رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أنا ذاهب إليك هذه المرة. ذاهب إليك رمضان على جناحين من حب ولهفة. أولست بعض زمني الأعز الذي أقطعه بمشيئة الله تقدمًا نحو الأمام. لمَ تجيء وتذهب؟ ولمَ أنا المستقبل والمودع بين مجيئك والذهاب؟ لمَ وقتنا دائما يأتي ويرحل؟ هذه المسافة في التعبير ألا ترتب مسافة في الشعور ومسافات في العلاقة؟فرق كبير بين أن تكون مقبلًا ومستقبلًا. بين أن يجيئك رمضان وتذهب إليه. بين أن يذهب عنك من دونك وأن تذهب به. ليس ضيفا عليك. أنت ضيفه. أنت الجائع إليه والمتطلع إلى مائدته الربانية.أدقق خشية أن يترتب على سوء التعبير سوء أدب. كأن تلقاه بجفاء أو تعامله كعبء أو كأن تنظر إليه بجيبك لا بقلبك.جديدان نحن. أنت وأنا. لستَ الذي فات ولستُ الذي فوتْ.دانٍ إليك وأنت تدنو. قريبٌ أزاحم العشاق مستبقًا إليك. أتنسم روائحك القدسية في أنفاس الأيام. أرقب أنوارك بعين القلب وأصغي لتراتيلك بسمع الروح. أرقبك كما لو أنك العمر. كما لو أنك الحياة."في كل جارحةٍ عينٌ أراك بها.حبًا وفي كل خفقٍ للثناء فمُ "هو الحب ينجز لحظة الصدق تعبيره ويودع أسراره في لوامع لا تموت.ومن عجبٍ أني أحن إليهم..وأسأل شوقًا عنهم وهم معيوتبكيهم عيني وهم بسوادها.. ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعيشجنٌ قديم ربما ضاع اسم صاحبه لكي يبقى هواه دليل حب لا يضيع. هذا أنا رمضان بين يديك مواجيدٌ موقعةٌ. و "أشواقٌ لا يسكنها اللقاء".هذا أنا أجرجر خلفي عمرًا من خسارات عازم على الكسب. مصمم على أن لا أدعك تفلت مني أو أدعني أفلت منك. هذا أنا أتشبث بك بشغف طفل يتطلع إلى ما تخبئ أكمامك من لطائف وأسرار. لن أتركك تغادر دون أن تمنحني من سكاكر الروح وحلوى السماء.لا يقدر نفسه من لا يقدر وقته. والعمر أثمن ما يوهب. يبكي المرء على الشيء الغالي والعزيز يسرق منه أو يفلت في زحام الغفلة. في حين لا يأسى على العمر المديد يتسرب منه ويغور بعيدا عن "أرض الروح" لا يأبه بأيامه ولياليه تحسب عليه ولا تذهب إليه. يحرقها كقمامة. يبذلها رخيصة في طلب الحقارات. يبيحها للسرَاق من كل لون حتى إذا "انسكب الزيت وانطفأ الفتيل" وانتهى ندمًا إلى ما أضاع. "قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت".وقتك أنتَ.. وللعارف حكمة مشتعلة تختزل الخسران: "كل وقت غير محسوب لك أو لا لك ولا عليك لا يعول عليه" ولابن القيم في فوائده ما يلح به على ذات المعنى.ومشتت العزمات يقطع عمرهحيران لا ظفر ولا إخفاقوله في ذات الدرب ما يشبه التبكيت لعاجز الرأي المضيع لفرص الحياة أمامه شأننا وشأن كثيرين ممن لا يحسنون صيد الزمن واقتناص لحظاته الهاربة.وعاجز الرأي مضياع لفرصتهحتى إذا فات أمر عاتب القدرَوبتكثيف أكبر يقول بن القيم: "العاقل خصم نفسه والجاهل خصم أقدار ربه" كلام مضيء ينير القلب والدرب توالي نشره الأزمنة، سنىً فواح يعبق بالمعنى الكريم في طريق السراة المدلجين. رمضان كنوز مخبأة من الرحمات. فيوض وأنوار وأوقات دافئة مكتنزة اللحظة فيها تساوي الخلود. أوقات سخية ندية تتضافر على إغرائك تعرض عليك ذخائرها بتنافس ومحبة تؤجج جوعك للامتلاء وعطشك للارتواء. تغريك بالارتفاع والتحليق والارتقاء إلى ما لا يحد.رمضان يعيد ترميم علاقتك بالزمن. ينفي مظنة أن يكون عبئًا عليك أو خصمًا. يخرجك من دائرة السفه في التعامل معه. ينتشلك من حماقة الخصومة يعيدك إليك يصلك بك. يريك أنك وقتك وأن عمرك عملك. قبضك على لحظاتك في صالح عمل يمتد مفتوحا على الأبدية.رمضان شهر استثنائي مغاير له فرادته وخصوصياته وميزاته الربانية يتطلب توقًا خاصًا. شغفًا استثنائيًا. استعدادا مجاوزا. أشواقا صاعدة. أناسا غير عاديين. أرواحا لا تأسرها العادات ولا تأتي العبادات كأشكال ورسوم خالية من الروح والمعنى.يا الله كيف يسمع القلب صدى مصاريع الجنان وهي تفتح. كيف نزرع جوعنا في نهارات رمضان بذار محبة لنجنيها سنابل نور ونفائس خلاص. كيف نهز لياليه صلوات وضراعة فتساقط علينا الرحمات.يمنحنا رمضان بقدر ما نمنحه. ويسخو علينا الله بقدر سخائنا في البذل والعطاء. بقدر رغباتنا السخية في الحياة الحقة الغنية.الصوم عبادة تعانق فيها الروح الجسد بتناغم وانسجام دونما فصام نكد.تشف الروح ويخف الجسد ويأخذ اللطيف بالكثيف. ومتى حدثت الخيانة التاث الصوم وانجرحت روح العبادة واستحال الجهد إرهاقا بلا طائل.تخلى الساحة من الشيطان ليعلن الإنسان الكريم عن نفسه وعن حضوره كوجود وكينونة غير مهددة إلا منه حين يرغب في أن يكون الشيطان المطلق السراح.في رمضان تقترب الآخرة. يدنو الطموح البعيد المجرد. تفتح الجنان وأبواب الأمل. تنفتح الأوقات تتفتق عطرًا وبشرًا وسكينة. تتفجر اللحظات عطايا وهبات. للحياة طعم آخر. للعبادة لذة أخرى. للوجود لون مختلف آسر. ساحر. شفيف. متبتل. خاشع. دامع. حميم. للمساجد بكاء. للمآذن احتفاء. وللقرآن مذاق الجنة.بروحي ارتعاشات جذل ولحظات انغرس طعمها في شغاف القلب. هي العمر أغلى ما ينال وأحلى ما يستطعم.رمضان يرفع سقف مطالب الحياة على الصعيد المعنوي والمادي. ويرفع طموحاتنا إلى أبعد مدى وينهض بنا لمعانقة السماء حيث الخصب والغنى والحياة. حيث تعود الروح إلى النبع.
1601
| 08 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في اليمن ما زال الوسط الإعلامي والصحفي يعيش أبشع كوابيسه على الإطلاق الانتهاكات، الاعتداءات، حملات الدهم، النهب الترويع والإرهاب، الاختطافات اقتحام البيوت والمؤسسات والمكاتب. عمليات السلب والمصادرة للمحتويات والموجودات ونظرا لانهيار الدولة حدث فراغ كبير سمح للفوضى والجريمة بالانتشار تحت غطاءات زائفة وشعارات كاذبة اتخذت مبررا لممارسة الكثير من التجاوزات والاعتداءات المتلاحقة عمليات الرصد المتواصلة لمجمل الانتهاكات التي طاولت صحفيين وشخصيات إعلامية توثق لسلسلة من الهجمات المختلفة ومن أبرزها الاقتحامات والنهب والتعدي ومحاولة الاغتيال والتهديد بالتصفية والفصل من الوظيفة العامة وتوضح التقارير والبيانات الصادرة عن العفو الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين اليمنيين حجم ومستوى تلك الجرائم وطبيعتها بما يلقي الضوء على دوافع الحرب ضد الصحافة والصحفيين وبواعث استهدافهم بتلك الصور المرعبة. فقد كان الصحفيون والإعلاميون ولا يزالون ضمير الوطن ولسانه المعبر عن أوجاعه وآلامه وانكساراته وخيباته وتطلعاته وعرفهم الشارع جبهة متقدمة في الدفاع عن الحريات والحقوق والمكتسبات الوطنية ومواجهة الاستبداد والفساد والجريمة وتجار الموت ومراكز النفوذ التي تقوت على حساب المواطن والوطن ولا يزال الوسط الإعلامي والصحفي صانع تغيير وتأثير وعامل تنوير وباعث يقظة ورقيبا معبرا عن الحقيقة في مواجهة الزيف والتضليل والتجهيل. ولقد مثل العامان ٢٠١٤ و٢٠١٥ ذروة الانهيارات الكبرى على مستوى الدولة ومؤسساتها وضرب منظوماتها الحامية كالجيش والأمن في ذات الوقت الذي ضربت فيه كل القوى المدنية والمجتمعية الساندة للدولة والمشروعية وهو ما جعل الانكشاف يبدو أكبر من كل التصورات. لقد وجد الصحفيون والإعلاميون أنفسهم أمام موجات قمع ممنهجة وحرب تجريف للمؤسسات الإعلامية والصحفية بصورة وحشية هدفت لإرهابهم ولاستبعادهم كشهود ولإبقاء المجتمع في دائرة التخبط والارتباك ويجمع كل المراقبين والمتابعين أن العامين الأخيرين هما الأكثر خطورة وانفلاتا والأشد رعبا وقتامة بالنسبة لحريات التعبير وفكرة الحقوق المدنية حيث تقوضت فكرة الدولة والمجتمع وانحسرت المدنية لصالح الحضور الميليشياوي الفظ المسلح الممسك بخناق الجميع. ثمة عشرة صحفيين يواصلون منذ شهر الإضراب عن الطعام في أحد معتقلات الانقلابيين بصنعاء وهم عبدالخالق عمران، صلاح القاعدي، هشام طرموم، توفيق المنصوري، والشاعر حسن عناب، عصام بلغيث، حارث حميد، هيثم الشهاب، هشام اليوسفي، أكرم الوليدي. ويحتجز الانقلابيون هؤلاء الصحفيين منذ عام إثر اختطافهم من داخل فندق بصنعاء. البيان الأخير للاتحاد الدولي للصحفيين دعا مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ للضغط باتجاه تأمين الإطلاق الفوري لهم وأعرب عن قلقه إزاء وضعهم الصحي وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية وما زالت قضيتهم عبئا خاصا على أسرهم وعائلاتهم شأن كثير من المعتقلين السياسيين المعارضين للانقلاب وهناك ٣٨صحفيا وموظفا يعملون في وكالة الأنباء اليمنية سبأ وتم فصلهم مؤخرا من قبل الانقلابيين وما هو واضح أن هناك حرب استبعاد يشنها الانقلابيون داخل مؤسسات الدولة عموما لمعارضيهم وخصومهم عموما في الإعلام والتربية والتعليم كما تم فصل 66 من أكاديميي جامعة صنعاء مؤخرا ضمن هذا التوجه المسعور. في قضايا الفصل من الوظيفة وإيقاف المرتبات هناك امور مهمة ينبغي الالتفات إليها فالحديث عن هذه القضايا باعتبارها حقوقية ومطلبية يستبطن إقرارا بسلطة الأمر الواقع ويمنح هذه السلطة المزيد من السطوة والقوة كما أننا بتحويلها إلى عبء خاص على المستهدفين بتلك الإجراءات نسقطها من بعدها الوطني كقضايا وطنية تتعلق بالدولة وحقوق مواطنيها الذين يقاومون الانقلاب تحت مظلة المشروعية أي أنها قضايا الشرعية في المقام الأول وتتعلق بقضية اليمن الكبيرة بالطبع ومن الخطأ تجزئة القضايا في هذا الجانب وإخلاء مسؤولية الدولة ومؤسساتها المعلنة والمعنية بها رغم هشاشتها وواقع حالها في ظل الشتات. نحن بحاجة إلى مزيد من الضغط على الشرعية لكي تؤدي ولو أدنى المتطلبات المجسدة لشرعيتها. حين توقف سلطات الانقلاب الموظفين وتقطع رواتبهم يجب أن تتعامل السلطة الشرعية وحدها مع هذا الأمر فهي المعنية أساسا بالقول هذا الفصل لا شرعية له ولا يمكن أن يحدث وأن مرتبات الموقوفين ستظل سارية وسيتم تدبرها هذا ما سيمنح الناس القوة والثقة أما أن يتركوا سلطة الانقلاب لتتحكم بمصادر رزقهم ولتضغط عليهم بحقوقهم فهذا يعني تحول الجميع إلى خاضعين ومستسلمين قسرا لسلطتهم وسطوتهم. من العار أن تتحول هذه القضايا إلى أعباء شخصية. يجب أن تتعامل الشرعية مع هذا الملف باعتباره سياسيا ووطنيا ومتعلقا بجوهر وجودها وبقائها عموما.
444
| 01 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ثمة إعلاميون يتعاملون مع المقاومة بمثالية مرضية تجور عليها كثيرا وتجعل منها هدفا للاتهام والإدانة والريبة والشك. تحتاج المقاومة إلى نقد متواصل لكنها تستدعي أولا التفهم والتعامل من قلب الحالة المقاومة لا من خارجها ابتداء. هذه المادة تقف على صور من المواقف السلبية التي وسمت تعامل عديد من إعلاميي الثورة والقادمين من قلب الساحات والميادين الثورية الصاخبة يدرك زملاء الكلمة وصناع الرأي أننا نتحدث عن العمل الصحفي والإعلامي في سياق استثنائي وخاص، وأن أداءنا الآن مرتبط بالثورة والمقاومة أو يفترض أن يكون هكذا إعلاما يتجاوز الأداء المهني المجرد إلى مهام تعبوية تنويرية وتثويرية مقاومة ذات طابع سياسي في المقام الأول.بعض الزملاء للأسف تماهوا مع موقف "مناصفينا" المفروضين والذين حاولوا تعويض خسرانهم نصف الحكومة وهم في الواقع أكثر من ذلك بكثير حاولوا التعويض باحتلالهم المعارضة على نحو مبكر بالطبع بعض زملائنا دخلوا مع هذا النصف الفاسد في تنافس على معارضة المرحلة بمكوناتها الحاكمة وتناسوا أنهم يدفعون لتعرية قوى التغيير التي انخرطت مضطرة في التسوية وتحملت الكثير من أعباء الفساد من أجل إنجاز ما اتفق على إنجاز اندفع الكثيرون لإثبات تجردهم المهني قبل أن نجرد قوى الاستبداد من قوتها وسلطتها ونفوذها الراسخ في بنية النظام ومفاصل الدولة والمجتمع. وبدا الأداء الصحفي المعارض متجها صوب تعرية هذه المشاركة الجزئية لقوى الثورة وتكريس الوعي بفشلها وبخيانتها وتواطئها وصمتها على نحو أضعفها وأفقدها ثقة الشارع وجردها من كل شيء. ظل البعض يلح على عدم التماهي مع الحكومة والنظام وكأن هذه المنظومة الطارئة قد صارت حالة ناجزة يمكن معارضتها من أي موقع كان.أدخلنا إعلام صالح والحوثيين في معركة ليست معركتنا واستجبنا لتحدي إثبات المصداقية وعدم التحيز من قبل كائنات موصومة بلا شرف عاشت تطبل للاستبداد والفساد عقودا مديدة. وتناسينا أننا قبلنا بالتعامل مع فساد هو ليس فسادنا وأعباء هي ليست أعباؤنا وفشل عميق قديم لا يسهل نبشه وتحريكه بما لدينا من إمكانات وحضور يكاد يكون هامشيا إذا قورن بحضور المنظومة العتيقة، وتورط البعض في مثالية ساذجة ترى الأخطاء الإجرائية جرائم كبرى تستوجب اللعن متناسين أن كل هؤلاء الذين يشنون الحملات على بعض وزراء المشترك لأتفه الأسباب هم سبب رئيس في كل هذه الأزمات التي خنقتنا وأعاقت المسار عموما. نريد عملا صحفيا وإعلاميا يستبطن تحديات المرحلة الراهنة عملا لا يقطع صلته بالثورة ومفاعيلها ولا يتخلى عن مواصلة دوره التغييري بتحوله إلى معارضة قبل أن تصل الثورة والمقاومة إلى القليل مما تؤمل. نريد عملا لا يستهدف تعرية الأحزاب التي مثلت الحامل الحقيقي للثورة والضامن الأكبر للتسوية السياسية. والحامل الأساس للمقاومة المجتمعية ما كان يقوينا بالأمس كصحف معارضة وإعلام هو وجود الأحزاب كنا نحن مصدر قوتها في القول وكانت هي ترجمان قوتنا في فضاء الفعل. وحين نستهدف الإجهاز على هذه الأحزاب وهي تؤدي مهمة استثنائية فرضتها الضرورة ولا تصلح معيارا للحكم عليها ولا مختبرا حقيقيا لها على صعيد الحكم. عندما نجهز على أدوات الفعل هذه ونحن مكشوفون أساسا وننطلق من فراغ هائل فمن نخدم يا ترى؟ غير الإنقلابيين ومن ياترى. غير المجموعات البدائية الرثة المستفيدة من تخلخل الثقة بالأحزاب السياسية التي ندبناها لمهمة تستدعي الإسناد والتعزيز؟ دافع إعلام صالح عن أخطاء وخطايا ثلاثة عقود من الحكم ولم نكن مستعدين للدفاع عن أحزاب معارضة التشارك جزئيا في إدارة بعض المؤسسات ضمن مرحلة هشة صعبة وخطيرة. الثورات وحركات المقاومة تستدعي إعلاما مؤازرا مساندا داعما يكشف الحقائق بما يقوي فعل التغيير لا بما يضعف المسار برمته. إن النظر إلى هذه الظروف بمثالية أمر يجافي العقل والمنطق وسذاجة مضرة لا تنتصر إلا للفوضى ولا تقوي غير العبث واليأس العام. أنا أسأل هل يمكننا أن نقدم أداء صحفيا وإعلاميا ناقدا وكاشفا يدافع عن الحياة السياسية بمكوناتها الرئيسية الفاعلة والمناهضة للانقلاب ويحاذر تقديم روافع التغيير هذه كحالات خيانية تواطئية وبما يوسع الهوة بينها وبين الجماهير ويضعف الثقة بها تمامًا؟ هل يمكننا أن نقدم عملا متناغما ومتوازنا نؤدي فيه أدوارا تصب في صالح تقوية المسار وإضعاف وإسقاط الانقلاب وإحباط كل المؤامرات المضادة؟هل يمكننا وقد ضحينا بالعدالة مقابل الحل السياسي أن نضحي بقليل من المثالية الضارة؟كان المشترك في أدبياته وخطابه العام يحذر على الدوام من المشاريع الصغيرة وأصحابها والمقلق اليوم أن نشهد عودة المشاريع الصغيرة والحقيرة والمدمرة إلى الواجهة بكل صلف وعنفوان مستغلة حالة الفراغ التي تبدو عليها الساحة حيث يخلي المشترك مكانه على صعيد المعارضة لتقفز تلك المشاريع إلى الواجهة وتراها فرصة سانحة للصعود يساعدها المزاج الحاد الناتج عن هذا المخاض العسير والمضني، يعينها كذلك الأداء السياسي المشلول والضعيف غير المستوعب للتحديات الكبرى كما يسندها إعلام هزيل يغرق في الجزئيات ويرى أنه ربما يشكل المعادل الموضوعي للمعارضة المنتقلة قسرا إلى مربع الشرعية في مواجهة انقلاب غاشم على الأرض وهنا يبدأ الإشكال. إذ نقف إزاء معادلة مختلة ضمن ظروف صعبة وركام من المشكلات العصية وانقسام مجتمعي حاد وارتهانات خارجية وبقايا نظام وخرائب دولة ومنظومة قديمة تتحكم في العمق بصورة تستعصي على الفهم في كثير من الأحيان هنا على إعلام الثورة والمقاومة ألا يتخلى عن مهماته الوطنية عليه أن يحمي خيارات التغيير وأدوات الفعل، قوانا الوطنية يجب ألا تتحول إلى هدف لم يحن الوقت لكي تدركها لعنة الحكم، هي الآن لا تزال في مسار التضحية تعاني من تبعات الدور الذي قبلته بمبررات وطنية محضة وهي الآن في هذا المربع قابلة للاستضعاف حيث تتقلص خياراتها في الرد والدفاع عن ذاتها بمقتضى الضرورة. وهي الآن أقل قدرة من أن تعطي وتمنح الناس كل ما يأملونه، وهي الآن في اختناق شديد تبعا للاختناق العام وكل استهداف لها أو لشركائها الفاعلين إنما يصب في صالح إنعاش المشروعات المدمرة الناقمة وتسويقها لشارع يائس وجاهز للارتكاس المعادلة صعبة. حلف الانقلاب والمشاريع الانفصالية الفوضوية داعش والقاعدة والوسائل الإعلامية المضادة والأخرى الممولة من دول وجهات خارجية والانحيازات المجتمعية الفادحة، جبهات حرب مفتوحة ومخاطر تحوم حول وطن مثخن ينتظر عداته فقط إزاحة حراسه وحماته الحقيقيين كي يتم الإجهاز عليه بالكامل.
512
| 25 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مع كل انتكاسة على الصعيد العام ترتفع المطالبات بإحداث تغيير داخل التيارات الحزبية المعارضة في حين يبدو هذا الأمر مسارا مرتبطا بالتغيير العام للمجتمع والدولة ونظام الحكم. نحن نطالب بحدوث تغييرات جذرية داخل الأحزاب في ظل مناخات غير صحية ولا آمنة مجهضة للتحولات ومقوضة للمجتمعات والدول الحركات والأحزاب التي عاشت تجارب مؤلمة وارتطمت باكرا مع الأنظمة القمعية ظلت تحاذر كثيرا الخروج بشروط الواقع محاولة التطور بشروطها وتجربة إخوان مصر نموذج بارز لم يتح النظام ممارسة ديمقراطية تسمح بإحداث تحولات حقيقة في مسار الإخوان وعاشت الحركة في ظل المنع والحظر طوال عقود من الحكم وظل الإخوان يشتغلون على هوامش الحضور المجتمعي بالطبع ويشاركون في السياسة تحت أغطية لم توفر لهم الستر ولا الظهور المحمي بقوة الدستور والمجتمع الهش والديمقراطية الصورية. ما زال تطور هذه الكيانات محكوما ومسيطرا عليه وخاضعا للمراقبة من قبل النظام القابض على أدوات القوة والتغيير ووسائل الفعل والتأثير. لهذا تبدو عمليات التحول والنضج داخل هذه التوجهات بطيئة تحكمها المخاوف والمحاذير الذاتية والموضوعية. وهو ما يعني أن تطورها مرتبط بعجلة التحول العام بالضرورة في اليمن ما زال التجمع اليمني للإصلاح مدعوا في كل منعطف للمراجعة وكثرت المطالبات في الآونة الأخيرة من داخله وخارجه بعمل تغييرات جذرية تقيه التراجع ومحاولات الإضعاف. المراجعات بالطبع لا تعني التوقف وإنما الالتفات إلى القصور وأنت تسير تعاود لتعود أقوى وأشد هكذا في حركية دائبة لا تتوقف أخطاؤنا لا تقيد خطانا، يجب أن تصير باعثا على التجاوز ودافعا للانطلاق والانعتاق، نحن ضد أن يسحب الإصلاح المعركة كاملة إلى داخله وأن يصير عدو نفسه كذلك نحن نمر بظرف عصيب أقول نمر وهو ما يتطلب مزيدا من الدافعية ومزيدا من الانفتاح على الواقع لا الانغلاق والانكفاء على الذات والبحث عن خيارات انطوائية أكثر، يحتاج الإصلاح إلى استنفار كل قواه وطاقاته لمواجهة الانهيار المجتمعي العام واستنهاض الروح الوطنية وإعادة بناء كل ما انكسر وتهاوى من منظومة القيم والمبادئ المؤسسة للوجود والحامية والضامنة لبقاء الدولة وحماية مكتسبات الحركة الوطنية على امتداد تاريخ اليمن المعاصر. لن نغير ولن نراجع شيئا ما لم تتسع صدورنا للنقد حسب مواقعنا ومسؤلياتنا وأدوارنا وما لم نفكر بصوت عال ومسموع. وللإصلاحيين من التربية ما يعصمهم من الشطط والنزق وزلات اللسان والوقوع في السخط واليأس والذهاب نحو أكثر الخيارات بؤسا ويأسا وسوءا. ولهم من الحب والحرص الصادق والثقة ما بنفي الريبة والظنون السيئة وكل ما يبعدهم عن الحق ويمسكهم عن الجور في حق أنفسهم بأكثر مما جارت عليهم الخيانات. نحن مع التغيير وضد التبرير ومع الواقعية في التفكير حال الوقوع، مع مواجهة الحقائق وعدم القفز على الأسباب والمسببات ضد استثناء الذات من المساءلة والمحاسبة ضد التفكير اللامنطقي واللاعقلاني في التعامل مع الأحداث والخطوب المختلفة. ضد أن نبحث للقصور والاختلالات عن أغطية وأردية من كل نوع ومن السذاجة أن يغدو الفشل امتيازا ربانيا للذات الممتحنة بصنوف الابتلاءات والكوارث والويلات. ثمة من يصنع الكارثة بيديه ويسير إليها برجليه ثمة من يختار الهاوية ويسعى نحوها بإصرار وبتعامٍ وغباء وتساهل نادر، ومع كل كارثة لا تعدم البلاهة الأعذار. نعرف أناسا تفننوا في صنع الكوارث بجهالة ملازمة وكلما استوى العته فاجعة رأيتهم يبدون براءة تلاميذ وصلوا للتو لأخذ الدروس والعظات من فم الخطوب الماحقة. هذا النوع من التعلم خطر ومكلف ومن قال إننا نتعلم من بلادتنا وقصورنا وعدم أهليتنا وعمانا المديد؟ نحن نتعلم من كل ما فات انتباهتنا ويقظتنا ووعينا وإدراكنا من كل ما نسيناه أو أهملنا التفكير فيه وقصرت حساباتنا عن الإحاطة به واستيعابه. هي الحياة حسبة وموازين وعمل مشروط، كدح من أجل الكسب وكفاح ضد الخسران، لك فيها الخيار والقرار وأنت الحر المسؤول سيد نفسك وصانع قدرك لا شماعات تعلق عليها خيباتك وإجهاضاتك "قل هو من عند أنفسكم".هكذا يحسم المولى عز وجل لحظة الارتباك والتعثر حيث تندفع الذات المصدومة خارجها للبحث عن ملومين في محاولة للتملص والهرب من العبء والمسؤلية. هناك جزئية مهمة وهي أن إدراكك للمؤامرة لا يعني دائمًا قدرتك على التعامل معها وتجاوزها، مسار الأحداث وطبيعة المؤامرة والمتآمرين مسار مربك ومعقد وكل ساعة يباغتك بحدث وحديث. وتعاملك الفعال مع المؤامرة مرهون بطبيعة المؤامرة وحجمها والأطراف التي وراءها كما أنها مرهونه بموقعك وبقدراتك ومبادرتك وذكائك. موقع الإصلاح من المعادلات الحاكمة وانحشاره ضمن مربع الحكم قلص خياراته وقدراته وهامش مناوراته إلى حد كبير وضاعف فشل الأداء وقصوره في مزيد من الانحشار وفقدان التوازن والفعالية. العملية السياسية في اليمن صارت مصيدة كبيرة للأحزاب وكل حمل فيها وفق وزنه وحجمه ومكانه ومكانته. وقد وجد الإصلاح نفسه في مواجهة مؤامرات تقودها أجهزة ومؤسسات بدعم خارجي كبير وقوى كثيرة بإمكانات مهولة. الأمر لم يكن بالسهولة التي نتصورها كي نقول نحن لا نسلم بنظرية المؤامرة قد تتجاوز التحديات إمكاناتك وحين يتجمع عليك الخصوم كهدف وحيد فبالتأكيد لن تكون في الموقع الأفضل وستبقى مدفوعا وفي حالة دفاع وانسحاب مختنقا حد الإنهاك. لكن يبقى السؤال عن مدى إسهامنا لنصل إلى هذا المآل؟ تتآمر الذات ضد نفسها أحيانا بأشكال وصور غريبة لا تعدم التسويغ وقليلون من يملكون فضيلة الاعتراف بمسؤوليتهم قبل مساءلة الآخرين يقيني أن المؤامرة كانت أكبر من الإصلاح ولم تكن حربا بل حروبا ضارية. يمكنك أن تتصور بلدا محمولا على رأس حزب يريد أن يعبر به الجحيم فإذا جحيمه آت من كل ما كان يحمل ويحاول إنقاذه كان صراعا قذرا بكل المقاييس استهدف الإصلاح في مسار وطني هو منه في موضع القلب الدامي الطعين، أثخنوه طعنا كي تسقط اليمن وما زال مطالبا أن يكون المقاتل والقتيل والفادي الأسير والمضحي والمضحى به والمقاوم المغدور والمدافع عن الشرعية والمدفوع خارجها على الدوام.
782
| 18 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هذه عملية تفاوض غير مسبوقة نحن نفاوض خاطفي بلد.دولة، أرض وشعب ونظام حكم وثروات وطن. اختبرنا أشكالا معهودة من الخطف والاحتجاز لمواطنين وأجانب من قبل أشخاص أو جهات من أجل المال أو بهدف الضغط على السلطة لإطلاق سجناء أو لانتزاع مطالب وتعيينات وظيفية وغيرها ولقد عشنا عقودا من الخطف السلطوي العام المتلفع برداء المشروعية. وشهدنا ألوانا من الاختطاف المنظم لإعلاميين وسياسيين ونشطاء لكننا لم نعهد على الإطلاق هذا المستوى من جرائم الخطف. أراد اليمنيون استعادة حياتهم المختطفة ودولتهم المصادرة أرادوا انتزاع قرارهم المستلب طالبوا بالتغيير بالعدالة والمشاركة والمساواة، بدولة النظام والقانون، بالديمقراطية وحرية الاختيار لكنهم أخطأوا الطريق واستبد بهم وهن التعويل على مسار انتهى بخطف كل شيء. الشرعية الآن تفاوض خاطفيها. المخطوف يشاور الخاطف نحن نستجدي الانقلابيين الوطن في معادلة مقلوبة ووضع معكوس لا استواء فيه ولا يمكن أن يؤول إلى تسويات منصفة. أخلاق الخاطفين لا تسمح بتوسع النوايا الحسنة الأكف الممدودة للسلام تقتلنا على الأرض تطبق على وطن. مطلوب من الشرعية التصرف بمنتهى التهذيب وتقديم إثباتات سلوكية لائقة والوفاء بكل الالتزامات المقررة من أجل إنجاح المشاورات وتعزيز الثقة وعليها عدم السماح بأي خروفات تفسد مزاج التشاور كتثبيت وقف إطلاق النار في حين يمكن للانقلابيين تثبيت سلطة الأمر الواقع والتفلت والتصعيد على مختلف الجبهات والمدن لكأن التفاوض حسب شروط الخاطف قدر المختطف الكبير. يقضي قرار الأمم المتحدة 2216 بسحب "الميليشيات والجماعات المسلحة وتسليم الأسلحة الثقيلة وبدء الترتيبات الأمنية المؤقتة لاستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي الشامل وإنشاء لجنة للسجناء والمعتقلين "ومن الواضح أن الاتفاق حول هذه النقاط يواجه معضلة التنفيذ بالكيفيات التي يتوافق عليها الجميع وما هو أكثر وضوحا صعوبة التوصل إلى مقاربات ممكنة لتنفيذ تلك النقاط". وما هو أكثر مدعاة لليأس ما طرحه إسماعيل ولد الشيخ أخيرا حول ضرورة "الفصل بين المسارين التفاوضي والميداني" حيث يضع هذا الأمر المشاورات عموما في مهب الريح. يقف حلفاء الانقلاب على الأرض في حين تبدو الشرعية معلقة في الفراغ تفاوض من أجل إثبات جديتها مقابل خصمين يواصلان تثبيت وترسيخ سلطة الأمر الواقع بمنتهى العناد والإصرار ويبدو أنهما في محاولة دائبة لإخراج التحالف من المعادلة ويمكن في هذا الصدد التقاط الكثير من المؤشرات على ذلك. المؤسف في الأمر أن يذهب وفد الشرعية مكشوفا من الداخل على هذا النحو الذي تعكسه الأحداث المؤسفة التي حصلت أخيرا في عدن حيث جرى تهجير مجاميع كبيرة من أبناء الشمال في إجراء صادم فج ومستهجن من قبل السلطات المحلية هناك والتي حاولت عبثا التغطية عليه وتبريره باعتباره "تدابير أمنية مطلوبة" الأمر الذي ضاعف من شعور الجميع بالسخط والغضب حيال هذا الإجراء والذي عده كثيرون "شوفينية"بغيضة تهزم روح اليمن وتصيب الشرعية في مقتل وتضيف الكثير لصالح حلفي الانقلاب في وقت بالغ الحساسية والخطورة يحتاج فيه اليمنيون إلى يقين كاف للاستمرار في معركتهم لاستعادة الوطن من أيدي الخاطفين جميعا. ما يحدث في عدن يكاثر الأعباء على اليمن ويفتح جراحاتها أوسع مما تملك من العزم وأسباب الشفاء.
414
| 11 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذهبت عبس وبقي عنترة اندثرت وتلاشت وعاش ابن شداد جاوز هامشها المحدد إلى المتن اللامحدود اختار حضوره الخالد في ذاكرة الأبد جاعلا عبسا على هامشه تمر بها العصور عابسة منكرة وقد آلت رهينة شعره وحبيسة إنكاره ورفضه على امتداد الزمن. ما زال عنترة كما هو وكما أراد البقاء اختار أن يكون ما زال يصول ويجول على صهوة الشعر متقدا في وعي الأجيال حيا في ذاكرتنا ووجداناتنا مقاوما العدم رافضا أن يموت لكأنه قتل النسيان تنجز العظمة تعابيرها الباقية وعنترة سيرة إنسانية متقدمة دائمة التأثير والإلهام متجددة الحياة زاخرة بالأسرار والمعاني الكريمة قابلة لتعدد التفاسير والإسقاطات المختلفة. عنترة قصة كفاح مرير ورحلة عذاب تفنن ابن شداد في جعلها أكثر عذوبة وخصوبة، عنترة رؤية متجاوزة للصراع من أجل الوجود في مواجهة أشكال القهر والاستلاب والاغتراب والإنكار، مجد الوعي الشعبي بطولته وشجاعته وأحبوا حبه لعبل ورأوا فيه المثل المحبوب. حارب عنترة بروح العاشق وقلب الفارس النبيل، هي معركة القلب يلمع فيها فؤاد عنترة بأكثر مما يلمع سيفه، إنها فروسية الحب يستعرض قوة عشقه جسارة ولهه. عبلة ذكراه الحية تنسيه الموت وهو محيط به من الجهات، تفقد أدوات القتل وظيفتها تصير محركا للحنين مرايا لوجه المحبوب تعكس أجمل ما يحب: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم لا يتردد عنترة في محاولة استثارة عواطف عبل يستدعيها في لحظة فاصلة وهومثخن نازف تتناوشه الرماح والسيوف، لكأنها جرحه الكبير الذي ينسى معه كل الجراحات. إنها حبه الذي لا يمكن أن تحضر معه الكراهية حتى ضد أدوات القتل والفتك والهلاك حبه الذي يؤنسن معركته، عشقه الذي يمنح صراعه المعنى والقيمة، فقد كان صراعا من أجل الحب كان الحب مطلبه لتجاوز التهميش والإقصاء والإلغاء. الاعتراف الأهم الذي ينشده أن يكون محبوبا ومطلوبا ومتقبلا فروسيته مسلمًا بها ولم يكن بحاجة إلى ما يثبت ذلك ولا يعنيه انتزاع إقرار عبس، ضعفها وحاجتها إليه مما يغنيه عن ذلك ما يريده اعترافا غير منقوص بحقه في الحب، عبلة هي وحدها هدفه مراده قهره وشرط حريته، سلطة الحب معادل وجوده، شرط حريته. ورغم قساوة إنكار مجتمعه ظل في صف قبيلته التي لم تقبل به زوجا في حين تستدعيه حاميا ومدافعا. لم تدفعه النقمة إلى الوقوف ضدها ولا إلى التحالف مع أعدائها وإعلان الحرب عليها بل كافح التهميش بطريقته، لم يكن صراعه من أجل عبس بل من أجله هو وفي سبيل ما يحب، تلك طريقته في الاحتجاج ضد تقاليد عبس القاهرة، أسلوبه في الانتصار على التمييز عنترة يثبت ذاته يواصل إدانة مواضعات قبيلته الناكرة لأهليته الكاملة يدافع عن أحقيته بعبلة. يوغل في وصف بطولته وإنجازاته في الحرب ليفضح الموقف النقيض والجاحد لقبيلته. عبلة تيمته الغالبة الآسرة الأسيرة كانت هي الأخرى عبئه وفي مواجهة المنع والحظر والتقييد لحريتها في لقائه والاتصال به منحها مطلق الحضور في شعره أطلقها في فضاءات قصائد حرة تتجاوز قيود الإنسان والمكان والزمان معلقته "المذهبة" ملحمة عشق رومانسية احتفاء أثير وضاج بعبل. هذا الحضور الكثيف لعبلة في شعره معادل للحجب القسري والتغييب المفروض وفي هذا السياق يبدو الشعر العربي منذ كان اختراقا لمواريث الحظر مارس الشاعر العربي حقه في الحب وفتحت القصيدة أبوابا ونوافذ لا توصد تطل منها المحبوبة بكامل سحرها إطلالة أبدية فاتنة، هي في شعره عبلة وعبل وعبيل لها مطلق التدليل والحضور. وكما ظل يحاذر الطعنات خوفا من أن تصيب عبلة في روحه أبدع في إبقائهما معا في مأمن من طعنات الزمان. لم يحول عنترة مظلوميته إلى ميراث من السخط والحقد والنقمة بل حول صراعه إلى قصائد حب ماطرة لا تكف عن الهطول. ولقد ذكرتك، عنترة في هذا الجو الصراعي المحموم ولقد ذكرتك والأفق أسياف مشهرة وللحرب نيران لا يراد لها أن تخمد ولقد ولقد ذكرتك والمتصارعون كلهم صرعى القلوب والعقول لا يدرون لماذا يحتربون وعلام يقتتلون ولقد ذكرتك وأنا اختنق برؤية شباب كانت الثورة بالنسبة إليهم حبا لكنهم سرعان ما فقدوا الهدف من النضال وأضاعوا الوجهة وتناسوا قلوبهم في حمأة الصراع لكأننا نصارع من أجل الصراع لا عبلة لنا تؤنسن هذا الفضاء المختنق بالمكائد والخيانات ورماد القيم والأخلاق. لقد فرض علينا عنترة قصته لكنه ربما لم يظفر بمحبوبته وربما لم يستطع تغيير واقعه القاهر تمامًا لكن المآلات لا تنتقص من نضاله وبطولته شيئا، حسبه أنه واجه القسر وفعل كل ما في وسعه، حسبه أنه ثار ولم يرضخ وأن أحدا لم يستطع مصادرة حقه في الحب.
2391
| 04 مايو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العبد يبحث عن ذنبه لا عن حقه ونحن أحرار لم نتهيأ لصنع لحظتنا الفارقة كانت أدوات الفعل والتأثير والقوة خارج مسارنا الثوري ولم نكن نملك غير أحلامنا وغضبنا النبيل، كانت قوى التغيير تصارع على صعيد تحسين المسار الديمقراطي والتعددي لضمان أكبر قدر من نزاهة الانتخابات. وكان هذا المسار أبعد ما يكون عن الدولة وعن التغيير الحقيقي إذ أحال صالح فيه الانتخابات إلى مجرد كرنفال احتفالي مديد ضد الديمقراطية. كانت ثورة الشباب الشعبية السلمية غضبا مطالبا بالتغيير ضمن أفق محكوم بأدوات السلطة والنظام وخاضع لسيطرة الدولة التي تم وضعها خلال عقود في مواجهة المجتمع. ما حدث مثل انفجارا أكبر من كل القوى الحزبية التقليدية التي رسمت وجودها على قدر مخاوفها من الحكم والحاكم، وبالتالي صعب استيعاب هذا الغضب ووجدت هذه القوى نفسها منجرفة مع تيار الثورة الفتية الهابّة بقوة وجموح بالغ، وأسوأ ما قامت به أنها خافت الذهاب معه إلى مداه الأبعد في التغيير فخانته في منتصف الزهو وقايضت به مقابل كل هذا الخراب نحن فقط نراجع لكي لا نتراجع ولكي نصوب الحركة والاندفاعات التالية، نحن لا نلتمس تبريرات بل نواجه أنفسنا ونراجع خطواتنا بحثا عن مواقع الزلل وعن المتروك من الأسباب وعما فات نباهتنا وخذل وثبتنا الكبرى واندفاعاتنا الظافرة، ما حدث كان تصعيدا لغضب جمهور سرعان ما وجد نفسه تائها بين نخب منقسمة وأحلام كبيرة بالتغيير وواقع لم تزل فيه الضرورات أكبر من طاقة الحلم وهو ما أدخلنا مرحلة من اليأس والارتكاس سمحت بإعادة أكثر مسوخنا الشائهة إلى الواجهة. بين الأمل الكذوب واليأس الصادق أختار اليأس الخلاق -المحرض على النقيض من القول والفعل-كم هو مرهقٌ ادعاء الصحة في واقعٍ موبوء مسكون بالأدواء. نتملق أسقامه وضعفه ونربت على عاهاته بتأدب ووقار. بين خديعة الواقع وخديعة الذات تلازم وثيق. ويستمر الواقع المخادع بقدر استمرار مخادعة الذات. أناوش اليأس فاصلًا بين يأسٍ ويأس. بين يأسٍ حقيقي صادق وصل ذروته من خيارات وإتجاهات ووجهات ووجوه. بحيث يتم إغلاق باب التعاطي معها وإجتراح بدائل مغايرة. ويأسٍ آخر مزعوم يلتبس فيه الشك باليقين. وتختلط المشاعر والأفكار..فلا أنت محسوبٌ على اليأس ولا على الأمل.أركز هنا على هذا الوعي الملتبس. الذي ينتج ما يقابله على مستوى الحضور. هذا الوعي المداهن والمهادن لا يمكن أن يشكل دافعًا لفعل مناقض ومناهض. هذا الشعور المختلط والمضطرب لا يمكن أن يدفع لتجاوز فعلي لأزمة الوجود.ما يحدث أننا نبدو أيأس ما نكون من هذا الدرب الذي استهلكنا حتى النخاع. وذقنا مراراته وخبرنا ويلاته إلى المنتهى. ورغم هذا اليأس المصرح به نطور تعايشنا وتكيفنا على نحو دائم. دون أن يشكل يأسنا هذا فارقًا يذكر. بل يبدو مدعاة لمزيد من الانغماس والخضوع.أشكك فيما ندعيه من وصولنا إلى درجة الانسداد. إذ لا أحد أعلن انفجارا يليق. إن التعاطي البائس مع ما يحدث ضمن أشكال وقورة تفصح بأننا لم نصل بعد حد القطيعة. وحد نفض اليد.كل الثورات نتاج يأس حارق. ووعي فارق. لا بد من مجاوزة السلبية وإحداث صدمة حقيقية على مستوى الوعي والشعور. تخرج المرء من حالة التواطؤ مع قهره بحيث يركز طاقاته وإمكاناته وإرادته نحو الخلاص.بين الوهم والحقيقة خيط ٌ رفيع. في مقدورنا أن نتحمل العيش في الوهم حين نجبن عن تحمل تبعات الحقيقة. لا يمكن للطبيب أن يؤجل مصارحة مريضة بطبيعة دائه وعلته. عليه في لحظة أن يكاشفه. فلأن يعيش على يقين من المرض خيرٌ له من أن يعيش على وهم الصحة. في الحالة الأولى يمكن تقدير إمكانات الشفاء ووسائل المدافعة. واتخاذ مجمل القرارات بإرادة ومسؤولية وإيمان. وفي الحالة الثانية يغدو المرء ضحية جهله بخطورة ما يحمل من أسقامٍ مميتة.أتساءل إلى أي مدى نحن ضحايا وعينا الخاص والعام فيما يتعلق بطبيعة حياتنا وعلاقتنا بالدولة والنظام؟إلى أي مدى يشكل حضورنا المترهل تجليًا لأزمات عميقة على مستوى الفكر والروح. أزمات حددت مستوى الفعل والخطاب.هناك الكثير مما يجب أن نعترف به إن أردنا إحداث فرق. التغيير لا يمكن أن يكون نتاج وعي خامل. ولا مشاعر مبهمة. التغيير يبدأ حين نكف عن مخاتلة الذات. يبدأ حين نقرر صراحةً أننا لم نعد نطيق. حين نريد ونرغب بواقع آخر مختلف. حين نؤمل بقوة ما يداخلنا من يأس وحين نفعل بطاقة الأمل كاملة.علينا ألا نخاف من كوننا يائسين بل من كوننا راضين قانعين، لا أتحدث عن الوعي الكئيب وسوداوية الروح ولا عن القنوط والإحباط المقعد، أتحدث عن اليأس الذي يمنح الأمل معناه، اليأس المحرر الذي يخرجك من دائرة المراوحة في درب الخسران، اليأس الذي يصل بك ذروة الانتهاء وإعلان القطيعة والرفض والثورة.هذه العقود من توقف التغيير، تضع يأسنا المصرح به في دائرة الشك، يأسنا من السلطة الفاسدة ومن خياراتنا البائسة.تنتظر اليمن تغييرًا ربما أكبر مما تعد به هذه المشاورات المحبطة وندرك الآن مدى خطورة التورط في تبني خيارات غائمة ملتبسة كليلة تزيدنا يأسا وبؤسا وخبطا في المتاهات. لقد عاش اليمنيون في ظل حرب مفتوحة لم يكن الاستقرار الموهوم في ظل نظام صالح سوى حروب مؤجلة وهم اليوم بين خوضها حتى النهايات أو تركها تنهيهم بالتقسيط عبر المساومات والتسويات المجحفة. لا نريد إطالة أمد عذاباتنا أكثر ولا الاستمرار في جلد أنفسنا كعبيد معاقبين.
2537
| 27 أبريل 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما هو أقسى من الخذلان أن تجبر على إخراس وجعك وأن تتألم بصمت وحسرة وأن تضيق أمامك الخيارات إلى حد أن تصعب عليك الشكوى. هذا واقع حالنا عموما إذ نخوض حربا من أجل وطن مثخن قادته الخيانات والتواطئات والمؤامرات إلى هذا المآل ولم يبق إلا أن يتحمل عبء المقاومة فيه بنوه الوطنيون الخلص في ظل انكشاف عام ومحدودية وندرة في كل شي وضمن شروط غاية في القسوة وتحت ما تبقى من المشروعية. أتابع النقاش حول ملف الجرحى وأشعر بالخزي أمام هؤلاء الفرسان النبلاء الفادين الكبار المخذولين وأكثر ما يجرح ويعمق الجرح تحويلهم إلى مادة صراخ وعويل وندب وموضوع إشفاق بحيث تهزمنا جراحاتهم بأكثر مما أرادوا الانتصار قدرنا أن نتعامل مع موضوع الجرحى بحساسية عالية وكياسة وحصافة ورهافة وتمجيد بحيث لا نكرس الشعور بالخسران والندم لديهم وبحيث لا نخيف المقاومين ونجهض الروح العامة. مهم أن تتشكل أطر رسمية للتعامل مع هذا الملف ومهم أن تضغط هذه الأطر على أصحاب القرار وتصل إلى أبعد مستوى في تبني هذه القضايا ضمن محيطنا الشقيق المتحالف معنا في هذه المحنة الكبيرة من العار أن نقاتل عن شرعية لا تقوم بأدنى متطلبات حماية ذاتها ومواطنيها المدافعين عنها كتجلي وجود وبقاء. هذه أولوية وطنية وعسكرية وسياسية واجتماعية نظرا لاتساع الجراحات وتعاظم ضحايا الحرب، من الخطورة تحول هذه القضية إلى المجال العام وتناولها إعلاميا بصور تعمق الهزيمة والانكسار يجب أن يقال للرئيس ورئيس الحكومة وكل المعنيين: هل تريدون تحويل هؤلاء المقاومين إلى عامل إحباط وأسف وندم وموضوع شماتة ووصمة عار وفضيحة؟ وكيف سينظر لكم إذا كنتم تخذلون أنفسكم والوطن على هذا النحو؟ يجب أن يقال لهم أنتم تصعبون الأمور علينا وعليكم، الحلول الترقيعية والأداءات المنهكة ستظل عاجزة مهما كانت هذه قضية بلد ودولة. كم ستكون تعز؟ وكم سيكون القتيل والجريح؟ وكم سيكون المجتمع المقاوم؟ من الصعب أن يقوم المقاومون بكل الأدوار بحمل السلاح وتضميد الجراح وتوفير الرصاصة واللقمة. هذا ملف سياسي وعسكري بامتياز يجب أن يطرح بقوة ويتعامل معه من دون أي تراخٍ أو الشهداء والجرحى حامل مجد ورفعة، رموز فداء وكبرياء، دافع انتصار، أبطال متقدمون، ومن المجحف والصادم أن يصيروا شكاوى مرة وبكائيات مؤسفة وملفات مسكونة بالوجع والإحباطات. ضعف وغبش الرؤية وقصور آليات المعالجة لقضايا الشهداء والجرحى دليل فشل يوجب الاعتذار وإعادة الاعتبار. تركت هذه القضايا من قبل قوى ومنظومات الفعل الثوري والمقاوم وأهملتها النخبة السياسية الحاضنة حتى صارت حاملا للسخط والشعور بالخيبة، تم تركها للاجتهادات والجهود الخيرة الفردية والجماعية التي تعاملت معها ربما بذهنية سطحية قصُرت عن استيعاب ما هو جوهري، وعجزت عن خدمة ورعاية المعنى الكبير فيما تقدمه من خدمات للباذلين الكبار الذين بلغوا منتهى البذل والعطاء. وبدلًا من إبقاء قضايا الشهداء والجرحى ضمن روافع القوة ودوافع الفعل غدت جزءًا من ركام اليأس، مدعاة وهنٍ وامتعاض، الوسائل والآليات المجتمعية التي تأسست للتعامل مع هذه القضايا وفق النظر في العمق تبدو عناوين فشل وارتباك أعيد فيها تأطير الشهادة والجرح المجيد في رتبة أدنى وأقل مكانة وكرامة تخفض من المعنى والقيمة بحسب مقتضيات مشروع الصدقة وفعل الخير وميول الداعمين المأمولين. عائلة الشهيد الجائعة للوطن، أبناء الشهيد المضحي بروحه كي لا نستمر في الحرمان والجوع والقهر والضعة والهوان. ينتهي بهم الأمر إلى أن يصيروا أفواهًا مفغورة وبطونًا خاوية تنتظر الفتات، هنا يبرز فقر المنظور وفقر العمل، هنا تبدو الفاقة حالةً مستبدة مسيطرة قادرة على إفقار كل ماهو غني وثري وباعث على الامتلاء.تم تقزيم قضيتي الشهيد والجريح وهما من القضايا المفصلية المتعلقة بجوهر الثورة ونوابضها الأساسية. احتضانهما يجب أن يكون في مستوى الثورة تعظيمًا وتكريمًا لا تحجيمًا وتحطيمًا، تمجيدًا وتقديرًا لا توهينًا وتحقيرًا. تتراجع القضايا الثورية بانحسار الرؤية وضغط الضرورات، ويتم تبخيس الروح الفادية بإسقاط المعنى من خلال هذه الأداءات الكليلة الترقيعية أو الخطابات المستجدية المسيئة التي لا تحسن حفظ المجد ورعاية العظمة وتقتل المعنى وتعمّق جرح القيمة.
610
| 20 أبريل 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قاوم الحوثيون طويلا كل محاولات إدماجهم في الحياة السياسية. واستعصوا على التحول إلى كيان قابل للعيش والتعايش تحت سقف المشروعية؟ وحين وجدوا أنفسهم منجرفين بتيار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ٢٠١١م حضروا الساحات بمزاج متفجر محارب للجميع، فرضت الثورة عليهم الالتقاء بمن يكرهون، ووقفوا أمام تحديين: إما تصفية ثاراتهم على حساب الثورة..أو ترك الثورة تصفي حسابات اليمنيين كلهم مع بيئة القهر والفساد والتخلف.كانت استجابة الحوثيين تجعلهم يبدون كما لو أنهم في مهمة البحث عن عدو يعوض خساراتهم لدورات الحروب السابقة. ومازلت أقول: لا يريد الحوثيون أن يقال إنهم خسروا أعداءهم في هذه الثورة! ولا يريدون أن يقال إن السلمية أضافت إلى خسرانهم سلبهم سطوة المحارب المتمنع بقوة السلاح، وإنهم باتوا يعيشون أزمة وجود وضياع هوية، وإنهم يتخبطون بحثًا عن ذاتهم المضاعة في ميداني الفعل الثوري والسياسي، وهما ميدانان غريبان عنهم، لم يختبرا من قبلهما بعد ولم يتدربوا على إحراز سبق فيهما، لهذا يذهبون بعيدًا للإعلان عن أنفسهم بيأس بالطريقة العنيفة التي يحسنونها. إن أسوأ ما يمكن أن يقال عن حماستهم للقتال، وبحثهم الأعمى عن الاعتراك والاشتباك مع هذا أو ذاك، ممن تتوافر فيه بعض موجبات الخصومة: أنهم نبت الحرب، وأنها لم تعد وسيلة دفاع بالنسبة لهم، بل صارت حياة، ومشروع بقاء، وأنهم خاضوا صراعًا مديدًا ثم تركوه يقودهم، وأنهم قد أسسوا وجودهم على الحرب حتى غدوا أُسارى لها، بل أكبر ضحاياها على الإطلاق، وأنهم ما عادوا يستطيعون العيش من دونها، إذ هي التي سوقتهم وعرفت بهم وأعلنت عنهم، حتى اختفت قضيتهم تمامًا، وصارت الحرب هي القضية. لهذا يبدون مفتعلي حروب، لا يتخيلون بقاءهم دون معركة.. إن أفدح ما ساق إليه هذا المسار أن وصل اليأس بهذا الباحث عن معركته، لأن يخوض معارك الآخرين بما في ذلك معارك عدوه بالأمس. وما زالت الإسئلة: أي اعتراف يطلبه الحوثيون؟ وعلى أي أساس؟ وممن بالضبط؟ أيريدونه اعترافًا على قاعدة المواطنة المتساوية؟ أم على عصبية استعلائية أو جهوية ومناطقية؟ أم على ما هم عليه من القوة والقدرة على إثارة المشاكل وصنع الأزمات؟ أم لأنهم مظلومون ويستحقون أن يدفع لهم الجميع الثمن الذي يقررونه ويقدرونه؟ ثم ممن يريدون هذا كله؟ من الدولة؟ أم من الباحثين عنها؟ هكذا رسم الحوثيون حضورهم كتهديد دائم للمشروع الوطني، وكحركة دينية عصبوية، تتكئ على عقيدة قتالية، تعتمد العنف خيار وجود.لم تفلح كل الخطابات التجميلية في إعطائهم شكلا إنسانيا مقبولا على الإطلاق ومازلنا نتحدث باستهجان عن تلك المحاولات التسويقية الإكراهيةً لهم كحملة قضية وطنية صار الحديث عن مشروع للحوثي غمغمة مبهمة سيما بعد فرضهم ما سمي باتفاق السلم والشراكة بعيد دخولهم صنعاء حيث انتفت الحربة في القبول والرفض. وبالتالي ظل البعض يأخذ هذا المنحى التصالحي التبريري القافز من إشكالية اللامشروعية إلى المشروع نحن إزاء وضع ميليشياوي قهري لا يملك سوى السلاح وبواعث الثأر والانتقام وسلوك المقامر الفراغ الهائل الذي سهل للحالة الحوثية الظهور بهذا الصلف لا يكفي مبررا للقول بأن القوة المكتسحة حاملة مشروع بالضرورة وأن مصدر قوتها يكمن في تغطية تلك الفراغات التي تركتها الدولة الرخوة والنخب المتآكلة.أقف متحيرا إزاء المسارعة في تأطير هذا الواقع الميليشياوي الفظ ضمن الخيارات الوطنية القابلة للاعتراف.نحن بهذا نؤسس لمرحلة جديدة من التيه والتخبط والرضوخ لخيارات إكراهية منحناها القبول السهل فقط لأننا حسمنا عجزنا عن الرفض والمقاومة. هذا مأزق اليمن منذ زمن بعيد. لا ستطيع تجاوز صعوبة بل استحالة تعريف الحوثية كحالة وطنية أو تيار سياسي أو مشروع تغيير وبناء.ثمة نزوع مرضي لدى البعض باتجاه التسليم، استعداد للمواءمة لا المقاومة، قابلية لحني الجباه لا المجابهة، جاهزية للتشيؤ والانتقال إلى حيث ينتفي معنى الوجود. الحوثيون حالة شائهة محاولات تجميلها قسرا ستجعلنا أسارى القبح والدمامة ربما لزمن مديد. يفجعني السياسي والقائد الحزبي عندما يطلع الآن مناديا للسلم والشراكة تاركا للناس مهمة تدبر سد فجوات الوعي والضمير وردم الحفر داخلهم والتخلص من غضاريفهم كي يقفزوا بمرونة فائقة من النقيض إلى النقيض.السلام والشراكة ضمن هذه المواضعات صيغة مقصوفة مرهونة بالمزاج المدجج. أنا أدعو للتوقف أمام هذه الورطة التي يراد منا قبولها كرها لإرسال بقايانا إلى الجحيم. الحوثيون متخففون لا يتصرفون كحالة مدنية ولا يعملون ككيان سياسي تحكمه التقاليد والمواضعات المقررة. لا يرون أنفسهم ملزمين بشيء تجاه أحد، في وسعهم التنصل والتهرب من كل الاتفاقات، هم حالة منفلتة ووجود إشكالي استغل قلق المرحلة وفرض نفسه كتهديد وكطرف مقوض متطلب للإرضاء. دخلوا الحوار بذهنية المحارب وأسهم تفلتهم وتخففهم من قيود الممارسة السياسة في توسيع مساحات مناوراتهم في حين لاح أن خيارات الحكومة والأحزاب أخذت تضيق نظرا لهشاشة المرحلة وتناقض بنية الحكم وتعاظم المشكلات وتنامي الفقر والاختناق المعيشي العام. استمر الحوثي معبرا عن نفسه كحالة خارج الإجماع الوطني مطالبا بحق المنتصر من المهزوم، استمر جانحا لا تعنيه التبعات ولا العواقب يبحث عن غطاء من عداوات تسهل له مهمات افتراس الدولة والحياة الحزبية المعيقة لبدائيته النزقة. علمتنا كثرة الخيبات أن نقلل من يقيننا بجدوى هذه المصالحات التي لا تقوم على أسس من العدل وتوازن القوة والجنوح العام للسلم.ماهو باعث على تخفيض الرجاء استعصاء الحوثيين وحليفهم صالح على الاستمرار خارج دائرة الحرب. إذ لم يعودا يملكان غير التصعيد والذهاب في طريق اللاعودة. لم يلتزم الحوثيون إطلاقا بأي مقررات وآخرها إجراءات بناء الثقة المنبثقة عن مشاورات جنيف الأخيرة حيث قضت برفع الحصار عن المدن وإطلاق سراح المعتقلين. وهو ما لم يحدث بالطبع ما هو واضح أن حلف الانقلاب والنقمة ملتزم بخرق كل التعهدات ومنها الهدنة الأخيرة التي قضت بوقف إطلاق النار نخشى أن الوقت قد فات لكي يتحول الحوثيون إلى مواطنين صالحين سيما بعد تحولهم أداة انتقام بيد صالح وإعلانهم الحرب على اليمن نخشى أنهم قد صاروا أكثر استعصاء على السلام.
515
| 13 أبريل 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعيش اليمن اليوم مرحلة صعبة ينحسم فيها الصراع بين الماضي بأشكاله ووجوهه ووجهاته المتعددة، وبين المستقبل بتمثلاته وتجلياته البارزة. هذا الماضي في معاودته الحضور يختبر حساسيتنا المستقبلية ويمتحن نزوعنا للانعتاق ويضعنا جميعا أمام أكبر التحديات المصيرية. يدرك اليمنيون اليوم أن قدرهم هو التقدم نحو الأمام والانتقال موقفًا ورؤية وتطلعًا إلى الآتي ومكافحة هذا الانشداد المرضي لمواريث التخلف التي تشل حركتهم وتثقل عقولهم وقلوبهم وكواهلهم على الدوام. وكما يتشارك الحالمون جهود التجاوز والانطلاق نحو اليمن الجديد يتضافر الماضي بتحالفاته لعرقلة هذه الجهود، يشهر الماضي أسلحته في وجه التوجهات الجديدة، وكلما تشدد المستقبليون في السير نحو الأمام استنفر الماضويون كل طاقاتهم في المواجهة. الحوثيون يطالعوننا من أزمنة غابرة موقفا وخطابا واحتشادا عصبويا ونقمة. لا يقترح الحوثيون مشروعا يمكن التفاهم حوله. صالح يتحول إلى جزء من ذاكرة اليمن الشادة المقعدة إذ يغدو طالب حق مقدس في الحكم هو الآخر. ما يحدث في الجنوب كذلك استنفار مرهق للذاكرة، وحراك محبط محترب داخل ذاته لا يقترح حلولا واقعية للراهن والمستقبل، بل يقترح العودة إلى الماضي بجعله موئلا للحنين، وبإعطائه أبعادًا فردوسية ذكرى الانكفاء والكفاية والمعاش المنتظم دون النظر إلى حركة الزمن وتغير الواقع ونمط الحكم وعلاقة المجتمع بالدولة. هذا الحنين لا يبدو بريئًا البتة كونه يعيد تمجيد نمط عتيق من علاقة المجتمع بالدولة، تأسس على تبعية مطلقة لا على المواطنية. هذا التوجه الانكفائي يتنصل من الصيرورة ولا يعد نفسه جزءًا من حركة التاريخ. محارب الذاكرة يخوض صراعا خاصا مغلقا، يعزز انفصاله عن المجتمع. لا يريد أحدًا معه. يريد الاسئثار بصراعه والانفراد بمظلوميته لكي يدعم حضوره ويطلب استحقاقاته. يستسعد ببقائه ضحية لا يريد الانتقال إلى دائرة المسؤولية إنها هزيمة الذاكرة ثمة قواسم مشتركة بين محاربي الماضي النزعة الإقصائية، إنكار الآخر، عدم الاعتراف به، الشحن العصبوي وتغذية مشاعر العداء، الحضور الإشكالي المقلق والمهدد للدولة وللفضاء المجتمعي العام. تبقى الثقافة بنى راسخة قد يصعب تغييرها جذريا لكن ما يمكن فعله إيجاد دولة متعالية على صراع المجتمع. تمثل هوية الجميع وتنظم وجودهم وتضمن حرياتهم وحقوقهم المدنية دولة الحرية والمساواة والعدالة والشراكة والمواطنة دولة المجتمع الحر المختلف المؤتلف والتي لا يستطيع أحد فيها فرض تحيزاته وخياراته السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية على الآخرين وأعتقد أن الحوثيين يقدمون صورة ساذجة وكاريكاتورية لمعتقداتهم السياسية المنتمية إلى قرون اذ يختزلون الدولة في أنماط من التعاملات البسيطة لا يختلفون في رؤيتهم هذه مع أكثر التنظيمات المسلحة تطرفًا وتشددًا وانغلاقًا فكرة بناء الدولة كانت وستظل العامل الأهم في القضاء على هذه الظهورات المتلبسة والمتلفعة أردية عصبوية دينية وثقافية شتى في حين أنها نتاج غياب الدولة. أدرك أحرار اليمن منذ بواكير النضال أن الدولة الوطنية هي الضمان الوحيد لتذويب كل نزوعات ما قبل الدولة سواء كانت قبلية طائفية مذهبية مناطقية أو جهوية. ويقيننا أن هذه المرحلة البائسة بكل مكبوتاتها الطافحة وضغائنها المصطنعة مرحلة زائفة وليست حقيقية ولا تعبر عن روح اليمن التي نعرفها ويقيننا أن لدينا في عمق الروح والوجدان والتاريخ. والواقع سياجات حامية ستظل تعمل وتقينا الضياع وتحمينا من الشرور والتصدعات والشروخ ما نعانيه حصاد تحويل الدولة إلى كيان مسخي غريب محكوم بنظام شائه كرس بقاءه ضد المجتمع وخارج السيطرة العامة. منتجة أزمات وصراعات وانقسامات وحروب رعناء وهدفا للتوجهات المتطرفة البدائية والتي عشنا ونعيش منها فصولا كوميدية ساخرة وشديدة السواد يتصارع فيها الماضي كله على التهام الحاضر والمستقبل. ما حدث تجريف مسعور لكل شيء، ضرب للدولة ونسف للمؤسسات قتل لمفهوم الوطن والمواطنة اقتحام وحشي للوعي إعدام للإنسان عودة مكلفة لوراء الوراء صناعة مزبلة كبيرة عاود فيها التاريخ دلق وإفراغ مهازله بغرور وانتفاش وبتصميم قاتل، مزبلة لم يعد فيها معنى لأي شيء، سوى لليمن المقاوم المتطلع لزمن آخر جديد.
636
| 06 أبريل 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جرأة صالح على الكذب والتنصل لا تضاهيها إلا عدمية أولئك الذين مازالوا حوله حملة مباخر وأتباع ضلال مبين. كان حكم صالح تاريخا من التملص والتبرؤ من المسؤولية وعدم الاعتراف. يحتاج المرء للكثير من الحذق والنباهة كي يضلل ويزيف الحقائق والوقائع على هذا النحو ويتطلب العقل مستوى من الاحترام كي ينخدع ويمرر ويتقبل ما يقال. يكرر صالح القول إن الصراع مع الحوثيين كان مجرد "خلاف سياسي وإداري " وذلك لتبرير تحالفهما الشيطاني الأخير في الانقلاب على الشرعية وإعلان الحرب. هذا القول ذروة الخيانة والإهانة لليمن واليمنيين يصرح به صالح في كل مناسبة دون تحفظ ولا مراعاة وببجاحة تجاوز قدرتنا على التحمل. يتنصل صالح ببساطة من ست حروب طاحنة هو من اتخذ قرار خوضها جولة بعد أخرى ودفع بالجيش إلى محارقها الممتدة بمبرر الدفاع عن الجمهورية وحماية البلاد من المد الصفوي الإيراني وهو من عمل منذ البدء على تأطير تلك الحرب ضمن أبعاد وطنية لإضفاء المشروعية عليها رغم عجزه عن تجييش أحزاب المعارضة وقطاعات واسعة من المجتمع معه حيث كانت مخاوف القوى الوطنية من انزلاق البلد إلى حرب أهلية تجعل بقاءها ضد الحرب كقوة وازنة ووسيطة في مراحل لاحقة أمرا غاية في الأهمية. كانت حربا غامضة ملتبسة عصية على الفهم والحسم لم يزل صالح يؤكد خلالها "أن الحوثيين حركة مسلحة لها ارتباطات خارجية وتهدف للانقلاب على النظام الجمهوري وإعادة حكم الإمامة"، وهذا ما كان يؤكده الخطاب العام لنظام صالح عموما طوال سني الحرب المتلاحقة. كان صالح رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة اعلى سلطة في البلاد ولا يملك أحد اتخاذ قرار الحرب سواه، خطبه وتصريحاته طوال سنوات الحرب محفوظة تحمله المسؤولية وتفضح تنصله وخيانته لدماء وجراحات من ضحوا وقاتلوا تحت إمرته وبأمر منه. أكثر من ستين ألف قتيل من ضباط وجنود القوات المسلحة ومثلهم جرحى ومعاقون وآلاف الضحايا من المدنيين يتخلى صالح عنهم ويسلبهم شرف ومجد التضحية والبطولة لمجرد أنه أرغم على التخلي عن الحكم. أتساءل كيف يمكن لعسكريين تم إذلال قادتهم ورفاقهم في السلاح واستباحة دمائهم وتبخيس كفاحهم والالتفاف عليهم والتبرؤ منهم، كيف يمكن لعسكريين تم الغدر برفاقهم من قبل الرجل الأول المسؤول عن القوات المسلحة، كيف لهم أن يستمروا في القتال معه ضد أهليهم وبلادهم وقد غادر منصبه وصار زعيم عصابة كبيرا؟ لا يمكن حدوث ذلك إلا حين يصير أولئك العسكريون مجرد مرتزقة ورجال عصابات خلاف سياسي وإداري يستحق كل تلك الدماء والمآسي والأحزان والويلات التي عاشتها اليمن طوال دورات الحرب؟ يستمر الرجل في تبسيط جرائمه وكوارثه ويواصل عروضه الهزلية الأخيرة الساخرة بما تبقى له من عناد وعتاد ومال وقطيع مسلح. كان على الدوام مستعدا للتنصل والهرب وخذلان جنوده وكسر انتصاراتهم بتواطئاته وصفقاته المريبة ولم يكن ليتردد عن وضع قادات جيشه أهدافا لعدوهم في ساحات المعركة وتحميلهم أعباءها كاملة لتغدو حرب فلان وعلان وحرب مذهب ومذهب وحزب وطائفة وجهات ومناطق. لم يسمح بانتصار الجيش ولا بهزيمة الحوثيين فخرجوا أكثر انتفاشا وصلفا وتماديا وغرورا في تعاملهم مع الجميع وكانوا من أدوات إجهاض التغيير وتفجر الأوضاع عموما وانتهى بهم الحال للدخول مع صالح في حلف انقلابي مدمر في مآل يكشف الكثير من أسرار تلك العلاقة الغامضة التي جمعت الطرفين منذ سنوات الحرب الباكرة. في السياسة يمكن تفهم التغير في المواقف سلبا وإيجابا وتغير التحالفات كدلالات مرونة ونضج وربما نتاج مراجعات أو استجابة لمقتضيات الضرورة والمصلحة، غير أنها تظل محكومة بشروط العمل السياسي وبالمشروعية الدستورية والقانونية ومشروطة بالالتزامات الأخلاقية والوطنية، لا تحالفات على الشر والعدوان، لا توافقات على الحرب ضد المشروعية، لا شراكة في الانقلاب على الدولة وتحويل حياة الملايين إلى جحيم، هذا حلف خياني موصوم آثم لا يمكن تبريره على الإطلاق، أكثر شيء يُحَسِّنه صالح التنصل لم يكن يوما وفيا لسواه ولغير مصالحه الخاصة ومصالح أدواته ومجموعات الفساد حوله. تنصل طويلا من الإصلاحات والوفاء بمطالب التغيير، تنصل من كل الوعود التي ظل يصرفها بسخاء شمالا وجنوبا حتى وجد نفسه أمام لحظة الحقيقة في مواجهة كل الاستحقاقات المؤجلة والمرحلة والمتنصل منها بإصرار هذا الرجل سجننا طويلا في شخصه وأنهكنا في ملاحقته وبدد أعمارنا في إحصاء سيئاته وسوءاته وقد اقتضت الثورة خلعه من وعينا وأفكارنا وخطابنا وحياتنا كي لا يواصل سيطرته واستحواذه علينا طويلا. ثمة ضحايا كثر لـ صالح ما زالوا عالقين في دائرة القهر مشدودين لقاهرهم ويحتاجون لأن يتعافوا ويعاد تأهيلهم من جديد كمواطنين أحرار لا يمكن استغلالهم وحشدهم مع جلاديهم ضد أنفسهم ومصالحهم وحقوقهم وحرياتهم وقضاياهم العادلة، التحرر من السجن ومغادرة السجان عملية أولية مهمة تتطلب الكثير من اليقظة والجهد. من حق الرجل أن يطيل التشبث بالحياة وأن يستمر في الخصم من نفوسنا لصالحه مادمنا أقل تشبثا منه بالحياة ومادام هنالك من يسترخص روحه مقابل الفتات. يسأل صديقي باكتئاب حاد: "لا أدري كيف ستتخلص اليمن من هذا الوباء الذي اسمه صالح؟ مضيفا "لا أشعر بالانزعاج مما يمارسه هو رغم كارثيته لأن هناك الآن من يواجهه"، " لكنني أشعر دائما بإرهاق شديد بل بألم من أفكار معارضيه، صالح بكل تفاهته بلا معارضين" ما هو واضح أن الرجل سيواصل التصرف كما اعتاد طوال ٣٣ سنة ولن يقبل التنصل من أداء دور الزعيم ولن يرض بحليفه سوى أداة وحامل وزر وغطاء فهما مشروعا إمامة لا يمكن لأحدهما إلا أن ينفي الآخر. ويظل السؤال: ترى أي الحليفين يسبق في التنصل؟
799
| 30 مارس 2016
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6462
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6399
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3879
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
3126
| 23 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1866
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1665
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1575
| 21 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1038
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
999
| 24 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
996
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية