رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أخبرنا الشيخ عبدالمنعم صالح مرافقنا وهو الأمين المساعد للجماعة أننا مدعوون غدا عند رئيس جماعة أنصار السنة الشيخ أبو زيد محمد حمزة حفظه الله بعد صلاة العشاء في المقر العام للجماعة في الخرطوم بحري.وفي اليوم التالي توجهنا مع أذان المغرب إلى جامع الحاج نور الواقع في الشارع الستين بالعاصمة الخرطوم ومع وصولنا إليه وجدنا في استقبالنا فضيلة الشيخ إمام الجامع وبرفقته بعض المصلين وأقيمت الصلاة فتقدم الإمام الذي صلى وقرأ بنا بقراءة قريبة من قراءة الشيخ محمد الزين وهي قراءة سودانية تقليدية جميلة كما سبق وأن أشرت إلى ذلك في مقال سابق.وبعد أداء صلاة المغرب والسنة الراتبة قمت بإلقاء المحاضرة المقررة والتي كانت عن فقه الصيام والقيام والتوبة إلى الله والأعمال الصالحة.وبعد المحاضرة كان السلام الحار والاحتضان من المصلين والحضور كعادة أهل السودان الطيبين توجهت بعد ذلك مع الإخوة المنظمين لتناول القهوة في مجلس أحد أعيان الحي ولكن المنظمين اعتذروا لضيق الوقت نظرا للموعد مع رئيس الجماعة.وفي الطريق اقترح بعض الإخوة أن نصلي العشاء في جامع النور وهو الجامع الذي بناه رئيس السودان السيد عمر البشير في ثواب والدته وقد افتتح مع فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي الذي أم المصلين وكان في الحضور الشيخ عائض القرني والشيخ الدكتور عصام البشير الذي أصبح خطيب الجامع الكبير كما أخبرنا الإخوة، وفعلا نزلنا للصلاة به حيث كان الإمام في الركعة الثانية وقد بني على الطراز العثماني الجميل زاد المسجد زينة مما دعانا إلى التنبيه على الزخرفة الزائدة في المساجد والتي هي من علامات الساعة وأن المساجد لم تبن إلا للعبادة بخضوع وخشوع وحضور قلب مما يلزم منه عدم المبالغة في الزخرفة والزينة والله المستعان.أكملنا الطريق إلى مقر جماعة أنصار السنة وهو عبارة عن جامع قديم وفيه بعض التوسيعات وتلقى به خطب ودروس الشيخ أبو زيد التي بدأت من الستينيات من القرن الماضي وما زالت مستمرة وقد أخبرنا الإخوة أنه من عهد قريب نظرا لكبر سن الشيخ خلفه في الخطابة تلميذه الدكتور الشيخ عبدالكريم محمد عبد الكريم.دخلنا حوش المسجد ومشينا مسافة حتى وصلنا غرفا لإدارة الجماعة وقد سبقنا إلى مكتب الشيخ الأستاذ عبدالمنعم ليخبره بمقدمنا، ومع دخولنا استقبلنا العالم الجليل داعية السنة والتوحيد سماحة الوالد الشيخ أبو زيد محمد حمزة بلحيته البيضاء وعمامته وأصله من النوبة على حدود مصر، وبعد الترحيب الحار منه حفظه الله ومع ما اشتهر عنه من شدته في الحق إلا أن القريب منه والناظر له من أول وهلة يحبه في ذات الإله.. هذا وللحديث بقية عما دار في مكتب الشيخ بإذن الله.
655
| 07 يوليو 2014
بعد خروجنا من قناة نور الفضائية وتوديع طاقمها المبارك لنا توجهنا إلى مقر الدورة العلمية بجامع الشيخ الأمين حيث كنا على موعد مع طلاب الدورة حيث شرحنا منظومة اللامية المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وسبب اختياري لهذه المنظومة كما سبق وأن أشرت في مقالة سابقة لاشتمالها على مسائل مهمة لطلبة العلم هذه الأيام مثل الكلام عن عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيَّما والأمة تتعرض لمثل هذه الفتن في هذه الأيام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وبعد أداء تحية المسجد كالمعتاد لكون الدورة معقودة في الجامع شرعنا في الدورة وقد بدأت بأسئلة كما هي عادتي في الدورات التي أقدمها أحاول أن أختبر الطلبة في المعلومات التي قدمتها لهم في الدروس السابقة لوصل السابق باللاحق وترسيخ العلم، ومما لفت نظري قوة الحافظة وسرعة الحفظ لدى الطلبة السودانيين وقد قام أحد الطلبة بتسميع اللامية كلها مما أثار إعجابي واعتزازي بأمثاله من طلبة العلم الشرعي بارك الله فيهم.وما أن أنهيت شرح هذه المنظومة ومع أن أبياتها كانت تشرح مفرقة إلا أنهم حرصوا على جمعها وحفظها كما أشرت آنفاوالدرس الذي أقدمه في هذه الدورة يستمر من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب.وفي اليوم التالي كان الدرس في شرح القواعد الأربع لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب والذي يفند فيه شبهات القبوريين والذين ما زالت لهم صولات وجولات في السودان وينتشرون في الأوساط غير المتعلمة وإن كانت الآن بدأت تتلاشى خاصة في الفترات الأخيرة لانتشار العلم ولله الحمد والمنةوهذه القواعد الأربع ملخصها أن القاعدة الأولى أن كفار قريش كانوا يقرون بالربوبية ومع ذلك لم يجد عنهم شيئا إذ إن من لوازم توحيد الربوبية إفراد الله جل وعلا بالعبادة وهم يكفرون بالرحمن، والقاعدة الثانية وتدور حول شبهة القبوريين إذ يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى واتخذوهم شفعاء، ورد المؤلف عليهم بأن هذه هي الشفاعة المنفية عن غير الله والشفاعة المثبتة عند أهل السنة والجماعة المتضمنة للرضا عن المشفوع له والإذن للشافع أن يشفع من الله سبحانه وتعالى.أما القاعدة الثالثة فهي تدور على رد شبهة تنزيل آيات المشركين في عباد القبور وقد رد الشيخ بأن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عبادتهم منهم من يعبد الأحجار ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الصالحين فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم قال تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، وأما القاعدة الرابعة فهي أن مشركي هذا الزمان أشد شركا من الأول لأنهم كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون لله في الشدة والدليل قوله تعالى: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون"، أما مشركو هذا الزمان فيشركون في الشدة والرخاء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
625
| 06 يوليو 2014
لا يمكننا الحديث عن جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان دون ذكر فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية - رحمه الله - وذكر شيء من تاريخه الحافل بخدمة الدعوة الإسلامية. فقد ولد الشيخ الهدية عام 1912م بمدينة رفاعة - ولاية الجزيرة وتلقى التعليم في كتاب القرآن الكريم ثم مرحلة الابتدائية ثم المتوسطة وتم توظيفه في مصلحة البريد والبرق بالخرطوم عام 1930 وكان عمره آنذاك 17 عاما، وقبل انضمامه لأنصار السنة بايع زعيم الختمية "شيخاَ وأستاذاَ " وظل متمسكا بالطريقة حتى عام 1941 وترك الطريقة الختمية وانضم للطريقة العزمية عام 1941 ودرس علوم القرآن على الشيخ عبدالباقي يوسف النعمة من خريجي الأزهر الذين تأثروا بعلماء المدينة المنورة، وكان الشيخ عبدالباقي سببا في دخول الشيخ الهدية في جماعة أنصار السنة المحمدية. انخرط الشيخ في صفوف جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان - والتي هي رائدة الدعوة السلفية فيه - في عام 1946م. ودرس على يد شيوخ دعوة التوحيد الأوائل في السودان – منهم فضيلة الشيخ عبدالباقي يوسف، والشيخ يوسف أبو رحمهما الله. وتدرج في وظائف النشاط بالجماعة من محصل للمال لدعم الدعوة ثم وداعية ثم إمام مسجد قبل رئاسته للجماعة. وظل يعمل إماماً لمسجد الملك فيصل بمدينة أم درمان منذ إنشائه في عام 1968 وحتى عام 1992م حيث تنازل طواعية لأحد شباب الدعوة لإعطاء الفرصة للجيل القادم لتحمل مسؤولة الدعوة. وتولى الشيخ - رحمه الله - منصب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1956م بعد وفاة يوسف أبو – رحمه الله – وظل يتولى هذا المنصب منذ ذلك التاريخ. وكان الهدية عضوا ناشطا ضمن اللجنة القومية للدستور حيث تولى داخلها الدعوة لتحكيم الشريعة الإسلامية لتكون الدستور الدائم للبلاد، وحينما فشلت تلك المحاولات دعا مع غيره لتكوين الجبهة الإسلامية للدستور للعمل على إقناع نواب البرلمان لمساندة تحكيم الشريعة الإسلامية وتكثيف النشاط في شرح الشريعة ومحاسنها حتى جاء الانقلاب العسكري في عام 1958 ليحكم السودان حتى عام 1964م. وظل دعمه لبرنامج الإسلامي وتطبيق الشريعة على مد العقود. وأسهم في قيام رابطة العالم الإسلامي في عام 1964م ووضع دستور عملها وتحديد مهامها ومسؤولياتها بدعوة من الملك سعود رحمه الله. وكان له دور بارز وأساسي في قيام المركز الإسلامي الإفريقي عام 1966 لنشر الدعوة في إفريقيا وتعليم أبنائها الدين الصحيح، فقد أسهم في تحقيق دعم الملك فيصل بن عبدالعزيز والشيخ الصباح حاكم الكويت (رحمهما الله) للمركز وذهب هو بنفسه إلى شرق إفريقيا لإحضار الطلاب للدراسة وفتح مباني المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بأم درمان لتكون مقرا مؤقتا للمركز.
739
| 05 يوليو 2014
وفي اليوم الثالث من الزيارة، كانت أولى وجهاتنا إلى قناة نور الفضائية التي وعدنا القارئ الكريم بالحديث عنها في الحلقة الماضية.. حيث تقع هذه القناة الإسلامية المباركة في إحدى أرقى مناطق العاصمة السودانية الخرطوم، ويتكون مبناها من طابقين أسفلهما للإدارة وأعلاها للاستوديوهات للتلفزة والإذاعة مع الملحقات والأقسام المساندة.وقد استقبلنا على بابها السيد المحترم الدكتور عصام أحمد با بكر- مدير قناة نور- بوجهه المشرق وابتسامته الطيبة، وقال أهلا ومرحبا بكم في بلدكم السودان، وقناتكم قناة نور، وقد استضافنا في مكتبه وبعد تقديم المشروبات الباردة، دار الحديث من قبله عن نشأة القناة وكيف أنها كانت حلما طالما انتظروا تحقيقه.. واستطرد قائلا "إن جماعة أنصار السنة المحمدية ونظرا لأهمية الإعلام وخطورة دوره في المجتمع، فقد عزمت على فتح هذه الفضائية التي تمر حاليا بمرحلة البث التجريبي ولا زالوا في طور جمع ما أمكن من المواد النافعة، وهي فرصة لكل من يريد التواصل معهم وإمدادهم بما يصلح للبث والانتفاع به، وهي قناة مباركة تضم حزمة منوعة من البرامج الدينية والأدبية، كما أن القائمين عليها يحرصون على ترتيب مواعيد البرامج حسب حاجة المجتمع، فتبث على سبيل المثال القناة القرآن الكريم في الأوقات المناسبة وتحرص القناة على نقل صلاتي التراويح والتهجد في شهر رمضان المبارك من الحرمين الشريفين، وتستغل القناة أوقات الشباب المناسبة لتقديم المواد المناسبة لهم وهكذا كافة فئات المجتمع.وقد أدخلونا على أحد الاستديوهات والذي كان فاعلا، وكانت تسجل فيه مادة تفسيرية للشيخ الدكتور محمد الأمين.وفي الطايق الثاني مررنا باستديو الإذاعة، والتي تبث في الأوقات التي يكون الناس فيها قاصدين لأعمالهم وكذلك ساعات العمل، كما أن البرامج الفضائية تكون في أوقات تواجد الناس في فترات الراحة كما سبقت الإشارة إليه.وهذه القناة المباركة قائمة على جهود وتبرعات سودانية داخلية صرفة، ولم يتلقوا أي تبرعات لها من أية جهة إلى الآن، مع الحاجة الماسة لدعم مثل هذه المشاريع الدعوية المباركة نفع الله بنا وبهم..كما أنهم قد طلبوا مني تسجيل بعض الحلقات والدروس العلمية لتسجيلها وبثها على الفضائية وكذلك طلبوا من رفيق الرحلة فضيلة الشيخ عبد العزيز آل ثاني. ولكنهم طلبوا منا أن يكون التسجيل في استديوهات القناة، وقد اقترحت عليهم أن نسجل في غرفة الفندق نظرا لكونها مطلة بمنظر جميل على النيل، فما كان منهم إلا أن استجابوا وقاموا بالتسجيل كما أردنا، جزاهم الله خيرا..
507
| 04 يوليو 2014
بعد خروجنا من مقر الدورة مر بنا رفيقا الرحلة المنتدبان من قبل المشرفين على الدورة وهما الأستاذ عبد المنعم صالح والمهندس مازن محمود على أحد المطاعم الشهيرة في الخرطوم وهو مطعم أمواج ومما رغبنا فيي زيارته وارتياده أن كل ما يطبخ فيه ينتج محليا وطبيعيا وقد قدموا لنا الخضروات الطازجة من الخيار والجزر والطماطم والجرجير وهي من المزارع التابعة للمطعم مباشرة كما قدموا لنا حساء العدس والسمان المشوي وغيرها من الأطباق الشهية الطبيعية وقد أعجب الجميع بهذه الفكرة مما جعلنا نرتاد هذا المطعم كثيراثم قفلنا راجعين إلى البرج وأخبرنا منسق الزيارة بأن برنامج اليوم التالي سييتضمن زيارة لقناة نور الفضائية وهي ثانية القنوات الإسلامية بعد قناة طيبة الفضائية بالسودان وسيأتي الحديث عنها بالتفصيل بإذن اللهومما يجدر بالذكر به هنا ما فاجأنا به الفندق من تغيير غرفتنا ليعطونا مكانا مواجها لوادي النيل وفعلا وبعد أن دخلنا الغرفة وفتحنا الستارة رأينا ذلك المنظر العجيب للنيل المحفوف بالأشجار والذي تمخر عبابه البواخر الصغيرة والقوارب ومنظر الصيادين البسطاء الذين يستخرجون منه الأسماك النهريةوقد بدأت للتحضير للتدريس في اليوم التالي حيث قمت بجمع بعض الشروح ومطالعتها للإعداد للدرس في الغد وبعد الانتهاء من التحضير وتجهيز المادة العلمية خلدنا للنوم وأخذ قسط من الراحة بعد عناء يوم مليء بالنشاط والفعالياتوعند الصباح كالمعتاد اصطحبنا الإخوة وهذا اليوم إلى قناة نور الفضائية وسأواصل الحديث عن هذه الزيارة الشائقة في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
538
| 03 يوليو 2014
وقف بنا الحديث عند زيارة جامع الشيخ محمد الأمين الذي هو مقر الدورة العلمية الشرعية التاسعة عشرة وبعد أن دخلنا وصلينا ركعتي تحية المسجد امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" وقد صدح مؤذن الجامع بأذانه ذي النبرة والطريقة السودانية الخاصة المميزة والجميلة لتقام الصلاة فأبى إمام الجامع الشيخ عبادة تواضعا منه وحسن خلق إلا أن يقدمني فصليت بهم صلاة المغرب وقد قام أحد المشرفين على الدورة باسم جماعة أنصار السنة بترحيب بليغ حرك به المشاعر وألهب به العواطف مما دعاني إلى افتتاح الدورة بقولي :لو كنت شاعرا لنظمت فيكم القصيد ولو كنت أديبا لحبرت فيكم أجمل الكلمات ولكن حسبي أن أقول لكم جميعا والله إني لأحبكم في الله ثم شرعنا في المحاضرة الأولى عن فضل العلم وأهله وتحدثنا عن آداب طالب العلم مع نفسه ورفاقه ومشايخه ونبهنا على أهمية توقير الشيخ المعلم عند الأخذ عنه وأن على طالب العلم أن يكون في بداية الطلب في معزل عن التجريح والانشغال بالنقد مما ينعكس عليه في الطلبة ويجعله في مؤخرة الركب وبعد المحاضرة كانت الأسئلة من الطلبة والتي كانت ديباجتها من جميع الطلبة أحسن الله إليكم شيخنا الجليل وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على حسن تربيتهم وتأهليهم من قبل أساتذتهم من أهل العلم وبعد الأجوبة والمناقشات رفع أذان العشاء وصليت بهم العشاء ركعتين وأمرتهم بالإتمام قائلا أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر وقد طلب مني بعض المصلين بيان بعض أحكام المسافرين تبيينا لبعض العوام من المصلين وبعدها قام الطلاب والمصلون بالسلام الحار الجياش كاد يبكيني لما أحسسته منهم من فيض المشاعر وصدق المحبة ثم مضى بنا المنظمون للدورة والمشرفون عليها ليرونا بعض المعلقات عن الدورة وأهدافها وتاريخ نشأتها وتطورها وعن سيرة الشيخ العلامة عبد الله بن جيرن رحمه الله تعالى.
540
| 02 يوليو 2014
توقف بنا الحديث في الحلقة الماضية عند الحديث عن الأمر العجيب الذي رأيناه من طلاب جامعة إفريقيا عند دخولنا للمسجد حيث تفاجأت باكتظاظ الجامع في مشهد مهيب لم أر مثله قبله حيث ناهز عدد الطلبة الألف وخمسمائة يتقدمهم بعض مسؤولي الجامعة ونظرا لأن عميد كلية الدراسات الإسلامية فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد الأمين إسماعيل معروف بتميزه في جانب التفسير فقد أحببت أن تكون باكورة لقاءاتي التي سأقدهما لهم تكون في موضوع التفسير حيث اخترت سورة العصر التي يقول عنها الإمام الشافعي رحمه الله لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم وبعد انتهاء اللقاء سلم علينا الإخوة بحرارة وحماس منقطع النظير إنما ينم عن حرص ومحبة كبيرين للعلم وأهله جزاهم الله خيرا بعد ذلك توجهنا إلى دعوة غداء من قبل رئيس الجماعة ونائبه وقد أخذونا إلى القطية وهي عبارة عن القبب الإفريقية القديمة المصنوعة من السعف والأشجار والتي كان بداخلها مقاعد البمبر وهي عبارة عن أربعة أعمدة تربط إلى بعضها بألياف من الشجر وهي مريحة طبيعية وقدمو لنا في البداية المشروبات السودانية الطبيعية مثل عصير الكركديه والتبلدي ثم أعقبوها بحفاوة وإكرام بأسماك النيل كالبلطي بنوعيه المشوي والمقلي الشهي أكرمهم الله ثم أخبرونا عن جدولنا حيث كنا على موعد مع طلاب الدورة العلمية التاسعة عشرة والتي يختارون لها كل عام اسم علم من أعلام الأمة ووقع الاختيار هذا العام كما أخبرونا على الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة وقد وصل عدد الطلبة والمتخرجين من الثانويات العامة وطلاب الجامعات والمشاركين في الدورة خمسمائة طالب ويدرسون في كل فن متنا متخصصا في العقيدة واللغة والفقه والحديث التفسير وغيرها من الفنون والعلوم العربية والشرعية حيث كان البرنامج مشتملا على محاضرة في اليوم الأول عن آداب طالب العلم وقد كلفوني بتدريس مادتي العقيدة والآداب حيث تم تقرير اللامية والواسطية في العقيدة لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وكتب الإمام محمد بن عبد الوهاب الأصول الثلاثة والقواعد الأربع وكتاب التوحيد الذي هو حق العبيد وقد اخترت نظرا لضيق الوقت منظومة اللامية المشتملة على مباحث الصحابة والأسماء والصفات واليوم الآخر كما اخترت القواعد الأربع نظرا لحاجة طلبة العلم في السودان إليها ومع وصولنا إلى مقر الدورة والتي كانت في جامع الشيخ الأمين ؛ أدع الحديث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله
839
| 01 يوليو 2014
وقف بنا الحديث في الحلقة الأولى عند تقديم شراب التبلدي لنا في مطار الخرطوم من قبل الإخوة في جماعة أنصار السنة وقد كان في غاية الحسن ودار حديث لطيف حول شجرة التبلدي وقد وصفوها لنا بضخامة ساقها حيث يدور بها عشرون رجلا لا تكاد أيديهم تلتقي عليها ويستخدم ساقها الضخمة هذه في تخزين المياه وعن شراب التبلدي فقد أخبرونا أنه يحضر من ثمة شجرة التبلدي وتنقع في الماء ثم تصفى وغالبا ما يقدمونها على موائد الإفطار في شهر رمضان المبارك.وبعد الترحيب والتهليل من جميع الإخوة واستقبالهم الكريم بالمطار أقلتنا السيارة للنزل وهو فندق يقع على شارع النيل وهو مشهور ويعرف بفندق برج الفاتح.وفي الطريق إليه تبدت لنا معالم العاصمة الخرطوم حيث مررنا بالجامع العتيق والجامع الكبير وكانت أغلب الوزارات والهيئات الحكومية متجاورة وهذه بادرة طيبة حيث يجد الناس الخدمات متقاربة ومتكاملة وتكاد شوارع الخرطوم خالية ليلا بخلاف الرياض والقاهرة وبيروت والدار البيضاء وغيرها من المدن العربية التي سبق وأن قمنا بزيارتها.ومع وصولنا لاح لنا البرج على ضفاف النيل والذي يلتقي أبيضه بأزرقه بقرب مقرن النيلين والذي يقع عليه البرج الجميل ذو الهيئة الحلزونية وكأنه كائن بحري عملاق قابع على ضفاف ماء النيل. وعند دخول الفندق وبعد حجز النزل في الفندق اعتذر لنا عامل الفندق بعدم توفر غرف مطلة على النيل لزحمة الضيوف والنزلاء وقبل الخلود إلى النوم وبعد الوتر اتصلنا بخدمات الفندق للسؤال عن موعد أذان صلاة الصبح حتى لا تفوتنا الصلاة نظرا للإرهاق والتعب الذي لحق بنا من وعثاء السفر.وعند الصباح الباكر كنا على موعد لزيارة طلاب جامعة إفريقيا العالمية حيث رافقنا الشيخ عبد المنعم صالح وكان طيلة الطريق يحدثنا عن جماعة أنصار السنة وأنشطتها وفعالياتها الكثيرة والمتنوعة بالسودان حتى وصلنا الجامعة وقد توجهنا مباشرة إلى مسجدها وكان الطلبة في انتظارنا والذي ما إن دخلناه حتى رأيت عجبا لعلي أفصل الحديث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
576
| 30 يونيو 2014
بدعوة كريمة لزيارة السودان من سماحة الوالد الشيخ أبو زيد محمد حمزة الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية للمشاركة في تدريس طلاب الدورات العلمية الشرعية التاسعة عشرة لطلاب الجامعات فاستخرت الله سبحانه وتعالى ثم شاورت رفيق الدرب وزميل الطلب الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل ثاني والذي وجهت له الدعوة من قبل الجماعة وقد بدأنا الرحلة بزيارة للمملكة العربية السعودية حيث حطت رحالنا بالرياض لحضور مجلس سماع السنن الأربعة والشمائل المحمدية وقد حضرها مسندون كبار مشهورون في العالم الإسلامي وقد واجهتنا مشكلة في هذه الرحلة حيث تعطلنا بالرياض نظرا لزحمة الطيران لموافقتها لإجازة الطلاب في السعودية ولكون وجهتنا إلى السودان فقد انضاف إلى ذلك كثرة الطلبة والركاب العائدين إلى السودان حتى يسر الله لنا حجزا على شركة طيران تعرق باسم»طيران ناس» وهي شركة تابعة للقطاع الخاص بالسعودية وحينما علم بعض أصحابنا من السودانيين ممن كانوا يدرسون معنا بالجامة الإسلامية بالمدينة المنورة وهم كل من الشيخ عز الدين الأمين موسى والشيخ متوكل أزهري حيث ودعونا بكل حرارة وقد هموا لطيب معشرهم مرافقتنا واصطحابنا لرحلة السودان وقد أكبرت ذلك منهم جزاهم الله خيراوأول ما صعدنا الطائرة وبعد أذكار الركوب ودعاء السفر أخذنا قسطا من الراحة وما هي إلا ساعتان ونصف الساعة حتى أعلن قبطان الطائرة عن القرب من مطار الخرطوم الدولي وكان ذلك في منتصف الليل وكانت سماء الخرطوم منيرة بأضوائها البديعة وعند الوصول وجدنا أسفل سلم الطائرة وفدا من جماعة أنصار السنة يتقدمهم الشيخ عبد المنعم صالح الأمين المساعد لجماعة أنصار السنة ومعه مندوب السفارة القطرية وأدخلونا إلى صالة انتظار الضيوف حيث كان في انتظارنا خطيب السودان الكبير فضيلة الدكتور الشيخ محمد الأمين إسماعيل بايتسامته الطيبة وبشاشته وترحيبه ومعه بعض أعضاء الجماعة كالمهندس مازن محمود ومما لفت انتباهنا تقديمهم لنا شراب التبلدي اللذيذ والذي ندع الحديث عنه للحلقة القادمة بإذن الله.
664
| 29 يونيو 2014
في أول يوم لنا في الدار البيضاء رأينا أن نستفتح جولتنا في ربوع المغرب بزيارة صرحها الأعملاق "مسجد الحسن الثاني"، وكان وصولنا وقت صلاة العصر حيث كنا نستمع للأذان ونحن في طريقنا للمسجد الذي قد تلحظ فيه نوع الإختلاف في تكرير بعض ألفاظ الأذان عن ما تعودناه ، ولكنه نوع من التنوع في تطبيق السنة، فأهل المغرب يعتمدو مذهب السادة المالكية. وعند دخولنا للمسجد كان يقام درس لفت انتباهنا يلقيه أحد المشايخ عليه سماة أهل العلم وهو الشيخ المهدي السيني يلتف حوله طلاب العلم في إحدى زوايا المسجد إلا أننا ومع اقترابنا من حلقة الدرس لم نستطع استيعاب كل كلام الشيخ إلا أنه كان يتحدث عن السيرة النبوية مع ربط أحداثها بقضايا الأمة المعاصرة. وعند دخول الإمام بزي أهل العلم بالمغرب وهو عبارة عن الجلابية المغربية وفوقها رداء مع العمامة أقيمت الصلاة وتقدم المصلين للصفوف ، وصلينا خلف الإمام مباشرة، أثناء الصلاة كان المؤذن يقوم بالتبليغ خلف الإمام، وهو ما قد لا يكون له حاجة في الوقت الحالي مع وجود مكبرات الصوت. وبعد صلاة تقدمنا للسلام على الإمام واستقبلنا بطلاقة الوجه وعبارات الترحيب والبشر، وقد أكبرت المغاربة في إجلالهم لأشياخهم في طريقة سلامهم عليهم حيث يقبلون يد الشيخ احتراما له وتوقيرا. وبعد الصلاة بدأ درس في فن مصطلح الحديث للشيخ الدكتور زين العابدين بلا فريجوهو من أعيان مشايخ الدعوة السلفية بالمغرب. والمسجد يمتاز بمساحته الكبيرة إضافة إلى ساحته المحيطة به والتي ـ كما أخبرنا ـ تمتلئ بالمصلين في شهر رمضان المبارك بصلاة التراويح خلف الشيخ المقرء/ عمر القزابري بقراءته الخاشعة. وسنكمل حديثنا عن المسجد ومشاهداتنا به في حلقتنا القادمة ـ إن شاء الله.
545
| 13 أغسطس 2013
وبعد أسبوعين من المكث في المغرب حل الرحيل وانقضاء رحلتنا التي كانت ممتعة ونافعة بكل جوانبها. وقد غادرنا المغرب عن طريق مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بعد وداع مرفقينا من أهل المغرب، وصعودنا الطائرة حيث أقلعت بنا باتجاه مطار دبي، وأثناء رحلة العودة هذه ، أخذ خاطري يجول حول فوائد هذه الرحلة. فقد زاد يقيننا بفضل الله وتوفيقه لعبيده، فكم من قليل كثره الله، وصغير كبره الله، فقد لمسنا جانب تيسيره في الكثير من المشاهدات والزيارات، فقد ساقنا للكثير من الخير الذي لم نكن قد خططنا له. كما أن لقاءنا بأكابر أهل العلم والاستفادة من علمهم وسمتهم ، مثل العلامتين أبو خبزة والكتاني. وكذلك روح الأخوة الإسلامية التي تربط المسلمين مهما اختلفت بلدانهم وعاداتهم ولهجاتهم، فكنا كثيرا ما نشعر بهذا أثناء لقائنا بالناس في المساجد والأماكن العامة، وما ذلك إلا مصداق لحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". كما تعرفنا على الكثير من جوانب التاريخ الإسلامي، فزائر المغرب يشاهد حاضرة من حواضر الإسلام، وكذلك يلمس التأثير البين بحضارة الأندلس وامتداد تأثيرها. وبعد وصولنا إلى مدينة دبي أخذنا قسطا من الراحة في أحد الفنادق القريبة من المطار، أقلتنا الطائرة إلى ديارنا وأهلنا بالدوحة: تم الكلام وربنا محمود وله المكارم والهدى والجود وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الرب ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
404
| 08 أغسطس 2013
قبل مغادرة المغرب واختتام رحلتنا كان لزاما أن نزور المكتبات العلمية، فزرنا بعض دور الكتب، من ضمنها مكتبة دار السلف الصالح بالدار البيضاء، ومما اقتنيناه بعض كتب العلامة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي مثل كتاب "الدعوة إلى الله" حيث تحدث فيه الشيخ عن حياته الدعوية والعلمية في أنحاء المعمورة، ورده على التجانية وغيرها من الفرق. ومما اقتنيناه كتاب "جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة" للدكتور إبراهيم التهامي، وقد تناول فيه المؤلف جهود العلماء في تنقية العقيدة والدفاع وإبراز دور علماء المغرب بشكل خاص. وكما لم ننس أن نهدي مرافقنا الأخ حسن بعض الأشرطة والختمات القرآنية لكبار القراء مثل الشيخ السديسي والشيخ الشريم والشيخ المعيقلي. ولا يفوتنا أن نذكر الأستاذ الموساوي بهديته القيمة وهو كتاب لشيخه عبدالسلام الخرشي بعنوان "فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة". كما كنا قد زرنا سابقا المكتبة الوطنية بالرباط والتي كانت تسمى بـ"الخزينة الحسنية" وتوجد نفائس خزائن أهل العلم مثل العلامة المجاهد الشيخ ماء العينين، والعلامة الشيخ عبدالحي الكتاني. ويعود تأسيسها إلى عام 1920م وتضم الكثير من نفائس كتب أهل العلم خاصة المغاربة منهم. وكذلك أثناء زيارتنا لجامع القرويين بفاس حاولنا أن نزور مكتبة الجامع العريقة ولكن نتيجة لعدم حصولنا على التصريح الرسمي لم نتمكن من ذلك. ونكمل حديثنا في الحلقة القادمة إن شاء الله، وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
492
| 07 أغسطس 2013
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3906
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2253
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2160
| 04 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
1617
| 05 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1317
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
1002
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
972
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
972
| 05 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
921
| 09 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
879
| 03 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
876
| 06 نوفمبر 2025
الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...
834
| 07 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية