رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بين المنحة والمحنة

لا يخفى على أحد منا أن هذه الدنيا دار للابتلاء، وليست مكاناً للراحة والخلود، وكما يمتحن فيها المرء، فهو يرزق بمنح وعطايا ونعم، وتمضي الحياة هكذا.. تقلباً بين الأمرين وجمعاً بينهما، والعاقل فقط هو الذي يعي ويدرك حقاً معنى أن يصبر في الضراء، ويشكر في السراء مع استمرار الرضى بكل ما قسمه له الخالق جل، وعلى والتسليم الكامل بقضاء الله تعالى وقدره وهذا من تمام الإيمان. إن تفاصيل الحياة اليومية حتى البسيطة منها، مليئة بكل ما هو اختبار للمرء من فقد من نحب، أو الأمراض التي تصيبنا، وخلافات نتعرض لها حتى مع أقرب الناس حولنا، أو حتى ضيق الرزق، والطلاق أوالمشاكل الزوجية، وعصيان الأولاد وتمردهم، أو حتى ما هو أدنى من ذلك من زحام الشوارع، وما يعكر صفونا كل يوم في الطرقات، أو تسلط زوج أو حماة أو جار سيئ أو غير ذلك من المشاكل والابتلاءات التي يتراوح قدرها بحسب كل واحد منا. قد نصادف في حياتنا على سبيل المثال ابتلاء متشابها، ولكن لأفراد مختلفين، فنرى أحدهم يتعامل مع المصيبة أو الابتلاء بإيمان ورقي وإيجابية، بينما الآخر على العكس تماماً، قد نجده متذمراً متسخطاً دائم الشكوى والنحيب والعويل، وكأن لا أحد غيره قد أصيب بمثل محنته، فالتعاطي مع الحياة بابتلاءاتها من خير وشر "ونبلوكم بالخير والشر فتنة"، هو الجزء العظيم من التأدب مع الله تعالى في الدرجة الأولى، ومن ثم تأدب مع النفس واحترام لها وإعطاؤها حقها فالصبر نعمة عظيمة، أول فائدة له هي الهدوء والسكينة والسلام الداخلي والخارجي للمرء. ومضة:يقول طبيب في مستشفى الاحمدي بالكويت، من أغرب ما شاهدت مراجع عمره ٦٠ سنة لعيادة السكر، عندي كل مرة يراجعني يقول ـ مع ابتسامة كبيرة على وجهه ـ: الحمد لله يا ربي على نعمة السكّر، سألته مرة: عمي أنت غريب!! أول مرة أسمع أحد يُسمي مرض السكر نعمة"!! قال: يا وليدي السكّر نعمة، والسبب الله أعطاني مرض *ما فيه ألمْ* وكثير من الناس يتألمون من أمراضهم. الله أعطاني مرضاً في وقت *الطب أوجد له العلاج والدواء*، وكثير من الناس عندهم أمراض لا شفاء منها ولا دواء، والله أعطاني مرضا ليجعلني أراجع عند طبيب رائع مثلك. الله أعطاني مرض يجعلني *أراجع الطبيب كل أربعة شهور* فأتأكد من دمي وصحتي بشكل دوري.. الله أعطاني مرضاً *لأصبر وأشكر فتغفر سيئاتي وذنوبي من دون تعب وعناء*..وفي الآخر، يقول: الحمد لله أصبحت أصلي قيام الليل.. لأني أصحو مرتين أو ثلاثاً في الليل من السكّري. فالفضل لله ثم لمرض السكري.

2602

| 08 سبتمبر 2016

درس في حب الأوطان

لقد رأينا في الأيام الماضية كيف مرت أحداث المحاولة الانقلابية في تركيا، ولست هنا بصدد تحليل ماحدث هناك سياسياً، فقد قام بذلك أهل العلم وأصحاب الاختصاص، حتى انبرت أقلامهم، فماحدث على أرض تركيا لم يكن بالأوطان بأمر اليسير، ولا الحدث العابر الذي يفتقر للأهمية، وإنما كان أمراً عظيما تجلت فيه أمور كثيرة لست هنا أيضا بصدد تفصيلها، وإنما أشد ماسحرني وجعلني أرفع قبعة الاحترام والتقدير لهم هو قوة الشعب التي رسمت للعالم أجمع أجمل صورة لحب الوطن، والتكاتف والوحدة من أجل حماية الأرض ومن عليها. لقد كبرنا ونشأنا على حب الأوطان وعلى أن (حب الأوطان من الإيمان) وأن (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد). فليس الوطن وهو أغلى مايملكه الإنسان بالأمر اليسير أو الرخيص، فكلنا يعرف أن كرامتنا من كرامة أوطاننا، وعزتنا في بلادنا، وأن كل شبر من أرضنا يستحق أن يحمى بأرواح أبنائه الذين تظللوا بسمائه، وافترشوا أرضه الغالية، وشربوا من مائه، وتمتعوا بخيراته، فلابد من أن يكونوا يداً واحدة للدفاع عنه والاستماتة من أجل حريته وبقاء علمه مرفرفاً خفاقا في سمائه. فتحية لكل من رسم أجمل صور الوفاء لبلده، وتحية لكل من علم الأجيال بعده كيف يكون حب الوطن، وتحية لكل من يعمل جاهداً كل يوم في عمله من أجل بلده، وتحية إكبار وإجلال لكل من يعد نفسه كل يوم وكل لحظة على ثغرة من أجل حماية بلده وأرضه، ومن أجل أن يبقى السلام والأمن والأمان درعاً يحمي وطنه وأبناء شعبه. اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء، اللهم من أراد بنا كيداً فرد كيده في نحره واحفظ بلادنا أمنة مطمئنة، إنك أنت البر الرحيم.

1275

| 15 أغسطس 2016

نساء المساجد

لقد كرم الإسلام المرأة وجعلها شقيقة الرجل، ولم يميز بينهما لاعتبارات شرعية، وجعل لها حقوقها وواجباتها الشرعية كما للرجل حقوق، ومن جملة ذلك جواز دخولها المساجد، وشهودها للصلوات في بيوت الرحمن سبحانه. . فإذا طلبت المرأة من زوجها أو وليها حضور الصلاة في المساجد فليس عليه منعها، إذا التزمت بضوابطها الشرعية، غير متطيبة ولا متبرجة ولا مزاحمة للرجال، فعلى ولي أمر المرأة ألا يمنعها، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ " رواه البخاري.وعَنِ ابْنِ عُمَرَ _ أيضاً _ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاَةَ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ لَهَا لِمَ تَخْرُجِينَ وَقَدْ تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَيَغَارُ؟ قَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِي؟ قَالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ " رواه البخاريولكن لابد أن تحفظ نساؤنا هذه الهبة التي أكرمنا بها الله عز وجل، بالذات في شهر رمضان الفضيل، وأن تعرف كل امرأة منا كيف تحفظ حرمة المسجد، وألا تؤذي غيرها من المصلين، سواء بعدم المحافظة على نظافة المسجد أو الهدوء والخشوع في بيت الله أو إيذاء المصلين ببكاء وصراخ أطفالها، وتركهم يعيثون في المسجد فساداً ويقفزون فوق رؤس المصلين، وغير ذلك مما ينفر الآخرين ويجعل من حضور هذه الأم وزراً وليس أجراً .فلنتق الله يا نساءنا المسلمات في بيوت الله، ولنتذكر دوماً أن حريتنا تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين، فليس من الدين أو الخلق التعدي على عبادة من حولنا .

772

| 01 يوليو 2016

تقبل الله طاعاتكم

لقد أنعم الله تعالى علينا بهذا الشهر الفضيل، شهر الخير والرحمات والمغفرة والثواب الجزيل، هذا الشهر الذي كان صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يدعون نصف السنة أن يبلغهم الله تعالى إياه، وبعد انقضائه يدعون النصف الثاني من السنة بأن يتقبله الله سبحانه منهم، شهر رمضان هذا الشهر العظيم الذي تغفر فيه الخطايا، وتغسل فيه الأرواح من ركام المعاصي وشوائب التقصير، هذا الشهر الفضيل هو الشهر الذي يرجعنا قليلاً إلى ما كنا عليه من الحب والتكاتف والتراحم والاجتماع كشخص واحد على مائدة واحدة تظللنا ضحكات نقية وذكريات قد بددتها زحمة حياتنا الحاضرة، وتجمعنا أحاديث قد أنستنا اياها هواتفنا وأجهزتنا الحديثة. لعل معظمنا ينتظر شهر رمضان الكريم ليلملم شتات نفسه مع ربه ومع نفسه ومع عائلته ومع جميع من حوله، فهذا الشهر لمعظمنا بمثابة نقطة انطلاق جديدة نعدل فيها مسارنا بعد انحراف ونسقي فيها ما جف من أراضي مشاعرنا، علنا ننطلق من جديد نحو تحقيق مانصبو إليه في الدارين.إن مما لاشك فيه أن جميعنا نجهز لأيام هذا الشهر الكريم بالشراء وتعديل مجالسنا وشراء الثياب المناسبة، وتجهيزات الضيافة وغير ذلك الكثير، ولكن هل وعينا ما هو أهم من ذلك وهو غسل قلوبنا من الأحقاد والضغائن، والبحث عن الحقوق الضائعة والديون المنسية، وأصحاب الحاجة الذين نسيهم الناس ولم ينسهم رب الناس، فإلى أحبتي في الله جميعاً أذكر نفسي وإياكم بأن نصوم رمضان الكريم بأنفسنا من الداخل قبل أن نخرج للتحضير من الخارج، ولنجعل من كل يوم فيه يوم عبادة وصدقات وصلة أرحام، لعل الله تعالى يتقبل منا ويجعلنا من عتقائه من النار.تقبل الله طاعاتكم وكل رمضان وقلوبنا أنقى.

768

| 17 يونيو 2016

الدَينْ شين

لعل من أبرز المشكلات التي بات يتعرض لها الفرد في مجتمعاتنا في الوقت الحالي هي الإقتراض من البنوك ، فالأمر أصبح ميسراً من قروض ممنوحة وبطاقات إئتمانية وغيرها مما جعل من الدين ملجأ للكثير من الشباب ، فالرواتب الحكومية العالية والتسهيلات المقدمة للمواطن لاتعني بالضرورة أموالاً مجمعة في الحسابات البنكية ، فهناك ضغط إجتماعي على أفراد المجتمع ألا وهو المعيشة بمستوى اجتماعي مرتفع ، بمايتناسب مع الآخرين ، وبمايتناسب مع البيئة المحيطة. إن هذا الضغط الاجتماعي الذي يواجهه معظم أفراد المجتمع من الشعور بضرورة مجاراة الآخرين في حفلات الزفاف، والسيارات الحديثة، والأجهزة الذكية المتطورة ، وماركات الثياب العالمية والشنط وغير ذلك يجعل من الدين وجهة يقصدها كل من يسعى للتعايش مع المجتمع بالمفاهيم الطاغية عليه في الوقت الحالي.ولكن مايحدث بعد ذلك أن هذا التزايد المستمر والإرتفاع المتسارع لهذا المرض إن صح تسميته بذلك يجعل الفرد يقع في فخ الدين والفوائد ومن ثم عدم القدرة على التسديد ، وعدم القدرة على المجاراة والتقليد للشكليات الاجتماعية ، وهنا تكمن الكارثة.حيث يظهر تقرير لاستراتيجية التنمية الوطنية في قطر صدر في عام 2014 أن أغلب الأسر المدينة - والتي تشكل 75 بالمائة - تدين بأكثر من 250 ألف ريال (68700 دولار). ويعجز البعض من هذه الأسر عن سداد مدفوعات القروض وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن.إن ديننا الحنيف يحث على الإعتدال في جميع أمور الحياة قال تعالى(ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً). فلابد من أن نقف مع أنفسنا ونعيد حساباتنا ونعي جيداً أن تلك المظاهر الكذابة ماهي إلا قشور واهية لاتعبر أبداً عن قيمة الإنسان الحقيقية، ولاعن قدره حتى لانقع فريسة للديون.

887

| 26 مايو 2016

أمهات يزرعن الشوك

لقد خلق الله تعالى الأم وخلق مشاعرها عميقة، بحيث تستطيع أن تنجب وتربي وتحمي أطفالها وتحافظ عليهم من كل ماقد يؤذيهم ، وقد تبذل في سبيل ذلك صحتها ووقتها وحياتها دون تردد أو أسف ، بل إنها منذ أن تنجب تعد نفسها ومتطلباتها في نهاية القائمة ، فالأولوية في كل شئ لأبنائها ، فهذه هي الفطرة السليمة التي فطر الله تعالى الأم عليها. ولكن هناك صنفا من الأمهات قد شذت عن القاعدة فلقد رأيت أماً جعلت من بيتها مشاعاً لصديقاتها وجل وقتها وصنعها للطعام والخروج للزيارات كل ذلك لصديقاتها، بينما يحاول أبناؤها جاهدين الجلوس معها لفترات متقطعة تبعاً لوقت فراغها ، وينتظرون إنتهاء صديقاتها أو أحد إخوتها من الطعام حتى يتسنى لهم أخذ نصيبهم منهم وهكذا ، والأدهى من ذلك أننا أصبحنا نسمع ونرى كثيراً من هذا النوع بإختلاف التفاصيل ، فكم وكم من الأمهات أصبح شغلها الشاغل هو هاتفها الذي لايفارقها تتنقل فيه بين صفحات الموضة ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، بينما تجد أطفالها يصرخون ويتعاركون ، وقد يذهبون للمدرسة دون دراسة أو تحضير بسبب إنشغالها ، وكم من الأمهات ضيعن أبنائهن بسبب إنشغالهن بأي شئ عن مسؤولياتهن فأضعن الأمانة وأضعن حدود بيوتهن حين سمحت كل واحدة منهن لشئ أو لأحد باقتحام أسوارهن.إن كل أم هي راعية وهي مسؤولة عن أبنائها في حدود المسؤولية التي أوكلها الله تعالى إليها ، فلابد أن تقف كل أم وقفة صدق مع نفسها وتراجع ترتيب أولوياتها ، وتعيد النظر في إلتزامها تجاه هؤلاء الأبرياء الذين لايملكون من أمرهم شيئاً ، وجل حياتهم معلقة بهذه الأم التي ستجد يوماً من الأيام ماقدمته لهم في الدارين ، وستجني يوماً ما مازرعته في هذه الأرض الخصبة الخالية ، إن زرعت ورداً فورداً وإن زرعت شوكاً فشوكاً.

997

| 19 مايو 2016

عزيزتي المرأة

لا يمكن لأحد منا أن ينكر حب الجمال ، فكما نقولها دائماً إن الله جميل يحب الجمال ، فالنفس البشرية مجبولة على حب ما هو جميل ، تميل إليه وتتقبله وتهواه ، بل وربما يقطع أحدنا المسافات الطوال من أجل رؤية الجمال بكل أشكاله ، فهذه حقيقة لايختلف عليها اثنان .وفي سبيل الحصول على الجمال قد ينفق البعض كل غال ونفيس ، ويتكبد العناء من أجله ، وقد لا يجد ذلك كثيراً؛ لأن ما يطلبه برأيه يستحق المعاناة ، فهذا ما أصبحنا نراه حولنا وبكثرة في الآونة الأخيرة ، فقد اختلفت مقاييس الجمال في وقتنا الحالي، وبالتحديد في صورة المرأة بعد أن أصبح الإعلام يركز الأضواء عليها كمخلوق أشبه بالدمية الخالية من العيوب في جسدها ووجهها وشعرها، وبكل ما يشمله ذلك من تفاصيل بشرتها وأسنانها وغير ذلك ، ولم يكتف بذلك بل طال كثيراً من الرجال ، ولكنني هنا أردت الحديث عن المرأة التي تعد نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، ومن هنا كانت أهمية حديثنا عنها .عزيزتي المرأة لم يخلق الله تعالى إمرأة بدون جمال ولكن!! لكل امرأة جمال معين وفي أمور معينة ، والمرأة الذكية العاقلة هي التي تعرف كيف تظهر جمالها ومتى تظهره ،وكيف تعتني به ،وكيف تحافظ عليه ، وهذا هو الجمال الحقيقي الراقي ، بعكس الجمال المصطنع ، فليس تنفيخ الشفاه جمالا ، ولا الشد والقص واللصق جمال ، وإنما هو عبث بخلق الله تعالى ، وتركيز على قشور سرعان ما تبلى وتفنى ، وتبقى وراءها ملامح شاحبة مظلمة .عزيزتي المرأة، أنت مخلوق رقيق وجميل وغال خلقه الله تعالى ووصى به رسوله الكريم في الكثير من المواضع "استوصوا بالنساء خيراً" "رفقاً بالقوارير" فأنت أغلى وأثمن من أن تكوني سلعة رخيصة بين أيدي تجار الجمال وباعته ، فلترتقي بما وهبك الله تعالى إياه ، ولتفخري بجمالك الحقيقي .

693

| 14 أبريل 2016

فلا تذروها كالمعلّقة

لقد أصبحت الكثير من العلاقات الزوجية تشوبها منغصات لم نكن نسمع بها من قبل، فلربما أفرزتها التغيرات التي طرأت على حياتنا وعلى مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة، وربما تغير الكثير من القيم والعادات في بيوتنا، والتأثيرات التي باتت صاحبة التحكم بالعقول والقلوب والقناعات، فوسط هذه الدوامة الكبيرة لابد أن تتفكك أجزاء مهمة من المنظومة التي كانت قائمة عليها تفاصيل حياتنا وعوائلنا.كلنا نعلم أن الله تعالى هو خالقنا وهو أعلم بما يناسبنا ومايؤذينا وغير ذلك، ولقد حذر الله تعالى من أمر في غاية الأهمية، وله أشد الضرر النفسي على المرأة ألا وهو تركها معلقة؛ لا هي متزوجة وحاصلة على حقوقها الزوجية، ولا هي مطلقة فتستطيع متابعة حياتها والمضي فيها من جديد، وهذا الأمر المؤلم الذي أصبحنا نراه كثيراً حولنا، حيث يصل الزوجان في حالات عديدة لمفترق طرق كما يقال، وتتعاظم الخلافات بينهما، وتزيد الفجوة حتى تصبح الحياة بينهما مستحيلة، وهنا لابد من الطلاق بالرغم من أنه أبغض الحلال إلى الله إلا أنه آخر الحلول.وهنا يأتي الوعي الديني وثقافة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والتحلي بأدب الخلاف، والنزول عند أوامر الله تعالى (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) البقرة 229. وعدم ترك المرأة معلّقة لاتعرف مصيرها فهذا مخالف للشريعة الإسلامية، وللأسف الشديد فقد استهان كثير من الرجال بهذه المعصية الشديدة، فمادام صاحب اتخاذ القرار والعصمة بيده فإن بإمكانه هجر زوجته وتركها متى شاء ومتابعة حياته كما يريد، ربما بالزواج من إمرأة أخرى، وزوجته الأولى وربما أبناؤه أيضاً ملقى بهم في مهب الريح، فهل هذا من الدين في شيء؟ وهل هذا من الرجولة في شيء؟إن الله تعالى لم ينهَ عن هذا الأمر إلا لشدة ضرره وإثمه، فليحذر أشباه الرجال من إتيانه، وليتقي الله تعالى كل من استرعاه الله أمر زوجة وصاه عليها رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين قال "استوصوا بالنساء خيراً" والاستجابة لأوامر الله حين قال في كتابه العزيز (فلا تذروها كالمعلقة).

2072

| 07 أبريل 2016

مدارسهم هويتهم

يركز الكثير من الآباء حين يقررون اختيار مدارس لأبنائهم على أمور عدة منها سمعة المدرسة، ويتناقلون ذلك من شخص لآخر، ففلان قد وضع أولاده هنا، وفلانة سجلت أبناءها هناك، وعلى أمر آخر ربما أقساط المدرسة إن كانت مناسبة لميزانية العائلة أو غير ذلك، وقد يبحث الآباء عن قرب المدرسة للمنزل خاصة في ظل ما تعانيه شوارعنا من الزحام والاختناقات المرورية، وآخرون همهم الوحيد المناهج التي يتم تدريسها لأبنائهم، فهذه المدرسة تعلم الأطفال لغات عدة، وتلك تركز على اللغة السائدة في العالم وغير ذلك من الأمور التي لا شك أنها في غاية الأهمية حين تعرض الخيارات على طاولة النقاش لاختيار الأفضل لبناة المستقبل.وقد يغيب عن الآباء حين يبدأون بتلك العملية المرهقة وما يحيط بها من نقاشات وعمليات بحث قد تستنزف الآباء جهداً ووقتاً، أن نتيجتها بالطبع غير مضمونة على الإطلاق، فكم من الآباء دفعوا ثمناً غالياً لسوء اختيارهم مكان الدراسة المناسب، وكم من شباب كانت مدارسهم هي السبب في فشلهم وفي سلوكهم طريقاً مغايراً لما رسمه لهم أولياء أمورهم.لكن هناك أمرا في غاية الأهمية لابد من أن ينظر إليه الآباء قبل تسجيل أبنائهم ألا وهو البيئة المدرسية، وتوجه المدرسة، ومستوى كادرها التعليمي، بالإضافة لكل ما ذكرناه سابقاً، والموازنة بين جميع تلك العناصر، فالطفل كما نعرف يولد على الفطرة، ومن ثم يتلقى تعليمه الأول من والديه وبيته وبيئته المحلية، وبعد ذلك ينتقل للبيت الأكبر ألا وهو مدرسته بمعلميها، وطلابها وبكل ما يتلقاه فيها سواء من مبادئ دينية صحيحة، أو من تربية وتوجيه قويم، إلى جانب المناهج التعليمية التي تكمل المنظومة المعرفية لديه، لتجعل منه فرداً متسلحا بالعلم الصحيح، والدعائم القادرة على أن تسد به ثغرات المجتمع السليم.

394

| 03 أبريل 2016

ما الذي حل بنا؟

لا أظن أن أحداً منا قد نسى أو تناسى، كيف كانت حياتنا قبل عدة سنوات لا أكثر، وهنا أعني حياتنا الاجتماعية وتواصلنا مع بعضنا البعض، وما كان يحمله هذا التواصل من رحمة وتعاون ومودة وصلة أرحام، وكل تلك المعاني التى قد توارى كثير منها خلف أسوار عصر السرعة وزمن التواصل التكنولوجي.إن الله تعالى حين جعل الروابط الأسرية وأوجد صلة الأرحام، وجعل لها أعظم الأجر والجزاء، وجعل فى قطعها أكبر الذنب وأسوأ الجزاء، لم يكن ذلك بالطبع عبثاً ولا دون مغزى، وانما بالطبع لما يعلمه الله تعالى من أثر هذه الروابط العظيمة على الأفراد والأسر، فالعائلة هى السند وهى العون وهى المستشار المؤتمن، وهى الحضن الدافئء والأمان للأبناء والأحفاد وللجميع، وفى البعد عنها وتقطيع تلك الأواصر كل الضياع والتشتت.لقد كنا نعيش في الماضى حياة جميلة جداً في كنف عائلاتنا الممتدة، نخطئ فيقومنا كبارنا، ونصيب فيمدحونا، نكبر وتكبر فينا كل القيم السامية التى لا تقولها ألسنتهم وإنما أفعالهم ومواقفهم أمامنا، تعلمنا في مدارسهم، وجمعنا خبراتنا فى أفنية بيوتهم، وحين نضجنا وبدأنا حياتنا المنفصلة وبنينا عوائلنا الجديدة لم نتخل عنهم، ولا عن نصحهم أو مشورتهم، وفى كل حين حاولنا ومازلنا نحاول جاهدين أن نبقى أبناءنا كذلك، بارين بأجدادهم، مدركين لقيمة صلة الأرحام، ومتشربين لمعنى التواصل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ومن قيم عظيمة لا يعرفها إلا من عاش فى جنتها.ولكن حين نلتفت حولنا نجد ألف سؤال وسؤال يا ترى ماذا حل بنا؟ وكيف بدأنا نفقد تلك المعانى الرائعة التى لا يمكن تعويضها على صفحات الفيس بوك، ولا فى رسائل الواتساب، ولا على الانستغرام، أو في مقاطع السناب شات ولا غيره.وصدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حين قال فى حديث أبى هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلِقٌ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ".

2810

| 24 مارس 2016

لصوصٌ بيننا

لعل معظمنا إن لم نكن جميعنا نحب البساطة في الحياة، ونهوى التعامل ببديهية ودون تكلف، ونميل لحسن الظن، لأن ذلك هو الأقرب للنفس، وللفطرة البشرية.ولكن للأسف الشديد ماطرأ على حياتنا من تغيرات في الآونة الأخيرة، وما أحدثته الثورة التكنولوجية في العالم المحيط، جعل كل واحد منا ما ان يخرج من بيته حتى يشعر أنه قد يكون هدفا لأحد العابثين بخصوصيات الآخرين، أو من يجوز تسميتهم بلصوص الخفاء الذين لايخافون الله تعالى فيمن حولهم، ولايعلمون بكبر ذنب التجسس على المسلمين، وبخطورة استباحة أعراض الآخرين، فيصبح من يخرج من بيته مرغماً على أن ينتبه لمن يحاول اقتحام خصوصيته مع عائلته، ويتخلى عن حسن الظن عند أعتاب منزله لكيلا يقع ضحية لأحد مجرمي التصوير المحرم.لقد انتشرت الأجهزة الإلكترونية التي ملأت الأسواق من هواتف ذكية وأجهزة حواسيب حديثة بأحجام مختلفة، وصولا للنظارات التي أصبحت حديث الساعة من حيث كونها لاتختلف في شكلها عن النظارة الطبية إلا أنها تحمل عدسة تصوير وذاكرة تخزين لتحول بلحظات أي مشهد خاص إلى مقطع قد يتداوله الملايين دون أي قيود، ولمجرد الفضول أو التسلية أو المتعة، وجعل الفضيحة التي قد يتسبب بها أحد أولئك اللصوص سبباً لدمار بيوت كثيرة، وسبباً في تفكك أسر وضياع أخرى.هذه دعوة لكل من تسول له نفسه العبث بما ليس من حقه، قبل توجيه هاتفك أو عينك السارقة لإمرأة أو عائلة أو حتى شاب آخر بالخفاء تذكر أن عين الله تعالى تراك، وأن الأعراض ديون تستوفى، وماستسرقه اليوم سيأتي يوم الحساب وزراً على ظهرك كجبل من الذنوب لاتقوى على حمله، فاتقوا الله ياشبابنا.

930

| 17 مارس 2016

طريق الموت (3-3)

بعد أن تطرقنا للحديث عن المخدرات وأسباب الوقوع في براثنها، وأنواعها، لم يبق غير أن نتحدث عن علاج الإدمان على المخدرات، ولسنا نعني هنا برامج العلاج التي لابد أن يخضع لها المدمن، لأن المراكز المخصصة لذلك هي المعنية بالعلاج، وإنما أردنا أن نتحدث بأمور لاتقل أهمية عن العلاج بحد ذاته، وبالتحديد تعد جزءاً مهما جداً من تلك الرحلة الشاقة التي يتكبدها المدمن وعائلته من أجل محاولة التعافي من جديد والعودة للإنخراط في الحياة بصورة إيجابية، وإن كان ذلك يعد أمراً في غاية الصعوبة، ويعتمد على أمور كثيرة منها نوع المخدر المتعاطى والمدة ومدى التأثير الذي أحدثه على المتعاطي، والبيئة المحيطة وأمور أخرى.كلنا يعرف ويعي جيداً أن الوقاية خير من العلاج كما قيل منذ القدم، فحسن تربية الأبناء، وزرع الوازع الديني فيهم، وتنشئتهم على المبادئ القويمة، ومراقبتهم بطريقة واعية رقابة إيجابية تتناسب مع أعمارهم، وحسن التواصل معهم، وفتح قنوات الحوار الدائم والصريح معهم، وتضييق فجوات التفكك الأسري، وعدم التغاضي عن أي مؤشرات سلبية قد تظهر على سلوكهم في فترات مختلفة، كل ذلك من شأنه أن يخفف بالتأكيد من خطر الوقوع في بئر الإدمان.حفظ الله تعالى أبناءنا من تلك السموم القاتلة، وكفى مجتمعاتنا شر تجار الموت الذين يجمعون أموالهم وثرواتهم على طريق الموت.

514

| 10 مارس 2016

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4785

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3471

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2865

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2595

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1425

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1038

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

954

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

831

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

807

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية