رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ذكـريـات أوطان مريـرة !

عشر سنوات مرت على ( ثورة سوريا ) وعشر سنوات أيضا مرت منذ أن قامت ( ثورة اليمن ) وإن كلتيهما أرادت استنساخ ( ثورة تونس ) أو ثورة الياسمين في تونس الخضراء والناظر إلى الثورتين يعلم تماما أن مفهوم الثورة قد انهار تماما بعد شهور من اندلاعها في كل من سوريا واليمن بعد أن تحولت الثورة السورية إلى حرب إبادة وحرب شوارع وعصابات وتهجير وقتل واعتقالات قسرية وسجون سرية ودخلت دول في هذه الدولة فبات مجهولا من يحكم ومن بيده ( ريموت كنترول ) هذه الفوضى !. أما الثورة اليمنية فيمكن أن يقال إنها منذ البداية كانت فوضى عارمة واستنساخ رديء الصنعة والحبكة والإخراج مع بخل الإنتاج الذي لم يصنع منها ثورة مكتملة الأركان والزوايا والصفوف ذلك أن طبيعة أرض اليمن بقبائلها ومحافظاتها الممتدة واراضيها الشاسعة لا تسمح بأن يتفق الشعب اليمني برمته على ثورة يسقط النظام إن لم تختلف الأهداف وتتباين الرؤى وتظهر المطامع وتتلاعب الأحزاب لصالح أهدافها وهذا ما حصل فعلا وتحولت من كان يظنها ثورة عارمة يمكن أن تطيح بحكم صالح آنذاك إلى فوضى حزبية التي تحركت ثعالبها لتفكر وتمكر وتخطط وتلعب بالشباب الذي سكن الشوارع والحواري ملتفا بعبارات باتت هزيلة وهشة في أن الشعب يريد إسقاط النظام ويتحول كل شيء إلى فوضى لا هدف لها سوى أن تثير الفوضى وانتهت إلى ما نراه اليوم من فقر وجوع وشتات وتشريد، وإن كانت دمشق لا تزال تحت يد بشار الذي قامت الثورة لإسقاطه فإن صنعاء يحكمها الحوثيون اليوم بعد أن تفرقت أواصر الحكومة الشرعية من أن تبقى أو تعود لسابق عهدها، وها نحن نرى اليوم انهيار أي اتفاق يمني يمني حتى قبل أن تُعقد تمائمه أو يُعلن عنه بصورة رسمية، ولذا فإن على الجميع سوريا كان أم يمنيا أن يسأل نفسه عشر سنوات على ماذا بالضبط ؟! هل هي عشرة أعوام كان مرحبا بها أم مأسوفا عليها ؟! هل هي عشر سنوات من الاستقرار أم التهجير ؟! هل هي عشر سنوات من وحدة الأرض وسلامة العرض أم تشرذم الأرض وهتك العرض ؟! هل هي عشر سنوات من حق الدم السوري والدم اليمني أم أن هذه العروق قد جفت فيها ؟! هل هي عشرة أعوام من البقاء على قيد الحياة أم أنها موت سريري لا رجاء في إنعاشه ؟! ماذا يعني عشر سنوات ونحن نرى سوريا مدمرة واليمن محطمة وكأنها ذكرى نحتفل بها ؟! ماذا يعني أن تمر كل هذه السنين والأمور تتهاوى ولا تتعالى والحل يبدو مستبعدا إن لم يكن مستحيلا ؟! وهل على الشعبين السوري واليمني أن ينتظرا عشر سنوات أخرى ليتغير كل هذا الكلام وتنقلب الأحداث وتجدون من بكى عليهما يفرح لهما ؟!. هي ليست ذكريات طيبة لنفرح ولكنها بلا شك ذكريات مؤلمة لبلدين يعنيان لنا الكثير وفيهما من تاريخ وأصل العرب ما يجب على العرب أنفسهم أن يهبوا لإنقاذهما ما لم يشعر العرب بما يشعرون به اليوم من تساهل وتبلد وتهاون تجاههما ولكن لنقل انها عشرة أعوام مرت وأدعو الله أن ينهي هذه السنين بإنقاذ من تبقى من شعبي اليمن وسوريا وأن يعيدهما إلى أراضيهما أحياء أعزة لا مشردين أذلة، لأن الوطن أغلى من أن يُباع لكن بعض الأوطان وجدت نفسها للأسف في سوق يقال عنه سوق النخاسة حيث كل شيء معروض بثمن بخس وما أقسى أن يعيش أحدهم في سوق كان يقال أنه وطن !. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1519

| 22 مارس 2021

نســأل اللـه السـلامة !

يبدو أن روسيا ما زالت تتمسك بضبط النفس، الذي عادة ما يمتاز به الروس، الذين يفضلون الرد بدبلوماسية تبدو جارحة أكثر مما لو قاموا بفعل يمكن أن يقطع شعرة معاوية التي تربطهم بالآخرين، لا سيما إن كان الطرف الآخر هو الولايات المتحدة الأمريكية العدو الصديق الذي يرتبط مع موسكو بحرب باردة حينا وساخنة أحيانا أخرى، لا تتعدى التصريحات والاتهامات الصريحة والمتبادلة، بحسب ما تصل بهم ظروف العلاقات الثنائية بينهما، ولكن على ما يبدو فإن جو بايدن والذي تولى حكم أمريكا بعد رحلة انتخابات محمومة قد بدأ هجوما صريحا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين حينما وصفه وصفا يمكن أن يقال إنه لا يجوز لرئيس دولة أن يقوله، كما علق بهذا الرئيس التركي أردوغان بعد صلاة الجمعة الماضية في إسطنبول، حينما قال عن بوتين إنه (قاتل) في مقابلة تلفزيونية مع قناة ABC وجه المذيع الأمريكي الشهير جورج ستيفانوبولوس سؤالا مباشرا لبايدن إن كان يعتقد بأن الرئيس الروسي قاتل؟! فأجابه بايدن (نعم أعتقد ذلك)، دون أن يتم توضيح القاعدة التي انطلق منها هذا السؤال المباشر من قبل المذيع، وعلى أي أساس كانت إجابة بايدن السريعة، والذي لم يكتف بوصفه هذا بل توعد روسيا بمعاقبتها نظير تدخلاتها المباشرة في الانتخابات الأمريكية عامي 2016 و2020 وهو ما تنفيه موسكو جملة وتفصيلا وبصورة متكررة لكنها أمام هذا الوصف القاسي من قبل الرئاسة الأمريكية لم يقف الكرملين موقف المتفرج المسالم، فقد استدعت الخارجية الروسية سفيرها في واشنطن لمناقشة الخطوات القادمة في العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، بينما اكتفى بوتين بإجابة وصفها المراقبون بالذكية، حينما علق على اتهام نظيره الأمريكي له بأنه قاتل بجمل قصيرة (القاتل من يصف الآخر بذلك ودائما ما نرى مواصفاتنا في شخص آخر ونعتقد أنه مثلنا)، لكنه أشار في نفس الوقت إلى رغبته في إزالة كل ما يعوق الوصول إلى علاقات مثالية يجب أن تكون بين بلده وأمريكا، في حين أضاف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين سيئة ولا يبدو أنهم يريدون تحسين علاقات البلدين الثنائية. ورغم أن الحرب الباردة قد بدأت في عام 1947 بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والتي تمثل جزءا مقتطعا مما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي وانتهت عام 1991 إلا أن هذا التاريخ من حرب الصراع والتوتر والتصريحات المتبادلة التي تنم عن سوء فهم دائم بين البلدين لم يقف الزمن عنده فقد عمد ترامب على وجه الخصوص إلى إشعال فتيل هذه الحرب بتصريحاته التي كانت تطال موسكو تحديدا بعبارات كان يواجهها بوتين بسخرية مطلقة، ولكن الاتهامات التي تلاحق الدولة الروسية بتدخلها المباشر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي تهم مدموغة بالحقائق والأدلة لدى الجانب الأمريكي بينما تنفي موسكو هذه الاتهامات بصورة قاطعة، وتنكر أن لها دورا في أمر يعد شأنا داخليا أمريكيا، ومع هذا يحتفظ البلدان بعلاقات شبه كاملة بينهما رغم كل هذا التوتر المتصاعد بينهما ورفض واشنطن الرد على روسيا بالمثل واستدعاء سفيرها من موسكو كما فعلت الأخيرة، بعد تصريحات بايدن ورأيه في بوتين ردا على سؤال يعد ملغوما من قبل القناة الأمريكية ذلك أن واشنطن ومثلها موسكو تعلمان بأن نشوء حرب تتجاوز سقف التصريحات والتلميحات والاتهامات الشفوية يمكن أن يبعثر خريطة العالم ككل وأن ضبط النفس الذي يمتاز به كل طرف منهما هو السبيل الأنجع لإبقاء صمام الأمان على مستواه الأخضر الذي يرجوه الجميع لكن - ولا يبدو ما سوف يتبع حرف الاستدراك هذا مطمئنا – ماذا لو فقد أحدهما أعصابه أو تمادى طرف في استفزاز الطرف الآخر؟!. لا تبدو الإجابة سهلة كما لا يجب أيضا أن نتوقع سهولتها على العالم بأسره، لأن الأمر سوف يكون قد تشقلب رأسا على عقب ولا يُحسن إصلاحه إلا من أساء صلاحه!. نسأل الله السلامة! ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1803

| 21 مارس 2021

إنقـاذ اليمـن بـات واجبـاً

الذي ينظر للأزمة اليمنية اليوم يمكن أن يتنبأ بأن الانفصال بين شمال وجنوب بات أمراً شبه مؤكد، وأنه حتى بالانفصال الذي سوف ينجح فيه المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يؤيده أهل الجنوب على الأقل ليس جميعهم ولكن معظمهم بكل تأكيد لا يمكن لهذه الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم أن تنتهي أو تخف وتيرتها وآثارها التي يذهب الشعب اليمني وحده ضحية لها، ذلك أن هذه الأزمة لم تكن إلا لتبقى ولن تبقى إلا لتستمر باعتبار أن هذا البلد العربي الممتد بقبائله وجباله ومحافظاته التي تعد كل واحدة منها بحجم بلد أصغر كان تكفيه شرارات الفتنة والثورة ليتحول إلى نار مستعرة ثم تأتي الحرب وتغلغل الحوثيين إلى مفاصل الدولة ليزيد الأمر تعقيداً وصعوبة على محاولات حل هذه الأزمة التي اعترف مبعوث الأمم المتحدة لشؤون اليمن البريطاني مارتن غريفيث بأنها أزمة شائكة ومعقدة ولا يمكن أن يتوقع العالم انفراجاً فيها حتى بعد سنوات من الآن، لا سيما بعد استئناف الحوثيين غاراتهم على مأرب وهجومهم المستمر على تعز وباقي مدن اليمن الكبرى وسيطرتهم على ميناء الحديدة الذي كان يمكن من خلاله مد شرايين صنعاء بالحياة والغذاء والدواء، ناهيكم عن الحرب الدائرة بينهم وبين التحالف الذي يسعى لإعادة الشرعية اليمنية إلى مكانها في العاصمة الرئيسية للبلاد الواقعة حالياً تحت سيطرة الحوثي بصورة كاملة تماماً. وفي الجهة الثانية لا تبدو عدن بحال أفضل من حال صنعاء، حيث امتدت أيادي المجلس الانتقالي اليمني الجنوبي لتتبع وملاحقة أوصال الحكومة الشرعية اليمنية من خلال اقتحام قصر المعاشيق في قلب العاصمة المؤقتة عدن، ومحاصرة وزراء حكومة هادي الذين لم يكادوا يصلون إلى عدن حتى اقتحمت دبابات قوات المجلس ومناصروه ساحة القصر وظلوا ساعات حتى أعلنوا عن مغادرته بعد أحداث تعد الأولى التي تصل لدرجة تهديد الوزراء الشرعيين بما يمكن أن تفعله هذه القوات التي تصر على الانفصال وإغلاق حدود الجنوب في وجه الشماليين الذين يتعرضون هم الآخرون لمحاولات قمع ومعاملة سيئة عند مرورهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة هذا المجلس. ولذا فإن التحرك لاحتواء أزمة اليمن يجب أن يكون سريعاً جداً وألا يغرق هذا البلد في موجة أكثر خطورة من الحوثيين أنفسهم، الذين لا يقيمون وزناً لكل أفعالهم الخارجة عن مصالح الوطن وهو ما يعكس بصورة مغايرة وواضحة ما يدعونه في إعلامهم الرسمي، فالأزمة باتت إلى جانب احتلال العاصمة الرئيسية محاولات انفصالية لجعل اليمن يمنين بعد إعلان وحدتها في أوائل التسعينيات من الألفية الماضية ومضاعفة العبء الإنساني والاقتصادي والمعيشي والخوف على حياة المواطن اليمني التي باتت مهددة في كل لحظة من قبل القناصة وحرب الشوارع التي أصبحت اليوم واضحة وجلية في شوارع عدن، وبالمشاهد التي تنقلها القنوات الإخبارية وكأن هذا اليمني الموجوع لم يكفه ما يعانيه من ضنك العيش والرزق وإعالة أسرته وأبنائه لتكون حياته وحياة من يحب في خطر دائم وتبدو بيئته التي كانت حتى سنوات سابقة تُلقب باليمن السعيد الذي أصبح اليوم يمناً حزيناً ومرهقاً وفقيراً وجائعاً وليس ببعيد أن يكون بلداً دموياً يتناطح المقاتلون فيه على كراسي حكم ومسؤولية ومنفعة لآخرين أصحاب نفوذ ويهمهم كثيراً أن يتحول اليمن إلى مأوى لهذه الأطماع التي يجد الإرهابيون فيها بيئة خصبة ليتكاثروا وتمتد أعمالهم الإرهابية إلى داخل وخارج اليمن للأسف وهو أمر بات يصعب علي وعليك وعلى كل خليجي وعربي أن يتخيل فصولة المؤلمة في بلد جميل مفعم بالطبيعة الجميلة والهواء العليل وشعبه الطيب وإرثه التاريخي العظيم. وعليه فإما أن يتحرك العرب ويحثوا جهودهم لإيجاد مخرج آمن لليمن أو يسألوا أنفسهم إن كانوا مستعدين لاستقبال (سوريا) أخرى الرابط المشترك بينهما هو شعب مشرد مهجر على الحدود يتوسل اللقمة ويطلب الأمن ولا يلقى أيا منهما!. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2070

| 18 مارس 2021

قطر مـدرسـة السيـاسـة والدرايـة !

لم أملك وأنا أرى مشهد توسط سعادة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني كل من وزير خارجية تركيا الشقيقة مولود تشاووش أوغلو ووزير خارجية روسيا الصديقة سيرغي لافروف في المؤتمر الصحفي الذي جمعهم في الدوحة مؤخرا بعد زيارة لهما للبلاد إلا أن أعلق بجملة نشرتها في حسابي على تويتر مرفقة بهذه الصورة: ( مدرسة قطر للسياسة والدراية ) وكنت أعني فعلا هذه الجملة باعتبار أن قطر باتت شريكا يعتد به في أخذ رأيها للقضايا الدولية المصيرية والقضايا العربية الشائكة لا سيما سوريا التي تدخل روسيا وتركيا طرفين رئيسيين فيها ورغم اختلاف مواقف المجتمعين والذين يمثلون أطرافا تلعب دورا في أحداث سوريا لا سيما تركيا التي تعمل على تأمين حدودها المشتركة مع سوريا من هجمات الأكراد المعادين للحكومة التركية والذين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني الذي كان قد بدأ تمردا مسلحا في جنوب شرق تركيا عام 1984 ووضعته تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على قائمة الجماعات الإرهابية ورغم محاربة أنقرة لأفراد هذا الحزب لأربعة عقود متتالية إلا أنها لم تقتنع بهذه الانتصارات ولاحقتهم حتى الشمال السوري المشترك مع بلادها بالإضافة إلى أن تركيا تحاول التخفيف من وطء اللجوء السوري المتضخم للأراضي التركية من خلال محاولة إعادة 4 ملايين سوري لاجئ لأراضيهم في سوريا وتوفير بيئة آمنة لهم قبل تنفيذ هذه السياسة، نظرا لما باتت أنقرة تتحمله من لجوء ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب وغارات الموت إلى حدودها وأراضيها ومحافظاتها والتزام الجمهورية التركية بإيوائهم والتكفل باحتياجاتهم بالصورة التي باتت عبئا يضاف لمسؤولية حزب العدالة والتنمية الحاكم في صورة يحاول خصوم الرئيس أردوغان استغلالها للتقليل من قدرته على إدارة البلاد بالشكل المطلوب والذي يطمح له الشعب التركي وإن كانت تركيا تعمل لأجل مصالحها وتأمين حدودها وأراضيها وإرجاع المواطنين السوريين المشردين لوطنهم فإن روسيا وكما يقول المراقبون السياسيون جاءت إلى سوريا لتبقى فقد دخلت سوريا بعد اندلاع الثورة فيها عام 2011 بأربعة أعوام أي في عام 2015 بعملية قالت موسكو آنذاك إنها تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي ليتحول الواقع بعد هذا إلى أكبر وأطول تدخل خارجي للجيش الروسي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وتندمج أهداف روسيا حينها بين القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا وبين مساعدة النظام السوري الذي يمثله بشار الأسد على البقاء والاستمرار ضد الثورة التي بدأت بالمطالبة برحيله وإسقاطه وانتهت إلى حرب هوجاء كان ضحيتها الشعب السوري بعد تدخل وبروز عدة أطراف فيها دون اتضاح نواياها من هذه الفوضى الدامية التي ألمت بالأرض السورية التي لم تستطع موسكو إنهاءها بالسرعة التي وعدت بها نظرا لتدخل أطراف أخرى في كل هذه الأحداث وتفاوت القوى والمصالح التي أدت كلها إلى إطالة أمد العنف والحرب في سوريا على النحو الذي أفضى بتشريد الملايين وقتل الآلاف وضرب البنى التحتية لمعظم محافظات سوريا واستباحة الحدود السورية بالصورة التي باتت معلومة للجميع اليوم. أما قطر والتي تعد كلمة السر في أي توافق يمكن أن يُترجم للأزمة السورية فإن البيان القطري الروسي التركي الأخير الذي صدر بعد اللقاء الثلاثي فهو يمكن أن يوضح بشكل منفرد بأن الدوحة والتي لا تزال تدين كل جرائم النظام السوري بحق شعبه وعمليات التهجير القسرية وتدعم الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا على أساس بيان جنيف الأول لعام 2012 وقرار مجلس الأمن رقم 2254 بما يلبي تطلعات الشعب السوري في حقه في العيش باستقرار على أرضه في حين عبر البيان المشترك عن القلق من تردي الوضع الإنساني في ظل تفشي فيروس كورونا بالإضافة إلى رغبة الدول الثلاث في أن تظل سوريا دولة متحدة لا تمتد لها أصابع الفُرقة وهذا يعد واحدة من أمنيات قطر الكثيرة في أن يعم السلام أرجاء المعمورة بينما دبلوماسيتها تجتذب العالم لها نظرا لهدوئها في التعاطي مع الأمور بصورة تضمن النجاح لها وإمساكها لعصا علاقاتها المتزنة من المنتصف لا تفريط ولا إفراط. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1593

| 14 مارس 2021

هبـّـة الـواوا !

حينما طُلب مني الحديث عن بعض ( الهبّات) غير المستساغة والتي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة في المجتمعات الخليجية على وجه التحديد قلت إنني سوف أكتفي بالإشارة لها من خلال تغريدة أو اثنتين من خلال حسابي في موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) باعتبار أن هذا يبدو كافيا للحديث عن هذه الهبّات الدخيلة ومنها ما وصل مؤخرا لمجتمعنا القطري هبة تقديم القهوة والعصائر في قنان للأطفال وبلهجتنا العامية ( مراضع خاصة بالأطفال الرضع ) ولكن كان خبر أن تصل هذه الظاهرة إلى مجتمعنا في الوقت الذي انتشرت فيه انتشار النار في الهشيم في كافة الدول الخليجية في وقت واحد وهذا أمر مستغرب في كيفية استصدار تراخيص هذه التجارة المشينة في نفس المدة الزمنية المتقاربة بين كل مجتمع خليجي وآخر في صورة أثارت دهشة كبيرة بين المتابعين لظهور هذه ( الهبّة ) غير المحمودة فجأة في جميع مجتمعات الخليج التي ترفض ما يمكن أن يخرج عن عرف هذه المجتمعات وعاداتها وتقاليدها وبالتالي فقد عمدت وزارات التجارة ومكاتب التراخيص لهذه الأعمال التجارية بوقف تصاريح عمل هذه المقاهي بالصورة التي أظهرت شبابا بشوارب ولحى وطول وعرض ومظاهر رجولية بارزة إلى إمساك مراضيع أطفال ليشربوا منها قهوة أو عصائر والمصيبة تلذذهم بهذا على مرأى من العالم والمارة ومستخدمي الطرق وكأن الأمر لا يتعدى الأمر العادي المستساغ لمن يرى وليس المتعجب ممن يسمع !. وأنا هنا لست أسأل عن كيفية إصدار تصريح لممارسة هذا النشاط التجاري الذي أعجب كيف غفل المعنيون بإصداره عن التأكد من النشاط التجاري نفسه ونوعيته وهل ما قُدم في أوراق طلب التصريح هو غير ما كان على أرض الواقع ولم كان هذا هو الحاصل بكافة تفاصيله ومشاهده في جميع الدول الخليجية ولم يختلف المشهد في أي منها ولو قيد أنملة ولكني أتعجب من هؤلاء الشباب والفتيات الذين انساقوا لهذه الموجة لمجرد أن يركبوها دون التفكر ولو لثانية واحدة من عواقب هذا الركوب غير المدروس الذي يمكن أن يمتهن كرامتهم وإنسانيتهم وعقولهم ومكانتهم الاجتماعية التي يمكن أن تتأثر في لحظة واحدة يتم تصوير هذا أو هذه وهم ينهلون عصيرهم أو قهوتهم من ( مرضاعة أطفال ) في مكان عام وتخرج إحدى الفتيات لتقول في بلاهة وعدم وعي إن طعم القهوة في هذه الرضعات الطفولية والتي حملت اسم ماركة مشهورة لمراضيع الأطفال يبدو ألذ طعما من شربها في أكواب عادية وكأنها بهذا تعبر عن مشاعر جياشة في فنون التذوق وليس سواد وجه ينجرف وراء كل هبّة دخيلة لا تعبر عن هوية هذا المجتمع ولا شخصيته ولا أخلاق من فيه ولا تربية أبنائه وبناته الذين يجب أن يتريثوا قبل ركوب موجة ( الهبات ) التي قال فيها البعض إنها أخذت أكبر من حجمها ونراها فعلا كذلك لولا أنها انتشرت في توقيت واحد في جميع المجتمعات الخليجية وبشكل غريب مريب يدل على أن الذين يقفون وراء هذه التفاهة المجتمعية كانوا متأكدين في قرارة أنفسهم أن هذه الحركة ستجد لها جمهورا من المراهقين والمراهقات وحتى البالغين للأسف لأنهم أيقنوا مرحلة التفاهة التي تتملك هذه الشريحة التي يبني عليها المجتمع آماله المستقبلية للأسف وأنها سوف تنجرف لبضاعتهم دون تفكير أو تيقن من خطأ هذه الظاهرة وهو أمر يجب أن يقف عليه المسؤولون سواء الآباء أو حتى المسؤولين الذين يقفون عند عتبة التصريح لممارسة مثل هذه الأعمال التجارية المخلة، فالاستسهال قبل عرض البضاعة والتأكد من تسويقها حتى قبل طرحها أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام على هذه الفئات التي يجب أن تمنع من تسريب مثل هذه الظواهر السيئة والتي تشوه مجتمعاتنا تشويها لا ينفع مع الترقيع أو الترميم ولا حتى التجميل والذي وإن نجح فإن كل آثار هذه الظواهر تخرج على إصدارها القديم البشع !. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

1669

| 11 مارس 2021

اُقتـل الإشـاعة وكُـن مـن المهـذبيــن !

اسمحوا لي أن أسألكم سؤالا قد يبدو لكم غريبا أو غبيا لا يهم، ولكني بت في حاجة لمن يجيب عنه بمنتهى الوضوح والشفافية وهو: هل منكم من يريد إنهاء عصر كورونا الذي يمتد لعام آخر أم منكم أيضا من أعجبته فكرة التعايش مع هذا الفيروس وحياة الكمامة والتباعد والعدوى والإصابات وفي أغلب الأحيان الوفاة بسبب عدوى هذا الوباء؟!. أخبرتكم أن منكم من سوف يرى هذا السؤال غريبا أو غبيا، وأخبرتكم أيضا بأن كل ما ستقولونه في هذا الشأن ليس مهما بالنسبة لرغبتي الملحة في الجواب، لأنني فعلا بت أميل للخيار الثاني من الجواب المحتمل لسؤالي هذا وهو أن هناك من بات يهمه أن يبقى هذا الوباء للأبد، وأن نتعايش معه وكأنه أنفلونزا يصيبني ثم يغادرني ليصيب غيري. وهكذا بل إن هذا الحالم لم يتوقف عند رغبته المريضة هذه بل تعداها إلى تحذير الناس من أخذ اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا دون أساس علمي وبدون تثقيف طبي ليدعم به دعوته تلك ويسير وراء إشاعات غير مثبتة عن خطورة هذه اللقاحات ويشيع ذلك في محيطه ويتجاوزه إلى التغريد والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يقدم دليلا واحدا على ما يقول، ولكن يسير هو وغيره وراء الشائعات التي من شأنها أن تهدم كل مجهودات الدولة القائمة على تطعيم كل فئات الشعب بحسب أعمارهم المسموحة لأخذ هذه اللقاحات المكلفة، والتي أخذت الدولة على عاتقها شراءها وتنظيم فترات قياسية من العام ليتم تطعيم جميع المواطنين والمقيمين مع الأخذ في الاعتبار الحالات المرضية والعمرية، والتي لها أولوية في التطعيم. فمن أنت يا هذا لتزيد من حذر الناس في اللقاح وتحيله إلى خوف ورعب وسرد قصص الموت الواهية والوهمية لناس ماتوا فور تلقيهم الجرعات الأولى منه دون أن يشكوا من أي عوارض مسبقة؟! من أنت لتهدم كل التطمينات التي تشيعها وزارة الصحة لدينا وينشرها أكفأ الأطباء المختصين بالأمراض الانتقالية والمعدية هنا في قطر والعالم في إيجابية التلقيح على صحة البشر وأولويته للذين يعانون من أمراض مزمنة ويزيدها الفيروس خطورة على صحة الفرد وبإذن الله سيسهم اللقاح من تخفيف كل الأعراض المحتملة؟!. فإن كنت ممتنعا عن أخذ اللقاح لأسباب أنت مقتنع بها وتراها أسبابا يعتد بها في نظرك لكنها لا تقوم على وقائع علمية وأدلة ملموسة فالأفضل أن تحتفظ بها لنفسك وألا تزعج الآخرين بها، لأن كل ما تفعله يسهم أولا في نشر الشائعات غير القائمة على أي دلائل علمية مثبتة في مجال اللقاحات المكتشفة حتى الآن للتصدي لهذا الفيروس، كما أنه يثبط كل الجهود التي تحاول الدولة من خلالها أن تشيع جو الاطمئنان على الشعب، وأنها تقوم بكل ما تيسر لها من توفير كل ما من شأنه التقليل من خطورة هذا الفيروس الذي حصد ما يزيد عن مليونين ونصف من حياة البشر على مستوى العالم ككل، ويمكن أن يتضاعف إذا استمر مثلك وغيرك في إثارة هلع البشر من أن اللقاحات غير ناجعة، لا سيما وأن اكتشافها جاء في مدة يسيرة مقارنة بعمر الفيروس الذي تجاوز العام بأشهر قليلة، وتناسيتم أن العلم قادر على أن يحل المشكلات إن وجد من يمتلكه بصورة احترافية وأن الحاجة أولا وأخيرا أم الاختراع، ولذا يجب أن نشد من أزر هذه الحكومة التي تبذل كل ما في وسعها لتوفير هذا اللقاح الذي يخرج اليوم على أكثر من شكل وفاعلية، وألا نستمر في نشر المخاوف بين الناس في أحوج الظروف لمن يجنبهم معايشتها بالصورة المؤلمة التي تأتي على شكل قصص الموت لأشخاص انتقلوا إلى رحمة الله بمجرد تلقيهم اللقاحات، ولنعلم بأن الكلمة أمانة أمام الله أولا ثم أمام أنفسنا، وألا نكون مثل الإمعة الذين يرددون ما يقوله العوام دون دراية ومعرفة، ولنسهم ولو قليلا في شكر وزارات ومؤسسات هذه الدولة لا سيما وزارة الصحة والصفوف الأمامية من كوادر الأطباء والتمريض والاختصاصيين والمختبرات الطبية على جهودهم التي لا يريدون عليها ثناء ولا شكورا، ولكن صمتنا عن ترديد ما يقوله الجهلاء هو شكر مهذب فكونوا من المهذبين!. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1359

| 10 مارس 2021

ونسينـا أننا نساء !

هذا ليس عنوان الرواية الشهيرة للمؤلف المصري الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، والذي امتاز بكتابته للروايات والقصص التي تمس واقع العائلة والمرأة المصرية على وجه الخصوص والمرأة العربية عموما، ولكن شاءت الأجندة العالمية أن تجعل من يوم الثامن من مارس من كل عام يوما عالميا للمرأة على اختلاف الجنسية والبلد والمنشأ والصفات. واسمحوا لي، بما أنني امرأة خليجية عربية مسلمة، أن أتقمص الهوية العربية لنسائها وأتغافل عن باقي الهويات التي لا تعنيني في المقام الأول، وقد مر يوم كامل عن يوم أمس والذي احتفل به العالم بيوم المرأة العالمي لأخبركم كيف كان هذا اليوم عربيا ولأبدأ معكم قصتي الحزينة الغريبة!. بالأمس كنت فلسطينية أحمل شرف القضية الأولى لكل العرب، ومعه أحمل بلدا محتلا مغتصبا منذ ما يقارب قرنا من الزمان، فقد قام الإسرائيليون باحتلال وطني ونهب خيرات أرضي واستعباد شعبي ومحاولات إذلال نسائه، لكنني أقاوم يا سادة طوال هذه المدة التي لم يتحرك فيها العرب سوى مرتين، انتصروا في واحدة وخسروا الثانية، وفي كلتيهما لم يستطع أي أحد طرد اليهود من وطني. فتمسكوا بتراب فلسطين وأحالوا التراب لإسمنت وطابوق، فأقاموا المستوطنات، وكبروا حتى باتت لهم دولة اعترف اليوم الكثير من العرب بها، بينما أنا لا أزال مع من يبحث معي عن وطن وحدود وعاصمة وأرض وهوية ومن يعترف بي من أشقائي العرب الذين جعلوا من حل قضيتي إقامة دولتين، أنال أنا الفتات وتحظى إسرائيل بالدولة و.. القدس عاصمة !. ويوم أمس تحديدا كنت مواطنة يمنية بسيطة أقتات من أرض غنية بالثروات والخيرات وزرع ممتد بالخضرة والقهوة اليمنية الأصيلة والفاكهة الطازجة والهواء العليل، حتى هبت على بلادي رياح يقال لها رياح التغيير أو هكذا أسموها من أرادوا أن يركبوا موجة الربيع العربي، ويغيروا واقعا حلموا أن يتحول للأفضل، حتى وصل بي الحال لأن أتسول قوت يومي ولا أجده لأبنائي، ومن ثار يوما وأحال وطني إلى فوضى إما متمتع بأجواء أوروبا أو في المنفى يتحدث عن نضال الشعب اليمني، وربما احتفل مثل غيره بيوم المرأة العالمي، وهو يسرد قصص نضال المرأة اليمنية بينما زوجته مستلقية على فراشها الوثير، وأنا في الأزقة المظلمة أخشى غارة ما أو رصاصة قناص من أن تجعلني في لحظة جثة يتعب أولادها وهم ينتظرون عودتي التي قد لا تكون!. وفي الثامن من مارس الذي كان البارحة كنت امرأة من سيدات ليبيا الواعدات أعيش كما أراد لي الله أن أعيش أعمل معلمة وطبيبة ومهندسة وجليسة أطفال ومربية وأخصائية اجتماعية، وكثيرا من الأعمال التي تليق بي، حتى عصفت بي رياح كالتي عصفت بأختي اليمنية تماما فآخت بيني وبينها وتشابهت ظروفنا بفارق واحد، وهو أنني ما زلت أعيش في العاصمة كعكس باقي الليبيات اللاتي يعانين من ظروف حالكة في باقي المدن والمحافظات وهذه العاصمة لا تزال منيعة أمام المتمردين. أنا بالأمس كنت إحدى النساء العراقيات الأصيلات الجميلات اللاتي لم يعشن حتى الآن يوما هانئا واحدا! سوف تسألون لماذا وكيف وهل يعقل أنني لم أحظ بيوم سعيد في حياتي؟!. نعم فأنا كنت رهينة حرب امتدت لثماني سنوات مع إيران، فقدت فيها أبي وأخي وولدي وابن خالي وابن عمي ومعه أبناء خالاتي وعماتي، ثم دخلت مغامرة لم تحمد عقباها في غزو غاشم لجارتنا الكويت الجميلة، حتى نالت حريتها ثم دخلت بلادي تحت احتلال أمريكي وبريطاني وغربي. سموها ما شئتم لكنني حينها فقدت بلادي الحرة التي سميت بلد المليون يتيم من الأطفال الذين فقدوا آباءهم تحت ظروف متعددة ومغايرة، واستمر وطني يكابد بحكوماته المتغيرة وتفجيراته المفاجئة وإرهابه الذي يأبى أن يفارق أسواقه وشوارعه حتى اليوم الذي اكتشفت أن لنا يوما يحتفل العالم بنا واستحييت ألا أسرد قصتي في حضرة جنابه وابتسامة صغيرة تعلو وجهي المتصنع!. هذا هو يوم المرأة العربي الذي غفل عنا وأراد أن يحتفل بالناجحات المبتهجات فيه، أما نحن فيكفي أن نتصنع البهجة والنجاح يوم غيرنا يرى كل هذا صنعة وفنا!. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1623

| 09 مارس 2021

قطـر اســم من ذهـب

لأن قطر تتعاظم فيها الإنسانية والرحمة، لم يكن غريباً عليها أن تمد أيادي هذه الرحمة إلى اليمن، ذلك البلد الذي يواجه أعظم المصائب ويذهب ضحيته أبرياء من المدنيين الذين لا ناقة لهم مع هذا ولا جمل، وبين مرض وجوع ومآس إنسانية لا تعد ولا تحصى ولكن تأبى كعبة المضيوم إلا أن تمد أيادي الخير إلى هذه البلاد وقد بلغت ما قدمته لها منذ عام 2006 ما يزيد على مليار وسبعة ملايين دولار أمريكي لتضيف على ما قدمته من سخاء مالي ومادي سبعين مليون دولار لمؤتمر المانحين الذي عقدته الأمم المتحدة وخصص ريعه لليمن لتفادي أكبر كارثة إنسانية في اليمن، كانت الأمم المتحدة قد حذرت منها منذ زمن نظرا لما تراه في انتشار الأمراض مثل الكوليرا وعدوى فيروس كورونا والجوع الذي يكاد يفتك بالأطفال قبل الكبار وقلة حيلة الأطباء في إنقاذ كل هؤلاء، لا سيما في العاصمة صنعاء التي تعيش في أزمة وتمنع قوافل الغذاء والدواء من الوصول إلى المطار الرئيسي فيها الممنوع حتى الآن من عمليات الإقلاع والهبوط لكافة أشكال الطيران المدني من مختلف الدول العربية والعالم في حين تتمكن الطائرات الخاصة بالأمم المتحدة والتي تضم مساعدات عينية ومبعوثين لها في محاولات متكررة للتخفيف من معاناة هذا الشعب الذي زادته الأوضاع معاناة أكبر من تمرير هذه المساعدات التي تأخذ شكلاً وعدداً مضاعفاً عن طريق البحر والوصول إلى ميناء الحديدة حين يمكنها أخذ الأذونات المطلوبة للوصول إلى مشارف الميناء وإنزال الحمولة كاملة في محاولة متكررة لدفع ما يخافون منه أن يحدث في بلد مثل اليمن تحديداً والذي يمكن جداً أن يكون مأوى للخلايا النائمة والنشطة للإرهابيين مثل داعش والقاعدة التي عادة ما تصطاد البلاد العربية التي تكثر فيها الحروب وعدم الاستقرار وتستوطنها لنشر إرهابها الدموي بين الآمنين وترويعهم في كل لحظة. ولذا فإن مساهمات قطر وغيرها من الدول أمر ضروري لمنع كل هذا، خصوصاً وأن اليمن تمثل البوابة الجنوبية للجزيرة العربية ولا يبدو الأمر مطمئناً بالصورة التي نأملها على دولنا الخليجية إن ظل اليمن على هذا الحال المأساوي، وكنا قادرين على إنقاذه بضرورة التوجه لطاولة الحوار والدخول من باب المحادثات للوصول كما نأمل خليجيا ويحلم به اليمنيون إلى حلول سياسية مرضية لجميع الأطراف، وعليه فإن الإسهامات التي أعلن عنها مؤتمر المانحين الأممي المخصص لليمن قد تكون منقذاً لأزمة هذا البلد، ولكن تظل آلية توزيع كل هذه المنح ما يجب أن نفكر بها، فاليمن ورغم كل حملات التبرع المليونية التي تخصص له من الحين للآخر لم نره يخرج شبراً واحداً عن خط الفقر والجوع والمرض بل على العكس تضاعفت آلامه ومات منه من مات بسبب الفقر المدقع والجوع اللاذع، ناهيكم عن الغارات والمقذوفات التي باتت مثل الألعاب النارية التي تضيء سماء اليمن مع فارق واحد وهي أنها تجعل اليمنيين يهربون منها إجباراً لا اختياراً للنجاة بحياتهم. نعم تسهم قطر وإسهامات الدوحة مشكورة وليس بغريب على قيادة قطر الرحيمة، لأن الرحمة صفة تضرب بجذورها عميقاً في أرض قطر وحكام قطر وهذه الرحمة لا تعترف بالجنس واللون والديانة، لأنها تؤمن بكلمة إنسان يجتمع الفقراء والأغنياء والأصحاء والمرضى عليها، ومساهمات قطر تتغذى من هذه المفاهيم التي لا تحتاج توضيحاً وتفصيلاً من أحد، ولكنها كلمة حق استقرت عند طرف قلمي وأبت إلا أن تكتب بحروف من الذهب اسم قطر. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1667

| 03 مارس 2021

عـاد عيـدك يـا الكـويـت

اليوم بالنسبة لنا هو يوم مميز ولكم أن تسألوا لماذا وكيف؟! واليوم لدينا نحن في قطر احتفالات، ولكم أن تسألوا أيضا لماذا وكيف؟! فاليوم يا سادة وغدا أعياد الكويت الوطنية التي تحتفل دولة الكويت الشقيقة كل عام بها، ولكن هذه المرة تأتي احتفالاتها في زمن كورونا البائس الذي وإن أسكت هذه الاحتفالات في الشوارع فإن صخب النفوس بها لن يهدأ، فمبارك لدولة الكويت بلد الإنسانية والعطاء بهذين العيدين اللذين يمتدان على مدار يومين متتاليين 25 و26 فبراير من كل سنة. ولتهنأ هذه الدولة التي نعدها شقيقة والتي تولت زمام المبادرة لحل الأزمة الخليجية التي طرأت بين قطر ودول خليجية في منتصف عام 2017 وقامت الكويت بتقديم مبادراتها واقتراحاتها. وكان سمو الأمير الكويت الراحل صباح الأحمد رحمه الله رسول الخير الذي كان يرتحل ويقود زمام الأمور بين بلد وآخر فقط ليعلن الصلح الذي كان يتمناه رحمه الله، ورغم أن سموه فارق دنيانا مخلفا وراءه سحبا من الحزن على رحيله المؤلم، لكن أبى خليفته الشيخ نواف الأحمد إلا أن يكمل مسيرة الراحل فيما يخص هذه الأزمة التي كانت تقض مضجعه، وبالفعل جاءت البشائر محملة بالخير، واكتملت تمائم هذه المصالحة في قمة العلا السعودية بين قطر والدول الخليجية الثلاث بالإضافة إلى مصر، ويكون الإعلان السريع عن طريق حمامة السلام الكويتية التي أخذت على عاتقها أن تنتهي هذه الأزمة عاجلا أم آجلا. وكان الشيخ صباح الأحمد غفر الله له فارس هذا الصلح حتى مراحله الأخيرة، قبل أن يتوفاه الله عز وجل ويختاره إلى جانبه، قبل ان تكتمل فرحته التي كان يرجوها، ولكن هذه الكويت التي ما تقلدها شخص إلا وتبوأت الصدارة، فكانت لقطر خير دولة خليجية وعربية مسلمة، لم تترك الدوحة في هذه الأزمة بل وقفت بجانبها وفتحت أسواقها لنا فكانت خير معين وخير جار وأخ وصديق لدولتنا، ولذا فإن اليوم هو عيد لنا في قطر وما تفرح له الكويت يفرحنا وما تحزن له يحزننا، وصدقا صدقا هذه الأزمة زادتنا قربا وإن كنا مع الكويت إخوة منذ الأزل. محور صباح الأحمد وهو مشروع اكتمل في العاصمة القطرية الدوحة تزامنا مع أعياد الكويت الوطنية ممتد، ويصل أنحاء الدولة ببعضها البعض؛ تكريما لاسم الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله، وعلى إثره حضر معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بدولة الكويت الشقيقة في زيارة رسمية للبلاد، تلبية لدعوة من معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري لحضور حفل افتتاح محور صباح الأحمد، والذي كان مساء أمس الأربعاء في مشهد يعبر عن مدى التقدير الذي تكنه دولة قطر لدولة الكويت العزيزة التي تعيش أفراحا وطنية اليوم وغدا، وتقديرا لدور سموه رحمه الله في هذه الأزمة التي ندعو الله ألا تعود بآثارها وعواقبها وتوابعها على منطقة الخليج بشكل عام، وأن نظل لحمة خليجية تزيد قوة ولا تتراخى بإذن الله، فرحم الله أمير الإنسانية صباح الأحمد وأسكنه فسيح جناته، وأنعم على دولة الكويت الغالية بالأمن والاستقرار والرخاء والطمأنينة، وجعل من أفراحها عادة لا تتغير ولا تتبدل بحول الله. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2182

| 25 فبراير 2021

زهــرة تشـريـن الملطخة !

لم يكن مستغربا لي أن أرى أطفالا سوريين قد ارتدوا ملابس أنيقة تحمل ألوان العلم السوري التابع لنظام بشار وألوان العلم الروسي الممتزجة بالأبيض والأحمر والأزرق الداكن أن يغنوا أناشيد وأغاني وطنية فهذا ما لا يزال بعض السوريين المحبين لنظامهم القمعي يربون عليه أطفالهم، وتقوم عليه مدارس العاصمة دمشق الخاضعة تماما لحكم بشار منذ أن قامت ثورة تحولت إلى حرب عصابات ودول في باقي المدن والمحافظات السورية الشاسعة الممتدة، لكني لم أمنع نفسي من التعجب وأنا أشاهد نفس المجموعة من الأطفال تتوسطهم طفلة سورية تغني ( الروسية ) بطلاقة معبرة عن امتنان السوريين العظيم لجمهورية روسيا على وقوفها بجانب نظام بشار الحاكم الذي ما كان له أن يظل واقفا وصامدا وصاملا وباقيا لولا وقوف دول بمدرعاتها وقوتها العسكرية وراءه، وأهم هذه الدول روسيا التي اختارت منذ البداية أن يظل نظام بشار الأسد باقيا وألا تسقط دمشق بيد الشعب كما بدأت عليه الثورة السورية قبل أكثر من سبع سنوات بدأها السوريون بعبارة الشعب يريد إسقاط النظام، وظلت على هذه الهتافات أول ستة شهور منها حتى تحول الأمر شيئا فشيئا إلى فوضى ثم حرب شوارع وعصابات حتى انتهى إلى حرب دول داخل الدولة الواحدة وتغلغل الفرق الإرهابية إلى زوايا سوريا المظلمة حتى بنت لها دولة داخل دولة، وفقد الشعب هدفه من الثورة ولم ثار وخرج من بيوته للشوارع ليعود لها سريعا خشية أن تقتنصه رصاصة قناص لا يعرف الشفقة أو تخطفه يد الموت الذي لا يمكن أن يكون موتا رحيما بأي شكل من الأشكال وفوق كل هذا حتى البيوت التي أراد السوريون أن تكون لهم ملجأ لم يعودوا يمتلكونها، فمن حافظ على ولائه لبيت وعائلة الأسد ظل محتفظا بجدران بيته ولكن من هتف يوما ضده فلا بيت له ولا هواء ليستنشقه فهو إما معتقل في مكان معروف أو مختطف في جهة مجهولة أو مقتول بعد تعنيف وتعذيب أو ملاحق ومشرد وحتى الذين لم يكن لهم ناقة في هذا ولا جمل من خارج العاصمة دمشق فهم يلاقون نفس المصير المرعب لكن مع فرضية خيار التهجير واللجوء إما على حدود دول مجاورة يفقدون معه دفء المنزل ولمة العائلة والشعور بالأمان الذي بات أكثر ما يحتاجه السوريون المشردون في بقاع الأرض أو السفر للمجهول لطلب اللجوء الذي يكون عادة في دول أجنبية تلزم منظماتها الإنسانية على التعامل مع اللاجئين بصورة لا تعيب شكل الدولة أو تمس حقوق الإنسان فيها. ولذا فإن الحفل الذي أقيم بالأمس في قاعدة حميميم الروسية المتمركزة في سوريا بمناسبة الاحتفال بعيد حماة الوطن الذي يحتفل به الروس بتاريخ 23 فبراير من كل عام ويعود تاريخه إلى سنة 1922 ميلادية في تكريم للمحاربين القدامى للدولة الروسية والذين قضوا في معارك وطنهم وأقيم في سوريا يبدو طبيعيا، لأن بشار لا يبدو متشجعا لانسحاب الروس من بلاده أو إغضابهم فيلجأون لمثل هذه الخطوة التي تهدد بقاءه وعليه فإن مهادنتهم بالصورة المعروفة والظاهرة وغير المعروفة يبدو كسبا مشروعا لبشار الذي لم يهمه عدد الذين قتلتهم غارات جيشه وجيوش من يقف خلفه أو عدد الملايين من المهجرين والضائعين واللاجئين من شعبه الذين شتتتهم الحروب وفرقتهم أصوات الأسلحة والرصاص ومات لهم الآلاف واعتُقل الآلاف أيضا وبقي نهمه منصبا على الكرسي من أن يناله غضب الشعب الذي بدأ ثورة وانتهى حربا وفوضى في بلد يقال عنه زهرة تشرين وقلب الشام العبق، فإذا كل هذا ينقلب دما ودمارا وخرابا ولا يجد بعض العرب مواساة لبشار وكأنه الضحية في كل هذا سوى أن يعيدوا فتح سفاراتهم في دمشق، وأن يطالبوا بمقعد بشار وليس سوريا في الجامعة العربية وكأن كل من قُتل وهاجر وهرب واختُطف وعُذّب واعتُقل على يد عصابة نظام الأسد لا شفاعة له عند من يدعي الديمقراطية وهو أصغر من أن يتهجئها جيدا في خطاباته. ولكن دعوني أرفع رأسي عاليا وأنا أرى ثبات قطر في موقفها ودعمها للشعب السوري في أن هذا النظام ما هو إلا حاصد أرواح هذا الشعب، وعودته للحضن العربي مرهون بتوقفه عن القتل مع دفع كل الدية السابقة وما عدا هذا فالجميع يكاد يكون متواطئا وإن لم يحمل سلاحا أو يسفك دما !. @ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

1649

| 24 فبراير 2021

حرص واجـب واستهتــار مكــروه!

أعجب من الذين (يتمنون)، وركزوا جيدا على كلمة يتمنون، أن نعود شهورا للوراء، حينما كانت البلاد مغلقة بصورة شبه كاملة بدءا من المطار وحتى المحلات الأقل دخلا ونشاطا، لمجرد أنهم يريدون العودة إلى العمل عن بعد وحياة الكسل والخمول التي كانوا يعيشونها في الأشهر الماضية، حينما كنا لا نزال نحارب لاجتياز ذروة انتشار فيروس كورونا في الموجة الأولى التي بدأت منذ أكثر من عام، واستقبل العالم منذ أكثر من شهر الموجة الثانية منه والتي تبدو هذه المرة أكثر شراسة بعد ظهور سلالات متحورة ومتحولة من الفيروس لا تنفع معها بعض الأدوية للأسف، ولكن هؤلاء (المرضى نفسيا) ممن يفكرون هذا التفكير الذي لا يضرهم عقليا فحسب، وإنما أن يُحصر تفكيرهم في أن انتشار الوباء مرة أخرى يمكن أن يعيدهم إلى معنى الرخاء الكاذب الذي تصوروا أنهم يعيشونه، أو حالة البطالة التي عاشوها في العمل عن بُعد رغم أن الشخص المسؤول كان يجب أن يعي أن الظروف التي تمر على البلاد منذ انتشار الجائحة هي ظروف تلزم كل فرد بالعمل ضعف ما كان يفعله قبلها، لأن هذه الشدة تظهر معادن الرجال في القيام بواجباتهم وأكثر، لخدمة الوطن الذي يحتاج للتكاتف والتعاضد لنهضته وليس لمن يبحث عن البطالة المقنعة، ويتمنى لو يعود الإغلاق ليهنأ بنومته صباحا ثم ماذا تتمنى يا هذا؟!. هل تتمنى لو عاد الإغلاق وعادت القيود رغم تأكدك من أن هذه الأمور لو عادت، وندعو الله ألا تعود، سيكون على حساب صحة المئات ممن سوف تصيبهم عدوى الفيروس وربما وفاة بعضهم! وأن هذه الإغلاقات لو عادت سوف تكون مكلفة على الدولة التي تدفع وقتا وجهدا وأموالا باهظة من أجل القضاء على أشكال الفيروس من أن تتسلل إلى والديك وإخوتك وأبنائك وإليك شخصيا!. ثم ما هذه الأنانية في هذه الأمنيات الشاذة؟ وأنت تعلم أن هذه القيود التي فُرضت سابقا كبدت الكثير من المحال التجارية الكبرى والصغرى خسارة كبيرة، وفقد كثيرون أيضا أعمالهم، فهل تريد اليوم أن تعود كل هذه المشاهد التي لم تشعر بها شخصيا لمجرد أن تعيش حالة من الرخاء الوظيفي الذي لم يكن يجب أن تشعر به اساسا، في وقت كان يجب أن يتغذى شعور المسؤولية فيك نحو هذا الوطن الذي يحاول من خلال حكومته الرشيدة ومؤسساته المهنية لا سيما الصحة والتجارة والتعليم، أن يقف الفيروس عند عتبة كل بيت ولا يدخله؟!. أنا آسفة أنني أتحدث اليوم عن هذه الفئة غير المسؤولة التي تنظر للجائحة التي تطرق موجتها الثانية بابنا بشدة، على أنها يمكن أن تخدم منافع شخصية لها، بغض النظر عن الأضرار على البلاد والعباد في الصحة أولا وعلى المال والجهد، ووقف عمليات التنمية التي نرجو الله ألا تتأثر رغم تأثرها فعليا مثل كل العالم بسبب هذا الفيروس الذي لم يكن له شبيه من الفيروسات التي انتشرت عالميا في الفترات الكثيرة الماضية، ولكن لله حكمة مما كتبه الله لنا والحمدلله على كل حال وعلى كل بلاء وداء، ولكن إلى متى سيظل الاستهتار لدى الكثيرين بطل المشاهد التي نراها على شكل أخبار متفرقة بتحويلهم إلى النيابة والقضاء، بسبب عدم ارتدائهم الكمام أو عدم الحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية ؟!. إلى متى سيبقى التهاون سيد المواقف غير المسؤولة لأشخاص لا يضرون أنفسهم فحسب، وإنما إلى جانب الضرر الصحي الذي يمكن أن يودي للوفاة لأحد أقربائهم فإنهم يكلفون الدولة ما يمكن أن تقدمه للمستحقين لمساعدتها فهل هذا نحن مع الوطن أم ضده؟!. وعليه لا يجب أن نكون من هذه الفئة الشاذة التي ترى من ضرر الآخرين منافع لها، ولننظر إلى جهود الدولة بتقدير أكبر نترجمه بحسن الاستماع لتحذيراتها وتنفيذها بالصورة التي تضمن لنا اختصار الزمن لنخطو خطوة لمستقبل آمن يحتاج للصبر والتعاون في الفترة الحالية مع مؤسسات هذا المجتمع، وليبقى هؤلاء في تخيلاتهم المريضة التي لن تعود عليهم، بلا شك، إلا بالخسارة التي عليهم أن يحسبوها جيدا آنذاك، فالوقوف مع الوطن ليس فرض كفاية يقوم به البعض ويسقط عن الآخرين!. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1807

| 22 فبراير 2021

غضب واشنطـن وحلم طهـران

في الوقت الذي تفاءلت إيران بعهد بايدن، وأنه يمكن أن يكون أفضل من عهد سابقه دونالد ترامب، الذي يعيش فراغاً اجتماعياً وسياسياً حالياً بعد انقضاء مدة ولايته كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لا يبدو أنه متساهل أو سوف يتساهل مع طهران ضمن تعامل واشنطن مع البرنامج النووي الذي تقوم به إيران بإشراف أممي ورعاية أوروبية في إطار الاتفاق النووي الذي أعلن ترامب انسحاب بلاده منه وفرض بعدها عقوبات أمريكية قاسية على طهران لم يرخ بايدن عقدة منها حتى الآن، رغم إعلانه أن حسن النوايا الإيرانية يمكن أن يسهم في حلحلة هذه العقد الذي يتضرر منها الإيرانيون رغم تأكيدهم أن كل أمورهم تسير على ما يرام حتى مع هذه العقوبات التي تزيدها جائحة كورونا العالمية أضعافاً على الإيرانيين بالذات. فأمريكا دعت إيران لطمأنة العالم حول سلمية برنامجها النووي، في الوقت الذي توقفت فيه آمال طهران من أن يتغير شيء عما كان عليه في عهد ترامب ورغبة أوروبا نفسها في أن يحرز الملف الإيراني الأمريكي أي تقدم مستقبلاً، لا سيما أن ترامب كان يبدو معادياً جداً لإيران دون أن يقدم سبباً واضحاً لهذا العداء، وإن كانت كل المؤشرات تبرز اسم إسرائيل كعدو أول لطهران وحليف قريب جداً من واشنطن. ومع هذا فإن الإيرانيين بدوا أكثر مرونة في التعبير عن آمالهم في أن يختلف بايدن عن سابقه، لكن جواد ظريف وزير خارجية إيران لم يبد متفائلاً بتلك الدرجة، حينما عبر في تغريدة أعقبت تنصيب بايدن يوم 20 يناير الماضي عن أمله في أن يكون القادم أفضل وأن العالم بأسره قد تخلص من رئيس لم يكن على قدر اتخاذ القرارات المصيرية بالصورة التي يتطلب اتخاذها وإن كانت المؤشرات تبدو غير مشجعة حتى الآن للحكم على الأمور بصورة أدق، ولذا فإن بعض القرارات التي اتخذها بايدن لا سيما في عودة عضوية بلاده لاتفاقية باريس للمناخ وفتح بلاده للمهاجرين وطالبي جنسيتها ووقف الجدار الذي يفصلها عن جارتها المكسيك ومحاولة دمج كل الثقافات المتنوعة التي تعيش في أمريكا ومحاولة تقريب الفئات المسلمة له من خلال السماح لهم بطلب التأشيرات للسفر إلى أمريكا والموافقة عليها بحسب الأنظمة المتبعة إلا أن التحذير الذي دعا له بايدن بالأمس مما أسماه خطر إيران يبدو العقبة التي ستقف أمام أي تقدم في الاتفاق الإيراني الأمريكي فيما يخص المشاكل القائمة حول برنامج طهران النووي الذي تصر الأولى على التقدم به وفق معايير تقول وكالة الطاقة الذرية الأممية إن طهران لا تلتزم بها بينما تحاول أوروبا لا سيما ألمانيا وفرنسا تهدئة الأمور، وحث إيران على التعاون مع ممثلي الوكالة قدر الإمكان لإقناع واشنطن أن الأمور تسير على ما يرام وحثها على العودة للاتفاقية التي تتخللها بعض الاختلافات في اقتناع طهران بأنها في حاجة لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي كجزء من سعيها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، في حين ترى مجموعة (5+1) وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا أن تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي يتخطى الاحتياجات العملية لإيران وهو كاف لإنتاج كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع سلاح نووي محظور دولياً. وهذه النقاط الشائكة تقف عقبة في أن يتحقق اتفاق شامل بين إيران وهذه المجموعة تحت مباركة أممية تخضع هي الأخرى لضغط أمريكي واسع النطاق لرفض كل مساعي طهران لإنتاج يورانيوم مخصب يُمكّنها يوماً من إنتاج سلاح نووي يهدد المنطقة والكيان الإسرائيلي المتمركز في قلب المنطقة العربية تحديداً، ولذا لا يبدو أن الرضا الأمريكي ممكناً أو حتى التقارب بين الطرفين، وإن بدا بايدن أكثر مرونة من ترامب إلا أن المتوارث في أفكار الأمريكيين من جهة إيران تبدو منيعة أمام أي تزحزح ملحوظ فيها وإن أراد بايدن تسجيل نقطة إيجابية في هذا الملف فسيكون بوضع شروط صعبة جداً على طهران إما أن تنفذها لتشعر ببعض الرضا الأمريكي الذي سينتج عنه تخفيف من بعض العقوبات القاسية المفروضة عليها أو تبقى تصارع رغباتها الداخلية التي تحاول تحقيقها في أكثر من خمس مفاعلات نووية أهمها مفاعل أبو شهر لا سيما بعد إعلانها رفع درجة التخصيب لديها إلى 20% رغم تحديد المجموعة لها بنسبة 3.67% فقط، والأيام القليلة القادمة سوف تقدم المزيد مما لا نرغب بالسيئ فيه على الأقل في رؤية غضب أمريكي أكبر يجعل إيران في مرمى نارها وفي المقابل لن تبدو طهران بذلك الحلم والصبر الذي نرجوه. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1513

| 21 فبراير 2021

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6621

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6492

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2676

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

1983

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1698

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1506

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...

1062

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1014

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

1011

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1008

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

942

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...

852

| 26 أكتوبر 2025

أخبار محلية