرحلة؟ والحقيقة أن كثيراً من القنوات انطلق أثيرها بعد الجزيرة بسنوات وأعلنت عن نفسها أنها حلم الأجيال الجديدة في المنطقة العربية والباحثة فعلا عن الحقيقة والمصداقية وأنها تعد منبر رأي لا يدخل فيه مشرط الرقابة، ولكن وقفت هذه القنوات عند حدود ما كان لها أن تجتازها بعد الجزيرة، ورأينا المستوى الذي وقفت على عتبته دون أن تستطيع تجاوزه لأعلى منه، ولذا يسأل كثيرون ما السر وراء محافظة هذه القناة على المستوى الإخباري المميز وتطويره فترة بعد فترة دون أن يقل ولو سنتمترا واحدا عنه؟ البعض يعزو السبب إلى أن الجزيرة تمتلك قاعدة معلومات ثرية جداً، وأن تقاريرها الإخبارية تقوم على الإرهاصات الأولى للأحداث التي تنشأ في كل بلد على اختلاف هويته الجغرافية وفرق إعداد متمرسة تستقي الخبر من مصادره وليس من أطرافه التي عادة ما تكون هشة وبالية، بينما يرى آخرون أن الأموال التي تدفقت من أجل إنشاء قناة عربية متفردة ومتميزة بهذا الشكل كانت عبارة عن خزانة دولة، بمعنى أن دراسة الجدوى لها كانت مفتوحة وبلا حدود ولذا قامت قناة باستوديوهاتها ومرافقها بهذه الصورة التي بدأت بها ووصلت إليها، لكن المشاهدين العرب ممن استيقظوا يوماً في منتصف مرحلة التسعينيات على كرة ملتهبة تسقط في عمق البحر وتغوص فيه ثم تخرج على هيئة كلمة الجزيرة في إشارة إلى السياسة التي تقوم عليها القناة في سبر أعماق الخبر والخروج به بشكل متفرد ومتميز هي ما يجب أن يراها المشاهد أولا هم أنفسهم من توقعوا ماذا تعني هذه القناة وكيف ستطوي مرحلة تقليدية من نشرات الأخبار والإعلان عن الخبر بصورة روتينية إلى ما يمكن أن يمثل ثورة في المعتقد العربي المنغلق حول كيفية تلقي الأخبار ومشاهدتها أو حتى سماعها. ولذا مثلت الجزيرة منذ دقائقها الأولى ثورة تكنولوجية ليست من خلال الإبهار في الإخراج أو ما شابه، والذي كان جديدا آنذاك ولكن الثورة تجلت في عمق وقيمة الخبر المعلن عنه من حيث الصياغة وكشف جوانب ما كانت لتقال قديما لتصبح الجزيرة أول من يكشف عن الخبر وتُطلع جمهورها عن ماضيه وأسبابه ودواعيه وما تداعى منه وما تجلى، ولذا بحثت الشعوب العربية عمن يعطيها الخبر من مصدره وليس ممن انتقى النص ونقهه واصطفى منه ما يمكن أن يذاع وأهمل ما لا يمكن أن يقال على الهواء مباشرة ويمثل صدمة للجمهور الذي لم يعتد الكشف عن بواطن الأمور حتى جاءت الجزيرة فكشفت عن بواطن الأخبار وظواهرها وخاطبت الشعوب بما يجب أن تُعامل به ولم تستغفلها أو تحاول خداعها بما تفعل بعض القنوات اليوم التي حلم أصحابها يوما أنهم قادرون على تحطيم مسار قناة الجزيرة وتجاوزها للمقدمة فإذا هم يسيرون خلفها، حيث يجب أن يتوقفوا ويتعثروا في حين تظل قناة الجزيرة تتسيد غرف الأخبار والمصادر والأهم قلوب وثقة الشعوب.

306

| 24 يوليو 2025

حكاية لاجئ

أن يهاجر اللاجئون أياً كانت جنسياتهم أو دياناتهم أو أسبابهم التي عادة ما ترتبط بتواضع المعيشة وصعوبتها في بلادهم أو شُح فرص العمل أو بطالتهم أو لأسباب أخرى جوهرية مثل ظروف الحرب والشتات وعدم الاستقرار فإنهم في النهاية بشر اختاروا النجاة من الوضع الذي كانوا في عمقه وآثروا أن يفروا بأطفالهم وذويهم إلى بقع أخرى ينشدون فيها الراحة والأمان والعمل الكريم والمدخول الكافي والاستقرار الأسري لهم ولعوائلهم أو هذا ما يتصورونه في دول المهجر، لا سيما في ظل المتغيرات السياسية التي قلبت عروشا وشعوبا وجعلت ملوكها أذلة، فغدا منهم ميت على يد الشعب أو من العصبة التي كانت حوله تؤمّن حياته فإذا هي الرصاصة التي انطلقت من الخلف وسددت له رمية قاتلة، ومنهم من بات خلف القضبان ينتظر سلسلة محاكماته التي قد تطول أعواما وحُقبا حتى يموت في معقله. ولذا ترى الكثير من العائلات إنما تبحث عن قوارب نجاة وسط كل هذه الفوضى الميدانية التي تقلب حياة الشعوب قبل أن يتسنى لمن يسمون أنفسهم منقذي البلاد والعباد الفرصة لاعتلاء سدة الحكم والسلطة، وتغفل كل هذه العائلات الهاربة أن جحيم بلادهم قد يكون ألطف عليهم من جنة المهجر أو كما كانوا يتصورونها في مخيلتهم المرتبكة التي فكرت بالهروب قبل أن تضع لنفسها وقتا لتختار الوجهة ودراسة العواقب والآثار وما يمكن أن يتلطف به القدر تجاههم وما يمكن أن يكون العكس فالهروب هو وحده ما يشغل بال المهاجر حينها ولكن – وليتني لا أبارح حرف الاستدراك الملازم لي في كل مقال – ينصدمون بظروف تكون كضريبة مؤلمة وباهظة ومكلفة جدا جدا لهذا اللجوء، فبينما يبتسم الحظ للبعض خصوصا من كان غير مرتبط بعائلة وأبناء في الحصول على فرص عمل وحياة كريمة ومدخول جيد وتكفل من الدولة اللاجئة له ببعض من احتياجاته الأساسية فإن وجها قبيحا آخر قد ينسف هذا الوجه الإنساني الذي تتغنى به بعض الدول الأوروبية في احتضانها لمئات الآلاف من اللاجئين العرب من سوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها من الدول المنكوبة داخليا ومن استطاع من شعوبها الفرار من طحن الحرب على أرضه بغية التمتع بالاستقرار في دول تُظهر شاشات التلفزة والإعلام تسامحها وإنسانيتها المبالغ بها تجاه مثل هؤلاء اللاجئين، فالذي بدأ يظهر على الوجه في بعض هذه المجتمعات التي تفتح حدودها وأبوابها للفارين من أتون الحروب في دولهم هي انتزاعهم لأطفال اللاجئين غير البالغين ومنحهم إياهم لأسر مواطنيهم لتربيتهم وتبنيهم بحجج واهية تتعلق باتهام آباء وأمهات الأطفال الحقيقيين بأنهم يسيئون معاملة أطفالهم لفظيا أو باليد أو أنهم يجبرونهم على تربية لا تتناسب مع معايير الإنسانية العوجاء التي تؤمن بها هذه الدول التي لا تعترف بتربية المسلمين القائمة على تعاليم الإسلام فيختلقون أعذارا لاختطاف هؤلاء الأطفال من ذويهم الحقيقيين ومنح مواطنيهم هؤلاء الأطفال وكأنهم بضاعة انتُزعت من أصحابها عنوة ثم أعْطيت ملكيتها لأحد غيرهم. أذكر مرة جاءني زميل لي في العمل لجأ في فترة من الفترات لإحدى هذه الدول، فحدثني كيف كان يخشى على بناته اللاتي اقتربن من مرحلة المراهقة من أن تغويهن أضواء التحرر والحرية فيفقد سلطته كأب عليهن، فعمل على أن تُسوى أمور إقامته في قطر كي لا يجد نفسه يوما منزوع الأبوة دون بناته اللاتي كن من الممكن أن يصبحن اليوم تحت مسؤولية عائلات أجنبية نظرا لكمية (التحقيق) الذي كُن يواجهنه بصورة شبه يومية في المدرسة حول ظروف معيشتهن وهل يحسن الوالدان معاملتهن أو يتلفظان عليهن ألفاظا خارجة أو يضرباهن وما شابه وأن الشرطة كانت تزوره بين حين وآخر لقاء شكاوى من الجيران أن الأطفال لربما يتعرضون لسوء معاملة من الوالدين أو زيارات مفاجئة من ممثلي مؤسسات أُسرية للإشراف على وضع الأطفال وقال إن ذلك كله انتهى والحمد لله بمجرد إقامته في دولة قطر العربية المسلمة الآمنة له ولعائلته، ولذا يا أيها المهاجرون إلى المجهول ليس كل ورد جميل ذا رائحة عطرة، فالصبار رغم فائدته لا يُنتزع من الأرض بيدين عاريتين !.

195

| 23 يوليو 2025

الوسيط الموثوق به

كان قد قيل قديما (كل الطرق تؤدي إلى روما)، وتداولت هذه العبارة حتى عصرنا الحالي دون أن يعرف كثيرون سبب هذه المقولة التاريخية التي تعود إلى عهد الإمبراطورية الرومانية وتحديدا إلى روما التي طمحت آنذاك إلى بناء دولة قوية ومتوسعة فقامت بفتح دول ومناطق بجوارها، ولكن واجهتها صعوبات جمة في رصف الطرق فكانت وعرة للغاية فلجأت إلى ربط كل مدينة تفتحها بطريق سوي تصل نهايته بمدينة روما حتى تبقى هذه الدول والمدن والأقاليم تحت حكم العاصمة الرومانية، وعليه كان كل من يستدل على هذه الطرق ويسأل عن نهايتها يعرف بأن كل الطرق تؤدي إلى روما العاصمة الرئيسية لإمبراطورية الرومان قديما وإيطاليا اليوم، لكننا اليوم يمكننا بكل ثقة أن نهدي السالكين في طرق السياسة الوعرة والدبلوماسية الصعبة إلى دولة باتت هداة الضالين بها ونقول (كل الطرق اليوم تؤدي إلى الدوحة)، نعم العاصمة القطرية التي استطاعت أن تشق بنجاح طريق السياسة الصعب وتضع بصمة في كل محطة تعبرها بثقة مؤكدة أن الحلول يمكن أن تكون لها أشكال غير الحرب والدمار والنزاع ولغة السلاح القاسية وما ينتج عنها من شتات وتهجير ومآس وعليه كان وصف قطر بالوسيط الناجح والوسيط النزيه وأنها تملك عاصمة قوية تجمع الفرقاء وتحتوي الخلافات وتؤوي المظلوم فيهم وتختصر مسافات الحوار بين الأطراف وتصل بهم إلى حل يرضي الجميع دون أن تستنقص من حق طرف على الآخر أو تتعدى على سيادة الدول وتفعل كل هذا مع محافظتها التامة على علاقات طيبة مع الجميع وهي معادلة لا يمكن لمن يحقد عليها ويتلصص بخبث على سياستها الناجحة ويشكك في نواياها من خلال أبواق إعلامية مشبوهة ومدفوعة لها أن يصل لجوهر هذا النجاح الذي جعل من قطر اليوم محطة (one way) يستقر فيها المتنازعون والمتخاصمون فيلقون ما جاؤوا لأجله ولعل ما سجلته اليوم الدبلوماسية القطرية هذا الأسبوع من حضور فاعل في ميادين السلم والتقارب، عبر تفاهم نوعي بين أفغانستان وألمانيا، وخطوة إنسانية في لمّ شمل الأطفال بعائلاتهم في سياق النزاع الأوكراني الروسي، وإعلان مبادئ في الكونغو الديمقراطية يُعيد الأمل لمسار السلام وكل ذلك ينبع من إيمان قطر العميق بأن دورها لا يكتمل إلا بالسعي الحثيث لتقريب المسافات بين الفرقاء، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن لا بديل عن الحل السلمي ولذا كان لنفس هذا العالم المستدير من جهاته الأربع أن يختار التوجه إلى قطر قبل أن يشكل سياسته القادمة مع أفغانستان ليعرف كيف له أن يتبادل العلاقات معها بوضوح وشفافية كما هو مفترض في أي علاقة ثنائية بين أي دولتين وعليه فإن الدوحة في هذه الفترة تتعجل بخطواتها السياسية والدبلوماسية من خلال تأكيدها على أن تعمق طالبان مفهوم السلام بشكله الحضاري في البلاد، وأن تبني وطنا يليق بآمال شعبه الذي لاقى الويل والهوان على مدار عقود كثيرة وأن تحاول إثبات حسن النية مع العالم ليستطيع الطرف الآخر أن يبادلها النية الطيبة التي يمكن بعدها أن تقيم علاقات مصالح مع دولة وأخرى وأن تدخل ضمن مصاف الدول المستقرة سياسيا لتستقر بعدها اقتصاديا واجتماعيا من خلال تكوين نسيج مجتمعي واع بما عليه من واجبات أمام ما يمكن أن يناله من حقوق مشروعة، وهذا التوجه السريع نحو قطر التي تساهم إسهامات فعالة في إجلاء طواقم وكوادر أجنبية من أفغانستان من خلال رحلاتها المنظمة من وإلى بالإضافة إلى إيوائها المؤقت للمئات من العائلات الأفغانية المتوجسة، إنما يدل على أنه إذا بدأت المخاطر من أي بقعة في هذا العالم فإن نقطة الأمان تلتقي في قطر حمامة السلام وكعبة المضيوم والوسيط الذي لا يشكك في نواياه أحد غير الغراب الذي لم يستطع أن يكون حمامة أو يمامة ولا أن يعود غرابا.

144

| 22 يوليو 2025

القهوة المسكوبة عبثا

من أكثر الأمور التي تحزننا فعلا في مجتمعنا القطري أن يفتح شاب طموح مشروعا وما يلبث أن يخسر ويعلن إفلاسه ويتوقف مستقبله في البحث عن مخرج قانوني لمشاكله المالية التي تلاحقه بعدها إما لبنوك أو شركاء أو حتى تحمل خيانة شريك أو عاقبة سوء دراسة الجدوى الذي قام بها أو غُرر بها من قبل بعض المكاتب التي لم تقرأ تباين النشاطات التجارية في الدوحة فاتجهت إلى إعطاء صاحب رأس المال أقل الدراسات جدوى وعملا وهي افتتاح (كوفي) أو لنقل مقهى يكون (كوبي بيست) لآلاف المقاهي مثله التي نجح منها من نجح ولا يزال كثير منها يناضل للبقاء واقفا بينما أعلن منها اختفاءه عن الساحة حتى قبل أن يسطع نجمه وهي أمور كلها تثير قضايا تُعرف بداياتها وتواريخها في المحاكم لكن لا يمكن أن نضع لها تاريخ انتهاء حقيقي وملموس يمكن أن تنتهي بعدها مشاكل هذا الرجل وبأقل الخسائر فللأسف فإن معظم من أقدم على افتتاح مشاريع المقاهي ينتهي به الحال إلى ما ذكرناه سابقا وحتى فرص بيع مشروعه برأس المال تضيع هباء منثورا أمام ضعف القوة الشرائية التي أسهبت عنها في مقال سابق نُشر منذ مدة ليست بالقليلة ولذا من عليه أن يتحمل وضع الشباب التجار الذين أرادوا أن يفتتحوا لهم مشاريع خاصة بهم واستنزفوا فيها من الوقت والمال ما لا يمكن تعويض كل هذا حتى خلال سنوات لن يستطيعوا خلالها النهوض من جديد ؟! أين هي المشكلة في البريق الذي لمع في أعينهم واختفت جذوته بعد افتتاح مشروع لهم بوقت قصير ؟! فهذه أمور فعلا بدأت بالتفاقم خصوصا في الفترة الزمنية التي سبقت إقامة بطولة كأس العالم 2022 على أرضنا وظن هؤلاء أنهم يمكن أن يتماشوا مع (عالمية) الحدث بافتتاح مقاه في مجمعات وأماكن سياحية تعد باهظة التكاليف بل إنهم لم يستطيعوا أن يضعوا خطة إعلانية فعالة للتسويق لمشروعاتهم التي سقطت في هوة الفشل ليذهب (الحلال) في غمضة عين كما نرى اليوم ونحن نتمشى في تلك المجمعات والشوارع الراقية ونجد محلات أُغلقت حتى قبل أن يُعلن عنها بصورة تتماشى مع القيمة المالية التي ضُخت لها وكثيرا ما نرى ونقرأ هذه الآثار السلبية حتى من أصحابها عبر حساباتهم في منصة (تويتر) التي لم تعد نخفي شيئا منها خصوصا وأن هؤلاء باتوا في ضيقة مالية كبيرة أمام الملاحقات القانونية وخساراتهم المالية التي قد لا تُعوض بالصورة المرضية لهم ومنهم فعلا من أصبح تحت طائلة القانون بسبب مشاريع خسرت وفشلت فشلا ذريعا ولم يعد بالإمكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها ومنهم أيضا من بات يطلب المساعدة الصريحة للخروج بأقل هذه الخسائر ويطالب المسؤولين والمعنيين وضع لوائح جديدة لدراسة جدوى مشاريع المواطنين الذين يدخلون عالم التجارة حديثا ولا خبرة لهم في هذا ولا دراية لكي لا يسقط غيرهم في فخ بعض الشركات التسويقية التي تضلل العميل في الترويج لمشروعه وتضع له لربما دراسة جدوى هزيلة لكنها لامعة بعض الشيء فيسقط الشاب في هذا الفخ التسويقي الباهت وتكون النتيجة النهائية هي خسارته وحده ويكون مسؤولا لاحقا عن هذه الخسارة وتبعاتها سواء في التزاماته البنكية أو تجاه من أقرضه المال أو شاركه به بحسن أو سوء نية للأسف ولذا يجب على الجهة المعنية وقبلها مجلس الشورى الموقر أن يلتفت لهذه الظاهرة المقلقة فعلا بين أوساط صغار التجار ممن يظنون أن عالم التجارة بالسهولة التي يتحكم بها (الهوامير) بها فكل هذا له تبعاته الخطيرة على المستوى الشخصي والأُسري الذي يمكن أن يهتز عند الخسارة الفادحة ويمكن أن يتعدى لأكثر من هذا ونحن لا نرغب لا في الأجل القريب أو البعيد أن نرى مثل هذه الأمور تحدث بينما لا يحرك المعنيون ساكنا يذكر.

234

| 21 يوليو 2025

عتهٌ وسط مأساة غزة

ربما لم يعد أحد منا يحصي أيام العدوان الدامي الإسرائيلي على غزة أو فاته العد وهو يحصي أياما سارت وتسير بأهل القطاع وكأنها سنوات لا يبدو لها نهاية قريبة ولكن علينا أن نلتفت لأقل ضرورة تجعلنا متيقظين لسير قضيتنا الأولى التي تتفجر دائما من ساحات ورحاب المسجد الأقصى وتنتهي بغزة أو ما تبقى منها الآن بعد مرور ما يقارب العامين على الإرهاب الإسرائيلي النازي على رُضع وأطفال ونساء وشيوخ ورجال غزة الباسلة ويجب أن نذكر أنفسنا بأن أهل القطاع يعيشون أياما قاسية في وقت كان يجب أن تتجسد فيه المودة والرحمة بين المسلمين فكيف بنا ونحن المعنيون بهم دينا ولغة وعروبة وانتماء؟ أليس لنا أن نستشعر آلامهم فنسقط من حساباتنا أن نتباهى بما هو على موائدنا وداخل بيوتنا وبما فضلنا الله به من أمن ورفاهية وستر وشبع وارتواء وعلاج؟ فكم عجبت والله لإعلامية أو بالأحرى فاشينستا وقد بات هذا عملها بعد أن خرجت مرغمة من دائرة الإعلاميات الخليجيات البارزات وهي تستعرض مشترياتها من أطعمة واحتياجات من إحدى الجمعيات في منطقتها بإحدى الدول الخليجية التي وصلت قيمتها لأكثر من ثمانية آلاف ريال في تصوير أقل ما يقال عن صاحبته إنها حديثة نعمة خصوصا أنها سجلت لحظة استلام فاتورتها الكبيرة لدرجة أن موظف الجمعية قد بدا عاجزا عن لملمتها وترتيبها وتسليمها لها في وقت يحذر الدعاة والأسوياء أن هذه المباهاة لا تجوز ومخالفة لشرعنا وقيمنا وما تربينا عليه فكيف نمتلك قلوبا ولدينا إخوة يعانون الويلات والدمار والقتل والتهجير والفقر والعوز والجوع والعطش ولا يمتلكون أقل القليل مما اشترته هذه التافهة المبتلاة بداء الشهرة لتكون مباهاتنا بهذه الصورة التي تنم عن قلة في الدين والأقل القليل من الحياء أمام مأساتهم ومعاناتهم؟. لن أنسى مشهدا حيا نقلته قناة الجزيرة مباشر لمواطنة فلسطينية طاعنة في السن نزحت مع أحفادها الصغار الذين استشهد والدهما ووالدتهما ولم يبق لهم غيرها لإعالتهم في شمال غزة التي تعرضت لاجتياح إسرائيلي سافر ودموي وهي تبكي قهرا وألما بينما تحاول تجنب كاميرا الجزيرة التي رصدتها وهي تغلي عشبا ليأكله الصغار بعد أن تعذر عليهم الحصول على القليل من الطعام لإسكات جوع أطفال صغار لا تقوى هذه الجدة على رعايتهم الرعاية الكاملة وخنقتها دموعها من إكمال اللقاء مع المراسل الذي يبدو أنه رأى ما لا يمكن للكلمات أن تصفه خصوصا أن عَبراتها كانت تشق المشهد وهي تلمح بحسرة الأفواه الصغيرة الجائعة التي تنتظر ماذا يمكن أن تأكله غير العشب الذي عافه الحيوان لكن الإنسان في غزة يقبله مرغما للأسف، فهل بعد آلاف مثل هذه المشاهد يمكننا أن نتقبل أفرادا منا يتباهون بما يزين موائدهم وما يستر أجسادهم وما يدفئهم؟ لا والله فهم أرخص من أن يذكرهم أحد بأن هناك لاجئين فلسطينيين وجنسيات عربية أخرى يعانون الألم والحرمان وهناك أهل غزة الذين اختصروا كل المآسي في مأساتهم وهناك قضايا عالقة ونار حروب مستعرة في ليبيا والسودان والصومال ولبنان فكيف لنا أن نفقد شعورنا في أي لحظة دون أن نقول الحمد لله أن أعطانا ولم يحرمنا وآمن خوفنا وروعنا وسترنا من قريب ومن بعيد ولم يبتلنا في أرواحنا وأرواح من نحب من صغار وكبار؟ كيف لنا أن نرى من لا يزال يواصل هذا العته والرخص؟ إنني والله ما زلت منذ السابع من أكتوبر من عام 2023 أحصي أياما لا تزال تطول على أهل غزة وأتتبع أخبار القطاع ليظل شعوري كما كان في هذا التاريخ تحديدا وغضبي مستعرا على هذا الكيان المجرم الذي هرول له المطبعون في العالم ونسوا أن دولة فلسطينية لا تزال على المحك تنتظر حدودا مستقلة وشعبا ينتظر الحرية على أرض هي له وستظل بإذن الله له.

171

| 20 يوليو 2025

هناك فوضى وهناك حرية

حين تقوم الدولة على المنعة لا الفتنة فيجب جميعنا أن نقف ونقول إلا هذه وحين يحاول أحدهم أن يضفي الديمقراطية على عمله التخريبي فيجب حينها أن يفهم أن هذا لا يعد حرية في الرأي ولا منعه مصادرة له ولكنه حفاظ على شكل وجوهر الدولة المستقرة التي يجب أن يسعى لها الجميع في الوقت الذي تنهار فيه الدول بسبب هشاشة التفكير واعتبار أن كل ما يقال يجب أن يندرج تحت عباءة حرية التعبير في حين أنه يمكن أن يشكل مقدمة لزعزعة البلاد وتشتيت فكر العباد. الدول العربية عموما ليس من السهل فيها أن تقوم على الحرية الكاملة فحتى هذه الحرية تجد لها مانعا وحدودا في الدول الغربية التي لطالما تغنت بحريتها ونراها نحن غارقة في معنى الديمقراطية التي يجهل معظمنا ما هي حقيقة وكيف يمكن أن نخلقها كي لا تتحول إلى فوضى يرى كل صاحب رأي أن تمتعه بحرية فوضوية للتعبير عن رأيه هو جزء من حقوقه بينما في الواقع أن هذا الرأي الفضفاض يمكن أن يشكل عبثا بأركان الدولة التي تقوم على ثلاثة لا سيما في منطقتنا الخليجية والعربية على وجه العموم وهي القيادة والحكومة والشعب ولذا فالرأي لا يمكن أن يفصل بين هذه الأركان الثلاثة فيتكلم أحدهم وهو من الشعب فيذم في الحكومة ثم يعود بأصل هذا الذم للقيادة ويقول بعدها هذه حرية رأي لا يا هذا، فهذا يعد تعديا على جوهر الدولة التي تقوم في استقرارها على أن تظل الأركان هذه مترابطة لا تنفصل تحت أي مسمى كان. في الأيام الماضية حاول البعض التمادي في التعليق على حرية الرأي المتواجدة في منطقتنا الخليجية وأن لا وجود لها مع شدة الرقابة التي تمنعها وهؤلاء ممن يغيظهم استقرار المجتمعات بالصورة التي يرتضيها الشعب قبل الحكومات فيحاولون بأي طريقة كانت أن يثيروا عبارة من هناك ورأي من هنا دون أن يتواجدوا على ركيزة ثابتة لمحاولتهم العقيمة هذه فينتقدون أي خطوة تتخذها أي حكومة نحو تأسيس مفهوم الديمقراطية العاقلة بالصورة التي تجعل الجميع متمتعا فيها ولا يمكن تحويلها إلى فوضى سواء فكرية بنشر آراء تشككية أو حتى بتصرفات تقوم على نشر مفهوم القبلية لا المواطنة المنتمية إلى بلد واحد وليس إلى قبائل فيه وهذا ما حاول البعض نشره سواء من تأسيس فكرة الانتخاب الذي بات يقوم اليوم في أكثر من دولة خليجية على عكس ما كان وعوضا عن مباركة هذه الخطوة وتأييدها شكك البعض وتحيزوا لمفهوم القبيلة في تعزيز معارضتهم حتى وصل بهم الحال إلى استخدام لغة التهديد والتشكيك بفكرة أن الوطن للجميع والجميع يجب أن يكون تحت راية الوطن الذي لا يوجد من هو أعلى منه عزة ورفعة وحفاظا على مبادئه وشكله وقيمته وكرامته ولا يوجد أيضا من هو أغلى منه إذا ما قيس الأمر بقيمة الفرد أمام بقاء الوطن ولذا لا تخبروني أن التشكيك حرية والتهديد حرية والهجوم حرية والاتهام حرية والخروج عن الحكومة والشعب حرية ولغة التذمر حرية وكل من شأنه هدم قيمة الوطن بقيادته وحكومته وشعبه من الحرية، لأننا بهذا نخلق حرية مشوهة وغير سوية وغير ممنهجة فلم تكن الحرية يوما قائمة على الصوت العالي الغوغائي الذي من شأنه أن يكون فارغا من أي مضمون جاد وإنما تقوم على الرأي السديد الذي يقال بالشكل والمكان الصحيح وباللغة التي تبني وطنا ولا تهدمه لا سيما وإننا بتنا في عالم الثورات التكنولوجية التي تتيح لكائن من كان أن يقول رأيا يسدد به هدفا لا يطيش به خارج حدود المرمى !.

207

| 14 يوليو 2025

ما تعريف مفهوم العباءة السائد لدى الفتيات اليوم؟

في رأيي هو محاولة الخروج بشكل (سوبرمان) وفي أغلب الأحيان (باتمان) ولكن دون قناع أو حتى (شيلة) يليق بمعنى العباءة التي بات تعريفها فضفاضا ومهلهلا بصورة تدعو للأسف والتحسر على قيمة هذا الرداء الذي توارثناه من الرعيل الأول من أمهاتنا وعرفنا أن الحشمة هي أساس العباءة المسدلة حتى القدمين وليست كما نراها اليوم مفتوحة مثل الغراب الشارد الذي تغلبه خيلاء غريبة والرياح تعبث بجناحيه بينما الجسد مرسوم بكل تفاصيله في وسطها وعادة ما يكون محشورا في ملابس ضيقة ترسم كل التفاصيل بينما تكون هذه العباءة الدخيلة بعيدة كل البعد عن معاني الحشمة التي من المفترض أن توجد لأجلها فمن أين أتتنا هذه المشاهد العجيبة التي نراها في الأسواق والمجمعات والمحافل الرياضية وغير الرياضية بين صفوف الفتيات والمراهقات؟ وهل يمكن أن يكون غياب الأم القدوة والأب المربي وراء ظهور مثل هذه المشاهد التي تعكر صفو مجتمع لطالما تغنى كثيرون داخله وخارجه بالتزامه ومحافظته وحرصه على الاحتشام والظهور بمظهر يترجمه أبناؤه وبناته بالصورة الطيبة أم أن العولمة التي اتفق الكبار والصغار معا على عدم التوافق على تعريف محدد لها وراء كل هذا؟ ناهيكم عن باقي المشاهد التي خرج بها (سنابيون وسنابيات) يحرصون على إرفاق علم (قطر) بجانب تعريف حساباتهم للتأكيد على هويتهم الوطنية ويا هول ما نراه للأسف فأذكر أنني رأيت من هي مزهوة بوشم يديها كاملة مثل لوحة حناء معقدة لكن بفارق واحد كبير وعظيم ومحرم وهو أن موشوما بما نهانا الله عنه فكيف يمكن أن يكون هذا من إحداهن وهي التي تفخر بوطنها وجنسيتها الوطنية ومتابعيها وبقيمة ما تقدمه من محتوى لمتابعين قد يكون منهم المراهقة والصغيرة ومن يمكنها فعلا أن تتأثر بها بصورة سلبية للأسف؟ وغيرها قد بلغت من العمر ما يثبت أن لها أحفاد وحفيدات ومازالت تشعر بشعور الصبا والمراهقة فنرى حركاتها الصبيانية بشكل لا يجعلها تحترم سنها واسم عائلتها ومظهرها حتى أمام أبنائها وبناتها فأين الوقار والاحترام يا كل هؤلاء؟ لم تضعوا علم قطر بجانب أسماءكم إن كنتم لا تمثلون قيم وحشمة ومحافظة هذا المجتمع الطيب الذي لا يمكن أن تتغلبوا على مفاهيمه الملتزمة وإن كان لكم تأثير للأسف على مجموعة قد تؤثر هي الأخرى على ثانية لتمتد وهلم جرا؟. لسنا من عصر حجري ولا نستطيع أن نساير حداثة تليق بنا وبمجتمعنا وديننا وقيمنا وأخلاقنا وموروثنا الاجتماعي وقد رأى العالم ماذا يمكن أن تقدمه قطر للعالم بأسره ولجهاته الأربع في كافة المناسبات والمحافل والأحداث لكننا تميزنا بهذا ولا نريد أن نكون مسخا عن الآخرين نتشابه فيما يتشابهون ولا نختلف عنهم في شيء فلطالما كانت المحافظة والالتزام شيئا مميزا وسط الانفتاح غير المدروس والرخيص نوعا ما فتميزنا باختلافنا رقيا وعلوا وارتفاعا حينما تشابه الآخرون انحدارا ورخصا وانخفاضا فلم لا نحافظ على هذا الشيء طالما كنا نحتفظ بالغالي والنفيس به ويتفق الآخرون على امتلاك ما يشبههم جميعا؟ فنرجوكم حافظوا على فكر المراهقات في بيوتكم وسط صخب وعالمية مواقع التواصل الاجتماعي التي استطاعت جلب العالم إلى بين أيديهن وهن مستلقيات ومسترخيات في غرفهن الصغيرة وتذكروا أن تميزنا سوف يبقى باختلافنا مع احتفاظنا بالتطور الذي يغذي هذا التميز ويعطي أبعادا لهذا الاختلاف وأننا يجب أن نبقى كذلك وما لمسه العالم فينا في كأس العالم 2022 يجب أن يظل ماثلا أمام العيون والنفوس ولا يجب السماح لفئات دخيلة أن تعكر صفو قيم هذا المجتمع بالتربية الطيبة وأن ينوط الأب بدوره ومثله الأم دون إفراط أو تفريط وأدعو الله أن يحفظ بلادنا وشعبها دائما وأبدا.

375

| 10 يوليو 2025

الدوحة والطريق الممهد

هل اسم قطر يقلق الكثيرين ممن اضطربت مواقفهم واهتزت أخلاقهم وبيعت ضمائرهم؟ لأننا في قطر مؤمنون بأن فلسطين قضية أساسية وليست موجة سياسية عابرة، ولذا نؤمن بأن السلام هو ما يجب أن ترسخ قواعده ليعيش شعب فلسطين في دولة وكيان وأرض نعلم بأن هذا الموقف الذي ينم عن دولة قوية لها سيادتها وثباتها السياسي والاقتصادي والعسكري يزعزع غيرة الكثيرين وحسدهم فيحاولون رميها بما تكنه أنفسهم المريضة ويبدو أن هؤلاء يعيشون هذا الشعور المؤسف الذي يميل للدفاع عن الكيان الإسرائيلي ربما دون أن ينتابهم خجل من هذا الشعور مقابل إقحام اسم قطر لمحاولة المساس بها والتقليل من موقفها الذي لا يتزحزح تجاه قضيتها الأولى ودورها الذي لا يزاحمها فيه أحد وثباتها الذي يفتقر له كثيرون وعليه نكرر السؤال وهو هل اسم قطر يقلقكم لدرجة أن يجعلكم تتخبطون بجهل في تغريداتكم ومقالاتكم التي نراها ممن تخاطبنا فنقول لها سلاما؟. ثم ما هذا التحسس الذي يصيب هؤلاء إذا ما كان اسم قطر حاضرا في أي وساطة أو اتفاق يمكن أن يؤديا لوقف الحرب والعدوان وتسمية ما تفعله إسرائيل منذ أكثر من عام ونصف هو عدوان آثم وإبادة جماعية متعمدة في القطاع؟ أليس الأمر كذلك أم إن إسرائيل تمثل لكم وليدا جديدا في المنطقة يجب أن يُدلل وتمتد له أيادي العلاقات الثنائية بما يليق بكم وبها؟ فمنذ أن سعت قطر مع الدقائق الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع وهي تثير حقدا غريبا عند مثل هؤلاء الذين يتصيدون الزلة لها ويشككون في مواقفها ومساعيها وجهودها وتسليط إعلامها المحلي والفضائي والرسمي للكشف عن الجرائم الإسرائيلية التي يرتكبها الإسرائيليون بحق شعب أعزل مدني بات اليوم لا مأوى له ولا زاد ولا دواء ولا حتى حياة آمنة يستطيع فيها أن يعيش كل فرد فيهم مع أسرته بأمان وسقف وأقل القليل من مستلزمات الحياة الطبيعية ومثل هؤلاء المرضى يلاحقونها باتهامات وأسئلة وتقويض لأي محاولات لها بهذا الشأن، وهو أمر لا يقلق الدوحة الواثقة من خطواتها في هذا الطريق، لكننا كمتابعين للساحة نرى وننظر بأن هؤلاء فعلا تمثل لهم قطر عقدة نفسية دائمة فتراهم يلوحون لها كلما خطت خطوة نحو ما يمكن أن يتنفس بعده شعب غزة الصعداء ويشككون في هذه المساعي التي لا تحاول حكوماتهم فيها أقل خطوة للوصول إلى المستوى الذي وصلت له الدوحة حتى الآن والتي لا تزال تُصعّد من محاولاتها فيه لإنهاء هذا العدوان بصورة نهائية في وقت توقف العالم حتى على ذكر غزة وما يجري فيها من إبادة جماعية مستمرة وبصورة أقسى واشد فلم كل هذا يا مرضى؟ لم كل هذا الحقد وغيرة النساء التي تعشعش في قلوبكم الهزيلة أمام أي نجاح يمكن أن تتوصل له الدوحة أو تشارف عليه؟ ألم يكفكم دفاعكم المستميت عن إسرائيل وتكشف نياتكم الحقودة على أهل غزة ومحاولة قلب الطاولة على هذا الشعب ليكون هو المتهم وليس الضحية؟ في رأيي ليست قطر المسؤولة عن كل هذا العري الأخلاقي والإنساني الذي وصلتم له وليست هي المسؤولة عن تخليكم عن مسؤولياتكم تجاه قضية تعد الأولى عربيا وإسلاميا في وقت بعتم الضمير والموقف والإنسانية والمبادئ لأجل موقف أشد خزيا وهو تعلقكم بتلابيب تل أبيب بصورة مهينة ورخيصة لذا ابتعدوا عن كل مسارات قطر المباشرة والخالية من كل الشوائب التي تزخر بها مواقفكم المتزعزعة وتأكدوا بأن الدوحة حينما تنجح فإنها تعطي الفضل أولا لله تعالى ثم يشيد الآخرون بجهودها كما يودون وليس كما تطلب هي وتود فإنما هي تكتفي بهذا النجاح لتمضي في طريق نجاح آخر وبإذن الله سوف تنجح في كل مساعيها لأنكم تأتون خلفها ومن يأتي خلف الجماعة يدق هاون الهزيمة فإنه لا يلتفت له أحد بعد رميه في المؤخرة والله معها بحول الله وقوته ورغما عنكم.

306

| 09 يوليو 2025

غزة رغم أنوفهم

هل نسي العالم غزة ؟! ربما يكون سؤالا عشوائيا بعد مرور أكثر من سنة ونصف عما يتعرض له القطاع من إبادة جماعية حقيقية وتهجير وتشريد وتجويع وشتات وترصد كل ما ينبض بالحياة فيه ولكن من يذكر غزة اليوم ؟ وأسأل هنا لأنني أرى أن الحكومات نفسها المعنية بحل هذه القضية باتت لا تذكرها إلا في مباحثات عادية وليست لقاءات طارئة لأجلها أما الشعوب فقد نسيت ما يتعرض له شعب غزة ليس نسيانا فحسب وإنما قدرة على حتى على التعاطف مع هذا الشعب الذي استطاعت إسرائيل أن تعزله عن العالم تماما ولم يعد أحد يتصور ما يعانيه الغزيون اليوم من ملاحقة بالقتل حتى وهم ينتظرون مساعدات تساعدهم على الحياة التي أصبحت مآلا لم يُكتب له العمر من جديد ولا تقنصه رصاصة إسرائيلية أو غارة همجية تخلف من الشهداء وبقايا أجسادهم ما لا تستطيع أي كاميرا تلفزيونية أن تنقله بواقعية وتعرضه على العالم الذي أكرر إنه ما عاد يتذكر غزة ولا الذي يجري فيها للأسف. اليوم تشكل قضية غزة الشغل الشاغل في قطر ولا تزال الدوحة تواصل مجهوداتها للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار وكف العدوان الآثم على غزة ولا تزال الخارجية القطرية تحث جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى بما يمكن أن يرتاح بعده شعب غزة الذي يتفرغ بعد كل هدنة إلى مواراة رفات أحبائهم التراب وإقامة صلوات الجنازة عليهم وتأمين ما يمكن أن يساعد الأحياء منهم على مواصلة العيش في ظل ظروف يمكن أن تتفجر في أي لحظة ويغدو من عاش للقمة العيش شهيدا بعد لحظات ولكن من عليه أن يؤمن بما تؤمن به قطر أو ما تزال الدوحة ساعية له في التخفيف عن هذا الشعب الذي يعيش على أنقاض مترامية ودمار هائل ولقمة ضائعة وشتات أُسري متفاقم وإبادة لسجل عوائل مُحي بالكامل بسبب هذه الإبادة ؟ من عليه أن يضع يده مع الدوحة لتتمكن من التوصل إلى ما ينهي هذا العدوان تماما ويصبح تاريخا يضاف لتاريخ الجرائم والمذابح الإسرائيلية التي ارتكبتها إسرائيل على مر احتلالها لدولة فلسطين التي لم تقم حتى الآن بسبب التعنت الإسرائيلي للقرارات الدولية واستصغارها لها بصورة ما كان للعالم أن يتحملها ولكن تبقى العلاقات مع هذا العدو الذي يدعي كذبا تعرضه لإبادة لعرقه اليهودي الذي تقف له حكومات الغرب احتراما وتقديرا ؟! اليوم لا نجد من يمكنه أن يعزز من دور الدوحة في التوصل لما يشبه اتفاق حقيقي يوقف هذا العدوان بل إن انشغال هذا العالم بما جرى مؤخرا من حرب مشتعلة بين إيران وإسرائيل يمكن أن نقول إنه غطى على أي محاولة لمعرفة إن الأساسيات في كل هذا هو مأساة غزة وليس تاريخ العداء المبطن أو المعلن بين طهران وتل أبيب وإن دخول كل من صنعاء وبغداد وبيروت في هذه الأحداث إنما أساسه ما يجري في غزة من عدوان آثم وغارات عشوائية إرهابية لن يتمكن العالم من وصفها كذلك أمام الصور المؤلمة والتي تقتل القلوب الحية التي لا تزال تنبض بالإنسانية التي افتقر لها العالم اليوم للأسف ؟ ونحن حقيقة لا زلنا نأمل أن تمتد وساطة قطر الحثيثة للتوصل إلى هذا الاتفاق بمساعدة الأطراف الذين يسعون أيضا للوصول له قبل أن يُعلن عن القطاع إنه بات تراثا لتاريخ استمر طويلا ينبض بحياة شعب رفض التهجير لكنه أُجبر على التشريد ورفض أن يبتعد عن أرضه في الوقت الذي توضع الخطط لتسكينه خارجها وإن إبادته الذي يتعرض لها لا يمكن أن تسقط من الذاكرة كما أن التاريخ يظل محتفظا بصفحاته السوداء الملطخة بالدمار والعار مهما حاولت إسرائيل أن تطوي هذه الصفحات.

1209

| 08 يوليو 2025

مقال على البال

حقيقة أجد نفسي لا تميل لتناول أي قضية سياسية أو اجتماعية بارزة على السطح المحلي أو العربي أو حتى الدولي وأحداث غزة والقدس سيدة هذه القضايا بل إن أي قضية بجانب ما نرى ونسمع في غزة قد تكون تافهة جدا لا سيما وأن العالم بجهاته الأربع لم يستطع ( شجاع ) واحد فيه أن يوقف إسرائيل عما تفعله من إجرام توثقه ملايين من شاشات الإعلام في العالم ومع هذا فالولايات المتحدة الأمريكية تعقد صفقات أسلحة مقذوفات بالغة الدقة بملايين الدولارات مع إسرائيل وفرنسا التي تعد نفسها بلد الحريات ومتنفس الشعوب المضطهدة جندت قواتها الأمنية لمجابهة المتظاهرين سلما كما هو الحال في باقي الدول الأوروبية والعربية والدول الإسلامية تأييدا وتضامنا مع الشعب الفلسطيني لتواجههم في بداية الأحداث بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه القوية وكأن هؤلاء المتظاهرين قد حملوا سلاحهم وعزموا التوجه لمحاربة إسرائيل فعلا ناهيكم عن دعوة معظم العالم الغربي للوقوف مع إسرائيل ضد إرهاب المقاومة الفلسطينية في محاولة شبه مستحيلة لنكران ما تفعله إسرائيل في الواقع. أنا هنا لن أقول أين العرب وما موقف العرب وهل هذه هي المواقف التي تليق بالعرب وكيف سكت العرب وكيف طبّع العرب وكيف تحمل العرب ما يحدث من ظلم وقتل واعتقال وتشريد للشعب الفلسطيني فهذا أمر كما يقال عندنا بالعامية ( كلام مأخوذ خيره ) ولم يعد منه أي طائل يذكر لكنني حاولت بقدر المستطاع أن أوثق ردود فعل العالم الغربي الذي أرهق مسامعنا وأنظارنا بشعارات الحرية والعدالة التي ينتهجها داخل أراضيه ويروج لها خارجها بينما في الحقيقة هذه الدول هي من تفتقر لمعنى هذه الشعارات أن تتحقق بالصورة التي تروج لها ولو بالقليل منها فأحداث القدس المروعة التي تفجرت منها الأحداث المؤسفة على شعبنا العربي الفلسطيني ووصلت إلى أحداث غزة الأشد إجراما تكشف لنا في كل مرة كم هي دعوات الغرب الباطلة بالحرية الزائفة والعدالة التائهة على أراضيها فقد تكون الحرية لدينا نحن العرب شبه معدومة إن لم تكن معدومة بالكامل ولا عدالة على أرض العرب لكننا لا نروج كذبا لديمقراطيتنا الهشة ولا نقول إن لدينا ما لا نملكه منهما كما تفعل الدول الأوروبية التي ترى من كل أحداث فلسطين زاويتها الضيقة الميتة التي عادة لا يلتفت لها العالم لعدم أهميتها وربما عدم صدقها أيضا كما هو الحال في التمثيل الإسرائيلي الزائف بتضرر كيانهم وشعبهم من الفلسطينيين ويراه الغرب على أنه اعتداءات صارخة بحق الأبرياء الإسرائيليين ولذا تتمثل حريتهم وعدالتهم بالدعوة إلى الحرية والعدالة لإسرائيل وشعبها في ظلم واضح لحق المعتدى عليهم وهم الفلسطينيون الذين لم يعودوا بحاجة لإقناع العالم ومنهم الغرب بعدالة قضيتهم لأن هناك من أصبح يؤمن بأن قضية فلسطين هي قضية شعب يطالب بحريته واستقلاله وحدوده وأمانه وموارده وثرواته وتاريخه وقدسه التي لا يمكن أن تذهب لإسرائيل طال الزمان أم قصر ورأينا الكثير من الشخصيات المؤثرة من الفنانين والمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب يقفون في صف الفلسطينيين لأنهم أيقنوا أن الرواية الإسرائيلية ما هي إلا عبارة عن سلسلة أكاذيب منظمة انتهجها الإسرائيليون لإقناع العالم بأنهم فعلا أصحاب أرض وأن الفلسطينيين ما هم إلا مجموعة رعاع إرهابيين يريدون اقتلاع التاريخ الإسرائيلي من هذه الأراضي المقدسة وهذا كذب بات جليا حتى للذين كانوا يؤيدون الوجود الإسرائيلي وتكشفت لهم الحقائق بعد المشاهد المروعة التي تناقلتها وكالات أخبار عالمية موثوقة بأن إسرائيل قد حشدت آلتها الحربية المتطورة لترويع وقتل المدنيين العزل وأن هناك أكثر من 5000 طفل قد قتلتهم إسرائيل منذ بداية الأحداث في فلسطين ولذا لا تخبروني عن عدالة حكومات الغرب حين نجد من شعوبهم العادل والحر فيهم !.

321

| 07 يوليو 2025

من يتذكر منا ؟

غزة تحت القصف ! كم مرة قرأنا هذا العنوان منذ أكثر من عام ونصف العام ومر علينا مرارا وتكرارا دون أن نعيره أي اهتمام أو يحرك فينا شعرة واحدة كالتي تتحرك حينما نقرأ عن تعذيب أحدهم لكلب أجلكم الله أو قطة فتذرف الدموع وتُبحُ الأصوات المناشدة لفرض عقاب قاس على هذا المجرم؟! وأنا هنا لا سمح الله لا أستصغر جرم هذا الفعل المحرم شرعا وإنسانية ولكني أتحدث هنا عن استصغارنا لفعل أكبر منه وأشد قسوة وهو تصفية شعب بأسره وبنيران العدو الإسرائيلي ولا يحرك فينا أي ساكن إلا عروق الانتقاد والاستنكار التي عادة ما تفز في أجسادنا لحظة وتعود لما كانت عليه من الهدوء الساكن الكامن فينا في الوقت الذي يجب أن نثور فيه لفداحة هذا الجرم وعظم هذا الإجرام الذي أخشى فيه أن أصف إسرائيل بالعدو فيثور المطبعون ويرونه عنصرية لا يجب أن تظهر في الوقت الذي يتدافع بعض العرب للتطبيع الذي لا يجب أن يكون في هذه الظروف التي لم يتسع فيها صدر الإسرائيليين لحقوق الفلسطينيين التي في ذمتهم ولم يُعطَ للفلسطينيين أي حق لهم في الدولة والحدود المستقلة والسيادة الذاتية التي لا تخضع لسلطة إسرائيل في المداخل والمخارج والطرقات وحق التملك والمواطنة على أرض هي للفلسطينيين أصلا قبل أن يهبها وعد بلفور وطنا لليهود ليستوطنوا بالقوة ويجردوا أهل هذا الوطن من أي حق لهم وتتوالى الأيام وعقود الزمن لنؤمن بأن للإسرائيليين وطنا هو فلسطين وهي التي يجب أن تصبح دولتين غير متعادلتين لشعب هو صاحب الأرض والملكية الأبدية ومحتل قادم من الشتات عاث في أوروبا فسادا وخرابا فلم يكن من الأوروبيين سوى اختلاق وطن لهؤلاء الذين لم يكونوا حينها سوى شرذمة وقطاع طرق واختاروا أرض فلسطين العزيزة لتأوي هؤلاء الذين سكنوا على جماجم المقاومين الفلسطينيين الذين ضحوا بحياتهم ودمائهم لتظل أرض أولى القبلتين وثاني الحرمين لأهلها وللأشراف العرب ومن دخلها مسالما موقنا بحق أهلها فيها ولكن للأسف استوطن هؤلاء وأول ما فعلوه هو سلب كل أرض فلسطيني لهم ونهب خيرات هذه الأرض لتصبح يهودية الجنسية بعد أن كانت فلسطينية الهوية والمنشأ والأرض وتتوالى الأعوام لتجد إسرائيل من يدعمها من كبار الدول العظمى وتلقى من يسندها حينما تهزها نيران المقاومة الفلسطينية وتتقدم لتمد جذورها الآثمة في قلب الأرض العربية الفلسطينية وتلقى من أشقاء الفلسطينيين العرب من يرى فيها جارا أمينا موثوقا به ولتمتد أيادي التطبيع من حيث لا يدري به الفلسطينيون الذين وثقوا بأنه يمكن لهذا التطبيع أن يخفف عنهم معاناتهم من السياسة الإسرائيلية المتعنتة التي عمقت الاستيطان الإسرائيلي في جذور أرضهم وطردتهم من بيوتهم وبساتينهم وحقولهم واقتلعت أشجار الكرم الفلسطينية في محاولة لاقتلاع جذور أهلها الأصليين منها ولكن لطالما أتت رياح التطبيع بما لا يتوافق مع الأمنيات الفلسطينية فوثقت العلاقات العربية الإسرائيلية بينما ظل حق الفلسطينيين عند هؤلاء المطبعين شعارات واهية وانتقادات هزيلة للجانب الإسرائيلي ودعوات باهتة للجلوس على طاولة الحوار وإعادة عملية السلام التائهة إلى خطها السياسي الواضح بينما اليوم وقطاع غزة الواقع تحت حصار جائر منذ عام 2007 تحت نيران القصف الإسرائيلي المتواصل هناك من يحتفل بطقوس التلمود المحرف على أرضه العربية برفقة جالية واسعة من الإسرائيليين بل ويهنئ جموع الإسرائيليين بذكرى استقلالهم المرادفة طبعا لذكرى احتلالهم لفلسطين فكيف لنا أن نثق بعد هذا وغيره أن الشعور الحي يمكن أن يحيا من جديد في نفوسنا وكل المؤشرات الحية تثبت أن المهرولين لإسرائيل باتوا أكثر بكثير من المؤمنين بحق الفلسطينيين في أرض باتوا هم فيها الغرباء للأسف وإن لا زالوا يدعون أنهم أصحاب حق لأرض لم تعد لهم !.

366

| 01 يوليو 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4335

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2253

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2241

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1020

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

747

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

681

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

657

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

630

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

579

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الرقمنة والتحول الرقمي في قطر.. إنجازات وتحديات

تعود بي الذكريات الى أواسط التسعينيات وكنت في...

483

| 05 ديسمبر 2025

أخبار محلية