رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اللبـن المسكوب لا يصلـح للشرب!

لربما كتب غيري في الموضوع الذي سوف تكشف عنه سطوري القادمة مرارا، ومن المؤكد أيضا أن الكثيرين قد نبهوا في موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر) عنه تكرارا، ولكن أرى نفسي، كما يرى كثيرون غيري أنفسهم ملزمين بالكتابة عن هذا الموضوع، الذي ورغم الميزات التي يحملها إلا أن مساوئه تبدو أكبر، إذا لم يخضع لرقابة الكبار فيه ألا وهو برامج التواصل على اختلافها وأنواعها، ومدى الميزات التي تصل الناس ببعضهم البعض فقد لاحظت منذ فترة وتحديدا منذ انطلاق المنصة الاجتماعية (كلوب هاوس) وما تحمله من خاصية إنشاء (غرف للدردشة الصوتية) ودخول أعضاء وغير أعضاء في هذه الغرف للمشاركة في موضوع الدردشة الذي يختلف باختلاف (جدية) صاحب الغرفة، فقد ينشئها شخص مثقف واع يمكن أن يخصص موضوعات جادة للنقاش وتبادل الأفكار حول الموضوع الذي قد يكون عن قضية أو ظاهرة بأسلوب متسم بالأدب وعدم الخروج لا عن الآداب المجتمعية أو قيم الدين التي نحافظ عليها، مهما تفاوتت درجات الذنوب الدنيوية لنا، وفي المقابل قد ينشئ مثل هذه الغرف ثعالب أقل ما يقال عنها أن خسيسة الفكر والمضمون يصطادون فيها المراهقين وصغار السن والعقل ليجذبوهم إلى الدخول في هذا (الروم)، واستمالة فكره وإغرائه بما تخضع له نفسه الضعيفة فيكونون لهم جمهورا من التابعين من هؤلاء المراهقين أو الصغار، فيغيرون فكرا ويقلبون نفسا لربما كانت حتى الأمس نفسا طيبة وفكرا نظيفا. ولذا فإننا هنا ننبه بأن هذه البرامج وغيرها التي باتت تجتذب مثل هؤلاء فتخضعهم لأهواء رخيصة لتغير الأخلاق والمبادئ والتربية التي لم تعمر أمام سقوطهم في هذا الوحل باتت مثل السرطان الذي ينهش الأجساد المتعافية ولا يرضى أن يتركها إلا وقد سلب تلك العافية وأسقط تاج الصحة الذي لطالما كان يتغنى بها صاحبها حمدا لله وفضلا وفي لحظة غفلة وضعف ونسيان يهوي إلى القاع دون إدراك منه ولا يملك وقتا للعودة. أنا هنا أحذر كل أب وأم لمراقبة أطفالهم والتقرب من المراهقين من أبنائهم، ليمنعوا أي ثغرة ضعف يمكن لهذا المراهق أن يدلف منها إلى من يوهمه أنه من يمكن أن يفهمه ويحتويه، وأن يراقبوا ما يراه أطفالهم في (آيباداتهم وهواتفهم الخلوية) ويشاركوهم اللعب والقراءة في محاولة لإشغال وقتهم وعدم وجود فراغ يمكن أن يستغله ضعاف النفوس هؤلاء فيتسللوا مثل اللصوص إلى حياة أطفالكم فيسلبوا منهم أجمل ما فيهم وأرقى ما نشؤوا عليه وتربوا، ولعل الجميع قرأ وشاهد الأخبار المتداولة في بعض الدول الخليجية المجاورة عن القبض على أشخاص أنشؤوا غرفة للدردشة الصوتية بقصد نشوء علاقات محرمة بين شباب وفتيات بدعوى جمع رأسين بالحلال، وانتهى الأمر إلى كلمات فاحشة وتعابير خادشة للحياء واستمالة رخيصة لعقول البنات، وبعد القبض عليهم تبين أنهم مجموعة من المراهقين أصغرهم فتاة تبلغ من العمر 15 سنة وأكبرهم والذي هو (صاحب الروم) شاب يبلغ الـ 22 سنة، وحين تم سؤاله عن سبب كل هذا أجاب: الفراغ!. فهل يمكن أن تتخيلوا فعلا ماذا يمكن أن يفعل الفراغ في حياة أبنائكم إن انشغلتم عنهم إما في عمل أو علاقات اجتماعية أو غيرها من الأمور التي باتت تقيم جسورا لا مد لها بين الآباء والأبناء في عصرنا الحالي؟! بالطبع سوف يتجه هذا الابن أو تلك الابنة لمن يظنان أنه يمكن أن يسد فراغ الأم أو الأب في حياتهما، وقد يتماشيان مع أصدقاء سوء يمكنهم أن يجروا كل واحد منهما إلى هاوية لا يعلم عمقها وخطورتها إلا الله، وقد يختاران الطريق الأسهل وهو ما بات شائعا ولا يكلف أي مجهود وهو تصفح مثل هذه المواقع، والوقوع فرائس في حبال من لا يخاف الله ولا يتقي عباده فيه بينما الآباء غارقون في حياتهم البعيدة كل البعد عن أبنائهم، وهو أمر لا يشفع لهم عند حصول كارثة كالتي يشعر بها أهالي أولئك الذين تحدثت عنهم، وهم في قبضة الأمن اليوم فالحذر ثم الحذر والبكاء على اللبن المسكوب لا يعيد قطرة منه تكون صالحة للشرب!. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2139

| 08 أبريل 2021

الصـوم بأمان يعنـي العيـد باطمئنـان

بعد أيام قليلة بإذن الله يهل الشهر الفضيل والذي فيه ليلة خير من ألف شهر، لكنه يأتي في ظروف مغايرة أو لأقل مشابهة إلى حد ما من شهر رمضان الفائت، نظرا لما نعانيه من جنوح كبير لجائحة فيروس كورونا بسلالاته الجديدة والخطيرة أيضا في حين يزداد عدد المتوفين لدينا بحيث شهدنا في يومين فقط وفاة سبعة أشخاص مرة واحدة مما مثل لنا صدمة لم نتعداها باعتبار أننا بتنا في صدمات متواصلة بعدما أصبحنا نشهد وفيات يوميا من هذه الجائحة التي استهان ويستهين بها كثيرون ولا يزالون للأسف يؤمنون بنظرية المؤامرة وينشرونها في أوساطهم في تجاهل تام ومستفز لأعداد الذين توفوا جراء هذا الفيروس في العالم بأسره والذين تجاوزوا حاجز المليونين ونصف المليون شخص، وفي هذا الشهر لا يود أحد منا أن يفقد عزيزا، إما بسبب هذا التهاون غير المقبول أو حتى بسبب جهل هذه الفئة التي باتت في تزايد ملحوظ، ولذا فإن أفضل ما يمكننا عمله إلى جانب نية الصيام والقيام والعبادة والالتزام هو نية الوقاية بقدر المستطاع من الوقوع في شباك هذه الجائحة الفيروسية والالتزام التام بكل إرشادات وزارة الصحة ووزارة الداخلية والحرص في التقيد بالتباعد الاجتماعي الذي قد يكون ساقطا من حسابات الكثيرين الذين يلتزمون بلبس الكمامة لكنهم لا يولون اهتماما للمسافة الآمنة في الأسواق والجمعيات، إما بتجاهل متعمد أو بجهل غير متعمد وفي كلتا الحالتين فهم معرضون لخطر الإصابة والدخول في متاهات التعافي التي قد تكون متيسرة وتصل بهم لباب الخروج أو معقدة قد لا تصل بهم أبدا لهذا الباب أو أن يصله بعضهم بشق الأنفس وفي جميع الحالات هناك معاناة تتفاوت شدتها بين شخص وآخر ويشعر الجميع بأن نعمة الصحة تتلاشى أمام معاناة المرض والتعب والإرهاق والإحساس الفعلي بأن الروح قد تغادر الأجساد في لحظة ويبقى صاحبه مجرد رقم يوضع في الإحصائية اليومية لمستجدات فيروس كورونا وعليه لا يجب أن نصل إلى هذا الشعور المؤلم إن كان السبب الرئيسي في كل هذا هو استهتارنا بأن كوفيد - 19 حقيقة ووباء دخل عامه الثاني ولا يبدو أنه على عجلة من أمره ليفارقنا هذا العام، ويجب علينا جميعا ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك أن نحرص على التباعد الاجتماعي والعائلي لنضمن التقارب الأُسري شهر رمضان القادم بحول الله لا فاقدين ولا محرومين كما ندعو بذلك دائما في طليعة كل رمضان من كل عام. لا أخفيكم فأنا شخصيا قد عدت للحظة الصفر منذ تفشي هذا الوباء في مجتمعنا في ملاحقة الإحصائية اليومية الرسمية التي ينشرها موقع وزارة الصحة العامة في حسابها الموثق في تويتر وكأن الأيام تعود بي للعام الماضي حينما بدأ فيروس كورونا ينتشر بصورة مذهلة والموجة الأولى تصيب الكثيرين وأتابع بشغف أعداد المصابين وأدعو لهم بالشفاء العاجل بينما أترحم على الذين توفوا جراءه متمنية لأُسرهم صبرا وسلواناً على ألم الرحيل المفاجئ حتى بدأت مع انحسار الموجة الأولى أتغافل عن متابعة هذه الإحصائية دون أن أتهاون لحظة واحدة عن التقيد بما كانت ولا تزال وزارة الصحة تدعو له المواطنين والمقيمين والزائرين لها التقيد به تماما حتى جنحت بنا الموجة الثانية وهي الأصعب والأكثر قسوة من الجائحة، فعادت لتحصد أرواحا أكثر وتصيب أعدادا أكبر نظرا للسلالات الجديدة التي غافلتنا على حين غرة فأثقلت كاهلنا الصحي بشكل غير مسبوق حتى بتنا نخشى من تأثر هذه المنظومة، نظرا لما باتت عليه غرف العناية المركزة من احتواء أعداد كثيرة من الحالات المرضية الحرجة التي تحتاج لأيام تزيد على الاسبوعين مقارنة بما كانت تحتاجه سابقا والذي كان لا يتجاوز خمسة أو ستة أيام لمغادرة المستشفى ككل، ولذا دعونا نصوم بطمأنينة لنعيش عيدا بطمأنينة أكبر وليكن شكرنا لكل جهود الدولة بالتزامنا.. هذه أمنية قابلة للتحقيق إن كانت تراود الجميع كما تراودني !. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1220

| 06 أبريل 2021

حفــظ اللـه بــلاد النشـامـى

لأننا بتنا في وضع لا يسمح بأن تتأزم الأمور في أي دولة عربية، أو يتزعزع الاستقرار فيها بأي شكل من الأشكال، أو تتغير الأمور إلى غير ما هي عليه، فإنه كان من الطبيعي أن نساند المملكة الأردنية الشقيقة في كل قراراتها الصادرة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وأن نعبر عن أمنياتنا بأن يحفظ الله مملكة الأردن ملكا وحكومة وشعبا وأرضا، لأننا لم نرد يوما لهذا الوطن العربي الكبير سوى السلام والأمن والاستقرار والازدهار، ولم نرغب في أن تتكرر بعض صور (الربيع العربي) المؤلمة لتكون الشعوب هي الضحية الأولى، ومن يجب أن يدفع الثمن أولا وأخيرا، ولا يتحقق ما تأمله هذه الشعوب التي عادة ما تحتل الشوارع الرئيسية إما مطالبة بإصلاح الخلل القائم في النظام والحكومة، أو بإسقاط النظام نفسه. وكلنا يرى ما آلت إليه معظم الثورات العربية باستثناء تونس التي تعد لربما الوحيدة التي نجحت ثورتها السلمية، رغم أنها بدأت بمأساة تمثلت في إحراق المواطن محمد بوعزيزي نفسه قهرا من ظروفه المعيشية الصعبة التي أودت به إلى هذا المآل، لتتفجر بعده ثورة أطلق عليها التونسيون ثورة الياسمين، تعبيرا عن سلميتها ومدنيتها، والمطالبة المشروعة بحقوق الشعب التي كانت في ذمة الراحل الهارب زين العابدين بن علي، والذي قضى في حكم تونس منذ تاريخ 7 نوفمبر 1987 حتى فر هاربا من غضب الشعب الذي وصل إلى عتبات قصره بتاريخ 14 يناير 2011 ليصدر القضاء التونسي أحكاما بحقه سقطت تلقائيا بوفاته في المنفى في 19 سبتمبر 2019. ورغم أن ثورة تونس كانت ثورة ملهمة لبعض الدول العربية التي شعرت شعوبها بنفس الظلم الذي وقع على التونسيين، إلا أن ثورة الياسمين تكاد تكون هي التي نجحت وأثمرت، ويعيش التونسيون حاليا حياة ديمقراطية جيدة، لكن جاءت أشباهها في اليمن وسوريا تحديدا بما لم ترغب شعوبهما، فسُكبت الدماء وظهرت حرب الشوارع وعصابات وقناصة، وباتت كل دولة مقسمة لدويلات بعد أن فلت عيار أنظمتهما الشرعية فيهما، ولا تزالان تحاولان سبق الوقت لإحراز أي تقدم في قضيتيهما اللتين بدأتا كثورتين سلميتين وانتهتا كمعركتين تنتظر أطراف كل منهما ساعة الحسم لأي طرف منها، ولذا كان من الصعب علينا أن نتقبل أمرا قد لا يشبه معنى الثورة الحقيقية والسلمية بأي شكل من الأشكال، وإنما بعمل يمكن أن يهز أرض الثبات الذي تقوم عليه المملكة الأردنية الشقيقة، الذي نرفضه رفضا قاطعا. ومن الطبيعي جدا أن تتصدر قطر المشهد بإعلان تأييدها لكل ما أعلنه الديوان الأردني الملكي من قرارات صادرة من الملك عبدالله الثاني، لإعادة الأمور إلى طبيعتها وأن يسود الأمان أرجاء المملكة بصورة لا تفتح باب الأقاويل والشائعات، لأننا في النهاية نعلم أن الأرض العربية لا تتحمل أن تتفجر فيها أزمة جديدة تجعلها في مرمى المجتمع الدولي العاجز كلية عن حل باقي قضايانا العربية الشائكة، وعليه فإن أملنا أن يتجاوز الأردن كل مطباته الداخلية، والتي يمكن لأي بلد في العالم أن يكون عرضة لها، وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه لا سيما ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم الذي تعم فيه النفحات الربانية المباركة، ويصبح من حق كل مواطن عربي أن يشعر بالرضا والهدوء لما هو فيه، وإن كان غير راض عن حكومته، ولكن يبقى هذا الهدوء الذي يتعمق في هذا الشهر الفضيل ضروريا، وليس من المقبول أن تعيش الشعوب مآسي أخرى هي في غنى عنها، فقد بات كافيا أن تمر دروس (الربيع العربي) بدروس كبيرة وفوائد أكبر. حفظ الله الأردن الذي لربما هبت عليه ريح أرادت أن تحيله خريفا فانقلب ربيعا بفضل من الله وتوفيقه!. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1913

| 05 أبريل 2021

فلسطـيــن.. قضيـة عرض ونكبـة أرض !

لمن لا يعرف ما هو يوم الأرض الفلسطيني ؟! هو يوم يُحييه العرب عموما والفلسطينيون على وجه الخصوص في الـ 30 من مارس من كل عام وتعود أحداثه لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالوجود السياسي الصهيوني، حيث إن هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجاً على السياسات الصهيونية بصفة جماعية ووطنية ولا يزال الكثير من الفلسطينيين المسنين يتذكرون مشاهد مأساوية حدثت في ذلك التاريخ كان إحداها حينما استهدف جنود إسرائيليون بعض الأطفال الفلسطينيين الرعاة وتمكنوا من القبض على طفلة تبلغ من العمر ثماني سنين قاومتهم بشدة فلم يتمالكوا أنفسهم فغرزوا أسياخا من الحديد في جسدها الصغير وهم يضحكون وكأنهم يذبحون نعجة استسلمت للموت مضرجة بدمائها التي ستشهد يوما أن فلسطين كانت أرضا عربية ودنسها اليهود وكانت أرضا فلسطينية ولا تزال محتلة وتحت وطء حل الدولتين دون أن يفكر أي فلسطيني بأنه يمكن أن يحظى يوما بدولة مستقلة واحدة لا تتجزأ ولا يشاركه فيها من ارتكب في حق أرضه وعرضه وشعبه جرائم لم يعترف بها المجتمع الدولي ومن يسارع في التطبيع اليوم رغم تأكده أن هذا التطبيع يمكن أن يكون لصالح إسرائيل نفسها قبل أن يتشدق بمصالح الفلسطينيين الذين يكونون أول من ينتقد مسارات التطبيع العربية الإسرائيلية التي تروج زيفا لمصالحهم وتقدم عملية السلام التي ماتت منذ زمن ولا تبدو محاولات إنعاشها سوف تنجح وسط التعنت الإسرائيلي ناهيكم عن الاعتراف الأمريكي الرسمي بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل مما قوض تلقائيا هذه المباحثات التي كانت تقوم على حل الدولتين وترسيم الحدود بينهما، لكن يبقى يوم الأرض الذي كان بعد سنوات امتدت من الاحتلال الفعلي الإسرائيلي في عام 1948 بعد سنوات أيضا من وعد بلفور البريطاني الذي منح اليهود وطنا الذين عاثوا في أوروبا آنذاك خرابا ودمارا ليكون الحل البريطاني الفرنسي أن يوجدوا لليهود أرضا بعيدة عن أوروبا فاختاروا أرض فلسطين ورغم المظاهرات الفلسطينية التي عارضت هذا القرار الذي صدر عام 1917من أن يتحقق على أرضها وقيام ثورات بطولية كالتي تزعمها الشيخ عز الدين القسام الذي استشهد على يد البريطانيين عام 1935 بعد أن أعلن رفضه التام لهذا الوعد الذي مكن اليهود من فلسطين بعد مؤتمر صحفي عام 1942 في فندق بلتمور في الولايات المتحدة شكل نقطة التحول في التحالف الأمريكي الإسرائيلي ويعقبه الاحتلال بسنوات قليلة حيث أُجبر أكثر من 80% من الفلسطينيين على الهجرة من معظم أرض فلسطين التاريخية التي استولت عليها الحركة الصهيونية وأسست بها دولة سمتها "إسرائيل" لذا ليس من العجب أن يصف الفلسطينيون عام 1948 بعام "النكبة" ولقيت حينها هذه الدولة اعترافا أمريكيا مباشرا بقيامها بينما حصل المهجرون الفلسطينيون على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والذي أقر "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين بينما جاءت ردود فعل بعض الدول على شكل اتفاقيات هدنة بين إسرائيل والدول العربية المجاورة مثل لبنان والأردن ومصر لتكون نهاية هذه الحدوتة المؤلمة تأسيس الأونروا وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والتي قطع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب معونات بلاده المالية لها مما تسبب في عجز كبير لدورها الإنساني وقامت بعض الدول العربية بواجبها تجاه هذه الوكالة وعلى رأسها قطر التي أعلنت حينها عن مساعدتها للوكالة بما يزيد على 100 مليون دولار أمريكي، لكن عموما تبقى المواقف العربية والدولية هي الدالة على القضية الفلسطينية التي بقيت القضية المصيرية الأولى لدى البعض وعالة سياسية وإنسانية لدى البعض الآخر، وبينهما هناك من أوفى وهناك من خان للأسف. فلسطين قضيتي وستبقى. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

2836

| 01 أبريل 2021

دولـة نـاميـة لكنها ليسـت نـائمـة !

لطالما اعتادت منظمة ( هيومن رايتس ووتش ) أن تتناول ملفين محددين عند حديثها أو عرضها لكل الأمور المتعلقة بدولة قطر، وهما ملف العمال وملف وضع المرأة فيها، وهما الملفان اللذان تظن المنظمة بأنها تستطيع بهما ( لي ذراع ) الدوحة واعذروني على هذا الوصف تحديدا لكن هذا هو بالفعل ما تحاوله هذه المنظمة التي ترى في هذين الملفين السبيل لإثارة الجدل حول قطر لا سيما ونحن على مشارف استضافة حدث كروي عالمي يتمثل في كأس العالم لكرة القدم والذي سيتحقق فعليا بمشيئة الله من الـ 22 نوفمبر ولغاية 18 ديسمبر 2022، وربما تأتي مصلحة دول أو فئات أن يثار هذا الجدل قبيل إقامة هذه المناسبة الرياضية المهمة التي عادة ما تتم دراسة البلد المستضيف من جميع النواحي واستغلال الثغرات التي يمكن أن تظهر في أي بلد حتى في الدول الكبرى المتقدمة والتي ترى نفسها المدينة الأفلاطونية، ولذا تتغاضى منظمة حقوق الإنسان عن أن قطر التي وصلت للعالمية سياسيا واقتصاديا بينما الزائر لها يراها بشكل مختلف عما رأها عليه السنة الماضية لم تكن لتصل لهذه المرحلة سوى بخلق بيئة عمل طيبة وأن العمال الذين تحاول هذه المنظمة وغيرها جرهم عذرا لمحاولات الهجوم على قطر ما كان لهم أن يستمروا سنين في نفس مجالهم إن لم يروا من الأسباب الوجيهة ما يجعلهم مستمرين في نفس العمل، وأن الطفرة العمرانية التي سارت وتسير فيها الدوحة من أبراج ومدن حديثة وجسور وملاعب مونديالية ومنشآت رياضية كبرى لم تكن لتتحقق لولا فرص العمل الكبيرة والكريمة التي يوفرها المناخ القطري للعاملين فيها وهذا أمر لا يسد فراغ زوايا إنشائية إن كان منكم من يظن أنني أفعله الآن ولكنه بناء على زيارات ميدانية من منظمات حقوقية تُعنى بحقوق الإنسان ومنها هيومن ووتش نفسها التي على ما يبدو تهتم بسد فراغات الورق بحشو فارغ بينما لا تنقل الحقيقة واقعا لتنقل زيفا وتتدارك نفسها في زيف آخر يتمثل في حقوق المرأة في قطر وكأن ملفا واحدا لا يكفي لتشغل نفسها به لتتنقل بين ملفين أحلاهما مرُّ !. المرأة في قطر باتت رقما صعبا ليس بشخصيتها التي تنم عن شخصية قيادية استطاعت وتستطيع أن تنجح في أي مجال تخوض غماره بثقة وقدرة على النجاح بل وتحقيق بصمة لها تضمن لها الريادة المنشودة فهي اليوم وزيرة، وتتبوأ منصبا قياديا كبيرا في الدولة لها قراراتها المستقلة التي تخدم بها مصالح البلاد والعباد وهي عضوة في مجلس الشورى تشارك شقيقها الرجل على مستوى واحد من المسؤولية والاتكال، لتدلي برأيها قد يكون متوافقا أو متعارضا لكنها تعرضه لأنها تعلم أنها في بيئة حرة تضمن رأيها والرأي الآخر الذي قد يكون مخالفا لها بأمان وهي اليوم معلمة أجيال يعود لها الفضل في تعليمهم وتنويرهم بعد الله وطبيبة مرضى يدين منهم لها بفضل العلاج والراحة بعد توفيق الخالق ومهندسة لعمران يحمل توقيعها أو مهندسة اتصالات أو كهرباء وما شابه أو حتى ربة بيت ناجحة أعطت أولوية اهتمامها وسهرها وتعبها ووقتها لبيتها وأبنائها وعائلتها وللجدران الأربعة التي تضمهم في حنو هي السبب الأول له وهو نجاح لا يمكن أن تقيمه منظمة حقوق الإنسان التي ترى في المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء هو الحرية المطلقة التي تطغى على طبيعة المرأة الضعيفة جسديا والقوية قلبا وإرادة في احتياجها لأب يكون مسؤولا عنها وإن كبرت ونضجت وأخ يكون سندا لها وإن تزوجت وأنجبت وابن يكون صديقها الذي تلجأ له كلما أدارت الدنيا بوجهها عنها في شعور تغلبه الحاجة المكنونة في نفسها باحتياجها للأمان الذي تراه المرأة تلقائيا في أبيها وأخيها وزوجها وولدها وهذه الطبيعة التي فهمها الإسلام منذ 1400 سنة ليقر بأن النساء مثل القوارير سريعة التأثر فلا يجب أن يُقسى عليهن بكلمة أو حرف فكيف بعمل شاق وأسفار كثيرة ومسؤوليات مضنية ؟! فهل بعد هذا يأتي لمن يتحدث عن وضع المرأة في قطر التي حصلت على ما لها وما عليها منذ قرن ونصف، بينما في الواقع أن هؤلاء في أشد الحاجة ليروا أقرب النساء لديهم ماذا ينلن من الحقوق أمام كل الواجبات التي بتن ملزمات وملتزمات بتنفيذها حرفيا دون مراعاة لهن، وأؤكد لكم أنهم لا يستطيعون أن يقيموا الوضع جيدا، لأنهم يظنون بأن الحديث سيكون سهلا عن دولة خليجية عربية مسلمة من الدول النامية لكنها ليست نائمة!. ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1836

| 31 مارس 2021

لغـة شاكية باكيـة !

أعجب كثيرا من الذين لا يزالون يتعمدون إهمال اللغة العربية سواء في حديثهم الخاص والعام أو في الاجتماعات التي تتعلق بالعمل أو حتى مخاطباتهم سواء الإيميلات أو كتابة الملاحظات رغم أننا في دولة خليجية عربية تدين بالإسلام، وتعد اللغة العربية اللغة الرسمية فيها ورغم أيضا ما حثت عليه الدولة في أن تكون ( العربية ) اللغة الأولى التي يجب أن تلتزم الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات العامة باستعمالها في اجتماعاتها ومناقشاتها وفي جميع ما يصدر عنها من قرارات ولوائح تنظيمية وتعليمات ووثائق وعقود ومراسلات وتسميات وبرامج ومنشورات وإعلانات مرئية أو مسموعة أو مقروءة وغير ذلك من معاملات. ويسري حكم الفقرة السابقة على الجمعيات والمؤسسات الخاصة والمؤسسات الخاصة ذات النفع العام والجهات التي تمول موازناتها من الدولة بحسب القرار الأميري لعام 2019 الذي نص أيضا على أن تصاغ تشريعات الدولة باللغة العربية ويجوز إصدار ترجمة لها بلغات أخرى إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك كما وضح القرار بأن اللغة العربية هي لغة المحادثات والمفاوضات والمذكرات والمراسلات التي تتم مع الحكومات الأخرى والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤتمرات الرسمية، مع إرفاق النص باللغة الأخرى المعتمدة لتلك الجهات وتعتمد اللغة العربية في كتابة المعاهدات والاتفاقيات والعقود التي تعقد بين الدولة والدول الأخرى والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية ويجوز اعتماد لغة أخرى على أن ترفق بها ترجمة إلى اللغة العربية. لذا فإنه من الغريب أن تصر بعض الجهات والمؤسسات على اعتماد اللغة الإنجليزية في جميع أمور سياستها في العمل واشتراط أن يتميز منتسبوها بإجادتهم للغة الإنجليزية نطقا وكتابة ويمكن أن يجتازوا اختبارا لها بعكس ما يجب أن يكونوا عليه في المقابل أمام إتقانهم للغة عربية سليمة نطقا وكتابة أيضا وهذا للأسف ما يفتقر له كثيرون ممن طغت اللغة العامية على حياتهم فبات النطق بلغة عربية فصحى يمثل هاجسا شائكا لهم أو ثقلا يشعرون به مع كل حرف من الحروف الأبجدية ناهيكم عن المعضلة الكبرى إذا ما طُلب منهم الكتابة بأسلوب خال من الأخطاء الإملائية أو القواعد وكأن هذه اللغة هي الغريبة علينا مع أنها لغة القرآن الكريم الذي من المفترض أن نكون قد جُبلنا على تلاوته منذ الصغر وهو بحر لمفردات اللغة العظيمة وسر من أسرارها في البلاغة والمعاني والنسق والتعبير والتشبيه وما إلى هذه الأمور التي كان يجب أن تجعل منا جهابذة في اللغة سواء كان ذلك كتابة أو نطقا ولكن للأسف تحولت لغتنا الأم إلى لغة ثانوية أو لغة مهجورة بشكلها الأساسي الذي لا يمكن أن تتفرع منها اللغة العامية المختلفة في الحديث والكتابة ومخارج الحروف، وأذكر في الجامعة أنني التزمت مع صديقة لي بالتحدث الفعلي بلغة عربية فصحى خالية من عيوب القواعد وشذوذ البلاغة حتى في حياتنا مع عائلاتنا وصديقاتنا وكل تفاصيل حياتنا اليومية وتعرضنا لاستهجان كبير واستنكار أكبر من أقرب أفراد أُسرنا الذين لم يتقبلوا تنفيذ هذه الفكرة التي كانوا يرونها على شكل مسلسلات دينية وتاريخية واستبعدوا تماما أن تتحقق بالقرب منهم وفي بناتهم تحديدا حتى اضطرتنا ظروف هذا الاستهجان والانتقاد الهادم إلى التوقف عن هذه التجربة التي لا أذكر كيف استمرت شهرا كاملا، لازال بعض من عائلاتنا يتذكرونها ويضحكون وكأن الأمر كان خطأ أو نكتة بينما بات من غير المستهجن ذاك الخليط الممسوخ من اللغتين العربية والإنجليزية في حديث الكثيرين أو تطويع الحروف الأجنبية كتابة لتُقرأ باللغة العربية الركيكة أو حتى تقديم لغات أجنبية على لغتنا العربية الأم واعتبار أصحابها ( سوبر أشخاص ) لمجرد أنهم سيظلون عربا يتحدثون العربية وإن كانت ممسوخة ومشوهة وركيكة لكنهم في النهاية يتحدثون الإنجليزية بطلاقة وهذا الأهم في صورة لم تعد متفشية بيننا فقط بل في معظم الدول العربية إن لم يكن كلها واعتبار هؤلاء ( أذكى ) من الذين ظلوا حريصين على تعلم لغتهم العربية والتفقه بمكنوناتها العميقة لأن سوق العمل في الأول والأخير يعترف بشهادات اللغة والمقابلات الشخصية التي تتحدث الإنجليزية وعليه لا يمكنك في النهاية أن تجد من يقابلك ليسألك ما اسمك وكيف تجري الأمور ؟! فالأول مرغوب بينما الآخر مغضوب عليه !.. Good Luck !. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1801

| 29 مارس 2021

العمـل مع الـدولـة فرض وواجـب

أخبرونا ماذا بعد ؟! فبعد أن بدأنا نتنفس الصعداء قليلا ونطمئن لانحسار موجات فيروس كورونا عن مجتمعنا وبلادنا غافلتنا موجة تبدو أكثر شراسة من سابقاتها وتعيدنا إلى بداية المربع الأول الذي عشنا مراحله الأربع طوال العام الفائت وحتى بداية هذا العام باعتبارها تتضمن بعض السلالات الجديدة الخطيرة لهذا الفيروس الذي يعد أكبر ظاهرة وبائية مرت على العالم بأسره منذ تفشيه في أواخر عام 2019 ومضاعفة خطورة انتشاره وأعراضه حتى يومنا هذا وقتله لأكثر من مليونين ونصف المليون من الأشخاص الذين أُصيبوا به، لكنهم للأسف لم يستطيعوا أن يتجاوزوه بالتعافي منه، ونحن في قطر وباعتبارنا جزءا من هذا العالم الفسيح بتنا جزءا من هذه الدائرة المخيفة التي تضم كل الدول التي يُعلن فيها بعض الانتكاسات فيما يخص هذا الوباء الذي ما كان ليعود لنا بهذه الصورة لولا تراخي الأغلبية في الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وممارسة الحياة الطبيعية ظنا منهم بأن التساهل يمكن فعلا أن يعطي شعورا بالأمان ولكنه بالطبع كان شعورا مزيفا وأمانا كاذبا، لأن الفيروس لم ينحسر انحسارا كليا من بلادنا كما لم تكن مؤشراته في الخارج مطمئنة لهذه الدرجة التي تراخى كثيرون بسببها والنهاية كان تجاوزنا سقف الـ 600 إصابة يوميا ووفاة واحدة إلى ثلاث يوميا بينما كان خبر إصابة من هم دون الـ 50 عاما ودخولهم غرف العناية المركزة يمثل صدمة لدى العامة بحسب ما أعلنه المؤتمر الصحفي الأخير لوزارة الصحة العامة والذي أوضح أن فئة الشباب باتت الأكثر إصابة ودخولا لغرف الإنعاش في الوقت الذي يصاب فيهم من السلالات الجديدة ( البريطانية والجنوب إفريقية ) ما يتطلب مكوثهم في المستشفى لمدة أطول ممن تعافوا سابقا وخرجوا بعد مرور خمسة أو ستة أيام على الأغلب من المستشفيات. اليوم نحن بحاجة لعقول مستنيرة موقنة بخطورة ما نحن فيه وعدم التهاون أبدا في الحفاظ على الإجراءات الوقائية وتنبيه أنفسنا ومن حولنا بأهمية التقيد بكل هذه الإجراءات التي جاءت على شكل قوانين صارمة من مجلس الوزراء الموقر الذي سن هذه القرارات بناء على توصيات وزارة الصحة التي تخشى ونخشى معها من انهيار المنظومة الصحية لا سمح الله كما حدث مع كثير من الدول التي أعلنت عدم استجابتها للحالات الجديدة وهذا يعد كارثة إذا ما حدثت لأن الدولة تقوم بدورها كاملا ولا تألو جهداً في تقديم كل ما يمكنه وقف مد هذا الوباء من أن يتسلل إلى كل بيت في قطر ودون أي تفرقة بين مواطن ومقيم وهذه جهود يجب أن يقابلها تقدير خاص ليس بكلمة شكرا وإن كان يجب أن تقال كل دقيقة وساعة ويوم بل بالتقيد بما من شأنه وقف زحف هذا الوباء لأجسادنا وربما لأجساد لا تقوى على مقاومته بالصورة التي تمد في عمرها ويكون سببا للموت المقدر أولا وأخيرا من الله عز وجل، ولأننا في النهاية القطاع الصحي له طاقة محدودة شأنها في ذلك شأن أي دولة مهما بلغت قدراتها لأن التراخي هو الذي يفقد هذه الهمم قدرتها على بلوغ الصعاب وتجاوزها ونحن للأسف كمجتمع غلب معظم من فيه التساهل في تكملة مشوار الوقاية من الفيروس فتراخى في لبس الكمام أو لبسه بالصورة السليمة المنيعة وتهاون في معنى التباعد الجسدي وتطبيق المسافة الاجتماعية الآمنة وظن في لحظة سهلة أن الفيروس هو مخلوق ضعيف لا يمكنه أن يتسلل بهذا التهاون إلى من تعمد أن يتساهل بتلك الصورة التي جعلتنا اليوم نعود للوراء وتحديدا إلى اللحظة التي كنا ننتظر بشغف عقد المؤتمرات الصحفية الخاصة بتطورات وباء فيروس كوفيد 19 في بلادنا لأننا رجعنا نستشعر الخوف الذي كان يعترينا مع إعلان عدد المصابين وأعداد المتوفين رغم عدد الذين كتب الله لهم الشفاء منه وحجم الذين تلقوا اللقاحات الخاصة به والذين لن يمثلوا سدا منيعا للمجتمع إلا إذا تم إعطاؤه لـ 60% من أفراد المجتمع وهذه نقطة يجب أن يتوقف لديها من استهانوا باللقاح واستصغروا فائدته ولنتذكر إن ما تفعله الدولة أمر يستحق إلى جانب الشكر هو العمل معها. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1540

| 28 مارس 2021

لا تتركوا الحل للوقت !

هل من المعقول أن يضيع الحوثيون فرصة توقف الحرب في اليمن بسبب أطماعهم الشخصية التي يرمون لها ؟! في الواقع لم يكن مستبعدا عن جماعة الحوثي أن يرفضوا مبادرة السعودية التي تم طرحها من يومين ورحبت بها دول الخليج والأمم المتحدة بل ووافقت عليها الحكومة اليمنية وظل الجميع في انتظار رد الحوثيين الذين ماطلوا فيه حتى أعلنوا الرفض المطلق لهذه المبادرة التي وصفوها بالعادية وإنها لم تأت بجديد بحسب قولهم بل ولم يكتفوا بالرفض فقط بل أعقبوه بصاروخ باليستي على مطار أبها السعودي أثار استنكارا واسعا من قبل الحكومات الخليجية والمبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي أعرب عن أسفه بعد رفض ميليشيا الحوثي للمبادرة السعودية والتي كان يمكن أن تعيد الحياة في شرايين اليمن المرهقة من شدة الحرب بين الطرفين والفقيرة غذاءً ودواءً لا سيما وإن المبادرة وسعت من دور الأمم المتحدة للإشراف على جميع العمليات في ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء دولي لبدء الرحلات الإقليمية والدولية وإنعاش الاقتصاد اليمني والدفع بالعملة اليمنية التي هوت منذ بدء الأزمة على أرضها. لكن الحوثيين الذين يخشون أن تسقط هيبتهم أمام أنصارهم وتابعيهم ناهيكم عن خوفهم من أن يُسحب بساط سيطرتهم الكاملة على العاصمة صنعاء بعد جلوسهم على طاولة الحوار مع الفرقاء اليمنيين والذين يمثلون الحكومة اليمنية الشرعية والذين ستكون أحقيتهم بالحكم هي النسبة الأعلى إذا ما ساندتهم الأمم المتحدة وحكومات الخليج والعرب كافة، ولذا لم يكن مستغربا أن يمارس الحوثي عنجهيته في رفض المبادرة والترويج لهذا الرفض بأسباب واهية تثبت أنهم يفعلون عكس ما يقولون وأنهم شخصيا لا يهمهم أن تقف هذه الحرب إلى هذا الحد رغم أن المراقب للشؤون اليمنية سوف يتأكد بأن الحوثيين أنفسهم يكابدون المشقة والويل والخسارة في الأرواح والمعدات في كل غارة للتحالف ومن سوف يخسر من كل هذا ؟! بالطبع اليمنيون هم الخاسر الأكبر من وراء هذا التعنت الحوثي غير المبرر والذي يكذب بشأن حرصه على مقدرات اليمن أرضا وشعبا وبالتالي ليس سهلا أن نرى صورا مؤلمة لقتلى يمنيين أبرياء ضحية هذه الغارات وعليه يجب أن تباشر الأمم المتحدة دورها النافذ في إجبار الحوثي على القبول بالمبادرة بتكثيف دور مبعوثها غريفيث أو حتى أن ينشط الدور الأمريكي من خلال مبعوثها تيموثي ليندركينغ لنفس الهدف وهذا لن يتحقق إلا بالتعرف على نقاط ضعف هذه الجماعة التي تتوسع كثيرا عما قبل وبالاستعانة بمن يمكنهم التأثير عليها وأنا هنا لا يمكنني تجاهل دور سلطنة عمان الشقيقة التي سعت وتسعى مشكورة لوقف حمام الدم في اليمن من خلال تشجيع كافة الأطراف اليمنية على قبول مبدأ المصالحة والمصارحة على طاولة حوار واحدة لاختيار من يمكنه أن يكون جديرا بتطلعات الشعب اليمني الذي عانى ويعاني الكثير منذ نشوء الحرب على أرضه وتفجر الأزمة فيها ولا شك أن الاستعانة بجهود عمان لا يمكن أن يكتمل دون طلب الوساطة أيضا من إيران التي تُتهم مرارا وتكرارا بدعمها لجماعة الحوثيين وأن لها سلطة عليهم وهذا ما تنفيه طهران دائما لكنها ترحب بأي وساطة لها في الأزمة خصوصا وأنها أعلنت ترحيبها بالمبادرة السعودية وعرضت مساعدتها في أي شأن يتعلق بإنهاء معاناة شعب اليمن وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ولذا فإن أي جهود يمكن أن تسهم في الحل فيجب على الأمم المتحدة أن تمسك بأول خيوطها وألا تفقد الأمل في أن حل الأزمة يجب أن يكون عاجلا ووافيا لكل شروط الحل النهائي لأزمة ممكن أن تتحول لقنبلة موقوتة سريعة الانفجار ولن تتوقف شظاياها في اليمن وحدها بل إنه يمكن أن تصل إلى المنطقة بأسرها لا سمح الله فلا تتركوا المسألة للوقت ليحلها رجاءً !. ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1915

| 25 مارس 2021

مبـادرة للمصـارحة والمصـالحـة

غمرتنا سعادة كبيرة ونحن نشهد مبادرة المملكة العربية السعودية بشأن وقف الحرب المستمرة منذ عام 2015 في اليمن وإيقاف أحادي لإطلاق النار من قبل التحالف، ذلك أن هذه المبادرة من شأنها أن تحد من النزيف في الأرواح والبنية التحتية التي تضررت بشكل كبير لاسيما في المناطق التي تعرضت للهجوم سواء من قبل التحالف والذي كان يستهدف بالدرجة الأولى معاقل الحوثيين أو من الحوثيين أنفسهم الذين عملوا على تغيير خريطة اليمن في شقه الشمالي وفي عاصمته الرئيسية صنعاء. ونصت المبادرة السعودية التي تلاها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على عدة بنود وافقت عليها الحكومة اليمنية الشرعية وباركتها الأمم المتحدة، بينما لم تعط جماعة الحوثي ردها النهائي بشأنها وتتلخص فيما يلي: - التوصل لحل سياسي شامل يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة. - إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة. - فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية - بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة. وأوضح وزير خارجية المملكة أن هذه المبادرة إنما تأتي في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينغ منوها بجهود سلطنة عمان الشقيقة لإنهاء النزاع في جارة البلدين اللذين يشتركان بحدودهما مع اليمن التي تمثل البوابة الجنوبية المهمة لشبه الجزيرة العربية وتعد صمام أمان لها إذا ما كانت مستقرة ومأمونة الجانب وآمنة الأرض، بينما لا يزال الجميع ينتظر أن تعلن ميليشيا الحوثي موافقتها على وقف إطلاق النار والذي لم يعلن حتى الآن أو الإعراب عن الموقف الكامل لها، باعتبار أن تسيد الحل السياسي للأزمة في اليمن هو ما اتفق عليه الجميع، ويجب أن يكون ويتحقق عاجلا لأن اليمن قد خارت قواه السياسية والاقتصادية والإنسانية لتحمل المزيد من المعاناة والفقر والجوع وهي أزمات لن تجد حلا جذريا إذا ما استمرت الحرب ولم يعلن الطرفان معا وقف إطلاق النار والذي يراه الحوثيون أنه استهداف بقصد الدفاع عن النفس، في حين يرى التحالف أن هجومه هو في سبيل تحقيق ما قامت عليه عاصفة الحزم في فجر الخامس عشر من مارس من عام 2015 وإعادة الشرعية اليمنية إلى موطنها في قلب العاصمة صنعاء والتي يمكن أن تتحقق ضمن هذه المبادرة واتفاق الفرقاء اليمنيين على بنودها والبدء بتنفيذها ليجلس الجميع على طاولة الحوار الذي يمكن أن يعطي الحق لكل فئة منهم بإشراف أممي وأمريكي ومباركة دول خليجية مثل قطر وعمان والكويت والتي رأت منذ البداية أن الحرب لا يمكن أن يجدي استمرارها نفعا، خصوصا وأن المنظومة الصحية لدولة نامية مثل اليمن تتهاوى في ظل اجتياح شرس لفيروس كورونا لا يجد لقاحات يمكن أن تحد منه أو تطبيق اجراءات احترازية ووقائية يمكنها أن تخفف من انتشاره بين الشعب اليمني الذي تمثل أعداده بالملايين ومن الصعب جدا على شعب يبحث معظمه على لقمة عيشه اليومية أن يفكر بهذه الإجراءات التي لا تمثل أولوية له أمام جوعه وجوع آل بيته، وعليه تبدو هذه المبادرة فرصة سانحة للخروج من الشرنقة التي يحتجز الحوثيون اليمن فيها، وأرى أن موافقتهم عليها ستكون من باب العقل الذي أتمنى أن يمتلكوه ضمن سياستهم إن كانت مصلحة البلاد والعباد تهمهم بالدرجة الأولى وإن هذه الصفحة لربما تكون فرصة نجاة عوضاً عن فوهة النار التي يغرق فيها اليمن منذ أكثر من عقد من الزمان وأن يعوا بأن الوضع لن يستمر على ذلك وأن هذه المبادرة الطيبة فرصة للمصارحة والمصالحة معا. @ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1564

| 24 مارس 2021

شهـران لا يكفيـان !

شهران منذ أن تولى بايدن سدة الحكم في البيت الأبيض بعد أن تغلب على منافسه العنيد دونالد ترامب والذي كان حتى لحظة تنصيب جو بايدن رئيسا شرعيا للولايات المتحدة الأمريكية وغادر الحكم قبيل حفل تنصيب الديمقراطي بايدن باعتباره حفلا غير قانوني بحسب نظرية المؤامرة التي اعترت ترامب آنذاك ولابد أنها استمرت في داخله بعد أن أعلن أنه مستهدف بصورة خاصة ومركزة، ولذا فقد أعلن عن منصة رقمية إخبارية جديدة له سوف ينافس بها تويتر الممنوع تماما من التغريد فيه وإنشاء حساب شخصي يغرد من خلاله، ولكن ماذا يمكن أن نسرد إن كان لنا أن نجيز استخدام كلمة السرد باعتبار أنه يجب أن يُضمّن معلومات وأخبار كثيرة ونحن أمام 60 يوما أو ما يزيد قليلا منذ أن دخل بايدن ردهة البيت الأبيض الذي أُعيدَ ترتيبه بحسب الذوق الخاص للرئيس بايدن وزوجته وإزالة كل متعلقات ترامب فيما يخص الأثاث واللوحات والشكل العام، فماذا يمكن أن نقول عن ( إنجازات ) بايدن أو بالأحرى ما الذي فعله الرئيس الأمريكي يمكن من خلاله أن تتبلور الفكرة العامة عن سياسته الخارجية بالذات والتي تخص منطقة الشرق الأوسط والجانب الأوروبي وخلافه ؟!. المتتبع للشؤون الأمريكية خصوصا تلك التي تلت الحرب الشرسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي أُعيد احتساب أصوات الناخبين مرتين بناء على ما ذكرت أعلاه في شعور ترامب بأن مؤامرة واضحة حيكت ببراعة لتنحيته عن ولاية ثانية للحكم سوف يتأكد من أن بايدن لم تكن تعجبه سياسة ترامب، ولطالما خرج الديمقراطيون مثل هيلاري كلينتون والرئيس السابق باراك أوباما ووجها انتقادات لاذعة لترامب في إمساكه بعصا الحكم من الطرف دون أن يمتلك حس التوازن في استخدامها، وواصل ترامب على الجهة الأخرى المعادية باعتبار الديمقراطيين حزبا لا يليق بأن يحكم دولة قوية مثل أمريكا وكان يذكر أسماءهم بصراحة تفتقر لما يجب أن يكون عليه الرئيس عند مواجهة خصومه وهذا الأمر تعدى لدول أخرى كان يراها ترامب عدوة لبلاده لأنها كانت منافسة عنيدة مثل الصين وروسيا وغيرهما، ولذا رأى بايدن أن أول ما يجب فعله هو فتح الباب لكل هؤلاء أو مواربته على الأقل وفتح باب الحوار لكل من امتنع ترامب عن التواصل معه أو الاستجابة لرغبة الطرف الآخر بالحوار العقلاني الذي لم يكن ترامب يجيده بالصورة المطلوبة، ولذا لم يضع بايدن الوقت بعد ساعات قليلة من تنصيبه رئيسا فعمل على التوقيع على إعادة بلاده لجميع الاتفاقيات الدولية التي انسحب منها ترامب ولم ينتظر دخوله الرسمي لعتبة البيت الأبيض ليقوم بذلك بل وجه بأن يكون توقيعه في ردهة البنتاجون الرئيسية ووثق الإعلام الأمريكي هذه اللحظات بارتياح شديد بينما عبرت الأطراف المعنية بهذه الاتفاقيات عن ترحيبهم بعودة واشنطن بينهم وفي ذات الوقت ألغى بايدن قرارات وُصفت بالتعسفية والتي لا تعبر عن مفهومي الحرية وحقوق الإنسان اللتين تشتهران بهما الولايات المتحدة الأمريكية، ويكاد يكون أهم هذه القرارات الملغاة السماح لمواطني الدول المسلمة بطلب استخراج تأشيرات الدخول لبلاده ومنح الجنسية الأمريكية لفئات معينة من المهاجرين إليها وعند استيفاء شروط معينة لمنحها وإلغاء الموازنة المالية الضخمة التي كان ترامب قد رصدها لبناء جدار عازل وسميك بين أمريكا والمكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية إلى بلاده ومنع عمليات تهريب الممنوعات والمخدرات والذي كان ترامب يعتبرها الذريعة الرئيسية لقراره هذا في خطوة لقيت ترحيبا من جانب المكسيك ناهيكم عن الارتياح العام الذي غلب معظم الأمريكيين بعد تولي بايدن الحكم لا سيما في إعلانه الأول والصارم بمكافحة انتشار وباء كورونا الذي حصد أرواح الآلاف من الأمريكيين وإصراره على التقيد بالإجراءات الاحترازية الصارمة بدءا من حفل تنصيبه الذي خضع جميع الحضور فيه لاختبارات مسحة الكشف عن كوفيد- 19 والالتزام بلبس الكمامات الواقية فيه دون تهاون أو تساهل حتى تشجيعه للشعب الأمريكي بأخذ اللقاحات المتوافرة للعودة للحياة الطبيعية تدريجيا ولكن تبقى الصورة العامة لسياسة بايدن مجهولة لأربع سنوات قادمة وإن كانت مشجعة نوعا ما بحسب الوعود التي أطلقها وحقق القليل منها ونبقى نحن بالذات من علينا أن ننتظر وندعو وأترك لكم حرية الفهم !. @ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1690

| 23 مارس 2021

ذكـريـات أوطان مريـرة !

عشر سنوات مرت على ( ثورة سوريا ) وعشر سنوات أيضا مرت منذ أن قامت ( ثورة اليمن ) وإن كلتيهما أرادت استنساخ ( ثورة تونس ) أو ثورة الياسمين في تونس الخضراء والناظر إلى الثورتين يعلم تماما أن مفهوم الثورة قد انهار تماما بعد شهور من اندلاعها في كل من سوريا واليمن بعد أن تحولت الثورة السورية إلى حرب إبادة وحرب شوارع وعصابات وتهجير وقتل واعتقالات قسرية وسجون سرية ودخلت دول في هذه الدولة فبات مجهولا من يحكم ومن بيده ( ريموت كنترول ) هذه الفوضى !. أما الثورة اليمنية فيمكن أن يقال إنها منذ البداية كانت فوضى عارمة واستنساخ رديء الصنعة والحبكة والإخراج مع بخل الإنتاج الذي لم يصنع منها ثورة مكتملة الأركان والزوايا والصفوف ذلك أن طبيعة أرض اليمن بقبائلها ومحافظاتها الممتدة واراضيها الشاسعة لا تسمح بأن يتفق الشعب اليمني برمته على ثورة يسقط النظام إن لم تختلف الأهداف وتتباين الرؤى وتظهر المطامع وتتلاعب الأحزاب لصالح أهدافها وهذا ما حصل فعلا وتحولت من كان يظنها ثورة عارمة يمكن أن تطيح بحكم صالح آنذاك إلى فوضى حزبية التي تحركت ثعالبها لتفكر وتمكر وتخطط وتلعب بالشباب الذي سكن الشوارع والحواري ملتفا بعبارات باتت هزيلة وهشة في أن الشعب يريد إسقاط النظام ويتحول كل شيء إلى فوضى لا هدف لها سوى أن تثير الفوضى وانتهت إلى ما نراه اليوم من فقر وجوع وشتات وتشريد، وإن كانت دمشق لا تزال تحت يد بشار الذي قامت الثورة لإسقاطه فإن صنعاء يحكمها الحوثيون اليوم بعد أن تفرقت أواصر الحكومة الشرعية من أن تبقى أو تعود لسابق عهدها، وها نحن نرى اليوم انهيار أي اتفاق يمني يمني حتى قبل أن تُعقد تمائمه أو يُعلن عنه بصورة رسمية، ولذا فإن على الجميع سوريا كان أم يمنيا أن يسأل نفسه عشر سنوات على ماذا بالضبط ؟! هل هي عشرة أعوام كان مرحبا بها أم مأسوفا عليها ؟! هل هي عشر سنوات من الاستقرار أم التهجير ؟! هل هي عشر سنوات من وحدة الأرض وسلامة العرض أم تشرذم الأرض وهتك العرض ؟! هل هي عشر سنوات من حق الدم السوري والدم اليمني أم أن هذه العروق قد جفت فيها ؟! هل هي عشرة أعوام من البقاء على قيد الحياة أم أنها موت سريري لا رجاء في إنعاشه ؟! ماذا يعني عشر سنوات ونحن نرى سوريا مدمرة واليمن محطمة وكأنها ذكرى نحتفل بها ؟! ماذا يعني أن تمر كل هذه السنين والأمور تتهاوى ولا تتعالى والحل يبدو مستبعدا إن لم يكن مستحيلا ؟! وهل على الشعبين السوري واليمني أن ينتظرا عشر سنوات أخرى ليتغير كل هذا الكلام وتنقلب الأحداث وتجدون من بكى عليهما يفرح لهما ؟!. هي ليست ذكريات طيبة لنفرح ولكنها بلا شك ذكريات مؤلمة لبلدين يعنيان لنا الكثير وفيهما من تاريخ وأصل العرب ما يجب على العرب أنفسهم أن يهبوا لإنقاذهما ما لم يشعر العرب بما يشعرون به اليوم من تساهل وتبلد وتهاون تجاههما ولكن لنقل انها عشرة أعوام مرت وأدعو الله أن ينهي هذه السنين بإنقاذ من تبقى من شعبي اليمن وسوريا وأن يعيدهما إلى أراضيهما أحياء أعزة لا مشردين أذلة، لأن الوطن أغلى من أن يُباع لكن بعض الأوطان وجدت نفسها للأسف في سوق يقال عنه سوق النخاسة حيث كل شيء معروض بثمن بخس وما أقسى أن يعيش أحدهم في سوق كان يقال أنه وطن !. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1519

| 22 مارس 2021

نســأل اللـه السـلامة !

يبدو أن روسيا ما زالت تتمسك بضبط النفس، الذي عادة ما يمتاز به الروس، الذين يفضلون الرد بدبلوماسية تبدو جارحة أكثر مما لو قاموا بفعل يمكن أن يقطع شعرة معاوية التي تربطهم بالآخرين، لا سيما إن كان الطرف الآخر هو الولايات المتحدة الأمريكية العدو الصديق الذي يرتبط مع موسكو بحرب باردة حينا وساخنة أحيانا أخرى، لا تتعدى التصريحات والاتهامات الصريحة والمتبادلة، بحسب ما تصل بهم ظروف العلاقات الثنائية بينهما، ولكن على ما يبدو فإن جو بايدن والذي تولى حكم أمريكا بعد رحلة انتخابات محمومة قد بدأ هجوما صريحا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين حينما وصفه وصفا يمكن أن يقال إنه لا يجوز لرئيس دولة أن يقوله، كما علق بهذا الرئيس التركي أردوغان بعد صلاة الجمعة الماضية في إسطنبول، حينما قال عن بوتين إنه (قاتل) في مقابلة تلفزيونية مع قناة ABC وجه المذيع الأمريكي الشهير جورج ستيفانوبولوس سؤالا مباشرا لبايدن إن كان يعتقد بأن الرئيس الروسي قاتل؟! فأجابه بايدن (نعم أعتقد ذلك)، دون أن يتم توضيح القاعدة التي انطلق منها هذا السؤال المباشر من قبل المذيع، وعلى أي أساس كانت إجابة بايدن السريعة، والذي لم يكتف بوصفه هذا بل توعد روسيا بمعاقبتها نظير تدخلاتها المباشرة في الانتخابات الأمريكية عامي 2016 و2020 وهو ما تنفيه موسكو جملة وتفصيلا وبصورة متكررة لكنها أمام هذا الوصف القاسي من قبل الرئاسة الأمريكية لم يقف الكرملين موقف المتفرج المسالم، فقد استدعت الخارجية الروسية سفيرها في واشنطن لمناقشة الخطوات القادمة في العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، بينما اكتفى بوتين بإجابة وصفها المراقبون بالذكية، حينما علق على اتهام نظيره الأمريكي له بأنه قاتل بجمل قصيرة (القاتل من يصف الآخر بذلك ودائما ما نرى مواصفاتنا في شخص آخر ونعتقد أنه مثلنا)، لكنه أشار في نفس الوقت إلى رغبته في إزالة كل ما يعوق الوصول إلى علاقات مثالية يجب أن تكون بين بلده وأمريكا، في حين أضاف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين سيئة ولا يبدو أنهم يريدون تحسين علاقات البلدين الثنائية. ورغم أن الحرب الباردة قد بدأت في عام 1947 بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والتي تمثل جزءا مقتطعا مما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي وانتهت عام 1991 إلا أن هذا التاريخ من حرب الصراع والتوتر والتصريحات المتبادلة التي تنم عن سوء فهم دائم بين البلدين لم يقف الزمن عنده فقد عمد ترامب على وجه الخصوص إلى إشعال فتيل هذه الحرب بتصريحاته التي كانت تطال موسكو تحديدا بعبارات كان يواجهها بوتين بسخرية مطلقة، ولكن الاتهامات التي تلاحق الدولة الروسية بتدخلها المباشر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي تهم مدموغة بالحقائق والأدلة لدى الجانب الأمريكي بينما تنفي موسكو هذه الاتهامات بصورة قاطعة، وتنكر أن لها دورا في أمر يعد شأنا داخليا أمريكيا، ومع هذا يحتفظ البلدان بعلاقات شبه كاملة بينهما رغم كل هذا التوتر المتصاعد بينهما ورفض واشنطن الرد على روسيا بالمثل واستدعاء سفيرها من موسكو كما فعلت الأخيرة، بعد تصريحات بايدن ورأيه في بوتين ردا على سؤال يعد ملغوما من قبل القناة الأمريكية ذلك أن واشنطن ومثلها موسكو تعلمان بأن نشوء حرب تتجاوز سقف التصريحات والتلميحات والاتهامات الشفوية يمكن أن يبعثر خريطة العالم ككل وأن ضبط النفس الذي يمتاز به كل طرف منهما هو السبيل الأنجع لإبقاء صمام الأمان على مستواه الأخضر الذي يرجوه الجميع لكن - ولا يبدو ما سوف يتبع حرف الاستدراك هذا مطمئنا – ماذا لو فقد أحدهما أعصابه أو تمادى طرف في استفزاز الطرف الآخر؟!. لا تبدو الإجابة سهلة كما لا يجب أيضا أن نتوقع سهولتها على العالم بأسره، لأن الأمر سوف يكون قد تشقلب رأسا على عقب ولا يُحسن إصلاحه إلا من أساء صلاحه!. نسأل الله السلامة! ‏@ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

1803

| 21 مارس 2021

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6429

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6390

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3840

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
غياب الروح القتالية

تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...

2955

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2859

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
النظام المروري.. قوانين متقدمة وتحديات قائمة

القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...

1854

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1650

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1575

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
مستقبل الاتصال ينطلق من قطر

فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...

996

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

993

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

987

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...

987

| 24 أكتوبر 2025

أخبار محلية