رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أذكر أننا منذ أن كنا صغاراً ونحن نرى الأب هو المسؤول عن العائلة، فالرجل يتزوج حين يصبح قادراً على تحمل أعباء البيت والزوجة والأسرة، وما أن تبدأ حياته في أسرته الصغيرة، حتى يستميت في عمله، ويحاول جاهداً أن يؤمن لعائلته الصغيرة حياة كريمة؛ دون الحاجة لأحد.. وإلا يعد نقصاً في رجولته حين لا يكون قادراً على تلبية احتياجات زوجته وبيته بالكامل. فهذه هي الصورة التي كبرنا عليها، وهي بالطبع الصورة الطبيعية والأصلية للأدوار في الحياة، فالله ـ عز وجل ـ قد أعطى الرجل القوامة، وجعلها له بالأفضلية وبالإنفاق، فقال تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم".ولكن الاختلافات السريعة التي حدثت في أنماط حياتنا الحديثة، والظروف التي غيرت الكثير من ملامح المجتمعات في الوقت الحالي، أوجدت لنا صوراً مشوشة من العوائل التي تحولت نساؤها إلى رجال والعكس، أو بمعنى آخر جعلت الأزواج يتبادلون الأدوار في البيت، وبالطبع أنا لا أعمم هنا على الجميع، فالصواب موجود والخطأ موجود، ولكنني أتحدث عن فئة ضلت الطريق الصحيح الذي رسمه الخالق ـ عز وجل ـ لهم، وتُبودلت الأدوار، فأصبحت المرأة هي المسؤولة عن تأمين المال، والاحتياجات المنزلية، وتسديد رواتب العاملين في المنزل، وربما توصيل الأبناء، وجميع تلك المسؤوليات التي لا تنتهي. بينما تجد الرجل يسهر حتى وقت متأخر، ويستيقظ متأخراً، لا يبالي حتى بالبحث عن عمل، فكل شيء مؤمَّن له، مادامت زوجته تنفق عليه، وعلى البيت!! أو قد يكون موظفاً أو صاحب عمل، ولكنه قد اعتاد على إلقاء تلك الأحمال على المرأة، سواء بإرادتها أو رغماً عنها.بالطبع نحن لا ننكر استحباب أن تساعد المرأة زوجها بما تستطيعه من جهد ومال؛ فالزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا، ولا ننكر استحباب أن يساعد الرجل زوجته في المنزل والأطفال، فخير البشر رسولنا الكريم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان يساعد زوجاته في المنزل، وهو خير الأنام.. ولكن ليس أجمل من أن يقوم كل من الزوجين بأدواره التي وكله الله تعالى بها، مع مساعدة الطرف الآخر بإرادته، فهنا تصلح المعادلة، وتستقيم الحياة، ويسعد الجميع.
484
| 22 أكتوبر 2015
نزولاً عند رغبة القارئ الفاضل عبدالله الدوسري بمناقشة هذا الموضوع، والذي رفده بأفكار رائعة، فقد طرحناه للحديث هنا، ففكرة الديمومة فكرة تراود الجميع في كثير من جوانب الحياة، فنحن نبني بيتاً بكل ما نملكه من جهد ومال تحت مسمى بيت العمر، ونسعى جاهدين لأن نتقنه لأنه سيدوم مدى الحياة، وليس فقط لنا!! بل طموحنا يصل آفاقاً أعلى بأن يعمره أبناؤنا وأحفادنا ومن جاء بعدهم، ولكن ما أن تمر عليه سنوات حتى يبدأ بالتداعي والتأثر بعوامل الزمن، ونبدأ بالاستعانة بعمال الصيانة وهكذا.نولد صغاراً ونرى أن الحياة طويلة جداً أمامنا، فتمر الأيام والسنوات سريعاً لنجد أنفسنا في نهاية المطاف.. ولندرك بأن تلك الحياة لم تكن إلا كيوم مر دون عودة، كما هو طبع الأيام الرحيل دون رجوع. حتى مشاعرنا حين تطول أحلامنا بالفرح، ويتحقق ما كنا نتمناه نشعر حينها بأننا ملكنا الدنيا بأكملها، وبأن هذه السعادة ستدوم للأبد، ولكن لا تلبث الأحداث أن تعكر صفونا وتغير ملامح حياتنا، ويتملكنا الحزن والألم، فنشعر أن الدنيا أطبقت علينا، وأن كدر عيشنا لن يزول، وأن الأيام لن تتصالح معنا، ولكن دائما يحدث العكس، فبعد المحنة تأتي المنحة، وبعد الضيق يأتي الفرج،وبعد الألم يتحقق الأمل، فهذا طبع الأيام.ولكن عند كل موقف وعند كل منعطف، نقف لنسأل أنفسنا: إن كان كل ما حولنا متغير فما الثابت إذاً؟؟ الثابت فقط هو حقيقة واحدة هو الله عزوجل، والذي أخبرنا بأن الموت حق والبعث حق والحياة الآخرة حق، فلنعمل لها قبل أن نساق إليها مرغمين، لأن من عمر دنياه بخراب آخرته، فسدت دنياه وآخرته، ومن أصلح آخرته بفساد دنياه صلحت دنياه وآخرته.
554
| 16 أكتوبر 2015
إن من أجمل ما قرأت في السعادة؛ أن الله تعالى قد أعطى كل إنسان حظه من السعادة، ولكنه موزع باختلاف بين الناس، فكل منا قد كتب له نصيبه منها، فهو آخذه لا محالة، فمنا من رزقه الله تعالى مالا وجمالا، ولكنه قد حرم من الأولاد، أو حرم الاستمتاع بما عنده، ومنا من رزقه الله تعالى العلم والمنصب والرزق الواسع، ولكن حرم من الصحة، وقد لا يستطيع حتى تناول ما تشتهيه نفسه، بسبب الأمراض التي حلت به، ومنا من رزقه الله تعالى المال والصحة والأبناء، ولكن حرم من بر أبنائه، ومن والديه، وقد يكون محروماً من خير متاع الدنيا وهي الزوجة الصالحة، كما قال عنها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وغير ذلك الكثير من توزيع الخالق سبحانه، فهذا أسعده بالثراء، وذاك بالجاه، وآخر أسعده بالأبناء البارين، أو الزوجة الصالحة، أو حتى حب الناس، والقبول بينهم، أو العمل المريح أو الأصدقاء الصالحين، أو الحياة السهلة الرغيدة. فلو تمعن كل واحد منا بنعم الله تعالى عليه، لما تسخط في يوم من الأيام، ولما اعترض على أقداره أو اشتكى من سوء حظه، ولما قال: لماذا أبتلى أنا وغيري يعيش هانئاً سعيداً؟ والواقع أنه قد يكون مخدوعاً جداً، بقشور خارجية قد لا تعني لصاحبها شيئاً أمام ما يعاني منه في الخفاء، ولكن العين الفارغة التي لا ترضى بقضاء الله وقدره، وهي التي تتطلع إلى ما يملكه الآخرون دون أن ترى ما تملك، والله تعالى يقول: "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم". فلنُعِد النظر في تقييمنا للسعادة، ولمقاييس السعادة التي لا يمكن لأي أحد حولنا أن يصنعها لنا، إن لم نصنعها لأنفسنا، ولا يمكن أن نشعر بها إلا إذا نظرنا ـ وبعمق شديد ـ لكل نعمة رزقنا الله بها، حينها فقط سندرك مقدار السعادة النابع من أعماقنا.
435
| 13 أكتوبر 2015
في حياتنا نرى كثيرا من الصور والأمثلة التي تجعلنا نتوقف عندها ونتساءل.. ما السر في هذه الفروقات، وما الذي يصنع الاختلاف في ردود الأفعال وفي القناعات.على سبيل المثال، قد يعمل رجلان في وظيفة واحدة وبنفس المكان، فتجد أحدهم متذمراً شاكياً مكتئباً ودائم الاعتراض، والآخر مبتسماً وممتناً وشاكراً لله، سعيداً بما يعمله وكأن هناك فرقاً بينهما. وقد ترى مريضاً يعاني من مرض فيموت كل يوم من الشكوى والاعتراض والاستسلام، فتراه لا يتوقف عن التسخط والتشكي، بينما قد يعاني آخر من نفس المرض وهو صابر وراض بما قسمه الله تعالى له، فكل يوم يستيقظ فيه وهو قادر على مواصلة الحياة يشعر أنه هبة من الله تعالى، ونعمة لا بد أن يشكر الله عليها، وبكل حب يتبادله مع من حوله يعيش كل أيامه. أو قد ترى امرأة متزوجة قد رزقها الله بالأولاد، ولكن لا تتوقف عن الشكوى وسرد معاناتها اليومية معهم، بينما ترى أخرى بنفس ظروفها، ولكنها دائمة الابتسامة والسعادة لا تفارقها، فهي تعي جيداً أنها بنعمة عظيمة وغيرها قد حرم منها، فلا بد أن تدرك قيمة هذه المنحة الرائعة. والكثير من الصور التي تحيط بنا.إن الفرق في هذه الصور هو تلك القوى الداخلية التي تنبع من نفوسنا القادرة على تفجير السعادة وغمر أرواحنا بالرضا وشعورنا بقيمة كل نعمة نمتلكها في الوقت المناسب أي قبل فقدها، فما يجهله كثير من الناس أن كل واحد منا لو نظر بعمق إلى نعم الله تعالى عليه في جسده من سمع وبصر وجسد سليم وغير ذلك من النعم التي لا تعد ولا تحصى، لو نظر إليها بتمعن لأدرك حقيقة السعادة التي يعيشها من الداخل، ولو تمعن بما حوله لأدرك أن البيت الذي يؤيه مهما كان صغيراً والأهل والأحبة والأصدقاء المحيطون به والسيارة التي تقله والطعام والشراب الذي يمتلكه وكل ما سخره الله له هو نعمة عظيمة لا بد أن يشكر الله عليها وأن تكون دافعاً قوياً لتفجير ينابيع السعادة في أعماقه.
807
| 02 أكتوبر 2015
ونحن في هذه الأيام الفضيلة، أيام العشر من ذي الحجة، والتي تسبق العيد أعاده الله تعالى علينا وعليكم بالخير والبركات، نتذكر كيف كان العيد سابقاً ، وكيف كان التواصل بين أفراد العائلة وبين أفراد المجتمع ، وحين نقلب صفحات ذكرياتنا نجد عبق تلك السعادة والمتعة التي كانت تتسلل لقلوبنا حين نجتمع في بيت العائلة الكبير، ونتنقل بين بيوت أقاربنا ، وكان من بين تلك العادات المحببة زيارة الجيران والأصحاب والأقارب ، لأن العيد لم يكن عيداً ما لم تصاحبه تلك الزيارات الجميلة.أما الآن فللأسف الشديد قد تحولت الزيارات إلى رسائل نصية، والتواصل الحي المباشر إلى مكالمات عبر الإنترنت ، وتحول السؤال عن الأقارب وتهنئتهم إلى أحرف جامدة تطبع على ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي ، فبين رسائل الهواتف المحمولة ، وصفحات الفيسبوك والأنستغرام وغيرها من الوسائل وبين التواصل المباشر، باتت الفجوة تتسع شيئاً فشيئاً لصالح الوسائل الحديثة ، فالتقارب في الوقت وزمن السرعة وانفتاح العالم وتسارع أنماط الحياة فيها، كل ذلك من شأنه أن يرجح كفة هذا النوع من التواصل على حساب النوع الآخر بغض النظر عن أثر كل منهما على نفوسنا ، ووقعه على قلوبنا وعلى من نحب. إن التواصل الإلكتروني والكلمات المكتوبة أو حتى سماع صوت من نحب لا يمكن أن تسد فراغاً كان يملأه رؤية هؤلاء الأقارب والأصحاب والأحباب .ولربما جاء يوم تمنينا فيه لو كان باستطاعتنا أن نعيد الزمن لنراهم ونشاطرهم فرحة الأعياد ، ونصافحهم وتلمس كفوفنا كفوفهم ونقول لهم إننا نحبهم ، فهذه الدنيا أقصر مما نظن ، ولأن نضع في يد أحدهم وردة خير ألف مرة من أن نضعها على قبره بعد الرحيل .فلنعد النظر بالطرق التي نتواصل فيها مع أحبابنا ، وكل عام وأنتم بكل خير وتواصل حقيقي .
312
| 17 سبتمبر 2015
إننا جميعاً نعرف معنى أن تبدأ سنة دراسية جديدة، أو سنة جديدة في أعمارنا، كما نعرف جيداً معنى أن يبدأ يوم جديد في حياتنا، أو أن نبدأ عملاً جديداً، أو غير ذلك من البدايات التي تشكل فارقاً كبيراً في حياة البعض، بينما لا تعني شيئاً للبعض الآخر، فهناك أناس قد اعتادوا أن يعيشوا سنواتهم وأيامهم بنسق واحد لا يتغير، ودون أن يحاولوا تغيير شيء في تفاصيلها حتى ولو كانت صغيرة.فالسنوات والأحداث لا تعدو أن تكون جزءاً من منظومة حياتهم الرتيبة التي تخضع لنظام النمط الواحد، والذي لا يكسر قيود تكراره إلا الرحيل من الحياة.وعلى الصعيد الآخر هناك أناس يدركون جيداً قيمة البدايات، وقيمة الأيام وحتى الساعات، فيجعلون من كل لحظة وكل بداية انطلاقة جديدة نحو تحسين حياتهم وتحقيق أهدافهم أو على الأقل الاقتراب منها ولو بخطوة صغيرة، فمبدأهم ما دام في القلب نبض وفي الصدر أنفاس فالحياة جميلة ومازال فيها متسع من الوقت للحظات أجمل بقدر ما بقي فيها من متسع.إن العاقل هو الذي ينظر للحياة بعيون إنسان قد مر بتجربة جعلته قريباً من الموت ثم نجا منه، فذلك الإنسان بات يعرف ويعي قدر أن يكتب له عمر جديد، فكل يوم يستيقظ فيه هو منحة من الله سبحانه وتعالى، وهدية قد وهبت له بعد أن أوشك على خسارتها .والإنسان الذكي هوالذي يجعل من الأمس ماضياً مطوياً وصفحة مغلقة لا تهمه إلا بقدر ما خرج منها بفائدة أوعبرة تساعده على المستقبل.فهذه دعوة لجعل كل يوم نعيشه بداية جديدة، لا تحمل شوائب الأمس ولا أحزانه ولا إخفاقاته، فمادام في الحياة متسع فلتكن كل لحظة فيه نعمة وهبة من الله تعالى .. لنستمتع بها ونقترب فيها من رضا الله سبحانه، ومن تحقيق أهدافنا، وكسب قلوب من حولنا، لأن الحياة أقصر مما نتوقع.
622
| 13 سبتمبر 2015
إن المدرك لحقيقة الحياة يعي أن هذه الدنيا ما هي إلا دار للابتلاءات، وقاعة للامتحان حيث يكرم المرء أو يهان. نولد ونكبر شيئاً فشيئاً لندرك يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة أن الابتلاء هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، وكل منا له أقداره وأسئلته التي عليه الإجابة عليها لينجح في هذه الدنيا. فمنا من يبتلى بصحته ومنا من يبتلى بفقد الأمان أو بالخوف أو بالفقر أو المرض أو فقد الأحباب أو عدم التوفيق في أمور الحياة أو غير ذلك من أنواع البلاء في الحياة. ولكن التعاطي مع الابتلاءات ومدى الصبر عليها والتأدب في التعامل مع الله تعالى ومع الآخرين حين وقوعها هو الكاشف الحقيقي لمعادن البشر، والمعيار الدقيق لصدق الإيمان بالله تعالى، فالإنسان المؤمن بالله تعالى إيمانا حقيقيا حين تنزل عليه مصيبة ما فإنه سرعان ما يتأدب بتأديب الشارع وبالاسترجاع والصبر والتصبر والثبات (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). وقد أحسن أو العتاهية حين قال : اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد أو ما ترى أن المصائب جمة وترى المنية للعباد بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيه بأوحد فكل ما علينا التحلي به عند المصاب هو الصبر حتى نستطيع اجتياز عقبات الحياة وابتلاءاتها بقوة وثبات.
8814
| 28 أغسطس 2015
كثيراً ما نلتقي بأشخاص نقول حين نتعامل معهم بأن الشر قد طغى على الناس، وعلى العكس فهناك من نتعامل معهم فنجدنا نقول بأن الدنيا مازالت بخير، وأن القلوب مهما قست وتنكرت فإن هناك قلوباً بيضاء نقية تتمنى الخير للآخرين وتحاول منح السعادة لمن حولها، فهؤلاء لايجب أن نخسرهم أو نفقدهم، وحين نقرأ أو نسمع عن قصص هؤلاء أونلتقيهم فإننا نحاول جاهدين أن ننتقي هذه الفئة النقية لنبقي عليهم شموعاً مضيئة في حياتنا، فالقلوب الطيبة تكاد أن تصبح عملة نادرة في زماننا هذا. إن من عاش في العقود الماضية، وعاشر تلك الأجيال التي أصبحنا نسميها بزمان الطيبين يعرف جيداً كيف كان يعيش ذلك الجيل من تكاتف وحب وتعاون وأرواح سامية راقية، مترابطة، يحس كل منهم بجيرانه وإخوانه وأصحابه، ويسعى كل فرد منهم لأن يكمل الآخر، ويشارك كل منهم الآخر في فرحه وفي ترحه، فالقلوب نقية بيضاء لا تحمل إلا الصفاء لبعضها البعض، الكبير يعطف على الصغير، والصغير يحترم الكبير، والقبائل مترابطة يحكمها كبارها، والبيوت تمشي بالظوابط والمعايير المتعارف عليها والمتناقلة جيلاً بعد جيل، دون أن يخرج عن القاعدة إلا القليل، فالترابط بين أفراد العائلات والمجتمع المحيط يجعل من الأخطاء أمراً غير مقبول إلا في حالات نادرة. لقد أفقدنا "رتم" الحياة السريعة ونمطها الحديث جزءاً كبيراً جداً من تلك الايام التي بتنا نعتبرها مجرد ذكريات نلجأ لسردها والتقليب بين صفحاتها كلما واجهنا إحباط من إحباطات الحياة الحديثة، أو كلما إصطدمنا بسور البشر المتحولين كما يحلو لي أن أسميهم، والذين قد حولتهم الحضارة الحديثة والانفتاح على العالم إلى أشباه بشر، بقلوب قاسية وطباع متلونة وضمائر مستترة. وبالرغم من ذلك فإن الحياة لو خليت خربت، فكما أن هناك هذه الفئة، فإن هناك من بقايا الطيبين الذين تسعد القلوب برؤيتهم، وتضئ الدروب بوجودهم فلاحرمنا الله منهم.
1604
| 20 أغسطس 2015
هناك أناس يعرفون حق المعرفة معنى أن يكون للمرء من دمه أبناء يولدون كأوراق بيضاء نسجل فيها مانريد، وصحفا نقية نكتب فيها مانختاره سواءً كان خيراً أو شراً فينتقون جيداً كل كلمة وكل حرف قبل أن يسطروه في تلك الأوراق، لأنهم يعون وعيا عميقاً أن كل مايزرع بأرضهم سوف يحصد في يوم من الأيام، وكما يربى هذا الطفل النقي سوف يكبر ويكون. إن معظم العلماء يجمعون على أن تربية الأطفال وتوجيههم الأساسي يكون في سنوات الطفل الأولى، فقد جاءت إمرأة يوماً إلى أفلاطون فسألته قائلة: دلني ياسيدي على طريقة قويمة أربي إبني بها..فسألها: كم عمر ابنك ياسيدتي؟ فأجابته سبع سنوات فقال لها: لقد فات الأوان. وهذا بالطبع يعني أهمية أن يركز الآباء على تربية وتوجيه أطفالهم منذ نعومة أظافرهم كما يقال، فشخصية الطفل علمياً تتكون بالسنوات الأولى من عمره. وليس كما يظن الكثيرون أنه لا أهمية للتركيز عليهم في الصغر، فكثيراً مانسمع الأبوين أو كليهما يتهاونان في التعامل مع أطفالهما بحجة أن الطفل مازال صغيراً وغير قادر على الفهم أو التلقي وهذا هو الخطأ الفادح. إن الاستثمار في تربية الأبناء منذ الصغر على الدين والخلق الرفيع وزرع الوازع الديني في قلوبهم هو التجارة الرابحة التي لايمكن أن تخسر بإذن الله تعالى، فهم أرض خصبة نزرع فيها مانريد، ونسقيه ونعتني به ونرعاه حتى يكبر ويثمر ويزهر فتستظل قلوبنا بظله وتتعطر أيامنا بعبير زهورهم، فاللهم احفظ أولادنا وفلذات أكبادنا من كل سوء، واجعلهم تجارتنا الرابحة التي لاتخسر أبداً.
1002
| 13 أغسطس 2015
إن أولادنا كما يقال أكبادنا تمشي على الطريق، خلق الله تعالى لهم مكانة لاتساويها مكانة ، وجعل لهم في قلوبنا وفي كل تفاصيل حياتنا النصيب الأكبر، يكرمنا الله تعالى بهم فيصبحون ذلك الجزء الكبير من أفئدتنا وعقولنا، نفكر ونعمل ونصنع المستحيل من أجل أن نحافظ عليهم، وأن نؤمن لهم حياة كريمة نسعى لأن تكون أفضل من حياتنا، ومستقبلاً جميلاً بقدر جمال مشاعرنا تجاههم، وهذه هي الفطرة التي فطرنا الله تعالى عليها. وبكل ذلك الحب والاهتمام وبدرجاته المتفاوتة من أسرة لأخرى يكبر أطفالنا وينضجون سنة بعد أخرى حتى يصلوا لمرحلة إختيار مسارهم التعليمي حين يقفوا على أعتاب الجامعة ليختاروا دراستهم الجامعية ، وهنا يحدث أن يطغى طوفان الحب الأبوي على مصلحة ورغبة الابن أو الإبنة في بعض الأحيان ، فيشعر كلا الأبوين أو أحدهما أن من حقه بعد عناء الإنجاب والتربية طوال تلك السنوات أن يقرر مصير هذا الإبن ويختار له دراسته وحياته العملية ومستقبله ، وهذا قد يتعارض في كثير من الأحيان مع رغبته وطموحه وميوله ، فيقف أمام عقبة كبرى متخبطاً بين مايريده هو وبين مايريده له أبواه ، وهنا تبدأ المشكلات بالتوالي. إن العاقل هو الذي يوازن بين حبه لفلذة كبده وبين مصلحته وبين رغباته وميوله وقدرته على الإختيار ، فإن الزمان يتغير ويتقدم ولايمكن إسقاط كل مابداخلنا عليهم. فكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه "لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" أي أننا يجب أن نكون عاقلين ونوجه أبناءنا قدر الإستطاعة لما نراه بمصلحتهم ، ولكن دون إجبارهم على مانريد ، فهم كيان وعقل وروح وطموح وقدرات ورغبات لايمكن أن نلغيها ونطمسها، وإنما نوجهها ونعمل على نصحها لما نظن أنه الأفضل، ويبقى الإختيار لهم فهذه حياتهم.
386
| 06 أغسطس 2015
رحل شهر رمضان الكريم بكل مافيه من عبادات وخيرات وأجور، نسأل الله تعالى أن يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية مرات عديدة وسنوات مديدة، والأمر الأهم أن هناك أناسا عرفوا كيف يحافظون على الكثير من عادات وعبادات رمضان لتبقى معهم على طول الأشهر وعلى امتداد العام، فهذا هو العاقل الذي يعرف جيداً كيف يستفيد من هذا الشهر الفضيل حتى بعد رحيله. فمن أجمل مافي رمضان هي العبادات التي تهذب القلب وتزيل الصدأ عنه، فالإنسان الواعي هو الذي يبقى على ماتعود عليه في رمضان من صلوات النوافل اليومية وقيام الليل والأذكار وقراءة القرآن وغير ذلك حتى يبقى عطره ما تعاقبت الأشهر والسنوات. والجميل جداً في رمضان هو التواصل واجتماع العائلة وصلة الأرحام، فالكل يعلم أن نمط الحياة الجديد وتسارع الزمن قد سرق منا كثيراً من التواصل والاجتماع العائلي والأوقات التي كنا نقضيها مع أقاربنا، فالجميل حين نحافظ على هذه العادة الرائعة التي فيها الكثير من الأجر والمتعة التي لايعرفها إلا من ذاق حلاوتها واعتاد عليها، ولا نقطع تواصلنا وزيارات أقاربنا وكبارنا وتفقد أحوالهم. ومن الجميل في رمضان هو تفقد من حولنا من المحتاجين وسد حاجتهم، والأجمل هو الإبقاء على هذه العادة الإسلامية التي حث عليها ديننا الحنيف لما فيها من دعم الأواصر في مجتمعاتنا وتحقيق أسمى الغايات من العلاقات الإنسانية التي تحقق الترابط والتآخي بين الأقارب والجيران وبين المسلمين بمختلف مستوياتهم. ولاشك أن لكل منا عاداته وعباداته الجميلة في رمضان، فلنسعى لنحافظ عليها ونبقيها حية ما حيينا.
236
| 31 يوليو 2015
إن الحديث عن رمضان شهر القرآن حديث ذو شجون، فكم لهذا الشهر الفضيل من ذكريات في ثنايا عقولنا وقلوبنا، جمعتها السنوات منذ أن كنا صغاراً نرى فرحة الأهل حين تقرع الطبول في الحي معلنة رؤية هلال رمضان، أو الإعلان عنه في المسجد، أوفي المذياع، مجرد سماع هذا الخبر كان يغمرنا بفرحة عارمة كانت سببا وجيها لنحب هذا الشهر شهر السعادة الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر ويستقبلونه بكل الحب، كنا نكبر شيئاً فشيئاً ويكبر فهمنا لرمضان بعباداته وعاداته، وإن كنت أنسى فلست أنسى يوم أن كان والدي رحمه الله يشجعنا على الصيام بماكان يسميه صيام المئذنة وهو أن نصوم حتى الظهر وبعدها نتناول الغداء ثم نصوم حتى صلاة المغرب، وبالطبع كان هذا ليعودنا على الصيام شيئاً فشيئاً، وعند الإفطار كنا نتسابق من سيرسل للجيران طبقا من هذه الأكلة أو تلك، ونتسابق من سيفتح الباب ليأخذ طبقاً من هذه العائلة أو تلك، فرمضان يعني المشاركة والعطاء والكرم، وحين ينطلق مدفع الإفطار كانت السعادة الكبيرة لأن هذا الصوت يعني أن نجتمع على مائدة الإفطار التي تعني لنا كل مالذ وطاب فكل منا يطلب مايريد من أكلاتنا الشعبية التي تحرص أمي على أن تصنعها لنا من أجل أن نصوم، ويعني الضحك وحلويات رمضان وكل شيء جميل يحضره أبي أو تصنعه أمي لإسعادنا، وهكذا كبرنا وكبرت ذكريات هذا الشهر الفضيل خير شهور السنة معنا، هذا الشهر الذي كان صحابة رسول الله عليهم السلام ينتظرونه نصف السنة بالدعاء بأن يبلغهم الله إياه، ونصف السنة التي تليه بأن يتقبل منهم طاعاتهم في رمضان.يمر شهر رمضان هذه السنة بكل مافي القلوب من آهات ومافي العيون من دمعات ليغسل أرواحنا وقلوبنا فنسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين أجمعين وأن يمن علينا بالأمن والأمان وسلامة الأرواح والأبدان إنه هو البر الرحيم .وكل عام وأنتم بكل خير .
876
| 12 يوليو 2015
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5067
| 20 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
4923
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3699
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2799
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2382
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1536
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1029
| 23 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
984
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
846
| 20 أكتوبر 2025
يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية...
714
| 23 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية