رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اختلاف الرجل والمرأة جمال ..

الرجل يختلف عن المرأة في كثير من الأمور ، وليس في ذلك ما يعيب ، بل أجد أن الجمال كامن في ذاك الاختلاف ، وقد كتب كثيرون عن هذا الاختلاف . مما جاء في كتب الباحثين والمؤلفين حول الاختلاف بين الرجل والمرأة ، أن المرأة في مجال الحديث مثلاً تكون عادة أكثر تأدباً من الرجل في أحاديثها حيث تتجنب الأحاديث المبتذلة ، في حين أن الرجل تكون تلك اللغة عادية عنده ، بل ومستخدمة بشكل متكرر وفي مناسبات عديدة ‍‍!! لكن المرأة تميل في أحاديثها إلى الإطناب والإسهاب والتفصيل الممل ، فيما العكس عند الرجل الذي يختصر الحديث، ويريد الأمر نفسه أن يكون مع محدثه أيضاً.. لا يريد أن يسمع أحاديث طويلة مفصلة ومملة ، ولهذا يُقال إن الثرثرة صفة نسائية بحتة ، حتى إنه يقال للرجل الثرثار امرأة !! أما عن مضمون أحاديث المرأة والرجل ، فقد تبين أن الرجل أكثر اهتماماً بالسياسة والدين والرياضة ومصاريف المنزل وحركة المال والتجارة وغيرها من أمور ترفيهية ومدركات حسية.. في حين أن المرأة يغلب عليها الاهتمام في أحاديثها بالحياة الاجتماعية والعناية بالزوج والأطفال والمطبخ والملابس والأزياء والديكور، إضافة إلى حب المظاهر، أياً كانت تلك المظاهر وفي أي مجال كانت أيضاً ! من الدراسات تبين أن الرجل يتكلم بطريقة أسرع من المرأة ، لكن كلام المرأة يكون أكثر تدفقاً من الرجل، وهي ذات قدرة على مواصلة الحديث بنفس الوتيرة ودون كلل أو ملل، وهو ما لا يقدر أن يأتيه الرجل مهما كان مفوهاً وقادراً على الحديث بشكل سريع. فيما يتعلق بطريقة وتقنية الحديث أو الأسلوب ، فالمرأة تميل إلى التحديق والابتسام واستخدام حركات الوجه المعبرة عند الحديث بصورة أكثر من تلك التي لدى الرجل، كما أنها تفضل إطالة النظر أثناء الحديث في وجه المستمع على تكراره، في حين أن الرجل يفضل تكرار النظر في وجه المستمع على إطالته. هكذا الرجل والمرأة .. اختلاف في كثير من الأمور، ولعل هذا الاختلاف هو سر جمال العلاقة بينهما حين الارتباط ، فكل طرف يُكمل الآخر أو هكذا الأصل أو النظرية..

1502

| 02 فبراير 2014

رزقك يطلبك قبل أن تطلبه

أرزاقنا تطلبنا بشكل يفوق حتى الأجل الذي هو يطلبنا أيضاً.. وقد قرأت ذات مرة قصة من روائع القصص التي من المفترض أنها تزيد المرء إيماناً وتقرباً من الخالق جلا وعلا.. قصة تثبت عظمة الخالق الرازق، وتثبت كيف أن الرزق يأتيك بأشكال وصور متعددة لا تعرف كيفيتها، بل لا يمكنك بعد حصولك على رزقك، كيفما يكون، إلا أن تنطق وتردد كثيراً: سبحان الله. تقول القصة: جاءت إمرأة لنبي الله داود عليه السلام وسألته: يا نبي الله، أربك، ظالمٌ أم عادل؟! فقال داود: ويحك يا امرأة، هو العدل الذي لا يجور.. ثم قال لها ما قصتك؟ قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غـزل يدي، فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلّغ به أطفالي، فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، وبقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي، فبينما المرأة مع داود عليه السلام تتحدث إليه بقصتها، إذا بالباب يطرق على داود، وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار. قالوا يا نبي الله أعـطها لمستحقها، فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال؟ قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق، فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غـزل فسدّدنا به عيب المركب، فهانت علينا الريح وانسد العيب ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت! فالتفت داود عليه السلام، إلى المرأة وقال لها: "ربٌ يتجر لكِ في البر والبحر وتجعلينه ظالمًا؟! وأعطاها الألف دينار وقال: أنفقيها على أطفالك. سبحان ربي.

1708

| 01 فبراير 2014

العـز بن عبد السلام

ما إن يرد ذكرٌ للمغول الهمج في وقت من الأوقات بالتاريخ الإسلامي إلا وجدت اسماً علماً أو قامة شامخة.. تلك القمة متمثلة في العالم الرباني، العز بن عبدالسلام، العالم الشجاع، الذي يذكره المؤرخون على أنه من أعظم الرجال الذين ظهروا في فترة حكم المماليك لمصر. مما جاء في سيرته أن الملك الصالح إسماعيل قد منح أو باع بلدتين من ديار المسلمين إلى الصليبيين لأغراض مشبوهة، لا تقل سوءاً عما يحدث في عالم اليوم أيضاً، مما أثار غضب المسلمين حينذاك، وأثار غضب العلماء تحديداً. كان للعالم الرباني الشجاع العز بن عبدالسلام موقفه الشجاع، حيث صعد المنبر يوماً وبدأ يخطب في الناس، حيث استنكر ما قام به الملك وأعلن أنه قد خان الأمة الإسلامية بأسرها وأنه لا طاعة له، بل وطالب بخلعه على مرأى ومسمع من الجميع! تم إلقاء القبض عليه وأودع السجن، فثار الناس تأييداً للعالم الشجاع وطالبوا بالإفراج عنه، فشعر الملك بتورطه وحاول التخفيف من ثورة الشعب وامتصاص غضبه، مع المحافظة في الوقت ذاته على ماء وجهه أمام الناس.. فأرسل إلى الشيخ من يقول له: إن الملك سيعفو عنك بشرط أن تعتذر وتقبل يده! فأجاب الشيخ بكل شجاعة وعزة واستعلاء: «يا مسكين، والله ما أرضى أن يقبل الملك يدي فضلاً عن أن أقبـّـل أنا يده» فلم تُعجب الملك إجابة الشيخ فأمر بحبسه مجدداً وحتى إشعار آخر. حدث ذات مرة أن زار وفد إفرنجي الملك، وصادف أنهم سمعوا رجلاً يقرأ القرآن، وكان هو الشيخ الذي كان محبوسـاً في مكان قريب من مجلـس الملك فسـألوه عنه.. فقال لهم الملك: إن هذا القارئ أعظم شيوخ المسلمين، وقد حبسته لإنكاره علي التعـاون معكم وعزلته من منصبه وأودعته السجن، ظناً من الملك أن عمله سيـكون موضـع ترحيب وتقدير من الوفد الإفرنجي، الذي رد أعضاؤه عليه قائلين: لو كـان هذا الرجل فينا لغسلنا قدميـه وشربنـا ماءهما!! فما أحوجنا في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تمر على الأمة، إلى عزة واستعلاء وشجاعة ورجولة العز بن عبدالسلام؟

1275

| 31 يناير 2014

قبل أن تعالج مشكلة

قبل أن تبدأ أي عملية إصلاحية أو تغييرية مع إنسان، ضع في ذهنك أمراً غاية في الأهمية وتأكد بشكل دقيق أنك تعرف أصل الداء.. لماذا؟ لأن معرفة أصل المشكلة ستؤدي بك حتماً دونما ريب أو كثير نقاش، إلى وصف مناسب ودقيق أيضاً للعلاج أو الدواء. اقرأ معي القصة التالية .. اشتكى زوج عند طبيبه من ثقل سمع زوجته وأنها لا تسمع إلا بعد عدة مرات، فاقترح الطبيب حلاً على الزوج بأن يخاطب زوجته وبعبارة قصيرة من عند باب المنزل، فإذا لم تستجب، يتقدم خطوات أكثر، فإن استمر الوضع دون نتيجة، يتقدم إلى باب المطبخ حتى يقترب منها في كل مرة ليصل إلى متر واحد بينهما! دخل الزوج منزله، ووقف عند باب المنزل وقال: عزيزتي ما هو عشاءنا الليلة؟ ولم يسمع رداً، فتقدم خطوات وكرر العبارة نفسها دون إجابة، وهكذا حتى اقترب منها كثيراً وقال: عزيزتي، لقد قلت لك ما هو عشاءنا هذه الليلة؟ فقالت: دجاج.. للمرة الرابعة تسألني ولرابع مرة أجيب!!لاحظتم أين المشكلة؟لم تكن في الزوجة، بل كانت المشكلة كامنة في الزوج نفسه. لقد ظن أن زوجته لا تسمع جيداً وأن هناك خللاً ما في أذنيها وتسرّع وذهب إلى الطبيب يستشيره طلباً للعلاج والحل، قبل أن يبحث بنفسه عن المشكلة ومصدرها، لكن تبين له بالتجربة أن العكس هو الصحيح. المشكلة إذن فيه، فلقد كان ذا سمع ثقيل وليست زوجته المظلومة.. هذا مثال واحد من آلاف الأمثلة أو المشاكل الحياتية التي تتكرر وتقع لأي أحد منا.. نعتقد دائماً في وقت الأزمات والمشكلات أن العلة خارجية، وأن السبب كذا وكذا ونبتعد ونتعمق في التحليل والتفسير كثيراً، رغم أن السبب قد يكون أقرب وأيسر مما نتصور. هذا الأمر يفيدنا في مسألة التعديلات والتغييرات والصيانة والتصليحات إلى آخر قائمة تلك المعاني. إذ لابد أن نعرف أصل المشكلة وجذور الأزمة قبل أن نشرع في البحث عن الحلول والعلاجات. المسألة الحياتية دقيقة جداً ولا تقبل اجتهادات أو تجارب كثيرة. الإنسان ليس آلة صماء أو جماد بلا روح، ومن هذا المفهوم علينا التحرك والإنطلاق ونحن بصدد علاج أو إصلاح أمر ما عند إنسان.. وما قلناه ليس بالجديد، لكنه من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين.

1331

| 29 يناير 2014

صورة الخليجي .. (2)

قلنا بالأمس لمن لم يقرأ الحلقة الأولى أن الصورة الذهنية المرتبطة بالإنسان الخليجي عند كثيرين، سواء في الشرق أو الغرب، أنه ذاك الشخص المترف الذي لا يهتم إلا بنفسه ونزواته وشهواته، بسبب ما بيده من ثروة أو فائض من المال لا يدري كيف يتعامل معها أو يستثمرها!! وقلنا بأن المشكلة في الصور الذهنية هي صعوبة تغييرها أو محوها وإزالتها من الذهن ما إن تثبت وتترسخ. الإنسان الخليجي بداية ليس من الملائكة أو من الأنبياء كي لا يخطئ أو لا تغلبه أمراض النفوس المعنوية المتعددة، شأنه شأن أي أحد يعيش على هذه الأرض. ومثلما أن هناك الخليجي المترف المسرف غير العابئ بما جوله، فكذلك هناك الحكيم الواعي، المدرك لما يجري حوله ويتفاعل بكل إيجابية. لكن حين يتم تسليط الأضواء على السلبيات عبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي المجالس والمنتديات وغيرها، فلا شك أنها ستغلب على الجوانب الإيجابية وتعطي انطباعات سلبية تبعاً لنوعية الرسائل الإعلامية المرسلة إلى اللاوعي عند مستقبلي تلك الرسائل. وهذا هو ما حدث وما زال، سواء للإنسان الخليجي أو العربي أو حتى المسلم. حين تقوم وسائل الإعلام وخاصة العربية، بتغييب النماذج الواعية الحكيمة في المجتمع الخليجي عن عمد وتجاهل في كثير من الأحيان، وتسلط الأَضواء على آخرين أقل حكمة وعلماً وثقافة وإدراكاً، مع احترامنا للجميع، وتبرز الجوانب السلبية من حياة الإنسان الخليجي أو المجتمع الخليجي بشكل عام، فإنه من المؤكد أنها تقوم بترسيخ صورة ذهنية غاية في السوء والتشويه عن الخليجي، تحتاج إلى سنوات طوال، وجهود إعلامية مستمرة وكبيرة ومتنوعة لتغيير تلك الصورة. هناك نوابغ من الخليجيين في مجالات عديدة. هناك مفكرون واستراتيجيون ومثقفون وأدباء وكتّاب وأطباء وعلماء في تخصصات علمية وأدبية.. لماذا لا يظهرون في وسائل الإعلام العربية من المشرق إلى المغرب؟ لماذ نرى كل الوجوه العربية في صحف وفضائيات الخليج، والعكس غير صحيح؟ كم مغربي أو تونسي أو ليبي أو مصري على سبيل المثال، يعرف عن مفكر استراتيجي مثل الدكتور الكويتي عبدالله النفيسي أو المفكر الاستراتيجي القطري الدكتور جاسم سلطان، وغيرهما كثير ولهم كل احترام وتقدير.. ولولا محدودية المساحة ها هنا لذكرناهم جميعاً؟ ظني ختاماً ، أن هناك عدم عدالة بيننا كإعلاميين عرب في إبراز الإيجابيين في مجتمعاتنا ، فلماذا نلوم إذن وننتقد الغريب الأجنبي ، ونحن كعادتنا في أغلب المجالات ، مؤسسات وحكومات ونسبة من الشعوب ، متناحرين متحاسدين ومتباغضين ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة أو حتى مؤتمر .. فماذا ترون ؟

608

| 28 يناير 2014

صورة الخليجي .. (1)

الصورة الذهنية المرتبطة بالإنسان الخليجي عند كثيرين، سواء في الشرق أو الغرب، أنه ذاك الشخص المترف الذي لا يهتم إلا بنفسه ونزواته وشهواته، تدعمه في ذلك ثروة طائلة لا يدري كيف يستثمرها، بل إنه مستمر في تبديدها ليلاً ونهاراً، يعيش حياة كلها رفاهية ويديرها بكل سذاجة، يسرق منه من شاء، ويستهبله من أراد، وهكذا! هل الإنسان الخليجي بهذه الصورة فعلاً؟ وإن كانت الإجابة بالنفي، فكيف إذن نشأت تلك الصورة الذهنية عند كثيرين، وخاصة أن الصور الذهنية عادة تنشأ ، كما يقول المشتغلون بعلم النفس، بسبب تجارب واقعية أو بناء على معلومات مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أو اشاعات أو غيرها من مصادر المعلومات، فتكون النتيجة بعد كل ذاك الكم من المعلومات صورة ذهنية معينة عن شخص أو مؤسسة أو شركة أو منتج أو ما شابه ذلك، بغض النظر عن إيجابية أو سلبية الصورة الذهنية التي تكونت. لا شك أن وسائل الإعلام لعبت دوراً مهماً في صناعة صورة ذهنية للإنسان الخليجي، سواء الإعلام العربي أو غيره في العالم. وصورة الإنسان الخليجي لا تختلف عن تلك الصورة الذهنية المرتبطة بالعرب أو المسلمين في أنحاء العالم. فقد لعبت وسائل إعلام كثيرة غير عربية ولفترات طويلة على تشويه صورة الإنسان العربي أو المسلم لأهداف سياسية معروفة، وربما ساعدها على ذلك سلوكيات غير حضارية من بعض العرب أو المسلمين، أعطت المجال لأولئك المشتغلين بانتاج صور ذهنية معينة عن العربي أو المسلم، تعزز أهدافهم، وهو ما نراه ونستشعره في عالم اليوم. المشكلة في الصورة الذهنية هي صعوبة تغييرها أو محوها وإزالتها من الذهن ما إن تثبت وتترسخ. ومن هنا تحرص كثير من الجهات، سواء مؤسسات أو شركات أو حتى أفراد، أن تكون الصور الذهنية التي تبدأ تنشأ في الأذهان عنهم، إيجابية منذ البداية، وإن تعزيزها أسهل من حدوث العكس وهو نشوء صورة سلبية، حيث إزالتها وتغييرها أو تعديلها غاية في الصعوبة والأمثلة حولنا أكثر من أن نحصيها. وللحديث بقية...

798

| 27 يناير 2014

صورة الخليجي .. (1)

الصورة الذهنية المرتبطة بالإنسان الخليجي عند كثيرين، سواء في الشرق أو الغرب، أنه ذاك الشخص المترف الذي لا يهتم إلا بنفسه ونزواته وشهواته، تدعمه في ذلك ثروة طائلة لا يدري كيف يستثمرها، بل إنه مستمر في تبديدها ليلاً ونهاراً، يعيش حياة كلها رفاهية ويديرها بكل سذاجة، يسرق منه من شاء، ويستهبله من أراد، وهكذا! هل الإنسان الخليجي بهذه الصورة فعلاً؟ وإن كانت الإجابة بالنفي، فكيف إذن نشأت تلك الصورة الذهنية عند كثيرين، وخاصة أن الصور الذهنية عادة تنشأ ، كما يقول المشتغلون بعلم النفس، بسبب تجارب واقعية أو بناء على معلومات مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أو اشاعات أو غيرها من مصادر المعلومات، فتكون النتيجة بعد كل ذاك الكم من المعلومات صورة ذهنية معينة عن شخص أو مؤسسة أو شركة أو منتج أو ما شابه ذلك، بغض النظر عن إيجابية أو سلبية الصورة الذهنية التي تكونت. لا شك أن وسائل الإعلام لعبت دوراً مهماً في صناعة صورة ذهنية للإنسان الخليجي، سواء الإعلام العربي أو غيره في العالم. وصورة الإنسان الخليجي لا تختلف عن تلك الصورة الذهنية المرتبطة بالعرب أو المسلمين في أنحاء العالم. فقد لعبت وسائل إعلام كثيرة غير عربية ولفترات طويلة على تشويه صورة الإنسان العربي أو المسلم لأهداف سياسية معروفة، وربما ساعدها على ذلك سلوكيات غير حضارية من بعض العرب أو المسلمين، أعطت المجال لأولئك المشتغلين بانتاج صور ذهنية معينة عن العربي أو المسلم، تعزز أهدافهم، وهو ما نراه ونستشعره في عالم اليوم. المشكلة في الصورة الذهنية هي صعوبة تغييرها أو محوها وإزالتها من الذهن ما إن تثبت وتترسخ. ومن هنا تحرص كثير من الجهات، سواء مؤسسات أو شركات أو حتى أفراد، أن تكون الصور الذهنية التي تبدأ تنشأ في الأذهان عنهم، إيجابية منذ البداية، وإن تعزيزها أسهل من حدوث العكس وهو نشوء صورة سلبية، حيث إزالتها وتغييرها أو تعديلها غاية في الصعوبة والأمثلة حولنا أكثر من أن نحصيها. وللحديث بقية...

622

| 27 يناير 2014

الزعيم الأحمق

القبائل التي أظهرت وجاهرت بالعداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الفترة ما بين غزوة بدر حتى جلاء اليهود من الجزيرة في معركة خيبر، كانت لأسباب سياسية أو اقتصادية، وبرزت شخصيات كثيرة جاهرت وكشفت عداوتها للإسلام والمسلمين، ومن الأسماء التي برزت في ذلك الزمان زعيم قبيلة غطفان، وهي قبيلة عربية كبيرة ذات شأن، لكن مشكلتها كانت كامنة في زعيمهم عيينة بن حصن، لسبب بسيط هو أنه كان نموذجاً للحمق، حتى أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم لقب الأحمق المطاع! مما جاء في سيرته وكان لافتاً للنظر، قراراته المتسرعة التي غالباً ما كانت تأتي بنتائج سلبية وغير حميدة، لا على نفسه ولا على قومه، حيث كان مستبداً في رأيه، لا يسمع ولا يشاور ويطيع هواه، فكانت قراراته بالتالي حمقاء، وبالضرورة تكون النتائج على قدر تلك الحماقات. أبرز قراراته الحمقاء حين وقف مع يهود خيبر ويناصرهم ويعادي المسلمين، في وقت تعاظم شأن الدولة الإسلامية ، حيث الحكمة تقتضي في تلك الظروف احترام تعاظم تلك القوة الجديدة، لكن كيف لأحمق أن يدرك مثل تلك المتغيرات؟ وكان النبي الكريم قد فاوضه على أن يكون محايداً في هذه المعـركة وله نصف اقتصاد خيبر، لكنه رفض رغم كل الإغراءات. بدأت المعركة ورأى عينية الأحمق، كيفية انهيار خيبر ولكن مع ذلك لم يتراجع عن قراره، والغريب أنه لم يقم أحد من جيشه، وكانوا يومئذ أكثر من 4 آلاف مقاتل، بتقديم رأي آخر أو معارض، فكانوا يتبعونه إلى أن انتهى أمر اليهود، فجاء عيينة دون استحياء إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وطلب أن يعطيه بعض غنائم الحرب ويكف عن معاداته!! وبهذا أثبت الأحمق المطاع أنه رمز للحمق. ومن المنطقي ألا يحصل على شيء، بل طرده النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من مجلسه، ليعيش ومن معه في عالم الحمقى والمغفلين. حين يقرأ أحدنا مثل هذه القصص، فإنه على الفور سيتبادر إلى ذهنه نماذج عجيبة شبيهة بالأحمق المطاع، يكونون على شكل رؤساء أو زعماء أو مديرين.. قرارات حمقاء، وتعليمات جوفاء، والناس من حولهم في شقاء وعناء.. وما أكثرهم في عالمنا العربي كدول ومجتمعات ومؤسسات.

2639

| 26 يناير 2014

نفسك قبل غيرك...

كثيرٌ منا يرغب في مساعدة الآخرين في أمورهم وقضاء حوائجهم، بل ربما وجدت أناساً يؤثرون الغير على أنفسهم، رغم الحاجة الماسة إلى بعضالاهتمام بالنفس ورعايتها.. ومن هذا المنطلق أجد أهمية كبيرة في إحداث نوع من التوازن في مسألة قضاء حوائج الناس وحل مشاكلهم إن كان أحدنا صاحب قدرة على ذلك، وبين الاهتمام بحوائجه هو ذاته وحل مشاكله وعدم التضحية بها في سبيل الآخرين، وإن كانوا على درجة من الأهمية كبيرة، فالأولوية للنفس قبل النفوس الأخرى، ولكن لماذا النفس قبل الغير؟ جواب السؤال أعلاه، هو أن الاهتمام بالنفس أولاً وقبل الغير له أصل ديني، بمعنى أنك ستأتي يوم القيامة، يوم الحساب والكتاب، وأنت بمفردك لا أحد معك أو ينفعك، "اليوم الذي لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم". هذا دليل واضح أنه لا أحد سينفعك إن كنت مقصراً في دنياك.. وربما يومها تتوسل إلى ابنك أو زوجتك أو حتى أمك أن يمنحوك بعض ما لديهم من حسنات أو تطلب منهم أن يسمعوك أو يقفوا معك لحظات تشرح لهم وضعك، فربما لانت قلوبهم يومئذ ولكن عبارة نفسي نفسي هي الطاغية يومها، فلن تجد آذاناً صاغية من أقرب المقربين إليك، بل ستراهم يهربون منك، وأنت الذي بذلت الغالي والنفيس في الدنيا من أجلهم.. لا أعني بهذا الحديث أن نتجاهل الأرحام والأهل والأصدقاء أو تنقطع صلات الرحمة وعلاقات الود والمحبة والتعاون بين الناس.. لا، ليس أعني هذا أبداً، لكن بالقدر الذي نقوم في الدنيا بتعزيز علاقاتنا مع الغير ونسير في حاجاتهم، فإنه بالقدر نفسه على أقل تقدير، مطلوب أن يهتم أحدنا بنفسه وحياته، لأنه لن ينفعنا أحد في غدنا سوى أنفسنا.. وهذه حقيقة مهمة لابد أن نعيها ونحن نتفكر في مسألة كيفية إدارة أحدنا لحياته، تلك الحياة التي لا نعطيها إلا أقل القليل، في الوقت الذي تستحق منا الكثير والكثير.. أليس كذلك؟

2305

| 25 يناير 2014

فلا أكل عمر طيبًا..

دخلت أم المؤمنين عائشة ومعها حفصة على الفاروق عمر رضي الله عنهم أجمعين، فقالت عائشة: يا أمير المؤمنين أتأذن لي في الكلام معك؟ قال: تكلمي يا أم المؤمنين، قالت: إن النبي الكريم مضى لسبيله، إلى جنة ربه ورضوانه، لم يرد الدنيا ولم ترده، وكذلك مضى أبو بكر على أثره لسبيله وألحقه بنبيه في الملأ الأعلى، لم يرد الدنيا ولم ترده. تكمل عائشة الحديث فتقول لعمر: أما أنت يا أمير المؤمنين، فقد فتح الله على يديك كنوز كسرى وقيصر، ودانت لك أطراف المشرق والمغرب، وها هي رسل العجم والعرب يأتونك، وعليك هذه الجُبّة الخلقة، وقد رقعتها اثنتي عشرة رقعة، فلو غيرتها بثوب لائق جميل، يهاب فيه منظرك، ولو استبدلت طعامك الخشن، بطعام طيب لذيذ، ليقوى بدنك، وينشط جسدك على حمل أعباء الأمة والرعية.. ما أتمت عائشة كلامها حتى بكى عمر شديداً.. ثم قال: يا عائشة، سألتك بالله، هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، شبع من خبز بر ثلاثة أيام ؟ أو جمع بين عشاء وغداء في يوم واحد حتى لقي الله؟ قالت عائشة لا.. قال: يا عائشة، هل تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة من الصوف ربما حك جلده من خشونتها؟ أتعلمان ذلك يا عائشة ويا حفصة ؟ قالتا : اللهم نعم. ثم التفت عمر إلى حفصة ابنته ، فقال لها : ألم تحدثيني يا حفصة أنك ثنيت للنبي صلى الله عليه وسلم عباءته ذات ليلة لينام عليها ؟ فوجد لينها فنام ولم يستيقظ إلا بأذان بلال، فقال لك يا حفصة : ماذا صنعتِ، أثنيت العباءة والمهاد ليلتيهذه، حتى ذهب بي النوم إلى الصباح! مالي وللدنيا، وكيف شغلتموني بلين العباءة عن مناجاة ربي؟ يا حفصة أما تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مغفوراً له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وكان يمضي جائعاً، ويرقد لله ذاكراً إلى أن قبضه الله إلى رحمته ورضوانه؟.فلا أكل عمر طيباً، ولا لبس ليناً .. إنما مثلي ومثل صاحبيَّ قبلي كثلاثة نفر سلكوا طريقاً، فمضى الأول وقد تزود زاداً فبلغ، ثم أتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى ووصل إليه، ثم أتبعهما الثالث، فإن سلك طريقهما ورضي بزادهما لحق بهما وكان معهما، وإن سلك غير طريقهما لم يصل إليهما ولم يجتمع بهما.. فلما سمعت حفصة وعائشة من عمر ما سمعتا، رجعتا إلى الصحابة وأخبرتهم بما سمعتا، ولم يزل عمر على تلك الحال حتى لقي ربه، رضي الله عنه أرضاه.

1456

| 24 يناير 2014

من يكرهك ؟!

مهما تحاول أن تتجنب المشكلات أو الدخول في صراعات مع من حولك ، وتحاول أن تمشي جنب الجدار أو في الظل ، كما تقول العامة ، إلا وجدت أحداً يسبب لك بعض المتاعب ، كأدنى درجات الكراهية التي لها أسبابها الكثيرة ، كالحسد مثلاً أو بعض علل معنوية أخرى بالقلب .. دعني اليوم أقدم لك وصفة حياتية من واقع التجارب مع بني البشر ، يمكنك تطبيقها مع من تجد أنه يكرهك لسبب أو حاجة في نفسه .. فلو وجدت ذاك الشخص الذي يعاديك ويكرهك يوماً ، يذكر مساوئ ومعايب عنك أمام الناس وفي حضورك دون أن يشير إليك أو يذكر اسمك ، فالمطلوب بعض الصبر وتحمل الموقف لدقائق معدودة فقط ، دون أن تقاومه وتدافع عن نفسك ، بل بدلاً من ذلك قم أنت بتأييده وانتقاد من به تلك المساوئ أيضاً ، وكأنك لا تعلم أبداً أنك المقصود ، وهو ما قد سيثير استغرابه .. حاول بعد ذلك أن تجيب على تساؤلاته بالتطرق إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع ، فإن أصر على الموضوع وقام بتسميتك هذه المرة وأنك المقصود ، فاظهر له استغرابك ، وأنك كنت تتوقع أن يكون ذلك مزحاً .. فإن رأيت إصراراً منه ، قم بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض النكات ، وكأنك لم تهتم ولم تأخذ الموضوع بحساسية .. عملك ذاك سيعمل على إغاظته وإثارته أكثر فأكثر ، فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير لائق وهو ثائر غضبان ، في حين تكون أنت في هدوء وضبط وربط للنفس ، وأثناء ذلك الهدوء والاتزان سيبدأ الشخص بملاحظة نفسه وأنه ثائر على شيء لا يستحق وأن مظهره بالفعل غير لائق أمام الناس ، فتجده على الفور يتجه نحو التهدئة التلقائية ، ومن ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الشعور بالحرج، بدءاً من الناس الحاضرين أو منك أنت المكروه ! موقفك ذاك سيجعله يفكر مستقبلاً مرات عديدة قبل أن يهاجمك أمام الآخرين ، وسيدرك أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك ، فتراه وقد تركك نهائياً ، بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً .. فهل أنت مستعد لتطبيق الوصفة مع من تـفكر فيه الآن ؟

908

| 23 يناير 2014

المشكلات ملح الحياة

تصحو من نومك متاخراً لتذهب إلى عملك وتجد مشكلة بانتظارك، وما أن تقوم بحلها إلا وأخرى تظهر فتنهمك معها، وثالثة ورابعة وعاشرة تخرج لك من هنا وهناك إلى أن ينتهي يومك.. لا جديد ولا غريب بالموضوع.. المشكلات أو التحديات كما يحب البعض أن يطلق عليها، صارت جزءاً من البرنامج اليومي لأي أحد منا.. وإن كنت تتمنى أو تحلم بحياة لا مشكلات فيها ولا توترات أو تحديات ولا قلق ولا ضغوط، فأنت ها هنا تطلب ما نسميه بالمستحيل أن يتحقق ويتجسد أمامك. إن حياة بلا مشكلات ولا منغصات ولا مقلقات، هي بمثابة طلب الفردوس الأعلى، حيث لا كدر ولا هم ولا غم ولا مشكلات ولا روتين ولا من ينغص عليك معيشتك ومزاجك.. وهذا أمر مستبعد وقوعه في مثل حياتنا الدنيا، التي هي مجموعة اختبارات أو مشكلات أو تحديات إن صح وجاز لنا التعبير. هناك مشكلات وتحديات تواجهك في عملك، وعلى أثرها تقرر البحث عن عمل آخر وفي موقع آخر، آملاً الابتعاد عن المشكلات.. لكن المفاجأة كبيرة حين تجد ما كنت قد هربت منه في موقعك الجديد، إذ ما إن تنقضي فترة من الدهر ليست بالطويلة حتى تطل مشكلة برأسها عليك، ورويداً رويداً تتطور وتطل أخرى وثالثة وعاشرة. المشكلات القديمة هي نفسها تتكرر في كل زمان وكل مكان ولكن بوجوه جديدة وسيناريوهات جديدة وفي مواقع جغرافية جديدة.. لا تظن أنك تبتعد عن المشكلات بابتعادك الجغرافي عنها. لا، ليس هذا هو الحل، فإن الإنسان طالما أنه يعيش في وسط إنساني بشري، فلا بد أنه يتأثر بما عند الآخرين وما فيهم. حل هذه الإشكالية كامنة في فهم هذه الحياة، وفهم مفرداتها وأهمها البشر.. وحين تفهم طبائع من حولك وتعرف كيف تسير الأمور في هذه الحياة، وتتيقن تمام اليقين بمسألة القدر خيره وشره، فإنك ستهدأ وستعرف كيفية التعامل مع جزئيات وتفاصيل حياتك.. افهم الحياة، وكن سعيداً بما تملك من نعم الله عليك، وما يجيء لك من السماء، تكن أسعـد البشر.

2095

| 22 يناير 2014

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3537

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2580

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2148

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2061

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1554

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1266

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

921

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

897

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

849

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

831

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

768

| 30 أكتوبر 2025

أخبار محلية