رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الرصيد الجميل من الأثر الطيب

تفرض علينا الحياة أحيانا سلك مسارات سبق لنا وأن مررنا بها، ولكننا ولظروف فضلنا الابتعاد عنها بعد خيارات تحولت بمرور الوقت لقناعات تؤكد لنا صحة ما قد أقدمنا عليه، غير أن الحياة تعود ومن جديد لسابق عهدها فتبدأ بفرض ما يجبرنا على سلك تلك المسارات؛ لنفعل وجملة من المخاوف تحيط بنا وتتسابق على كتابة سيناريوهات تُبرر لنا ضرورة تجنب معايشة ما سبق وأن عشناه، ليطل ومن بعد هذا السؤال: كيف يُمكننا تجاوز تلك المرحلة بسلام؛ للخروج بمكاسب أكثر وخسائر أقل؟ مما لا شك فيه أن صعوبة الخيارات التي نُقدم عليها تتأثر بقدرتنا على التحمل، وعليه فإن من يملك أعلى طاقات التحمل هو من يستطيع تذليل تلك الخيارات وتشكيلها كما يحب؛ ليتابع ومن بعد ما قد بدأه، وهو الحل الأمثل؛ لتحقيق المراد بإذن الله، وحتى يكون ذلك فعلا، فلابد من شحن طاقتنا بكل ما يسمح لنا بالتحمل أكثر؛ كي نسلك تلك المسارات بسلام، وتمضي الحياة نحو ما يجدر بنا بلوغه. لقد بدأت مقالي اليوم بهذه النصيحة من أجل كل من تتجمد قواه ولا يستطيع المضي قدما متى ارتطم بكل ما كان يتجنبه وظهر من أمامه فجأة ودون مقدمات؛ ليعيش بعض التفاصيل التي لطالما تجنبها وحرص على عدم الالتقاء بها من جديد، ولكن الظروف تجبره على ذلك، والأمل أن يجد ضالته من خلال ما قد ورد غرة هذا المقال. وماذا بعد؟ لا شيء يزيد من رصيد المرء منا سوى سمعته الطيبة بين الناس، وكل ما يحتاج إليه في الأوقات الصعبة التي تضيع وسطها كل مكاسبه التي خرج بها من هذه الدنيا سواه ذاك الرصيد الجميل من الأثر الطيب، الذي يظهر بعدة أشكال أصلها المحبة الخالصة لوجه الله، والمحظوظ فعلا هو من يحظى بشيء من تلك المحبة حين تتلاشى كل العوامل الأخرى، التي سبق وأن جذبت الآخرين من حوله (بحسب ما فرضته الحاجة ودعتهم للحصول عليها من خلاله)، غير أنها فقدت أهميتها بدخول لحظة الجد، اللحظة التي أغلقت فيها الأبواب أمام كل شيء سواه ذاك الرصيد من المحبة الصادقة، التي تُجبر القلوب على التقرب إلى الله بالدعاء لصاحب الرصيد الجميل حتى ينعم بالحياة ويسترد ما قد فقده من عافية هو بأمس الحاجة إليها؛ كي يعود إلى عهده السابق وهو بحال أفضل. منذ أيام سمعت بخبر تعرض شخص (كان له عظيم الأثر في حياتي المهنية) لـ حادث مؤسف نسأل الله له النجاة منه والسلامة التامة، شخص يُفسر ما قد تطرقت إليه آنفا ويتعلق برقبة الرصيد الجميل من الأثر الطيب، بحكم أنه خير مثال يترجم تلك العينة من الناس، فهو من كان يتعامل مع الجميع كأب يحرص على مصالحهم دون أي تقصير أو تأخير، ودون أن يوفر أي جهد في سبيل تقديم الأفضل لهم؛ لأنه وبكل بساطة من كان يسعى لنيل شرف الرصيد الجميل من الأثر الطيب، واليوم وبفضل عمله وحسن تعامله مع الآخرين فقد حصد خالص المحبة التي تحث كل من يعرفه بالتواجد من أجله والدعاء له بقلب صادق؛ كي يخرج من تلك الأزمة وهو بأحسن حال (اللهم آمين). بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها مهما تطلبت أحلامك وطموحاتك من جهود؛ كي تتحقق (لا تبالغ) في منحها كامل وقتك وجهدك؛ لتنصب في قالب مصالحك الشخصية فقط، ولكن بادر بتغطية مساحة العطاء الخاصة بما يحتاجه سواك ممن ستأخذك الحياة إليهم ذات يوم؛ كي يقدموا ما هو لك أصلا. أخيرا: فكر مليا بإعداد صفحات حياتك لتلك اللحظة التي ستبقى ببقاء المخلصين لك حتى وإن رحلت.

357

| 15 يوليو 2025

وقفة على وقفية نبض

لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتزويد الأعضاء بالأكسجين والمغذيات الضرورية للحياة فأنت بحاجة لقلب سليم، قد لا يتوفر لسواك ومن الممكن أن يتعرض لأي مرض قد يفتك به، وينقله إلى خانة الحالات الحرجة؛ بسبب الظروف الصعبة التي تحل عليه كضيف ثقيل جدا، يُثير في داخله الكثير من الإحباط؛ لتصبح الحياة ومن بعد (شاحبة)، وفاقدة لوعيها حتى تتم المعالجة المطلوبة، التي قد تغيب أحيانا؛ نظرا لغياب الفرصة التي تسمح بذلك، (الفرصة) التي من الممكن أن تطل من جديد فقط من خلال تلك المُبادرات الإنسانية التي تنبض بالحياة وتضخ فيها الأمل بفضل الله أولا ومن ثم تلك الجهود التي تُبذل خلف الكواليس وتسعى إلى مد يد العون لمن يحتاج؛ بحثا عن الأجر والثواب من الله. لقد شهدت صفحات الحبيبة (الشرق) غرة هذا الأسبوع خبرا عن (وقفية نبض)، وهي عبارة عن مبادرة نوعية أطلقتها الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ضمن جهود المصرف الوقفي للرعاية الصحية، وتسعى إلى تغطية تكاليف علاج مرضى القلب من أصحاب الدخل المحدود أو من ليس لديهم أي جهة تتحمل نفقات علاجهم، وذلك من خلال التعاون مع مستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية، فيتم الأمر عن طريق التنسيق الوثيق والمستمر بين الإدارة العامة للأوقاف ومستشفى القلب، لتحديد الحالات الأكثر حاجة، والتأكد من استحقاقها عبر تقارير اجتماعية وصحية دقيقة وتُحال من بعدها الحالات الحرجة إلى الجهات المعنية في المستشفى لاستكمال الإجراءات الطبية، بينما تتولى الإدارة العامة للأوقاف تغطية التكاليف حسب الحاجة، ويا له من عمل عظيم اكتسب عظمته من تلك النفوس التي جُبلت على العطاء، الذي سيمتد أثره ويعود إليها ولو بعد حين. إن هذه الوقفية تخلق نوعًا من الأمان الصحي المجتمعي، تسهم بترسيخ قيم التعاون والتكافل في المجتمع بأسره، ومثل هذه المُبادرات تبث الأمان في نفوس الفئات المستحقة للعلاج، فتكون سببا لتحقيق التكافل المجتمعي وتفريج كربات المحتاجين، ولكم نحن بحاجة لمثل هذه المُبادرات التي يمتد أثرها لحياة أخرى، فالخير الذي نزرعه اليوم سنحصده غدا بإذن الله تعالى. ثم ماذا؟ إن ما يُميز كل لحظة عن الأخرى هو ما يكون لقرار تتخذه (أنت) في الشقاء وفي الرخاء، ودون أي تدخل يمكن أن يعكر صفوه، فهو ما يأتي من الأعماق، وبعد دراسة للموقف الذي تواجهه ويتحكم بما يمكن أن تميل نحوه، فإما أن يُخفف أو أن يزيد من حدة ما تمر به، ولعله ما يُفسر التباين الذي تشعر به حين تتقاسم أنت وسواك ذات الظروف، ولكن النتيجة تكون مختلفة، وما تعده هينا قد لا يكون كذلك بالنسبة له، والعكس وارد وصحيح. هناك الكثير من القرارات التي لن تأخذ حيزها حتى تسمح لها بذلك، وهو ما يخضع للكثير من الاعتبارات التي تدركها أكثر من سواك، ولا تستحق أي تدخل ما لم تسمح أنت بذلك، ولكن حين يتعلق الأمر بتعظيم الخير الذي سيعود بنفعه إليك، فلابد وأن نتدخل ونُذكرك بأن (العطاء) هو القرار الذي يستحق منك اتخاذه من أجلك ومن أجل سواك، والمشاركة بمُبادرة عظيمة كوقفية (نبض) هو كل ما ستنبض به الحياة من جديد. وأخيرا: بادر بالخير؛ كي تحصده.

612

| 08 يوليو 2025

من يُتابع ماذا؟

منذ أيام والأوضاع التي تحوم حول العالم تشغلنا وتجرنا بعيدا حيث لم نكن؛ لنخطط من قبل، بل وتحثنا على التفكير بسيناريوهات مختلفة عن تلك التي كانت تأخذ حيزا لا يُستهان به من تفكيرنا، وصار الترقب هو الوضع العادي والمألوف، وكأنه أبرز الطقوس، التي يتباهى بها اليوم خلال ساعاته الطويلة القصيرة، طويلة من جهة؛ لأن الأحداث تجر الأحداث وتمتد إلى ما لا نهاية، وقصيرة من جهة أخرى؛ لأن كل ما نتوق إليه نكاد نسمع به ولكننا لا نراه، وبين هذه الأخيرة وتلك التي تسبقها نسأل الله السلامة للجميع. في السابق كنا نفكر بـ: من يقول ماذا؟ ونبدأ بمراقبته وتحليل ما نراه ونسمعه، أما الآن فلقد بات الأمر مختلفا، بحكم أن الحياة قد فرضت علينا التوجه نحو: من يُتابع ماذا؟ ووسط الأوضاع الراهنة لن يُحاسبك أحدهم على ما تتابعه أو ما تود متابعته، فهو شأن يعنيك خاصة وأن ما تتابعه يُلبي حاجة، ويُغذي جانبا لا يدركه سواك، وهو ما يساعدك على بذل المزيد؛ كي تُدرك مساحات أكبر من التحمل، ومما لا شك فيه أن أكثر ما يُستعان به في هذه الأيام (عليها) هو التحمل، وكل ذلك من أجل مواجهة الظروف التي قد تختلف في تفاصيلها، ولكنها ستتفق على حقيقة واحدة وهي أنها تعني الكثير لمن يواجهها، ومن يُدرك تماما ما يمكنه أن يساعده على تجاوزها أو تخطيها بشكل من الأشكال. عن نفسي ووسط ما تورطني به الظروف (أحيانا)، أميل إلى كل كلمة تربت على كتفي، وتمسح على رأسي، وتنفث من حولي الأمل؛ كي أتحمل، وأتابع مساري حتى وإن كان مُكللا بمن سخر كافة جهوده؛ كي يسخر من محاولاتي المتواصلة؛ للمتابعة، والحق أن تلك العينة موجودة في حياة كل واحد منا، ولست الوحيدة التي تعاني من تطفلها، ومن إزعاجها المتواصل، ولأننا صرنا بين من يعاني من تلك العينة، ومن يحاول التصدي لها، فلا شك أن هذا الأخير هو من يستحق التالي بحكم أنه من يسعى إلى تعمير ذاته وليس تدمير سواه: في الحياة ستواجه من يُقلل من حجم ما تسعى إلى القيام به حتى من قبل أن تبدأ، فإن لم يتمكن منك في تلك المرحلة فإن حرصه على تحقيق غايته سيتسع حتى يصبح كقرص الشمس، وستجده ودون أي خجل يُحاربك في وضح النهار فقط كي ينجح في تحقيق غايته، التي ستموت في مكانها متى ركزت على متابعة مسارك وتجاهلت وجوده وأمثاله، وأنت تدرك تماما أن ما تريده في الأمام فقط، وليس خلفك أو من حولك، وهو كل ما يمكنك إدراكه إن عرفت وفي الوقت المناسب ما يُناسبك فقط، وما أنت بأمس الحاجة؛ لمتابعته بحكم أنه يُلبي حاجة، أو يُغذي جانبا لا يدركه سواك.

231

| 24 يونيو 2025

تحت شعار «قدرهم عالي»

الدوران في نفس الحلقة يعني تكرار نفس المواقف ومعايشة ذات التفاصيل في كل مرة ندور فيها، ولكن مع بعض الاختلافات التي تتعلق بالأدوار الخاصة بما كنا وما سنكون عليه، وهو ما يعني أن كل ما يخرج منا يعود إلينا من جديد ولو بعد حين، وعليه فإن كل من سبق له أن بادر بالعطاء في الماضي سيأخذ ما يستحقه في المستقبل، وبما أن الحديث يتعلق بـ (من) يستحق (ماذا)؟ فإليكم التالي: كبار القدر هم من سنتحدث عنهم ونُسلط الضوء عليهم من حين لآخر، فهم من سبق أن تقدموا بالكثير وقدموا ما هو أكثر بكل حب، ودون أن يُكَلل التزامهم بما كان عليهم من واجبات أي (شرط)؛ لذا فإن الطبيعي أن يُقابل كل ذاك العطاء بما يليق به من تقدير، يبدأ ببذل المستطاع وما يسهم بخلق بيئة تُكرمهم وتؤكد على أهمية وجودهم في الحياة، لا أن تُطوى صفحة الأمس بكل ما كان فيها وكأنها لم تكن من الأصل. منذ أيام مضت أعلن مركز تمكين ورعاية كبار السن «إحسان» وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وشركة دولفين للطاقة عن إطلاق حملة توعوية متكاملة تحت شعار «قدرهم عالي»، وهو الشعار الذي تتمثل أهدافه في رفع الوعي المجتمعي حول كيفية الإحسان لكبار القدر وتعزيز ثقافة الاحترام والتقدير والاحتواء وتمكين المجتمع من التفاعل الإيجابي معهم، ويكفيني من كل ما سبق أن نقف على أهمية تحقيق تلك الأهداف لهذه الفئة، التي تستحق كل الاحترام مع كل خطوة تُقدم عليها. مما لا شك فيه أن الجهود التي بُذلت لن تمضي وكأنها لم تكن يوما، ويكفي أنها ساهمت بإحداث التغييرات، التي عدلت مسارات الحياة، وجعلتها أكثر سهولة في الكثير من المواقف، التي سبق أن حسبنا أنها قد بلغت خط النهاية في حين أنها كانت تمضي وكأن شيئا لم يكن، والغريب أن رحلة البحث عن الأسباب التي تكفلت بمعالجة الوضع تأخذنا نحو حقيقة واحدة وهي أن أحدهم وبلمسة سرية وسحرية قد أتم مهمته على خير وجه يعكس حكمته البالغة، ودون أن يُطالب بأي مقابل لقاء ما تقدم به، وهو كل ما يترجم تلك الأخلاق العظيمة، وذاك العطاء الكبير، وكل ما لا يستحق منا سوى السعي نحو بث (ثقافة إنسانية صادقة) تليق به، وهي (ثقافة احتواء فئة كبار القدر)، التي تستحق غرسها ونشرها بين فئات المجتمع بحكم أنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع، ولابد منها؛ كي نوفر لهذه الفئة حياة كريمة من خلال مبادرات قد تبدو بسيطة ولكنها دون أدنى شك تعني الكثير، ولكم هي كثيرة تلك التجارب الإنسانية الراقية التي شهدت تلك المبادرات ولامست القلوب بحكم أنها من صميم الواقع، الذي قد لا يلتفت إليه البعض ممن يتعامل مع أفراد هذه الفئة وهو يعاني من نقص حاد في الأخلاق الحميدة والتصرفات السديدة، فنجده وللأسف الشديد لا يتمتع بأي مظهر من مظاهر الذوق، ويحسب أن السرعة التي تفرضها الحياة في بعض المواقع تُبرر ذاك التعامل الجاف الذي يتباهى به أمام أقرانه من باب قدرته على تخليص الأمور والانتهاء منها على وجه السرعة وبدم بارد، ورسالتي له ولكل من هم على شاكلته: قدرتك على إتقان عملك ستترك بصمة ستتباهى بها صفحة مهامك العملية ذات يوم، وقدرتك على التحلي بالأخلاق الحميدة، والتعامل بها مع كل فئات المجتمع وتحديدا كبار القدر ستترك بصمة إنسانية رائعة في النفوس كل يوم؛ لتصبح الوجهة الأبرز للعطاء حتى أن مؤشر البوصلة سيتجه نحوك كل الوقت تقديرا لكل ما تتمتع به. وأخيرا إن الحديث عن كبار القدر لا يقف عند هذا الحد، فهو ما يفوق قدرات قلمي؛ لأنني وبكل بساطة أتناول هذه الفئة التي تُعد القاعدة الأساسية في كل مجتمع، مما يعني أني سأسلط الضوء من جديد وفي كل مناسبة تتطلب ذلك، وحتى حين تذكر أن قدر (كبار القدر) يأخذ حجمه الفعلي حين تُدرك معنى احترامهم وتقديرهم.

813

| 17 يونيو 2025

ركز على ما تريده فقط

المصير الذي تبلغه حين تصل بخطواتك إلى عتبة النهاية، يبدأ بقرار صادق ينبعث من الداخل، وما ترغب به، وتود الوصول إليه فعلا، هو كل ما سَيُهون عليك رحلة تنفيذ ذاك القرار، الذي قد يبدو مستحيلا؛ بسبب الضباب الذي يُحيط به ويحجب عنك حق الرؤية الكاملة، التي تُعلمك بالمسارات المُتاحة، والمُمكنة، ولكنه ما لن يتمسك بذاك الوضع متى تخلصت من تلك الأعذار الواهية التي تصنع تلك الضبابية الموجودة في رأسك فقط ولا مكان لها في الواقع. أحيانا ترغب بتقديم هدية مُميزة وخاصة لنفسك وبنفسك، وهي تلك التي لن تكون من باب حصد المكافآت بقدر ما هي من باب تطلعك لإدراك طعم (الإنجاز) والشعور به، (الإنجاز) الذي يُحفزك على السؤال عن المزيد في كل مرة؛ لتستمر عجلة العطاء بالدوران؛ بحثا عن تحديات جديدة تزيد من صلابتك، قوتك، وخبرتك في هذه الحياة، ولكنك قد تقف عاجزا أمام مخاوفك، التي تكبح تحركاتك فتفكر بها بقدر ما تنشغل، حتى تضيع معها فرصتك المطلوبة؛ لتحقيق ما تريد، وعادة ما تكون تلك المخاوف وفعلتها الشنيعة هي من تتسبب بتلك الضبابية التي أشرت إليها آنفا، وتحديدا في غرة هذا المقال، وبما أني قد ذكرتها، وسبق لك وأن مررت بها فلا شك أنك أصبحت تُدرِك أنها جملة من الأعذار الواهية التي تصنع تلك الضبابية الموجودة في رأسك فقط، أما الواقع فلا يعلم بوجودها أصلا، وهو ما سيأخذك نحو حقيقة ثابتة وهي أن تلك الهدية التي ترغب بتقديمها لنفسك وبنفسك موجودة فعلا وترحب بك في أي وقت تختاره أنت. قبل أن تفكر بالحصول على تلك الهدية التي ستشعر معها بطعم (الإنجاز)، حدد ما تود إنجازه أولا، ثم ضعه على رأس قمة عالية تليق بطموحك، وركز جيدا على ما تريده (فقط) دون أن تلتفت لتلك الأصوات التي ستحاول جاهدة منعك بحجة أن ما تريده من المحظورات؛ لأسباب لعل أهمها فشل وعجز أصحابها عن تحقيق ما تسعى إليه، وهو ما لا يهم بتاتا، فما يهم فعلا هو أن تكتم تلك الأصوات، التي وإن تمكنت منها فلا شك أنك ستنجز وستصل للقمة التي تنتظرك؛ لتحقق ما تريد، وتصنع الأثر الذي سيظل وإن رحلت. همسة أخيرة (نعم) ستنجح متى تمكنت من كتم الأصوات، ولكن (لا) لا يعني ذلك أنك لن تصطدم بعقبات أخرى، وهو ما لا أُذكرك به؛ كي أثير حزنك، بل لتعلم أن كل إنجاز يحتاج إلى خطة قد تنجح من الضربة الأولى، وقد تتطلب إجراء بعض التعديلات اللازمة، التي ستبرع فيها بمرور الوقت وستصبح أكثر مهارة؛ نظرا لتفوقك من ناحية السرعة والدقة، ويكفي أن تضع البدائل القادرة على معالجة أي خلل يدركك في مراحل حياتك، التي ستستمر بك ومن أجلك، وتذكر أن محاولاتك المُستمرة لا ولن تُفقدك قوتك، بل ستزيد منها؛ لتتابع رحلتك التي بدأتها وستصل بك إلى عتبة النهاية، التي لن تبلغها حتى تُقرر ذلك فعلا.

786

| 10 يونيو 2025

قيمة ما تفعله في هذه الأيام الفضيلة

التجاوز عن كل مشكلة صغيرة يجرنا نحو مشكلة أكبر لا حق لها بأن تكون، ولكنها وللأسف الشديد ستكون وستصل بنا حيث لا نريد؛ بحكم أنها النتيجة الحتمية للتجاوز الذي نعتمده في حياتنا، ونركن إليه في الكثير من الأوقات؛ لغياب الوعي، ولظهور جملة من الأسباب التي قد تختلف من فرد لآخر، ولكنها حتما ستتفق على أنها ستكون على قائمته، وتحديدا بعد أن تتفاقم وتأخذ حيزا أكبر، كان من الممكن أن نتجنبه متى أدركنا المشكلة وهي في مهدها وعالجناها بالشكل السليم وكما ينبغي. لربما نواجه من يرفض ما سبق ذكره لسبب آخر، وهو أن الإيقاع السريع الذي تتراقص عليه الحياة قد يفرض علينا تجاوز بعض التفاصيل دون التدقيق فيها كما يجب؛ لتمضي وهي تحمل في جوفها مشكلة (ما)، وهو ما يمكن توقعه ولربما تقبله، ولكن بشرط وهو: عدم تجاوزها متى أدركنا وجودها، ومعالجتها كما يجب؛ كي نُتابع الحياة، وننتقل إلى مرحلة جديدة. هناك من لا يدرك حجم الخطر الذي يحدق به حين يتجاوز مشكلته الصغيرة، ولعله يفعل؛ لأنه يشعر أن تجاوزها هو (طوق النجاة)، الذي يضمن له رحلة آمنة، في حين أن ذلك غير صحيح؛ لأنها وفي حقيقة الأمر (والحديث عن تلك المشكلة) تنمو بصمت ودون أن يشعر بها أحد حتى تكبر وتتفاقم؛ لتصل إلى مرحلة ستفرض الكثير من التحديات، التي ستشتته كما ستفعل مع غيره، حتى أنها لن ترفق بحاله، فإما أن يلتفت إليها أو أن يُسلم ويستسلم ويخسر كل ما حصده حتى من قبل أن يبدأ، والأمر ذاته على سواه، والحق أني ومن خلال هذه الزاوية لا ولن أقبل بذلك بتاتا، فالخير الذي يحصده كل واحد منكم هو المكسب الحقيقي الذي أخرج به ويؤكد على أهمية كلماتي هذه، ولأن تحقيق هذا الأمر يسلك هذا المسار، فيجدر بي قول التالي: إن معالجة كل مشكلة تعاني منها تُعينك ومن حولك على ما هو أكبر، وكل ما يتطلبه الأمر هو مواجهة ما يطرأ على صفحة الحياة، ومن ثم التفكير بالآلية التي ستُعين على إتمام الأمر كما يجب. من المتوقع أن يبدو كل هذا وكأنه ما لا يستحق كل هذه الجلبة، ولكنه ليس كذلك بتاتا؛ لأنك وإن بادرت بفعل ما سبق ذكره فلا شك من أنك ستتمكن من إنقاذ نفسك وغيرك ممن قد تجده عالقا في مكان ما؛ بسبب تهاونك في تنفيذ مهمتك، التي ستُعينه على مُتابعة شؤون حياته على خير وجه. وأخيرا: إن فعل ما سبق هو الخير الذي سيُحسب لك، وستدرك قيمته متى تبدلت الأدوار، ولك أن تتخيل قيمة ما تفعله في هذه الأيام الفضيلة التي نعيش لحظاتها ضمن مواسم الطّاعة العظيمة، التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام، ومما لا شك فيه أننا نبحث عن الأجر المُضاعف، وعن كل عمل يرفع من صاحبه درجات، ويزيد من حسناته؛ ليجد طريقه إلى الجنة، والحق أن تحقيق ذلك يتطلب منا الاجتهاد فيه؛ للفوز بما نريده فعلا، والأمل بأن يكون بإذن الله تعالى، وحتى حين.. كونوا بخير.

267

| 03 يونيو 2025

أنت بين التوقعات والأمنيات

هناك الكثير من الأصوات، والكثير من الموضوعات، والكثير من الأمور التي تشغلني وتدور من حولي، والحق أنها تفرض حالة من الضياع، وتضعني وسط مجموعة من الملفات المفتوحة، التي قد تختلف من حيث المحتوى، ولكنها ستتوجه في نهاية المطاف إلى المصدر ذاته، والحديث عني (أنا)، وبما أن الأمر كذلك، فإن أكثر ما يشغلني في الوقت الحالي، وأرغب بتسليط الضوء عليه هو موضوع: (خيبة الأمل)، نعم تلك الخيبة التي نُدركها متى كانت التوقعات أكبر بكثير من الأمنيات. ويبقى السؤال: ما هي تلك الأمنيات التي أتحدث عنها؟ إن كل ما نرجوه في حياتنا، ونُطالب به؛ كي تصبح بحال أفضل مما هي عليه، هو ما يُمكننا إدراجه تحت قائمة (الأمنيات)، وسنتفق عليه دون شك، وعلى أنها تهمنا بقدر ما تعود بفائدتها علينا، في حين أن ما سنختلف عليه هو المسار الذي ستسلكه، وسنحدده نحن بحسب ما نراه مناسبا، وبين ما نتفق عليه وما نختلف عليه تظل تلك الأمنيات محل ترحيب؛ لذا نخصص كل ما نمتلكه من طاقة؛ كي تلامس أرض الواقع. الجميل أن تلك الأمنيات قد تتعلق برقبة مهمة (ما)، أو شخص (ما)، أو أي خيار يدركه صاحبه فقط، ويحثه على ملاحقتها؛ كي تكون وتتحقق، فإن تحققت فلا شك بأنه المُراد، وإن لم تتحقق فستكون تلك التي ستصل به إلى عتبة (خيبة الأمل)، العتبة التي سيتغير معها لون الحياة وكل ما يُحسب عليها، والسبب التوقعات التي تفوق الأمنيات حجما، وتتفوق عليها، التوقعات التي تملك حق التواجد؛ لضمان سير الخطة كما يجب، ولكنها لا تملك من الحقوق شيئا متى تعلق الأمر بتعزيز الأمنيات والتأكيد على وجودها، خاصة إن كانت بمقاس أكبر بكثير من تلك المدعوة (أمنيات). بِنِيِّةٍ صَالِحة أقولها لا علم لي بماهية تلك الأمنيات التي تشغل سواي، ولكني على يقين تام بأن تواجدها في حياتنا يعطينا دفعة قوية، وملامستها لأرض الواقع تعطينا دفعة أقوى بكثير؛ لنستمر؛ وكي نضمن ذلك مع الجميع، وعلى رأس القائمة (أنت) وأعني من خرج من صدمته مؤخرا، خذ مني التالي: لا تبالغ في رفع سقف توقعاتك؛ كي تتجنب الألم الذي سيلم بك حين تقع على حقيقة قاسية، وهي أن تلك التوقعات أكبر بكثير من أمنياتك، التي سبق وأن رسمتها، ولعله ما يبدو جليا أكثر متى تعلق الأمر بالآخر، الذي تتمنى له الخير، وتتمنى منه كل خير، ولكن وللأسف الشديد تتجاوز توقعاتك حدود المعقول والمقبول؛ لتكتشف ومن بعد أن ما كنت ترجوه لا يمت لكل ما كنت تتوقعه بصلة تُذكر، وهو ما سيضعك في زاوية (الإحباط) الذي تستطيع تجاوزه، وتجنب خوض تفاصيله متى قررت ذلك (بالفعل)، فهو ما يعتمد عليك أكثر من سواك، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن تفهم أمنياتك وتقدر حجمها الحقيقي؛ لتُحدد كل ما تتوقعه وترجوه في مراحل لاحقة. وماذا بعد؟ هذه الزاوية التي تطل من خلالها كلماتي صباح كل ثلاثاء تخرج خالصة من قلبي لكل من يتابعها، وهذا الأخير هو كل من يخصص من وقته وقتا؛ كي يدرك ما في جعبتي، وتجود به زاويتي فتؤثر عليه ويتأثر بها، وتعينه على إدراك أفضل ما يُميزه؛ ليتقدم به من خلال نسخة فريدة ستُنسب إليه في نهاية المطاف بإذن الله تعالى. همسة أخيرة إن إصلاح الفرد يضمن إصلاح كل ما حوله في مراحل لاحقة؛ لذا وجب أن نبدأ به؛ ليمتد الأثر إلى سواه؛ ولأن كلماتي التي أعتمدها؛ لتحقيق ذلك هي أداة الإصلاح هنا، فلا شك أني سأسخرها من أجل تحقيق هذا الهدف.

177

| 27 مايو 2025

صاحب الضمير الحي

تزاحم الأحداث على منصة الأيام وما يفرضه ذلك من عجز عن ملاحقة ما يحدث فعلا، وتتبع تفاصيله بشكل جيد، وضعنا في خانة (المُتلقي) معظم الوقت، حتى صار تلقي ما يحدث على الساحة خطوة تلقائية تُفرض علينا مع إسقاط حق القبول أو الرفض؛ ليمضي ونحن نعرف ما حدث وإن لم نتمكن من هضمه، وكل ما يحدث أن الأمر ينتهي ونحن نحمل الكثير من الأخبار دون أن نتمكن من التفاعل معها كما يجب، ولا عيب في الشق الأول، الذي يخص معرفتنا بكل تلك الأخبار، التي تسمح لنا بمعرفة ما يحدث من حولنا، ولكن العيب كل العيب أن تمرق دون أن نتفاعل ونأخذ من المواقف ما يكفي؛ كي نُعدل، نطور، ونُحدث التغيير المطلوب، الذي يُسهل علينا وعلى غيرنا أمور الحياة، وهو ما يمكن أن يكون بكل وسيلة مُتاحة ومشروعة يدركها صاحب الضمير الحي، الذي سينجح في ذلك متى سمح به، ودون أن ينتظر الإذن من سواه؛ كي يفعل؛ لذا يا من تملك ذاك الضمير الحي، الذي تستطيع به ومن خلاله أن تُحدث التغيير المطلوب (بادر) بفعل الصواب ولا تبالي، فالحياة بأمسّ الحاجة لمن يدرك ما يتوجب عليه فعله متى تطلب الأمر ذلك. في الآونة الأخيرة كثرت الأحداث التي تلونت بحسب ظروفها، حتى أن الأقلام توجهت لتغطيتها وبشكل لائق وبحسب ما يجود به صاحبها، ولكن ذاك النمو الهائل لكل ما يحدث قد أبعدنا قليلا عن (الفاعل)، الذي يتسبب بها، وهو ذاك الذي سيظل المُحرك الأساسي وإن تغير العالم بكل ما فيه من أحداث، (الفاعل) الذي يتمسك بإنسانيته في بعض المواقف؛ لنشهد من البطولات ما نشهد، ويتجرد منها في مواقف أخرى؛ لنشاهد الظلم وهو يتفاخر بشكله القبيح دون أن يجد من يردعه عن الظهور وإثارة الرعب بين الخلق، والحق أن تسليط الضوء على (الفاعل الأول)، الذي يتمسك بإنسانيته؛ ليسجل من البطولات ما يكفي؛ كي نتأكد بأن الدنيا ما زالت بخير، هي المهمة التي يجدر بنا الالتزام بها، ويكفي أن تكون صاحب الضمير الحي؛ كي تُدرك تلك المهمة، وما يجدر بك فعله؛ لتنفيذها كما يجب، وهو ما يجعلنا نتفق على أن تسليط الضوء على ذاك (الفاعل) ليس من باب التمجيد، ولكن من باب التقدير لجهوده، التي ستتضاعف؛ لفعل الصواب دون توقف. ثم ماذا؟ إن صناعة المحتوى تتطلب درجة عالية من الوعي بحقيقة تلك الصناعة، التي لا يجدر بها تناول أي موضوع (كان) وعرضه ثم هضم حقه وإن لم يكن ليُهضم من الأصل، فهي تلك التي تتطلب من صانعها أن يكون المُرسل تارة، والمُتلقي تارة أخرى؛ ليُدرك طبيعة ما يُقدمه ويقدم عليه في كل مرة، فهو من يجدر به معرفة ما يقدمه لسواه، (لا) أن يقذف به من برجه العاجي دون أن يُلامس الأرض حيث من يتلقى منه ما تجود به نفسه بين الحين والآخر؛ لذا وحين يتعلق الأمر بصناعة المحتوى فلابد أن يكون لنا ما نخصصه من وقت، جهد، ومساحة؛ كي نتناول (الفاعل الأول)، الذي سنتقاسم معه مهمة إنقاذ العالم، ونسمح له بالقيام ببطولاته من جهة؛ لتطل أنت (يا عزيزي) من الجهة الأخرى؛ كي تُقدره وتُحفزه، فيستمر حتى اللحظات الأخيرة. بِنِيِّةٍ صَالِحة أقولها: لابد وأن نُدرك أن كل ما سبق ذكره يصل بنا إلى واجب تقديم أفضل نسخة منا، فإما أن نُسجل البطولات أو أن نُقدر ونُحفز من يفعل، والأمل بأن نشهد ذلك فعلا، وحتى يحين ذاك الحين كونوا بخير.

705

| 20 مايو 2025

فقط استراحة مُحارب

حين بلغت عتبة مكتبي وأعلنت بدء يوم جديد، وبعد أن تفحصت (قائمة المهام)، التي بدت وكأنها غريبة ولا تمت لي بصلة بحكم أن ما فيها قد غاب عن ذهني فعليا؛ بسبب ضغوطات العمل، والملفات المفتوحة بكل ما تحمله من موضوعات مختلفة تمس الحياة وتخصها، جردت تفكيري من كل شيء سواها تلك القائمة، التي ركزت فيها أكثر وأدركت أن كل ما فيها يخصني، ويجدر بي القيام به على خير وجه وفي أقرب فرصة مُمكنة؛ لذا وفي سبيل إتمام تلك المهمة بنجاح فلقد عمدت إلى إعادة ترتيب كل شيء؛ لمعرفة ما الذي يستحق مني مُباشرته، والحمد لله أني قد فعلت وتمكنت من ذلك بعد أن قطعت شوطا طويلا، اعتمدت فيه على التركيز على كل مهمة؛ كي أخرج بالنتيجة المرجوة، التي يسعى إليها كل مُجتهد؛ للحصول على مساحة أكبر يمكنه من خلالها معرفة ما يحدث من حوله في الساحة، فيدرك الجديد دون أن يفوته أي شيء، ويصبح مع مرور الوقت من العناصر الفعالة في محيطه. ثم ماذا؟ يرتبط الحماس لإنجاز ما علينا من مهام بالهدف الذي يقف في الجهة المُقابلة من المهمة ذاتها؛ لذا وبقدر ما يبدو ذاك الهدف كبيرا بقدر ما يصبح حرصنا على إنجاز المهمة وإتمامها بسلام (أكبر)، وما يساعد على تقليص تلك المسافة الزمنية، التي يتطلبها تحقيق ما نريد هو إدراكنا التام لكل ما نفعله، خاصة وأن المرء منا وإن لم يدرك ما يفعله فلن يُقبل عليه بقلبه، إذ سيكون الأمر بالنسبة له مجرد مهمة سينتهي منها؛ ليلحق بغيرها، في حين أنه ومتى أدرك طبيعة تلك المهام، والأسباب التي تحثه على إتمامها فسيعمل وبجد دون أن يسمح لأي سبب من الأسباب بعرقلته، لدرجة أن توقفه لبرهة من الزمن سيكون بمثابة (استراحة مُحارب) سيتابع من بعدها ما قد بدأ به وبقوة أكبر. هذه الكلمات لذاك المُحارب من الطبيعي أن تعمل وتتعرض للضغوطات التي تعترض طريقك من حين لآخر، ومن الطبيعي أيضا أن يُضايقك ذلك؛ بسبب ما يقع عليك من تأخير تُخلفه التراكمات، ولكن ما يخرج عن إطار الطبيعي والمألوف هو أن تتهاون في إتمام ما عليك من مهام تقف عليها أمور أخرى في حياتك وحياة من حولك، وهو ما يُمكنك تجاوزه بإذن الله تعالى متى أدركت ضرورة قيامك بالتالي: استثمار الوقت بشكل جيد، والقيام بالمهام الضرورية في كل وقت تشعر فيه بأنك وُجدت؛ كي تُعطي. الالتزام بعمل ما يُحسب عليك ولك، وعدم السماح للآخرين بفرض قائمة مهامهم عليك؛ كي تُنجز ما ليس لك من الأصل. التركيز على عملك، وعدم الانشغال بما يمكنه تشتيتك، ويُبعدك عن مسارك. وأخيرا تذكر أنك المعني من كل ذلك وأن نجاحك يعتمد عليك أولا وأخيرا؛ لذا تعرف على نقاط الضعف وحاول معالجتها ومن ثم تطويرها وتحويلها لنقاط قوة سترفع من قدرك أكثر وأكثر. بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها حين تناولت موضوع إتمام المهام وما يعقب ذلك من نيل للأهداف التي نسعى إليها، فعلت بحكم أن الحياة كعجلة تستمر بالدوران بقدر ما نعطي، ننُجز، ونحصد ما نريد من أهداف، وأن فيها من يواجه الكثير من العقبات التي تُجمده حيث هو، فيتنحى جانبا ليس لأنه يبحث عن تلك الاستراحة التي يحتاجها المُحارب فيعود من بعدها أقوى، ولكن وللأسف الشديد لأنه ارتطم بمن وقف في وجهه وقال له Enough أي يكفي ما قد كان منك، وهو ذاك الذي لا يملك حق فعل ذلك من الأصل، ولكنه يفعل لأسباب يحرص من خلالها على بقاء سواه في الخلف في حين أن المقدمة تكون له ومن نصيبه، (المُقدمة) التي وُجدت من أجل كل من يعطي، ينجز؛ ليحصد ما خرج في سبيله منذ البداية، والأمل أن نكون منهم، وحتى يكون لنا ذلك نسأل الله التوفيق للجميع.

234

| 13 مايو 2025

تماسك ولا تفزع

حين تُصاب (الإجابة) بالعجز، وتختار الصمت وهي مُجبرة على ذلك فلا شك أن السؤال الذي يفرض نفسه وبكل ثقة هو ذاك الذي يُطرح ويعيش في حالة ترقب قبل أن يكون له ما يريد من رد يتطلب تفكيرا عميقا، ولحظات قد تطول وهي تُقلب صفحات الأيام؛ بحثا عما يليق؛ لنُبادر به، والحق أن الحياة وإن فرضت علينا من الضغوطات الكثير فإنها تنكمش، ويتنحى ما تبقى منها جانبا متى واجهنا هذا السؤال، الذي يُجبرنا على التوقف لبرهة من الزمن؛ كي نتفرغ له، ولعل بلوغ هذه النقطة يُثير الفضول، ويحرضكم على معرفة ما أتحدث عنه، ولأن توفير الرد اللائق هو حقكم ومن قبل ذلك هو واجبي، فإليكم التالي: إن السؤال الذي يستوقف كل واحد منا في محطة من محطات حياته هو: ما الذي أفعله هنا؟ وبصراحة أنت لا تطرحه؛ لأنك لا تدرك الموقع الذي تكون فيه وتشغله، ولكن لأنك فعليا تشعر بأن انغماسك في شؤون حياتك قد قطع بك مسافة طويلة وصلت بك حيث أنت دون أن تُدرك كيفية حدوث ذلك، وكأنك كنت في غيبوبة فقت منها على واقع لا تعرف متى بلغت عتبته؟ وبصراحة فإن (رحلة البحث) عن إجابة شافية تجعلك تستعيد ذكرياتك؛ كي تفكر وتفكر ومن ثم إما أن تقبل بما أنت عليه، وإما أن تبدأ من جديد، بمعنى أنه ما سيكون، ولكن من اتجاه آخر لربما لم تسلكه من قبل، وهو ما يحق لك، تماما كما يحق لك أن تقف حيث أنت كمحارب يحتاج لاستراحة يستعيد توازنه من بعدها، ثم ينطلق؛ كي يُتابع ما تبقى له من مهام يدركها أكثر من غيره. مما لا شك فيه أنك وفي نهاية المطاف ستختار الإجابة التي تروقك، ولن تلتفت لرأي سواك، خاصة وأنك بطل هذه الحكاية، فإن مالت رغبتك نحو التفكير الجدي باتجاه آخر فلابد وأن تسلكه؛ كي تُدرك الجديد، وتتجنب معايشة ما سبق لك وأن تطرقت إليه في حياتك، فهي رغبتك التي ستترك من أجلها كل ما حققته وما نُسب إليك من إنجاز لربما نسيت تفاصيله، وترغب في تذوقه من جديد، ولكن من اتجاه آخر (كما ذكرت سلفا)، فيكون هذا السؤال المُحرض هو المُثير، الذي سيُبرر لك ما سَتُقدم عليه دون أن يُقاطعك ضميرك؛ ليُثنيك عن تحقيق هدفك وإتمام مهمتك، التي ستدرك معها حياة أخرى أنت بطلها ولكن ما سيكون منها هو كل ما لم تدركه من قبل. أما وإن تمسكت بموقعك الحالي، واكتفيت بالاستراحة البسيطة التي فصلت بها بين ما كان وما سيكون منك فهو شأنك أيضا، غير أنه ومن الأفضل أن يكون بشكل مُخالف، وليس كسابق العهد، خاصة متى رغبت بالمتابعة دون أن يقفز من أمامك ذاك السؤال من جديد؛ لتُعيد معايشة نفس (السيناريو)، قبل أن تفرغ طاقتك، التي تحتاجها؛ كي تدرك ما فاتك ولا يدركه سواك. والآن وقبل أن أختم مقال هذا اليوم أحب أن أُخصك بهذه الكلمات: متى توقفت حيث أنت، وشعرت بتطاول هذا السؤال عليك: ما الذي تفعله هنا؟ تماسك، لا تفزع، ولا تفقد أعصابك، بل كن على يقين أنها اللحظة التي تحتاجها؛ كي تنطلق في الاتجاه الذي تريد وكما تريد، وحتى تحقق ذلك وكل ما هو على رأس قائمتك (كن بخير).

255

| 06 مايو 2025

نُطالب بالمزيد من تلك الورش

زيادة الإنتاجية وتجويدها؛ لضمان تقديم أفضل المخرجات التي تتمتع بكثير من الإبداع (ضرورة) يتطلبها نجاح المؤسسات بكل ما فيها من أفراد، وتأكيد تلك الضرورة بين الصفوف مهمة تتطلب الكثير من الجهود الجادة والمسخرة؛ لتحقيق ذلك بكل الوسائل المتاحة، التي تضمن بلوغ الجميع أعلى درجات (التميز)، وهو هذا الأخير ما يوفر لنا مساحة أكبر من الإنتاج العظيم، الذي يؤكد على دوران عجلة الأداء في كل مؤسسة بالسرعة المطلوبة. مؤخرا ومن خلال خطة تطويرية تهدف إلى بث ثقافة التميز والتفوق في (جهة عملي)، تم طرح ورشة عمل تناولت (الولاء المؤسسي) كمتطلب أساسي في حياتنا العملية، يحمل بين طياته الكثير من الأهداف، التي تُشعل فتيل الولاء في كل موظف بشكل يسهم في تحفيزه وتعزيز السلوكيات الإيجابية لديه، عن طريق غرس معنى الولاء الحقيقي، الذي يُحقق زيادة الإنتاجية ويرفع سقف التميز في الأداء المؤسسي تماما كما ذكرت آنفا. لقد جمعتنا تلك الورشة بالكثير من الموظفين، ممن حملوا جملة من الأهداف، التي وإن اختلفت فإن منها ما سينصب وفي نهاية المطاف في ذات القالب، الذي يسعى إلى خدمة الموظف وجهة العمل أيضا، وبالتنقل بين هدف وآخر يظل (ولاء الموظف)؛ كي يُعطي وبضمير هو الهدف الأساسي، الذي يستحق التركيز عليه؛ لتطويره ومن ثم تطوير العمل وتميز مخرجاته، وهو ما سيكون ولكن شريطة أن يبدأ من أعماقه، ومن خلال رغبة جادة لفعل ذلك، فالكل مسؤول وشريك في إتمام مهمة زيادة الإنتاجية وتجويدها، وما لن يختلف عليه أحد هو أن الجهد الأكبر يقع على عاتق الموظف، الذي يُعد المُحرك الأول والأساسي لهذه العملية، فمن غير جهوده؛ لتحقيق المُراد لن نخرج بالنتيجة المرجوة بتاتا، وستعاني جهة العمل من المشكلات، التي ستُجمد خطوات التقدم وستمنع الجميع من متابعة الرحلة كما يجب، ولتجنب ذلك تحرص المؤسسات على تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل التي تحث على العمل بروح الفريق الواحد بشكل يساعد الموظف على معرفة ما يتمتع به من مهارات وقدرات، ومن ثم البحث عن كافة الأسباب التي تُسهل عليه تلك المهمة، ولعل أبرزها الحصول على مساعدة جادة من المسؤول، الذي يلعب دورا أساسيا في تحقيق الهدف وتجاوز تلك المرحلة بنجاح، ويبقى السؤال: كيف يُقدم الموظف على تطوير كل ما يتمتع به من مهارات وقدرات وبالجودة المطلوبة؟ إن الإجابة التي تروي السؤال الذي طرحته، هي تلك التي يفرضها وجود بيئة عمل مُحفزة، تقدم كل ما تستطيع من إمكانيات تحفز الموظف من خلال توفير الفرص الكافية للتدريب والتطوير، وما يقابل ذلك من (تقدير لجهوده) يُساعده ويُحفزه على الابتكار والإبداع، إضافة إلى احتواء طموحاته (والحديث عن المشروع منها)، ثم الترحيب بكل مقترحاته الكفيلة بتطوير العمل؛ لتوسيع دائرة العطاء؛ لنخرج ومن بعد بنتيجة واحدة وهي أنه سيُعطي دون توقف حتى وإن وجد من العراقيل ما يقف أمامه. همسة أخيرة مما لا شك فيه أن ورشة (الولاء المؤسسي) من العوامل التي ترفع كفاءة الموظف، وتُعزز ثقته بنفسه وبجهة عمله وبشكل يُولد بداخله كتلة من المشاعر الصادقة، التي تحثه على العطاء وبضمير، وحتى نُعطي أكثر ونبلغ قمة النجاح، كونوا بخير.

561

| 29 أبريل 2025

فلتكن أنت تلك النعمة

الحياة لا تخلو من الضغوطات، ومن المفاجآت التي تقبل علينا من كل حدب وصوب؛ لذا حتى وإن أعددنا العُدة فلن نتمكن من سد كل الثغرات لوجود جوانب لا ندركها ولا يعلم بأمرها سوى الله، ولعل ما نتلقاه دون سابق إنذار هو ما يُفسر ويُبرر الترقب الذي نخوض تفاصيله أحيانا؛ تجنبا لتلقي ضربة أخرى تماما كما حدث في السابق؛ لنكون بذلك قد سمحنا للعمر بأن ينساب دون أن ندرك حجم ما قد فاتنا منه، حتى ومتى كسبنا بعضا من الوقت الخالص والخاص بنا؛ لمراجعة الماضي، أدركنا أن ما فاتنا منه ليس بالهين بتاتا؛ لينتهي بنا الأمر ونحن نفكر ونشعل فتيل التساؤلات بسؤال واحد فقط: لماذا نسمح بذلك في كل مرة؟ إن السؤال الذي نطرحه عادة بنية جمع الإجابات الشافية قد يبدو بسيطا في حين أنه ليس كذلك بتاتا؛ لأن التفكير بما يدور خارج (نطاق قدرتنا على التفكير به) يستنزف الطاقات بقدر ما يساعد على هدرها، وهو أبدا ما لا يعني أن نجلس ونترك كل ما يخصنا للظروف دون أن نُقدم على خطوة واحدة، ولكن أن نقوم بما علينا من واجبات نحرص من خلالها على إتمام الأمور على خير وجه، ثم نترك ما يقف خارج حدود طاقتنا للقادر على تدبيرها وإدارتها كما يجب؛ لنتلقى ومن بعد نصيبنا منها وملامح الشكر قد بدت علينا؛ تقديرا للمرحلة التي بلغناها وكل ما وصلنا إليه. ثم ماذا؟ قد تفرض علينا الحياة بين الحين والآخر ما نريد والكثير مما لا نريد؛ لندرك من الأحداث ما نمضغه على مضض، فنشعر ومن بعد أن الأمر قد تجاوز حدود المعقول والمقبول، ولكن وعلى الرغم من ذلك نواصل السير دون توقف، ولعل ما يُساعدنا على ذلك ويهونه علينا هو وجود من يعيش من حولنا لنعيش أجمل لحظاتنا، ويكفي أن نجده وهو يستقبلنا بابتسامة لطيفة تُلطف الأجواء وتمسح على جبين الأيام ما قد كُتب عليها من ظروف تعيسة، وسبحان الله الذي يسخر من تلك النسخة في كل بقعة من بقاع الأرض، من يداوي سواه بكلمة طيبة تسمح ليومه بأن يمضي بسلام وإن لم يكن؛ ليُبشر بذلك منذ البداية المُطلقة. إن وجود هذه النسخة في حياتنا نعمة تستحق الشكر لعظيم ما يكون منها ويساعدنا على تجاوز الكثير، والحق أن وجودها في حياتي يجعلني أفكر في كل مرة بمن يفتقد وجودها في حياته، وبالتالي سيكون كمن يرى الصورة دون أن يحظى بفرصة معرفة تفاصيلها؛ لذا يصبح الأقل حظا فيما يتعلق بقدرته على معرفة ما نتحدث عنه، في حين أن الأوفر حظا هو ذاك الذي قُدر له معرفة حلاوة تلك النعمة، وهو ما يجعلني بين من يُدرك ومن لا يُدرك، وعليه فإن للأول مني التالي: إن لم تجد في حياتك من يُبادر بما يُلطف الجو ويُنعش الأجواء من حولك، كن أنت ذاك الذي يُحدث ذات الأثر في حياة سواه حتى وإن لم تخرج بمقابل ما قد أقدمت عليه من الخلق، فما تحتاجه أنت هو ذاك المُقابل الذي ستحصده من الخالق، الذي يرى ويعلم ما لا تعلمه. أما الثاني فله مني التالي: إن وجدت من يمسح يومك بكلمة طيبة أو ابتسامة لطيفة تجعلك تقطع الطريق وأنت أكثر إقبالا فقل الحمد لله؛ لأنك تحظى بنعمة يتطلع إليها سواك دون أن يدركها. وأخيرا: لابد وأن تتذكر وعلى الدوام أن كل ما يخرج منك يعود إليك، فإن كان خيرا فالخير قادم نحوك؛ ليطرق بابك بإذن الله، وحتى يكون لك ذلك كن بخير.

285

| 22 أبريل 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4803

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3519

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2871

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2595

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1455

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1041

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

963

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

837

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

807

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية