رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جاء في الحديث: "لا طيرة، وخيرها الفأل.. قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. وقد قال ابن حجر: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله في كل أحواله. من الفأل الحسن الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله في حياته أنه كان يحب الأسماء الحسنة، ويعجبه التيمن في شأنه كله، لأن أصحاب اليمين أهل الجنة والأمثلة أكثر من أن نحصرها ونعدها ها هنا، والإمام علي رضي الله عنه قال: تفاءل بالخير تجده ، فما التفاؤل؟ التفاؤل هو ذاك الإحساس المرهف أو الشعور الذي يتولد داخل الإنسان.. هذا الشعور أو الإحساس بلغة العلم، هو عبارة عن طاقة تولد حركة وسلوكاً على أرض الواقع. وإن الإحساس بالتفاؤل يؤدي بالضرورة إلى تكوين طاقة داخلية داخل الجسم. هذه الطاقة حين نترجمها إلى الواقع عبر تصريفها بشكل ما، ستكون نتيجتها الطبيعية سلوك إيجابي في الواقع الحياتي. حين تملأ نفسك بمشاعر التفاؤل، فإنك تملؤها طاقة إيجابية فاعلة، تؤثر على سلوكياتك وأفعالك مع نفسك وغيرك وما حولك من جمادات وأحياء. وبالضرورة تكون تلك السلوكيات إيجابية طيبة عليك مثلما على غيرك وما حولك. جرب أن تعوّد نفسك على التفاؤل رغم صعوبة الأمر بادئ ذي بدء، لكن مع التكرار وإجبار النفس على توليد هذه الطاقة وتبنيها ورعايتها ما إن تتولد، ستجد أن طرائق تعاملك مع نفسك ومن حولك من البشر ستكون رائعة وبالتالي استجاباتهم وردود أفعالهم نحوك ستكون بالمثل أروع وأكثر إيجابية. لكن حين تملأ نفسك بمشاعـر الإحباط أو التشاؤم، رغم أنه في ديننا لا نعترف بالتشاؤم والتطير، فإنك ها هنا تملأ نفسك طاقة سلبية مخربة هادمة، وبالتالي تتأثر سلوكياتك وأفعالك مع نفسك وغيرك وما حولك، وتكون النتيجة سلبية غير مرضية ولا مقبولة، لا لك ولا لغيرك وما حولك.
850
| 15 يناير 2014
بالأمس قلنا لمن فاته المقال حول خاتم الأنبياء محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، وكيف أن اليهود كانت تعلم بقرب ظهوره وكانت تتمنى وترغب أن يكون من نسل يعقوب، يهودياً. لكنه خاب ظنهم، فكان النبي العربي الأمين، أبو القاسم، من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام جميعاً.. وقلنا بأنهم خططوا منذ ذلك الحين لرحلة عدائية طويلة تمتد إلى ما شاء الله لها أن تمتد.الغرابة في مسألة معاداة اليهود للنبي الكريم أنهم هم من بدأ، رغم أنه صلى الله عليه وسلم لم يتعامل معهم بعد، ولم يحتك بهم أو يقيم أي علاقات معهم.. بل وصل الأمر أن كان بعض أحبارهم وكبار علمائهم يجهرون بالعداوة ولا يترددون في إعلانها للناس حينذاك!! لماذا العداوة؟ هذا السؤال الذي إن عرفنا إجابته، سهل علينا فهم كثير من الحاصل اليوم في علاقات المسلمين واليهود.. لقد عادى اليهود النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ليس لشيء بقدر ما هو حسد عميق، كان ضارباً في أعماق نفوسهم، ليس إلا. في فاتحة الكتاب يعتبرهم القرآن من المغضوب عليهم.. لماذا؟ لأنهم عرفوا الحق ووجدوا طريق الهداية، لكنهم رفضوا اتباع الحق والسير على طريق الهداية المحمدية، بل أكثر من هذا، قاموا بإعلان العداوة بشتى الطرقعبر التاريخ وإلى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله.حين يقول البعض إنه ليس بيننا وبين اليهود شيء، نقول لهم: لا، هناك أشياء وأشياء، وحين يقولون لك هناك فرق بين اليهود والصهاينة ، نقول لا فرق.. بل اليهود أشد عداوة للذين آمنوا، وليس هذا من عند أنفسنا، بل هو قرآن يُتلى إلى يوم الدين. ليس من السهل أن نتجاوز عن الحقائق التاريخية وليس سهلاً أن ندّعي عكس ما هو مبين وواضح في القرآن، الذي إن فهمناه فلن نجهد ونتعب في فهم علاقاتنا الحالية مع غيرنا من الأمم.. وهذا لب الموضوع .
1477
| 14 يناير 2014
وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ.. وَفمُ الزَمانِ تبسمٌ وَثناءُ .. من يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجود تحية مُرسَلين إلى الهُدى بِك جاءوا كان اليهود قبل بعثة حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأملون بل ويبحثون في كثير من المناطق عن النبي المنتظر الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل.. فقد كانوا لى لم بخبر هذا النبي الأحمد الذي سيخرج في جزيرة العرب، ولكن من أي موقع بالجزيرة ومن أي قبيلة؟ فهذا ما لم يكونوا يعرفونه. كانوا يأملون أن يكون ذا النبي من يهود، وكانوا أهل علم ودراية أكثر من الأميين العرب في الجزيرة، الذين أفنوا أعمارهم ما بين حروب أو تجارة، وكان القليل "القليل" منهم ن يقرأ ويسأل ويتفكر في أمور الأديان والرسالات والأنبياء، على عكس ما كان عليه اليهود آنذاك والذين ما إن علموا بظهور النبي الكريم صلى الله عليه سلم، حتى أدركوا أن أمنيتهم خابت. لقد ظهر النبي الموعود ولكن ليس من نسل يعقوب عليه السلام، كما كانوا يتمنون ويرغبون، فقد ظهر من الجزيرة من العرب، ومن بني هاشم من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهم جميعا أفضل الصلاة وأزكى السلام. عرف اليهود معنى أن يكون النبي الجديد من غير اليهود، ولهذا فهم على موعد مع عداوة طويلة لا تنتهي.. لقد كان مكتوباً عندهم في التوراة أن نبي آخر الزمان اسمه أحمد، وأنه سيكون خاتم الأنبياء المرسلين، وستحدث أمور، وستقع وقائع عظيمة مع ظهور هذا النبي، منها أن اليهود لن يكونوا بعد اليوم شعب الله المختار، كما كانوا يزعمون من قديم، سيكونون الشعب المحتار، وهم يدركون ذلك تمام الإدراك، حتى لو التف حولهم وساندهم من ساندهم من الإنس والجن، فإنها فترة مؤقتة دون شك.. ولهذا قرروا معاداة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من البداية، وكل من سيكون على دينه ومنهجه صلى الله عليه وسلم.. وحول هذا الأمر لنا بقية حديث.. نكمله الغد إن شاء الله.
712
| 13 يناير 2014
بين الحين والحين تقوم بعض وسائل الإعلام الخليجية والعربية بدخول فصل واسع من المهاترات، سببه إفلاس في وقت ما من العطاء والإنتاج الإيجابي، ورغبة تتجدد بين الحين والآخر في أن تكون مَلكية أكثر من الملك نفسه، والأمثلة أكثر من أن نحصرها في هذه المساحة المحدودة. أحدث الأمثلة ما ذهبت إليه بعض الصحف الإماراتية في التعرض لموقف قطر مؤخراً من الأحداث الراهنة في مصر، تستشعر وكأنما مكلفة بحماية الدولة المصرية، التي ليست بحاجة الى حماية إعلامية كما يعرف الجميع، ففيها من الوسائل الإعلامية ما يمكنها الوقوف على أي مسألة والتعمق فيها وتناول تفاصيل التفاصيل. لم يكن يستدعي البتة دخول الإعلام الإماراتي في مسألة موقف ورأي لدولة خليجية تجاه حدث في دولة عربية عزيزة، أي أن الإمارات لم تكن طرفاً مباشراً في المسألة، فكما أن الإعلام القطري لم يتناول ويتعرض لموقف الإمارات على سبيل المثال من أحداث مصر، واعتبرت أن ذلك موقفاً سياسياً للإمارات وهي مسؤولة عن تبعاتها ونتائجها، فكذلك كان الأجدر بالإعلام الإماراتي التصرف بالمثل، وتعتبر ما يصدر عن قطر عبارة عن موقف خاص تتحمل هي نتائجها وتبعاتها. لقد ذهبنا إلى القول سابقاً أننا كبشر نخطئ ونصيب في تقديراتنا لمواقف حياتية كثيرة، لاسيما السياسية المتميزة بكثرة التقلبات والتغيرات، وإنه يتحتم علينا بالتالي، احترام آراء بعضنا البعض، فما تراه صائباً قد لا يكون كذلك من وجهة نظري والعكس صحيح أيضاً. هذا الأمر ينطبق تماماً على المؤسسات وكذلك الدول. قد ترى الإمارات أن موقفها من مصر هو الأصوب من بين مواقف العرب، وربما قطر ترى هي أيضاً أن موقفها هو الأصوب، وقد ترى الجزائر أمراً ثالثاً واليمن رابعاً وهكذا.. وطالما أن الأمر يحتمل الخلاف فليس على أحد الإنكار على الآخر بل وتسفيه رأيه. مثال أخير نختم به موضوعنا حول أهمية التريث قبل الدخول في حروب إعلامية، ما حدث قبل أيام حين أبدى الكاتب المصري حسنين هيكل رأياً لم يعجب الأخوة في الإعلام الإماراتي، وتحولت مواقف الوئام بينه وبين الإمارات في الأشهر القليلة الماضية، لتنقلب في اتجاه معاكس ويتحول هذا "المفكر" والكاتب "الكبير" في نظر الإعلام الإماراتي سابقاً، ليس أكثر من مسن يهذي ويهرف بما لا يعرف وبلغ من الكبر عتيا!! هذا نموذج فقط لما يحدث في عالم السياسة.. وهكذا عالم الإعلام حين لا يفقه هذه المتغيرات، ويريد أن يكون ملكياً أكثر من الملك، فيتورط ويورط الغير معه.
1138
| 12 يناير 2014
هل لاحظ أحدكم أنه ربما يقوم بعمل ما عدة مرات لكن النجاح يعانده ولا يراه، رغم كل الجهد والتركيز المطلوب لتحقيق النجاح، في حين قد يقوم غيره بنفس العمل وينجح من المرات الأولى وبشكل ملحوظ، فما المشكلة؟ قد يستمر المرء منا على تلك الحال حيناً من الدهر طويلاً، من دون أن يتنبه إلى ن المشكلة الأساسية في عدم توفيقه أو نجاحه أو استمرار غلق الأبواب في وجهه ليست كامنة في حظه، إن كان من النوع الذي يؤمن بالحظوظ، وليست ذلك في جهده وأدائه، ولكن المشكلة كامنة في إصراره على السير بنفس الطريقة أو الأسلوب أو التفكير في حياته.. إن التنويع والتغيير أمران مهمان في لحياة، سواء في الأفكار أو الوسائل أو طرائق تنفيذ أي عمل أو مشروع.. إن باباً مغلقاً أمامك ليس يعني أنه سيظل مقفلاً إلى الأبد، لأن هذا الباب قد نعه انع وله مفتاح يفتحه، وبالطبع ليس أي مفتاح. إن حاولت أن تفتحه بمفتاح ما ولم تنجح، فلن تقدر على ذلك مطلقاً مهما تبذل الجهد والوقت، فلماذا لا تغير لأسلوب؟ لماذا لا تبحث عن مفتاحه الصحيح؟ أليس هذا أفضل من استمرارك ومحاولتك فتحه بالمفتاح الخطأ؟ المسألة غاية في البساطة.. وإليك الوصفة: نوِّع أساليب إدارة حياتك بما تتضمن من أعمال ومشاريع وإستراتيجيات وتكتيكات، ولا تستسلم في حياتك أبداً. إن لم تنفع طريقة معك في عمل ا، جرِّب أخرى وثالثة ورابعة وألفا، لا تتوقف عن إيجاد البديل والجديد والبديع، ولا تعز نفسك في حالات الفشل بسوء الحظ أو أنك غير محظوظ، لأن لك من وسائل العاجزين واليائسين والباحثين عن أي مبرر للتوقف عن المحاولة أو ما نسميه بالاستسلام إلى أن يأتي اليقين.. وفي تفسير اليقين في القرآن نه الموت.. فهل أنت من هذا الفريق؟ أرجو أن يكون النفي هو الجواب، أدام الله ظلكم، وكذلك محاولاتكم.
3864
| 11 يناير 2014
في أي بيت عامر بالبنين والبنات، لابد أن تكثر فيه السجالات والنقاشات والمجادلات، وتوابعها من مقذوفات مادية وشفوية!! لا يمكن أن تجد اتفاقاً جامعاً على أمر، بل لابد وأن يخالف الإجماع أحد الأفراد، بسبب أو بدون، وهذا أحد أسرار ديمومة وسخونة النقاشات المنزلية التي تتطلب دوماً تدخل الكبار، الأب أو الأم.. مشهد قد يوحي لك بالفوضى لكنه من أجمل المشاهد الحيوية العائلية التي ستظل عالقة بالأذهان لفترات طويلة.المهم في الموضوع، أننا كآباء وأمهات وفي أغلب البيوت، ننشد الهدوء والالتزام، ومن أجل ذلك تجدنا نفرض الأوامر والقيود ونعمِّم التعليمات وننشر المراسيم واللوائح والقوانين في البيت، لا يهم أن نحول البيت إلى مؤسسة عسكرية صارمة، كلها أوامر وتعليمات وواجبات.. نظن ونحن نشرع في سن القوانين والتعليمات أن الأبناء لا يكبرون ولا تتنوع اهتماماتهم وأفكارهم وميولهم، ولا يخطر على البال أن الزمن يدور والحياة متغيرة.من هذا المفهوم، لابد أن ندرك أن البيت إنما هو نموذج مصغر للمجتمع الكبير، لا يمكن أن تجد كل أفراده على قلب رجل واحد أو يسيرون وفق تناغم معين، بل لا بد مثلما أن بالمجتمع معارضة، أن يكون بالبيت كذلك جبهة معارضة.إما أن تكون في شخص مراهق واحد وإما في عدد منهم إخوة وأخوات.المجتمعات المتقدمة الديمقراطية حتى تحفظ أمنها وتسير بخطى واثقة، تجد الجميع يسمع للجميع. هناك رأي ورأي آخر، لا يعيب أحد على رأي غيره، ويحدث نقاش بشكل ديمقراطي لأي موضوع يمس الجميع، إلى أن يتم الاتفاق بالأغلبية على أفضل الآراء.. إن مثل هذه القيم التي نراها في تلك المجتمعات إنما نشأت أساساً في البيوت، حتى إذا جاء وقت تطبيقها عملياً بالمجتمع، وجدت الجميع يفهمها ويتفاعل معها.من هنا لابد أن ندرك أهمية البيوت في بناء المجتمعات والدول. كلما كانت البيوت آمنة مطمئنة متماسكة، كلما كانت المجتمعات بالمثل آمنة مطمئنة قوية، وهذا بالضرورة ينعكس على الدولة نفسها.. معادلة رياضية دقيقة لكنها لا تحتاج لكثير شروحات وتفاصيل.
734
| 10 يناير 2014
بالأمس قلنا لمن يرغب أن يعيش طويلاً - مجازاً بالطبع - قلنا له أو لها بعدم الإفراط أو التفريط، لا في دين ولا في دنيا، وليس هناك ما هو أجمل من التوسط والتوازن في كافة أمورنا الدينية والدنيوية. من جملة ما يبحث عنه أي أحد منا في حياته، ويسعى في سبيل ذلك دينياً ودنيوياً، هي السعادة التي لن تتحقق سوى بالأمن النفسي، فكلنا يبحث عن سعادته وسعادة من حوله بشكل وآخر. تجد هذا يبحث عنها عبر المال وذاك بالمحافظة على صحته وثالث في تحقيق نجاحات معينة في عمله، ورابع في زواج وأطفال، وخامس في كسب تجارة، وسادس وعاشر وألف.. الكل له طريقته في تحقيق سعادته. إن سعادتنا باختصار شديد كامنة في الأمن والاستقرار الداخلي، الذي به يغنى المرء، وبه تعتدل صحته وبه أيضاً يحقق نجاحات مستمرة وبالتالي ترقيات ودرجات ومكافآت وغيرها.. إنه الأمن الذي بسببه نعيش بسلام، وبالتالي نبدع وننتج ونفكر بشكل إيجابي. هو الذي نسميه بالسلام الداخلي أو الأمن الداخلي. ولا مشاحة في الاصطلاح. ونخلص القول في هذه العجالة: الحياة ليست حالة طارئة تجعل أحدنا مستنفراً طوال عمره.. هذه نقطة أولى أرجو التنبه إليها، فيما الثانية تدور حول ما في هذه الحياة من أحداث ووقائع كثيرة ومتنوعة، وكلها لن تستمر وهي زائلة لا محالة، وبالتالي فإن أي قلق أو توترات بشأنها ستزول أيضاً. حتى يتحقق لك الأمن النفسي، حاول ثالثاً وأخيراً وبكل جهد أن تلتمس العذر للآخرين، وقل في نفسك: ربما أن أمراً ما دفع المسيء إليك أن يقترف إساءته، أو ربما كذا وكذا، حتى تطمئن إلى واحدة من الأعذار فترتاح، بل سيمتد ارتياحك إلى المسيء نفسه بعد مضي شيء من الدهر قليل، والمسألة مُجّربة، لا يمنعك مانع أن تجربها أيضاً، ولن تخسر شيئاً بإذن الله.
623
| 09 يناير 2014
هل يمكننا أن نعيش طويلاً ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة . حياتنا هي أيام معدودات ، ولا تغـرنك السنوات التي تعيشها ويعيشها البعض . إن عشت سبعيناً من الأعوام أو ثمانين أو حتى مئة.. هي لا شيء في عمر الأمم والحضارات ، بل لا شيء في مقاييس الآخرة وأيام الله.. إنها بمثابة لحظات وتنتهي. . فما القصة إذن ؟ ظني أن الأمر لم يتضح لك بعد ، ولهذا أضيف وأقول : إنه والحالة هكذا ، لم لا نستشعـر أهمية هذا الوقت القصير، أو حياتنا الدنيا القصيرة ، فنعمل على استثمار كل دقيقة وثانية فيها ؟ لم لا نعمل لدنيانا ولآخرتنا في الوقت نفسه ؟ ما يحدث لأغلبنا اليوم أننا نتطرف في العمل الدنيوي حتى ننسى الآخرة ، أو نتعمق في الجزء الأخروي وننسى نصيبنا من الدنيا ، أي أنه لا توسط بيننا. وما جاء النبي الكريم إلا ليعلمنا ويوجهنا إلى أن الإسلام دين الوسط، لا إفراط أو تفريط. إن كان هذا الأمر يتعلق بالدين، فلا أقل إذن من أن نسير على المنهج نفسه في الدنيا. نحن نغرق أنفسنا في العمل اليومي، فنصاب بحالات إجهاد وأرق وتعب، ونلوم أنفسنا ومن حولنا، حتى نضيع في متاهات الأعمال والملامات، فنصبح بعد قليل من الوقت، لا ندري من نلوم ولماذا نلوم وما هو الموضوع الذي بسببه يقع اللوم ؟! بسبب كل هذا وتلك زادت زياراتنا للمستشفيات ومجالسة الأطباء، وأحياناً دخول غرف العمليات ، لا أراكموها الله أبداً.. وهكذا تجدنا وقد ظلمنا أنفسنا وأهلينا ونخرج من الدنيا القصيرة الفانية لفشل في القلب أو الرئة أو الكبد أو غيرها من أعضاء الجسم، وليس لشيء يحدث سوى ما كسبت أيدينا فيها وظلمنا إياها. لنتعلم كيف نعيش ونحيا حياة هادئة مطمئنة، نعمل لآخرتنا دون أن ننسى نصيبنا من الدنيا، وفق منهج أكرم الأكرمين، محمد صلى الله عليه وسلم. حيث الوسطية والاعتدال في كل شيء ، ولا يمنعك الاستمتاع بحياتك سوى عدم أخذك بهذا المنهج النبوي الكريم.. جربه ولن تكون من النادمين أو الخاسرين بإذن الله.
1007
| 08 يناير 2014
ما هو شعورك أو سيكون موقفك حين ترى أمامك جملة مشاهد مثل تسفيه الرأي وتجاهل الحقوق والتعمق أكثر من ذلك ليصل إلى تحقير الآخرين؟ لا شك أنه شعور مزعج. إن كل تلك المشاهد غير المقبولة للتعاملات البشرية البينية، هي بمثابة وقود للتطرف السياسي إن أردنا مزيداً من الدقة، وقس على ذلك حالات أخرى، كأن يتم تجاهل متطلبات النفس البشرية الفطرية سواء من قبل المرأة للرجل مثلاً أو العكس فإنه يتسبب في حدوث تطرف ما في إشباع الغرائز، وبالمثل حين يتم تسفيه المراهق وعدم الجلوس إليه والاستماع إلى ما بنفسه من مشاعر، فإنه يتطرف ويحطم التعليمات والأوامر الأسرية.. وهكذا الحياة مليئة بالنماذج الشبيهة وكلنا يعرفها. لا أجد مشكلة في نشوء التطرف في أي مجال حياتي، لأن ظهوره يعني وجود سبب. وهذا السبب حين أصل إليه سأكتشف أموراً أخرى لم تكن لتظهر لولا بعض مظهريات التطرف. ومثلما لا أجد مشكلة في نشوء التطرف، فكذلك لا أجد ذاك الإشكال في التعامل معه بعد الظهور.حالات نشوء تطرف ما في مجال معين، لابد من تعامل ذكي وواع معه، فإن التعامل غير السوي أو الواعي مع تطرف ما، من الممكن أن يساعد على تضخم وتعملق التطرف أو الحالة المتطرفة، وبالتالي تصعب السيطرة والتوجيه.الحوار هو الأداة الأسلم لتجنب كثير من تلك المشكلات.. وما الحاصل الآن في مواقع كثيرة من العالم العربي إلا نتيجة غياب أو تغييب واضح لهذه الأداة المهمة الراقية في حياة البشر.. الأداة التي توصل إلى معرفة أهميتها الغرب، منذ أكثر من خمسين عاماً، فتجد شعوبهم أو الغالبية منهم لا تشعر بذاك القهر أو تلك الحاجة إلى الخروج على الدولة مثلاً من أجل أبسط الحقوق كما الحاصل في المنطقة العربية على سبيل المثال لا الحصر.. وديننا دين الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، فكيف يحدث كل هذا الكم من التطرف عندنا؟ سؤال يحتاج إلى شيء من التفاكر.فهل نفعل؟
610
| 07 يناير 2014
مثلما أن تطور وسائل الاتصال أدى الى نتائج إيجابية كثيرة وساعدنا على مزيد من التواصل بين بعضنا البعض، حتى وإن لم يكن جسدياً أو وجهاً لوجه، فإن ذاك التطور أنتج سلبيات أخرى ومشكلات لا يمكن تجاهلها، ولعل من أبرز المشكلات والسلبيات، سرعة تمرير ما يصلنا الى الغير دون تثبت من دقة وصحة ما يصل. حين تصلنا رسائل على البريد الالكتروني أو وسائل التواصل الأخرى عبر الهاتف على وجه التحديد، وتكون ذات محتوى مثير أو نالت إعجابنا، فإن أول ما نفكر فيه هو إعادة إرسال ما وصلتنا وبكل سهولة ويسر وتمريرها إلى زميل أو صديق أو أفراد من الأهل والأقارب سواء في المدينة نفسها أو البلد بشكل عام أو خارج البلد وفي غضون ثوان معدودة.. فأين الإيجابية ها هنا وكذلك السلبية؟ الإيجابية الطيبة في هذا المسلك أن أحدنا يتذكر أصدقاءه وأحبابه حين تصله رسالة فيها موعظة أو نصائح طبية أو فكاهة أو علم جديد أو تنوير أو تثقيف، فتحثه نفسه على تمرير الرسالة إلى من يعرفهم، فيظل بهذه الطريقة على تواصل معهم حتى إن كان لا يراهم أو يتواصل معهم لا بصوت ولا بصورة، وإن كانت بالطبع لا تغني عن الطرق التقليدية المعروفة عبر الهواتف والزيارات. لكن المأخذ أو السلبية هنا كامنة في ذاك التسرع في الإرسال قبل التثبت من صحة المعلومات والمحتويات، خصوصاً إن كانت المحتويات دينية أو صحية على وجه الخصوص. إذ إنه كثيراً ما تصلنا رسائل تحتوي على معلومات غير دقيقة وأحيانا غير صحيحة، فنقوم بتمريرها بحسن نية، ولكن من بعد التحقق يتبين عدم صحتها، لكن بعد أن تكون الرسالة قد انتشرت ووصلت إلى الآلاف في غضون دقائق معدودة. المسألة تحتاج إلى شيء من الصبر وشيء من الدقة قبل أن يكبس أحدنا زر التمرير، لأمرين لا ثالث لهما. أولاً لنحافظ على إيجابيتها كوسيلة تواصل فاعلة سهلة ومرغوبة، وثانياً كي لا نفقد الثقة في رسائل بعضنا البعض، حتى لا تتحول مادة الرسالة بالتسرع وعدم الانتباه إلى كبسة رز، وما أدراك ما تفعل "الكبسة" تلك.
918
| 06 يناير 2014
سنظل نعيد ونكرر في هذا الموضوع مرات ومرات، إلى أن يتم استيعاب الفكرة والمفهوم، وما أعنيه هو موضوع الاختلاف في الآراء والأفكار والتوجهات، لأن الاختلاف هو الأساس أو الدافع للتواصل والحوار والنقاش وبالتالي تحقيق سنّة التغيير في هذه الحياة. ليس في اختلاف الآراء شيء يعيب، بل هو الطبيعي أو هو المطلوب أن يكون في كثير من أمور حياتنا، بما فيها الدينية من تلك التي لم يأت نص صريح واضح بشأنها. وما دعاني الى الكتابة حول هذا الموضوع، هي النقاشات التي تدور رحاها بالملتقيات العامة والمجالس وشبكات التواصل المتنوعة حول كثير من القضايا المستجدة في حياتنا.. فقد أظهرت النقاشات فعلا، مدى الحاجة الى تعلم أدبيات الخلاف والارتقاء بالنقاش وتبادل الآراء ليكون الهدف هو الصالح العام، وليس تحويل النقاش الى حرب آراء، إما أن أفوز برأيي وانتصر أو لا معنى لحياة بعدها! بمعنى آخر، النقاشات عادة تتحول سريعاً الى جدال عقيم ومراء لا يفيد البتة. ولقد رأيت بأن الاستمرار في مثل تلك النوعيات من المناقشات حين تكون طرفاً فيها، غالباً ما تكون سبباً في مشاحنات واحتقانات يتركها المهزوم في نفسه، انتظاراً ليوم آخر قريب، لا ليتبع الحق، بل ليرد الصاع صاعين، بل إن استطاع أن يكون الرد بأكثر من صاعين فلن يتردد مطلقاً. أمام تلكم الحالة، يتبين لنا كم نحن جميعاً دون استثناء، بحاجة الى التزود بمعرفة ألف باء الخلاف والنقاش ومن ثم الارتقاء بثقافة الحوار وتقبل الآخر، وعدم الاعتداد بالرأي والإصرار على قهر المخالف. مشكلة البعض تكمن في فكرة قبول الرأي الآخر، والسبب في ظني هو ضيق الصدر وقصر النظر، إضافة الى ثقافة الإلغاء أو الإقصاء التي يكون قد تعلمها أو مر بها في تجربة حياتية قاسية، دفعته الى إعادة التجربة مع الغير، ليجد في التجربة نوعاً من التنفيس عنده، أو لإكمال عقدة نقص شديدة التأثير عليه، ربما يكون مصاباً بها، فلا يجد سوى تطبيق الإلغاء أو الإقصاء أو قهر الخصم، طريقة مناسبة للارتياح واستشعار قيمته أمام الغير! وهذا أمر بحاجة لبعض التأمل والتفاكر، وخصوصاً من رواد تويتر وأخواته.
583
| 05 يناير 2014
بالأمس قلنا بأن الماء ، وبحسب تجارب معملية ، يتأثر جداً بالمشاعر الصادرة عن البشر ، سواء كانت إيجابية أم سلبية .. وتحدثنا عن الماء الواصل إلى البيوت الذي يكون شبه ميت بسبب ما يتعرض له في رحلته الطويلة القاسية العنيفة ، من مصدره إلى منتهاه في البيوت ، وقلنا بأن بعض العلماء ينصح بالعودة إلى الفخاريات لقدرة الفخار على إعادة الطاقة المهدورة المفقودة إلى الماء ، ليكون حياً مؤثراً على الخلايا بالجسم البشري .. إن ما يتعرض له الماء في رحلته العنيفة الطويلة والذكريات المؤلمة خلالها ، يجعله يصل إلى البيوت وهو منهك فاقد للكثير من طاقته ، ويستقر في الأنابيب بالبيوت ، ليستمر مسلسل التأثر بمشاعـرنا السلبية المختلفة ، وليتلوث أكثر فأكثر روحياً ، عبر امتصاصه لمشاعر الأحقاد والكراهية والضجيج من حوله ، التي تصدر عن البشر الموجودين بالبيوت ، حتى إذا جاء أحدهم يشرب كأساً من ذاك الماء ، فإنما يشرب ماءً ميتاً لا طاقة فيه ، وقد يروي ويذهب العطش ، لكنه لا يؤثر إيجاباً على خلايا الجسم .. إن الدماغ البشري أغلبه ماء إن لم يكن كله ، وبالمثل بقية الأجهزة والأعضاء بالجسم ، وأي ماء يدخل إلى تلك الأجهزة يتم امتصاصه من قبلها ، وما يحدث ، بحسب الفرضية التي تحدثنا عنها في الحلقات السابقة ، إنما هو امتصاص للمعلومات المخزنة في ذاكرة الماء ، وعلى ضوء تلك المعلومات يتأثر الجسم وتتغير خصائصه .. إما إيجاباً أو سلباً . من هنا نختم القول ونصل إلى الخلاصة المطلوب فهمها ، وهي أن ما جاء في ديننا العظيم حول مسألة قراءة آيات من القرآن على الماء بنية الاستشفاء والتداوي بإذن الله ، فإنما هذه هي حكايتها من قبل أن يدرك أحد هذه الفرضية العلمية ، التي تتجه وبقوة إلى أن تكون حقيقة علمية بإذن الله عما قريب ، ولتؤكد أن الله ما " خلق هذا باطلاً " سبحانه ، ولتؤكد أيضاً على حكمة وعـظمة خلق الله " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " .. صدق الله العظيم .
1582
| 04 يناير 2014
مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
1989
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...
1398
| 28 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1143
| 22 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...
1089
| 24 ديسمبر 2025
تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...
1080
| 26 ديسمبر 2025
-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...
885
| 25 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
666
| 24 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
648
| 23 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
558
| 23 ديسمبر 2025
أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...
534
| 29 ديسمبر 2025
منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...
531
| 26 ديسمبر 2025
في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...
513
| 23 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية