من حق الجماهير القطرية أن تفرح بالإنجاز المزدوج الكبير الذي حققه عنابي الشباب بالتأهل لنهائيات كأس العالم للشباب "نيوزيلندا 2015 " والتأهل لنصف نهائي بطولة آسيا. والتأهل للمونديال كان له طعم خاص وفرحة أكبر من التأهل لنصف النهائي للبطولة الآسيوية .. فالتأهل للمونديال يأتي بعد غياب 33 عاما كاملة.. وتحديدا منذ ذلك الإنجاز التاريخي بالحصول على فضية مونديال أستراليا 1980. لم تكن مباراة أمس الأول، أمام التنين الصيني فقط هي التي ساهمت في تأهل العنابي للمونديال .. ولكن نتائج الفريق في دور المجموعات وتصدره المجموعه الرابعة القوية التي ضمت كوريا الشمالية والعراق وعمان بفوزين وتعادل ودون هزيمة وبأكبر رصيد من النقاط "7 نقاط" بين كل المنتخبات المشاركة في البطولة هو الذي منح الفريق الثقة والقوة للفريق للتغلب على الفريق الصينى في مباراة استثنائية فرض فيها كلمته وقدم خلالها اللاعبون أداء جيدا في الشوط الأول وتقدموا بهدفين.. وعندما كان يحاول الصينيون العودة في المباراة كان شباب العنابي يسجلون ..حتى حسموا الأمور في الدقيقة الأخيرة بالهدف الرابع. وفى رأيي أن مبارة الفريق مع كوريا الشمالية أقوى فرق المجموعة وفوزه عليه 3/1 كان له مفعول السحر فيما وصل إليه هذا الفريق البطل وكذلك تعادله مع منتخب العراق المنافس الآخر الصعب والذي انهزم من كوريا الشمالية. عموما، فإن هذا الإنجاز يحسب للإدارة الفنية بقيادة الإسبانى فيليكس سانشيز الذي صنع هذا الفريق الكبير وكذلك للاعبين الشباب الأبطال الذين تحلوا بالروح القتالية العالية والإصرار على تحقيق حلم التأهل للمونديال بعد هذا الغياب الطويل. إن هؤلاء اللاعبين بأدائهم ونتائجهم المتميزة لاشك يمثلون جيلا ذهبيا جديدا يبشر بمستقبل مشرق للكرة القطرية ومن المؤكد أنهم سيكون من بينهم من سيرتدون فانلة العنابي في مونديال 2022 ..وهو مايخطط له إتحاد الكرة بقيادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني بالإعداد لبناء منتخب قطر الذي سيخوض منافسات مونديال قطر 2022. وإذا كنا نقول لهذا الفريق البطل ما أروعك.. وإذا كنا نبارك له هذا الإنجاز الرائع..فإننا في نفس الوقت لانريد أن منهم أن يكتفوا بالتأهل للمونديال.. بل عليهم أن يكملوا الجميل ويتوجوا الإنجاز باللقب الآسيوى.. فهم لا يدافعون عن ألوان الراية القطرية فقط.. بل يدافعون عن الرايات العربية جميعا بعد خروج أشقائهم العراق والإمارات وعمان. ننتظركم في النهائي على منصة التتويج إن شاء الله.

دائما أقول إن التوفيق لا يحالف إلا المجدين والمجتهدين، وإذا حالف التوفيق فريقا أو مدربا أكثر من مرة، فتأكد أنه من المجدين وليس من المحظوظين، فالحظ لا يأتي إلا مرة أو مرتين على الأكثر، وإذا استمر أكثر من ذلك فلا يمكن أن نقول إنه حظ. هذا الكلام ينطبق على ما قاله المدرب العراقي راضي شنيشل في المؤتمر الصحفي أمس الأول والذي سبق مباراة فريقه المصيرية اليوم أمام الجيش، فالفريق الذي يفوز في أربع مباريات متتالية لا يمكن أن نقول إنه فريق محظوظ أو إن مدربه محظوظ.. فما حققه شنيشل مع الفريق من نتائج يدل على أن هناك عملا جادا داخل وخارج الملعب.عندما جاء شنيشل إلى الملك القطراوي تغيرت نتائج الفريق 180 درجة، فبعد أن كان الفريق يعاني من الهزائم وبأهداف غزيرة، وجدناه يحقق أربعة انتصارات متتالية، منها انتصاران كبيران على الشحانية 4/0 وعلى الغرافة 5/1، وهو ما يعكس أنه أعاد للفريق وللاعبين الثقة التي كادت أن تنهار بعد هزيمتين ثقيلتين في بداية الدوري.لكن شنيشل ولاعبيه سيكونون في أصعب اختبار اليوم أمام الجيش في مباراة من العيار الثقيل تجمع بين فريقين، هما حاليا في أفضل حالاتهما ويتساويان في رصيد 12 نقطة، والفائز فيها سيتقدم خطوة للأمام والخاسر سيتأخر خطوتين للخلف.ويزيد من صعوبة المنافسة أن الجيش بقيادة مدربه نبيل معلول يريد أن يواصل مسيرة الانتصارات.عموما المباراة هي واحدة من ديربيات الدوري هذا الموسم وستكون ممتعة ومثيرة يصعب التكهن بنتيجتها، فكل منهما يملك القدرة على تحقيق الفوز والعديد من اللاعبين أصحاب الخبرة والكفاءة وبينهم من يستطيع أن يصنع الفارق مع الفريق، خاصة حمدي الحرباوي في قطر، صاحب الهاتريك الرائع في آخر مباراة للملك، وروماريو داسيلفا في الجيش.وننتظر مباراة أخرى خارج الخطوط ببن الثعلب التونسي نبيل معلول، والساحر العراقي راضي شنيشل، في صراع عربي مثير.

يتضح من خلال تجارب العنابى الأول لكرة القدم الثلاث خلال أكتوبر تنوعها ومناسبتها للارتباطات والبطولات الرسمية المقبلة المتمثلة فى كأس الخليج ومن بعدها كأس آسيا.. وحسنا فعل المدرب الكفء جمال بلماضى فى خوض هذه الوديات بتنوعها..فهو يريد أن يستقر على التشكيل الذى سيخوض به البطولتين الكبيرتين من خلال التعرف على أداء كل لاعب ومدى استعداده للعب فى المنتخب والقدرة على التكيف والانسجام والذوبان فى الفريق وتنفيذ تعليمات المدرب.. وهى كلها أشياء تهم بلماضى قبل النتائج.والشئ الإيجابى فى التجربتين السابقتين هو الفاعلية الهجومية والقدرة على تسجيل عدد كبير من الأهداف ثلاثة فى مرمى أوزبكستان وخمسة فى لبنان بصرف النظر عن المستوى الذى كان عليه المنافس..فمن المهم أن تملك القدرة على التسجيل ولو فى مرمى منافس ضعيف..فالأهداف تمنح الثقة للاعبين وللفريق ككل.ويحسب لجمال بلماضى أنه منح الفرصة لوجوه دولية جديدة..فلعب المباراة الأولى بتشكيلة شبه أساسية والثانية بتشكيلة مختلفة.. الأمر الذى يوسع قاعدة الاختيار ويمنحه الفرصة فى اختيار أفضل العناصر لتمثيل المنتخب..وكسب الفريق أكثر من لاعب مثل مشعل عبد الله الذى سجل بمفرده ثلاثة أهداف فى المباراتين السابقتين ولويز مارتن لاعب ارتكاز الوسط وأحمد عبد المقصود وحسين على وغيرهم.لكن مع تقديرى للفوزين الكبيرين اللذين حققهما العنابى على كل من أوزبكستان ولبنان..إلا أن التجربة الأسترالية الثلاثاء المقبل ستكون الأهم والأصعب والأكثر فائدة..لأن المنتخب الأسترالى أقوى بكثير من منتخبى أوزبكستان ولبنان..لأنه يمثل مدرسة كروية مختلفة تتسم بالقوة واللياقة العالية.ومن المؤكد أن بلماضى سيخوض هذه المباراة بالتشكيلة الأساسية..والتغيير فيها سيكون فى أضيق الحدود..فالأداء والنتيجة فى هذه المباراة لايقل أهمية عن الاحتكاك بفريق كبير هو واحد من أقوى المرشحين للفوز بكأس آسيا.

قرار رابطة المحترفين الإيطالية لكرة القدم بإقامة كأس السوبر الإيطالي بين يوفنتوس بطل الدوري ونابولي بطل الكأس بالدوحة وراءه جهود قطرية كبيرة وضخمة.. بل هو "ضربة معلم".. وهو خبر بالتأكيد أسعد عشاق الكرة الذين سيشاهدون نجوم الكرة الإيطالية على الطبيعة وليس من خلال شاشات التليفزيون كما اعتادوا. لقد عودتنا الدوحة على استضافة العديد من الأحداث الكروية والمنتخبات والأندية العالمية والنجوم العالميين ليس في كرة القدم ولكن في العديد من الرياضات الأخرى. ومباراة السوبر الإيطالي مكسب جديد للكرة القطرية برغم أنه لن يشارك فيها لاعبون قطريون لأن مثل هذه المباراة الكبرى ووجود مثل هؤلاء النجوم الكبار سيمثل دافعا كبيرا للاعبين المحليين والشباب الواعد للاستفادة عن قرب والتعلم من مدرسة كروية متقدمة تعد من أقوى وأكبر المدارس الكروية في العالم. أما المكسب الأكبر فهو إبراز قدرات الدوحة على تنظيم مثل هذه المباريات العالمية التي يشاهدها الملايين حول العالم وهي تعكس ثقة مسؤولي الكرة الإيطالية في نجاح التجربة.. فقطر ستنظم مونديال 2022.. وسبق لها أن نجحت في تنظيم مباريات وبطولات عالمية كبيرة. وإنني على يقين أن المسؤولين في لجنة مونديال 2022 واتحاد الكرة القطري سوف يستغلون هذه المباراة في إظهار القدرات والإمكانات التنظيمية لبلد مقبل بعد عدة سنوات على تنظيم أبرز حدث كروي.. وكذلك إظهار التطوير الذي يحدث في كل المجالات داخل قطر والتي تخطف أعين كل زائر ومقيم من بنية أساسية في الطرق والمواصلات والفنادق والمنشآت التعليمية والرياضية والضخمة. ومباراة السوبر الإيطالي تأتي في الوقت الذي بدأ يستعيد فيه يوفنتوس "السيدة العجوز" عافيته الكروية وإنجازاته المحلية بعد فترة الركود والانكسار بعد قرار هبوطه للدرجة الثانية قبل عدة سنوات.. وقد شاهدت منذ أيام قليلة كيف استطاع أن يخطف فوزا مهما 3 /2على روما القوي والعنيد ومنافسه المباشر على لقب الدوري في مباراة كانت شيقة ومثيرة وعنيفة كعادة الكرة الإيطالية. ولذلك فإن الجميع في قطر وخارجها سيستمتعون باليوفي وبفريق نابولي الذي يحاول أن يستعيد بعض إنجازاته القديمة عندما كان يلعب له أسطورة الكرة الأرجنتينية مارادونا.

الدوري الأسباني واحد من أقوى مسابقات الدوري في العالم .. إن لم يكن أفضلها وأقواها بفضل وجود أفضل وأخطر نجمين في العالم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو .. هذان النجمان الكبيران يضفيان على الدوري الأسباني نكهة كروية لا توجد في أي دوري آخر..حتى الدوري الإنجليزي الذي يتسم بالمنافسة الشرسة والمفاجآت الكثيرة والمتنوعة.. فلا يمكن أن تتوقع نتيجة مباراة بين متصدر الدوري وآخر الترتيب!! الكثيرون في العالم لا يشاهدون مباريات الليجا الأسبانية إلا إذا كان أحد طرفي المباراة برشلونة أو ريال مدريد .. وإنني شخصيا لم أحرص على مشاهدة مباراة بين فالنسيا وفيا ريال أو حتى أتلتيكو مدريد وفيا ريال ..والسبب ببساطة شديدة أن باقي أندية الليجا لا يوجد بها ميسي أو رونالدو مع خالص تقديري لنجوم كثر في هذه الأندية تملك الموهبة الكروية . وخلال السنوات الأخيرة ومنذ انضمام ميسي للبارسا ورونالدو للريال والصراع بين النجمين الشهيرين لا ينتهي على كل الألقاب العامة والخاصة ..وهناك دوري خاص بينهما داخل الليجا قد يكون أكثر إثارة وتشويقا ..وعلاوة على الصراع على الألقاب المحلية والأوربية ..هناك صراع على الألقاب الشخصية ..فالصراع يبدأ من لقب هداف الدوري الأسباني "البيتشتشي " وينتهي بالصراع على لقب أحسن لاعب في العالم .. وهما يتبادلان الألقاب ولا ينازعهما نجم آخر خلال السنوات الخمس الأخيرة!! وآخر الأرقام التي حققها كل منهما يثير الإعجاب والاندهاش والانبهار وكأنهما من كوكب آخر غير كوكب الأرض .. ففي الوقت الذي تمكن فيه ميسي من تجاوز الهدف رقم 400 في مشواره الكروي حيث سجل 360 بقميص البارسا و42 هدفا بقميص المنتخب الأرجنتيني .. وهو في طريقه لتحطيم رقم الهداف التاريخي لليجا "زارا" حيث لا تفصل عنه سوى 4 أهداف فقط وهو عدد يمكن تسجيله في مباراتين.. ومن المؤكد أن ميسي سيسجل أرقاما أخرى تاريخية يصعب على غيره من بعده أن يحطمها في القرن الحالي برغم أننا مازلنا في العقد الثاني . أما ما فعله رونالدو أحسن لاعب في العالم حاليا فهو لافت للنظر بشكل كبير بعد أن سجل عشرة أهداف في أول خمس مباريات في الليجا وهو رقم عجز15 ناديا مجتمعين في الدوري الأسبانى عن تسجيلها.. ولم يتجاوز رقم هذا الهداف الأسطوري سوى أندية برشلونة وفالنسيا وأتلتيكومدريد وسيلتافيجو وهذا الرقم لم يسجله رونالدو من قبل. لكن مع كل هذه الأرقام والألقاب يظل النجمان العالميان عاجزين عن قيادة منتخبي الأرجنتين والبرتغال للفوز بكأس العالم .. فالأول خسر في نهائي آخر مونديال أمام ألمانيا .. والثاني خرج مبكرا دون أن يترك بصمة في بلاد السامبا!!

من المهم جدا.. بل الأهم أن من يسعى إلى الفوز ببطولة لابد أن يفوز على منافسيه المباشرين .. ولذلك كانت أهمية فوز لخويا على الجيش في واحدة من أهم الديربيات والمواجهات الكبرى في دوري نجوم قطر.. وأرى أن المنافسين على اللقب الجديد هذا الموسم لن يخرجوا عن لخويا حامل اللقب والجيش الوصيف والسد بطل الكأس والسوبر "كأس الشيخ جاسم" .. صحيح أن الكلام عن المنافسة سابق لأوانه.. لأننا مازلنا في الأسبوع الرابع.. لكن الشواهد تشير إلى أن المنافسة ستكون شرسة بين لخويا والسد .. ولخويا حتى الآن يسير بخطى واثقة.. واجتاز عقبة مهمة في ديربي الدوحة الأول أمام الجيش بفوز غال عن جدارة واستحقاق مسجلا العلامة الكاملة 12 نقطة من أربع مباريات وسجل 12 هدفا بمعدل تهديفى جيد 5و2 % في المباراة.. والأكثر من ذلك أن احتفظ بشباكه نظيفة.. ويحسب ذلك للمدرب الدانماركي الشاب مايكل لاودروب الذي استطاع أن يوظف لاعبيه جيدا في الديربي وانتزع فوزا غاليا جدا من مدرب قدير وخطير هو التونسي نبيل معلول. استفاد لاودروب من إمكانات لاعبيه خاصة لويز مارتن عندما منحه حرية الحركة ولم يلزمه بالوقوف الجامد في الارتكاز لأنه أدرك أهمية تحركاته وخطورة تسديداته.. وبالفعل كان التسديد أحد الحلول المهمة في مباراة كبيرة بين فريقين كبيرين.. وهو ما نجح فيه مارتن عندما سجل الهدف الوحيد في المباراة.. أيضا يحسب للاودروب أنه لاينظر للأسماء بقدر ما تعطيه هذه الأسماء ووجدناه يضع إسما كبيرا وموهوبا مثل المساكني على دكة البدلاء للمرة الثانية على التوالي ولايشركه إلا في الدقائق الأخيرة.. وكان جريئا بتبديل كل من فايس وسوريا عندما تراجع مردودهما البدني والفني في المباراة.أيضا كان الحارس الأمين كلود أمين أحد أهم صناع الانتصار المهم لأنه أنقذ فريقه من هدف محقق عندما تصدى لركلة جزاء رومارينيو في الوقت بدل الضائع .أما الجيش فعليه أكثر من علامة استفهام.. فهو ليس الفريق الذي كان متألقا في الموسم الماضي .. ونبيل معلول واضح أنه ليس معلول الذي تألق أيضا الموسم الماضي..ولكن يحسب لهذا المدرب المحترم موضوعويته وصراحته عندما قال إن لخويا يستحق الفوز في الديربي وإن الحكم لم يحتسب له ضربة جزاء صحيحة.. ومثل هذه الموضوعية والصراحة نادرا ما نجدهما في زماننا هذا !!

من حق التركي بولنت أن يحزن لخسارة فريقه أمام السد في الدقيقة 93.. ويتهم كرة القدم بالقسوة على فريقه.. ولكن ليس من حقه أن يحمل الحكم هذه الخسارة ويتهمه بالانحياز لفريق السد.. فقرارات الحكم السلوفاكي في رأيي لم تكن مؤثرة في نتيجة المباراة وحتى لو كانت هناك قرارات خاطئة فهي تدخل في الأحكام التقديرية بالحكم وليس من حق أحد أن يلومه عليها.. وكل من شاهد المباراة لا يستطيع أن يقول إنه كانت أخطاء كبرى، مثل تعمد الحكم احتساب ضربة جزاء غير صحيحة للسد أو لم يحتسب ضربة جزاء صحيحة لأم صلال.. وكان على بولنت أن يلوم لاعبيه الذين أضاعوا الفرص، خاصة النجم أحمد فتحي الذي أضاع فرصة ثمينة في وقت قاتل بدلا من أن يلوم الحكم.ومع ذلك فنحن نقول دائما إن أخطاء الحكام هي جزء من كرة القدم وجزء من الإثارة والتشويق فيها.. وأخطاء الحكام يوما تكون لصالحك ويوما تكون لصالح منافسك.. والأهم أن الأخطاء لا تكون متعمدة.. وأرى أنه لا يمكن لأي حكم أن يتعمد الخطأ، لأنه لو تعمد الخطأ والمجاملة والتحيز سيضحي بمستقبله التحكيمي.. اللهم إلا قلة قليلة من الحكام ضعاف النفوس وعديمي الضمائر تحصل على رشاوى أو تتحكم في نتائج المباريات لصالح عصابات المراهنات الكروية.. وهذا وذاك أجزم بأنه غير موجود في دوري نجوم قطر أو باقي الدوريات الخليجية ومعظم الدوريات العربية. والحكم السلوفاكي جاء ليدير مباراة لا يعرف طرفيها ولا توجد علاقة له مع أي منهما من قريب أو بعيد.. وليست له مصلحة أن يجامل فريقا على حساب آخر، فهو جاء مثله مثل باقي الحكام الأجانب الذين يستدعيهم الاتحاد القطري ولجنة الحكام ليؤدي مهمة يحصل منها على مقابل مادي محترم.إن شكوى بولنت ضد الحكام بهذه الطريقة العلنية وفي مؤتمر صحفي أمر مرفوض.. وأرى أنه على لجنة الانضباط أن تتصدى لمثل هذه الأمور بقوة وحسم، حتى لا تتكرر ويصبح الاعتراض على الحكام ظاهرة.وأنصح المدربين أن يبتعدوا عن مثل هذه الاعتراضات المستمرة على الحكام وألا يعلقوا أخطاءهم وأخطاء لاعبيهم على شماعة التحكيم.. وعليهم أن يركزوا في المسائل التدريبية والفنية ويتركوا تقييم أخطاء الحكام للمسؤولين.. وإذا كانت هناك أخطاء واضحة من أحد الحكام، فهناك القنوات الشرعية التي يمكن السير فيها دون إثارتها في الإعلام، لأن التحكيم هو أهم عنصر في اللعبة ولو ضاعت هيبته، ستضيع هيبة اللعبة كلها.

يمكن القول إن قطر أصبحت جاهزة تماما لاستضافة مونديال اليد الذي يقام على أرض الدوحة في الفترة من 15 يناير إلى الأول من فبراير المقبلين خاصة بعد النجاح منقطع النظير لبطولة السوبر جلوب "بطولة الأندية أبطال القارات" تنظيميا وفنيا وجماهيريا وإعلاميا..وكانت بالفعل بروفة قوية للمونديال الذي يترقبه الجميع بشغف.وكان من الحكمة أن يسند الاتحاد الدولي لكرة اليد بقيادة الدكتور حسن مصطفى بطولة السوبر جلوب للدوحة أسوة بما يحدث في الفيفا الذي يسند بطولة القارات للمنتخبات للدولة المنظمة للمونديال مع الفارق..فالاتحاد الدولي من خلال بطولة السوبر جلوب يضع يده على قدرات الدولة التي ستنظم المونديال..وإن كان الاتحاد الدولي لليد وبصفة خاصة رئيسه الدكتور حسن مصطفى يدرك تماما القدرات التنظيمية لقطر واللجنة العليا المنظمة برئاسة سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني والدعم غير المحدود من الدولة للبطولة والمتمثلة في المنشآت الرياضية التي أقيمت خصيصا لاستقبال مباريات المونديال ومن بينها المجمع الرائع الذي أقيمت عليه مباريات السوبر جلوب والتي كانت مفاجأة لكل الذين حضروا البطولة والذين أبدوا إعجابهم بها بما تتميز به من إمكانات كبيرة تتفوق على الموجودة في أي مجمع في العالم لأن المسؤولين القطريين بدأوا ممن انتهى به الآخرون.على الجانب الفني فإن البطولة كانت أفضل إعداد للعنابي لبطولة العالم أيضاً خاصة أن لاعبي فريقي السد والجيش يمثلان القوام الأساسي للمنتخب وكسبا بالفعل خبرات جديدة من الاحتكاك مع فرق قوية وعالمية..وحصول السد على المركز الثاني والميدالية الفضية بعد برشلونة البطل..وحصول الجيش على المركز الرابع يشير إلى أن العنابي يمكن أن ينافس على مركز متقدم في بطولة العالم..وفي كرة اليد غالبا تلعب الأرض مع أصحابها..والجمهور سيكون عاملا مؤثرا خاصة وأنه من المتوقع امتلاء الصالات عن آخرها بجماهير قطر والجاليات العربية والأجنبية.

يبدو أن المان يونايتد الملقب بالشياطين الحمر الذي لعب أسوأ مواسمه العام الماضي وبدأ أسوأ بداية في الموسم الحالي..سيعود قويا للمنافسة على البطولات والوقوف على منصة التتويجات من جديد..وتألقه بشكل لافت في مباراته الأخيرة أمام كوينز بارك رينجرز والأهداف الأربعة التي سجلها في مرمى روبرت جرين يؤكد أن الفريق الكبير والشهير والعريق عازم بالفعل على استعادة كبريائه المفقود في عهد مدربه السابق ديفيد مويس.ولفت انتباهي وأنا أتابع مباراة المان يونايتد مع كوينز بارك السعادة التي ارتسمت على وجه السير أليكس فيرجسون صاحب أفضل إنجازات مع الشياطين الحمر والذي كست الكآبة وجهه طوال الموسم الماضي مع جماهير المان يونايتد في كل مكان في العالم بعد تراجع نتائج الفريق وابتعاده عن البطولات المحلية والأوروبية.وتؤكد العودة القوية والميمونة للشياطين الحمر أن فان خال المدرب الهولندي الشهير والفاهم استطاع أن يضع يده على المشاكل الحقيقية في الفريق والتي تمثلت في ضعف القيادة الفنية والتي كشف عنها ريوفرديناند مدافع الفريق السابق والحالي لكوينز بارك عندما قال إن مويس المدرب السابق كان ضعيفا وكان لا يستطيع أن يسيطر على حجرة الملابس..وكان يدرب الفريق أحيانا في الحدائق والمتنزهات..فغاب الانضباط والنظام.أعاد فان خال إلى الفريق انضباطه..كما عالج مشاكل ضعف الدفاع والهجوم بعدد من الصفقات القوية في المراكز التي كان يحتاجها الفريق بالفعل..ولعل أهم هذه الصفقات التعاقد مع الجناح الأرجنتيني أنخيل دى ماريا أحد صناع الفوز الكبير على كوينز بارك رينجرز وكان الهدف الأول من نصيبه وهو الذي أعاد الثقة للفريق وفتح شهية باقي زملائه ليسجلوا ويحققوا فوزا مهما جدا في توقيت بالغ الأهمية بعد هزيمتين وتعادل.وأكد دي ماريا أن الملكي ريال مدريد خاصة مدربه كارلو أنشيلوتي وقع في خطأ فادح عندما تخلى عنه بهذه السهولة..فهو في رأيي المتواضع أفضل بكثير من الويلزي جاريث بيل الذي تارة يكون في السماء وأخرى يكون في سابع أرض.عموما الشياطين الحمر قادمون..وفارق النقاط السبع مع المتصدر تشيلسي يمكن تعويضه برغم أن تشيلسي لن يتنازل عن اللقب الإنجليزي المرموق بسهولة بعد أن أعاد مورينيو للفريق هيبته بعدد من الصفقات الناجحة والمؤثرة هذا الموسم بعد أن فقد البطولة الموسم الماضي وأهداها للمان سيتي بغرابة شديدة وفي اللحظات الحاسمة.وبمناسبة تشيلسي فإنني أحيي مورينيو الذي تعاطف مع النجم المصري والعربي محمد صلاح ومنحه فرصة المشاركة في مباراة تشيلسي الأخيرة مع سوانزي سيتي وكاد صلاح يسجل هدفا رائعا لولا صادفه سوء حظ ونال تصفيق وتشجيع مدربه والذي قالوا عنه إنه سيبيعه ولم يحدث.

قد يتساءل البعض بمناسبة مباراة العنابي الأول مع البيرو مساء اليوم ومن قبلها مباراة المغرب..لماذا يلعب جمال بلماضي مع منتخبات من إفريقيا وأمريكا اللاتينية..ولا يركز على الاحتكاك بمنتخبات خليجية وآسيوية خاصة أنه يستعد لبطولتي كأس الخليج في نوفمبر وكأس آسيا في يناير؟!!والإجابة ببساطة تكمن في أن المنتخبات التي تسعى إلى تطوير مستواها لابد أن تحتك بمدارس كروية قوية مختلفة غير التي تلعب معها دائما في التصفيات والبطولات القارية والتي تحفظها عن ظهر قلب..ولا شك أن اللعب مع منتخبات أوروبية وإفريقية ولاتينية يضيف للفريق وللاعبين والجهاز نفسه خبرات فنية وتكتيكية وذهنية جديدة. واللعب مع بيرو الليلة يمثل تجربة جديدة ومهمة لأن الفريق الضيف ينتمي لمدرسة أمريكا اللاتينية التي تمتاز بالاعتماد على المهارة والتكتيك العالي..ومكاسب العنابي ستكون كبيرة بصرف النظر عن النتيجة أو أن المنافس لم يكن من المشاركين في المونديال الأخير وليس من المصنفين الأوائل في أمريكا الجنوبية وتتقدم عليه منتخبات الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وتشيلي والإكوادور وأوروجواي.بالتأكيد أن العنابي حصل على دفعة معنوية هائلة بعد ودية المغرب في عقر داره ووسط جمهوره والتي قدم خلالها أداء مقنعا خاصة على الجانب التكتيكي..وهو ماسينعكس على أداء الفريق في مباراة الليلة أمام البيرو ويزيد من سقف طموحات الجمهور الذي يطمع في تحقيق الفوز الذي يكسب الفريق ثقة أكبر.. وأرى أن الذي لا يقل أهمية عن النتيجة هو الاستمرار في تقديم الأداء المقنع أمام منافس يتفوق فنيا وتكتيكيا.لكن على جمال بلماضي أن يقول لماذا لا يركز جمال بلماضي على الاحتكاك بمنتخبات خليجية وآسيوية خاصة أنه يستعد لبطولتي الخليج في نوفمبر وبطولة آسيا في يناير ويطور الجانب الهجومي ويلعب للفوز الليلة..وهذا لن يتم إلا من خلال تصحيح الأخطاء التي وقعت في مباراة المغرب وأهمها وأخطرها عدم استغلال الفرص أمام مرمى المنافس خاصة من سيباستيان سوريا الذي أهدر فرصتين ثمينتين في مباراة المغرب من انفرادين كاملين.

قد يكون الحكم على تجربة الجزائرى جمال بلماضى مع العنابى الأول سابقا لأوانه ..لكن أداء الفريق وتعادله مع المنتخب المغربى الملقب بأسود الأطلسى يشير إلى ظهور بصمة هذا المدرب الكفء الذى أتوقع له النجاح مع الفريق.والروح العالية للعنابى وقتاله حتى آخر ثانية فى مباراة المغرب أمس الأول كانت أبرز هذه البصمات وهى التى كانت مفتقدة سواء فى كأس الخليج بالبحرين أو فى تصفيات المونديال البرازيلى الأخير ..كما كان واضحا أنه كانت هناك شخصية للفريق فى هذه المبارة وشكل مختلف من خلال أداء دفاعى محكم ورائع يقترب من أسلوب منتخبات شمال إفريقيا وهى المدرسة التى نشأ فيها بلماضى.ولا أبالغ إذا قلت إننى لم أشاهد العنابى بهذا الشكل الجيد والإيجابى منذ فترة ليست بالقصيرة .. والأخطاء التى وقع فيها الفريق فى مباراة المغرب كانت عادية ومتوقعة لأننا مازلنا فى بداية الموسم الكروى ولم تكتمل بعد اللياقة الفنية والبدنية للاعبين ويحسب لهم أنهم نجحوا فى إيقاف خطورة المنتخب المغربى وحرمانه من التسجيل .. وفى نفس الوقت كان بمقدور العنابى أن يهز شباك المغاربة مرتين على الأقل عن طريق سيباستيان سوريا الذى انفرد مرتين وفشل فى التسجيل وهو عيب يعانى منه سوريا منذ فترة خاصة فى الموسم الماضى سواء مع ناديه لخويا أو مع المنتخب..كما يمثل قاسم برهان حارس المرمى لغزا محيرا فهو يتألق فى كرات صعبة ..لكنه يخطئ فى كرات سهلة وخاصة فى الخروج من مرماه.وأتوقع أن يتطور أداء العنابى قبل كأس الخليج بعد أن يستكمل برنامج الإحتكاك والذى يستأنفه بلقاء مهم جدا مع بيرو الثلاثاء المقبل والذى سيكون احتكاكا قويا واختبارا جديدا للاعبين بعد نجاح التجربة المغربية.على الجانب الآخر فإن المنتخب المغربى لم يقدم العرض المنتظر منه الأمر الذى أصاب جمهوره بالقلق خاصة وأن المغرب ستستضيف كأس الأمم فى يناير المقبل .. ويحتاج الفريق بقيادة مدربه بادو الزاكى إلى عمل كبير حتى يكون مرشحا قويا للفوز باللقب .. ويعانى الفريق من العقم الهجومى بدليل أنه لم يتمكن من إختراق الدفاع القطرى إلا مرات نادرة .

نجوم الكرة أصبحوا ينافسون نجوم الفن في القيام بواجبهم نحو المجتمع أو ما يطلق عليه المسؤولية المجتمعية.. فنجوم الكرة في كل مكان يمثلون قدوة ليس للشباب والأطفال ولكن للمجتمع المحلى والعالمي.. لذلك فعندما يقوم أحد نجوم الكرة بواجبه المجتمعي من خلال الإسهام في العمل الخيري بكل أنواعه فإنه يترك بصمة مهمة جيدا في حياته وحياة الآخرين الذين ينظرون إلى هؤلاء النجوم على أنهم من صفوة المجتمع.وهناك نجوم كثيرون في العالم كان عطاؤهم كبيرا في بلادهم وخارج بلادهم.. ومنهم من بنى مسجدا.. ومنهم من أسهم في بناء مستشفى ومدرسة.. وآخرون أقاموا مدارس للكرة الهدف منها ليس الربح ولكن مساعدة الأشبال الصغار في ممارسة الرياضة.وعودنا الاتحاد القطري بقيادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني على العديد من المبادرات المحلية والعربية والعالمية الرائعة في المسؤولية المجتمعية لنجوم الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص.. والزيارة التي قام بها لاعبو المنتخب القطري لإحدى دور الأيتام بمدينة الجديدة المغربية على هامش المباراة الدولية بين العنابى وشقيقه المغربى ضمن استعدادات الفريقين لكأسي آسيا والأمم الإفريقية كانت لفتة رائعة رسمت البسمة والفرحة على وجوه 103 أطفال.والذي أسهم في إنجاح الزيارة أكثر تفاعل نجوم العنابي مع الأطفال اليتامى من خلال اللعب معهم والتقاط الصور التذكارية ومنحهم الهدايا العينية.إن جميع المنتخبات العربية والأندية والنجوم مطالبون بالسير على خطى العنابي من خلال تبني مبادرات جميلة وتحمل المسؤولية المجتمعية والمشاركة في المشروعات الخيرية لجلب السعادة للآخرين من الفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين لاسيَّما وأن الفئات المهمشة في مجتمعاتنا العربية هي التي تكون السند الأول للفرق الرياضية والكروية.. وإنني شخصيا أعرف أناسا فقراء يدخرون قوت يومهم من أجل شراء تذكرة مباراة في كرة القدم لتشجيع فريقه.وعلى النجوم أن يدركوا أنهم فائزون من مثل هذه المشاركات الإنسانية والمجتمعية.. لأنها لا تمثل رصيدا كبيرا في ميزان حسناتهم وزكاة عن شهرتهم وثرواتهم فقط.. لكنها أيضا تعمل على احترام المجتمع لهؤلاء النجوم والاقتداء بهم وتقليدهم في تصرفاتهم ومشاعرهم النبيلة الأمر الذي يكرس معاني التواضع والاحترام والحب.شكرا لنجوم العنابي وجهازهم الفني.. وشكرا لاتحاد الكرة القطري على هذه المبادرة التي من المؤكد أنها ستترك انطباعا جيدا لدى المجتمع المغربي كله.