رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

قطر والإمارات .. علاقات أخوية تتسامى على الخلافات العابرة

تتعرض المنطقة ومجلس التعاون الخليجي تحديدا لمخاطر جمة، وتحديات كبرى، وهو أمر تستشعره القيادة القطرية وقيادات مجلس التعاون في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها، ما يستوجب مزيدًا من التلاحم، والترفع عن الاختلافات الجانبية، وهو أمر تؤكد عليه القيادة القطرية على الدوام، فما يجمعنا أكبر بكثير مما قد نختلف عليه ، والتحديات التي نواجهها بحاجة إلى وحدة الصف الخليجي أكثر من أي وقت مضى. في كل مناسبة تؤكد قطر بالأفعال أنها مع أي توجه يدعم الوحدة الخليجية والعربية، ويعزز مسيرة التعاون، ويدفع بتداخل أكبر بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يشكلون أسرة واحدة، وهو ما يفرض عدم إسقاط أي اختلافات سياسية أو في وجهات النظر حيال ملفات خارجية على الشعب الخليجي الواحد.لقد جاء ترحيب مجلس الوزراء بالأمس بالقرار الذي أصدره سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بالإفراج عن المواطنيْن القطرييْن اللذين كانا موقوفيْن بدولة الإمارات، مثمنا المجلس هذا القرار، ومشددا على أن هذا الإفراج أنصف المواطنيْن، معربا عن سعادة دولة قطر أميرا وشعبا بعودة المواطنين.وجدد مجلس الوزراء حرص دولة قطر الحفاظ على علاقات أخوية متينة مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة، والتي تستدعي التلاحم والتسامي على الخلافات العابرة. إن قرار سمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بالتأكيد أنصف المواطنين القطريين، وهو بالمناسبة كان إفراجا وليس عفوا، حسب البيان الذي صدر من سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولم يتضمن البيان كلمة عفو، كما حاولت بعض وسائل الإعلام الترويج لذلك.لقد تجاوزنا في قطر هذه القضية ـ قضية اعتقال المواطنين القطريين ـ وألقينا ذلك خلف ظهورنا، ونعتبر ما حدث من الماضي، ونفكر معا ـ قطر والإمارات ـ للمستقبل، يدًا بيد.نعم سعدنا بإغلاق هذا الملف الذي أحدث احتقانا في العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، فالبلدان والشعبان تربطهما علاقات تاريخية متجذرة، نحرص في قطر قيادة وشعبا على بقائها نقية صافية، بعيدا عن أي توتر قد يعترض هذه العلاقات الأخوية الأسرية، المتداخلة شعبيا، فلا يكاد يوجد منزل في الإمارات أو قطر إلا وتربطهما علاقات بصور شتى، وهكذا الحال مع بقية شعوب مجلس التعاون الخليجي، فنحن في الخليج أسرة واحدة نعيش في دول ست، تمثل هذا الكيان الخليجي الصامد رغم كل الظروف والعواصف التي تعرضت لها المنطقة، إلا أن إيمان القادة وتلاحم الشعوب، كانا ضمانة حقيقية لبقاء هذا المجلس.اليوم تتجدد العواصف بالمنطقة، وترتفع وتيرة التحديات والمخاطر التي تواجه كياننا الخليجي، ونحن في دول المجلس قادة وشعوبا مطلوب منا الترتفع والتسامي عن الاختلافات العابرة التي قد تبرز على السطح في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها، فالتهديدات والمخاطر لا تستثني دولة، وإذا لم نكن صفا متراصا ويدا واحدة، فإننا لن نستطيع التصدي لهذه التحديات والمخاطر، ما يستوجب مزيدا من التلاحم ورص الصفوف، وعدم الإنصات لمستشاري "السوء"، الذين يحاولون ضرب الوحدة الوطنية الخليجية، باختلاق مشاكل بين أبناء مجلس التعاون الخليجي قادة وشعوبا، فنحن أدرى بمعالجة قضايانا، حتى تلك التي قد نختلف في وجهات النظر حيالها، إلا أننا متفقون على أن مصيرنا واحد، وهو ما يدفعنا لكي تتصدر الأولويات مساعينا الحميدة، بعيدا عن الأمور الثانوية، التي يجب ألا نعطيها الأهمية.مجلس التعاون اليوم مستهدف، وهو ما يفرض علينا الالتفات إلى هذا الخطر، بل المخاطر المتعددة، وألا يشغلنا عن ذلك صغائر الأمور، فالوقت لا يسمح بأن نضيعه في الاختلافات الجانبية، بل يجب التركيز على كل ما يدعم ويعزز المسيرة الخليجية، وكل ما يقوي التلاحم بين أبناء هذا الكيان، لكي نتصدى مجتمعين لتلك المخاطر والتهديدات التي تتطاير حولنا.هناك أطراف خارجية تراهن على إذكاء خلافات بين دول المجلس، وهو ما ينبغي على دول المجلس تفويت الفرصة على تلك الأطراف التي تريد الوقيعة بيننا، عبر اختلاق أزمات لا مبرر لها، لخلخلة الصف الخليجي، الذي استعصى حتى اللحظة على الانهيار أو التفكك، كما حصل مع تجمعات عربية أخرى.الشعوب الخليجية تؤمل دائما على حكمة قادتها في تجاوز كل الأزمات أو الاختلافات في وجهات النظر، والمضي قدما من أجل مصلحة هذه الشعوب، التي منحت قادتها الثقة لكل ما من شأنه الارتقاء بمجتمعاتها، وتعزيز صفها الخليجي بمزيد من التلاحم والوحدة.إننا اليوم أحوج ما نكون إلى تجاوز الاختلافات العابرة والثانوية التي قد تكون بيننا في تعاطينا مع ملفات خارجية، وأن نركز جهدنا بكل ما استطعنا من قوة للدفع بعجلة التقدم والنهضة والتنمية، وتوحيد مواقفنا بالفعل وليس القول للتصدي للتهديدات التي تطرق أبوابنا، فاليوم لا وقت لدينا لكي نضيعه في اختلاق أزمات فيما بيننا، في وقت نرى فيه ترقبا من أطراف خارجية لاقتناص فرصة للنيل من منظومة مجلس التعاون الخليجي.إن إفراج الأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة بأمر من صاحب السمو رئيس الدولة لهو خطوة إيجابية، نؤكد ترحيبنا بها في قطر، وحرصنا على علاقات أخوية متينة مع أشقائنا، والعمل معا يدًا بيد من أجل مستقبل أكثر تلاحمًا وتعاضدًا بين البلدين والشعبين الشقيقين.

509

| 28 مايو 2015

ما حجم الاستفادة " البعدية " للأحداث التي تقام في قطر؟

ثمة أحداث عديدة تشهدها الدولة ، وفعاليات مختلفة تقام فيها طوال العام ، إن كان ذلك مؤتمرات أو اجتماعات أو منتديات أو بطولات رياضية .. وغيرها من الأحداث التي لا يكاد ينتهي أحدها حتى يقام الآخر ، وفي أحيان كثيرة تجد في اليوم الواحد أحداثاً إقليمية وقارية ودولية تنعقد ويشهدها إعداد كبيرة من الشخصيات .. والسؤال ما حجم الاستفادة " البعدية " لهذه الأحداث ؟ . لست هنا بصدد سرد هذه الأحداث ، فهي تتجاوز ـ حسب علمي ـ 200 حدث متنوع يقام في قطر طوال العام ، إن لم يكن أكثر من ذلك ، وتستقطب شخصيات من كل الأطياف وكل المستويات ، والكثير منها يستعرض تجارب ناجحة أو أوراق عمل ثرية في قطاعات مختلفة ، أو فعاليات ثقافية وأسابيع دولية .. وغيرها من الفعاليات التي لا تنقطع عن الدوحة .. ولكن ماذا بعد هذه الفعاليات ؟ هل العبرة فقط باقامتها والاحتفاء بها خلال أيام ، ثم ينتهي كل شيء أم لابد من الاستفادة منها ومن التجارب والاتفاقيات المختلفة التي تعقد وتستعرض ؟ .ليس هذا فحسب ، هناك شخصيات تفد إلينا في هذه المؤتمرات والأحداث والبطولات .. والكثير منهم يخرج من الدوحة كما دخل ، بمعنى انه لا تتاح له الفرصة للاطلاع على قطر أو الالتقاء بمسؤولين وصناع قرار في قطاعات الدولة والمجتمع لمعرفة المجتمع ، خاصة أن البعض منهم قد أتى من خلفيات بها نوع من الضبابية أو التشويه لصورة قطر ، الدولة والشعب ، مما يفرض علينا استثمار هذه الأحداث لتقديم صورة حقيقية لما هي عليه قطر.البعض من الشخصيات التي تأتي إلى الدوحة لحضور هذه الفعاليات يكاد يكون خط سيرها محصوراً من المطار إلى الفندق الذي ستقيم فيه والذي غالباً يكون مقراً للفعالية أو المؤتمر ، والعكس من الفندق إلى المطار ، دون أن يلتقي مسؤولاً أو يطلع على تجربة قطرية أو يشاهد معلما من معالم البلد .. فهل يعقل ذلك ؟.حتى على صعيد تكوين علاقات شخصية مع الشخصيات التي تحضر إلينا ، والتي تعد بالآلاف ، يكاد يكون محدوداً ، في كل القطاعات بالمناسبة ، بما فيها القطاع الإعلامي ، فهناك المئات من الإعلاميين على سبيل المثال يحضرون للدوحة لتغطية فعاليات مختلفة ، سياسية .. اقتصادية .. ثقافية .. رياضية .. تعليمية .. صحية .. وقلما يجدون من يلتقون به من الإعلاميين المحليين بعيداً عن ساحة التغطيات داخل القاعات وفي أروقة الفنادق.للأسف في كثير من الأحيان نفتقر للعلاقات العامة التي لا تنظر فقط للاستقبال وتهيئة المكان وتوفير المواصلات .. إنما لديها رؤية لاقامة علاقات مستقبلية ونسجها والبناء عليها والتواصل مع تلك الشخصيات بعيداً عن أجواء المناسبات أو الأحداث التي تقام في البلد ...الاشكالية التي نقع فيها أن علاقتنا بالحضور تنقطع مع آخر يوم في المؤتمر أو الاجتماع أو الفعالية التي يتواجد بها هؤلاء ، وهو أمر بحاجة إلى إعادة نظر ، نحن بحاجة إلى عمل مؤسسي يخلق الروابط ، ويفتح القنوات ، ويشكل الروافد المتنوعة مع كل الأطراف .. ، ونبني على هذا الأمر ، لنخلق شبكة واسعة من العلاقات الانسانية.وهذا الأمر ينطبق على باقي الأحداث التي تستضيفها وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة ، التي تدعى لها شخصيات على مستويات رسمية وصناع قرار ورموز بارزة ...والشيء بالشيء يذكر ، الأسابيع الثقافية التي تقام بالتبادل بين قطر ودول إقليمية ودولية ، هي الأخرى بحاجة إلى وقفة تقييم ومراجعة ، لنعرف بالتحديد أين نحن نقف من هذه الأسابيع الثقافية الهامة.جميل أن تنظم مثل هذه الفعاليات ، ويشكر القائمون عليها بوزارة الثقافة على هذا الجهد ، ولكن السؤال : ماذا بعد اقامة هذا الأسبوع الثقافي ؟ .شهدنا خلال الفترة الماضية عدداً من هذا الأسابيع لدول عربية وإسلامية شقيقة ودول صديقة ، قدمت عروضاً مختلفة ، والسؤال ماذا بعد ؟بالتأكيد العديد من الدول التي لدينا معها اتفاقيات ثقافية ـ وفي المجالات الأخرى ـ لديها تجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها ، والبناء عليها بما يتفق وقيم وعادات وتقاليد المجتمع ، الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ، كما ورد في الحديث الشريف فيما معناه.بالمناسبة حتى مشاركة الوفود الرسمية القطرية في الاجتماعات والمؤتمرات الخارجية هي الأخرى بحاجة إلى مراجعة ، فليس فقط العبرة مجرد المشاركة أو إلقاء كلمة في الجلسات ، إنما لابد من الاختلاط بالوفود المشاركة ، والحرص على حضور الجلسات الخاصة بالمؤتمر أو الاجتماع ، فمجرد التواجد في كل الجلسات هي رسالة ايجابية عن قطر وأبنائها ، وكيف انهم يبدون حرصاً على التواجد والاستفادة ، إضافة إلى الاحتكاك بالوفود المشاركة ، مما يتيح تصحيح بعض المفاهيم أو الانطباعات المشوشة التي قد يحملها البعض عن قطر ، فهذه المؤتمرات والملتقيات هي فرصة لاقامة مثل هذه العلاقات ونقل صور مشرفة عن قطر لدى الأوساط المشاركة.لانريد فقط حضور الجلسة المخصصة لكلمة الوفد القطري ثم الغياب عن باقي الجلسات دون أسباب منطقية تدعو لذلك ، حتى وان حصل ذلك فلا يعقل أن الوفد كله يغيب عن حضور جلسات المؤتمر الذي سافر لحضوره.نحن بحاجة إلى وضع رؤية واستراتيجية واضحة لما ينبغي أن نفعله في التعامل مع الأحداث في الداخل والمشاركات في الخارج.صحيح قطر باتت علم يشار إليه بالبنان في التنظيم والاستضافة لأي حدث ، مؤتمراً كان أو اجتماعاً أو بطولة رياضية .. ، ولكن هذا لا يكفي لبناء علاقات مستقبلية ، والاستفادة من هذه العلاقات في الأروقة الإقليمية والدولية ، وهو ما تفعله الكثير من الدول.نعم نمتلك علاقات ومصداقية وسمعة طيبة في المحافل القارية والدولية ، بفضل الجهود الكبيرة ، والمبادرات الخلاقة التي تقودها القيادة الحكيمة، وهو ما جعل قطر تتبوأ مكانة دولة مرموقة ، لكن في الوقت نفسه نحن بحاجة إلى تعزيز هذه العلاقات ، والاستفادة من هذه السمعة والمصداقية الكبيرة التي تحظى بها دولتنا في بناء علاقات في المستويات الوسطى وقيادات صناع القرار في المراكز المختلفة .لابد لنا أن نستثمر هذه المؤتمرات والاجتماعات والملتقيات والبطولات الرياضية .. لبناء شبكة من العلاقات الدائمة مع الأطراف المختلفة في كل المجالات ، فهل نجد من يتصدى لهذه المهمة الكبيرة والهامة .. ؟.نأمل ذلك.

1111

| 12 أبريل 2015

خطاب الأمير لامس الجرح.. وطرح الحلول

جاءت كلمة سمو الأمير المفدى بالقمة العربية في شرم الشيخ شاملة لكل التحديات التي تواجه الأمة في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية التي تمر بها، مستعرضاً أبرز الملفات الشائكة التي تؤرق الشعوب العربية بشكل كبير، وتمثل مخاطر تعرض الأمن العربي للتهديد.لقد وضع سمو الأمير المفدى — حفظه الله ورعاه — يده على الجرح العربي الغائر منذ سنوات وفي أكثر من مكان، طارحاً في الوقت نفسه معالجات حقيقية تنقذ الأمة مما هي فيه، وتوجد حلولاً للعديد من الأزمات، التي باتت تنتقل من قمة لأخرى، بل استفحلت في العديد من البلدان العربية.نعم عاصفة الحزم التي تقود تحالفها المملكة العربية السعودية الشقيقة، تمثل بارقة أمل في واقع عربي مظلم في كثير من جوانبه، والتي تدعم الشرعية في اليمن الشقيق، وتضع حداً للانقلابيين الحوثيين، الذين أوشكوا على اختطاف اليمن، بعد أن ارتكبوا إعمالاً إرهابية، وجرائم بحق اليمن الشقيق ومؤسساته وأبنائه.لم تغب القضايا الأساسية للأمة عن خطاب سمو الأمير، بدءاً بفلسطين التي تمثل القضية المركزية للأمة، مروراً بما يعانيه أهلنا في غزة، من حصار جائر امتد لنحو 9 سنوات، وهو أمر غير مقبول، وقال سموه بعد أن طالب برفع الحصار عن القطاع الذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ جراء الحصار الظالم: علينا نحن أيضا أن نفعل كل ما في وسعنا لتسهيل الأمور على إخواننا الفلسطينيين، مضيفاً سموه "لم تعد شعوبنا تتقبل التناقض بين حديث الدول العربية عن عدالة القضية الفلسطينية والظلم اللاحق بالفلسطينيين من جهة، والقبول بما يعانيه الشعب الفلسطيني من جهة أخرى".لقد كان سموه واضحاً في الحديث المركز عن القضية الفلسطينية، ليعيد بذلك البوصلة تجاه هذه القضية، وإنه مهما كانت هناك أحداث وقضايا تشغل العرب، إلا أن القضية الفلسطينية هي الأساس وستظل كذلك إلى أن يستعيد هذا الشعب حقوقه المسلوبة، وترجع المقدسات إلى أهلها.وإذا كانت القضية الفلسطينية قد تصدرت خطاب الأمير في هذه القمة، فإن قضية الشعب السوري وهو يحمل آلامه وجراحه وثورته تدخل عامها الخامس، كانت حاضرة وبقوة في الحديث عن هذه المعاناة، التي سببها نظام فاشي مستبد، مارس أبشع أنواع القتل والإبادة بحق شعبه طوال السنوات الماضية من عمر ثورة هذا الشعب، الذي تحرك باحثاً عن إصلاحات سلمية، إلا أن النظام قابل ذلك بإبادة، واستخدام الخيار الأمني، رغم أن المطالبات الشعبية لم تتجاوز في بداية الأمر إصلاحات للنظام.لقد وصف سمو الأمير معاناة الشعب السوري الشقيق، والأعمال الإجرامية التي قام بها النظام من تحويل سوريا إلى ركام، وتشريد الملايين من الشعب، الذي تحول ما بين نازح ولاجئ، إضافة إلى أكثر من 350 ألف قتيل، مستخدماً (النظام) أبشع أشكال القتل وحشية وأشدها بشاعة، دون أن يراعي حرمة للأطفال أو النساء أو الشيوخ، فكان لابد من الوقوف أمام هذه الهمجية التي يمارسها هذا النظام تجاه شعبه، في صورة لم يألف لها التاريخ مثيلاً.وعلى الرغم من هذه الجرائم التي يندى لها الجبين، التي ارتكبها النظام السوري بحق الأبرياء من السوريين، يخرج لنا من يتحدث عن تصالح بين النظام والشعب، ويساوي بين القاتل والمقتول، وينادي بحل سلمي دون تلبية مطالب الشعب السوري، مع بقاء هذا النظام الفاسد والمفسد...لقد كان سمو الأمير واضحاً حيال القضية السورية، كما كان على الدوام، مخاطباً القادة العرب: "علينا أن نوضح بشكل جازم وقاطع أن هذا النظام ليس جزءاً من أي حل"، مذكراً سموه بما طرحته الجامعة العربية في بداية التحرك الشعبي السوري من حل سياسي، يؤمن تغييراً سلمياً توافقياً وتسوية تشمل النظام نفسه كطرف فيها، ولكن النظام رفض وأطلق عمليات الإبادة والتهجير ضد شعبه.وتساءل سموه: ألم يحن الوقت أن نسأل: هل سنبقى ننتظر ما سوف يفعله الآخرون في سوريا؟ لقد اتضحت تماماً حدود فعلهم، ولم يعد ثمة مجال للتكهن والتحليل، فمتى نتحرك نحن كعرب لإنهاء هذه المأساة بالتنسيق مع من يجب ان ننسق معه؟".أما اليمن الشقيق، فقد لخص سمو الأمير الموقف بكلمات وجمل محددة، وأن تحالف "عاصفة الحزم" جاء بطلب من الرئيس الشرعي لليمن لمجلس التعاون الخليجي لحماية هذا البلد الشقيق وشعبه ومؤسساته واستقراره، بعد أن أجهض "أنصار الله" الذراع العسكرية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، كل المحاولات الجادة والمخلصة لمجلس التعاون، وارتكبوا اعتداءات بحق الدولة اليمنية، وأفرغوا نتائج الحوار الوطني من مضمونه، والأخطر من ذلك — كما قال سمو الأمير — أن جماعة أنصار الله والرئيس السابق بسلوكهم هذا يزرعون في اليمن بذور ظاهرة مقيتة لم تكن قائمة فيه، وهي الطائفية السياسية، مؤكداً سموه أن ميليشيات أنصار الله والرئيس السابق تتحمل المسؤولية عن التصعيد، داعياً كل الأطراف الى احترام الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي وحكومته، مشدداً على أنه على الجميع الاصطفاف إلى جانب الشرعية في اليمن ورفض سياسة الأمر الواقع، مؤكداً سموه أن قطر لن تألو جهداً في تحقيق ذلك بالتعاون مع الأشقاء.وتطرق سمو الأمير في خطابه الذي يمثل علامة فارقة إلى الأحداث في ليبيا الشقيقة، التي هي بأمس الحاجة إلى الحوار الجاد بين جميع الأطراف، وقال سموه " المخرج الوحيد من تداعيات الأزمة هو حل سياسي يحترم إرادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار ويهيئ الظروف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية..".ورحب سمو الأمير بعلاقات إيجابية مع إيران، مؤكداً على علاقة حسن الجوار التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المنطقة والأمة الإسلامية، مؤكداً في الوقت نفسه على أن علاقة حسن الجوار تقوم أيضاً على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.وعلى الرغم من القضايا السياسية الضاغطة في مختلف الملفات، فإن قضايا الشعوب والاهتمام بالتنمية لم تغب عن سمو الأمير، فقد أكد سموه "أن تحقيق التنمية لشعوبنا هو المرتكز الأساسي لاستقلال إرادتنا وقرارنا، وهو الضامن للحياة الكريمة لشعوبنا".لقد وضع سمو الأمير النقاط على الحروف حيال مختلف القضايا التي تشغل بال الشعوب، وحدد الموقف منها بصورة جلية، مقدماً الحل بصورة واضحة، بعيداً عن "العموميات"، والجمل الإنشائية، فنحن في مرحلة بأمس الحاجة إلى معالجات جذرية لقضايا الأمة، والالتحام مع تطلعات الشعوب، لذلك لم ينس سموه أن يشير إلى جامعة الدول العربية التي تمثل "بيت العرب" وهي تحتفل بعامها السبعين، إنها (الجامعة) لم ترتفع إلى مستوى أمل الشعوب وحاجات الأمة في هذه المرحلة التاريخية، وأنه قد آن الأوان لإصلاحها والارتقاء ببنيتها وهياكلها إلى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة.واختتم سمو الأمير خطابه بجملة يفترض أن يستحضرها العرب قادة وشعوباً، عندما قال "عند كل منعطف تاريخي يثبت أنه لا يكون معنا أحد كعرب إذا لم نكن نحن مع أنفسنا، وإذا لم نفعل نحن ما يجب فعله"، وهذه حقيقة نعايشها اليوم، فقضايانا مبعثرة هنا وهناك، والأعداء يتلاعبون بنا، لأننا لم نعد أمة متماسكة، نعمل مع بعضنا البعض، وهو ما دفع الأطراف الدولية للبحث عن مصالحها وعن الأقوياء في المنطقة للتحالف معهم.

1355

| 29 مارس 2015

السعودية.. قائدة

جددت "عاصفة الحزم" المكانة التاريخية التي تتبوؤها المملكة العربية السعودية الشقيقة عربيا وإسلاميا ودوليا، وأنها قائدة لمختلف الملفات، ويمكنها أن تواجه التحديات بكل عزم وحزم وحسم.المملكة العربية السعودية بمكانتها الروحية عند المسلمين، ودورها الفاعل سياسيا، وما تتمتع به من قوة عسكرية واقتصادية وقيادية..، جعل الجميع يلتف حولها، ويسلمها زمام المبادرة في قيادة تحالف عاصفة الحزم، الذي هو اليوم يمثل الأمل لأكثر من مليار مسلم لاستعادة الامة مكانتها، واسترجاع حقوقها، وإنصاف شعوبها.في أكثر من مرة اكد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ثقته التامة بقدرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، بتأييد من الجيل الثاني من الشباب في ادارة الحكم، والذي يتمتع بكفاءة وقدرات قيادية عالية، وخبرات في ادارة الملفات الصعبة.تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده المملكة من اجل دعم الشرعية في اليمن الشقيق، تدعمه كل الدول والشعوب، باستثناء ايران والعراق والنظام السوري وحزب الله، واعتقد ان الجميع يعرف الرابط بين هذه الاطراف الاربعة.لو لم تقدم المملكة العربية السعودية الشقيقة على هذه الخطوة المتمثلة بتكوين هذا التحالف الشريف، لضاع اليمن، كما ضاعت دول اخرى، ولاختطفت الميليشيات الحوثية بلد "الحكمة والايمان"، وحولته الى بلد آخر يعيش الاقتتال الاهلي بين ابناء شعبه، ولأصبح خنجرا في خاصرة الامة، وليس دول المنطقة فقط.في كل ملفات المنطقة يمكن للشقيقة السعودية ان تكون هي القائدة، ونحن على ثقة ان قيادة الملك سلمان قادرة على ايجاد معالجات حقيقية للازمات التي تتعرض لها عدد من البلدان العربية، واليوم هناك مناشدات بألا يتوقف هذا التحالف إلا بعد استكمال كل الاهداف التي تحقق الامن والاستقرار وعودة الشرعية في اليمن الشقيق، ووقْف زحف الحوثيين وقوات المخلوع ناكر الجميل المدعو علي عبدالله صالح، الذي يطالب اليوم مع الحوثيين بالحوار، بعد ان أجهضوا كل المحاولات والمساعي الحميدة التي قامت بها دول مجلس التعاون طوال الاشهر الماضية، واختاروا طريق "البلطجة" في السطو على مؤسسات الدولة اليمنية، والتمركز في مفاصلها.هذا التحالف الشريف اليوم هو محل تقدير واحترام وفخر ليس فقط شعوب المنطقة، بل وشعوب العالم العربي والاسلامي أجمع، ويؤكدون وقوفهم خلف المملكة العربية السعودية وقيادتها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ امتنا.المملكة اليوم هي عاصمة الفعل، وقيادة الأمة، وقادرة على إدارة المعركة بكل كفاءة وجدارة، لاستعادة الحقوق العربية، التي سطت عليها أطراف معادية.

1610

| 28 مارس 2015

العبث بأمن اليمن .. عبث بالخليج

التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة " عاصفة الحزم "، والذي جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني الشرعي، من أجل وقف الزحف العسكري الذي تقوم به ميليشيات الحوثي في اليمن، وسيطرتها على العاصمة صنعاء بالقوة العسكرية، بعد استيلائها على مفاصل الدولة اليمنية، وفرضها الأمر الواقع بدعم خارجي، هذا التحالف أعاد للجسد العربي الروح، وأعاد للعرب إمكانية "الفعل" إذا ما كانت هناك إرادة حقيقية التقت مع قيادة واعية تدرك المخاطر التي تحدق بالأمة، وهذا ما تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في هذه المرحلة المفصلية والدقيقة من تاريخ الأمة . لم تترك الميليشيات الحوثية خيارا آخر أمام دول مجلس التعاون الخليجي، التي سعت منذ سنوات في تحرك جاد ومخلص من أجل إنقاذ اليمن الشقيق، وطرحت مبادرة للخروج من الأزمة التي عصفت ببلد " الحكمة "، واستطاعت أن تخرج اليمن في مرحلة ما من الدخول في نفق مظلم، إلا أن الحوثيين أبوا إلا عرقلة هذه الجهود المخلصة، وسعوا إلى العبث بالأمن عبر الاستقواء بقوى خارجية، والتحالف مع المخلوع علي عبدالله صالح الذي صنع له قوات خاصة، يتولى أمرها مع ابنه أحمد، الذي يقود اليوم جانبا منها، فسعى الحوثيون والمخلوع إلى إفشال الجهود الخليجية، والانقلاب على الشرعية، وهو ما تم بالفعل، ضاربين عرض الحائط بكل الجهود المخلصة التي قامت بها الدول الخليجية، مستثمرين الوقت من أجل تنفيذ أجندات خارجية للسيطرة على اليمن .كل الخطوات التي قام بها الحوثيون كانت تكرس أمرا واقعا بقوة السلاح، عبر الانقلاب على الشرعية، والاستيلاء على مؤسسات الدولة، ورأينا كيف فرضوا الإقامة الجبرية لمدة من الزمن على الرئيس اليمني ورئيس الحكومة، وتم اعتقال عدد من الوزراء، وفرض تعيينات في مناصب مختلفة من عناصر تابعة لهم، بل حتى وصل الأمر إلى تعيين رئيس للدولة وإن اختلف المسمى، ومضوا في هذه الخطوات دون الالتفات إلى مصلحة الشعب اليمني .إن العبث بأمن اليمن واستقراره من قبل الحوثيين وصل إلى مرحلة لا يمكن السكوت عليها، فأمن اليمن من أمن دول الخليج، بل إن زعزعة الأمن والاستقرار باليمن ينعكس على المنطقة العربية بأسرها، خاصة أن ما يحدث في هذا البلد ليس خيارا شعبيا، بقدر ما هو انقلاب تقوم به مجموعة تتلقى دعما بكل أنواعه من أطراف ودول خارجية، لتتحول اليمن إلى خنجر في خاصرة الخليج، وهو ما يمثل خطرا على الأمن العربي بكامله .إن الخطوة التي قامت بها المملكة العربية السعودية الشقيقة بتكوين تحالف عربي من أجل الحفاظ على كيان دولة عربية قويا متماسكا، لهو أمر يحسب للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولوزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي أشرف بنفسه على العمليات البطولية لسلاح الجو في التحالف، ويتفق مع ميثاق العمل العربي المشترك ومجلس التعاون الخليجي .منذ عقود والعرب " تائهون "، وأراضيهم تقضم منها قطعة قطعة، وعواصمهم تسقط بيد أعدائهم بين فترة وأخرى، حتى بات العدو في مأمن؛ حيث إن العرب ليس لديهم سوى الخطب الرنانة، فيما الفعل على الأرض هم بعيدون عنه، إلى أن جاءت " عاصفة الحزم "، التي نأمل أن تكون : حزما وعزما وحسما، لتعيد للعرب هيبتهم ومكانتهم وحضورهم الفاعل في المشهد الدولي .ما قامت به المملكة والتحالف هو من أجل اليمن الشقيق وشعبه العزيز، وحرصا على وحدة هذا البلد، بعد أن ظهرت نوايا الحوثيين ومن تبعهم باختطافه، فكان لا بد من الوقوف أمام هذه الجريمة، وحماية بلد " الحكمة والإيمان " من الانزلاق إلى حرب أهلية، أو التحول إلى دولة فاشلة .لقد أثبتت دول الخليج من خلال هذا التحالف على أنها قوة عسكرية إذا ما توحدت في الميدان، وأنها قوة ردع لكل من تحدثه نفسه بالإضرار بأمنها، وأنها قادرة على الدفاع عن أمتها أمام المخاطر إذا ما تطلب الأمر، وقادرة على حماية من يستجير بها من إخوتها، وتسخير إمكاناتها من أجل الدفاع عن أشقائها العرب والمسلمين .إن الظروف الدقيقة تفرض على الجميع الاصطفاف خلف هذا التحالف، الذي يمثل أمل الأمة ببزوغ فجر جديد، وحماية الجبهة الداخلية .اليوم الشعوب الخليجية أكثر فخرا بقياداتها، وتعيش أملا جميلا وجديدا ليس من أجلها فقط، إنما من أجل أمتها حيث هناك قوة يمكن أن تدافع عن الحق العربي، الذي تطاول عليه القاصي والداني .يجب ألا يتوقف هذا التحالف الشريف والنظيف قبل إنقاذ اليمن فعليا، وألا يلتفت إلى تصريحات الحوثيين وصراخهم أو طلبهم مددا زمنية، أو فرصة للحوار، فهم يكذبون كما يتنفسون، بل يجب عودة الشرعية في اليمن بكل أركانها إلى كل مفاصل ومؤسسات الدولة، واعتراف الحوثيين بذلك، عندها فقط يمكن الحوار معهم بأن يأتوا إليه صاغرين .

1287

| 27 مارس 2015

"غمة " عربية في شرم الشيخ المصرية

تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية السبت المقبل انعقاد القمة العربية الدورية، والتي لم تعد تقدم شيئا للواقع العربي، سوى مساحات للنشر، وساعات للبث، تغطي بها وسائل الإعلام المختلفة ما لديها من مساحات، بينما على الواقع هناك أمور أخرى تجري، لا علاقة لها بما يدور في هذه القمم، التي لم تعد تغني المواطن العربي من جوع، ولا تؤمِّنه من خوف، تنعقد قمة شرم الشيخ والوضع العربي في أسوأ أحواله، والتشرذم في أوجه، والتمزق يضرب أوطاننا من مشرقها إلى مغربها، والعدو لم يعد يترقب لحظة، بل هو بالدار بات يلعب، في شرم الشيخ لن تنعقد "قمة " بل هي "غمة " عربية، كما تنطق في بعض اللهجات العربية، هذه هي الحقيقة، فما يجب أن يطرح فيها في المجمل دماء وأشلاء وأوطان سلبت..، وأجيال لا تعرف مستقبلها في ظل واقع مؤلم، على بعد مرمى حجر من اجتماع "قادة " العرب.. في غزة المحاصرة عربيا قبل إسرائيليا.. هناك أطفال يصرخون، ونساء يبكين، وشيوخ يموتون، وشباب حائرون.. والعرب يتفرجون، بل يشاركون في هذه الجرائم التي ترتكب في غزة المحاصرة، ومعبرها المغلق، على يد الأشقاء، بل على يد من سوف يتولى رئاسة القمة العربية، فهل يعقل ذلك ؟!عام تاسع، وحروب مدمرة ثلاث مرت على هذه المدينة المحاصرة، دون أن تحرك ساكنا أو شعرة لدى المسؤول العربي، إلا من رحم ربي، فماذا سيقول القادة في اجتماع "الشرم " أمام "المايكرفونات " والأضواء الصاخبة، فيما هناك شعب يموت بفعل عربي؟ هل سيتخذ "القادة " قرارا بإنهاء هذا الحصار الجائر والظالم ؟ هل سنرى فتحا لمعبر رفح يا من ستتولى رئاسة "القمة " العربية ؟ هل سنرى أهالي غزة يدخلون مصر من معبر رفح كما يدخل اليهود إلى مصر من كل الأبواب والمنافذ ومنها معبر طابا ؟ هل ننتظر قرارا عربيا يسمح ببناء مطار وميناء في غزة ؟ غزة على مرمى حجر من دولة المقر للجامعة العربية، وعلى مسافة "السكة " من شرم الشيخ التي تنعقد بها القمة العربية، ولا يفصلها عمن يتولى رئاسة القمة القادمة إلا معبر مغلق منذ سنوات، فهل سنرى من هذه القمة "انتفاضة " حقيقية تجاه شعب غزة الذي يعاني الأمرين من العرب وإسرائيل، وربما من العرب أكثر، ومن الجوار العربي أكثر وأكثر ؟سوريا.. عام خامس من الإجرام والقتل يتعرض له هذا الشعب المتروك لمواجهة مصيره، دون أن يقف معه أحد من الأشقاء بصورة جدية، بل على العكس هناك أطراف عربية تقف مع القاتل، دعما عسكريا، وماديا ولوجستيا، في السر أو العلن، وتم الكشف عن العديد من هذا "التآمر" ضد الثورة السورية اليتيمة، التي تركت لتواجه إجرام الأسد وحلفائه وداعميه، لم يسبق أن استخدم نظام أسلحة ضد شعبه كما حدث مع الشعب السوري، الذي سقط منه أكثر من 350 ألف قتيل، فيما أكثر من نصف الشعب ما بين نازح ولاجئ، والجامعة العربية تستكثر على هذا الشعب العظيم حتى مقعد بلاده أن يتسلمه، فمصر الدولة المستضيفة لهذه القمة حتى هذه اللحظة رفضت توجيه دعوة للائتلاف الوطني السوري الذي يمثل الشعب السوري لحضور قمة شرم الشيخ ! .حتى مقعد "خشبي " يرفض العرب منحه للشعب السوري الذي يقاتل من أجل حريته وكرامته منذ 2011، فماذا ينتظر هذا الشعب من "الغمة " العربية ؟ بالتأكيد لا يعلق كثيرا على أنظمة "مهترئة " والبعض منها جاء على دبابة أن ينتصر له، ومن المؤكد أن هذا الشعب العظيم سيظل معلقا بالسماء أملا ودعاء ونصرة، فالشعب الذي بدأ ثورته بـ "مالنا غيرك يا الله "، سيستمر على هذا النهج إلى أن ينتصر، وسينتصر عاجلا أو آجلا، وقف العرب والعالم معه أو ترك ليواجه إجرام النظام وحلفائه وشبيحته بنفسه، فتاريخ الشعوب الثائرة أنها منتصرة، نعم قد يتأخر النصر، وقد تكون التكلفة باهظة، لكن في نهاية المطاف لاخيار أمام الطغاة إلا الرحيل ولعنات الأجيال والشعوب والتاريخ تلاحقهم، وليس هناك استثناء، كل الطغاة كانت نهايتهم "مزبلة " التاريخ، كنا نأمل أن نسمع صوت الشعب السوري في القمة القادمة، كما سمعنا هذا الصوت يجلل في القمة العربية بالدوحة 2013، حيث انتصرت لحقوق الشعب السوري، والتي قامت قطر بدعوة الائتلاف السوري لحضور القمة، ومنحته المقعد الذي تحدث من خلاله الشيخ أحمد معاذ الخطيب، وألقى كلمة مدوية، تناول معاناة الشعب السوري، ناقلا مأساة العصر بكل تفاصيلها، مبرزا جرائم النظام الأسدي التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، اليوم يمنع الشعب السوري من إلقاء كلمته في القمة العربية، ويخنق حتى لا يسمع أحد معاناته، ولا فرق بين نظام مجرم يقتل الشعب السوري بالبراميل المتفجرة، والصواريخ والغازات المحرمة والمجرمة دوليا، و من يمنع صوت هذا الشعب من أن ينطق ليتحدث عن معاناته، في العراق .. ماذا عساها هذه القمة أن تفعل لمكون رئيسي من الشعب العراقي يذبح اليوم؟ ويشارك في هذه الجرائم أطراف من الداخل والخارج، مشاركة علنية، التحم فيها ما يسمى بـ "الجيش " وميليشيات طائفية، لمهاجمة مكوّن رئيسي في مدن مختلفة من مدن العراق .ماذا يحدث اليوم في الموصل والأنبار وتكريت والفلوجة وأبوعجيل وصلاح الدين والرمادي وسامراء وديالى وكركوك .. ؟ تحت غطاء محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة تشن حروب إبادة ضد مدن بعينها، ويستخدم في ذلك كل أنواع الأسلحة، تماما كما يحدث في سوريا من قبل النظام الأسدي، نفس الأساليب، ونفس التوجه، ونفس الفكر، وإن اختلفت بعض الوجوه..، والعالم يشاهد حجم الجرائم التي ترتكب بحق الشعب العراقي، بما فيها أيضا التغيير الديمغرافي للعديد من المناطق، والقتل على الهوية، والتهجير لسكان مناطق بأكملها.. دون أن يحرك ساكنا، والعرب مغيبون عما يحدث، فماذا يمكن لقمة شرم الشيخ أن تفعل لأولئك المضطهدين في بغداد الرشيد ؟ .ليبيا.. هذا الشعب الذي استطاع أن ينهي حكما فرديا قمعيا دام 42 عاما، لم يترك ليقرر مصيره، وجدنا من يحاول العبث بالساحة الليبية، لينهي ثورة هذا الشعب الأبي، أحفاد عمر المختار، ليرجع عقارب الساعة إلى عهد الاستبداد والقمع، ولكن بوجوه جديدة، فتمت صناعة شخصيات "حفترية " لتخلط الأوراق، وتضرب الثورة، وتسقط بالتالي تطلعات الشعب الليبي بالمستقبل، وقام بعض العرب بدعم هذه المجموعات المصنوعة بهدف ضرب الثورة الليبية، وإعادتها للمربع الأول، هذه ربما كانت ملفات البعض منها بات مقررا على القمم العربية، لكن هناك ملفا جديدا وغاية في الأهمية دخل على أجندة القمة العربية القادمة، ألا وهو الملف اليمني، حيث أقدم الحوثيون على انقلاب عسكري على الشرعية في اليمن، وسيطروا على مفاصل الدولة في العاصمة وعدد من المحافظات والمدن، وهم اليوم يزحفون إلى عدن، التي يتخذها الرئيس هادي مقرا، فماذا سيكون الموقف العربي ؟ .لست متفائلا بموقف عربي حازم يعيد الأمور إلى نصابها في اليمن، والتصدي بكل حزم للعبث والفوضى التي دفع بها الحوثيون، الذين وجدوا في " غفلة " من الزمن دعما لارتكاب هذا الجرم من أطراف عربية للأسف الشديد، حتى وصل بنا الحال إلى ما هو عليه اليوم، ميلشيات الحوثي اليوم هي التي تسيطر على الوضع ميدانيا في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى، فهل سيكون للعرب موقف في قمتهم القادمة ؟ .في المشاهد الثلاثة.. سوريا.. العراق.. اليمن.. تصدرت إيران المشهد بكل تفاصيله، عبر دعم عسكري ميداني مباشر، أو لوجستي، أو مادي، وفي العواصم الثلاثة اجتمع كل أنواع الدعم الإيراني، إن كان للنظام السوري، وأعلنت إيران أكثر من مرة على لسان قادتها أنها لو لم تكن هي بالساحة السورية لسقط نظام الأسد، وفي العراق الأمر ذاته، وهي اليوم في اليمن عبر الحوثيين وذراعه أنصار الله، كما هو في لبنان حزب الله .لم أشأ أن أذكر إيران عند الحديث عن كل ملف، فهي باتت العنصر المشترك في الملفات الثلاثة، وأصبحت تتحدث علانية عن حضورها وتواجدها عسكريا وأمنيا ومخابراتيا، وتسيير رحلات لنقل الأسلحة والجنود والخبراء، ولم يعد هذا الأمر سرا، فما هو رأي القادة العرب فيما وصل إليه الحال في هذه العواصم ؟ .أتساءل ما الفائدة من قمة تعقد وغزة محاصرة ؟!ما الفائدة من قمة تعقد وإسرائيل تواصل التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي ؟!ما الفائدة من قمة تعقد والميليشيات هي التي تتحكم في العراق ؟!ما الفائدة من قمة تعقد والتهميش والإقصاء ضد مكون رئيسي في العراق بات مسلكا رسميا ؟!ما الفائدة من قمة تعقد ومقعد سوريا لا يشغله الائتلاف السوري الممثل الرسمي للشعب، هذا إن لم نفاجأ بتسليم المقعد للنظام السوري بعد كل هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها بحق شعبه ؟!ما الفائدة من قمة تعقد ولا تحقق للشعب الليبي أهداف ثورته ؟ما الفائدة من قمة تعقد واليمن يعيش عبثا وفوضى وزحفا عسكريا من ميليشيات سيطرت على مفاصل الدولة وأبعدت الشرعية ؟ما الفائدة من قمة تعقد والأزمات الاقتصادية الطاحنة تلف المواطن العربي من أقصاه إلى أقصاه ؟ما الفائدة من قمة تعقد والبطالة بين الشباب العربي تجاوزت 25% ؟ما الفائدة من قمة تعقد والأمية تنتشر في العالم العربي بأرقام مخيفة ؟ما الفائدة من قمة تعقد والشقيقة مصر تعيش أوضاعا غير سوية، وانشقاقا غير مسبوق في المجتمع، ووضعا اقتصاديا لا تحسد عليه ؟إنها قمة العبث العربي بكل أسف.. نعم ففي الوقت الذي يعيش العرب مخاطر متعددة، ومهددات أمنية، يدفع البعض لخلق "أعداء " من الشعب نفسه، فيما أعداء الأمة يسرحون ويمرحون في الداخل والخارج، ويستقبلون بالأحضان من قبل البعض.. إلى هذه الدرجة وصلنا من الهوان .وقفة قصيدة جميلة للشاعر أحمد مطر تصف حال الأمة، عبر حوار مع ابنه، أقتطع منها بعض الأبيات.. يقول:فهمت الآن ياولدي لماذا قلت لا تكبر ؟!فمصرٌ لم تعُد مصراَ وتونس لم تعد خضراوبغدادُهي الأخرىتذوق خيانة العسكروإن تسأل عن الأقصى فإن جراحهم أقسىبني صهيون تقتلهمومصر تغلق المعبر وحتى الشام يا ولدي تموت بحسرةٍ أكبر هنالك لوترى حلبا فحق الطفل قد سُلِبا وعرِض فتاةِ يُغتصبا ونصف الشعب في المهجرصغيري إنني أرجوك لا تكبرفأُمتنا ممزّقةٌ وأمتنا مقسّمةٌ وكل دقيقة تخسر وحول الجيد مشنقةٌوفي أحشائها خنجر

1362

| 25 مارس 2015

التكامل السعودي - التركي يعيد للمنطقة توازنها

ينظر المراقبون إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض وإلى لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اليوم في قمة سعودية — تركية بالكثير من التفاؤل حيال التصدي للعديد من المخاطر التي تتعرض لها المنطقة، نظرا لما يتمتع به البلدان من دور كبير، وحضور فاعل في كثير من الملفات، والتقاء مصالحهما حيال العديد من هذه الملفات المتفجرة، والتي بحاجة إلى عمل ثنائي مكثف يمكن من خلاله إعادة التوازن للاقطاب التي تدير مشاريع مختلفة.الزيارة بحد ذاتها تعيد للعلاقات بين الجانبين قوتها و"تماسكها" بعد فترة من " الفتور"، وتنهي كل " الإشاعات " التي ظلت تتحدث عن تراجع العلاقات بين البلدين، على الرغم من العديد من المشتركات التي تجمعهما على أكثر من صعيد، مما يجعل العمل معا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، بات مطلبا شعبيا قبل كل شيء.ثنائيا، هناك تحديات تواجه البلدين بشكل مباشر، وتتزاحم هذه التحديات مع حدودهما بشكل لصيق، بدءا من خطر " داعش " التي تطل برأسها على الشقيقة السعودية من البوابة العراقية، وتطل على الشقيقة تركيا من البوابة السورية، مما يعني ان التصدي لهذا الخطر يكمن في التعاون بين الجانبين، قبل استفحال الأمر بصورة اكبر.هذا الخطر الذي تدور حوله علامات إستفهام كبيرة وكثيرة، بحاجة إلى تنسيق ثنائي على درجة عالية بين البلدين المستهدفين منه، خاصة اذا عرفنا انهما قد تعرضا بالفعل لذلك.الازمة السورية هي الاخرى محل اجماع البلدين على ضرورة رحيل بشار الاسد، الذي مارس أبشع أنواع القتل والاجرام بحق شعبه طوال السنوات الماضية، فهذه الازمة تكمل اليوم عامها الرابع، لتدخل عامها الخامس وهي تحمل المزيد من المآسي بحق الشعب السوري الذي سقط منه اكثر من 350 الف قتيل واكثر من 10 ملايين ما بين مهجر ولاجئ.والجانبان متفقان على دعم المعارضة السورية المعتدلة، بما فيها تدريب عناصر من الجيش الحر، الذي سبق الحديث عنه اكثر من مرة، في وقت يتلقى فيه النظام الحاكم في سوريا كل اشكال الدعم من مؤيديه ان كان ذلك من ايران أو روسيا أو أحزاب او تنظيمات أتت من دول مجاورة أو عبر " وكالات تجميع " من أكثر من مكان.صحيح أن البلدين لم تنقطع علاقاتهما والتنسيق بينهما طوال السنوات الماضية فيما يتعلق بعدد من الملفات، وفي مقدمتها الملف السوري، لكن من المؤكد أن المرحلة الحالية تتطلب المزيد من هذا التنسيق، خاصة في ظل تزاحم مشاريع اخرى بالمنطقة، تحاول التوسع على حساب الحضور التاريخي والتقليدي لأطراف أخرى، مما يعني خلق واقع جديد بالمنطقة.وفي ظل هذا التدافع، هناك حديث ايضا عن اعادة تقسيم المنطقة، ان كان ذلك تقسيما بالمفهوم التقليدي، وهو الجغرافي، او تقسيم النفوذ، وفي كلتا الحالتين فان المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، وربما " انزلاق " لصدام بين بعض الاطراف، اذا لم تتم معالجة القضايا والملفات المتفجرة معالجة جذرية وحقيقية، بعيدا عن سياسة " الترقيع " التي لا تقدم ولا تؤخر، اللهم انها " تبرّد " الملفات، و" تسكّن " القضايا " الى حين، او تنقلها الى مرحلة لاحقة، دون ايجاد حلول منطقية، تتعايش من خلالها شعوب المنطقة كما كانت، بعيدا عن هذا الفرز الطائفي الذي نشهده حاليا بصورة متصاعدة.ليست الأزمة السورية وما ترتب عليها من ظهور تنظيمات إرهابية ومتطرفة كـ"داعش" وغيرها، هى القضية الوحيدة التي تجمع الجانبين السعودي والتركي، بل إن هناك ملفات أخرى إلى جانب التعاون الثنائي في قطاعات الاقتصاد والتعليم والاستثمار.. كالأزمة في اليمن، التي باتت هي الاخرى تتفاعل، وتشكل خطرا متزايدا بعد استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء عبر انقلاب وسيطرة عسكرية بالقوة، وانهاء السلطة الشرعية، مما يعني فرض واقع جديد في هذا البلد، والسعي لتهديد دول المنطقة، وهو ما صدر بالفعل من قبل قيادات الحوثيين الذين اطلقوا أكثر من مرة تهديدات مباشرة للمملكة العربية السعودية الشقيقة ولقطر وغيرهما من الدول، بما فيها تركيا التي لن تكون مرحبا بها لدى الحوثيين.الملف المصري من المتوقع حضوره في مباحثات الجانبين، لكن لا أتصور ان يكون هناك لقاء يجمع بين الرئيس أردوغان والسيسي، الذي سيزور الرياض لساعات، فالخلافات بين انقرة والقاهرة أكبر من أن تطوى بين ليلة وضحاها، خاصة أن الطرف التركي لديه " حساسية " من شيء اسمه " انقلاب عسكري "، لكن من المؤكد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وما يتمتع به الملك سلمان من حكمة وخبرة طويلة تؤهله للقيام باحتواء الكثير من الخلافات، نظرا لوجود أولويات أخرى في هذه المرحلة، تتطلب رص الصفوف، للتصدي لها، وخادم الحرمين الشريفين لديه القدرة والخبرة والحكمة في التعامل مع المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة، والتصدي لها بكل حزم.هناك مشاريع تحملها أطراف عدة بالمنطقة تحت لافتات مختلفة، هدفها تفتيت المنطقة، وادخالها في حروب ونزاعات تتلظى من الشعوب، وهو ما يستوجب على دول كالمملكة العربية السعودية الشقيقة التصدي لكل من يحاول العبث بهذه المنطقة، والمملكة قادرة على القيام بهذا الدور، في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر بها المنطقة بصورة عامة، وإعادة التوازن لها، بما يجنبها الانزلاق الى صدامات الجميع في غنى عنها.السعودية وتركيا التكامل بينهما لن يقتصر نفعه على البلدين، إنما سيعم المنطقة بأسرها، لذلك فان الجميع يتطلع الى قمة ناجحة ومثمرة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

1658

| 01 مارس 2015

قضايا الأمة والشعوب العربية في البيت الأبيض

تكتسب الزيارة التي يبدأها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، اليوم إلى الولايات المتحدة الأميركية ويلتقي خلالها بالرئيس باراك أوباما في قمة استثنائية، إضافة إلى لقاءات مع صناع القرار في الكونجرس والمؤسسات السياسية والاقتصادية، أهمية كبرى، كونها تجيء في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة، التي تعيش تحولات متسارعة على أكثر من صعيد. لقاءات سمو الأمير في البيت الأبيض ومع النخب السياسية والاقتصادية والتعليمية سيكون حاضرا بها ملفات غاية في الأهمية، تستدعي التشاور وتبادل الآراء حيالها، إضافة إلى التعاون الثنائي الذي بات يخطو خطوات واسعة في مختلف المجالات، وأثمر عن تحقيق نتائج إيجابية للبلدين، ربما الزيارة الأخيرة التي قام بها سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني على رأس وفد اقتصادي كبير إلى الولايات المتحدة، وما نتج عنها من مشاريع مستقبلية تشير إلى ارتفاع حجم الاستثمارات القطرية في أميركا خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 35 مليار دولار، إلا خير شاهد على المرحلة الجديدة التي تدخلها العلاقات بين البلدين، والتي تتعزز بمشاريع تنموية مهمة، والأمر نفسه بالنسبة للاستثمارات الأميركية الموجودة في قطر عبر أكثر من 120 شركة كبرى، والتي أيضا تتوسع بشكل كبير، خاصة بعد فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022.تتميز العلاقة بين قطر والولايات المتحدة الأميركية ـ كما هو الحال مع بقية الأصدقاء ـ باحترام متبادل، وتفهم لوجهات النظر بكل شفافية، والعمل معا من أجل قضايا المنطقة والعالم أجمع، بهدف إيجاد مناطق آمنة ومستقرة.تعرف الإدارة الأميركية جيدا المصداقية التي تحظى بها قطر في مختلف الأوساط، والمكانة التي تتبوأ في المحافل الإقليمية والدولية، وعلاقاتها المتينة المبنية على أسس سليمة، مع الأطراف المختلفة بمسافات واحدة، وهو ما يجعل من العلاقة بين البلدين تنتقل إلى مرحلة الشراكة الحقيقية.لقد استمع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى رؤية سمو الأمير المفدى حيال عدد من القضايا في اجتماع المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن على مستوى القمة حول التهديدات للسلم والأمن الدوليين، التي ترأسها باراك أوباما في سبتمبر الماضي بمشاركة عدد من رؤساء الدول، فقد طرح سموه حلولا لعدد من القضايا، فلم يكتف بذكر المشاكل التي تعصف بالمنطقة، بل كانت رؤية سموه واضحة حول تلك الأزمات والمخاطر التي يتعرض لها الإقليم بصورة متزايدة، فعندما تم الحديث عن الجماعات الإرهابية، فقد رأى سمو الأمير "إنه لا مناص من الاستجابة الأمنية وحتى العسكرية العاجلة للخطر الداهم الذي تمثله الجماعات الإرهابية، ولكن الاستنفار الآني والعاجل والمُلِح لا يجوز أن يجعلنا نهمل ظروف نشأته وأسبابه ودوافعه"، ويضيف سموه "يفترض أن يكون الإرهاب ظاهرة استثنائية، ولكن انتشار حركات إرهابية إلى درجة السيطرة على أراض وسكان في بلد من البلدان ليس ممكنا إلا بغياب الدولة وفشلها والفراغ الأمني الناجم عنه، حين تتحول الدولة إلى مجرد أداة إلى قمع وقتل، لا تترك أي متنفس للكلام والحوار للقوى المدنية السياسية ولا تفسح مجالا للإصلاح السلمي التدريجي ولا للثورة المدنية".فمن المؤكد أن قضية الإرهاب الذي يجتاح العالم اليوم ستكون حاضرة في المباحثات التي سيجريها سمو الأمير المفدى مع الرئيس الأميركي، والبحث عن السبل الكفيلة بمكافحته، هذا الإرهاب الذي لا دين له ولا جنسية أو قومية، هو محل رفض جميع الدول، ولكن يجب أن تكون هناك معالجة حقيقية لهذه الظاهرة، التي باتت تقض مضاجع الجميع، وفي سياق مكافحة الإرهاب، فقد ذكّر سمو الأمير في خطابه أمام مجلس الأمن بعدد من النقاط، حيث قال:1 ـ لقد تعلمنا من الخبرات السابقة أن العمل العسكري وحده ليس سبيلا لحل المشاكل، ولا بد أن يأتي في سياق حلول سياسية، تفتح أفقا لمستقبل أفضل، فالعنف يولد العنف إذا لم يكن جزءا من حل سياسي شامل.2 ـ تحظى السياسة بعمق شعبي إذا حظيت بمصداقية، وإذا لم تكل بمكيالين، يجب أن يكون الموقف من المدنيين بالقتل هو نفسه إذا قامت به دولة استبداد أو دولة احتلال أو تنظيم إرهابي، لا يجوز أن يسود انطباع أن المجتمع الدولي يظهر العجز عن مواجهة سياسة قتل مئات الآلاف من المدنيين، ثم يستنفر بسرعة في سياق آخر.3 ـ التصدي للإرهاب ليس تفويضا مطلقا باتخاذ أي إجراء دون الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، فلا يجوز أن يعاقب المدنيون الأبرياء مرة من الإرهاب وأخرى عند مكافحة الإرهاب.هذه الرؤية التي تحدث عنها سمو الأمير بكل شفافية كانت محل تقدير واحترام الرأي العام، وطرحت معالجة حقيقية لهذه الظاهرة ، التي ابتليت بها منطقتنا العربية والإسلامية ربما أكثر من غيرها.هناك تطلع دائم لدى الشعوب العربية إلى أنه عندما تتحدث القيادة القطرية فإنها تنقل للعالم أجمع تطلعات هذه الشعوب، آمالا وآلاما، فقد عرفت قطر وقيادتها انحيازها إلى قضايا الشعوب، والدفاع عنها في كل المحافل، فهذا الهم لم يغب عن القيادة القطرية في كل، دفاعا عن قضايا الأمة وشعوبها، وهذا الملف ـ ملف المواطن العربي وقضاياه ـ من المؤكد سيكون حاضرا في البيت الأبيض، وسيضعه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على طاولة المباحثات والمناقشات مع الرئيس باراك أوباما.بالطبع الملفات الرئيسية الأخرى ستتصدر المباحثات أيضا، خاصة معاناة الشعب السوري الذي ينهي عامه الرابع وسط مجازر لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا، ومئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين واللاجئين، وقمع واستبداد غير مسبوق، وسط إهمال من قبل المجتمع الدولي، الذي يتفرج على هذه الدماء والإشلاء دون أن يحرك ساكنا.أيضا الوضع في اليمن، وما تلا من استيلاء على السلطة الشرعية من قبل الحوثيين، وتداعيات ذلك على المنطقة، التي تعاني من أزمات مزمنة، تركت دون علاج حتى "فرّخت" لنا منظمات وجماعات إرهابية، وليست "داعش" الوحيدة، فهناك منظمات وفصائل وكتائب تمارس قتلا ممنهجا تحت مرأى ومسمع وموافقات في بعض الدول بالإقليم، وهو ما يجعل من المعالجات أنها لابد اأن تكون شاملة، لا تستهدف طرفا دون آخر، حتى تؤتي ثمارا حقيقية من الأمن والاستقرار. وقد ظلت قطر على الدوام تنتهج نهجا داعما للاستقرار والأمن، منتصرة لقضايا الشعوب، مدافعة عن قضايا الأمة، تتعامل مع الجميع "بوجه" واحد، وتسدي للجميع نصيحة صادقة، لا تأخذها في ذلك لومة لائم، وتقف مع جميع الأطراف على مسافة واحدة، وهو ما أكسبها هذه المصداقية العالية، ما جعلها منصة للحوار، وملجأ للوساطات، وقبلة للاستنجاد بها عند الملمات ـ وما أكثرها ـ فكانت خير وسيط نزيه، وخير ناصح أمين، وخير مدافع عن قضايا الشعوب.وربما الأمثلة على الأدوار الكبيرة التي قامت بها قطر في مجال الوساطات، والنجاحات التي حققتها مع أكثر من طرف، خير شاهد على هذه المصداقية التي تتمتع بها قطر وقيادتها، ونتذكر جيدا ونحن نتحدث عن العلاقات القطرية ـ الأميركية، ما قامت به قطر من وساطة ناجحة في الإفراج في يونيو من العام الماضي عن الجندي الأميركي الذي كان محتجزا عند حركة طالبان في أفغانستان لنحو خمس سنوات، مقابل إطلاق خمسة من معتقلي الحركة في معتقل جوانتينامو.وقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي الشكر لسمو الأمير المفدى على الدور الذي لعبته قطر في الإفراج عن الجندي الأميركي، فيما قال وزير الدفاع الأميركي إن العامل الأساسي في نجاح صفقة تبادل الأسرى كانت إرادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لقيادة جهود التوصل إلى اتفاق.قطر نجحت في تحقيق اختراقات في ملفات مستعصية، ونجحت بامتياز في إيجاد حلول لأزمات متفاقمة، وذلك بفضل صدق نواياها، وجهودها الجادة، وعلاقاتها مع جميع الأطراف المبنية على الاحترام والمصداقية في التعامل، بأن تكون منصة فاعلة لحل النزاعات بالطرق السلمية، فنهج السياسة الخارجية القطرية يقوم على تشجيع قنوات التواصل الأيجابي، والشرق الأوسط في ظل الأزمات التي يعيشها بأمس الحاجة إلى شريك حقيقي يستطيع أن يرعى ويدير حوارا مفتوحا، وقطر تسعى جاهدة لأن تلعب ذلك الدور، كما قال وزير الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية.المنطقة اليوم بحالة تشبه "مخاضا" قريبا، ومقبلة على تحالفات جديدة، قد تعيد صياغتها، والولايات المتحدة الأميريكة موجودة بالمنطقة، ولها حضورها الأمني والعسكري والسياسي والاستثماري، وهي شريكة مع دول المنطقة، ما يعني أنها مسؤولة عن أمن واستقرار المنطقة، وهي بالتالي بحاجة إلى أن تصغي جيدا إلى ما سيقوله ضيفها اليوم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يحمل قضايا الأمة وشعوبها، وتطلعات شبابها تحديدا.

1791

| 24 فبراير 2015

النظام المصري.. تصدير لأزماته وتخبط في سياساته

يحسب للقيادة في قطر، أنها تغاضت طوال الفترة الماضية من عمر الانقلاب في مصر، التي تجاوزت عاماً ونصف العام عن كل "البذاءات" و"الإساءات" التي صدرت ممن يتولون أمر مصر اليوم، مسؤولين وصناع قرار و"جوقة" من الإعلاميين الفاسدين والمفسدين، الذين لم يدخروا كلمات في قاموس الشتائم والإساءات إلا وتلفظوا بها ضد قطر وقيادتها، وكالوا لها التهم في كل جانب، بحثاً عن جهة لتعليق فشلهم الذريع طوال الأشهر الماضية من حكمهم، فقد دخلت مصر في عهدهم البائس نفقاً مظلماً، ربما لم يسبق لها دخوله في تاريخها الحديث. ترفعت قطر وقيادتها ومسؤولوها عن الرد على كل تلك الإساءات التي وصلت إلى استخدام كلمات "قبيحة" و"سوقية"، لم يستخدمها حتى عرب الجاهلية قبل الإسلام، ولم تنجر إلى هذا المستنقع، الذي يعرف الإعلام المصري — إلا من رحم ربي — وسحرته العيش فيه، والاقتيات من مائه الآسن.لكن يظهر أن الحلم لم يعد ينفع مع من يحكم مصر في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، فقد وصل بهذه الفئة "الضالة" أن توجه اتهاماً إلى قطر بأنها تدعم الإرهاب، بعد أن تحفظت قطر على التدخل العسكري المصري في ليبيا، عبر توجيه ضربات عسكرية أوقعت ضحايا أبرياء من النساء والأطفال في مدينة درنة الوادعة، التي انهالت عليها الصواريخ فجراً، علماً بأنها لم تكن طرفاً في التبرير الذي ساقه من يحكمون مصر اليوم بعد عملية إعدام بشعة لـ ٢١ مصرياً في ليبيا، وأدانتها قطر، فالمكان الذي قيل إنه اعدمت فيه المجموعة لم يكن "درنة"، ولا تتواجد بها "داعش"، إذن لماذا استهدفت هذه المدينة بأحيائها الوادعة ومواطنيها الأبرياء؟بكل بساطة لأنها تسبب صداعاً للمتمرد حفتر الذي يشكل حلفاً ثنائياً مع السيسي، ف " درنة" عصية على اختراق قوات حفتر، ولم تستطع قواته الدخول إليها، كما أن بقاء حفتر بات مهدداً إذا لم يصله دعم عسكري عاجل، فكان أن تم خلق هذه الأزمة.إضافة إلى ذلك فإن التدخل العسكري المصري في ليبيا مخالف لميثاق الجامعة العربية، الذي ينص على ضرورة التشاور بين الدول الأعضاء، قبل قيام إحدى الدول الأعضاء بعمل عسكري منفرد في دولة عضو أخرى، وبالتالي فإن قطر التزمت بالميثاق الخاص بالجامعة العربية، التي يريدها من يحكم مصر "مطية" لتنفيذ أجنداته الخاصة.كما أن التحفظ القطري على البند الخاص برفع الحظر عن التسليح لليبيا، جاء من مبدأ عدم تقوية طرف على حساب طرف آخر، قبل نهاية الحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية، يكون لها الحق في طلب رفع الحظر بالنيابة عن الشعب الليبي الشقيق. لا أعتقد أن في هذين التحفظين ما يسيء إلى النظام المصري، الذي دفعه "تخبطه" إلى توجيه اتهامات لقطر بأنها تدعم الإرهاب، وهو ما دفع قطر لاستدعاء سفيرها للتشاور، بعد أن "طفح" الكيل من التصرفات "الرعناء" للنظام المصري، الذي لم تسلم منه دول مجلس التعاون الخليجي جميعها، فالتسريبات التي ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية من السيسي وأركان حكمه فضحت هذا النظام، الذي ينظر إلى دول المجلس على أنها ما هي إلا مصدر تمويل مالي بحت، ليس لدعم الشعب المصري، الذي هو يستحق، إنما لوضع هذه الأموال والدعم الذي قارب ٤٠ مليار دولار في حسابات خاصة، فيما البنك المركزي وحسب كلام السيسي يتم وضع " قرشين " فيه.التدخل العسكري المصري في ليبيا تحت مبرر مكافحة الإرهاب غير منطقي، فلا ينبغي الخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وبين قتل وحرق المدنيين الأبرياء بطريقة همجية، والعالم رفض دعوة السيسي للتدخل العسكري في ليبيا، التي أعلنها في اليوم الأول؛ مما حدا بوزير خارجية النظام إلى تخفيض سقف الطلب وعدم تضمينه تدخلاً عسكرياً، بعد أن رأى رفضاً عالمياً في مجلس الأمن.لقد مارس النظام المصري طوال العام ونصف العام الماضية أبشع أنواع القمع والاضطهاد والملاحقات لكل من يعارضه الرأي، مع كبت للحريات واستبداد في السلطة، واتخاذ الخيار الأمني سبيلاً للتعامل مع الرأي الآخر، فكانت التصفيات والاعتقالات، فحسب منظمات حقوقية هناك نحو٤٠ الف معتقل رأي وسجين سياسي زج بهم إلى السجون في فترة الانقلاب، إضافة بالطبع لآلاف القتلى في وقائع متعددة، الذين أحرق البعض منهم.إن قرار قطر باستدعاء سفيرها للتشاور جاء رداً على اتهام النظام المصري لقطر بدعم الإرهاب، هذه التهمة التي مثلت "القشة" التي دفعت قطر لاتخاذ هذه الخطوة، والتي ساندتها بحزم وقوة دول مجلس التعاون الخليجي، التي استنكرت هذا الاتهام، وقالت على لسان أمينها العام د. عبداللطيف الزياني إنها اتهامات باطلة وتجافي الحقيقة، وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي لمكافحة الإرهاب، ودعم العمل العربي المشترك في كافة المحافل العربية والدولية، وكل ما من شأنه الحفاظ على مصالح الأمة العربية.هذا الموقف يجسد بوضوح الوحدة الخليجية، والتكاتف بين دوله، فاستهداف أي دولة هو استهداف للجميع، فهذه الدول الست على قلب رجل واحد أمام التحديات والمخاطر التي تواجه هذا الكيان الخليجي، وإن اختلفت في وجهات النظر حيال بعض القضايا، إلا أنها في الشدائد تقف مجتمعة، وهناك العديد من الشواهد، وربما الغزو الغاشم الذي تعرضت له دولة الكويت الشقيقة في عام ١٩٩٠ خير شاهد على ذلك.لقد أكدت قطر مرات عدة أنها مع خيارات الشعوب، وأنها منحازة إلى الشعوب العربية في مطالبها بالحرية والكرامة والعيش الكريم..، وستظل تدافع عن ذلك لا تخشى في الحق لومة لائم، وهي بذلك ستستمر في دعم إرادة الشعب المصري الشقيق واستقراره، ولن تلتفت إلى هذا الغبار الذي يحاول النظام المصري وأعوانه وإعلامه وسحرته.. إثارته حول قطر ودورها الريادي في دعم قضايا الأمة وشعوبها.وسيظل الشعب المصري الشقيق محل اعتزاز وتقدير قطر قيادة وشعباً، فنحن إن اختلفنا مع النظام الحاكم في مصر في هذه المرحلة، فإننا لا نسقط هذا الخلاف على الشعب، الذين هم اشقاؤنا، ونعتز بدورهم ومساهماتهم معنا في بلدهم الثاني قطر، إن كان ذلك في الماضي أو الحاضر.القيادة القطرية ترفض الزج بالشعوب في أي خلاف سياسي بين الأنظمة، وتعمل جاهدة على حصر هذا الخلاف في نطاقه، دون التمدد أو التأثير على الشعوب التي لا ذنب لها، ومغلوبة على أمرها.إن النظام المصري يحاول تصدير أزماته المتعددة في الداخل إلى الخارج، وفشله الذريع، بعد عام ونصف العام من الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، في تقديم حلول للمشاكل التي يعاني منها الإنسان المصري البسيط في حياته اليومية، رغم كل الدعم المالي والعيني الذي قدمته له دول الخليج، والتي غدر بها، ويسيء إليها، ويتعامل معها على أنها مجرد "ممول" مالي للثراء الفاحش لطبقة معينة.إننا في قطر واثقون من مواقفنا، سائرون على نهجنا، متمسكون بمبادئنا، داعمون لقضايا أمتنا، منحازون لشعوبها.. وسنظل كذلك.‏‫

2038

| 20 فبراير 2015

المملكة قائدة كل تحرك في جميع الملفات

سعدنا بالأمس بالزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي حل ضيفا كريما على أخيه سمو الأمير المفدى، وعلى أهل قطر جميعا، فضيف سمو الأمير هو ضيف قطر كلها . تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف للدوحة، التي هي الأولى لسموه للخارج بعد توليه منصب ولي ولي العهد بالشقيقة السعودية، تأكيدا على عمق العلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط بين البلدين الشقيقين والتي تمتد لقرون مضت، سواء كان ذلك على مستوى خصوصية العلاقة الأخوية التي تجمع بين الأسرتين الكريمتين الحاكمتين في البلدين، أو على مستوى الشعبين الشقيقين، اللذين يتداخلان فيما بينهما بدرجة عالية جدا .هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين ليست مبنية على علاقات دبلوماسية تقليدية كما هو متعارف عليه بين بلدان العالم، بل هي أكبر من ذلك بكثير، وفي جميع المجالات، وهو ما يجعل العلاقات بين البلدين نموذجية ومتفردة .تحمل الزيارة الكريمة للأمير محمد بن نايف أهمية كبرى، كونها تأتي في ظروف دقيقة، وتحديات جسام، ومخاطر متعددة، تواجه المنطقة، وللشقيقة السعودية الدور البارز، والثقل الأكبر في إعادة التوازن للمنطقة، فهي قائدة أي تحرك حيال جميع الملفات، سواء كان ذلك على صعيد مجلس التعاون الخليجي، أو العربي، أو المنطقة بأسرها، ودورها البارز حيال قضايا العالم جميعها .اليوم المملكة العربية السعودية الشقيقة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وما عرف عنه من حكمة، وما يتمتع به من رؤية وبعد نظر، تتصدى لقضايا المنطقة بجهد كبير، ووفق رؤية جديدة، بفضل الخطوات البناءة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين، بضخ دماء شابة جديدة في المناصب القيادية، وهو ما يحسب للملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما يعني أن المملكة مقبلة على مرحلة جديدة في مسيرة التنمية بالداخل، وأدوارها العظيمة في الخارج .كما صاحب هذه الرؤية لخادم الحرمين الشريفين استحداث مجالس جديدة، تدفع بعجلة التقدم والنماء إلى الأمام، وربما أبرز هذه المجالس: مجلس الشؤون الأمنية والسياسية، والذي يتولى رئاسته سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ومجلس الشؤون الاقتصادية والذي يتولى رئاسته سمو الأمير محمد بن سلمان، وهما من الشخصيات المشهود لها بالكفاءة والجدية والإنجاز، سواء كان ذلك بالنسبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي استطاع أن يحقق تطورا وإنجازات كبرى بوزارة الداخلية، أو في الملفات التي تولاها في الداخل والخارج أيضا، وهو اليوم يتولى مجلس الشؤون الأمنية والسياسية، إضافة إلى مناصبه الأخرى، وهو أهل لهذه الثقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، بفضل نجاحاته الكبرى .والأمر كذلك بالنسبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، الذي يتولى رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية، فهو من القيادات الشابة، المتميزة علميا وعمليا، وهو ما يؤهله لإحداث نقلة نوعية في المجالين الدفاعي والاقتصادي لاستكمال مسيرة التطور والنهضة والتقدم التي تشهدها الشقيقة السعودية، والتي نحن في قطر أكثر الناس فرحا وسعادة بأي نجاح أو تقدم أو مركز متطور تحققه المملكة العربية السعودية، فهذا النجاح هو نجاح لنا، ونعتز به كثيرا، والحال كذلك مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يمثل بيتنا الإقليمي .نحن واثقون بأن حكمة خادم الحرمين الشريفين، ورؤية قيادتها الرشيدة، قادرة اليوم على التصدي لكل المخاطر التي تواجه المنطقة، فالشقيقة السعودية قائدة أي تحرك في جميع الملفات، سواء كان ذلك على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو العربي، فهي مشهود لها بحرصها على الحفاظ على تدعيم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومده بمزيد من القوة والتماسك وتطوير مسيرته وتعزيزها، وسعيها الدائم لإقرار الأمن والسلام بالمنطقة، واحترام الجوار، وعدم التدخل، وتقديمها كل الدعم لاستقرار المنطقة، وتبذل كل الجهود من أجل خدمة قضايا أمتها العربية والإسلامية، وهذا أمر الحديث عنه يطول .إن هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة تتطلب مزيدا من التواصل والعمل البناء بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأن نكون على قلب رجل واحد في مسيرتنا الخليجية، التي هي اليوم بأمس الحاجة إلى مزيد من التكامل والتماسك وتقديم الأولويات، والابتعاد عن كل ما قد يثير الحساسيات، ونحن على ثقة من أن قادة دول المجلس يستشعرون المخاطر التي تواجه المجلس في هذه المرحلة .إننا في قطر نثمن عاليا الأدوار الكبيرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين، وتقوم بها الشقيقة المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة، وجهودها المتواصلة من أجل خدمة قضايا أمتها، وعلى ثقة من أن المرحلة المقبلة سوف تشهد خلالها العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين مزيدا من التطور والتكامل والتداخل.

2304

| 11 فبراير 2015

قطر.. الفائز الأكبر

إذا كان قد أسدل الستار بالأمس على بطولة العالم لكرة اليد قطر 2015، فان الحديث عنها سيظل يتردد سنوات، ولن يسدل في ظل هذا الإبهار الذي قدمته هذه البطولة في هذه الدولة، وهذا الانجاز الذي حققته قطر فيها، والذي لم تسبقها إليه دولة من خارج أوروبا في أن تكون طرفا في المباراة النهائية لهذه البطولة.ستظل بطولة العالم لكرة اليد في نسختها 24 بالدوحة "قطر 2015" راسخة في الأذهان لسنوات قادمة، فما شهدته من تنظيم إداري غير مسبوق في تاريخ هذه البطولات الممتد لنحو 77 عاما، ومنشآت رياضية تتضمن أعلى المعايير وبمواصفات لم تتوافر في أي ملاعب سابقة شهدت إقامة هذه البطولة، وتجهيزات لوجستية نوعية، وقدرة تنظيمية أمنية فائقة ومتمكنة، وحفلي افتتاح وختام مبهرين، كل ذلك جعل من هذه البطولة حدثا استثنائيا في مسيرة هذا المونديال الذي انطلق في 1938 بشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد د. حسن مصطفى الذي أكد ان هذه البطولة تعد أفضل بطولات العالم في كرة اليد.قطر هي الفائز الأكبر في هذه البطولة.. نعم المنتخب الفرنسي، ذو الخبرة الكبيرة، والانجازات المتعددة عالميا، اقتنص الفوز في المباراة النهائية بفارق 3 أهداف، لكن المنتخب القطري يكفيه فخرا أنه أول منتخب ليس عربيا فحسب أو آسيويا، بل أول فريق من خارج القارة الأوروبية يكون طرفا في المباراة النهائية، لتسجل قطر بذلك انجازا غير مسبوق، ليس لقطر فقط، إنما للعرب قبل ذلك، بأن تكون دولة عربية هي صاحبة هذه البصمة، وأول من فتح الباب على مصراعيه لتحل بالمركز الثاني، وهو أفضل مركز يحققه العرب في تاريخهم طوال مسيرة بطولة العالم لكرة اليد، بل أفضل مركز يحقق عربيا في اللعبات الجماعية في المنتخبات الأولى.كل من حضر هذه البطولة من لاعبين وإعلاميين وجماهير، ومن شاهدها، عرف بالابداع القطري تنظيما وإدارة وأمورا فنية ولوجستية، وجعل من قطر مجددا رقما مهما في استضافة البطولات الرياضية في جميع اللعبات، وهو ما جعل الفرنسيين يفكرون فيما سيقدمونه في البطولة القادمة التي سيستضيفونها في 2017، وهو دفعهم للتأكيد على انهم سوف يستفيدون من الخبرات القطرية في مجال التنظيم في البطولة القادمة، وهذا نجاح آخر يسجل لقطر وقيادتها.انجاز المنتخب القطري لم يكن ليتحقق لولا فضل من الله اولا، ثم دعم لا محدود من سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، وجهود جبارة من سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العالم لكرة اليد قطر2015، منذ إعداد ملف الاستضافة الى هذه اللحظة، ثم فريق العمل الذي عمل تحت قيادته بدءا من الاتحاد القطري لكرة اليد واللاعبين والمتطوعين.قطر كسبت هذه البطولة بامتياز، وكسبت الرهان في قدرتها على الابداع عند استضافة أي حدث رياضي، لتقدم تنظيما نموذجيا، بعيدا عن التقليد، ولتفتح آفاقا واسعة في التنافس على تقديم نسخة جديدة في بطولة كأس العالم لم يسبق أن شهدتها مسيرة هذه البطولات.هذا النجاح الباهر الذي حققته بطولة العالم لكرة اليد "قطر 2015" مقدمة لكأس العالم لكرة القدم 2022، وسيعزز في الفترة الفاصلة بنجاحات مميزة أيضا رياضيا واقتصاديا وسياسيا وفنيا وتعليميا....أي بلد يحقق انجازات رياضية لا يمكن أن يسير بمعزل عن انجازات في قطاعات اخرى، وهو ما يترجم في قطر، فحجم الانجازات التي تشهدها قطر بفضل من الله ثم قيادة هذا البلد، رياضية كانت أو سياسية أو اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو ثقافية أو عمرانية ليست بحاجة للحديث عنها، فهي بحد ذاتها تتحدث عن نفسها، وبالتالي فان مسيرة قطر اليوم مسيرة متكاملة، متماسكة، مترابطة، قوية في تشابكها بين جميع القطاعات.كل التهاني وأخلصها لسمو الأمير المفدى وسمو الأمير الوالد حفظهما الله ورعاهما، ولسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، الذي لطالما واصل الليل بالنهار عملا وإخلاصا وجهدا، ليقطف اليوم هذه الثمار اليانعة..والتهنئة موصولة لاتحاد اليد ولكل العاملين في هذه البطولة، من رجال أمن أوفياء كعادتهم للأمانة الملقاة على عاتقهم، وجنود مخلصين لهذا الوطن المعطاء.كل الشكر والتقدير لأبناء الوطن الأوفياء في كل مجال كانت لهم البصمة والمشاركة في هذا الحدث أو غيره، وكانوا خير سفراء لكل من وفد إلى هذا الوطن، ليقدموا نموذجا مشرفا لأبناء هذا الوطن.كل الشكر للاخوة المقيمين الذين شاركونا فرحتنا وقبلها شاركونا العمل باخلاص وجد واجتهاد من أجل إنجاح هذا الحدث وغيره ايضا، فهم شركاؤنا في هذه التنمية الشاملة التي يشهدها هذا الوطن، فلهم منا كل الشكر والتقدير.لكم جميعا التهنئة والشكر والتقدير، فقد كنتم داعمين بالدعاء، ومساهمين في النجاح، ومشاركين في الإبداع، وستظل قطر تقدم دروسا في النجاح والابداع والتميز.

1975

| 02 فبراير 2015

خير خلف لخير سلف

برحيل المغفور له إن شاء الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقدت الأمة العربية والإسلامية قائدا ورجلا طالما سعى لتوحيد الصف، ونبذ الفرقة، والانفتاح على الآخر عبر حوار ذي أفق واسع، منطلقا من قوله تعالى " وجادلهم بالتي هي أحسن " وهنا لا يسعنا بداية إلا أن نتقدم بالتعازي الحارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد وللأشقاء بالمملكة وللأمة جمعاء لهذا المصاب الجلل، داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم قيادة المملكة وشعبها الكريم الصبر والسلوان .لقد عرف الملك عبدالله منذ أن تولى سدة الحكم في 2005، وقبلها بنحو 10 سنوات عندما كان وليا للعهد ويدير شؤون المملكة العربية السعودية الشقيقة، نظرا للظروف الصحية التي كان آنذاك يعاني منها الملك فهد رحمهما الله تعالى، وأسكنهما فسيح جناته .. عرف بالحكمة والحنكة، والحرص على خدمة وطنه وأمته، وهو ما تثبته الإنجازات التي تحققت في المملكة في جميع القطاعات، مما أحدث نقلة نوعية، فالسنوات التي قضاها في الحكم رغم أنها قصيرة ـ أقل من 10 سنوات ـ إلا أنها كانت حافلة بالمنجزات في الداخل والخارج .كان حريصا حتى أيامه الأخيرة على تدعيم الصف الخليجي والعربي والإسلامي، فهذا الحرص هو الذي دفعه لتتويج جهود المصالحة الخليجية بحكمته في لقاء الرياض الشهير في نوفمبر الماضي، لينهي بذلك واحدة من أخطر الأزمات التي تعرض لها مجلس التعاون الخليجي، بعد أن بذل سمو أمير دولة الكويت الشقيقة جهودا جبارة عبر جولات مكوكية وزيارات متعددة للأطراف الخليجية، لتفكيك الأزمة التي تعرض لها المجلس، ليلتقي هذا الجهد مع حكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وغفر له في إنهاء الأزمة في اجتماع الرياض الذي جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي .ولم تغب قضايا الأمة العربية والإسلامية عن فكره وجهده، فكان لمواقف المملكة في عهده دور بارز في العديد من القضايا، كما كان لدعواته للحوار والانفتاح ونبذ الخلافات والتكاتف لمحاربة الإرهاب صدى بارز على المستوى العالمي .وإذا كنا اليوم نستذكر هذه الأدوار الكبيرة التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، فإننا كلنا ثقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال المرحلة المقبلة، فقد عرف سموه طوال مسيرته المباركة بالحكمة في إدارة مختلف الملفات الداخلية، والتعامل بحنكة مع الأحداث والتطورات الخارجية، وهو ما يعزز من الدور المتعاظم للمملكة، وحضورها القوي والفاعل في المشهد الإقليمي والدولي، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان خير خلف لخير سلف .إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيكمل المسيرة المباركة للشقيقة السعودية، ومن المؤكد أنه سيطرح بعدا جديدا في رؤية المملكة لمختلف القضايا، والمعالجات الجذرية للعديد من الملفات، وستواصل المملكة دورها المحوري في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية وقضايا الإنسانية بصورة عامة، وتصديها للمخاطر التي تواجه المنطقة ، فالملك سلمان رجل دولة ، وحضوره في المشهد ليس وليد اللحظة ، بل هو يمتد لحكم الملك فهد ثم الملك عبدالله رحمهما الله وقبل ذلك ، فقد تولى العديد من المناصب قبل ولاية العهد ، واسندت له ملفات مختلفة في الداخل والخارج ، كما انه خلال الفترة الاخيرة قام بترأس وفد المملكة الى مؤتمرات واجتماعات عديدة .ويتمتع الملك سلمان برؤية مستقبلية ، ويحسب له اليوم انه قام بتهيئة الاجواء عبر خطوة اراها هي الاهم وهي وضع الثقة لدخول الجيل الثاني من الاسرة الى مناصب قيادية ، وهو تعيين الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد .والامير محمد بن نايف عرف عنه التواضع والانضباط والانتاجية في عمله ، وتاريخه بوزارة الداخلية شاهد على ما احدثه من نقلة في اداء هذه الوزارة الحيوية ، اضافة الى اشرافه على الحج ، وهو اكبر تجمع عالمي للبشر ، اضافة الى توليه ملفات خارجية استطاع انجازها بنجاح تام .هذه السلاسة في انتقال الحكم تؤكد ان مؤسسة الحكم بالمملكة مترسخة ، ومبنية على قواعد متينة ، وهو ما ارسل رسالة للداخل والخارج فيها طمأنينة عن مؤسسة الحكم ، اضافة الى خطوة ادخال الجيل الثاني من الاسرة الحاكمة الى تولي القيادة ، وهو ما كان البعض متخوف منه ، الا ان هذا الامر قد تم بكل سلاسة واريحية .المملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى لنا في دول مجلس التعاون، وهي الحضن الدافئ الذي طالما كان الملاذ والجامع، وهي اليوم كذلك في هذا العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد، الذين هم أشد حرصا على تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ووحدة الصف والعمل العربي، ودعم قضايا الأمة الإسلامية، فهذه القيادة الحكيمة لن تتوانى عن بذل الجهد والوقت من أجل خدمة قضايانا الخليجية والعربية والإسلامية والإنسانية جمعاء .إننا في الأسرة الخليجية كما آلمنا المصاب الجلل، فإننا نتطلع إلى قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وحكمته في إحداث نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، وفي جميع المجالات، سواء كان ذلك في الداخل السعودي في مسيرة النهضة الشاملة، والتنمية المتكاملة، أو في المشهد الإقليمي والدولي، الذي ينتظر الدور السعودي لمعالجة العديد من الملفات المتفجرة، والتي هي بحاجة إلى معالجات جذرية، خاصة قضايا الأمة العربية والإسلامية، داعين الله عز وجل أن يلهم خادم الحرمين الشريفين التوفيق ، وأن يسدد على طريق الخير خطاه، وأن ينعم على المملكة العربية السعودية الشقيقة بالأمن والأمان ومزيد من الاستقرار .

3498

| 24 يناير 2015

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6318

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

5079

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3804

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2859

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
غياب الروح القتالية

تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...

2535

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
النظام المروري.. قوانين متقدمة وتحديات قائمة

القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...

1740

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1614

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1563

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1083

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
مستقبل الاتصال ينطلق من قطر

فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...

996

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

987

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

978

| 24 أكتوبر 2025

أخبار محلية