رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صورة الخليجي .. (1)

الصورة الذهنية المرتبطة بالإنسان الخليجي عند كثيرين، سواء في الشرق أو الغرب، أنه ذاك الشخص المترف الذي لا يهتم إلا بنفسه ونزواته وشهواته، تدعمه في ذلك ثروة طائلة لا يدري كيف يستثمرها، بل إنه مستمر في تبديدها ليلاً ونهاراً، يعيش حياة كلها رفاهية ويديرها بكل سذاجة، يسرق منه من شاء، ويستهبله من أراد، وهكذا! هل الإنسان الخليجي بهذه الصورة فعلاً؟ وإن كانت الإجابة بالنفي، فكيف إذن نشأت تلك الصورة الذهنية عند كثيرين، وخاصة أن الصور الذهنية عادة تنشأ ، كما يقول المشتغلون بعلم النفس، بسبب تجارب واقعية أو بناء على معلومات مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أو اشاعات أو غيرها من مصادر المعلومات، فتكون النتيجة بعد كل ذاك الكم من المعلومات صورة ذهنية معينة عن شخص أو مؤسسة أو شركة أو منتج أو ما شابه ذلك، بغض النظر عن إيجابية أو سلبية الصورة الذهنية التي تكونت. لا شك أن وسائل الإعلام لعبت دوراً مهماً في صناعة صورة ذهنية للإنسان الخليجي، سواء الإعلام العربي أو غيره في العالم. وصورة الإنسان الخليجي لا تختلف عن تلك الصورة الذهنية المرتبطة بالعرب أو المسلمين في أنحاء العالم. فقد لعبت وسائل إعلام كثيرة غير عربية ولفترات طويلة على تشويه صورة الإنسان العربي أو المسلم لأهداف سياسية معروفة، وربما ساعدها على ذلك سلوكيات غير حضارية من بعض العرب أو المسلمين، أعطت المجال لأولئك المشتغلين بانتاج صور ذهنية معينة عن العربي أو المسلم، تعزز أهدافهم، وهو ما نراه ونستشعره في عالم اليوم. المشكلة في الصورة الذهنية هي صعوبة تغييرها أو محوها وإزالتها من الذهن ما إن تثبت وتترسخ. ومن هنا تحرص كثير من الجهات، سواء مؤسسات أو شركات أو حتى أفراد، أن تكون الصور الذهنية التي تبدأ تنشأ في الأذهان عنهم، إيجابية منذ البداية، وإن تعزيزها أسهل من حدوث العكس وهو نشوء صورة سلبية، حيث إزالتها وتغييرها أو تعديلها غاية في الصعوبة والأمثلة حولنا أكثر من أن نحصيها. وللحديث بقية...

631

| 27 يناير 2014

الزعيم الأحمق

القبائل التي أظهرت وجاهرت بالعداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الفترة ما بين غزوة بدر حتى جلاء اليهود من الجزيرة في معركة خيبر، كانت لأسباب سياسية أو اقتصادية، وبرزت شخصيات كثيرة جاهرت وكشفت عداوتها للإسلام والمسلمين، ومن الأسماء التي برزت في ذلك الزمان زعيم قبيلة غطفان، وهي قبيلة عربية كبيرة ذات شأن، لكن مشكلتها كانت كامنة في زعيمهم عيينة بن حصن، لسبب بسيط هو أنه كان نموذجاً للحمق، حتى أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم لقب الأحمق المطاع! مما جاء في سيرته وكان لافتاً للنظر، قراراته المتسرعة التي غالباً ما كانت تأتي بنتائج سلبية وغير حميدة، لا على نفسه ولا على قومه، حيث كان مستبداً في رأيه، لا يسمع ولا يشاور ويطيع هواه، فكانت قراراته بالتالي حمقاء، وبالضرورة تكون النتائج على قدر تلك الحماقات. أبرز قراراته الحمقاء حين وقف مع يهود خيبر ويناصرهم ويعادي المسلمين، في وقت تعاظم شأن الدولة الإسلامية ، حيث الحكمة تقتضي في تلك الظروف احترام تعاظم تلك القوة الجديدة، لكن كيف لأحمق أن يدرك مثل تلك المتغيرات؟ وكان النبي الكريم قد فاوضه على أن يكون محايداً في هذه المعـركة وله نصف اقتصاد خيبر، لكنه رفض رغم كل الإغراءات. بدأت المعركة ورأى عينية الأحمق، كيفية انهيار خيبر ولكن مع ذلك لم يتراجع عن قراره، والغريب أنه لم يقم أحد من جيشه، وكانوا يومئذ أكثر من 4 آلاف مقاتل، بتقديم رأي آخر أو معارض، فكانوا يتبعونه إلى أن انتهى أمر اليهود، فجاء عيينة دون استحياء إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وطلب أن يعطيه بعض غنائم الحرب ويكف عن معاداته!! وبهذا أثبت الأحمق المطاع أنه رمز للحمق. ومن المنطقي ألا يحصل على شيء، بل طرده النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من مجلسه، ليعيش ومن معه في عالم الحمقى والمغفلين. حين يقرأ أحدنا مثل هذه القصص، فإنه على الفور سيتبادر إلى ذهنه نماذج عجيبة شبيهة بالأحمق المطاع، يكونون على شكل رؤساء أو زعماء أو مديرين.. قرارات حمقاء، وتعليمات جوفاء، والناس من حولهم في شقاء وعناء.. وما أكثرهم في عالمنا العربي كدول ومجتمعات ومؤسسات.

2651

| 26 يناير 2014

نفسك قبل غيرك...

كثيرٌ منا يرغب في مساعدة الآخرين في أمورهم وقضاء حوائجهم، بل ربما وجدت أناساً يؤثرون الغير على أنفسهم، رغم الحاجة الماسة إلى بعضالاهتمام بالنفس ورعايتها.. ومن هذا المنطلق أجد أهمية كبيرة في إحداث نوع من التوازن في مسألة قضاء حوائج الناس وحل مشاكلهم إن كان أحدنا صاحب قدرة على ذلك، وبين الاهتمام بحوائجه هو ذاته وحل مشاكله وعدم التضحية بها في سبيل الآخرين، وإن كانوا على درجة من الأهمية كبيرة، فالأولوية للنفس قبل النفوس الأخرى، ولكن لماذا النفس قبل الغير؟ جواب السؤال أعلاه، هو أن الاهتمام بالنفس أولاً وقبل الغير له أصل ديني، بمعنى أنك ستأتي يوم القيامة، يوم الحساب والكتاب، وأنت بمفردك لا أحد معك أو ينفعك، "اليوم الذي لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم". هذا دليل واضح أنه لا أحد سينفعك إن كنت مقصراً في دنياك.. وربما يومها تتوسل إلى ابنك أو زوجتك أو حتى أمك أن يمنحوك بعض ما لديهم من حسنات أو تطلب منهم أن يسمعوك أو يقفوا معك لحظات تشرح لهم وضعك، فربما لانت قلوبهم يومئذ ولكن عبارة نفسي نفسي هي الطاغية يومها، فلن تجد آذاناً صاغية من أقرب المقربين إليك، بل ستراهم يهربون منك، وأنت الذي بذلت الغالي والنفيس في الدنيا من أجلهم.. لا أعني بهذا الحديث أن نتجاهل الأرحام والأهل والأصدقاء أو تنقطع صلات الرحمة وعلاقات الود والمحبة والتعاون بين الناس.. لا، ليس أعني هذا أبداً، لكن بالقدر الذي نقوم في الدنيا بتعزيز علاقاتنا مع الغير ونسير في حاجاتهم، فإنه بالقدر نفسه على أقل تقدير، مطلوب أن يهتم أحدنا بنفسه وحياته، لأنه لن ينفعنا أحد في غدنا سوى أنفسنا.. وهذه حقيقة مهمة لابد أن نعيها ونحن نتفكر في مسألة كيفية إدارة أحدنا لحياته، تلك الحياة التي لا نعطيها إلا أقل القليل، في الوقت الذي تستحق منا الكثير والكثير.. أليس كذلك؟

2323

| 25 يناير 2014

فلا أكل عمر طيبًا..

دخلت أم المؤمنين عائشة ومعها حفصة على الفاروق عمر رضي الله عنهم أجمعين، فقالت عائشة: يا أمير المؤمنين أتأذن لي في الكلام معك؟ قال: تكلمي يا أم المؤمنين، قالت: إن النبي الكريم مضى لسبيله، إلى جنة ربه ورضوانه، لم يرد الدنيا ولم ترده، وكذلك مضى أبو بكر على أثره لسبيله وألحقه بنبيه في الملأ الأعلى، لم يرد الدنيا ولم ترده. تكمل عائشة الحديث فتقول لعمر: أما أنت يا أمير المؤمنين، فقد فتح الله على يديك كنوز كسرى وقيصر، ودانت لك أطراف المشرق والمغرب، وها هي رسل العجم والعرب يأتونك، وعليك هذه الجُبّة الخلقة، وقد رقعتها اثنتي عشرة رقعة، فلو غيرتها بثوب لائق جميل، يهاب فيه منظرك، ولو استبدلت طعامك الخشن، بطعام طيب لذيذ، ليقوى بدنك، وينشط جسدك على حمل أعباء الأمة والرعية.. ما أتمت عائشة كلامها حتى بكى عمر شديداً.. ثم قال: يا عائشة، سألتك بالله، هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، شبع من خبز بر ثلاثة أيام ؟ أو جمع بين عشاء وغداء في يوم واحد حتى لقي الله؟ قالت عائشة لا.. قال: يا عائشة، هل تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة من الصوف ربما حك جلده من خشونتها؟ أتعلمان ذلك يا عائشة ويا حفصة ؟ قالتا : اللهم نعم. ثم التفت عمر إلى حفصة ابنته ، فقال لها : ألم تحدثيني يا حفصة أنك ثنيت للنبي صلى الله عليه وسلم عباءته ذات ليلة لينام عليها ؟ فوجد لينها فنام ولم يستيقظ إلا بأذان بلال، فقال لك يا حفصة : ماذا صنعتِ، أثنيت العباءة والمهاد ليلتيهذه، حتى ذهب بي النوم إلى الصباح! مالي وللدنيا، وكيف شغلتموني بلين العباءة عن مناجاة ربي؟ يا حفصة أما تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مغفوراً له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وكان يمضي جائعاً، ويرقد لله ذاكراً إلى أن قبضه الله إلى رحمته ورضوانه؟.فلا أكل عمر طيباً، ولا لبس ليناً .. إنما مثلي ومثل صاحبيَّ قبلي كثلاثة نفر سلكوا طريقاً، فمضى الأول وقد تزود زاداً فبلغ، ثم أتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى ووصل إليه، ثم أتبعهما الثالث، فإن سلك طريقهما ورضي بزادهما لحق بهما وكان معهما، وإن سلك غير طريقهما لم يصل إليهما ولم يجتمع بهما.. فلما سمعت حفصة وعائشة من عمر ما سمعتا، رجعتا إلى الصحابة وأخبرتهم بما سمعتا، ولم يزل عمر على تلك الحال حتى لقي ربه، رضي الله عنه أرضاه.

1480

| 24 يناير 2014

من يكرهك ؟!

مهما تحاول أن تتجنب المشكلات أو الدخول في صراعات مع من حولك ، وتحاول أن تمشي جنب الجدار أو في الظل ، كما تقول العامة ، إلا وجدت أحداً يسبب لك بعض المتاعب ، كأدنى درجات الكراهية التي لها أسبابها الكثيرة ، كالحسد مثلاً أو بعض علل معنوية أخرى بالقلب .. دعني اليوم أقدم لك وصفة حياتية من واقع التجارب مع بني البشر ، يمكنك تطبيقها مع من تجد أنه يكرهك لسبب أو حاجة في نفسه .. فلو وجدت ذاك الشخص الذي يعاديك ويكرهك يوماً ، يذكر مساوئ ومعايب عنك أمام الناس وفي حضورك دون أن يشير إليك أو يذكر اسمك ، فالمطلوب بعض الصبر وتحمل الموقف لدقائق معدودة فقط ، دون أن تقاومه وتدافع عن نفسك ، بل بدلاً من ذلك قم أنت بتأييده وانتقاد من به تلك المساوئ أيضاً ، وكأنك لا تعلم أبداً أنك المقصود ، وهو ما قد سيثير استغرابه .. حاول بعد ذلك أن تجيب على تساؤلاته بالتطرق إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع ، فإن أصر على الموضوع وقام بتسميتك هذه المرة وأنك المقصود ، فاظهر له استغرابك ، وأنك كنت تتوقع أن يكون ذلك مزحاً .. فإن رأيت إصراراً منه ، قم بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض النكات ، وكأنك لم تهتم ولم تأخذ الموضوع بحساسية .. عملك ذاك سيعمل على إغاظته وإثارته أكثر فأكثر ، فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير لائق وهو ثائر غضبان ، في حين تكون أنت في هدوء وضبط وربط للنفس ، وأثناء ذلك الهدوء والاتزان سيبدأ الشخص بملاحظة نفسه وأنه ثائر على شيء لا يستحق وأن مظهره بالفعل غير لائق أمام الناس ، فتجده على الفور يتجه نحو التهدئة التلقائية ، ومن ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الشعور بالحرج، بدءاً من الناس الحاضرين أو منك أنت المكروه ! موقفك ذاك سيجعله يفكر مستقبلاً مرات عديدة قبل أن يهاجمك أمام الآخرين ، وسيدرك أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك ، فتراه وقد تركك نهائياً ، بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً .. فهل أنت مستعد لتطبيق الوصفة مع من تـفكر فيه الآن ؟

911

| 23 يناير 2014

المشكلات ملح الحياة

تصحو من نومك متاخراً لتذهب إلى عملك وتجد مشكلة بانتظارك، وما أن تقوم بحلها إلا وأخرى تظهر فتنهمك معها، وثالثة ورابعة وعاشرة تخرج لك من هنا وهناك إلى أن ينتهي يومك.. لا جديد ولا غريب بالموضوع.. المشكلات أو التحديات كما يحب البعض أن يطلق عليها، صارت جزءاً من البرنامج اليومي لأي أحد منا.. وإن كنت تتمنى أو تحلم بحياة لا مشكلات فيها ولا توترات أو تحديات ولا قلق ولا ضغوط، فأنت ها هنا تطلب ما نسميه بالمستحيل أن يتحقق ويتجسد أمامك. إن حياة بلا مشكلات ولا منغصات ولا مقلقات، هي بمثابة طلب الفردوس الأعلى، حيث لا كدر ولا هم ولا غم ولا مشكلات ولا روتين ولا من ينغص عليك معيشتك ومزاجك.. وهذا أمر مستبعد وقوعه في مثل حياتنا الدنيا، التي هي مجموعة اختبارات أو مشكلات أو تحديات إن صح وجاز لنا التعبير. هناك مشكلات وتحديات تواجهك في عملك، وعلى أثرها تقرر البحث عن عمل آخر وفي موقع آخر، آملاً الابتعاد عن المشكلات.. لكن المفاجأة كبيرة حين تجد ما كنت قد هربت منه في موقعك الجديد، إذ ما إن تنقضي فترة من الدهر ليست بالطويلة حتى تطل مشكلة برأسها عليك، ورويداً رويداً تتطور وتطل أخرى وثالثة وعاشرة. المشكلات القديمة هي نفسها تتكرر في كل زمان وكل مكان ولكن بوجوه جديدة وسيناريوهات جديدة وفي مواقع جغرافية جديدة.. لا تظن أنك تبتعد عن المشكلات بابتعادك الجغرافي عنها. لا، ليس هذا هو الحل، فإن الإنسان طالما أنه يعيش في وسط إنساني بشري، فلا بد أنه يتأثر بما عند الآخرين وما فيهم. حل هذه الإشكالية كامنة في فهم هذه الحياة، وفهم مفرداتها وأهمها البشر.. وحين تفهم طبائع من حولك وتعرف كيف تسير الأمور في هذه الحياة، وتتيقن تمام اليقين بمسألة القدر خيره وشره، فإنك ستهدأ وستعرف كيفية التعامل مع جزئيات وتفاصيل حياتك.. افهم الحياة، وكن سعيداً بما تملك من نعم الله عليك، وما يجيء لك من السماء، تكن أسعـد البشر.

2164

| 22 يناير 2014

الطيبون للطيبات

التفاؤل كما أسلفنا سابقاً محبوب ومطلوب، وهو أمر طيب يُنصح به كل أحد.. ولتكن نفسيتك إيجابية تدعوك إلى التفاؤل على الدوام ولا تكن على العكس فتدعوك نفسيتك السلبية إلى التشاؤم. ذلك أن الفرق بين النفسيتين كبير.. نفسية التفاؤل ونفسية التشاؤم.الأولى تجلب لك الراحة والسعادة، فيما الأخرى النصب والتعاسة دونما الحاجة إلى إثباتات وأدلة، وكلكم أدرى بهذا. لكي تكون متفائلاً على الدوام أو أغلب الوقت بإذن الله، ما عليك سوى الحرص التام على الاختلاط بالطيبين من البشر، وإن البحث عن الطيبين من الناس أجده أمراً يستحق العناء ويستحق بذل الجهد. إن وجدت أولئك الطيبين ارتبط بهم ووثق صلتك بهم بصورة وأخرى، فالطيب عادة يكون صالحاً، والصالح غالباً لا يعبأ بما يفعله أو فعله الآخرون. تجده لا يدس أنفه فيما لا يعنيه ولا يبحث عن المعايب والزلات، ولا يأكل لحوم الآخرين. لا يغتاب ولا يعيب وبالتالي من يصاحبه ويعاشره يسعد ويهنأ، ومن يكون سعيداً هانئاً في تعاملاته الحياتية اليومية لا بد وكنتيجة منطقية لهذه الطيبة، أن يتفاءل بحياته وما يجري فيها وحولها من أحداث. إن مشاعر التفاؤل، حين تختلط بالنفس ترتقي بها، وترى الجمال في كل شيء، فتدفعها إلى المزيد من الإنتاجية والإيجابية. إنه حين تلفك مشاعر التفاؤل والانشراح والسعادة عبر مخالطتك للطيبين من الناس، سيكون تأثير ذلك على إنتاجيتك ونظرتك إلى العمل والعاملين معك، بل الحياة بشكل عام. من هنا، أدعوك إلى البحث إذن عن كل ما يبعث على التفاؤل، أو يدعو إليه أو يذكرك بهذه المشاعر.. وبالمقابل تبتعد عن الأشرار أو المتشائمين أو الحسّاد من الناس، فإنهم لن يزيدوك غير تخسير.. ولهذا تقول العامة في أمثالها الشعبية، الصاحب ساحب، فانظر إلى من تصاحب حتى تعلم إلى أين أنت ساحب أو مسحوب.

1026

| 21 يناير 2014

كل شيء زاد عن حده

يظن البعض حين تكرمه وتعطيه بسخاء، مادياً ومعنوياً، أن ذلك مرجعه إلى سذاجة وغباء، وأنك بذلك لقمة سائغة له، تسهل عملية بلعك في أي وقت هو يشاء!! فتراه يتحول إلى إنسان انتهازي، لا يتوانى عن استغلالك أبشع استغلال في أول فرصة يجدها أمامه، بل وقد يتمادى أكثر معك حين تصبر على ذلك وتتجاهل استغلاله الأول لك وتتواصل في كرمك وسخائك معه، فيظن أن هذا قمة السذاجة، على الرغم من أنك تدري كيفية تفكيره ونفسيته، ولكن ما يمنعك عن كشفه منذ البداية، هو أخلاقك الرفيعة الراقية. لكن أليس لمثل هذه العلاقات حدود؟ أقصد من سؤالي: ألا يجب وضع حد لهذا الاستغلال البشع أو لمثل هذه العلاقات غير الإنسانية، إن صح وجاز لنا التعبير؟ العامة في أمثالها الشعبية الحكيمة تقول (كل شيء إن زاد عن حده انقلب ضده) ولكل شيء حد معين، يجب ألا يتجاوزه.. والمسألة تبدو واضحة حين أقول لكل شيء حدود، لاسيما بعض المعاملات بين بعضنا البعض أو علاقاتنا الإنسانية؛ لأنها الأساس الذي تستند إليه بقية تعاملاتنا وتفاعلاتنا مع بعضنا البعض في الحياة اليومية. كم مرة حاول البعض استغلال طيبتك أو كرمك معه؟ من المؤكد أنك ستجد البعض، وتتذكرهم على الفور وتتأسف لما بدر منهم، والذين تسببوا في أن تتغير بعض الشيء، بحيث لم تعد ذاك الطيب أو الكريم مع الجميع، حتى لو كان هناك من يستحق كرمك وطيبتك.. ولكن لتجارب استغلالية سابقة صرت تخشى تكرار الاستغلال فتمانع بعض الشيء مع الذي يستحق أو لا يستحق، بل صرت أصعب من ذي قبل ، وهذا في حد ذاته مثلما يريحك ويبعدك عن الاستغلال، فهو يتعبك نفسياً في الوقت ذاته؛ لأنك في الأصل صاحب طينة وفطرة طيبة، ولكنها تأثرت بفعل الاستغلال والاستغلاليين من حولك. لهذا وكخلاصة للحديث، أرى أن الانفتاح في علاقاتنا مع الجميع يحتاج إلى بعض التوازن، وهذا في حد ذاته تحد من تحديات الحياة الكثيرة.. وأحسب أنك على قدر التحدي ، لأن المؤمن كيّسٌ فطن، يدرك الخير من الشر، والصالح من الطالح.

8431

| 20 يناير 2014

أحلام اليوم حقائق الغـد

من البدايات الصحيحة للنجاح والإنجاز كما يتفق كثيرون عليها، هي بالأحلام!! أي أنك تحلم بما تنوي القيام به، خطوة بعد خطوة حتى تصل إلى مبتغاك وغايتك وهي النجاح وتحقيق إنجاز ما في حياتك.قد تحلم وتقوم من النوم لتجد الواقع يختلف، فهل يمنعك ذلك من الاستمرار؟ لا يمنع هذا الواقع أي حالم أن يحقق ويكرر ما حلم به.. الواقع لم يكن أبداً عائقاً أمام أحد يبغي النجاح ويبغي الفلاح في الدنيا والآخرة. ومن يتعذر بالواقع وظروف الواقع في تبرير عدم القيام بما يجب لتحقيق أحلامه أو أهدافه أو أي عمل مطلوب منه، فإنما هو ظالم، يظلم نفسه ويظلم الواقع. لماذا أقول هذا؟لأن حقائق هذا الكون تفيد بأن من يسير يصل في نهاية الأمر، ولكن مع أهمية مراعاة التخطيط والتنظيم ووضوح الرؤية. سيقول لك البعض ممن قرر الجلوس والركون إلى الدعة بأن فلاناً وعلاناً فشلا في المسير ولم يصلا.. ونقول: بالتأكيد لن يصلا ما داما لم يتبعا المعادلات الصحيحة والقوانين المسيرة لهذا الكون. نحن نقول لك: سر حتى تصل، ولكن سر على هدى وبصيرة، لا أن تسير لتتخبط بعد حين من الدهر قصير، خبط عشواء. إن من لا يتبع قوانين هذا الكون فلن يصل مهما حلم وطمح وتمنى، لأن الطريقة خاطئة والوسيلة غير مناسبة، وهي نتائج طبيعية لضبابية الرؤية. احلم دائماً وقم بعدها بما يلزم لتحويل هذا الحلم إلى واقع. ادرس، استشر، اطلب النصح، واسأل العون، وخطط، ثم توكل على الله وسر في الطريق. هل يمكن أن تتوه في الطريق ولا تصل؟ ربما في بعض المراحل، بحسب دقة الخطة ودقة الوسائل المستخدمة، ولكن ستصل وتحقق ما حلمت به أو طمحت إليه. إنها بدهيات في هذه الحياة. لا يمكن أن يخفق ويتعثر من يعمل، ولا يمكن أن ينجح ويبرز من لا يعمل.. لنحلم إذن ونحول الأحلام إلى إنجازات، فما أحلام اليوم إلا حقائق الغد، كما كانت أحلام الأمس حقائق اليوم.

4402

| 19 يناير 2014

الصديق الصدوق.. أين هو؟

الصاحب الصادق الصدوق، عملة نادرة كما تقول العامة، فالوضع الراهن وطبيعة الحياة وعلاقات البشر بين بعضهم البعض القائمة على أسس كثيرة والتي غالبيتها تدور حول المصالح والمنافع الشخصية، وعليها بالتالي تقوم العلاقات والصداقات، كل تلك الأمور تؤكد المعنى.. إن المنافع والمصالح ستنتهي وتزول ولا شك في ذلك، ولن يبقى لأحدنا سوى ما كان من دم ولحم وعصب وعظم، المكونات المعروفة للإنسان.. أي أن الإنسان لا غيره هو من سيبقى لك أيها الإنسان، فانظر إلى ذاك الإنسان الذي تريده معك وقت زوال المصالح والمنافع.. إنها حقيقة يغفلها كثيرون أو يتغافلونها، تجعل من مسألة اختيار الصاحب والصديق لتكون من المسائل العظيمة في حياة كل منا، تستحق التوقف كثيراً عندها والتحدث حولها وفيها. الأوروبيون عندهم مثل لطيف حول هذا الأمر، حيث يقولون عن الإنسان الذي لا يعرفه الآخرون بأنه مثل حبة فلفل، إذ طالما أنك لم تسحقها بأسنانك فلن تدري كم هي محرقة أو حارة، وكذلك الإنسان الذي لا تعرفه.. إنه مثل الفلفل يحتاج إلى سحق، وبالطبع السحق ها هنا هو الدخول معه في علاقات ومعاملات حياتية متنوعة، فحين تدخل معه في علاقة أو تعامل ما ستتعرف بالضرورة عليه وعلى طبيعته ومن أي نوع وفئة هو، ومهما يحدثك الغير عنه فلن يكون مقنعاً طالما لم تدخل أنت معه في تجارب واختبارات حياتية متنوعة.. أكثر ما يوصي به الحكماء غيرهم وهم في رحلة البحث عن الصاحب الصادق الصدوق هو ألا يتعجل المرء فيالحكم وتقييم الآخرين من خلال المظهر، فإننا كثيراً ما نرى بشراً يمتطون ويركبون الخيول، فهل يعني ذلك أن كلهم فرسان؟ بالطبع لا، وهل كل العصافير لها أصوات جميلة؟ لا وبكل تأكيد، لأن أنكر الأصوات تصدر من أجمل العصافير.. المسألة إذن تحتاج إلى التأني والصبر والمصابرة في رحلة البحث عن ذاك الإنسان، الذي سيقف معك حين تزول مصالح ومنافع الحياة.. والأمر يستحق بعض العناء وبعض الجهد..

2115

| 18 يناير 2014

ما أريكم إلا ما أرى

حين وجد فرعون نفسه محاصراً بقوة حجة النبي موسى عليه السلام، وأن أمره قد بدأ يظهر وشاع بين الناس: "قال للملأ حوله "إن هذا لساحر عليم يريدأن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون". يريد كعادة أي ديكتاتور كيل التهم للمعارض، ولكن كي لا يقوم بذلك بشكل مباشر، طرح أمر موسى عليهالسلام على من حوله، ليقول للناس إنه إنسان ديمقراطي يطرح الأمور العظيمة على الناس ويستفتيهم ويأخذ برأيهم. المستفيدون من فرعون وكذلك لخائفون، وافقوا أهواء ورغبات فرعون على الفور، وساندوه واتفقوا أيضاً على ما يراه في موسى عليه السلام وأنه ساحر ولا يريد الخير بالبلاد ولا العباد.. لكن رغم كل هذا الظلم وفي مثل تلك الأجواء، يظهر صوت الحق بصورة وأخرى: "قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين".ظني أن فرعون لم يكن يتمنى سماع مثل هذا الاقتراح، وحين عرض أمر موسى عليه السلام على من حوله، ظن أن الجميع سيتوافقون معه في الهوى والرغبة، ويطالبون بالحل الناجع عبر التخلص منه بالسجن أو الاعتقال أو النفي أو الأكثر حسماً هو القتل.. لكن الديمقراطية أحياناً تُزعج، فكان لابد، وحتى لا يُحرج نفسه وأنه يناقض قراراته، أن يوافق على المقترح. ثم حدث ما حدث يوم الزينة، حين كانت الألوف من الشعب تنتظر أن ينتصر فرعون ليهتفوا بحياته وعزته، لكنهم وفرعون ومن معه، يرون مشهداً ما خطر على قلوبهم ولم يعدوا له حسابه.. لقد تحول السحرة المجرمون المعادون لموسى ودعوته، إلى أتباع له في غضون دقائق، لا يعبدون إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره فرعون ومن معه. حينها انقلب فرعون على الديمقراطية من هول وشدة ما يرى، فحسم الأمر وقال: "ما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".. وتعمق في الظلم والضلالة، وأمر بقتل السحرة وأشاع الفوضى والرعب بين الناس حيناً من الدهر لم يدم طويلاً، حتى جاء أمر الله وغرق فرعون ومن معه في اليم، وغرقت أحلامهم وأفكارهم معهم، وانتصر الحق نهاية الأمر، كما هي قوانين هذه الحياة، حيث الحق لابد أن يسود وإن طال الزمن

924

| 17 يناير 2014

ثقافة التعظيم

في التاريخ وجدنا حضارات وأمماً من تلك التي بادت وانتهت وصارت اليوم آثاراً ومزارات سياحية، حيث سادت عندهم ثقافة تعظيم الملوك إلى درجة غير مقبولة مقارنة بعصرنا الحديث.. ولولا تلك الثقافة ما خرج فرعون يوماً على الناس ليقول: "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"!! قد يقول قائل منكم بأن التعظيم أو التبجيل سلوك لا غبار عليه، بل مستحب، حين يكون من الصغار نحو الكبار بقصد الاحترام والتوقير مثلاً، كما في البيوتوالعائلات.. وبالمثل على مستوى الدول، لا شيء في أن يعظم شعب زعيمهم وحاكمهم ويرفعون من شأنه، فالزعيم أو الحاكم هو رمز البلاد والدولة، ولا يجوز أن يتعرض إلى الامتهان والتحقير والتصغي، كما هو حاصل في أقطار العالم المتقدم في أوروبا وأمريكا مثلاً، أو هكذا هي الأخلاق الإسلامية.نعم، ذاك رأي صائب نحترمه ولا نقول فيه شيئاً، فالاحترام والتوقير أمران مطلوبان في علاقاتنا مع بعضنا البعض، خاصة من الصغير نحو الكبير، سواءكان هذا الكبير، كبيراً في ثروته أو وجاهته أو منصبه أو سنّه.. ولكن ليس هذا الذي أعنيه وأروم إلى الحديث عنه اليوم، فالأمر مختلف. التعظيم المنبوذ هو ذاك النوع الذي يفوق الحد، وينطلق من مبادئ قائمة على النفاق والمجاملة الكاذبة الخادعة، أو منطلقاً من خوف ورهبة أو طمع وغيره، تماماً كما كانيصنعه هامان وأمثاله مع فرعون.أما الذي ندعو إليه هو ذاك النموذج من الثقافة التي كانت سائدة أيام الخليفة النموذج، عمر بن عبد العزيز، كمثال واحد من عشرات الأمثلة في تاريخنا.. تلك الثقافة التي كانت علاقات الناس عليها مبنية وقائمة، حيث الاحترام والتوقير من الرعية لأميرهم أو زعيمهم أو خليفتهم، لكن دون خوف أو طمع أو نفاق.. بل إن ما كان يصدر عن الرعية تجاه عمر على سبيل المثال، لم يكن سوى رد بعض الجميل على ما كان يغمرهم به من جميل أخلاق وفضائل.. وهذا النوع من التوقير والاحترام الذي نقصده وندعو إليه، وليس إلى غيره.

920

| 16 يناير 2014

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

2016

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
قمة جماهيرية منتظرة

حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...

1629

| 28 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

1149

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الملاعب تشتعل عربياً

تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...

1083

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

975

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
حين يتقدم الطب.. من يحمي المريض؟

أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...

789

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

672

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية… مشروع لغوي قطري يضيء دروب اللغة والهوية

منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...

534

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
أول محامية في العالم بمتلازمة داون: إنجاز يدعونا لتغيير نظرتنا للتعليم

صنعت التاريخ واعتلت قمة المجد كأول محامية معتمدة...

492

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
عولمة قطر اللغوية

حين تتكلم اللغة، فإنها لا تفعل ذلك طلبًا...

459

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
أين المسؤول؟

أين المسؤول؟ سؤال يتصدر المشهد الإداري ويحرج الإدارة...

453

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لُغَتي

‏لُغَتي وما لُغَتي يُسائلُني الذي لاكَ اللسانَ الأعجميَّ...

447

| 24 ديسمبر 2025

أخبار محلية