رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الحجّ رحلة باتجاه مساقط النور

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحجُّ رحلةُ عُمرٍ مُنْتَظَرَةٍ، يَنْفَتِحُ سبيلُها في النفوسِ منذُ البواكيرِ تَوْقًا وتطلعًا. شجَنًا وحنينًا. لهفةً ولوعةً، اشتياقًا جارفًا. وغرامًا وهيامًا وصباباتٍ لا تعرف الانطفاء.الحجُّ عودٌ على بدْء. سَفَرٌ إلى موطن الانبعاث باتجاه الجذورِ والأصولِ. لتعزيز التجذر وتأكيدِ الصلة والتواصل. رحلة إلى حيثُ تأسس الوجودُ وتَعَيّنَ السَّبيلُ، وتحدَّدَتِ الوِجْهَةُ وتأكدتِ الهوية، وامتازتِ الذاتُ المُسْلِمَةُ. حيثُ ارتفعَ البنيانُ. وتحددتْ صِبْغَةُ الإنسانِ. وأُعْلِنَ عن بزوغِهِ مفطورًا على الربانية، والحنيفية السمحاء {فِطْرَةَ الله التيْ فَطَرَ الناسَ عليها}. هناك حيث اكْتَسَبَ الصِّفَةَ والنَسَبَ والانْتِمَاءَ، والتسميةَ الأبديَّةَ الخالدةَ.الحجُّ حلمٌ مستطاعٌ لمن مَلَكَ الحُبَّ الصادقَ. والرغبةَ الخالصةَ. والشغفَ المتأججْ.. رحلةٌ متأتيةٌ لمن أرادها بما يكفي من استعدادِ الروحِ قبل كلِّ شيء.نُوْلَدُ مشدودينَ إلى الكعبةِ بعرى لا تنْفَصِم. تنْعَقِدُ عميقًا في العقل والقلب. تتملَّكُ الوجدان..في الحجِّ.. نحنُ لا نرحلُ بعيدًا. نحن نرحلُ داخلنا. نتجهُ صوبَ أقرب نقطةٍ إلى أرواحنا. نَقْطَعُ المسافةَ داخلَ الروحِ. عبرَ المعالمِ الأكثر دلالةً على الوجودِ الحقِّ. نسافرُ باتجاهِ البيتِ الذي يسكننا ونسكنه. نَفِدُ على الكعبةِ التي تحتضِنُنا كل صلاة. نَفِدُ على مكةَ. مَهْبِطَ الوحيِ والرسالاتْ، نأوِيْ ونؤُوبُ إلى أشرف وأسمى المناطقِ قداسةً وطُهْرًا، ودفئًا وحميميةً.. إلى أرحبِ بيتٍ يسع الإنسانية. حيثُ تتدفقُ ينابيعُ الحكمةِ والهدايةِ. وتنسابُ أنوارُ النبوة. وتُسْتَعادُ مواسمُ البِذارِ. أولُ الفصولِ الخُضْرِ مُذْ عانقَتِ الأرضَ السماء. هناك حيثُ يسردُ القرآنُ الكريمُ الروايةَ، ويحكيها الحجُ مشهدًا إثرَ مشهدْ. هناك حيثُ ترى مكانك ومكانَتَك في تاريخِ الوَحدانيّةِ الممتدِّ. حيثُ تستعيدُ أحزانَكَ وأشجانَكَ وإيمانَكَ.. تقْصِدُ ربكَ. وتستقرِئُ دربَكَ. وتُجدِّدُ حبكَ.. تنبعثُ الذكرياتُ. وتنْثالُ المعانيْ داخلك.. ومن قلبِ المكانِ المسكونِ بروحِكَ ورائحَتِك. المَوَّارِ بالأسرارِ الإلهيةِ. المُشِعِّ بِوَهَجِ البدايات..ما إن يحتويك بيتُكَ الكبيرُ، أنت وأمتَكَ الكبيرةَ حتى يلوحَ أبوالأنبياءِ إبراهيمُ عليهِ السلامُ، "أبو الضِيفان"، في مشاهدَ حيةٍ متتاليةٍ يعكسها القرآنُ بتفاصيلها الدقيقةِ. في ذاتِ المكانِ الذي تقِفُ عليهِ لترى ابْنُ منْ أنتَ. وعلى أيِّ سِرٍ تَقِفُ. ومِنْ أيِّ سماءٍ تتَحَدَّرُ. وإلى أيِّ أنوارٍ تنتميْ. وبأيِّ وشيجةٍ تتصلُ. وعلى أي دربٍ تتعهدُ مواصلةَ السيرِ. ملبِّيًا، حامدًا لله، شاكرًا، طائفًا، ساعِيًا. راكعًا، ساجدًا. ممجدا لله. مترسمًا مقتفيًا آثارَ الخُطَىْ الهادرةَ علىْ ذاتِ السبيلِ، مؤكدًا حضورَكَ كشاهدٍ في مسيرةِ الإيمانِ والفداءِ والتضحيةِ. مسيرةِ التوحيدِ الإنسانيةِ الظافرة.الحجُّ رحلة في عوالمِ الروحِ الفياضةِ بالرحماتِ. والسَّنَىْ القُدْسِيِّ الدَّفَّاقْ.. خَفْقُ أفئدةٍ تطيرُ مندفعةً بقوةِ الأشواقِ العاصفةِ. لتهوي من شجنٍ في الأعالي. منجذبةً بأشدِّ ما يكونُ الانجذابُ، إلى صدرِ فِردَوْسِها الحبيبْ. منغرسةً في التربة الأمِّ كي تواصل النماءَ والعطاءَ والتجدُدَ، مذ أسكن الخليل غراس روحه، داعيا: {ربنا إني أسكنْتُ من ذريتي بوادٍ غيرِ ذِيْ زرعٍ عندَ بيتِكَ المُحَرَّمِ، ربنا ليقيموا الصلاةَ فاجْعَلْ أفئدةً من الناسِ تهوي إليهم وارزقهم مِّن الثمراتِ لعلهم يشكرون}.ينشدُ أبونا إبراهيمُ الإنسانيةَ الخصبةَ. وَفْدًا ورِفْدًا للبَذرَةِ السماويةِ التي أسكنها الواديَ الجديْبَ، بكل ما تحمله {أَسْكَنْتُ} من معانٍ ودِلالات. تُجَافِي الوَحْشَةَ والإقامةَ العابرة.. كانتِ السكينةُ والطُّمأنينةُ تنبعثانِ من الجِوارِ {عند بيتِكَ المُحَرَّمِ}. وكانت الرسالةُ والمهمةُ الجليلةُ مقدمةً على طلبِ إعانتهم. وكان أنْ تَلاَزَمَ الخيرُ أبَدَ الآبِدِيْن.. {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} هنا تتكاثفُ دروسٌ كِثار وتَهْطُلُ أسرارٌ غِزَار.يا الله.. طِرْ بِفُؤادِي إليكْ.. خُذْنِي مِنْ جَدْبِ وُجُوْدِيْ. مِنْ قَحْطِ أيَّامِي.. خُذْنِيْ من هَذَا القَيْضِ الَّلاهِبِ، من عطشِ الدربِ.. من ظمئي الممتد.. ارفعْ مكاني ومكانتي عندك.. أرِنِي وِجْهَتِي إليك.. اجعلنِي مُسلمًا لكَ ومن ذرِّيَّتي.. إنك أنت التواب الرحيم. خُذني من جسديْ المشدودِ إلى الترابْ.. اجْعلني في أفئدةٍ من الناسِ تهوي إليك حُبًا وخصبًا.. اجعلني مطرًا يسَّاقَط في ذاتِ النهر.. أنبتني زرعًا يُحيِيِ الأرضَ ويورقُ في قلبِ الإنسانْ.. بَوِّئْنِي من هذا البيتِ. مكانًا يؤويني من ظُلمِ الإنسانِ ومنْ إثمِ الشيطانْ.. يسكُنُنُي في قلبِ المعنَى قريبًا منكَ. وإليكَ، قريبًا من آباءِ الدربِ الوضَّاءْ.. طَوِّفْ بي في كلِّ سماءٍ. تسطعُ فيها الروحُ. ويجْنَح فيها الإنسان.

906

| 07 سبتمبر 2016

"عمران" وجرح الصورة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قد تبدو الحقيقة قاسية موجعة وصادمة وأثقل من أن تتحمل, لكن تبعات إعلانها ونشرها مهما آلمت تظل أقل بكثير من تبعات إسكاتها وإخفاءها أو التقليل منها. تقف الصحافة ووسائل الإعلام بين خيارين مربكين: بين مراعاة الحقيقة ومراعاة الجمهور, وهو موضوع سجال إعلامي استعصى على الحسم. وفي مواجهة قلق التأثير يرى البعض أن الواقع يبرر خيانة الواقع, يبدو الأمر لعبة إرضاء لمستقبلٍ ومشاهدٍ مستريح لا يريد ما يتلف أعصابه, ويفسد دعته وينغص باله, لا يريد ما يحزنه ويبكيه ويضاعف العبء على حسه البارد ومشاعره الواهنة. ما يبث من حقائق ووقائع فاجعة تؤثر فينا دون شك, تدمينا وتجرح مشاعرنا, تسكننا عذاباً ملازماً ليل نهار في اليقظة والنوم, تخلق ردات فعل متضاربة, ما نراه ونشاهده قد لا يروق أو يسر أحياناً وقد يضعنا في دائرة التعاسة. الحديث عن التأثيرات السلبية والإيجابية لنشر المعلومات والحقائق قد يبدو ملتبساً ومظللاً لاسيما حينما يتعامل الجمهور مع نفسه كضحية أخرى للمادة المعلنة والمنشورة. المجازر والفظاعات التي تقترف بحقنا في سوريا واليمن والعراق مثلا هي أقل من الخبر والصورة وما ينشر ويبث من مشاهد القتل والتدمير لا يعكس بشاعة الجرم ولا يحيط بكامل المأساة. ما ينشر لا يتقصى التفاصيل الذابحة, لا يلم بوحشية الفعل ولا يستنطق الجراحات المكبوتة، إن أقل ما تهدف إليه الصور الدامية وضع الرأي العام المحلي والعالمي في صورة ما يحدث إن التخفيف من بشاعة الجرم بدعوى الإشفاق على المشاهد الكريم جناية أخرى في حق الضحية محاباة غير منصفة للقتلة إشفاق يشمل السفاح بكل تأكيد. وإن القول أن في ذلك مراعاة لأهالي الضحايا فيمكن الإجابة عليه بأن كثيرا من تلك الجرائم لا تترك أهلا كي يأسوا أو يحزنوا. إن مهمة الإعلام الحر وضع الجميع في قلب المسؤولية عبر نقل المعلومة وعرض الصورة بمنتهى الدقة والأمانة. الاجتزاء والانتقاء والتعامل الإعلامي مع مجازر وجرائم بهذه البشاعة التي رأيناها مؤخرا في مشهد الطفل السوري "عمران" باعتبارها سلعة خاضعة لمتطلبات السوق ورغبات المستهلك أمر يجافي القيم والمبادئ والأخلاق وربما يجعل منا قتلة آخرين لكن بوسائل وأدوات مختلفة . مهمتنا كإعلاميين التنوير لا التزوير واجبنا إبقاء الوعي العام في حالة يقظة وانتباه, ومسؤولياتنا الوصول بالمشاهد إلى أن يدرك أنه مشروع ضحية, قتيل وضحية محتمل مكشوف في مرمى القتلة، وأن عليه القيام بدوره في حماية ذاته ووطنه من هذه الويلات، ومساعدة هؤلاء الضحايا وتقديم العون لهم والدفاع عنهم بكل الوسائل المتاحة. من المهم التحديق جيداً في هذه الرؤوس الغضة المحروقة والمثقوبة بالرصاص هذه رؤوسنا العالية المسكونة بالأحلام الفتية الملونة, حدقوا في وجوه أوطانكم وهي تقطر دماً وكبرياء, تأملوا قبح قاتليكم, انظروا أي دمامة تحيط بكم. إن الذين يتحاشون فجيعة الصورة ورعب المشهد لا يريدون مواجهة الحقيقة, ومغادرة الوهم, يفضلون البقاء بعيداً عن الألم. مازالت الصورة صرخة المظلومين والمضطهدين في كل مكان. ولقد كانت مفجرا لكثير من الأحداث والثورات، وسببا لكثير من التحولات الكبرى في حياة الشعوب والأوطان. كانت صور الجنود الأمريكيين القتلى في فيتنام سببا في تحرك الشارع الأمريكي لإيقاف الحرب في فيتنام في ظل رئاسة "نيكسون" وكانت صور الفلاحين الذين اغتيلوا أيام حكم بينوشيه ودفنوا في مقابر جماعية مادة حارقة آثار اكتشافها الشعب التشيلي ليخرج إلى الشوارع قدس ثورة كاسحة ضد الجنرال المستبد وكانت صورة "محمد الدرة" أيقونة مرحلة فارقة قي نضال شعبنا الفلسطيني ضد المحتل. وكانت صورة "بوعزيزي" في تونس فاتحة اشتعال الجسد العربي الكبير المتأجج تحت رماد القهر والبطش والقمع منذ عقود.

490

| 31 أغسطس 2016

الخطيئة صالح

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان بإمكانه أن يختصر معاناته. وألا يبالغ في الافتضاح. كان في وسعه أن يحرمنا من هذه الفرجة. مشاهدة عروضه الأخيرة المسفة الغبية. كان بمقدوره أن يخفف عنه وطأة الشماتة. خسر صالح امتيازات الرحيل المبكر. أهدر فرصة السقوط دفعة واحدة وبأقل خزي ممكن. رؤيته يتلوى لأطول فترة ممكنة أمر منصف. بعد هذا العمر المديد من الانتفاش. أن تراه مستجديًا ضحاياه. متسولًا إشفاقهم. مشتريًا ساعة احتشاد تكفي لالتقاط بعض الصور وإجراء حوار بائس يعاود فيه دلق خيباته وذكر خطايا الآخرين في حقه، في مطالبتهم بالتغيير واستعجالهم رحيله رغم زهادته في الحكم. لهذا يطيل أمد معاناتهم على هذا النحو كعقاب مستحق. لم يعد لديه من يؤدي المهام الحقيرة. لذا يقوم بها بنفسه. هذا رجلٌ خطر. الاقتراب منه فضيحة يكلف مخدوميه الآن اقتراف خيانات لا يمكن تبريرها. جرائم لا يمكن مكافأتهم عنها. يختار صالح الرحيل مثقلًا بكل الآثام والمخزيات. وفي صراعه اليائس من أجل البقاء، استنفد حيله كاملة: خبراته الشائخة في الكيد. ألاعيبه المستهلكة. خدائعه الصغيرة. خطاباته البلهاء وأحاديثه المكرورة. وبقايا الدولة التي صنعها لنفسه كي يحارب بها البلاد والعباد. ويهدد الآخرين صالح عبءٌ كبير على اليمن وعلى المجتمع العربي والدولي. يقين عام انحسم باكرا. لم يكن لأحد أن يشارك في إطالة أمد هذه الخطيئة. وما زال مذ كان مشكلة اليمن الكبرى المستعصية على كل الحلول والمعالجات. عاقبت نفسها اليمن بما يكفي بطول الصبر عليه. وقررت في فبراير ٢٠١١م أن تعتذر لذاتها. بالثورة الشبابية الشعبية السلمية. تمزقت الصورة الشائهة سقطت عقود الهوان. استعاد الشعب روحه كاملة. استعاد صوته. صورته. نبله. أغانيه. أمانيه أحلامه البيضاء المجنحة. أشواقه الرفرافة. استعاد وحدته. دفئه. حميميته. حسه الغامر بالحياة. أشواقه الفتية حضوره الكريم. عنفوان العصور وأمجاد الحقب التليدة. تدفقت اليمن كل يوم مسيرات هادرة. بحماس ثوري متصاعد. مليونية. إثر مليونية تحسم أمر رحيل صالح. تكنس ما تبقى من قلق الشوارع ومخاوف الأحياء. تنزع ما يسكن القلوب والجدران من محاذرة وتردد. وقف اليمن الحي في مواجهة ماضيه الميت. خرج الوطن الغض الفتي الشاب في مواجهة أمسه الشائخ المهترئ. كان صالح قد اتخذ من ميداني "التحرير والسبعين " بصنعاء ساحتين رئيسيتين لتحشيد مستلبيه ضد مصالحهم في التغيير بحثا عن مشروعية جماهيرية ساندة تقيه النبذ والمقت العام. وما زال تحشيد السلطة للناس للخروج ضد حقوقهم وحرياتهم وكراماتهم من أبشع مهازل الحكام الآيلين للسقوط. هاهو صالح يعاود مع الحوثيين استثمار كل العاهات والتشوهات التي صنعها في حياة اليمن واليمنيين. وهاهو يواصل الإمساك بخناقهم بقدر ما تركوا مصائرهم في يده.

609

| 24 أغسطس 2016

صنعاء

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان قَدرُ صنعاء أن تتحمل تبعات ثقلها ومكانتها ودورها المركزي خلال الأعوام الخمسة المنصرمة، حيثُ مثلت المركز الأكثر احتداما وتفجرًا لكونها الحاضن الأكبر للقوى والنخب الفاعلة بتعدد اتجاهاتها وهو ما جعل حالة التدافع على أشدها، فتحولت إلى ساحات صراع واشتباك واحتراب، وهو ما أحدث الكثير من الدمار والخراب والجراح العميقة الغائرة في جسد المدينة وروحها. إن أسوأ ما تفعله الصراعات والحروب بالمدائن هو استهداف جوهرها، وقتل روحها، ونسف طاقة الحب فيها، وخنق ذائقتها الجمالية تحت دخان الحرائق وضرب كل بواعث الأمن والسكينة وإغراقها في بحر الفوضى والدمامة وتحويلها إلى مسرح دائم للرعب والشرور والنقمة. غير أن صنعاء رغم كل شيء تحمل أبدًا في أعماقها الكثير مما يعين على تجاوز شروخ الزمن. صنعاء بعراقتها وأصالتها ورمزيتها التاريخية وأسرارها قادرة على مدنا بمخزون هائل من الطاقة لإحداث فرق كبير على صعيد الجوهر والمظهر. من المهم استنفار روح التحدي والإصرار على الحياة في قلب صنعاء المكان والإنسان وإعادة صنع حالة من اليقظة الملهمة من خلال استنطاق ذاكرة المدينة التي قاومت الأزمنة وعبرت كل الصراعات والحروب دون أن تتصدع أو تندثر ودون أن تفقد جمالها الخاص، ظلت عصية على الزوال، تنكسر على صدرها الحوادث والخطوب وهي واقفة متحدية، حاضنة عشق وجمال، مدينة جامعة ترى فيها اليمن صورتها البهية. من المهم الشروع في كنس الأدواء والشرور التي أخذت تتراكم في الأعماق، والقيام بحملات وطنية جادة وصادقة لترميم تصدعات العقل والوجدان ومعالجة ما لحق بالضمير من التشوهات، ثمة رمزيات جامعة لصنعاء يجب استدعاؤها في هذه المهمة الجليلة، نملك مخزونًا هائلًا من الروح والحكمة والحب وكل ما يكفي لنواجه كل مظاهر العنف والسلاح والانفلاتات التي تسمم الحياة وتفسد فضاء المدينة، نحتاج وعلى نحو ملح إعادة بناء وتشييد ما تخرب من الحس الجمالي الخاص والعام، والدفع بكل ما تنطوي عليه المدينة من مخزون الصحة والعافية والرهافة والحب والوداعة والسلام وكل ما لها من قوى دافعة هادية ومربية لصنع انتباهة فارقة وحالة جديدة مجاوزة يستجيب فيها السلوك لبواعث الروح ويتلازم فيها التغيير ما بين الداخل والخارج. نحتاج بلورة خطاب إعلامي وثقافي واجتماعي يؤسس لوعي جديد وحس مشترك يؤكد على مسؤولية الجميع في التحرير والتغيير والبناء والعمل من أجل ترسيخ القيم والسلوكيات المدنية والحضارية، وحشد المثقفين والصحفيين والأدباء والكتاب والإعلاميين والفنانين والسياسيين والأندية الرياضية ومنظمات المجتمع المدني لأداء دور فاعل في هذا الاتجاه. من المهم التأكيد على "أنسنة" المدينة واستدعاء كل رمزياتها الدينية والثقافية والأدبية والفنية والتاريخية والحضارية ومواريثها الإنسانية الجامعة، وبناء علاقة إيجابية متينة دافئة وحميمة بين المواطنين ومدينتهم يتأكد فيها الارتباط ويتعمق الشعور بالمسؤولية المشتركة في الحفاظ على العاصمة معصومة من كل الشرور، آمنة، ومستقرة، ومتعايشة، ومتآلفة، ونظيفة، وخالية من التشوهات ومظاهر العنف والفوضى والجريمة والسلوكيات الخاطئة. في العدد 158 من مجلة "تراث" الصادرة عن الإمارات استوقفني معجب الزهراني الكاتب والأديب السعودي الشهير في "جماليات" يكتب عن صنعاء أخرى يحبها بشغف وافتتان. صنعاء أخرى لا يراها كثيرون ممن أفسدت الألفة علاقتهم بالمكان. لقد نال الحوثيون من صنعاء أكثر مما نال الزمن. وعمل صالح على تحويلها إلى مخازن سلاح ومعسكرات خانقة عبر عنها أحد الشعراء بقوله "وفي القلب ما يشبه الثكنات وخلف الضلوع معسكر". وهي الآن تتطلع برعب إلى خلاص لا يكلفها ما تبقى من الحياة. وعلى أسوارها تتردد أبيات شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني : أصنعاء لكن متى تأنفين يقولون قد كنت يوما منيفهة متى منك تمضين عجلى إليك ترين اخضرار الحياة الوريفة أمن قلب أغنية من دموع ستأتين.. أم من حنايا قذيفة؟

711

| 17 أغسطس 2016

اليمن والملهاة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ينجز التاريخ الحاكم والمحكوم في اليمن ثاراته.. الضحايا مع الجناة ضد الضحايا.. ضحايا صالح كلهم، وصالح نفسه وقد صار ضحية للجميع، ينجز القهر ملهاته الكبرى ويعاود القاهر انبعاثه في المقهور الضحية الجلاد والمظلوم الظالم. أتذكر مقولة إدوارد سعيد عن الشعب الفلسطيني "تكمن فرادتنا في كوننا ضحايا الضحايا". الآن الحوثية تقتحم وعينا بفظاظة فارضةً حضورها قسرا على الوعي العام دونما ممانعة. كلنا نبدي استعدادا لترسيم هذه البشاعة ضمن الخارطة الوطنية كوجود كلي متعين على نحو حاسم، الكل مستغرق في الاشتغال على هذا الظهور الطاغي المكتسح المجاوز للتوقع، وهذه الصور المجافية للتصور حالة غرائبية ملفقة زائفة لا تعكس أبدًا حقيقتها على الأرض. مدائننا لم تسقط يا قوم، ومتى كانت هناك مواجهة كي نقول إنها سقطت.. مدائننا سلمت بفجور سافر كما تم تسليم المعسكرات ومؤسسات الدولة. الحوثي مجرد أداة متعهد ثارات ووكيل خيانات عابرة للحدود، وصالح الآن صار هو الأخير أسير أدواة انتقامه. عمليات تسليم كبيرة وكثيرة حدثت على مستوى الروح والعقل وعلى صعيد القرار مهدت لهذا الإذعان الجمعي الفاضح. أخاف الآن من هذا التداعي لترسيخ هذه المهزلة التاريخية المهينة، أخشى أننا نسدد في اتجاهات خاطئة بينما ينسل الشيطان بعيدا. تبدو عقولنا قابلة للاقتحام، أقل تسويرا من المدائن، يمكن اقتحامها والعبث بها والقفز عليها بسهولة.. لا سياجات حامية للوعي والوجدان. تنهار مقاومة العقل اليمني دفعة واحدة إزاء هذه الجائحة الثأرية الشوهاء الهابة من خارج الزمن. الجميع في غاية الاستسلام في منتهى التصديق، إيثار تام للخضوع، إذعان عدمي لكل شيء، لا يتطلبون الكثير من الحقائق ليؤمنوا أو يكفروا ولا يبدون شكا أو ارتيابا بسوى ذواتهم. من المؤسف أن نتلقف كل هذا الهراء ونقره ونسارع لتأطيره معرفيا وسياسيا ضمن سياقات لا معقولة. نرتكب أخطاء قاتلة في إعطاء الحوثي هذه الهالة المرعبة، في حين أنه مجرد أداة لا أكثر. أظن أن الحديث سيأخذ أبعادا أخرى حين يعتمد تجريد الحوثي من هالته تلك ويقزمه في الوعي العام، وبالتالي يستنفر مقاومة الناس له، ما نفعله عكس ذلك تمامًا، وهذا أمر ضار جدًا ويعكس استجابة مرضية للخوف والتسليم. يبدي الحوثي اغتباطا قاتلا بأداء دور الفاتك المستعد لتقديم كل الخدمات القذرة لزبائن الداخل والخارج بما فيها استخدام اسمه وشعاراته ومظهره في اقتراف الجرائم والانتهاكات وكل صنوف الرذائل والأعمال الحقيرة الصادمة. يحسب الحوثيون أن هذا يخدمهم ويكاثرهم ويقوي شوكتهم ويعاظم سطوتهم ويرفع من صيتهم وصوتهم ووزنهم في الناس.. ومتى كان الشيطان متبرعا بالمجان. كل هذا سيرتد على الحوثي نقمة وثأرا وكراهية وعداوة ولعنات كفيلة بتحويله إلى طريدة لكل اليمنيين بما في ذلك مستخدموه الذين سيكونون أول المطالبين بتسليمه للعدالة. اليمن أكبر وأرفع من أن يُركّعها الأوباش.. كتب لي زميل باكرا في لحظة اختناق وحيرة عن أهمية تبني خطاب وطني عام يتصدى للتوجهات العنفية ويفند الأفكار الملغومة التي تعمل على تفجير المجتمع ونسف لُحمته وإشعال الصراعات وإثارة النعرات والعصبيات، وأجبته: ما تقوله يحتاج إلى عقود على الأقل. تفكيك الفكر والعقيدة وإعادة صياغة منظومة الأفكار والتصورات وغرس قيم المواطنة وتكريس حالة من الانضباط السلوكي العام، أمور تقتضي ثورة شاملة سياسية واجتماعية وثقافية وتغييرا جذريا في بنية النظام الحاكم بحيث يتبنى هذا كله. هذه قضايا نضالية مفتوحة، ولسنا في وضع يعين على القيام بكل هذا الذي تطرحه، وهو في غاية الأهمية بالطبع، لكن الأولوية في اعتقادي لتدشين خطاب عقلاني متسامح عاطفي، ربما يذكر بالذات اليمنية الواحدة ويفتح الأفق لكثير ممن حشروا ضمن هذا النسق العدائي العنيف لكي يغادروه. المهمة تطل صعبة بالنظر إلى الشحن الذي مارسوه ويمارسونه وللأعمال التي يقومون بها على الأرض، وبالنظر إلى مآلات الصراع أخشى أن الوقت لم يحن بعد لخطاب كهذا، فلا تزال المعركة تدور، ولا يزال القوم على تصميمهم، ولا يزال لنا في المواجهة رجال مات رفاقهم أمام أعينهم وجرحوا ونزفوا، ولا يزال الموت يترصدهم في كل منعطف، وهؤلاء لهم حساسية مفرطة تجاه أي خطابات واهنة تتملق الشرور المدججة وتستدعي الجنون بمنطق وعقل أخشى أن الوقت لا يزال بعيدا على تليين الخطاب وتغيير النبرة.. قال تعالى: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"، وهذا كاف لكي ندرك أن طلب السلم يجب أن يأتي من الطرف القاهر لا المقهور.. من الباغي لا المبغي عليه، قال "إن جنحوا" وفيها خفض للكبرياء وكسر للغطرسة. يجب أن لا نخذل من يقاوم الآن.. هذا أهم ما لدينا.

471

| 10 أغسطس 2016

عداوات فائضة عن الحاجة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لسنا أهلا لكل هذه العداوات، نحن أقل من أن نتحمل أو نقدر على المواجهة. أعداؤنا دائمًا أكثر منا وأكبر من الطاقة والعزم. فائضون عن الحاجة وإن كانت "أم الاختراع" فإن أسوأ ما تخترعه العداوات التي لا حاجة لها. اصطناع الأعداء بطرُ أقوياء مترفين. أصحاب سطوة ورغبات مسيطرة لكن العداوات في مجتمعاتنا صنعة مهزومين بلا انتصارات يكاثرون العداء لتقليل الهزائم وتبرير الاستقالة من حياة الظفر. للمجتمعات الكسيحة خطابات مفتولة العضلات لا تدري من تناطح. خطابات لا تبدو فقيرة متقشفة كواقعها. تدعي ما لا تقدر على فعله أو تقوى عليه. تخترع الرضا عن قعود الحال بكثرة الساخطين غير الراضين. تهرب من مساءلة الذات الخانعة إلى إدانة الآخر المقتحم بل وإلى اتهام كل ما هو خارج المكان والزمان. من لا ينهض بنفسه وحياته ويقوم بواجبات إنهاض واقعه لا يجدر به معاداة أحد. نعرف من أين يبدأ التغيير وندرك أين نحن منه ما زال التغيير أحلامًا مجهضة. رايات منكسة. مشاريع فشل وركامًا من محبطات. ما زال التغيير تاريخًا من انتكاسات وهزائم كبار وخبط في المتاهات بحثًا عن كل شيء ضاع أو سقط في الطريق. التغيير يبدأ من حيث نستطيع دفع كلفته ولدينا من التخلف والفقر والاستبداد والفساد ما يوجب المجاهدة وادخار الجهد. كانت آيات القتال والحض على جهاد العدو تتنزل والمسلمون يخوضون معارك التأسيس للحياة الجديدة. حياة الإيمان الحرية والعدل والخير والجمال. كانت الأحاديث الدافعة قادحة لمزيد من شرارات الأرواح المشبوبة. نحن متبطلي الزمن الأخير، "حُمُرٌ منبتّة"، ذباب على مؤخرة الوقت. لم نعش كي نموت، ولم نمت لكي نعيش. لم نخض بعد معركة وجود وكرامة. لم نحارب لكي نكون. لم نثبت جدارةً ولا استحقاقًا للصدارة. تضخم الخطاب المعادي في مجتمعات ينخرها العجز، دليل مرض. واقعنا الضحل لا يسمح بكل هذه العنتريات. يكفينا ما نحن فيه. لا فائض قوة ولا مال ولا صدق حال ينهض بنا لأبعد من الحفرة. أيسر شيء أفعله حين لا أراني أن أحصي أعدائي. ما أكثرهم. "إبليس. الدنيا. نفسي. الهوى" أمريكا. أوروبا. إسرائيل. الأنظمة الحاكمة. العملاء. الكفرة. المنافقون. والإرث الباقي من أعداء الملة. الرافضة. النواصب. الباطنيون. القرامطة. الـ..... الـ..... الـ...... قائمة بالغة الدسم تنم عن هوس وإدمان يشعر الذات الضائعة بنشوة حضور متوهم في صورة العداوات الكثيرة. مشدودٌ أنا إلى حيث لا أجدني. موزعٌ ما بين الجبهات. لي في كل قبر عدو وفي كل دغل إغارة. أطارِد المروق في بطون الكتب والأسفار. أخوض كل بحر مختلف. أجرّح الرجال. أطاعن الأقوال. معارك في كل اتجاه غير قابلة للحسم تستنفد - عبثًا- الروح والجسد. تبتلع الأعمار. تلتهم العقول. تباعدنا عنا وعن العصر وتحدياته الحقة. ثمة قائمة أعداء أكثر قربًا وواقعية لا ترِد -عادة- في خطاب العداوات الأثيرة لمحاربي الزمن الأخير ربما لأنها في نظرهم من سفاسف الهموم. هذه قائمة الراحل "محمد حسين هيثم" في رائعته "مات عبدالعليم" والتي أرخ فيها لموتنا سيرة جنائزية ضاجة بالموت اليومي الطازج في البلد الميت حيث تتكاثف المذلات ويبدو العدو المقنِع لإفراغ فائض الحياة: "كان يحصي المذلات .. أعداؤه ثلة: رجل غامضٌ في الجريدة، والعسكري، وهذا الغراب الذي فوق ناصية البيت، بقال حارته، بائع اللحم، وابن المؤجر في أول الشهر، ثم المؤجر في كل رشفة ماء، وذو الراحة المستطيلة، والجار، والمخبر العسلي، وهذا المدير الخشب". يا قوم من ذا يعبئ الأموات للحروب؟ من ذا يدعو الفقراء المغلوبين للقفز فوق أرواحهم المهزومة وواقعهم المهين ومعاداة الكون والكائنات؟ هذا الخطاب في جوهره يتملق الضعف. يخلع عليه نوعًا من التمجيد والقداسة باعتباره ناجمًا عن علو منزلة لا تحتاج إلى برهان. لا تستغرب ما أنت فيه. "عدت غريبًا" أنت مهزوم لأنك حامل دين منتصر ومحارب. لأنك عربي، من أمة غالبة. أعداؤك كثر يتربصون بك الدوائر. مغزوٌ أنت على كل حال. هدف للمؤامرات والمكائد والدسائس. هكذا تنحو تلك الخطابات. بمختلف أطيافها، وأنا هنا لا أنزع عنها المصداقية كحكم قيمة لكني أحاول استنطاق الواقع كما هو، لا كما تعبر عنه تلك الخطابات التي عادة ما تنزع نحو المباشرة والتهييج العاطفي والأحكام التعميمية الجاهزة التي ترضي كسل وعجز الخطيب والمخاطَب، وواقع الخطاب. أسأل، بعيدًا عن الاستعداء، هل نرى واقعنا انتصارًا للدين وللتدين؟ هل ننتصر حقًا في حيواتنا للدين أم نلحق به الهزيمة تلو الهزيمة؟ هل يجدر بمدنسين لا يترددون في الاعتراف بخيانتهم لمبادئهم وقيمهم وتواطئهم على خذلان أنفسهم وتقبلهم العيش كجزء من الفساد المبرر؟ هل يجدر بنا ادعاء الاحتشاد لحروب أكثر قداسة؟ نسيء لأكثر الرايات سموًا حين نحاول رفعها دليل سمو فوق ركام من الأكاذيب والحقارات المطمورة بعناية. كيف أتبع هذا الشاهر سيفه باتجاه أمريكا وهو مقفل على نفسه الباب "يرفس" داخل خطاب مغلق، عالمه مسيجٌ بالهواجس. ضيقٌ كفهمه. كرؤيته. لا يكاد يجاوز المسجد والبيت ورباط الدرس؟ كيف أقاتل خلف محاربٍ قديم يدعو للعداوة أكثر مما يدعو للإسلام والمحبة والسلام وحماية الحقوق والحريات وإقامة موازين العدل. ينتصر للموت أكثر مما ينتصر الحياة؟ كيف أثق بحماية خطاب مرتعشٍ غامضٍ ملتبسٍ ضيق الأفق عاجز عن الإبلاغ والإبانة ببلاغات العصر لا هو في الفضاء ولا على الأرض. لا مزاحمٌ في حلم ولا علم؟ نحتاج لخطاب أكثر تخففًا من الحمولات غير المختبرة. ما ينقصنا ليس كثرة الأعداء. قد يكونون ضرورة، لكن بحجمهم المعقول بحيث لا يجهزون علينا رعبًا دونما حرب. ما دمنا في أوضاع غير مواتية للاشتباك. منطق "النملة" أمام جيش سليمان قد يكون مناسبًا مع امتياز محسوب لصالح النمل كونهن صاحبات مساكن صالحة للاختباء. نحن لا مساكن لنا. لا أوطان صالحة للسكن والاحتماء.

1232

| 03 أغسطس 2016

إدارة الصراع ولا أراك فيما تروي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ١ - صراع القيمة الصراعات في عوالمنا حالة إدمان، هناك من لا يستطيعون العيش بسلام، ولا يجدون أنفسهم خارج الصراعات والحروب، لهم في كل درب عدو، وفي كل يوم معركة، يستجيبون لكل نزال. تحتاج لأن تصارع صراعك في كثير من الأحيان، قد نصير صرعى صراعاتنا اللاواعية الرثة وغير العادلة، وفي خضم الصراع قد ننسى لماذا نصارع؟ ومن نصارع؟ وكيف؟ وأين؟ ومتى؟ كل صراع لا يجيب عن هذه الأسئلة هو صراع مجانين. وأسوأ الصراعات تلك التي تفقدك جوهرك، وتصير إدمانا مدمرا، تضيع معها الوجهة ويغيم الهدف، وينتفي المعنى، وتسقط القيمة.أحيانا نترك للصراع مصائرنا وأقدارنا وندع للخصومة والعداوات والأعداء مهمة تعيين وتحديد المعركة ونسلم قيادنا للحروب الرعناء على طول الخط، وقد يأسرنا الصراع بشخوصه، وأدواته، وأساليبه، وشروطه، المكانية، والزمانية، وحساباته، وقد يأسرنا الخصوم لطول الصراع معهم، فيغدون هم شرط القوة والضعف، وشرط الحضور والغياب، نقوى ماداموا أقوياء، ونضعف ونسقط بسقوطهم وتهاويهم ونغيب ونغرب متى غربوا. ثمة صراع أكبر مكسب أن لا تخوضه، وثمة معارك واجبة الترحيل والتأجيل، وثمة خصوم ينبغي عدم الاستجابة لمنازلتهم بالسهولة التي يأملونها، وثمة تحديات يتوجب مواجهتها الآن، وأخرى غدًا، ومنها ما تقتضي الترك، والإهمال، ومنها ما يمكن أن نواجهه نحن، ومنها ما يمكن تركه لسوانا، ومنها ما يمكن تركه للزمن، والواقع، ومنها ما يمكن معالجته بالرفق، واللين والفطنة. مشكلتنا.. أننا نقوم غالبا بتجميع كل شيء دفعة واحدة، في حلبة واحدة، وربما كانت المرحلة تقتضي تفتيت القوى المضادة، وتطوير أساليب المواجهة، ووضع الإستراتيجيات المناسبة، وتحديد الأولويات والمهام، وتصنيف القضايا والعداوات، والخصوم، وبذل الطاقة بالقدر المطلوب للتخلص والتجاوز، والتركيز على فعل المقاومة، وعدم تبديد الجهد فيما هو ثانوي وهامشي وغير ذي بال. إدارة الصراع فن، وعمل مهم وخطير، يبدأ من داخل العقل والروح، بعقلنة الصراع، وأنسنته، وإعادة تأطيره ضمن القيمة والمعنى، وتفكيكه، والتعامل معه بوعي، ومحاذرة، وبروح سامية، لا تصارع كي تصرع ذاتها، أو تخسر مبادئها وحين يكون الصراع وطنيًا فهو يستوجب الارتفاع بالقضايا إلى الأفق العام، وعدم الانغلاق داخل صيغ ضيقة، تهزم المشروع الجمعي، وتقزم الأدوار، وتكرس حالة من العصبوية، والانقسام الهوياتي، والانتماءات الجغرافية الضيقة، والانجرار مع الحس الشعبوي، المنفلت، بصورة تستعصي على الانضباط والتحكم. ٢ – لا أراك فيما تروي يحتاج الخطاب الوعظي إلى اشتغال نقدي جاد، يعيد تقليبه، ومساءلته، والوقوف على تفاصيله، وقراءته بعمق شكلا ومضمونا، وتقصي تأثيراته، وإدراك الغاية منه، ومن الواضح أن خطاب الوعظ والإرشاد في عالمنا العربي والإسلامي عموما، مازال أسير الجمود والرتابة. يعتمد الاجترار، والتكرار، والأساليب التقليدية المتوارثة، في الموضوعات والأدعية، بل ويكاد لا يبارح اللغة العتيقة والقديمة ذاتها، من دون تجديد أو إضافة لافته، مع وجود استثناءات، قليلة هنا أو هناك. جلست مع خطباء عديدين فهالني أن معظمهم حفظة حتى لخطبهم المعدة، يمكن لأحدهم أن يعيد عليك خطبة له منذ عام وكأنه يلقي قصيدة شعر، أو واحدة من المتون، وجلهم حفاظ بارعون يحسنون استعراض قدراتهم على الحفظ وقليل ما يحسنون إضافة بصمة خاصة تضمن لهم نوعا من الفرادة والتميز وتمنح ما يقولون بعضا من الجدة والخصوصية. منهم من لا يقول جملة خاصة، ولا يقف إلا على السطح، ولا يلتقط سوى الجاهز المعطى من فهوم السابقين واللاحقين، لا تراهم فيما يروون، ولا تسمعهم فيما يقولون. هي مشكلة كبرى، ومسألة الدعاء بالهلكة على خلق الله هي بعض أدواء هذا الخطاب الضاج، والذي مازال يتمدد في أجواء التدين محصنا نفسه من النقد بقوة ارتباطه بالدين. يحتاج الخطباء كذلك في اعتقادي التنبه إلى أدواء الخطابة، وأسوأها أن الخطيب غيري بالضرورة، خطابه دائمًا موجها للغير، للجمهور، للناس، للجموع المنصتة، للرؤوس الخفيضة أمامه، والتي تدرب جيدا على عدم رؤيتها، والتفكير بها، وهو يخطب كي يأمن العثار، والارتباك، وهو ما يعني أن تظل ذات الخطيب غير منظورة. وهذا يجعل الخطباء عصيين على الاستماع لسواهم، متأبين على النقد، لا يرون غير الآخر المنقود، والمستهدف بالعظة، حيث هو موضوع الخطبة، والمخاطب وحده. يقفز الخطباء أحيانا فوق مفاهيم عقدية، ويستبطنون بدعائهم الكاره والناقم فكرة غريبة عن الله، تعالى عن ذلك، مطالبا بإهلاكه خلقه تلبية لرغباتنا نحن الناكصين عن الحق والهدى والعاجزين عن البلاغ المبين. وثمة مفارقات عديدة في هذا التصور، الذي تتفجر منه أدعية السحق، والمحق، على رؤوس العوالم.

590

| 27 يوليو 2016

لأنها تركيا

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تركيا تنتصر، تهزم الانقلاب، تبدع نموذجها الخاص في كسر المؤامرة وإنهاء المغامرة وتطويق المخطط الإرهابي الكبير، تنجز تعابيرها الفريدة في التعامل مع هذه الاندفاعة الانقلابية المسلحة والتي هاجمت في المساء. كان الهدف إسقاط تركيا الدولة والنظام والتجربة، هذا يقين الشعب التركي الأمر لا يتعلق بحزب العدالة والتنمية ولا بالرئيس أردوغان شخصيا. تركيا مثال ملهم في السياسة والحكم والنهضة والتحولات الكبرى المشهودة، استطاع الأتراك بجهد متواصل ومثابر ومتعاضد وعبر السياسة التغلب على كثير من المشكلات والعوائق التي تضع السياسي في دائرة الاشتباك مع المؤسسة العسكرية وتبقي العلاقة بينهما في حالة تأزم وتوتر وقلق متبادل.اليوم يخرج الجيش ليحمي النظام السياسي باعتباره رمز المشروعية والجمهورية والمعبر عن إرادة الشعب التركي وحريته وكبريائه. وما زالت التجربة التركية استثناء فاضحا لأولئك الذين تربوا في قلب الديكتاتورية وظلوا أوفياء لتقاليدها البوليسية القمعية وتوجهاتها الرافضة للتغيير والمناهضة للديمقراطية.وبمواقفه المؤيدة لثورات الربيع العربي خاصة أوغر النظام التركي صدور سراق الحكم وكسب عداوة أولئك الذين انقلبوا على خيارات شعوبهم ووقفوا ضد التغيير الديمقراطي وأعادوا الديكتاتوريات بأبشع الصور والتجليات. كان هؤلاء هم الحفلة الشامتة و"الهتيفة" الأكثر حماسا وهوسا واندفاعا في إطلاق المزاعم والتخرصات والتصريحات الفرحة المستبقة.كانت أصواتهم المشحونة بالعداء أعلى بكثير من جلبة الانقلاب ودوي المواجهات المحدودة بين إسطنبول وأنقرة. تصوروا الأمر بذات اليسر. اعتقدوا إمكانية تنفيذ إطاحات سهلة مماثلة لكنها تركيا تقدم درسا كبيرا في إسقاط هذه المحاولة وإفشال المراهنات عليها، تركيا لا تنقلب ضد ذاتها بسهولة. الجيش يحمي الدولة والنظام السياسي ومكتسبات الجمهورية، والأحزاب من اليمين إلى اليسار إلى الوسط كلها ضد الانقلاب، والشارع لا ينقلب ضد نفسه وضد خياراته وإرادته، يخرج واقفا ضد الانقلاب.يخرج استجابة لرئيسه المنتخب كي يحرس سلطته وإرادته ويقف ضد الانقلاب. لم يخرج لكي يطيح بجمهوريته ولا لكي يحمل قاهريه إلى سدة الحكم. لم يحتشد من أجل إنجاز ملهاة كبيرة يستعيد فيها كل ما كان تخلص منه القيود والأغلال والإهانة والإذلال.كانت تركيا أكبر من الانقلاب أكبر من أن تقف ضد نفسها وإرادتها الحرة. أكبر من أن تسلم مصيرها للاستبداد.تحسم تركيا وقوفها ضد هذه الارتدادات الهمجية. وتحقق الكثير من الانتصارات على مستوى الروح الوطنية الواحدة. والتي نجحت في التصدي لهذه العملية ببسالة وثقة وتماسك وشعور واضح بالمسؤولية التصريحات والتعبيرات الخاصة والعامة لم تخذل روح تركيا ولم تخن نفسها ولم تسلم مصيرها للخيانات، ليست كبلدان الخيبة، حيث الانتخابات والانقلابات والارتكاسات الكبرى المفزعة.حيث لا سواند ولا روافع مؤسسية ومجتمعية حامية وضامنة وحيث استهلكت قوى التغيير أعمارها على صعيد تحسين المسار الديمقراطي والتعددي ولضمان أكبر قدر من نزاهة الانتخابات واكتشفت أن هذا المسار أبعد ما يكون عن الدولة وعن التغيير الحقيقي المحمي من كل الاختراقات.

578

| 20 يوليو 2016

طفل الليل

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مذ سكن السماء، لم يغب عن سماء الشعر، ما زال يجول في مخيلة الشعراء، يشرق من قلب القصيدة، تيمة عشق أيام كان للحب مكان وللقلوب متسع.القمر هذا الجميل الملهم الرافل في الأعالي المتخطف لعيون الأزمنة، هذا النائي القريب، المتمنع، الساحر، الآسر، المتيِّم، السابي للعقول والقلوب ما زال على الأرض يصنع أشباهه أقمارًا من مجاز الكلام لها في الروح ذات الحضور البهي.كان القمر حبًا، حبيبًا، ذكرى لضوء هامس، قبلة ولهٍ، أغنيات صاعدة، أوجهًا حسانًا تأخذ الألباب، كان آية للحسن والجمال.في أيامنا السود النحسات يبدو وكأن القمر قد فقد تلك المكانة تبعًا لفقداننا الكثير.يسقط الإنسان فتسقط كل الأشياء الجميلة، يخبو الحب، ينطفئ الشغف، تبهت المعاني، يتراجع البريق الأصيل، يضمر الضوء فتشتد العتمة، يشحب القمر، يغدو سواه للقلوب الفارغة والعيون المنطفئة.في شعرنا المعاصر فقد القمر كثيرًا من امتيازاته القديمة، لم يعد ذلك المثال، نزل من برجه المتعالي كنموذج حب أرستقراطي مجنح.عصرنا اللاهث المسكون بالقهر والفقر سلبه الكثير من براءته استدعاه الشاعر العربي الحديث ضحية، قتيلًا آخر كما في شعر «صلاح عبدالصبور» و«أمل دنقل» وآخرين.فقد القمر رومانسيته القديمة واستحال إلى كادح متعرق، إلى شبح قاتم، إلى فرحٍ مذبوح، إلى رمزيات كثيرة يفرضها الواقع العربي الرث حيث تفرد الأمية الحاكمة بلادتها السياسية والثقافية والاجتماعية على كل شيء من البشر إلى القمر.مذ سكن الجوع القلب فر القمر، مذ انحشر المواطن العربي في أمعائه الغليظة كف عن رؤية القمر.«أأقول أني أقطع الأيام مربوطًا بأمعائي أذل وأمتهن؟» للمبدع الرائع «عبدالغني المقرمي» أرددها أبدًا كلما علا صوت السغب، الجوع انسحاق يقتل آدمية الإنسان وأشواقه ومع الندرة يتضاءل الجسد وتنكمش الروح، تشحب العاطفة، تفرغ الحياة.الفقر ابتذال وإهانة للحياة يطاول سوءها حتى القمر.حيث تتسيد الفاقة تأتي الأماني جائعة، تستحيل الأرض بلسانٍ قريب إلى مائدة شعبية مشتهاة.«.ليت السما زوم..وصنعا عصيدة، وقاع جهران ملوجة واحدة» كما يصبح القمر خبزًا في عيني «درويش»: عندما تفرغ أكياس الطحين يصبح البدر رغيفًا في عيوني»الفقر يلوث دواخلنا ومرائينا في الأرض والسماء، يجعل الرؤية فقيرة، يصيب خيالنا بالكساح، يسلب المعنى قيمته ويجرده من المكانة والصفة، يخلع على الحياة دمامته.بماذا يذكرك القمر؟ هل تذكر آخر مرة حدقت إليه سيما إن كنت من سكان مدائن الإسمنت وعلب الكبريت حيث الجهامة والفقر والزحام الأعمى والليالي الكالحة كحالك حيث لا ترى غير مخاوفك المدلهمة؟ آخر مرة رأيته بصنعاء، وكان قمرا آخر نصا متشحا بحزن كثير، كان نثرية ل«طه الجند» هي آخر تحديقاته المختنقة بالهم الفقير و«طه» شاعر يمني أثيرٌ يشبه شعره في براءته وتوحشه وبساطته المفخخة بالحزن، له وجه القرية ترى فيه كبرياء التعب وملامح رفاق كدٍ شاخوا قبل الأوان في أرض ازدرعوا فيها أعمارهم وما حصدوا غير الأسى والندم.هذا «طه الجند» يخمش السماء بأحزانه، يعيد تأمل القمر بعينين مسمولتين مسكونتين بالقاع.يحدق فيه بأعين جميع أسارى الاختناق سكان العراء المستأجر وسمار المذلات التي لا تنام في بلد تقلص فيها الدرب وضاق القلب «القمر» نصٌ ل«الجند» يغري بالبكاء «في سماء فسيحة يمارس غواياته يتسلق ويقفز يحضر ويغيب دون هم الإيجار لا أصدقاء ولا أبناء يمرضون طفل الليل لم يجع يومًا ولم يتهكم الساسة عليه أنا في حيزٍ لا يكفي نملة أفكر وأزحف أقامر وأدور أحزن وأفرح أشيخ وأموت»يؤرخ «الجند» للانحشار المتواصل في الهامش حيث «الحيز لا يكفي نملة» وحيث يُطلب ترتيب الحياة وتقليص الأشواق والطموحات وترسيم الوجود كله.وفق أضيق الشروط وأشدها قهرا هذا استدعاء يجاوز الغبطة إلى الحسد، حسد السجين المعدم المثقل بأعباء واقع قهره.هي مرثية للفقدان المتعاظم في حياتنا الآخذة في الانكماش والتضاؤل ورؤية مجاوزة فريدة للقمر يجعله فيها الجند«موضوعًا للإسقاط السياسي والاجتماعي على نحو يغاير تمامًا الرؤية القديمة بمختلف تجلياتها حيث كان القمر مشبهًا به قيمة جمالية يتوسل إسقاطها إلى الأرض في صورة محبوبٍ آسر متأبي فائق الحسن.القمر هنا معادل موضوعي للإنسان الذي سقط في العتمة، القمر هنا هو الإنسان الذي تنازل عن مكانه ومكانته، هوى نحو الحضيض، تخلى عن فضائه وضيائه وحريته وكرامته لقاء عيشٍ تأنف منه السوائم.يذكرني هذا النص المحرض بتلويحة الشابي الحادة في آخر سينيته الشهيرة التي أعلن فيها يأسه من شعبه وخروجه نحو الغاب بحثًا عن أفقٍ آخر يستحق وكائنات أخرى أكثر جدارة: سوف أتلو على الطيور أناشيدي وأفضي لها بأشواق نفسي فهي تدري معنى الحياة وتدري أن مجد النفوس يقظة حس قل لي كيف تعيش بمعاشٍ زهيد لا يؤمنك مخاوف يوم؟ كيف ترتب سقوطك نحو الهاوية؟ تدفع للمؤجر ما هو أكثر من راتبك وتعيش الشهر بما تؤجر من روحك ووجهك بما تبقى من حسن التقدير مثقلًا بك وبأهلك ونسلك وبعفشك، تعيش لتصبر، تعمل لتأكلك الهموم، لهذا يستفزك القمر لأنك تستحق الأعالي سكنًا ووطنًا فسيحًا دائم التوهج..يأبى السقوط المدمر.ترى أين هو طه الجند الآن؟ هل نزح بعيدا عن الوطن والقصيدة في رحلة الشتات الأخيرة بعد أن صادر الهمج كل شيء حتى حيّز النملة..؟ وأين تراه» طفل الليل" الآن؟ في أي الجبهات يقاتل منتصرا للعتمة وممارسا غوايات مدمرة أكثر جدة لا تبعث على الحسد.

683

| 06 يوليو 2016

تحرير الجنة والفضيلة اختيار

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ١ وعد من الله لامن الإنسان صارت الجنة مكافأة سهلة في يد المجانين والبله يلوحون بها لليائسين من الحياة والباحثين عن طرق مختصرة للانتقال إلى نعيم الأبد إقناع هؤلاء بالموت من أجل بلوغ الجنان صار يسيراً وأصعب منه إقناعهم بجدوى الحياة وأهمية النضال في سبيلها والحفاظ عليها وحمايتها وطلب الجنة من خلال مراكمة البذل والعطاء والأعمال الصالحة لخير الإنسان وتحقيق مصالحه ونشدان الحق والعدل والحرية والكرامة والقيام بمهام الاستخلاف والتعمير لا الإتلاف والتدمير هذا طريق طويل لا يناسب هؤلاء المتعجلين المتلهفين إلى جنة سهلة المنال ولا تحتاج منهم كثير عناء وطول مكابدة «بكبسة زر وأنت هناك مع الحور العين «ربما علينا لكي نوقف هذا الواقع الجحيمي أن نبدأ بتحرير الجنة من أيدي هؤلاء نريد استعادة حياتنا وتأمينها من غارات مجانين الجنان هؤلاء.لكل جنة يغري بها الأنصار والأتباع حتى الذين أوغلوا في قتل الحياة وصادروا دنيا الناس وحقهم في العيش الكريم يمدون وعودهم السخية إلى الآخرة.ويصرفون قطعا منها على بياض الجنة لا يمكن أن تكون غاية نقوض لبلوغها الدرب والشهادة مشروع حياة لا موت لذات الموت لا يمكن أن تكون قتلا مجانيا يتذرع بالأسانيد الملتبسة، الجنة وعد من الله للإنسان ومن الخطورة بمكان أن تصير وعدا من الإنسان للإنسان ٢ الفضيلة اختيارحر هناك نوع من كره الكذب نابع من معنى حاد للشرف، غير أن نفس الكره يمكن أن يكون محض جبن عندما يكون عدم الكذب فقط انصياعا لأمر صادر من أية سلطة لا علاقة لها بعالم الضمير " من فرط جبنه لايكذب «فريدريك نيتشه "لعلك تقرأ المعنى العميق لهذه الحكمة ,ثمة متدينون يكذبون ويقترفون مختلف الرذائل, ألا يدل ذلك على أن التزامهم لم يكن أبداً حكمهم الخاص واختيارهم النابع من شعورهم الحاد بالقيمة وبمعنى الشرفلايكون هناك إلزام للتحريم الإلهي ما لم يتحول إلى حكم شخصي , المسافة بين الأمرين مساحة لنشوء النفاق والرياء ، أنت لا تقف بعيداً خارج دائرة القيمة بحيث تقوم بها كمحكوم مقسور لايملك الخيار الفكرة الأكثر عمقاً في هذا الطرح , لمن يربي ويعلِّم , ويدعو ويوجِّه , لابد من أن نصبغ الشخصية بالتعاليم , وأن نصل حد جعلها حكمها الخاص ,واختيارها الذاتي الحر , يجب ألا تظل قانوناً مفروضاً من خارجنا , ولا أوامر نخضع لها بالقسر والإكراه , بحيث يمكننا عصيانها أو الخضوع لها جبناً ورياءً, مداهنة ونفاقاً . علينا أن ندرك أن طاعة الله والالتزام بأوامره ونواهيه , لا يعني استسلامنا لسلطة أخلاقية خارج الضمير , لأن الله في قلوبنا وفي أعمق أعماقنا , وحياتنا ووجودنا , لذا نحن نخضع لسلطة أرواحنا المفطورة على الفضيلة والخير والحق والجمال , نحن نطيع حكمنا واختيارنا , نختار كمالاتنا نلتزم بشرط إنسانيتنا حيث نجد الله. وعلى ضوء ذلك يمكن قراءة الحديث الشريف “ الْحَلالُ بَيِّن ٌوَالْحَرَامُ بَيِّنٌ،وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُتَشَابِهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌمِنَ النَّاسِ،فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِه ِوَعِرْضِهِ،وَمَن ْوَقَعَ فِي الشُّبُهَات ِوَقَع َفِي الْحَرَامِ “ . هذه الحساسية تقليب ذاتي , محض اختيار , بدافع قيمي خاص , وحس عالٍ بالشرف وبأصالة الشخصية المتخلقة من هذا المزيج الصاقل للروح والسلوك المتكون من الدين والحس الإنساني الفطري بكرامة العرض وأصالة الشرف.

580

| 29 يونيو 2016

في الزمن الكهف

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فقالوا: «إنّه لا يُنجيكم من هذه الصخرة إلاّ أنْ تَدْعوا الله بصالح أعمالكم». هذا حديث تذكرونه، رافعة أمل يمدها المصطفى صلى الله عليه وسلم في قصة موحية تضيء المثال وتنير ما استغلق من الدرب والمعنى في الزمن الكهف حيث شرع كل في صنع قَدرِه ومواجهة صخرته وتحمل مسئوليته كإنسان مستخلف.الحديث مشبعٌ برمزية دالة مكتنزٍ بالكثير من المعاني العميقة، يرد عادة في باب الإخلاص وهنا يكمن مفتاحٌ أوليٌ للدخول إلى أسراره الخبيئة.كلما ألقت بي العتمة في مهاوي اليأس عدتُ إليه فينبت لي جناحان من ضوء، أستدعيه كلما ابتلعني الكهف أو ابتلعتُه وافترشت قلبي الصخرة: صخرة الذنب والعجز والضعف والوهن ، أستدعيه وحيا خلاصا، ملاكاً حارساً، رفيقاً منقذاً يسبق آهة الفقدان.يا رسول الله ها أنا ذا في كهف أيامي أنوء بصخر آثامي وكلما أوشكت الظلمة أن تبتلع فيّ أنوار اليقين مددت إليّ أسراب الضياء، كلما أغلق اليأس عليّ منافذ الرجاء وأخذتني الوحشة من دنيا الناس وتملكني الشعور بالنبذ والانقطاع ترقرق حديثك المصفى في القلب وانبعث النور وتكشفت دوني الحجب.لكأنك تقول: الكهف أنت، الصخرة صُنعك ونجاتك فيك ومنك.كلما استحالت حياتك كهفاً بالغ الضيق كلما ضاقت وضقت بهاوسدت دونك الأفاق فاحفر داخلك بحثاً عما ينجيك، قلّب ماضيك صفحة صفحة، لحظة لحظة بحثاً عن الأحب والأجمل والأنبل، عن صالح عملٍ مرتفعٍ ونبيل لترتفع الصخرة.أعود إليّ في لحظة التسامي والإشراق لا من أجل الافتتان والغرق في زهو الإنجاز، لا من أجل ذات النشوة المستعادة، لا من أجل مطامنة الروح المهددة بهلاك وشيك، لا من أجل السلوان والاكتفاء بما كان، لا من أجل مخاتلة اليأس.أعود إلى لحظة الإشراق البعيدة في مواجهة إعتام اللحظة القريبة أملاً في النفاذ إلى الشروق التام، إلى حياة النور «..نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم..» إنها رحلة الروح سفر متصل الإشراق من "..شروق البدايات إلى شروق النهايات.." بحسب بن عطاء السكندري.تعود بي يا رسول الله من أجل الخلاص إلى لحظات الإخلاص لكأنك تقول إخلاصك خلاصك.ما ينجيك وأنت في مواجهة الأخطار وحيداً أعزل بعيداً عن دنيا الناس في الحياة الكهف بل ما ينجيك وأنت قريبٌ إلى ما تظن من أسباب الوجود ليبس إلا أحب الأعمال وصالحها لديك، ما كان خالصاً لله وما كنت فيه الإنسان الخالص.هذا رصيدك الحقيقي وكل ما يمكن أن تستصحبه معك ليرفع عنك الصخرة، ليرفعك إلى الله، ليطلقك من الكهف، ليعيدك للحياة أكثر إيماناً ونبلاً بل وليضمن لك الحياة في ما هو أبعد من الكهف، أبعد من الدنيا «في جنة عرضها السماوات والأرض..» حيث الأبدية والنجاة في النعيم الخالد.في لحظات الارتطام مع كل ما يمكن أن يكلفك حياتك لا تعول إلا على إخلاصك، رصيدك حيث لا تنفع الأرصدة.العمل المضيء يبدد العتمة، عتمة الروح والحياة والارتفاع في العمل يرفع كل الصخور.استعادتك الأحب حيث تتجمع بواعث النقمة والكره لحظات انخطاف واستنارة، لحظات كشف تحملك سفينة نجاة تخلصك من قبضة الثقل والجهامة، من كهفية اللحظة وتصحرها.نجاتك الآن مرتبطة بنجاتك من لحظة الضعف وإفلاتك الآن مرتبط بلحظة انفلاتك من قبضة الشيطان، بلحظة كمالك وإنسانيتك تستعيد الحياة، بذكرك الله لحظة انتباهك وتذكرك مضافاً إليه فعل التذكر الآن واستعادة جماليات اللحظة، سبيلك إلى مغادرة الكهف.انطلاقك من أسار أنانيتك ورغباتك الدنيئة سببٌ في انفراج الكرب وانفساح الدرب، عصيانك نفسك وأهوائك وإعراضك عن نداءات الغريزة فيك يخضع الصخر الأصم ويدرأ عنك الهلكة.حين تتحرك الروح بمراد الله يتحرك من أجلها كل شيء "كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه".الإخلاص لحظة فارقة محررة والعمل الخالص فعلٌ تحريريٌ يبدأ لحظة الفعل بالتحرر من نوازع الضعف والارتكاس وينتهي محرِراً للإنسان من عذاب الأبد.الله لا يبخسنا ولا يقبل بالبخس «.. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين..» وأن تصل مراعاة الناس حد تثمين الشيء فما بالكم بتقدير الروح ومراعاة المشاعر والقيم.الله لا يبخسنا الأعمال مهما صغرت وبدت حقيرة «..فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره..» يضاعف الحسنات دون السيئات، يغرينا بالكسب والإقبال عليه، يحب منا ما نحب «والعمل الصالح يرفعه...» يلهب أشواقنا وصباباتنا لتلك اللحظات الحساسة العالية حيث نكون معه " بلا علاقة ولا هم " يحب منك كل لحظة كنت فيها أنت مسكوباً في عملٍ خالصٍ، موقفٍ متسامٍ، فكرة شفيفة خاشعة، متبتلة، دمعة حب ووجد تطفر من عين القلب.الله يحب منك كل لحظة فارقة تأبدت فيك وفي اللوح المحفوظ بكل ما داخَلَها وأحاطها من مشاعر وأحاسيس وأفكار، كل لحظة "..لم تجعله فيها أهون الناظرين إليك.."، كل لحظة فريدة النكهة والمذاق لها طعم الصلاة ورائحة الجنان حلاوتها في القلب تبدد مرارة الأحزان وتمنح الوجود لذته ومعناه وهنا يمتد ظل الرحمة ويلوح حديث "السبعة" كتأكيدٍ على تلك اللحظات.الله يحفزنا على تقصد الأسمى والأعلى كخيارٍ يبدأ حسمه داخل الروح في لحظة علو يكتبها عنده نية مجردة مثيباً عليها قبل التحقق.من هذا الذي يبخس الناس في الوطن الكهف مواقفهم؟ من هذا الذي يغلق دونهم أبواب النجاة ويسد أبواب الأمل بصخور كثار قدّت من تقصير وعتب وإحساسٍ بالهزيمة ومحبِطاتٍ أخر؟.يا رجل الكهف استدع الأحب كلما أطبقت عليك لحظة الخسران، انظر كم رفعت من الصخرة دونك؟ عد إليك في لحظات اندفاعتك نحو الفكاك، واقفاً على رأس وطنٍ يوشك أن يسقط من ظمأ وجوع، مدافعاً عن المغتَصَب من الحرية والحق والكرامة.عد إليك لتبني على ما أسست، عد إلى الأحب إلى الخالص من الرؤية والموقف فعسى إخلاصك ينجيك ويريك كم أنت قريبٌ من النور

788

| 22 يونيو 2016

دعوة إلى مؤاخات الشروق

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً..". من جوامع كلم الحبيب المصطفى، يشرق في وجه الفجر درس من نور لحظة البزوغ وبدء اليقظة، نداءٌ ملائكيٌ يتدفق مع أنفاس الصبح أنواراً تؤاخي الشمس في الحياة.هل تأملته؟ هل تأملته متدلياً من شرفة السماء عناقيد ضياء؟ هل سمعته من فم الصباح نداء انتباهة فارقة لخارج للتو من الظلمة إلى النور؟ الله ما أجمله!!.قبل أن تنهض الشهوات ويقوم السوق، قبل انطلاق الأهواء يوقظ القلب كي يستفيق فكم من مصبحٍ وقلبه لليل مرقد.نداءٌ قدسي يوطن الروح على مواكبة الشمس ضياءً وبعثاً، دعوة لمشاكلة الصباحات في الانبثاق السخي، لكأنه يقول: كن كريماً كالإشراق، كن كرنفال حياة، كن هذا الفجر، هذا النور.يستحثك كرم الإله ساعة الميلاد هذه لأن تكون جزءاً من مد النور.لا يمسك إلا مطفأ بصر وبصيرة، لا يبخل إلا معتمٌ ينتمي للعتمة ويكنز لأجل العفن.الممسك ليس أخا الفجر في النداوة والانبساط، ليس أخا للشمس في البِشر والجمال والجود بأسباب الوجود.الممسك متلَف الروح، عامل إتلاف، توقظه الشمس لينهض على مهرجان عطاء رباني حافل ليكون فجراً آخر في قلب الكون المتدافع.الممسك كائن لا يرى ذاته في نور الحق ولا يعرف الشكر كهزة امتلاء إذ تشرق الروح وتنير الحواس ويجري النور في العروق ليتدفق الإنسان الفجر، ليقوم الخليفة المنير ليسير ذكراً وشكراً "..وجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذَّكر أو أراد شكورا".الإمساك توجه معاكسٌ جحود، سلوكٌ يناقض دفق الصباحات السخية الباعثة على منتهى البذل، منتهى العطاء، منتهى الحب والمنتهى من كل نبيل وجميل.هذه ساعة يَقْصر فيها البذل ولا يرى فيها لمنفق بياض يد.ما أنت والشمس؟ ما أنت والصبح؟هذه ساعة تحرض على مطلق العطاء ومطلق الشعور بالضآلة والتقزم.الشروق انطلاق من أسر الحلكة، الصباحات بهاء، أنداء، أفراح بهجات وحيوات متفتقة، ألقٌ، غناء، ارتعاشات أمل، العصافير تطير، الفراشات تطير، والأزاهير الندية تملأ الدنيا عبيرا.لا مكان هنا لبخيل متعفن في شحه وهوى نفسه، لا مكان لأسير أهوائه وشهواته المخلدة إلى الأرض.من السوء أن تمسك وأنت مشمول بهذا الفيض الإلهي اللا محدود من النعم والهبات الدالة على عظيم تفضيل وإكرام يستدعيان منتهى الوفاء.من المقيت أن لا ترى إلا ذاتك في صباح يريك أنك الكون كله.من سوء أدبك مع المعطي قبضك العطية وأنت منها ساعة بسطٍ كهذه، انحشارك الأناني داخل ذاتك وحدود جسدك، مجافاة لروح الصباح فيك حيث التفتح قرين البزوغ.في هذا الفضاء المفتوح ينفتح "الحديث" على ما لا يحد من المعاني السنية، تنبجس منه عيونٌ وعيون تراه كما لو أنه شمس أخرى ينساب ضوؤها إلى أعماقك القصية هناك حيث يثوي النور والظلام، الخير والشر، الحب والأثرة.ليس المال وحده هدف النداء وإلا ما سر هذا الاقتران في النداء بين الإنفاق والإصباح؟ أنت هنا تنهض بعد ساعات من السكن والسكون بعد نوم مجددٍ للطاقة بعد راحة محرضة على استئناف عملٍ منير.هي دعوة لإنفاق يتجاوز الماديات، إنفاق الجهد، المشاعر، الأحاسيس، الابتسام، كل وجوه البذل والعطاء ومنتهاهاً إنفاق الروح.للمنفق في روحه من الفجر نصيب خلفاً ومكافأة، نور عقل، انشراح صدر، ابتهاج، بشاشة، سكينة، اطمئنان، ندىً واخضرار.للمنفق من الصباح قسمة الدنيا والآخرة حيث "يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم".والإمساك لا ينحصر على الشيء كما يلوح في هذا الأفق.ثمة إمساك يطول القلب، ثمة شح يشل العزم.أن تمسك يعني أن تكاثر العَدَم ْ، أن تقف عكس إرادة المنعم عند النعمة بحيث لا تراه، بحيث تحجبك عنه وعنك وللمسك من العتمة نصيب في روحه، كثافة ،جهامة ،تلف أعصاب، إنهاك روح، مخاوف متكدسة."لا سؤدد مع البخل" لا مجد، لا حياة.الله.كم في الأوقات من النفائس الكريمة التي لا يراها المطفئون ، البخلاء أسارى ما يجمعون، دعاة الجمود والهمود والتكديس في كل شيء، وكم في القرآن وهدي الحبيب من اقتران بين النور والعطاء والبخل والظلمة ما يغري بفتوح لا تحد.

917

| 15 يونيو 2016

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3582

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2160

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2076

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1281

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

921

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

888

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

843

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

702

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...

696

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
التعلم بالقيم قبل الكتب: التجربة اليابانية نموذجًا

لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...

675

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية