رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كنـزٌ من التوصيــات

ربما يكون من أجمل ما اختتمت به يوم الأمس هو قراءة التوصيات التي خرج بها مجلس الشورى وإن كنت أبدو متأخرة في الكتابة عنها لكنها تبقى التوصيات التي يجب أن تتداول لمائة سنة قادمة؛ ذلك أن ما تضمنته من بنود ونقاط تعد بوصلة أمان للمجتمع القطري الذي يحاول قلة العبث في هويته والتلاعب في قيمه من خلال محاولات تغريبه وطمس مظاهر الدين والأخلاق فيه ولكن تأبى شخصية هذا المجتمع المحافظ إلا أن تعلن في كل مرة أن هذه القيم ثابتة وراسخة رسوخ الجبال، ولذا فقد نصت توصيات مجلس الشورى على مراعاة القيم والمبادئ والأسس والدعامات التي يقوم عليها المجتمع القطري عند دعوة المشاركين في المنتديات الاجتماعية والثقافية المحلية في إشارة واضحة للبلبلة الداخلية التي أثارتها دعوة أشخاص كانوا قد أساءوا بصورة فاضحة وواضحة لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا في فترات سابقة ومستقبلية قريبة لحضور مناسبات رياضية واجتماعية تقام في قطر وأن هذه الدعوات التي لقيت وتلقى رفضا من كل كيانات المجتمع لم يصب أصحابها فيها، وإن الحفاظ على هذه القيم والمبادئ والتي تعد ركائز تقوم عليها الدولة ويجب عدم التسامح بمن يحاول المساس بها هو واجب على هذه المؤسسات وواجب أيضا على الأفراد لا سيما الآباء في اتباعهم سبل التربية الصحيحة والطرق التربوية السليمة للأجيال وتوعيتهم لهذا الدور المهم الذي يجب أن يقوموا به بصورة صحيحة خصوصا وأن التأثر بالثقافات الخارجية بات أمرا واقعيا لا مفر منه، وعليه فإن مجلس الشورى دعا في توصياته إلى رصد كل الأفكار الدخيلة التي من شأنها تغيير الواجهة التي تميز المجتمع القطري المحافظ. مجلس الشورى الموقر لم يغفل أيضا على تأصيل مفهوم الوطن والولاء له في نفوس المواطنين من خلال عدة أوجه أهمها الإتقان في العمل والإخاء بينهم وحرمة المال العام وحسن استغلاله في الصالح العام؛ لتجنب الفساد المالي الذي من شأنه هدم المجتمعات وظهور المحسوبيات وزرع القيم التي نشأ عليها المجتمع القطري في نفوس الأجيال الجديدة؛ ليغدو هذا المجتمع محافظا على الصورة العامة التي توارثها القطريون منذ قديم الأزل، مؤكدا على أن المرأة والتي تعد أحد مقومات المجتمع هي صاحبة رسالة مهمة في التعليم والتربية وأن دورها لا يقل أهمية عن دور الرجل ولكنها تحتاج فعلا لتقدير دورها ورسالتها من خلال تقليل ساعات العمل لها وهو جانب ضمنه المجلس إحدى أهم توصياته التي ارتكزت جلها على الموروث الديني والأخلاقي الذي يجب أن يكون ثابتا من جيل إلى آخر، وأن المرأة تعتبر إحدى أهم الوسائل التي يمكن أن نصل بها لهذه الغاية النبيلة التي وكما أسلفت أعلاه تتعرض لمحاولات طمس متعمدة نظرا لحياة الحداثة التي تتغلغل حتى في أكثر المجتمعات انغلاقا فكيف بمجتمع متفتح مثل المجتمع القطري ؟!. ربما تناول كثيرون توصيات الشورى بتفصيل أكبر ولكني شخصيا معجبة جدا بأن هذه التوصيات الطيبة إنما دارت محاورها كلها حول الدين والأخلاق والطيب من العادات والأعراف والتقاليد التي عُدّت إرثا غنيا من قديم الزمان وحتى الآن وهو أمر يقوم عليه دستور دولة قطر من الأساس وفي هذا توافق لا إخلال فيه بالإضافة إلى احترام اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة وإحيائها وتقديمها أولا في كل المجالات وكل هذه التوصيات إنما نفتقر لها في زمن أقل ما يقال عنه إنه زمن التغريب في كل شيء، فشكرا لمجلس الشورى على تلك الأصالة التي تمثلت عليها توصياته، ويبقى العمل بها حرفا حرفا هو مسؤولية كل من بيده أن ينفذها ويحيلها إلى واقع نعيشه ونشعر به، وأن يكفنا الله من أراد لهذا الوطن تغريبا غريبا عليه لا يمت لنا بصلة، وسوف نبقى مجتمعا حباه الله بنعمة الدين والأخلاق، وتبقى مسؤوليتنا أن نحافظ على هذه النعمة لنكسب الدنيا والآخرة بإذن الله. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2039

| 17 فبراير 2021

المـراهنـة على نجـاح بايــدن

لا يبدو أن بايدن سعيد بما يتحمله اليوم من مشاق رئاسية لم يكن ليتصورها حتى وإن تولى سابقا مهام نائب الرئيس في عهد مواطنه الأسبق أوباما الذي اختاره حينها ليكون ساعده الأيمن، ذلك أن ترامب وهو الراحل رغما عنه بعد مضي أربع سنوات من حكمه وعدم فوزه بأربع أخرى كان يمكنه أن يقضيها رئيسا كما حدث مع سابقيه في تاريخ أمريكا الحديث، قد ترك إرثا صعبا على بايدن، الذي لربما توقع ما يمكن أن يعانيه، لكنه وقد تصدر واجهة البيت الأبيض في صباح العشرين من يناير الماضي فقد بدا مرهقا وهو يوقع على قرارات تلغي قرارات سابقة في نفس المضمون، كان ترامب قد تهور وأقرها، بالإضافة إلى سَنّه قرارات جديدة يحلم بايدن وحكومته أن من شأنها إعادة صورة أمريكا القديمة التي يقول عنها إنها تحطمت بفعل الحكومة السابقة لا سيما بعد أن وصفه ديمقراطية الولايات المتحدة بالديمقراطية الهشة، التي لم تصمد أمام تعالي بعض الفئات داخل المجتمع الأمريكي على مثيلاتها في المجتمع الواحد، ناهيكم عن ازدواجية المواقف الأمريكية في القضايا السياسية الخارجية التي تلاعب بها ترامب لمصالح لم تكن تخفى عن أحد، خصوصا في قضية فلسطين ودحرجة كرة السلام المزعوم بينها وبين إسرائيل التي أغرقها ترامب بعطاياه السياسية التي مكنتها من الولوج أكثر في عمق الأرض العربية، بعد إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل الذي لا يمكن أن يتغير أو يتبدل ويعود إلى شكله الأول في عهد بايدن، لكن الرجل أبدى بعض التلطف من جانب الفلسطينيين في إمكانية الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية، إذا ما أبدت الأخيرة بعض المرونة تجاه المواقف التي تؤمن بها واشنطن فيما يتعلق بدفع عملية السلام المتوقفة منذ سنوات طويلة بين الجانبين، وهو موقف للأمانة يمكن أن يُحسب لصالح الحكومة الأمريكية الحالية إذا ما قورنت بالحكومة الأمريكية السابقة التي كان يرأسها دونالد ترامب ويميل بصورة فجة لصالح قوى إسرائيل مع التهميش شبه الكامل للجانب الفلسطيني المتضرر من هذه السياسة التي كان يصفها بغير المتزنة من جهة ترعى عملية السلام منذ عقود، ولا تبدو حيادية أبدا. اليوم يقف بايدن ليعالج ويحل ويربط ويعيد الأمور إلى نصابها كما يرى ويعتقد أن هذا أفضل لتعود الولايات المتحدة إلى أقوى دولة في العالم لكن بايدن لم يخف أيضا أن عهده قد بدأ في ذروة فيروس كورونا، وهي الذروة التي أطاحت باقتصاد بلاده وأرواح شعبه في عدد مخيف تجاوز 480 ألف حالة وفاة في أمريكا وحدها حتى اليوم، وهو أمر لا يمكن لبايدن أو غيره أن يمسكوا عصا الأحلام ويوقفوا هذا العدد من أن يصل إلى ما هو أكثر من 500 ألف، لأن الرئيس الأمريكي نفسه ذكر قبل حفل تنصيبه أن ما سوف تخسره البلاد من الأرواح بسبب فيروس كورونا سيكون أكثر مما يتوقعه الشعب بالإضافة إلى تحمله مسؤوليات أخرى داخل حدود بلاده أثر فيروس كورونا على مسارها بصورة رئيسية، لكنه يعد وعودا مباشرة كما كان يفعل قبل فوزه بأنه سيكون قادرا على إعادة كل شيء لنصابه إذا ما التف الشعب حوله وساعده مجلسا الكونغرس والشيوخ لتمرير خطته الداخلية للوصول إلى بر الأمان، ولكن ما يهمنا كعرب ومسلمين لم يكن لنا جمل في ترشحه ولا ناقة في فوزه سوى أن يقوّم الاعوجاج في مسار الدور الأمريكي في قضايانا العربية المصيرية التي للأسف يتحكم الوجود الأمريكي في مساراتها المختلفة، ولا نملك فيها سوى الحضور، بينما يتولى غيرنا المرافعة وإصدار الحكم الذي ننفذه، باعتبار أن العرب في قضاياهم يتحولون من معتدى عليه إلى معتد، ومن ضحية إلى متهم، ومن مظلوم إلى ظالم، ومن صاحب حق إلى سالب هذا الحق، ولعلكم تهزون رؤوسكم الآن إما موافقة أو تحسرا، لا يهم فقد بات الأهم هو أن ينجح بايدن!. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1738

| 16 فبراير 2021

حب قطـر غلب كـل شـيء

لأننا نحب قطر فنحن نرفض من يسيء لها بأي شكل من الأشكال. لأننا نحب وطننا فنحن لا نقبل بمن أساء له ولو بحرف. لأننا نعشق أرضنا فنحن تعترينا غيرة من كل من يطأ هذه الأرض وقد كان مسيئاً معيباً لها. لأننا وقفنا وقفة شخص واحد وموقف قلب واحد في الأزمات، فإننا اليوم نرى أن كل من أشار إلى قطر ولو بهمزة أو لمزة هو شخص غير مرغوب فيه على ترابها. فنحن بلد مفتوح حر ولكننا شعب يغار على وطنه وقيادته وحكومته ورموزه وأهله وآل بيته ولم تكن يوماً الحرية في الرأي أن يكون الشخص مسيئاً ثم يدنو إلى الذي أساء له ويتعجب قائلا: لم لا يرحب بي؟! كيف أرحب بك وقد رميتني وقذفتني ثم وصفتني ببلد العصابات ثم تأتي لتلقى الترحيب الذي تحلم به وأنت أقل من أن تحلم به؟! كيف أستقبلك في بلدي وبلدي هذه كانت حتى ماض قريب مادة نهمة لقلمك ولسانك وفكرك المسموم عنها؟! كيف تفكر بالقدوم لي وأنت الذي حتى الأمس كنت تفكر كيف تجرحني وتنعتني بما ليس من صفاتي ولم تكن يوما صفة لي؟! كيف أصافحك دون أفكر باتخاذ أي إجراء احترازي وقائي، وأنا أعلم أن أفكارك قد قتلت كل فكرتي عنك وأنها أخطر من كورونا التي أخاف منها اليوم؟! كيف أكرم منزلتك وأنت الذي أهنت منزلتي يوما ما؟! كيف أثبت لك أن بلادي هي كعبة المضيوم، وأنت الذي كنت حتى البارحة تراها بلد القمع وكبت الحريات؟! كيف أقبل بوجودك وأنت تتلون أمامي كما تتلون الحرباء تحت وهج الشمس؟! لا يجب أن أسير على قيم وتأتي أنت بعكسها ولا يمكن أن أقدم حسن النوايا وتقدم أنت عكسها ومن المستحيل أن أبدو أنا الطيبة الكريمة وتنافقني وأنا أعلم أنك عكس كل هذا؟!. فما عشناه سابقاً كان مرحلة زمنية بدت محنة لكنها في قرارة ما احتوته تحولت إلى منحة تآلفنا وتكاتفنا حتى منّ الله علينا بالصلاح والمصالحة فتآلفت القلوب وتآخت المشاعر، ولكن يبقى للجروح المفتوحة زمن لتندمل لكنها لا تُمحى، وأعني لكل من أساء لنا ولو بحرف فكيف بمن اتهمنا بأننا دولة عصابات ثم أساء لديننا ثم عاد ليحضر لنا باستقبال وترحيب وربما زمرة وطبلة؟! لا، فالغيرة أكبر من أن تجعلنا نتغاضى وحب هذا الوطن أشد من أن نتجاوز وبيعة في رقابنا لولي أمرنا تأمرنا أن نرفض من أساء وأخطأ ومس هذه القيادة بما تنوء عن حمله الجبال من كم إساءات لا تُغتفر ورب الكعبة. فاللهم اجعل غيرتنا هذا شاهدة لنا لا علينا واحفظ قطر من كل مسيء معيب لم يخف الله يوما فحضر اليوم متوارياً تحت غلبة النفاق والمصالح التي لا يمكن في عرفنا أن تكون مدعاة للتصالح فهي بلادنا وهي أغلى ما نملكه اليوم في سوق الأوطان التي تتراوح أسعاره إلا سعر قطر فهو ثابت ثبات القمم التي تمثلها قطر. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1980

| 15 فبراير 2021

الفالنتـاين يـا ابتسام !

اليوم لونه أحمر وهو عيد الحب والرقة بس للي يستحقه!!.. اليوم يتلوّن العالم الذي ورغم كورونا العنيد الجاثم على قلوبنا إلا أنه يكتسي بلون الورود والقلوب الحمراء احتفالاً بما يسمى بعيد الحب.. اليوم الجميع لا لغة له إلا لغة مغلفة باللون الأحمر فهكذا يأتي الرابع عشر من فبراير من كل عام ليذوب الجميع في اللون الأحمر وتنتعش تجارة الورود والقلوب ودمى الدببة ويغرق العالم في الاهداءات وتبادل بطاقات الحب.. نعم هذا شأن أولئك الذين لا ضوابط شرعية تحكمهم لكن ماذا نقول عن أنفسنا ونحن خير أمة أخرجت للناس؟.. ماذا نقول عن أمة محمد التي تغرق اليوم مثلها مثل باقي الأمم الجاهلة بهذا العيد الذي لا يعبر إلا عن عقول جوفاء ومشاعر متبلدة لا تستيقظ إلا في يوم واحد من العام مثله مثل عيد الأم الذي يعبر بصراحة مخيفة ان الأم في الغرب كيان منسي مهمل لا يتذكرها أبناؤها إلا في يوم الحادي والعشرين من مارس من كل سنة!!.. هل يعقل أن تصل بنا هذه (الإمعية) لهذه الدرجة ؟!. في صور تداولتها حسابات تويتر نقلت بعض مظاهر (عيد الحب) في المدن العربية والإسلامية وكيف ازدهرت محال الورد والهدايا بجموع (المحبين) الذين يخبئون مفاجآت سارة لشركائهم في هذه المناسبة وربما يقول البعض: وما العيب الذي يمنع أن نفرح ليوم، يمكننا اعتباره عيداً ويحق للجميع أن يفرح فيه وينبذ الحزن من قلبه ؟.. وأنا أجيبه بسؤال أيضاً ولماذا لا نفرح كل يوم إن عرفنا أن نسعد أنفسنا بأشياء لا تكون حجة علينا بل لنا ؟.. لماذا لا نجعل أعيادنا الحقيقية هي الفرحة التي تستحق هذا الاهتمام وهي - والله- أولى بذلك ؟.. فمن المخجل حقاً أن نحتفل بعيد لا ناقة لنا فيه ولا جمل، بينما الأحق لنا أن نحزن لعدم قدرتنا على الحج والعمرة في زمن كورونا المخيف!.. هذا هو الخجل الذي يجب أن نشعر به فإن كنا نغرق اليوم باللون الأحمر القاني فهناك من أبناء جلدتنا العربية تسفك دماؤهم الحمراء ونحن نرى ولا تحرك فينا ساكنا إلا من بعض عبارات الشجب الباهتة !. يمكنكم – ولكم الحق في هذا – أن تروني فتاة معقدة تحلق عكس التيار الذي يسير بقوة ولكني لست كذلك والحمد لله، والأمر هو أن لدي وجهة نظر لا أحب أن يغيرها أحد إلا بإقناعي بعكسها أو خطئها وعيد الفالنتاين هو بالنسبة لي حدث دخيل لا يمكنني إدراجه في قائمة أفراحي، وما يحدث في بعض الدول العربية مثل فلسطين وسوريا واليمن وليبيا هو الذي لا يمكن لأي أحد أن يتغاضى عنه يوما ليتصنع فرحة لم تكن له ويحتفل بورود وقلوب وما شابه.. فقد بات يكفينا من إلهاء لشبابنا عن قضايانا العربية المهمشة منذ أجيال مرت ولا تزال هي القضايا نفسها وذلك بأغانٍ وكليبات ورقص وأعياد لا هدف منها سوى جرنا إلى الحضيض أكثر. كما أني لا أريد أن تروا زاويتي هذه من باب الدين فقط وإن كان هذا ليس عيبا لأخصص الكتابة من هذا الباب فقط ولكن الإلهاءات التي نتعرض لها باتت أكبر من أن يستوعبها العقل العربي الغارق في ملذاته ولا أدري إن كان يجب أن يستمر كل هذا في وقت باتت القدس عاصمة أبدية لإسرائيل أو في زمن تعصف الحروب الدامية في ليبيا وسوريا واليمن ولا مجال لوقف هذا النزيف في هذه الدول بعد دخول أطراف كثيرة على الأرض أو حتى في وقت باتت الغيرة والحمية تأخذ أشكال التخلف والرجعية، ولذا ليس علي أن أبدو متحضرة في تقبل مثل هذه الأعياد الدخيلة على وطني وديني وتقاليدي ليقال عني إنني ( مودرن ) ولكن يكفي إيماني بأنني حاضرة في الالتزام بأفكاري المنبثقة من أصول ديني الذي يمنعني من أن أكون خلف الغرب في كل أعرافهم المختلة والمختلفة عني ويكفيني هذا التحضر تماما. @ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

1943

| 14 فبراير 2021

تطويع الظروف تخصـص قطــري نـادر

لأنني من ضمن كوكبة المنظمين لكأس العالم للأندية، التي تختتم مبارياتها مساء اليوم الخميس في الدوحة، والتي أُقيمت في الفترة من 4 فبراير حتى اليوم 11 من فبراير الجاري بإذن الله، فإنني أقولها وبثقة كاملة إن قطر ستكون قادرة بحول الله على تنظيم أروع كأس عالم في تاريخ الفيفا عام 2022، وإن بقيت كورونا جاثمة على القلوب والصدور وتتنقل بين دولة وأخرى وتتحور لتخرج بسلالات جديدة وأشكال متفرقة، ليس لأننا نتحدى بهذا انتشار هذا الفيروس وخطورته، ولكن لأننا قادرون إن شاء الله على تطويع كل الظروف من أجل نجاح نسخة فريدة من كؤوس العالم التي تأتي في ظروف مغايرة لما أتت عليه ما قبلها، فالجميع يخضع لفحوص دورية ولا يدخل الدولة إلا من يثبت خضوعه لهذا الفحص وخلوه تماما من الفيروس، كما يخضع لحجر فندقي احتياطاً والدولة بكامل مؤسساتها لا سيما وزارتا الصحة والداخلية تحديدا تجتهدان اجتهادا واضحا وحثيثا لتأمين إقامة مثل هذه البطولات العالمية التي تأخذ منحى إعلامياً كبيراً وواسعاً في شتى أنحاء العالم، وتثبت قطر في كل مرة أنها قادرة على تطويع الظروف بفضل من الله وتوفيقه أولا ثم بفضل جهودها وحنكتها في إقامة أي حدث كبر أم صغر وتسييره بسلاسة حتى إيصاله إلى بر الأمان. ولذا يأتي ختام كأس العالم للأندية، التي كانت مقررة في شهر ديسمبر 2020 وأقيمت في مطلع فبراير الجاري بأمان بعد أن أخضع بروتوكول البطولة كل فرد مشارك أو حاضر لمبارياتها لهذه الفحوص التي تؤمن عدم انتشار العدوى بالصورة التي يمكن أن نعتبرها إجهاضاً بحق جهود المجتمع بكافة مؤسساته وأفراده التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة ووقت ومال للحد من انتشار كوفيد - 19 أو دخول إحدى سلالاته المتحورة الجديدة منه إلى البلاد، وإن كان هذا متوقعاً بحسب التصريح الأخير للدكتور عبداللطيف الخال مدير مستشفى الأمراض الانتقالية، ولكن أن تقام مثل هذه البطولة في ظل الإغلاق الذي تشهده مجتمعات خليجية وعربية بسبب انتشار حالات الإصابة لديها والقيود المتجددة التي فرضها مجلس الوزراء مؤخراً على بعض المجالات التي رأى أنها يمكن أن تكون سبباً في ازدياد عدد الحالات بصورة ملحوظة عما كانت عليه في الشهور القليلة الماضية فهذا يعد سابقة تؤكد أن الدوحة يمكنها أن تطوّع الظروف إلى ما تريده بصورة مأمونة الجانب حتى انتهائها ثم اتخاذ ما يلزم لسد الطريق تماما من ارتفاع حالات الإصابة بالصورة التي لا نأملها بإذن الله في المستقبل القريب رغم أن عدد الحالات بات يقارب الـ 500 حالة يوميا وهذا ارتفاع ينبئ بانتكاسة في الخط الموازي الذي كان يسير برتم هادئ طوال تلك الشهور، التي تجاوزنا فيها ذروة الانتشار قبل أن نتفاجأ بالسلالات المتحورة من الفيروس والتي خرجت في بريطانيا وجنوب أفريقيا وغيرهما ونحاول بقدر الإمكان أن نجعل من مجتمعنا مجتمعاً واعياً بالإحساس بالمسؤولية في تقليل عدد الإصابات إلى جانب عودتنا للحرص الذي كنا عليه مقارنة بدرجة التراخي التي انسقنا لها دون وعي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والشروط الوقائية. كأس العالم للأندية سوف تختتم مبارياتها الليلة بحول الله في استاد المدينة التعليمية، وهو حدث تقترب الفيفا من كتابة تقاريرها الكاملة عن مستوى التنظيم العالمي الذي يؤهل قطر لاحتلال مركز الصدارة فيه كعادتها، لكننا سوف نثبت معه أننا قادرون على العمل تحت الضغوط وأن التحديات تمثل لنا دافعا للإنجاز مع القدرة بإذن الله على تجاوزها بأقل الخسائر وهذا ما يروج له إعلاميون ونشطاء من الخارج الذين ينتقدون إجراءات وقوانين فُرضت على مجتمعاتهم مؤخرا بقولهم انظروا إلى قطر تقيم كأس العالم للأندية وفي نفس الوقت تعمل على وقف مد انتشار حالات الإصابة لديها حتى مع السماح للجماهير بالحضور والتشجيع، وهذا يعد أمراً يستحق الوقوف عنده ودراسته بصورة أوسع. ولذا يجب أن نكون على قدر هذا المديح في تكاتفنا بصورة أشمل وأكبر لنعود بالمؤشر إلى مستوياته الآمنة ونقيم كل من شأنه أن يرفع بأسهم دولتنا عالياً دون أن ندفع ثمناً باهظاً لكل هذا من الصحة والمال والوقت والجهد، فثروة البلاد من كل هذا نعم يجب الحفاظ عليها جيدا وإلا ما رأيكم؟. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2062

| 11 فبراير 2021

التزامنا اليوم حريتنـا غـداً

أنا لا أعلم لِـمَ هذا التبرم من عودة بعض القيود التي يمكن أن تساعد في درء انتشار فيروس كورونا في المجتمع، فنحن وإن أعدنا بعضاً من هذه القيود التي ساعدت في ذروة انتشار الفيروس سابقاً، فنحن نظل أفضل المجتمعات التي عادت إلى قيود أشد، وقد تنتقل إلى مرحلة الحظر الجزئي إذا استمر عدد الإصابات اليومية في ارتفاع يمكن أن يدق ناقوس الخطر، ويعيد الجميع إلى المربع الأول من المراحل الأولى لسياسة التقييد التي اختلفت بين دولة وأخرى. ورغم أنني أرى أن عودتنا لبعض من هذه الإجراءات كان ضروريا بلا شك إلا أنني أعجب أن البعض لايزال يرى الأمر طبيعياً، وأن الوضع لم يكن يستدعي العودة للوراء في منع إقامة حفلات الزفاف والمناسبات عموما إلا وفق اشتراطات معينة حددتها قرارات مجلس الوزراء التي سبقت عقد المؤتمر الصحفي المشترك لوزارات الصحة والتجارة والداخلية مؤخراً، ونسي هؤلاء أن هذه المناسبات المفتوحة كانت سبباً رئيساً لازدياد عدد الحالات اليومية، وأن التساهل الذي بدا على كثير من فئات المجتمع والتراخي في التقيد بلبس الكمامة والتباعد الاجتماعي، هو ما جعلنا نبدأ في دفع الثمن في الوقت الذي كنا نظن أننا نتخلص من آخر عواقب وآثار هذا الفيروس الذي قام بهجمة مرتدة قوية مع الإعلان عن ظهور سلالات جديدة متحورة من هذا الفيروس الذي لا يمكن الإعلان الرسمي عن انتهائه حتى بعد ظهور لقاحات متعددة للحد منه وليس للقضاء عليه بشكل كامل. ويعلم كل منا أن هذه المناسبات التي نسي أصحابها كل ما يتعلق بالوقاية من الإصابة بالفيروس هي السبب الأكبر وراء عودة العدوى به بصورة باتت تعلنها الأرقام اليومية للحالات المؤكدة، والتي يمكن أن تتضاعف بصورة أسرع فيما لو استمررنا بهذا التراخي الذي لم يفطن له كل هؤلاء، وما يتساهل به البعض ممن يرون أنه يمكن الإبقاء على الإرشادات التوعوية مع إبقاء الأمور على ما هي عليه، لاسيما وأن كثيرين قد التزموا بمواعيد ودفعوا أموالا طائلة لإقامة أفراحهم في تواريخ مختلفة، وقرار مثل هذا يمكن أن يكبدهم في الواقع خسائر مادية ومعنوية، ولكن هل كل هذه الخسائر التي يشكو منها هؤلاء يمكن أن تعد خسارة ملموسة أمام خسائر الأرواح من هذا الفيروس، والتي كان آخرها طفل في الحادية عشرة من عمره كان يعاني من أمراض مزمنة، ويعلم الله كيف انتقلت له العدوى وممن ليُسلم الروح إلى بارئها، تاركاً والديه في حزن على فقدانه؟! أي خسارة تتحدثون عنها أمام خسارة مثل هذه ونحن نصل إلى 250 حالة وفاة في قطر والتي رغم قلتها مقارنة بعدد الإصابات هنا وفي العالم لكنها تظل خسارة روح كانت تعد شيئا غاليا لدى أهلها وذويها. إنني أدعو وهذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها في هذا الشأن، لكني أتابع بصورة يومية ما يكتب في تويتر وأقرأ ما يغرد به الآلاف، شأني شأن أي مغرد يقرأ ويعلق ويعبر عن رأيه، فيما يدور في مجتمعه، كل أطياف هذا المجتمع لأن يشدوا على أيدي المعنيين بحماية هذا المجتمع بعد الله ويقدموا كل المساعدة لأجل هذه الحماية التي ننشدها لأنفسنا وأهلنا ومن حولنا بالالتزام بكل هذه القرارات، ولبس الكمامة وتجنب الازدحام بكل صوره وفرض التباعد، لأننا يمكن أن نتعب هذه الفترة ونقاسي ولكننا نفعل كل هذا لأجل ما يمكن أن نتمتع به لاحقا، وكلنا يريد العودة لحياته الطبيعية، ولكن يجب أن نؤمن بأن هذه الحياة لا يمكن أن تكون اليوم ولا غدا، ولكن حتما بعد غد سوف نعود لها إن عملنا لأجل تلك اللحظة التي ننتظرها، ونتأكد أن كل تجاوز نفعله في الخفاء ندفع ثمنه في العلن؛ فالمتعة قد تكون في السر لكن ثمن هذه المتعة لا يقدم فاتورته إلا أمام الجميع وما أبشعنا حين نُجبر على الدفع حينها!. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1655

| 08 فبراير 2021

وسيط أميـن نـزيـه

قطر وسيط أمين في حل النزاعات، هكذا وصفت صحف أسترالية دور قطر الذي تلعبه دوليا في حل الخلافات ومحاولة تضييق دائرة النزاعات التي تطرأ بين الدول لا سيما بعد أن عرضت الدوحة لعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد تنصيب جو بايدن رئيسا لأمريكا بعد عاصفة من الخلافات وقعت بين البلدين إبان حكم الرئيس السابق ترامب الذي ضيق الخناق على طهران في فرض عقوبات أمريكية صارمة ومعاقبة كل من يخالف هذه القرارات الموجهة بحسب قوله للنظام الإيراني لإضعافه، بالإضافة إلى استهداف إيران بصورة مباشرة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي واعتبار كثير من الكيانات الإيرانية وعلى رأسها الحرس الثوري على قوائم الإرهاب السوداء الأمريكية. ولذا رأت الدوحة أن هذه الوساطة يمكن ان تنجح فعلا في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران خصوصا وأن التوتر السياسي بين الطرفين لا يخدم المنطقة بشكل عام التي يهمها جيدا أن تتلطف الأمور بين إيران ودول الخليج بصفة عامة داعية في الوقت ذاته إلى أن الحوار هو الطريق الوحيد الذي يضمن الوصول إلى صيغة مشتركة من التفاهمات التي تقف عائقا بين هذه الدول وإيران المطلة على الخليج العربي وأن الحرب أو النزوع إلى أي شكل من أشكال العنف يمكن أن يهز المنطقة بصورة لا يخدمها ولا يخدم المصالح الأمريكية نفسها والموجودة تقريبا في كل دولة خليجية. ومن الطبيعي أن تبادر قطر لموضوع الوساطة بين الجانب الأمريكي والإيراني نظرا لما تمتلكه من سجل حافل وناجح في تاريخ الوساطات التي أثبتت الدبلوماسية القطرية عن احترافيتها في إنهاء الأزمات واعتبارها وسيطا نزيها لا يمارس أي ضغوطات على أي طرف، لكنه يصل في آخر الممر لما هو خير ليس للمنطقة فحسب وإنما للشرق الأوسط بأسره ولعل الوساطة الأولى التي انبرت لها الدوحة واستطاعت أن تنجح فيها نجاحا ساحقا حينما دفعت بدبلوماسيتها في إطلاق سراح الممرضات البلغاريات في ليبيا وشمل الاتفاق آنذاك على إنشاء "الصندوق الليبي من أجل الأطفال المصابين بالإيدز". وفي عام 2008 وقعت الأطراف اللبنانية في الدوحة اتفاقاً توصلت إليه بوساطة قطرية بعد 18 شهراً من أزمة سياسية عصفت بالبلاد وأفضى اتفاق الدوحة إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني آنذاك ميشال سليمان رئيساً للجمهورية (انتهت ولايته في مايو 2014) وإقرار قانون الانتخابات الذي قسم العاصمة بيروت إلى ثلاث مناطق فضلاً عن تشكيل حكومة وحدة وطنية ثم توالت الوساطات القطرية الناجحة التي وضعت اسم قطر على رأس الدول الوسيطة النزيهة لتشمل نزع فتيل الحرب بين أريتريا وجيبوتي عام 2011 وفي العام نفسه حققت قطر أكبر انتصاراتها السياسية في توقيع اتفاق دارفور حيث استضافت الدوحة مراسم توقيع ممثلي الحكومة السودانية وحركة "التحرير والعدالة" الوثيقة النهائية لسلام دارفور وجرى التوقيع بعد وساطة قطرية ناجحة بين الطرفين المتنازعين اللذين خاضا مفاوضات استمرت عامين ونصف العام. ولم تتوقف عجلة قطر للسلام عند هذا الحد حيث جمعت الفصائل الفلسطينية وأهمهما فتح وحماس على طاولة واحدة عام 2012 اللتان وقعتا على اتفاق تسريع وتيرة المصالحة الوطنية بين جميع الفصائل في الدوحة لتتوالى بعدها جهود الدوحة الملموسة في إحلال السلام ونزع فتائل الخلافات والأزمات في التوسط لإفراج مختطفين وجنود في المناطق التي تخضع لنزاعات وحروب حتى وصلت إلى توقيع اتفاق وصفه المراقبون بالحدث الأكبر والمصالحة التاريخية والذي وقعه طرفان متنازعان في أفغانستان هما الجانب الأمريكي وجانب من حركة طالبان يقضي بتبادل الأسرى مع الحكومة الأفغانية ويوقف اقتتال دام 19 عاما بين الأطراف المتحاربة في هذا البلد المنكوب إنسانيا واقتصاديا بدأت فيها وساطة الدوحة عام 2015 وانتهت بنجاح كبير عام 2020 أشاد البيت الأبيض على جهود قطر فيها واليوم تتصدر الدوحة مشهد تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن على أمل الوصول إلى حل وسط يمكن أن يزيد من مناعة المنطقة ضد أي توتر يمكن أن يكون قنبلة موقوتة لا تخدم أي طرف. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2177

| 04 فبراير 2021

العــزة فـي غـزة

لم يكن غريباً علي وعلى العالم بأسره أن تمد قطر يدها من جديد لقطاع غزة، فهذا الأمر قد انتهجته حكومة قطر منذ إقامة الحصار الجائر على هذا القطاع عام 2007، ومحاولة عزله عن باقي الأراضي الفلسطينية الخاضعة لحكم السلطة الفلسطينية، حيث وجه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله بتقديم منحة مالية بقيمة 360 مليون دولار لشعب غزة لإعانة القطاع على صعوبة الحياة التي تقسو على هذا الشعب المغيب تماماً من خريطة الاهتمام العربية، لا سيما وأن هناك كثيراً من الحكومات العربية التي باتت ترى في غزة الشوكة التي تقف أمام التطبيع الكامل مع إسرائيل، باعتبار أن ما تقوم به غزة اليوم بشعبها الذي يدفع بظلم الاحتلال الإسرائيلي عنها هو أمر ينافي ما يقوم عليه سلام هؤلاء مع إسرائيل، وتراه قطر ولعلها الوحيدة التي ترى هذا مقاومة شرعية لمحتل يقضي على موروث فلسطين العربي ويريد من هذه الأرض أن تكون له فقط منافياً قرار حل الدولتين واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين التي تتقلص مساحاتها جراء عمليات الاستيطان غير المشروعة التي تقوم بها إسرائيل وتشجعها عليه بعض الحكومات التي تجهض الحق الفلسطيني في مقاومة هذا الاحتلال بكل صوره وأشكاله. اليوم تسجل الدوحة موقفاً عربياً مسلماً فريداً ونادراً، لأن الفلسطينيين اليوم يعلمون جيداً من الذي يقف بجوارهم، ومن الذي اصطف بجانب عدوهم ضدهم، ويعلمون جيداً أن الدوحة متيقنة أن وقوفها معهم إنما هو وقوف مع الحق، والهبة القطرية هذه إنما تأتي ضمن سلسلة مساعدات قطرية مستمرة لتشغيل محطات الكهرباء في القطاع، ودفع رواتب العاملين الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في استلام رواتبهم بصورة منتظمة ومنح الأسر المتعففة ما يعينهم على دفع قسوة حياتهم، وكلها أمور دأبت الدوحة منذ سنوات على فعلها رغم أن هذه السياسة القطرية لا تلقى إعجاباً من حكومات مناوئة للحق الفلسطيني المتمثل في إنعاش قطاع غزة، لكن قطر تعرف كيف تمسك عصا السياسة من المنتصف، وتعلم بأن جهودها التي كانت في تحقيق الصلح بين الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس يمكن أن تنجح يوما وإن تأخرت هذه الخطوة التي كانت على مقربة من نجاحها يوما من الأيام وفعلتها الدوحة فعلا عام 2016 حينما جمعت ممثلي فتح وحماس في العاصمة القطرية الدوحة وآلفت بين القلوب آنذاك في خطوة أشادت بها وسائل إعلام فلسطينية وعربية ووصفها مراقبون بأن الدوحة قد حققت المستحيل بعينه. يعد تحقيق هذه المصالحة التي وإن لم يكتب لها الله الاستمرار لتخالف المصالح والأهداف والنظر للسلام مع إسرائيل بحسب رؤية كل طرف إليه وبالمعايير التي تراها السلطة وتختلف تماما عن معايير باقي الفصائل لكن يبقى الموقف الأكثر ثباتا هو أن هناك قضية فلسطينية عربية ثابتة، ويجب أن تبقى قضية كل العرب في وقت قد تختلف الأولويات لديهم، وهذا ما تزال الدوحة تؤمن به وتتمسك بنواصيه في أن فلسطين قضية وهي الطرف الأضعف والمعتدى عليه أمام طرف يمثل احتلالاً صريحاً وطرفاً معتدياً بكل المقاييس، ولعل هذا هو أكثر ما تواجهه قطر في مواقفها الرسمية وعلى المنصات الدولية في أحقية الفلسطينيين بأرضهم طال الزمن أم قصر وهو موقف ثابت لن تتزحزح عنه الدوحة باعتبار أن المواقف إنما تترجم مبادئ الدول ودولة قطر تحترم مبادئها بالصورة التي تفرض احترامها على العالم، ولذا فهي منصة سلام لكل المتخاصمين والمختلفين وملاذ رحمة لكل لاجئ ومحتاج، وهذا فضل الله عليها بأن تكون قبلة وكعبة لكل مظلوم ومضيوم.. الحمد لله. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1597

| 02 فبراير 2021

أنا ملتزم.. فماذا عنك ؟!

لقاح أكسفورد وأسترازينيكا البريطاني ! لقاح موديرنا الأمريكي ! لقاح كانسينو بيولوجيكس الصيني ! لقاح بيونتيك-فايزر الألماني الأميركي ومختبرات "فالنيفا" الفرنسية ! لقاح وزارة الدفاع الروسية ! تعددت اللقاحات والخطر واحد! وكثرت اللقاحات، وعوضا عن الشعور بالراحة قليلا وأن الأمور تسير نحو الأفضل يبقى الخوف من سلالات فيروس كورونا هو المسيطر على العالم بأسره وسط تكهنات أن العالم يسير نحو نفق مظلم من الأوبئة التي سوف يصعب تفسير نشوئها والسيطرة عليها لاحقا وإن كانت أخبار اللقاحات اليوم تبشر بأنها قادرة على السيطرة على السلالتين المتحولتين من كوفيد 19، فإن الأخبار المتناقلة عن ظهور فيروس أكثر فتكا من كورونا تبدو أكثر إثارة، لاسيما وأن جهات رسمية حكومية وأخرى من دهاليز منظمة الصحة العالمية تحذر بأن العالم سوف يكون مقبلا على اختبار أشد ضراوة مما كان عليه في بداية عام 2020، حينما تم وضع صورة شبه كاملة عن فيروس كورونا. ولأننا في قطر جزء من هذا العالم ودولة من ضمن دول العالم، فإننا تعرضنا إلى خطر انتشار فيروس كورونا منذ بداية العام المنصرم وجهزنا عدتنا لمواجهته بكافة الوسائل واستطعنا في فترة تقل عن العام أن نحاصر خطر انتشار الفيروس بمساعدة المجتمع بمؤسساته وأفراده ووزاراته ولجانه وكل من له شأن الذين تكاتفت جهودهم، وتجاوزنا ذروته مما أتاح لنا أن نبحبح في القيود ونعود شيئا فشيئا إلى حياتنا الطبيعية مع ضرورة الإبقاء على عنصر الحذر متيقظا في دواخلنا بعد شهور من القيود التي فرضها خطر هذا الفيروس. ولكن لأننا بدأنا نشعر ببحبوحة هذه العودة شعرنا وكأن خطر هذا الوباء قد رحل، فقد غافلنا ليعلن عن عودة له غير محمودة أبداً من خلال ارتفاع عدد المصابين، وهذا ما كشف عنه المؤتمر الصحفي الأخير لممثلي وزارة الصحة لدينا، حينما وضح الدكتور عبداللطيف الخال بأن السبب يعود لتراخي بعض أفراد المجتمع عن أخذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية في المناسبات والزيارات الاجتماعية مما قد ينبئ بعواقب خطيرة تزيد من عبء الكاهل الصحي الذي يمكن أن يتأثر مع زيادة الأعداد التي بدأت بالارتفاع حتى قاربت الـ 400 حالة يوميا، وهو معدل لم نصل له منذ شهور مضت، وتوقف معدل الوفيات حتى 248 حالة في تطور يشعرنا فعلا بالقلق وجعل كثيرين يرمون باللائمة على أفراد المجتمع الذين عملوا هم أيضا على رمي كرة اللوم على مؤسسات المجتمع التي رفعت قيودا ما كان لها أن تُفتح، وألا تسمح لجميع المناسبات والفعاليات بأن تقام مع زيادة الأعداد الاستيعابية لها مثل حفلات الزفاف وغيرها. الأمر هنا يجب أن نتجاوز الملام فيه ويجب أن نضع لنا خط عودة سريعاً نتكاتف فيه جميعنا للوصول إلى الخط الأخضر قبل أن تتفاقم الأمور ويصعب السيطرة عليها بالصورة المناسبة، لاسيما وأننا أمام منظومة صحية قادرة على البقاء متماسكة أمام تماسكنا نحن لأجلها، وإلا فنحن لا سمح الله قد نتعرض لانتكاسة تبدو بعيدة بإذن الله، ولكن يجب أن نتحضر لأي طارئ، وألا نقف في انتظار ما يمكن أن تفعله الدولة لنا بل يجب أن نحمل عنا مسؤولياتنا التي تجبرنا على عدم العودة إلى المربع الأول للوباء وظلمة شوارعنا وشعورنا بأن الفيروس يترقب عند كل زاوية ومفرق، بينما كل ما علينا فعله هو أمور ثلاثة لا تحتاج لمجهود عظيم، وهو التعقيم والنظافة، وهي ما يجب أن تكون صفة متأصلة فينا ثم الكمامة والتباعد الذي ينفع ولا يضر، واتركوا الباقي على دولة أقسمت على حماية شعبها.. أنا ملتزم بالكمامة.. فماذا عنك؟! ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1553

| 01 فبراير 2021

الفيروس لا يزال بيننا !

بت لا أعرف مدى الاستهتار الذي وصل له البعض في عدم التقيد بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات في الأماكن التي تتطلب كل هذه الإجراءات المفروضة على كل شخص يعيش على أرض قطر!. وأعجب حقيقة من كمية الذين يحالون إلى النيابة والقضاء جراء هذا الاستهتار، وأي دافع يجعلهم يستمرون في اللامبالاة، لا سيما ونحن نستقبل موجات وسلالات جديدة من هذا الفيروس، الذي قضى على حياة أكثر من مليوني شخص في العالم حتى الآن!، وأعجب أكثر من الأسباب الواهية التي زُرعت في مخيلة هؤلاء أن اللقاح الذي تم إعطاؤه لبعض الفئات المحددة يمكن أن يكون الحل السحري لوقف الإصابة أو عدم العدوى منه!. فقد بات المئات من هؤلاء مادة غنية في الأخبار المحلية بإحالتهم ومقاضاتهم لعدم هذا الالتزام بلبس الكمام، رغم أننا ما زلنا في طور الإغلاق للمرحلة الخامسة التي لم تُفتح كاملة بعد ومع هذا يأتي هؤلاء تحت ذريعة عدم الاهتمام ليصبحوا في النهاية أشخاصا يحملون صفة المجرمين، بتهمة نشر أمراض معدية في المجتمع، فهل هذا جزاء إحسان جهود الدولة التي استطاعت منذ تفشي كوفيد 19 في البلاد إلى وضع خطط ومراحل وإجراءات احترازية مهمة، لوقف انتشار هذا الفيروس، واستطعنا بفضل من الله أولا ثم بفضل هذه الجهود أن نتغلب على شراسة انتشاره، ووضع عدة مراحل جزئية للانفتاح والعودة شيئا فشيئا للحياة الطبيعية، التي لا يمكن أن نصل لها إلا بعد مرور عام 2021 إن صح التعبير، وأثبتت اللقاحات التي تُعطى اليوم فاعليتها الكاملة على جميع فئات البشر، وأن انحسار هذا الفيروس ما هو إلا مسؤوليتنا نحن الكاملة، قبل أن تكون مسؤولية الدولة والمؤسسات المعنية، التي تسعى بالوقت والجهد والمال والتفكير والحرص والاهتمام إلى تجنيب الشعب مصاب هذا الفيروس، الذي يجب أن نوقن أنه قاتل على فئات معينة قد يكون أحدنا ناقله إليهم، وقد لا يؤثر بالأصحاء فكم عزيز مات من جراء هذا الاستهتار الذي لم يراع التباعد ولا الكمامات ولا الخروج إلا للضرورة القصوى، والأعداد في قطر وإن كانت لا تزال طفيفة في أعداد الوفيات إلا أننا يجب أن نقارن هذه النسبة بأعداد السكان، وهنا يمكن أن يحل الفارق كبيرا إذا ما ظل التساهل والتهاون طريقنا اليوم بعد شعورنا أن الأمور تسير في طريقها الصحيح وأنها يمكن أن تعيدنا إلى المربع الأول، الذي كانت أعداد الحالات المصابة فيه لا تتجاوز العشرات، حتى وصل بنا الحال يوما إلى تجاوز آلاف الإصابات قبل ان تتضاءل هذه الأعداد ونتجاوز قمة الذروة بحمد الله. إنني أرجو من مقالي هذا أن يؤمن الجميع أن الفيروس لا يزال ينتج سلالاته الجديدة، وما كنا نأمن له في البداية أننا لن نصل له داخل المجتمع وصلنا له، وتجاوزنا أعدادا مخيفة كانت، ومات لنا أحبة وأصدقاء، واللقاح لا يعني نهاية الأمر، إذ لا يزال في مراحل انتشاره الأولى، ولذا يجب أن نكافئ الدولة على جهودها بالالتزام الذي يحافظ على معايير السلامة المجتمعية لدينا، ويقدر هذه الجهود العظيمة التي توفي على إثرها من الكوادر الطبية والطواقم الفنية من كانوا أعزاء أيضا على عوائلهم واصدقائهم، وألا نكون أنانيين بهذا الشكل في اللامبالاة التي تحولنا في يوم وليلة إلى مجرمين يحالون إلى القضاء، فيقول فيهم كلمته الأخيرة التي لا ينفع بعدها أي ندم ولا تحسر وقهر!. @ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

1834

| 26 يناير 2021

العراق المُراق !

وكأن جروح العراق لم تعد كافية ليعمق المجرمون هذه الجراح ! أو كأن زلزلة هذه البلاد هدأت ليعود الإرهابيون بزلازل أخرى على أرضها ! فكلما تنفس العراقيون هواء حرا وشعروا بأنه بالإمكان أن يعيشوا مثل باقي الشعوب الآمنة والتي تسير في شوارعها مطمئنة على أرواحها بأنها ستخرج من بيوتها صباحا وتعود لها بعد ساعات قليلة يأتي القساة الذين فقدوا أقل روابط الإنسانية، ليحيلوا هذه الأجساد البريئة إلى جثث ملقاة بين قتيل فارق دنياه قبل أن يودع عائلته أو جريح لا يستوعب في قرارة نفسه إن كان حيا يرزق أو أنه يسير على حبل متأرجح نحو الموت !. بلد الرشيد وهو بلد الحكمة ومقر خلافات إسلامية عريقة يصل به الحال اليوم لأن يخشى على السائرين في شوارعه أن تهتك ستار استقرارهم سيارات ملغومة أو أن يتسلل إرهابيون بينهم يدعون الجنون أو ما شابه كما فعل هذا الانتحاري الغادر بأبرياء بغداد العاصمة، حينما دار بينهم يجمعهم ويناديهم وحين تجمهر العامة بين بائعين وزبائن وأطفال كانوا يرافقون عائلاتهم أفلت حزامه الناسف وقتل نفسه قبل أن يهوي بالعشرات قتلى أيضا فكيف وصل العراق إلى ما وصل له الآن ؟! لم نصرخ في كل مرة نشعر قبلها أن هذا البلد قد تخلص من كل إرهابي داعشي من على أرضه بينما في الواقع أن أوكارهم وخلاياهم النائمة المشتعلة لا تستيقظ إلا على خططهم الآثمة وجرائمهم المروعة !. فلا زلت أتذكر إعلان الحكومة الأخير الذي أعلن خلو مدينة الموصل الجميلة من أي خلايا داعشية وأن السياسة الآن تقوم على كيفية إعمار هذه المدينة الكبيرة حجما والعظيمة تاريخا، ومات الأمر برمته فلا عمران قام ولا خلايا ماتت، لأننا بتنا نرى العراق بلدا لم يهنأ منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ أن قام صدام حسين بفعلته الكبيرة في احتلال جارته دولة الكويت الشقيقة وهو بهذا العمل الشائن إنما أرسل كل ما يسوء من القدر والمصير على العراق ومن رأى آنذاك القوات الأمريكية وهي تقتحم أسوار الأراضي العراقية رأى النجاة على رؤوس دباباتها لا سيما بعد أن وشى أحدهم بمكان صدام وجرى إعدامه لتعود الأمور إلى أسوأ مما كانت ويتحسر العراقيون على غلطة صدام التي جعلت العراق يسير في ممرات مظلمة حتى الآن، ونحن نتجاوز عام 2020 بشهر واحد ونصحو على صوت انفجار مدبر وفعل خسيس مع قرب الانتخابات البرلمانية في العاصمة بغداد، ونرى كل هذه الجثث واصوات النساء المكلومة تصرخ ابناء لها أو أزواج وأقارب. فهل سوف يبقى الحال على ما هو في هذا البلد الذي يعد هو الآخر بوابة مهمة مطلة على منطقتنا الخليجية، مثل اليمن ايضا الذي لم يلتفت له أحد رغم وقوعه هو الآخر على ضفاف الخليج الجنوبية ومع هذا فالأمور متروكة كما هي في كل من العراق واليمن وكأن الأمر لا يتجاوز في ردود أفعال الحكومات سوى في التنويه والتنديد والاستهجان والأسف، بينما الواقع يجب أن يجبر هذه الحكومات على التحرك سريعا لبث مساعي الاستقرار في اليمن والعراق لأن لا شيء يمكن أن يمنع ما يحدث فيهما على الانتقال بصورة تلقائية إلى دولنا الخليجية لا سمح الله، وهو أمر ندعو الله أن يكون بعيدا عن تفكير وأيدي هؤلاء الخبيثين، ولكن الأمر لا يتحمل استبعاد كل هذا ويجب أن نحتاط من باب الحرص على استقرار مثل هذه الدول التي باتت أكثر حاجة لجيرانها من أي وقت آخر مضى، فالإرهاب كما لا دين له فإنه لا وطن له أيضا، داعية الله أن يكف خليجنا وبلاد العرب والمسلمين شر الإرهاب ما ظهر منه وما بطن. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1455

| 25 يناير 2021

باي ترامـب وهـاي بـايـدن !

أخيراً غادر ويمكن القول أنه ربما غادر دون عودة مأمولة ! أخيرا سوف يتنفس البيت الأبيض بعد أن ظل مهموما ومحموما بعهد رئيس كان يشعل كل مكان يحضره ويشغل أي شخص يلقاه! غادر ترامب وزوجته دون لقاء خليفته جو بايدن وزوجته كما جرت تقاليد تسليم الرئاسة في تاريخ الحكم الأمريكي بعد أن ألقى خطابا لم يكن مؤثرا بقدر خطاب بايدن الذي ودع ولايته ديلاوير وأهلها بدموعه التي جعلته في غاية التأثر وهو يقول إنه سيترك ولايته الصغيرة كمواطن عادي لكنه سيحل على العاصمة واشنطن وهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات قادمة، فترامب لم يكلف نفسه في هذا الخطاب الذي بالغ فيه بسرد محاسنه وإنجازاته التي حققها لأمريكا أن يسمي الرئيس الجديد الذي سيحل بعده بل إنه عمم عهد بايدن بكلمات بسيطة مثل السلطة الجديدة لكنه لم ينس أن يتمنى لها على مضض الحظ الأوفر في قيادة أمريكا وتوفير الأمن لها ولشعبها بعد أن كُسرت كل أسلحته ولم يتردد بعدها في رفع الراية البيضاء معترفا بفوز بايدن وأحقيته في العودة إلى البيت الأبيض ليس كنائب رئيس كما كان في عهد أوباما ولكن كرئيس ترافقه كمالا هاريس ذات الأصول الأفريقية الآسيوية بمنصب نائبة الرئيس وهو ما أشاد به بايدن في خطابه المؤثر لشعب ولايته ديلاوير حينما نعى أيقونة الحرية الأمريكية مارتن لوثر كينغ الذي حطم قيود العنصرية في البلاد وفرض على الحكومات الأمريكية المتسلسلة تطبيق مبدأ العدالة والحرية وتوزيع المناصب والثروات لجميع الأمريكيين بالتساوي لتصعد هاريس اليوم لأب إفريقي حضر إلى الولايات المتحدة كأستاذ اقتصاد في جامعة ستانفورد وأم هندية حصلت على الدكتوراه في الغدد الصماء وكانت عالمة لسرطان الثدي في جامعة كاليفورنيا. اليوم هو أول يوم لبايدن في البيت الأبيض بصفته رئيساً للبلاد ويأمل الأمريكيون منه أن يحذو حذو سابقه في جزئية يحق لترامب أن يفخر بها كما أشار في خطاب الوداع حينما قال: إن عهده نأى بالجيش الأمريكي من دخول حروب كما فعل سابقوه ولم يقحم قواته في أي مشاكل تتطلب تدخلا أمريكيا أمنيا وهذا أمر لاشك أن الشعب الأمريكي يحترمه في ترامب رغم أن سياسة ترامب نفسها كانت تشعل منطقة الشرق الأوسط خصوصا، لكنه لم يكن ليرسل قوات له لاستتباب الأمن فيها كما دأب من سبقه لعمل العكس تماما في إشعال المنطقة ثم فرض تواجد الأمريكيين على أرضها وفي الواقع نحن أيضا نأمل من بايدن أن يتجنب مساوئ ترامب بحذافيرها كما وعد، لكن وعلى ما يبدو فإن البشائر تأتي على غير ما نأمل فقد ابتدرت بعض الشخصيات المرشحة لتولي مناصب وزراء ومستشارين في الخارجية والدفاع بمهاجمة الاتفاق النووي مع إيران وانتقاد سياسة تركيا في اعتبارها تتصرف ضد مبادئ الناتو التي تنتمي له من خلال إصرارها على شراء المنظومات الروسية إس 400 وكأن هذه الشخصيات تكمل فعلا ما كان يروج له ترامب على غير ما صرح به روحاني وأردوغان اللذان يتوقعان من بايدن مرونة أكبر في تناول كل المسائل العالقة بين بلديهما وأمريكا، ولكن يبقى رسم السياسة بيد بايدن ومجلس النواب الذي يعود كلاهما إلى الحزب الديمقراطي، ولاشك أن القرارات التي بدأها عهد بايدن في إلغاء 17 قرارا حاسما كان ترامب قد أمر بها منها السماح بسفر مواطني 7 دول مسلمة إلى أمريكا مع تنظيم آلية الهجرة وعودة العضوية الأمريكية إلى اتفاقية باريس للمناخ والالتزام بالدعم المالي لمنظمة الصحة العالمية ووقف مشروع بناء الجدار الفاصل بين بلاده والمكسيك هي قرارات يمكن أن تعطي لونا ورديا لعهد بايدن لكن يبقى الواقع الذي يبدأ من تاريخ 20 يناير 2021 وحتى انقضاء أربع سنوات قادمة هي المقياس الحقيقي. باي ترامب وهاي بايدن!. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2106

| 21 يناير 2021

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6621

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6489

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2670

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

1950

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1698

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1506

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...

1062

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1014

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

1011

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1008

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

942

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...

852

| 26 أكتوبر 2025

أخبار محلية