رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

قطر.. الفائز الأكبر

إذا كان قد أسدل الستار بالأمس على بطولة العالم لكرة اليد قطر 2015، فان الحديث عنها سيظل يتردد سنوات، ولن يسدل في ظل هذا الإبهار الذي قدمته هذه البطولة في هذه الدولة، وهذا الانجاز الذي حققته قطر فيها، والذي لم تسبقها إليه دولة من خارج أوروبا في أن تكون طرفا في المباراة النهائية لهذه البطولة.ستظل بطولة العالم لكرة اليد في نسختها 24 بالدوحة "قطر 2015" راسخة في الأذهان لسنوات قادمة، فما شهدته من تنظيم إداري غير مسبوق في تاريخ هذه البطولات الممتد لنحو 77 عاما، ومنشآت رياضية تتضمن أعلى المعايير وبمواصفات لم تتوافر في أي ملاعب سابقة شهدت إقامة هذه البطولة، وتجهيزات لوجستية نوعية، وقدرة تنظيمية أمنية فائقة ومتمكنة، وحفلي افتتاح وختام مبهرين، كل ذلك جعل من هذه البطولة حدثا استثنائيا في مسيرة هذا المونديال الذي انطلق في 1938 بشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد د. حسن مصطفى الذي أكد ان هذه البطولة تعد أفضل بطولات العالم في كرة اليد.قطر هي الفائز الأكبر في هذه البطولة.. نعم المنتخب الفرنسي، ذو الخبرة الكبيرة، والانجازات المتعددة عالميا، اقتنص الفوز في المباراة النهائية بفارق 3 أهداف، لكن المنتخب القطري يكفيه فخرا أنه أول منتخب ليس عربيا فحسب أو آسيويا، بل أول فريق من خارج القارة الأوروبية يكون طرفا في المباراة النهائية، لتسجل قطر بذلك انجازا غير مسبوق، ليس لقطر فقط، إنما للعرب قبل ذلك، بأن تكون دولة عربية هي صاحبة هذه البصمة، وأول من فتح الباب على مصراعيه لتحل بالمركز الثاني، وهو أفضل مركز يحققه العرب في تاريخهم طوال مسيرة بطولة العالم لكرة اليد، بل أفضل مركز يحقق عربيا في اللعبات الجماعية في المنتخبات الأولى.كل من حضر هذه البطولة من لاعبين وإعلاميين وجماهير، ومن شاهدها، عرف بالابداع القطري تنظيما وإدارة وأمورا فنية ولوجستية، وجعل من قطر مجددا رقما مهما في استضافة البطولات الرياضية في جميع اللعبات، وهو ما جعل الفرنسيين يفكرون فيما سيقدمونه في البطولة القادمة التي سيستضيفونها في 2017، وهو دفعهم للتأكيد على انهم سوف يستفيدون من الخبرات القطرية في مجال التنظيم في البطولة القادمة، وهذا نجاح آخر يسجل لقطر وقيادتها.انجاز المنتخب القطري لم يكن ليتحقق لولا فضل من الله اولا، ثم دعم لا محدود من سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، وجهود جبارة من سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة اليد قطر2015، منذ إعداد ملف الاستضافة الى هذه اللحظة، ثم فريق العمل الذي عمل تحت قيادته بدءا من الاتحاد القطري لكرة اليد واللاعبين والمتطوعين.قطر كسبت هذه البطولة بامتياز، وكسبت الرهان في قدرتها على الابداع عند استضافة أي حدث رياضي، لتقدم تنظيما نموذجيا، بعيدا عن التقليد، ولتفتح آفاقا واسعة في التنافس على تقديم نسخة جديدة في بطولة كأس العالم لم يسبق أن شهدتها مسيرة هذه البطولات.هذا النجاح الباهر الذي حققته بطولة العالم لكرة اليد "قطر 2015" مقدمة لكأس العالم لكرة القدم 2022، وسيعزز في الفترة الفاصلة بنجاحات مميزة أيضا رياضيا واقتصاديا وسياسيا وفنيا وتعليميا....أي بلد يحقق انجازات رياضية لا يمكن أن يسير بمعزل عن انجازات في قطاعات اخرى، وهو ما يترجم في قطر، فحجم الانجازات التي تشهدها قطر بفضل من الله ثم قيادة هذا البلد، رياضية كانت أو سياسية أو اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو ثقافية أو عمرانية ليست بحاجة للحديث عنها، فهي بحد ذاتها تتحدث عن نفسها، وبالتالي فان مسيرة قطر اليوم مسيرة متكاملة، متماسكة، مترابطة، قوية في تشابكها بين جميع القطاعات.كل التهاني وأخلصها لسمو الأمير المفدى وسمو الأمير الوالد حفظهما الله ورعاهما، ولسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، الذي لطالما واصل الليل بالنهار عملا وإخلاصا وجهدا، ليقطف اليوم هذه الثمار اليانعة..والتهنئة موصولة لاتحاد اليد ولكل العاملين في هذه البطولة، من رجال أمن أوفياء كعادتهم للأمانة الملقاة على عاتقهم، وجنود مخلصين لهذا الوطن المعطاء.كل الشكر والتقدير لأبناء الوطن الأوفياء في كل مجال كانت لهم البصمة والمشاركة في هذا الحدث أو غيره، وكانوا خير سفراء لكل من وفد إلى هذا الوطن، ليقدموا نموذجا مشرفا لأبناء هذا الوطن.كل الشكر للاخوة المقيمين الذين شاركونا فرحتنا وقبلها شاركونا العمل باخلاص وجد واجتهاد من أجل إنجاح هذا الحدث وغيره ايضا، فهم شركاؤنا في هذه التنمية الشاملة التي يشهدها هذا الوطن، فلهم منا كل الشكر والتقدير.لكم جميعا التهنئة والشكر والتقدير، فقد كنتم داعمين بالدعاء، ومساهمين في النجاح، ومشاركين في الإبداع، وستظل قطر تقدم دروسا في النجاح والابداع والتميز.

1975

| 02 فبراير 2015

خير خلف لخير سلف

برحيل المغفور له إن شاء الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقدت الأمة العربية والإسلامية قائدا ورجلا طالما سعى لتوحيد الصف، ونبذ الفرقة، والانفتاح على الآخر عبر حوار ذي أفق واسع، منطلقا من قوله تعالى " وجادلهم بالتي هي أحسن " وهنا لا يسعنا بداية إلا أن نتقدم بالتعازي الحارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد وللأشقاء بالمملكة وللأمة جمعاء لهذا المصاب الجلل، داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم قيادة المملكة وشعبها الكريم الصبر والسلوان .لقد عرف الملك عبدالله منذ أن تولى سدة الحكم في 2005، وقبلها بنحو 10 سنوات عندما كان وليا للعهد ويدير شؤون المملكة العربية السعودية الشقيقة، نظرا للظروف الصحية التي كان آنذاك يعاني منها الملك فهد رحمهما الله تعالى، وأسكنهما فسيح جناته .. عرف بالحكمة والحنكة، والحرص على خدمة وطنه وأمته، وهو ما تثبته الإنجازات التي تحققت في المملكة في جميع القطاعات، مما أحدث نقلة نوعية، فالسنوات التي قضاها في الحكم رغم أنها قصيرة ـ أقل من 10 سنوات ـ إلا أنها كانت حافلة بالمنجزات في الداخل والخارج .كان حريصا حتى أيامه الأخيرة على تدعيم الصف الخليجي والعربي والإسلامي، فهذا الحرص هو الذي دفعه لتتويج جهود المصالحة الخليجية بحكمته في لقاء الرياض الشهير في نوفمبر الماضي، لينهي بذلك واحدة من أخطر الأزمات التي تعرض لها مجلس التعاون الخليجي، بعد أن بذل سمو أمير دولة الكويت الشقيقة جهودا جبارة عبر جولات مكوكية وزيارات متعددة للأطراف الخليجية، لتفكيك الأزمة التي تعرض لها المجلس، ليلتقي هذا الجهد مع حكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وغفر له في إنهاء الأزمة في اجتماع الرياض الذي جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي .ولم تغب قضايا الأمة العربية والإسلامية عن فكره وجهده، فكان لمواقف المملكة في عهده دور بارز في العديد من القضايا، كما كان لدعواته للحوار والانفتاح ونبذ الخلافات والتكاتف لمحاربة الإرهاب صدى بارز على المستوى العالمي .وإذا كنا اليوم نستذكر هذه الأدوار الكبيرة التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، فإننا كلنا ثقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال المرحلة المقبلة، فقد عرف سموه طوال مسيرته المباركة بالحكمة في إدارة مختلف الملفات الداخلية، والتعامل بحنكة مع الأحداث والتطورات الخارجية، وهو ما يعزز من الدور المتعاظم للمملكة، وحضورها القوي والفاعل في المشهد الإقليمي والدولي، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان خير خلف لخير سلف .إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيكمل المسيرة المباركة للشقيقة السعودية، ومن المؤكد أنه سيطرح بعدا جديدا في رؤية المملكة لمختلف القضايا، والمعالجات الجذرية للعديد من الملفات، وستواصل المملكة دورها المحوري في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية وقضايا الإنسانية بصورة عامة، وتصديها للمخاطر التي تواجه المنطقة ، فالملك سلمان رجل دولة ، وحضوره في المشهد ليس وليد اللحظة ، بل هو يمتد لحكم الملك فهد ثم الملك عبدالله رحمهما الله وقبل ذلك ، فقد تولى العديد من المناصب قبل ولاية العهد ، واسندت له ملفات مختلفة في الداخل والخارج ، كما انه خلال الفترة الاخيرة قام بترأس وفد المملكة الى مؤتمرات واجتماعات عديدة .ويتمتع الملك سلمان برؤية مستقبلية ، ويحسب له اليوم انه قام بتهيئة الاجواء عبر خطوة اراها هي الاهم وهي وضع الثقة لدخول الجيل الثاني من الاسرة الى مناصب قيادية ، وهو تعيين الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد .والامير محمد بن نايف عرف عنه التواضع والانضباط والانتاجية في عمله ، وتاريخه بوزارة الداخلية شاهد على ما احدثه من نقلة في اداء هذه الوزارة الحيوية ، اضافة الى اشرافه على الحج ، وهو اكبر تجمع عالمي للبشر ، اضافة الى توليه ملفات خارجية استطاع انجازها بنجاح تام .هذه السلاسة في انتقال الحكم تؤكد ان مؤسسة الحكم بالمملكة مترسخة ، ومبنية على قواعد متينة ، وهو ما ارسل رسالة للداخل والخارج فيها طمأنينة عن مؤسسة الحكم ، اضافة الى خطوة ادخال الجيل الثاني من الاسرة الحاكمة الى تولي القيادة ، وهو ما كان البعض متخوف منه ، الا ان هذا الامر قد تم بكل سلاسة واريحية .المملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى لنا في دول مجلس التعاون، وهي الحضن الدافئ الذي طالما كان الملاذ والجامع، وهي اليوم كذلك في هذا العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد، الذين هم أشد حرصا على تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ووحدة الصف والعمل العربي، ودعم قضايا الأمة الإسلامية، فهذه القيادة الحكيمة لن تتوانى عن بذل الجهد والوقت من أجل خدمة قضايانا الخليجية والعربية والإسلامية والإنسانية جمعاء .إننا في الأسرة الخليجية كما آلمنا المصاب الجلل، فإننا نتطلع إلى قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وحكمته في إحداث نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، وفي جميع المجالات، سواء كان ذلك في الداخل السعودي في مسيرة النهضة الشاملة، والتنمية المتكاملة، أو في المشهد الإقليمي والدولي، الذي ينتظر الدور السعودي لمعالجة العديد من الملفات المتفجرة، والتي هي بحاجة إلى معالجات جذرية، خاصة قضايا الأمة العربية والإسلامية، داعين الله عز وجل أن يلهم خادم الحرمين الشريفين التوفيق ، وأن يسدد على طريق الخير خطاه، وأن ينعم على المملكة العربية السعودية الشقيقة بالأمن والأمان ومزيد من الاستقرار .

3504

| 24 يناير 2015

حزب الله.. من مقاومة "إسرائيل" إلى قتل الشعب السوري

بداية لابد من وضع النقاط على الحروف، بعيداً عن القيل والقال، وبعيداً عن أي تأويل، فقضية دعم المقاومة الشريفة والنظيفة، التي تواجه المحتل، لا خلاف عليها، بل إنه شرف لأي طرف الوقوف معها، عندما تكون حاملة هم الأمة في صراعها، وبندقيتها موجهة للعدو المحتل، وليس إلى صدور الشعوب.بالأمس اعتدت "إسرائيل" على الأراضي السورية، وليست هي المرة الأولى، مستهدفة مجموعة من المقاتلين لحزب الله وإيران، وأوقعت فيهم قتلى، من بينهم قادة ميدانيون حسب رواية الحزب، وإن اختلفت مع رواية أخرى تحدثت بها جبهة النصرة "تدعي" أنها هي من اسقطت طائرة "يوشن" تحمل على متنها 37 عسكرياً للنظام باعتراف وزير إعلام النظام السوري ومواقع موالية للنظام، قالت إنه أسقطت طائرة عسكرية وعلى متنها 30 جندياً، وكان من بينهم قتلى الحزب وإيران.أنا اعتمد رواية حزب الله، ولن أتحدث عن الرواية الأخرى، لكني اسأل: ما الذي يفعله حزب الله في سوريا؟ ما الذي يفعله الحزب هناك منذ أكثر من 3 سنوات؟.هو حزب مقاوم، وبندقيته موجهة باتجاه العدو "الصهيوني" هكذا في أدبياته وشعاراته، يعمل على تحرير الأرض والدفاع عن لبنان، والعمل على تحرير القدس، هكذا كانت الشعارات ومازالت التي يرفعها الحزب الى ما قبل نحو 3 سنوات، عندما انخرط في الدفاع عن نظام ثار عليه شعبه طلباً للحرية والكرامة، فتغير اتجاه البندقية إلى صدر الشعب السوري، وتغير تموضع المكان، فبدلاً من الحدود المتاخمة لفلسطين، كان التدفق على الأراضي السورية.احترمنا كثيراً حزب الله وبندقيته عندما كانت موجهة للعدو الحقيقي، وكلنا يتذكر حرب 2006، وكيف وقفت الشعوب العربية إلى جانب الحزب في حربه أمام "إسرائيل"، وكيف أصبحت هذه الشعوب حاضنة حقيقية للحزب وكوادره، ووقفت داعمة بكل ما تستطيع.تغنينا كثيراً ببطولات الحزب، وكتبنا ودافعنا عن حزب الله عندما كان مقاوما لـ "إسرائيل"، ويتصدى للغطرسة الصهيوينة، ورأينا فيه بارقة أمل نحو مستقبل عربي يقاوم العدو، ويسعى لتحرير الأرض والمقدسات، لكن هذه الصورة "انكسرت" بما أقدم عليه منذ الثورة السورية، وانحيازه إلى جانب النظام الظالم الذي يقتل شعبه، وغرق الحزب بمستنقع دماء الشعب السوري المظلوم، وأمعن في قتل الشعب، مشاركاً في الجرائم التي يرتكبها النظام بحق هذا الشعب الأعزل، الذي خرج مطالباً بالإصلاح، وظل كذلك لأكثر من 6 أشهر في مسيرات سلمية، إلا أن النظام اختار الخيار الامني ليواجه مطالب الشعب السلمية.قد يقول البعض إنك تتحدث عن قتال حزب الله وإيران الى جانب النظام، وتنسى إعداد المقاتلين الذين يقاتلون الى جوار الفصائل السورية المختلفة.نعم صحيح هناك مقاتلون لكن كم تبلغ اعدادهم، في أكثر الأرقام التقديرية لا تتجاوز 10 % من نسبة الفصائل، ثم إن هؤلاء أتوا افرادا دون تنظيم او يكونون منظمين، ودون أن تقف خلفهم جهات تدعمهم، لكن حزب الله وإيران فمعلن قتالهم الى جنب النظام السوري، بل أكثر من ذلك، الطرفان (ايران وحزب الله) يعلنان أنه لو لاهما لسقط النظام، وهذا صحيح.دعونا من "هراء" المؤامرة الكونية التي يتحدث عنها النظام السوري وشبيحته واتباعه ومناصروه، هي ثورة شعب أراد الإصلاح، فقوبل بالقتل، ولم يجد مفراً من مواجهة ذلك بما يستطيع وبما يقع تحت يديه، بعد أن عاش عقوداً تحت نظام القمع والاستبداد وسياسة الفرد، فلماذا الاستكثار على هذا الشعب الحصول على حريته، بعد أن أيد حزب الله الثورة التونسية والمصرية واليمنية، التي بات له فرع بها، وذراع يتحرك من خلالها، تحت مسمى "أنصار الله".حزب الله وجه بندقيته الى الشعب السوري، لينغمس في قتل هذا الشعب الذي فتح له الابواب في 2006، ويشارك اليوم بواحدة من أكبر الجرائم التي تعرض لها شعب في العصر الحديث، مشاركا بذلك جنباً الى جنب مع النظام السوري، فيدا الحزب باتتا ملطختين بدم الشعب السوري.كان بإمكان الحزب أن يلعب دوراً وسيطاً نزيهاً بين النظام والشعب، لإقناع الأول بمطالب الثاني العادلة، لكن حزب الله كان له رأي آخر، بل دور "دموي" آخر، وهو ما لم تتوقعه الشعوب العربية من هذا الحزب، الذي طالما رأت فيه صورة المقاومة التي تنشدها وتراهن على دورها في الدفاع عن قضايا الأمة.أنا على ثقة لو أن هذه الجريمة الصهيونية قد ارتكبت وحزب الله أياديه لم تتلطخ بالدم السوري، لرأينا الشعوب العربية تنتفض دفاعاً عن الحزب، ولرأينا وقفة شعبية عربيا، دعونا من الانظمة مع الحزب، لكن اليوم بعدما غاصت ركب الحزب في دماء الشعب السوري المظلوم مرت هذه الجريمة الصهيونية دون أن نجد لها صدى للاسف الشديد.حزب الله فقد حاضنته السنية في العالم العربي والإسلامي، بل حتى طيف من الاخوة الشيعة يرفضون وجود الحزب في سوريا وما يقوم به من أعمال تخدم الصهاينة في زرع الفتنة بين السنة والشيعة.وليس هذا فقط، بل جر لبنان أيضا إلى مستنقع الأزمة السورية، ورأينا كيف وصلت "النيران" إلى الأراضي اللبنانية، رداً على تدخل الحزب في سوريا، فلم تقع أحداث لها علاقة بالأزمة السورية قبل تدخل حزب الله في سوريا، إنما أتى ذلك بعد قرار الحزب بتغيير وجهة بندقيته صوب الشعب السوري.لا يعتقد حزب الله انه سيخرج سالماً من سوريا، ولو بقي نظام الاسد، الذي يعيش اليوم على "اكسيجين" إيران وروسيا وحزب الله، فالشعوب في نهاية المطاف هي المنتصرة، حتى ولو رضخت اليوم وقبلت باستمرار الوضع ضمن مقايضة سياسية، إلا أن الشعب السوري لن يغفر لكل من شارك في قتله، وكل من وقف داعماً لنظام مارس ابشع أنواع الظلم والقمع والقتل والاستبداد..، واستخدم كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة من أجل إبادته.حزب الله يوجد في المكان الخطأ، وسيدفع ثمن هذا غالياً إن لم يسارع بتصحيح هذا الخطأ الشنيع الذي ارتكبه بالمشاركة في قتل الشعب السوري.أي تنظيم مقاوم إن لم تكن له حاضنة شعبية، فعمره قصير، وحزب الله باع هذه الحاضنة السنية العربية والإسلامية، وهو ما يجعل ظهره مكشوفاً إذا ما أراد مواجهة العدو الحقيقي، فهل نتوقع أن يعيد الحزب حساباته، ويعالج الأخطاء "الكارثية" التي وقعت فيها بانحيازه إلى نظام ظالم، وهو الحزب الذي يدعي الدفاع عن "المظلومية"؟.وقفة..الثورة السورية كشفت الكثير من الوجوه والأحزاب والدول، فهي الثورة بالفعل، كانت الكاشفة والفاضحة، ولو لم تحقق هذه الثورة إلا هذا الأمر لكفى..

3769

| 20 يناير 2015

أعمال إنسانية في بطولة رياضية

لم تكتف قطر في افتتاح بطولة العالم لكرة اليد بالأمس أن تقدم عملا فنيا مبهرا، بل رافق ذلك قيمة إنسانية لبطولة رياضية، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ هذه البطولة . هذه القيمة الإنسانية التي قدمتها قطر بالأمس بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وأعلن عنها سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة في افتتاح البطولة، تمثلت في الإعلان عن التبرع بريع البطولة لأطفال العالم عبر مبادرة "علم طفلا"، لتؤكد قطر من جديد أن يدها البيضاء ممتدة بالخير في كل المناسبات، وأن مساعيها بالخير مرتبطة بكل الأحداث .فإذا كان حفل الافتتاح سيظل صداه مترددا، وسيكون حديث العالم، فإن هذه المبادرة ستسجل كذلك بأحرف من نور في تاريخ هذه البطولة .كما كان متوقعا، فإن حفل الافتتاح جاء بالفعل مبهرا ومبدعا، وحمل رسائل ذات قيم إنسانية، ومستوحى من الرؤية الوطنية 2030، جامعا بين الأصالة والمعاصرة، محافظا على الهوية الوطنية، رابطا بين الأجيال في تواصل إبداعي، مجسدا الدوحة عاصمة الرياضة، .. وقبل هذا وذاك مشددا على دور التعليم في بناء الأمم وتطور المجتمعات، وهي رسالة مهمة في الربط بين الرياضة والتعليم .كل فقرة من فقرات الحفل حملت مغزى ورسالة، وفي صورتها النهائية شكلت عملا إبداعيا، وعملا متكاملا في تناسق جميل، مع توظيف رائع للتكنولوجيا في إظهار الحفل بهذا التجانس والإبداع والتجديد في الأفكار والتقديم .مجددا قالت قطر بالأمس كلمتها، وأضافت إلى رصيدها إنجازا تنظيميا جديدا، لتؤكد أن استضافتها لأي حدث كان لابد أن تسجل من خلاله تميزا وتألقا يظل راسخا في الأذهان، فليس الهدف من استضافة بطولة ما مجرد إقامتها على الأرض القطرية، فهذا الأمر قد تجاوزته قطر منذ زمن، فإذا لم تضف له إضافة حقيقية فإنها لا تقدم على استضافته، وهو ما حدث بالفعل مع جميع الأحداث التي أقيمت بالدوحة، بشهادة الأطراف الدولية وكل المختصين، الذين باتوا يرون اليوم في قطر أنها الأكثر مصداقية وثقة لاستناد أي حدث لها، فهي تعمل بصمت، وتبدع في الإنجاز عند تولي أي عمل .هذه الثقة والمصداقية التي تحظى بها قطر وقيادتها هي التي دفعت رؤساء دول ورؤساء حكومات إلى أن يشاركوا في حفل افتتاح البطولة بالأمس، كونهم يؤمنون بتميز قطر في مثل هذه الأحداث .وإذا كانت هناك من كلمة، فإنها لسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة اليد، الذي يقف خلف هذا الإبداع، الذي رأيناه بالأمس، فقد سهر متابعا لسير أعمال الملاعب التي تعد مفخرة للوطن وأبنائه، وإنجازا حضاريا ستستفيد منه الأجيال القادمة ..، إضافة إلى متابعة سعادته للترتيبات المتعلقة بالتنظيم والتجهيز والأمور الفنية .. لحظة بلحظة، وواقفا على كل صغيرة وكبيرة، حريصا كعادة سعادته على إظهار هذا الحدث بالصورة التي تليق بدولة قطر، لتواصل بذلك مسيرة التميز الذي عرفت به .لم يعد مقبولا عند القيادة في قطر حتى الوقوف عند مستوى معين من النجاح والتميز الذي صاحب استضافاتها للأحداث والفعاليات والبطولات التي تقام على أرضها، بل تعمل دائما على الانتقال إلى مربع آخر عنوانه التألق والإبهار والإبداع ..، هذه الروح هي التي تحكم العمل في قطر . وقفة ..شكرا رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد د.حسن مصطفى على كل ما قدم من جهد وعطاء ومتابعة طوال الفترة الماضية، وانحيازه المبني على الحق لقطر ..وأحيي فيه بالأمس الكلمة التي فضل إلقاءها باللغة العربية، وهو أمر يقدر له .. كما نقدر له إعلانه أنه كان قريبا من العمال الذين تولوا تشييد ملاعب البطولة، وجلس معهم، ناقلا عنهم تأكيدهم أنهم لم يتعرضوا لأي ضغط لإنجاز العمل في هذه الملاعب .. .فشكرا د.حسن مصطفى على هذه المواقف الكبيرة ..

1807

| 16 يناير 2015

العالم في قطر

العالم يجتمع في قطر.. هذا هو ملخص الرسالة التي تحملها بطولة العالم لكرة اليد للرجال، التي تنطلق اليوم على صالة لوسيل بمشاركة 24 دولــة، في واحــدة من اهم البطولات الرياضية على مستوى العالم، من حيث الاهتمام الذي تحظى به بعد كأس العالم لكرة القدم، فقد توافد اكثر من 1000 اعلامي لتغطية هذا الحدث، اضافة الى عشرات القنوات الفضائية عبر قــارات العالم الخمس، التي حرصت على نقل مباريات هذه البطولة، وهي دلالة واضحة على الاهمية التي تحظى بها. مجددا.. تؤكد قطر انها عاصمة الرياضة في الشرق الاوســط، وأنها تخوض دائما تحديات الابداع، ليس مع الغير، إنما قبل ذلك مع الذات، لتثبت في كل مــرة أنها لا تستضيف البطولات لمجرد الاستضافة، وإنما تـحــدث نــقــلــة نــوعــيــة فــي اســتــضــافــاتــهــا لـــلأحـــداث والــبــطــولات الــريــاضــيــة، والــســنــوات المــاضــيــة خــيــر شــاهــد عــلــى ذلـــك، وربــمــا دورة الالعاب الآسيوية 2006 كانت نموذجا مشرفا قدمت قطر من خلاله ابداعات مازالت راسخة في الاذهان، تنظيميا واداريا وفنيا.. نحن الــيــوم لا نتحدث عــن بطولة رياضية فــي كــرة اليد فحسب، بل يتجاوز هذا الحدث اطاره المحدود، ليكون حدثا هو محط انظار العالم كله، حدثا ينظر العالم اليه على أنه يمثل تجربة مصغرة لكاس العالم 2022، حدثا ينظر فيه المراقبون للجوانب الادارية والفنية والتقنية التي ستدخلها قطر الى هذه البطولة. اليوم الملاعب الثلاثة التي ستقام عليها البطولة تعد الاحــدث عالميا، لــيــس كــبــنــاء، انــمــا الأحــــدث فــي الــتــقــنــيــات المــســتــخــدمــة، والــتــجــهــيــزات المتوفرة، والتكنولوجيا الجديدة التي تدخل لأول مــرة في مثل هذه البطولات.. واثقون أن قطر سوف تبهر العالم مجددا اليوم وطــوال ايــام البطولة، ســواء من خــلال الملاعب التي تم انشاؤها، او المراكز الإعلامية التي تم اعدادها، او التقنيات الحديثة، او التكنولوجيا الجديدة..، وقبل هذا وذاك الجانب الإداري والتنظيمي الذي يمثل العنصر الفاعل، والركيزة الاساسية لنجاح اي حدث. لكني اقول إن نجاح هذه البطولة او غيرها من الأحداث، ليس مسؤولية اللجنة المنظمة او جهة بعينها، إنما هي مسؤولية مشتركة، بدءا من الافراد الذين هم مطالبون بالتفاعل الايجابي عبر التواجد في الملاعب خلال مختلف المباريات، للتأكيد على حيوية المجتمع القطري، وتفاعله مع هذه البطولات.. النجاح سلسلة متصلة الحلقات، لذلك نحن واثقون من ادوار كل الجهات تحت اشراف اللجنة المنظمة بقيادة سعادة الشيخ جـــوعـــان بـــن حــمــد آل ثـــانـــي، الــــذي حــقــيــقــة طــــوال الاشــهــر الماضية تابع عن كثب كل الخطوات التي من شأنها ان تحقق اعلى درجــات النجاح لهذه البطولة، التي اجزم انها ستحدث نقلة نوعية في مسيرة بطولات كأس العالم لكرة اليد. لقد تعودت قيادة هذا الوطن على خوض غمار التحديات في كل المجالات، رياضية كانت او سياسية او اقتصادية..، وكـــان الــنــجــاح حليفها ولــلــه الــحــمــد، لأنــهــا صــادقــة في مساعيها، ومخلصة في جهودها، ومؤمنة بــالادوار التي تقوم بها..، وهي اليوم تكمل هذا الطريق بهذا التوجه، وهــذه الهمة، وهــذه الرؤية الواضحة المعالم التي تسير عليها. ◄ وقفة.. مرحبا بكل الــوفــود الــذيــن هــم الــيــوم ينزلون ضيوفا عــلــى هـــذا الــبــلــد المــضــيــاف، نــرحــب بــهــم بــين اهــلــهــم، وهــي فــرصــة لــلــوقــوف على ثقافة قطر وأهــلــهــا، ومــن يعيشون على أرضها، الذين يشاركوننا حياتنا بكل تفاصيلها، ويساهمون معنا في هذه التنمية التي تعيشها قطر.

1934

| 15 يناير 2015

كيف يتم توجيه الدعوات الخارجية لحضور الفعاليات؟

واقعة وزارة الثقافة والمتمثلة في دعوة فاطمة ناعوت، التي طالما ازدرت الدين الإسلامي، واستهترت بالثوابت الإسلامية، ولا تترك فرصة إلا وتطعن في الإسلام ورموزه،..، ثم إلغاء الدعوة بعد رفض قاطع من الرأي العام بالسماح بدخول مثل هذه "النوعيات" تحت أي من المسميات، تجعلنا نتوقف عند الكيفية التي تتم من خلالها دعوة المشاركين أو الضيوف لحضور فعاليات تقام بالدوحة؟واقعة وزارة الثقافة ليست هي الأولى في دعوات توجه من قبل وزارات ومؤسسات وقائمين على مؤتمرات وفعاليات مختلفة لشخصيات هي محل اعتراض الرأي العام المحلي، بسبب توجهاتها التي لا تتفق أبداً مع توجهات المجتمع القطري، ولا تتفق أصلاً مع الشريحة الأكبر لشعوب هذه الأمة، ولا أريد هنا ذكر هذه الجهات الرسمية، وإن كان البعض منها قد استدرك الأمر، وقام بإلغاء دعوات وجهت إلى شخصيات بعد ضغط شعبي عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو أمر يحسب لهذه الجهات بما فيها بالطبع وزارة الثقافة التي تتفاعل إيجابياً مع آراء ومطالب الرأي العام.خلافنا مع بعض الشخصيات التي تدعى لفعاليات تقام بالدوحة، ليس لكوننا نختلف معها فكرياً، والبعض منها يسيء إلى قطر وقيادتها بشكل سافر، ولا يستنكف عن التعدي على الحرمات، حاملاً حقداً دفيناً على كل ما هو قطري.. ليست هذه منطلقاتنا في الاختلاف، فقد تعلمنا في قطر ألا يشكل الاختلاف في وجهات النظر منطلقاً للإساءات للطرف الآخر، مهما اختلفنا في ذلك، ولم تعترض قطر يوماً ما على أي نقد موضوعي وجه لها، طالما كان نقداً موضوعياً، بل ترحب بذلك، وتؤكد أنها ليست معصومة من الخطأ، ما دامت هي تعمل، وتقدم مبادرات من أجل خدمة قضايا الأمة..خلافنا مع الذين يسيؤون إلى قطر، بعيداً عن الاختلاف في الرأي أو وجهات النظر، ولأنهم مفلسون تجدهم يشتمون ويتلفظون بألفاظ شائنة وبذيئة، ولا يترددون في الطعن بالأعراض؛ لأنهم هزموا في ساحة الحوار أو الفكر والنقاش الموضوعي لتوجهات وسياسات ومبادرات قطر..وقبل هذا نختلف مع هذه الفئة لتطاولها على الدين، وطعنها في الثوابت الإسلامية، وإساءتها للمعتقدات..، فلا يمكن لمجتمعنا أن يقبل هذه النوعية بدعوى الانفتاح، وحرية الفكر، وتشجيع الإبداع،.. في حين هي تضرب ثوابت الأمة، وتسعى إلى هدم قواعدها.لا نريد أن تتحول المؤتمرات والفعاليات المختلفة التي تقام بالدوحة إلى ساحة لتوجيه الدعوات لكل من "هب ودب"، دون أن نعرف من هم القادمون إلينا، وللأسف إن من يشرف على توجيه الدعوات في كثير من الأحيان ليس ملماً بالحدث، ولا يعرف عن الشخصيات المدعوة غير الاسم، وربما حتى الاسم لا يعرفه، إنما هي قوائم من الأسماء "متوارثة" منذ سنوات، جيلاً عن جيل، أو علاقات شخصية تربط البعض بأولئك، دون النظر إلى مواقف هذه الشخصيات التي تم توجيه الدعوة لها للحضور إلى الدوحة، وهي بذلك تسيء إلى هذه الدولة وإلى شعبها وعطاءاتهم الخيرة.نعم نحن مع الانفتاح، ولسنا منغلقين فكرياً، ولكن لا نقبل أبداً دعوة من يجاهر جهاراً نهاراً بالطعن في الثوابت الإسلامية، ويسيء إلى دولتنا وقيادتها، حاملاً أحقاداً على قطر، ولا يتردد في الإساءة لها، وإذا ما رأى مصلحة، فإنه لا يتردد في "التلون" بالإشادة بها.ما كان يمكن إخفاؤه في الماضي، لم يعد اليوم بالإمكان ذلك، في ظل هذا الفضاء المفتوح، وهذه الثورة المعلوماتية والتقنية، وهذا الإعلام السيار، وبالتالي أصبحت المواقف واضحة، والصف قد حصحص، ولم تعد الشعوب العربية في المجمل يمكن استغفالها أو خداعها بقليل من الكلمات.دعوة فاطمة ناعوت هي بالفعل محل استغراب من الجميع، وليس هناك ما يبرر دعوتها في جميع الحالات، ولا أعتقد أن حضورها سيضيف شيئاً إلى معرض الدوحة للكتاب، بل سينعكس سلباً، وسيمثل نقطة "سوداء" في سجل معرض الكتاب.الأمر الآخر، يجب على كل الجهات التي تقوم بتنظيم مؤتمرات أو اجتماعات أو ندوات.. أن تنتقي من الشخصيات ما يمثل "شامة" بيضاء في سجل هذه الجهات، خلقاً وفكراً وعلماً وعطاءً..، فالعبرة ليست مجرد "كم" من الحضور، أو دعوات مخصصة لتلك الفعالية، وبالتالي توجيه الدعوة لأي شخصية، بغض النظر عن تاريخها ومواقفها وأدائها..، إنما نوعية من أصحاب الفكر والعلم والخلق، ممن لهم بصمة في أي فعالية يشاركون فيها، فقد تجاوزنا الكم إلى البحث عن الكيف.ونتمنى من جميع الجهات التي تقوم بتنظيم الفعاليات والمؤتمرات والبطولات، أن تسند مهام اللجان إلى أفراد وشخصيات لهم علاقة فعلية بدور واختصاصات اللجنة التي يتولون أمرها، وليس مجرد مناصب يتولون أمرها.يجب أن يحسن استثمار هذه الفعاليات لإبراز الوجه الحضاري لدولتنا، وما اختيار الشخصيات المدعوة إلا جزء من ذلك، إضافة إلى أن المدعوين لا يجب الاكتفاء فقط بدعوتهم دون أن يجدوا برامج معدة لهم، لإطلاعهم على جوانب النهضة التي تعيشها الدولة.ففي كثير من الأحيان تتم دعوة الضيوف، دون إعداد أي برنامج لهم ما بعد الفعاليات التي يدعون من أجلها، فتجدهم من المطار إلى الفندق، ومن الفندق إلى المطار، دون أن يروا شيئاً من قطر، وهو أمر باعتقادي غير مقبول.لذلك كل الأمل أن نعيد التفكير في آليات وطرق الدعوات التي توجه للشخصيات بمن فيهم الاعلاميون لحضور الفعاليات التي تقام بالدوحة، وألا تظل بعض الوزارات والمؤسسات التي تنظم أو تستضيف المؤتمرات تردد "هذا ما وجدنا عليه آباءنا الأولين"..

2589

| 07 يناير 2015

احتفالاتنا.. أخلاق تغرس وقيّم تكرّس

اليوم الوطني بالنسبة لنا في قطر ليس مجرد ذكرى تمر، أو احتفالات تقام، أو مسيرات تطوف الشوارع، أو إجازات تمنح..اليوم الوطني بالنسبة لنا في قطر أخلاق تغرس، وقيم تكرس، ومبادئ ترسخ، وثوابت ومنطلقات يتوارثها جيل بعد جيل، لا يمكن التزحزح عنها، أو المساومة عليها، أو التنازل عنها.نعم هناك احتفالات، لكن ماذا تحمل هذه الاحتفالات من رسائل ومعان كبرى في التكاتف والتعاون والتعاضد والولاء والعزة..احتفالاتنا تغرس قيما وأخلاقا في هذا الجيل، مستمدة من تاريخ حافل، ومسيرة عبر عقود حملت نماذج من الرجال يستلهم جيل اليوم منهم هذا الإرث العظيم..عندما نحتفل اليوم، فاننا بذلك نسترجع مسيرة أسسها المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي أسس وأرسى قواعد هذه الدولة الحديثة، ونخلد هذه الذكرى منذ 1878، وحمل الراية من بعده أحفاده الكرام، ليحمل الراية اليوم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي تسلم الراية خفاقة من سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظهما الله ورعاهما، ليكمل هذه المسيرة المظفرة، التي تزداد ألقا في كل يوم، وعزة في كل لحظة.نحتفل لنتذكر بهذه القيم التي طالما تحدث عنها سمو الأمير المفدى في كل خطاباته، ويؤكد عليها في كلماته، وكلنا يتذكر كلمات سموه عندما تولى مقاليد الحكم في أول خطاب له عندما قال "عرف القطريون من قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم، وإقلالهم الكلام، وإكثارهم العمل، ونصرتهم المظلوم.. "..وفي موضع آخر من خطاب لسموه يشير إلى أننا " ننطلق من مبادئنا ومصالحنا وكرامتنا ومن مصالح الأمة التي ننتمي إليها وكرامتها "..نحن في 18 ديسمبر نشحذ الهمم لنواصل على نهج الأولى، وطريق الأوفياء، بناء هذا الوطن كل في مجاله، من خلال الإخلاص في العمل، والتركيز على الإنتاجية، وتقديم الصورة المشرفة عن هذا الوطن وقيادته وأهله..لا يجب علينا حتى ونحن نحتفل في هذا اليوم أن نقدم على ارتكاب أخطاء، أو القيام بسلوكيات ليست من عاداتنا ولا من قيمنا وأخلاقياتنا ومبادئ عرف بها القطريون، ولا من الثوابت التي قام عليها هذا الوطن.الوطن بحاجة إلى عمل وعطاء وإخلاص وتضحيات، وهذا لن يتأتى بسلوكيات استهلاكية، أو أقوال غير مقرونة بأفعال، أو تنظير بعيد عن أرض الواقع، أو أعمال غير منضبطة بانتاجية حقيقية، أو صرف أموال يصل إلى مستوى البذخ أو يزيد، بدعوى أن لدينا فوائض مالية، كلها تصرفات ليس لها مكان في سير بناة هذا الوطن.نحتفل اليوم لنجدد العهد والولاء لهذا الوطن وقيادته، ولنمضي سويا على قلب رجل واحد، نصطف صفا واحدا، تحت راية واحدة..حب الوطن.. هو الالتزام بالعمل، هو السلوك القويم في الداخل والخارج، هو القدوة الحسنة، الابتعاد عن السلبية في التعامل مع قضايا الوطن، وتقديم المصلحة الجماعية على المصالح الضيقة.. مصلحة الوطن فوق كل شيء..جميل أن نحتفل بيوم الوطن، وأن تشكل احتفالاتنا مظاهر لافتة، لكن الأجمل أن نترجم هذا الحب وهذه الاحتفالات إلى أفعال تنهض بالوطن، وأعمال تخدم الوطن..الوطن ليس يوما واحدا نحتفل به، بل هو حياة نعيشها، وروح تسري، وقلب ينبض..بناء الوطن مسؤولية جماعية، كل في مجال، وكل في اختصاصه، مهما علا المنصب أو صغر، كل مسؤول..بالمناسبة حتى الاحتفال باليوم الوطني، فهو ليس فقط مسؤولية لجنة منظمة، أو وزارة أو مؤسسة، أو فريق عمل معين، أو أفراد معينين.. الاحتفال باليوم الوطني مسؤولية جماعية، كل يقدم ما لديه حسب قطاعه ومجاله وتخصصه حتى يكتمل العقد، ويكتمل البنيان.نحتفل بهذه المناسبة العزيزة لنؤكد على اللحمة الوطنية، والجسد الواحد، والأسرة الواحدة في هذا المجتمع، بمن فيهم من يعيشون معنا في هذا الوطن، وعلى هذه الأرض الطيبة، الذين يشاركوننا حياتنا وبناء دولتنا ومجتمعنا، فهم شركاء معنا، ويحتفلون معنا في هذا اليوم.نحتفل بيوم الوطن لنقول للوطن: إننا أوفياء وعلى العهد باقون، وعن منجزاتك مدافعون، ولحماك صائنون، وعلى نهج الأولى سائرون..وقفة.."ستبقى قطر كعبة المضيوم.. عبارة قالها مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني ورددها سمو الأمير الوالد، وسوف تبقى على هذا العهد في نصرة المظلومين"..تميم بن حمد آل ثانيأمير دولة قطر

2955

| 17 ديسمبر 2014

تميم بن حمد.. 500 يوم من تولي الحكم..تخطيط لصناعة المستقبل

25/6/2013.. سيظل هذا التاريخ محفورا ليس في ذاكرة شعب قطر، بل في ذاكرة الشعوب العربية. تاريخ ناصع البياض في تسليم راية القيادة لجيل الشباب، من قائد وهو في عز عطائه، وقمة إنجازاته الوطنية، إلى قيادة شابة، بعد أن أهلت لعشر سنوات متتالية في الحكم والإدارة.في هذا التاريخ تسلم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم من والده، ووالد الجميع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في سابقة غير مشهودة في عالمنا العربي المضطرب.بعد 18 عاما من العطاء، تحولت فيها قطر إلى دولة متطورة، دولة مؤسسات، ذات مرافق حديثة، في كل القطاعات، وذات حضور سياسي بارز على مختلف الأصعدة وفي جميع المحافل.. كانت خطوة سمو الأمير الوالد بتسليم الراية لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليواصل إكمال هذه المسيرة برؤية متجددة، تعزز ما تحقق من إنجازات، وتعقد العزم بهمة الشباب للمضي قدما نحو البناء المؤسسي لهذا الوطن، عبر رؤية وطنية ترتكز على ماض تليد، وحاضر مشرف، ومستقبل واعد، من خلال سواعد أبناء الوطن الذين يمثلون الثروة الحقيقية، وعليهم تراهن قيادة هذا الوطن. لم يكن تاريخا عاديا في ظل العواصف التي تضرب العالم العربي، وفي ظل الاستبداد والقمع من أجل البقاء على الكرسي، ولو تطلب ذلك الجلوس على «جماجم» الشعوب، فسياسة الأنظمة العربية « إما أحكمكم أو أقتلكم».في هذه الأجواء أتت خطوة سمو الأمير الوالد الفريدة وهو منتصب القامة، ليسلم راية هذا الوطن العزيز إلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليواصل الطريق والنهج برؤية هذا الجيل، التي تمتلك في الوقت نفسه رصيدا من التجربة في الحكم والقيادة والإدارة، وهو ما أهلها أن تواصل تحقيق الإنجازات في الداخل والخارج، وعلى أكثر من صعيد، وتجلى ذلك في أكثر من صورة على أرض الواقع كمنجز حضاري لهذا الوطن وهذه القيادة. ◄ بناء دولة المؤسساتمنذ اللحظة الأولى لتولي الحكم أكد سمو الأمير»أن تغيير شخص الأمير في دولة قطر لا يعني أن التحديات والمهام قد تغيرت بالنسبة للدولة»، ليمضي ـ بالتالي ـ قدما نحو بناء دولة المؤسسات، وإعادة هيكلة الوزارات، وهي خطوة بدأت في عهد سمو الأمير الوالد، ليؤكد سمو الأمير هذا التناسق وهذا التكامل في الأعمال والمهام، فقطر تعيش حالة متفردة من البناء المؤسسي في عالم عربي يموج في كثير من الأحيان، وفي أركانه المختلفة، في الفوضى الإدارية، ونظام الفرد، ويغيب بالتالي العمل المؤسسي، وهو ما استطاعت قطر بقيادتها أن تتجاوزه عبر ترسيخ البناء المؤسسي المنضبط.اليوم يكمل سمو الأمير المفدى حفظه الله نحو 500 يوم منذ أن تولى الحكم، رسخ خلالها أكثر، نهجا اختطه سمو الأمير الوالد حفظه الله، وشق طرقا أخرى لتجديد الروح بالدولة ومؤسساتها، والسعي بـ»رشاقة» أكثر للتحديث في مختلف القطاعات، للانتقال نحو مرحلة جديدة تبدأها الدولة والمجتمع، أفرادا ومؤسسات، تواكب من خلاله المستجدات والتطورات، تستفيد من التجارب العالمية الناجحة، وترسخ الإيجابيات، وتعمل لتلافي السلبيات، كل ذلك وفق رؤية وطنية، وخطط مدروسة، واستراتيجيات للارتقاء بمختلف قطاعات المجتمع والدولة، وهو ما تحقق بالفعل عبر إنجازات تسجل على الأرض، إن كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو رياضية أو صحية أو تعليمية.قطر تقف اليوم على أرض صلبة، تاريخا وحضارة.. حاضرا ومستقبلا، ليس فقط على صعيد المنجز الحضاري، بل قبل ذلك على صعيد ترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق..» فنحن ننطلق من مبادئنا ومصالحنا وكرامتنا ومن مصالح الأمة التي ننتمي إليها وكرامتها»، هذا ما يؤكد عليه سمو الأمير المفدى في كل خطاب أو كلمة أو تصريح قولي أو عملي.شهدت فترة تولي سمو الأمير المفدى الحكم العديد من الإنجازات في الداخل والخارج، إن كان ذلك على صعيد الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل أو النمو المستمر، والذي وصل 2014 إلى 6.3% وهو نمو متقدم عالميا، ويتوقع أن يرتفع العام المقبل حسب توقعات صندوق النقد الدولي، وفي الوقت نفسه تم الانتهاء من مشاريع وبنى تحتية، فيما مشاريع أخرى تم البدء بالعمل فيها، وأخرى تسير وفق البرنامج المعد لها، وهي بالعشرات، فقطر اليوم ورشة عمل كبرى، يتوقع أن تكتمل صورتها في هذه المرحلة مع اقتراب 2020، فغالبية المشاريع الكبرى سيتم الانتهاء منها قبيل هذا التاريخ، وهذا لا يعني أن خطوات التنمية والتوسع والتطور تتوقف عند ذلك، فهناك رؤية قطر 2030، التي ترسم مستقبلا واعدا لهذا الوطن. ◄ الإنسان أساس التنمية البشريةلم تنحصر التنمية على المفهوم العام المتجسد في البناء والعمران، بل سبقه التنمية البشرية التي تركز عليها رؤية قطر بالدرجة الأولى، فكان الاهتمام الأكبر بالإنسان، الذي يمثل أساس التنمية، وهو ما أكد عليه سمو الأمير المفدى في أول خطاب له أمام مجلس الشورى العام الماضي 2013 عندما أكد أن أهداف التنمية بما في ذلك رؤية قطر 2030 تتلخص في ثلاث كلمات: بناء الوطن والمواطن.هذا الاهتمام بالإنسان انعكس في تحسين مستوى المعيشة، فبات دخل المواطن القطري اليوم هو الأعلى عالميا، إذا يتجاوز 100 ألف دولار سنويا، وهو ثمرة اهتمام القيادة القطرية، وتسخيرها كل الإمكانات لتوفير الحياة الكريمة للمواطن.في قطاع التعليم والصحة.. حظي هذان القطاعان باهتمام خاص، كونهما يمثلان مؤشر تقدم أي مجتمع، لذلك تم التوسع في المخصصات المالية في الموازنة العامة لهذين القطاعين في الموازنة الحالية، حيث بلغت مخصصات الإنفاق على قطاع التعليم للسنة المالية 2014/2015 ما قدر بـ26.3 مليار ريال وبزيادة قدرها 7.3% عن الموازنة السابقة، في حين بلغت مخصصات الصحة 15.7 مليار ريال بزيادة قدرها 12.5%، وهذا تأكيد على أهميتهما في الرقي بالمجتمع، وتم التركيز على تطوير الخدمات المقدمة في هذين المجالين، وهو ما انعكس إيجابا في المؤشرات الدولية أبرزها مؤشرات التنافسية الدولية، التي تصدرت قطر الدول العربية، وحققت مراكز متقدمة شرق أوسطية.سياسيا.. واصل سمو الأمير المفدى نهجا سياسيا ثابتا منطلقا من المبادئ والقيم التي تحكم السياسة القطرية في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما يؤكد من جديد أن هناك عملا مؤسسيا وليس مجرد اجتهادات تتغير حسب المصالح، وربما الانحياز إلى خيارات الشعوب في الربيع العربي خير مثال على انتماء السياسة القطرية إلى قيم العدالة والكرامة والإنسانية والحرية.وفي الوقت نفسه كان تأكيد سمو الأمير المفدى خلال لقائه مع « سي إن إن» في سبتمبر الماضي، على المضي قدما في سياسة الوساطات والمصالحات، كونها الأنسب بالنسبة لقطر، وهو ما استطاعت القيادة القطرية أن تحقق فيه اختراقات نوعية لعدد من الملفات التي ظلت مستعصية على الحل، فكان الإبداع في هذا المجال الإنساني الذي تنطلق منه المبادرات القطرية، التي تنظر للإنسان أينما كان، وتسعى لحفظ روحه وجسده وماله وعرضه.لم تكن قطر لتنجح في هذه الوساطات لو لم تحظ بمصداقية دولية، وتحظ بثقة كل الأطراف، كونها تقف على مسافة واحدة بين الجميع، تبدي رأيها حيال مختلف القضايا بكل شفافية، وهو ما أكسبها كل هذه المكانة، ودفع بالكثير من الدول ممن لديها ملفات عالقة، أو أفراد محتجزين، لطلب دعم ومساعدة قطر في هذا المجال، وربما الوساطات الإنسانية التي قادتها قطر وأوصلتها إلى بر الأمان كثيرة، أبرزها إطلاق الجندي الأمريكي المحتجز لدى طالبان في مقابل إطلاق خمس من رهائن طالبان عند أمريكا، هذا العمل الذي دفع الرئيس الأمريكي للإشادة أكثر من مرة بالدور الذي قام به سمو الأمير المفدى لإنجاح المفاوضات، وإيصالها إلى بر الأمان، وما قامت به قطر للإفراج عن الجندي الأمريكي، إضافة إلى نجاح المساعي الإنسانية التي قامت بها قطر في إطلاق محتجزي اعزاز اللبنانيين وراهبات معلولة وطيارين تركيين في لبنان وعدد من الرعايا الإيرانيين في سوريا وجنود الأمم المتحدة الفيجيين في الجولان.وسياسيا أيضاً استمر الجهد القطري في مساعي الأمن والسلام، والسعي لنزع فتيل أزمات بين أطراف مختلفة، وربما الوساطة القطرية في ملف دارفور الذي لا يزال قائما خير مثال على ذلك، إضافة إلى مساعي المصالحات بين الدول، ومعالجة الأزمات بحكمة بين أطراف متعددة.أما مواقف قطر حيال فلسطين التي تمثل القضية المركزية، وتتصدر القضايا التي تدافع عنها القيادة القطرية في كل محفل، فإنها حافظت على موقع الصدارة، ولعبت قطر الدور الأبرز للتصدي للعدوان الذي تعرضت له غزة هذا العام، وكان للتحركات التي قادها سمو الأمير المفدى منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي إقليميا ودوليا، الأثر الأكبر في طرح معاناة أهلنا في غزة، الذين يعانون من الحصار الجائر لأكثر من 8 أعوام متتالية، فوقفت قطر إلى جانب أهلنا في غزة لصد العدوان الإسرائيلي.وفي الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي تصدر خطاب سمو الأمير المفدى العدوان الإسرائيلي على غزة، وحيى سموه مقاومة أهل غزة من على منبر الأمم المتحدة، مطالبا بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمثل آخر احتلال في العصر الحديث.في ملف غزة سبقت أعمال قطر أقوالها، فطوال السنوات الماضية تبرعت قطر بأكثر من 500 مليون دولار لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في مرّاته السابقة، عبر مشاريع تنموية على الأرض، وفي مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد بالقاهرة هذا العام كان موقف قطر متقدما على الجميع، عندما أعلنت عن تبرع بمقدار مليار دولار، فيما أكبر تبرع من دول أخرى لم يتجاوز 200 مليون دولار. ◄ دعم غزة بالوقودهذا عدا دعم قطاع غزة بالطاقة عبر تمويل شراء الغاز لتشغيل محطات الكهرباء أكثر من مرة، ودفع رواتب موظفي غزة أيضاً أكثر من مرة.تعمل قطر ذلك إيمانا منها بواجبها تجاه أشقائها، دون من أو جزاء أو شكور، ليس مع غزة فحسب، بل مع كل الأشقاء والأصدقاء، فقطر تعمل ذلك من منطلق دورها في دعم شعوب وقضايا أمتها في كل مكان.«ستبقى قطر كعبة المضيوم».. عبارة قالها مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني ورددها سمو الأمير الوالد، وسوف تبقى على هذا العهد في نصرة المظلومين. هذا ما أكد عليه سمو الأمير المفدى في الكلمة التي وجهها إلى الشعب القطري بمناسبة توليه مقاليد الحكم، ليؤكد على هذا النهج الذي تسير عليه الدولة منذ المؤسس، جيلا بعد جيل، دون تراجع، وهو ما يجعل منها قبلة لكل مظلوم ومضطهد، ليجد الجوار الآمن في هذا البلد الآمن. ◄ إنجازات مرموقة في كافة القطاعاتوإذا كانت قطر بقيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واصلت تحقيق المزيد من الإنجازات في القطاعات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية، فإن القطاع الرياضي هو الآخر كان حاضرا في المشهد عبر إنجازات متتالية، ربما كان آخرها الحصول على كأس دورة الخليج «خليجي 22» التي أقيمت في الرياض، وقبله فوز فريق الشباب بكأس آسيا لكرة القدم والتأهل لكأس العالم التي ستقام العام المقبل في نيوزيلندا، إضافة إلى فوز قطر باستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2019، وتصدرت قطر العرب في دورة الألعاب الآسيوية في كوريا الجنوبية، والحصول على ذهبية اليد الشاطئية الآسيوية.دوليا.. حققت قطر مراكز الصدارة في عدد من المؤشرات الدولية منحتها الصدارة على مستوى الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، كما احتفظت لنفسها بموقع يشار له بالبنان على المستوى الدولي، وصدارة هذه المؤشرات ليس بالأمر السهل بل هي تتويج لرؤية القيادة الرشيدة في مجالات حيوية مثل الشفافية وحقوق الإنسان والقيادة الرشيدة والأمن والسلم، حيث جاءت قطر الأولى في أقل الدول فسادا في تحويل أموال عامة إلى شركات أو أفراد والأولى في جودة النظام التعليمي المتخصص في الاقتصاد التنافسي. والأولى في استقلال القضاء عن تأثيرات أعضاء الحكومة أو المواطنين أو الشركات. والأولى في نوعية إمدادات الكهرباء والأولى كذلك في جودة مؤسسات البحث العلمي وفي جودة التعليم الابتدائي وفي مدى توافر العلماء والمهندسين والأولى في جودة البنية التحتية للموانئ وفي جودة البنية التحتية الشاملة وفي توفير خدمات البحوث والتدريب المتخصصة وفي شفافية السياسات الحكومية في الشأن الاقتصادي وهي أقل الدول في المدفوعات غير النظامية أو الرشاوى وفي حماية الملكية الفكرية ومكافحة التزييف. ◄ صناعة المستقبلوفي ضوء كل هذه الانجازات التي حققتها قطر في الداخل ، والمكاسب التي جنتها من خلال هذه الرؤى الحكيمة ، والحضور الدولي الفاعل الذي واصلت خطاها فيه خلال العام والنصف ، فان كل المؤشرات تتحدث عن تخطيط مدروس لصناعة المستقبل ، وفق استراتيجيات معالمها واضحة ، وتسير بخطى ثابتة نحو بلوغ اهدافها المرسومة لها .التنمية في قطر باتت اليوم اكثر ثباتا ، بعد ان ترسخت في عهد سمو الامير الوالد ، وتتجه نحو كل القطاعات ، فالامم والدول والمجتمعات التي تنهض هي التي تشهد نهضة وتنمية في كل المجالات ، فلا يمكن وجود نهضة او تطور في قطاع دون آخر ، لذلك نجد سياسات متسقة ، وخطط لاحداث نقلة نوعية في كل قطاعات المجتمع ، والدفع نحو ايجاد منظومة متكاملة ، تعمل معا من اجل تحقيق المزيد من الانجازات على جميع الاصعدة .تنمية تستهدف بالدرجة الاولى الانسان ، الذي هو اساس هذه التنمية ، وتعمل كل اجهزة الدولة من اجله وتسخير كل الامكانات من اجل الرقي به ، لينهض بالتالي المجتمع الذي يعيش فيه .قطر اليوم تصنع المستقبل بقيادة شابة ، تمتلك طاقات وثابة ، وافكار خلاقة ، تضع مصلحة الوطن فوق اي اعتبار ، ورفاهية اهله هدف تسعى له قيادة هذا الوطن العزيز على الدوام

5643

| 15 ديسمبر 2014

قطر والإمارات .. أكبر من أي اختلافات

حل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حل ضيفا عزيزا كريما على أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في زيارة أكدت على أن الأصل والثابت بين قطر والإمارات هي العلاقات الأخوية المتينة والراسخة التي تضرب بجذورها عبر التاريخ، وعبر مسيرة حافلة من التواصل والتكامل بين البلدين والشعبين الشقيقين . إن ما يربط قطر والإمارات شعبيا ورسميا لا يمكن القفز عليه في أي مرحلة من المراحل، حتى وإن وجدت بعض الاختلافات لظرف ما، في وجهات النظر، فإن حكمة وحنكة قيادتي البلدين الشقيقين حتما ستتجاوز ذلك، وهذه هي الثقة التامة، والقناعة الأكيدة لدى شعبي البلدين اللذين اليوم هما الأكثر سعادة بهذه الزيارة، التي من المؤكد أنها حققت نتائج إيجابية جدا، وهو ما ظهر جليا في المباحثات بين سمو الأمير وأخيه الشيخ محمد بن زايد، حيث برهنت عمق هذه العلاقات وأنها أقوى من أي اختلافات في وجهات النظر إذا ما وجدت .ما يميز مجلس التعاون الخليجي طوال مسيرته الممتدة لنحو " 34 " عاما أن قادته استطاعوا بحكمة تجاوز كل ما يمكن أن يطلق عليه " أزمات " أو " عقبات " اعترضت هذه المسيرة، ولم يسمحوا لأطراف خارجية بالدخول إلى البيت الخليجي ـ الخليجي، الذي ظل محصنا ضد أي " اختراقات " خارجية تسعى للدخول إليه .هذا الحرص من قبل قادة دول مجلس التعاون هو الضمانة لبقاء هذا الكيان الخليجي، إضافة بالطبع إلى شعوب دول المجلس التي هي اليوم متداخلة ومترابطة أكثر من أي فترة مضت .اليوم، المطلوب ليس فقط بقاء مجلس التعاون ككيان، بل بقاؤه قويا متماسكا للتصدي للتحديات التي تواجه هذا الكيان، والأخطار المحدقة بالمنطقة، وهو ما يتطلب اليقظة والعمل سويا ومعا ككتلة خليجية موحدة، حتى وإن وجدت بعض الاختلافات في وجهات النظر، فهي بالتأكيد ثانوية، ولا تمثل خطرا إذا ما وضعنا هذا الاختلاف في إطاره الصحيح، وتمت معالجته بروح أخوية، فما يجمع دول مجلس التعاون أكبر بكثير مما قد يختلفون بشأنه، بل حتى هذا الاختلاف إذا ما وجد، فإنه سيتم تجاوزه بحكمة القادة، الذين هم أكثر حرصا على بقاء هذا الكيان الخليجي قويا ومتماسكا، والمضي قدما نحو المستقبل بروح جماعية وعمل جماعي من أجل مستقبل أكثر إشراقا لأبناء مجلس التعاون، وأكثر أمنا واستقرارا من أجل استمرار التنمية الشاملة التي تشهدها دول المجلس، وهو أمر تحسد عليه هذه الدول، وتعمل أطراف خارجية للكيد لدولنا الخليجية، من أجل إشغالها بأمور ثانوية على حساب الأولويات الخاصة بمواطنيها، الذين يمثلون أساس التنمية .لقد أزالت زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد للدوحة أمس كل اللغط الذي دار خلال الأشهر القليلة الماضية عن العلاقات القطرية ـ الإماراتية، وهي اليوم تنطلق وهي أكثر وهجا نحو المستقبل من أجل مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، ومن أجل مسيرة مجلس التعاون الخليجي إجمالا .لذلك نحن واثقون أن قمة الدوحة الخليجية التي ستعقد في 9 ديسمبر القادم ستكون منعطفا مهما في مسيرة مجلس التعاون، وستدفع نحو تعزيز هذه المسيرة وترسيخها، وتجاوز كل الشوائب التي قد تعرقل أو تبطئ هذه المسيرة، والنظر للمستقبل برؤية خليجية ـ خليجية، لأن مستقبل هذه الدول وهذه الشعوب مجتمعة بعضها ببعض، وهذه حتمية لا يمكن القفز عليها أو مسحها بـ " جرة " قلم .حتى إن وجدت اختلافات ـ وأنا أؤكد أنها اختلافات وليست خلافات ـ بين أي دولة خليجية وشقيقتها الخليجية فإنه سرعان ما يتم تجاوز ذلك بحكمة قادتها، وحرصهم على وحدة الصف الخليجي، وإيمانهم بأهمية وجود وبقاء مجلس التعاون متماسكا وقويا أمام كل العواصف، والوقوف صدا منيعا أمام كل التحديات والمخاطر الخارجية التي قد تواجه هذا الكيان الخليجي .

3030

| 29 نوفمبر 2014

احتفالنا بفوز العنابي احتفاء بقيادة صنعت لنا الإنجازات

إنجاز رياضي آخر تحققه قطر ليضاف الى سلسلة من الإنجازات التي حققتها خلال السنوات القليلة الماضية، لتؤكد بذلك نهجها القويم، وسياستها الصحيحة التي تسير عليها، واستراتيجيتها التي تخطها...لا أتحدث هنا عن الرياضة فحسب، بل عن مختلف القطاعات التي باتت تثمر نتائج إيجابية، ومكاسب متعددة الجوانب، لتشير بوضوح إلى التخطيط السليم، الذي تنتهجه القيادة الحكيمة في دولتنا الفتية.اليوم نحن نحتفل بالفوز بكأس الخليج "خليجي 22"، ليكون هو الثالث في تاريخ الكرة القطرية، والأول بالفوز بها خارج قطر، ففي الدورتين الماضيتين كانتا خلال إقامة البطولة بالدوحة في خليجي 11 وخليجي 17، لذلك طعم الفوز في هذه البطولة " غير ".طعم الفوز في هذه البطولة " غير " ليس لهذا فحسب، بل الشعور الاجمل هو الفرحة التي أتتنا من شعوب عربية مختلفة، بدءا من اهلنا واشقائنا في خليجنا العزيز، الذين فرحتهم لم تقل عن فرحتنا، والبعض منهم قاد مسيرات فرح في بلدانهم الخليجية..، واجزم بان كل فرد في قطر قد تلقى مئات الاتصالات من الاشقاء في الخليج مهنئين ومباركين، بل ان الاشقاء الخليجيين بات يهنئ بعضهم بعضا بفوز قطر باعتباره فوزا لهم، وهو بالفعل كذلك.. فوز قطر هو فوز لكل اهلنا واحبتنا في دول الخليج..، فشكرا لأشقائنا على هذه المشاعر النبيلة والعظيمة، وهي ليست بالامر المستغرب.هذا هو رصيدنا في قطر.. حب الشرفاء المخلصين الطيبين.. لهذا البلد واهله..، والذي اتى بفعل مواقف قطر، قيادة وشعبا تجاه قضايا امتها وشعوبها.وفي غمرة هذه الافراح التي نعيشها نستذكر معا ما قاله سمو الأمير في أول خطاب له عندما تولى الحكم:"لقد عرف القطريون من قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم، وأقلالهم الكلام واكثارهم العمل، ونصرتهم المظلوم.. وأخشى أن يفوتنا أن ننقل الى شبابنا قيمنا الأصيلة هذه، قيم العمل، والتواضع، وحسن الخلق، ومعاملة الآخرين باحترام.. فعلينا أن نحرص على أن يجد الشاب معنى لحياته في هذا كله، في ظروف الحضارة الاستهلاكية.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق "، وقال أيضا " انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".هذه الصفات التي عرف بها القطريون تثمر لنا هذه المكاسب.. عمل بصمت واخلاص، دون ضوضاء أو كثرة كلام هنا وهناك.اليوم هذا الفريق الذي حصد كأس الخليج بكل جدارة واستحقاق هو نتاج جهد مخلص، وعمل دؤوب أشرف عليه وقاده سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الذي يعمل بصمت بعيداً عن كل الاضواء من اجل هذا الوطن ورفعته، بدعم من لدن سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، وقبله سمو الأمير الوالد حفظه الله ورعاه، وما تجربة "سباير" إلا خير شاهد على الرؤية الحكيمة، والتخطيط المستقبلي المدروس والعلمي الذي تتبناه القيادة القطرية، والصبر على هذه التجربة، التي باتت تؤتي أكلها اليوم.ما نحصده اليوم من مكاسب على مختلف الأصعدة هو نتاج التخطيط السليم، والسياسة الناضجة، والاستراتيجيات المدروسة، والرؤى الواضحة، دون الاستعجال على قطف الثمار.ربما الفترة القليلة الماضية شهدت حصد اكثر من إنجاز رياضي، كان من بينها الفوز بكأس آسيا للشباب والتأهل إلى كأس العالم العام المقبل، والفوز باستضافة بطولة العالم للقوى في 2019، والفوز بذهبية اليد الشاطئية الآسيوية، وآسيوية السلة، وتصدر قطر للدول العربية في البطولة الآسيوية في كوريا مؤخرا..، وبعد نحو شهرين ستشهد قطر استضافة واحدة من اكبر البطولات العالمية ألا وهي بطولة اليد،..، رافقت هذه الإنجازات الرياضية إنجازات عالمية أخرى في قطاعات مختلفة حققتها قطر، ان كان ذلك على صعيد التنافسية العالمية او المشاريع الاقتصادية والاستثمارية او التعليمية....ما يميز قطر أن هناك نهضة شاملة تسري في كل القطاعات، تماما كالروح في الجسد، وهذه هي النهضة السليمة، فلا يمكن لمجتمع أو دولة أو أمة من الأمم أن تنهض في قطاع دون أن تكون هناك نهضة شاملة في كافة القطاعات، وإذا ما حدثت نهضة أو تطور في قطاع معين دون أن يرافقه باقي القطاعات، فإن في الأمر فيه خلل.إذا كنا اليوم نحتفل بالفوز بخليجي 22، فاننا في حقيقة الامر نحتفل بما هو أكبر، نحتفل ونفتخر بالقيادة التي صنعت هذه الإنجازات في هذا الوطن العزيز.. نفتخر بهذه القيادة التي تمتلك هذه الرؤية في رسم السياسات، ووضع الاستراتيجيات، في صورة متكاملة بين مختلف القطاعات، ليشهد هذا الوطن كل هذه الإنجازات.قطر قبل أن تفوز بهذه الكأس، فانها فازت بحب الشعوب، التي اندفعت لتحتفل مع قطر في هذا الفرح وأفراح ومناسبات أخرى سبقت ذلك.ونؤكد أن أي إنجاز لا يزيد هذا الوطن وقيادته وشعبه إلا تواضعاً وسمواً في الاخلاق، فالفضل لله أولا وأخيراً على هذه النعم التي يتفضل بها الكريم على هذا الوطن العزيز.

2370

| 27 نوفمبر 2014

خطاب الأمير.. مبادئ وقيم لبناء شخصية المواطن

لا خوف على بلد طالما ملكت قيادته رؤية واضحة، ومنهاج عمل لما هي مقدمة عليه، وتترجم ذلك على الواقع عبر آليات عمل مؤسسي متكامل..هكذا أجزم بأن قطر تسير على هذا النهج، وهذا ما لمسه كل من استمع الى خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، الذي رسم من خلاله خريطة طريق لما نحن مقبلون عليه خلال المرحلة المقبلة، وفي الوقت نفسه طرح بتجرد تقييماً لعام مضى، ومراجعة الأداء على ضوء النتائج التي تحققت على أرض الواقع، وهو أمر في غاية الأهمية، فلا يمكن أن نبني استراتيجيات دون أن نقف قليلاً لنراجع خطواتنا، وما قمنا به من عمل، لكي نعزز ما تحقق من إيجابيات ومكاسب، وفي الوقت نفسه نتلافى الأخطاء أو القصور، التي ربما وقعنا بها.لقد تضمن خطاب سمو الأمير المفدى مرتكزات مهمة في مسيرة تنمية المجتمع ورفاهية المواطن، وكان الخطاب مركزاً في مجمله على الشأن الداخلي، في شقه التنموي، البشر قبل الحجر، وهي الرؤية التي تحرص قيادتنا على جعلها في الصدارة، وهي المتعلقة بالاستثمار في الإنسان، استثماراً يخلق مجتمعاً حضارياً، ومواطنين يقودون قاطرة التنمية.حقيقة.. المجال قد لا يتيح تسليط الضوء كثيراً على النقاط التي تحدث عنها سمو الأمير المفدى، إلا أن هناك قضايا لابد من الاشارة إلها، والتوقف عندها، كونها تمثل منطلقات أساسية في التنمية التي تنشدها الدولة.هناك جهود كبيرة تبذلها الدولة عبر أجهزتها المختلفة لتعزيز مسيرة التنمية عبر الخطط التي وضعتها، خاصة في ظل المشاريع الجبارة التي تنفذ على الأرض حالياً، هذا الجهد بحاجة الى تنسيق وتعاون وتكامل في الادوار بين وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، وهو ما تحقق الى حد ما، لكن بالتأكيد في ظل تشعب وتوسع القطاعات والمشاريع التي تنفذ في جميع القطاعات، نحن بحاجة الى مزيد من الجهود على صعيد تدعيم العمل المؤسسي بصورة افضل، ومن المؤكد ان الجهاز التنفيذي لديه القدرة على التصدي لإنجاز الخطط والمشاريع في وقتها وبدرجة عالية من الكفاءة.قطر اليوم تحت " المجهر " العالمي، والكثير من الأطراف الخارجية دولا وشركات وأفرادا تسعى للتواجد في الساحة القطرية، لأكثر من سبب، ربما أبرزها الأمن والاستقرار اللذان تتمتع بهما قطر، والمصداقية التي تحظى بها، والمكانة العالمية التي باتت تتبوأها، ومسيرة التنمية المتواصلة، والنمو الاقتصادي المستمر، والمشاريع العملاقة المطروحة في السوق، والمبادرات الخلاقة التي تقودها الدولة في الداخل والخارج..، هذه العناصر وغيرها تجعلنا نعيش في تحديات مستمرة، تفرض علينا الارتقاء الى أن نكون على قدر المسؤولية كأفراد قبل الجهاز الرسمي، للتصدي لها، والتأكيد على كفاءة العنصر القطري في قيادة مشاريع وإيصالها الى تحقيق أهدافها بكفاءة وجودة عالية.تحدث سمو الأمير عن الاقتصاد والنمو المتواصل، والسياسات الناجحة التي تقودها الدولة، والتي خلقت قوة اقتصادية متنامية، دفعت لتحقيق مكاسب عالمية بارزة على صعيد المؤشرات الدولية المختلفة، وبالتالي المحافظة على تصنيف ائتماني متقدم، يعد الأعلى على مستوى العالم، إضافة الى مواصلة تنويع مصادر الدخل، والدفع بالقطاع الخاص لكي يتداخل بصورة اكبر في التنمية، وتأكيد سموه أنه حتى في حال ما إذا حدثت انخفاضات في أسعار النفط عالميا، فان الاقتصاد القطري لن يتأثر بمثل هذه التطورات، بسبب رؤية مستقبلية دفعت لوضع تقديرات محافظة لأسعار النفط، تجعل من أي انخفاض يمكن السيطرة عليه، دون حدوث أضرار أو إحداث ارباك للموازنات العامة، او توقف المشاريع، ولكن بالرغم من ذلك- كما أشار سمو الأمير - لا يدفعنا الى القيام بالتبذير والاسراف وسوء التعامل مع أموال الدولة، وعدم احترام الميزانية، والاعتماد على توافر المال للتغطية على الاخطاء، وهي سلوكيات لابد من التخلص منها، سواء أكانت أسعار النفط مرتفعة أو منخفضة.وحقيقة هناك قضية من الاهمية بمكان التوقف عندها، وهي تتحدث عن بناء المجتمع، وبناء الأفراد، وهي القضية التي تتصدر اولويات سمو الأمير المفدى، وبالمناسبة ليس في خطاب الامس، انما من يتذكر على سبيل المثال خطاب العام الماضي في مجلس الشورى أكد سمو الأمير ان أهداف التنمية في رؤية قطر 2030 تتلخص في ثلاث كلمات: بناء الوطن والمواطن.بالامس قال سموه " فالعقلانية في الصرف مسألة اقتصادية من الدرجة الاولى، ولكنها ليست مسألة اقتصادية فحسب، بل مسألة حضارية متعلقة بنوع المجتمع الذي نريده، ونوع الفرد الذي ننشئ في دولة قطر ".هذه هي الرؤية التي تحملها القيادة القطرية، القضية ليست مالا متوافرا ومن ثم الصرف الى درجة التبذير او الاسراف، المسألة قيم اخلاقية وتربوية تغرس لدى الافراد لكي يبنوا مجتمعا حضاريا.مازلت اتذكر خطاب سمو الأمير المفدى عندما تولى الحكم العام الماضي، ومن بين ما قاله " ليس التطور وارتفاع مستوى المعيشة ممكنا من دون نمو اقتصادي هذه مقولة بديهية، ولكن عندما يتعلق الامر بالتنمية البشرية لا يقتصر الموضوع على مفهوم النمو كزيادة في معدل دخل الفرد، بل يصبح الموضوع تحسن ادائه ونبل قيمه وجديته وانتاجيته في العمل واخلاصه لوطنه.. فما الثروة دون هذا كله.. قد تؤدي الثروة من دون ذلك الى افساد الفرد ونشوء الشخصية الاتكالية وغير المنتجة..، ومن هنا فان قياس نجاحنا في التعليم والتنمية لا يكون فقط بما نستثمره في هذه المجالات وانما ايضا بالمخرجات التي نحصل عليها ".هذه هي الفلسفة التي تتحرك بها القيادة القطرية، أما اغداق المال دون ضوابط، ودون تقييم للمخرجات قد يتحول الى ظواهر سلبية تهدم المجتمع، وتخلق شخصيات غير منتجة، وهي شخصيات لا مكان لها في عالم اليوم، الذي يبحث عن الكفاءة والانتاجية والجودة والقدرة على التنافس في سوق العمل مع عناصر اخرى..هناك قيم واخلاقيات ومبادئ.. تحملها الخطابات الاميرية، ليست مجرد الحديث عن مشاريع جامدة، بقدر ما تركز على المشروع الاكبر، والركيزة الاساسية، الا وهي بناء الانسان في هذا الوطن، لكي يستطيع حمل الامانة التي تنتظره تجاه وطنه ومجتمعه، بل وامته.بالتأكيد خطاب سمو الأمير بالامس لم يكن مقتصرا على الشأن المحلي، وان ركز عليه، لكن الهم العربي كان حاضرا في خطاب سموه، وتطلعات الشعوب العربية كانت حاضرة، بدءا من البيت الخليجي، الذي ينتظر ابناؤه قمة الدوحة الشهر المقبل، لتعزيز مسيرة مجلس التعاون، وتعميق اواصر الاخوة، في ظل تحديات كبيرة ومخاطر متعددة تواجه المنطقة، ولا يمكن لدول الخليج مواجهة ذلك منفردة، مما يحتم الدفع نحو مزيد من التكامل والتعاون بين دول هذه المنظومة..ثم كان الحديث عن الشعب السوري الذي يواجه نظاما قمعيا ظالما ويتعرض لحرب ابادة على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي، او في ليبيا والعراق واليمن.. وقبل هذا كله القضية الفسطينية التي تتصدر اولويات القيادة القطرية عملا على الارض، قبل ان تكون كلمات تلقى، ودفاعا عنها في المحافل الدولية والمنابر الاممية.

2536

| 12 نوفمبر 2014

العملية التعليمية بحاجة إلى معالجات حقيقية

كثير منا يبدي تحفظات على العملية التعليمية، ويتحدث عن ظواهر سلبية تعتريها، ويطالب الجهات المعنية بضرورة تلافيها..، وهذا امر مشروع، بل يحسب لمن يفعل ذلك ان كان فيما يطرح حقائق على الارض، لكن البعض منا من الذين يبدون هذه الملاحظات، تجدهم اول من يستنكر ويعترض على اجراءات قد تقوم بها الجهات المعنية سعيا لمعالجة ظواهر بعينها.لن اذهب بعيدا، فمع بداية العام الدراسي الجديد اعلن المجلس الاعلى للتعليم عن اجراءات حازمة فيما يتعلق بالسلوك وضرورة الانضباط بالدوام وعدم الغياب، وفي حال تكرار ذلك يمنع الطالب من دخول الاختبارات..اقدم المجلس على تنفيذ اللائحة التي اعلن عنها فيما يتعلق بالضوابط والسلوكيات وفرض الجزاءات على المتغيبين من الطلبة والطالبات، والتي تقضي بحرمانهم في حال تجاوزهم عدد ايام معينة، من دخول الاختبار، فقام بحصر من تغيب عن الدوام دون عذر، فبلغ عددهم نحو 1900 طالب وطالبة، وهو ما يشكل نحو 2 %، واصدر تعميما بمنعهم من دخول الاختبار، وهو امر طبيعي، خاصة انه منذ اليوم الاول للعام الدراسي قد اوصل هذه الرسالة الى الطلاب واولياء امورهم.اليوم هناك عدد من اولياء الامور يضغط على المجلس الاعلى للتعليم لالغاء هذا الاجراء، وهو ما يعني التراجع عن خطوات الضبط السلوكي التي سعى لها من اجل الحفاظ على الانضباط الدراسي، والتشدد في عملية الغياب التي كان الكثير من الطلبة يقدم عليها، لمعرفته انه لن تكون هناك اجراءات حاسمة وحازمة تجاه ذلك، وانه في اسوأ الامور سيتم توقيعه على تعهد دون اتخاذ اجراء حقيقي تجاه غيابه، فماذا نريد نحن اولياء الامور من المجلس الاعلى للتعليم.. هل نريد ضبطا حقيقيا للعملية التعليمية حتى ولو كان "مؤلما"، ام نريد تراخيا، وترك الامور دون "حسيب او رقيب" كما يقولون؟.نعم عملية حرمان نحو 1900 طالب وطالبة من دخول الاختبار الاول قد تكون "مؤلمة" لهؤلاء الطلاب واولياء امورهم، لكن من المؤكد ان ذلك سيوجه رسالة صارمة عن جدية ما يتخذ من قرارات، وانه لن تكون هناك مجاملات او تراجعات عما يتم اتخاذه، وبالتالي ستكون هناك جدية لدى الطلاب فيما يتعلق بالالتزام بالسلوك والدوام والانضباط...دعونا نكون صادقين مع انفسنا، نحن نحمل الاطراف الاخرى: المجلس الاعلى للتعليم.. المدارس.. الهيئات الادارية.. مسؤولية ما يشوب العملية التعليمية من ظواهر سلبية، نعم على هذه الاطراف مسؤولية، لكن ليست كل المسؤولية، نحن جميعا نتحمل ما تتعرض له العملية التعليمية من سلبيات او اوجه قصور او ظواهر غير مقبولة.. تدفع نحو تأخر تحقق الاهداف التي نتوخاها من التعليم ومخرجاته.انا وانت نتحمل المسؤولية تماما كما هو حال المجلس الاعلى للتعليم والمدارس والهيئات الادارية والتدريسية، اذا لم نضع يدنا بيد الاطراف الاخرى، فاننا نظل نشتكي من هذه الظواهر السلبية دون ان نتوصل الى حلول جذرية لما تعاني منه البيئة التعليمية من سلبيات متراكمة.العملية التعليمية اليوم بحاجة الى معالجات حقيقية لعدد من الظواهر من بينها اعادة الانضباط الى المدارس.. ظللنا لفترات طويلة اما نرحل المعالجات او نتخذ اجراءات "ترقيعية" دون ان نمس اصل المشكلة، ودون ان نتحدث عنها بجدية، ودون ان نبحث عن حلول جذرية لها، بالتالي تجد بعض المشاكل قد تضخمت او "فرخّت" مشاكل اخرى، فلم نعد نسيطر عليها، وبتنا بدلا من ان نحل المشكلة الاساسية، اصبحنا نبحث عن حلول للمشاكل التي تفرعت عن المشكلة الاصلية، وبتنا ندور في حلقة مفرغة، واصبحنا نهدر اوقاتا هائلة في الفرعيات، في حين الاصل تركناه.نحن بحاجة الى عمليات "جراحية" لعدد من الظواهر التي تشوب العملية التعليمية، تماما كما هو حال المريض الذي قد لايجد بدا من اجراء عملية جراحية لاستئصال ورم خبيث، وهو ما قد نحتاجه في العمل الاداري ليس في التعليم فحسب، بل في قطاعات اخرى كذلك، وهو امر طبيعي.نلوم المدارس والكثير منا لايعرف اين تقع مدرسة ابنه، او في اي صف هو، والغالبية منا لا يذهب للسؤال عن المستوى التعليمي لابنه، وهذه حقيقة، فلطالما اشتكى الإخوة في المدارس عن إحجام الكثير من اولياء الامور عن السؤال عن ابنائهم، بل يصل الامر انه حتى اذا ما تم طلبهم فان القليل منهم يحضر، ثم بعد ذلك نلقي باللوم على المدارس، لنغطي على تقصيرنا بل وتقاعسنا عن القيام بواجبنا تجاه ابنائنا.نحن اوكلنا تعليم ابنائنا بكل تفاصيله الى الجهات الرسمية، وتخلينا عن كل ادوارنا في العملية التعليمية، ولم نعد نهتم بالتحصيل العلمي وقبله الوضع السلوكي لابنائنا في المدارس، بل وصل الامر الى اهمال ابنائنا سلوكيا وعلميا وتربويا، ثم نتحدث عما يجب على الآخرين القيام به، و"نتفلسف" في الحديث عن ذلك، لكن لا نتحدث عما يجب ان نقوم به نحن تجاه ابنائنا، اليست هذه حقيقة معاشة من قبل الكثير منا؟.فاذا كنا جميعا حريصين على المنظومة التعليمية، فلابد ان نكون شركاء حقيقيين ومخلصين، فلا يمكن لليد الواحدة ان تصفق، فاذا لم تتشابك الايادي من اجل تطوير التعليم فاننا سنظل ندور في حلقة مفرغة، ولن نتوصل الى حلول حقيقية لما تعاني منه العملية التعليمية من ظواهر سلبية، وسيظل كل طرف يلقي باللائمة على الطرف الآخر، والمتضرر الحقيقي هم ابناؤنا، وسنظل نرحل المشاكل من شهر الى شهر، ومن عام الى عام.قد يكون بالفعل مؤلما حرمان هذا العدد من الطلاب والطالبات، على الرغم من انهم لا يشكلون اكثر من 2 % من دخول الاختبار الاول، لكن بالتأكيد سيكون رسالة قوية للجميع طلابا واولياء امور عن عزم اكيد وجاد من قبل المجلس الاعلى للتعليم، عن المضي قدما في تنفيذ ما اعلن عنه من لائحة سلوكية في بداية العام الدراسي، وانه لا تراجع عنها.من اجل مصلحة ابنائنا فلتتشابك ايادينا جميعا.. مسؤولين واولياء امور ومدرسين واداريين.. فنحن نتعامل مع المستقبل.. فأي مستقبل نريد؟.

2952

| 10 نوفمبر 2014

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3918

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2280

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2160

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة

في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...

1845

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1317

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

1008

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
عندما يصبح الجدل طريقًا للشهرة

عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...

987

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
الصالات المختلطة

تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...

978

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

975

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

972

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

879

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

879

| 06 نوفمبر 2025

أخبار محلية