رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في زمن التحوّلات الكبرى الخارجة عن سيطرة موازين داخلية وخارجية كرّستها اتفاقية سايكس بيكو في الشرق الأوسط، وأمام الحدود الجديدة التي تُرسم بالدم، لا يمكن أن تقف مكتوف الأيدي إذا ما أردت حماية كيانك ومصالحك وأمنك القومي من تلك التغيّرات العابرة للحدود. هذه الوضعية الطارئة تنطبق حاليًا على تركيا التي نجحت على مدى العقود السابقة في النأي بنفسها عن صراعات الدول المجاورة إلى حدّ مقبول، رغم إخفاقها في معالجة المسألة الكردية لأسباب خارجة عن إرادتها ومرتبطة عضويًا بالحالة الكردية في سوريا والعراق على وجه التحديد. وبما أن سياسة الوقاية والتحذير التي اتّبعتها أنقرة منذ بداية الصراع السوري، لم تُجدِ نفعًا أمام التمدد الكردي على الجبهة الجنوبية مع سوريا، والذي تجاوز الخطوط الحمراء بعد عبور الانفصاليين الأكراد شرق نهر الفرات إلى غربه في محاولة منهم لربط مناطق تواجدهم في شمال شرق البلاد بمنطقة عفرين في أقصى شمال الغرب، كان لزامًا على الدولة التركية إطلاق عملية درع الفرات في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي للحد من هذا التمدد، وإدخال قواتها عبر بوابة جرابلس إلى شمال حلب، لتشكل بذلك رادعًا عسكريًا قويًا أمام المساعي الكردية. ولا تزال أمام أنقرة مهمة تطهير المنطقة الممتدة بينها حدودها ومدينة الباب في ريف حلب الشرقي من تنظيم داعش، وربما التحرك مستقبلًا باتجاه بلدة منبج على ضفاف نهر الفرات لدحر الانفصاليين الأكراد تمامًا من غرب النهر.لكنّ جبهة أخرى في العراق ينظر إليها الأتراك بعين الريبة أيضًا، حيث لا ينحصر القلق بالخطر الكردي فحسب، بل يشمل خطرًا آخر يتمثّل في التمدد الشيعي المدعوم إيرانيًا. كان من الطبيعي أن تطرح تركيا تحفظات على معركة الموصل المرتقبة لما لها من انعكاسات سلبية على الإستراتيجية التركية في حال لم تأخذ عملية تحرير المدينة الحسابات التركية ومن بينها منع انتقال عناصر داعش من الموصل باتجاه محافظة الرقة ومدينة الباب السوريتين، حيث إن ذلك لو حصل، فسيعقّد إلى حد كبير الحسابات التركية في عملية درع الفرات وسيضيف عليها أعباءً عسكرية إضافية يمكنها أن تحد من نجاحاتها. هناك تحفّظات تركية أخرى في حسابات الموصل كالتحذير من عزم ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية الموالية لإيران من دخول قضاء تلّعفر الذي تقطنه أغلبية تركمانية وتأسيس حزامها الشيعي الواصل بين إيران وسوريا مرورًا بالعراق عبر تلعفر، لاسيَّما أنّ هذا الممر انقطع عقب احتلال داعش للقضاء المذكور، الأمر الذي أدّى إلى قطع الطريق البري الذي يصل سوريا بإيران. ورغم أن واشنطن قدّمت ضمانات لأنقرة بعدم السماح لميليشيات الحشد بالدخول إلى مركز مدينة الموصل، إلّا أنّ واشنطن أبلغت في الوقت نفسها عزمها على ترك تلعفر التي تعد أكبر قضاء تابع للموصل إلى الميليشيات.في حال تعاظمت قوة الميليشيات الشيعية في تلعفر، فإنّ هذا سيؤدي إلى إلحاق الضرر بوجود البيشمركة في سنجار كقوة مضادة لحزب العمال الكردستاني الانفصالي، وسينتهي الأمر ببقائه في جبل سنجار إلى أمد طويل. وقد نشرت وكالة الأناضول التركية الحكومية في وقت سابق تقارير استخباراتية تركية تشير إلى قيام الحشد الشعبي بتجنيد قرابة ألف من سكان سنجار اليزيديين تحت سقفه، وهذا يشير إلى تحالف ضمني بين تلك الميليشيات وحزب العمال قائم على المنفعة المتبادلة بينهما.لا يمكن تجاهل صراع النفوذ بين تركيا وإيران في كل من الموصل وحلب، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدّث بصراحة عن هذا المخطط عندما قال إن بلاده مُستهدفة بشكل شرس فيما يتعلق بمسألة الموصل لأنها تحدث تغييرا في التوازنات الإقليمية. ومن الواضح أن طهران تمارس ضغوطًا كثيفة على حكومة العبادي لإخراج أنقرة من معادلة الموصل تمهيدًا لمخططها الهادف إلى قلب التوازنات الإقليمية في المنطقة ابتداءً من الموصل ووصولًا إلى حلب، وهي تسعى منذ بداية الصراع السوري إلى إيجاد ممر بري لها يبدأ من الحدود الإيرانية إلى الساحل السوري مرورًا بالعراق وشمال حلب، وقد استثمرت كل شيء في سوريا لتحقيق طموحها.ويمكن القول إن عملية درع الفرات التركية فاجأت الإيرانيين على نحو كبير لأنّ من شأنها عرقلة المخطط الإيراني في حلب. كما أن الإصرار التركي على التواجد في معسكر بعشيقة شمال الموصل من شأنه أيضًا ضرب مشروع قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الموصل. من هذا المنطلق يمكن فهم استنفار قادة الميليشيات الشيعية في العراق التي يشرف عليها سليماني نفسه، ورفعها نبرة التحدي تجاه الأتراك إلى حد التلويح بقتال القوات التركية في بعشيقة. أمام هذه المعطيات، فلن يكون بوسع تركيا التراجع عن دورها المطلوب في معركة الموصل، وإلاّ فسينطبق عليها القول المأثور "أكلت يوم أكل الثور الأبيض". كما أن التعويل على الولايات المتّحدة الأمريكية في مراعاة مصالحها بالعراق لم يعد يُجدي نفعًا، حيث إن الأمريكيين سبق لهم أن أخفقوا مع الأتراك في امتحان سوريا ولا يزالون حتى اليوم يُقدّمون الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي هناك، وهو الذي تعتبره أنقرة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.
736
| 15 أكتوبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الناظر إلى أحوال العالم العربي يكاد يصاب بالصدمة والذهول جراء حجم الفوضى التي تنتشر كالنار في الهشيم. قبيل عام 2011، كنا نتحدث عن صراع داخلي في العراق بفعل الغزو الأمريكي وما خلّفه من تأجيج لمشاعر الطائفية في هذا البلد. بعد اندلاع الثورات العربية في 2011 تغيّر كل شيئ. رقعة الفوضى توسّعت بشكل جنوني، لتشمل سوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن والحبل على الجرار. طبعاً قضية فلسطين تختلف بشكل جوهري عن الأزمات العربية المستجدّة، كون القضية هنا مقاومة احتلال إسرائيلي لا يعرف أدنى أدبيات الحرب. النكبة أفرزت نكبات جديدة كالانقسام. لم يُحرك العرب ساكناً لردم الهوة بين أبناء القضية الواحدة إلاّ ما رحم. حتى في أكثر المسائل حساسية، وأعني بها عملية السلام، لا يزال العرب يتغنون بمبادرة طرحوها قبل 14 عاماً في بيروت من باب رفع العتب، رغم أن الزمن عفى عليها، والاستيطان والتهويد الإسرائيليين غيّرا كثيراً من المعالم الفلسطينية منذ تلك الفترة.حجم ومساحة الفوضى الحالية لا يمكن الاستهانة بها، وكان من الخطأ الاعتقاد بأنها ستنحصر في هذه الدول من دون أن تمتد إلى أخرى. هذا أمر طبيعي. فالخليج على سبيل المثال جزء من المنظومة العربية المنهارة وتأثّره بالفوضى حتمي. بالطبع، لم تكن الدول الخليجية ترغب في بناء أسوار على حدودها لتجنب الفوضى الكبرى، كما يفعل الأوروبيون حالياً مع اللاجئين.نكبة سوريا لا تعلو عليها نكبات. جيّد أن تخرج يومياً من العواصم العربية التي لم تصب بداء الفوضى بشكلها التقليدي تصريحات مؤيدة لثورة السوريين. لكن هل تكفي؟ حتى السلاح الذي يُقدم للثوار السوريين يجاهد لتخطي الفيتو الأمريكي. في مساعي تسوية الأزمة حدّث ولا حرج. لم يقدم العرب على خطوات جادّة وعملية لوقف نزيف الدم السوري. جل ما يفعلوه إرسال وزراء خارجيتهم إلى جنيف وموسكو وواشنطن لتسجيل الحضور والتوقيع على بيانات يكتبها جون كيري وسيرجي لافروف.في العراق، انسحبوا قبيل الانسحاب الأمريكي، وتركوا الساحة لإيران وميليشياتها تسرح وتمرح دون حسيب أو رقيب. تحوّلت بغداد بفعل "اللاستراتيجية العربية" إلى تهديد لدول الجوار بدل أن تكون خطّ دفاع عنها في وجه المد الفارسي. نفس الخطأ ارتبكوه في لبنان. فضّلوا دعم مؤسسات الدولة لكي تبقى قائمة من دون أن يواجهوا سطوة حزب الله عليها. من كان يتصور أن يخالف وزير خارجية هذا البلد الإجماع العربي في المحافل الدولية ضد بيان يندد بالتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية؟ في ليبيا، كانت بعثة الأمم المتحدة للدعم أكثر حضوراً من الجامعة العربية في رعاية الانتقال السياسي من اللادولة إلى الدولة بعد ثورة فبراير. من الطبيعي أن تفشل هذه الجهود في ظل الغياب العربي. اليوم ظهرت معضلة جديدة هناك هي داعش. المتابع لخوف الأوروبيين من تحول جارتهم الجنوبية إلى قاعدة للإرهاب يشعر بأن ليبيا أوروبية وليست عربية.في اليمن قد يختلف الأمر بعض الشيئ. السعودية أطلقت عاصفة الحزم وشكّلت تحالفاً عربياً لإنهاء انقلاب الحوثيين. حسناً فعلت. لكن التردد في حسم المعركة والدخول في متاهة المفاوضات قد يكون له نتائج عكسية، وهذا ما يبدو جلياً في عدم جدّية المتمردين في البحث عن مخرج سياسي في المشاورات الحالية بالكويت وما سبقها من محادثات.الخاسر من الربيع العربي، كان من الطبيعي أن يحمّله مسؤولية الفوضى لأنه خاسر، فيما المتضرر لم يكتف برفضه له، بل ذهب إلى حد معاداته. أتساءل لو أن هذا المتضرر لم يعادي الثورات ويدعم مثيلاتها المضادّة، هل كنا سنصل إلى ما نحن فيه اليوم؟. أما وقد وصلنا إلى هذا الحال، فما الحل؟ وهل نملك وسائل هذا الحل؟معروف عن العرب براعتهم في فن جلد الذات، وتاريخهم الحديث يبيّن أنهم كانوا دائماً في موقع ردّة الفعل رغم أنه الفعل بعينه، على قاعدة أن العين بصيرة واليد قصيرة. أقل اتفاقاتهم أن لا يتفقوا، وأقصى اختلافاتهم أن يتفقوا. الانكفاء العربي في عدد من القضايا هو ما أفسح المجال للتدخل الإيراني والروسي والأمريكي وليس العكس. والاعتماد على اللاعب الخارجي يزيد من دوره الفوضوي في المنطقة. يمكن للعرب فعل الكثير، لكن بالتأكيد لا يمكنهم أن ينتظروا المساعدة من الخارج، فالواقع يثبت أن التدخل الخارجي يزيد الأمور تعقيداً.
499
| 09 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان من المفترض أن تثير صور ظهور قوات أمريكية خاصة في شمال سوريا نهاية شهر مايو الجاري فرح المسؤولون الأتراك الذين دأبوا خلال السنوات الخمس الماضية من عمر الثورة السورية على مطالبة حلفائهم الأمريكيين والغرب باتخاذ خطوات عسكرية جادّة لدعم معارضي نظام الأسد كالتدخل العسكري المباشر أو تقديم الأسلحة بدلًا من اللجوء إلى بيانات تنديد لا تغني ولا تثمن من جوع.فلماذا يغضب الأتراك من هذه الصور؟ ولماذا نُشرت بعد أيام فقط من زيارة سرية لقائد القوات المركزية الأمريكية جوزيف فوتيل إلى شمال سوريا واجتماعه بقادة من الفصائل الكردية المسلحة في إطار التحضير لمعركة الرقة؟ هناك مثل شعبي معروف عندنا في المنطقة العربية "القصة ليست رمانة بل قلوب مليانة". هذا المثل قد ينطبق إلى حد كبير على حالة الغموض التي تمر بها العلاقات بين حليفين مفترضين تربطهما مصالح مشتركة حيوية ويجمعهما سقف مشترك هو حلف شمال الأطلسي الناتو، لكنّ الواقع اليوم لا يوحي بذلك، إذا ما تابعنا الانتقادات اللاذعة شبه اليومية والتي يوجهها المسؤولون الأتراك لسياسة أوباما الشرق أوسطية.ولعلّ ما يدور في كواليس مكاتب صناعة القرار في أنقرة وواشنطن قد يعطي صورة أوضح عن مدى حجم الضرر الذي لحق العلاقات المشتركة.ويمكن تلخيص أسباب الخلاف التركي الأمريكي بثلاثة محاور أساسية: المسألة الكرديةفي السابع من شهر فبراير الماضي، وخلال حديثه للصحفيين على متن طائرته الرئاسية التي كان عائدًا على متنها من زيارة خاطفة إلى السنغال، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر وضوحًا في هذه المسألة من ذي قبل، عندما خيّر وبنبرة جادةّ إدارة الرئيس باراك أوباما بين تركيا أو الفصائل الكردية السورية بقوله "إماّ نحن أو إرهابيو كوباني". هذا الخيار ما كان أردوغان ليعرضه على نظيره الأمريكي لولا خيبة الأمل التي تعتريه إزاء الدعم الأمريكي المتزايد لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية، الذَين تعتبرهما أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي داخل أراضيها، فأيهما اختارت واشنطن فعلا؟ وهل الخياران أحلاهما مر بالنسبة لها؟ الشعور العام السائد في أنقرة أن واشنطن فضّلت "إرهابيي كوباني" على حسابها، ما خلق حالة من فقدان الثقة، وربما انعدامها في المستقبل القريب إذا ما أصغى الأمريكيون جيدًا لهواجس تركيا وأخذوا في عين الاعتبار قلقها المتنامي من مدّ الفصائل الكردية على حدودها الجنوبية بالسلاح والمشورة.ما يثير حفيظة الأتراك غض الأمريكيين النظر عن التحركات المريبة للفصائل الكردية في المناطق الحدودية مع تركيا واستفادتها من السلاح الأمريكي ليس فقط في محاربة داعش، بل وتحقيق مكاسب جغرافية لربط المناطق ذات الطابع الكردي ببعضها البعض، في إطار تهيئة الأرضية لإعلان الانفصال عن سوريا أو على الأقل تكوين إقليم فيدرالي، مع ما يشكل ذلك من انعكاس حتمي في المستقبل على أكراد تركيا الذين لن يكونوا حينها بمنأى عن النزعة الانفصالية، فضلًا عن علاقة هذه الفصائل بحزب العمال الكردستاني.بالنسبة للأمريكيين قد يختلف الأمر بعض الشيء، فإدارة أوباما لا تبدو بوارد الاختيار في عرض أردوغان، سواء لجهة منح الأولوية للعلاقة مع الفصائل الكردية على حساب تركيا، أو الاستغناء عن هذه الفصائل التي تشكل رأس حربة أمريكية في الحرب على داعش في الوقت الراهن. كما أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك رفاهية الاستغناء عن تركيا، إذ تعي جيدًا أهمية دورها في حملة التحالف الدولي على داعش في سوريا والعراق، لاسيَّما قاعدة إنجرليك العسكرية التي يقر جنرالات أمريكا مساهمتها الكبيرة في رفع مستوى أداء طائرات التحالف مقارنة بـ فترة ما قبل فتح هذه القاعدة الحيوية أمام التحالف، ناهيك عن الحاجة الماسّة إلى دور أنقرة في أي تسوية سياسية سورية نظرًا لما تمتلكه من نفوذ مؤثر بين فصائل المعارضة السورية الكبرى.الخلاف التركي الروسيهناك مسألة أخرى لا تقل أهمية عن المسألة الكردية، تكمن في غياب دعم أمريكي واضح كانت تنتظره أنقرة في الأزمة التي نشبت بينها وبين روسيا، والتي أخذت منحى أكثر خطورة بعد إسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية خرقت الأجواء التركية على الحدود مع سوريا في الرابع والعشرين من نوفمبر من العام الماضي، ففي بدايات التوتر أعطت واشنطن الأولوية لحل الخلاف بين الطرفين بالطرق الدبلوماسية، وتحرك رئيس دبلوماسيتها الوزير جون كيري في سبيل منع وقوع المحظور والحيلولة دون اندلاع صراع عسكري مباشر بين البلدين، وقد انطلق هذا التحرك الأمريكي من ثلاث نقاط أساسية: الأولى أن أي مواجهة مباشرة بين تركيا وروسيا قد تجر العالم بأسره إلى حرب تقليدية لا تُحمد عقباها بدل حروب الوكالة الحالية التي تبدو مقبولة لكل الأطراف على اعتبار أنها تحول دون الحرب المباشرة، والثانية أن حلف الأطلسي الذي يضمّ تركيا لن يكون بمقدوره تلبية أي طلب تركي للمساعدة في حال وقوع هذه المواجهة، نظرًا لما يعنيه ذلك من إعلان صريح للحرب بين دول الناتو وموسكو، والثالثة أن أي حرب مباشرة ستشكل ضربة قاضية للحرب أولًا على داعش، وثانيًا للمساعي الأمريكية والروسية في إيجاد حل للأزمة السورية.ورغم أن تركيا لم تفضل بعد أزمة إسقاط المقاتلة الروسية الدخول في حرب مباشرة مع روسيا، وهذا ما بدا واضحًا من خلال مسارعة المسؤولين الأتراك إلى طلب عقد لقاءات مع نظرائهم الروس للحد من التوتر، إلاّ أنها شعرت بخيبة أمل جديدة إزاء موقفي واشنطن والناتو الباهتين من الأزمة، حتى بدا لأنقرة أنها تُركت لوحدها مجددًا في مواجهة الدب الروسي.المنطقة الآمنةمنذ اليوم الأول لتحول الثورة السورية من حراك شعبي سلمي إلى صراع مسلح، دعت تركيا إلى إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لهدفين أساسيين أولهما الحد من التدفق الكبير للاجئين السوريين باتجاه أراضيها، وتوفير حماية للمدنيين داخل الأراضي السورية، بحيث لا يكونوا مجبرين على الهرب إلى تركيا، والثاني دعم المعارضة السورية المسلحة على اعتبار أن فرض حظر جوي على المنطقة الآمنة سيعود حتمًا بالنفع على الثوار السوريين في المناطق المحررة ويوفر لهم الحماية من الضربات الجوية التي أنهكتهم خلال السنوات الخمس الماضية وحالت دون تمكّنهم من التركيز على تحرير مناطق أخرى.لكن الأتراك أصيبوا مرة ثالثة بخيبة أمل من حليفهم الأمريكي، حيث إن واشنطن رفضت فكرة إنشاء المنطقة الآمنة لعدّة اعتبارات أبرزها غياب الرغبة الأمريكية في تقديم الدعم اللازم للمعارضة السورية وما يُشكّله من تحد مباشر لروسيا، إذ كان الأمريكيون وما زالوا على قناعة تامة منذ اندلاع الحرب السورية باستحالة الحسم العسكري للأزمة وفضّلوا العمل مع موسكو على تسوية النزاع من خلال اللجوء إلى إطلاق محادثات جنيف بنخسها الأولى والثانية والثالثة وجمع المعارضة والنظام على طاولة واحدة من أجل التفرغ لمواجهة داعش، الذي يعتبر أولوية أمريكة في الملف السوري.خلاصة الأمريكيون في موقف لا يحسدون عليه بطبيعة الحال، لكنهم في الوقت نفسه يدركون جيدًا صعوبة بل واستحالة الجمع بين نقيضين لا يمكن التقاؤهما مطلقًا، ومن هنا، يمكن فهم جانب مهم من حالة الضبابية وغياب الرؤية الواضحة في الإستراتيجية الأمريكية تجاه الهواجس التركية.
418
| 01 يونيو 2016
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4233
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1926
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1773
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1614
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1422
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1161
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
906
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
663
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
633
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
627
| 09 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
561
| 07 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية